‫المحاضرة ‪3‬‬

‫المواطنة‬
‫تقديم‬
‫د‪ .‬محمدعبدالباسط‬
‫مدرس علم األدوية والسموم – كلية الصيدلة – جامعة الصالحية‬
 ‫‪:‬مفهوم المواطنة (لًغة)‬

‫ُتعرف المواطنة (‪ )Citizenship‬بأّنها مصطلح مشتق من كلمة الوطن‪ ،‬وهو المكان الذي‬
‫ُيقيم فيه اإلنسان سواء ُو لد فيه أم لم يولد‪ ،‬والفعل منه (َو َطَن ) بمعنى أقام أو اّتخذ وطنًا‪،‬‬
‫والمواطنة مصدر الفعل (واطن) على وزن فاعل ويأتي بمعنى شارك؛ أّي شارك بالمكان‬
‫مولدًا وإقامة‪.‬‬
 ‫مفهوم المواطنة)اصطالًح ا (‪:‬‬

‫ُتعرف المواطنة اصطالًح ا بأّنها عالقة متبادلة بين األفراد والدولة التي ينتمون إليها وُيقّد مون‬
‫لها الوالء؛ لُيحصلوا فيما بعد على مجموعة من الحقوق المدنية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬
‫واالقتصادية‪.‬‬
 ‫المواطنة‪:‬‬

‫هي شعور باالنتماء والوالء للوطن وتتمثل في الجانب السلوكي الظاهر‬

‫المتمثل في الممارسات الحية التي تعكس حقوق الفرد وواجباته تجاه مجتمعه‬
‫ووطنه والتزامه بمبادئ مجتمعه وقيمه وقوانينه والمشاركة الفعالة في األنشطة‬
‫واألعمال التي تستهدف رقي الوطن والحفاظ علي مكتسباته‪.‬‬
‫وُتعرف المواطنة أيضًا وفقًا لدائرة المعارف البريطانية بأّنها عالقة بين الفرد والدولة‬
‫ُيحّد دها قانون الدولة بما تتضّم نه من حقوق وواجبات‪.‬‬
 ‫مقومات المواطنة‬

‫تتعّد د الثقافات وتختلف العقائد والقيم والمبادئ بين المجتمعات‪ ،‬إاّل أّن هناك مجموعة من‬
‫المقِّو مات األساسّية والمشتركة للمواطنة بين بلٍد وآخر‪ ،‬وهي كاآلتي‪:‬‬

‫المشاركة‬
‫في الحياة‬
‫العامة‬
‫الوالء‬
‫للوطن‬
 ‫‪ ‬المساواة وتكافؤ الفرص‪:‬‬
‫يجب التساوي بين جميع أفراد المجتمع في الحقوق والواجبات‪ ،‬وإتاحة جميع الفرص أمامهم‬
‫باختالف عقائدهم الدينية‪ ،‬ومعتقداتهم الفكرّية‪ ،‬وانتماءاتهم السياسّية‪ ،‬حيث ُيمكن تحقيق ذلك‬
‫بوجود ضماناٍت قانونيةٍ وقضاٍء عادٍل ونزيه ُينصف كّل من تتعّرض حقوقه لالنتهاك‪.‬‬
 ‫‪ ‬المشاركة في الحياة العامة‪:‬‬
‫ينبغي فتح المجال للمواطنين للمشاركة في جميع المجاالت السياسّية‪ ،‬واالجتماعّية‪ ،‬والثقافّية‪،‬‬
‫واالقتصادّية‪ ،‬بدءًا من حّق الطفل في التربية والتعليم‪ ،‬مرورًا بحرية األشخاص الفكرّية‪،‬‬
‫وحّقهم باالستفادة من الخدمات العاّم ة‪ ،‬ومشاركتهم باألنشطة الثقافية المختلفة‪ ،‬وانتهاًء‬
‫بحّقهم في االنخراط بحريٍة في األحزاب الّسياسّية‪ ،‬وتوّلي المناصب العليا‪ ،‬والمشاركة في‬
‫صنع القرار‪.‬‬
 ‫‪ ‬الوالء للوطن‪:‬‬
‫تسمو عالقة الفرد بوطنه عن أِّي عالقٍة أخرى‪ ،‬وال تنحصر في الجانب العاطفي والُّش عور‬
‫فقط بالوالء وإّنما إدراكه من خالل االعتقاد الدائم بأهمّية التقُّيد التام بااللتزامات والواجبات‬
‫تجاه الوطن‪ ،‬والشعور بالمسؤولية لتحقيق النفع العام وبأّن كّل فرد معني بخدمة وطنه‬
‫وتنميته والرفع من شأنه‪.‬‬
‫المحاضرة ‪4‬‬
‫خصائص المواطنة‬
‫تتجّلى خصائص المواطنة في عّد ة أمور وهي كما يأتي‪:‬‬
 ‫‪ ‬عالقة تبادلّية‪:‬‬

‫ُتعّد المواطنة عالقة تبادلّية بين الفرد وموطنه‪ ،‬وهي قابلة للتغُّير والتطور بين فترٍة وأخرى‪.‬‬
 ‫‪ ‬عالقة طوعية‪:‬‬

‫حيث إّن الفرد تربطه عالقة طوعّية واختيارية مع موطنه وبقّية أفراد المجتمع بمختلف‬
‫فئاتهم‪ ،‬وتكون العالقة مؤّسسًة على حِّب الوطن وشعور الفرد باالنتماء إليه والتضحية من‬
‫أجله‪.‬‬
 ‫‪ ‬الفردية‪:‬‬

‫يتمتع كّل فرد في المجتمع بمجموعة من الحقوق المدنية والسياسية بغض النظر عن‬
‫انتماءاته‪.‬‬
 ‫‪ ‬قابلية االكتساب والفقدان‪:‬‬

‫أصبح اكتساب صفة المواطنة في الوقت الحالي بالحصول على الجنسية كشرط أولي للتمُّتع‬
‫بجميع الحقوق‪ ،‬وقد ُتجّرد الدولة شخصًا من مواطنته ألسباب وجيهة تتعّلق بالتآمر وغياب‬
‫الوالء أو اكتشاف تزوير إجراءات الحصول على المواطنة أو غير ذلك‪ ،‬وقد يتنازل‬
‫الشخص من مواطنته طوعًا للحصول على مواطنة دولة أخرى‪.‬‬
‫أهمية المواطنة‬
‫ُتساهم المواطنة بشكل كبيٍر وملموٍس في تطوير المجتمعات وذلك من خالل ما يأتي‪:‬‬

‫‪ ‬تحقيق االنسجام بين أفراد المجتمع عن طريق استخدام لغة الحوار لحّل جميع أنواع‬
‫الخالف التي تنشأ بين مختلف فئاته‪.‬‬
‫‪ ‬حفظ الحقوق والحرّيات وتحفيز األفراد على تقديم التزاماتهم وواجباتهم تجاه الدولة‪،‬‬
‫وبالتالي تحّم لهم المسؤولية عند مشاركتهم في شؤون الحكم‪.‬‬
‫‪ ‬احترام االختالف والتنوع العرقّي والعقائدّي والفكرّي بين أفراد المجتمع‪ ،‬وتقديم مصلحة‬
‫الوطن على المصالح الخاصة‪ ،‬والمساهمة في ترسيخ المبادئ األساسية؛ كالكرامة‪،‬‬
‫والحرية‪ ،‬والمساواة‪.‬‬
‫‪ ‬احترام جميع حقوق األفراد في مختلف المجاالت مّم ا يدفع المواطنين للمشاركة في الشأن‬
‫العام‪ ،‬حيث ُيقّو ي ذلك المواطنة الفاعلة وُيساعد على بناء الدولة‪.‬‬