You are on page 1of 26

‫نشوء المواطنة وتطورها‬

‫مقدمة‬
‫بعض التعريفات‪:‬‬
‫‪ ‬الدولة‪ ،‬حسب علم السياسة الحديثة‪ ،‬تتضمن األرض والشعب‬
‫والمؤسّسات الدستوريّة والقانونية التي تمارس الدولة من‬
‫خاللها سيادتها وتحافظ على استقاللها‪.‬‬
‫‪ ‬الوطن هو المكان الذي يعيش فيه المرء مع أمثاله من أبناء‬
‫مجتمعه يتشاركون الماضي‪ ،‬يعيشون الحاضر ‪ ،‬ويتطلعون‬
‫نحو المستقبل ‪.‬‬
‫‪ ‬الدولة‪-‬األمة تشمل ذاكرة جماعية للماضي‪ ،‬روابط ثقافية‪،‬‬
‫من الوطن إشتق تعبير <مواطن> أي الشخص الذي‬
‫يستوطن مكانا ً معينا ً في الوطن‪.‬‬
‫إستعمال تعبير< مواطنية > يعني اإلرتباط القانوني‬
‫والعاطفي بوطنه ‪.‬‬
‫<التربية على المواطنة> أي النشاط التربوي هدفه التأثير‬
‫في المتعلم كي يكون مواطنا ً منسجما ً مع توقعات الحكومة‬
‫والمجتمع ‪.‬‬
‫إذاً المواطنة هي إثبات قانوني لعالقة فرد ما بوطن بفعل‬
‫الوالدة أو اإلكتساب للمساهمة في تطويره‪.‬‬
‫المواطنة قديما ً‬

‫بدأ ظهور المواطنة مع النظام الديمقراطي‬


‫التي عاشته أثينا ‪ ،‬عندما برزت الحاجة إلى‬
‫وصف العضو الفاعل وصاحب الحقوق‬
‫والواجبات في مجتمع الدولة‬
‫النموذج األثيني‬

‫األثينيون كانوا أول من إبتدع تعبير «مواطن‬


‫أو مواطنية»‬
‫لوصف الرجل األثيني الحر بهدف تمييزه عن‬
‫باقي الفئات متل العبيد والتجار الغرباء ‪.‬‬
‫وقد إمتاز بها الذكور الذين بلغوا الثامنة‬
‫عشر فقط‪.‬‬
‫النموذج األثيني‬
‫يشارك مواطنوها في اإلنتخاب السياسي‪ ،‬يلزم‬
‫الشباب بالخدمة العسكرية لمدة سنتين أو أكثر‪.‬‬
‫المواطن الجيد يجب أن يمتلك المعرفة‪ ،‬وأن يكون‬
‫لديه القدرة ليحكم ويحكم ‪( .‬أرسطو)‬
‫قبل أرسطو كان للحاكم مبادئ ديمقراطية مباشرة‬
‫فيقدم مبدأ المساواة والعدالة للجميع ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫النموذج األثيني‬

‫ق‬ ‫ح‬‫ي‬ ‫ال‬


‫د‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫أل‬
‫ط‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫ا‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫أ‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫و‬‫د‬
‫خ‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ث‬ ‫ك‬
‫ا‬ ‫و‬ ‫ذ‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫من‬ ‫ون‬ ‫ج‬ ‫ا‬ ‫ت‬
‫المواطنة الرومانية‬
‫أثينا‬ ‫روما‬
‫تركيز على الحرية‬ ‫•‬ ‫االباء‪ ،‬رؤوساء القبائل‪،‬‬ ‫•‬
‫حق اإلقتراع‬ ‫•‬ ‫رجال األعمال‪ ،‬الفالحين‪،‬‬
‫الحق في الزواج من عائلة‬ ‫•‬ ‫الشعب‬
‫أخرى من المواطنين‬ ‫في الحرب يشكلون جيش‬ ‫•‬
‫حق التصويت محصور‬ ‫•‬ ‫الملك‬
‫بالرجال فقط‬ ‫العبيد هم االحرار الذين لم‬ ‫•‬
‫يستطيعوا أن يردوا ديونهم‬
‫لالغنياء فاستعبدوهم‬
‫الولد الذي فوق ‪15‬من عمره‬ ‫•‬
‫عرفت اإلمبراطورية الرومانية أربعة أنواع من الحكم‬

‫الجمهوري‬ ‫ملكي‬

‫اإلمبراطوري‬ ‫الدكتاتوري‬
‫مواطنة روما‬ ‫مواطنة أثينا‬
‫المواط ن فيه ا قوي نظراً لمحدودي ة • اإلم براطور يمن ح المواطن ة لجنود‬ ‫•‬
‫قاتلوا معه ‪.‬‬ ‫مساحتها‬
‫مشارك ة المواط ن المباشرة ف ي • في عهد اإلمبراطور كركال ‪ :‬أعطي‬ ‫•‬
‫حق المواطنة إلى جميع الموجودين‬ ‫العملية السياسية‬
‫في اإلمبراطورية‪.‬‬ ‫مواطنة قانونية‬ ‫•‬
‫المشارك ة الس ياسية اقتص رت عل ى • ص فات المواط ن الص الح‪ :‬الجدي ر‪،‬‬ ‫•‬
‫الشجاع‪ ،‬يتول ى مقالي د الحك م للخدم ة‬ ‫سكان روما‬
‫العام ة‪ ،‬يعتن ي بالمجتم ع بكامل ه‬
‫وتحلي الحاكم باألخالقيات‪.‬‬
‫المواطنة والدين‬
‫المواطنة البيزنطية‬

‫الحكام‬

‫الطبقة األرستقراطية‬
‫(أصحاب األمالك المسيحيين)‬

‫التجار‬

‫طبقة الحرفيين والشعب‬


‫المواطنة في الدولة‬
‫المسيحيّة‬
‫المسيحية هي دين دولة‪.‬‬
‫أعضاء الطبقة العليا رومانيون بينما غالبية السكان من‬
‫اليونانيين‪.‬‬
‫اليونانية هي اللغة الطاغية‪.‬‬
‫لم يتمتع الشعب بحق اإلنتخاب‪.‬‬
‫لمجلس الشيوخ الحق في مناقشة أي مشروع قانون‬
‫ولإلمبراطور حق النقض‪.‬‬
‫تورط اإلمبراطور وكبار الطبقة الحاكمة في مشاحنات رجال‬
‫المواطنة في الدولة‬
‫المسيحيّة‬
‫عالقة الفرد القانونية والوجدانية بالدولة تتمثل بالهوية‬
‫والمساواة أمام القانون وبمحبة الدولة أو الوطن واإلخالص له‪.‬‬
‫المواطنة في شكلها العادي هي الجمع بين قوة الحقوق‬
‫والواجبات مندمجة مع القيم المشتركة‪ .‬‬
‫المواطنة المستندة إلى الخلفية الدينية للفرد تتصف بإستثناء و‬
‫استبعاد غير المنتمين إلى الدين ذاته وبهذا خرق لمبدأ المساواة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫المواطنة في الدولة‬
‫المسيحيّة‬
‫إنهارت األفكار حول المواطنية في القرون الوسطى لتحل محلها‬
‫سياسي‬
‫ّ‬ ‫التزامات الرعية المؤمنة نحو الكنيسة فأصبح لرجال الدين نفوذ‬
‫كبير‪ .‬‬
‫ما زال المواطنون يعبرون عن والئهم لرجال الدين قبل انتمائهم للدولة‪ .‬‬
‫ربط المفكرون المسيحيون المواطنة بالرجل الصالح الذي يقوم بواجباته‬
‫الدينية‪ .‬‬
‫الكنيسة في الغرب ركزت على ما ‪ ‬اعتقدته العمل الصالح لخالص‬
‫االنسان‪ .‬‬
‫المواطنة في الدولة‬
‫المسيحيّة‬
‫كانت الكنيسة القديمة تحرم االنسان حتى من حق التفكير‪  .‬‬
‫تحولت المواطنة إلى نوع من التبعية لإلمبراطور أو لرجل‬
‫الدين‪.‬‬
‫ظهرت المواطنة الدينية وظهر معها التعصب‪ .‬‬
‫أعاد ماسيليوس المواطنة إلى تفسيرها العلماني أي الشعب هو‬
‫صاحب السلطة المطلقة وأصبحت الهوية مدنية‪ .‬‬
‫ظهرت فلسفة المسؤولية الفردية الذاتية الدينية نحو الخالق‪ .‬‬
‫حرب المئة سنة‬
‫والمواطنة‬
‫وستفاليا التي كانت من نتائجها تغيّر‬ ‫انتهت الحروب في دول أووبا بمعاهدة‬ ‫•‬
‫مفهوم المواطنة وأصبحت مبادئها أساسا ً لدساتير الدول القومية الناشئة في‬
‫أوروبا‪.‬‬
‫اعطي ت معاهدة وس تفاليا الحقا ً إس م س يادة وإس تقالل‪ .‬واس تعادت الدول ة‬ ‫•‬
‫بنتيجتها الكثير من الصالحيات‪.‬‬
‫وقد ورد تعبير «مواطنون» أكثر من مرة في بنود المعاهدة لكنه كان‬ ‫•‬
‫مصحوبا ً بتعبير تابعون (لرجال اإلقطاع)‪.‬‬
‫بقي هنالك تمييز بين سكان المدن الذين اعطوا لقب مواطنين بينما الباقون‬ ‫•‬
‫اعطوا لقب قاطنين‪.‬‬
‫أخذت الحرية الفردية موقعا ً وأصبح للمواطن الفرد قيمة وكلمة يقولها‬ ‫•‬
‫تم إعالن نشوء الدولة‪ -‬األمة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫•‬
‫الكنيسة والمواطن بعد وستفاليا‬

‫تخوف رجال الكنيسة من مفهوم الدولة‪ -‬األمة ومن تنشئة أجيال على‬
‫التعصب القومي‪.‬‬
‫هذا التخوف لم يعط أهمية من قبل الشعب الذي بدأ بتذوق طعم الحرية‪.‬‬
‫عاد البابا واصدر مجدداً وثيقة بعنوان «المسيحيون كمواطنين» في‬
‫محاولة توفيقية بين الدين والدولة معتبراً ّ‬
‫أن‪:‬‬
‫‪ ‬لكل منهما سيادة فرديّة وال تخضع إحداهما لألخرى‪.‬‬
‫‪ ‬على المواطن الكاثوليكي أن يكون مخلصا ً للدولة التي يعيش فيها‪.‬‬
‫استم ّر التوتر بين سلطة الكنيسة وسلطة الدولة حتى نهاية الحرب العالمية‪.‬‬
‫المواطنة في الدولة‬
‫المسيحيّة‬
‫في عهد البابا يوحنا الثالث والعشرون اتخذت الكنيسة مواقف متقدمة معتبرة أن ‪:‬‬
‫‪ ‬التضامن مع الفئات المهمشة والطبقة الفقيرة هو فعل مشاركة في سبيل الخير‬
‫المشترك‪.‬‬
‫‪ ‬احترام الكرامة االنسانية عنصر من عناصر الديمقراطيّة‪.‬‬
‫‪ ‬الوقوف ضد اإلستثناء أدت إلى تحرير العبيد‪.‬‬
‫‪ ‬المواطنون الصالحون يشاركون في الشأن العام ولديهم حقوق وعليهم واجبات ‪.‬‬
‫‪ ‬المواطن هو اإلنسان الذي يقوم بواجباته الدينية ويؤدي الخضوع للسلطتين الدينية‬
‫والزمنية‪.‬‬
‫كان التركيز دائما ً على واجباته‬
‫المواطنة في الدولة‬
‫الحديثة‬ ‫اإلسالمية‬
‫المواطن المسلم ‪ :‬جميع البالد التي تسودها الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتطبق‬
‫أحكام االسالم هي وطن المسلم‪.‬‬
‫المواطنة في اإلسالم أوسع من الحدود الجغرافية اإلقليمية الضيقة للوطن‬
‫اإلسمي‬
‫يكون كل فرد مسلم مواطنا ً‪.‬‬
‫في الواقع األمر ليس صحيحا ً ال يمكنه الدخول دون فيزا‪.‬‬
‫الفرد يتمتع بالحكم كونه مسلما ً‪.‬‬
‫حقوق المواطن اإلسالمي‪ :‬حق الحياة‪ ،‬حق الملكية‪ ،‬العدل‪ ،‬المساواة‪.‬‬
‫ال يحق للمسلم تغيير دينه‪.‬‬
‫المواطنون غير المسلمين ‪ :‬تم استثنائهم من المواطنية‪.‬‬
‫المواطنة في الدولة‬
‫اإلسالمية الحديثة‬
‫إن المواطنة في الحياة السياسية اإلسالمية تعتمد على‬
‫معيارين اإلنتساب الديني واإلقامة‪.‬‬
‫رؤية اإلسالمية المعاصرة للمواطنة من خالل التطرق‬
‫لموضوع عقد الذمة‪.‬‬
‫المواطنة في الدولة‬
‫اإلسالمية الحديثة‬
‫قبول غير المسلمين كمواطنين لهم جميع الحقوق‪.  ‬‬
‫بالنسبة إلى"باكوم" عنصر الدين له أهمية في المواطنة وما‬
‫نواح قانونية ووجدانية‪. ‬‬
‫ٍ‬ ‫تتضمه من‬
‫أهمية الحرية الدينية تكمن في اعطاء المهاجر هوية الوطن‬
‫الذي إنتقل إليه‪. ‬‬
‫مناقشة تمهيديّة‬
‫‪ .1‬من خالل ما سبق مناقشته‪ ،‬ما تأثير الدين على‬
‫المواطنة «المعاصرة» بشكل عام ؟‬

‫‪ .2‬ما تأثيره على المواطنة في لبنان «حاليّا ً» ؟‬


‫مناقشة تمهيديّة‬
‫‪ .3‬هل تعيش جميع الدول «المعاصرة» ذات‬
‫ّ‬
‫التعددية الدينيّة في أزمات مواطنيّة ؟‬

‫‪ .4‬ما الحلول الممكنة ؟‬

‫‪ .5‬ما الحلول الممكنة في لبنان ؟‬


‫عمل مجموعات‬
‫المجموعتين الثالثة والرابعة‬ ‫ا ل م ج م و ع ت ي ن ا أل و ل ى و ا ل ث ا ن ي ة‬
‫المواطنة اللبنانيّة بين اآلمال والواقع‬ ‫المواطنة بين الفكرين اإلسالمي والعلماني‬
‫‪.1‬ما الذي يجعل من لبنان نموذجا‬ ‫‪ .1‬ما كانت اسباب عدم تبلور الهوية في‬
‫للمواطنة بحسب الكاتب ؟‬ ‫الدول العربية (اإلسالميّة)؟‬
‫‪.2‬لماذا لم يستطع هذا النموذج تجنب‬ ‫‪.2‬لماذا اعتبر الكاتب أن فكرة المواطنة‬
‫الصراعات واالنقسامات واالنتقال‬ ‫تصعب تحقيقها ؟‬
‫باللبنانيين من حالة الرعايا الى حالة‬
‫‪.3‬كيف انتقلت أوروبا من حال الحروب‬
‫المواطنين؟‬
‫الدينيّة الى حالة المواطنة والدولة المدنيّة‬
‫‪.3‬كيف يرى الكاتب الحالة‬ ‫؟‬
‫الديمقراطية في لبنان بعد اتفاق‬ ‫‪.4‬وما الذي جعل الفكرة مقبولة في أوروبا‬
‫الطائف؟‬ ‫ومرفوضة في الدول العربية؟‬
‫عمل مجموعات‬
‫قواعد عمل المجموعات‬
‫ب‪ .‬بالتشاور مع المجموعة‪:‬‬ ‫‪ 4‬مجموعات من ‪ 5‬طالب (توزيع‬
‫‪ -1‬شرح المصطلحات بحسب ما يراه كاتب‬ ‫األدوار وتحديد المتكلم)‬
‫النص‪.‬‬ ‫الوقت ‪ 40 :‬د‪10( .‬د‪20 + .‬د‪10 + .‬د‪).‬‬
‫ص ة بكل مجموعة‪.‬‬ ‫‪ -2‬االجابة عن األسئلة الخا ّ‬
‫أ‪ .‬إفراديّا ً‪:‬‬
‫‪ -3‬تدوين اآلراء المخالفة رأي الكاتب‬
‫وتبريرها‪.‬‬ ‫‪ -1‬قراءة النص‬
‫‪ -4‬مناقشة‪.‬‬ ‫‪ -2‬استخراج المصطلحات الخاصة‬
‫‪ -5‬كيف يمكن معالجة المواطنة في لبنان ؟‬ ‫بالمواطنيّة وقيمها ومبادئها‪( .‬ما تظنونه‬
‫كذلك)‬

You might also like