You are on page 1of 16

‫صحة المجتمع‬

Community Health
Nursing

‫تمريض صحة المجتمع‬


‫منذ القدم واإلنسان يعيش في جماعات تسمى مجتمعات‪ ،‬وفي هذه الجماعات كان اإلنسان يحصل على احتياجاته من‬
‫خالل مهارات مختلفة وخامت ورعاية ال يستطيع أن يقدمها الفرد لنفسه‪ ،‬ولكي تستمر هذه المجتمعات في تقديم هذه‬
‫الخدمات يجب عليها أن تحمي وجودها واستمرارها بالحفاظ على صحتها‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫المجتمع‬

‫ما هو المجتمع؟‬
‫إن تعريفات المجتمع كثيرة ومتعددة‪ ،‬فالبعض ينظر إليه من حيث األعمال التي تؤدى به‪:‬‬
‫(المجتمع هو تجميع وحدات اجتماعية وأنظمة تقوم بعمل اجتماعي كبير له وضع معروف )(وارن وميلري‬
‫‪.)1903‬‬
‫والبعض يرى المجتمع بموقعه الجغرافي‪« :‬المجتمع هو منطقة جغرافية تتصف بعوامل اجتماعية وثقافية‬
‫وبيئية)‪( ،‬أتوهين وتينجل ‪،)1974‬‬
‫وترى تعاريف أخرى أن المحور األساسي للمجتمع هو وجود سمات متشابهة بين األفراد‬
‫«المجتمع هو تجميع األفراد الذين لهم مركز محوري أو قوة رابطة‪( ،‬جارفيس ‪،)1989‬‬
‫(المجتمع هو مجموعة من األفراد يشتركون في بعض السمات الهامة في حياتهم)(سبرادلي ‪.)1981‬‬
‫وعلى الرغم من تعدد التعاريف لمفهوم المجتمع فإن هناك ثالثة مبادئ هامة تجتمع في كل‬
‫التعاريف وهي وجود‪:‬ـ‬
‫‪-1‬االهتمام المشترك بين المجموعة وليس االهتمام الخاص؛‬
‫‪2‬ـ أي نوع من الروابط بين أفراد المجموعة؛‬
‫‪ -3‬بعض التفاعل اإلنساني‪.‬‬
‫ومن التعاريف الجيدة للمجتمع‪ :‬أنه عبارة عن مجموعة من األفراد المتواجدين في منطقة جغرافية معلومة الحدود‬
‫تربط بينهم اهتمامات مشتركة وروابط معينة محكومة بعادات وتقاليد وقوانين وشرائط دينية وتفاعل إنساني‪.‬‬
‫وإذا تم الطلب من مجموعة من ممرضي المجتمع‪ ،‬تعريف المجتمع‪ ،‬سيتم الحصول على تعاريف بعدد أفراد‬
‫المجموعة‪ ،‬فكل يعرفه حسب مفهومه والمنظار الخاص الذي ينظر به‪ .‬درست هيلري عام ‪ 1955‬أربعة وتسعين‬
‫تعريفا ً للمجتمع‪ ،‬وحاول غيرها وضع التعريف النهائي‪ .‬ولكن ال يوجد حتى اليوم تعريف واحد للمجتمع يتفق عليه‬
‫علماء االجتماع‪ .‬ولعل من أنجح التعاريف ذلك الذي وضعته سبرادلي عام ‪ 1991‬والذي وصفت من خالله المجتمع‬
‫بتجميع اإلجابات عن عدة تساؤالت وهي‬
‫‪ Who -1‬من؟ عوامل اإلنسان‬
‫عامال المكان والزمان؛? ‪ -2‬اين ومتى؟ – ‪- - ? Whare and When‬‬
‫‪ 3Why and How –3‬ـ لماذا وكيف؟‬
‫التفاعل العاطفي بين قيم وعادات وتقاليد ومعتقدات‪.‬‬
‫وإذا أجبنا عن جميع هذه التساؤالت نكون قد أنتجنا تعريفا ً للمجتمع وقد يكون مشابها للذي تم نكره مسبقا ً‪.‬‬
‫أشكال المجتمع‬
‫هناك أشكال للمجتمع مرتبطة بالترتيب الديموغرافي وهي على النحو التالي‪:‬‬
‫‪-1‬المجتمع األمثل‪ :‬يتميز هذا النوع من المجتمع بتركيبة مثلى ومتوازنة بين عدد األفراد المكونين له وهو‬
‫عكس المجتمع المكتظ األفراد والمجتمع المؤلف من قلة بشرية‪.‬‬
‫‪-2‬المجتمع الثابت‪ :‬ويتكون من سكان معدل نموهم السنوي تابت والتركيب العمري ثابت‪ ،‬غير متغيرين‬
‫بحكم أن المعدل العام للوالدات والوفيات ومعدل الوفيات حسب التركيب العمري يبقى ثابتا ً لمدة طويلة‪.‬‬
‫‪-3‬المجتمع المستقر‪ :‬وهو مجتمع يكون معدل نمو سكانه سلبيا ً نظرا ً لتساوي معدل الوالدات والوفيات‬
‫ووجود توزيع متعادل في التركيب العمري غير المتغير‪.‬‬
‫‪-4‬المجتمع الهرم‪ :‬وهو مجتمع يضم نسبة عالية من األفراد المعمرين مع ضعف في معدل النمو‬
‫الديموغرافي العام لفئتي األطفال والقوى البشرية العاملة في مرحلة العمر المنتجة‪.‬‬
‫أشكال المجتمع‬
‫وهناك أشكال مرتبطة بمستوى مدنية المجتمع وهي كالتالي‪:‬‬
‫المجتمع المدني‪ :‬وهو المجتمع الذي يتمتع أفراده بتوافر المصالح االجتماعية والثقافية والصحية‪ ،‬فالمدينة توفر المرافق األساسية للعيش‪،‬‬
‫وإمكانية التعايش بين المجموعات المختلفة وتكون هذه العوامل عادة دافعا ً إلى زيادة الحس االجتماعي‪ .‬لكن رغم ما توفره المدينة من‬
‫مرافق أساسية وخدمات اجتماعية كالتعليم‪ ،‬والصحة ووسائل االتصال والتواصل والسكن وفرص العمل‪ ،‬فإن المجتمع المدني معرض إلى‬
‫مخاطر عديدة سببها االنفتاح على مجتمعات أخرى مختلفة ومن أمثلة هذه المخاطر في عصرنا الحالي القزع‪.‬‬
‫مجتمع المدينة‪ :‬ويكون اقتصاده غير زراعي حيث يعمل ثلثا السكان بغير الزراعة‪ ،‬ويتمتع بمركز حكم محلي‪ ،‬فتكتسب فئة منه وخاصة‬
‫الشبابية سلوكا ً اجتماعيا ً دخيالً يعرضها إلى اضطرابات في السلوك كما يعرضها إلى ممارسات صحية مدمرة كالتدخين والتلوث البيئي‪،‬‬
‫واإلدمان على الكحول والمخدرات‪ ،‬والعنف واألمراض الحديثة كاإليدز والسرطان‪ .‬وقد تتضافر هذه العوامل مع ما يعانيه المجتمع من‬
‫مشاكل داخلية كالبطالة والكثافة السكانية وتزايد معدل الوالدات‪ ،‬وخاصة في األسر المحدودة الدخل‪ ،‬والتسرب من المدارس‪ ،‬فينتج عنها‬
‫مشاكل اجتماعية وصحية واقتصادية وعلى رأسها التفكك األسري والصراع بين األجيال واللجوء إلى العنف واإلجرام‪ ،‬وبهذا يتدهور‬
‫المجتمع ويختل توازنه فيفقد القدرة على الدعم والمساندة واالستجابة الحتياجات األفراد‬
‫أشكال المجتمع‬
‫• مجتمع المناطق المستحدثة‪ :‬هو حصيلة هجرة مكثفة من الوسط الريفي تلتصق بالمدن‪ ،‬وغالبا ً ما تكون‬
‫الظروف المعيشية فيه صعبة نظرا ً للكثافة السكانية وقلة المرافق األساسية وصعوبة التنقل واالتصال وتطلع أفراده‬
‫إلى مستوى معيشي يفوق بكثير مواردهم‪ ،‬فتساهم هذه الظروف بقسط كبير في زيادة المشاكل االجتماعية‪ .‬وقد‬
‫يصبح الفرد فيه مؤهال إلحداث اضطرابات في الوسط األسري والثورة ضد بعض العادات والتقاليد‪ ،‬كما ينتشر‬
‫القلق والضغط والتصادم بين المجموعات من مختلف األعمار‪ ،‬وهذا يهدد باالنهيار األسري فيتعرض األفراد إلى‬
‫مشاكل اجتماعية وصحية واقتصادية‪.‬‬
‫المجتمع الريفي‪ :‬عادة ما يكون للكبار في هذا المجتمع دور فعال في المحافظة على توازن األسرة والتقاليد‬
‫والروابط الوثيقة التي تتحكم في األسرة مع تقاسم األنماط واألدوار والتصرفات في الحياة بصفة متماسكة ومتقاربة‬
‫رغم عدم توافر المرافق األساسية بالقدر الكافي والنقص في الموارد الطبيعية وفرص العمل‪ .‬وقد عملت التحوالت‬
‫االجتماعية الحديثة على تقلص المجتمع الريفي الذي بدأ في فقدان مالمحه الريفية بسبب الهجرة‪ ،‬سواء كانت‬
‫داخلية بالنزوح إلى المدينة‪ ،‬أو خارجية عند انتقال أفراده إلى الدول األخرى‪ .‬وهذا الواقع الذي أنتجته ظروف‬
‫مستحدثة خلقتها عالقات االتصال بالعالم الخارجي فرض أوضاعا ً جديدة على األسرة والمجتمع الريفي أثرت على‬
‫قدرة األسرة على أداء مهماتها األصلية‪ .‬رغم ذلك فإن المالمح األصلية للمجتمع الريفي ما زالت بارزة كالمحافظة‬
‫على صلة الرحم والتواصل والتآزر‪.‬‬
‫‪health‬الصحة‬
‫في عام ‪ 1964‬وضعت منظمة الصحة العالمية تعريفا ً للصحة جاء فيه أن‬
‫«الصحة هي حالة من اكتمال السالمة الجسمانية والعقلية واالجتماعية وليست فقط الخلو من المرض أو‬
‫العجز)‬
‫في عام ‪ 1988‬وفي أحد مؤتمرات التمريض عن الصحة للجميع بحلول عام ‪ ،2000‬كان هناك امتداد آخر‬
‫لتعريف الصحة (منظمة الصحة العالمية‪)1964‬‬
‫بانها حالة من المعافاة الكاملة بدنيا ً ونفسيا ً واجتماعيا ً ال مجرد انعدام المرض أو العجز (‪1988‬‬
‫‪Wellness‬العافية‬
‫عرف انسوف‬
‫العافية بأنها ليست غياب المرض ولكن العافية هي أن يرتبط اإلنسان بمواقف وسلوكيات تحافظ على نوعية‬
‫الحياة وتعززها ويستغل أقصى طاقاته‪.‬‬
‫والمفاهيم األساسية للعافية تحوي االعتماد على النفس وعملية النمو وكيفية معالجة الضغط النفسي واللياقة‬
‫واللياقة الصحية والقرارات اليومية بشأن التغذية والصحة والعافية وجميع ما يتعلق بالصحة الصحية‬
‫وبالفرد بشكل عام للوصول إلى مستوى عال‬
‫و قد اقترح أنسوف خمسة أبعاد للعافية‪:‬‬
‫‪ - 1‬البدنية‪ :‬وهي القدرة على القيام باألعمال اليومية والحفاظ على اللياقة البدنية والتغذية الكافية‪ ،‬وتجنب‬
‫الكحول والتدخين واالستعمال الخاطئ لألدوية‪ ،‬وممارسة عادات وقد اقترح أنسوف خمسة أبعاد للعافية‪:‬‬
‫إيجابية في طريقة المعيشة بشكل عام‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ االجتماعية‪ :‬وهي القدرة على تبادل االحترام والتعامل والتفاعل بنجاح مع أفراد المجتمع‬
‫‪3.‬ـ العاطفية‪ :‬وهي القدرة على تحمل الضغوط والتعبير عن العاطفة بشكل مالئم وصحيح‪.‬‬
‫‪ - 4‬العقلية‪ :‬وهي القدرة على التعلم واستعمال المعلومات بشكل مفيد للتطور الشخصي والعائلي والمهني‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ الروحية‪:‬‬
‫ونالحظ أن جميع العناصر وجميع العوامل المكونة لها متداخلة يؤثر بعضها في بعض بشكل أو بآخر‪ ،‬ولها‬
‫تأثير كبير على حالة الفرد الصحية والمرضية‪ ،‬لذلك تتطلب العافية تفاعل جميع مكونات أبعادها الخمسة‬
‫للوصول إلى مستوى عالي من السعادة والهناء‪.‬‬
• https://toolsqu.com/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b2%d8%b9-
%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-
%d8%ad%d8%b1%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-
%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b2%d8%b9-4-
%d8%a3%d9%86%d9%88%d8%a7%d8%b9-
%d9%84%d9%84%d9%82%d8%b2%d8%b9/

You might also like