‫السنة األولى جذع مشترك علوم إنسانية‬

‫مقياس‪ :‬مدخل إلى علم اآلثار‬

‫فوج رقم‪12 :‬‬

‫عنوان البحث‪:‬‬

‫المعالم األثرية في وهران‬

‫إشراف األستاذ (ة) ‪ :‬طاهر منصور* خديجة‬ ‫إعداد الطلبة ‪:‬‬

‫مساح وسام نور الهدى‬ ‫‪-‬‬
‫شرقي سارة‬ ‫‪-‬‬

‫البحث‬
‫‪2021 /2020‬م‬ ‫السنةخطة‬
‫الجامعية‪:‬‬
 ‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬ ‫‪-‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أشهر المعالم األثرية لمدينة وهران‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قلعة القصبة‪.‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫برج الجبل (مرجا جو) سانتا كروز‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مسجد الباي محمد بن عثمان الكبير ومقبرته بخنق النطاح في‬ ‫‪-‬‬
‫وهران‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬مسجد البرانية أو بني عامر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬برج المونة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المطلب السادس‪ :‬ضريح سيدي عبد القادر الجياللي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الخاتمة‬ ‫‪-‬‬

‫قائمة المراجع‬ ‫‪-‬‬

 ‫مــقــدمــة‬
‫مدينة وهران أو الباهية ثاني اكبر المدن الجزائرية ومن أهم مدن المغرب العربي‪,‬‬
‫والتي تحتل مكانة مرموقة في التاريخ ‪ .‬هذه المدينة التي مرت بها العديد من‬
‫الحضارات ‪ ,‬وسكنها العديد من السكان من مختلف األجناس ‪,‬وتتابعت عليها‬
‫العديد من السالالت الحاكمة من عرب وبربر وأتراك ‪ ,‬باإلضافة إلى اإلسبان‬
‫المحتلين والفرنسيين مما زاد في تنوعها الثقافي والحضاري واغني تاريخها‬
‫العريق‪ ,‬ففي كل شبر من هذه المدينة الجميلة ‪ ,‬بصمة من بصمات الحضارة‬
‫اإلنسانية ‪ ,‬إذ تتوفر على العديد من القالع والحصون والمساجد العتيقة ‪ ,‬فمن شاد‬
‫هذه المنشآت األثرية وكيف هو حالها اليوم ؟ ‪.‬‬
 ‫المبحث األول‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬قلعة القصبة‬
‫تقع على الضفة الغربية لوادي الرحى (رأس العين ) على سفح جبل المايدة (مرجا جو)‪.‬‬
‫تأسست في أواخر عهد الدولة في مطلع القرن العاشر ميالدي كانت مركزا لسلطة الحكام في‬
‫العهود اإلسالمية المختلفة وفي العهد االسباني واألتراك منذ تأسيسها في قسم علوي على سفح‬
‫الجبل ‪,‬وهي على شكل مثلث ‪ .‬وفي القسم السفلي إلى شرق من القسم العلوي توجد مرافق ثكنة‬
‫الجيش ومخازن لألسلحة‪ ,‬وعدة أبنية إلدارة الجيوش والبحرية ومجالس الحرب‪ .‬وكانت‬
‫بجانب هذه القصبة بعض المساجد أزيلت في عهد األسبان ‪ ,‬وتتصل القصبة بباقي أجزاء‬
‫المدينة بواسطة بابين ‪.‬‬
‫وقد تعرضت القصبة مرارا إلى التهديم والتخريب ‪ ,‬فهدم الكاردينال "خيمينيس" جزءا منها‬
‫عام ‪1509‬م ‪ .‬ثم جدد االسبان بناءها عام ‪1589‬م ‪ ,‬وأحاطوها بسور خالل أعوام ‪ 1665‬و‬
‫‪ 1682‬م ‪ ,‬وأحدثوا بها بعض الحصون والمنشات للحماية والدفاع ‪ .‬وعندما فتح بوشالغم‬
‫وهران عام ‪ 1708‬م اتخذ القصبة مقرا إلقامته ‪ .‬ولما أعاد االسبان احتاللهم لوهران في سنة‬
‫‪1732‬م ‪ .‬أحاطوا القصبة بعدد من المعاقل المحصنة حولها للدفاع عنها ‪ .‬من أهمها معقل‬
‫الحاجز في الجهة الشرقية ‪ ,‬والذي يمتد من القصر األحمر إلى البرج الجديد المعروف بسان‬
‫‪1‬‬
‫أندري ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬برج الجبل (مرجا جو) سانتا كروز‬

‫أسسه االسبان على قمة جبل سيدي هيدور ‪ ,‬فوق برج حسن بن زهوة ‪ .‬عام ‪1567‬م ‪,2‬على‬
‫ارتفاع يبلغ ‪375‬م ‪ ,‬في عهد الحاكم "دون لويس غاليسيران دي بورخا"‪ .‬تكمن أهميته في‬
‫انه يطل على المدينة ومينائها ويرصد البحر والتواء الساحل ومراقبته ‪ ,‬كما انه يحمي حصن‬
‫"سان غريغوري" ‪ .‬ولما واجه االسبان صعوبات كبيرة في بنائه استعانوا ببعض القبائل‬
‫المجاورة لوهران خاصة الحميانيين ‪ ,‬الذين قاموا بنقل المياه على ظهورهم ‪ ,‬وذلك بتأثير من‬
‫احد شيوخهم يدعى "مرجا جو" الذي كان مواليا لالسبان ‪ .‬وبعدما انتهوا من بنائه أطلقوا عليه‬
‫اسم "القديس كروز" ووضعو به ‪ 300‬مدفعا ‪ .‬ورغم هذه المناعة التي تميز بها الحصن‬
‫‪1‬‬
‫عبد القادر فكاير ‪ ,‬الغزو االسباني للسواحل الجزائرية وأثاره (‪1206_910‬ه ‪1792_1505 /‬م) دراسة تتناول اآلثار السياسية‬
‫‪ .‬واالقتصادية واالجتماعية والثقافية على الجزائر ‪ ,‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ,‬الجزائر ‪,‬ص‪427‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬يحي بوعزيز ‪,‬مدينة وهران عبر التاريخ ‪,‬دار الغرب للنشر والتوزيع‪,‬الطبعة االولى ‪ ,‬وهران ‪,‬ص‪162‬‬
 ‫من موقع مرتفع ‪ ,‬إال أن باي معسكر مصطفى بوشالغم تمكن من فتحه في عام ‪1708‬م‬
‫وأسر اكثر من ‪ 600‬رجل كما غنموا عتادا كثيرا ‪ .‬واثر إعادة االسبان احتالل وهران في عام‬
‫‪1732‬م ‪ ,‬جددوا بناءه في عام ‪1738‬م بقيادة "باليخو"‪ .‬ولما زحف محمد الكبير على وهران‬
‫عام ‪1791‬م حاول نسفه‪ ,‬لكن الجنود االسبان فضلوا االستسالم ‪ 3.‬وبقي على حاله إلى أن احتله‬
‫‪ , 1860 , 1856‬وسموه ‪:‬‬ ‫الفرنسيون عام ‪1831‬م ‪ ,‬فجددوا تحصيناته في أعوام‬
‫‪ ,1849‬بعد أن ظهر في المدينة‬ ‫القديسة الكروا وبنوا تحته كنيسة القديسة كروز عام‬
‫‪4‬‬
‫مرض الكوليرا ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مسجد الباي محمد بن عثمان الكبير ومقبرته بخنق النطاح في وهران‬
‫المسجد الرابع من المساجد العتيقة بمدينة وهران ‪ ,‬وقد تم بناؤه بعد تحرير وهران من‬
‫االستعمار االسباني عام ‪1792‬م ‪ ,‬في شكل فيال صغيرة ليكون مقبرة للباي محمد بن عثمان‬
‫الكبير وأفراد عائلته ‪ .‬وفعال دفن فيه هذا الباي لما توفي عام ‪1799‬م ‪ ,‬ولكن الفرنسيين نقلوه‬
‫اعتمادا على رواية إمامه الحالي الى مقبرة مول الدومة بحي رأس العين في سفح جبل المايدة‬
‫‪5‬‬
‫الشرقي ‪ .‬وذلك بعد االحتالل الفرنسي لوهران عام ‪1831‬م ‪.‬‬
‫وقد حول الفرنسيون هذه الفيال أو هذه المقبرة ‪ ،‬او هذا المسجد ‪.‬إلى سكن تداول عليه عدد‬
‫كبير من األوروبيين ذوي األصل االسباني ‪ ،‬وهم الذين أحدثوا في مقدمته الشرقية األمامية‬
‫ثالثة بيوت للسكنى‪ ،‬واتخذوا المساحة الخلفية الغربية حول الساحة والنخلة الصغيرة مربطا‬
‫لحيواناتهم ‪ ،‬وبقي على هذا الوضع إلى عقد الخمسينات من هذا القرن ثم أعطوه لفقيه بسيط‬
‫‪6‬‬
‫اخذ يعلم فيه الصبيان القرآن الكريم حتى استعادة االستقالل الوطني عام ‪1962‬م ‪.‬‬
‫والذي ال شك فيه أن هذا المسجد وان كان في األصل مقبرة للعائلة الباي محمد بن عثمان‬
‫الكبير ‪ ،‬إال أنه أسس أيضا ليكون مسجدا بدليل مئذنته التي بنيت له أثناء تأسيسه على الزاوية‬
‫الجنوبية الشرقية أمام المسجد أو قاعة الصالة ‪ .‬بقي هذا المسجد الصغير أو هذه المقبرة ‪،‬‬
‫والضريح‪ ،‬مغلقا وأسيرا طوال عهد االستعمار الفرنسي أكثر من قرن من الزمن‪ ،‬و حوله‬
‫المستعمرون إلى سكن لبعض العائالت األوروبية ‪ ،‬ومربط للحيوانات كما فعلوا بمسجد سيدي‬
‫حسن أو مسجد المبايعة بمدينة معسكر وبمساجد أخرى تعد بالمآت في كل أنحاء الجزائر ‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫‪.‬عبد القادر فكاير ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص‪431_430‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.‬يحي بوعزيز ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص‪163_162‬‬
‫‪5‬‬
‫‪,‬يحي بوعزيز ‪ ,‬المساجد‪ c‬العتيقة في الغرب الجزائري ‪,‬الطبعة االولى‬

‫منشورات‪.ANEP‬ص‪,57‬‬
‫‪6‬‬
‫‪.‬يحي بوعزيز‪ ,‬مرجع سابق (المساجد)‪ ,‬ص‪58‬‬
 ‫ومدنها و قراها‪ .‬وذلك في إطار إهانة الجزائريين المسلمين وإذالل دينهم اإلسالمي وتدنيس‬
‫‪7‬‬
‫مؤسساته المقدسة الطاهرة ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مسجد البرانية أو بني عامر‬

‫الذي أسسه بوشالغم عام ‪1708‬م للتجار األجانب الذين يحضرون إلى وهران لغرض التجارة‬
‫وذلك بالقرب من باب الجيارة خارج السور ‪ ،‬فقد هدمه االسبان عام ‪1732‬م ‪ ،‬وأقاموا في‬
‫مكانه برج قورد لتدعيم برج الصبايحية ‪،‬ولكن الباي عثمان هدم هذا البرج عام ‪ 1801‬وأعاد‬
‫تأسيس المسجد الذي بقي عامرا حتى ‪ 1844‬ثم حوله الفرنسيون إلى كنيسة باسم القديس‬
‫أندري ‪ ،‬وقد حولت كذلك إلى مسجد كما كانت في األصل إحياء لتراث هذه المدينة التاريخي‬
‫‪8‬‬
‫وذلك في نهاية السبعينات من القرن العشرين الماضي ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬برج المونة‬

‫يقع هذا البرج في الشاطئ الشمالي الغربي لميناء المدينة على رأس بحري‪ ،‬الذي نزلت فيه‬
‫قوات االحتالل ألول مرة في البر ‪،‬إلى جانب احد ابواب المدينة وهو باب الميناء ‪ ،‬على‬
‫الطريق الذي يؤدي إلى المدينة شرقا والى المرسى الكبير غربا‪ ،‬أسسه اإلسالم سنة ‪1509‬م ‪.‬‬
‫أطلق عليه السكان اسم برج اليهودي نسبة إلى المكاس اليهودي بن زواوة سطورة االشبيلي‬
‫الذي خانهم وأرشد القائد االسباني دون "دييغو القرطبي" لينزل في ذلك المكان ويدخل المدينة‬
‫ويحتلها ‪ .‬وكانت توجد بجواره مخازن سطورة اليهودي‪ ،‬الذي أقره االسبان في وظيفته مكاسا‬
‫وقابضا للمال نظير خدمته لهم ‪ .‬أصبح هذا البرج حصنا للجنود ‪ ،‬ووضعوا فيه أربعة مدافع‬
‫‪9‬‬
‫وللدفاع عن المدينة استغل االسبان هذا البرج حصنا للجنود ‪.‬‬

‫سادسا‪:‬ضريح سيدي عبد القادر الجياللي‬

‫في قمة جبل مرجا جو أسسه على ما قيل المرصلي‪ c‬قائد رماة الباي محمد الكبير ‪ ،‬وفاء للنذر‬
‫الذي قطعه على نفسه فيما اذا تم تحرير المدينة من النصارى االسبان‪ ،‬وحسب معلومات‬
‫المازري في طلوع سعد السعود ‪ ،‬فان ضريح سيدي عبد القادر الجياللي ‪ ،‬هو ضريح سيدي‬
‫الفياللي قرب مقبرة سيدي الغريب‪ ،‬فقد ذكر عند ترجمته ألحمد الفياللي بأنه دفن في قبة‬
‫‪10‬‬
‫ضريح سيدي عبد القادر بجوار مقبرة سيدي الغريب‪ .‬وقد أزيل هذا القبر عام ‪1980‬م‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪.‬يحي بوعزيز‪ ,‬مرجع سابق (المساجد)‪,‬ص‪59‬‬
‫‪8‬‬
‫‪.‬يحي بوعزيز ‪ ,‬مرجع سابق ‪168_167 ,‬‬
‫‪9‬‬
‫عبد القادر فكاير‪,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪429‬‬
‫‪10‬‬
‫‪.‬يحي بوعزيز ‪ ,‬مرجع سابق(المساجد)‪,‬ص‪174‬‬
 ‫الخاتمة‬
‫لم تتعرض أي مدينة من مدن الجزائر لمثل ما تعرضت له مدينة وهران من‬
‫الطمس والتخريب لجل ّ معالمها الحضارية من طرف كل من االحتالل االسباني‬
‫والفرنسي وما بقي منها حول إلى مراكز إدارية أو صحية وخاصة المساجد حيث‬
‫كانت تحول إلى كنائس لكن بعض هذه المعالم ما تزال قائمة إلى يومنا هذا‬
‫كالحصون وبعض المساجد واألضرحة وأصبحت تستقطب العديد من السياح لها ‪.‬‬
 ‫قائمة المراجع‬
‫_عبد القادر فكاير ‪ ,‬الغزو االسباني للسواحل الجزائرية وأثاره (‪1206_910‬ه ‪/‬‬
‫‪1792_1505‬م) دراسة تتناول اآلثار السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫على الجزائر ‪ ,‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ,‬الجزائر‬
‫يحي بوعزيز ‪ ,‬المساجد العتيقة في الغرب الجزائري ‪,‬الطبعة االولى _‬
‫‪ ,‬منشورات‪.ANEP‬‬
‫_ يحي بوعزيز ‪,‬مدينة وهران عبر الت‪cc‬اريخ ‪,‬دار الغ‪cc‬رب للنش‪cc‬ر والتوزي‪cc‬ع ‪,‬الطبع‪cc‬ة‬
‫االولى‪ ,‬وهران‪.‬‬