Professional Documents
Culture Documents
بحث في.:
اعداد الطالب
(مصطفى محسن شريف)
بأشراف
الدكتور أحمد لفتة
7182م 8341ىـ
الذ ْك َر َوإِ َّنا لَ ُه لَ َحافِ ُظونَ
إِ َّنا َن ْحنُ َن َّز ْل َنا ِّ
الحجر/آية9
إىل من يسعد قليب بلقياها
إىل روضة إحلب إليت ثنبت أأزىك إ ألزهار
أأيم
الصفحة الموضوع
ب االىداء
د المحتويات
ه المقدمة
31-41 الخاتمة
51-38 المصادر
المقدمه
واضم لرقمي بشكل عام فؤن العماره دليل مهمم فمي دراسمة تطمور الحضمارة لمد شمع مما وهمي مقيما
وازدهار تلك الحضارة.
واذا ما تطرقنا للعماره العراقية القديمة فهي غنية وزاهرة بعناصمر عماريم ونمماذ عماريمة مميمزة لكمل
عصر وال نبالغ اذا قلنا بؤن العديد من العناصر المعماريمة الموجمودة اليموم همي فمي الواقم اتكمار عراقمي
قديم .من هنا تؤتي أهمية دراسة العناصر العمارية وتؤصيلها وتجذيرها فهي تعطينا صموره واضمحة عمن
همذه الحضممارة األصمملية اممما بالنسممبة لأليمموان كعنصممر عمممار فممؤن دراسممت ومتابعممة اصممول فممي العممماره
العراقية القديمة يوض السلسل التطوري العماري لهذا العنصر العمار ويوض أفكمار القموم المشميدين
لهذه الصف العماري .
عنوان البحث(.األيوان في العماره العراقية القديمة حتى العصر اإلسالمي) وهو مقسم إلى أرب مباحث،
فمي المبحمث األول بعنموان (األيموان لغممة واصمطالحا) وكمذلك تطرقنما فممي المبحمث الثماني المى(النظريمما
تنمو او اتخمذ شمكل فانم كمان متخمذ ممن شمكل الكمو وكيم اقتمب واآلراء حول اصل األيوان) وكيم
وضيفت .
وكممذلك مصممادرها، اسممتخدم وايضمما كتبنمما فممي المبحممث الثالممث عممن (المممواد اإلنشمماةية لاليمموان) وكي م
وطرق البناء بواسطة الحجر وأيضا طريقة البناء بواسطة األجر والمواد الرابط الجص التي تقوم بمسك
األجر المستخدم في عملية البناء .اما في المبحث الراب فقد كتبنا عن (النماذ األولى لاليموان) فقمد بمدأنا
االيوان وكان فيها بداية ظهور االيوان علمى مسمر األحمداث أول مدينة اتخذ من مدينة آشور وكان
وبعد ذلك تم ذكر االيوان في مدينة الحضر التي تم العثور فيها بعد بعثا من التنقيبا في منطقة المعابد
شكل البناء في مدينة الحضر ،وأيضا تم الذكر عن مدينة الحيره التي تم اإلشارة اليهما الكبيره واوضح
في استخدام االيوان الذ قد تؤثر في المعماريون المسلمون في مدينة الكوف .
وفي الختام البد ان اشير إلى الصعوبة التي واجهتني في كتابة البحث متمثل بقلة المصادر الموجوده فمي
مكتبة الكلي أو الجامعة ،أملين أن اكون وفق في البحث
المبحث األول :اإليوان لغة واصطالحا
(ٔ)
يػرد لفظة ػ ايواف ػ مشتؽ في األصؿ مػف أَوف واألَواف بفتح األوؿ
يؤوف اونا ..إذا (ٕ)
بمعاف مختمفة ...ومنيا الدعة والسكينة والرفؽ ..وعف ابف االعرابي في المساف آف ٍُ
استراح ..ويقوؿ أبو زيد أنت أووف أونا بمعنى الرفاىية(ٖ).
أف ىذه المعاني وأمثاليا عادة يوفرىا مكاف عنصر ِ
اإليواف مف البناء ويجدر بنا أف نشير إلى َّ
حمؿ بالمتاع عمى ظير االبؿلشاغميو ,وجاء في الصحاح التشبيو أف األوف أحد جانبي الخرج الذي ُي َ
وفي ذلؾ يقوؿ ذو الرمة :
وم ِ
صرـ ٍ ت وساءت َّ
ماش ُ كؿ سَّر ْ
َف ُ اعو
وحيفا ألقى الميث فييا ذر َ
ِ (ٗ) وم ْصرـ
ذات اونيف متئـ
بطف ُحبمى ُ
كأف َ ُ سحب
َ تمشي بيا الدرماء
قصتيا
بطف ُحبمى ) والتشبيو يقترب مف شكؿ التركيب الفوقي ( المقبى ) لاليواف
وجاء التشبيو المجازي ( َ
مف البناء ,وقيؿ أيضاً االواف ،واالواف عمود مف أعمدة الخباء(٘) .
داةمرة المعمار ، ( ) 1ابن دريد ،ابو بكمر محممد بمن الحسمن األزد البصمر ( 321:ه) جمهمرة اللغمة( ،مطبعمة مجلم
حيدر آباد الدكن 1344 ،هـ ) ص. 191
( ) 2الراز ،محمد بن أبي بكر بن عبد القادر( 666:ه) مختار الصحا ( دار الرسالة ،كوي ) 1992 ،ص596
( ) 3ابن منظور ،ابو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ( 111:ه) لسان العر ( دار المعار فمي مصمر ،القماهرة
، 1 ) 1991 ،ص. 111
( ,) 4ابن منظور,لسان العر ، 1 ،ص. 111
( ) 5بممممن عباد,أسممممماعيل ( 395:ه) ،المحمممميط فممممي اللغممممة ،تمممم :محمممممد حسممممن آل ياسممممين (عممممالم الكتمممم ،بيممممرو
، 16 )1994,ص. 425
ومما ورد اف العرب قبيؿ اإلسالـ كانت تشبو األشياء ومف بينيا المباني بما ىو مألوؼ في بيئتيا
,ومف ذلؾ شبيت العرب االبؿ بالقصر مف البناء ,لتماـ خمقيا وحسف صورتيا مقاربة بكماؿ وجماؿ بناء
(ٔ)
. القصر
ومف ذلؾ قاؿ عنترة:
(ٕ)
المتنوـ حاجة ألقضي َفدف وكأنيا ناقتي فييا فوقفت
ْ
وتأسيسًا عمى ما تقدـ ,البد أننا نقؼ مف أعجمية لفظ ( ايواف ) موقؼ التحفظ مثمما نقؼ مف نسبو
أصؿ ِ
اإليواف إلى الطراز الفرثي أو الساساني ,
اإليواف ،وجمعو االوف واالواويو ِ
اإليوانات مثؿ ديواف وجاء مف إِوف ( بكسر األوؿ ) لفظ االواف و ِ
(ٖ)
. ودواوي الف أصمو ّإواف ,فاستبدلت احدى الواويف ( الواو المشددة ) ياء
وقيؿ(ٗ):
(ٗ)
شطت نوى مف أىمو ِ
باإليواف
.وىي كؿ ما سقؼ مف جناح أو غيره ،مثؿ مجمس (٘)
اإليواف في المغة أيضًا الصفَّة العظيمة
وِ
()ٚ
. واسع مظمؿ( ، )ٙكالظمة :مكاف ُيستَتَُر بو مف الحر والبرد يحيط بو ثالثة جدراف غير مسدودة الوجو
ال ويقاؿ أزجتو تأزيجًا ،واألزج يرد بمعنى
ومف معانيو بيت مؤزج غير مسدود الوجو ,ويبنى طو ً
السقؼ والجمع آزاج ,واالزج مف الكممات العمارية,
()1
ابن ناقيا البغداد ( 495:ه) الجممان فمي تشمبي القمرآن ،تم :أحممد مطلمو وخديجمة الحمديثي ( دار الجمهوريمة ،
بغداد ) 1969 :ص. 311
) 1916 ،مج ، 2ص. 66 ،محيط المحيط (لبنان ,بيرو ( ) 1البستاني ،بطر
(ٔ)
. المستعممة كثي ًار في العمارة اإلسالمية ,والتأزيج في البناء يعني التقويس فيو
وىنا البد مف االشارة إلى أف تسمية ايواف المدائف ( الطاؽ ) قد تكوف مغموطة لغوياً وذلؾ ألف الطاؽ
عقؼ البناء مف أعمى أسس البناء ,أما ِ
اإليواف فأف العقؼ فيو يبدأ مف أعمى الجدار,
ويطمؽ أىؿ بغداد ِ
اإليواف عمى القاعة العظيمة ,كقاعة االستقباؿ ,التي تكوف معقودة مف الداخؿ
.وكذلؾ يذكرونو بصيغة ليواف تصحيؼ ِ
اإليواف , ()ٚ
دوف باب وىو يشبو الديواف لكف األخير لو باب
()1
الطريحي ،فخر الدين محمد علي ( 1321:ه) مجم البحرين ومطلم النيرين(أيران.طهمران ) 1961ص، 161
. 346
) 1999 ،ص. 266 ( ) 2صدقي ،محمد كمال ،معجم المصطلحا االثرية(لبنان ,بيرو
( ) 3الكرملي ،اال انستا مار ،ايوان كسر ،مجلة لغة العر ،1914 ،مج,3ص. 136
( ) 4ابممو عثممممان عممممرو بمممن بحممر ,الجممماحظ( 255:ه) ،حيممماة الحيممموان ،تمم :عبمممد السمممالم همممارون ،مصمممر ,1994,
مج,1ص.41
7ـ ِ
اإليوان اصطالحا:
نريد ىنا بالمعنى االصطالحي لاليواف :مدلولو التصميمي ومما يجدر ذكره بيذا الصدد ،اف معناه
االصطالحي رمزي ,والرموز خاضعة بطبيعتيا لممفاىيـ الثقافية ,وبما أنيا تختمؼ بيف ثقافة وأخرى تبعًا
لمزماف والمكاف لذا فيي متعددة وليست مطمقة كما في المعنى المفظي ومرادفاتو ..وذلؾ ألف المغة ىي
(ٗ)
.وبعبارة أكثر ذلؾ النتاج الثقافي االصطالحي الذي يعبر عف التغاير واالختالؼ أفضؿ تعبير
وضوحًا اف المعنى االصطالحي لاليواف يختمؼ باختالؼ الوسط الجغرافي ولحظة الحضارة مف ناحية
ومف ناحية أخرى باختالؼ وظيفتو والغاية التي شيد مف أجميا أي تبعاً لنوع المباني ووظائفيا سواء
اإليواف في ٍ
مباف عامة ,الدينية (المباني الدينية) بمختمؼ أشكاليا كالمعابد استثمر المعمار عنصر ِ
والكنائس واالديرة ,أو المساجد والمراقد المقدسة ودور الذكر :الزوايا والتكايا ,أو رسمية :قصور الممؾ
والخالفة و ِ
اإلمارة ومنشآت الحكـ االخرى ..أو في المباني الخدمية واالجتماعية والمجمعات التجارية:
( ) 2ابممو الحسممن علممي بممن محمممد ،الشابشممتي( 255:ه) الممديارا ،تحقيممق كمموركي
عممواد ،الطبعممة (3لبنممان :بيممرو ،
) 1996ص. 43
( ) 3الزبيد ،محمممد مرتضممى الحسممني( 1366:ه) تمما العممرو مممن جممواهر القممامو ،ت م :مصممطفى حجمماز ( ،دار
الفكر,بيرو ,5 )1964:ص. 464
( ) 4بقاعين ,حنا,نظري في أصل وتاريخ االيوان,بحث غير منشور ،ص.465
الحمامات ودور الشفاء أو االمباني الثقافية كالمدارس والجامعات أو في المبانيالخانات واالسواؽ و ّ
الخاصة :قصور السكف والنزىة والبيوت التقميدية مما سيمر بنا(ٔ).
والذي نريد اف نصؿ إليو ىا ىنا ىو أف المتغيرات الوظيفية لممباني المتنوعة ال تظير مف حيث
الجوىر في التكويف اليندسي لمفيوـ المعنى المفظي الذي مر بنا ,اال انيا تظير بصورة جدية في التركيب
الكتموي لاليواف في كؿ نوع مف تمؾ المباني المشار إلييا آنفاً .ويجب أف يستتبع ذلؾ تبايف في المدلوؿ
إليواف الذي يالئـ خصوصيتو ووظيفتو في ضوء مؤثرات البيئة الطبيعية والعوامؿ الفكرية التضميني ل ِ
واالجتماعية والسياسية واالقتصادية التي اسيمت في ابتكار ىذا الطراز العماري(ٔ).
عمى ما تقدـ فاف شكؿ االيواف لـ يظير بدءًا بالصورة الكاممة التي اعتدنا عمى مشاىدتيا في الوقت
الحاضر .ولكف يبدو مف استعراض مخططات مخمفات األبنية يجعمنا نرجح اف شكمو األوؿ بدأ بسيطاً ثـ
أخذ بمرور الزمف بالتطور المستمر إذا ما أخذنا بنظر االعتبار اختالؼ العوامؿ التي كانت ذات تأثير
(ٔ)
.إال أف ىذا الطراز العماري ( االيواف ) بدا واضحاً مف مميزاتو التي حافظ عمييا في اإلنساف قديماً
ومف خالؿ استخدامو الغراض شتى حتى بدا لنا شكمو الحالي المتميز .
(ٕ)
بطرح آراء ونظريات لظيور االيواف سنناقش أىميا في ىذا المبحث :ػ لقد أسيـ باحثوف عديدوف
فقد ورد أف عنصر االيواف اقتبس مف شكؿ الكوخ ( الصريفة حالياً ) في مناطؽ أىوار جنوب
العراؽ فاف توفر المسطحات المائية ( األىوار والمستنقعات ) في تمؾ المنطقة أثرانا بتمؾ المادة (
(ٖ)
الداخمة في تشييد ىذا النوع مف العمائر . القصب )
لقد تنوع تصميـ البيت ( كوخ القصب ) وقد تبايف باختالؼ الوظيفة التي أنشأ مف أجميا التي
أمير أو رئيس قبيمة أو أحد الوجياء .لذلؾ
تظير امكانية الشخص الذي شرع بالبناء كأف يكوف حاكمًا او ًا
نجد أنيا لـ تتخذ نمطاً واحداً بؿ أخذت تتشعب وتتوسع لتظـ مرافؽ متعددة تتالءـ واستخداـ أىؿ الدار
إضاف ًة إلى ما يمحؽ بيذا المبنى مف حضائر معدة لمحيوانات .وال يمكننا نكراف ما ألىمية القصب مف
استخدامات عدة عكسيا لنا العراقيوف في مشاىد عديدة متنوعة عمى األختاـ األسطوانية وعمى زخارؼ
منقوشة عمى الفخار أو رسوـ ممونة عمى الجدراف كتمؾ التي في قصر ماري ( تؿ الحريري ) لمممؾ زمري
(ٔ)
.ومما يعزز ػ يمـ نحو ٓ ٔٚٙؽ.ـ(ٗ) ونقوش العقير ( مشيد األلباف ) التي تعود إلى األلؼ الرابع ؽ.ـ
(ٖ)
االستيطاف المبكر لمسيؿ الرسوبي(ٕ)وخاصة فػي اريػدو
( ) 1حميد ،عبد العزيز ،العبيمد ،صمال ،الجمعمة ،أحممد قاسمم ،الفنمون العربيمة اإلسمالمية ،دار الحريمة للطباعمة ،
بغداد ، 1919 ،ص. 24
( ) 2حميد ،عبد العزيز ،العبيمد ،صمال ،الجمعمة ،أحممد قاسمم ،الفنمون العربيمة اإلسمالمية ،دار الحريمة للطباعمة ،
بغداد ، 1919 ،ص. 24
( ) 3فرانكفور ،هنر ،فجر الحضارة في الشرق األدنى ،ترجمة ميخاةيل خور ،ط ، 1جـ ، 22بيرو 1959 ،
،ص.19
( ) 4عياش ،عبد القادر ،حضارة واد الفرا ،القسم السور ،مدن فراتية ،دمشق ،ط. 1999 ، 1
،ص23ـ. 26
(٘) (ٗ)
. والوركاء واور
ولـ تقتصر الشواىد عمى المخططات التي وصمت إلينا بؿ كانت ىناؾ شواىد أخرى مف بينيا ما
ال لبيوت القصب ( كوخ ) تعود إلى فترة عصر
عثر عميو مف أختاـ اسطوانية تتضمف في نقوشيا أشكا ً
()ٙ
( نحو األلؼ الرابع ؽ.ـ ) إذ كاف بيت القصب الموجود فييا عبارة عف حزـ مف القصب جمده نصر
مرتبة بشكؿ عمودي عمى ثالثة أقساموالمقطع الذي يظير مف الكوخ ىو الواجية األمامية .وبمالحظة
دقيقة يظير مف جانبي الكوخ أجزاء مف حيوانيف مما يؤكد اف ىذا الشكؿ ىو لحضيرة ( زريبة حيوانات )
مفتوح الجانبيف كذلؾ جاء شكؿ بيت القصب ( كوخ ) في بعض المنحوتات الحجرية التي يعود إلى
األلؼ الرابع ؽ.ـ()ٚوىو عبارة عف اناء منحوت عميو بعض الرسوـ تمثؿ حيوانات يتوسطيا كوخ قصب .
وأيضًا يظير عمى جانبي الكوخ أجزاء مف حيوانيف مما يؤكد اف ىذا الكوخ مفتوح مف الجانبيف .
وعمى الرغـ مف وجود تشابو كبير بيف وضع الكوخ وشكؿ االيواف مف حيث الشكؿ والتصميـ .
ىناؾ إختالؼ في وضع االيواف باحتوائو ضمعاً مفتوحاً عمى العكس مما يتضمنو شكؿ الكوخ مف أربعة
ال بسيطًا في أحد أضالعو القصيرة وىذه مشكمة يتعذر عمى الباحثيف الفصؿ بيا
أضالع تحوي مدخ ً
كونيا تتعمؽ بالوضع الذي كاف عميو الكوخ الذي اكتشؼ مف المنقب ورأيو في الواقع .
( ) 1لويد ،ستين ،فن الشرق األدنى القديم ،ترجمة محمود درويش ،العراق ،بغداد . 1994 ،
،ص. 52
( ) 2اوتي ،ديفيد وجوان ،نشوء الحضارة ،ترجمة لطفي الخور ،الطبعة األولى ،دار الحرية ،بغداد ،. 1999 ،
. 216 ،256 ،252
( ) 3تذكر المآثر العراقية القديمة ان مدينة اريدو احد المدن الخم التي وجد قبمل الطوفمان وان الملوكيمة نزلم أول
األمر فيها .وهي مركزها وان ال الماء والمعرفة والحكمة اينكىـ ابا وتمم الكشم فيهما عمن 11معبمد لهمذا االلم شميد
بعضها فوق بعض وأحد القصور السومرية .
( ) 4الصواني ،شاه محمد علي ،اور ،دار الحرية للطباعة ،بغداد ، 1916 ،ص. 31
( ) 5ليتسن ،هاينرش ،العمارة في منطقة أ ـ انا في عصر الطبقة الرابعمة لمدينمة الوركماء ،ترجممة عبمد المرزاق كاممل
الحسن ،سومر ،جـ ، 2،1م ،.1996 ، 46ص. 43 – 31
( ) 6لويد ،ستين ،المصدر السابق ،ص. 52
( ) 1فرانكفور ،هنر ،المصدر السابق ،ص. 55
(ٔ)
.إذ اف الخيمة الزمت اإلنساف منذ وىناؾ بعض الباحثيف يرى أف طراز االيواف مقتبس مف الخيمة
(ٕ)
وىي تتناسب وطبيعة اإلنساف في حبو لجماؿ الطبيعة استيطانو السيوؿ بعد تركو حياة الكيوؼ
(ٖ)
يشابو في بعض االحياف شكؿ االيواف كوف الخيمة تضـ جانبًا واالنفتاح ليا إذ اف تصميـ الخيمة
مفتوحًا يطؿ عمى العراء بشكؿ مباشر واذا ما الحظنا شكؿ الخيمة فانيا تشبو ما نسمية محميًا ( الجمموف
) وىو ما اقترحو بعض الباحثيف في تسقيؼ عمارة دور حسونة(ٗ) ،بمراعاة التفصيؿ الذي ذكرناه عف
االيواف ثالثة جدراف الجدار الرابع مفتوح فاف الخيمة تمتاز نفسيابيذه الميزة إذ أنيا ثالثة أضالع الرابع
مفتوح إال أف ىناؾ فرقاً جوىرياً ما بيف الخيمة وااليواف .فالخيمة تحتاج إلى أعمدة داخمية ترتكز
عمييا(٘) .وااليواف يجثـ عمى أضالع ثالث لذا اننا نرجح اف االيواف ينأى في أصمو وجوىره عف الخيمة
ويقترب إلى حد ما مف الكوخ .
في حيف يرى باحثوف آخروف اف بيت خيالني( Bit Hilani)ٙفي شماؿ سوريا ربما ىو األساس
لظيور طراز االيواف .ولو استعرضنا الطراز العماري لبيت خيالني لوجدناه يضـ [ قاعة أو قاطع مف
()ٚ
. القصر مجيز برواؽ ذو أعمدة وأحياناً تطمؽ ىذه الكممة عمى الرواؽ المعمد نفسو ]
جدير بالذكر اف قواعد االعمدة المستخدمة في بناء بيت خيالني قد زينت االركاف االربعة برؤوس
تماثيؿ حيوانية ،ربما استخدـ اآلشوريوف ىذا النمط مف العمارة ( بيت خيالني ) في مبانييـ وخاصة تمؾ
التي تأثرت بطراز العمارة الحيثية وعدت بمثابة محطات أو قصور لراحة المموؾ خارج النطاؽ الرسمي
لطبيعة عمميـ وقد ظير ىذا النمط الحقًا في مباني اآلشورييف متمثمة في مداخؿ وبوابات قصورىـ
()ٛ
. وبوابات أسوار مدنيـ في وادي الرافديف
( ) 1جممرو ،عبممد محمممد ،بي م الشممعر خصاةص م واقسممام وحياكت م ،التممراث الشممعبي ،عممدد ،6دار الحريممة ،بغممداد ،
، 1915ص.155
( ) 2جرو ،عبد محمد ،بي الشعر خصاةص واقسام وحياكت ،ص.155
( ) 3جرو ،عبد محمد ،بي الشعر خصاةص واقسام وحياكت ،ص. 155
( ) 4لويد ،سيتون ،المصدر السابق ،ص. 19
*كاتاكومبس هي قاعا تح األرض مسقوفة بقبو عمل في الجدران تجاوي لحفظ رفاة أو رماد جثث المموتى أو عملم
بها قوصرا لوض الجثث تعلق قطعة من الرخام يوض عليها اسمم المتموفي وهمذا المنمط ممن المبماني فمي بدايمة المدعوة
السرية للديانة المسيحية .عبارة عن مالجئ أو بيو سرية لرجال الدين (الرهبان) .
( ) 1الشم ،ماجد ،أصل االيوان ،ص. 116
( ) 2المصدر نفس ،ص.111
( ) 3بقاعين ،حنا ،رأ في أصل وتاريخ اإليوان ،بحث غير منشور ،ص.1
( ) 4بقاعين ،حنا ،رأ في أصل وتاريخ االيوان ،ص. 1
ثانيًا :العوامؿ المؤثرة في البناء:
أي طراز عماري ظير أو ساد خالؿ حقبة أو حقب حضارية مف دراسة الظروؼ والعوامؿ
البد عند دراسة َّ
المختمفة وأثرىا في تخطيط وتنفيذ ىذه المباني سواء كانت مباني دينية ،رسمية أو مدنية ،فالمحيط
الخارجي المتمثؿ في طبيعة االرض والظروؼ المناخية إلى جانب الديف والنواحي االجتماعية وكذا
الوضع االقتصادي يظير نفسو بشكؿ واضح عمى اختيار التصاميـ المختمفة لممباني وعمى طرؽ تنفيذ
انعكاس
ٌ البناء ،أي بمعنى آخر :اف دراسة أي مبنى شيد ليؤدي وظيفة رسمية مدنية أو دينية ما ىو إال
اقع ولمظروؼ المحيطة التي عاشيا اإلنساف .وعمى الرغـ مف كؿ المتغيرات التي طرأت في
تجسيد لمو َ
ٌ أو
الواقع والمحيط ،فاف بعض المميزات والصفات والخصائص بقيت مالزمة ليذا الفف عبر العصور مف
(ٔ)
.والذي بقي مستم اًر حتى الوقت الحاضر ألنيا تتالءـ ومتطمبات حيث جوىر التصميـ بشكؿ عاـ
(ٕ)
. المناخ
والتطور الذي شمؿ المجتمع في مفاصمو األساسية فعمى سبيؿ المثاؿ نممس حرص المعمار
(ٖ)
سواء كاف بالميؿ او بالنيار مدركاً ما ليذا المتغير العراقي في جانب ميـ وىو أف يحقؽ منظور الفضاء
الطبيعي مف أثر كونو المنفذ المكشوؼ مف األعمى وىو المصدر الوحيد لميواء والضوء فكاف لو دور
(ٗ)
. وشتاء ومف التقمبات المناخية
ً رئيس بعض الشيء في التحكـ بدرجات الح اررة المتباينة لممبنى صيفاً
(شمس ،رياح ،أمطار) .
لذا يرى البحث في أي طراز عماري ظير أو شاع خالؿ مدة معينة أو مراحؿ حضارية مختمفة أنو
البد مف دراسة الظروؼ والعوامؿ المختمفة وأثرىا في تخطيط تمؾ المباني وبغض النظر عف كونيا تمثؿ
مباني دينية ،مدنية أو رسمية .فالمحيط العاـ المتمثؿ بطبيعة األرض وموقعيا الجغرافي والظروؼ
المناخية المحيطة بيذا الموقع أو ذاؾ إلى جانب عوامؿ أخرى سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو
دينية ،إذ تنعكس جميع تمؾ العوامؿ بشكؿ واضح عمى اختيار التصاميـ لمختمؼ المباني مما يسيؿ أمر
( ) 1مورتكا ،انطوان ،الفن في العراق القديم ،ترجمة عيسى سلمان وسليم ط التكريتي ،بغداد ،1915 ،ص.65
( ) 2عبد الجواد ،توفيق أحمد ،تاريخ العمارة والفنون في العصور األولى ، 1916 ،ط ، 1ص. 115
( ) 3مورتكا ،انطوان ،المصدر السابق ،ص. 66
( ) 4مكية ،محمد ،الدور البغدادية ،التراث السكني ،بغداد عرض تاريخي مصور ،ص.229
تنفيذىا ،وبعبارة أخرى اف دراسة أي مبنى شيد ليؤدي وظيفة معينة كأف تكوف دينية أو مدنية يعتمد
(ٔ)
. بشكؿ أساس عمى انعكاس أو تجسيد لمظروؼ المحيطة باإلنساف وقت تنفيذ العمؿ
وضمف ىذا السياؽ فاف مف العوامؿ التي يكوف ليا تأثير مباشر في العمارة ىو التركيب
(ٕ)
لبقعة األرض التي يقع فييا ىذا المبنى أو ذاؾ وما تحويو مف مواد كثيرة متنوعة كاألحجار الجيولوجي
(ٖ)
لما ليذا األخير مف خصائص والرخاـ والحديد والنحاس أو التربة المالئمة لصناعة المبف أو اآلجر
انشائية معروفة أسيمت في ديمومة وبقاء العمارة مدة أطوؿ إذا كانت في منطقة جافة نسبيًا بعيدة عف
الرطوبة الدائمية بسبب المياه الجوفية .واآلجر ىو المادة األساسية التي اعتمدىا العراقيوف القدماء في
(ٗ)
.ناىيؾ عف كونو مادة استخدمت لمتسقيؼ وتحديد بعض معالـ المباني وطرزىا المختمفة وال مبانييـ
(٘)
لسيولة البناء بو وكونة مادة مساعدة عمى ديمومة بقاء البناء تتولد مف جراء استخدامو اشكاالت بنائية
()ٙ
( مدة أطوؿ .وىذا ما نممسو بشكؿ واضح مف بقايا حزـ القصب بيف صفوؼ المبف في زقورةعقرقوؼ
()ٚ
.وجميع ىذا يرجع إلى ال غرب مدينة بغداد ) وانو و(أي – آنا) في مدينة الوركاء
عمى بعد ٕٓ مي ً
كوف ىذه المادة ( القصب ) متوفرة نتيجة عوامؿ أممتيا الطبيعة كوف ىذا النبات طبيعي ال يكوف لجيد
()ٛ
. اإلنساف تأثير في نموه
طريقة البناء نأخذ حزـ مف القصب الطويؿ ويثبت في األرض بشكؿ عمودي وبمسافات منتظمة
ما بيف حزمة وأخرى ثـ يقوـ المعمار بعد ذلؾ بعقؼ الحزمة الى الداخؿ مؤلفا قوسػاً يشبو النفؽ ثـ يغطى
بالحصر أطمؽ عميو اسـ الكوخ (.)ٜ
وقبؿ االنتقاؿ إلى جانب آخر البد مف تأشير عامؿ المناخ ومالو مف أثر كبير في تحديد تصاميـ
ىيكمة البناء إذ حاوؿ المعمار أف يجعؿ تصميـ المبنى متناسباً وطبيعة المناخ بعد ادراكو لحركة الرياح
والنشممر ، 1911 ، ( ) 1فيشممر ،أرنس م ،ضممرورة الفممن ،ترجمممة أسممعد حلمميم ،الهيةممة المصممرية العامممة للتممؤلي
ص. 25
( ) 2عبد المقصود ،زين العابدين ،البيةة واإلنسان ،االسكندرية ، 1994 ،ص 19ـ . 26
( ) 3سممليمان ،موفممق جممرجي ،عمااارا الت ااع اليرايااص فااص ع ااور ماا يتااا الرااار ،رسممالة ماجسممتير غيممر منشممورة ،
جامعة بغداد ،كلية اآلدا ،قسم اآلثار ، .1916 ،ص. 19
( ) 4المصدر نفس ،ص.19
( ) 5سليمان ،موفق جرجي ،المصدر السابق ،ص. 199
( ) 6باقر ،ط ،عقرقو ،سومر ، 1945 ،ص. 16
( ) 7ليتسن ،هاينرش ،العمارة في منطقة أ ـ انا في عصر الطبقة الرابعة لمدينة الوركاء ،ترجمة عبد الرزاق كامل
الحسن ،سومر ،جـ ، 2،1م ، 1996 ، 46ص. 43 – 31
( ) 9المصدر نفس ،ص.43
( ) 9كونتينيو ،جور ،الحياة اليومية في بالد بابل وآشور ،دار الحرية ،بغداد ، 1919 ،ص. 52-51
(ٔ)
.لذا نجد اف المباني قد أخذت بنظر وكذا األحواؿ المناخية المتقمبة وأخذىا باىتماـ عند تنفيذ المبنى
االعتبار التصاميـ في األبنية التي تنشأ في المناطؽ الحارة الجافة والتي تكوف فييا أشعة الشمس ساطعة
(ٕ)
.حيث تدارؾ في أكثر أوقات السنة وتتبايف مف حيث التصميـ مف تمؾ التي تقع في المناطؽ الباردة
المعمار باتخاذ التدابير الالزمة لمواجية الح اررة العالية نتيجة أشعة الشمس الحارة وذلؾ بعدـ فتح نوافذ
(ٖ)
. خاصة في الجدراف الخارجية الذي يشكؿ عازالً جيداً في الصيؼ والشتاء
(ٗ)
. واذا انتقمنا إلى العوامؿ التي كاف ليا األثر الكبير في نشأة العمارة ىو عامؿ المعتقدات الدينية
.والسيما أف لمعالقة بيف العمارة والمعتقد الديني في الحضارات القديمة صمة قوية إذ تركت أث اًر واضحًا
يتجمى في عمارة المعابد والزقورات بؿ حتى المدافف ،وليذا فاف المعمار أدرؾ عف يقيف ما ألثر
ممارسات الطقوس والعبادات في أي مبنى ديني وما يستوجب مف قاعات وحجرات وممرات وساحات
الداء تمؾ الوظائؼ نراىا واضحة في نتائج تنقيبات بعض المدف العراقية القديمة في اريدو واور والوركاء
ونفر ومواقع ديالى .ولقد أظير ىذا العامؿ شكؿ العمائر واتجاىيا في بعض الحضارات القديمة ،ففي
وادي الرافديف حيث أىمية الديف ودور المعبد واالىتماـ بالحياة الدنيا كاف مف سمات ىذه الحضارة (مباني
الزقورات) .بينما في مصر (وادي النيؿ) حيث االىتماـ بالحياة األخروية كانت االىرامات عنوانًا لمعمارة
في مصر .
واذا ما ذكرنا العامؿ السياسي فأننا نممس وضوحًا بار اًز في تحديد ماىية المبنى عند المعمار عند
اقامتو لممنشأ .ليذا نجد اف العمارة المدنية أخذت انعطافاً جديداً نتيجة تغير استقرار الوضع الحضاري
مف الحياة الدينية إلى الحياة المدنية في نياية األلؼ الثالث ؽ.ـ(٘) .وذلؾ باقامة القصور لممموؾ واألمراء
وقصور المموؾ البابمييف مف ساللة بابؿ األولى(،)ٚ ()ٙ
واألمراء .وما قصور مموؾ ساللة أور الثالثة
()ٛ
إال داللة واضحة عمى تأثير وقصور مموؾ اآلشورييف وقصور مموؾ ساللة بابؿ األخيرة الكمدانييف
العامؿ السياسي في البناء باستنباط وحدات بنائية جديدة دخمت في التصميـ األساس كقاعات االستقباؿ
( ) 1عبد الجواد ،توفيق احمد ،تاريخ العمارة والفنون في العصور األولى ،الطبعة الثانية ،المطبعة الفنية الحديثة ،
القاهرة ،. 1916 ،ص. 115
( ) 2الشري ،روحي ،حل مشكلة السكن في األحياء الفقيرة ،شركة مكة للطباعة والنشر ، 1994 ،ص. 64
( ) 3أسعد ،إيثارجوزي ،المفهوم الرمز لألشكال في العمارة العربية اإلسمالمية ،المفهموم الرممز للفنماء الوسمطي ،
مجلة التراث والحضارة ،العدد 9ـ 1996( 9ـ ،)1991ص. 443
( ) 4المصدر نفس ،ص.443
( ) 5ساكز ،عظمة بابل ،1919 ،ص.214
( ) 6ساكز ،عظمة بابل ، 1919 ،ص. 214
( ) 1باقر ،ط ،المصدر السابق ،ص. 431
( ) 9رو ،جور ،العراق القديم ،ص392ـ. 466 ،391
والقاعات الرسمية ( العرش ) وقسـ الحريـ أو قسـ الخدـ وكؿ واحدة مف تمؾ المفردات امتازت بوحدة
(ٔ)
،وطالما نحف بصدد متغيرات البناء نتيجة اختالؼ العوامؿ نذكر ما عمارية تختمؼ عف األخرى
(ٕ)
مف أثر في تحديد فكرة المعمار عند اقامتو ليذا المبنى أو ذاؾ بما يتالءـ والحياة لمعامؿ االجتماعي
االجتماعية لطبيعة المجتمع .فنجد أف وحدة ىذه المباني التابعة لمحكاـ والمموؾ تختمؼ عف وحدة مباني
عامة الناس أو أصحاب النفوذ مف حيث سعة المبنى واحتوائو عمى مرافؽ عديدة ،في حيف نجد أف
المباني ا لعائدة إلى عامة الناس تكوف بسيطة قد ال تحتوي عمى أكثر مف حجرة واحدة أو حجرتيف في
(٘) (ٗ) (ٖ)
وسميمو ،وىذا واضح في األحياء السكنية مف العصر البابمي القديـ في كؿ مف نفر البيت الواحد
(٘)
في حمريف ،إذ إ ف اختالؼ التصاميـ تتبايف وطبيعة ساكني تمؾ المباني ومكانتيـ االجتماعية وسميمو
ولو إف ىذا العامؿ قد يكوف اقتصاديًا فطبيعة المجتمع المترفة تظيربمتخمفاتو مف حيث موجوداتيا
الصغيرة والكبيرة التي تختمؼ عف بقية الناس أي بيف الوجياء والميسوريف وعامة الناس .وليذا يمكننا
ال في تطور الحركة
القوؿ أف استقرار السمطة ألي مدة زمنية عائدة لساللة معينة يسيـ اسيامًا فعا ً
العمارية وابراز عناصرىا .
األول ق.م ،سمومر ،م، 1919 ، 35 فمي عممارة مما بمين النهمرين فمي األلم ( ) 1ساندرز جمون ،تعقيمدا
ومتناقضما
ص. 321 ،326
( ) 2عبد الجواد ،توفيق احمد ،المصدر السابق ،ص. 115
( ) 4جمميم ،هنممر برسممتد ،انتصممار الحضممارة ،تمماريخ الشممرق القممديم ،ترجمممة أحمممد فخممر ،دار الجيممل للطباعممة ،
مصر ، 1962 ،ص. 159
( ) 5رميض ،صال ،تنقيبا سليم ،سومر ،م ، 46ص43ـ. 44
المبحث الثالث:
أوال :مواد البناء:
()1الخولي ،محمد بدر الدين ،المإثرا المناخية والعمارة العربية ،بيرو ،1915 ،ص.36
()2االشع ،خالص ،تطور العمارة السكنية في صنعاء ،سومر ،م ، 1919 ،2،1 ،34ص.262
()3مظلوم ،طارق،نينو ،سومر ،م ،1969 ، 2،1 ، ،24ص.56 -53
أما حجر اواويف معابد مدينة الحضر فقد جمب مف ثالثة أماكف متفرقة وفي ذلؾ اختالؼ البد مف
(ٔ)
ذىب إلى أف الحجر قد جمب مف البركة والخندؽ ووادي الثرثار بيانو ،حاصمو :ػ أف بعض الباحثيف
،فالحاؿ أننا مع امعاف النظر توصمنا إلى أف الحجر قد جمب مف البركة والخندؽ وأف وادي الثرثار ال
يتعيف كونو مف المناطؽ المجموب منيا الحجر وذلؾ لما سنبينو عند دراسة ىذه المناطؽ الثالث:
البركة:
(ٕ)
جمب الحجر مف ىذه المنطقة وتقع في الجانب الجنوبي مف المعابد الكبيرة وقد عمؿ أحد الباحثيف
بتعميميف مناسبيف األوؿ ػ أف السطح الداخمي لمبركة يكشؼ لنا عف نيايات غير منتظمة لسطح الطبقات
الصخرية وىو يشير إلى أف الغاية كانت قمع الحجر لإلفادة منو في البناء .التعميؿ الثاني ػ قرب الموقع
(ٖ)
. مف المعابد الكبيرة يسيؿ عممية نقؿ األحجار الحتياج تمؾ المعابد إلى تمؾ األحجار وبكميات كبيرة
الخندق:
الرائي لبعض أجزاء الخندؽ تتظير لو حقيقة الشؾ ال غبار عمييا ىي أف الخندؽ قد حفر الجؿ
استعماؿ االحجار الناتجة عف القطع الغراض بنائية ويعزز ذلؾ القطع الحاصؿ في طبقات األرض قرب
البوابة الشمالية ولو لـ تستخدـ ىذه األحجار ليذا الغرض لوجدنا بقاياىا داخؿ المدينة أو خارجيا والحاؿ
أننا لـ نمحظ تمؾ األحجار فعممنا بحسنا أنيا استخدمت في بناء تمؾ المعابد .والذي يذىب إلى أف تمؾ
المعابد قد شيدت باألحجار المجموبة مف بقايا مدف أخرى فقد ابتعد عف الصواب إذ إف أقرب مدينة مشيدة
بالحجر تبعد عف مدينة الحضر نحو (ٓٛكـ) ( مدينة آشور ) وال يعقؿ نقؿ ىذه األحجار والتي بعضيا
كبير الحجـ كؿ تمؾ المسافات مع توفره في المدينة (ٗ).
الثرثار :
تبعد ىذه المنطقة ( ٖ كـ ) عف مدينة الحضر ويعتقد بعضيـ أنيا مف المناطؽ المجموب منيا الحجر
المستخدـ في بناء اواويف ومرافؽ المدينة األخرى.
( ) 1بقاعين ،حنا ،أدوا وطريقة تشذي الحجر عند المعمار الحضر ،بحث قدم إلمى النمدوة العلميمة األولمى لمهرجمان
الحضر الدولي األول أقامتها جامعة الموصل بالتعاون م وزارة الثقافة واألعالم /داةرة اآلثمار والتمراث 1994 ،
،ص1ـ. 3
( ) 2بقاعين ،حنا ،المصدر نفس ،ص ، 1يعتقد أن واد العقيد على بعد ثالثة كيلو مترا غر مدينة الحضمر كمان
من مصادر الحجر التي وظف في تشييد مباني المدينة المختلفة .
(ٖ) الخولي ،محمد بدر الديف ،المؤثرات المناخية والعمارة العربية ،بيروت ،ٜٔٚ٘ ،صٖٓ.
(ٗ) المصدر نفسو ،صٕ.
إال أننا مما تقدـ يتضح لنا أف المواد األساسية التي استعممت ركيزة في بناء ىذه المنشآت لـ تكف مف
المناطؽ الثالث بؿ مف منطقتيف ( البركة ػ الخندؽ ) إذ مف العسير عمى اإلنساف نقؿ مثؿ ىذه األحجار
إلى أماكف بعيدة ووسائط النقؿ لـ تكف بيذه الكيفية المتعارؼ عمييا حاليًا وبيذا التعميؿ يدفع ما قيؿ ِم ْف
أف وادي الثرثار قد وظَّفو المعمار الحضري لجمب مادة الحجر منو(ٔ).
ب ـ االمر الثاني
طريقة بناء الحجر:
نستطيع القوؿ بيذا المقصد إف طريقة بناء الحجر تختمؼ في ما بيف ايواني قره سراي واواويف مدينة
الحضر إذ إف المعمار العباسي قاـ في ايواني قره سراي بصؼ األحجار غير المنتظمة في سفوؼ ومف
ثـ تسوية سطوح ىذه األحجار بالجص كي يتسنى لو اقامة ساؼ آخر فوقيا وظؿ بيذه الطريقة إلى أف
أتـ االيوانيف ،اال اف في المعابد الكبيرة في مدينة الحضر االمر يختمؼ إذ إف طريقة رصؼ قطع الحجر
في السوؼ التي تشكؿ الجدار وربطيا ببعضيا لمحصوؿ عمى وحدة صمبة متماسكة بحيث يكفي تماسكيا
لمقاومة الضغوط الواقعة عمى الحائط ،لقد استخدـ المعمار الحضري في جدرانو المشيدة مف الحجر
المنقور قطعًا مف الحجر مستطيمة الشكؿ وذات ارتفاع واحد في الساؼ نفسو بينما تتبايف ارتفاعاتيا مف
ساؼ إلى آخر في الجدار نفسو كما أف أطواليا تختمؼ أيضًا في الساؼ نفسو واذا ما استخدـ المعمار
الحضري قطعاً مف الحجر ذات ارتفاع أقؿ مف مثيالتيا في الساؼ نفسيفاف السبب في ذلؾ ناتج عف
حدوث كسر في أحدى قطع حجر لساؼ سابؽ ىو نوع مف أنواع الربط بيف قطع حجر الساؼ الواحد
(ٕ)
كذلؾ يعمد المعمار إلى اقامة الجدراف والدعامات مستخدماً قياسات واحدة لمحجر مف زيادةً في متانتو
ال يستخدـ في الدعامات والجدراف سافاً مف
حيث االرتفاع ( السمؾ ) وليس الطوؿ في كؿ ساؼ فنجده مث ً
األحجار الكبيرة التي تأخذ الوضع األفقي ليا ومف ثـ يردؼ ذلؾ بساؼ آخر مف األحجار الصغيرة
وبوضع الحجرة األولى نفسو فيرتفع ىذا البناء إلى أف يصؿ إلى أعمى الجدراف التي غالباً ما يؤطرىا
المعمار الحضري بإطار حجري ذي وظيفتيف عمارية وزخرفية ومف ثـ يرتفع العقد النصؼ دائري فوؽ
الدعامتيف إذ يتكوف مف مجموعة مف الصنج تبرز منيا منحوتات آدمية وحيوانية (ٖ).
(ٔ) األشعب ،خالص ،تطور العمارة السكنية في صنعاء ،سومر ،مجٖٗ ،جٔ ،ٜٔٚٛ ،ٕ-صٕٕٓ.
( ) 2بقاعين ،حنا ،الجدار الحضر طرق البناء وأبرز السما ،مجلة كلية التربية ،العدد ، 2666 ، 6ص..24
(ٖ) المصدر نفسو ،صٕ٘.
إذ نفسو باالرتفاع ليست ايواف لكؿ الثالثة الجدراف أف ثـ
أف صدر االيواف يغمؽ إلى مفتاح العقد وكثي اًر ما نرى في طريقة المعمار الحضري تنوع المداخؿ
واستخداـ الحنايا واختالؼ شكؿ تمؾ الحنايا والمداخؿ وبعضيا يعموه ساكؼ وبعضيا يعموه عقد وبعضيا
(ٔ)
. اآلخر يعموه ساكؼ وعقد ،والعقد غير النافذ ( األعمى ) يحمؿ ثقالً عف األسكفة
اآلجر
طيف مشوي وىو مف أىـ المواد التي استعممت في البناء وخاصة في االماكف الوسطى والجنوبية
وعنصر زخرفياً ولو
اً عنصرعمارياً
اً مف العراؽ وذلؾ لقمة األحجار في تمؾ المناطؽ وقد استعمؿ اآلجر
استخدامات عديدة منيا القنوات والقناطر والجسور وبناء الزقورات وتبميط األرضيات واقامة المباني
وبضمنيا االواويف ،وسبب ىذا االستخداـ الواسع لتمؾ المادة ىو مقاومة اآلجر لممتغيرات المناخية خاصة
الرطوبة واألمطار إذا ما قيس بالمبف والطوؼ وقابميتو عمى عممية العزؿ الحراري وكذا تحممو الكبير
لمضغط(ٔ) .
(ٔ) شيت ،محمود ،صناعة الطابوؽ في العراؽ ،ندوة الطابوؽ ،بغداد ،ٜٖٔٚ ،صٕ.ٜ
()1قزاز ،مجيد ،صناعة الطابوق ،عدد ، 9عالم الصناعة السنة الثانية ،بغداد ، 1912 ،ص.95
(ٔ)
7ـ المادة الرابطة
الجص ..والكمس ( النورة ) .
ىما مف المواد الرئيسة المستخدمة في تشييد الوحدات البنائية في العراؽ وىما متوفراف في الطبيعة عمى
شكؿ طبقات أو كتؿ حجرية في الطبقات مف القشرة األرضية لذا سندرسيما مف جيتيف:
( )1
بقاعين ،حنا ،البيةة وسلوك بعض المواد االنشاةية ،ندوة البيةة والعمارة ،المجم العلمي ،بحث غير منشور
.
الدوا ،يوس ،فحص المواد البناةية ،بغداد ، 1912 ،ص.16 ()2
ـ استخداماتو
استخدـ مف قبؿ المعمار الحضري مادة رابطة في المباني المشيدة بالحجر الكمسي المشذب المنقور وفي
المحامات األفقية والعمودية لسوؼ ىذه الجدراف وبسمؾ ال يتجاوز ( ٖممـ ػ ٗممـ ) .
ومف الجدير بالذكر اف طريقة حرؽ الكمس قد عرفت في العراؽ القديـ ومثاؿ ذلؾ في منطقة ديالى إذ
عثر عمى افراف لمكمس في موقع خفاجى تعود الى ٕٓٓ٘ ؽ.ـ(ٕ).
اي فعؿ ينتج عف رغبة اإلنساف البد اف يكوف لو بدايات أولى والعناصر الزخرفية فعؿ مف االفعاؿ
اإلنسانية فالبد اف تكوف ليا تمؾ البدايات حيث انيا تجتمع مع العناصر العمارية في نقطة ميمة وىي اف
العوامؿ التي تؤثر في العناصر العمارية ىي بقدر كبير تؤثر بالعناصر الزخرفية ففي ىذه الدراسة عمى
سبيؿ المثاؿ ال الحصر نرى اف لممعتقد الديني أثر في عممية توسيع وتضيؽ الوحدات البنائية ولو التحكـ
في ارتفاعيا وانخافضيا فالعامؿ نفسو اثر في عممية التزيف فنجد الطابع الديني يؤثر سمبا وايجابا في
اشتيار ى ذا العنصر الزخرفي او ذاؾ .وبعد التطور الذي لحؽ بالعناصر العمارية ذات الوظيفتيف
العمارية والزخرفية ..كالطمعات والدخالت واالعمدة المندمجة ،الدعامات ،االقواس ،الحنايا ...الخ .
ومف بعد ذلؾ فاف تمؾ الحاجة اصبحت اكثر تطو ار اي اف العنصر الزخرفي يؤدي وظيفة زخرفية تمبي
(ٔ)
وىذه الحالة تتجمى باستخداـ األلواف والنقوش والنحت والتي تأتي بعد اكتماؿ حاجات اإلنساف النفسية
العنصر العماري ،وبعد ىذه المقدمة واتماما لمفائدة نستطيع اف نقسـ الدراسة الى ثالثة اقساـ :
( )2عبد الرزاق ،سعد فيضي ،مراحل تطور المواد االنشاةية في العراق القديم ،دراسا االجيال ،العدد ، 4السنة
الثانية ،1991 ،ص.225
اوالً :الزخارؼ الحجرية:
ظيرت لنا الزخارؼ بأشكاؿ متفرقة إذ إف االواويف المنصبة عمييا الدراسة حفمت بعناصر زخرفية كثيرة
فاواويف معابد مدينة الحضر خير شاىد عمى ذلؾ .
ففي المعبد الكبير وخاصة في ايوانو الجنوبي زيف المعمار الحضري جدرانو الثالثة بثالثة افاريز
حجرية فييا نتوءات متدرجة مشكمة بذلؾ رونقاً ليذا االيواف ،وقد برزت مف الجداريف الشمالي والجنوبي
منحوتات تمثؿ أشكاؿ طيور ( نسور) متجية برؤوسيا نحو الخارج والحظنا أيضًا تسعة رؤوس آدمية
لثالثة مجاميع بمعدؿ ثالثة رؤوس في كؿ مجموعة .وقد انفتح مف الجداريف مدخؿ يعموه اسكفة ىذه
االسكفة عبارة عف حجرة يعموىا عقد نصؼ دائري يبرز مف مفتاحو رأس آدمي واالسكفة كانت مزينة
بعناصر زخرفية تمثؿ أوراؽ األشجار وبعض الطيور(ٕ).
ىي أوؿ مدينة اتخذىا اآلشوريوف عاصمة ليـ في بداية ظيورىـ عمى مسرح األحداث في األلؼ الثاني
(ٗ) (ٖ)
،تحولت ،وىي مدينة تقع عمى سف صخري يطؿ عمى نير دجمة قرب مدينة الشرقاط الحالية ؽ.ـ
1
، 1996 ،ص) . 449 ) زغلول سعد ،واخرون ،دراسا في الحضارة العربية االسالمية ،الكوي
-حسن ،زكي محمد ،فنون اإلسالم ،القاهرة ، 1949 ،ص. 225
(ٕ) المصدر نفسو ،ص.ٕٕٙ
( ) 3كاربلي ،بول ،آشور ومعبدها في ضوء النصوص القديمة ،سومر ،م ، 35جـ ، 1919 ، 1،2ص. 464
(ٖ)
،وفي الجنوب تقع مدينة الحيرة ضمف السيؿ الرسوبي لوادي الرافديف في الجزء الشرقي لبادية الشاـ
(ٗ)
وىي تجمع بيف خصيصتيف الشرقي لمدينة النجؼ في الوقت الحاضر .تمتاز بمناخ شبو قاري
الصحراء والحضر فعمى ىذا فأف سكانيا خميط مف الحضرييف وأىؿ البداوة .فالحيرة تفصؿ بيف البادية
والحضر وىي خميط مف ىذا وذاؾ .
تقع ىذه المنطقة عمى حافة صخرية تمتد أكثر مف ( ٓٓٔكـ ) بيف مدينتي النجؼ وكربالء وىذا
(٘)
. ما أصطمح عميو محميًا بالطار
()ٙ
الذي جمب القبائؿ العربية وبنى ليـ حي اًر يرجح تاريخ بناء الحيرة إلى العاىؿ البابمي نبوخذ نصر
في ىذه المنطقة .
( ) 1إبراهيم ،جابر خليل ،تخطيط المدن ،موسوعة الموصل الحضارية ،ص. 434
( ) 2سفر ،فإاد ،مصطفى ،محمد علي ،الحضر مدينة الشم ،بغداد ، 1914 ،ص. 11
( ) 3هستد ،كوردن ،األس الطبيعية لجغرافية العراق ،تعري جاسم محمد الخل ،بغداد ، 1949 ،ص45ـ. 46
( ) 4الخل ،جاسم محمد ،جغرافية العراق الطبيعية واالقتصادية والبشرية ،بغداد ،1959 ،ص. 99
( ) 5الحديثي ،عبد المجيد ،نتاةج تنقيبا منطقة الحيرة ،رسالة ماجستير غير منشورة ،بغداد ، 1999 ،ص. 11
( ) 6باقر ،ط ،مقدمة في تاريخ الحضارا ،جـ ، 1ص266ـ. 261
(ٔ)
إلى بروز ساللتيف عربيتيف حاكمتيف األولى ىي الساللة التنوخية وىي وقد أشارت المصادر العربية
مزيج مف قبائؿ عربية عدة اجتمعت في البحريف وتحالفت عمى التنوخ وىو المقاـ وتعاقدوا عمى الوحدة
فيما بينيـ وأصبحوا وحدة مجتمعة يضميـ اسـ واحد وىو تنوخ .
(ٕ)
مالؾ بف فييـ األزدي ،وآخر مف حكـ بيذه الساللة كاف أوؿ ممؾ ليـ في زمف مموؾ الطوائؼ
ىو جذيمة األبرش بف مالؾ بف فييـ األزدي الذي قتمتو الزباء فانتقمت السمطة إلى ابف أختو عمر بف
(ٖ)
،واليو يرجع بناء الحيرة عدي بف نصر بف ربيعة المخمي فبرزت الساللة الثانية وىي الساللة المخمية
واتخاذىا عاصمة لدولتو .وعرؼ المخميوف بعد ذلؾ بالمناذرة لكثرة مف تسمى باسـ المنذر .سقطت األسرة
المخمية بنياية النعماف الثالث بف المنذر الرابع الذي اغتالو كسرى ابرويز وولي الممؾ مف بعده اياس بف
(ٗ)
. قبيصة
بقيت الحيرة عامرة بالسكاف حتى العصر اإلسالمي حيث نزليا الكثير مف الخمفاء والسيما خمفاء بني
(٘)
. العباس ،منيـ السفاح والمنصور والرشيد
ازدىرت ىذه المدينة وزاد شأنيا في عيد ممكيا السادس النعماف األوؿ ،األعور المشيور بالسائح
()ٙ
. ( ٕٛٛػٖٕٛـ) واليو ينسب بناء قصرييا الخورنؽ والسدير
أما فف العمارة فقد جاء عمى وفػؽ طػراز خػاص عرؼ عند المؤرخيف ( الطراز الحيري ) ،نسبة
()ٚ
اف الخميفة العباسي المتوكؿ إلى مدينة الحيرة عاصمة مممكة المناذرة .إذ يذكر المسعودي في المروج
أحدث في أيامو بناء لـ يكف الناس يعرفونو وىو ( الحيري والكميف ) .وذلؾ أف بعض ندمائو حدثو في
بعض الميالي أف بعض مموؾ الحيرة مف النعمانية مف بني نصير أحدث بناء عمى صورة الحرب وىيئتيا
.واتبع عامة الناس الخميفة المتوكؿ في ذلؾ تبعاً لما أقدـ عميو .
يقع قصر األخيضر إلى الجنوب الغربي مف مدينة بغداد نحو ٕ٘ٔكـ والى الجنوب الغربي مف مدينة
(ٖ) (ٕ)
. ،ونحو ٘ٛكـ شماؿ غربي مدينة الكوفة كربالء نحو ٓ٘كـ
(ٗ)
اختمؼ العمماء في نسبة ىذا القصر ،فمنيـ مف ذىب إلى أنو يرجع إلى مرحمة ما قبؿ اإلسالـ
()ٙ (٘)
إلى أنو يعود إلى العصر العباسي واآلخر يذىب ،ومنيـ مف ذىب إلى أنو مف العصر األموي
األوؿ أي في النصؼ الثاني مف القرف الثاني لميجرة وىو ما نذىب إليو الف بعض العناصر العمارية
منيا عنصر العقادة المتصالبة أو المتقاطعة في الرواؽ الكبير المحيط بالفناء المركزي والمرافؽ الجنوبية
مف القصر كانت سائدة في ذلؾ العصر .
()ٚ
لتكوف تقع مدينة السالـ في وسط بالد وادي الرافديف وقد أسسيا الخميفة العباسي أبو جعفر المنصور
()ٛ
. عاصمة الخالفة العباسية ( ٘ٗٔىػٕٚٙ /ـ )
عمممن قصمممر آشمممور ( بيممم خيالنمممي ) فمممي نينمممو ،سمممومر ، 1991 ، 49 ، ( ) 1منهمممل جبمممر إسمممماعيل ،الكشممم
ص. 154،159
( ) 2مهد ،علي محمد ،األخيضر ،طب بمطاب وزارة الثقافة واالعالم العراقية ،1969 ،ص.35
محمد ،غاز رج ،المصدرالسابق ،ص. 169
( ) 3كولون ،فيرنر كاسكل ،األخيضر ،ترجمة د .خالد إسماعيل علي ،سومر ،بغداد ، 1969 ،ص. 35
( ) 4جواد ،مصطفى ،العمارا اإلسالمية العتيقمة القاةممة فمي بغمداد ،سمومر ،دار الحريمة للطباعمة ،بغمداد ، 1941 ،
ص. 39
( ) 5مهد ،علي محمد ،األخيضر ،ص. 11
( ) 6محمد ،غاز رج ،المصدر السابق ،ص. 169
( ) 1المقدسمي ،شممم المدين أبممو عبمد ح بممن محممد أحمممد ،أحسمن التقاسمميم فمي معرفممة األقماليم ،طبم بريممل ، 1966 ،
ص. 119
( ) 9البالذر ،أحمد بن جابر بن محيي بن داود ،فتو البلدان ،دار الكت العلمية ،بيرو ، 1993 ،ص. 295
اف العمارة العباسية األولى كانت في ( مدينة السالـ ) وفي مقدمتيا قصر باب الذىب ( قصر
القبة الخضراء ) فأننا حتى الوقت الحاضر ليس لدينا أية شواىد عمارية عنو غير ما قدمتو المراجع
(ٔ)
مف وصؼ تخطيطي وعماري ال يغني الباحث في معرفة تصاميمو التاريخية والبمدانية
وفي ضوء ما وصؿ إلينا مف معمومات عف قسمو المركزي ( قصر باب الذىب )
(ٕ)
قصر المنصور أو قصر القبة الخضراء ،بأنو كاف في صدره ايػواف ( يصؼ الخطيب البغدادي
( ٖٓ × ٕٓ ذراع ) ويعمو ىذا المجمس مجمس آخر بالقياسات نفسيا يعمو ىذا المجمس قبة سميت بالقبة
الخضراء ترتفع عف سطح األرض ٓ ٛذراعاً ،يعمو القبة الخضراء تمثاؿ عمى ىيئة فارس يحمؿ رمحًا
(ٖ)
( شكؿ ) ٔٙ،ٔٚويبدو اف االيواف ىذا صغير بعض الشيء وكأنو أعد يدور مع حركة الرياح
الستقباؿ عدد محدود مف الضيوؼ(ٗ) ،يفيـ مف ىذا النص اف مساحة االيواف تبمغ ( ٘ٔ × ٓٔـ ) واف
البناء ذو طابقيف إذ يعمو االيواف قاعة مسقفة بقبة ويبمغ مجمؿ الطابقيف مع القبة أربعيف مت اًر وعند
التمع ف بالنص تبز لنا كممة (الصدر) فنقوؿ ماذا يريد بيا البغدادي ىؿ يريد بيا المصطمح العماري
(٘)
أـ أنو يريد بيا شيئًا آخر . المعروؼ (الطراز الحيري )
بالحقيقة ال يمكف الجزـ بأف البغدادي يريد بيا المصطمح العماري وفي األرجح أنو يريد بيا مقدمة
()ٙ
،ولعؿ األرجح أيضًا ىو البناء الداخمي ال الخارجي ،وىذا ما عميو البناء أي ما يبرز مف البناء
المخططات المتوفرة لدينا عف مدينة السالـ إذ نالحظ أف االيواف يطؿ عمى ساحة بمجمميا دائرية فيو
يطؿ عمى أجزاء تمؾ الساحة المسورة بسور دائري ولو لـ توجد تمؾ األسوار لجاز لنا القوؿ إف االيواف
ينفتح عمى العراء أو عمى أبنية المدينة األخرى .
، 1951 ،ص. 231 ،البلدان ،النج ( ) 1اليعقوبي ،أحمد بن يعقو بن واض الكات
( ) 2الخطيم البغممداد ،تمماريخ بغممداد مدينممة السممالم منممذ تؤسيسممها حتممى سممنة 463هممـ ،دار الفكممر ،بيممرو ، . 1996 ،
ص. 13
( ) 3محمد ،غاز رج ،العمارة العربية فمي العصمر اإلسمالمي فمي العمراق ،مطبعمة التعلميم العمالي والبحمث العلممي ،
بغداد ، . 1999 ،ص. 162
( ) 4العلي ،صال أحمد ،منازل الخلفماء وقصمورهم فمي بغمداد فمي العهمود العباسمية األولمى ،سمومر ، 322 ،جمـ، 1،2
بغداد ، 1916 ،ص. 169
( ) 5خضممير ،فمما ،البي م العربممي فممي العممراق فممي العصممر اإلسممالمي ،المإسسممة العامممة ل ثممار والتممراث ،بغممداد ،
، 1993ص. 52
،لبنان ،جـ ،. 1919 ، 1ص. 459 ( ) 6الحمو ،ياقو ،معجم البلدان ،دار احياء التراث العربي ،بيرو
وىذا الذي تظيره المخططات ( انفتاح االيواف عمى الساحة المسورة ) لـ يكف معروفًا مف ذي قبؿ
،إذ إ ف معظـ االواويف التي كانت تنفتح عمى العراء مباشرة ال تخمو في معظميا مف وجود جدار ،وىذا
(ٔ)
وجود فناء مكشوؼ أماـ االيواف دوف معرفة شكمو وأبعاده حتى الوقت الحاضر . يرجح
الخاتمة
يجدر بنا بالخاتمة أف نبيف أو نستعرض أىـ ما وصمنا إليو مف نتائج ناقشناىا في موضعيا في الفصوؿ
السابقة وىذه النتائج تعد الخالصة ليذا البحث الذي أخذ ما أخذ مف الوقت والجيد وسنقوـ باستعراض
النتائج بحسب الفصوؿ :ػ
بعد أف استعرضنا في الفصؿ األوؿ آراء العمماء في أصؿ مفردة االيواف أبرزنا نتيجة ميمة مف
ذلؾ الفصؿ وىي صواباعجمية لفظة االيواف إال أف االيواف نفسو بوصفو ط ار اًز عمارياً موروثا عراقي قديـ
وقد قمنا ىناؾ أنو ال مشاحو في التسمية وبيذا اندفع القوؿ القائؿ إف االيواف روماني ،فرثي أو ساساني
األصؿ .
تـ في الفصؿ الثاني طالئع االيواف في عمارة العراؽ القديـ أو تـ الكالـ ىناؾ بالقوؿ إف الحاجة
العممية دعت اإلنساف العراقي إلى توظيؼ طرز عمارية تمبي تمؾ الحاجة ومف بينيا االيواف ،وناقشنا فيو
الفضاء الذي يعد المالزـ لاليواف في معظـ حاالتو وقد كونا فكرة بسيطة تكاد تكوف ظاىرة فيزياويةالبراز
فائدة الفضاء فانو يؤدي إلى جعؿ الوحدات البنائية متصفة بمناخ معتدؿ يخفؼ حدة الضوء ويرشح اليواء
الذي كثي ًار ما يحمؿ الغبار واألتربة في معظـ أياـ السنة .كما أننا أبرزنا أف ىذا االتجاه في العمارة ناتج
عف البيئة العراقية القديمة التي سرعاف ما استميمت المعمار ودفعتو إلى انتاج وحدات عمارية أكثر دقة
وتنظيماً مف ذي قبؿ .
()1
علي ،بسام إبراهيم ،الفناء الوسطي المكشو في العمارة العراقية في العصر العباسي (نمماذ مختمارة) 132 ،همـ
ـ 656هـ 156 /م ـ 1259م ،جامعة اليرموك ،معهمد اآلثمار واالنثروبولوجيما ،قسمم اآلثمار 1421 ،همـ ـ 2666
،.ص. 13
لقد ظير لنا في ىذا الفصؿ اف فكرة القاعة ذات الثالثة جدراف جدارىا الرابع مفتوح موجودة في
العمارة العراقية القديمة وقد وجدت في أصغر وحدة بنائية في بيوت السكف في موقع تؿ الصواف وفي
القصور كقصر اورنمو شمكي في مدينة اور لذا يمكف القوؿ إف ىذه القاعة كانت ظاىرة شائعة ومنذ
القدـ .وألىمية ىذا الطراز فقد أضاؼ المعمار العراقي اليو مسح ًة جمالية مف خالؿ زخارفو ورسومو عميو
.ولتعدد حاجة اإلنساف ناسبو أف يتحكـ بحجـ االيواف فتارة يكوف االيواف كبي اًر إذا كاف في القصور وتارة
يكوف صغي ًار إذا كاف في بيوت السكف ومما استوحيناه أف ىذه القاعة تمونت كثي ًار وعبر العصور فمرة
تطؿ عمى العراء وأخرى عمى الساحة المكشوفة وثالثة عمى أحد الطرؽ المجاورة واف أمكننا القوؿ إف
االيواف غالباً ما ينفتح عمى الساحة المكشوفة وقمما ينفتح عمى العراء أو عمى محمة مجاورة .
والذي نراه وتعضده المخمفات العمارية اف فكرة القاعة ذات الثالثة جدراف قد تكوف مستوحاة مف
شكؿ المصبع أو مف الخموة فاالحتماؿ فييا وارد كونيا تحتوي عمى ثالثة أضالع .واف كاف ىناؾ
ال وىو أف فكرة االيواف ىي الكوخ نفسو عندما كاف يصنع مف القصب ،إذ إف
ال قد يكوف أكثر قبو ً
احتما ً
اإلنساف مما يقولوف مدني الطبع فبعد أف تطور واستبدؿ المبف والطوؼ مكاف القصب كأنو جعؿ مف ذلؾ
الكوخ رم اًز وتقميداً لو ،فكمما تطور تطور ذلؾ الرمز مع احتفاظو بمقوماتو األساسية وىي الثالثة جدراف
والعقد والقبو وىذا األمر ليس مقتص ًار عمى حضارة وادي الرافديف ،ففي وادي النيؿ أيضًا ،وعند استخداـ
الحجر مادة انشائية قمد المعمار مبانيو السابقة المشيدة مف القصب وغيره ،فجاءت بعض األعمدة عمى
سبيؿ المثاؿ ال الحصر أشبو بحزمة سيقاف البردي وغيرىا مف األمثمة الكثيرة .ثـ ناقشنا ما ذىب إليو
العمماء بمسألة تأصيؿ االيواف إذ أرجعوه إلى الخيمة أو إلى بيت خيالني أو إلى الميجاورف أو الجايتا أو
إلى الكوخ .وقد تـ تحقيؽ القوؿ في مكانو إذ أف الكوخ ىو األليؽ بأف يكوف منشأ لاليواف والمصحح لما
ذىبنا إليو ىو أف الكوخ عبارة عف ثالثة أضالع والرابع فيو مدخؿ وااليواف ثالثة جدراف والرابع مفتوح .
ومع قميؿ مف النظر يمكف لنا القوؿ إف االيواف مرحمة تطورية في مراحؿ الكوخ أو أنيما ط ارزاف استيؿ
أ حدىما مف اآلخر وقد حققنا في ىذا الفصؿ خطأ مف يؤرخ لظيور االيواف في األلؼ الرابع ؽ.ـ إذ أننا
وجدنا مخمفات تعود إلى األلؼ السادس ؽ.ـ وخاصة في تؿ الصواف أو مف ثـ في تبو كو ار واريدو
والوركاء وقصر ماري .
أما (العصر الراشدي واألموي)فمـ يشيد االيواف في ىذا العصر تطو اًر أو ابقاء لحالتو السابقة أف
ال بيف األمصار وكانت الدولة
المباني اإلسالمية كانت في جوىرىا بسيطة ،والخميفة أو الوالي كاف متنق ً
اإلسالمية في بدايتيا إذ لـ تكف واضحة المعالـ مف الناحية العمارية فبقي االيواف فييا بسيطًا ممبيًا
الحاجات اليومية فقط .
في العصر العباسي شيد االيواف في ىذا العصر تطو ًار ممحوظًا إذ أنو صار يحاكي اواوينآشور
والحضر واتسعت المباني واصبح االيواف فييا الطراز األوؿ الذي تعقد فيو مجالس الخمفاء في المباني
الرسمية وممبياً لحاجات اإلنساف في بيوت السكف والقصور والمساجد والعمارات األخرى .
وقد قمنا في ذلؾ أف االيواف في ىذا العصر امتاز بالفخامة والسعة والسبب أف الدولة اإلسالمية
شيدت تطو اًر ممحوظاً وانفتاحاً عمى األمـ األخرى فحاكى بناؤىا بناءىا .لقد امتاز ىذا العصر بكوف
اواوينو متقابمة أو متصالبة او منفردة او اكثر أما اواويف الفترة السابقة فيي تكاد تكوف في معظميا
متقابمة او صؼ مف االواويف.
ومما الحظناه في ىذا العصر أيضاً أنو اختمؼ مف الناحية التقنية إذ أف أغمب اواويف العصر
العباسي يتقدميا رواؽ وال يخفى الجانب الجمالي في تمؾ االواويف .
اتضح لنا اف مصادر مواد البناء المستخدمة في بناء االيواف سواء كانت أساسية أو مواد رابطة
محمية .وكانت الطريقة المستخدمة في البناء أما عف طريؽ رصفو باآلجر أو الحجر بصورة منبطحة أو
بصورة شاقولية (عمودية) .
مف خالؿ الدراسة الميدانية تبيف لنا أف ايواف المدائف ٍ
خاؿ مف الزخرفة في الوقت الحاضر أما
اواويف الحضر والمدرسة المستنصرية والقصر العباسي فكانت ممئى بالزخارؼ عمى تفصيؿ ذكر في
محمو .
قائمة المصادر