You are on page 1of 27

‫‪1‬‬

‫المعابد الغريقية‬
‫‪---------------‬‬
‫فكرة إنشاء المعبد‪:‬‬
‫جاءت فكرة المعبد فى العقيدة الغريقية لتتشابه إلى حد كبير مع المسكن الذى‬
‫يحيا بها المواطن الغريقى‪ ،‬فكما للناس مساكن يعيشون بها‪ ،‬أراد المواطن الغريقى‬
‫أن يوفر مكانا لمعبودة حتى يحيا به المعبود ويخدمه الكهنة القائمين على رعايته‬
‫ويستطيع المواطن من رؤيته والتقرب إليه عن طريق تقديم النذور والقرابين‪.‬‬

‫فالمعبد هو مقر أو منزل المعبود فى سائر العقائد فى العالم القديم‪ ،‬وهو أول‬
‫المبانى التى تشيد ويعتنى بها فى المدن‪ ،‬حيث تشيد المعابد من أقوى مادة بناء متاحة‬
‫فى المكان ومنها على سبيل المثال الحجر سواء أكان رملى أو جيرى‪ ،‬كما يشيد‬
‫المعبد فوق أعلى نقطة بالمدينة ليتمكن من رؤيته الناس من كل مكان بالمدينة‪ ،‬كما‬
‫يقام على أيسر الطرق حتى يستطيع كافة سكان المدينة الوصول إليها‪.‬‬

‫أما عن فكرة اختيار أعلى نقطة بالمدينة لقامة المعبد فلها موروث دينى عند‬
‫الغريق‪ ،‬فهم يعتقدون أن الرباب الثنى عشر المكونين للعقيدة الغريقية تعيش‬
‫فوق جبل الوليمب بمدينة أثينا حتى يكونوا بالقرب من السماء‪ ،‬لذا أقاموا مسكن أو‬
‫معبد المعبود فوق أعلى نقطة بالمدينة ليتشابه مكان المعبد مع مقر الرباب الرئيسى‬
‫فوق الجبل‪.‬‬

‫تعتبر المعابد فى العمارة الغريقية من أحسن النماذج التى نتبين من خللها‬


‫مدى التطور الذى شهده مجال العمارة على مر فترات التاريخ الغريقى‪ ،‬حيث‬
‫تشتمل عمارة المعابد على أنواع متعددة من الطرز التى استخدمت فى البناء‬
‫إلى جانب كونها كتاب مفتوح يوضح مدى مهارة المهندس الغريقى فى البناء‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫وعلى الرغم من تعدد المعابد الغريقية وأشكالها‪ ،‬إل أنه يتضح أن معظم تلك‬
‫المعابد يأتى المدخل الرئيسى بها جهة الشرق‪ ،‬بينما يأتى المكان المخصص للمعبود‬
‫الرئيسى للمعبد فى جهة الغرب‪ ،‬ويمكن تفسير ذلك أن الشمس غالبا ما تشرق على‬
‫وجه المعبود فى الصباح وتظل تتحرك حتى تصل إلى مقرة فى الغرب‪ ،‬وهو ما‬
‫يشبه حركة الحياة على الرض‪.‬‬

‫المكونات المعمارية للمعبد الغريقى‪:‬‬


‫يتكون المعبد الغريقى فى الغالب من قاعتين أو ثلث قاعات بحيث يكون‬
‫مدخل ومخرج تلك القاعات على محور واحد مستقيم‪ ،‬ويضاف إلى تلك المكونات‬
‫الرئيسة بعض الحجرات الجانبية التى تستخدم فى حفظ النذور والهدايا المقدمة إلى‬
‫المعبد‪ ،‬وبغرض سكن الكاهن الكبر والقائمين على خدمة المعبد‪ ،‬وحفظ الشياء التى‬
‫تستخدم فى عمليات تطهير المعبد‪ ،‬أو المور الخاصة بعبادة المعبود المكرس له‬
‫المعبد‪ ،‬وفيما يلى نستعرض مكونات المعبد الرئيسية‪:‬‬
‫‪-1‬قاعدة المعبد‪:‬‬
‫تأخذ قاعدة المعبد الغريقى فى الغالب شكل المصطبة المدرجة‬
‫‪ ،Cripedoma‬والتى تتألف من ثلث درجات تعد بمثابة الساس الذى يقام‬
‫عليه بناء المعبد بالكامل‪ ،‬حيث تستخدم الدرجة العلوية ‪ Stylobate‬لقامة‬
‫الجدران والعمدة عليها‪ ،‬أما الدرجتان السفليتينٍ‪ Stereobate‬فهما الدعامة‬
‫التى تحمل بناء المعبد بأكمله‪.‬‬

‫خلل القرن السادس ق‪.‬م تغير السطح العلوى للدرجة العلوية ‪ stylobate‬من‬
‫شكلها المسطح فى جوانبها لتتخذ جوانبها الشكل المحدب‪ ،‬وذلك لتفادى ما يعرف‬
‫بخداع البصر حتى ل يشعر الناظر لبناء المعبد من بعيد بأنه مائل‪ ،‬كما تسمح‬
‫بالتخلص من مياة المطار المتراكمة فى الجوانب‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫مخطط المعبد الغريقى‬

‫‪ -2‬القاعة المامية ‪:Pro Naos‬‬


‫وهى القاعة التى تتقدم قاعة قدس القداس أو القاعة الرئيسة للمعبد‪ ،‬وهى‬
‫أولى القاعات التى يشاهدها زائر المعبد بعد عبوره المدخل الرئيسى للمعبد‪ ،‬وهى فى‬
‫الغالب مستطيلة أو مربعة الشكل بحيث يكون الضلعين الكبيرين للمستطيل على نفس‬
‫محور المعبد المتجه من الشرق إلى الغرب‪.‬‬

‫وغالبا ما ينتهى الجدارين الجانبيين لهذه القاعة بعمود ذو تاج ملتصق بالجدار‬
‫والذى يعرف باسم ‪ ،Antae‬أما إذا كان بهذه القاعة أعمدة فهى إما تكون بين العمدة‬
‫الملتصقة بالجدار وتسمى ‪ In Antis‬أى العمدة داخل المحور الرئيسى للمعبد‪ ،‬أو‬
‫أن توزع العمدة داخل القاعة فى شكل صفوف منتظمة لحمل السقف‪.‬‬

‫ويطلق على المعبد الذى يحتوى فى مدخله على عمودان فى المسافة الفاصلة‬
‫بين العمودين الملتصقين بالجدران الجانبية اسم ‪ Prostyle‬أو المعبد ذو الطراز‬
‫المامى‪ ،‬ويختلف وفق عدد العمدة فيمكن أن يكون عدد العمدة اثنان فيسمى المعبد‬
‫‪ Distyle in Antis‬أو ثلثة أعمدة فيسم ‪ Tristyle in Antis‬وهكذا‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫ويلحظ على أرضية هذه القاعة فى بعض المعابد‪ ،‬أنها ترتفع كلما اتجهنا‬
‫إلى الداخل بالضافة إلى انخفاض السقف تدريجا أيضا كلما اتجهنا إلى الداخل‪ ،‬حتى‬
‫يقلل ذلك من كمية الضاءة النافذة إلى داخل المعبد‪ ،‬وذلك لضفاء جو من الرهبة‬
‫على زائر المعبد‪.‬‬

‫‪ -2‬القاعة الرئيسية )قدس القداس(‬


‫تعرف هذه القاعة بأنها القاعة الرئيسة بالمعبد وتعرف باسم سل ‪ Cella‬أو‬
‫ناؤوس ‪ Naos‬لحتوائها على تمثال المعبود الرئيسى للمعبد‪ ،‬وتأخذ إما شكل‬
‫المستطيل أو شكل المربع‪ ،‬وهى أيضا تكون على نفس محور المعبد حيث يستطيع‬
‫زائر المعبد وهو واقف عند المدخل الرئيسى أن يرى تمثال المعبود‪ ،‬وهى تأتى‬
‫مباشرة بعد القاعة المامية للمعبد‪ ،‬بحيث يثبت تمثال المعبود على مصطبة تستند‬
‫على الجدار الخلفى للقاعة أو يتم حفر تجويف ‪ Niche‬داخل الجدار الخلفى يوضع به‬
‫تمثال المعبود‪.‬‬

‫ويلحظ على أرضية هذه القاعة فى بعض المعابد‪ ،‬أنها ترتفع كلما اتجهنا إلى‬
‫الداخل بالضافة إلى انخفاض السقف تدريجا أيضا كلما اتجهنا إلى الداخل‪ ،‬حتى يقلل‬
‫ذلك من كمية الضاءة النافذة إلى داخل المعبد‪ ،‬وذلك لضفاء جو من الرهبة على من‬
‫يدخل إليها ليكون برفقة تمثال المعبود‪ ،‬ويذكر أن هذه القاعة مقصور دخولها فقط‬
‫على الكاهن الكبر للمعبد بالضافة إلى حاكم المدينة‪.‬‬

‫‪-3‬القاعة الخلفية‪:‬‬
‫توجد هذه القاعة فى بعض المعابد الغريقية‪ ،‬بينما تكتفى بعض المعابد‬
‫الخرى فى تكوينها المعمارى على القاعتين السابقتين فقط )البروناؤوس‪،‬‬
‫والناؤوس( وهذه القاعة نوعان‪:‬‬
‫‪5‬‬

‫النوع الول أوبس ثودوموس ‪:Opusthodemos‬‬


‫تكون قاعة منفصلة تماما عن الناؤوس أو القاعة الرئيسية للمعبد‪ ،‬بحيث‬
‫يفصلها جدار خاص بها عن الجدار الخلفى للناؤوس‪ ،‬ويكون مدخلها من الجانب‬
‫الغربى أى عكس مدخل المعبد الرئيسى الذى يكون بالشرق‪ ،‬وفى هذه الحالة تشبه‬
‫تماما القاعة المامية للمعبد‪ ،‬بحيث تنتهى جدرانها الجانبية بالعمدة ‪ ،Antae‬وتنتشر‬
‫تلك القاعة ببلد الغريق الصلية‪.‬‬
‫النوع الثانى ‪:Adyton‬‬
‫تكون قاعة مقفلة من الخارج ويتم الدخول إليها عن طريق مدخل أو باب‬
‫جانبى موجود بالجدار الخلفى لحجرة الناؤوس‪ ،‬وفى هذه الحالة تخصص تلك القاعة‬
‫لحفظ الهدايا والنذور المقدمة للمعبد‪ ،‬وقد انتشرت تلك القاعة فى جنوب إيطاليا‬
‫وصقلية وليبيا‪.‬‬

‫أنواع العمدة المستخدمة بالمعبد‪:‬‬


‫هناك نوعان للعمدة التى تشيد داخل المعابد‪ ،‬الولى تسمى بالعمدة‬
‫الزخرفية والخرى تعرف بأنها أعمدة معمارية‪:‬‬
‫العمدة الزخرفية‪:‬‬
‫وهى فى الغالب تكون فى وسط المداخل كالنتاى ‪ Antae‬بالقاعة المامية‬
‫للمعبد‪ ،‬أو تكون بين الجدران الجانبية للمعبد بحيث ل تحمل من فوقها السقف‪ ،‬وهى‬
‫غالبا ما تشيد من كتلة واحدة ‪ ،Monolithic‬وفى بعض الحيان يكون التاج الخاص‬
‫بها على شكل تمثال‪ ،‬وتشيد فى العادة من مادة أقل صلبة من المادة المستخدمة فى‬
‫بناء المعبد‪.‬‬
‫العمدة المعمارية‪:‬‬
‫هى تلك العمدة التى تكون وظيفتها الساسية حمل سقف المعبد‪ ،‬ويزداد عددها‬
‫كلما ازداد اتساع قاعات المعبد‪ ،‬وتصف بشكل منتظم فى هيئة صفوف متوازية‬
‫بعرض القاعة‪ ،‬وفى بعض الحيان تنتشر تلك العمدة لتحيط ببناء المعبد من الخارج‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫وهى فى الغالب ما تشيد من عدة كتل يتم وصلها بالروابط الخشبية‬


‫‪ Wooden Clamps‬أو الروابط المعدنية ‪ ،Metal clamps‬وهذه العمدة هى التى‬
‫تتحكم فى نوع طراز المعبد‪ ،‬فإن كانت دورية فيعرف بالمعبد الدورى‪ ،‬أو أيونية‬
‫فيعرف بالمعبد اليونى أو كورنثية فيعرف بالمعبد الكورنثى‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫نماذج لمعابد على الطراز الدورى‬


‫‪-------------------------‬‬
‫معبد البارثنون ‪Parathenon Temple‬‬
‫شيد هذا المعبد المهندسين المعمارين أكتينوس و كاليقراطيس فى نهاية القرن‬
‫الخامس ق‪.‬م فى عهد الحاكم الثنيى بركليس فوق أنقاض معبد آخر قديم فوق قمة‬
‫الكربول بمدينة أثينا‪ ،‬حيث كرس هذا المعبد لعبادة المعبودة أثينا بارثنون أى أثينا‬
‫العذراء‪.‬‬

‫يتبع المعبد فى مظهره العام الطراز الششدورى متجهششا مششن الغششرب إلششى الشششرق‬
‫على شكل مستطيل طول ضلعيه الكبيرين ‪ 69‬م‪ ،‬بينما يبلغ طششول ضششلعية الصششغيرين‬
‫‪ 30‬م تقريبا‪ ،‬مقام فوق ثلث درجات حجرية تحيط بالبناء الرئيسششى للمعبششد مششن كافششة‬
‫الجوانب مشكلين أسشاس المعبشد وأقيشم فشوق الدرجشة الثالثشة العلويشة ‪ 46‬عمشودا علشى‬
‫الطراز الدورى بدون قاعدة‪ ،‬بحيث صفت ثمان منها بالواجهة وثمان أخرى بالخلفية‪،‬‬
‫بينما وضعت ‪ 15‬فى كل من الجانبيين الطوليين‪.‬‬

‫تحمل العمدة الرشتريف ثم الفريز الذى يعلوه ما تبقى مششن الجمششالون الششذى‬
‫كان يغطى سقف المعبد بأكمله‪ ،‬حيششث زيششن الفريششز بالجششانب الشششرقى للمعبششد بنحششت‬
‫بارز يمثل ولدة المعبودة أثينا من رأس المعبود زيوس كبير المعبودات الغريقية‪.‬‬

‫بينما فى الجهة الغربية من الفريز صور بالنحت البارز قصة النزاع بين أثينا‬
‫ومعبود البحر بوسيدون حول أحقية من منهما فى العبادة بمدينة أثينا‪ ،‬بينمششا يحمششل مششا‬
‫تبقششى مششن الفريششز فششى الجششانبين الشششمالى والجنششوبى قصششة العششراك بيششن الللبيرانششث‬
‫والكنتاورس‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫بعد العبور من صف العمدة الماميششة توجششد مسششاحة مسششتطيلة الشششكل تشششكل‬


‫القاعة المامية للمعبششد أو البرونششاؤوس والششذى جششاء مششدخلها علششى شششكل سششت أعمششدة‬
‫دورية رتبت فى صف واحد تعمل جميعها على حمل السقف‪.‬‬

‫جاءت قاعة البرونششاؤوس مسششتطيلة الشششكل إل أن محورهششا جششاء علششى عكششس‬


‫اتجاه محور المعبد الرئيسى أى من الشششمال إلششى الجنششوب‪ ،‬ويتوسششط الجششدار الشششرقى‬
‫لتلك القاعة باب يؤدى إلى القاعة الثانية للمعبد‪.‬‬

‫تمثل القاعة الثانية للمعبد الحجرة الرئيسية به أى حجرة العبادة الرئيسششية الششتى‬
‫تسششمى قشدس القشداس أو النششاؤوس‪ ،‬والشتى جشاءت هششى أيضشا علشى ششكل المسششتطيل‬
‫بمحور غربى شرقى بطول ‪33‬م وعرض ‪20‬م‪ ،‬حيث يوجد بها ‪ 23‬عمودا رتبت فششى‬
‫ثلث صفوف‪ ،‬حيث وضعت تسششع أعمششدة علششى جششانبى الصششالة الشششمالى والجنششوبى‪،‬‬
‫بينما صفت خمس أعمدة بالجانب الشرقى للصالة‪ ،‬وعلى الرغم من شششكلها الزخرفششى‬
‫البديع إل أن تلك العمدة كانت وظيفتها الرئيسية هى حمل السقف‪.‬‬

‫يتقدم صف العمدة الخلفى المكون من خمس أعمدة على مقربة منششه مصششطبة‬
‫مستطيلة الشكل مرتفعة عن الرض كانت تستخدم لوضع تمثششال المعبششودة أثينششا عليششه‬
‫والذى يقال عنه انه كان مصنوعا من الذهب الخالص ويمثششل أثينششا فششى زيهششا الحربششى‬
‫الكامل ممسكة بالدرع بإحدى يديها بينما تمسك بيدها الخرى رمز النصر نيكى الششتى‬
‫تصور فى هيئة امرأة مجنحة‪ ،‬ويذكر أن صانع التمثال هو الفنان فيدياس‪.‬‬

‫توجد إلى الخلف من قدس القداس قاعششة أخششرى إل أنششه يتششم الششدخول إليهششا مششن‬
‫الواجهة الشششرقية للمعبششد بعششد العبششور مششن صششف العمششدة الخلفششى‪ ،‬حيششث تتماثششل فششى‬
‫تكوينها المعمارى مع الجششزء المششامى للمعبششد‪ ،‬فمششدخلها عبششارة عششن صششف مششن سششت‬
‫أعمدة يليه مدخل القاعة التى يطلق عليها اسم أوبششس ثودومششوس ‪Opusthodemos‬‬
‫‪9‬‬

‫وذلك لنها بمعزل عن باقى بناء المعبد الرئيسى‪ ،‬والتى يعتقد بأنهششا كششانت تحفششظ بهششا‬
‫الهدايا والقرابين الثمينة التى تقدم للمعبد‪.‬‬

‫جاءت تلك القاعششة مسششتطيلة الشششكل بطششول ‪19‬م وعششرض ‪13‬م تقريبششا‪ ،‬إل أن‬
‫محورها جاء على عكس اتجاه محور المعبششد الرئيسششى أى مششن الشششمال إلششى الجنششوب‬
‫ويتوسط تلشك القاعشة أربعششة أعمششدة علشى الطشراز الشدورى يعملن علشى حمشل سشقف‬
‫القاعة‪ ،‬حيث تم وضع العمدة فى صفين بكل صف عمودان‪.‬‬

‫منظر جوى لمعبد البارثنون فوق الكربول الثينى‬


‫‪10‬‬

‫العمدة الدورية التى تحيط بمعبد البارثنون من كافة جوانبه‬

‫مخطط معبد البارثنون‬


‫‪11‬‬

‫شكل تخيلى للحالة التى كان عليها معبد البارثنون‬

‫تصور لتمثال أثينا بارثنون داخل قدس القداس بمعبد البارثنون‬


‫‪12‬‬

‫معبد زيوس بقورينى‪:‬‬


‫يعششد معبششد زيششوس مششن أكششبر نمششاذج المعابششد الغريقيششة بششل وأحسششنها‬
‫والموجودة بالشمال الفريقى حتى انششه يضششارع فشى عظمتششه معبششد زيششوس فششى مدينشة‬
‫أوليمبيا ومعبد البارثنون ذاته‪.‬‬

‫يقع هذا المعبد فوق الهضبة الشرقية لمدينششة قششورينى )الشششحات حاليششا(‪ ،‬حيششث‬
‫قامت بعثة إيطالية بالكثير من أعمال الترميم به والتى مششازالت مسششتمرة حششتى الششوقت‬
‫الحاضر‪.‬‬

‫شيد المعبد على الطراز الدورى فى نهايششة القششرن السششادس ق‪.‬م وبدايششة القششرن‬
‫الخامس ق‪.‬م على شكل المستطيل على محور شرقى غربششى‪ ،‬حيششث يبلششغ طششوله ‪72‬م‬
‫وعرضه ‪32‬م تقريبا‪ ،‬حيث قام بترميمه فى العصر الرومانى المششبراطور مششاركوس‬
‫أوريليوس بعد تعرض المعبد للتهدم والحريق أثناء ثورة اليهود عام ‪115‬م‪.‬‬

‫يرتفع المعبد فوق مصطبة حجريششة مششن ثلث درجششات يبلششغ ارتفاعهششا حششوالى‬
‫المتر الواحد وتلتف حول البناء الرئيسى للمعبد بالكامششل‪ ،‬يحيششط بالمعبششد مششن الخششارج‬
‫صف من العمدة الدورية الطراز حيث يبلششغ عششدد العمششدة ‪ 50‬عمششودا بششدون قواعششد‬
‫صفت ثمان أعمدة فى الواجهة والخلفية‪ ،‬بينما صف سبع عشر عمودا علششى الجششانبين‬
‫حيث يبلغ ارتفاع العمشود الواحشد مشا يقششرب مششن ‪ 8‬أمتشار ويزيشن واجهشة العمششود مشن‬
‫الخارج ‪ 24‬أخدودا بالنحت البارز وتحمل تيجششان العمششدة مششا تبقششى مششن الرشششتريف‬
‫والفريز والجمالون‪.‬‬

‫يؤدى مدخل بالبناء الرئيسى الواقع ناحية الشرق إلى القاعة المامية للمعبد أو‬
‫البروناؤوس جاء مدخلها عبارة عن عمششودين ملتصششقين بالجششدارين الجششانبيين للقاعششة‬
‫يتوسطهما عمودين دائريين ‪ ، In Antis‬حيث جاءت القاعششة علششى شششكل المسششتطيل‬
‫‪13‬‬

‫على عكس محور المعبد أى من الشمال إلى الجنوب بطول ‪14‬م وعرض ‪10‬م تقريبا‬
‫ويتوسط الجدار الشرقى لهذه القاعة مدخل يؤدى إلى قاعششة المعبششد الرئيسششية أو قششدس‬
‫أقداس المعبد‪.‬‬

‫اتخذت قاعة قدس القداس أو الناؤوس أيضا شششكل المسششتطيل إل أنهششا جششاءت‬
‫على نفس محور المعبد بطول ‪32‬م وعششرض ‪14‬م تقريبششا‪ ،‬حيششث شششيد علششى مصششطبة‬
‫تستند على الجدار الشرقى الخلفى لهذه القاعة تمثال ضخم للمعبود زيوس جالس على‬
‫كرسى العرش‪ ،‬حيث يلحظ بأرضية تلم المصششطبة مششن أعلششى أمششاكن تثششبيت كرسششى‬
‫العرش‪ ،‬ويذكر أن هذا التمثال قد بلغ من الضخامة أنه يماثل ‪ 12‬مرة الحجم الطششبيعى‬
‫للنسان العادى‪ ،‬وتوجد بقايا من هذا التمثال محفوظة حاليا بمعبد الشحات الثرى‪.‬‬

‫أما الجهة الغربية من المعبد فتشغلها قاعة خلفية أو أوبس ثودوموس‬


‫‪ ،Opusthodemos‬ويتم الدخول إليهشا بعشد العبشور مشن صشف العمشدة الخلفشى مشن‬
‫مدخل يتوسط ثلثة أعمدة‪ ،‬وجششاءت علششى شششكل المسششتطيل بطششول ‪14‬م وعششرض ‪6‬م‬
‫تقريبا‪ ،‬ويعتقد بأنها كانت تستخدم بغرض حفظ الشياء الثمينة المقدمة للمعبد‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫معبد زيوس بقورينى‬


‫‪15‬‬

‫معبد الرخثيون ‪:Erechtheion Temple‬‬


‫يقع معبششد الرخششثيون علششى الجششانب الشششمالى مششن الكربششول الثينششى‪ ،‬ويجمششع‬
‫تصميمه بين الناقة المعمارية والسلوب غير التقليدي فى التصميم‪ ،‬وقشد ششيد المعبشد‬
‫فى نهاية القرن الخامس ق‪.‬م‪ ،‬ويعتقد أن المعبد الحالى قد أقيم فوق أنقاض معبششد قششديم‬
‫دمر بواسطة الفرس فى أوائل القرن الخامس ق‪.‬م‪ ،‬وقد اشتق اسمه مششن معبششد صششغير‬
‫شيد بالقرب مششن المعبششد الحششالى لبطششل أسششطورى أو ملششك إغريقششى يششدعى إرخششثيوس‬
‫‪.Erechtheus‬‬

‫أما المعبد الحالى فهو مكرس لعبادة أثينا والمعبود بوسيدون‪ ،‬والبناء الرئيسششى‬
‫يرتفع فوق ثلث مصاطب حجرية‪ ،‬حيث تحمل المصطبة العلوية بناء المعبششد والششذى‬
‫يتكون من أربعة أجزاء شيدت على مستويات مختلفششة‪ ،‬ويرجششع ذلششك لن بنششاء المعبششد‬
‫مبنى على منحششدر حيششث جششاءت الجزأيششن الغربششى والشششمالى أقششل فششى مسششتواهم عششن‬
‫الجزأين الشرقى والجنوبى بحوالى ثلثة أمتار‪.‬‬

‫مكونات المعبد ‪:‬‬


‫الجزء الشمالى‪:‬‬
‫يوجششد علششى الجششانب الشششمالى ممششر آخششر كششبير ذو أعمششدة سششت علششى الطششراز‬
‫اليونى أربعة منها فى الواجهة وواحد على كل جانب‪ ،‬ويستخدم هذا الممششر للصششعود‬
‫عن طريق درجات حجرية إلى الجانب الشرقى من المعبد‪.‬‬

‫الجزء الجنوبى‪:‬‬
‫يوجد به ممر آخر ذو ست أعمدة ‪ ،‬أربعة فى الواجهة وواحد على كل جششانب‪،‬‬
‫مثلت جميعها على شكل سيدات تدعى ‪ Caryatides‬أو العذراوات‪ ،‬حيث أتخذ البششدن‬
‫الخاص بالعمود شششكل جسششم المششرأة الواقفششة والمرتديششة الششزى الغريقششى بينمششا تحمششل‬
‫برأسها بدل من التاج السقف من أعلى ‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫الجزء الغربى ‪:‬‬


‫أما الجزء السفلى فيوجد ممر على الجانب الشرقى من بناء المعبششد يششؤدى إلششى‬
‫قاعة مخصصة للمعبودة أثينا عن طريق درجششات حجريششة مرتفعششة لعلششى‪ ،‬ويتوسششط‬
‫تلك القاعة مذبح لتقديم القرابين‪.‬‬

‫الجزء الشرقى‪:‬‬
‫أكبر الجزاء المعماريششة فششى المسششاحة وأعلهششم فششى المسششتوى‪ ،‬وهششى القاعششة‬
‫الرئيسية بالمعبد أو قدس القداس الواقع إلى الشششرق مششن البنششاء‪ ،‬والششذى يتقششدمه ممششر‬
‫مسقوف من ست أعمدة مششيدة علشى الطشراز اليشونى صشفت فشى صشف واحشد‪ ،‬يليشه‬
‫مدخل يؤدى إلى قاعة مستطيلة الشكل سقفها مستند على عمودين أيضا علششى الطششراز‬
‫اليونى ومن خلفهم مصطبة كانت مخصصة لوضع تمثال المعبود بوسيدون فوقها‪.‬‬

‫الجانب الجنوبى من معبد الرخثيون‬


‫‪17‬‬

‫الجانب الشرقى من معبد الرخثيون‬

‫مخطط معبد الرخثيون‬


‫‪18‬‬

‫معبد المعبودة أثينا نيكى ‪:Temple of Athena Nike‬‬


‫تعنى نيكى النصر فى اللغة الغريقيششة وتمثششل فششى هيئة امششرأة مجنحششة‪ ،‬حيششث‬
‫عبدت أثينا فى هذه الهيئة وكرس لها معبد صغير شيد على الجششانب الجنششوبى الغربششى‬
‫فوق الكروبول الثينى‪ ،‬حيث يعششد معبششدها مششن أقششدم النمششاذج المشششيدة علششى الطششراز‬
‫اليششونى والمششؤرخ بششالقرن الخششامس ق‪.‬م‪ ،‬والمصششمم مششن قبششل المهنششدس المعمششارى‬
‫كاليقراطيس‪.‬‬

‫المعبد مشيد فوق ثلث درجات أو مصاطب حجريششة‪ ،‬حيششث شششيد بنششاء المعبششد‬
‫الرئيسى فوق المصطبة الثالثة العلوية‪،‬والشذى يحتشوى علشى ثلث قاعشات‪ ،‬ويبشدأ مشن‬
‫‪19‬‬

‫جهة الغرب بالقاعة المامية البروناؤوس التى جشاءت علششى شششكل المسشتطيل مشدخلها‬
‫يتقدمه أربعة أعمدة على الطراز اليونى صفت فى صف واحد‪.‬‬

‫وعن طريق مدخل يتوسط الجانب الشرقى من القاعة الماميششة يمكششن الششدخول‬
‫إلى القاعة الرئيسة للمعبد الناؤوس أو قدس القداس التى جششاءت علششى شششكل المربششع‬
‫طول ضلعه حوالى ‪5‬م‪ ،‬ويذكر أن التمثال المخصص للمعبودة أثينا نيكى كششان مشششيدا‬
‫من الخشب ومقام فششوق مصششطبة بالجششانب الشششرقى مششن القاعششة وكششانت تمسششك بيششدها‬
‫اليسرى بخوذة حربية بينما تمسك بيدها اليمنى على غصن نبات‪.‬‬

‫وفى الجانب الشرقى من البنششاء الرئيسششى للمعبششد خلششف قششدس القششداس شششيدت‬
‫القاعة الثالثة ومدخلها من الغرب ل<ا فهى قاعة اوبوس ثوديمششوس‪ ،‬ومششدخلها يماثششل‬
‫مدخل البروناؤوس حيث جاء على شكل أربعة أعمدة على الطراز اليونى صفت فى‬
‫صف واحد‪ ،‬تؤدى إلى قاعة مستطيلة الشكل يعتقد أنها كانت مخصصة لحفششظ الهششدايا‬
‫والقرابين الثمينة المهداة للمعبد‪.‬‬

‫أمششا الفريششز فهششو مزيششن بمنحوتششات بششارزة علششى السششلوب الكلسششيكى للفششن‬
‫الغريقى‪ ،‬حيث يمثل الجانب الشمالى منه معركششة بيششن الثينييششن والسششبرطيين‪ ،‬أمششا‬
‫الجانب الجنوبى فيمثشل انتصشار الغريشق علشى الفشرس‪ ،‬بينمشا صشور علشى الجشانبين‬
‫الشرقى والغربى اجتماعا يضم الرباب أثينا وبوسيدون وزيوس‪.‬‬
‫‪20‬‬

‫مخطط معبد أثينا نيكى‬

‫واجهة المعبد‬
‫‪21‬‬

‫المسرح الغريقى ‪:Greek Theater‬‬


‫تعنى كلمة التراجيديا عنششد الغريششق المسششرحية سششواء أكششانت تلششك المسششرحية‬
‫مأساة أم ملهاة‪ ،‬حيث ارتبطت نشأة المسششرح الغريقششى ارتباطششا قويششا بعبششادة المعبششود‬
‫ديونيسوس حيث كانت تقام له الحتفالت فى فصل الربيع‪ ،‬وتنشد له الغانى على يد‬
‫مجموعة من المؤديين يرتدون جلد الماعز ويعرفون باسششم الششديثيرامبوس لششذا عرفششت‬
‫تلك الغانى باسم الديثورامبية‪.‬‬

‫حتى أن كلمة تراجيديا ‪ Tragidia‬مشتقة من كلمة ‪ Tragos‬تراجوس وتعنششى‬


‫المششاعز‪ ،‬وكلمششة ‪ Odia‬أوديششا وتعنششى أغنيششة‪ ،‬أى أن التراجيششديا الغريقيششة كششانت فششى‬
‫البداية عبارة عن أغانى يؤديها رجال يرتدون جلد الماعز‪.‬‬

‫إل أن المسششرحية الغريقيششة لششم تبششدا فششى التطششور الفعلششى إل بحلششول العصششر‬
‫الكلسششيكى فششى القششرن السششادس ق‪.‬م ‪ ،‬وخاصششة فششى مدينششة أثينششا حيششث ظهششر أهششم‬
‫المسرحيين الغريق أمثال ايسخولوس وسوفوكليس ويوربيديس‪ ،‬الذين أرسوا قواعششد‬
‫محددة للفن المسرحى ووصلوا بالمسرحية الغريقية بالشششكل المكتمششل العناصششر مششن‬
‫مغنيين وممثلين‪.‬‬

‫أهم ما يميز المسرح الغريقى من الناحية المعمارية هو المكونات التى يتكون‬


‫منها فقشد ششهدت مراحشل متغيشرة حشتى وصشلت إلشى ششكل محشدد يميزهشا عشن سشائر‬
‫المسارح التى عرفت فى العالم القديم ‪ ،‬وأن الجزء الكبر منه مشيد فششوق منحششدر تششل‬
‫حيث أكتمل شكله فى أربع مكونات رئيسية‪ ،‬وهى على النحو التالى‪:‬‬
‫‪ -1‬الوركسترا ‪Orchestra‬‬
‫يطلق هذا اللفظ علششى مكششان جلششوس عششازفى الموسششيقى المصششاحبة للمسششرحية‬
‫وهششو بمثابششة مركششز البنششاء المعمششارى للمسششرح‪ ،‬حيششث يتوسششط بنششاء المسششرح أسششفل‬
‫مدرجات المشاهدين‪ ،‬ويأتى فى شكل نصششف دائرى أو مششا يزيششد عنششه قليل وأرضششيته‬
‫‪22‬‬

‫مستوية وربما يتم تبليطها‪ ،‬وما يتميز به المسرح الغريقى عن سششائر مسششارح العششالم‬
‫القششديم هششو وجششود مذبششح للقرابيششن فششى منتصششف تلششك المسششاحة كششان مخصصششا لتقششديم‬
‫القرابيششن للمعبشود ديونيسششوس‪،.‬وكشانت تلششك المسششاحة فششى بدايشة نششأة المسششرح تضششم‬
‫الموسششيقين والمنشششدين والممثليششن‪ ،‬إل أنهششا أصششبحت مقصششورة فقششط علششى مجموعششة‬
‫العازفين‪.‬‬

‫‪ -2‬مدرجات المشاهدين ‪Theatron‬‬


‫تعنششى تلششك الكلمششة ‪ Theatron‬مكششان اجتمششاع الجمهششور لمشششاهدة العششرض‬
‫المسرحى‪ ،‬ومنها اشتق كلمة ‪ Theater‬بمعنششى المسششرح‪ ،‬حيششث جششاءت فششى المسششرح‬
‫عبارة عن ما يزيد عن نصف دائرة أو شكل حدوة الجواد‪ ،‬وكانت بدون مقاعششد حيششث‬
‫يجلس المشاهدين فوق منحدر أرضية التل المقام عليها المسرح‪ ،‬ثم استخدمت مقاعد‬
‫خشبية تثبت فى أرضششية التششل بشششكل نصششف دائرى فششى شششكل صششفوف يعلششو بعضششها‬
‫البعض حتى الوصول الى مستوى الوركسترا إلى أن استبدلت تلك المقاعششد الخشششبية‬
‫إمششا بششالنحت المباشششر فششى أرضششية التششل أو بوضششع مقاعششد حجريششة يجلششس عليهششا‬
‫المتفرجون‪ ،‬ويخصص مكان بالقرب من الوركسترا لجلوس الحكام وعلية القوم فششى‬
‫شكل مقاعد مريحة وفى الغالب ما تشيد مششن الرخششام المصششقول والمزخششرف‪ ،‬ويصششل‬
‫المتفرجون إلى مقاعدهم عن طريق ممرات فى شكل سششللم ترتفششع بارتفششاع المسششرح‬
‫حيث تشكل تلك الممرات مقاعد المتفرجين فى شششكل المخششروط أو كويلششون ‪Koilon‬‬
‫وعششادة مششا توجششد ممششرات أفقيششة تعششرف باسششم ديازومششا ‪ Diazoma‬لتقسششم مششدرجات‬
‫المشاهدين إلى قسمين أو أكثر وفق مساحة المسرح‪.‬‬

‫أما عن السبب وراء إقامة مدرجات المشاهدين فوق منحششدر التششل فهششو راجششع‬
‫لعدم وجود مكبرات للصوت فى تلك الفترة‪ ،‬لذا اسششتخدم منحششدر التششل ليشششكل مسششاحة‬
‫تحتوى الصوت وتكبره فى شكل ترددى وتصاعدى لعلى حتى يتمكن الجششالس فششوق‬
‫أعلى مكان بالمسرح من سماع الموسيقى والحوار المسرحى بشكل واضح‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫يوجد عند الطرف السفلى للمدرجات المخصصششة لجلششوس المتفرجيششن ممششران‬


‫يعرفششان باسششم البششارادوس ‪ Parados‬كششل منهمششا علششى أحششد الجششانبين ويفصششلن بيششن‬
‫المدرجات وحجرات الممثلين‪ ،‬وهما فى العادة ما يستخدمان لدخول الممثلين وعازفى‬
‫الموسيقى الى خشبة المسرح أو ساحة الوركسترا‪ ،‬كما تسمح بدخول المشاهدين الششى‬
‫مقاعدهم‪.‬‬

‫‪ -3‬حجرات الممثلين ‪Scene‬‬


‫توجد الى الخلف من خشبة المسرح عدد من الحجرات صغيرة كانت تشيد فى‬
‫شكل خيام من القماش ثم استبدلت بحجششرات خشششبية أو حجريششة وفششى بعششض الحيششان‬
‫تشيد من طابقين‪ ،‬وتستخدم من قبل الممثلين للستعداد قبل العرض المسرحى لرتداء‬
‫الملبس وعمل الماكياج أو ارتداء القنعة المعبرة عن شخصيات المسرحية‪.‬‬

‫‪ -4‬خشبة المسرح ‪Proscene‬‬


‫يطلق هذا المسشمى علشى المكشان المخصشص لوقشوف الممثليشن أثنششاء العشرض‬
‫المسرحى أو ما يعرف بخشبة المسرح‪ ،‬وهى دائما ما تشيد من الخشششب وتتخششذ شششكل‬
‫المستطيل المرتفع فوق مستوى أرضششية الوركسششترا‪ ،‬حيششث تقششع فششى الجهششة المقابلششة‬
‫للوركسترا ويحدها من على الجانبين مدرجات المشاهدين‪ ،‬ويتم الصششعود إليهششا عششن‬
‫طريق سللم على الجانبين‪.‬‬

‫تنصب خشبة المسرح المكونة من عدة لوائح خشبية فوق صفوف من العمدة‬
‫أو القوائم لحملها‪ ،‬حيث تقام تلك العمدة فوق مصطبة مرتفعة عن مستوى الرضششية‬
‫قليل‪ ،‬وغالبا ما يكون ارتفاع مستوى خشبة المسرح فى نفششس مسششتوى ارتفششاع سششقف‬
‫حجرات الممثلين الواقعة إلى الخلف‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫مخطط المسرح الغريقى‬

‫منظر عام للمسرح من أعلى‬


‫‪25‬‬

‫مبنى السباقات " ستاديوم ‪"Stadium‬‬


‫اشتقت كلمة ستاديوم ‪ Stadium‬من الكلمششة الغريقيششة المسششتخدمة للتعششبير‬
‫عن وحدة قياس الطول " ستاد ‪ " Stade‬والتى تبلغ حششوالى ‪ 200‬يششاردة أو حششوالى‬
‫‪ 190‬متر والتى كانت وحدة قياس لمعظم سباقات العدو داخل مضمار السباق‪.‬‬

‫كانت اللعاب الوليمبية أكبر الحتفالت الرياضششية الثينيششة‪ ،‬والششتى تقششام كششل‬
‫أربع سنوات‪ ،‬ويشترك بها الرياضيين من كل أنحاء بلد الغريق ليتنافسوا فى إسششتاد‬
‫أثينا العظيم والمسمى بإستاد أوليمبيا تحت إشراف المعبشود زيشوس‪ ،‬ومشن أششهر تلشك‬
‫المنافسات كانت لعبة الخماسى‪ ،‬حيث يتنافس كل رياضششى فششى خمششس ألعششاب مختلفششة‬
‫والفائز يحصل على جائزة عبارة عن إكليل من نبات الغار‪.‬‬

‫المكونات المعمارية‪:‬‬
‫الموقع ‪:‬‬
‫صمم مبنى الستاديوم خصيصا لسباقات العدو وخاصة سششباق ال ‪ 200‬يششاردة‬
‫حيث كششان فششى بدايششة المششر يتششم اختيششار قطعششة مششن الرض المسششطحة والواقعششة بيششن‬
‫منخفض تلين‪ ،‬بحيششث يجلششس المتفرجششون فششوق منحششدر التليششن بينمششا تسششتخدم الرض‬
‫المسطحة لسباق العدو‪.‬‬

‫يعنى هذا أن مكان الستاديوم لم يكن ثابتا فى كافة المدن الغريقيششة‪ ،‬بششل كششان‬
‫مرتبطا بطبوغرافية المدينة ويختلف مكانه من مدينة إلى أخرى وإن كششان يفضششل أن‬
‫يكون محورة من الشرق إلى الغرب‪.‬‬

‫مدرجات المشاهدين‪:‬‬
‫تقام حول مضمار السباق وهى مكشوفة دائما‪ ،‬وكانت فششى البدايششة علششى شششكل‬
‫خطين متوازيين من الشرق إلى الغرب علششى امتششداد جششانبى التششل‪ ،‬ثششم أضششيف لهششذين‬
‫‪26‬‬

‫الخطيششن التفششاف نصششف دائرى علششى الجششانبين الخريششن الممثليششن للشششمال والجنششوب‬
‫ليكتمل ششكل السشتاد وهشذا الششكل يعشد تشأثيرا مسشتمد مشن ششكل المسشرح الغريقشى‬
‫وليتمكن المشاهدين من متابعة كافة مراحل السباق بسهولة ويسر‪.‬‬

‫كانت المقاعد فى البداية عبارة عن أرضية منحدر التليششن يفترشششها المتفرجيششن‬


‫فى شكل صفوف ليتمكنوا مشن الرؤيشة‪ ،‬وتطشورت بحيششث اسشتبدلت الرضشية بمقاعششد‬
‫خشششبية يفصششلها ممششرات يسششتخدمها المشششاهدون للوصششول إلششى أمششاكنهم‪ ،‬ثششم أضششيفت‬
‫جدران شيدت بكتل من الحجششر علشى جشانبى المقاعششد حشتى ل تتهششاوى المقاعششد أسشفل‬
‫التل‪ ،‬كما يوجد عند منتصف المقاعد وعلى الجشانبين ممششر أفقششى ‪ Diazoma‬ليسششهل‬
‫الوصول إليها‪.‬‬

‫استبدلت مع بداية القرن الرابع ق‪.‬م المقاعد الخشبية بمقاعد حجرية فششى شششكل‬
‫صفوف منتظمة فوق بعضها البعض تثبت فى أرضية التل‪ ،‬وبالجششانب الجنششوبى مششن‬
‫السششتاد كششانت تقششام منصششة مشششيدة بكاملهششا مششن الحجششر للحششاكم وحاشششيته مششن كبششار‬
‫الموظفين وتختلف المادة فيها عن المادة المستخدمة فى مقاعد المتفرجين لتمييزها‪ ،‬ثم‬
‫أضيفت لها أماكن محددة على شكل أبواب حجريششة لششدخول المتفرجيششن عنششد الجششانبين‬
‫الجنوبى والشمالى‪.‬‬

‫مضمار السباق ‪:Arena‬‬


‫كان فى البداية عبارة عششن طريششق واحششد يبلشغ عرضششه ‪ 33‬قششدم أو حشوالى ‪10‬‬
‫أمتار‪ ،‬وهو يمثل الممر الواقع بين منحدر التليششن‪ ،‬وتحششدد بششدايته ونهششايته عششن طريششق‬
‫استخدام الجير أو باستخدام قطع من الحجارة‪ ،‬إل أنه تم تطويره ليصششبح مضششمارا ذو‬
‫اتجاهين يأخذ فى نهايته شكله استدارة نصف دائرية حتى يصبح هناك مسارا للذهاب‬
‫وآخر للياب يفصلهما فى المنتصف طريق مستقيم ينتهششى عنششد السششتدارة مشششيد مششن‬
‫كتل صغيرة من الحجارة‪ ،‬وتششم حفششر قنشاة مائيششة صششناعية علششى حشدود المضششمار مششن‬
‫‪27‬‬

‫الخششارج تصششب فششى أحششواض‪ ،‬ويحششدد مكششان مخصششص عنششد الجششانب الشششمالى مششن‬
‫المضمار لجلوس الحكام‪.‬‬

‫من أشهر النماذج التى شيدت فى بلد الغريق كششان إسششتاد مدينششة دلفششى الششذى‬
‫شيد على منحششدر تششل عششال‪ ،‬خلششف الطريششق المقششدس المششؤدى لمعبششد أبوللششو ومسششرح‬
‫المدينة‪ ،‬والذى شيد فى القرن الخامس ق‪.‬م‪ ،‬وتم تطويره عدة مرات حتى اكتمل شكله‬
‫فى القرن الثانى الميلدى على يشد هيششرودوس التيكشى الشذى غيشر مقاعششد المتفرجيششن‬
‫لتصبح من الرخام وأضاف شكل العقد عند البوابات‪ ،‬وكان هذا الستاد يتسع لحوالى‬
‫‪ 6500‬مشاهد‪ ،‬ويبلغ طول مضمار السباق به ‪178‬م وعرضه حوالى ‪25‬م‪.‬‬

‫استاد مدينة دلفى‬

You might also like