You are on page 1of 13

‫عمارة بالد الرافدين في عصر فجر السالالت السومرية (‪2350-2900‬ق‪.‬م)‪.

‬‬

‫سبق عصر السالالت حقبة زمنية اطلق عليها (عصر فجر السالالت)‪ ,‬وهي الفترة الزمنية الواقعة بين نهاية (طور جمدة نصر)‬
‫وبين بداية تأسيس (الساللة االكدية) في حدود ‪ 1334 -2370‬ق‪.‬م‪ .‬وقد استغرقت هذه الفترة من حكم العراق نحو ‪ 500‬سنة‪.‬‬

‫التكوين المعماري ( ‪Architectural‬‬


‫‪)Composition‬‬

‫الفناء يتخذ موقعا مركزيا وشكال "هندسيا" يقترب من شكل المربع في المسكن السومري حيث تطل باقي الفضاءات عليه‬
‫وأصبح (الفناء الوسطي) يمثل البؤرة التصميمية لهيكل الوحدة السكنية ورئتها الداخلية التي تزودها باإلنارة الطبيعية‬
‫والتهوية‪ ،‬تقارب الوحدات السكنية ضمن المستوطنة الواحدة فضاقت حدود االنفتاح نحو الخارج فتحولت العالقة مع الفضاء‬
‫الخارجي من العالقة األفقية الممتدة الى عالقة ذات تشكيل محوري عمودي يربط الوحدة السكنية من خالل ساحتها (فناءها)‬
‫بالسماء ‪.‬‬

‫اصبحت فضاءات الدار في بيت سكن تبة كورا المختلفة تتجمع حول ساحة امامية ‪,‬وجود السور الخارجي وتلك كانت بداية‬
‫ظهور الفناء ولكنه ال يزال خارجي ‪،‬بداية ظهور التوجه نحو الداخل وتفعيل دور الفناء كموزع للفضاءات االخرى ‪،‬بداية ظهور‬
‫االيوان كفضاء ثالثي مغلق من جوانبه الثالث ومفتوح ضلعه الرابع على الفناء‪ ،‬بسقف مستوي‪ ،‬وسور خارجي للتحصين‬
‫تقع أور على مسافة (‪ 17‬كم) جنوب غرب مدينة الناصرية مركز محافظة‬
‫ذي قار‪ ,‬وعلى مسافة (‪ 360‬كم) جنوب شرق بغداد‪ ,‬وتعرف محليا ً باسم‬
‫المقير والتي تعني التل المطلي بالقير‪ ,‬ويرجع تاريخ االستيطان في المدينة‬
‫إلى عصر العبيد‬

‫يالحظ في تخطيط مدينة اور‪-:‬‬ ‫❑‬


‫المعابد هي المكونات الرئيسة داخل الحرم المقدس في أور‪.‬‬ ‫❑‬
‫وجد داخل السور اربع معابد على االقل ومنها(معبد ننماخ‪ ,‬معبد ننار‪ ,‬معبد‬ ‫❑‬
‫دب الماخ)‪.‬‬
‫جميع معابد ذات اشكال مربعة وموجهة حسب االتجاه الشمسي‪.‬‬ ‫❑‬
‫احتوى مركز المدينة على عدد من القصور ومنها قصر الملك (قصر‬ ‫❑‬
‫شولكي)‪.‬‬
‫المنطقة برمتها احيطت بسور ضخم تخترقه خمسة ابواب‪.‬‬ ‫❑‬
‫خارج المنطقة المركزية تقع االحياء السكنية الشعبية‪.‬‬ ‫❑‬

‫مخطط‬
‫مدينة اور‬
‫اما المعابد فلم تعد المعابد مجتمع كبير من الناس اي (مدينة المعبد) مثلما كانت في (عصر فجر التاريخ) وإنما أصبحت أالن أشبه باألديرة المنفصلة بحد ذاتها عن‬
‫العالم الدنيوي وعن مقر الحاكم ‪ .‬شهد هذا العصر تحوال في تخطيط المعابد عن المحيط الخارجي عن طريق تسويره بجدار فتحول المعبد تدريجيا الى تشكيل أشبة‬
‫بتشكيل المسكن باحتواءه على (فناء) ومجموعة من الغرف حيث أصبح المعبد هو بيت اإللهة ومسكنه الذي يمارس فيه فعالياته اليومية ‪ .‬ظهر ذلك في (معابد سن‬
‫خفاجة و ابو في تل اسمر(وهو موقع المدينة القديمة (أشنونا) عاصمة المملكة التي سميت بهذا االسم أيضا ً وتقع بقاياها على مسافة (‪ 88‬كم) شمال‬
‫شرق بغداد‪ ,‬وكشفت التنقيبات عن آثار تعود إلى عصر فجر السالالت تمثلت في الطبقات من األولى حتى الرابعة والبيوت السكنية والقصر‬
‫الشمالي الذي لم يبقى منه الشئ الكثير ومعبد آبو الطبقات الثالث األولى‪ ,‬فضالً عن فخاريات مختلفة وأختام أسطوانية منفذة عليها مشاهد مختلفة‬
‫ومنحوتات وصناعات معدنية) ‪.‬‬
‫تميزت التكوينات المعمارية للمعابد السومرية عموما بخلوتها الطولية ذات المداخل المنكسرة‬
‫ويتكون من (المعبد العالي) و (المعبد األرضي) ‪ .‬يتكون المعبد العالي من برج متدرج من البناء‬
‫الصلد (الزقورة) قاعدته مربعة او مستطيلة يقع على قمته معبد صغير هو (بيت اإلله) وللزقورة‬
‫فناء خاص مسور بسور وهي تعتبر تطور للمصطبة التي انشأت عليها المعابد في عصور ما قبل‬
‫التاريخ ‪.‬‬

‫اما المعبد األرضي فيتكون من سلسلة متعاقبة من الفضاءات ابتداء من فضاء‬


‫المدخل المؤدي الى الفناء الوسطي المفتوح ومنه الى الحجرة المقدسة (‪)Cella‬‬
‫التي توجد في صدرها دكة القرابين (‪ )Alter‬وكذلك وجود محراب في وسط‬
‫الجدار المقابل لمدخلها وهو الذي يمثل نهاية محور تجمع الفضاءات ‪.‬‬
‫الزقورة مكونه من بناء صلد ذو قاعدة مستطيلة الشكل تتجه زواياها نحو االتجاهات األربعة الرئيسية وهي مكونه من ثالث طبقات‬
‫ويتبع على الطبقة األخيرة منها (المعبد العالي) وجدرانها مزينة بدخالت عمودية وهي مائلة قليال "تحتوي الزقورة على فناء مسور‬
‫وهو مالصق لفناء المعبد األرضي لإلله ‪.‬‬
‫التفاصيل المعمارية ( ‪Architecture‬‬
‫‪)Details‬‬

‫نظام األلواح الخاسفة والبارزة (‪ )Regressed Buttressing‬او (‪ : )Recessed Paneling‬وأساسه نسق من‬
‫الخسفات والبروزات العمودية وبإيقاع منتظم على طول السطح الخارجي للمبنى‪ ،‬ان أساس نشوء هذا النمط التشكيلي‬
‫منبعث من طبيعة المادة البنائية فالطين مادة قليلة المقاومة والديمومة وقد اعتاد الرافدينيون التصليح الموسمي المنتظم‬
‫ألبنيتهم وذلك بإضافة طبقات جديدة من الطين فوق القديمة والتي تحولت بمرور الزمن الى خسقات وبروزات عمودية‬
‫على الجدار الخارجي‪ ،‬تم تطويره فيما بعد الى نسق تشكيلي استخدم في المعابد القديمة ومنذ عصور ما قبل السالالت‬
‫وتحول فيما بعد الى نمط مميز ألبنية المعابد والقصور الرافديينة حيث كان الطين األكثر انتشارا في هذا النمط في‬
‫المعالجات الواجهاتية وبخاصة في المعابد‪.‬‬

‫الزخرفة الموزائيكية أو الفسيفساء ‪ :‬استخدمت بشكل أساسي في معالجة السطوح الخارجية وبعض الواجهات الداخلية‬
‫في المعابد فقط وخاصة في طور الوركاء وجمدة نصر ‪.‬‬

‫الطالء بالجص ‪ :‬لقد استخدم الجص كمادة لطالء الواجهات الخارجية للمعابد ذات نسق الخسفات والبروزات كما في‬
‫المعبد األبيض في الوركاء وكذلك استخدم في معالجة جدران الصومعة الداخلية للمعبد ‪.‬‬
‫المنحوتات البارزة (‪ : )Bas-Relief‬أولى اإلعمال النحتية البارزة التي استخدمت في واجهات المعابد قد تم العثور‬
‫عليها على واجهة معبد منخر ساك في العبيد والذي يعود الى عصر فجر السالالت وكانت مشكلة فن الطين وبإشكال‬
‫بشرية وحيوانية ونباتية مغلفه ومطعمة بالصدف والحجر الكلسي الملون على خلفية سوداء وفي معابد ساللة أور‬
‫األولى وجدت نماذج لمشاهد دينية محفورة بمادة الجص ‪.‬‬

‫الجداريات الملونة (‪ : )Painted Murals‬قد وجد هذا النمط التشكيلي ألول مرة في المعبد الملون في تل العقير‪،‬‬
‫فجدران الصومعة ملونه بافريز سفلي بارتفاع ‪ 1‬م ‪ ,‬ملون باللون األحمر يعلوه افريز من الزخارف الهندسية واإلشكال‬
‫البشرية والحيوانية الملونة باللون األحمر على خلفية بيضاء من الجص ‪.‬‬

‫المعبد البيضوي ‪The‬‬


‫)‪)Temple Oval‬‬

‫من أهم مواقع هذا العصر هو المعبد البيضوي في خفاجة والذي يقع ‪11‬كم شرق بغداد وبني على مساحة ‪ 400‬الف متر مربع‪ .‬المعبد نفسه‬
‫يشغل مساحة ‪ 8000‬متر مربع كشفت التنقيبات عن معبد مشيد على مصطبة ومشيد باللبن المستوي المحدب وواجهته مشيدة بالطابوق والتي‬
‫زينت بأفاريز من حيوانات نفذت بالنحت البارز‪ ,‬وأخرى طعمت بالحجر الجيري‪ ,‬وكان يزين المدخل الرئيسي لوح حجري يمثل نحت بارز لنسر‬
‫برأس أسد بين غزالين‪ ,‬وكشفت التنقيبات أن المعبد كان محاطا ً بسور بيضوي الشكل يعزل منطقة المعبد عن باقي أقسام المدينة‪ ,‬كما تم العثور‬
‫على لوح مدون عليه نص بالخط المسماري ووكان له سورين وبني باللبن المحدب والتي كانت ترصف بطرق مختلفة وبالتالي أعطت تماسكا‬
‫للبناء‪.‬‬
‫مكونات مجمع المعبد البيضوي‬

‫يتكون مجمع المعبد البيضوي من فنائين ‪ .‬فناء أولي محاط بالسور البيضوي‬
‫الخارجي المدعم بابراج داخلية وفناء داخلي بمستوى أعلى من الفناء األولى‬
‫محاط بسور بيضوي داخلي تقع على جوانبه مجموعة من الغرف الخدمية‬
‫(ورش ومخازن) ‪ ،‬بحيث يصبح الفناء الداخلي يشكل مستطيل تنتصب من جهة‬
‫الخلفية مصطبة مستطيلة الشكل بارتفاع ‪ 6‬م ‪ ,‬تتوجه زواياها باالتجاهات‬
‫الرئيسية االربعة‪ ,‬وتحتوي على سلم يقع بالقرب من احد نهايات الضلع الطويل‬
‫وعلى نفس محور المعبد المقام فوق المصطبة‪ .‬يوجد ضمن نطاق السور االول‬
‫وتحديدا في المنطقة المحصورة بين السور الداخلي والخارجي بشكل جانبي‬
‫على الفناء االول بيت الكهنة‪.‬‬

‫السور الخارجي البيضوي مدعم بابراج داخلية‪ ,‬وان استخدام الدعامة من الداخل دليل على وعي مسبق بالتصميم‬
‫لتجنب القطع البصري في استمرارية الجدار البيضوي ذو الحركة االنسيابية حيث يمثل ايجابية في معالجة التصميم‪.‬‬
‫اسلوب عمل االسس في بناء المعبد البيضوي‬

‫كان اسلوب عمل االسس في البناء اسلوب جديدا تماما‪ ,‬فبينما كانت المعابد في عصر فجر التاريخ تشيد على امتداد ارض مستوية حدث االن‬
‫تغيير فاصبحت جدران البناء تدفن عميقا في االرض في خنادق محفورة‪ ,‬وبهذه الوسيلة حدث اندماج بين البناء المرتفع واالرض التي يقوم‬
‫عليها ‪ .‬ولقد وجدت الفكرة القائلة بأن البناء والسيما بناء المعبد‪ ,‬الذي يصمد بشكل ثابت في االرض‪ ,‬تعبيرها في االشكال لالسس المشيدة‬
‫في ذلك الوقت ‪ ,‬وبصورة خاصة في االوتاد والمسامير الكبيرة التي كان الجزء االعلى فيها يصنع على شكل انسان‪.‬‬
‫مخططات لمعبد خفاجة (المعبد البيضوي)‬
‫عمارة بالد الرافدين في العصر االكدي وساللة اور الثالثة‬

‫أ‪ -‬التكوين المعماري ‪Architectural‬‬


‫)‪)Composition‬‬

‫تمتاز االشكال المعمارية المستعملة بصورة عامة باتجاهيتها حيث نالحظ تحاشي استخدام الشكل المربع في الفضاءات الداخلية‬
‫(فيما عدا الفناء الوسطي) وغلبة الشكل المستطيل ‪ .‬لذا يتكون البناء من بوابه بشكل فضاء صغير وساحة امامية ومقدمة وخلوة‬
‫حيث يؤدي كل شيء الى المحراب الذي يضم عرش االله ‪:‬‬
‫• لذا نرى سيادة النمط التقليدي في المعابد االكدية‪( ،‬الصومعة الطولية والمدخل المنكسر)‪.‬‬
‫• في المعابد االكدية ومعابد ساللة اور الثالثة فقد ساد فيها النمط الثالثي و ظهر انموذج جديد للتحصين في المعابد االرضية وذلك‬
‫ممرا ضيقا عديم الفتحات يحيط بالمبنى الداخلي من جميع‬
‫باستخدام الجدران المزدوجة (‪ )Double Walls‬التي تحصر بينها ً‬
‫الجهات وهو نمط استخدم في تخطيط القصور الوادي رافدينية لهذه المرحلة لوحظ‪ ,‬الزقورات برز انموذج اخر للحماية هو‬
‫احاطة الزقورة بجدار مزدوج بشكل سور يحصر في داخله فناء مفتوح هو الخاص بالزقورة كما في زقورة اورنمو في اور‪،‬‬
‫وظهرت القبة كعنصر للتسقيف في معبد ننكال ‪ .‬محاولة تمييز المداخل والبوابات بتوفير دعامات جانبية تبرز عن الجدار‬
‫االصلي وقد استعملت هذه المعالجة في الخارج وفي الفضاءات الداخلية في المداخل المؤدية الى الغرفة المقدسة هناك دالالت‬
‫على استخدام االقبية ‪.‬‬
‫العصر االكدي االمبراطوري‬
‫اسس الدولة االكدية سرجون االكدي واستطاع السيطرة على مجمل جنوبي بالد وادي الرافدين‪ ,‬خلف سرجون االكدي الملك نرام سين وهو‬
‫حفيده وتمكن من المحافظة على ارجاء الدولة ‪ .‬اصبحت في هذا العصر القصور اكثر اهمية مما كانت عليه في العصور السومرية او عصر‬
‫فجر السالالت حيث كان المعبد سابقا هو المسيطر على كل االبنية‪ .‬ومن اهم القصور التي تم الكشف عنها القصر الذي في موقع تل اسمر‬
‫(اشنونا)‪.‬‬

‫يقع تل اسمر شمال شرق بغداد وفي تل اسمر اقيم معبد صغير مربع الشكل‪ ,‬وهو عبارة عن مجموعة غرف مستطيلة تحيط بساحة مركزية تظهر‬
‫بها مفردة المخطط المفتوح نحو الداخل ومدخل منكسر‪.‬‬

‫مفردة المدخل المنكسر وكون قاعة االستقبال مرتبطة بفناء وسطي‬


‫بشكل يشابه القصور ووجود معابد خاصة في الدور السكنية‬
‫وقد اقام الملك االكدي نرام سين قصر تل البراك على موضع معبد قديم لفجر السالالت‪ .‬وهو حصن ملكي واستراحة‬
‫المسافرين في ان واحد‪.‬فيه ثالث ساحات صغيرة وساحة رئيسية كبيرة وبوابة رئيسية تقوم على محور الساحة‬
‫الكبيرة‪ ,‬يحيط القصر سور يضم جميع الفضاءات الرئيسية والقصر مربع الشكل وجدرانه الخارجية بسمك عشرة‬
‫امتار‪.‬‬

‫اما القصر الثاني في اشور فيشابه مخططه مخطط قصر تل البراك وهو ذات الجدار المربع المحيط بمبنى ذي اقبية‬
‫مستقلة تفتح عليها اقسام القصر المختلفة وعلى هذا االساس يمكن القول بان المبنيين قد شيد بموجب مخطط مقرر قبل‬
‫الشروع بالبناء‪ .‬ويمثل هذا اول نموذج في التاريخ لمبنى يخطط له وينفذ الحقا‬

You might also like