‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .

‬منى الباشا‬ ‫تاريخ ونظرية العمارة (‪ – )3‬محاضرة ‪4‬‬

‫العمارة اإلسالمية في العصر المملوكي‬

‫(‪ )1‬العصر المملوكي البحري ‪:‬‬

‫جامع الناصر محمد بن قالوون بالقلعة (‪ 537‬هـ ‪ 5337 /‬م ) ‪:‬‬
‫أمر بإنشائه الملك الناصر محمد بن قالون سنة ‪ 817‬هجرية ‪/‬‬
‫‪1317‬م قام بتجديده بعد حوالي ‪ 18‬عاما ً وأعاد بناء السقف‬
‫والقبة الحجرية فى سنة ‪ 837‬هجرية ‪1337 /‬م و“جامع‬
‫الناصر محمد” يقع في وسط القلعة تقريبا ً على يسار البوابة‬
‫الوسطى للقلعة‪ .‬ويعد أحد أبرز المعالم المعمارية للقلعة‪ ،‬فهو‬
‫واحدا من أغرب وأجمل المساجد حول العالم‪ ،‬كونه تحفة‬
‫معمارية تم فيها المزج بين العديد من الطرز المعمارية‪ .‬وقد قام‬
‫الناصر محمد بإنشاء جامعه هذا في موقع جامع قديم ذكر‬
‫المؤرخون أنه كان يرجع إلى عهد الملك الكامل بن أيوب‪.‬‬

‫بدأ الناصر محمد في إنشاء جامعه هذا عام (‪817‬هـ‪1317/‬م)‬

‫حيث قام بهدم الجامع األيوبي القديم وإعادة إنشاءه من جديد‬
‫كما ضم إليه عدة منشات كانت قائمة بجواره ‪ .‬ثم قام بتجديد الجامع بعد نحو ‪ 18‬عام من إنشاءه ‪ ،‬وظل يٌستخدم‬
‫كمسجد جامع لساكني القلعة وما حولها طوال الحكم المملوكي ثم العثماني بعد ذلك‪ ،‬حتى أقام محمد علي باشا جامعه‬
‫في مقابلته من الجهة الغربية‪.‬‬

‫ومسقط الجامع مربع يتكون من صحن مكشوف يحيط به اربعة ايوانات أكبرها ايوان القبلة الذي يتكون من أربع‬
‫أروقة ويتوسط حائط القبلة المحراب‪ .‬أما االيوانات الثالثة االخرى كل منها يتكون من رواقين ‪ -‬وهناك مدخالن‬
‫للجامع المدخل الرئيسي يقع في الجهة الشمالية الغربية ويتوجه عقد ثالثي الفصوص‪ ،‬والمدخل اآلخر يقع في الجهة‬
‫الشمالية الشرقية‪ .‬وأروقة القبلة موازية لجدار القبلة‪ ،‬باستثناء البائكتين األولي والثانية حيث حذف من كل منهما‬
‫عمودين إليجاد مساحة مربعة أمام المحراب لتغطيها قبة ضخمة مغطاة من الخارج ببالطات القيشاني الخضراء‪،‬‬
‫تشبها ً بقبة المسجد النبوى الشريف‪ ،‬وهى من القباب الفريدة في العصر المملوكي ‪ .‬وترتكز هذه القبة على مربع‬
‫بأركانه األربعة مقرنصات كبيرة من الخشب بأسفلها إفريز خشبى عليه كتابات بالخط البارز الكبير باسم الناصر‬
‫محمد وتاريخ اإلنشاء سنة ‪ 837‬هـ‪ .‬وهذه القبة بقاعدتها المربعة التي توجد بها ثالث نوافذ مزخرفة من كل إتجاه؛‬
‫محمولة على عقود مرتفعة تحملها عشرة أعمدة ضخمة من الجرانيت األحمر‪ .‬أما سقف الجامع فهو من الخشب؛‬
‫يغطيه سقف خشبي زائف على هيئة قصع نصف كروية تحيط بها أشكال هندسية تحصر بينها نتوءات‪.‬‬

‫ويتميز المبنى بمئذنتيه الفريدتين بين مآذن القاهرة‪ .‬تقع أوالهما إلى يسار المدخل الرئيسي (الشمالي الغربي)‪ ،‬أما‬
‫الثانية فتوجد في الزاوية الجنوبية الشرقية من الجامع‪ .‬وواجهات الجامع خالية من الزخارف‪ ،‬ويوجد في جزئها‬
‫العلوي فتحات معقودة‪ .‬ويتوج الواجهات شرفات بيضاوية تشبه شرفات القالع‪ .‬وواجهات الجامع خالية من‬

‫‪Page 1 of 4‬‬
 ‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬منى الباشا‬ ‫تاريخ ونظرية العمارة (‪ – )3‬محاضرة ‪4‬‬

‫الزخارف‪ ،‬ويوجد في جزئها العلوي فتحات معقودة‪ .‬ويتوج الواجهات شرفات بيضاوية تشبه شرفات القالع‪.‬‬
‫وأبواب الجامع بارزة عن الواجهات يعلوها عقود ثالثية تزينها المقرنصات الحجرية‪.‬‬

‫كما ي الحظ في أعلى عقود األروقة المطلة على الصحن وجود فتحات نافذة معقودة على غرار ما هو موجود في‬
‫الجامع األموي في دمشق‪ .‬ويعلو واجهات األروقة المشرفة على الصحن شرفات مسننة‪.‬‬

‫ويحتوي الجامع على أنواع متعددة من األعمدة الفرعونية والبطلمية والرومانية والبيزنطية والقبطية‪ ،‬أعيد استعمالها‬
‫بشكل متناسق مع صنج العقود الحجرية المنفذة باإلسلوب األبلق‪ ،‬على غرار ما هو مستخدم في جامع قرطبة في‬
‫األندلس‪.‬‬

‫مدرسة السلطان حسن (‪ 575‬هـ ‪5371 /‬م ) ‪:‬‬

‫تتميز مدرسة السلطان حسن بدقة التفاصيل إلى جانب ضخامة اإلنشاء ‪ ،‬حيث تبلغ مساحة المدرسة نحو ‪8077‬م‪2‬‬
‫ويصل طول المبنى نحو ‪ 177‬م وعرضه حوالي ‪87‬م ‪ ،‬ويبلغ إرتفاعه عند المدخل حوالي ‪ 38‬متر ‪ .‬وهي على‬
‫نمط المدارس ذات األربعة إيوانات‪.‬‬

‫والمسقط األفقي للمدرسة يتخذ شكل صليبي قوامه صحن تبلغ أبعاده حوالي ‪ 34×38‬متر يحيط به أربع إيوانات‬
‫لتدريس المذاهب األر بعة أكبرها إيوان القبلة الذي يقع خلفه الضريح الذي تعلوه القبة الرئيسية ‪ .‬وكل من اإليوانات‬
‫األربعة مسقف بقبو مدبب ‪ .‬ويوجد في أركان الصحن أبواب تؤدي حجرات الطلبة والشيوخ الملتحقين بالمدرسة ‪.‬‬

‫ويتوسط الصحن ميضأة مسقفة بقبة محمولة على ثماني أعمدة رخامية ‪ ،‬ويحيط بقاعدتها شريط زخرفي من الكتابات‬
‫آليات قرأنية ‪ .‬أما المدخل الرئيسي للمدرسة فهو يبرز وينحرف عن الواجهة البحرية وله قوصرة ضخمة تزينها‬
‫المقرنصات الحجرية ؛ وهي تعد من أنجح المعالجات المعمارية في المبنى ‪ .‬ومدخل المدرسة على شكل مدرسة‬
‫مصغرة ذات ثالث إيوانات يؤدي اإليوان األيسر منها إلى دهليز يوصل للصحن الرئيسي ‪.‬‬

‫وإيوان القبلة هو أكبر اإليوانات وأكثرها في التفاصيل المعمارية ‪ ،‬حيث كسيت جدار القبلة بالرخام الملون بتشكيالت‬
‫هندسية بإرتفاع نحو ثمانية أمتار يعلوه شريط من الجص لكتابات كوفية آليات قرآنية‪ .‬ويتوسطه المحراب المكسو‬
‫بالرخام الملون والمذهب‪.‬‬

‫‪Page 2 of 4‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬منى الباشا‬ ‫تاريخ ونظرية العمارة (‪ – )3‬محاضرة ‪4‬‬

‫(‪ )2‬العصر المملوكي الجركسي‬

‫مسجد وضريح وخانقاه السلطان برقوق (‪ 5054-5047‬م )‬

‫التخطيط العام للمجموعة على شكل مربع‬
‫يتوسطه صحن محاط بعقود مدببة محمولة على‬
‫دعائم حجرية ‪ .‬ويتكون إيوان القبلة من ثالثة‬
‫أروقة والمقابل له من رواقان ‪ ،‬أما اإليوانان‬
‫الجانبيان فكل منهما مكون من رواق واحد فقط ‪.‬‬
‫وفي جمبع األروقة فإن البوائك توجد في‬
‫إتجاهين متعامدين وتسقفها قباب منخفضة من‬
‫الطوب محمولة على مثلثات كروية ‪ .‬ويكتنف‬
‫إيوان القبلة ضريحان كل منهما مسقف بقبة‬
‫ضخمة محمولة على مقرنصات؛ يوجد بالضريح‬
‫الشرقي مدفن السلطان برقوق وأبنه فرج ؛‬
‫وباآلخر مدفن السيدات‪ .‬وخلف اإليوانان‬
‫الجانبيان توجد غرف الخانقاه المخصصة إلقامة‬

‫‪Page 3 of 4‬‬
 ‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬منى الباشا‬ ‫تاريخ ونظرية العمارة (‪ – )3‬محاضرة ‪4‬‬

‫المتصوفين وتوجد في أركان الصحن أبواب تؤدي إلى غرف الخانقاه‪.‬‬

‫‪ .‬وبجوار المدخل الرئيسي يوجد سبيل يعلوه كتاب أضيفا بعد إنشاء المبنى ‪ .‬كما توجد مأذنتان في الواجهة الشمالية‬
‫الغربية تتكون كل منهما من ثالث طبقات ‪.‬‬

‫‪Page 4 of 4‬‬