Professional Documents
Culture Documents
يعتبر العصر الفاطمي من أزهى العصور اإلسالمية التي مرت بها مصر ،حيث إنشأت مدينة القاهرة لتكون عاصمة للخالفة الفاطمية،
وأقيمت بها العديد من المنشآت والمساجد التي تمثل مرحلة هامة من تطور العمارة اإلسالمية بمصر.
تعتبر أسوار القاهرة من أهم األمثلة التي تدل على اإلهتمام بتحصين المدن اإلسالمية .حيث تعد
القاهرة هي المدينة اإلسالمية الوحيدة التي أقيم لها ثالث أسوار على فترات زمنية متعاقبة .
سور جوهر الصقلي 358هـ :أقامه جوهر الصقلي عند إنشاء مدينة القاهرة ،وقد بناه من •
الطوب اللبن وكانت توجد به ثماني بوابات .ولم يتبق منه أي آثار.
سور بدر الجمالي 470هـ :في عهد الوزير بدر الجمالي أضيف للقاهرة نحو 60فدان وأقيم •
حولها سور جديد من الحجر وأعيد بناء البوابات مرة أخرى .ولم يتبق اآلن سوى أجزاء قليلة
من هذا السور وثالثة من البوابات هي :باب النصر وباب الفتوح في السور الشمالي ؛ وباب
زويلة في السور الجنوبي .
سور صالح الدين 569هـ :بناه صالح الدين األيوبي حول القاهرة الموحدة ليضم عواصم مصر األربعة ،وقد بني من •
الحجر وبلغ طوله حوالي 25كم ومتوسط عرضه ثالث أمتار وإرتفاعه 10-9أمتار .وقد تخللته عدة أبراج وبوابات من
أهمها :باب الشعرية وباب البحر والباب المحروق ..
يوجد في الجزء الشمالي من سور بدر الجمالي ،وهو عبارة عن بوابة تؤدي إلى ردهة مسقفة بقبو متقاطع تقع بين برجين ذات مقطع
مربع نقشت على أحجارهما رسومات تمثل بعض آالت القتال .ويوجد أعلى الباب فتحات أعدت للرماية ولصب المواد الكاوية على
العدو المهاجم .وبه سلم يوصل إلى حجرات الدور العلوي.
Page 1 of 4
أ.م.د .منى الباشا تاريخ ونظريات العمارة ( – )3محاضرة ()3
-2باب الفتوح :
يوجد أيضاً في الجزء الشمالي من السور ،وهو عبارة عن بوابة تؤدي إلى ردهة مسقفة بقبة بيزنطية محملة على مثلثات كروية تقع
بين برجين حجريين ذات مقطع ينتهي بشكل نصف دائري ،وهو يتصل بباب النصر بطريقين أحدهما فوق السور واآلخر عبارة عن
ممر معقود داخل السور.
يقع في الجزء الجنوبي من سور بدر الجمالي ،وهو عبارة عن بوابة تؤدي إلى ردهة مسقفة بقبة بيزنطية محملة على مثلثات كروية
تقع بين برجين ذات مقطع ينتهي بشكل نصف دائري ،وسقف المدخل مسقف بقبة بيزنطية محمولة على مثلثات كروية .ويالحظ أن
المهندس الذي بنى جامع المؤيد قد هدم الجزء العلوي من برجيه وأقام فوقهما منارتي المسجد (عام 1421م).
بني الجامع األزهر سنة 359هـ 970 /م ليكون الجامع الرسمي للدولة الفاطمية ،ولم تكن الدراسة باألزهر هدفاً عند إنشاءه .والجامع
يتكون من ثالثة أجنحة تحيط بفناء مستطيل الشكل أكبرها جناح القبلة الذي يتكون من خمسة أروقة يقطعها مجاز (رواق معترض)
محمل على أعمدة مزدوجة وعقوده ترتفع عن باقي المسجد وينتهي بقبة صغيرة أمام المحراب .وجميع أروقة المسجد مقامة على
أعمدة رخامية ما عدا األروقة المطلة على الصحن فهي مقامة على أكتاف .أما األجنحة الجانبية فكل منها مكون من ثالث أروقة
عقودها موازية لحائط القبلة .وقد أضيف للمسجد رواق يحيط بالصحن من اإلتجاهات األربعة ذات عقود فارسية محملة على أعمدة
رخامية ؛ وتعلوه قبة صغيرة في بداية المجاز .وقد أضيفت للجامع األزهر إضافات عديدة خالل العصور المملوكية والعثمانية من
Page 2 of 4
أ.م.د .منى الباشا تاريخ ونظريات العمارة ( – )3محاضرة ()3
أهمها :أبواب المزينين والصعايدة والشوربة ،المدرسة الطيبرسية ،المدرسة األقبغاوية ،المدرسة الجوهرية ،أروقة عبد الرحمن
كتخدا ،مأذنة الغوري (ذات القبتين) مآذن قايتباي ،مآذن األمير عبد الرحمن كتخدا.
الجامع األزهر المسقط الحالي للجامع األزهر المسقط األصلي للجامع األزهر
يقع بشارع المعز ،وقد بناه الخليفة اآلمر بأحكام اهلل أبو على المنصور .وهو يعتبر من أجمل المساجد الفاطمية ويمتاز بجمال زخرفة
واجهته التي تعتبر أول واجهة حجرية مزخرفة في مصر ،أما باقي المسجد فقد بني من الطوب .ويالحظ أن واجهة الجامع منحرفة
بالنسبة إلتجاهات الصحن لكي تتمشى مع إتجاه الشارع .ويتوس ط المسجد صحن يحيط به أربعة أجنحة أكبرها جناح القبلة الذي
يتكون من ثالث أروقة عقودها متقاطعة ومسقفة بقباب محمولة على مثلثات كروية ،أما باقي األجنحة فكل منها مكون من رواق واحد
ومسقف بنفس الطريقة التي تمثل حلقة جديدة في كيفية تطور تغطية أروقة المساجد في مصر .ويظهر التأثير البيزنطي في طريقة
تشييد القباب.
Page 3 of 4
أ.م.د .منى الباشا تاريخ ونظريات العمارة ( – )3محاضرة ()3
يتكون المسجد من صحن مكشوف يحيط به أربع أجنحة أكبرها جناح القبلة المكون من ثالث أروقة ،أما باقي األجنحة فكل منها
مكون من رواق واحد .والمسجد على نمط المساجد المعلقة ؛ إذ يؤدي السلم إلى المدخل الرئيسي الذي تتقدمه سقيفة تؤدي إلى صحن
المسجد الذي يقع في منسوب الدور العلوي ،بينما يوجد مدخالن جانبيان محوريان للمسجد .وهو يعتبر من المساجد التي بنيت في
نهاية العصر الفاطمي.
Page 4 of 4