You are on page 1of 43

‫الحضارات األولى في وادي النيل‬

‫كان اإلنسان ضعيفا أمام بيئته الغامضة في كفاح وصراع مستمر مع‬
‫الطبيعة ومع غيره من الكائنات األخرى كالحيوانات والطيور ‪ ،‬فقد احتمی‬
‫بالصخور ولجا الى الكهوف في ظل المناخ البارد فنری مالحقته للحيوانات‬
‫في حرفة الصيد و إقتناص األسماك كلما أستطاع وإقامته العديد من األنشطة‬
‫التي إتخذها مدخال للمعايشة مع ظروف الطبيعة وإشباع حاجاته األساسية‬
‫الفطرية ‪ .‬وقد مرت بأرض مصر العديد من التحوالت الجغرافية الطبيعية‬
‫والتاريخية وكان لها األثر المباشر في تكوين مصر باإلضافة الى موقعها‬
‫بالنسبة للبحر المتوسط والبحر األحمر وقصة النيل وفق بداية ظهوره ‪.‬‬
‫وتاثرت مصر أيضا باإلنقالبات المناخية في ظل ضوء المؤثرات الجغرافية‬
‫والجفاف واألمطار وغيرها من إتجاهات الرياح ومصادرها التي كان لها رد‬
‫الفعل على أنواع النباتات و الحيوانات ومواردها المختلفة كما أنعكست بالتالي‬
‫على إنسان البيئة المصرية في مراحلها المتنوعة ونموها وتدرجاتها وتعاقب‬
‫على هذه المراحل والتطورات بعض من الحضارات الحجرية من األقدم الى‬
‫األحدث ‪ .‬وما تلك الحضارات إال مخلفات من نتاج هذا التفاعل بين اإلنسان‬
‫وظروف بيئته وقد قسمت هذه الحضارات كالتالي‪-:‬‬

‫أ‪ -‬العصر الحجري األيوليني‬

‫ب ‪ -‬العصر الحجري األسفل‬

‫ج‪ -‬العصر الحجري األوسط‬


‫د‪ -‬العصر الحجري األعلى‬

‫ه‪ -‬العصر الحجري الوسيط‬

‫و ‪ -‬العصر الحجري الحديث (النحاسي الحجری)‪.‬‬

‫أ‪ -‬العصر الحجري األبوليني‪.‬‬

‫ظل اإلنسان األول ضعيفا إزاء بيئته الغامضة وخاضعا لظاهرة البقاء‬
‫لألقوى سواءا في كفاحه مع بني جنسه أو في كفاحه مع حيوانات بيئته إذ كان‬
‫عليه دائما أن يشق طريقه باستمرار في سبيل البحث عن غذاء كجمع الثمار‬
‫وقنص الحيوان وصيد الطيور و األسماك كما نام في العراء في ظروف المناخ‬
‫الهادئة والعكس بالنسبة للبرد واألعاصير إذ إتخذ الكهوف ملجأ منها و کان‬
‫اليستره غير شعر البدن وأوراق الشجر‪.‬‬

‫ب ‪ -‬العصر الحجري القديم األسفل‬

‫قدم هذا العصر أقدم األدوات اليدوية وتميزت مصر فيه بثالث مراحل‬
‫متداخلة ومتعاقبة طويلة ‪ .‬كانت األدوات األساسية بالنسبة اإلنسان ذلك العصر‬
‫هي البلطة اليدوية ( صنعت من الظران ) واستخدمها للدفاع عن نفسه و أثناء‬
‫مهاجمته للحيوانات في الصيد وتمزيق لحمه وكسر عظامه وسلخ جلده‬
‫باإلضافة الى نوع آخر من النشاط کاقتالع جذور النباتات و تهذيبها بجانب‬
‫فروع الشجر بما يتفق مع غرضه النفعی وقد مرت صناعة البلطة اليدوية‬
‫بمرحلتين متطورتين ‪:‬‬
‫مرحلة بدائية ‪ :‬تشكلت فيها على هيئة شبه مخروطية أو شبه هرمية ذات‬
‫جوانب ثالث‬

‫مرحلة متطورة ‪ :‬تميزت بقلة سمك األداة وحجمها لتصل في النهاية إلى شكل‬
‫ذا سطحين حوافه حادة ثم تطورت آخر األمر لتصل الى عدة مراحل كان‬
‫نتاجها إتصافها برقة السمك وحدة القطع مع عدم تعرجها حتى يسهل عملية‬
‫قذفها لمسافات بعيدة وتثبيتها في فروع األشجار القصيرة الى أن وصلت لهيئة‬
‫بيضاوية الشكل ‪ .‬ومن خالل تلك المراحل المتدرجة والمتتابعة حول إنسان‬
‫ذلك العصر واهتمامه بهذه األداة و التي أصبحت تمثل لديه عنصرا أساسيا‬
‫من متاعه الخاص ‪ ،‬و ال تشكل غرضا لحالة طارئة ‪ ،‬كما إنتفع أيضا من‬
‫المخلفات الناتجة عن تهذيب تلك األداة في أغراض أخرى كبشر الجلود وثقبها‬
‫أو قطعها أي إعتبرها بمثابة قاطع أو مدية ‪ .‬إستخرج اإلنسان أيضا في ذلك‬
‫العصر الرمال والحصى من سهل العباسية الصحراوي لإلفادة منها في أعمال‬
‫البناء‪.‬‬

‫ج ‪ -‬العصر الحجري القديم األوسط ‪:‬‬

‫إتجه هذا العصر الى التجريب واإلستزادة واإلنتفاع من األشكال‬


‫المتنوعة لمخلفات البلطة باإلضافة الى الشكل األساسي والمطور لها ‪، .‬كما‬
‫وجدت آثار لهذه األدوات على سطوح الهضاب وجوانب الوديان العارية‬
‫السطوح ‪.‬‬

‫د ‪ -‬العصر الحجري القديم األعلى ‪:‬‬


‫عاشت فئة ذلك العصر في ظل ظروف مناخية تختلف عن من سبقوهم‬
‫فقلت الموارد المائية ‪ ،‬وندرت النباتات البرية ‪ ،‬باستثناء وجود المجاري‬
‫المائية وقلت أنواع الحيوانات وانتشر الجفاف وظهرت حيوانات تعيش على‬
‫طبيعة ذلك المناخ و نشأت ثالث مراكز إقليمية لألدوات المصرية في ذلك‬
‫العصر ‪:‬‬

‫‪ -١‬كوم امبو بالصعيد حيث تركز بها العمران ‪.‬‬

‫‪ -٢‬الواحات الخارجة ‪.‬‬

‫‪ -۳‬شمال مصر الوسطى وأطراف الدلتا‬

‫وتميزت هذه المراكز بأشكال شبه هندسية كالمثلثات واألهلة وشبه المنحرف‬
‫وقد شذبت لتصبح مستقيمة بدال من إستدارتها القديمة وشطف السطح من‬
‫الجهتين واتخذت هيئة األقراص أيضا ‪.‬‬

‫ه‪ -‬العصر الحجري الوسيط ‪:‬‬

‫أختلف في العصر الحجري الوسيط هيئة األدوات وخصائص صناعتها‬


‫إختالفا واسعا فقد تميزت بالضخامة وخشونة الصنع وتألفها أحيانا من جزئين‬
‫‪ .‬ففي هذا العصر أدت بعض العوامل الجيولوجية على مساعدة النيل في‬
‫ترسيب غرينه بالوادي مما دفع اإلنسان إلى نقلة حضارية جديدة تحول فيها‬
‫من حياة الترحال واإلنتقال والصيد الى حياة مستقرة قائمة على اإلنتاج في‬
‫ظل بيئة ذات حياة زراعية‪.‬‬

‫و‪ -‬العصر الحجري الحديث ‪:‬‬


‫تميز هذا العصر بقصر فترته الزمنية ولكن تتابعت مظاهر تطوره في‬
‫مرحلتين ‪:‬‬

‫األولى ‪ :‬مرحلة حجرية حديثة خالصة‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬مرحلة نحاسية حجرية ‪.‬‬

‫وارتبطت ظهور المرحلة األولى بعاملين ‪:‬‬

‫العامل األول ‪ :‬وهو تغيير مناخی جديد ‪ ،.‬حلت فيه فترة رطبة جديدة محل‬
‫الظروف الصحراوية وأدى ذلك بالتالي إلى التغيير في أنواع النبات والحيوان‬
‫ومناطق اإلقامة لدى اإلنسان ‪.‬‬

‫العامل الثاني ‪ :‬وهو ظهور نشاط بشری جديد‪،.‬فقد إتجه فيه اإلنسان المصري‬
‫إلى اإلرتقاء بالصناعات الحجرية القديمة في خط مواز مع إبتكار صناعات‬
‫أخرى حديثة كإستئناس الحيوان وتربيته وزراعة األرض وإستقراره بجوارها‬
‫واإلرتقاء بإسلوب معالجة تشكيل األدوات الحجرية سواء بالصقل أو تعديل‬
‫هيئتها إضافة الى ذلك التعرف على صناعة الفخار والتنوع في أشكاله وألوانه‬
‫وعمل السالل والحصر والحبال وغزل الكتان ونسجه بجانب محاوالت أخرى‬
‫كصناعة األوانى الحجرية واإلهتمام بأدوات الزينة واإلتجاه الى المعمار‬
‫البسيط كبناء المساكن والعناية بدفن الموتى وتقديم القرابين ‪.‬‬
‫خريطة مصر قبل التوحيد من اليسار لليمين يظهر بها الظروف المناخية الجافة في العصور القديمة‬
‫وتجمع السكان عند ( النقط الحمراء ) حول وادى النيل‪ ،‬وتدرج تغير المناخ في أرجاء الصحراء‪،‬‬
‫الى مناطق خضراء انتشر بها السكان‪.‬‬

‫المواقع الحجرية للعصر الحجري الحديث ‪:‬‬

‫کشف األثريون عن بقايا أربع قرى عاشت مراحل متقدمة تتسم‬


‫بالنضوج في ذلك العصر وقد تعددت وتنوعت فيها الحرف والزراعة وهي‬
‫كالتالي ‪:‬‬

‫‪ -١‬حضارة مرمدة بني سالمة في جنوب غرب الدلتا‪.‬‬

‫‪ -٢‬حضارة حلوان عند رأس الدلتا ( قرب حلوان الحالية)‪.‬‬

‫‪ -۳‬حضارة الفيوم ‪.‬‬

‫‪ - 4‬حضارة دير تاسا في قلب الصعيد ‪.‬‬


‫وتميزت كل حضارة من تلك الحضارات المذكورة بخطوط وإتجاهات‬
‫عريضة لحرف عصرها ‪ .‬وسوف نتعرض لكل منهم على حدة بالشرح‬
‫والتفصيل ‪...‬‬

‫حضارة مرحدة بني سالمة ‪:‬‬

‫عمارة المساكن ‪-:‬‬

‫كان هناك تطبيقات لتلك الحضارة في فن العمارة فأتخذت مساكنها ثالثة‬


‫أنواع في تطورها العمراني ‪:‬‬

‫فالنوع األول ‪ ،‬أندثرت فيه آثار مساكنها الخفيفة ‪.‬‬

‫النوع الثانی تميزت فيه أشكال المساكن بالهيئة البيضاوية وكانت مشيدة من‬
‫الطين وبنيت داخل حفرة واسعة ويقع جزء من المسكن تحت مستوى سطح‬
‫األرض حتى يضمن ثبات جدرانه وحماية سكانه من الرياح الباردة‪.‬‬

‫النوع الثالث ‪ ،‬شيدت فيه المساكن على هيئة أشكال بيضاوية تفتح من ناحية‬
‫الشرق أو الجنوب الشرقي‬

‫( أى الناحية التي ال تهب منها رياح ) وكانت محفورة على سطح األرض‬
‫ووجد بها قطع صغيرة مخلفة من البوص وقد شكلت في مجموعات من ثقوب‬
‫وفجوات ضيقة متقاربة وكانت مشيدة من البوص وفروع األشجار‪.‬‬

‫صناعة الفخار ‪:‬‬


‫اقتصروا في زخرفة الفخار على عمل خدوش محفورة مائلة على‬
‫سطوحها تشبه خطوط خوص النخيل مع إضافة نتوءات حول حوافها لحملها‬
‫وتحليتها كما تميزت أوانيهم بوجود مقابض أو آذان جانبية وقواعد والبعض‬
‫منها متقوب بثقوب خشنة بالحواف للتعليق ‪ ،‬كما صنعوا أواني صغيرة ذات‬
‫عينين مزدوجتين (كالمالحة)‪.‬‬

‫نمااذج متنوعة لفخار حضارة مرمدة بني سالمة‬


‫إناء من الفخار األسود الخشن ذو مقابض أو آذان‬ ‫بورترية أدمي ‪ -‬الفخار األحمر الملون‪ -‬مرمدة‬

‫جانبية مثقوبة في جوانبها ليتم تعليقه‬ ‫بني سالمة ‪ 4500‬ق‪.‬م‪ .‬المتحف المصري‬

‫المقابر وعادات الدفن ‪:‬‬

‫دفن أهل مرمدة موتاهم بين مساكنهم ولم تكن في مواقع منعزلة وكان‬
‫القير عبارة عن حفرة بسيطة بيضاوية الشكل يوضع فيها المتوفى على جانبه‬
‫األيمن وتثتی ذراعاه إلى صدره وتثنى ساقاه الى بطنه ويتجه بوجهه بإتجاه‬
‫مسكنه ( الشرق ‪ -‬الشمال الشرقي ) وقد زود بحفنة من الحبوب توضع بجوار‬
‫أفواههم وكانت أغلب الهياكل التي وجدت بالمقابر نساء وأطفال ‪.‬‬

‫حضارة حلوان‬

‫عماره المساكن‪-:‬‬

‫إنقسمت منطقة حلوان إلى مجموعتين من السكان كالتالي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬مجموعة في الشرق ‪ ،‬وتميزت تلك المجموعة بيناء أكواخهم على مستوى‬
‫ممهد لهضبة مجاورة كانت ترفع عن مستوى سطح الوادي وقد دفنوا موتاهم‬
‫في جبانة مستقلة أي خارج منطقة مساكنهم وقاموا بتمهيد طريق يصل بين‬
‫المساكن والمقابر‪.‬‬

‫ب‪ -‬مجموعة في الغرب وقد عثر بها على نوعين من اصل المساكن هما‬
‫كالتالي‪-:‬‬

‫النوع األول ‪ :‬بنيت المساكن في حفر شبه مستديرة ونجد بها بقايا حصير كان‬
‫يغطى جوانب الحفر فيساعد على تسويتها ويمنع تسرب الرمال والحصى‪.‬‬

‫النوع الثاني ‪ :‬كانت مساكنهم خفيفة و أتخذت شكل بيضاوی وجوانب مدعمة‬
‫باوتاد وفي هذه المنطقة تم دفن الموتى داخل المساكن وفيما بينهم ‪.‬‬

‫حضارة الفيوم ‪:‬‬

‫تميزت منطقة الفيوم بخصوبة مدرجاتها التي نمت عليها نتيجة لذلك‬
‫نباتات طبيعية مختلفة بجانب وجود بحيرتها الكبرى العذبة التي حوت العديد‬
‫من األسماك المتنوعة وأثرت بالتالي على وجود نوعيات من الحيوانات كالقيلة‬
‫وشهدت تلك المنطقة حضارتين وهما كالتالي ‪:‬‬

‫‪ -١‬حضارة الفيوم ( أ ) ‪ :‬عاش أهلها فوق مدرج وقد كان فيها ارتفاع مستوى‬
‫ماء البحيرة فوق مستوى سطح البحر ‪ ،.‬ولم يعثر في هذه الحضارة على آثار‬
‫لبقايا مساكن أو مقابر ظاهرة ولكن عثر على بعض من األواني الفخارية‬
‫وأدوات الزينة وبعض من أدوات إستعمال الحياة اليومية لحرفتي الزراعة‬
‫والصيد ‪ ،‬واستخدموا لصناعة الفخار مسحوق المغرة الحمراء لصيغ أو انيهم‬
‫كما تميزت قواعد األواني بشكل ( السلطانية ) أو قواعد ذات ثالث قوائم‬
‫صغيرة مثلثة ولكنها اتصفت بقلة الجودة والتنوع بالنسبة الحضارات‬
‫المعاصرة لهم‪.‬‬

‫‪ -٢‬حضارة الفيوم ( ب ) وقد عاش أهلها فوق مدرجين متسعين وكان إرتفاع‬
‫مستوى ماء البحيرة أقل من إرتفاع حضارة الفيوم حضارة الفيوم ( أ ) ‪:‬‬

‫حضارة دير تاسا‬

‫المقابر وعادات الدفن ‪-:‬‬

‫قدمت تلك الحضارة نموذجا راقيا من الفنون فقد دلت عادات الدفن على‬
‫اعتقاد أهلها في الموت وما بعده فكانت المقبرة عبارة عن حفرة صغيرة‬
‫بيضاوية الشكل ذات أركان ملفوفة يتراوح عمقها ما بين المتر أو أكثر بقليل‬
‫كما اتصفت بوجود دخلة أو فجوة غائرة في الجدار الغربي يوضع فيها أواني‬
‫صغيرة أو كبيرة ‪.‬‬

‫وكان المتوفي يوسد على جانبه األيسر في وضع اإلنشاء وتتجه رأسه الى‬
‫الجنوب أما وجهه فيتجه الى الغرب ومن ذلك نرى الخالف في اإلتجاه بالنسبة‬
‫إلى مرمدة وحلوان ‪ .‬وأصبح تكفين الجسد من عاداتهم التقليدية الثابتة‬
‫‪.‬وأرتبطت المواد المستخدمة بثراء المتوفى أو أهله كما عثر في بعض‬
‫مقابرهم على بدايات التطور إلستخدام التابوت فقد وجد طفل موسد في شبه‬
‫سلة مستطيلة من البوص واألغصان ويغطيها الحصير ومن المالحظ أيضا‬
‫وجود لوحة صغيرة مستطيلة داخل القبر مع حصاتها الصغيرة ( الصالية )‬
‫متجاورة مع صاحب المقبرة وكانت تصنع من األلباستر والحجر الجيري‬
‫والغرض منها صحن مساحيق الزينة ( الدهنج األخضر ) لتزجيج العيون‬
‫وتقليل أثر وهج الشمس عليها كما استخدمت أيضا لصحن المغرة الحمراء ‪،‬‬
‫وتنوع إستخدامها أيضا لتلوين األواني الفخارية ومن المالحظ في المقابر‬
‫التاسية مصاحبة المتوفی لبعض من متاعه المستخدم في حياته وقبيل الوفاة‬
‫كما حوت مقابرهم العديد من الحلي المصنوعة من خامة العظم والعاج‬
‫والقواقع وحصى الحجر الصغيرة ‪ .‬ثم وضع عند ركبتی صاحب المقبرة أنية‬
‫من الفخار وتعددت مواضعها سواء تحت الحصير مع المتوفى أو في الفجوة‬
‫الجانبية للمقبرة ‪ .‬كما زيدت عدد األواني وأنواعها تبعا لثراء المتوفي ‪.‬‬

‫عادات الدفن حضارة دير تاسا‬

‫صناعة الفخار ‪:‬‬


‫تميزت زخارف سطح األواني الفخارية بتموجات خفيفة عمودية أو‬
‫مائلة ‪ .‬كما صنعوا كؤوسا من الفخار األسود المصقول وحفروا عليها أشكاال‬
‫ذات هيئات مثلثة ومستطيلة وظهرت خطوط موجية على سطوحها محفورة‬
‫حفرة بسيطة قبل الحرق ‪ .‬ومألت الحفر الموجودة على سطح األواني الفخارية‬
‫بعجائن بيضاء تشبه الجبس األبيض وأحيانا كانت تعالج بنقط محفورة‬
‫متجاورة ومألت هي األخرى بنفس العجائن السابقة ‪ .‬كما برعوا في تقديم‬
‫تقنية ما بعد تصنيع اإلناء أي إذا حدث له عارض من إتالف كالتشقق أو الكسر‬
‫كان يعالج في تلك الحالة بالترميم باسلوب الثقب‪.‬‬

‫نماذج من أواني الفخار األسود المحروق والفخار األحمر اللون ذو الحافة السوداء‬

‫حضارة دير تاسا ‪ 4800 -‬عام ق‪.‬م ‪ -‬مقتنيات المتحف البريطان‬

‫عصر بداية المعادن ( عصر الحضارات النحاسية الحجرية )‬

‫كان التطور التالي للمجتمع والخطوة الرئيسية بجوار ممارسة حرفة‬


‫الزراعة هو معرفة إستخالص معدن النحاس ‪ ،‬وإستخدامه في الصناعات‬
‫الصغيرة بجانب المواد الحجرية القديمة وسمى ذلك بالعصر (الخالكوليثی )‬
‫أي ( عصر النحاس و الحجر ) ‪ ،‬وتاثرت بعض الحضارات بذلك التطور مثل‬
‫حضارة البداری ‪ ،‬ونقادة ‪ ،‬والعمری ‪ ،‬وجرزة ‪ ،‬والمعادى ‪ ،‬وعين شمس ‪،‬‬
‫وطرة ‪.....‬وسوف نتعرض ألهم هذه الحضارات‪.‬‬

‫حضارة البداری ‪:‬‬

‫أثر استخالص معدن النحاس على تشكيل أدوات متواضعة لسكان‬


‫حضارة البداری فظهرت مثاقب رفيعة حادة طويلة لثقب الخرز الطبيعي‬
‫وتشكيل دبابيس طويلة لحياكة المالبس والجلود في تشابك‪.‬‬

‫المقابر وعادات الدفن‬

‫لم يعثر على آثار لمخلفات مساكن البداريين ولكن عثر على بعض من‬
‫مقابرهم التي تميزت بنفس الهيئة البيضاوية المقامة من قبل المقابر التاسية‬
‫ولكنها تطورت وإتخذت سعة وتنوعا ونرى من مظاهر التطور‪-:‬تخلت عن‬
‫الكسوة الجانبية الصغيرة التي تقع في الجدار الغربي للمقبرة ‪ ،‬و اتخذ القليل‬
‫منها هيئة اإلستدارة والبعض منها هيئة اإلستطالة ولكن ظلت أركانها ملفوفة‬
‫كما وظهر إتساع الفتحة العليا للمقابر البيضاوية بحيث تميل الجوانب الى‬
‫أسفل في التدرج ‪ ،.‬وتم تغطية الجدران من الداخل بقطع من الحصير ثبتت‬
‫بأسلوب الغرس في أرضية الحفرة وذلك لتحديد جوانب المقبرة وحماية الجثة‬
‫من إنهيار الرمل عليها‪ ،.‬هذا باإلضافة إلى فصل موقع األواني عن مكان‬
‫الجثة بوجود إرتفاع يعلو أرضية المقبرة لوضع األواني عليها بدال من الكوة‬
‫الجانبية في دير تاسا ‪، .‬كما و زودت بعض المقابر بتماثيل نسائية صغيرة‬
‫صنعت من العاج والفخار والطين ‪، .‬لوجظ وجود بعض األواني الفخارية‬
‫غرست داخل المقابر وتتسم بإتساع حجمها ‪، .‬ولقد ظهرت عادة مختلفة في‬
‫حضارة البداري أال وهي تكفين الحيوانات ودفنهم ويدل ذلك على نمو عقائد‬
‫الدين لديهم مع نمو عقائدهم عن األخرة هذا باإلضافة الى عبادتهم لتلك‬
‫الحيوانات وقد عثر في مقابر البداريين على ثالثة أشكال صغيرة من العظم‬
‫والعاج كالتالي ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬كان على هيئة رأس وعل أو غزال ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬كان على هيئة فرس النهر ‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬كان على هيئة رأس فرس النهر ‪، .‬كما أوجدوا فيها ثقوبا لتعليقها‬
‫منها‪.‬‬

‫عادات الدفن حضارة البداري‬


‫مجموعة من التماثيل الصغيرة تمثل شكل المرأة ‪ -‬العاج‬

‫والفخار‪ -‬حضارة البداري‪ -‬مقتنيات المتحف البريطاني‬

‫صناعة الفخار‬

‫زاد إنتاج هذه الصناعة من خالل اإلستفادة من الحضارات السابقة‬


‫وأضافوا الى أشكالها المتنوعة قدور مستطيلة منتفخة الجوانب وتميزت‬
‫بالبساطة ‪ ،‬ومن التأثيرات الزخرفية بالحضارة التاسية ظهر أسلوبين ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬تحلية السطوح الخارجية لألواني بتموجات وخدوش خفيفة ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬زخرفة البعض منها باشكال شبه هندسية ‪.‬‬

‫ولكن أضيف على األسلوبين السابقين أربعة تجديدات وهي ‪- :‬‬


‫‪ -‬تحلية قيعان األواني المتسعة من الداخل بتصوير سنابل الغالل ونسيج‬
‫الحصير‪.‬‬

‫‪ -‬أضافوا إلى الخطوط المستقيمة والمائلة والمتموجة خطوطة أخرى لينة على‬
‫هيئة أوراق الشجر وأغصان النباتات ولفات الحبال ‪.‬‬

‫‪ -‬التقليل من غور الرسوم المحفورة على سطح الفخار الدقيق وحفرت في‬
‫عمق مسطح بحيث ال يظهر للعين بسهولة الفارق بين السطح المصقول‬
‫والزخرفة التي تعلوه ‪.‬‬

‫‪ -‬أحاطوا بعض رسومهم بإطارات تناسب الشكل الخارجي لإلناء المرسوم‬


‫عليه‬

‫‪ -‬بدأوا في استخدام تقنية أخرى وهي النقش البارز المجسم ولكن في نطاق‬
‫ضيق حيث جسموا على جوانب بعض األواني أشكال ساذجة يصعب التعرف‬
‫على نوعها ‪.‬‬

‫كما و برعوا في إنتاج مالعق من العاج بأشكال تقرب من األشكال األساسية‬


‫المتعارف عليها في حياتنا كما زاد التنوع في أشكال التجاويف كالمستطيل و‬
‫البيضاوي والمربع ‪ ،‬وقد شكلت المقابض بأشكال حيوانية وحلزونية‪.‬‬
‫الفخار األحمرالمصقول منتظم الشكل مزخرف بخطوط متوازية موجية‪ -‬حضارة البداري‪.‬‬

‫صناعة التماثيل ‪:‬‬

‫إختلفت صناعة التماثيل لدى أهل البداری بين البداية والمهارة باختالف‬
‫أغراضها وموادها ومهارة صانعيها ‪ ،‬وأمثلة لذلك ‪:‬‬

‫‪ -‬تمثال من الفخار الملون لفتاة عارية ذات جسد متناسق يقرب لإلبداع بخالف‬
‫عدم تشكيل كفيها ‪.‬‬

‫‪ -‬تمثال من العاج لفتاة عارية عيناه كانتا مرصعتين ‪ ،‬وقد حاول الفنان فيه‬
‫إظهار التفاصيل الدقيقة للرأس مثل فتحتي األنف وإنسان العين و فارق الشعر‬
‫من الخلف ولكنه إتصف بضخامة الرأس واألنف وإتساع العين وظهرت تلك‬
‫الفوارق بالنسبة الى باقي أعضاء الجسم ‪.‬‬

‫‪ -‬إناء من العاج وقد إتخذ هيئة حيوان وهو فرس النهر وجعلوا فتحته فوق‬
‫الظهر‪.‬‬

‫حضارات نقادة ‪:‬‬


‫تقع تلك الحضارات ما بين عصر البداری وعصر األسرات الفرعونية ‪-‬منذ‬
‫بداية األسرة األولى حتى بداية األسرة الثالثين ‪ -‬وتقع حضارات هذا العصر‬
‫في منطقة نقادة بقنا وما حولها وظهر فيها تطور مختلف ‪ ،‬وتنوع كبير في‬
‫صناعة الفخار الذي وجد في مقابرهم‬

‫موضوعات النقش فی عهد نقادة األولى ‪:‬‬

‫أتخذ أهم نقادة األولى مدخال لموضوعات رسومهم البيضاء المنقوشة‬


‫علی سطح أو أنيهم من جوانب حياتهم وخصائصهم ‪ ،‬فنالحظ إنتشار نوع‬
‫معين من الفخار في الصعيد وبلغ الغاية في التطور واإلنتشار وهو الفخار ذي‬
‫الخطوط البيضاء المتقاطعة وصنع أهل تقادة أواتيهم منه على أساس صناعة‬
‫الفخار األحمر المصقول ‪ ،‬والفخار البني الضارب إلى الحمرة ‪ ،‬وغطيت‬
‫بالمغرة الحمراء في بعض األحيان ‪ .‬وقام برسم رسوما سطحية بمادة ( محلول‬
‫الطفل ومعجونه ) فظهرت األلوان بيضاء وصفراء تباعا إلختالف نوع طقل‬
‫الصعيد من تربة ألخرى ‪ ،.‬واتصفت رسومهم بالسطحية وإن كان إزالتها‬
‫بالماء وإتالفها من قبل الحرارة ‪ ،.‬كما و تقدموا برسوم تخطيطة قوامها‬
‫الخطوط المستقيمة والمائلة ومأل فراغاتها خطوط بيضاء متقاطعة ‪.‬‬

‫قسمت حضارة نقادة الى ثالث حضارات تحت نفس المسمى كالتالي ‪:‬‬

‫‪ -١‬حضارة نقادة األولى ‪.‬‬

‫‪ -٢‬حضارة نقادة الثانية‬

‫‪ -3‬حضارة نقادة الثالثة‪.‬‬


‫وكما سبق الذكر فما نقادة إال جبانة المدينة متحضرة كبيرة سميت " نوبت "‬
‫بمعنى الذهبية وذلك لقربها من مناجم الذهب بالصحراء الشرقية وقامت على‬
‫أطاللها بلدة طوخ الحالية بمديرية قنا وإكتسبت أهميتها من صالحية أوضاعها‬
‫الطبيعية ‪ ،.‬وأستخرج منها معدن النحاس وانتفعت بمحاجرها الصلبة ومحاجر‬
‫األحجار الجيرية في الصحراء الغربية وإستغلت طمى النيل في بيئتها‬
‫الصناعة أنواع الفخار المشار إليه سابقا و الذي كان من أهم صناعات‬
‫عصرها‪.‬‬

‫إتخذت صناعة الفخار لدى نقادة األولى عدة هيئات ‪- :‬‬

‫متسع قليل العمق مثل ( الصحون والطواجن ) ‪ ،.‬عميق ضيق مثل الكؤوس‬
‫واألكواب وأنتجوا منها ما يتكون من عدد إثنين أو ثالثة تميزت بالتالصق ‪، .‬‬
‫باإلضافة إلى أشكال باربعة قوائم أو بقاعة مرتفعة على هيئة الكأس ‪ ،.‬كما‬
‫جاءت رسومهم مصورة ومتناسبة مع سطح هذه األواني فنجدها كاألتي ‪- :‬‬

‫على السطح الداخلى لإلناء المتسع ‪.‬‬

‫على السطح الخارجي لإلناء الضيق‪.‬‬

‫مرسومة على السطح الداخلي والخارجي لألواني المتسعة في آن واحد‪.‬‬


‫وعاء مزين بثالث أفراس النهر‬ ‫وعاء فخاري مزين بأفراس النهر المضافة‬
‫مصر ‪ ،‬نقادة ‪1‬‬ ‫على االطار العلوي ما قبل االسرات‬

‫مجموعة من الماشية الفخارية الملونة ‪،‬‬ ‫إناء من الفخار المصقول حضارة نقادة األولى‬
‫فترة نقادة ‪ ، 1‬العمرة ‪ ،‬المتحف البريطاني‬

‫إستفاد أهل نقادة من طرق رسوم الحضارات السابقة مثل الطريقة التخطيطية‬
‫في الرسوم التاسية ‪ ،‬والخطوط اللينة في الرسوم البدارية ‪ ،‬وقاموا بهضمها‬
‫وتطويرها وكان نتاج ذلك أن ظهر ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -١‬رسوم بها طائفة من حيوانات بيئتهم ‪.‬‬

‫‪ -٢‬رسوم من مجاالت أنشطتهم البشرية ‪.‬‬


‫‪ -۳‬رسوم قائمة على التكوينات الزخرفية باإلضافة إلى البعض من قواربهم‬

‫فلقد صوروا األسماك والتماسيح و أفراس النهر ‪ ،‬ومن الحيوانات أيضا البقرة‬
‫والكلب والحمار والفيل والوعل والزرافة والثور الوحشي والعقرب والثعلب‬
‫وابن آوی ‪ ......‬ولكن في أشكال أتسمت بالسرعة واإلختصار والحيوية ‪.‬كما‬
‫إستغلوا خطوطهم وزواياها الحادة في تصوير العديد من أفراس النهر‪،.‬ومن‬
‫أمثلة تلك الرسوم رسم لمجموعات توضح أربعة من أفراس النهر تدور خلف‬
‫بعضها حول دائرة في قاع اإلناء أو تدور خلف بعضها حول أربع أسماك أو‬
‫تتعاقب في إطار اإلناء ‪،‬ولكن وفق مساقات تقرب الى التساوی ومن‬
‫الموضوعات ذات العادات اإلجتماعية التي صورها النقاديون بالخطوط اللينة‬
‫مناظر لراقصين وراقصات يرقصون إما فرادى أو جماعات ويؤدون حركات‬
‫شبه تمثيلية ويرتدي رجالهم تيجان من الريش الطويل‪.‬‬

‫رجل وأمرأة يرقصان حضارة نقادة األولى‬ ‫اربعة أفراس نهر خطية تدورحول اسماك بقاع اإلناء نقادة األولى‬
‫واتصفت تلك الرسوم بقلة نجاح أهل نقادة في تقليد مالمح اإلنسان بعكس‬
‫هيئة الحيوان فكان التعبير عن رأس اإلنسان بمثابة نقطة بيضاء وليس بها أي‬
‫من التفاصيل بخالف تصوير الشعر القصير للرجل والشعر الطويل للمرأة‬
‫‪،.‬كما جاء تعبيرهم عن الجذع العلوي للرجل يتخذ شكل المثلث المقلوب‬
‫وكانت سيقانه عبارة عن خطين متجاورين ‪ ، .‬وتميز تصويرهم ألفراس النهر‬
‫وصيد األسماك بالسذاجة ‪.‬‬

‫تناول أهل نقادة موضوعات الصيد البرية فنرى تطبيق لذلك في منظر‬
‫صغير لصياد ينطلق لصيد الظباء فيحمل قوسه و يسحب خلفه أربعة كالب‬
‫وظهر الرسم في خطوط حادة ولينة وقد رتبت أوضاع الكالب األربعة وصفت‬
‫في مستوى رأسي قائم حتى نرى كل كلب بشكل كامل دون إختفاء أي جزء‬
‫منه ولم يقدمهم في وضعهم الحركي في الطبيعة أى كأشكال متراكبة‬
‫ومتزاحمة نتيجة لحركتهم الفعلية في البيئة ‪ .‬كما صور محيط البيئة في شكل‬
‫مثلثات صغيرة معبرة عن التالل وأضاف في طريقه فروع من النباتات‬
‫الصغيرة للداللة على األشجار كما تناول جسم الصياد من منظور مركب ذي‬
‫زاويتين مختلفتين فظهر الصدر والكتفين من األمام وباقي أعضاء الجسم‬
‫ظهرت من الجانب‪.‬‬
‫صياد يصطاد ظباء ويسحب خلفة أربعة كالب‬

‫وأعتاد الفنان تصوير الحيوانات ذوات األربع من الجانب بإستثناء القرنين‬


‫مثل قرون الثيران فقد صوروا من األمام وبالتالي فقد ظهر هذه األسلوب‬
‫مميزا في الرسوم النقادية كعرض العناصر بإسلوب فردی فتصور خلف‬
‫بعضها البعض أو يترك مسافات بين كل عنصر وأخر حتى يظهر لدينا شكل‬
‫العنصر في صورة كاملة ‪.‬هذا بخالف رسم اإلنسان بأكثر من منظور وأكثر‬
‫من زاوية واحدة ‪ ،.‬وإستطاعت رسوم نقادة تقديم أحد عشر نوعا من نباتات‬
‫الماء باإلضافة الى الصبار وسعف النحيل ولكن في صورة رسوم خطية‬
‫ونالحظ أيضا ظهور دوائر منتظمة في الزخارف ومدى تطبيقها في شكل‬
‫إطارات حول صورة تلك الرسوم كما نرى من خالل تصويرهم لقواربهم‬
‫براعة التسجيل ودقة المالحظة فقد إرتقى أهل نقادة بالخطوط المستقيمة‬
‫والمائلة ‪ ،‬وأبتكروا منها زخارف جديدة قوامها هيئات النجوم والخطوط‬
‫الزجزاجية الحادة ‪،.‬ومن األشكال المبتكرة الهندسية لدى أهل نقادة ( المعين )‬
‫وأتخذ هذا الشكل لصناعة الصاليات وعالجوا سطوحها برسوم محفورة‬
‫ورثوها عن حضارتی تاسا و البداری " ‪ ،.....‬وقد عالجوا مسطح هذا الشكل‬
‫الحجري ‪ -‬الصالية‪ -‬بالخدش أو النقش الغائر باسلوب أولى في مناظر تمثلت‬
‫فيها هيئات الفيلة والتماسيح و غيره وتطور أسلوب النقش البارز في هيئات‬
‫أفراس النهر والتماسيح المجسمة ‪ ،.‬كما و إعتاد أهل نقادة األولى على ترميز‬
‫أوانيهم لتمييزها بعالمات مختصرة تمثل حيوانات ونباتات وخطوط مستقيمة‬
‫ومتقاطعة تشير الى أصحاب األواني وصناعها‪.‬‬

‫إناء فخار ‪ -‬نقاده األولى يصور مجموعة من النساء والرجال يرقصون رقصة طقسية والخط‬
‫المنكسر يعبر عن حركة السيقان أثناء الرقص‪.‬‬
‫إناء فخار من ثقافة نقاده األولى يصور رجل وامرأة يرقصان معا وفي الوجه الخلفي‬

‫مجموعة من الزخارف الخطية الهندسية والنباتية‪.‬‬

‫إناء من الفخار األحمر الملون ‪ -‬نقاده األولى‬

‫السطح الخارجي مزخرف بنحت بارز لمجموعة من التماسيح ‪ +‬شرائط بيضاء ذات خطوط‬
‫متقاطعة محززه‬
‫النحت النقادی ‪:‬‬

‫كانت أغلب مفردات أشكال التماثيل الصغيرة سواء كانت من الصلصال‬


‫أو الفخار في حضارة نقادة من النساء وقد شكلوا طائفتين ‪- :‬‬

‫األولى ‪ :‬بدائية التشكيل من تماثيل للرجال والنساء ولكن تظهر برؤوس‬


‫صغيرة مدببة تقرب في الشبه من رؤوس الطير ومثلت العيون أحيانا باللون‪.‬‬

‫‪ -‬الثانية ‪ :‬كانت الطائفة الثانية أكثر إتقانا ووضوحا من الطائفة السابقة ومثلت‬
‫فيها الرؤوس بأسلوب مستدير وتناولوا مالمحها بأسلوبين األول بالتشكيل‬
‫والثاني باللون وظهر لنتاج الطائفتين أمثلة تماثيل النساء بدينات بأرداف‬
‫غليظة وكثيرا ما مثلت بأذرع مرفوعة الى أعلى وقد لوحظ أن هذه التماثيل‬
‫صنعت بغير أقدام أو أكفف أو بغير الذراعين أحيانا ‪ ،‬وكان يكتفي المثال في‬
‫اإلشارة إليهما بنتو ئين قصيرين يبرزان من طرفي الكتفين ‪ ،.‬ولونت تماثيل‬
‫النساء باللون األحمر كما رسمت على أجسادها ورؤوسها من الناحتين األمام‬
‫والخلف أشكال القالدات وخطوط بسيطة وزخارف متناسقة ورسوم لحيوانات‬
‫ونباتات ولكن باسلوب رمزی ‪ .‬كان هذا بالنسبة لتماثيل النساء ‪ ،.‬أما بالنسية‬
‫لتماثيل الرجال فقد إتخذت نصيبا أخرا من التشكيل حيث عثر على بعض منها‬
‫ولكن مثلوا في شكل أسري مقيدی األذرع خلف ظهورهم‪.‬‬

‫كما وإستغلوا ليونة خامة الصلصال لسهولته وعمل الفنان على تشكيل‬
‫مجموعات صغيرة في أوضاع تمثل مهام الخدم واألتباع وصاحبت تلك‬
‫التماثيل الصغيرة المتوفى في قبره داللة على تحقيق بعض الفوائد الصالحة‬
‫في عالمه األخر‪ ،.‬إذ أن أغلبها كانت تمثل أتباعا له واتصفت ببدائية التشكيل‬
‫‪ ،.‬وظهرت محاوالت أخرى لتناول خامة العاج بخالف خامة الصلصال في‬
‫مجال نحت التماثيل فقد عثر على تماثيل لرجال ونساء إتصفت بالنحافة‬
‫واإلستطالة بما يتناسب مع طبيعة الخامة ونرى ذلك في إسلوب إلتصاق‬
‫الساقين وكان يفصلهما في هيئتهما الخارجية حز طويل أو شق ضيق حتى ال‬
‫يسهل تعرضهم للكسر ‪ ،‬وطعمت عيون التماثيل بخرزات ملونة وقطع من‬
‫المحار األبيض وقشر النعام ‪،.‬كما وتميزت مالمح وجوههم بالوضوح عن‬
‫ماسبقهم من محاوالت الصلصال وإمتازت تماثيل النساء بتعدد إختالف وتنوع‬
‫أوضاع اليدين ‪ ،‬فظهرت على الجانبين أو تحت الثديين أو تستران العورة في‬
‫حياء‪ ،.‬وهكذا تعددت مجاالت اإلنتاج أمام نحاتی التماثيل في حضارة نقادة‬
‫األولى ‪.‬‬

‫نماذج من التماثيل النسائية – حضارة نقادة األولى‬


‫تمثال إلمرأه من العظم مطعم بالالزورد حضارة نقادة‬

‫المقابر وعادات الدفن بنقادة األولى ‪:‬‬

‫كانت مقابر نقادة األولى تتخذ هيئة دائرية أو بيضاوية أو شبه مستطيلة‬
‫وكان المتوفي يلف فيها بجلد يشبه جلد الماعز تتشابك أطرافه بدبوس نحاسي‬
‫وقد يكون تحته بكتان أو يوسد على حصير يلف به أو يوسد فوق لوحة خشبية‬
‫وتميزت المقبرة بإحتوائها على أكثر من جثة واحدة‪.‬‬

‫كان من نماذج حضارات الوجه القبلى حضارة نقادة األولى أما بالنسبة‬
‫النماذج حضارات الوجه البحرى فقد ظهرت حضارة المعادي ولكن أتصفت‬
‫مناطق الوجه البحري بقلة حظها عن الوجه القبلى ويرجع ذلك إلى الظروف‬
‫الطبيعية والبيئية التي أحاطت بالمنطقة سواء إنخفاض أرضها وكثرة الفروع‬
‫المائية وطغيان الفيضانات وكثرة ترسيب الطمي وإنتشار المناقع وترتب على‬
‫ذلك كله إرتفاع نسبة الرطوبة في تربتها وبالتالي أدى إلى سرعة تحلل أثارها‬
‫ونذكر من حضارات تلك المنطقة ( الوجه البحرى ) حضارة المعادي ‪.‬‬

‫حضارة المعادي ‪:‬‬

‫عمارة المساكن‬

‫عثر في منطقة المعادي على ثالثة أنواع من العمارة السكنية المتواضعة ‪:‬‬

‫‪ -‬النوع األول ‪ :‬يمثل أثار قليلة المساكن خفيفة كان محيطها شبه بيضى يفتح‬
‫من ناحية الجنوب ويرجع هذا األسلوب الى عهد مرمدة ‪.‬‬

‫‪ -‬النوع الثاني ‪ :‬يتميز بوقوع جزء كبير من المسكن بشكل غائر تحت مستوى‬
‫سطح األرض الرملية ويرتاده سكانه بدرج بدائي مكون من أحجار صغيرة‬
‫متناثرة ولكن إتسمت باإلتساع ‪.‬‬

‫‪ -‬النوع الثالث ‪ :‬إتخذت فيه المساكن هيئة شبه مستطيلة‪.‬‬

‫صناعة الفخار ‪:‬‬

‫شاع إستخدام اللون الواحد في صناعة الفخار بحضارة المعادي کاألحمر‬


‫األملس بدرجاته واألسود المصقول ‪ ،.‬كما وشكلت مقابض لألوانيهم وزخرفوا‬
‫بعض األجزاء العلوية لها بخدوش وخطوط محفورة بجانب تغطيتها بكسر‬
‫الفخار‪.‬‬

‫وهناك نوع أخر تميز بالبروز وقرب في أسلوب زخارفه من أواني حضارة‬
‫مرمدة‪ ،.‬كما وشكلت أواني ذات قواعد ويشبه البعض منها هيئة السلطانية‪،.‬‬
‫واختلف أهل حضارة المعادي عن حضارة نقادة في أسلوب زخرفة الفخار‬
‫فقد تم طالئها بلون أصفر رمادي قبل النقش عليها واكتفوا بالخطوط العريضة‬
‫وشبه الهندسية في زخرفتها ‪ ،.‬وقلدوا هيئة الشباك في شكل أقواس متصلة‬
‫وقدموا رسوم بسيطة للتعبير عن هيئة اإلنسان‪.‬‬

‫المقابر و عادات الدفن ‪:‬‬

‫إتخذت عادات الدفن لدى أهل حضارة المعادي أسلوبين ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬هو دفن موتاهم داخل القرية ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬دفن البعض األخر منهم في جبانة ‪.‬‬

‫تميزت بناء بعض مقابرهم باألحجار المرصوصة التي تكون في النهاية‬


‫شكل هيئة المستطيل أو المكعب‪ ،.‬ودفنوا أطفالهم في قدور داخل بيوتهم أحيانا‬
‫( ذوي األعمار الصغيرة ) كما فرغت فتحات بالقدر في مقابل العينين کی‬
‫يطل المتوفي على العالم األخر عن طريقها ‪.‬‬

‫حضارة نقادة الثانية‬

‫إمتد عهد نوبت الثاني و إتسع في ظل ظروف مختلفة فقد أدى إتصالها‬
‫ببالد الشرق القديم الى حدوث تبادل في الحضارتين وبالتالي أثر ذلك على‬
‫تقاليد وأساليب حضارة نقادة الثانية الصناعية والفنية ‪ ،‬فإرتقى ذوقهم‬
‫وتطورت مهارات الرسم والنقش وصناعة التماثيل الصغيرة وصناعة‬
‫األسلحة وبناء المساكن والمقابر‪.‬‬

‫صناعة الفخار ‪:‬‬


‫صنع فخار نقادة الثانية من خامة صلصال متماسكة نقية وعالجوا السطح‬
‫بطريقة ملساء وتميز لونها باللون السنجابی كما تنوعت الرسوم وتميزت عن‬
‫رسوم نقادة األولى في اللون والموضوع واألسلوب ‪ ،‬فقد صورت بالمغرة‬
‫الحمراء الضاربة إلى السمرة بدال من محلول الجبس األبيض القديم ‪ ،‬وقلت‬
‫األشكال التخطيطية شبه الهندسية وازدادت صور الكائنات الحية والنباتات‬
‫والطيور والمراكب‪،.‬واستبدلوا الخطوط المستقيمة والمائلة بخطوط مرنة لينة‬
‫نفذوا بها زخارف حلزونية ومتموجة‪ ،.‬تبدأ بمفردة ثم زيدت أعدادها ‪ ،‬وتناولوا‬
‫الخطوط المتموجة الفردية أو المتشابكة بإسلوب عرضي أو طولي باإلضافة‬
‫الى ‪ S,Z‬زخارف تشكل هيئة الحرفين‪.‬‬

‫وإمتاز هذا النوع من الفخار التابع لحضارة نقادة الثانية بملء فراغاته‬
‫المثلثة باللون األحمر بدال من الخطوط البيضاء المتقاطعة المستخدمة في نقادة‬
‫األولى ‪ ،‬كما قاموا بتقليد تعاريق خامة األلباستر إلكساب األواني الفخارية‬
‫صالبة األواني الحجرية ‪ .‬كما و صورت النساء والرجال في هيئات تخطيطية‬
‫بسيطة ومختصرة مثل أسلوب نقادة األولى فعبر عن رأس األنثى ببقعة‬
‫مستديرة ملونة وصورت جذعها األعلى على هيئة مثلث مقلوب ينتهي بخصر‬
‫دقيق للغاية‪ .‬على غرار شكل الرجل في نقادة األولى فقد صور الجدع السفلي‬
‫يتخذ هيئة مثلث عادی پنتهی بساقين ملتصقين ولم يهتموا باإللتزام بتشكيل‬
‫القدمين إال قليال ‪ ،.‬واإلضافة الجديدة التي تميز بها أسلوب حضارة نقادة الثانية‬
‫هي طريقة تصفيف الشعر فقد إتخذ هيئة مستديرة دون تركه مسترسال‬
‫ومنسدال خلف الرأس ‪ ،‬وقاموا بإتخاذ نفس أسلوب تصوير الرجل الممثل في‬
‫نقادة األولى وهو الرؤية المزدوجة المنظور والزاوية في معالجة كتفيه‬
‫وصدره من األمام ‪ ،‬وباقي جسمه وأعضائه من الجانب ‪.‬‬

‫ولكن إقترق األسلوب فيما بين الحضارتين ‪ ،.‬ففي نقادة الثانية بدأ ظهور‬
‫التعبير عن نشاط الرجل في حياته اليومية في صورة تقديم إحدى الساقين عن‬
‫األخرى وخاصة الساق اليسرى على عكس معالجة ساقي األنثى المتجاورتين‬
‫‪ ،‬كما ظهر بصفة عامة قبض اليد اليسرى في أغلب األحوال على عصا أو‬
‫قوس أو رمح أو مجداف ‪ ، .‬وصور أيضا مجال النشاط اإلنساني لألنثى في‬
‫موضوعات الرقص الدين و الدنيوی رافعة يديها فوق رأسها أو على‬
‫خاصرتها أو تضع واحد فقط من الذراعين على خصرها وكانت الثانية تمسك‬
‫باليد األخرى ألحد زمالئها أو زميالتها في رقصات منفردة أو جماعية مع‬
‫رفقائها من الذكور أو اإلناث ‪ .‬وقدم الفنان تنوعات مختلفة ألماكن ومواقع‬
‫الرقص سواء على البر أو على سطح المركب أو داخل قمرة المركب‪.‬‬

‫أما بالنسبة للرسوم الحيوانية فقد إهتم الفنان في عهد نقادة الثانية برسم‬
‫الحيوانات األليفة الصغيرة مثل الماعز و الكباش والغزالن وأجادوا ببراعة‬
‫تصوير مالمحها وحركاتها أكثر من مالمح وحركات األشكال اآلدمية و‬
‫يظهرذلك في منظرا يمثل راعيا يسوق ويرعی قطيعا من الماعز الجبلی رسم‬
‫حول مسطح إناء ال يزيد مساحة قطره الواسعة عن اسم والتزم في تصويره‬
‫لعناصر القطيع بالترتيب المتتابع الذي يخلف كال منهم اآلخر في نظام وحركة‬
‫متكررة بالرغم من ظهور المعالجة العكسية لنشاط الموضوع في الطبيعة من‬
‫هرج وإختالط وحركة وقفز للقطيع ‪.‬‬
‫وكان للطيور المائية نصيبا أخرا من إبداع فنان نقادة الثانية فقد صور الطيور‬
‫المائية المتصفة برقابها الممدودة والسيقان الطويلة ‪ ،‬بخطوطها العامة و بدون‬
‫تفاصيل في وضع الوقوف ولكن بمجموعات متجاورة ومتابعة تظهر تناسقها‬
‫‪ ،.‬كما و إلتزموا في بعض الصور بالتعبير عن خط األرض بخطوط تقف‬
‫فوقها العناصر ‪.‬‬

‫جرة حمراء مغطاة باألسود نقادة الثانية‬

‫شكل توضيحي إلفراد مجموعة الرسوم المنقوشة على سطح األنية الفخارية ‪ -‬نقادة الثانية‪.‬‬
‫إناء فخار ‪ -‬نقادة الثانية‬

‫األساليب الثالثة لزخرفة سطح اإلناء ( االجتماعي ‪ -‬البيئي ‪ -‬الخطي(‬


‫إناء فخار ‪ -‬نقادة الثانية‬

‫استئناس الحيوانات المختلفة الموجودة في البيئة المصرية القديمة‬

‫أواني فخارية ‪ -‬نقادة الثانية‪ -‬متحف اللوفر‬

‫تطور الزخارف الخطية ألكثر ليونة وحرية في تغطية السطح بالكامل بما يتناسب مع باقي األجزاء‬
‫إناء فخاري باقدام بشرية حضارة نقاده‪.‬‬ ‫إناء مزخرف يصور ذوات الحوافر وقوارب‬

‫بها شخصيات بشرية نقادة الثانية‪.‬‬

‫جدول مقارن يختصر تطور هيئات الفخار في حضارات نقادة الثل‬


‫صناعة األسلحة ‪:‬‬

‫بلغت صناعة األسلحة ذروتها ورقيها في هذا العصر حيث ازدادت فيها‬
‫أشكال السكاكين المموجة السطح ذات األطراف المقوسة على هيئة ورق‬
‫الشجر ‪ ،‬وكان بعضها يثيت في مقابض من خامة العاج أو الخشب ‪ ،.‬وكان‬
‫ينقش على المقبض صور تناسب مساحته ثم يغطى برقائق ذهبية كمونجد‬
‫مثال لذلك سكين جبل العركي ‪ .‬فعىل احد الوجهين نشاهد الجزء االعلى‬
‫معركه بري ه بين طرفين منهم ما يقاتل بيديه او بالهراوات او بدبابيس القتال‬
‫وقد صورهم عراه اال ما يغطى العوره اال انها يالحظ ان احد الفريقين ذو‬
‫شعر طويل واالخر ذو شعر طويل ويالحظ فى رسم هذه النقوش التطور الذى‬
‫طرأ على الفنان فى التصميم ‪،.‬فنجد انه ابتدأ فى تنظيم وحداته على السطحين‬
‫فنرى االشخاص فى السطح االول ليسوا مبعثرين فى المساحه لكنهم موزعة‬
‫فى خطوط افقيه ويكونون وحده كامله وقد اثبت الفنان فى هذه النقوش مهاره‬
‫و درايه بتكوين الجسم البشرى‪،.‬كما و صورت معركه مائيه بين ثالث‬
‫مراكب مصريه ومركتبين اجنبيتين وقد نقشهم على خير العاده متداخلين مما‬
‫ادى لتقاطع الخيوط ونقش بين السفن رجال غرقى فى اوضاع‬
‫مختلفه‪.‬‬

‫أما الوجه االخر فقد صور رجل ذى لحيه كثيفه يفصل بين اسدين‬
‫ضخمين ‪،‬على ان الفنان اجاد النقش رغم صغر المساحه‪ ،.‬وتصور الجهه‬
‫االخرى انواع مختلفه من الحيوانات دلت على المقدرة و البراعه فى تسجيل‬
‫الخصائص المختلفه للحيوانات كما و نشاهد توزيع الحيوانات على السطح‬
‫االخر به نوع من الترتيب والتنظيم فنراهم فى خطوط عموديه وكل زوجين‬
‫منهما رسما على خط افقى واحد‪.‬‬

‫مقبض سكين جبل العركي من العاج متحف اللوفر نقادة الثانية‬

‫األواني الحجرية ‪:‬‬

‫اتصفت األواني الحجرية التابعة لهذا العصر بالبعد عن زخرفة‬


‫سطوحها وذلك لكفاية وجودة خامة الحجر المستخدم في الصناعة بجانب جودة‬
‫الصقل ‪ ،‬فقد صنعت من أحجار تتسم بدقة حبيباتها ذات التموجات المتعددة‬
‫األلوان مثل األلباستر ‪ ،‬واإلردواز والديوريت والبازلت والبرشيا ‪ .‬وشكلت‬
‫على هيئات إسطوانية وشبه بيضاوية وكروية وهيئة تشبه القنينات باإلضافة‬
‫إلى هيئات الحمام واألسماك والسالحف والفيلة وأفراس النهر والكالب‪.‬‬

‫عمارة المساكن‬
‫تعتبر عمارة المساكن التي تنسب إلى حضارة نقادة الثانية مرحلة متقدمة ‪،.‬إذ‬
‫شيدها أهلها من قوالب اللبن المنتظمة الشكل وظلت تلك المادة هي األساس‬
‫بالنسبة للمساكن العادية وذلك لقلة تكاليفها ووفرة موادها األولية ‪ ،‬ومدى تألفها‬
‫مع حرارة الجو فهي تعتبر منظم جيد في الحفاظ على درجة الحرارة الداخلية‬
‫المسكن‪.‬‬

‫المقابر وعادات الدفن ‪:‬‬

‫تطور شكل عمارة المقبرة في نقادة الثانية من حفرة الى حجرة سقفت‬
‫بقوالب اللبن ثم مرت بالعديد من المراحل المختلفة والتي كان نتاجها تقسيم‬
‫الحجرة المشيدة باللبن تحت سطح األرض إلى حجرات فكانت بداية ‪ :‬حجرتين‬
‫حجرة كبيرة للدفن ويرافقه فيها أدواته الثمينة واألخرى صغيرة ألدواته العادية‬
‫‪ .‬وانتقلوا إلى مرحلة أخرى في تقسيم الحجرة الصغيرة الى حجرتين فأصبحت‬
‫المقبرة تحوي ثالث غرف بدأل من إثنين كما و مارس اهل نقادة الثانية عادات‬
‫خاصة في دفن الموتى فقد فضلوا المقابر الفردية دون المقابر األسرية أمثال‬
‫نقادة األولي ‪.‬‬

‫موضوعات النقش في عصر نقادة الثانية‪:‬‬

‫اعتبر أهل نقادة الثانية عالم الحيوان والنبات مجاال خصبا للتعبير عن‬
‫أفكارهم وخياالتهم وأحداثهم ‪ ،‬فاستمدوا من عناصر بيئتهم تلك صور النخيل‬
‫والزراف وشكلت على وجهي الصاليات وابتكروا في تقديم أشكال وهيئات‬
‫مختلفة ألكلي اللحوم بقوتها وشراستها وبغيها ‪ ،‬هذا بخالف تصوير أكالت‬
‫العشب بأسلوبها المرح وضعف حالتها أثناء فزعها وخوفها من بطش أعدائها‬
‫‪ .‬كما تقدموا بخيالهم وأضفوا على الموضوعات السابقة مدخال وسبيال آخر‬
‫إلطالق العنان ألفكارهم في تصوير كائنات خرافية توهموا معيشتها في ظل‬
‫أجساد أسود وفهود ورقاب الزراف والثعابين وأجنحة العقبان ومنها ما هو‬
‫مخيف لحيوانات بيئتهم ومنها ما هو حارس لهم ‪.‬‬

‫ولقد تنوعت واختلفت خطوط وأساليب هؤالء من إضفاء مدى الحيوية على‬
‫صور الكائن في أوضاعه المختلفة ومدى ارتباطه بالموضوع ‪ ،‬وصدقه في‬
‫التعبير عن جوانب حياته اليومية المعاصرة له ‪ ،‬وقدمها في صورة تدعو الى‬
‫مهارته في استغالل تلك المفردات بشكل فردي أو في ضوء مجموعات‬
‫متنوعة في خليط ذي تكوين إبداعي لتلك المفردات ‪.‬‬

‫الصاليات‪:‬‬

‫وجدت المساحات المصورة طريقها أيضا على أدواتهم المستخدمة في حياتهم‬


‫اليومية كاألمشاط العريضة المصنوعة من العاج فزخرفت رؤوسها باشكال‬
‫الطيور والحيوان ووجه اإلنسان وأشكال الكتابات التي ظهرت علی هيئات‬
‫زخرفية باإلضافة الى سطوح أخرى كالصاليات اإلردوازية الرقيقة ومقامع‬
‫القتال الكبيرة ‪،.‬كما و فضل أهل عصر نقادة الثانية خامة اإلردواز األخضر‬
‫لصناعة الصاليات وشكلت على هينات مختلفة ومتنوعة مثل ‪:‬‬

‫‪ -1‬أفراس النهر ‪ -‬السالحف ‪ -‬األسماك ‪ -‬الطيور ‪ -‬األغنام ‪ -‬هيئة اإلنسان‪.‬‬

‫‪ -٢‬إتخذت شكل هيئة المستطيل والمربع والقرص مع إستدارة أركانها وتحلية‬


‫أطرافها العليا بأشكال الطيور أو رؤوس الحيوانات ‪ ،.‬كما واتصف أسلوب‬
‫النقش عليها بواسطة الخدش على سطوحها بالصور الحيوانية وتفاوتت في‬
‫بساطتها وإتقانها‪.‬‬

‫وبناءا على شيوع استخدام رسوم الكائنات الخرافية على وجهي الصالية تفنن‬
‫إنسان ذلك العصر في إيجاد التنوع في التعبير فكان يمثل حيوانين خرافين‬
‫تحيط أعناقهما الطويلتين بؤرة الصالية وتتعقد رأسيهما فوقها ونرى معالجة‬
‫أخرى في إطاللة رؤوسهما فوق حافتيها على نقوش الصالية بغرض حماية‬
‫تلك النقوش‪.‬‬

‫ومر أسلوب نقش الصالية بمرحلتين‪:‬‬

‫أ‪ -‬المرحلة األولية ‪ :‬ظهرت فيها كثرة العناصر والمفردات المحشو بها سطح‬
‫الصاليات وعدم التقيد بنقش الفواصل وخطوط األرضية وعدم اإلهتمام بإتخاذ‬
‫عنصر مركزي يمثل بؤرة للعمل الفني ويهيمن على ما يجاوره من باقی‬
‫المفردات المنقوشة هذا بخالف عدم ظهور العالمات الكتابية ‪.‬‬

‫ب‪ -‬المرحلة المتأخرة ‪ :‬تميزت نقوش تلك المرحلة بقلة المفردات والعناصر‬
‫والحرص على إيجاد ورسم فواصل باإلضافة الى تركيز اإلهتمام على بؤرة‬
‫رئيسية ( صورة رئيسية) تأخذ األهمية واستعانت تلك المرحلة بالرموز‬
‫الكتابية ‪،.‬وقد وجدت مرحلة منصفة تقع ما بين المرحلتين السابقتين تمثل‬
‫تمهيدا للمرحلة التي تليها أو بمثابة عنصر إنتقال لنظام أخر في شغل مساحة‬
‫الفراغ على لوح اإلردواز‪.‬‬
‫الواجهة الخلفية‬ ‫الواجهة االمامية‬

‫صالية حيوانات الشمس ( أو صالية "ابني آوى" هيراكونبليس ‪ -‬حجر الشست ‪- 42‬سم )‬
‫متحف اشموليان جامعة اكسفورد بريطانيا‬

‫الواجهة‬ ‫الواجهة االمامية‬


‫صالية النخلة و الزرافتان حجر الخلفية‬
‫الشست ‪ 32 -‬سم –نقادة الثانية‪ -‬متحف اللوفر‬

You might also like