Professional Documents
Culture Documents
كان اإلنسان ضعيفا أمام بيئته الغامضة في كفاح وصراع مستمر مع
الطبيعة ومع غيره من الكائنات األخرى كالحيوانات والطيور ،فقد احتمی
بالصخور ولجا الى الكهوف في ظل المناخ البارد فنری مالحقته للحيوانات
في حرفة الصيد و إقتناص األسماك كلما أستطاع وإقامته العديد من األنشطة
التي إتخذها مدخال للمعايشة مع ظروف الطبيعة وإشباع حاجاته األساسية
الفطرية .وقد مرت بأرض مصر العديد من التحوالت الجغرافية الطبيعية
والتاريخية وكان لها األثر المباشر في تكوين مصر باإلضافة الى موقعها
بالنسبة للبحر المتوسط والبحر األحمر وقصة النيل وفق بداية ظهوره .
وتاثرت مصر أيضا باإلنقالبات المناخية في ظل ضوء المؤثرات الجغرافية
والجفاف واألمطار وغيرها من إتجاهات الرياح ومصادرها التي كان لها رد
الفعل على أنواع النباتات و الحيوانات ومواردها المختلفة كما أنعكست بالتالي
على إنسان البيئة المصرية في مراحلها المتنوعة ونموها وتدرجاتها وتعاقب
على هذه المراحل والتطورات بعض من الحضارات الحجرية من األقدم الى
األحدث .وما تلك الحضارات إال مخلفات من نتاج هذا التفاعل بين اإلنسان
وظروف بيئته وقد قسمت هذه الحضارات كالتالي-:
ظل اإلنسان األول ضعيفا إزاء بيئته الغامضة وخاضعا لظاهرة البقاء
لألقوى سواءا في كفاحه مع بني جنسه أو في كفاحه مع حيوانات بيئته إذ كان
عليه دائما أن يشق طريقه باستمرار في سبيل البحث عن غذاء كجمع الثمار
وقنص الحيوان وصيد الطيور و األسماك كما نام في العراء في ظروف المناخ
الهادئة والعكس بالنسبة للبرد واألعاصير إذ إتخذ الكهوف ملجأ منها و کان
اليستره غير شعر البدن وأوراق الشجر.
قدم هذا العصر أقدم األدوات اليدوية وتميزت مصر فيه بثالث مراحل
متداخلة ومتعاقبة طويلة .كانت األدوات األساسية بالنسبة اإلنسان ذلك العصر
هي البلطة اليدوية ( صنعت من الظران ) واستخدمها للدفاع عن نفسه و أثناء
مهاجمته للحيوانات في الصيد وتمزيق لحمه وكسر عظامه وسلخ جلده
باإلضافة الى نوع آخر من النشاط کاقتالع جذور النباتات و تهذيبها بجانب
فروع الشجر بما يتفق مع غرضه النفعی وقد مرت صناعة البلطة اليدوية
بمرحلتين متطورتين :
مرحلة بدائية :تشكلت فيها على هيئة شبه مخروطية أو شبه هرمية ذات
جوانب ثالث
مرحلة متطورة :تميزت بقلة سمك األداة وحجمها لتصل في النهاية إلى شكل
ذا سطحين حوافه حادة ثم تطورت آخر األمر لتصل الى عدة مراحل كان
نتاجها إتصافها برقة السمك وحدة القطع مع عدم تعرجها حتى يسهل عملية
قذفها لمسافات بعيدة وتثبيتها في فروع األشجار القصيرة الى أن وصلت لهيئة
بيضاوية الشكل .ومن خالل تلك المراحل المتدرجة والمتتابعة حول إنسان
ذلك العصر واهتمامه بهذه األداة و التي أصبحت تمثل لديه عنصرا أساسيا
من متاعه الخاص ،و ال تشكل غرضا لحالة طارئة ،كما إنتفع أيضا من
المخلفات الناتجة عن تهذيب تلك األداة في أغراض أخرى كبشر الجلود وثقبها
أو قطعها أي إعتبرها بمثابة قاطع أو مدية .إستخرج اإلنسان أيضا في ذلك
العصر الرمال والحصى من سهل العباسية الصحراوي لإلفادة منها في أعمال
البناء.
وتميزت هذه المراكز بأشكال شبه هندسية كالمثلثات واألهلة وشبه المنحرف
وقد شذبت لتصبح مستقيمة بدال من إستدارتها القديمة وشطف السطح من
الجهتين واتخذت هيئة األقراص أيضا .
العامل األول :وهو تغيير مناخی جديد ،.حلت فيه فترة رطبة جديدة محل
الظروف الصحراوية وأدى ذلك بالتالي إلى التغيير في أنواع النبات والحيوان
ومناطق اإلقامة لدى اإلنسان .
العامل الثاني :وهو ظهور نشاط بشری جديد،.فقد إتجه فيه اإلنسان المصري
إلى اإلرتقاء بالصناعات الحجرية القديمة في خط مواز مع إبتكار صناعات
أخرى حديثة كإستئناس الحيوان وتربيته وزراعة األرض وإستقراره بجوارها
واإلرتقاء بإسلوب معالجة تشكيل األدوات الحجرية سواء بالصقل أو تعديل
هيئتها إضافة الى ذلك التعرف على صناعة الفخار والتنوع في أشكاله وألوانه
وعمل السالل والحصر والحبال وغزل الكتان ونسجه بجانب محاوالت أخرى
كصناعة األوانى الحجرية واإلهتمام بأدوات الزينة واإلتجاه الى المعمار
البسيط كبناء المساكن والعناية بدفن الموتى وتقديم القرابين .
خريطة مصر قبل التوحيد من اليسار لليمين يظهر بها الظروف المناخية الجافة في العصور القديمة
وتجمع السكان عند ( النقط الحمراء ) حول وادى النيل ،وتدرج تغير المناخ في أرجاء الصحراء،
الى مناطق خضراء انتشر بها السكان.
النوع الثانی تميزت فيه أشكال المساكن بالهيئة البيضاوية وكانت مشيدة من
الطين وبنيت داخل حفرة واسعة ويقع جزء من المسكن تحت مستوى سطح
األرض حتى يضمن ثبات جدرانه وحماية سكانه من الرياح الباردة.
النوع الثالث ،شيدت فيه المساكن على هيئة أشكال بيضاوية تفتح من ناحية
الشرق أو الجنوب الشرقي
( أى الناحية التي ال تهب منها رياح ) وكانت محفورة على سطح األرض
ووجد بها قطع صغيرة مخلفة من البوص وقد شكلت في مجموعات من ثقوب
وفجوات ضيقة متقاربة وكانت مشيدة من البوص وفروع األشجار.
جانبية مثقوبة في جوانبها ليتم تعليقه بني سالمة 4500ق.م .المتحف المصري
دفن أهل مرمدة موتاهم بين مساكنهم ولم تكن في مواقع منعزلة وكان
القير عبارة عن حفرة بسيطة بيضاوية الشكل يوضع فيها المتوفى على جانبه
األيمن وتثتی ذراعاه إلى صدره وتثنى ساقاه الى بطنه ويتجه بوجهه بإتجاه
مسكنه ( الشرق -الشمال الشرقي ) وقد زود بحفنة من الحبوب توضع بجوار
أفواههم وكانت أغلب الهياكل التي وجدت بالمقابر نساء وأطفال .
حضارة حلوان
عماره المساكن-:
أ -مجموعة في الشرق ،وتميزت تلك المجموعة بيناء أكواخهم على مستوى
ممهد لهضبة مجاورة كانت ترفع عن مستوى سطح الوادي وقد دفنوا موتاهم
في جبانة مستقلة أي خارج منطقة مساكنهم وقاموا بتمهيد طريق يصل بين
المساكن والمقابر.
ب -مجموعة في الغرب وقد عثر بها على نوعين من اصل المساكن هما
كالتالي-:
النوع األول :بنيت المساكن في حفر شبه مستديرة ونجد بها بقايا حصير كان
يغطى جوانب الحفر فيساعد على تسويتها ويمنع تسرب الرمال والحصى.
النوع الثاني :كانت مساكنهم خفيفة و أتخذت شكل بيضاوی وجوانب مدعمة
باوتاد وفي هذه المنطقة تم دفن الموتى داخل المساكن وفيما بينهم .
تميزت منطقة الفيوم بخصوبة مدرجاتها التي نمت عليها نتيجة لذلك
نباتات طبيعية مختلفة بجانب وجود بحيرتها الكبرى العذبة التي حوت العديد
من األسماك المتنوعة وأثرت بالتالي على وجود نوعيات من الحيوانات كالقيلة
وشهدت تلك المنطقة حضارتين وهما كالتالي :
-١حضارة الفيوم ( أ ) :عاش أهلها فوق مدرج وقد كان فيها ارتفاع مستوى
ماء البحيرة فوق مستوى سطح البحر ،.ولم يعثر في هذه الحضارة على آثار
لبقايا مساكن أو مقابر ظاهرة ولكن عثر على بعض من األواني الفخارية
وأدوات الزينة وبعض من أدوات إستعمال الحياة اليومية لحرفتي الزراعة
والصيد ،واستخدموا لصناعة الفخار مسحوق المغرة الحمراء لصيغ أو انيهم
كما تميزت قواعد األواني بشكل ( السلطانية ) أو قواعد ذات ثالث قوائم
صغيرة مثلثة ولكنها اتصفت بقلة الجودة والتنوع بالنسبة الحضارات
المعاصرة لهم.
-٢حضارة الفيوم ( ب ) وقد عاش أهلها فوق مدرجين متسعين وكان إرتفاع
مستوى ماء البحيرة أقل من إرتفاع حضارة الفيوم حضارة الفيوم ( أ ) :
قدمت تلك الحضارة نموذجا راقيا من الفنون فقد دلت عادات الدفن على
اعتقاد أهلها في الموت وما بعده فكانت المقبرة عبارة عن حفرة صغيرة
بيضاوية الشكل ذات أركان ملفوفة يتراوح عمقها ما بين المتر أو أكثر بقليل
كما اتصفت بوجود دخلة أو فجوة غائرة في الجدار الغربي يوضع فيها أواني
صغيرة أو كبيرة .
وكان المتوفي يوسد على جانبه األيسر في وضع اإلنشاء وتتجه رأسه الى
الجنوب أما وجهه فيتجه الى الغرب ومن ذلك نرى الخالف في اإلتجاه بالنسبة
إلى مرمدة وحلوان .وأصبح تكفين الجسد من عاداتهم التقليدية الثابتة
.وأرتبطت المواد المستخدمة بثراء المتوفى أو أهله كما عثر في بعض
مقابرهم على بدايات التطور إلستخدام التابوت فقد وجد طفل موسد في شبه
سلة مستطيلة من البوص واألغصان ويغطيها الحصير ومن المالحظ أيضا
وجود لوحة صغيرة مستطيلة داخل القبر مع حصاتها الصغيرة ( الصالية )
متجاورة مع صاحب المقبرة وكانت تصنع من األلباستر والحجر الجيري
والغرض منها صحن مساحيق الزينة ( الدهنج األخضر ) لتزجيج العيون
وتقليل أثر وهج الشمس عليها كما استخدمت أيضا لصحن المغرة الحمراء ،
وتنوع إستخدامها أيضا لتلوين األواني الفخارية ومن المالحظ في المقابر
التاسية مصاحبة المتوفی لبعض من متاعه المستخدم في حياته وقبيل الوفاة
كما حوت مقابرهم العديد من الحلي المصنوعة من خامة العظم والعاج
والقواقع وحصى الحجر الصغيرة .ثم وضع عند ركبتی صاحب المقبرة أنية
من الفخار وتعددت مواضعها سواء تحت الحصير مع المتوفى أو في الفجوة
الجانبية للمقبرة .كما زيدت عدد األواني وأنواعها تبعا لثراء المتوفي .
نماذج من أواني الفخار األسود المحروق والفخار األحمر اللون ذو الحافة السوداء
لم يعثر على آثار لمخلفات مساكن البداريين ولكن عثر على بعض من
مقابرهم التي تميزت بنفس الهيئة البيضاوية المقامة من قبل المقابر التاسية
ولكنها تطورت وإتخذت سعة وتنوعا ونرى من مظاهر التطور-:تخلت عن
الكسوة الجانبية الصغيرة التي تقع في الجدار الغربي للمقبرة ،و اتخذ القليل
منها هيئة اإلستدارة والبعض منها هيئة اإلستطالة ولكن ظلت أركانها ملفوفة
كما وظهر إتساع الفتحة العليا للمقابر البيضاوية بحيث تميل الجوانب الى
أسفل في التدرج ،.وتم تغطية الجدران من الداخل بقطع من الحصير ثبتت
بأسلوب الغرس في أرضية الحفرة وذلك لتحديد جوانب المقبرة وحماية الجثة
من إنهيار الرمل عليها ،.هذا باإلضافة إلى فصل موقع األواني عن مكان
الجثة بوجود إرتفاع يعلو أرضية المقبرة لوضع األواني عليها بدال من الكوة
الجانبية في دير تاسا ، .كما و زودت بعض المقابر بتماثيل نسائية صغيرة
صنعت من العاج والفخار والطين ، .لوجظ وجود بعض األواني الفخارية
غرست داخل المقابر وتتسم بإتساع حجمها ، .ولقد ظهرت عادة مختلفة في
حضارة البداري أال وهي تكفين الحيوانات ودفنهم ويدل ذلك على نمو عقائد
الدين لديهم مع نمو عقائدهم عن األخرة هذا باإلضافة الى عبادتهم لتلك
الحيوانات وقد عثر في مقابر البداريين على ثالثة أشكال صغيرة من العظم
والعاج كالتالي :
الثالث :كان على هيئة رأس فرس النهر ، .كما أوجدوا فيها ثقوبا لتعليقها
منها.
صناعة الفخار
-أضافوا إلى الخطوط المستقيمة والمائلة والمتموجة خطوطة أخرى لينة على
هيئة أوراق الشجر وأغصان النباتات ولفات الحبال .
-التقليل من غور الرسوم المحفورة على سطح الفخار الدقيق وحفرت في
عمق مسطح بحيث ال يظهر للعين بسهولة الفارق بين السطح المصقول
والزخرفة التي تعلوه .
-بدأوا في استخدام تقنية أخرى وهي النقش البارز المجسم ولكن في نطاق
ضيق حيث جسموا على جوانب بعض األواني أشكال ساذجة يصعب التعرف
على نوعها .
إختلفت صناعة التماثيل لدى أهل البداری بين البداية والمهارة باختالف
أغراضها وموادها ومهارة صانعيها ،وأمثلة لذلك :
-تمثال من الفخار الملون لفتاة عارية ذات جسد متناسق يقرب لإلبداع بخالف
عدم تشكيل كفيها .
-تمثال من العاج لفتاة عارية عيناه كانتا مرصعتين ،وقد حاول الفنان فيه
إظهار التفاصيل الدقيقة للرأس مثل فتحتي األنف وإنسان العين و فارق الشعر
من الخلف ولكنه إتصف بضخامة الرأس واألنف وإتساع العين وظهرت تلك
الفوارق بالنسبة الى باقي أعضاء الجسم .
-إناء من العاج وقد إتخذ هيئة حيوان وهو فرس النهر وجعلوا فتحته فوق
الظهر.
قسمت حضارة نقادة الى ثالث حضارات تحت نفس المسمى كالتالي :
متسع قليل العمق مثل ( الصحون والطواجن ) ،.عميق ضيق مثل الكؤوس
واألكواب وأنتجوا منها ما يتكون من عدد إثنين أو ثالثة تميزت بالتالصق ، .
باإلضافة إلى أشكال باربعة قوائم أو بقاعة مرتفعة على هيئة الكأس ،.كما
جاءت رسومهم مصورة ومتناسبة مع سطح هذه األواني فنجدها كاألتي - :
مجموعة من الماشية الفخارية الملونة ، إناء من الفخار المصقول حضارة نقادة األولى
فترة نقادة ، 1العمرة ،المتحف البريطاني
إستفاد أهل نقادة من طرق رسوم الحضارات السابقة مثل الطريقة التخطيطية
في الرسوم التاسية ،والخطوط اللينة في الرسوم البدارية ،وقاموا بهضمها
وتطويرها وكان نتاج ذلك أن ظهر ما يلي :
فلقد صوروا األسماك والتماسيح و أفراس النهر ،ومن الحيوانات أيضا البقرة
والكلب والحمار والفيل والوعل والزرافة والثور الوحشي والعقرب والثعلب
وابن آوی ......ولكن في أشكال أتسمت بالسرعة واإلختصار والحيوية .كما
إستغلوا خطوطهم وزواياها الحادة في تصوير العديد من أفراس النهر،.ومن
أمثلة تلك الرسوم رسم لمجموعات توضح أربعة من أفراس النهر تدور خلف
بعضها حول دائرة في قاع اإلناء أو تدور خلف بعضها حول أربع أسماك أو
تتعاقب في إطار اإلناء ،ولكن وفق مساقات تقرب الى التساوی ومن
الموضوعات ذات العادات اإلجتماعية التي صورها النقاديون بالخطوط اللينة
مناظر لراقصين وراقصات يرقصون إما فرادى أو جماعات ويؤدون حركات
شبه تمثيلية ويرتدي رجالهم تيجان من الريش الطويل.
رجل وأمرأة يرقصان حضارة نقادة األولى اربعة أفراس نهر خطية تدورحول اسماك بقاع اإلناء نقادة األولى
واتصفت تلك الرسوم بقلة نجاح أهل نقادة في تقليد مالمح اإلنسان بعكس
هيئة الحيوان فكان التعبير عن رأس اإلنسان بمثابة نقطة بيضاء وليس بها أي
من التفاصيل بخالف تصوير الشعر القصير للرجل والشعر الطويل للمرأة
،.كما جاء تعبيرهم عن الجذع العلوي للرجل يتخذ شكل المثلث المقلوب
وكانت سيقانه عبارة عن خطين متجاورين ، .وتميز تصويرهم ألفراس النهر
وصيد األسماك بالسذاجة .
تناول أهل نقادة موضوعات الصيد البرية فنرى تطبيق لذلك في منظر
صغير لصياد ينطلق لصيد الظباء فيحمل قوسه و يسحب خلفه أربعة كالب
وظهر الرسم في خطوط حادة ولينة وقد رتبت أوضاع الكالب األربعة وصفت
في مستوى رأسي قائم حتى نرى كل كلب بشكل كامل دون إختفاء أي جزء
منه ولم يقدمهم في وضعهم الحركي في الطبيعة أى كأشكال متراكبة
ومتزاحمة نتيجة لحركتهم الفعلية في البيئة .كما صور محيط البيئة في شكل
مثلثات صغيرة معبرة عن التالل وأضاف في طريقه فروع من النباتات
الصغيرة للداللة على األشجار كما تناول جسم الصياد من منظور مركب ذي
زاويتين مختلفتين فظهر الصدر والكتفين من األمام وباقي أعضاء الجسم
ظهرت من الجانب.
صياد يصطاد ظباء ويسحب خلفة أربعة كالب
إناء فخار -نقاده األولى يصور مجموعة من النساء والرجال يرقصون رقصة طقسية والخط
المنكسر يعبر عن حركة السيقان أثناء الرقص.
إناء فخار من ثقافة نقاده األولى يصور رجل وامرأة يرقصان معا وفي الوجه الخلفي
السطح الخارجي مزخرف بنحت بارز لمجموعة من التماسيح +شرائط بيضاء ذات خطوط
متقاطعة محززه
النحت النقادی :
-الثانية :كانت الطائفة الثانية أكثر إتقانا ووضوحا من الطائفة السابقة ومثلت
فيها الرؤوس بأسلوب مستدير وتناولوا مالمحها بأسلوبين األول بالتشكيل
والثاني باللون وظهر لنتاج الطائفتين أمثلة تماثيل النساء بدينات بأرداف
غليظة وكثيرا ما مثلت بأذرع مرفوعة الى أعلى وقد لوحظ أن هذه التماثيل
صنعت بغير أقدام أو أكفف أو بغير الذراعين أحيانا ،وكان يكتفي المثال في
اإلشارة إليهما بنتو ئين قصيرين يبرزان من طرفي الكتفين ،.ولونت تماثيل
النساء باللون األحمر كما رسمت على أجسادها ورؤوسها من الناحتين األمام
والخلف أشكال القالدات وخطوط بسيطة وزخارف متناسقة ورسوم لحيوانات
ونباتات ولكن باسلوب رمزی .كان هذا بالنسبة لتماثيل النساء ،.أما بالنسية
لتماثيل الرجال فقد إتخذت نصيبا أخرا من التشكيل حيث عثر على بعض منها
ولكن مثلوا في شكل أسري مقيدی األذرع خلف ظهورهم.
كما وإستغلوا ليونة خامة الصلصال لسهولته وعمل الفنان على تشكيل
مجموعات صغيرة في أوضاع تمثل مهام الخدم واألتباع وصاحبت تلك
التماثيل الصغيرة المتوفى في قبره داللة على تحقيق بعض الفوائد الصالحة
في عالمه األخر ،.إذ أن أغلبها كانت تمثل أتباعا له واتصفت ببدائية التشكيل
،.وظهرت محاوالت أخرى لتناول خامة العاج بخالف خامة الصلصال في
مجال نحت التماثيل فقد عثر على تماثيل لرجال ونساء إتصفت بالنحافة
واإلستطالة بما يتناسب مع طبيعة الخامة ونرى ذلك في إسلوب إلتصاق
الساقين وكان يفصلهما في هيئتهما الخارجية حز طويل أو شق ضيق حتى ال
يسهل تعرضهم للكسر ،وطعمت عيون التماثيل بخرزات ملونة وقطع من
المحار األبيض وقشر النعام ،.كما وتميزت مالمح وجوههم بالوضوح عن
ماسبقهم من محاوالت الصلصال وإمتازت تماثيل النساء بتعدد إختالف وتنوع
أوضاع اليدين ،فظهرت على الجانبين أو تحت الثديين أو تستران العورة في
حياء ،.وهكذا تعددت مجاالت اإلنتاج أمام نحاتی التماثيل في حضارة نقادة
األولى .
كانت مقابر نقادة األولى تتخذ هيئة دائرية أو بيضاوية أو شبه مستطيلة
وكان المتوفي يلف فيها بجلد يشبه جلد الماعز تتشابك أطرافه بدبوس نحاسي
وقد يكون تحته بكتان أو يوسد على حصير يلف به أو يوسد فوق لوحة خشبية
وتميزت المقبرة بإحتوائها على أكثر من جثة واحدة.
كان من نماذج حضارات الوجه القبلى حضارة نقادة األولى أما بالنسبة
النماذج حضارات الوجه البحرى فقد ظهرت حضارة المعادي ولكن أتصفت
مناطق الوجه البحري بقلة حظها عن الوجه القبلى ويرجع ذلك إلى الظروف
الطبيعية والبيئية التي أحاطت بالمنطقة سواء إنخفاض أرضها وكثرة الفروع
المائية وطغيان الفيضانات وكثرة ترسيب الطمي وإنتشار المناقع وترتب على
ذلك كله إرتفاع نسبة الرطوبة في تربتها وبالتالي أدى إلى سرعة تحلل أثارها
ونذكر من حضارات تلك المنطقة ( الوجه البحرى ) حضارة المعادي .
عمارة المساكن
عثر في منطقة المعادي على ثالثة أنواع من العمارة السكنية المتواضعة :
-النوع األول :يمثل أثار قليلة المساكن خفيفة كان محيطها شبه بيضى يفتح
من ناحية الجنوب ويرجع هذا األسلوب الى عهد مرمدة .
-النوع الثاني :يتميز بوقوع جزء كبير من المسكن بشكل غائر تحت مستوى
سطح األرض الرملية ويرتاده سكانه بدرج بدائي مكون من أحجار صغيرة
متناثرة ولكن إتسمت باإلتساع .
وهناك نوع أخر تميز بالبروز وقرب في أسلوب زخارفه من أواني حضارة
مرمدة ،.كما وشكلت أواني ذات قواعد ويشبه البعض منها هيئة السلطانية،.
واختلف أهل حضارة المعادي عن حضارة نقادة في أسلوب زخرفة الفخار
فقد تم طالئها بلون أصفر رمادي قبل النقش عليها واكتفوا بالخطوط العريضة
وشبه الهندسية في زخرفتها ،.وقلدوا هيئة الشباك في شكل أقواس متصلة
وقدموا رسوم بسيطة للتعبير عن هيئة اإلنسان.
إمتد عهد نوبت الثاني و إتسع في ظل ظروف مختلفة فقد أدى إتصالها
ببالد الشرق القديم الى حدوث تبادل في الحضارتين وبالتالي أثر ذلك على
تقاليد وأساليب حضارة نقادة الثانية الصناعية والفنية ،فإرتقى ذوقهم
وتطورت مهارات الرسم والنقش وصناعة التماثيل الصغيرة وصناعة
األسلحة وبناء المساكن والمقابر.
وإمتاز هذا النوع من الفخار التابع لحضارة نقادة الثانية بملء فراغاته
المثلثة باللون األحمر بدال من الخطوط البيضاء المتقاطعة المستخدمة في نقادة
األولى ،كما قاموا بتقليد تعاريق خامة األلباستر إلكساب األواني الفخارية
صالبة األواني الحجرية .كما و صورت النساء والرجال في هيئات تخطيطية
بسيطة ومختصرة مثل أسلوب نقادة األولى فعبر عن رأس األنثى ببقعة
مستديرة ملونة وصورت جذعها األعلى على هيئة مثلث مقلوب ينتهي بخصر
دقيق للغاية .على غرار شكل الرجل في نقادة األولى فقد صور الجدع السفلي
يتخذ هيئة مثلث عادی پنتهی بساقين ملتصقين ولم يهتموا باإللتزام بتشكيل
القدمين إال قليال ،.واإلضافة الجديدة التي تميز بها أسلوب حضارة نقادة الثانية
هي طريقة تصفيف الشعر فقد إتخذ هيئة مستديرة دون تركه مسترسال
ومنسدال خلف الرأس ،وقاموا بإتخاذ نفس أسلوب تصوير الرجل الممثل في
نقادة األولى وهو الرؤية المزدوجة المنظور والزاوية في معالجة كتفيه
وصدره من األمام ،وباقي جسمه وأعضائه من الجانب .
ولكن إقترق األسلوب فيما بين الحضارتين ،.ففي نقادة الثانية بدأ ظهور
التعبير عن نشاط الرجل في حياته اليومية في صورة تقديم إحدى الساقين عن
األخرى وخاصة الساق اليسرى على عكس معالجة ساقي األنثى المتجاورتين
،كما ظهر بصفة عامة قبض اليد اليسرى في أغلب األحوال على عصا أو
قوس أو رمح أو مجداف ، .وصور أيضا مجال النشاط اإلنساني لألنثى في
موضوعات الرقص الدين و الدنيوی رافعة يديها فوق رأسها أو على
خاصرتها أو تضع واحد فقط من الذراعين على خصرها وكانت الثانية تمسك
باليد األخرى ألحد زمالئها أو زميالتها في رقصات منفردة أو جماعية مع
رفقائها من الذكور أو اإلناث .وقدم الفنان تنوعات مختلفة ألماكن ومواقع
الرقص سواء على البر أو على سطح المركب أو داخل قمرة المركب.
أما بالنسبة للرسوم الحيوانية فقد إهتم الفنان في عهد نقادة الثانية برسم
الحيوانات األليفة الصغيرة مثل الماعز و الكباش والغزالن وأجادوا ببراعة
تصوير مالمحها وحركاتها أكثر من مالمح وحركات األشكال اآلدمية و
يظهرذلك في منظرا يمثل راعيا يسوق ويرعی قطيعا من الماعز الجبلی رسم
حول مسطح إناء ال يزيد مساحة قطره الواسعة عن اسم والتزم في تصويره
لعناصر القطيع بالترتيب المتتابع الذي يخلف كال منهم اآلخر في نظام وحركة
متكررة بالرغم من ظهور المعالجة العكسية لنشاط الموضوع في الطبيعة من
هرج وإختالط وحركة وقفز للقطيع .
وكان للطيور المائية نصيبا أخرا من إبداع فنان نقادة الثانية فقد صور الطيور
المائية المتصفة برقابها الممدودة والسيقان الطويلة ،بخطوطها العامة و بدون
تفاصيل في وضع الوقوف ولكن بمجموعات متجاورة ومتابعة تظهر تناسقها
،.كما و إلتزموا في بعض الصور بالتعبير عن خط األرض بخطوط تقف
فوقها العناصر .
شكل توضيحي إلفراد مجموعة الرسوم المنقوشة على سطح األنية الفخارية -نقادة الثانية.
إناء فخار -نقادة الثانية
تطور الزخارف الخطية ألكثر ليونة وحرية في تغطية السطح بالكامل بما يتناسب مع باقي األجزاء
إناء فخاري باقدام بشرية حضارة نقاده. إناء مزخرف يصور ذوات الحوافر وقوارب
بلغت صناعة األسلحة ذروتها ورقيها في هذا العصر حيث ازدادت فيها
أشكال السكاكين المموجة السطح ذات األطراف المقوسة على هيئة ورق
الشجر ،وكان بعضها يثيت في مقابض من خامة العاج أو الخشب ،.وكان
ينقش على المقبض صور تناسب مساحته ثم يغطى برقائق ذهبية كمونجد
مثال لذلك سكين جبل العركي .فعىل احد الوجهين نشاهد الجزء االعلى
معركه بري ه بين طرفين منهم ما يقاتل بيديه او بالهراوات او بدبابيس القتال
وقد صورهم عراه اال ما يغطى العوره اال انها يالحظ ان احد الفريقين ذو
شعر طويل واالخر ذو شعر طويل ويالحظ فى رسم هذه النقوش التطور الذى
طرأ على الفنان فى التصميم ،.فنجد انه ابتدأ فى تنظيم وحداته على السطحين
فنرى االشخاص فى السطح االول ليسوا مبعثرين فى المساحه لكنهم موزعة
فى خطوط افقيه ويكونون وحده كامله وقد اثبت الفنان فى هذه النقوش مهاره
و درايه بتكوين الجسم البشرى،.كما و صورت معركه مائيه بين ثالث
مراكب مصريه ومركتبين اجنبيتين وقد نقشهم على خير العاده متداخلين مما
ادى لتقاطع الخيوط ونقش بين السفن رجال غرقى فى اوضاع
مختلفه.
أما الوجه االخر فقد صور رجل ذى لحيه كثيفه يفصل بين اسدين
ضخمين ،على ان الفنان اجاد النقش رغم صغر المساحه ،.وتصور الجهه
االخرى انواع مختلفه من الحيوانات دلت على المقدرة و البراعه فى تسجيل
الخصائص المختلفه للحيوانات كما و نشاهد توزيع الحيوانات على السطح
االخر به نوع من الترتيب والتنظيم فنراهم فى خطوط عموديه وكل زوجين
منهما رسما على خط افقى واحد.
عمارة المساكن
تعتبر عمارة المساكن التي تنسب إلى حضارة نقادة الثانية مرحلة متقدمة ،.إذ
شيدها أهلها من قوالب اللبن المنتظمة الشكل وظلت تلك المادة هي األساس
بالنسبة للمساكن العادية وذلك لقلة تكاليفها ووفرة موادها األولية ،ومدى تألفها
مع حرارة الجو فهي تعتبر منظم جيد في الحفاظ على درجة الحرارة الداخلية
المسكن.
تطور شكل عمارة المقبرة في نقادة الثانية من حفرة الى حجرة سقفت
بقوالب اللبن ثم مرت بالعديد من المراحل المختلفة والتي كان نتاجها تقسيم
الحجرة المشيدة باللبن تحت سطح األرض إلى حجرات فكانت بداية :حجرتين
حجرة كبيرة للدفن ويرافقه فيها أدواته الثمينة واألخرى صغيرة ألدواته العادية
.وانتقلوا إلى مرحلة أخرى في تقسيم الحجرة الصغيرة الى حجرتين فأصبحت
المقبرة تحوي ثالث غرف بدأل من إثنين كما و مارس اهل نقادة الثانية عادات
خاصة في دفن الموتى فقد فضلوا المقابر الفردية دون المقابر األسرية أمثال
نقادة األولي .
اعتبر أهل نقادة الثانية عالم الحيوان والنبات مجاال خصبا للتعبير عن
أفكارهم وخياالتهم وأحداثهم ،فاستمدوا من عناصر بيئتهم تلك صور النخيل
والزراف وشكلت على وجهي الصاليات وابتكروا في تقديم أشكال وهيئات
مختلفة ألكلي اللحوم بقوتها وشراستها وبغيها ،هذا بخالف تصوير أكالت
العشب بأسلوبها المرح وضعف حالتها أثناء فزعها وخوفها من بطش أعدائها
.كما تقدموا بخيالهم وأضفوا على الموضوعات السابقة مدخال وسبيال آخر
إلطالق العنان ألفكارهم في تصوير كائنات خرافية توهموا معيشتها في ظل
أجساد أسود وفهود ورقاب الزراف والثعابين وأجنحة العقبان ومنها ما هو
مخيف لحيوانات بيئتهم ومنها ما هو حارس لهم .
ولقد تنوعت واختلفت خطوط وأساليب هؤالء من إضفاء مدى الحيوية على
صور الكائن في أوضاعه المختلفة ومدى ارتباطه بالموضوع ،وصدقه في
التعبير عن جوانب حياته اليومية المعاصرة له ،وقدمها في صورة تدعو الى
مهارته في استغالل تلك المفردات بشكل فردي أو في ضوء مجموعات
متنوعة في خليط ذي تكوين إبداعي لتلك المفردات .
الصاليات:
وبناءا على شيوع استخدام رسوم الكائنات الخرافية على وجهي الصالية تفنن
إنسان ذلك العصر في إيجاد التنوع في التعبير فكان يمثل حيوانين خرافين
تحيط أعناقهما الطويلتين بؤرة الصالية وتتعقد رأسيهما فوقها ونرى معالجة
أخرى في إطاللة رؤوسهما فوق حافتيها على نقوش الصالية بغرض حماية
تلك النقوش.
أ -المرحلة األولية :ظهرت فيها كثرة العناصر والمفردات المحشو بها سطح
الصاليات وعدم التقيد بنقش الفواصل وخطوط األرضية وعدم اإلهتمام بإتخاذ
عنصر مركزي يمثل بؤرة للعمل الفني ويهيمن على ما يجاوره من باقی
المفردات المنقوشة هذا بخالف عدم ظهور العالمات الكتابية .
ب -المرحلة المتأخرة :تميزت نقوش تلك المرحلة بقلة المفردات والعناصر
والحرص على إيجاد ورسم فواصل باإلضافة الى تركيز اإلهتمام على بؤرة
رئيسية ( صورة رئيسية) تأخذ األهمية واستعانت تلك المرحلة بالرموز
الكتابية ،.وقد وجدت مرحلة منصفة تقع ما بين المرحلتين السابقتين تمثل
تمهيدا للمرحلة التي تليها أو بمثابة عنصر إنتقال لنظام أخر في شغل مساحة
الفراغ على لوح اإلردواز.
الواجهة الخلفية الواجهة االمامية
صالية حيوانات الشمس ( أو صالية "ابني آوى" هيراكونبليس -حجر الشست - 42سم )
متحف اشموليان جامعة اكسفورد بريطانيا