You are on page 1of 20

.‫ بيف روايات ابف خمدوف وحقائؽ ما قبؿ التاريخ‬..

‫األصوؿ األولى لسكاف المغرب القديـ‬

: ‫إعداد‬

‫ الصديؽ بودوارة المغربي‬.‫د‬

.‫جامعة السيد محمد بف عمي السنوسي اإلسبلمية‬

: ‫ممخص البحث بالمغة االنجميزية‬

In his book "The Lessons in the Office of the Beginner and the News", as
well as in his famous introduction, the famous historian Ibn Khaldun lists a
large number of accounts which he says tell the story of the first human
presence in ancient Morocco and attribute it to its owners, saying that it
speaks of the first human races that inhabited and filled Morocco With the
Umran and the tribes and the dynasties of them.

But Ibn Khaldun's accounts contrast sharply with the facts uncovered by
the excavations, contradict the anthropological and paleoanthropological data,
and never coincide with the efforts of prehistoric scholars who have proved
that the ancient region of Morocco was rich for centuries. And developed his
tools gradually and diligently and learning and benefit from his intellectual
property growing, which made him outperform the challenges faced by the
founder and based on his presence on this land to reproduce his ancestors
after that on their land without the need to come from outside of me But she
says, and fill it with novels by Ibn Khaldun without any support or witness a
historical reliable.

00
‫ممخص البحث ‪:‬‬

‫في كتابو "العبر في ديواف المبتدأ والخبر"‪ ،‬وكذلؾ في مقدمتو الشييرة‪ ،‬يورد المؤرخ الشيير "ابف‬
‫خمدوف" عددًا كبي ًار مف الروايات التي يقوؿ إنيا تحكي سيرة التواجد األوؿ لئلنساف في المغرب القديـ‬
‫وينسبيا ألصحابيا قائبلً إنيا تتكمـ عف األجناس البشرية األولى التي سكنت المغرب ومؤلتو بالعمراف‬
‫وتناسمت منيا القبائؿ والبطوف بعد ذلؾ ‪.‬‬

‫لكف ىذه الروايات التي يذكرىا ابف خمدوف تتناقض بشكؿ كبير وواضح مع الحقائؽ التي كشفت‬
‫عنيا الحفريات‪ ،‬وتتعارض مع معطيات عمـ األنثروبولوجي والباليوأنثروبولجي‪ ،‬وال تتفؽ أبداً مع ما‬
‫كشفت عنو جيود عمماء ما قبؿ التاريخ الذيف أثبتوا أف منطقة المغرب القديـ كانت عامرةً منذ عصور‬
‫بعيدة باإلنساف الذي عمرىا وسكنيا وصنع أدواتو وقاـ بتطويرىا بالتدريج وبالمثابرة والتعمـ واالستفادة مف‬
‫ممكاتو الفكرية المتنامية التي جعمتو يتفوؽ عمى التحديات التي واجيتو وينتصر عمييا مؤسساً لوجوده‬
‫عمى ىذه األرض ليتناسؿ أسبلفو بعد ذلؾ عمى أرضيـ دوف الحاجة إلى مف يأتي مف خارجيا ليسكنيا‬
‫ويعمرىا كما تقوؿ الروايات التي أوردىا ابف خمدوف ببل أي سند أو شاىد تاريخي يمكف االعتماد عميو ‪.‬‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫منذ القرف الرابع عشر الميبلدي كاف "أبي زيد ولي الديف عبد الرحمف بف محمد األشبيمي التونسي‬
‫القاىري المالكي الشيير بابف خمدوف" ُيبدع كمؤرٍخ وعالـ اجتماع‪ ،‬وكاف قد سبؽ عصره بما يكفي لنعتبره‬
‫اليوـ عمم ًا مف أعبلـ فكر اجتماعي وضع أسس الكثير مف المفاىيـ كالدورة الحضارية والتدرج التاريخي‬
‫وثنائية البدو والحضر وما إلى ذلؾ مف قوانيف ‪.‬‬

‫إف ىذا المؤرخ الفذ غني عف تعريفنا لو‪ ،‬أو مديحنا ألعمالو وجيوده ومناقبو‪ ،‬إال أف ىذا ال يمنعنا‬
‫المعجب‪ ،‬وقراءة مؤلفاتو بحس المنتقد المتأمؿ‬
‫مف تفحص بعض ما جاء بو بعيف الناقد ال عيف ُ‬
‫ال إحساس المنبير المأخوذ ‪.‬‬

‫ولعؿ مف مواطف التحميؿ في مؤلفات ىذا المؤرخ الكبير‪ ،‬ىو ما جاء بو في مقدمتو الشييرة‪ ،‬وفي‬
‫كتابو القيـ "العبر في ديواف المبتدأ والحبر"‪ ،‬مف روايات نقميا عف الكثير مف أصحابيا تتحدث عف‬
‫عمرت المغرب وسكنتو‬
‫األصوؿ األولى لسكاف المغرب القديـ‪ ،‬أي عف األجناس والسبلالت األولى التي ّ‬
‫ومؤلتو بالخمؼ الذي أصبح سمفاً بعد ذلؾ بحكـ قانوف الزمف الذي ال يغير قوانينو في العادة‪.‬‬

‫‪02‬‬
‫إف ىذه الروايات تختمؼ في تفاصيميا إجماالً‪ ،‬لكنيا تكاد تتفؽ في نياية المطاؼ عمى أف ىناؾ‬
‫مف قدـ إلى المغرب مف خارج محيطو الجغرافي ليسكنو‪ ،‬وكأنو كاف قبؿ ذلؾ مقف اًر مف البشر‪ ،‬خالياً مف‬
‫السكاف بؿ أف "ابف خمدوف" يقوؿ إف الذي ال يقبؿ الشؾ ىو أف العرب والبربر ىما الجنساف المذاف عم ار‬
‫ببلد المغرب منذ األزؿ‪ ،‬وىذه شيادة تكاد تنحاز إلى روايات كثيرة أرجعت حتى مسميات القبائؿ‬
‫ٍ‬
‫مصير غامض‪ ،‬فيؿ‬ ‫اء كانوا مموكاً أو أمراء أو عابريف أو ىاربيف مف‬
‫المغاربية إلى أشخاص بعينيـ سو ً‬
‫ىذه ىي الحقيقة بالفعؿ؟ أـ أف لمتاريخ رأي آخر ؟‬

‫ٍ‬
‫حقيقة‬ ‫ٍ‬
‫لشيادة مختمفة بيذا الخصوص‪ ،‬وتكشؼ لنا عف‬ ‫إف جيود عمماء ما قبؿ التاريخ تدلي‬
‫ٍ‬
‫دامغة مفادىا أف لممغرب القديـ ساكنو األصيؿ الذي عاصر بدايات المدنية فيو‪ ،‬وسكف كيوفو منذ األزؿ‬
‫وصنع أدواتو الحجرية مطو اًر تقنيتو ىذه بتدرج يثير اإلعجاب عبر العصور‪ ،‬بدايةً مف العصر الحجري‬
‫القديـ األسفؿ وحتى بزوغ فجر العصر التاريخي الذي اقتحـ بو بوابة العصور الحديثة فيما بعد ‪.‬‬

‫يخ آخر جدير بأف نعترؼ بو‪ ،‬وأف نفضمو عمى رو ٍ‬


‫ايات فييا مف الخرافة أكثر مما‬ ‫ىناؾ إذف تار ٌ‬
‫فييا مف التاريخ‪ ،‬فيؿ يمكف أف نركف إلى رو ٍ‬
‫ايات تفتقر إلى المنطؽ ثـ نيمؿ بعد ذلؾ تاريخاً يتمتع‬
‫بمصداقية البحث وجيود االستنباط واجتياد التنقيب وتقنية العمـ وأساليب الكشؼ األثري ؟‬

‫اإلجابة تبدو واضحةً‪ ،‬والتاريخ كذلؾ ‪ ،‬والمغرب القديـ يظؿ مساحةً جغرافية لـ تستورد ساكنييا مف‬
‫خارجيا‪ ،‬لكنيا كانت دائماً بيئة تنتج معطيات ودودىا مف داخميا وال تحتاج لمف ينوب عنيا في ذلؾ ‪.‬‬

‫شعب واحد أـ أسماء متعددة ؟‬

‫الباحث عف أصوؿ تسمية البشر الذيف قطنوا المنطقة الممتدة حدود مصر الغربية وحتى شواطئ‬
‫ٍ‬
‫وحزمة كبيرٍة مف تحميبلت المؤرخيف واستنتاجات‬ ‫ٍ‬
‫متاىة مف التسميات‪،‬‬ ‫األطمسي‪ ،‬سوؼ يجد نفسو أماـ‬
‫الكتاب وتكينات النسابة وتأويبلتيـ‪ ،‬وسوؼ يجد أف ليذه المجاميع البشرية التي صنعت تاريخ ىذه‬
‫المساحة الشاسعة مف الجغرافيا أسماء متعددة يستند كؿ منيا عمى تاريخ مصنوع أو مطبوع أو موضوع*‬

‫إف المؤرخيف يقدموف لنا حزمةً مف المسميات ألولئؾ الذيف قطنوا أرض المغرب منذ ِ‬
‫القدـ‪،‬‬
‫حؿ‬ ‫ٍ‬
‫حدث تاريخي مناسب‪ ،‬حتى أف الباحث عف تفسير مقنع أو ٍ‬ ‫ويجعموف لكؿ تسمية ما يبررىا مف‬
‫نيائي لمسألة ىذه التسمية سوؼ يضع المزيد مف عبلمات االستفياـ حوؿ مدى مصداقية ىذه األحداث‬
‫التي قيؿ إنيا كانت أسباباً مباشرةً وراء ىذه التسميات‪ ،‬ولكي نحيط بالموضوع بشكؿ متكامؿ سوؼ نبدأ‬
‫باستعراض التسميات والخمفيات التاريخية التي استند عمييا المؤرخوف‪ ،‬ثـ نطرح وجية ٍ‬
‫نظر تذىب في‬

‫‪03‬‬
‫ٍ‬
‫محاولة لمناقشة ىذه المسألة التي يرى الباحث أنيا تتجاىؿ‬ ‫ٍ‬
‫اتجاه ربما يبدو مغاي اًر بعض الشيء في‬
‫طبيعة المغرب القديـ وتاريخو الموغؿ في العراقة‪ ،‬وتدير ظيرىا لحقائ ٍ‬
‫ؽ أثبتتيا الحفريات وكشفت عنيا‬
‫جيود مخمصة عظيمة لعمماء أجبلء بذلوا أعمارىـ في التنقيب والبحث واستنطاؽ األدلة الصامتة التي ال‬
‫ٌ‬
‫تنطؽ بحرؼ‪ ،‬فماذا عف إنساف المغرب القديـ؟ وأيف ذىب أولئؾ الذيف أبدعوا الصناعات األولى مف‬
‫فأس حجرية وشظايا؟ وىؿ انقرض فجأة نسؿ الذيف نقشوا عمى جدراف الكيوؼ مشاىداً ال زالت حتى‬
‫اليوـ مدعاةً لئلعجاب والنقاش والتأويؿ معا ؟‬

‫ىناؾ إذف سكاف وبشر وقبائؿ كانت جغرافية المغرب عامرة بيـ منذ قديـ األزمنة‪ ،‬ولكف واذا‬
‫استعرضنا آراء ابف خمدوف ورواياتو حوؿ أصوؿ سكاف المغرب فإننا نجده يورد عدداً مف الروايات ىذه‬
‫أوليا ‪:‬‬

‫(( ُيقاؿ إف "أفريقش" بف قيس بف صيفي"‪ ،‬مف مموؾ التبابعة‪ ،‬لما غ از المغرب وافريقية‪ ،‬وفتؿ الممؾ‬
‫سميت أفريقية‪ ،‬لما رأى ىذا الجيؿ مف األعاجـ‬
‫"جرجيس"‪ ،‬وبنى المدف واألمصار‪ ،‬وباسمو زعموا‪ُ ،‬‬
‫وسمع رطانتيـ ووعى اختالفيا وتنوعيا‪ ،‬تعجب مف ذلؾ وقاؿ ‪ :‬ما أكثر بربرتكـ‪ ،‬فسموا بالبربر‪،‬‬
‫والبربرة بمساف العرب ىي اختالط األصوات غير المفيومة‪ ،‬ومنو ُيقاؿ ‪ :‬بربر األسد إذا زأر بأصوات‬
‫غير مفيومة‪)) )1( )).‬‬

‫ىذه إذف ىي الرواية األولى التي يذكرىا "ابف خمدوف" في كتابو‪ ،‬فيو يرى أف ىذه الرواية ىي‬
‫التفسير لبلسـ الذي أطمؽ عمى القارة بأسرىا استناداً إلى اسـ "أفريقش" الممؾ التابعي المذكور‪ ،‬وىي‬
‫رواية تفسر أيضاً االسـ الذي أطمؽ عمى سكاف المغرب األصمييف وىو "البربر" ‪ ،‬فماذا عف األصوؿ‬
‫األولى لبقية السكاف ؟‬

‫(( وقاؿ "الكمبي" إف "كتامة" و"صنياجة" ليستا مف قبائؿ البربر‪ ،‬وانما ىما مف شعوب اليمانية تركيما‬
‫"أفريقش بف صيفي" مع مف نزؿ بيا مف الحامية ‪)8( )).‬‬

‫ىذه إذف بعض أصوؿ أكبر قبائؿ المغرب‪ ،‬ورغـ أف "ابف خمدوف" يورد الكثير مف التفاصيؿ ويذكر‬
‫عشرات األسماء لبطوف وأفخاذ قبائؿ المغرب ويرجع كؿ اسـ إلى مسمى خاص بيػ إال أنو يعود مف‬
‫بل آخر لسكاف المغرب ‪:‬‬
‫جديد ليفترض أص ً‬

‫أريد أف‬
‫(( إف "النعماف بف حمير بف سبأ" كاف ممؾ زمانو في الفترة‪ ،‬وأنو استدعى أبناءه وقاؿ ليـ ‪ُ :‬‬
‫أبعث منكـ لممغرب مف يعمره‪ ،‬فراجعوه في ذلؾ‪ ،‬وعزـ عمييـ‪ ،‬وأنو بعث منيـ "لمت" أبا "لمتونة"‬

‫‪04‬‬
‫و"مسفو" أبا "مسوفة"‪ ،‬و"مرطا" أبا "ىسكورة"‪ ،‬و"أصناؾ" أبا "صنياجة"‪ ،‬و"لمط" أبا "لمطة"‪ ،‬و"إيالف"‬
‫أبا "ىيالنة"‪ ،‬فنزؿ بعضيـ بجبؿ دوف‪ ،‬وبعضيـ بالسوس‪ ،‬وبعضيـ بدرعا‪)3( )) .‬‬

‫إف "ابف خمدوف" ىنا يقوؿ إف ىناؾ رواية تقوؿ إف المغرب كاف خالياً مف السكاف‪ ،‬إلى الحد الذي‬
‫قرر معو "النعماف بف حمير بف سبأ" أف يبعث بأبناءه ليعمروه‪ ،‬وأنيـ لبوا النداء بعد ممانعة قصيرة‬
‫وقدموا إليو ثـ تفرعت مف كؿ رجؿ منيـ قبيمةٌ مف قبائؿ المغرب الكبيرة التي عرفيا التاريخ اإلسبلمي‬
‫فيما بعد فيؿ كاف المغرب القديـ خالياً مف السكاف إلى ىذه الدرجة ؟‬

‫قبؿ أف نبدأ في تبياف الوجو اآلخر ليذه المسألة‪ ،‬سوؼ نتوغؿ مع "ابف خمدوف" في رواية أخرى ‪:‬‬

‫(( ذكر آخروف ومنيـ "الطبري" وغيره‪ ،‬أف "البربر" أخالط مف "كنعاف" و"العماليؽ"‪ ،‬فمما قُتؿ "جالوت"‬
‫تفرقوا في البالد‪ ،‬وغ از "أفريقش" المغرب ونقميـ مف سواحؿ الشاـ وأسكنيـ "أفريقية"‪ ،‬وسماىـ‬
‫"البربر"(‪)4‬‬

‫وىنا نصادؼ نصاً آخر‪ ،‬أو روايةً أخرى تصر عمى أف سكاف المغرب القديـ قد تـ "استيرادىـ" مف‬
‫خارجو‪ ،‬وىذه المرة يكوف مصدر القدوـ ىو بقايا الكنعانييف والعماليؽ الذيف تـ استجبلبيـ مف سواحؿ‬
‫الشاـ ليمؤلوا جغرافيا المغرب الشاسعة بالسكاف‪ ،‬ولكف‪ ،‬ىؿ اقتصرت أصوؿ سكاف المغرب القديـ حسب‬
‫روايات ابف خمدوف عمى الكنعانييف والعماليؽ ؟‬

‫إف ابف خمدوف" يورد نصاً آخر يقوؿ بغير ذلؾ ‪:‬‬

‫(( البربر قبائؿ شتى مف "حمير"و"مضر"و"القبط"و"العمالقة"و"كنعاف"و"قريش"‪ ،‬تالقوا بالشاـ ولغطوا‬


‫فسماىـ "أفريقش" البربر لكثرة كالميـ‪ ،‬وسبب خروجيـ عند "المسعودي" و"الطبري" و"السييمي" أف‬
‫أفريقش استجاشيـ لفتح افريقية وسماىـ "البربر" وينشدوف مف شعره ‪:‬‬

‫بربرت كنعاف لما سقتيا ‪ ..‬مف أراضي الضنؾ لمعيش الخصيبِ )) (‪)5‬‬

‫إف األصوؿ األولى لسكاف المغرب حسب ىذه الرواية ىي عبارة عف خميط ‪ ،‬لكنو خميط مف‬
‫قبائؿ معروفة ومحددة سمفاً‪ ،‬واإلشارة ىنا واضحة ونشطة باتجاه التأكيد عمى األصوؿ العربية القحة مف‬
‫خبلؿ إقحاـ اسـ "قريش" وىي القبيمة ذات البعديف القبمي والديني معاً *‪.‬‬

‫عمى أف "ابف خمدوف" ال يكتفي بيذه الروايات‪ ،‬إنو يستجمب رواية أخرى تحاوؿ أف تجد سبب ًا آخر‬
‫لقدوـ مف "عمروا" المغرب ومجيئيـ مف الشاـ ‪:‬‬

‫‪05‬‬
‫(( وقاؿ "ابف الكمبي" ‪ :‬ا ختمؼ الناس فيمف أخرج البربر مف الشاـ‪ ،‬فقيؿ ‪ :‬داوود بالوحي‪ ،‬قيؿ ‪:‬‬
‫ياداوود أخرج البربر مف الشاـ فإنيـ جذاـ األرض*‪ ،‬وقيؿ ‪" :‬يوشع بف نوف"‪ ،‬وقيؿ ‪" :‬أفريقش"‪ ،‬وقيؿ‬
‫‪ :‬بعض المموؾ التبابعة‪)6( )) .‬‬

‫وعند ىذه الرواية بالذات‪ ،‬سوؼ تتشعب التفاصيؿ وتتعدد‪ ،‬وسوؼ نق أر البف خمدوف ىذه الرواية‬
‫التي تدعو إلى التأمؿ والنقاش معاً ‪:‬‬

‫(( وذكر بعض أىؿ اآلثار أف الشيطاف نزغ بيف بني حاـ وبني ساـ‪ ،‬فوقعت بينيـ مناوشات كانت‬
‫الدبرة فييا لساـ وبنيو‪ ،‬وخرج ساـ إلى المغرب‪ ،‬وقدـ مصر وتفرؽ بنوه‪ ،‬ومضى عمى وجيو يؤـ‬

‫المغرب حتى بمغ "السوس األقصى"‪ ،‬وخرج بنوه في إثره يطمبونو‪ ،‬فكؿ طائفة مف ولده بمغت موضعاً‬
‫وانقطع عنيـ خبره‪ ،‬فأقاموا بذلؾ الموضع وتناسموا فيو‪)7( )) .‬‬

‫ىكذا إذف يرى "ابف خمدوف" في ىذه الرواية أف الجذور األولى لمقبائؿ الكبيرة في المغرب ترجع كؿ‬
‫منيا إلى ابف مف أبناء ساـ‪ ،‬وعمى ىذا فسوؼ تجد أثناء قراءتؾ لكتابو أف ثمة رواية تقوؿ مثبلً إف "بر‬
‫بف قيس" ولدت لو امرأتو ولديف ىما "عمواف" و"مادغيس"‪ ،‬فمات "عمواف" صغي اًر وبقى "مادغيس"‪ ،‬فكاف‬
‫يمقب باألبتر‪ ،‬فيو أبو "البتر" مف البربر ومف ولده جميع قبائؿ "زناتة"‪)8(.‬‬

‫إال أف مصداقية النقؿ تقتضي أف نعود فنذكر أف "ابف خمدوف" بعد أف أورد في كتابو عشرات‬
‫الروايات عف أصوؿ سكاف المغرب وجذور قبائمو وأنسابيا‪ ،‬يعود ويبدأ في تفنيد ىذه الروايات واحدةً بعد‬
‫األخرى مبتدأً بأف القوؿ إنيـ مف ولد "ابراىيـ" ىو قو ٌؿ بعيد‪ ،‬وأف القوؿ بأنيـ مف ولد العماليؽ وأنيـ‬
‫انتقموا مف ديار الشاـ ىو قوؿ يصفو بالساقط‪ ،‬الذي يكاد يكوف مف أحاديث الخرافات‪ ،‬وأما القوؿ بأنيـ‬
‫مف "حمير" مف ولد "النعماف" أو مف "مضر" مف ولد قيس بف عيبلف‪ ،‬فيصفو بأنو منكر مف القوؿ وأما‬
‫ما ذىب إليو "ابف قتيبة" بأنيـ مف ولد "جالوت"‪ ،‬وأف "جالوت" مف ولد قيس بف عيبلف‪ ،‬فيو قوؿ بعيد‬
‫عف الصواب (‪،)9‬واذا كاف ىذا ىو قولو في الروايات الكثيرة التي أوردىا‪ ،‬فأيف يرى "ابف خمدوف" الحقيقة‬
‫إذف؟‬

‫إنو يقرر بعبارة واضحة أيف يرى الحؽ في ىذا الموضوع ‪:‬‬

‫(( والحؽ الذي ال ينبغي التعويؿ عمى غيره في شأنيـ أنيـ مف ولد ""كنعاف بف حاـ بف نوح" كما تقدـ‬
‫مف أنساب الخميقة‪ ،‬وأف اسـ ابييـ "مازيغ"‪ ،‬فال يقعف في وىمؾ غير ىذا فيو الصحيح الذي ال ُيعدؿ‬
‫عنو‪)11( )).‬‬

‫‪06‬‬
‫إف "ابف خمدوف" إذف يعود إلى إحدى رواياتو التي ذكرىا سابق ًا‪ ،‬وينحاز إلى أنيـ مف نسؿ "حاـ بف‬
‫نوح" الذي أصبح لونو أسوداً بدعوٍة مف أبيو ػ ػ ػ حسب الخرافة الييودية الشييرة *ػ ػ ػ ‪ ،‬إال أنو ال يكاد يرى‬
‫غير ىذه الحقيقة محبلً لثقتو‪ ،‬وال يعترؼ بغيرىا مصد اًر ليذه المجاميع البشرية الكثيرة التي سكنت‬
‫المغرب منذ أقدـ العصور‪.‬‬

‫وخبلصة المعنى أف "ابف خمدوف" يرى أف العرب والبربر ىما (( الجيالف المذاف ُعرؼ بالمغرب‬
‫مأواىما‪ ،‬وطاؿ فيو عمى األحقاب مثواىما‪ ،‬حتى ال يكاد يتصور فيو ما عداىما‪ ،‬وال يعرؼ أىمو مف‬
‫أجياؿ اآلدمييف سواىما)) بحسب نصو في مقدمتو الشييرة (‪ ،)11‬فإذا كانت ىذه ىي روايات "ابف‬
‫خمدوف" ورأيو واعتقاده‪ ،‬واذا كاف يرى أف ىؤالء ىـ أىؿ المغرب الذيف عمروه وسكنوه‪ ،‬وأنو حسب تعبيره‪:‬‬
‫(( ال ُيعرؼ مف أجياؿ اآلدمييف سواىما ))‪ ،‬إذا كانت ىذه ىي وجية نظر الروايات فأيف ىي مصداقية‬
‫الشواىد وأدلة التاريخ إذف ؟‬

‫األولي لما يدلي بو عمـ ما قبؿ التاريخ عف األجناس األولى التي سكنت المغرب‬
‫ِّ‬ ‫إف االستعراض‬
‫القديـ سوؼ يقودنا إلى مسميات مرتبطة بالعصور واألدوات‪ ،‬وىي مرتبةً ترتيباً زمنياً عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪1‬ػ العصر الحجري القديـ األسفؿ ‪:‬‬

‫وىو عصر ُيشار إليو في العادة بعصر حضارة الحصاة المييأة‪ ،‬وفيو تـ العثور عمى أقدـ أدوات‬
‫حجرية في طبقات جيولوجية مواجية لشاطئ المحي ط األطمسي بمنطقة "سيدي عبد الرحمف" قرب مدينة‬
‫"الدار البيضاء" وكذلؾ قرب مدينة "الرباط" في المغرب الحالي‪)12(.‬‬

‫إف ىذه األدوات البدائية ىي عبارة عف مجاميع مف الحصي تـ تشذيبيا بفعؿ إرادة إنساف وتحويميا‬
‫إلى أدوات صالحة لبلستعماؿ البشري‪ ،‬أي أف ىناؾ إنساف كاف يقطف ىذه المنطقة منذ العصر الحجري‬
‫القديـ األسفؿ قاـ بالمحاوالت األولى لصنع أدواتو الخاصة بو ‪.‬‬

‫وال يقتصر ىذا الحدث عمى أقصى المغرب القديـ فقط‪ ،‬فقد تـ العثور عمى أدوات أكثر تطو اًر في‬
‫موقع "عيف الحنش" في شرؽ الجزائر الحالية‪ ،‬وكذلؾ تـ العثور عمى أدوات مشابية في موقع "رقاف" في‬
‫الصحراء الجزائرية‪ ،‬وكذلؾ في موقع "بئر دوفاف" في ليبيا شرؽ مدينة طرابمس الحالية‪ ،‬أما في تونس فقد‬
‫ُعثر عمى أدوات مف ىذا النوع في منطقة "شط الجريد" في "اقبمي" وكذلؾ "قصر لمسة" قرب بمدة‬
‫"الوسبلتية"‪ ،‬ورغـ عدـ العثور عمى عظاـ بشرية في ىذه المواقع إال أف األدوات التي تـ العثور عمييا‬
‫تثبت أف ىناؾ مف قاـ بصنعيا منذ فترٍة تزيد عف المميوني عاماً مضت ‪)13(.‬‬

‫‪07‬‬
‫وقد تطورت ىذه األدوات تدريجياً لتصؿ إلى الفؤوس اليدوية أو ما يعرؼ بحضارة األدوات ذات‬
‫الوجييف التي توزعت لقياتيا عمى مدى جغرافية واسعة تمتد مف مستوطنة "تغنيؼ" قرب مدينة "مستغانـ"‬
‫الجزائرية وقد تـ تأريخيا بػ ‪ 600‬ألؼ سنة ‪ ،‬وكذلؾ موقع "سيدي عبد الرحمف" بالقرب مف الدار البيضاء‬
‫في المغرب الحالي‪ ،‬باإلضافة إلى مواقع "عيف فريطيسة" قرب "وجدة" في المغرب‪ ،‬و"ر اززات" في‬
‫المغرب األوسط‪ ،‬و"وادي الخميس" بيف الرباط ومكناس‪ ،‬و"وريداف" شماؿ "تممساف"‪ ،‬و"تاقدمت" قرب‬
‫الجزائر العاصمة‪ ،‬و"العوينات" جنوب سوؽ أىراس‪ ،‬و"الماء األبيض" جنوب "تبسة" في الصحراء‬
‫الجزائرية‪،‬و"سيدي الزيف"و"كـ المازف" شماؿ غرب تونس‪ ،‬و"المتموي"و"قفصة" جنوب غرب تونس‪،‬و"وادي‬
‫الشاطئ" شماؿ مدينة سبيا الميبية‪)14(.‬‬

‫إف إنساف ىذا العصر ىو مف ابتكر ىذه األدوات‪ ،‬وىو مف قاـ بعمارة المغرب القديـ منذ الفترة مف‬
‫مميوف وخمسمئة سنة إلى المئة ألؼ سنة األخيرة ‪ ،‬سابقاً كؿ مف عداه مف ىجرات أقبمت بعد ذلؾ‪ ،‬وىو‬
‫اإلنساف الذي شغؿ ىذه المرحمة الزمنية التي تُعتبر مف أىـ وأطوؿ مراحؿ تاريخ اإلنسانية‪ ،‬وكانت‬
‫مواقعيا حوؿ األودية والسيوؿ ومصادر المياه العذبة آنذاؾ‪ ،‬وكانت ىذه التجمعات البشرية في العصر‬
‫المطير تمجأ إلى الكيوؼ والمغارات‪ ،‬وبانتياء ىذا العصر كانت تيبط لمناطؽ السيوؿ حيث تمارس‬
‫الجمع وااللتقاط مستعينةً باألدوات التي تـ اكتشافيا (‪)15‬‬

‫وقد ُعرؼ ىذا اإلنساف باسـ "إنساف األطمس" وىو ينتمي لسبللة اإلنساف منتصب القامة الذي‬
‫افتتح فصبلً جديدًا في الحضارة اإلنسانية بمجرد وقوفو عمى قدميو*‪ ،‬وىو اإلنساف الذي سكف كامؿ‬
‫منطقة المغرب القديـ وانتشر في كؿ مواضعيا كما سبؽ ‪)16(.‬‬

‫‪2‬ػ العصر الحجري القديـ األوسط ‪:‬‬

‫عاش أصحاب حضارة ىذا العصر عمى طوؿ السفوح الجنوبية لجباؿ األطمس في مواجية‬
‫الصحراء في الجزائر وتونس‪ ،‬وكانوا أصحاب الحضارة القفصية التي اشتيرت بأنيا حضارة أدوات‬
‫متطورة ُعرفت باسـ حضارة النصاؿ التي ابتكرت صناعة الشظايا وىي مرحمة متطورة مف مراحؿ‬
‫صناعة األدوات‪)17( .‬‬

‫ويمتد ىذا العصر عمى مدى يتراوح مف (‪ 100‬ألؼ ػ ػ ‪ 35‬ألؼ سنة )‪ ،‬ورغـ قصر ىذه الفترة‬
‫ومحدوديتيا الزمنية بالمقارنة مع سابقتيا‪ ،‬إال أنيا أغنى منيا حضارياً وأوفر تقنية وتجيي اًز بالنسبة‬
‫ألدواتيا التي استعممت مف قبؿ إنساف ىذا العصر‪)18(.‬‬

‫‪08‬‬
‫إف ساكف المغرب في ىذا العصر أثبت وجوده في ىذه المنطقة الشاسعة الممتدة مف غرب مصر‬
‫حتى ساحؿ المحيط األطمسي‪ ،‬وتمكف مف تحسيف جودة أدواتو فابتكر المقاشط والمثاقب والسكاكيف‪،‬‬
‫وسكف مواقعو المفضمة قرب مصادر المياه في "جبؿ إغود"*و"تافوراالت"*و"تايميو"*و""غافاس"*و"وادي‬
‫العكاريت"*و"القطار"*و"عيف متيرشـ" و"عيف امغطة"* و"كيؼ ىوا افطيح" * و"وادي غاف"*‪ ،‬ومنذ ما‬
‫يزيد عف ‪ 35‬ألؼ سنة عرفت جغرافيا المغرب القديـ حضارات متميزة امتدت عمى مساحات شاسعة مف‬
‫المحيط األطمسي إلى حوض وادي النيؿ‪ ،‬ومف البحر المتوسط نزوالً إلى مشارؼ أفريقيا السوداء مرو ًار‬
‫بالصحراء الكبرى‪ ،‬وقد كاف صاحب ىذه الحضارات ىو ذلؾ اإلنساف الذي ُعرؼ باإلنساف‬
‫العاتري*(‪)19‬‬

‫واذا كانت القارة األوربية قد عرفت حضارات تتناسب مع قدوـ الدور األخير مف العصر الحجري‬
‫القديـ فإف منطقة المغرب القديـ عرفت بدورىا حضارتيف ميمتيف واكبتا ىذا العصر واسيما بنصيب‬
‫ٍ‬
‫مرحمة جديدة‪ ،‬وىما كاآلتي ‪:‬‬ ‫حضاري ساىـ في الدفع قدماً بمسيرة البشرية نحو‬

‫أ ػ الحضارة الوىرانية ‪:‬‬

‫ىي حضارة ساحمية انتشرت مواقعيا في مواقع عديدة مف ليبيا شرقاً حتى المغرب غرباً‪ ،‬وتعرؼ‬
‫بحضارة النصاؿ الصغيرة‪ ،‬وأغمب أدواتيا مف العظـ والصواف‪ ،‬وكاف أصحابيا يفضموف المواقع القريبة‬
‫مف الغابات حيث عاشوا عمى الجمع وااللتقاط‪)20(.‬‬

‫بل موفقاً تـ إخراجيا بموجبو مف دائرة التبعية لحضارات شبو جزيرة‬


‫ويعتبر تسميتيا بالوىرانية ح ً‬
‫إيبيريا االسبانية‪ ،‬وىو خمط وقع فيو األوربيوف بربطيا بحضارات ببلد "المور" كما كانوا يسموف الشماؿ‬
‫األفريقي بشكؿ عاـ‪ ،‬فكانت تسميتيا باسـ أىـ مواقعيا بمثابة خرو ٍج آمف مف ىذا المبس ‪)21(.‬‬

‫ومنذ ما يقارب ‪ 18‬ألؼ سنة بدأ إنساف ىذه الحضارة في صناعة أدواتو المتميزة بصغر الحجـ‬
‫ودقة التقنية باإلضا فة إلى استعمالو لمعظاـ ولجؤه إلى تموينيا بعد أف عرؼ كيؼ يسحؽ مواد التمويف‬
‫المختمفة وىو تطور أحرزتو تمؾ المجاميع البشرية التي تـ العثور عمى ىياكميا العظمية في مختمؼ‬
‫مواقع ىذه الحضارة بحيث تجاوزت ‪ 300‬ىيكؿ تنتمي إلى اإلنساف العاقؿ ‪Homo sapiens‬ػ ‪ ،‬وقد‬
‫ُعرؼ في المغرب القديـ بإنساف مشتى العربي*‬

‫‪09‬‬
‫ب ػ الحضارة القفصية *‪:‬‬

‫حضارة قارية بعيدة عف الساحؿ‪ ،‬تتفوؽ بمراحؿ عمى الوىرانية مف حيث تقنية صناعة األدوات‪،‬‬
‫وانتشرت عمى كامؿ المنطقة الوسطى لمجزائر باإلضافة إلى جنوب غرب تونس‪ ،‬ونسبت مف حيث‬
‫التسمية إلى قفصة في الجنوب التونسي‪ ،‬وامتازت في مرحمتيا األولى بالتركيز عمى استخداـ الصواف‪ ،‬ثـ‬
‫ٍ‬
‫درجة كبيرة بحيث اعتبرت‬ ‫تنوعت في المرحمة الثانية أنشطة أصحابيا وتطورت اتجاىاتيـ الطقوسية إلى‬
‫ىذه الحضارة خير تمييد لمدخوؿ في العصر الحجري الحديث فيما بعد ‪)22(.‬‬

‫إف ىذه المجامبع البشرية الخبلقة ىي التي طورت المفيوـ العقائدي في مرحمة مبكرة مف تاريخ‬
‫البشرية‪ ،‬وىي التي توددت إلى القوى الروحية الغامضة‪ ،‬وعرفت طبلء عظاـ الجثث بالمغرة* ‪ ،‬ودفنتيا‬
‫في وضعية الجنيف‪ ،‬وجيزوا قبور موتاىـ باألثاث الجنائزي‪ .‬وىو اإلنساف الذي افتتحت معو البشرية‬
‫مسيرة الفنوف والتعبير عف المشاعر بالرسـ والنقش معاً ‪)23(.‬‬

‫‪3‬ػ العصر الحجري الحديث ‪:‬‬

‫اء في مواقع الحضارة الوىرانية عمى‬


‫واصؿ إنساف المغرب القديـ تطوره في ىذا العصر‪ ،‬وسو ً‬
‫الساحؿ‪ ،‬أو عبر المناطؽ الصحراوية جنوب الرقعة الجغرافية الواسعة الممتدة مف ليبيا حتى موريتانيا‬
‫مرو اًر بتونس والجزائر والمغرب‪ ،‬كانت معالـ حضارة العصر الحجري الحديث تتضح موقعاً بعد موقع‪،‬‬
‫وكانت روح التعاوف بيف المجاميع البشرية التي تجمعت عمى مصادر المياه قد ميدت لظيور بوادر‬
‫اقتصاد زراعي رعوي يعتمد عمى استنبات البذرة واستئناس الحيواف‪ ،‬ويوماً بعد آخر كاف إنساف المغرب‬
‫القديـ قد بدأ في التغمب عمى بيئتو وتطويعيا لمصمحة وجوده وتطوره‪ ،‬وكانت مفاىيـ العصر الجديد قد‬
‫بدأت تفرض وجودىا كالممكية الخاصة والجيرة والتكافؿ وغيرىا مف مستمزمات التطور الحضاري الجديد‬
‫(‪ )24‬كانت كيوؼ جباؿ اليقار‬ ‫ليدخؿ المغرب فترةً حضاريةً متميزة اجتماعياً واقتصادياً وفكرياً‬
‫والتاسيمي تشيد ما يشبو الثورة الفنية التي نقشت إبداعيا عمى جدراف المغارات وسقوفيا مصورةً معالـ‬
‫حياة أولئؾ البشر المثابريف وحمبلت صيدىـ وبيئتيـ وقصص مطاردتيـ لفرائسيـ كالثيراف والبقر والزرفة‬
‫والغزاؿ وغيرىا مف قائمة الطعاـ الطويمة التي كانوا يعيشوف عمييا‪)25(.‬‬

‫إف سكاف المغرب القديـ الذيف أدخموه في العصر الحجري الحديث ػ ػ وىـ العناصر الوىرانية‬
‫والقفصية ػ ػ لـ يكونوا يختمفوف تشريحياً عف سكاف الشماؿ اإلفريقي في الوقت الحاضر‪ ،‬فإنساف مشتى‬
‫اء‬
‫العربي مثبلً كاف قد استقر في جية الغرب وتوغؿ جنوباً‪ ،‬فيما تواصؿ وجود بقية األجناس سو ً‬
‫باالندماج أو التوزع الجغرافي عبر ىذه المساحة الشاسعة مع األخذ في االعتبار قدرة األجناس واألعراؽ‬

‫‪21‬‬
‫البشرية عمى االستجابة لتحديات تفرضيا الظروؼ المعيشية أو ظروؼ الترحاؿ والتنقؿ ومرور الزمف‬
‫وتأثيراتو المختمفة ‪)26(.‬‬

‫واذا كانت ىذه ىي الحقائؽ التاريخية المتعمقة بسكاف المغرب القديـ منذ األزؿ‪ ،‬فماذا عف قبائمو‬
‫التي ذكرتيا المصادر التاريخية المصرية القديمة‪ ،‬وكيؼ تـ إغفاليا واىماليا عند الحديث عف سكاف‬
‫المغرب القديـ ؟ وبأي منطؽ يمكف لنا أف نتجاىؿ حقيقة تاريخية كبيرة مثؿ تمؾ المتعمقة بقبائؿ شكمت‬
‫مجتمع المغرب القديـ خبلؿ تماسو المثير لمجدؿ مع الدولة المصرية القديمة ؟‬

‫الموبي ومدى تطابقو مع المغاربي ‪:‬‬

‫مما الشؾ فيو أف ىناؾ مجتمعاً مغاربياً قديم ًا كاف عمى تماس مباشر مع الدولة المصرية القديمة‪،‬‬
‫وىذا المجتمع تشكؿ مف قبائؿ الميبو والتحنو والمشواش وقبائؿ أخرى ربما كانت أقؿ عدداً وأقؿ ذك ًار في‬
‫المصادر المصرية التي كانت منبع معموماتنا الوحيد عف ىذا المجتمع ‪.‬‬

‫ويبدو أف "الميبو" شكموا أكبر ىذه القبائؿ وأكثرىا امتداداً حيث أف حضورىـ لـ يقتصر عمى غرب‬
‫النيؿ فقط بؿ امتد حتى شغؿ كامؿ الشماؿ اإلفريقي منذ األلؼ الثانية قبؿ الميبلد‪)27(.‬‬

‫إف المصادر المصرية صورت المجتمع المغاربي القديـ الذي عاصرىا واحتؾ بيا‪ ،‬فأظيرت لنا‬
‫مجتمعاً قبمياً بالدرجة األولى تسوده خصائص متشابية كعادة المجتمعات القبمية في كؿ مكاف‪ ،‬لو‬
‫مظاىره الحضارية المحددة‪ ،‬ولو اقتصاده الذي اعتمد عمى الزراعة والرعي‪ ،‬ولو صناعاتو البسيطة‬
‫كالفخار واألسمحة‪ ،‬ولو تجارتو التي كانت تعتمد عمى القوافؿ والطرؽ التجارية التي كانوا يحفظونيا عف‬
‫ظير قمب‪)28(.‬‬

‫كاف ىناؾ إذف مجتمع مغاربي متكامؿ األركاف منذ األلؼ الثانية قبؿ الميبلد‪ ،‬عرؼ النظاـ‬
‫األسري الكامؿ‪ ،‬وعرؼ تعدد الزوجات‪ ،‬ونظاـ الزعامة السياسية والعسكرية بتقاليد وراثة الحكـ والمجالس‬
‫الحاكمة فيو‪ ،‬كما عرؼ الموسيقى والنماذج األولى آلالت العزؼ‪ ،‬وعرؼ كذلؾ الوشـ ومستمزمات الزينة‬
‫أيضاً (‪)29‬‬

‫ىذه ىي الحقيقة التاريخية التي ال مكاف فييا لمروايات الخيالية أو المبالغات المشكوؾ في صحتيا‬
‫مف األساس‪ ،‬واذا كاف التعريؼ المعتمد لمصطمح "المجتمع" أنو ذلؾ الكياف الجماعي المكوف مف ٍ‬
‫بشر‬
‫تجمعيـ شبكة مف التفاعبلت الدائمة والمستقرة نسبي ًا بحيث تسمح باستق ارره وتجدده وبقاءه عمى مر‬
‫الزماف (‪ ،)30‬واذا كاف التعريؼ األكثر قرباً مف الحالة المغاربية ىو ذلؾ الذي ينص عمى أف المجتمع‬

‫‪20‬‬
‫ٍ‬
‫أرض محددة المعالـ فترة طويمة مف‬ ‫ىو جماعة بشرية تشمؿ عددًا غير محدد مف الناس يعيشوف في‬
‫الزمف‪ ،‬فتنشأ بينيـ روابط ثابتة ‪)31(.‬‬

‫إذا كانت ىذه ىي التعريفات األكثر مبلئمة لفيـ الحالة المغاربية‪ ،‬فبأي منطؽ يمكف لنا أف نصدر‬
‫أحكاماً مسبقة تجزـ بأف ىذه المساحة الجغرافية اليائمة‪ ،‬كانت فراغ ًا ال يسكنو أحد‪ ،‬حتى قيض اهلل لو‬
‫مف يرسؿ أبنائو ليعمروه‪ ،‬أو مف يحشد لو القبائؿ مف خارج محيطو البشري ليسكنوه ويمؤلوا أرجاءه‬
‫بالنسؿ بعد أف كاف خالياً عمى عروشو مف الساكنيف ‪.‬‬

‫ٍ‬
‫تصور وتصميـ تاريخ طويؿ‬ ‫إف التسميـ بمنط ٍ‬
‫ؽ كيذا ىو أمر مف شأنو أف ييمؿ عف سابؽ‬
‫وحقيقي مف األحداث الموغمة في القدـ‪ ،‬ومف شأنو أف يستخؼ بجيود عمماء كبار أفنوا أعمارىـ وضحوا‬
‫بمصالحيـ وحيواتيـ ومينيـ في سبيؿ الكشؼ عف ما خفي مف تاريخ البشر السحيؽ*‪.‬‬

‫النتائج ‪:‬‬

‫‪ 1‬ػ إف ما ذكره "ابف خمدوف" مف روايات بخصوص األصوؿ األولى لسكاف المغرب القديـ تعتبر‬
‫جيداً جدي اًر بالثناء‪ ،‬كونو اجتيد في التجميع ونسب كؿ رواية إلى صاحبيا بأمانة المؤرخ التاريخي‬
‫النزيو‪ ،‬لكف ىذه الروايات في مجمميا تحتاج منا إلى ٍ‬
‫جيد مماثؿ في التدقيؽ والتمحيص‪ ،‬وذلؾ ألف ما‬
‫كشفت عنو الحفريات ىو حقيقة عممية مناقضة تماماً لروايات مشكوؾ في صحتيا مف األساس ‪.‬‬

‫‪ 2‬ػ إف ما كشفت عنو الحفريات ىو الحقيقة العممية التي توصمت إلييا جيود العمماء األجبلء الذيف‬
‫بذلوا أعمارىـ في سبيؿ أف ننعـ نحف اليوـ بنور الكشوؼ التاريخية الميمة‪ ،‬لذلؾ ينبغي أف ندرؾ أف‬
‫ٍ‬
‫تخميف ال يميؽ بالمؤرخ وال‬ ‫إصدار األحكاـ التاريخية بدوف ٍ‬
‫سند تاريخي أو شاىد أثري ىو محض‬
‫بالتاريخ عمى ٍ‬
‫حد سواء ‪.‬‬

‫‪ 3‬ػ إف المغرب القديـ ىو مساحة جغرافية ىائمة االتساع‪ ،‬سكنيا منذ القدـ إنساف ىذا المغرب‪،‬‬
‫وعمرىا وأثثيا بتواجده وأدواتو وحضاراتو المتعاقبة عمى مر العصور‪ ،‬ولـ يكف المغرب بحاجة إلى مف‬
‫يأتيو وافداً ليسكنو‪ ،‬وال إلى مف يجتاحو غازياً فيقيره‪ ،‬وال إلى مف يتسرب إليو مياج اًر فتخرج مف نسمو‬
‫القبائؿ وتتفرع البطوف‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬

‫منذ أف تغيرت مفاىيـ الحقا ئؽ التاريخية‪ ،‬وأصبح العمـ الحديث يقوـ عمى مبدأ االحتماؿ بينما كاف‬
‫يسمـ‬
‫المنطؽ القديـ يقوـ عمى مبدأ اليقيف (‪ ،)32‬أصبح لزاماً عمى الباحث أف يتقصى الحقائؽ‪ ،‬ال أف ّ‬
‫بصحة الروايات‪ ،‬وأف يطرح عبلمات االستفياـ قبؿ أف يؤمف باإلجابات سابقة التجييز‪.‬‬

‫وانطبلقاً مف ىذه النقطة بالذات‪ ،‬كاف يجب أف نمتفت إلى ذلؾ الكـ اليائؿ مف الروايات التي‬
‫وردت في كتب التراث عف األصوؿ األولى لسكاف المغرب القديـ‪ ،‬ولعؿ مف أبرز المؤرخيف وأشيرىـ‬
‫وأكثرىـ نشاطاً وولعاً بالتجميع والكتابة ىو المؤرخ الشيير وعمـ االجتماع البارع " أبو زيد ولي الديف‬
‫عبد الرحمف بف محمد األشبيمي التونسي القاىري المالكي الشيير باف خمدوف ‪.‬‬

‫في كتابو "العبر في ديواف المبتدأ والخبر"‪ ،‬يذكر المؤرخ الشيير "ابف خمدوف" جمم ًة مف الروايات‬
‫ٍ‬
‫ونحؿ قدمت مف الحجاز وشبو الجزيرة‪،‬‬ ‫التي تنسب السكاف األوائؿ الذيف عمروا المغرب القديـ إلى ٍ‬
‫ممؿ‬
‫سند تاريخي أصيؿ‪ ،‬ولـ تشيد بصحتيا شواىد‬ ‫ٍ‬
‫وسير لـ يثبت ليا ٌ‬ ‫ٍ‬
‫قصص‬ ‫ويرجع األصوؿ األولى إلى‬
‫أثرية حاسمة‪ ،‬ولـ يرجح كفتيا دليؿ مادي قاطع‪.‬‬

‫وكاف يمكف لنا أف نمتمس العذر لممؤرخ المجتيد لوال أنو ذكر في كتابو ىذه العبارة في معرض‬
‫تأكيده عمى أصوؿ سكاف المغرب ‪:‬‬

‫(( والحؽ الذي ال ينبغي التعويؿ عمى غيره في شأنيـ أنيـ مف ولد ""كنعاف بف حاـ بف نوح" كما تقدـ‬
‫مف أنساب الخميقة‪ ،‬وأف اسـ أبييـ "مازيغ"‪ ،‬فال يقعف في وىمؾ غير ىذا فيو الصحيح الذي ال ُيعدؿ‬
‫عنو‪)).‬‬

‫وعندما ذكر "ابف خمدوف" سيرة "مازيغ" ىذا‪ ،‬فإنو قاؿ ‪:‬‬

‫(( وقيؿ إف البربر مف ولد حاـ بف نوح بف بربر بف تمال بف مازيغ بف كنعاف بف حاـ ‪)).‬‬

‫ويروي تمؾ القصة الشييرة عف دعوة نبي اهلل نوح عمى ولده "حاـ" مما جعمو يمجأ إلى المغرب‬
‫ومعو حياف مف اليمف ىما كتامة وصنياجة‪ ،‬وىما مف أكبر قبائؿ المغرب بعد ذلؾ‪.‬‬

‫إف "ابف خمدوف" إذف ينحاز إلى روايات عديدة‪ ،‬ويجعميا مصد اًر ال غنى عنو إذا أردنا معرفة‬
‫األصوؿ األولى لسكاف المغرب القديـ‪ ،‬واذا كاف ىذا مقبوالً في زمنو‪ ،‬فميس الئقاً بنا بعد كؿ ىذه‬
‫االكتشافات وما أتت بو الحفريات مف نتائج‪ ،‬وما كشفت عنو جيود عمماء ما قبؿ التاريخ مف ٍ‬
‫أدلة‬

‫‪23‬‬
‫تار ٍ‬
‫يخية موثقة ومثبتة ومدعمة بالشواىد واألسانيد‪ ،‬ليس الئقاً أف نواصؿ االستشياد بيذه الروايات كممنا‬
‫واجينا سؤاؿ عف أصوؿ سكاف المغرب القديـ‪ ،‬وال يجوز لنا اآلف إال أف نعتبر شيادات ابف خمدوف في‬
‫كتابو القيـ ىذا إال اثر مف الماضي يدؿ عمى اجتياد صاحبو وحبو لمتقصي وميمو لمجمع وسعيو‬
‫ٍ‬
‫ماض سحيؽ‬ ‫المشكور لمبحث‪ ،‬ليس إال ‪ ،‬أما الحقيقة التي ثبتت وتأكدت فيي تمؾ التي أخبرتنا عف‬
‫وعمر مساكنو سكاف المغرب وأىمو مف‬
‫موغؿ طالما كتب أحداثو إنساف األطمس‪ ،‬وصنع أدواتو ّ‬
‫العاطرييف ومشتى العربي والقفصييف والوىرانييف وأصحاب ىوا افطيح وحقفة الضبع وغير ذلؾ مف مواقع‬
‫ماقبؿ التاريخ التي كانت عامرةً بأىميا‪ ،‬مزينةً جدراف كيوفيا بنقوشيـ الصخرية التي صورت معالـ‬
‫حياتيـ القديمة‪.‬‬

‫اليوامش ‪:‬‬

‫ىذه التسميات نشأت أوالً مف بيئة الشعر وبنية القصيدة‪ ،‬ويمكف تعميـ معانييا بعد ذلؾ عمى ما عداىا مف‬ ‫•‬
‫أصناؼ الكتابة ومنيا الكتابة التاريخية‪ ،‬فقياساً عمى النص الشعري يكوف النص التاريخي المصنوع ىو ذلؾ النص الذي‬
‫يدقؽ صاحبو جيداً في كتابة نصو التاريخي وال يجيز أي حدث تاريخي إال بعد التأكد والتحري والتمحيص‪ ،‬أما المطبوع فيو‬
‫ذلؾ الذي يكتب عمى السميقة بدوف مراجعة نصوصو أو تمحيصيا‪ ،‬بينما يكوف "الموضوع" حدثاً تاريخياً مفتعبلً ال صحة لو‬
‫‪ .‬لممزيد ‪:‬‬

‫إبراىيـ محمد الحمداني‪ ،‬المصطمح النقدي في كتاب العمدة البف رشيؽ القيرواني‪ ،‬منشورات دار الكتب العممية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،1971،‬باب حرؼ الميـ‪ ،‬ص ‪.232‬‬

‫ابف خمدوف‪ ،‬العبر في ديواف المبتدأ والخبر في أياـ العرب والعجـ والبربر ومف عاصرىـ مف ذوي السمطاف‬ ‫(‪)1‬‬
‫األكبر‪ ،‬الكتاب الثالث‪ ،‬أخبار البربر واألمة الثانية مف المغرب‪ ،‬وذكر أوليتيـ‪ ،‬منشورات بيت األفكار الدولية‪ ،‬ص‪.1597‬‬

‫المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.1597‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.1598‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.1598‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.1599‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫قريش ‪ :‬ينحدر نسبيا مف "كنانة"‪ ،‬وىي أـ قريش‪ ،‬وكؿ قرشي ُينسب إلى كنانة‪ ،‬والبعض يقوؿ إف كنانة كانت‬ ‫•‬
‫"خزيمة"‪ ،‬واالنحدار ىنا ىو تفرؽ القبيمة األـ بعد تجمعيا نتيجة‬ ‫رجبلً‪ ،‬إال أف الغالب أنيا قبيمة انحدرت عف ٍ‬
‫قبيمة أخرى ىي ُ‬
‫لظروؼ العيش في الصحراء ثـ تجمعيا مرة أخرى تحت اسـ جديد ىو اسـ فرع مف فروعيا قاـ بعممية التجميع‪ ،‬وكنانة‬
‫تميزت بفرعييا الكبيريف وىما "النضر"و"عبد مناة"‪ ،‬وكانت مضاربيا قرب مكة‪ ،‬وتنتسب قريش إلى فرع "النضر" الذي ُعرؼ‬
‫عنو أنو سمي كذلؾ لنضارتو واشراؽ وجيو‪ ،‬واسمو "قيس" وأمو "مرة بنت مر بف الياس بف مضر"‪ ،‬ويقوؿ بعض النسابة أف‬

‫‪24‬‬
‫أوؿ مف لقب بالقرشي ىو "النضر" ىذا ‪ ،‬إال أف ىناؾ روايات أخرى تختمؼ ومنيا الرأي الذي يقوؿ إف "قصي بف كبلب‬
‫ىو أوؿ مف سمي بالقرشي وميما اختمؼ الروايات فإف الغالب ىو أف التحوؿ إلى اسـ "قريش" بدأ مع فرع مف فروع النضر‬
‫ىو فرع " فير بف مالؾ" ‪ ،‬واستمر التحوؿ والتجمع حوؿ فرع مف فروع فير ىو "عامر"‪ ،‬ثـ فرع آخر ىو "لؤي بف غالب بف‬
‫فير"‪ ،‬وانقسمت القبيمة التي كانت في طور التكويف إلى فرعيف رئيسييف ىما "لؤي بف غالب" و"عامر بف غالب"‪ ،‬ومف ىذيف‬
‫القبيميف نشأت نواة قريش‪ .‬لممزيد‪:‬‬

‫حسيف مؤنس‪ ،‬تاريخ قريش‪ ،‬منشورات الدار السعودية لمنشر والتوزيع‪،‬ط‪،1‬الرياض‪ ،1988،‬ص ص ‪ 72‬ػ‪.73‬‬

‫الجذاـ ‪ :‬مرض معدي مزمف يصيب الجمد بشكؿ رئيسي‪ ،‬واألعصاب المحيطية ومخاطية المسالؾ اليوائية العميا‬ ‫•‬
‫والعينيف وغير ذلؾ مف مواضع الجسد‪ ،‬وقد عانى البشر مف ىذا المرض منذ القدـ‪ ،‬وكاف ينتشر في القارات مخمفاً وراءه‬
‫صور بشعة في صفحات التاريخ ومناطؽ مظممة في ذاكرة اإلنسانية لما يتسبب بو مف تيميش واحتقار واستبعاد لممصابيف‬
‫بو ‪ .‬لممزيد ‪:‬‬

‫الجذاـ‪ ،‬داء ىانسف‪ ،‬تقرير صادر عف منظمة الصحة العالمية‪ ،‬المجمس التنفيذي‪ ،‬الدورة ‪،126‬البند ‪ 24‬مف جدوؿ‬
‫األعماؿ‪ 22،‬يناير ‪،2010‬ص‪.2‬‬

‫ابف خمدوف‪ ،‬العبر في ديواف المبتدأ والخبر‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬ص‪.1599‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫ابف خمدوف‪ ،‬العبر في ديواف المبتدأ والخبر‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬ص‪.1600‬‬ ‫(‪)7‬‬

‫المرجع نفسو‪،‬ص‪.1599‬‬ ‫(‪)8‬‬

‫المرجع نفسو‪،‬ص‪.1600‬‬ ‫(‪)9‬‬

‫المرجع نفسو‪،‬ص‪.1600‬‬ ‫(‪)10‬‬

‫تقوؿ التوراة ‪ (( :‬وكاف بنو نوح الذيف خرجوا مف السفينة ( بعد الطوفاف) ساماً وحاماً ويافث‪ ،‬و"حاـ" ىو أبو‬ ‫•‬
‫كنعاف‪ ،‬ىؤالء الثبلثة ىـ بنو نوح‪ ،‬ومنيـ انتشر الناس في األرض كميا‪ ،‬وابتدأ "نوح" حارث األرض يغرس الكرـ‪ ،‬وشرب‬
‫مف الخمر فسكر وت ّكشؼ في داخؿ خيمتو ‪ ،‬فرأى حاـ أبو كنعاف عورة ابيو فأخبر أخويو وىما في خارج الخيمة‪ ،‬فأخذ ساـ‬
‫ويافث الرداء وجعبله عمى كتفييما ومشيا إلى الوراء فغطيا عورة أبييما ووجييما إلى الجية األخرى فمـ يريا عورة أبييما‬
‫فمما أفاؽ نوح مف خمره عمـ ما صنع بو ابنو الصغير فقاؿ ‪ :‬ممعوف كنعاف‪ ،‬عبداً يكوف لعبيد إخوتو‪ ،‬وقاؿ ‪ :‬مبارؾ الرب‬
‫إلو "ساـ" ‪ ،‬وليكف كنعاف عبداً لو‪ ،‬ليوسع اهلل ليافث‪ ،‬وليكف كنعاف عبداً لو ‪)) .‬‬

‫إف المتأمؿ في ما خمؼ ىذه السطور سوؼ يكتشؼ بسيولة أف اليدؼ مف إقحاـ ىذا النص في أحد أسفار كتاب مقدس‬
‫واالدعاء أنو مف اهلل ‪ ،‬ىو ىدؼ سياسي واضح ‪ ،‬أراد كاتبو أف يحسـ موضوع الصراع بيف الييود والكنعانييف إلى األبد‬
‫بموجب نص ديني يتـ تزويره باتقاف ليبدو وكأنو منزؿ مف رب العالميف‪ ،‬فأوالد نوح الثبلثة الذيف ينحدر منيـ كؿ البشر ػ‬
‫حسب الرواية التوراتية التي تبناىا ابف خمدوف ػ ػ ىـ عمى الترتيب كاآلتي‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫ينتشر بنو "يافث" في آسيا الصغرى وجزر البحر المتوسط ( العنصر األوربي ) ‪ ،‬وينتشر بنو حاـ في ببلد الجنوب‬
‫( مصر والحبشة وجزيرة العرب )‪ ،‬وتضـ التوراة إلييا كنعاف‪ ،‬أما بنو ساـ فيـ العبرانيوف بطبيعة الحاؿ وتمت إضافة‬
‫اآلشورييف إلييـ وكذلؾ العيبلميوف‪ .‬أي أف الحكـ المقدس باستعباد بني كنعاف وتبعيتيـ مدى الدىر لمييود ىو حكـ تـ‬
‫ترتيبو بموجب خرافة تسيء إلى األنبياء لكنيا تنصؼ الييود ‪ .‬لممزيد ‪:‬‬

‫الكتاب المقدس‪ ،‬العيداف القديـ والجديد سفر التكويف‪ ،‬إصحاح ‪20 ،8‬ػ ‪ ،.25‬منشورات جمعية الكتاب‬
‫المقدس‪،‬القاىرة‪، 2009،‬‬

‫ابف خمدوف‪ ،‬المقدمة‪ ،‬تحقيؽ عبد اهلل محمد الدرويش‪ ،‬ط‪،1‬ج‪ ،1‬منشورات دار يعرب‪ ،‬دمشؽ‪،2004،‬ص‪.85‬‬ ‫(‪)11‬‬

‫عبد الرازؽ قراقب وعمي مطيمط‪ ،‬حضارات ما قبؿ التاريخ (تونس والبمداف المغاربية)‪ ،‬منشورات دار‬ ‫(‪)12‬‬
‫أليؼ‪،‬تونس‪،1991،‬ص‪.31‬‬

‫المرجع نفسو‪،‬ص‪.32‬‬ ‫(‪)13‬‬

‫المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.33‬‬ ‫(‪)14‬‬

‫ميا عيساوي‪ ،‬المجتمع الموبي في ببلد المغرب القديـ مف عصور ما قبؿ التاريخ إلى عشية الفتح اإلسبلمي‪،‬‬ ‫(‪)15‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيؿ درجة دكتوراه العموـ في تاريخ المغرب القديـ‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬كمية العموـ اإلنسانية والعموـ‬
‫االجتماعية‪ ،‬قسـ التاريخ‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2009‬ػ‪،2010‬ص‪.45‬‬

‫اإلنساف الواقؼ ‪ :‬ىو المرتبة البلحقة في تطور البشريات‪ ،‬عاش عمى امتداد مساحات أكثر اتساعاً مف التي‬ ‫•‬
‫عاشيا أسبلفو وذلؾ بفعؿ قدرتو عمى المشي والوقوؼ باستقامة عمى جذعو‪.‬‬

‫تـ الكشؼ عف بقاياه في كؿ مف آسيا وأفريقيا وأوربا‪ ،‬وكاف أطوؿ قامةً وأكبر مخاً وأكثر ميارةً في تصنيع أدواتو مقارنةً‬
‫بأسبلفو‪ ،‬ويعتبر مف بشريات دىر البميستوسيف‪ .‬لممزيد ‪:‬‬

‫ج‪.‬ىاوكس وؿ وولي‪ ،‬ما قبؿ التاريخ وبدايات المدنية‪ ،‬ترجمة يسري الجواىري‪ ،،‬منشورات دار المعارؼ‪،‬‬ ‫(‪)16‬‬
‫القاىرة‪ ،1967،‬ص ‪.342‬‬

‫كمود ابراىيمي‪ ،‬تمييد حوؿ ما قبؿ التاريخ في الجزائر‪ ،‬تعريب ـ‪.‬ب‪ .‬شنيتي‪ ،‬المؤسسة الوطنية لمنشر والتوزيع‬ ‫(‪)17‬‬
‫‪،‬الجزائر ‪،1984،‬ص‪.23‬‬

‫تقي الدباغ‪ ،‬الوطف العربي في العصور الحجرية‪ ،‬منشورات دار الشؤوف الثقافية العامة‪،‬بغداد‪،1988،‬ص‪.95‬‬ ‫(‪)18‬‬

‫ميا عيساوي‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬ص‪.49‬‬ ‫(‪)19‬‬

‫جبؿ إغود ‪ :‬مغارة تقع في جنوب المغرب ُعثر فييا عمى العديد مف األدوات المصنوعة مف حجارة الصواف مع‬ ‫•‬
‫جمجمتيف تنتمياف إلى إنساف النياندرتاؿ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫تافورالت ‪ :‬مغارة تقع شماؿ مدينة "وجدة" المغربية‪.‬‬ ‫•‬

‫تايميو ‪ :‬مغارة في ضواحي مدينة "وىراف" الجزائرية‪.‬‬ ‫•‬

‫غافاس ‪ :‬موقع في شرؽ المغرب‪.‬‬ ‫•‬

‫وادي العكاريت ‪ :‬موقع شماؿ مدينة قابس التونسية ‪.‬‬ ‫•‬

‫القطار ‪ :‬موقع شرؽ مدينة قفصة التونسية‪.‬‬ ‫•‬

‫عيف متيرشـ ‪ :‬موقع شمالي القصريف في تونس‪.‬‬ ‫•‬

‫عيف امغطة ‪ :‬موقع جنوب غرب مدينة القيرواف التونسية‪.‬‬ ‫•‬

‫ىوا افطيح ‪ :‬كيؼ واسع في المنطقة بيف سوسة ورأس اليبلؿ في الجبؿ األخضر في شرؽ ليبيا ‪.‬‬ ‫•‬

‫وادي غاف ‪ :‬موقع في جبؿ نفوسة جنوب غرب ليبيا‪.‬‬ ‫•‬

‫اإلنساف العاتري ‪ :‬ىو صاحب الحضارة العاترية نسبةً إلى بئر العاتر الذي يقع في الجزائر في وادي جبانة‬ ‫•‬
‫بالقرب مف قسنطينة متاخماً لحدودىا مع تونس‪ ،‬وكاف "فردريؾ مورو" أوؿ مف أشار إلى إمكانية وجود صناعة تختمؼ عف‬
‫ما تـ العثور عميو جنوب غرب قفصة الصناعة العاترية عاـ ‪1888‬ـ‪ .‬إال أف "ريجاس" كاف ىو الذي اكتشؼ موقع بئر‬
‫العاتر عاـ ‪ 1919‬ـ‪ .‬وتمكف مف العثور عمى نماذج مف الصناعة العاترية فيو لممزيد‪:‬‬

‫‪M.Reggassc,Etudes de palcthnologie Maghrebine ,Nouvelle Seric ,‬‬


‫‪.L'Anthropologic,25,1919-1920‬‬

‫أحياناً تُسمى "الحضارة القبصية" باستعماؿ حرؼ الباء بدالً مف الفاء ‪ ،‬ويرجع ىذا إلى اعتماد البعض لبلسـ‬ ‫•‬
‫القديـ لممدينة وىو "قبصة"‪ ،‬التي اكتشفت فييا أولى مواقع ىذه الحضارة ‪ .‬لممزيد ‪:‬‬

‫عبد الرازؽ قراقب وعمي مطيمط‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.37‬‬

‫‪ .‬عبد الرازؽ قراقب وعمي مطيمط‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬ص ص ‪ 33‬ػ‪.34‬‬ ‫(‪)20‬‬

‫محمد الصغير غانـ‪ ،‬مواقع وحضارات ما قبؿ التاريخ في ببلد المغرب القديـ‪،‬ط‪ ،1‬منشورات دار اليدى‬ ‫(‪)21‬‬
‫‪،‬الجزائر‪ ،2003،‬ص‪.90‬‬

‫عبد الرازؽ قراقب وعمي مطيمط‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪ 34‬ػ‪.35‬‬ ‫(‪)22‬‬

‫إنساف مشتى العربي ‪ :‬انتشرت آثاره عمى طوؿ امتداد ساحؿ شماؿ افريقيا‪ ،‬وتميز بطوؿ القامة التي جاوزت‬ ‫•‬
‫ٍ‬
‫وشفاه طويمة‪ ،‬ويحتمؿ أنيـ مف أصحاب السبلالت األولى التي استوطنت‬ ‫‪ 172‬سـ‪ ،‬بجباه ضيقة ورؤوس مستطيمة‬

‫‪27‬‬
‫أصيؿ شماؿ‬ ‫المغرب منذ سبللة إنساف المتوسط‪ ،‬وقد مارس انساف المشتى عادة خمع القواطع ‪.‬وقد سماه البعض ‪:‬‬
‫إفريقيا‪ .‬لممزيد ‪:‬‬

‫محمد اليادي جارش‪ ،‬التاريخ المغاربي القديـ السياسي والحضاري منذ فجر التاريخ إلى الفتح االسبلمي‪ ،‬منشورات المؤسسة‬
‫الجزائرية لمطباعة‪،‬الجزائر‪،1992،‬ص‪.32‬‬

‫ميا عيساوي‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬ص‪.56‬‬ ‫(‪)23‬‬

‫المغرة ‪ :‬مادة حمراء الموف كانوا يحصموف عمييا مف الطيف األحمر أو بقايا أكسيد الحديد‪ ،‬وكاف صبغ العظاـ بالمغرة مف‬
‫الطقوس الشائعة عف سكاف المغرب القديـ التي مارسوىا طيمة فترة الحضارتيف القفصية والوىرانية اعتقاداً منيـ ػ ػ كما يشير‬
‫كامبس ػ ػ أف طبلء الجثة بالموف األحمر سوؼ يعيد إلييا سرياف الدـ ويساعدىا عمى العودة مجدداً إلى الحياة ‪ .‬لممزيد ‪:‬‬

‫‪Camps ( G. ) ,Aux Origines de La Berberie, Monuments et Rites Funéraires‬‬

‫‪.Protohistoriques , Arts et Métiers Graphiques, Paris , 1961 .p522‬‬

‫المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.57‬‬ ‫(‪)24‬‬

‫ج‪.‬ىاوكس وؿ وولي‪ ،‬ما قبؿ التاريخ وبدايات المدنية‪،‬ترجمة يسري الجواىري‪،،‬منشورات دار‬ ‫(‪)25‬‬
‫المعارؼ‪،‬القاىرة‪ ،1967،‬ص ص ‪ 10‬ػ‪.11‬‬

‫عبد الرازؽ قراقب وعمي مطيمط‪ ،‬مرجع سابؽ ‪.43‬‬ ‫(‪)26‬‬

‫غابريؿ كامب‪ ،‬البربر ذاكرة وىوية‪ ،‬ترجمة عبد الرحيـ حزؿ‪،‬منشورات دار افريقيا الشرؽ‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬ ‫(‪)27‬‬
‫‪ ،2014‬ص ص ‪ 82‬ػ ‪.83‬‬

‫فوزي فييـ جادهلل‪ ،‬مسائؿ في مصادر التاريخ الميبي قبؿ ىيرودوتس‪ ،‬ليبيا في التاريخ‪ ،‬منشورات الجامعة‬ ‫(‪)28‬‬
‫الميبية‪، ،‬بنغازي‪،1968،‬ص ص ‪ 53‬ػ ‪.54‬‬

‫ميا عيساوي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪115‬ػ ‪.116‬‬ ‫(‪)29‬‬

‫المرجع نفسو‪،‬ص‪.118‬‬ ‫(‪)30‬‬

‫سعد الديف ابراىيـ‪ ،‬المجتمع والدولة في الوطف‪،‬ط‪،3‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬بيروت‪،2005،‬ص‪.37‬‬ ‫(‪)31‬‬

‫دنكف ميتشؿ‪ ،‬معجـ عمـ االجتماع‪ ،‬ترجمة إحساف محمد‪ ،‬منشورات دار الطميعة ‪ ،‬بيروت‪،1981،‬ص ص‬ ‫(‪)32‬‬
‫‪ 226‬ػ‪،227‬‬

‫في عاـ ‪ 1856‬ـ‪ .‬تـ الكشؼ عف جمجمة غريبة بالقرب مف "دوسمدروؼ" األلمانية‪ ،‬وىو ما صار ُيعرؼ الحقاً‬ ‫•‬
‫بإنساف النياندرتاؿ‪ ،‬وألف ىناؾ احتماالً كاف قد تـ طرحو بخصوص إمكانية الكشؼ عف بقايا إنساف قردي في جزر‬

‫‪28‬‬
‫أندونيسيا‪ ،‬فقد قرر "ديوجيف ديوبا" الذي ولد في ىولندا عاـ ‪ 1858‬ودرس الطب بجامعة أمسترداـ ‪ ،‬قرر أف يستقيؿ مف‬
‫ٍ‬
‫كمحاضر لعمـ التشريح وأف يرحؿ إلى جنوب شرؽ آسيا بحثاً عف الحمقة المفقودة‪ .‬لممزيد ‪:‬‬ ‫منصبو‬

‫ج‪ .‬ىاوكس وؿ وولي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪ 348‬ػ ‪.349‬‬

‫(‪ )33‬عمي الوردي‪ ،‬منطؽ ابف خمدوف‪ ،‬ط‪ ،2‬منشورات دار كوفاف‪ ،‬لندف‪،1994 ،‬ص‪32‬‬

‫المراجع العربية ‪:‬‬

‫إبراىيـ محمد الحمداني‪ ،‬المصطمح النقدي في كتاب العمدة البف رشيؽ القيرواني‪ ،‬منشورات دار الكتب‬ ‫(‪)33‬‬
‫العممية‪،‬بيروت‪،1971،‬باب حرؼ الميـ‪.‬‬

‫ابف خمدوف‪ ،‬العبر في ديواف المبتدأ والخبر في أياـ العرب والعجـ والبربر ومف عاصرىـ مف ذوي السمطاف‬ ‫(‪)34‬‬
‫األكبر‪ ،‬الكتاب الثالث‪ ،‬أخبار البربر واألمة الثانية مف المغرب‪ ،‬وذكر أوليتيـ‪ ،‬منشورات بيت األفكار الدولية‪.‬‬

‫ابف خمدوف‪ ،‬المقدمة‪ ،‬تحقيؽ عبد اهلل محمد الدرويش‪ ،‬ط‪،1‬ج‪ ،1‬منشورات دار يعرب‪ ،‬دمشؽ‪،2004،‬ص‪85‬‬ ‫(‪)35‬‬

‫الكتاب المقدس‪ ،‬العيداف القديـ والجديد سفر التكويف‪ ،‬إصحاح ‪20 ،8‬ػ ‪ ،.25‬منشورات جمعية الكتاب‬ ‫(‪)36‬‬
‫المقدس‪،‬القاىرة‪، 2009،‬‬

‫تقي الدباغ‪ ،‬الوطف العربي في العصور الحجرية‪ ،‬منشورات دار الشؤوف الثقافية العامة‪،‬بغداد‪.1988،‬‬ ‫(‪)37‬‬

‫ج‪.‬ىاوكس وؿ وولي‪ ،‬ما قبؿ التاريخ وبدايات المدنية‪،‬ترجمة يسري الجواىري‪،،‬منشورات دار‬ ‫(‪)38‬‬
‫المعارؼ‪،‬القاىرة‪.1967،‬‬

‫حسيف مؤنس‪ ،‬تاريخ قريش‪ ،‬منشورات الدار السعودية لمنشر والتوزيع‪،‬ط‪،1‬الرياض‪.1988،‬‬ ‫(‪)39‬‬

‫عبد الرازؽ قراقب وعمي مطيمط‪ ،‬حضارات ما قبؿ التاريخ (تونس والبمداف المغاربية)‪ ،‬منشورات دار‬ ‫(‪)40‬‬
‫أليؼ‪،‬تونس‪.1991،‬‬

‫عمي الوردي‪ ،‬منطؽ ابف خمدوف‪ ،‬ط‪ ،2‬منشورات دار كوفاف‪ ،‬لندف‪.1994 ،‬‬ ‫(‪)41‬‬

‫غابريؿ كامب‪ ،‬البربر ذاكرة وىوية‪ ،‬ترجمة عبد الرحيـ حزؿ‪ ،‬منشورات دار افريقيا الشرؽ‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬ ‫(‪)42‬‬
‫‪.2014‬‬

‫سعد الديف ابراىيـ‪ ،‬المجتمع والدولة في الوطف‪،‬ط‪،3‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬بيروت‪.2005،‬‬ ‫(‪)43‬‬

‫فوزي فييـ جادهلل‪ ،‬مسائؿ في مصادر التاريخ الميبي قبؿ ىيرودوتس‪ ،‬ليبيا في التاريخ‪ ،‬منشورات الجامعة الميبية‪،‬‬ ‫(‪)44‬‬
‫‪،‬بنغازي‪.1968،‬‬

‫‪29‬‬
‫كمود ابراىيمي‪ ،‬تمييد حوؿ ماقبؿ التاريخ في الجزائر‪ ،‬تعريب ـ‪.‬ب‪ .‬شنيتي‪ ،‬المؤسسة الوطنية لمنشر والتوزيع‬ ‫(‪)45‬‬
‫‪،‬الجزائر ‪.1984،‬‬

‫محمد الصغير غانـ‪ ،‬مواقع وحضارات ماقبؿ التاريخ في ببلد المغرب القديـ‪،‬ط‪ ،1‬منشورات دار اليدى‬ ‫(‪)46‬‬
‫‪،‬الجزائر‪.2003،‬‬

‫محمد اليادي جارش‪ ،‬التاريخ المغاربي القديـ السياسي والحضاري منذ فجر التاريخ إلى الفتح اإلسبلمي‪،‬‬ ‫(‪)47‬‬
‫منشورات المؤسسة الجزائرية لمطباعة‪،‬الج ازئر‪.1992،‬‬

‫ميا عيساوي‪ ،‬المجتمع الموبي في ببلد المغرب القديـ مف عصور ما قبؿ التاريخ إلى عشية الفتح اإلسبلمي‪،‬‬ ‫(‪)48‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيؿ درجة دكتوراه العموـ في تاريخ المغرب القديـ‪ ،‬جامعة منتوري‪،‬كمية العموـ اإلنسانية والعموـ االجتماعية‪،‬‬
‫قسـ التاريخ‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2009‬ػ‪.2010‬‬

‫المراجع األجنبية ‪:‬‬

‫(‪) 1‬‬ ‫‪M.Reggassc,Etudes de palcthnologie Maghrebine ,Nouvelle Seric , L'Anthropologic,25,1919-‬‬


‫‪1920.‬‬

‫(‪) 2‬‬ ‫‪Camps ( G. ) ,Aux Origines de La Berberie, Monuments et Rites Funéraires‬‬

‫‪Protohistoriques , Arts et Métiers Graphiques, Paris , 1961.‬‬

‫‪31‬‬

You might also like