You are on page 1of 84

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة–‬

‫كلية اآلداب واللغات‬


‫قسم اآلداب واللغة العربية‬

‫الشخصية في رواية "الشراع والعاصفة"‬


‫لـ‪:‬حنامينة‬
‫ُّ‬
‫الداب واللغة العربية ُ‬
‫مُذُكُ ُرة مُقُدُمُة لُنُيُل شُهُاُدُة املاستر في ُ‬
‫صصُ‪:‬أدب حديث ومعاصر ُ‬ ‫تُخُ ُُّ‬

‫إشراف األستاذة‪ُ :‬‬ ‫إعدادالطالبة‪:‬‬


‫جميلة قرين ُ‬ ‫أسماء بلقاسمي‬

‫السنة الجامعية‪6341 :‬ه‪6341/‬ه ـ‬


‫‪5162‬م‪5161/‬م‬
‫َ ُ ۡ َ ُ َ َ َ َ ى َّ ُ َ َ َ ُ َ َ ُ ُ ُ َ ۡ ُ ۡ ُ نَ‬
‫﴿وقل ٱعملواْ فسير ٱلل ْه عملكم ورسول ْهۥ ْوٱۡلؤ ِمنو ْ‬
‫ُ‬ ‫َ َ ُ َ ُّ َ َ َ ۡ َ ۡ َ َّ َ َ َ ُ َ ُ ُ َ ُ‬
‫وستردون ِإلىْ ع ِل ِ ْم ٱلغيب ْوٱلشهد ِْة فين ِبئكم ِبما كنتم‬
‫َ َُۡ َ‬
‫تعملو ْ‪﴾ ٥٠١‬‬
‫ن‬

‫ْ‬
‫ْ‬ ‫صدق هللا العظيم‬

‫(سورة التوبة ‪)501‬‬


‫شكــر وتقديـــر‬

‫الحمد هلل الذي أنار لي درب العلم والمعرفة وأعانني على انجاز هذا العمل‪.‬‬

‫أتوجه بجزيل الشكر واالمتنان إلى كل من ساعدني في إتمام هذا البحث وفي‬
‫تذليل ما واجهته من صعوبات وأخص بالذكر األستاذة قرين جميلة التي لم تبخل‬
‫علي بتوجيهاتها ونصائحها القيمة التي كانت عونا لي في إتمام هذا البحث‬

‫وال يفوتني أن أشكر كل أساتذة قسم األدب العربي‪.‬‬


‫مقدمة‬
‫تعد النصوص السردية من أبرز النصوص األدبية التي اهتم بها النقاد والدارسون‪ ،‬فهي‬
‫سجل المجتمع البشري كونها تطرح القضايا االجتماعية بطريقة فنية لتعالج اإلشكاالت‬
‫الفكرية واالجتماعية والنفسية‪.‬‬

‫ولما كانت الرواية تهتم بقضايا االنسان فان دراسة الشخصيات الروائية وعالقتها بعناصر‬
‫النص الروائي هي وسيلة للتعرف على هذه القضايا اإلنسانية‪ ،‬وتعد الشخصية الروائية‬
‫وسيلة الكاتب لتجسيد رؤيته‪ ،‬والتعبير عن احساسه بواقعه حيث تعتبر مصدر األحداث‪،‬‬
‫وعصب الحياة كذلك هي ركيزة الروائي األساسية في الكشف عن القوى التي تحرك الواقع‬
‫من حولنا وتعتبر الشخصية من المقومات الرئيسية للرواية ودون الشخصية ال وجود‬
‫للرواية‪ ،‬فهي تؤدي وظائف متنوعة في العالم الخيالي الذي يخلقه الروائي وبما أن الرواية‬

‫تركز على اإلنسان وقضاياه فمن الطبيعي أن تكون الشخصيات هي محور المعاني‬
‫اإلنسانية ومدار األفكار العامة للعمل الروائي‪ ،‬فهي العنصر المنتج لألحداث في البناء‬
‫السردي ودعامة من دعائمه األساسية‪ ،‬لذا نجد بعض النقاد يعرفون الراوية بقولهم "الرواية‬
‫شخصية" لذا ال يمكن أن يبني سرد أو قص مالم يتمحور حول شخصية ما فالشخصية‬
‫هي أحد العناصر الرئيسة التي ال يمكن تجاوزها في دراسة قصصية تسعى ألن تكون‬
‫شاملة ‪.‬‬

‫وقد عملت على اإلجابة عن جملة من التساؤالت‪:‬‬

‫‪-‬ماذا تمثل الشخصية؟‬

‫‪-‬ماهي أنواعها وأصنافها؟ ووظائفها؟‬

‫‪-‬كيف تجلت لنافي والرواية؟‬

‫‪ -‬ولعل ما دفعني إلى اختيار هذا الموضوع هو ‪ :‬العمل على التأكيد أن الشخصية هي‬
‫العنصر األهم في العمل الروائي‪ ،‬وخاصة في رواية الشراع والعاصفة لحنا مينة وفرضت‬
‫طبيعة الموضوع المدروس حضور المنهج التحليلي الوصفي لمالئمته للدراسة واشتمل‬
‫البحث على مقدمة يليها فصالن وخاتمة ثم ملحق فالفصل األول الموسوم بـ‪ ":‬الشخصية‬

‫أ‬
‫مقدمة‬
‫والمفهوم" تطرقنا فيه إلى المفهوم العربي والمفهوم الغربي ووظائف الشخصية عند بعض‬
‫النقاد المعاصرين وأنواع الشخصية‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني فخصصناه لـ" دراسة الشخصيات في الرواية" وتطرقت فيه إلى تقديم‬
‫الشخصيات في الرواية‪ ،‬أنواع الشخصيات‪ ،‬عالقة الشخصيات بالحدث والزمان والمكان‬
‫وأنهينا البحث بخاتمة لخصت نتائج دراستنا ولخصت أهم ما توصلنا إليه من خالل هذا‬
‫البحث‪ ،‬وقد أضاءت دروب البحث مجموعة من المصادر والمراجع أهمها‪ :‬بنية الشكل‬
‫الروائي "لحسن بحراوي" بنية النص السردي من منظور النقد األدبي لـ"حميد الحمداني"‬
‫تحليل النص السردي لـ"محمد بوعزة"‪ .‬ولم تخل مسيرة البحث من الصعوبات إذ أنها‬
‫تمثلت في الصعوبة باإللمام بجزيئات الموضوع وتشعبه‪.‬‬

‫وفي األخير أحمد اهلل عز وجل على توفيقه لي وأتقدم بخالص الشكر لألستاذة المشرفة‪:‬‬
‫قرين جميلة على تبنيها لهذا البحث واعانتها على إتمامه‪.‬‬

‫ب‬
‫الفصل األول‬
‫الشخصية واملفهوم‬
‫أوال‪ -‬تعريف الشخصية‪.‬‬

‫أ‪-‬لغة‪.‬‬

‫ب‪-‬إصطالحا‪.‬‬
‫‪-1‬الشخصية في المفهوم العربي‪.‬‬

‫‪-2‬الشخصية في المفهوم الغربي‪.‬‬

‫‪-3‬الشخصية عند علماء النفس‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬وظائف الشخصية عند بعض النقاد المعاصرين‪.‬‬

‫أ‪-‬فيالدمير بروب‪.‬‬
‫ب‪-‬فيليب هامون‪.‬‬
‫ج‪-‬روالن بارت‪.‬‬
‫د‪-‬تيزفيتان تودوروف‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬أنواع الشخصيات‪.‬‬

‫أ‪-‬الشخصية الرئيسية‪.‬‬
‫ب‪-‬الشخصية الثانوية‪.‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬
‫تعتبر الشخصية عنص ار مهما من عناصر بناء الرواية الحديثة‪ ،‬ألنها تصور‬
‫الواقع من خالل حركتها مع غيرها‪ ،‬ومن خالل نموها التدريجي‪ .‬إذ تقدم حياة الناس‬
‫بحيوية وفاعلية‪ ،‬حيث يتدرج موقع الشخصية بالنسبة إلى المكونات األخرى للنص الروائي‬
‫فتحدده الرواية القائمة على االنسجام بين عناصرها‪ ،‬بحيث تشكل هذه العناصر وحدة ال‬
‫تتج أز وال تتألف من مجموع هذه العناصر بل من تشابكها ودخول بعضها مع البعض‬
‫اآلخر في عالقات وروابط تحكم النص وتحدد أبعاده وهويته‪.‬‬

‫فالشخصية هي العنصر الوحيد الذي تتقاطع عنده كافة العناصر الشكلية األخرى‬
‫مر مفهوم الشخصية بتطورات مختلفة في الحقل‬
‫بما فيها األحداث الزمانية والمكانية‪ ،‬فقد ّ‬
‫الواحد تبعا لتطور المناهج الحديثة‪.‬‬

‫إذ تعد أبرز وأهم عناصر البنية السردية وهي بمثابة النقطة المركزية أو البؤرة‬
‫األساسية التي يرتكز عليها العمل السردي فهي عموده الفقري‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬المفهوم اللغوي‬

‫الشخصية في اللغة مشتقة من كلمة (ش‪ .‬خ‪ .‬ص) والشخص كل جسم له ارتفاع‬
‫(‪)1‬‬
‫وظهور؛ والمراد به إثبات الذات فاستعير لها لفظ الشخص‪.‬‬

‫وجاء في قاموس المحيط‪ « :‬الشخص هو الجسم الذي له مشخص وحجمية‪ ،‬وقد‬


‫يراد به الذات المخصوصة والهيئة المعينة في نفسها تعيينا يمتاز عن غيره‪ ،‬وتطلق كلمة‬
‫(‪)2‬‬
‫الشخص على اإلنسان ذك ار أو أنثى »‪.‬‬

‫وجاء في معجم الوسيط‪ « :‬الشخصية هي صفات تميز الشخص عن غيره ويقال‬


‫(‪)3‬‬
‫فالن ذو شخصية قوية وارادة وكيان مستقل »‪.‬‬

‫وجاء في معجم السرديات لمحمد القاضي أن « الشخصية تعتبر كائنا ورقيا‬


‫(‪)4‬‬
‫متخيال ولكونها مجرد دور أو فاعل »‪.‬‬

‫وجاء تعريف الشخصية في معجم مقاييس اللغة البن فارس « الشين والخاء‬
‫والصاد أصل واحد يدل على ارتفاع شيء من ذلك الشخص وسواء االنسان إذا سما من‬
‫بعيد ‪ ،‬ثم يحمل على ذلك فيقال شخص من بلد إلى بلد وذلك قياسه‪ ،‬ومنه أيضا شخوص‬
‫(‪)5‬‬
‫البصر‪ ،‬يقال شخص شخيص وامرأة شخصية أي جسيمة »‪.‬‬

‫ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪( 1‬مادة شخص)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.54‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫بطرس البستاني‪ :‬محيط المحيط‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬دط‪( 1991 ،‬مادة شخص)‪ ،‬ص ‪.544‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫معجم اللغة العربية‪ :‬المعجم الوسيط إدارة إحياء التراث اإلسالمي‪ ،‬قطر‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.574‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫محمد القاضي ومجموعة من المؤلفين‪ :‬معجم السرديات‪ ،‬دار محمد علي للنشر‪ ،‬تونس‪ ،‬ط‪ ،0212 ،1‬ص ‪.072‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫أبو الحسن أحمد ابن فارس‪ :‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬في تحقيق وضبط عبد السالم هارون‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪( ،0221، 0‬مادة شخص)‪ ،‬ص ‪.554‬‬

‫‪5‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬
‫كما ورد في معجم السرديات لمحمد القاضي أن الشخصية تعتبر كائنا ورقيا‬
‫(‪)1‬‬
‫متخيال ولكونها مجرد دور أو فاعل‪.‬‬

‫وفي القرآن الكريم قوله تعالى‪ « :‬واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار‬
‫فهي واردة هنا بمعنى‬ ‫(‪)2‬‬
‫الذين كفرو يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين »‬
‫العلو‪.‬‬

‫« فالشخصية في اللغة العربية سواء اإلنسان أو غيره‪ ،‬يظهر من بعيد وقد يراد به‬
‫الذات المخصوصة وتشاخص القوم‪ :‬اختلفوا وتفاوتوا‪ ،‬أما الشخصية فهي كلمة حديثة‬
‫(‪)3‬‬
‫االستعمال تعني‪ :‬صفات تميز الشخص عن غيره »‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المفهوم االصطالحي‬

‫‪ /1‬مفهوم الشخصية عند العرب‪:‬‬

‫‪ -1-‬عبد الملك مرتاض‪:‬‬

‫يرى أن الشخصية هي التي تصطنع اللغة وهي التي تثبت أو تستقبل الحوار‪ ،‬وهي‬
‫التي تصطنع المناجاة‪ ،‬وهي التي تنهض بدور تضريم الصراع أو تنشيطه من خالل‬
‫أهوائها وعواطفها وهي التي تقع عليها المصائب‪ ،‬هي التي تمأل الوجود صياحا وضجيجا‬
‫جديدا وهي التي تتكيف مع‬
‫ً‬ ‫وحركة وعجيجا‪ ،‬وهي التي تتفاعل مع الزمن فتمنحه معنى‬
‫التعامل مع هذا الزمن في أهم أطرافه الثالثة ماضي حاضر ومستقبل‪ ،‬من هنا نجد أن‬

‫محمد القاضي ومجموعة من المؤلفين‪ :‬معجم السرديات‪ ،‬دار محمد علي للنشر‪ ،‬تونس‪ ،‬ط‪ ،0212 ،1‬ص ‪.072‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫سورة األنبياء‪ ،‬اآلية رقم ‪.95‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫سعد رياض‪ :‬الشخصية أنواعها أمراضها وفن التعامل معها‪ ،‬مؤسسة أقرأ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،0224 ،1‬ص ‪.11‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪6‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬

‫فالشخصية هي‬ ‫(‪)1‬‬


‫الشخصية الروائية تستند إليها أهم الوظائف في العمل الفني‪.‬‬
‫التي تكون واسطة العقد بين المشكالت األخرى اذ تستند إليها أهم الوظائف في العمل‬
‫الروائي‪.‬‬

‫عنصر محوريا في كل سرد‪ ،‬بحيث ال يمكن تصور‬


‫ًا‬ ‫كما يمثل مفهوم الشخصية‬
‫جوهر سيكولوجيا في النظريات السيكولوجية‬
‫ًا‬ ‫رواية بدون شخصيات‪ ،‬إذ تتخذ الشخصية‬
‫وتصير فردا‪ ،‬شخصا أي "كائنا إنسانيا"‪ ،‬وفي المنظور االجتماعي تتحول إلى نمط‬
‫اجتماعي يعبر عن واقع طبقي ويعكس وعيا إيديولوجيا كما يعتبر التحليل البنيوي‬
‫للشخصية عالمة يتشكل مدلولها من وحدة األفعال إلى تنجزها في سياق السرد وليس‬
‫دور أو وظيفة في‬
‫خارجه‪ ،‬ومرجعها االجتماعي يصف الشخصية أنها فاعل ينجز ًا‬
‫(‪)2‬‬
‫الحكاية أي بحسب ما تعمله‪.‬‬

‫‪-2‬عادل األشول‪:‬‬

‫يرى عادل األشول‪" :‬أن تعاريف الشخصية اتّخذت العديد من اإلتجاهات‪ ،‬وكثي ار مايشار‬
‫(‪)3‬‬
‫إليه بالتعريف المظهري للشخصية‪ ،‬فإنه مستمد من المعنى األصلي للفظ الالّ تيني"‬

‫هذا يعني أن "عادل األشول" يرى أن تعدد مفاهيم الشخصية يرجع إلى المفاهيم اللغوية‬
‫ويرتبط بها‪.‬‬

‫عبد الملك مرتاض‪ :‬في نظرية الرواية‪ ،‬بحث في تقنيات السرد‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬سلسلة‬ ‫(‪)1‬‬

‫عالم المعرفة‪ ،‬الكويت‪ ،1991 ،‬ص ‪.91‬‬


‫محمد بوعزة‪ :‬تحليل النص السردي – تقنيات ومفاهيم – منشورات االختالف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪ ،0212 ،1‬ص ‪.99‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪ )3‬عبد المنعم الميالدي‪ :‬الشخصية وسماتها‪ ،‬مؤسسة الشباب‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬دط‪ ،0225 ،‬ص‪.307‬‬

‫‪7‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬
‫كما تعد الشخصية مكونا من مكونات المحكي‪ ،‬وهذا لكونها تمثل العنصر الفعال‬
‫الذي ينجز األفعال التي تمتد وتترابط في مسار الحكاية فالشخصية تقوم بفعل معين على‬
‫(‪)1‬‬
‫خط زمني وفي إطار مكاني معين هدفها الجوهري ربط أحداث القصة إلتمام المعنى‪.‬‬

‫وقد برز مفهوم الشخصية الحكائية مع وجود اهتمام الباحثين بكيفية تجديدها في‬
‫العمل األدبي‪ ،‬وقد كانت وظيفة الشخصية الروائية لدى نقاد القرن التاسع عشر تتمثل في‬
‫اختزال مميزات الطبقة االجتماعية وتصاعد قيمة الفرد في هذه الحقبة التاريخية‪ ،‬ودوره‬
‫(‪)2‬‬
‫الفعال في حركة المجتمع‪.‬‬

‫وتطلق كلمة شخص على إنسان حقيقي من لحم ودم‪ ،‬يكون ذا هوية فعلية‪،‬‬
‫ويعيش في واقع محدد زمانا ومكانا‪ ،‬فهو إذن من عالم الواقع الحياتي‪ ،‬ال من عالم الخيال‬
‫(‪)3‬‬
‫األدبي والفني‪ ،‬فالشخصية هي كائن ورقي‪ ،‬كائن حي بالمعنى الفني لكنه بال أحشاء‪.‬‬

‫ونجد أيضا تعاريف للشخصية في بعض المعاجم العربية الحديثة‪:‬‬

‫‪-‬الشخصية‪ :‬هي "أحد األفراد الخياليين أو الواقعيين الذين تدور حولهم أحداث القصة أو‬
‫المسرحية‪.‬‬

‫‪ -‬الشخصية‪ :‬هي الشخصية الفنية في عمل من األعمال األدبية سواء كانت في مسرحية‬
‫أو قصة‪.‬‬

‫‪ -‬الشخصية‪ :‬هي تستعمل[‪ ]...‬في األدب الروائي‪ ،‬إال أن المصطلح يختفي‪ ،‬ليحل‬
‫محله مصطلح (الفاعل) أو (الممثل)‪ ،‬لدقتها السيميائية و(الشخصية الروائية) فكرة من‬

‫آسيا جريوي‪ :‬سيميائية الشخصية الحكائية في رواية الذئب األسود‪ ،‬مجلة المخبر‪ ،‬أبحاث في اللغة واألدب‬ ‫(‪)1‬‬

‫الجزائري‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد السادس‪ ،0212 ،‬ص ‪.022‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.020‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫جويدة حماش‪ :‬بناء الشخصية في حكاية عبدو والجماجم والجبل‪ ،‬منشورات األوراس‪ ،0227 ،‬ص ‪.79‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪8‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬
‫األفكار الحوارية‪ ،‬التي تدخل في تعارض دائم‪ ،‬مع الشخصيات الرئيسية أو الثانوية‪،‬‬
‫و(الشخصية)‪ ،‬تمثيلية الحالة أو وضعية ما"‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وهناك من يعرف الشخصية أنها « عالمة من العالمات اللغوية التي تضم تحت‬
‫جوانحها الدال والمدلول‪ ،‬وهي تعيش داخل الرسالة أو في النص السردي حالها كحال بقية‬
‫العالمات (من مكان وأحداث وسارد وزمان) فهي ليست إنسانا واقعيا‪ ،‬بل كائن لغوي‬
‫مستفاد أو معطى في النص مبني ببناء لغوي خاص‪.‬‬

‫ويعرف الغانمي الشخصية بـ‪:‬‬

‫هو الذي يقوم [ كذا ] بالفعل الذي يتم سرده وهذا التعريف ينطبق على مصطلح‬
‫(‪ ،)Personal‬بصفتها أي الشخصية المتخيلة دور في النص السردي»(‪.)2‬‬

‫بينما يعرفها "حسن بحراوي" تعريفا أوفى من تعريف "الغانمي" إذ يقول بشأنها أي‬
‫(‪ « )Personal‬أن الشخصية الروائية ليست هي المؤلف الواقعي وذلك لسبب بسيط هو‬
‫أن الشخصية محض خيال يبدعه المؤلف لغاية فنية محددة يسعى إليها »(‪.)3‬‬

‫‪ /2‬مفهوم الشخصية عند علماء النفس‪:‬‬

‫الشخصية هي وحدة قائمة بذاتها‪ ،‬ولها كيانها المستقل‪ ،‬ينظر إليها علماء النفس‬
‫مر بمراحل كثيرة فهناك تعاريف‬
‫من منظور نفسي داخلي‪ ،‬فتعريف علم النفس للشخصية ّ‬
‫تختص بالمعنى السطحي للمصطلح وهناك تعاريف تنظر إلى الشخصية نظرة اجتماعية‪،‬‬
‫كذلك هناك تعاريف تنظر إلي التركيب النفسي والمزاجي للشخصية‪ ،‬حيث يقول بعض‬

‫أحمد رحيم كريم الخفاجي‪ :‬المصطلح السردي في النقد األدبي العربي الحديث‪ ،‬دار الصفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫األردن‪ ،‬ط‪ ،0222 ،1‬ص‪.975 ،974‬‬


‫(‪)2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.979‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.912‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪9‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬
‫الباحثين‪ :‬أن دراسة الشخصية يقصد بها االهتمام بتلك الصفات الخاصة بكل فرد والتي‬
‫تجعل منه وحدة متميزة مختلفة عن غيره‪.‬‬

‫ويقول آخر‪ « :‬الشخصية هي مجموعة سمات الفرد كما تبدو في عاداته الفكرية‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وتعبيراته واتجاهاته واهتماماته وأسلوبه في العمل وفلسفته في الحياة »‪.‬‬

‫‪ /3‬مفهوم الشخصية عند الغرب‪:‬‬

‫نظ ار ألهمية الشخصية وباعتبارها األكثر تعقيدا في المكونات السردية‪ ،‬فقد حاول‬
‫الكثير من الباحثين المحدثين دراستها وتحليلها كل حسب طريقته‪ .‬ومن هنا لنا أن نتطرق‬
‫إلى بعض التعريفات التي مست مفهوم الشخصية الروائية عند أهم علماء الغرب الذين‬
‫كان لهم دور كبير في تطوير هذا المصطلح‪.‬‬
‫‪-‬أ‪ -‬تيزفيطان تودوروف ‪:TizvetanTodorove‬‬
‫إن األسس العلمية التي انطلق منها تودوروف في تعريفه للشخصية الروائية هي‬
‫اللسانيات‪.‬‬
‫حيث يجرد الشخصية من محتواها الداللي ويتوقف عند وظيفتها النحوية‪ ،‬فيجعلها بمثابة‬
‫الفاعل في العبارة السردية لتسهل عليه‪ ،‬بعد ذلك‪ ،‬المطابقة بين الفاعل واالسم الشخصي‬
‫أي أنه يعتبر الشخصية قضية لسانية ‪،‬فهي مجرد كائن ورقي ليس له‬ ‫(‪)2‬‬
‫(للشخصية)‪.‬‬
‫وجود خارج الكلمات‪.‬‬

‫نادر أحمد عبد الخالق‪ :‬الشخصية الروائية بين أحمد باكثير ونجيب الكيالني‪ ،‬دراسة موضوعية وفنية‪ ،‬دار العلم‬ ‫(‪)1‬‬

‫واإليمان للنشر والتوزيع‪ ،‬دسوق‪ ،0212 ،‬ص ‪.50‬‬


‫حسن بحراوي‪ :‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪ ،‬الطبعة ‪ ،0229 ،0‬ص ‪.019‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪10‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬ب‪ -‬فيليب هامون ‪:Philippe Hamon‬‬


‫مما هي تركيب‬
‫يعتبر الشخصية في الحكي هي تركيب جديد يقوم به القارئ أكثر ّ‬
‫كما يذهب هامون إلى أن مفهوم الشخصية ليس مفهوما أدبيا محضا‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫يقوم به النص‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وانما هو مرتبط أساسا بالوظيفة النحوية التي تقوم بها الشخصية داخل النص‪.‬‬
‫فهو يدرس الشخصية من منظور لساني قائم على ثنائية العالمة السويسرية‪ :‬الدال‬
‫والمدلول‪ .‬أي أن فيليب هامون يعتبر الشخصية بمثابة الدليل اللغوي‪ ،‬يتكون من دال‬
‫ومدلول‪ ،‬أي أنها عبارة عن بنية مكونة من عالمات لسانية متشابكة (دال‪+‬مدلول) تتسع‬
‫لتصبح قادرة على احتواء جميع مكونات النص‪ ،‬باإلضافة إلى أن مفهوم الشخصية‬
‫مستقل عن المرجع ال تراعي فيه إال المعطيات النصية المتلفظ بها عنها داخل النص‪.‬‬
‫كما يفهم من كالمه أن الشخصية تؤدي وظيفة إرسال أو تبليغ شأنها في ذلك شأن اللغة‬
‫(‪)3‬‬
‫التي قصر اللسانيون أداءها على التواصل فقط‪.‬‬
‫حاول هامون اإلستفادة من الدراسات السابقة‪ ،‬واعتبر مفهوم الشخصية أساسا‬
‫بالوظيفة النحوية التي تقوم بها داخل النص‪ ،‬وقد صنف الشخصيات إلى ثالث فئات‬
‫هي‪:‬‬
‫الشخصيات اإلشهارية‪ ،‬والشخصيات اإلستذكارية والشخصيات المرجعية‪ ،‬التي تظم‬
‫(‪)4‬‬
‫الشخصيات التاريخية‪ ،‬واألسطورية‪ ،‬والمجازية واإلجتماعية‪.‬‬

‫حميد لحميداني‪ :‬بنية النص السردي من منظور النقد األدبي‪ ،‬المركز الثقافي‪ ،‬ط‪ ،0222 ،9‬بيروت‪ ،‬ص ‪.42‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫حسن بحراوي‪ :‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬ص ‪.019‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫وردة معلم‪ :‬الشخصية في السيميائيات السردية‪ ،‬الملتقى الرابع للسيمياء والنص األدبي‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫الجزائر‪ ،0225 ،‬ص ‪.919‬‬


‫سعيد بن كراد‪ :‬سيميولوجية الشخصيات الروائية‪ ،‬دار الكالم‪ ،‬الرباط‪،‬المغرب‪ ،‬دط‪ ،1992 ،‬ص ‪.112‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪11‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬
‫حدد مفهوم الشخصية بدقة عندما قال" إال أن اعتبار‬
‫كما أننا نجد "فيليب هامون" قد ّ‬
‫الشخصية وبشكل ّأولي‪ ،‬أي اختيار وجهة نظر تقوم ببناء هذا الموضوع‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫(‪)1‬‬
‫دمجه في اإلرسالية المحددة كإبالغ‪ ،‬أي مكونة من عالمات لسانية"‪.‬‬

‫‪ -‬ج – فيالديميربروب ‪:Filadmir Brob‬‬


‫يعتبر بروب أحد أهم رواد الشكالنية الروسية‪ ،‬ومن المنظرين األوائل في حقل‬
‫الدراسات البنيوية الداللية‪ ،‬حيث قدم هذا الباحث نظرته عن الشخصية في كتابه‬
‫"مورفولوجيا الحكاية الخرافية" حيث اهتم بالشكل على حساب المضمون‪ ،‬فهو يعتبر‬
‫عنصر أساسيا في السرد‪.‬‬
‫ًا‬ ‫الوظيفة‬
‫يالحظ أن القصة تحتوي على عناصر ثابتة وهي األفعال‪ ،‬وعناصر متغيرة هي‬
‫(‪)2‬‬
‫األسماء‪.‬‬

‫فبروب لم يدرس الشخصيات من حيث بناها النصية أو التركيبية‪ ،‬بل درسها ضمن‬
‫محورها الداللي وما تؤديه من أفعال أو وظائف داخل النص وبالتالي فليس لها وجود‬
‫حقيقي أو مزايا طبيعية خاصة بها‪ ،‬بل هي عناصر تلجأ إليها القصة لربط وحداتها‬
‫(‪)3‬‬
‫ولتوضيحها وللتمييز بين مختلف األحداث واألعمال فيها‪.‬‬

‫‪ -‬د – أرسطو ‪:Aristo‬‬


‫خضع مفهوم " الشخصية " إلى تغييرات كثيرة منذ أرسطو‪ ،‬والفترات التي تلته من‬
‫تاريخ األدب‪ ،‬حتى أضحى من الصعب التعرف عليه في إطاره التعاقبي‪ ،‬وقد اعتبر‬

‫ينظر وردة معلم‪ :‬الشخصية في السميائيات السردية‪ ،‬الملتقى الرابع للسيمياء والنص األدبي‪ ،‬ص‪.919‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫حميد لحميداني‪ :‬بنية النص السردي من منظور النقد األدبي‪ ،‬ص ‪.05‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أحمد رحيم كريم الخفاجي‪ :‬المصطلح السردي في النقد األدبي العربي الحديث‪ ،‬ص ‪.915‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪12‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬
‫أرسطو الشخصية عنص ار ثانويا بالقياس إلى بقية عناصر العمل التخييلي‪ ،‬وقد انتقل هذا‬
‫(‪)1‬‬
‫التصور إلى المنظرين الكالسيكيين الذين أروا الشخصية مجرد اسم يقوم بالحدث‪.‬‬

‫‪-‬هـ ‪ -‬فوستر ‪:Vouster‬‬


‫يعرف "فوستر" الشخصية في المجال األدبي بأنها تفاعل عناصر العمل الروائي حيث‬
‫يقول‪" :‬يمكن للروائي أن يصنع لنا عدة كلمات تصف اإلنسان وصفا عاما‪ ،‬ويمنح هذه‬
‫الكتل حركات أواشارات معقولة يجعلهم يتكلمون‪ ،‬وربما يجعلهم يتصرفون تصرفا مناسبا‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وهذه الكتل من الكلمات هي الشخصيات"‪.‬‬
‫بأنها مركز األفعال ومجال‬
‫وبناءا على ما سبق فإن "فوستر" يعرف الشخصية الروائية ّ‬
‫المعاني التي تدور حولها األحداث‪ ،‬فاألفكارتحيا في الشخصية وتأخذ طريقها إلى الملتقى‬
‫معينين‪.‬‬
‫عبر أشخاص ّ‬
‫وباعتبار الشخصية في السرد الروائي وحدة داللية ذات دال ومدلول هي الركيزة األساسية‬
‫في هذا العمل‪.‬‬
‫ومن خالل هذه التعاريف نستنتج أن مفهوم الشخصية يرتبط بـ "الشخص"‪.‬‬

‫‪ /3‬وظائف الشخصية عند بعض النقاد المعاصرين‪:‬‬

‫إن ما هو مهم في دراسة الحكاية هو التساؤل عما تقوم به الشخصيات إما من‬
‫فعل هذا الشيء أو ذاك‪ ،‬وكيف فعله هي أسئلة ال يمكن طرحها إال باعتبارها توابع ال‬
‫غير‪.‬‬

‫زوزو نصيرة‪ :‬سيمياء الشخصية في رواية "حارس الظالل" لواسيني األعرج‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد‬ ‫(‪)1‬‬

‫خيضر بسكرة‪ ،‬العدد التاسع‪ ،0225 ،‬ص ‪.020‬‬


‫عبد الملك مرتاض‪ :‬القصة الجزائرية المعاصرة‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دط‪ ،1991 ،‬ص‪.91‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪13‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬
‫واذا كان بروب ينبه إلى أن الوظائف تتكرر بطريقة مذهلة‪ ،‬فإنه يدعو إلى مراعاة‬
‫داللة كل وظيفة منها ودروها في السياق الحكائي العام‪ ،‬ذلك أن الوظائف المتشابهة قد‬
‫يكون لها دالالت مختلفة إذا ما أدرجت ضمن سياقات متباينة‪ ،‬ولهذا نراه يعرف الوظيفة‬
‫« أنها عمل شخصية ما‪ ،‬وهو عمل محدد من زاوية داللته داخل جريان الحبكة »‪.‬‬

‫‪ -1-‬فيالديمير بروب‪:‬‬
‫يرى بروب أن الفرضيات التي تحصل عليها خالل دراسته لمجموعة من الحكايات‬
‫تنحصر في أربع نقاط رئيسية يلخصها على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪-‬أ‪ -‬إن العناصر الثابتة في الحكاية‪ ،‬هي الوظائف التي تقوم بها الشخصيات كيفما كانت‬
‫هذه الشخصيات‪ ،‬وكيفما كانت الطريقة التي تم بها إنجازها‪ .‬ولهذا فإن الوظائف هي‬
‫األجزاء األساسية في الحكاية‪.‬‬
‫محدودا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪-‬ب‪ -‬إن عدد الوظائف التي تحتوي عليها كل حكاية عجيبة دائما يكون‬
‫‪-‬ج‪ -‬إن تتابع الوظائف متطابق من جميع الحكايات المدروسة‪.‬‬
‫‪-‬د‪ -‬جميع الحكايات العجيبة تنتمي من حيث بنيتها إلى نمط واحد‪.‬‬
‫إن النتائج المترتبة عن هذه الفرضيات وبشكل خاص الفرضية األخيرة تعتبر‬
‫(‪)1‬‬
‫شديدة األهمية‪.‬‬
‫وقد حد د "بروب" الوظائف التي تقوم بها الشخصيات في الحكايات العجيبة في واحد‬
‫وثالثين وظيفة‪ ،‬وقام بتوزيعها على الشخصيات األساسية في الحكاية العجيبة ورأى أن‬
‫هذه الشخصيات تنحصر في سبع شخصيات‪:‬‬
‫‪ -1‬المعتدي أو الشرير‪.‬‬
‫‪ -0‬الواهب‪.‬‬
‫‪ -9‬المساعد‪.‬‬
‫‪ -5‬األمير‪.‬‬

‫حميد لحميداني‪ :‬بنية النص السردي من منظور النقد األدبي‪ ،‬ص ‪.05‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪14‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -4‬الباعث‪.‬‬
‫‪ -5‬البطل‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الزائف‪.‬‬
‫‪ -7‬البطل ّ‬

‫‪ -2-‬روالن بارت‪:‬‬
‫إن أهمية البحث في الوظائف عند "روالن بارت" تكمن في الطابع الشمولي الذي‬
‫يتخذه البحث عنده‪ ،‬ذلك أن "بارت" ال يتحدث عن الوظائف في نوع حكائي محدد ولكن‬
‫(‪)2‬‬
‫عن الوظائف باعتبارها وحدات تكون كل أشكال الحكي‪.‬‬
‫يميز بارت بين نوعين من الوحدات الوظيفية‪:‬‬

‫‪-‬أ‪ -‬الوحدات التوزيعية‪:‬‬

‫وهي وحدات تتطابق مع الوظائف التي تحدث عنها "بروب" وهي نفسها وظائف‬
‫التحفيز التي أشار إليها "توماتشفسكي" إذ أنها تتطلب بالضرورة عالقات بين بعضها‬
‫البعض‪.‬‬

‫‪-‬ب‪ -‬الوحدات اإلدماجية‪:‬‬

‫هي عبارة عن وظائف‪ ،‬غير أنها تختلف عن السابقة ولذلك ال يحتفظ بها "بارت"‬
‫بهذا االسم ألنها ال تتطلب بالضرورة عالقات فيما بينها فكل وظيفة تقوم بدور العالمة إذ‬
‫أنها ال تحيل على فعل الحق ومكتمل ولكن تحيل فقط على مفهوم ضروري بالنسبة‬
‫للقصة المحكية‪ ،‬فكل ما يتعلق بوصف الشخصيات واألخبار المتعلقة بهوياتها أو وصف‬
‫(‪)3‬‬
‫اإلطار العام الذي تجري فيه األحداث‪ ،‬كلها تتم بواسطة الوحدات اإلدماجية‪.‬‬

‫(‪)1‬حميد لحميداني‪ :‬بنية النص السردي من منظور النقد األدبي‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫(‪)2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫(‪)3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.09‬‬

‫‪15‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬
‫ويرى "بارت" أنه لمعرفة الدور الذي تقوم به الوحدات اإلدماجية البد من اإلنتقال‬
‫إلى مستوى أعلى من مستويات الداللة‪ ،‬إذ يعتبر إدخال هذه الوحدات في الحكي له‬
‫طبيعة إستبدالية‪ ،‬في حين إدخال الوحدات التوزيعية وهي الوظائف بالمعنى الصحيح في‬
‫نظره له طبيعة تركيبية‪ ،‬كما يستنتج أن الوحدات التوزيعية (ويسميها أيضا الوظائف)‬
‫تطغى في األنماط الحكائية البسيطة كالحكايات الشعبية‪ ،‬بينما تطغى الوحدات اإلدماجية‬
‫(‪)1‬‬
‫(العالمات) في أنماط الحكي األكثر تعقيدا كالروايات (السيكولوجية)‪.‬‬

‫ول قد أشار "روالن بارت" إلى كيفية البحث عن الوظائف‪ ،‬بتعيين أصغر وحدات‬
‫السرد واتخاذ المعنى معيار التعيين الوحدة‪ .‬وأن معنى ما يقال هو الذي يجعل من المقال‬
‫(‪)2‬‬
‫وحدة وظيفية‪ ،‬وقد تكون الوحدة الوظيفية مجموعة كبيرة من الجمل أو جزءا من جملة‪.‬‬

‫هنا نالحظ أن الباحثين الذين درسوا الوظائف في الحكايات أعطوا أولوية كبيرة‬
‫للمنطق على الزمن منهم مثال‪ :‬تودوروف‪.‬‬

‫‪ -3-‬فيليب هامون‪:‬‬

‫ربط فيليب هامون النمذجة الشكلية للشخصيات بثالثة أنواع من الدالئل‪ ،‬منها ما‬
‫يحيل على واقعية العالم الخارجي أو على مفهوم بنيوي‪ ،‬وتسمى الدالئل المرجعية‪ ،‬ومنها‬
‫ما يحيل على فعل التلفظ‪ ،‬وهي دالئل ذات مضمون‪ ،‬ال يتحدد معناه إال من خالل‬
‫موقعها داخل الخطاب ومنها ما يحيل على دالئل منفصلة من نفس الملفوظ‪ ،‬سواء أكانت‬
‫قريبة أم بعيدة‪ ،‬سابقة أم الحقة‪ ،‬يمكن أن تسمى الدالئل المكررة وميز فيليب هامون هذه‬
‫(‪)3‬‬
‫األنواع الثالثة من الدالئل بثالث فئات من الشخصيات وهي‪:‬‬

‫(‪)1‬حميد لحميداني‪ :‬بنية النص السردي من منظور النقد األدبي‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫ضياء غني لفتة‪ :‬البنية السردية في شعر الصعاليك‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،0212 ،1‬ص‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪.015‬‬
‫جويدة حماش‪ :‬بناء الشخصية في حكاية عبدو والجماجم والجبل‪ ،‬ص ‪.50‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪16‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬
‫‪-‬أ‪ -‬فئة الشخصيات المرجعية‪ :‬وهي شخصيات تاريخية وشخصيات أسطورية‪،‬‬
‫فالتاريخية نجد شخصية (نابليون في رواية دوماس)‪ ،‬واألسطورية (كشخصية فينوس)‪،‬‬
‫وشخصيات مجازية (الحب‪ ،‬الكراهية) وشخصيات اجتماعية (كشخصية العامل‪ ،‬الفارس‪،‬‬
‫حددته ثقافة ما‪ ،‬كما تحيل‬
‫المحتال)‪ .‬إن هذه الشخصيات تحيل إلى معنى ممتلئ وثابت ّ‬
‫إلى أدوار وبرامج واستعماالت ثابتة‪.‬‬

‫‪-‬ب‪ -‬الشخصيات اإلشارية (الواصلة)‪ :‬إنها دليل حضور المؤلف أو القارئ‪ ،‬أو من‬
‫(‪)1‬‬
‫ينوب عنها في النص شخصيات ناطقة باسمه‪ ،‬شخصيات عابرة‪ ،‬رواة ومن شابههم‪.‬‬

‫‪-‬ج‪ -‬فئة الشخصيات االستذكارية (المتكررة)‪ :‬هنا تكون اإلحالة ضرورية للنظام‬
‫الخاص بالعمل األدبي‪ ،‬فالشخصيات تنسج داخل الملفوظ شبكة من االستدعاءات‬
‫والتذكيرات لمقاطع من الملفوظ منفصلة وذات طول متفاوت وهذه الشخصيات ذات وظيفة‬
‫(‪)2‬‬
‫تنظيمية الحمة أساسا‪.‬‬

‫أي أنها عالمات مقوية لذاكرة القارئ من مثل الشخصيات المبشرة بالخير‪ ،‬حيث‬
‫تظهر هذه النماذج من الشخصيات في الحلم المنذر بوقوع حادث أو في مشاهد االعتراف‬
‫والبوح‪ ،‬وبواسطة هذه الشخصيات يعود العمل ليستشهد بنفسه وينشئ طوطولوجيته‬
‫الخاصة‪ ،‬ويالحظ هامون أن بإمكان أية شخصية أن تنتمي في نفس الوقت أو بالتناوب‬
‫ألكثر من واحدة لهذه الفئات الثالث ألن كل وحدة فيها تتميز بتعدد وظائفها ضمن‬
‫(‪)3‬‬
‫السياق الواحد‪.‬‬

‫سعيد بن كراد‪ :‬سيمولوجية الشخصيات الروائية‪ ،‬ص ‪.92-09‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫آسيا جريوي‪ :‬سيميائية الشخصية الحكائية‪ ،‬ص ‪.020‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫حسن بحراوي‪ :‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬ص ‪.017‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪17‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬
‫إذ اعتبر "هامون" الشخصية مدلوال متواصال قابال للتحليل والوصف وهذا المدلول‬
‫عبارة عن جمل تتلفظ بها الشخصية أو يتلفظ بها وتعتبر مجموعة أوصاف الشخصية‬
‫(‪)1‬‬
‫ووظائفها ومختلف عالقاتها (معايير كمية) المكون األساسي لمدلول الشخصية‪.‬‬

‫‪ -4-‬تيزفيتان تودوروف‪ :‬تعد نظرة تودوروف نظرة لسانية يجردها من محتواها الداللي‪،‬‬
‫ويتوقف عند وظيفتها النحوية فيجعلها بمثابة الفاعل في العبارة السردية "لتسهيل بذلك‬
‫(‪)2‬‬
‫عملية المطابقة بين الفاعل واإلسم الشخصي للشخصية"‪.‬‬

‫ركز "تودوروف" على ثالث منطلقات أساسية في وظيفة الشخصية وهي كاآلتي‪:‬‬

‫‪-‬أوال‪ :‬أن الشخصية تشتغل في الرواية بوصفها حكاية دو ار هاما بحكم أنها المكون الذي‬
‫ينتظم انطالقا منه مختلف صور الرواية و"تودوروف" على قدر كبير من الصواب‪،‬‬
‫فالشخصية البد أن تحتل مكانة مهمة ألنها تعد واسطة العقد بين جميع مشكالت السرد‬
‫األخرى "فهي التي تصطنع اللّغة ‪،‬وهي التي تبث أوتستقبل الحوار‪ ،‬وهي التي تصطنع‬
‫المفاجأة‪ ،‬وهي التي تتكيف مع الزمن في أهم أطرافه الثالثة‪ :‬الماضي‪ ،‬الحاضر‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫االمستقبل"‪.‬‬

‫الروائية حيث‬
‫‪-‬ثانيا‪ :‬أن الشخصية تعرف بعالقاتها مع الشخصيات في األعمال السردية ّ‬
‫تبدو متعددة ‪،‬لكن يمكن اختزال هذا التعدد في ثاللة حوافز أساسية‪:‬‬

‫أ‪-‬الرغبة‪ :‬وشكلها األبرز هو الحب‪.‬‬

‫ب‪-‬التواصل‪ :‬ويجد شكل تحققه في اإلسرار بمكنونات النفس إلى الصديق‪.‬‬

‫معلم وردة‪ :‬الشخصية في السيميائيات السردية‪ ،‬ص ‪.901‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪ )2‬حسن بحراوي‪ :‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬ص‪.019‬‬


‫(‪ )9‬ينظر عبد الملك مرتاض‪ :‬في نظرية الرواية‪ ،‬ص‪.125‬‬

‫‪18‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬
‫(‪)1‬‬
‫ج‪-‬المشاركة‪ :‬وشكل تحققها هو المساعدة‪.‬‬

‫هذه الحوافز األساسية يمكن حسب ما أشار إليه تودوروف اشتقاق أضرب منها تكون‬
‫بمثابة حوافز فرعية ‪،‬ويعتمد هذا اإلشتقاق على قاعدتين‪:‬‬

‫‪-‬قاعدة التعارض‪ :‬تتمثل في كون كل الحوافز األصلية تتوفر بالضرورة على حوافز‬
‫معارضة حيث توازي عالقة الحب في حافز الرغبة عالقة الكراهية‪ ،‬وتقابل عالقة اإلسرار‬
‫في حافز التواصل مع عالقة اإلفشاء وعالقة المساعدة في حافز المشاركة مع عالقة‬
‫(‪)2‬‬
‫المعارضة وقاعدة المفعولية‪.‬‬

‫أي أن من يقع عليه فعل الفاعل مقابل لمن يقول بالفعل بمعنى أن الحوافز النشطة التي‬
‫تقوم بها الشخصيات إنما هي أفعال تقع على شخصيات أخرى أي هناك من يفعل وهناك‬
‫من يقع عليه الفعل‪ .‬مثال فالن يحب فالنة‪ ،‬وهو محبوب من طرفها‪ ،‬وفالن يكره فالنة‬
‫(‪)3‬‬
‫وهو مكروه من طرفها‪.‬‬

‫وبناءا على ماسبق نستطيع تلخيص وظائف الشخصية عند "تودوروف" في عدة عناصر‬
‫أساسية منها‪ :‬الحوافز‪ ،‬كمفهوم وظيفي تضبطه أفعال من مفهوم قبيل‪" :‬أحب‪ ،‬أسر‪،‬‬
‫أرغب"‪.‬‬

‫المحددة للتحوالت والتفرعات المختلفة الممكنة للحوافز‪.‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -‬قواعد اإلشتقاق‪ :‬هي القواعد‬

‫"ويرى تودوروف أنها أدت دو ار أساسيا في االدب العربي والغربي الكالسيكي‪ ،‬وخصوصا‬
‫(‪)4‬‬
‫في الرواية"‪.‬‬

‫(‪ )1‬يمنى العيد‪ :‬تقنيات السرد الروائي في ضوء المنهج البنيوي‪ ،‬دار الفرابي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1990 ،0‬ص‪.40‬‬
‫(‪ )0‬عبد العالي بوطيب‪ :‬مستويات دراسة النص الروائي‪ ،‬مقاربة نظرية‪ ،‬األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪ ،1،1992‬ص‪. 122‬‬
‫(‪ )9‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫(‪ )4‬مصطفى قسمية‪ :‬الدالالت الوظيفية للشخصية الحكائية في أدب االزمنة‪ ،‬رواية بحور السراب لبشير مغني أنموذجا‪،‬‬
‫مقدمة لنيل شهادة الماجستير في األدب العربي‪ ،‬تخصص السرديات العربية صالح مفقودة‪ 0212-0229 ،‬ص‪.9‬‬

‫‪19‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬
‫وحددت هذه العالقات باعتبارها حوافز كبرى‬
‫وعليه قامت "يمنى العيد" بدراسة الشخصيات ّ‬
‫تدفع الشخصيات إلى القيام بأفعالها وانشاء عالقات فيما بينهما‪.‬‬

‫‪ /4‬أنواع الشخصيات‪:‬‬

‫تعتبر الشخصية عنص ار مهما في العمل الروائي‪ ،‬فهي التي تتشكل بتفاعلها مالمح‬
‫الرواية وتتكون بها األحداث‪ ،‬لذا فعلى الروائي أن ينتقي شخوص روايته بحكمة‪ ،‬بحيث‬
‫يجعل الشخصية المناسبة في المكان المناسب‪.‬‬

‫أما تقسيم الشخصية تبعا بدورها إلى رئيسية أو ثانوية أو هامشية أو تقسيمها تبعا‬
‫لوظيفتها وعالقاتها‪ ،‬فهذا تقسيم يؤكد الشخصية في أكثر من مجال دون أن يكون مفهوما‬
‫مستقال لها(‪ ،)1‬ولنا أن نلقي الضوء على أنواع الشخصية‪:‬‬

‫‪-‬أ‪ -‬الشخصيات الرئيسية‪:‬‬

‫تعتبر الشخصيات الرئيسية هي المحور الرئيسي الذي تدور حوله أحداث القصة‪،‬‬
‫حيث تسند للبطل وظائف وأدوار ال تسند إلى الشخصيات األخرى‪ ،‬وغالبا ما تكون هذه‬
‫األدوار مثمنة (مفضلة) داخل الثقافة والمجتمع(‪ ،)2‬فالشخصيات الرئيسية تمثل نماذج‬
‫إنسانية معقدة وليست نماذج بسيطة‪ ،‬وهذا التعقيد هو الذي يمنحها القدرة على اجتذاب‬
‫القارئ‪ ،‬فهذه الشخصية الرئيسية هي التي تستأثر باهتمام السارد‪ ،‬حين يخصها دون‬
‫غيرها من الشخصيات األخرى بقدر من التميز‪ ،‬حيث يمنحها حضو ار طاغيا وتحظى‬
‫(‪)3‬‬
‫بمكانة مرموقة فعليها نعتمد حين نحاول فهم مضمون العمل الروائي‪.‬‬

‫ناصر الحجيالن‪ :‬الشخصية في قصص األمثال العربية‪ ،‬دراسة في األنساق الثقافية للشخصية العربية‪ ،‬النادي‬ ‫(‪)1‬‬

‫األدبي بالرياض‪ ،‬والمركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،0229 ،1‬ص ‪.75‬‬
‫ينظر محمد بوعزة‪ :‬تحليل النص السردي – تقنيات ومفاهيم ‪ ، -‬ص ‪.49‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.47-45‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪20‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬
‫فالشخصية الرئيسية هي التي تقود الفعل وتدفعه إلى األمام‪ ،‬وليس من الضروري أن‬
‫تكون بطل العمل دائما‪ ،‬ولكنها هي الشخصية المحورية وقد يكون هناك منافس أو خصم‬
‫(‪)1‬‬
‫لهذه الشخصية‪.‬‬

‫نستنتج أن الشخصية الرئيسية تتواجد في العمل الروائي بنسبة تفوق الخمسين‬


‫بالمائة‪ ،‬وتبرز من مجموع الشخصيات الرئيسية شخصية مركزية تقود بطولة الرواية‪.‬‬

‫‪-‬ب‪ -‬الشخصيات الثانوية‪:‬‬

‫تقوم الشخصيات الثانوية بأدوار محدودة إذا ما قورنت بأدوار الشخصيات‬


‫الرئيسية‪ ،‬قد تكون صديق الشخصية الرئيسية أو إحدى الشخصيات التي تظهر في‬
‫المشهد بين حين وآخر‪ .‬وقد تقوم بدور تكميلي مساعد للبطل أو معيق له وهي أقل تعقيدا‬
‫فهي « تضيء الجوانب‬ ‫و عمقا من الشخصيات الرئيسية‪ ،‬وال تحظى باهتمام السارد‬
‫(‪)2‬‬

‫الخفية للشخصية الرئيسية وتكون إما عوامل كشف عن الشخصية المركزية وتعديل‬
‫لسلوكها واما تبع لها‪ ،‬تدور في فلكها وتنطق باسمها فوق أنها تلقي الضوء عليها وتكشف‬
‫(‪)3‬‬
‫عن أبعادها »‪.‬‬

‫في حين نجد محمد غنيمي هالل « يعوزها عنصر المفاجأة‪ ،‬إذ من السهل معرفة‬
‫نواحيها إزاء األحداث أو الشخصيات األخرى وهذا النوع من الشخصيات أيسر تصوي ار‬
‫(‪)4‬‬ ‫وأضعف ًّ‬
‫فنا‪ ،‬ألن تفاعلها مع األحداث قائم على أساس بسيط »‪.‬‬

‫(‪ )1‬صبيحة عودة زغب‪ :‬جماليات السرد في الخطاب الروائي عند غسان كنفاني‪ ،‬دار مجدالوي‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،0225‬ص ‪.190-191‬‬
‫ينظر محمد بوعزة‪ :‬تحليل النص السردي – تقنيات ومفاهيم ‪ ،-‬ص ‪.47‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫صبيحة عودة زغب‪ :‬جماليات السرد في الخطاب الروائي عند غسان كنفاني‪ ،‬ص ‪.190‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪ )4‬ينظر محمد غنيمي هالل‪ :‬النقد األدبي الحديث‪ ،‬نهضة مصر للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪ ،0225 ،1‬ص ‪.409‬‬

‫‪21‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬
‫كما تعتبر الشخصيات الثانوية « شخصيات بسيطة للغاية يفهمها القارئ ألول‬
‫وهلة ومهم ا تعمق في دراستها وتفسيرها‪ ،‬وفي حبها أو بغضها‪ ،‬فإنه لن يظل سبيله معها‬
‫(‪)1‬‬
‫وسيجدها بسيطة واضحة »‪.‬‬

‫وقد جمع محمد بوعزة خصائص هذين النوعين من الشخصية في جدول والمتمثل‬
‫(‪)2‬‬
‫في‪:‬‬

‫الشخصيات الثانوية‬ ‫الشخصيات الرئيسية‬


‫‪ -‬مسطحة‬ ‫‪ -‬معقدة‬
‫‪ -‬أحادية‬ ‫‪ -‬مركبة‬
‫‪ -‬ثابتة‬ ‫‪ -‬متغيرة‬
‫‪ -‬ساكنة‬ ‫‪ -‬دينامية‬
‫‪ -‬واضحة‬ ‫‪ -‬غامضة‬
‫‪ -‬ليست لها جاذبية‬ ‫‪ -‬لها القدرة على اإلدهاش واإلقناع‬
‫‪ -‬تقوم بدور تابع عرضي ال يغير مجرى‬
‫‪ -‬تقوم بأدوار حاسمة في مجرى الحكي‬
‫الحكي‬
‫‪ -‬ال أهمية لها‬ ‫‪ -‬تستأثر باالهتمام‬
‫‪ -‬يتوقف عليها فهم العمل الروائي وال يمكن‬
‫‪ -‬ال يؤثر غيابها في فهم العمل الروائي‬
‫االستغناء عنها‬

‫كما نجد اإلنجليزي فوستر الذي قسم الشخصية إلى نوعين‪ :‬الشخصية المعقدة‬
‫والشخصية المسطحة‪ ،‬ويبدو أنه أول من اصطنع هذين المصطلحين‪.‬‬

‫محمد يوسف نجم‪ :‬فن القصة‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،1995 ،1‬ص ‪.19‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫محمد بوعزة‪ :‬تحليل النص السردي – تقنيات ومفاهيم ‪ ،-‬ص ‪.41‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪22‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬
‫إذ خصص مقالة كاملة من كتابه المتحفي‪ ،‬يدرس فيها الفرق بين الشخصية المعقدة‬
‫المتعددة األبعاد ‪ ،Multidimentionnel‬والشخصية المسطحة ‪Personnage plat‬‬
‫التي تكون في الغالب نمذجة ‪ Typifié‬وبدون عمق سيكولوجي‪ .‬وقد جعل فوستر مقياس‬
‫الحكم على عمق شخصية ما أو على سطحيتها يكمن في الوضع الذي تتخذه تلك‬
‫الشخصية تجاهنا‪ ،‬فهي إما أنها تفاجئنا بطريقة مقنعة‪ ،‬واما ال تفاجئنا مطلقا‪ ،‬وتكون عند‬
‫(‪)1‬‬
‫ذلك شخص‪.‬‬

‫حيث يعد تصنيفه ألنواع الشخصية أقدم نموذج كالسيكي‪ ،‬فهو يصطلح ألنواع‬
‫الشخصية بما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬الشخصية المسطحة‪ :‬هي الشخصية التي تتخذ في النص السردي دو ار ثانويا‪ ،‬وهي‬
‫ال تتغير وان تغير مجرى األحداث فهي ثابتة السلوك والفكر والتعرف‪ ،‬وغالبا تكشف أو‬
‫تصور لنا الشخصيات األخرى وفق نمطيتها وثباتها‪ ،‬فتعين القارئ أو المتلقي على‬
‫فهمها(‪)2‬؛ أي أن الشخصية المسطحة هي الشخصية البسيطة التي تمض على حال ال‬
‫تكاد تتغير وال تتبدل في عواطفها ومواقفها‪ ،‬وأطوار حياتها بعامة‪ ،‬فهي ما يعرف‬
‫بالشخصية الهزلية أو الكاريكاتير التي يتذكرها القارئ بسهولة وال تحتاج من المؤلف إعادة‬
‫تقديم لكونها ال تتطور عما كانت عليه‪.‬‬

‫‪-2‬الشخصية المعقدة‪ :‬هي الشخصية المركزيةأو المحورية في النص السردي‪ ،‬التي تتخذ‬
‫دو ار رئيسيا فيه‪ ،‬إذ بأفعالها يتغير مجرى السرد‪ ،‬وتنمو الحبكة‪ ،‬فهي شخصية نامية من‬
‫حيث الفكر والسلوك والرؤية والموقف والتصرف على صعيد القصة‪ ،‬ويصطلح عليها بعدة‬

‫حسن بحراوي‪ :‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬ص‪.014‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أحمد كريم الخفاجي‪ :‬المصطلح السردي في النقد األدبي العربي الحديث‪ ،‬ص‪.994‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪23‬‬
‫الشخصية و املفهوم‬ ‫الفصل األول‬
‫مصطلحات م اردفة لها وهي (الشخصية الدينامية) أو (المحورية) أو (المعقدة) أو‬
‫(‪)1‬‬
‫(المتحركة) أو (المكثفة) أو (المتعددة األبعاد) أو (المتغيرة)‪.‬‬

‫أي أن هذه الشخصية ال تستقر على حال‪ ،‬وال يستطيع القارئ أن يعرف مسبقا ما‬
‫سيؤول إليه أمرها‪ ،‬ألنها متغيرة األحوال فهي المغامرة الشجاعة المعقدة‪ ،‬المركبة من‬
‫مجموعة من السمات والتي تبدو غير منسجمة ويصعب التنبؤ بمصيرها حيث تدهش‬
‫القارئ بما لم يتوقعه‪ ،‬ثم إن مع هذا اإلدهاش تقنع بواقعية ماتفعل‪ ،‬ولها تأثير على‬
‫الدائم‪.‬‬
‫األحداث والشخصيات األخرى بسبب تطورها ّ‬

‫(‪)1‬أحمد كريم الخفاجي‪ :‬المصطلح السردي في النقد األدبي العربي الحديث‪ ،‬ص‪.793‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬
‫أوال‪-‬تقديم الشخصيات‪.‬‬

‫أ‪-‬التقديم الذاتي‪.‬‬

‫ب‪-‬التقديم الغيري‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬أنواع الشخصيات في الرواية‪.‬‬

‫أ‪ -‬الشخصيات الرئيسية‪.‬‬

‫ب‪ -‬الشخصيات الثانوية‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬عالقة الشخصيات باألحداث والزمان والمكان‪.‬‬

‫‪-‬الحدث ‪.‬‬

‫‪-‬المكان ‪.‬‬

‫‪-‬الزمان‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫دراسة الشخصيات في رواية "الشراع والعاصفة"‬
‫أوال‪ :‬تقديم الشخصيات‬

‫أ‪ -‬التقديم الذاتي‬


‫ب‪ -‬التقديم الغيري‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع الشخصيات في الرواية‬

‫أ‪ -‬الشخصيات الرئيسية‬


‫ب‪ -‬الشخصيات الثانوية‬

‫ثالثا‪ :‬عالقة الشخصيات باألحداث والزمان والمكان‬

‫‪ -‬الحدث‬
‫‪ -‬المكان‬
‫‪ -‬الزمان‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫تحتوي رواية "الشراع والعاصفة" على شخصيات عديدة يمكن تقسيمها كاآلتي‪:‬‬

‫الرواية‪:‬‬
‫‪-1‬شخصيات تحتل القسم األكبر من ّ‬

‫• شخصية محمد بن زهدي الطروسي‬

‫‪-2‬شخصيات تحتل مساحة أقل لكنها مؤثرة‪:‬‬

‫• أم حسن‬

‫• أبو محمد‬

‫• صالح برو‬

‫• أبو رشيد‬

‫• أبا أمين‬

‫• أبو حميد‬

‫• نديم مطهر‬

‫• إسماعيل كوسا‬

‫‪-3‬شخصيات ال تظهر بنفسها وانما من خالل السارد ولها تأثير في مجرى الرواية‪:‬‬

‫• الريس قدري الجانودي‬

‫• خليل‬

‫• كامل‬

‫• ماريا‬

‫‪26‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫• فاطمة‬

‫• أبوفضل‬

‫وغيرهم من الشخصيات التي سنتطرق إليها أثناء دراستها‬

‫حضيت دراسة الشخصية الروائية باهتمام كبير من طرف الباحثين والنقاد‪ ،‬فقد‬
‫تطور مفهومها إلى حد كبير‪ ،‬فتعد العمود األساسي في العمل الروائي‪ ،‬فال يمكننا تصور‬
‫رواية دون طغيان شخصيات يقحمها الروائي فيها‪ ،‬إذ هي العنصر األساسي في سبيل‬
‫تحقيق الرواية‪.‬‬

‫لتفترض‬ ‫(‪)1‬‬
‫فالشخصية «هي التي تساهم عمليا في األحداث فتقوم بوظيفة الفعل»‬
‫وجودها في العمل الروائي إذ تعد هي مصدر الحوادث‪ ،‬وعصب الحياة‪ ،‬ومحور الحركة‬
‫في القصة‪ ،‬فالكاتب يستمد شخصياته من الحياة‪ ،‬ولكنه ال ينسخها عنها نسخها؛ بل‬
‫يقتبس منها بعض المالمح ثم يكونها جسميا ونفسيا واجتماعيا‪.‬‬

‫وهنا نحن بصدد إلقاء الضوء على شخصيات من رواية "الشراع والعاصفة" فهي‬
‫رواية اجتماعية تروي قصة بحار فقد مركبه إثر عاصفة هوجاء‪ ،‬وعاء إلى الشاطئ‬
‫وأمنية الوح يدة هي العودة إلى البحر على ظهر مركب جديد وهذا الرجل هو بطل الرواية‬
‫"محمد بن زهدي الطروسي"‪.‬‬

‫جرار جينيت وآخرون‪ :‬نظرية السرد (من وجهة النظر والتبئير)‪ ،‬ترجمة ناجي مصطفى‪ ،‬منشورات الحوار‬ ‫(‪)1‬‬

‫األكاديمي‪ ،‬ط‪ ،1191 ،1‬ص‪.111‬‬

‫‪27‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫أوال‪ :‬تقديم الشخصيات‪:‬‬

‫أ‪-‬التقديم الذاتي‪:‬‬

‫يشير النقاد بمصطلح (تقديم الشخصية) إلى الطرق التي يعتمدها الروائي في تقديم‬
‫شخصياته إلى القارئ‪ ،‬وقد أكد "فيليب هامون" ذلك في كتابه الشهير‪( :‬سيميولوجية‬
‫الشخصيات الروائية) أن عملية تقديم الشخصيات تتم من خالل دال منفصل‪ ،‬أي‬
‫مجموعة متناثرة من اإلشارات التي يمكن تسميتها « ِس َمتُهُ»(‪ ،)1‬فهذه اإلشارات هي في‬
‫األصل معلومات تعريفية يرسلها المؤلف إلى القارئ عن طريق الراوي أو عن طريق‬
‫شخصية مساعدة‪.‬‬

‫كما يرى (حسن بحراوي) أن هذا الشكل من التقديم أي (وصف الشخصية لذاتها)‪،‬‬
‫هو أقل أنواع تقديم الشخصية توات ار في األعمال السردية‪ ،‬فهو نوع يطرح «عدة قضايا‬
‫ترتبط بمعرفة الذات‪ ،‬وكيف يمكن في نفس الوقت معرفة الذات ونقل تلك المعرفة إلى‬
‫اآلخر‪ ،‬ذلك أنه من الصعب رؤية الذات بنفس البرود الذي نرى به اآلخر‪ ،‬ومن هنا تعقد‬
‫فالشخصية الروائية وفق هذا المظهر‬ ‫(‪)2‬‬
‫مشكلة النظر إلى الذات وتقديمها إلى القارئ»‬
‫من صنع التقديم‪ ،‬تقديم ذاتها بذاتها‪ ،‬مستغنية عن كل الوسائط التي يمكن أن يسند إليها‬
‫نقل المعلومات المتعلقة بها إلى المتلقي‪ ،‬حيث تعبر عن ذاتها وتحدد أفكارها وطموحاتها‪،‬‬
‫وبذلك تبلور موقعها الخاص بها في منظومه الحكي‪ ،‬دون تدخل صوت آخر‪.‬‬

‫وفي رواية (الشراع والعاصفة ) لعب البطل وهو "الطروسي" دو ار مهما في تقديم‬
‫شقيا أكثر من كل الذين ترونهم على‬
‫(شخصيته) ويتمثل ذلك خالل قوله‪( :‬أنا كنت رجال ّ‬
‫الشاطئ‪ ،‬كنت ابن ميناء عن حق‪ ،‬لقد سببت للوالدين‪ ،‬يرحمهما اهلل‪ ،‬متاعب ومخاوف‬
‫كثيرة‪ ،‬وكانت أختي فاطمة وليس لي غيرها هي التي تستر علي‪ ،‬وتفكني حين يربطني‬

‫ينظر فيليب هامون‪ :‬سيميولوجية الشخصيات الروائية‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ينظر حسن بحراوي‪ :‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬ص‪.222‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪28‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫والدي إلى عمود البيت‪ ...‬كلما تيسرت لي سفرة أزورها‪ …..‬بعد مدة اكتشاف أن أختي‬
‫عني‪ ،‬وتسأل اهلل أن يهديني إلى الزواج‪ ،‬وتقول أنها ستخطب لي قريبا وتسمع‬
‫تتحدث ّ‬
‫نساء الحي فتقول كل واحدة في نفسها ((لعلى وعسى)) (األخت أم ثانية يا جماعة‪ ،‬لم‬
‫(‪)1‬‬
‫أرها منذ زمن‪ ،‬والعائلة إذا مات األب واألم تفرقت‪.)...‬‬

‫ففي هذا المقطع االسترجاعي الذي قدم فيه البطل ذاته تعرفنا على حياته األسرية‬
‫فهو يصف لنا ما عاشه من شقاء وفي نفس الوقت يصف لنا حب وحنان أخته الوحيدة‬
‫ومحبتها الزائدة له‪ ،‬فهو يصف األخت ويعتبرها بمثابة األم‪ ،‬وعندما تزوجت أحس بالوحدة‬
‫والشوق لها‪.‬‬
‫كما نجد مثاال تقديميا ثانيا والمتمثل في «‪...‬أنا مختلف عن سائر أصحاب‬
‫(‪)2‬‬
‫المقاهي‪ ،‬ال أقضي عمري في مراضاة الناس‪ ...‬أنا لم أخلق لهذه المهنة»‪.‬‬
‫ففي هذا التقديم يوضح لنا الطروسي أنه فعال لم يخلق لهذه المهنة أي مهنة‬
‫(القهوجي) فعال شيء صعب بحار يتحول إلى قهوجي فمن الصعب أن يتخلى اإلنسان‬
‫عن مهنته ليزاول مهنة أخرى إنها لم اررة يزيد في م اررتها أن المبتلي بها يقيم منها على ما‬
‫يقيم الزوج من زوج ال يحبها‪ ،‬أو حياة ال يرضاها لكنه العتبارات أو ضرورات‪ ،‬ال‬
‫يستطيع تركها‪.‬‬
‫ونجد أيضا رئيس المين اء "أبو أمين" يقدم نفسه ويأخذ بعض المقتطفات من حياته‬
‫حيث يقول‪:‬‬
‫«‪...‬أنا عنيد‪ ،‬كافر‪ ،‬مؤمن‪ ،‬أربح وأنفق‪ ،‬أشرب وأحب‪ ،‬وأخذ حظّي من الحياة‪ ،‬أخالف‬
‫الدين طمعا في المغفرة‪ ...‬لم أقض ليلة مع امرأة إال شكرتها وتمنيت لو أن معي زهرة‬
‫(‪)3‬‬
‫أتركها لها على الطاولة»‪.‬‬

‫حنا مينة‪ :‬الشراع والعاصفة‪ ،‬سورية‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪ ،1192 ،1‬ص‪. 01-01‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪ )3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.89‬‬

‫‪29‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫(‪...‬أنا حين كنت في سن الزواج‪ ،‬لم أكن قد شبعت من العزوبية ولما شبعت كان‬
‫وقت الزواج قد فات‪ ...‬أنا إنسان ال تستطيع امرأة واحدة أن تضبطني‪ ...،‬قد رأيت كثي ار‬
‫من أرامل وايتام البحارة‪ ،‬فأدمى منظرهم قلبي وخفت الزواج وانجاب األطفال‪ ...‬صحيح‬
‫أنني لم اعلق في فخ امرأة بعد)(‪.)1‬‬

‫وحاصل ما أراد أن يقوله (نديم) أنه رجل ضعيف من ناحية المرأة فهو يخاف من‬
‫الزواج ألن حياة البحار تتعلق بالبحر كالجندي الذاهب إلى المعركة اليعلم أيعود أم ال‪.‬‬

‫ونعرض في هذا الجدول بعض المواصفات لهذه الشخصيات‪:‬‬

‫مصدر‬
‫المعلومات‬ ‫الشخصية‬
‫المعلومات‬
‫الصفات‬ ‫الصفات‬
‫الصفات النفسية‬
‫اإلجتماعية‬ ‫الخارجية‬ ‫الشخصية‬
‫بطل‬
‫‪-‬قلق‬ ‫نفسها‪ :‬البطل‬
‫‪-‬شقي‬ ‫أصله من القرية‬
‫‪-‬متعصب‬
‫‪-‬عنيد‬
‫‪-‬رئيس الميناء‬ ‫‪-‬كافر‬ ‫‪/‬‬ ‫الشخصية نفسها‬ ‫أبو أمين‬
‫‪-‬شارب‬
‫هذا التقديم الذي ذكره الطروسي يمنح القارئ فرصة‪ ،‬تخيل شكل بطل الرواية‪ ،‬وهو‬
‫يعاني من حياته البائسة الشقية والعبرة من وراء ذلك هي إطالع القارئ على حجم المعاناة‬
‫التي يعيشها هذا البطل في حياته عندما فقد مركبته في عرض البحر وتحول من بحار‬
‫إلى عامل في المقهى‪.‬‬

‫(‪ )1‬حنا مينة‪ :‬الشراع والعاصفة‪ ،‬ص‪.81‬‬

‫‪30‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ب‪-‬التقديم الغيري(تقديم الشخصية عن طريق الراوي)‪:‬‬

‫إن الشخصية الروائية وفق هذا المظهر من صيغ التقديم يختفي صوتها‪ ،‬ويجري‬
‫تقديمها داخل منظومة الحكي بواسطة طرف آخر‪ ،‬يجب أن يكون ملما بالمعلومات‬
‫الربط بينهما وبين أفعال الشخصيات في مختلف األوضاع‬
‫الالّزمة عنها‪ ،‬كي يتمكن من ّ‬
‫الحكائية التي تتموضع فيها‪« .‬فمصدر هذه المعلومات هو السارد وليس الشخصية‬
‫(‪)1‬‬
‫ذاتها»‪.‬‬
‫ومن عينات تقديم الراوي لبعض الشخصيات في الرواية هذا المقطع الذي يصف‬
‫فيه البطل "محمد بن زهدي الطروسي"‬
‫«الطروسي رجل يؤمن بمجيء ساعته‪ ،‬ويعمل لها‪ ،‬يخلص في إيمانه وعمله‬
‫إخالصا عجيبا‪..........‬‬
‫‪ ...‬فهو إنسان عصبي وكثير الشتائم‪...،‬ال يحب أن يفسد عليه جلستة أحد ففي‬
‫هذا المقطع الراوي يتحدث عن طبائع بطل الرواية أنه يحب اإلخالص في عمله ألنه‬
‫محب للبحر فهو صديقه اللدود يؤمن بسلطنة البحر كما يؤمن بسلطنة المرأة‪ ،‬فالبحر‬
‫الرمادية الباردة كان يبحر نحو جزر مهجورة»‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫يجتذ به بعيونه ّ‬
‫وفي المقطع الثاني قدم لنا الراوي شخصية الطروسي وصفه باإلنسان العصبي‪،‬‬
‫فهذا نتيجة تحوله من بحار إلى قهوجي هو لم يخلق لهذه المهمة هذا ما جعله أن يكون‬
‫إنسان عصبي فهو في داخله يرفض وظيفة القهوجي‪ .‬فما أصعب ان يترك اإلنسان مهنتة‬
‫ليزاول مهنة أخرى‪.‬‬
‫فالبحر عند الطروسي هو سلطان‪ ،‬إنه مسرح للفعل كما هو األخ والصديق والعدو‪،‬‬
‫فالطروسي يتوق إلى الهروب لكنه ال يستطيع ذلك فالبحر يوجد داخله على شكل موانئ‬
‫وخمارات ومعارك وعاهرات‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر محمد بوعزة‪ :‬تحليل النص السردي –تقنيات ومفاهيم‪ ،-‬ص‪.81‬‬
‫)‪ (2‬حنا مينة‪ :‬الشراع والعاصفة ص‪.29‬‬

‫‪31‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫كما يقدمه أيضا في هذا المقطع «‪ ...‬أما محمد بن زهدي الطروسي ال يتراجع وال‬
‫يهرب‪ ،‬وال يخشى البلل‪ ،‬وحين تأتيه الموجة يكتفي بالقفز من مكانه‪ ،‬مستثي ار البحر ليتابع‬
‫لعبته بعنف‪ ...‬أشد‪ ،‬إنه ال يبرح الشاطئ‪ ،‬هنا ماضية‪ ،‬مقره‪ ،‬هنا ماضيه‪ ،‬هنا بيته‪ ،‬هنا‬
‫مستقبله‪ ...‬هنا افتتح مقهاه ليبقى على صلة دائمة بالبحر لما تبقى له من سنى العمر‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ...‬يظل على صخور الشاطئ حالما حلمه الخاص‪.»...‬‬
‫فالشاطئ والبحر مقر الطروسي هنا ماضيه ومستقبله كالهما «‪ ...‬لقد جاهد في‬
‫أول عمره جهادا شاقا‪ :‬عمل في الميناء وفي البحر وفي الصيد‪ ،‬اشتري فلوكة ثم باعها‬
‫واشترى شختورة ‪ ،‬وبدل وغير‪ ،‬واستقر أخي ار في "المنصورة" كان شريكا فيها أوال ثم‬
‫أصبحت ملكة‪ ،‬أصبح مسؤوال عنها وعن بحارتها كان قانعا ألن المنصورة ملكه‪ ،...‬كانت‬
‫سنته«أصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب»‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫اكتفى الراوي بتقديم شخصية واحدة‪ ،‬وهي شخصية الطروسي الذي يمثل الشخصية‬
‫الرئيسية في هذا العمل الروائي‪.‬وهذا الجدول يبين ذلك‪:‬‬
‫مصدر‬
‫المعلومات‬ ‫الشخصية‬
‫المعلومات‬
‫الصفات‬
‫الصفات الخارجية الصفات النفسية‬
‫االجتماعية‬
‫الراوي الغائب ‪-‬انتمائه الى مدينة‬
‫‪-‬مؤمن‬
‫الالذقية شخصية‬ ‫العالم بكل‬ ‫الطروسي‬
‫‪-‬كثير الشتائم‬ ‫‪-‬مخلص‬
‫حيوية يتميز‬ ‫شيء‬
‫‪-‬عصبي‬ ‫‪-‬يحس بالغربة‬
‫باالستم اررية‬
‫‪-‬الثقة بالنفس‬
‫‪-‬شجاع‬

‫(‪ )1‬حنا مينة‪ :‬الشراع والعاصفة‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫(‪ )2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.01‬‬

‫‪32‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ج‪-‬تقديم الشخصية عن طريق شخصية أخرى‪:‬‬

‫إن تقديم الشخصية من طرف شخصية أخرى مشاركة لها في نفس الحدث‪ ،‬يعكس‬
‫منظو ار ذاتيا هو موقف الشخصية المنجزة ‪ ،‬والذي يتحدد ويتأثر بشكل العالقة التي تجمع‬
‫ألن شخصيات الرواية يؤثر بعضها في البعض اآلخر‪ ،‬لذلك يجب أن تتميز‬ ‫(‪)1‬‬
‫بينهما‪.‬‬
‫الشخصية المسند إليها تقديم شخصية أخرى بالقدرة على إنجاز التقديم بما يفرض عليها‬
‫أن تكون على علم كاف بالشخصية التي ستقدمها وهذا ينشأ على مستوى هيمنتها عليها‬
‫في بعض األحيان وطبيعة عالقتها بها‪.‬‬

‫ب عد قراءتي للرواية أحدد تقديم لبعض الشخصيات من طرف شخصيات أخرى يقول‬
‫(الطروسي) في تقديمه لشخصية (نديم) «‪ ...‬رجل يعتد بساعدة‪ ،‬له شبابه ووجاهته‪،‬‬
‫يسير مختاال بقامته الفارغة‪ ،‬وكتفه العريضين‪ ،‬ووجه المدور‪ ،‬ولباسه الفاخر له مجلسه‬
‫الخاص‪ ،‬وأنصاره المنتفعون منه‪ ...،‬لم يكن على صالت بزعماء المدينة التقليديين‪ ،‬ألنه‬
‫بحكم عمله‪ ،‬يرتبط بشركات النقل والمصدرين‪...،‬‬

‫(‪)2‬‬
‫‪ ...‬له سروال داخلي ناصع البياض»‪.‬‬
‫فهذه تعليقات ووصف ساخر يقدمه محمد بن زهدي عن شخصية نديم إال أنها‬
‫تظهر القارئ بعضا من الصفات الخفية لهذه الشخصية المعارضة‪.‬‬
‫التقديم الثاني يتمثل في شخصية (أم الحسن) من قبل (الطروسي) حيث يقول‪:‬‬
‫«‪ ...‬كانت موردة الخدين‪ ،‬موفورة الصحة‪ ،‬ريانه كغرسة سقيت في الماء‪ ،‬يتصاعد من‬
‫كل مسام جسدها األبيض نداء‪ ...‬آثار األحمر على شفتيها ِاختمار النوم يتضح من‬
‫جسدها الحار‪ ...‬مبعثرة الشعر»(‪.)3‬‬

‫ينظر محمد بوعزة‪ :‬تحليل النص السردي –تقنيات ومفاهيم‪ ،-‬ص‪.81‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪ )2‬حنا مينة‪ :‬الشراع والعاصفة‪ ،‬ص‪.82‬‬


‫(‪ )3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.82‬‬

‫‪33‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫فهذه صفات (أم حسن) ذكرها (الطروسي) وهو في نفس الوقت زوجها ليمنح القارئ‬
‫فرصة للتطلع على شخصية أم الحسن والتي تشكل ِامتدادا طبيعيا لشخصية (الطروسي)‬
‫الذي يجدها ملجأ روحيا ونفسيا وعاطفيا‪.‬‬

‫وأما التقديم الثالث هو تقديم شخصية (الطروسي) من قبل (زكية)خادمة (أم الحسن)‬
‫تقول‪:‬‬

‫«‪ ...‬هذا رجل ال كالرجال بابنتي‪ ،‬فحل وشجاع‪ ...،‬فالرجولة ليست في العمر‪ ...‬من يوم‬
‫رأيته في طاقة السجن ِاشتهيته لك‪ ...،‬أنا يئست أحببته كما أحببت أي رجل من قبل‪ ،‬أنه‬
‫رجل مهيب‪ ،‬نصف رجال البلد تحسب حسابه‪ ،‬ومن يوم دخل البيت‪ ،‬أدركتنا الحماية‬
‫(‪)1‬‬
‫ورحمة اهلل»‪.‬‬

‫وحاصل ما أرادت أن توصله لنا (زكية) هو وصف (الطر ِ‬


‫وسي) بالصفات الحسنة‬ ‫ُ‬
‫واقناع (أم الحسن) أنه رجل شهم يتميز بصفات تجعله يختلف عن غيره من الرجال‬
‫وتنصحها بالمحافظة عليه فإنها لن تجد رجال يحبها من غير (الطروسي)‪.‬‬

‫التقديم الرابع يتمثل في وصف شخصية (خليل) من قبل (بطرس) ونجد ذلك في هذا‬
‫المقطع‪:‬‬

‫«‪ ...‬كان خليل طويال‪ ،‬ذا ِانحناءة زادت مع األيام غليظ الشفتين أحمر الوجه والعينين‪،‬‬
‫رائع الحديث عن الصيد‪ ،‬وحياة البحر في كل وقت‪ ...‬يعيش في الميناء‪ِ ،‬اعتاد تشرف‬
‫(‪)2‬‬
‫المقهى على دفعات‪ ...‬يتركها حتى تبرد تماما»‪.‬‬

‫التقديم الخامس تمثل في وصف عمال الميناء لألستاذ (كامل) من خالل قولهم‪:‬‬

‫(‪ )1‬حنا مينة‪ :‬الشراع والعاصفة‪ ،‬ص‪.118‬‬


‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.10‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪34‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫« كان طويال في غير إفراط‪ ،‬ذا وجه يميل إلى الطول‪ ،‬وشعر أسود وبشرة بيضاء‪ ،‬وعينين‬
‫صافيتين نفاذتين‪ ،‬وكان صبورا‪ ،‬يألف األجواء الجديدة بسرعة‪ ،‬ويحب المقاهي الشعبية‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ويصغي جيدا‪ ،‬وال يضيق بالنقاش مهما تفرغ أو طال»‪.‬‬

‫أما تقديم شخصية (أبو محمد) من قبل (خليل) تمثلت في هذه األسطر‪:‬‬

‫« كان يرتدي معطفا عتيقا أسود‪ ،‬فوق سروال قصير الكمين‪ ،‬وكان ذقنه طويلة‪ ،‬وشعراته‬
‫الباقيتان قد تفرقت في أم رأسه‪ ،‬وحاجباه يتهدالن فوق جفنيه تهدل شاربيه فوق فمه‪ ،‬وفي‬
‫(‪)2‬‬
‫رجليه "شحاطة" يبرز منها إبهام قدماه اليمنى»‪.‬‬

‫فخليل هنا قدم لنا هذه الشخصية من خالل وصف أحوالها وعواطفها وأفكارها‪ ،‬فقد‬
‫حدد مالمحها العامة وقدم أفعالها بأسلوب الحكاية‪.‬‬

‫مباشر لشخصية (أبو زكور) من طرف شخصية أخرى وهي‬


‫ا‬ ‫كما نجد أيضا تقديما‬
‫شخصية (الرحموني) يقول‪:‬‬

‫«‪ ...‬له قامة عمالقة‪ ...‬واألحمر ذي الخدين الممتلئين‪ ،‬والشارب الكثيف‪ ،‬وقد كان يفتل‬
‫(‪)3‬‬
‫شاربه‪ ،‬ويفكر بشيء ما»‪.‬‬

‫فهذا تقديم خارجي ألبي زكور وهو في مقهاه‪ ،‬هذا التقديم للقارئ لكي يطلع على‬
‫شخصية (أبو زكور) التي لم يصفها لنا الراوي‪.‬‬

‫أما تقديم (أبو محمد) لشخصية الطروسي تمثل فيما يلي‪:‬‬

‫(‪ )1‬حنا مينة‪ :‬الشراع والعاصفة ‪ ،‬ص‪.181‬‬


‫(‪ )2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.218‬‬

‫‪35‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫«‪ ...‬الجسم األسمر الضامر‪ ،‬بغير هزال‪ ،‬والوجه النحيل البيضوي بذقنه المستديرة‪،‬‬
‫ونظرته الجارحة‪ ،‬وأنفه الطويل‪ ،‬وهذا الجرح الذي يشطر الخد األيمن ويترك أثره عليه‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وهاتان الكتفان المجتمعتان المتحفزتان أبدا لمواجهة خطر مجهول»‪.‬‬
‫(فأبو محمد) يريد في هذا المقطع أن يوصل للقارئ أن (الطروسي) رجل صلب‬
‫مشبوب النزوات‪ ،‬نزق الطابع فهو أوصل للقارئ مالم يصفه الروائي في (الطروسي)‪.‬وفي‬
‫هذا الجدول نقدم بعض المواصفات لهذه الشخصيات ‪:‬‬
‫المعلومات‬ ‫مصدر المعلومات‬ ‫الشخصية‬
‫الصفات‬ ‫الصفات‬
‫الصفات النفسية‬
‫الخارجية‬ ‫االجتماعية‬
‫‪-‬قامته فارغة‬
‫الطروسي‬ ‫نديم‬
‫‪-‬كتفيه‬
‫قلق‬ ‫فقير‬
‫عريضتين‬
‫‪-‬وجهه مدور‬
‫‪-‬موردة الخدين‬
‫‪-‬متشردة‬
‫‪-‬جميلة‬ ‫متوترة‬ ‫الطروسي‬ ‫أم الحسن‬
‫–ضائعة‬
‫‪-‬بيضاء البشرة‬
‫‪-‬فقير‬
‫‪-‬فحل وشجاع‬
‫‪/‬‬ ‫‪-‬بحار‬ ‫زكية‬ ‫الطروسي‬
‫‪-‬رجل مهيب‬
‫‪-‬قهوجي‪...‬‬
‫‪-‬طويل القامة‬ ‫‪-‬صبور‬
‫‪-‬شعره أسود‬ ‫‪-‬اليضيق‬ ‫أستاذ‬ ‫عمال الميناء‬ ‫كامل‬
‫‪-‬بشرته بيضاء‬ ‫للنقاش‬

‫(‪ )1‬حنا مينة‪ :‬الشراع والعاصفة ‪ ،‬ص‪.111‬‬

‫‪36‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ثانيا‪:‬أنواع الشخصيات في الرواية‪:‬‬
‫أ‪-‬الشخصيات الرئيسية‪:‬‬
‫تعتبر الشخصيات الرئيسية شخصيات فنية‪ ،‬يصطفيها الراوي لتمثل ما أراد تصويره‬
‫أو ما أراد التعبير عنه من أفكار أو أحاسيس‪ ،‬وتتمتع الشخصية الفنية الممكن بناؤها‬
‫باستقاللية في الرأي‪ ،‬وحرية في الفكر داخل مجال النص الروائي‪ ،‬وتكون هذه الشخصية‬
‫قوية ذات فاعلية كلما منحها الراوي حرية‪ ،‬وجعلها تتحرك وتنمو وفق قدراتها وارادتها‬
‫بينما يختفي هو بعيدا يراقب صراعها‪ ،‬وانتصارها أو إخفاقها وسط المحيط االجتماعي أو‬
‫السياسي الذي رماها فيه‪.‬‬
‫وأبرز وظيفة تقوم بها هذه الشخصية هي تجسيد معنى الحدث القصصي أو‬
‫الروائي‪ ،‬لذلك فهي صعبة البناء وطريقها محفوف بالمخاطر‪ ،‬وعند تأمل الرواية نصنف‬
‫هذه الشخصيات ضمن الشخصيات الرئيسية‪.‬‬
‫‪ ‬الطروســي‪:‬‬
‫ينتمي الطروسي إلى المستوى البطولي الذي تمتاز به الشخصية بمستوى نفسي‬
‫يفوق مستوى البشر العاديين وبما تمتلك من مثل وقيم ورؤية واضحة وبما تحقق من مآثر‬
‫وبقدرتها على التأثير باآلخرين فالطروسي في هذه الرواية شخصية قوية متماسكة واثقة‬
‫ثابتة في قيمتها‪ ،‬تعرف هدفها وذلك من خالل وصف الراوي له في هذا المقطع‬
‫"الطروسي ال يتراجع‪ ،‬وال يهرب‪ ،‬وال يخش البلل‪ ،‬حين تأتيه الموجة يكتفي بالقفز من‬
‫فالطروسي رجل بحار يهوى البحر‪ ،‬فالبحر بالنسبة له‬ ‫مكانه‪ ...‬ليتابع لعبته بعنف أشد"‬
‫(‪)1‬‬

‫سلطان إذ يقاتل دفاعا عن نفسه وعن حقه في العيش على الشاطئ‪.‬‬


‫كما يعد هذا البطل إنسانا مبتليا في حياته عاش حياة شقاء في الماضي مع عائلته‬
‫وال زال يعاني من ظروف الحياة القاسية التي حولته من بحار مغامر يتصدى لكل‬
‫األخطار إلى قهوجي يتحصل على قوت يومه بشق النفس وهذا المقطع يبين ذلك‪:‬‬

‫حنا مينة‪ ،‬الشراع والعاصفة‪ ،‬ص ‪.12‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪37‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫"ما أصعب أن يتخلى اإلنسان عن مهنته ليزاول مهنة أخرى‪ ،‬البحار يصبح قهوجي‬
‫والقهوجي بحار‪ ...،‬إنها لم اررة يزيد في م اررتها أن المبتلي بها يقيم منها على ما يقيم‬
‫الزوج من زوج ال يحبها‪ ،‬لكنه الختبارات أو ضرورات‪ ،‬ال يستطيع تركها‪........‬‬
‫‪ ...‬ال أستطيع أن أكون كسائر أصحاب المقاهي‪ ،‬أقضي عمري في مرضاة‬
‫الناس"‬
‫(‪)1‬‬

‫فالطروسي بطل الرواية رجل شجاع وواثق من نفسه وهذا ما نجده في بعض‬
‫األسطر‪" :‬الطروسي يهاجم صالح أمام المقهى‪ ،‬واثقا من نفسه‪ ،‬فما دامت خيزرانته في‬
‫كفه‪ ،‬فلن تطالعه أية مدية‪......‬‬
‫كما أنه تلقى العديد من الطعنات من بعض أصحاب الموانئ لكنه ظل عنيد‪ ،‬ال يود‬
‫أن يغادر البحر وهذا ما يثبت ذلك‪" :‬إذا سافر اإلنسان أراح واستراح أنه يبتعد عن الميناء‬
‫وجوها‪ ...‬لكني ال أستطيع السفر"‬
‫(‪)2‬‬

‫فالبحر صديقه اللدود‬ ‫"ال يمكنه مفارقة البحر‪ ،‬وال السفر على متنه قبل أن يأتي الفرج"‬
‫(‪)3‬‬

‫تأزمت حياته لكنه ظل يقاتل دفاعا عن نفسه ودفاعا عم حقه للعيش على الشاطئ في‬
‫انتظار ساعة اإلبحار‪.‬‬
‫غرق مركبة (الطروسي) غير مجرى حياته‪ ،‬تقلبت رأسا على عقب‪ ،‬كان في‬
‫الخامسة واألربعين من عمره حين حدث ذلك كانوا ينادونه الريس‪.‬‬
‫كما تعرف (الطروسي) على ماريا حين كان يزور الموانئ على مركبته‪ ،‬هي المرأة‬
‫األولى في حياته لكنها ال تريد الزواج منه‪.‬‬
‫وهذه األسطر تثبت ذلك‪" :‬أذهب إلى رومانيا أرى ماريا‪ ،‬أطفئ شوقي‪ ...‬في ألي‬
‫بلد أصبحت (ماريا) وهل ما زالت تنتظري‪ ،‬أم استبدلتني برجل آخر‪.......‬‬

‫حنا مينة‪ :‬الشراع والعاصفة‪ ،‬ص ‪.12‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.12‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫‪38‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ ...‬أحبها ومازال‪ ،‬فمن بين كل النساء اللواتي عرفهن في موانئ المتوسط استأثرت قلبه‬
‫دون سواها‪ ،‬إنها أميرة‪ ،‬وقد أحب هو األمارة في الجمال والوقار وكرههما‪ ،‬أو لم يأبه لهما‬
‫فيما عدا ذلك"‬
‫(‪)1‬‬

‫كان (الطروسي) أيضا يقابل األشياء بصبر طويل‪ ،‬يدفعها باألحسن‪ ،‬ال يهرب‬
‫منها وال يتخاذل أمام المصاعب‪ ،‬وهذا ما جاء في نص الرواية "كان الطروسي يقابل‬
‫الحياة بصبر تارة‪ ،‬وبضيق طورا‪ ،‬ويدفعها باألحسن‪ ،‬ويدفعها باألسوء‪... ،‬دخل السجن‬
‫مرة ودفع الغرامات مرات‪ ،‬عرف أنماطا من المهربين‪ ،‬وأصنافا من المحتالين‪ ،‬وضروبا‬
‫من الخبثاء وضروبا من الطيبين‪ ،‬كره األشياء‪ ،‬وتألم لبعض النذاالت‪ ،‬ظل بحا ار يدير‬
‫(‪)2‬‬
‫مقهى على الشاطئ"‬
‫وفي آخر المطاف وجد (الطروسي) امرأة تحميه من التشرد‪ ،‬وهي أم حسن التي‬
‫حماها هي أيضا من أيدي المغتصبين إذ يقول "أنت لي بعد اليوم‪ ،‬ومعنى هذا أن إنسانا‬
‫لن يمسك‪ ،‬فاطمئني‪......‬‬
‫فاطمأنت‪ ،‬وأحبت‪ ،‬وأخلصت‪ ،‬لقد وجدت أخي ار رجلها‪ ،‬ووجد الطروسي امرأته"‬
‫(‪)2‬‬

‫تمثل دور البطل أيضا في التخلص من معركة ضد نقيضه‪ ،‬وانقاذ شختورة‬


‫(الرحموني) التي كانت على وشك الغرق لوال تطوع (الطروسي) كما خلص أيضا مع‬
‫بعض البحارة لنقل السالح إلى المناضلين الذين يقاتلون المستعمر الفرنسي‪.‬‬
‫أن النص الروائي يقدم الطروسي (الشخصية الرئيسة في النص) من خالل سلسلة‬
‫من القيم التي تتمثل في "الرجولة والشهامة والكرامة والشجاعة"‪ ،‬إنها قيم مثمنة في ذاتها‬
‫ولذاتها‪ ،‬لها عالقة بكل ما يمكن أن يمجد اإلنسان فهي حسب الرواية قيم الشعب وأخالق‬

‫حنا مينة‪ ،‬الشراع والعاصفة‪ ،‬ص ‪.110‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.09‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.111‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪39‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الشعب التي يجب الكشف عنها وابرازها‪ .‬صحيح أنه ليس عامال‪ ،‬وال فالحا ولكنه من‬
‫الشعب‪ ،‬أبناء الشعب المخلصين‪.‬‬
‫‪ ‬أم حســن‪:‬‬
‫إن المظهر الخارجي للمرأة ال يعطي القاعدة الحقيقية لمعرفة حقيقة الشخصية حيث‬
‫أن العديد من الدراسات النفسية واإلجتماعية حاولت الوصول إلى صلب الشخصية‬
‫وتحليلها واعطائها أبعادها‪ ،‬ومن خالل ذلك سنتطرق على شخصية المرأة في الرواية‬
‫ودورها الفعال في سيرورة أحداث الرواية‪ ،‬بما أن المظهر الخارجي للمرأة ال يحتاج إلى‬
‫تسويغ أو تفسير مستفيض بعد كل الذي علمتنا إياه علوم التشريع والجمال والتحليل‬
‫النفسي‪ ،‬فإننا سنتجه مباشرة إلى المظاهر التي تتخذها المرأة من خالل المتن الروائي(‪.)1‬‬
‫نجد السارد في هذه الرواية تحدث عن (أم حسن) بصورة إيجابية وقدمها بشكل فعال‬
‫ومؤثر‪ ،‬حيث تحدث عنها بإنسانية وليس كجسد‪ ،‬ورغم أنها امرأة تبيع جسدها لآلخرين‬
‫لكن البطل الذي أحبها تجاوز ماضيها السلبي‪ ،‬ولم يلقي باال لمفهوم البكارة رمز الشرف‬
‫والعفة‪ ،‬فهذه المرأة كانت ذات فاعلية إيجابية ومؤثرة في حياة البطل الذي منحته القوة‬
‫لمواصلة طريقه في مواجهة اآلخرين‪.‬‬
‫(أم حسن) هي المرأة التي ليس لها مأوى تلجأ إليه‪ ،‬حيث تالعبت بها أيدي الرجال‬
‫دفعت شرفها ألجل البقاء تحت سقف يحميها‪.‬‬
‫هذه بعض المواصفات لها في الرواية‪:‬‬
‫"ما يزال جمالها محتفظا بروائه‪ ،‬فالجسم البض‪ ،‬الرشيق‪ ،‬ما برح بضا رشيقا وان امتأل‬
‫والصدر الناهد‪ ،‬على ما أصابه‪ ،‬ظل ناهدا مثيرا‪ ،‬والبشرة البيضاء الوردية‪ ،‬والعينان‬
‫الشهالوان‪ ،‬الضاحكتان‪ ،‬والوجه البيضاوي‪ ... ،‬هذا ما جعل الرجال تصطادها بكل‬
‫سهولة خدعت بذلك السمان الذي استدرجها إلى حانوته وغرها بشبابه‪ ،‬تم مناها بوعوده‬
‫وببعض الطيبات‪ ،...‬وكان حانوته أحسن حانوت في حيها القديم‪ ...‬كان اللقاء يتم بينهم‬

‫(‪)1‬حسن بحراوي‪ :‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬ص‪.210‬‬

‫‪40‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫في مستودع الحانوت‪ ،‬وهناك احتواها بين ذراعيه ألول مرة وقبلها‪ ،‬وقال لها أحبك‬
‫وأشعرها باللذ ة والدفء‪ ،‬ثم لعب لعبته ووعدها بالزواج‪ ... ،‬لما أحلفته أنها حامل تخلى‬
‫عنه‪ ،‬وأقلع عن مواعدتها‪ ،‬وتنكر لعهوده‪ ،...‬كل ما صنعه أخذها لطبيب أجهضها"‬
‫(‪)1‬‬

‫وهذه حادثة أخرى جعلتها تفقد األمل أكثر وأكثر "عملت خادمة في إحدى‬
‫القصور‪ ...‬كان سيدها لسنا‪ ،‬دمثا‪ ،‬كريما‪ ،‬ولكن فاسقا‪ ...‬لم تمض فترة حتى أخذ يغازلها‪،‬‬
‫وطفق يراودهاويرهبها ويرغبها‪ ،‬ويقتحم عليها غرفتها‪ ...‬عرفت سيدتها حقيقتها فطردتها‪...‬‬
‫خرجت من هذا البيت بأسوأ مما دخلته‪ ....‬لم تحاسبه على فعلته‪ ،‬بل رجته أن يسمح لها‬
‫يؤويها" ‪.‬‬ ‫بالمبيت في مستودعه‪ ،‬ريثما تهتدي إلى بيت‬
‫(‪)2‬‬

‫"نامت معه وهي تستشعر بالكره له‪ ،‬والرغبة في أن تخنقه"‬


‫(‪)3‬‬

‫هكذا أسقطت قبل اثني عشرة سنة ولم تستطع أن تنهض‪ ،‬وربما لم تسع إلى ذلك‬
‫ولم تعرف سبيله وظلت تهوى درجة درجة إلى أدنى السلم‪" ،‬وظلت تنتقل من يد إلى يد‬
‫ومن بالء إلى بالء حتى سئمت الحياة‪ ،‬عاشت في الزوايا المخمورة‪ ،‬ورأت الوجوه‬
‫المسيخة‪ ،‬ومضغت شقاءها وحقدها طوال تلك السنين"‪ ،‬لقد خطب ودها كثير من الرجال‬
‫وحاول بعضهم اصطفاءها‪ ،‬بل منهم من أقسم على الزواج منها لكنها كانت تحسن الظن‬
‫بأحد‪ ،‬وال تصدق وعدا‪ ،‬إنها تعرف ما وراء الكلمات اللطيفة‪ ،‬وتدرك األشياء بالتجربة‬
‫وتذكر أيام شقاءها وترتعش إذ تستعرض وقائعها"(‪ ،)8‬فهذه المرأة تشعر بخوف حقيقي‬
‫عندما تتذكر الذين وضعوها تحت حمايتهم‪ ،‬ولكن تاجروا بها وابتزوا أموالها‪.‬‬
‫هكذا عانت أم حسن إلى أن وصلت الالذقية وظهر الطروسي في حياتها‪ ،‬بدأ اللقاء‬
‫والحديث بينهما وتكرر‪ ،‬ونمت العاطفة وتآلفا ووجدا من الوحدة والشقاء جامعا‪ ،‬واقترح‬
‫عليها أن تكون عشيرته فرضيت‪ ،‬وانتقلت إلى البيت الصغير الذي فتحه لها ونعمت إلى‬

‫حنا مينة‪ :‬الشراع والعاصفة‪ ،‬ص ‪.111‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.111‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.121‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.110‬‬ ‫(‪)8‬‬

‫‪41‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫قربه بفرحتين‪ :‬فرحة المرأة التي أصبح لها رجل ومبيت وفرحة الطريدة التي أمنت من شر‬
‫مطاردتها‪ ،‬وجد فيها ضالته وهو من أسماها ب ـ (أم حسن) لكي ينسيها في ماضيها المرير‬
‫ويتجلى ذلك في هذه الفقرة‪:‬‬
‫اختار لها اسم أم الحسن فضحكت قائلة‪( :‬اسم صبية أم عجوز هذا)‬
‫قال‪ :‬أنا ال يهمني االسم ولكنني أفضله على "نجوى" وفهمت أنه يريدها أن تنسى ماضيها‬
‫كله بما فيه اسمها"(‪ ، )1‬سعدت أم الحسن باسمها الجديد وحياتها الجديدة وهمها الوحيد أن‬
‫يبقى (الطروسي) لها‪ ،‬وأن تحتفظ به لنفسها‪.‬‬
‫لقد جسد (الطروسي) بحبه الخالص أوال وبتضحياته الجسام ثانيا‪ ،‬شخصية المنقذ‬
‫الذي يرسل إلى هذه المرأة البائسة التائهة إلنقاذها من غيرها‪ ،‬الذي أوردها المهالك ودمر‬
‫حياتها‪.‬‬
‫ب‪-‬الشخصيات الثانويـــة (المساعدة)‪:‬‬
‫الشخصية الثانوية هي الشخصية التي تأتي مساعدة للشخصية الرئيسية وال يمكن‬
‫ألي رواية أن تخلو منها ولها أهمية ال تنكر في العمل الروائي حيويته ونكهته وقدرته‬
‫على إبالغ رسالته وبلورة معناه واإلسهام في تصوير الحدث‪ ،‬وظيفتها تكون أقل قيمة من‬
‫وظيفة الشخصية الرئيسية رغم أنها تقوم بأدوار مصيرية أحيانا في حياة الشخصية‬
‫الرئيسية لذلك ال ينبغي التقليل من شأنها في الدرس والتحليل‪.‬‬
‫انقسمت الشخصيات الثانوية الموظفة في رواية الشراع والعاصفة إلى ثالثة أصناف‬
‫صنف مساعد ألبطال الرواية وآخر معاد لهم‪ ،‬وثالث ليس له دور يذكر‪ ،‬وتتمثل فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫الصفحة دورها‬ ‫نماذج من النصوص التي ورد فيها‬ ‫الشخصيــة‬
‫شخصية معادلة‬ ‫‪19‬‬ ‫‪ -‬إن أدع صالح برو في السجن‪.‬‬
‫صالح برو‬
‫لبطل الرواية‬ ‫‪ -‬كان يأمل أن يقتل الطروسي‪ ،‬أو أن‬

‫)‪(1‬حنا مينة‪ ،‬الشراع والعاصفة ‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪42‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫يعيش في الميناء‬ ‫يعطله على أقل تقدير‪ ...‬وثب وطعن‬
‫من الميناء يريد‬ ‫الكتف‪.‬‬
‫التخلص من‬ ‫‪ -‬كان الطروسي يهاجم صالح برو أمام‬
‫الطروسي‬ ‫المقهى وهو واثقا من نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬أشهر مسدسه في وجه الطروسي فجأة‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -‬أصابت الرصاصة فخذ الطروسي من‬
‫ألبة سرواله‪ ،‬وجاءت قدمه في بطن‬
‫صالح‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -‬تراجع الطروسي عن حافة الماء‬
‫واستند منهوكا على جدار المقهى والدم‬
‫يسيل منه‪.‬‬
‫‪ -‬صويلح يريد أن يقتل الطروسي‬
‫‪ -‬أرسل صالح إلى السجن بسبب إطالقه ‪.28‬‬
‫الرصاص على الطروسي‪.‬‬
‫شخصية مساعدة‬ ‫‪29‬‬ ‫‪ -‬لماذا يكره أبو حميد األستاذ كامل؟‬
‫مناضل شيوعي‬ ‫‪ -‬في الطريق‪ :‬التقى باألستاذ كامل‬
‫يعمل على‬ ‫‪212‬‬ ‫‪ -‬قال األستاذ كامل‪ :‬االستقالل الذي‬
‫استقطاب الحركة‬ ‫أخذناه ال يصبح استقالال كامال‬
‫النضالية التي‬ ‫‪ -‬األستاذ كامل تحقيق الجالء هو الخطوة ‪219‬‬ ‫األستاذ كامل‬
‫كان يخوضها‬ ‫الثانية‪.‬‬
‫الشعب السوري‬ ‫‪ -‬األستاذ كامل‪ :‬البد من معركة‬
‫ضد االستعمار‬ ‫‪211‬‬ ‫‪ -‬يعلم األستاذ كامل أن الحركة ال تعتمد‬
‫الفرنسي‪.‬‬ ‫على إلقاء القنابل‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫شخصية ليس‬ ‫‪ -‬رد األستاذ كامل‪ :‬الشعب يستطيع كل‬
‫لها من هم سوى‬ ‫شيء‬
‫مساعدة أبناء‬ ‫‪212‬‬ ‫‪ -‬األستاذ كامل ماضيه قد أصبح‬
‫وطنه‪.‬‬ ‫مفروضا عليه‬
‫‪ -‬حضر األستاذ كامل قسما منه‪.‬‬
‫‪ -‬زيارة غير معتادة من أبو أمين رئيس‬
‫شخصية مساعدة‬ ‫الميناء‬
‫لبطل الرواية‬ ‫‪20‬‬ ‫‪ -‬ال أشك في هذا يا أبي أمين‪.‬‬
‫ورئيس ميناء يود‬ ‫‪22‬‬ ‫‪ -‬قاطعه أبو أمين قائال‪ :‬معاذ اهلل!‬
‫في مساعدة‬ ‫‪29‬‬ ‫‪ -‬لم يسبق لإلنسان أن فكر فيها يا أبا‬ ‫أبو أمين‬
‫البحارة يتمتع‬ ‫أمين‪.‬‬
‫بشيء من‬ ‫‪21‬‬ ‫‪ -‬قام أبو أمين وحبط طريق شركة‬
‫الطيبة‬ ‫"األميرنال" قاصدا الميناء‪.‬‬
‫‪81‬‬ ‫‪ -‬ممنون منك يا أبو أمين‪.‬‬
‫‪ -‬أبو محمد الذي أصبح مالزما له‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -‬ماذا تعني إشارة أبو محمد‬
‫‪ -‬يا عم أبو محمد ال يستطيع فعل هذا‬
‫شخصية مساعدة‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -‬تجمع البحارة قرب أبو محمد يالطفونه‬
‫لبطل الرواية‬
‫‪ -‬ضرب أبو محمد ذلك فأفزعه‬ ‫أبو محمد‬
‫وتمثل الخير‬
‫‪ -‬رد أبو محمد قائال حاشا واهلل ال يدخل‬
‫واالستم اررية‬
‫‪08‬‬ ‫‪ -‬جاء بعد مدة أبو محمد المقطوع من‬
‫حجر كما يقول عن نفسه‬
‫‪ -‬ينام في داخله أبو محمد دائما‬

‫‪44‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -‬يحملها أبو محمد ويضعها جانبا‬
‫‪ -‬الريس محمد الصوفي لم يعجبه‬
‫الحديث‬
‫‪ -‬رفع أبو محمد رأسه‬
‫‪18‬‬ ‫‪ -‬اكتفى أبو محمد بهز كتفيه‬
‫‪ -‬أبو محمد؟ مريض‬
‫‪ -‬يدخلون وانين أبو محمد يزيد األشياء‬
‫جهمة‪.‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪ -‬كان أبو محمد قد نهض يتوكأ على‬
‫الجدار‪.‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪ -‬لوي أبو محمد رأسه بعجز تام‬
‫‪ -‬بادر أبو محمد إلعداد القهوة‬
‫‪ -‬أبو محمد ال يتحدث بشيء عما يرى‬
‫وسمع‪.‬‬
‫‪ -‬أبو محمد يحتمل ذلك منه ألسباب‬
‫سياسية‪.‬‬
‫‪191‬‬ ‫‪ -‬كان أبو محمد يجلس على الصخور‬
‫يتناول فطوره‪.‬‬
‫‪ -‬ال يرضخ ألبي رشيد صاحب المواعين ‪22‬‬
‫شخصية مساعدة‬
‫‪ -‬صالح برو اعتدى على المقهى واستاء‬
‫لبطل الرواية‬
‫أبو رشيد‬ ‫أبو رشيد‬
‫وترمز إلى‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -‬أقدر كذلك موقف أبو رشيد‬
‫اإليثار والمحبة‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -‬أبو رشيد يهددني ثم يساومني‬

‫‪45‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -‬لماذا ال تحدث أبو رشيد في األمر‬
‫‪ -‬كان أبو رشيد يعرف ما يفعل حقا‬
‫خاطر ‪21‬‬ ‫فطيب‬ ‫رشيد‬ ‫أبو‬ ‫‪ -‬حضر‬
‫الطروسي‬
‫‪ -‬إال أن وكيل أبو رشيد لم يشفق ولم‬
‫يرحم‪.‬‬
‫‪ -‬وتعرض بسبب من ذلك لنقمة أبو رشيد‬
‫‪09‬‬ ‫‪ -‬وليطبخ أبو رشيد أحسن ما عنده‬
‫‪ -‬هاهو أبو رشيد يثير المشاكل في وجهه‬
‫من جديد‬
‫‪121‬‬ ‫‪ -‬قوى نفوذ أبو رشيد يسبب نجاح الكتلة‬
‫‪ -‬زلمة أبو رشيد يعرقلون تحميلها‬
‫‪ -‬انصرف إلى تفكيره أبو رشيد‬
‫‪108‬‬ ‫‪ -‬أيضن أبو رشيد أنني ال أعرف‬
‫‪ -‬لن يفيد أبو رشيد تظاهره‬
‫‪ -‬البد أن يزيح الطروسي أبو رشيد يوما‬
‫‪ -‬أبو رشيد هو الذي يدفعهم لتنفيذ رغائبه ‪101‬‬
‫‪212‬‬ ‫‪ -‬غادر أبو رشيد ركنه المعهود‬
‫‪ -‬راح أبو رشيد يعلو ويهبط مع الموج‬
‫‪220‬‬ ‫‪ -‬وماريا؟ هذه ال تريد الزواج‬
‫شخصية عابرة‬
‫‪ -‬هذه الواقعة البد أن ماريا شهدتها‬
‫محببة لدى‬ ‫ماريا‬
‫‪ -‬لو كانت ماريا ذاتها‬
‫البطل‬
‫‪221‬‬ ‫‪ -‬إن ماريا ستكون أكثر استجابة‬

‫‪46‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬قد ال تكون ماريا حيث فارقها‬
‫‪ -‬أال تستبد بعاطفتها كما يستبد هو‬
‫عاطفته لها‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -‬أبو حميد لم يكن هنا اليوم؟‬
‫‪ -‬كان أبو حميد يعمل حدادا‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -‬أراء أبو حميد معروفة‬
‫‪ -‬وضع أبو حميد طربوشه بالمقلوب‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -‬أصبح لنا أعداء يا أبو حميد‬
‫‪ -‬عمك علمي يا أبو حميد‬
‫‪111‬‬ ‫‪ -‬عاد أبو حميد يتوسل مع التهديد‬
‫‪ -‬ذهب أبو حميد يشتري بطارية للراديو‬
‫شخصية مساعدة‬ ‫‪112‬‬ ‫‪ -‬يوصيهم أبو حميد بال سكارات يا‬
‫أبو حميد‬
‫لبطل الرواية‬ ‫شباب‬
‫‪ -‬يتلمس أبو الحميد الطريق بعصاه‬
‫‪ -‬انحنى أبو حميد وراح يحرك اإلبرة‬
‫‪110‬‬ ‫‪ -‬صفق أبو الحميد على فخذية وصاح‬
‫‪ -‬قال الطروسي اضبط اإلبرة يا أبو‬
‫حميد‬
‫‪111‬‬ ‫‪ -‬قصد أبو حميد مقهى ابن آمنة‬
‫‪ -‬لم يكن أبو حميد متشردا‬
‫‪ -‬كان أبو حميد يسكن حي الشحادين‬
‫شخصية معادية‬ ‫‪121‬‬ ‫‪ -‬ضحك إسماعيل كوسا من قلبه‬ ‫إسماعيل‬
‫ترمز إلى الحقد‬ ‫‪ -‬تدخل إسماعيل كوسا في ذلك‬ ‫كوسا‬

‫‪47‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫والمكر‬ ‫‪ -‬قال إسماعيل كوسا صارخا‪ :‬شهر مع‬
‫إحدى الستات‬
‫‪121‬‬ ‫‪ -‬ال إسماعيل أنت غلطان من هذه‬
‫الناحية‬
‫‪ -‬شاء إسماعيل أن يرد على أبو حميد‬
‫‪ -‬كان إسماعيل كوسا مسرو ار‬
‫‪121‬‬ ‫‪ -‬لمس إسماعيل كوسا وت ار حساسا في‬
‫نفوسهم‬
‫‪ -‬غير إسماعيل كوسا لهجته لوجود‬
‫األستاذ‬
‫‪ -‬جلس إسماعيل كوسافي شغل الرصيف ‪219‬‬
‫كله‬
‫‪ -‬أجاب إسماعيل كوسا المرشد لم تعد له‬
‫قيمة‬
‫‪ -‬قال إسماعيل كوسا من هذه الجهة‬
‫الحكومة ساهرة‬
‫‪219‬‬ ‫‪ -‬غمز إسماعيل كوسا نديم مظهر‬
‫‪ -‬شكى خليل العريان من االعتداء‬
‫‪ -‬قال الطروسي خليل العريان‪ :‬تعال غدا‬
‫شخصية مساعدة‬
‫‪101‬‬ ‫واصطد في البطرنة‬
‫للبطل تمثل‬ ‫خليل العريان‬
‫‪ -‬صعد خليل باتجاه المدينة لبيع صيده‬
‫الخير والطيبة‬
‫‪ -‬أين سمكاتك يا خليل؟‬
‫‪ -‬خليل ال يفهم بالعرق‬

‫‪48‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪112‬‬ ‫‪ -‬إذن انتبه يا خليل لهذا‬
‫‪ -‬وضع خليل بطحته في جنبه‬
‫‪112‬‬ ‫‪ -‬مضى خليل في زقاق "العناية" إلى‬
‫البازار‬
‫‪ -‬هذه آخر مرة يا خليل أكثر السمكات‬
‫غدا‬
‫‪ -‬أين األرانب خليل‪ ،‬أصبحت صياد‬
‫قطط أيضا‬
‫‪190‬‬ ‫‪ -‬الرحموني راح إلى صيد المرمور‬
‫‪ -‬شختورة الرحموني تتجه إلى مناطق‬
‫صيد المرمور‬
‫شخصية عابرة‬ ‫‪112‬‬ ‫‪ -‬الشمس مشرقة فوق شختورة الرحموني‬
‫ال عالقة لها‬ ‫‪ -‬كان الرحموني يتحدث عن الذين عملو ‪221‬‬ ‫الرحموني‬
‫بمتن الحكاية‬ ‫معه‬
‫‪ -‬إن الرحموني وبحارته لم يعودو بعد‬
‫‪ -‬ما دام الرحموني معلم سينجون‬
‫‪ -‬قال الرحموني أين نحن اآلن‬
‫‪211‬‬ ‫‪ -‬الريس أبو حميد عنيد أكثر من اللزام‬
‫‪ -‬خرج أبو حميد من مختبئه‬
‫شخصية مساعدة‬
‫‪ -‬يفكر أبو حميد ويقول‪ :‬يا للعجب‬
‫تمثل الخير‬ ‫أبو حميد‬
‫‪ -‬كان أبو حميد يخرج أحيانا من‬
‫واالستم اررية‬
‫الشحاذين‬
‫‪210‬‬ ‫‪ -‬ضحك إسماعيل لنرفزة أبو حميد‬

‫‪49‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬ستندم على هذا الكالم يا أبو حميد‬
‫‪ -‬شعر أبو حميد أنه في حصن‬
‫‪ -‬أنا أبو حميد يا شباب اقتلوني‬
‫‪211‬‬ ‫‪ -‬قال أبو حميد خفت أن يكون في‬
‫المقهى غرباء‬
‫‪ -‬ال تؤاخذني يا أبو حميد على هذه‬
‫الغلطة‬
‫‪ -‬تأثر أبو حميد فقام وقبل الطروسي‬
‫‪ -‬جاء نديم مظهر ليوصل الخبر ألم‬
‫الحسن‬
‫‪211‬‬ ‫‪ -‬رأى نديم مظهريلوح يده نحو الشختورة‬
‫شخصية محايدة‬ ‫‪ -‬أطل نديم مظهر فتلفت إليه الرقاب‬
‫نديم مظهر‬
‫ترمز إلى الطيبة‬ ‫‪218‬‬ ‫‪ -‬صاح نديم مظهر أتركونا من الحساب‬
‫‪ -‬صاح نديم مظهر خلو الحكومة‬
‫تفاوض الشعب‬
‫‪ -‬وافق نديم على كالم األستاذ كامل‬
‫تكشف المعطيات المسجلة في هذا الجدول أن الشخصيات الثانوية في رواية الشراع‬
‫والعاصفة ثالث أصناف وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬صنف مساعدة ألبطال الرواية‪:‬‬
‫ويدخل في حيز هذا الصنف كل شخصية منحت الذات البطلة مساعدة‪ ،‬أو‬
‫ساعدتها في تنفيذ برنامجها‪ ،‬سواء أكان هذا البرنامج إيجابي مثل (إنقاذ مركبة الشختورة‬
‫للرحموني من الغرق) أو سلبي (كتهريب السالح عبر مركبة الطروسي المنصورة) وقد‬
‫مثل هذا النوع غالبية الشخصيات في الرواية ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -2‬صنف معاد ألبطال الرواية‪:‬‬
‫تتخذ هذه الشخصيات موقفا عدائيا متصديا ألبطال لرواية‪ ،‬إذ تسعى بشتى الطرق‬
‫والوسائل إلى إعاقة الشخصيات الرئيسية عن تحقيق رغباتها‪ ،‬وتنفيذ برنامجها كما فعل‬
‫صالح برو حينما هاجم الطروسي في مقهاه وتحرش به وأراد قتله‪ ،‬كذلك ما فعله البلطجي‬
‫حين أراد االعتداء على زوجة الطروسي (البطل) والهجوم عليها‪.‬‬
‫‪ -3‬صنـف محايــد‪:‬‬
‫فهذا ا لصنف من الشخصيات ليس لها دور أو تأثير في المسار العام لألحداث أي‬
‫أن الشخصية المحاي دة‪ :‬هي كل شخصية ال تربطها أي عالقة (سلبية كانت أم إيجابية)‬
‫بأبطال الروايات كالرحموني الذي أنقذت شختورته من قبل البحارة‪ ،‬ونديم مضهر الصياد‪.‬‬
‫فهذه الشخصيات رغم أنها لم تشارك في الحدث الروائي‪ ،‬إال أنها مثلت قيمة سردية‬
‫هامة أي وسيلة إنعاش لروح السرد‪.‬‬
‫فالشخصيات الثانوية هي مكون هام من مكونات البنية السردية في هذه الرواية فهي‬
‫ال تقل أهمية عن الشخصية الرئيسية‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬عالقة الشخصيات باألحداث والمكان والزمان‪:‬‬

‫‪-‬الحدث‪ :‬وهو فعل الشخصية وحركتها داخل القصة‪ ،‬وهو يرتبط بوشائج قوية مع بقية‬
‫األدوات الفنية األخرى‪ ،‬وال سيما الشخصية‪ ،‬والحدث داخل العمل القصصي ال يطابق‬
‫الحدث في واقع الحياة‪ .‬صحيح انه يشبهه في خطوطه العامة ولكن عنصر الخيال‬
‫(‪)1‬‬
‫يدخل طرفا مهما في عملية الخلق الفني‪.‬‬
‫والح دث في الرواية هو بمثابة العمود الفقري الذي تقوم عليه بنيتها‪ ،‬فالروائي ينتقي‬
‫بعناية وباحترافية فنية األحداث الواقعية أو الخيالية التي يشكل بها نصه الروائي‪ ،‬فهو‬
‫يحذف ويضيف من مخزونه الثقافي ومن خياله الفني ما يجعل من الحدث الروائي شيئا‬
‫ممي از مختلفا عن الواقع في عالم الواقع‪.‬‬

‫احمد كريم الخفاجي‪ :‬المصطلح السردي في النقد األدبي الحديث‪ ،‬ص‪.28‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪51‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫فهذه مقاطع تبين بعض األحداث في الرواية‪:‬‬

‫"كان المقهى مقلوبا كما لم يراه من قبل‪ :‬حطام الزجاج يملئ األرض‪ ،‬والكراسي‬
‫مبعثرة‪ ،‬والبحارة صالح برو ويدفعونه‪( ،‬وصالح) يعاند ويشتم قائال‪:‬‬

‫سأفعل ‪......!......‬‬

‫كان (أبو محمد) يوشك أن يبكي‪ ،‬ووجهه األحمر قد تركت عليه كف صالح عالمة‬
‫تجر‬
‫ظاهرة‪ ..... ،‬كان صالح برو ما يزال يشتم‪ ،‬يقول ويسحب سكينه متباهيا‪ ،‬حتى أ‬
‫على (الطروسي) وضرب (أبا محمد) وحطم النراكيل وقلب الكراسي‪ ،‬ولم يبقى على‬
‫(‪)1‬‬
‫(الطروسي) إال أن يكسر شوكته أو يغلق المقهى ويرحل"‪.‬‬

‫يشهد الفصل األول من الرواية هذا الحدث الطويل والذي يتلخص في معركة‬
‫(الطروسي) من صالح برو في المقهى فهذه لقطات قصيرة تصف الشخصية داخل موقف‬
‫محدد من طرف (الطروسي) والمتمثل في زيارته للميناء واكتشافه لإلستغالل البشع الذي‬
‫يمارسه صالح برو ‪ ،‬إحدى جلساته الحميمية مع أم حسن‪.‬‬

‫كما نجد أيضا مجموعة من المشاهد التي تفسر هذا الحدث وتفسر عبره وهي أيضا‬
‫عماد الفصل ككل‪:‬‬

‫(قال الطروسي وهو يهاجم خصمه‪:‬‬

‫زعرنتك على أنا أيضا يا صويلح ‪ ،‬يا ابن ‪......‬‬

‫‪.......‬ولمعت تحت وهج الشمس‪ ،‬مثل ومض البرق‪ ،‬نصلة سكين مزقت كتف‬
‫الطروسي ‪ ،‬فأدار وجهه كي ال يرى منظر الدم ‪،‬كما هوى مرة ثانية بالسكين اتجاه الصدر‬
‫فما بلغت حيث أرسلها ‪.....‬صاح البحارة "يا ساتر"! وتفرق‪ .....‬وكان طروسي وهو‬

‫(‪)1‬حنا مينة‪ :‬الشرع والعاصفة‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪52‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫يهاجم صالحا أمام المقهى واثقا من نفسه ‪ ،‬فما دامت خيزرانته في كفه فلن تطاله أيه‬
‫مدية‪ ،‬ومع هذا جرح في كتفه الن خصمه يعرف يضرب أيضا‪......‬‬

‫اشهد مسدسه في وجه الطروسي فجأة أصابته الرصاصة فخذه ‪.....‬كان الطروسي‬
‫(‪)1‬‬
‫مصابا في موضعين كتفه وفخذه)‪.‬‬

‫فهذه األحداث جعلت الطروسي يتمسك بعناده‪ ،‬فهو يصارع من اجل البقاء على‬
‫الشاطئ‪ ،‬ألنه بذكره لماضيه فهو ال يريد مفارقة البحر‬

‫فالطروسي هنا من حيث أن له وجودا في الماضي‪ ،‬وهذا الماضي هو ما يجعل منه‬


‫شخصية رئيسية تقف على النقيض من الشخصيات األخرى‪ .‬فهو يقاتل من اجل‬
‫االستقرار على الشاطئ‪ ،‬فالحدث الرئيسي بدأ عندما أراد صالح برو قتل الطروسي حيث‬
‫هاجمه واعتدى عليه في المقهى‪.‬‬

‫فمن هذه المقاطع نستطيع أن نستجلى بعض التطورات التي حصلت في النص‬
‫الروائي‪ ،‬فالروائي عبر عن الحدث بإيقاع مسرحي‪ ،‬دمج فيه بين الحوار والسرد وبين‬
‫الحوار واألفعال التي تبرز الحركة الحاضرة للحدث‪ ،‬كما تعالق فيه بين الشخصية والمكان‬
‫مما يجعل للنص تفردا وتميزا‪.‬‬

‫كما يشهد الفصل الثاني من الرواية حدثا أخر والمتمثل في إنقاذ "شختورة"‬
‫(الرحموني) التي كانت على وشك الغرق وهذه األمثلة توضح ذلك‪:‬‬

‫« كانت شخثورة (الرحموني) تتجه الى مناطق الصيد "المرمور" لم تفته الغيمة التي‬
‫كانت في األفق‪ ،......‬فهل يضيع يومه سدى‪.....،‬لكن العاصفة حين تحدث ال ترسل‬
‫إنذار إلى الناس‪ ،‬هي نفسها ال تدري أنها ستحدث فمن قلب الهدوء ينفجر شيء ما‬
‫بالغضب األكبر ‪.......‬‬

‫(‪)1‬حنا مينة‪ :‬الشراع والعاصفة‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫‪53‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫بدأت الشخت ورة باالنعطاف ‪ .....‬تنظر في الجو ‪ ....‬الغيمة سوداء تكبر ‪،‬لكنه لم‬
‫يبالي بها ‪،‬فالبد من الصيد وعلى الشباب أن يستعدوا‪ .......‬واستعد البحارة ‪......‬‬

‫و استعدت العاصفة‪ ،‬وأرسلت أولى ندرها عاصفة قوية‪ ،‬هبت من الغرب ‪.....‬‬
‫(‪)1‬‬
‫تبعتها ريح احتاج لها البحر ‪».....‬‬

‫« إنها العاصفة في الخارج وصاعقة سقطت في كل مكان ‪ ،‬فارتجت لسقوطها لبعاد‬


‫الفضاء ‪.....‬هطلت أمطار ثاقبة كالرصاص ‪ ،‬أوحلت األرض وأجرت السيول ‪.....‬أخذت‬
‫المدينة تعيش العاصفة على نحو آخر ‪.)2(»..‬‬

‫يبين هذا المقطع مواجهة الطروسي للعاصفة‪ ،‬التي هبت وهو في وسط البحر‬
‫يتصارع مع األمواج القوية ‪ ،‬ويحاول التخلص من الغرق‪.‬‬

‫ونجد أيضا هذه الفقرة التي تعرض لنا تطوع الطروسي إلنقاذ الشختورة من الغرق‬

‫«قال الطروسي بإصرار‪:‬‬

‫إذا انتظرنا أكثر ضاعت الفرصة (الرحموني) خرج لصيد "المرمور" و"السلطان" وهو‬
‫اآلن مع الريح ‪ ....‬والمقاومة ياريس ليس لها حد ‪ ....‬أسرعوا‪ ،‬أسرعوا كل دقيقة لها قيمة‬
‫هاتو جنزير وحبال‪ ،‬وطوافات ‪...‬ظل الطروسي يصيح‪ ...‬وسط الظلمة والمطر والموج‬
‫والضجة المرتفعة من كل أطراف الميناء‪ ،‬كان قد أضاع القدرة على ان يفعل شيئا» (‪.)3‬‬

‫تطوع الطروسي إلنقاذ "شختورة (الرحموني) التي كانت على وشك الغرق‪ ،‬راح‬
‫لإلبحار بحثا عنه وتخليصه من أنياب األمواج العاتية‪ ،‬فقد واجه البحر على ظهر زورق‬
‫صغير‪ ،‬فقد قاوم شوقه الكبير للعودة إلى معاندة المياه ومواجهة العواصف‪.‬‬

‫(‪ )1‬حنامينة ‪ :‬الشراع والعاصفة‪ ،‬ص‪.111‬‬


‫(‪ )2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.211‬‬
‫(‪)3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.219‬‬

‫‪54‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫فهو بطل شجاع وعنيد ويواجه البحر في كل أحواله‪ ،‬إذا ينجو من العواصف بخبرته‬
‫وقيمه وقدرته‪ ،‬يريد ان ينقذ الشختورة التي هبت عليها عاصفة مماثلة سبق له أن عاشها‬
‫وأضاع فيها مركبه‪.‬‬

‫إن ارتباط بنية الشخصية بالحدث هو ارتباط عضوي‪ ،‬وهذا االرتباط يدفعنا الى‬
‫القول إننا ال يمكن أن نتصور وجود شخصية في الرواية دون حدث‪ ،‬وال حدث دون‬
‫شخصية فالشخصية هي التي تصنع الحدث في الرواية‪.‬‬

‫كما تناول الفصل األخير من الرواية‪ :‬حدثا وهو تطوع (الطروسي) مع بعض‬
‫البحارة لنقل السالح إلى المناضلين الذين يقاتلون المستعمر الفرنسي‪.‬‬

‫فكل أحداث الرواية تتعلق بالمسار الحياتي (للطروسي) وهو بطل الرواية الشجاع‪،‬‬
‫حياة شخص تتوزعه المقهى والميناء و الشاطئ والوطن ‪،‬وعش الحب وشوارع المدينة فهو‬
‫حقق البعد السياسي لهذه الرحلة التي اعتنق فيها الفكر السياسي الجديد وأعلن عن انتمائه‬
‫للحزب دفاعا الوطن ‪ ،‬فإن المعارك التي خاضها (الطروسي) هي الجسر الذي يقودنا إلى‬
‫استشراف أفاق المعركة الكبرى التي لم يشهد منها إال قرار خوضها (معركة تغيير‬
‫المجتمع) ذلك أن السرد في خلقه للتراكمات الحديثة‪ ،‬يقود إلى إشباع ينتهي بتوجيه‬
‫الرواية إلى أن تتفتح على عالم يشيده القارئ من عنده‪.‬‬

‫كما تعد هذه األحداث الثالثة كنواة سردية ونقطة مركزية في سيرورة بناء األثر‬
‫الداللي المتولد عن مجموع البناء الروائي‪ ،‬وهذه األحداث نفسها التي تجعل من النص‬
‫الروائي يعيش على وقع انشطار داخلي يجمع بين رحلة البحث الفردي (العودة الى‬
‫البحر) وبين رحلة البحث السياسي (االنتماء السياسي أي االنخراط في حدث ال يتجزءا ال‬
‫جماعيا)‪ ،‬فعبر الرحلة األولى تتشكل خيوط الرحلة الثانية وعبرهما معا ستتحدد معالم‬
‫النمو الداخلي للنص الروائي‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪-‬المكان‪:‬‬

‫يمثل المكان مكونا محوريا في بنية السرد‪ ،‬بحي ث ال يمكن تصور حكاية بدون مكان‬
‫فال وجود ألحداث خارج المكان‪ ،‬ذلك أن كل حدث يأخذ وجوده في مكان محدد وزمان‬
‫معين‪ .‬فالمكان يرتبط باإلنسان‪ ،‬ولذلك تتحدد حرية حركة اإلنسان بطبيعة المكان الذي‬
‫يوجد فيه‪ ،‬كما تتأثر حركة الفرد بنوعية المكان أيضا‪ ،‬فاإلنسان يعيش في بيئته ويتحرك‬
‫بحرية أكثر‪ ،‬لكن ماإن يخرج من بيته تتسع مساحات المكان (‪.)1‬‬

‫فالمكان هو المحيط الذي تجري عليه األحداث أو تدور فيه‪ ،‬ويرتبط بالزمان إذ ال‬
‫معقول بينهما‪ ،‬فالمكان إما أن يكون مفتوحا‪ ،‬وهو المكان غير المحدود البنيان والمكشوف‬
‫للعيان كالشارع والسوق الواسع وموقف السيارات والحدائق‪ ،‬أو مغلقا وهو المحدود بالبنيان‬
‫والمشور عن العرفان‪ ،‬بما تحصنه الجدران‪ ،‬كالحجرة والغرفة والفندق والسجن والسيارة‬
‫والقطار‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس تكون األمكنة في الرواية على النحو االتي‪:‬‬

‫‪/1‬المقهى(المكان المغلق)‪:‬‬

‫يقتضي الحديث عن المكان في الروايةحديثا عن المقهى‪ ،‬ألنها لفضاء الرئيس الذي‬


‫يحتضن معظم أحداث الرواية‪ ،‬فالمقهى حضرت في الرواية بكل قوة وفا عليه فقد عرضها‬
‫الراوي في هذه األسطر‪.‬‬

‫« يتجمع البحارة كل يوم في مقهى الطروسي للتحدث عن األخبار الجديدة ‪....‬‬


‫سأضل في المقهى‪ ،‬يكفيني عمل المقهى‪ ،‬لن أتدخل في ما يجري خارجه‪ ،‬إذا كان إبن‬

‫ينظر محمد بوعزة‪ :‬تحليل النص السردي تقنيات ومفاهيم‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪56‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫برو رجال فليدخل هذا المقهى أو يتحرش بأحد في الميناء بعد اليوم وسيعرف هؤالء‬
‫(‪)1‬‬
‫الزبائن في أي مقهى يجلسون»‪.‬‬

‫فالمقهى في الرواية مكان محبوب ومألوف لدى زبائنه‪ ،‬كما يمثل مكانا لتلقي أخبار‬
‫المدينة‪ ،‬ومكان للصراع بين الشخصيات فالمقهى هو أحد األماكن البارزة في الرواية‪ ،‬فهو‬
‫يستقطب كل الناس على اختالف مستوياتهم وانتمائهم‪.‬‬

‫كما ورد الحديث عن المقهى في الرواية من خالل وصف الراوي لمقهى الطروسي‬
‫الذي يشجع فيه البحارة كل يوم «كان المقهى مجرد خيمة تستند مؤخرتها إلى صخر‪،‬‬
‫وتنهض مقدمتها على دعامتين خشبيتين‪ ،‬وتعلوها أغصان الدلب والغار‪ ،‬تطل على البحر‬
‫‪ ....‬كان المقهى من الداخل عاريا‪ ،‬إال من بعض إعالنات أفالم ما قبل الحرب‪ ،‬تطل‬
‫من أكبرها صورة عبد الوهاب بطربوشه ‪ ....‬وعلى استطالة الدكة المجوفة التي تتحول‬
‫(‪)2‬‬
‫في الليل إلى سرير ينام عليه الطروسي»‪.‬‬

‫يقدم الراوي المقهى على غرار األمكنة األخرى وذلك من خالل حب ووعي البطل‬
‫بهذا المكان للمبيت فيه‪.‬‬

‫فالسرد ال يرتكز على المقهى فحسب وانما يجسد الحالة التي عليها رواد المقهى‬
‫الذين ينظمون جماعات‪ ،‬جماعات وكل يحكي ويرد ماضيه‪ ،‬فكل منهم يفكر في حياته‬
‫الماضية‪ ،‬فرغم ضيق المقهى الطروسي إال أنها تمثل مكان لإلستراحة من متاعب الحياة‬
‫ومكان للرزق ومن النصوص الدالة على هذا المكان كذلك نذكر‪ «- :‬تجرى المقاوالت في‬
‫المقهى‪ ،‬والصفقات تتم‪ ،‬والمشاجرات تنشب‪ ،‬والمشكالت تنشب‪ ،‬وجميع األعمال البحرية‬
‫تلقى لها سوق رائجة على نحو ما‪...‬والطروسي يقول ‪:‬ال أريد هذه اللعنة في مقهاي »‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫(‪ )1‬حنامينة ‪ :‬الشراع والعاصفة‪ ،‬ص‪.22‬‬


‫(‪)2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.09‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪57‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ويصرخون بدورهم اتركنا نسترزق‪ ،‬عندنا عيال!‬

‫ويثور بهم‪ ،‬ويقسم أن يمنعهم‪ ،‬ثم تهدأ ثائرته»(‪.)1‬‬

‫تجسد هذه الصورة طبيعة المجتمع الذي يهرب ويجلس في المقهى هروبا من‬
‫ضغوطات الواقع‪.‬‬

‫فالمقهى تمثل بؤرة اجتماعية لها داللتها الخاصة في الرواية فهي عالمة دالة على‬
‫االنفتاح االجتماعي والثقافي‪ ،‬فهي بيت العامة يجتمع فيه الناس دون مواعيد مسبقة‪.‬‬
‫فالمقهى في هذه الرواية احتل مكانة متميزة فهي مكان للتجمعات الرجالية‪ .‬وتعد المقهى‬
‫في هذه الرواية هو المكان الرئيس والفضاء المركزي الذي تجري فيه األحداث‪.‬‬

‫كما ذكر الراوي أيضا أسماء لبعض المقاهي منها (مقهى المرفأ‪ ،‬مقهى الريس‪،‬‬
‫مقهى ابن أمنة‪ ،‬مقهى أبي زكورة‪ ،‬مقهى شناتا)‪.‬‬

‫إال انه ركز على مقهى الميناء التي كانت الفضاء الحاضن للطروسي بطل الرواية‬
‫وقد اقتصرت جل اللقاءات في هذا المقهى‪ ،‬ويمكن أن نرجح ذلك إلى حميمية المكان‪.‬‬

‫‪ /2‬البحر(المكان المفتوح)‪:‬‬

‫نجد أيضا إلى جانب المقهى مكانا أخر يقاسمه الوظيفة وهو البحر وما يتسم به انه‬
‫مكان للراحة ويبرز هذا المكان في الرواية هو مكان حروب يلوذ إليها البطل بعد أن‬
‫ضاقت به سبل الحياة‪ ،‬وهو مكان يشعر فيه البطل باللذة والمتعة نتيجة ما كان يحس به‬
‫من تعب‪.‬‬

‫ولعل النص الذي سنسوقه اآلن يثبت صحة ما ذهبنا إليه «يستريح على طرف‬
‫الشاطئ‪ ،‬ويضع قدميه في الماء ويل هو باحتقان الزبد‪ ،‬حتى إذا صار رغاء في كفيه‪ ،‬فهو‬

‫(‪)1‬حنامينة ‪ :‬الشراع والعاصفة ‪ ،‬ص‪.01‬‬

‫‪58‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫يخط على الرمل اسمه واسم من يهوى فإذا لم يفعل‪ ،‬يكتفي بالسير فوق الشاطئ ‪.....‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فإذا سال البحارة أين الطروسي؟ أشار أبي محمد إلى الشاطئ وقال هناك‪-‬هناك!»‪.‬‬
‫(فالطروسي) كان على صلة دائمة مع البحر إذا افتتح مقهاه ليبقى على الشاطئ‪ ،‬ويكون‬
‫جار البحر في الفصول األربعة فهو يظل على صخوره حالما حلمه‪ ،‬الخاص‪ ،‬ناظ ار إلى‬
‫األفق البعيد في االماسي وأوقات الفراغ‪.‬‬

‫كما يعتبر البحر أكثر القوى الكونية مهابة وجماال وهو مكان ال متناه ذو اتساع‬
‫هائل ومصدر رزق وحياة لإلنسان‪ ،‬فهو يكتسي أهمية خاصة في الرواية‪.‬‬

‫فالبحر بالنسبة (للطروسي) مكان للعيش حيث انه يذكي ذاكرته‪ ،‬فيسترجع ماضيه‬
‫األفضل في هذا المكان والرواية تبين ذلك‪:‬‬

‫«البحر يعلم اإلنسان‪ ،‬خي؟ ‪...‬‬

‫إذا لم يتعلم اإلنسان من البحر فال أمل له بالتعلم أبدا ‪ ...‬البحر مدرسة ‪.....‬البحار‬
‫يغيب عن بيته عدة شهور ‪ ،‬ورائحة البحر تهيج الرجولة وهذه رأس مال البحار ‪،‬إذا لم‬
‫(‪)2‬‬
‫يكن رجال ال يصبح بحا ار ولو قضى حياته في الماء»‪.‬‬

‫يهرب البطل إلى البحر للتخلص من جميع الضغوطات‪ ،‬ويتأمل في صمت منظر‬
‫البحر في سعته وامتداده وهو يحاول أن يعايش المكان بقوة فهو مصدر األمان الرزق‬
‫بالنسبة له‪.‬‬

‫كما ي ذكره البحر بأهم األشياء في حياته فمثال غرق المنصورة وهذا ما جعله يصارع‬
‫من اجل البقاء على الشاطئ «فالطروسي ظل يضرب بين المدينة والميناء‪ ،‬يلوب‪،‬‬
‫يذهب‪ ،‬يجئ ويقول‪ :‬يا للزمان العكروت كيف غرقت المنصورة؟ فهو يظل جالسا على‬

‫(‪ )1‬حنامينة ‪ :‬الش ارع والعاصفة‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫(‪ )2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.91‬‬

‫‪59‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫صخور البطرنة ويرنو إلى البحر يتأمل السفن والمراكب‪ ،‬والفالئك والمجاذيف والمراسي‬
‫(‪)1‬‬
‫والحبال‪ ،‬والصواري واألشرعة‪ ،‬وكل ما بذكره بأمسه ويوحشه في يومه»‪.‬‬

‫فالطروسي يظل يتحسر على غرق منصورته في البحر لكنه ال يستطيع مغادرته‬
‫والعيش بعيدا عنه‪ ،‬كما بذكره أيضا بحبيبته ماريا التي لم يراها بعد غرق المركب‪ ،‬فهذا‬
‫البحر يحفر ذاكرته ويثير أحزانه كلما أخذه الشوق والحنين إلى فتنه‪ ،‬ووقف على حافة‬
‫البحر وي عد موجاته المتعاقبة ويصغي إلى خشخشات الماء التي يتداخل معها شوقه إلى‬
‫الحبيبة التي ظلت مرتبطة بذاكرته وكانت عامال من عوامل اغترابه فهو ال يريد لهذه‬
‫الذكرى إال البقاء كما يؤجج البحر في هذا المقطع مشاعر األسى والحسرة اللتين تعصران‬
‫قلب الطروسي‪.‬‬

‫يرتبط بطل الرواية بالبحر ويتواصل معه‪ ،‬فهو المتنفس الوحيد الذي يشعره بالراحة‪،‬‬
‫وهذا التواصل بين البطل والبحر ما هو إال شكل من أشكال االلتحام بين اإلنسان‬
‫والطبيعة‪ ،‬فكل ما يتوفر عليه البحر من صفات االمتداد والصفاء والزرقة تساعد البطل‬
‫على الراحة‪ ،‬وتكثف إحساسه بالحياة وبضرورة الصراع من أجل البقاء‪ ،‬ونظ ار لتعلق‬
‫البطل بالبحر حدا الجنون فهو ال يكتفي باإلطاللة عليه من بعيد‪ ،‬بل نجده يغامر بالنزول‬
‫إلى أعماق ومثال ذلك «إنقاذ الطروسي للرحموني في يوم العاصفة الهوجاء»‬

‫ومما سبق يعد البحر من أهم األمكنة ورودا في النماذج الروائية المختارة وقد وظفه‬
‫الكاتب مشددا على عالقته بالبطل وقد احتل مساحة نصية معتبرة‪ ،‬انطلقت أحداث الرواية‬
‫من البحر وكان انتهائها أيضا في المكان نفسه‪.‬‬

‫‪-‬الزمن‪ :‬يعتبر الزمن مجرد حقيقة سائلة ال تظهر إال من خالل مفعولها على الشخصيات‬
‫مسيطر‬
‫ا‬ ‫والمكان والزمن هو القصة وهي تتشكل وهو اإليقاع‪ ،‬كما يعد الزمن خيطا وهميا‬

‫(‪)1‬حنامينة ‪ :‬الشراع والعاصفة ‪ ،‬ص‪.02‬‬

‫‪60‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫على كل األنشطة واألفكار إذ هو عالمة دالة على مرور الوقائع اليومية وهو اإلطار‬
‫(‪)1‬‬
‫الذي يشمل كل األحداث ويضفي عليها صفة االنتظام‪.‬‬
‫ونظ ار ألن البحث لم يجد آلية إجرائية يستطيع من خاللها متابعة حركة البنيات‬
‫السردية‪ ،‬حدث شخصية زمان مكان داخل الخطاب السردي للرواية‪ ،‬لذا عمد البحث بعمل‬
‫آلية إجرائية بسيطة وذلك بطرح الفرص المتاحة كافة للترابط بين كل من تلك المكونات‬
‫األربعة‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(تحدث مشاجرات وخصومات ا كل يوم في البحر)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪( ‬يفرغون حمولة البواخر في المواعين‪ ،‬ويصعدون ويهبطون من الصباح إلى‬
‫(‪)3‬‬
‫المساء)‪.‬‬
‫‪( ‬لقد أنزلنا مركب جديد في البحر وفرحنا به األمس‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ‬يعرف أن العامل في الميناء إذا أعيد اليوم فسيصرف غدا)‪.‬‬
‫‪ ( ‬غرقت المنصورة وهو ال يدري متى يعود إلى البحر بعد يوم يعد أسبوع بعد شهر‬
‫بعد عام‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ ‬بعد شهر في البحر يشتاق اإلنسان إلى األرض)‪.‬‬
‫‪( ‬يجتمع في الميناء مع بحارته كل أمسية‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ ‬كان في البحر صاحب مركب ذال يوم)‪.‬‬
‫‪( ‬ابتلعهم الليل وبقي وحده في البحر جلودا حتى النهاية‬

‫(‪ )1‬ينظر أحمد رحيم كريم الخفاجي‪ :‬المصطلح السردي في النقد األدبي العربي‪ ،‬ص‪.229‬‬
‫)‪(2‬حنامينة‪ :‬الشراع والعاصفة ‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.89‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.02‬‬ ‫)‪(6‬‬

‫‪61‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬من الصباح قالوا أن نوبة ستحدث الليلة في البحر)‪.‬‬
‫‪( ‬مع أن الشاطئ يقفر في الشتاء‪ ،‬وانه يظل على صخوره حالما حلمه الخاص‬
‫ناظ ار إلى األفق البعيد في األماسي وأوقات الفراغ‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬ينهض ثم يجهر عليه‪ ،‬ليخرج من البحر وينهال عليه ليقتله اليوم في الشاطئ)‪.‬‬
‫‪( ‬في عصر اليوم الثالث للمعركة بينما كان الطروسي جالسا في مقهى تلقى زيارة‬
‫(‪)3‬‬
‫غير معتادة)‪.‬‬
‫‪( ‬حين بلغني األمس أن صالح اعتدى على المقهى استأت جدا‪ ...‬لعنة اهلل على‬
‫(‪)4‬‬
‫ساعة الغضب)‪.‬‬
‫‪( ‬كانت العاصفة في البحر قوية وما تزال لكنها ليست مخيفة كما كانت في‬
‫(‪)5‬‬
‫الليل)‪.‬‬
‫‪( ‬كانت العاصفة تطاردهم والمطر ما زال لحد الساعة يالحقهما بغير رحمة‪.‬‬
‫‪ ‬عاد الصيف مرة أخرى‪ ...‬ربما كان الصيف التاسع أو العاشر الذي يعود‬
‫والطروسي في البطرنة‪.‬‬
‫كانت تضحية الطروسي‪ ،‬في الشتاء من هذا العالم‪ ،‬حادثا ذا أثر في النفوس‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ظل بعد إنقاذه الشختورة من الغرق في البحر‪ ،‬أسبوعا في المستشفى وظل‬
‫(‪)6‬‬
‫الرحموني شه ار)‪.‬‬
‫‪( ‬ففي أيار من هذا العام انتهت الحرب العالمية الثانية‪.‬‬

‫)‪(1‬حنامينة‪ :‬الشراع والعاصفة‪ ،‬ص ‪.221‬‬


‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.211‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫)‪(3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.288‬‬


‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.222‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫)‪(5‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.201‬‬


‫)‪(6‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.291‬‬

‫‪62‬‬
‫دراسة الشخصيات في الرواية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ ‬لقد قضى عقدا كامال وهو يحلم بالسفر إلى بعيد وأمضى سنواته السابقات يرتقب‬
‫ساعة يصبح فيها مالكا من جديد‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬مضى عشر سنوات وهو يحسب متى يعود إلى البحر)‪.‬‬
‫‪( ‬استقر على أهوال تلك الليلة التي أنقذ فيها الرحموني من الغرق في البحر‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬هرب إلى فلسطين وعاد بعد عشر سنوات)‪.‬‬
‫‪( ‬كان الليل قد أوشك أن ينتصف‪ ،‬وكان في المقهى بعض الصيادين يتحدثون عن‬
‫الصيد‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ‬اجتمعنا األمس في المدينة وقررنا توحيد الجهود‪ ،‬وقررت غلق الدكان من الغد)‪.‬‬
‫‪( ‬ستكون الريح مؤاتية بعد قليل ونحن في البحر‪ ،‬يجب أن نبلغ الطلبيات قبل‬
‫(‪)4‬‬
‫الفجر)‪.‬‬
‫يالحظ القارئ من خالل كل المقاطع السابقة في رواية 'الشراع والعاصفة" كيف‬
‫وظف الكاتب الحدث‪ ،‬وربطه مع بقية البنيات السردية باستمرار الخلق حالة شد هائلة‬
‫وتوتر يتناسب مع اللحظة الدرامية العالمية‪ ،‬الي عاشها البطل "الطروسي"‪ ،‬فهذه البنيات‬
‫حضرت مجتمعة وهذا يعني أن هناك حضو ار مستم ار لمكونات الفضاء‪ ،‬حاضرة ومحيطة‬
‫بالحدث المسرود‪.‬‬
‫لقد سارت أحداث الرواية وتسلسلت تسلسال منطقيا‪ ،‬بحيث قادت في النهاية بما كان‬
‫قد أوصى به الكاتب في البداية وهو عودة "الطروسي" إلى البحر على ظهر مركب جديد‪.‬‬

‫)‪(1‬حنامينة‪ ،‬الشراع والعاصفة‪ ،‬ص ‪.212‬‬


‫)‪(2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.211‬‬ ‫)‪(3‬‬

‫)‪(4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪63‬‬
‫خاتمة‬
‫إن دراسة الشخصية يمكن ان يصبح محددا أساسيا للمادة الحكائية وتالحق األحداث‬
‫داخل الرواية‪ ،‬وتصبح هذه الدالالت عنص ار في تصوير الرواية‪ ،‬وبنائها‪،‬وفي طبيعة‬
‫الشخصيات وعالقاتها ببعضها‪ ،‬ودور ذلك في تشكيل الفضاء الروائي‪ ،‬ولقد تبينت صورة‬
‫الشخصية في بنيتها الرئيسية وسنقف فيما يلي عند أهم النتائج المتوصل إليها‪:‬‬

‫‪ -1‬إن تعدد مفاهيم الشخصية عند بعض النقاد المعاصرين يرجع إلى مدى ارتباطها‬
‫بالمفاهيم اللغوية والى مدى اعتبارها القناة التي يعبر بها الروائي عن الواقع المعيش‪.‬‬
‫‪ -2‬ال تكتسب الشخصيات أهميتها االستثنائية من حيث فعلها بالحدث فحسب‪ ،‬وانما‬
‫بوصفها مكونا أساسيا ال يقوم الحدث إال به‪ ،‬وال يرسم الزمان والمكان إالا ليحتويها‬
‫حركته أو ليجسد الحدث إنطباعاته عليهما‪.‬‬

‫‪ -3‬تقدم الشخصية بطريقتين‪ :‬طريقة مباشرة وتتكون عن طريق الوصف الجسدي‬


‫والنفسي للشخصية‪ ،‬وطريقة غير مباشرة غير مباشرة‪ :‬حيث ال يمدنا (الراوي‬
‫بالمعلومات حول الشخصية بالشكل الذي يقرره هو)‪.‬‬

‫‪ -4‬تقديم الشخصية عن طريق الراوي هي أكثر الطرق حضو ار في رواية الشراع‬


‫والعاصفة‪.‬‬

‫‪ -5‬قسمت الشخصيات في الرواية حسب أهميتها وكثافة حضورها إلى صنفين‪:‬‬

‫شخصيات رئيسية وأخرى ثانوية وانقسمت الشخصيات الثانوية إلى ثالثة أصناف‪:‬‬

‫‪ ‬صنف مساعد لبطل الرواية‪.‬‬


‫‪ ‬صنف معاد ألبطال الرواية‪.‬‬
‫‪ ‬صنف حيادي ليس له أي دور‪.‬‬
‫‪ -6‬اهتم الكاتب بالشخصيات الثانوية اهتماما واضحا حيث وظف منها حوالي ثالثين‬
‫شخصية‪،‬وقد كانت الغلبة فيها للصنف المساعد‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫خاتمة‬
‫إنتاج األحداث وتحريكها من أهم وظائف الشخصية الروائية فهي ال تتجلى في عامل واحد‪،‬‬
‫بل شبكة من العوامل‪ :‬أوصاف وأعمال‪ ،‬وأنواع‪ ،‬ووظائف فيما بينها‪.‬‬

‫‪ -‬الكاتب مزج بين األحداث وقصة حب ماريا وأم حسن ‪.‬‬


‫‪ -‬استغل الكاتب البحر كوسيلة للرمز‪ ،‬فالبحر هو الرابط بين "الطروسي" وذاكرته التي‬
‫نسجها من الماضي‪.‬‬

‫وفي األخير أرجوا أن أكون قد وفقت ولو بعض الشيء في هذا العمل الذي يعود الفضل‬
‫األكبر فيه إلى اهلل الذي أعانني عليه‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫ملحق‬
‫ملحق‬
‫حياة الروائي‪:‬‬

‫حنامينة روائي سوري ولد في مدينة الالذقية (سورية)عام ‪ 4291‬وتوفي عام ‪9142‬‬
‫ساهم في تأسيس رابطة الكتاب السوريين واتحاد الكتاب العرب‪ ،‬يعد حنامينة احد كبار‬
‫كتاب الرواية العربية‪ ،‬تتميز رواياته بالواقعية بداياته مع الكتابة كانت بداية متواضعة‪،‬‬
‫بدأت حياته األدبية بكتابة مسرحية دونكيشوتية ولألسف ضاعت من مكتبته فتهين من‬
‫الكتابة للمسرح وقف في وجه االستعمار الفرنسي وعمره ‪ 49‬عاما‪ ،‬عاش حياة قاسية‪،‬‬
‫وتنقل بين عدة بلدان سافر إلى أوروبا ثم إلى الصين لسنوات لكنه جاء ساهم في اغناء‬
‫الرواية العربية وعمل باجتهاد حتى أجاد وأبدع‪ ،‬كتب الكثير من الروايات والقصص‬
‫يتحدث في معظمها عن البحر ويصف حياة البحارة في مدينة الالذقية‪ ،‬وصراعهم على‬
‫متن المراكب والسفن ومع أخطار البحر‪ ،‬لقد أبدع في الكتابة عن البحر بروايات فيها‬
‫الكثير من الصدق والعمق والمعاناة والكفاح والواقعية والحب والجمال‪.‬‬

‫من مؤلفاته‪:‬‬

‫‪ -‬المصابيح الزرق ‪4221‬‬

‫‪ -‬الثلج يأتي من النافذة ‪4292‬‬

‫‪ -‬الشمس في يوم غائم ‪279‬‬

‫‪ -‬من يذكر تلك األيام –قصص ‪4271‬‬

‫‪ -‬الياطر ‪4272‬‬

‫‪ -‬الوالعة ‪4291‬‬

‫‪ -‬الربيع والخريف ‪4291‬‬

‫‪68‬‬
‫ملحق‬
‫ملخص الرواية‪:‬‬

‫الشراع والعاصفة قصة مدينة سورية ساحلية أثناء الحرب العالمية الثانية‪ ،‬حيث صور‬
‫فيها حنا مينا ببراعة مدهشة أثر الحرب وما تركته من عواصف في بالد يحتلها‬
‫الفرنسيون وأبرز التناقضات التي كانت تفترس‪.‬‬

‫مجتمعا غير متجانس‪ ،‬ملكنها أوال قصة رجال البحر قصة االنتصار على الطبيعة‬
‫القاسية قصة اإلرادة البشرية والمغامرة وهي قصة تروي الصراع المحتدم والمتمثل في‬
‫الرجال بأشرعتهم الممزقة‬
‫البحر الهائج والعواطف الهائج والعواصف الغادرةالتي يقابلونها ّ‬
‫وقواربهم العتيقة‪.‬‬

‫كما تروي كذلك الشراع والعاصفة قصة بحار –محمد بن زهدي الطروسي‪ -‬الذي‬
‫فقد مركبه إثر عاصفة هوجاء‪ ،‬وعاد إلى الشاطئ وفي قلبه أمنية واحدة هي العودة إلى‬
‫البحر على ظهر مركب جديدوفي انتظار ذلك سيعيش على مردود مقهى بدائية بناها‬
‫على شاطئ البحر في جوف صخرة‪ ،‬وأثناء مقامه على اليابسة سيكون شاهدا على‬
‫أحد اث متنوعة أهمها تعرفه على األستاذ كامل‪ ،‬ذلك المناضل الشيوعي الذي سيعمل‬
‫على استقطابه للحركة النضالية التي كان يخوضها الشعب السوري ضد االستعمار‬
‫الفرنسي وأذنا به المحليين وعلى يده أيضا سيكتشف العمل السياسي‪ ،‬وبعد انتهاء الحرب‬
‫العالمية الثانية سيعود من جديد إلى البحر على ظهر مركب جديد مسلحا هذه المرة بفكر‬
‫جديد وسلوك جديد ورؤية جديدة‪ ،‬فهو بطل القصة األول يؤمن بسلطنة البحر كما يؤمن‬
‫بسلطنة المرأة‪ ،‬فالبحر صديقه اللدود‪.‬‬

‫عاش الطروسي حياة شقية خاصة عندما فقد مركبه الذي كان ينقل الحبوب م ههن‬
‫سورية إلى قبرص وحيفا ويافا واإلسكندرية وبالمقابل ينقل الخشب من شواطئ رومانيا إلى‬
‫سورية ولبنان وفلسطين‪ ،‬تحطم مركبه وابتلعه البحر ضاع إلى األبد وجاءت األزمة بعد‬
‫ذلك وخف الثقل ولم يستطع تعويضها كانت له ذكريات مع مركبه حيث كان ينتقل إلى‬

‫‪69‬‬
‫ملحق‬
‫الشاطئ وفيه كان يتعرف على أصحاب الموانئ والنساء العاهرات ففي هذه الموانئ‬
‫أحب امرأة اسمها "ماريا" كان يزورها على مركبة المنصورة هذه القصة في‬
‫ّ‬ ‫البعيدة‬
‫الماضي‪.‬‬

‫أما الحاضر أحب أم حسن العاهرة التي سيعتقها وسيتزوجها في نهاية الرحلة كما‬
‫تروي هذه الرواية قصة معركة الطروسي هذه صالح برو الذي هاجمه واعتدى عليه في‬
‫مقهاه‪.‬‬

‫كما تروي أيضا الواقع المرير الذي يعيشه الطروسي خالل تحوله من بحار إلى‬
‫قهوجي عند ما فقد "المنصورة" ‪.‬‬

‫فالرواية تنقسم إلى ثالث فصول‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬يتلخص في معركة الطروسي ضد صالح برو‪.‬‬

‫ويشمل الفصل الثاني‪ :‬يتعلق األمر بإنقاذ "الشختورة" وهي مركب للصيد كان على وشك‬
‫الغرق لوال تطور الطروسي لإلبحار بحثا عنه وتخليص الرحموني صاحبه من أنياب‬
‫الموج العاتية‪.‬‬

‫أما الفصل الثالث‪ :‬فسيطوع الطروسي مع بعض البحارة لنقل السالح إلى المناضلين‬
‫الذين يقاتلون المستعمر الفرنسي‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫املصادر و املراجع‬
‫القرآن الكريم ‪ :‬برواية ورش‬
‫المصادر‪:‬‬
‫حنا مينة‪ :‬الشراع والعاصفة‪ ،‬سورية ‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪1891 ،1‬م‪.‬‬
‫‪-1‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ، 1‬ج‪.1‬‬
‫‪-1‬بطرس البستاني‪ :‬محيط المحيط‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ط‪ 1991 ،‬م‪.‬‬
‫‪-3‬معجم اللغة العربية‪ :‬المعجم الوسيط ‪،‬إدارة إحياء التراث اإلسالمي‪ ،‬قطر‪ ،‬ج‪.1‬‬
‫‪-4‬محمد القاضي ومجموعة من المؤلفين‪ :‬معجم السرديات‪ ،‬دار محمد علي للنشر‪،‬‬
‫تونس‪ ،‬ط‪ 0212 ،1‬م‪.‬‬
‫‪-5‬أبو الحسن أحمد ابن فارس‪ :‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬في تحقيق وضبط عبد السالم‬
‫هارون‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ 0221 ،0‬م‪.‬‬
‫المراجع‬
‫‪-6‬سعد رياض‪ :‬الشخصية أنواعها‪ ،‬أمراضها وفن التعامل معها‪ ،‬مؤسسة أقرأ‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط‪ 0222 ،1‬م‪.‬‬
‫‪-7‬عبد الملك مرتاض‪ :‬في نظرية الرواية‪ ،‬بحث في تقنيات السرد‪ ،‬المجلس الوطني‬
‫للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬الكويت‪ 1991 ،‬م‪.‬‬
‫‪-9‬محمد بوعزة‪ :‬تحليل النص السردي – تقنيات ومفاهيم – منشورات االختالف‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬ط‪ 0212 ،1‬م‪.‬‬
‫‪-8‬عبد المنعم الميالدي ‪:‬الشخصية وسماتها ‪،‬مؤسسة الشباب‪،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫دط‪0222 ،‬م‪.‬‬
‫جويدة حماش‪ :‬بناء الشخصية في حكاية عبدو والجماجم والجبل‪،‬‬ ‫‪-11‬‬
‫منشورات األوراس‪ 0222 ،‬م‪.‬‬
‫أحمد رحيم كريم الخفاجي‪ :‬المصطلح السردي في النقد األدبي العربي‬ ‫‪-11‬‬
‫الحديث‪ ،‬دار الصفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ 0222 ،1‬م‪.‬‬
‫املصادر و املراجع‬

‫نادر أحمد عبد الخالق‪ :‬الشخصية الروائية بين أحمد باكثير ونجيب‬ ‫‪-11‬‬
‫الكيالني‪ ،‬دراسة موضوعية وفنية‪ ،‬دار العلم واإليمان للنشر والتوزيع‪ ،‬دسوق‪،‬‬
‫‪ 0212‬م‪.‬‬
‫حسن بحراوي‪ :‬بنية الشكل الروائي‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬ ‫‪-13‬‬
‫المغرب‪ ،‬الطبعة ‪ ،0229 ،0‬ص ‪ 0211‬م‪.‬‬
‫حميد لحميداني‪ :‬بنية النص السردي من منظور النقد األدبي‪ ،‬المركز‬ ‫‪-14‬‬
‫الثقافي‪ ،‬بيروت‪،‬لبنان ط‪ 0222 ،1‬م‪.‬‬
‫سعيد بن كراد‪ :‬سيميولوجية الشخصيات الروائية ‪،‬دار الكالم ‪ ،‬الرباط‪،‬‬ ‫‪-15‬‬
‫المغرب‪ ،‬دط‪ 1992 ،‬م‪.‬‬
‫عبد الملك مرتاض‪:‬القصة الجزائرية المعاصرة ‪،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪،‬‬ ‫‪-16‬‬
‫الجزائر‪ ،‬دط‪ 1991 ،‬م ‪.‬‬
‫ضياء غني لفتة‪ :‬البنية السردية في شعر الصعاليك‪ ،‬دار الحامد للنشر‬ ‫‪-17‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ 0212 ،1‬م‪.‬‬
‫يمنى العيد ‪:‬تقنيات السرد الروائي في ضوء المنهج البنيوي‪ ،‬دار الفرابي‪،‬‬ ‫‪-19‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪ 1999، 0‬م‪.‬‬
‫عبد العالي بوطيب‪:‬مستويات دراسة النص الروائي ‪،‬مقاربة نظرية‪،‬‬ ‫‪-18‬‬
‫األمنية‪ ،‬الرباط ‪،‬ط‪ 1992، 1‬م ‪.‬‬
‫ناصر الحجيالن‪ :‬الشخصية في قصص األمثال العربية‪ ،‬دراسة في‬ ‫‪-11‬‬
‫األنساق الثقافية للشخصية العربية‪ ،‬النادي األدبي بالرياض‪ ،‬والمركز الثقافي‬
‫العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ 0229 ،1‬م ‪.‬‬
‫عبد الملك مرتاض‪:‬القصة الجزائرية المعاصرة‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪،‬‬ ‫‪-11‬‬
‫الجزائر‪ ،‬دط‪ 1991 ،‬م ‪.‬‬
‫املصادر و املراجع‬
‫صبيحة عودة زغب‪ :‬جماليات السرد في الخطاب الروائي عند غسان‬ ‫‪-11‬‬
‫كنفاني‪ ،‬دار مجدالوي‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬األردن‪ 0222 ،‬م‪.‬‬
‫محمد غنيمي هالل‪ :‬النقد األدبي الحديث‪ ،‬نهضة مصر للطباعة والنشر‪،‬‬ ‫‪-13‬‬
‫ط‪ 0222 ،1‬م‪.‬‬
‫محمد يوسف نجم‪ ،‬فن القصة‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1992 ،1‬م‪.‬‬ ‫‪-14‬‬
‫جرار جينيت وآخرون‪ :‬نظرية السرد (من وجهة النظر والتبئر)‪ ،‬ترجمة‪:‬‬ ‫‪-15‬‬
‫ناجي مصطفى‪ ،‬منشورات الحوار األكاديمي‪ ،‬ط‪ 1919 ،1‬م‪.‬‬
‫أحمد مرشد ‪:‬البنية والداللة في روايات إبراهيم نصر اهلل ‪،‬دار فارس‪،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪-16‬‬

‫لبنان‪ ،‬ط‪ 0222 ،1‬م‪.‬‬


‫عبد الملك مرتاض‪ :‬في نظرية الرواية‪ ،‬بحث في تقنيات السرد‪ ،‬المجلس الوطني‬ ‫‪-17‬‬
‫للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬الكويت‪ 1991 ،‬م ‪.‬‬

‫الرسائل الجامعية‬
‫مصطفى قسيمة‪ :‬الداللت الوظيفية للشخصية الحكائية في أدب األزمنة‪ ،‬رواية بحور‬ ‫‪-19‬‬
‫السراب ‪،‬لبشير مغني أنموذج‪،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في األدب العربي‪،‬‬
‫تخصص السرديات العربية ‪،‬صالح مفقودة ‪ 0212- 0229‬م‪.‬‬

‫المجالت والدوريات‬
‫آسيا جريوي‪ :‬سيميائية الشخصية الحكائية في رواية الذئب األسود‪ ،‬مجلة‬ ‫‪-18‬‬

‫المخبر‪ ،‬أبحاث في اللغة واألدب الجزائري‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد‬
‫السادس‪ 0212 ،‬م‪.‬‬
‫زوزو نصيرة‪ :‬سيمياء الشخصية في رواية " حارس الظالل " لواسيني‬ ‫‪-31‬‬

‫األعرج‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬بسكرة‪ 0222 ،‬م‪.‬‬
‫وردة معلم‪ :‬الشخصية في السيميائيات السردية‪ ،‬الملتقى الرابع للسيمياء‬ ‫‪-31‬‬

‫والنص األدبي‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ 0222 ،‬م‪.‬‬


‫فهرس املوضوعات‬
‫الصفحة‬ ‫مقدمة‬

‫الفصل األول ‪:‬الشخصية والمفهوم‪.‬‬

‫أوال‪ -‬تعريف الشخصية‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫أ‪-‬لغة ‪.‬‬

‫ب‪-‬إصطالحا ‪.‬‬
‫‪9-6‬‬ ‫‪-1‬الشخصية في المفهوم العربي‪.‬‬

‫‪11-11‬‬ ‫‪-2‬الشخصية في المفهوم الغربي ‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪-1‬الشخصية عند علماء النفس‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬وظائف الشخصية عند بعض النقاد المعاصرين ‪.‬‬

‫‪11-11‬‬ ‫أ‪-‬فيالدمير بروب‪.‬‬

‫‪11-16‬‬ ‫ب‪-‬فيليب هامون‪.‬‬

‫‪15-11‬‬ ‫ج‪-‬روالن بارت ‪.‬‬

‫‪19-11‬‬ ‫د‪-‬تيزفيتان تودوروف‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬أنواع الشخصيات ‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫أ‪-‬الشخصية الرئيسية ‪.‬‬

‫‪22-21‬‬ ‫ب‪-‬الشخصية الثانوية ‪.‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬دراسة الشخصيات في الرواية ‪.‬‬
‫أوال‪-‬تقديم الشخصيات ‪.‬‬

‫‪29-21‬‬ ‫أ‪-‬التقديم الذاتي ‪.‬‬

‫‪15-11‬‬ ‫ب‪-‬التقديم الغيري‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أنواع الشخصيات ‪.‬‬

‫‪11-16‬‬ ‫أ‪-‬الشخصيات الرئيسية ‪.‬‬

‫‪51-11‬‬ ‫ب‪-‬الشخصيات الثانوية‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬عالقة الشخصيات باألحداث والمكان والزمان ‪.‬‬

‫‪51-51‬‬ ‫أ‪-‬الحدث‪.‬‬

‫‪61-55‬‬ ‫ب‪-‬المكان‪.‬‬

‫‪61-61‬‬ ‫ج‪-‬الزمن ‪.‬‬

‫خاتمة‪.‬‬
‫ملحق‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬
:‫ملخص البحث‬

،‫وقد تأسس هذا اشتغل هذا البحث على دراسة الشخصية وكيفية توظيفها في الرواية‬
‫الفصل النظري والمعنون بـ "الشخصية والمفهوم"جاء فيه تعريف‬:‫البحث على فصلين‬
،‫لما تناولنا فيه وظائف الشخصية عند الشخصية عند العرب والغرب وعلماء النفس‬
‫بعض النقاد المعاصرين وأنواع شخصية في الرواية أما الفصل التطبيقي جاء موسوم‬
‫بعنوان "دراسة الشخصية في الرواية"قمنا بتقديم الشخصية(تقديم ذاتي–تقديمهاعن‬
،)‫ تقديمها عن طريق الراوي‬،‫أيضا تطرقت إلى استخراج أنواع طريق شخصية أخرى‬
‫الشخصيات الموجودة في الرواية والتي انقسمت إلى نوعين (شخصيات رئيسية‬
)‫شخصيات ثانوية‬، ‫أما العنصر األخير تمثل في عالقة الشخصيات بالزمان والمكان‬
.‫واألحداث وفيه قمنا باستخراج األحداث واألماكن التي وظفها الكاتب في هذه الرواية‬

Résumé de l’exposé :

On a abordé dans cet exposé l’étude de personnage et comment


l’utiliser dans le roman.
Cet exposé se compose de deux (02) parties ;
La partie théorique « définition de personnage », ou on définit le
personnage en orient et en occident ainsi par les sociologues et par les
critiques contemporains, et les différents types de personnages dans le
roman.
Dans la deuxième partie pratique « Etude de personnage dans le
roman », on présente le personnage de notre propre point de vue, du point
de vue d’un tiers personnage du roman et qui se distingue en deux (02)
types ;
(Principaux personnages, Personnages secondaires).
Pour terminer, nous avons abordé la relation du personnage avec le temps,
le lieu et les faits.
Pour faire sortir ces derniers éléments utilisés par l’écrivain de ce roman.

You might also like