You are on page 1of 11

Franco-Iraqi relations and Fifth Republic foreign policy, 1958-1990

1990-1958 ، ‫العالقات الفرنسية العراقية والسياسة الخارجية للجمهورية الخامسة‬

Thesis submitted for Ph. D. examination.

David A. Styan

Department of International Relations

London School of Economics

1999
‫نبذة مختصرة‪:‬‬

‫العالقات الفرنسية العراقية والسياسة الخارجية للجمهورية الخامسة‪:1990-1958 ،‬‬

‫تحلل هذه الدراسة تطور عالقات فرنسا مع العراق منذ عام ‪ .1958‬وتسعى إلى فهم الدوافع الكامنة‬
‫وراء مصالح الحكومة الفرنسية والقطاع الخاص في العراق‪ .‬يتم ذلك في السياق المزدوج للتنافس‬
‫االقتصادي بين فرنسا والقوى الغربية األخرى في الشرق األوسط‪ ،‬ومحاوالت الدولة العراقية اتباع‬
‫سياسة خارجية مستقلة مع استخدام عائداتها النفطية لتصنيع وتسليح نفسها بسرعة‪.‬‬

‫يوضح النص أوالً التنافس بين فرنسا وبريطانيا في اإلمبراطورية العثمانية السابقة ومخاوفها من‬
‫الهيمنة األنجلو أمريكية على إمدادات النفط‪ .‬يوضح بعد ذلك أنه بينما تواصلت الروابط الفرنسية‬
‫المبكرة مع إسرائيل في عهد الرئيس ديغول ‪ ،‬وبحلول منتصف الستينيات من القرن الماضي كانت‬
‫قد انحسرت بسبب األهمية التجارية للتجارة مع الدول العربية‪ .‬ثم يركز النص األساسي على عالقة‬
‫فرنسا بالعراق منذ عام ‪ ، 1958‬وهو العام الذي تولت فيه حكومات جديدة السلطة في كلتا الدولتين‪.‬‬

‫على الرغم من تأميم شركة البترول العراقية في عام ‪ ، 1972‬والتي حصلت فيها فرنسا على حصة‬
‫‪ ، ٪ 25‬إال أن السياسيين ورجال األعمال الفرنسيين تمكنوا من الوصول إلى إمدادات النفط بصورة‬
‫مواتية ‪ ،‬مما زاد بشكل كبير صادراتهم من منتجات الدفاع والتكنولوجيا العالية ‪ ،‬بما في ذلك مفاعل‬
‫نووي ‪ ،‬إلى العراق خالل السبعينات‪ .‬شددت الحرب بين إيران والعراق (‪ )1988 -1980‬من‬
‫الروابط التجارية الثنائية ومديونية العراق لفرنسا‪ .‬بحلول منتصف الثمانينيات ‪ ،‬تسبب ما أصبح‬
‫تحالفًا بحكم األمر الواقع مشاكل حادة لسياسات فرنسا في الشرق األوسط ‪ ،‬وخاصة تجاه إيران‪.‬‬

‫المواضيع الرئيسية للدراسة هي عمليات تشكيل السياسة الخارجية في فرنسا ‪ ،‬ومدى وتأثير المصالح‬
‫االقتصادية الكامنة وراء صنع السياسة‪ .‬تقول األطروحة أن الملكية الكبيرة للدولة في صناعات‬
‫النفط والدفاع والطيران في فرنسا ‪ ،‬إلى جانب المصالح والتفسيرات المشتركة لفيلق رجال األعمال‬
‫والسياسيين وموظفي الخدمة المدنية المتجانسين نسبياً والمتشابكين ‪ ،‬تساعد في تفسير استم اررية‬
‫صحيحا على الرغم من تغيير الحكومة (من الديجولي‬
‫ً‬ ‫السياسة الفرنسية في المنطقة‪ .‬يعتبر هذا‬
‫إلى االشتراكي) في فرنسا في مايو ‪.1981‬‬
‫محتويات ‪ ...‬ص‪2‬‬

‫العالقات الفرنسية العراقية والسياسة الخارجية للجمهورية الخامسة ‪1990-1958 ،‬‬

‫المقدمة ‪ ...‬ص‪4‬‬

‫الفصل األول‪ :‬التنافس األنجلو‪-‬فرنسي في الشرق األوسط ‪ ،‬أصل صناعة النفط الفرنسية وتشكيل‬
‫شركة البترول العراقية ‪ ... 1939-1914 ،‬ص‪18‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الخروج من الظالل اإلسرائيلية والجزائرية‪ :‬أسس السياسة الخارجية للجمهورية‬
‫الخامسة في الشرق األوسط ‪ ... 1967-1956‬ص‪48‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬السياسة النفطية الفرنسية والعالقات مع العراق حتى عام ‪ ... 1972‬ص‪94‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬السياسة الخارجية العراقية ‪ ،‬فرنسا وتأميم النفط العراقي ‪ ،‬يونيو ‪ ... 1972‬ص‪131‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬فرنسا والعراق ‪ ،‬العالقات التجارية والعسكرية لعام ‪ ... 1979‬ص‪148‬‬

‫الفصل السادس‪ :‬التغييرات الشكلية ‪ ...‬االستم اررية تحت ميتران ؛ تدمير إسرائيل للمفاعل النووي‬
‫العراقي‪ ،‬وأثر الحرب العراقية اإليرانية ‪ ...‬ص‪176‬‬

‫الفصل السابع‪" :90-1984 :‬التطبيع" مع إيران والرهائن في لبنان ‪ ،‬والدين العراقي‪ ،‬ومبيعات‬
‫األسلحة والتعايش ‪ ...‬ص‪200‬‬

‫خاتمة‪ :‬أغسطس ‪ ... 1990‬ص‪236‬‬

‫الخالصة‪ :‬العراق وخصائص السياسة الخارجية الفرنسية ‪ ،‬بعض االعتبارات المقارنة ‪ ...‬ص‪239‬‬

‫المالحق‪( :‬انظر أكثر للحصول على التفاصيل) ‪ ...‬ص‪247‬‬

‫المراجع‪ ... :‬ص‪257‬‬


‫المحتويات ‪ ،‬تابع‪:‬‬

‫المالحق ‪...‬‬

‫‪ -‬االختصارات ‪ ...‬ص‪247‬‬

‫‪ -‬رسوم كاريكاتورية ورسوم توضيحية (تسع صفحات من ‪ ... )I-IX‬ص‪249‬‬

‫‪ -‬خلفيات ومهن الشخصيات الرئيسية في سياسات النفط والطاقة واألسلحة في فرنسا ‪ ...‬ص‪250‬‬

‫‪ -‬السفراء الفرنسيون في العراق‪ ... 1990 – 1963 :‬ص‪254‬‬

‫‪ -‬أطروحات كتبها عراقيون في الجامعات الفرنسية ‪ ...‬ص‪255‬‬

‫‪ -‬الجداول اإلحصائية المختارة ‪ ...‬ص‪256‬‬


‫المقدمة‬

‫العالقات الفرنسية العراقية والسياسة الخارجية للجمهورية الخامسة‪1990-1958 ،‬‬

‫‪ 1‬األهداف‬

‫هذه دراسة عن صنع السياسة الخارجية الفرنسية في سياق عالقات فرنسا بالشرق األوسط‪ .‬ينصب‬
‫التركيز الرئيسي في النص على اتخاذ الق اررات من حكومات وادارات الجمهورية الخامسة المتعاقبة‬
‫بقدر ما شكل تطور العالقات بين فرنسا والعراق‪ .‬يركز النص في المقام األول على العقود الثالثة‬
‫األولى من الجمهورية الخامسة ‪ ،‬من ‪ 1958‬إلى ‪.1990‬‬

‫تحتوي الدراسة على سلسلة من األهداف المتداخلة ‪ ،‬لكن هدفها العام هو تقييم مدى تأثير المصالح‬
‫االقتصادية في تشكيل هذه العالقة الثنائية‪ .‬إلى أي مدى تحدد المصالح االقتصادية السياسة‬
‫الخارجية؟ في هذه الحالة بالذات ‪ ،‬هل كانت أهداف فرنسا ‪ ،‬أوالً تأمين إمدادات النفط ثم زيادة‬
‫صادرات معدات الدفاع والطيران ‪ ،‬العوامل المحددة في تطور العالقات بين اإلدارات المتعاقبة في‬
‫بغداد وباريس؟‬

‫من أجل التأكد مما إذا كانت القوى االقتصادية هي الغالبة ‪ ،‬يتم فحص مجموعة متنوعة من‬
‫العوامل األخرى‪ .‬هذه يمكن تقسيمها إلى ثالث فئات‪.‬‬

‫• أوالً ‪ ،‬اعتبارات جغرافية استراتيجية عريضة ‪ ،‬ال سيما ديغول ووضع خلفائه لفرنسا في الحرب‬
‫الباردة ؛‬
‫• ثانياً ‪ ،‬القيود والفرص اإلقليمية الناتجة عن السياسة الفرنسية تجاه النزاعات العربية اإلسرائيلية‬
‫وايران والعراق ؛‬
‫• ثالثًا ‪ ،‬يتم فحص العوامل األضيق المرتبطة بالجوانب اإلدارية والبيروقراطية لصنع القرار‬
‫الفرنسي‪ .‬وتشمل هذه االنتماءات الشخصية والسياسية التي تعطي التماسك للنخب المشاركة‬
‫في صنع السياسات‪.‬‬
‫بشكل عام ‪ ،‬يحاول النص تحليل فكرة أن صنع السياسة الخارجية الفرنسية "مختلف" بطريقة ما ؛‬
‫أنه يتميز بخصائص فريدة تميز كل من عملية السياسة وأهدافها عن تلك الخاصة بدول منظمة‬
‫التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي المماثلة‪ .‬أنا أفحص هذا من خالل النظر في جانبين من‬
‫هذه الخصوصية المزعومة ؛ اإلطار الواسع والمفردات للسياسة الخارجية للجمهورية الخامسة من‬
‫ناحية ‪ ،‬وآليات السياسة في كثير من األحيان شخصية وسرية على ما يبدو‪.‬‬

‫• أوالً اإلطار العام واألهداف العامة للسياسة‪ .‬أنشأ ديغول صورة فريدة من نوعها واطار عمل‬
‫للسياسة الخارجية الفرنسية في الستينيات من القرن الماضي ‪ ،‬والتي تم الحفاظ عليها وصقلها‬
‫محددا وت ارثًا ومفردات لإلدارات الالحقة في الجمهورية‬
‫ً‬ ‫سياسيا‬
‫ً‬ ‫من قبل خلفائه‪ .‬يوفر هذا سياقًا‬
‫الخامسة ‪ ،‬والتي من خاللها قام خليفته الديغوليون بتعريف وتفريق أنفسهم إلى حد كبير‪ .‬وقد‬
‫ثبت أن األمر كذلك على قدم المساواة في ظل الرئاسة االشتراكية لفرانسوا ميتران بعد عام‬
‫‪ ، 1981‬فإن القيود واالستم اررية في سياسة الجمهورية الخامسة في الشرق األوسط تفوق‬
‫بكثير أي فكرة عن إعادة توجيه السياسة اإليديولوجية أو العملية‪.‬‬
‫• الثانية ‪ ،‬والهدف الفرعي هو تقييم التفاعل بين المصالح الخاصة والدولة التي تؤثر على‬
‫السياسة الخارجية للجمهورية الخامسة‪ .‬وبصفة خاصة الطريقة التي تتفاعل بها شركات النفط‬
‫واألسلحة الخاصة والحكومية مع بيئة السياسة الخارجية‪ .‬وهنا يتم تحليل النوعية الثانية‬
‫المزعومة للسياسة الخارجية الفرنسية‪ .‬هل هناك طريقة فرنسية فريدة لمتابعة السياسة الخارجية‬
‫‪ ،‬واذا كان األمر كذلك ‪ ،‬فهل هذه سمة عامة أم شيء محدد للسياسة الفرنسية في الشرق‬
‫األوسط ‪...‬؟ يتم شرح استمرار السياسة الفرنسية تجاه العراق ‪ ،‬على الرغم من التغييرات العديدة‬
‫للعاملين السياسيين واإلداريين في كل من فرنسا والعراق ‪ ،‬إلى حد كبير من خالل االستم اررية‬
‫(‪)1‬‬
‫نسبيا‬
‫‪ً .‬‬ ‫‪ ،‬من حيث التوقعات والخلفيات المشتركة ‪ ،‬للرجال المشاركين في صنع القرار‬
‫احتلت مجموعات صغيرة من الخبراء السياسيين والفنيين سلسلة من المناصب المؤثرة في‬
‫إدارات الجمهورية الخامسة المتعاقبة‪ .‬وهي تمتد على ثالثة مجاالت متميزة ‪ ،‬وكلها مهمة من‬
‫حيث صنع القرار تجاه السياسة العراقية‪ .‬أول هذه المجاالت هو المكاتب الحكومية الرسمية‬
‫(الو ازرات ‪ ،‬الو ازرات الو ازرية ‪ ،‬إلخ)‪.‬‬

‫(‪ (1‬إنها لحقيقة غريبة وجديرة بالمالحظة أن النساء (باستثناء استثناء إديث كريسون كوزير للخارجية للتجارة في‬
‫عام ‪ )... 1983‬ال تظهر على اإلطالق ‪ ،‬سواء في هذا النص ‪ ،‬أو في الواقع في األدبيات الثانوية المستخدمة‬
‫في أي من فصول‪.‬‬
‫والثاني هو عدد كبير من الكيانات شبه الثابتة ‪ ،‬التي تغطي مجموعة متنوعة من الشركات المملوكة‬
‫ملكية عامة (مثل ‪ )Erap / Elf‬والعديد من الهيئات التنظيمية واالستشارية من نوع ‪.quango‬‬
‫وتشمل األخيرة مؤسسات مثل الوفد العام من أجل السالم (‪ ، DGA‬والمشاركة في أبحاث األسلحة‬
‫وترويج الصادرات) ‪ ،‬و فرع الوقود و المعهد الفرنسي للبترول (ديكا) و ‪ ، IFP‬واإلشراف على‬
‫البحوث والسياسات النفطية) أوهيئة الطاقة الذرية ‪ ،‬التي تشرف على المسائل النووية)‪ .‬المجال‬
‫الثالث هو الشركات في القطاع الخاص‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬كما يجب أن نرى ‪ ،‬فإن الشركات الخاصة‬
‫طا بالسياسة الخارجية من الكيانات‬
‫مثل ‪ Dassault‬للطيران كانت في بعض األحيان أكثر ارتبا ً‬
‫أيضا على‬
‫في قطاع الدولة‪ .‬من الواضح أن الحدود الرسمية بين المجالين الثاني والثالث قد تغيرت ً‬
‫مر العقود ‪ ،‬ال سيما أثناء تأميم واعادة بيع الشركات في الثمانينات‪ .‬في جوهرها ‪ ،‬يجادل النص‬
‫بأنه القيم المشتركة واستم اررية الموظفين ‪ ،‬كما أن تحولهم المتكرر للوظائف داخل هذه المجاالت‬
‫الثالثة وفيما بينها هو الذي وفر التماسك للسياسة الفرنسية تجاه العراق على مدار ثالثة عقود‬
‫تقر ًيبا‪ .‬تم توضيح هذه النقطة بشكل أكبر في الملحق ‪ C‬الذي يتتبع وظائف بعض الجهات الفاعلة‬
‫الرئيسية في صياغة السياسات‪.‬‬

‫الدراسة هي في المقام األول دراسة للسياسة الفرنسية وصنع القرار‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فهي حالة تم فيها‬
‫اختيار العالقة مع العراق ألنها أوسع من مجرد "دراسة حالة" مثيرة لالهتمام‪ .‬تعد طبيعة عالقة‬
‫فرنسا بالعراق قضية رئيسية في العراق‪ .‬لقد تصور القادة العراقيون بوضوح أن الشراكة مع فرنسا‬
‫ستعمل على تعزيز إستراتيجيتهم الخاصة بإقامة سياسة خارجية مستقلة ‪ ،‬والتي يجب عليها أن‬
‫تستهلك قوة عظمى ‪ ،‬بينما تستخدم عائداتها النفطية للتصنيع بسرعة وتسليح نفسها‪.‬‬
‫الفصل األول‪.‬‬
‫التنافس األنجلو‪-‬فرنسي في الشرق األوسط ‪ ،‬أصل صناعة النفط الفرنسية وتشكيل شركة البترول‬
‫العراقية ‪.1939-1914 ،‬‬

‫‪ -1‬المقدمة‬

‫‪ -2‬مشكلة النفط الفرنسية بعد الحرب‬

‫‪ -3‬الصراع بعد الحرب على شركة البترول التركية‬

‫‪ -4‬المفاوضات الفرنسية الفرنسية حول مجاالت النفوذ السياسي‪ .‬سايكس بيكو وما بعده‬

‫‪ -5‬مفاوضات النفط‬

‫‪ -6‬السيادة المتنازع عليها في الموصل‬

‫‪ -7‬إنشاء شركة ‪( Compagnie Francaise des Petroles‬شركة النفط الفرنسية)‬

‫‪ -8‬اتفاقية مجموعة ‪ 1928‬وخطوط األنابيب في جميع أنحاء سوريا‬

‫‪ -9‬الخاتمة‬
‫التنافس األنجلو‪-‬فرنسي في الشرق األوسط ‪ ،‬أصل صناعة النفط الفرنسية وتشكيل شركة البترول‬
‫العراقية ‪.1939-1914 ،‬‬

‫‪ - 1‬مقدمة‬

‫يقدم الفصالن األول والثاني خلفية تاريخية ضرورية للمناقشة الالحقة لتطور عالقة فرنسا بالعراق‬
‫خالل الجمهورية الخامسة‪ .‬يتناول الفصل األول أوالً التنافس اإلنجليزي‪-‬الفرنسي الذي يقوم عليه‬
‫تقسيم اإلمبراطورية العثمانية إلى مناطق النفوذ بعد عام ‪ .1916‬ثم يركز بشكل خاص على‬
‫المفاوضات المطولة بشأن حقوق النفط في بالد ما بين النهرين بين ‪ .1928-1916‬وقد نتج عن‬
‫ذلك حصول فرنسا على حصة في شركة البترول التركية (‪ )TPC‬التي تم تأكيد حقوقها على النفط‬
‫في عام ‪ 1921‬لتصبح مملكة العراق كجزء ال يتج أز من تسوية ما بعد الحرب‪ .‬دفعت الحصة‬
‫الفرنسية في ‪ TPC‬إلى إنشاء شركة ‪ ، Compagnie Francaise des Petroles‬وهي شركة‬
‫النفط الوطنية الفرنسية التي أصبحت معروفة في أواخر الستينيات باسم ‪ .TOTAL‬أصبح ‪CFP‬‬
‫الركن المركزي لكل من صناعة النفط الفرنسية بشكل عام وعالقة فرنسا الالحقة مع العراق على‬
‫وجه الخصوص‪ .‬يحدد الفصل األول حصة ‪ CFP‬في النفط العراقي ضمن سياقين مواضيعيين‬
‫أوسع ‪ ،‬وكالهما له تأثير على مناقشات أكثر حداثة حول الوجود الفرنسي في العراق‪.‬‬

‫الموضوع األول هو التنافس بين القوى الكبرى على الموارد النفطية‪ .‬في حين أن المحاوالت الفرنسية‬
‫إلثبات نفسها كمنتج للنفط تحدث على خلفية أوسع من التنافس التجاري بين بريطانيا والواليات‬
‫المتحدة ‪ ،‬يمكننا أن نرى في هذه الفترة جذور االستياء الفرنسي من الهيمنة األنجلو أمريكية على‬
‫إطار‬
‫نفط الشرق األوسط‪ .‬أنشأت اتفاقية عام ‪ 1928‬الشاملة بشأن التنقيب عن النفط العراقي ًا‬
‫لتطوير النفط الحقًا في الشرق األوسط‪ .‬في هذا كان ‪ CFP‬الفاعل طفيفة نسبيا‪.‬‬

‫الموضوع الثاني هو المحاولة‪ ،‬التي تستمر طوال األطروحة‪ ،‬لتحديد األدوار والوزن والنفوذ للمصالح‬
‫الفرنسية الحكومية والخاصة في صنع السياسة الخارجية‪ .‬في هذه الحالة‪ ،‬فإن حالة عدم اليقين‬
‫لدى السياسيين الفرنسيين بشأن أهداف الدولة في الشرق األدنى بعد هزيمة اإلمبراطورية العثمانية‪،‬‬
‫إلى جانب الجدل الداخلي حول دور الدولة في تنظيم صناعة النفط ‪ ،‬والتي تحدد طبيعة كل من‬
‫شركات النفط الفرنسية و مشاركتها في شركة البترول العراقية‪.‬‬
‫إن نظرة سطحية بأثر رجعي على األحداث الرئيسية في مناطق الشرق األوسط التي أصبحت‬
‫نسبيا لخطوط السيطرة‬
‫سوريا والعراق في العقود التي تلت عام ‪ 1918‬تشير إلى تطور مباشر ً‬
‫السياسية وتنمية النفط في الشرق األوسط‪ .‬تمت ترجمة السيطرة الجسدية للقوات البريطانية على‬
‫جزء كبير من المنطقة في ختام الحرب إلى واليات فوق شرق األردن وفلسطين والعراق‪ .‬سيطرت‬
‫أيضا‬
‫فرنسا على سوريا وما أصبح لبنان‪ ،‬على الرغم من أن سيسيليا‪ ،‬التي كان يطمح إليها ً‬
‫المستعمرون الفرنسيون‪ ،‬أصبحت جزًءا من الجمهورية التركية في أعقاب األعمال العدائية التركية‬
‫اليونانية في ‪ 1922-1920‬ومعاهدة لوزان الموقعة في عام ‪ .1923‬وبعد بعض التردد‪ ،‬في عام‬
‫‪ ،1921‬اختارت بريطانيا نظام ملكي في العراق برئاسة الملك فيصل الذي طرده الفرنسيون من‬
‫سوريا في العام السابق‪ .‬في حين أن فرنسا قد تخلت عن مطالبها بشأن محافظة الموصل التي‬
‫تحمل النفط للبريطانيين في عام ‪ ،1919‬لم يكن حتى عام ‪ 1926‬أن النزاع المطول بين تركيا‬
‫وبريطانيا حول المحافظة تم تسويتها لصالح األخير وتم دمج الموصل في العراق‪ .‬أدى هذا بدوره‬
‫إلى توحيد وتوضيح شروط امتياز شركة البترول التركية (‪ )TPC‬في المنطقة قبل الحرب‪ .‬تباطأت‬
‫المفاوضات المطولة حول كيفية دمج رأس المال الفرنسي واألميركي أوالً في ‪ TPC‬باكتشاف كميات‬
‫ار حول كيفية حل النزاعات‬
‫كبيرة من النفط في عام ‪ 1927‬في كركوك‪ .‬وقد حفز ذلك بعد ذلك قرًا‬
‫المطولة حول كل من الطرائق الداخلية لعمليات ‪ ، TPC‬والطرق التي يجب أن تتبعها خطوط‬
‫األنابيب الالزمة لنقل النفط إلى البحر المتوسط‪.‬‬

You might also like