Professional Documents
Culture Documents
POLM 3304
إعداد
أ .أمين دبور
1436هـ – 2015م
تمهيد
• تطورت السياسة الخارجية من مجرد كونها ظاهرة بسيطة
تتعلق بقضايا األمن ،إلى علم متعدد األبعاد (االجتماعية،
االقتصادية ،الثقافية ... ،ألخ).
• لقد حدث هذا التطور خالل الفترة التي أعقبت ،WW2ومع
تعدد القضايا وتزايد عدد الوحدات العاملة في اإلطار
الدولي ،زاد تعقد دراسة السياسة الخارجية للدول.
• وعليه ،لم يعد المنهج التقليدي (رصد التطور التاريخي
لسياسات الدول الكبرى) كافيا ً لتفسير العديد من السياسات
الخارجية ،وبالذات للوحدات الجديدة في النسق الدولي.
• لذلك ظهرت محاوالت لتقديم أُطر علمية لتفسير السياسة
الخارجية .وقد بدأت تلك المحاوالت بالجهود التي قادها (هارولد
ومارجريت سبراوت) .ثم المجموعة البحثية الرائدة التي قادها
(ريتشارد سنايدر) و(جيمس روزناو) و (تشارلز هيرمان).
• ولقد تفرع عن هذه المدرسة العديد من المجموعات البحثية.
ولقد أثمرت تلك الجهود أدبا ً متكامالً يحاول تفسير السياسة
الخارجية بمختلف أبعادها تفسيرات علمية.
• هذا العلم يقوم على افتراض إمكانية دراسة السياسة الخارجية
دراسة علمية تحدد المتغيرات المؤثرة على فيها ،والوزن
النسبي لتلك المتغيرات في التأثير عليها بهدف الوصول إلى
تعميمات يمكن انطالقا منها تفسير السياسات لمختلف الوحدات
الدولية ،أو التنبؤ بها.
• درجت المدرسة التقليدية ( سيطرت على دراسة السياسة
الخارجية لفترة طويلة) على النظر إلى السياسة الخارجية
باعتبارها ظاهرة ال تخضع للدراسة العلمية.
• اقتصرت الدراسة على مجرد الوصف ،وخاصة سياسات
الدول الكبرى من حيث التتبع التاريخي ،وتحديد األهداف
القيمية ،واألساليب الفنية.
• منذ منتصف الخمسينيات تعرضت المدرسة التقليدية
لالنتقاد القائل بأنها ظاهرة قابلة للتحليل العلمي .فالقول
إن موضوع السياسة الخارجية هو برنامج العمل
الخارجي للدولة ال ينفي أن هذا البرنامج قابل للوصف
والتفسير والتنبؤ العلمي.
• تدخل الوحدة الدولية مع العالم في شبكة من االتصاالت وتحتل
وضعا فعليا في هذا العالم قد ال يكون هو بذاته الوضع المنشود.
• كيف يمكن تفسير هذا الفارق بين الوضع الفعلي والوضع
المنشود؟ ،هذا هو أحد األسئلة الرئيسة التي يثيرها التحليل
العلمي للسياسة الخارجية.
• الوحدة الدولية كذلك ال تستقر دائما على تصور واحد لما ينبغي
أن يكون ،ولكن تنتقل من تصور آلخر.
• تلك البرامج للعمل الخارجي تتضمن أكثر من مجرد تحديد ما
ينبغي أن يكون .فالوحدة الدولية تتعامل مع عالم خارجي محدد،
تحاول التأثير فيه ،وهو يفرض عليها قيوداً محددة عند التعامل
معه.
مدرسة ما بعد الحداثة
• مدرسة ما بعد الحداثة تؤكد على إمكانية فهم
السياسة الخارجية من زوايا متعددة؛ أحدها التحليل
العلمي المقارن للسياسة الخارجية.
• هناك مجموعة من التحوالت الجذرية التي انتجت
آثاراً عميقة على العلوم االجتماعية ،وفي مقدمتها
علم السياسة الخارجية ،وكانت سببا ً في بروزها.
• من أسباب بروز هذه المدرسة:
التحول الجذري الذي حدث على طبيعة االشتراكية باتجاه .1
األمركة.
االنهيار الكامل وتفكك االتحاد السوفيتي ونهاية الحرب .2
الباردة.
ظهور نجم القوى األسيوية. .3
بروز الفكر الليبرالي الرأسمالي باعتباره الفكر األكثر قبوالً. .4
بلورة التكتالت االقتصادية اإلقليمية والعالمية المختلفة. .5
بروز نتائج الثورة الصناعية الرابعة المتمثلة في تعاظم .6
وزن العقل البشري في مواجهة القوة المادية.
التحول نحو الكونية بمختلف أبعادها. .7
• وعليه ،أصبحنا أمام:
.1توسع تحليل أثر النسق العالمي على السياسة
الخارجية للدول تحديداً في األحادية القطبية
وخبراتها.
.2سقوط التقسيم التقليدي لتوجهات السياسة
الخارجية ما بين شرقي وآخر غربي.
.3قل االهتمام بأثر األيديولوجية على السياسة
الخارجية.
.4زاد االهتمام بالعالقة بين الرأي العام والسياسة
الخارجية وأثر الديمقراطية والمعارضة على
السياسات الخارجية.
أبعاد التحليل العلمي
يتضمن موضوع التحليل العلمي للسياسة الخارجية عدة أبعاد
أساسية وهي:
وصف السياسة الخارجية.
رصد األبعاد السياسية المكونة للعمل السياسي الخارجي ،وتصنيف تلك
األبعاد مشكل منهجي (ماهية السياسة الخارجية).
تفسير السياسة الخارجية.
تحديد مجموعة المتغيرات التي تؤثر على السياسة الخارجية وتحليل
األثر النسبي لها.
صياغة السياسة الخارجية.
الصياغة األيديولوجية لألهداف والتحديد الفني للوسائل ،والقوى المؤثرة
عملية صنع السياسة الخارجية
• يفرق خبراء ومتخصصي السياسة الخارجية بين عملية صنعها وقرارها
وتنفيذها حيث أقروا أن:
• صنع السياسة يعني مجمل النشاطات التي تنتهي إلى وضع اإلطار العام
للتحرك الخارجي للمجتمع من حيث أهدافه ومبادئه وتوجيهاته العامة.
وهي بهذا المعنى تتضمن مشاركة أجهزة وقوى وجماعات عديدة رسمية
وغير رسمية.
• صنع القرار يعني تحديد البدائل للحركة المتاحة لمواجهة المشكلة أو
موقف معين .وجوهر تلك العملية يتمثل في الوظيفة المعلوماتية لألجهزة
السياسية المسؤولة عن توصيل المعلومات ،والتقارير الكامنة والسليمة
إلى أجهزة اتخاذ القرار في التوقيت السليم والمالئم.
• تنفيذ السياسة يعني تحويل القرارات والسياسات إلى برامج وآليات
ونشاطات ويرتبط بالتنفيذ تقييم النجاح أو الفشل .
نماذج صنع السياسة الخارجية
• لكي يتمكن المرء من التنبؤ بسلوك السياسة الخارجية،
يجب:
.1أن يطرح األسئلة المناسبة.
.2اختيار المتغيرات المناسبة.
• مشكلة فهم السياسة الخارجية ال تكمن غالبا ً في عدم توفر
المعلومات ،ولكن في عدم القدرة على تصنيف المعلومات
المتاحة بخصوص موقف معين.
• ولتسهيل مهمة فهم السياسة الخارجية والتنبؤ بها ،فقد طور
الرواد والباحثين الالحقين العديد من المناهج والنماذج
االستراتيجي (الرشيد)
• طبقا ً لهذا النموذج ،فإن الدول تشكل وحدات منفصلة تسعى لتعظيم
أهدافها في السياسة العالمية.
• ينظر إلى وحدة صنع القرار على أنها (صندوق أسود) ،يصعب
فهم القوى السياسية الداخلية المؤثرة في خياراتها.
• يفسر السياسة الخارجية في ضوء الفعل ورد الفعل .يفسر كل
تصرف كعملية حسابية رشيدة لكل تصرف قام به الطرف األخر.
• حاول الباحثون من خالله التفكير فيما يمكن أن يفعلوه لو كانوا
مكان صانع القرار في الدولة األخرى.
ي يمكننا من فهم الظاهرة بأقل قدر • يتسم بخاصيته االقتصادية ،أ ّ
ممكن من التعقيد.
العيوب
• تأثر السياسة الخارجية بعوامل أخرى غير سلوك الدول
األخرى ورد الفعل الرشيد على ذلك السلوك (العوامل
الداخلية والدولية) يجعل قيمته محدودة.
• التركيز على الحسابات الرشيدة لصانعي القرار ،وهي
مثالية ونادراً ما تتحقق.
• يفترض أن ما يُعد رشيداً بالنسبة لفاعل معين يُعد رشيداً
كذلك بالنسبة لفاعل آخر.
• معظم الباحثين والمحللين الذين يستخدمونه يعتمدون
بدرجة كبيرة على الحدس وعلى مالحظة تعاقب األحداث.
صنع القرار
• أدرك كل من ريتشارد سنايدر ،وبروك ،وجورج سابين قصور
النموذج االستراتيجي ،فقدموا نموذجا ً بديالً تجاوز مفهوم
(الصندوق األسود) الذي تبناه االستراتيجي.
• تمحور البديل حول مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية
التي تؤثر مباشرة على خيارات السياسة الخارجية.
• يقوم النموذج البديل على حقيقة أنه مهما كانت العوامل المحددة
للسياسة الخارجية ،فإن أهميتها تُ َح ّدد من خالل إدراك صانعي
السياسة الرسميين لها.
• إذا ما أدركوا تلك العوامل ،فإنها تؤثر (في هذه الحالة فقط) في
السياسة الخارجية.
• ميزة هذا النموذج تكمن في أنه يأخذ في االعتبار البعد
اإلنساني.
• أهم عوامل تفسير خيارات السياسة الخارجية:
.1دوافع صانعي القرار.
.2مدى توافر المعلومات لديهم.
.3تأثير السياسات الخارجية للدول المختلفة
على خياراتهم.
• لتحسين النموذج أضاف (روبنسون وسنايدر) مفهوم
(مناسبة صنع القرار) ،والذي يشير إلى خصائص الموقف
القائم لحظة اتخاذ القرار (وجود أزمة ،أو عدم وجودها).
السياسة البيروقراطية
• يركز نموذج السياسة البيروقراطية على الدور الذي يلعبه العديد من
البيروقراطيين من ذوي العالقة بعملية صنع السياسة الخارجية.
• حيثيات ذلك:
التغيرات واسعة ومستمرة في الحكومات ،واألحزاب في كثير من الدول. .1
هؤالء البيروقراطيين هم المسئولون عن تنفيذ السياسة الخارجية. .2
افتقار السياسيين للخبرة الالزمة في مجال السياسة الخارجية. .3
االستعانة بموظفي الخدمة المدنية الدائمين للحصول على النصائح والمعلومات .4
الالزمة.
• لذا ،يزداد دور هؤالء البيروقراطيين في رسم السياسة الخارجية.
وبذا ،يصبح في إمكانهم التأثير على تطبيقها بالتباطؤ في التنفيذ ،أو
ربما برفض التنفيذ على اإلطالق.
النموذج التكيّفي
• يُعنى بمعرفة وفحص كيفية استجابة الدول للقيود التي
تفرضها أو الفرص التي توفرها البيئة الدولية.
• بدالً من النظر إلى خيارات السياسة الخارجية للدول على أنها
محدودة ،يحاول محللو ومنظرو التكيفي تحديد خصائص
البيئة الدولية التي تؤدي إلى نتائج معينة بغض النظر عن
التصرفات واألفعال التي يتحدث عنها صانع القرار.
• القدرات التكيّفية للدولة ال تختلف فحسب طبقا ً لمقدراتها،
ولكن أيضأ ً طبقا ً إلراداتها.
صنع القرار التدريجي
• هذا النموذج ينظر إلى عملية صنع القرار على أنها عملية تدريجية،
ولكنه من أكثر النماذج بعداً عن النموذج الرشيد.
• من الصعب التوصل إلى قرارات شاملة وإجراء حسابات رشيدة في ظل:
.1عدم التأكد ونقص المعلومات المطلوبة في الشئون الدولية.
.2كثرة العوامل الخاصة والعامة المتعلقة بشئون السياسة
الخارجية.
• صانع ّي القرارات ال يفكرون في الخيارات العديدة المتاحة ،بل يركزون
على إعادة تشكيل السياسات القائمة والعمل على إصالحها.
• ال تبنى الخيارات في غالب األحوال على الحسابات الرشيدة ،بل تبنى على
أساس ما يمكن أن يتفق عليه صانعو القرار.
• يتضمن جوانب معينة من البيروقراطي والتكيّفي (يجمع بينهما).
التعريف
بالسياسة الخارجية
تعريف السياسة الخارجية
• إن محاولة وضع تعريف محدد للسياسة الخارجية تكتنفه بعض
الصعوبات ،خاصة تلك المتعلقة بالطبيعة المعقدة للسياسة
الخارجية ،باعتبارها تنتمي إلى بيئات مختلفة نفسية ،وطنية،
ودولية ،باإلضافة إلى اعتبارات معرفية وأخرى منهجية.
• يذهب الدارسون إلى تحديد مشكلتين تحول دون التمكن من
تعريف دقيق وشامل للسياسة الخارجية:
.1السياسة الخارجية ال تعرف كموضوع مجرد ،بل تعرف من
خالل مجموعة مكونات وعناصر تدخل كلها في تركيبها،
وتؤثر بشكل مباشر عليها .لذا ،يميل بعض الدارسين إلى
المرادفة بين السياسة الخارجية وبعض أجزاء تلك السياسة
كاألهداف والسلوكيات.
.2اختالف المدارس والمفكـرين المنتمين لهذه المـدارس وهذا بحسب رؤية
كل اتجـاه لموضوع السياسة الخارجية ،كما أن مكانة الدولة على المستـوى
الدولي وقوة تأثيـرها ينعكسان بصفة مباشرة على أجندة مصالحها وبالتالي
على تعريفها لسلوكها الخارجي.
ولكن بالرغم من هذه العقبات نجد أن هناك محاوالت جادة من
طرف الباحثين لوضع حدود مفاهيمية للسياسة الخارجية،
ونسوق فيما يلي بعض هذه التعاريف:
.1حاول Charles Hermannتعريــف السياسة الخارجية
بأنها تلك" :السلوكيات الرسمية التي يتبعها صانعوا
القرار الرسميون في الحكومة أو من يمثلونهم والتي
يهدفون من خاللها للتأثير في سلوك الوحدات الدولية
األخرى".
.2قدم Rosenau Jamesتعريف أكثر شمولية للسياسة
الخارجية بقوله" :مجموعة التصرفات السلطوية التي تتخذها أو
تلتزم باتخـاذها الحكومات إما للمحافظة على الجوانب المرغوب
فيها في البيئة الدولية ،أو لتغيير الجوانب غير المرغوبة" .أو
بأنها" :منهج للعمل يتبعه الممثلون الرسميون للمجتمع القومي
بوعي من أجل إقرار أو تغيير موقف معين في النسق الدولي،
بشكل يتفق مع األهداف المحددة سلفا".
السياسة الخارجية ،بصفة عامة ،وبعيدا عن إشكاليات وضع
مفهوم مستقر وموحد ،تعبر عن (مجموع األهداف المراد
الوصول إليها من خالل وسائل متاحة وقنوات معينة ،يمكن لها
التأثير من أجل تحقيق تلك األهداف).
.3عرفها (بالنو و أولتون) بأنها "منهج تخطيط للعمل يطوره
صانعو القرار تجاه الدول أو الوحدات الدولية األخرى بهدف
تحقيق أهداف محددة في إطار المصلحة الوطنية".
.4يعرفها سيبوري بأنها( :مجموعة األهداف واالرتباطات التي
تحاول الدولة بواسطتها ،من خالل السلطات المحددة دستورياً،
أن تتعامل مع الدول األجنبية ومشكالت البيئة الدولية باستعمال
النفوذ والقوة ،بل والعنف أحيانا).
.5في حين يعرفها مازن الرمضاني على أنها( :السلوك
السياسي الخارجي الهادف والمؤثر لصانع القرار).
.6أما فاضل زكي فيعرفها بأنها( :الخطة التي ترسم العالقات
الخارجية لدولة معينة مع غيرها من الدول).
• تعدد التعريفات وتفاوت نواحي التركيز فيها إنما يعكس
تعقيد ظاهرة السياسة الخارجية وصعوبة التوصل إلى
مجموعة األبعاد التي تندرج في إطارها والعالقة بينها.
• السياسة الخارجية ال تتحدد طبقا لتشريعات ملزمة كما
هو الحال في السياسة الداخلية.
• السياسة الخارجية للدولة الواحدة تتفاوت بتفاوت من
يتم التعامل معهم وتفاوت قضايا التعامل الخارجي.
• قد تتبع الدولة سياسة خارجية تعاونية بالنسبة لقضية
معينة مع دولة معينة ،وسياسة أخرى صراعية
بالنسبة لقضية أخرى مع الدولة ذاتها.
• السياسة الخارجية هي إحدى أهم فعاليات الدولة التي
تعمل من خاللها لتنفيذ أهدافها في المجتمع الدولي.
• الدولة هي الوحدة المؤهلة لممارسة السياسة
الخارجية بما تملكه من مبدأ السيادة واإلمكانيات
المادية والعسكرية.
• بعض الباحثين يرون بأن ممارسة السياسة الخارجية
ليست مقتصرة على الدول ،بل كذلك الشركات متعددة
الجنسيات والمنظمات اإلقليمية والدولية بما تملكه
من شخصية اعتبارية.
• هذا سيقودنا إلى تقديم تعريف يأخذ في اعتباره
الخصائص األساسية لعملية السياسة الخارجية
واألبعاد المحتملة لتلك السياسة ،وهو يقر بأنها:
(برنامج العمل العلني الذي يختاره الممثلون
الرسميون للوحدة الدولية من بين مجموعة
البدائل البرنامجية المتاحة من أجل تحقيق أهداف
محددة في المحيط الخارجي).
• طبقا لهذا التعريف تنصرف إلى مجموعة أساسية من
األبعاد :الواحدية ،الرسمية ،العلنية ،االختيارية،
الهدفية ،الخارجية ،البرنامجية.
الطابع الواحدي
• تنصرف السياسة الخارجية إلى سياسة وحدة دولية
ي البرامج التي تنتهجها تلك الوحدة إزاءواحدة ،أ ّ
الوحدات الدولية األخرى .وهذا ما يميز السياسة الخارجية
عن العالقات الدولية( :تنصرف إلى مجموعة التفاعالت
التي تحدث بين وحدتين دوليتين أو أكثر).
• هذا االختالف المفهومي بينهما ال ينفي الترابط بين
السياسة الخارجية والعالقات الدولية .فالعالقات الدولية
هي محصلة لتفاعل مجموعة السياسات الخارجية
لمختلف الوحدات الدولية.
• الوحدة الدولية (الدولة الواحدة )ال تصوغ
سياستها الخارجية بمعزل عن البيئة الدولية ،فهي
تتأثر بمتغيرات تلك البيئة ،وبما فيها من وحدات
أخرى .ولكنها بالنهاية تصوغ سياستها الخارجية
كتعبير عن حركتها الذاتية في البيئة الدولية.
• قد تكون حركة الدولة الواحدة منفردة حين
تتصرف بشكل مستقل ،وقد تكون جماعية حين
تشترك مع غيرها من الوحدات التي تشاركها
البرنامج ذاته ،أو جزء منه على األقل في التنفيذ.
الطابع الرسمي
• هو تلك السياسة الخارجية التي يصوغها الممثلون الرسميون
للوحدة الدولية أو األشخاص المخولون باتخاذ القرارات الملزمة.
• في معظم الدول هؤالء األشخاص يشملون :رئيس الدولة ،رئيس
الحكومة ،وزير الخارجية ،وزير الدفاع .إضافة إلى غيرهم من
الذين يعملون رسميا ً في مجال السياسة ويتحدثون باسم الدولة.
• ال يهم إن كان هؤالء الممثلون قد أتوا إلى السلطة بالطريق
الدستوري ،أو عن طريق انقالب عسكري ،وال يهم كذلك ما إذا
كانوا منتخبين ديمقراطيا ً أم جاءوا بطرق أخرى.
الطابع العلني
• المقصود بهذا الطابع ،أن برامج العمل الخارجي برامج
مقصودة وقابلة للمالحظة ،ولم تكن عفو الخاطر أو بمحض
الصدفة ،ولكن صانعيها قصدوا اتباعها لتحقيق أهداف معينة
واعترفوا بمسئوليتهم عنها.
• أما تلك التصرفات التي جاءت نتيجة التطور الطبيعي األحداث،
وللتفاعل مع الدول األخرى ،فإنها ال تدخل في نطاق السياسة
الخارجية.
• ال يمكن تلمس السياسة الخارجية إال من واقع مجموعة
األقوال واألفعال التي صدرت عن صانعي تلك السياسة ،والتي
يمكن للباحث أن يالحظها من خالل أدوات البحث العلمي.
• ال يمكن نسب سياسة خارجية إلى دولة تختلف عن
السياسة المعلنة ،وال يعني ذلك تجاهل احتمال وجود
سياسة خارجية سرية تختلف عن السياسة المعلنة.
• هنا ،يقع على عاتق دارسي السياسة الخارجية مهمة
الموازنة بين األقوال واألفعال الستخالص حقيقة
السياسة الخارجية ،وكذلك استكشاف مدى التوافق
بينهما ونمط تعبئة الموارد من ناحية أخرى.
• ال يكفي أن يعلن صانع السياسة الخارجية هم سعيه
لتحقيق السالم العالمي أو اإلقليمي لكي نصف
سياسته بأنها سياسة سلمية.
الطابع االختياري
• يقصد به أنها اختيار من يدعون صنعها من بين سياسات
بديلة أخرى متاحة .واالختيار يشمل على ثالثة عناصر:
.1الصياغة الحقيقية تمت من خالل الذين رسموا تلك السياسة ،وليس من
خالل آخرين خارج النظام السياسي.
.2وجود مجموعة من السياسات البديلة الممكن لصانع السياسة الخارجية
أن يختار من بينها.
.3صانع السياسة الخارجية يستطيع تغيير مجرى السياسة المتبعة إذا نشأت
في تقديره ظروف جديدة تتطلب التغيير.
• إن توافر عنصر االختيار ال يعني الحرية المطلقة لصانع
ي سياسة ،فهذا الشكل من االختيار الالسياسة في تبني أ ّ
ي دولة بما في ذلك القوى الكبرى.يتوافر أل ّ
الطابع الهدفي
• السياسة الخارجية ليست مجرد رد فعل آلي للبيئة
الخارجية ولكنها باألساس عملية واعية تنطوي على
محاولة التأثير على البيئة الخارجية ،أو على األقل التأقلم
مع تلك البيئة ،لتحقيق مجموعة من األهداف.
• اختلف دارسو السياسة الخارجية في تحديد الطبيعة
الهدفية لعملية السياسة الخارجية.
• هذا االختالف كان امتدادا لالختالف العام في العلوم
االجتماعية حول تفسير طبيعة السلوك اإلنساني بين
مدرسة دوركايم ،ومدرسة تالكوت بارسونز.
• مدرسة دوركايم ترى أن السلوك اإلنساني هو مجرد ود فعل
آلي للبيئة .أما مدرسة بارسونز تنطلق من مفهوم يعتبر
اإلنسان وحدة لها أهداف محددة قوامها إحداث تغيير معين
ي كيان نشيط له أهداف واعية. في البيئة لصالحه ،أ ّ
• انعكس الخالف على مدارس تحليل السياسة الخارجية،
فهناك اتجاهين :مدرسة التفسير البيروقراطي ،ومدرسة
التفسير الهدفي المحسوب .الخالف بين هاتين المدرستين في
حقيقته انعكاس للطبيعة المركبة للسياسة الخارجية.
• ففي حاالت قد تتصرف الدولة في البيئة الخارجية بطريقة رد
الفعل للمؤثرات الخارجية ومحاولة احتواء مواقف عدم
اليقين والحد من آثارها .وفي حاالت أخرى ،تتحرك بوعي
لتحقيق مجموعة من األهداف المحددة سلفا ً.
الطابع الخارجي
• السياسة الخارجية تسعى لتحقيق أهداف إزاء وحدات خارجية ،وهذا ما
يميزها عن السياسة الداخلية.
• موضوع السياسة الخارجية يقبع خارج نطاق سيطرة الدولة بينما يقبع
موضوع الداخلية في إطار سيطرة الدولة.
• ولكن من المتصور أن تتبع الدولة سياسة تبدو وكأنها خارجية ولكنها
في الواقع ترمي لتحقيق أهداف داخل حدودها ،كما قد تتبع سياسة تبدو
وكأنها داخلية ولكنها في الواقع تسعى لتحقيق أهداف خارج حدودها.
• لحل هذه المعضلة ،ينبغي التمييز بين الهدف المباشر (النتائج المعلنة
التي تهدف السياسة لتحقيقها) ،والهدف غير المباشر (النتائج التي
تستتر خلف السياسة ،ولكنها ليست محددة صراحة) للسياسة الخارجية.
• السياسة تصنف على أنها خارجية طالما أنها تهدف لتحقيق
نتائج خارج حدود الدولة بشكل علني صريح حتى وإن كانت
تلك السياسة تهدف في التحليل النهائي لتحقيق نتائج في
الداخل.
• الواقع أن الفصل بين السياستين هو فصل تحليلي في األساس
يهدف لوضع الحدود المنهجية لمفهوم السياسة الخارجية ،وال
يعني أنها منفصلة عن الداخلية.
• قد يكون للسياسة الخارجية انعكاسات في داخل الدولة ،كما أن
الداخلية قد تنتج آثاراً بالنسبة لسلوك الدولة الخارجي.
• السياستان الخارجية والداخلية تتسمان بالترابط ،وقد ازداد
الترابط وضوحا ورسوخا في فترة ما بعد الحرب العالمية
الثانية.
الطابع البرنامجي
• عملية التصرف في المحيط الخارجي للدولة يتطلب منها
صياغة مجموعة من األهداف وتحديد مجموعة من القرارات
والسلوكيات التي تشكل في مجموعها سياستها الخارجية.
• فالسياسة الخارجية برنامج يشمل مجموعة من األبعاد التي
تتفاوت في درجة عموميتها .فالطبيعة البرنامجية لها ال
تعني أنها بالضرورة سياسة مخططة ،وتنصرف أساسا ً إلى
تعدد أبعادها وتأثيرها على بعضها البعض.
• تنصرف السياسة الخارجية إلى برنامج يتضمن
بعدين :البعد العام ،والبعد المحدد.
البعد العام
• ينصرف إلى التوجهات ،والدوار
واألهداف واالستراتيجيات.
• يتسم بالعمومية والشمول وصعوبة تحكم
صانع السياسة في القوى المحددة له،
وبالذات على مستوى التوجهات
واألهداف ،وبصعوبة القياس الكمي.
البعد المحدد
• يتضمن مجموعة القرارات والسلوكيات.
• أكثر تحديداً (الزماني والمكاني) وأكثر قابلية للقياس الكمي
• يرى البعض أن مكونات مفهوم السياسة الخارجية يجب أن
تقتصر على هذين المكونين (القرارات والسلوكيات) ،وأن
العناصر األخرى كاألهداف والتوجهات واألدوار ليست جزء
من السياسة الخارجية ولكنها من محدداتها.
• ويفترض هؤالء أن عناصر البعد العام تتكون مستقلة إلى حد
كبير عن إرادة صانع السياسة الخارجية شأنها في ذلك شأن
معظم محدداتها كالعناصر السكانية والنسق الدولي.
نظرية
السياسة الخارجية
المنهجية
• ال يوجد هناك منهج ثابت تسير عليه أي وحدة من الوحدات الدولية
في طريقة تعاملها مع الوحدات األخرى .وأثارت هذه القضية
النقاش بين األحزاب الحاكمة واألحزاب المعارضة في الدول
المختلفة ،ولكن يمكن أن نحدد منهجان أساسيان:
.1المنهج األيديولوجي :أي أن السياسات التي تتبعها الدول تجاه العالم
الخارجي تعبر عن المعتقدات السياسية واالجتماعية والدينية السائدة.
ويمكن أن تتصف تلك السياسات بــــــــ :الديمقراطية ،التحريرية،
االشتراكية ،محبة السالم ،عدوانية ،استبدادية.
.2المنهج التحليلي :حيث تنطلق تلك الدول في سياستها من تقاليد الدولة
وموقعها الجغرافي والمصلحة الوطنية وأهداف األمن وحاجاته .فعلى
المراقب الذي يريد أن يفهم السياسة الخارجية أن يحيط بكل هذه
المقومات ويخضعها للتحليل.
النظرية
• إن الحديث عن نظرية لدراسة السياسة الخارجية يعبر عن مدى التقدم
التي أحرزته السياسة الخارجية كحقل معرفي له موضوعه ومناهجه
والقوانين التي تحكمه ،فقد اقترن تطور دراسة هذه الظاهرة بتطور
دراسة الكل الذي يمثل العالقات الدولية ،فقد عرفت السياسة
الخارجية تطورات وتحوالت كبيرة على مختلف مستوياتها المعرفية
وكذلك المنهجية.
• حاولت نظريات السياسة الخارجية باستمرار شرح وتفسير التغييرات
في مسار سلوك دولة تجاه دولة أخرى ،محاولة تقديم أطر نظرية
متكاملة ومقبولة لفهم سلوك الدول ،لكن المنظرين في هذا الصدد لم
يتفقوا على طرح موحد لتحديد المتغيرات المحددة والمفسرة لسلوك
الدول.
أن محاولة تفعيل الحوارات حول السياسة الخارجية
وتكييفها نظريا ،ومنطق معطيات الواقع الدولي ،إنما
يكون في إطار البحث عن تأويل ناتج التأثير والتأثر بين
العوامل الداخلية والخارجية للسلوك الخارجي للدول.
هناك مدرستان هما المثالية األخالقية والواقعية ،ثم
ظهرت مدارس أخرى ال تقل أهمية ارتبطت بالماركسية
والراديكالية وما بعد الحداثة وغيرها.
لتلك النظريات حول طبيعة النظام العالمي وقع مؤثر على
سلوك الدول وحتى تلك التي تعتبر خارج النظام العالمي.
المثالية أو الليبرالية
• دعت إلى تطبيق السياسة الخارجية وفق أهداف مثالية
واسعة النطاق.
• ترتبط بمفهوم العالمية والفلسفة السياسية الليبرالية.
• تعود جذورها إلى تفكير (ويدرو ويلسون) وإلى تأسيس
عصبة األمم عقب الحرب العالمية األولى.
• يميل الليبراليون إلى تصور النظام العالمي على أساس الربح
للجميع وكأنه لعبة يلعبها الجميع ويربح فيها الجميع،
وخاصة عبر الوسائل االقتصادية (الليبرالية الجديدة) ،أو
عبر المنظمات العالمية والتعاون (الليبرالية التقليدية).
الواقعية
• ال تؤمن بإمكانية إدارة السياسة الخارجية للدولة عبر مبادئ مثالية
عالمية ،بل تتبنى موقفا ً يُعنى بالمصالح الخاصة للدول وال يبالي بمصالح
الدول األخرى إن اقتضى األمر.
• الواقعية ترتبط عادة باستخدام القوة وال تدين العدوان على بعض
الشعوب وال تدين حتى الحروب بين بعض الدول.
• الحروب من وجهة النظر الواقعية هذه قد تكون (طبيعية) ،ال بل
(مطلوبة) لحماية المصالح الخاصة للدولة.
• أنصار هذه المدرسة يؤمنون عادة بأن النظام العالمي بمثابة لعبة ال
تحقق أي ربح ،بل يمكن القول بأن الربح الذي تحققه يعادل الصفر ،أي
أن الربح الذي قد تحققه دولة ما يعادل الخسارة التي تتكبدها دولة
أخرى.
• تستند المدرسة الواقعية إلى مبدأ المصلحة الذاتية والمنفعة
المرتبطة بمفهوم القوة والسلطة.
• تدعو النظرية الواقعية إلى فهم الوقائع واستخالص الحقائق عبر
إعمال العقل والفكر ال العاطفة وتستند في فهمها للسياسة
الخارجية إلى مبدأ المصلحة الذاتية والمنفعة المرتبطة بمفهوم
القوة والسلطة.
• تتعامل مع السياسة على أنها مجال قائم بذاته وجانب منفصل تماما ً
عن الجوانب األخرى كاالقتصاد أو األخالقيات أو الديانات.
• تفترض أن البواعث التي تحرك أفعال أي سياسي وتفكيره البد
وأنها متمحورة حول مفهوم القوة.
• يعتقد أنصار الواقعية أنه باإلمكان توقع الخطوات التي خطاها أي
سياسي في الماضي والحاضر والتي سيخطوها في المستقبل.
الراديكالية والماركسية
• تغطي مجموعة من العالقات الدولية ذات التوجه
اليساري ابتداء من الماركسية التقليدية إلى النظرية
النسوية أو البيئوية.
• تشترك في اعتقاد واحد وهو أن النظام العالمي عبارة
عن طبقات يتراكب بعضها فوق البعض اآلخر وتهيمن
الطبقة األكثر سلطة وقوة على تلك الطبقات األخرى
التي تليها في التركيب الطبقي.
• تهدف تلك الهيمنة إلى خدمة مصالح الطبقات األقوى.
سمات
السياسة الخارجية
سمات السياسة الخارجية
• األهمية في محيط السياسة العامة للدولة.
• درجة االستقاللية عن المحيطين الخارجي
والداخلي.
• درجة التوزيع بين مختلف الوحدات ال ُدولية.
• األدوات المستخدمة في التنفيذ.
• القضايا التي تدور حولها.
• االستمرار والتغير.
األهمية
• تلعب وظيفة تنموية.
• تلعب دوراً في تدعيم االستقالل السياسي.
• تلعب دوراً في تأمين المصالح الخارجية.
• تلعب دوراً في تحقيق التكامل القومي أو االستقرار السياسي.
• تلعب دوراً في إعطاء الدولة مكانة دولية رمزية تناسب مع
مواردها أو مستوى تطورها الحضاري.
• تلعب دوراً في تدعيم سلطة صانع السياسة الخارجية وإضفاء
الشرعية على سلطته الداخلية.
االستقاللية
مفهوم االستقاللية ينطوي على بعدين رئيسيين:
.1االستقالل الخارجي ،ويتضمن مفهومين فرعيين:
• درجة المبادرة أو رد الفعل التي تتسم بها عملية صياغة
السياسة.
• مدى انفرادية أو جماعية عملية تنفيذ السياسة.
.2االستقالل الداخلي ،والمقصود قدرة صانع السياسة
على تغيير السياسة دون أن يلقى معارضة قوية من
الرأي العام.
التوزيع
• توزيع اهتماماتها بين مختلف الوحدات الدولية األخرى ،فالدولة ال
توجه سياستها الخارجية بالتساوي إلى مختلف الوحدات الدولية
األخرى.
• السياسة الخارجية للدول الكبرى توصف بأنها سياسة عالمية ،والدول
الصغرى بأنها سياسة إقليمية.
• لجأ بعض الباحثين لدراسة توزيع السياسة الخارجية دراسة كمية إلى تطوير
معاملين رئيسين هما:
معامل االنتقاء :عدد الدول التي استقبلت سلوكا خارجيا من (أ) /عدد دول النسق
الدولي –.1
معامل األهمية :مجموع سلوكيات الدولة (أ) تجاه الدولة (ب) /مجموع سلوكيات
السياسة الخارجية للدولة (أ).
أدوات التنفيذ
• نمط العالقة يحدد األداة المستخدمة
• أدوات التنفيذ:
الدبلوماسية (الرسمية ،الشعبية) •
المساعدات (دبلوماسية ،اقتصادية ،عسكرية) •
العقوبات (دبلوماسية ،اقتصادية ،عسكرية) •
أدوات مخابراتية (معلومات ،تخريب ،توجيهية) •
األداة العسكرية (حروب بالوكالة ،حروب محدودة ،حروب شاملة) •
القضايا
• الفترة ما قبل الحرب العالمية الثانية ،كانت السياسات
الخارجية للدول تدور حول قضية أساسية وهي األمن ،وكانت
القضايا األخرى تحتل مكانة هامشية.
• مع بداية عصر االعتماد المتبادل في العالقات الدولية ظهرت
قضايا جديدة تفوق في أهميتها القضايا التقليدية ( األمن
بمعناه العسكري) مثل :نقل التكنولوجيا ،تلوث البيئة،
التصحر ،اإلرهاب ،الطاقة.
• في دراسة ألحد الباحثين عن سلوكيات السياسة الخارجية،
وجد أن معظم تلك السلوكيات ( )%78متعلق بقضايا ومشاكل
دولية محددة.
االستمرار والتغير
• يميز تشارلز هيرمان بين أربعة أشكال من
التغير في السياسة الخارجية:
.1التغير التكيفي.
.2التغير البرنامجي.
.3التغير في األهداف.
.4التغير في التوجهات.
• الشكل األول من وجهة نظر هيرمان ال يعد تغيراً ،والثالثة األخرى
هي التي يمكن تصنيفها في إطار التغير.
• معظم أشكال التغير الحادثة في السياسة الخارجية هي في إطار
الشكل الثاني والثالث .أما الرابع فنادر الحدوث.
• وجد روزناو أن التغير في السياسة الخارجية ال يتم بشكل مفاجئ،
وإنما بشكل تدريجي.
• السياسة الخارجية تتضمن الدخول في مجموعة من االرتباطات
الدولية وتخصيص الموارد للوفاء بااللتزامات الناشئة عنها ،وليس
من اليسير أن تغير الدولة من طبيعة تلك االرتباطات بشل مفاجئ.
• الطابع التدريجي للتغير ال ينفي إمكانية حدوث تغير جذري ،والذي
يعني انتهاء نمط من السياسة الخارجية وإحالله بنمط جديد.
أنماط السياسة الخارجية
• التحالف.
• المشاركة.
• الحياد.
• المنافسة.
• العداء
أهداف
السياسة الخارجية
األهداف األساسية للدولة
• المحافظة على استقالل الدولة وسيادتها وأمنها القومي ،وذلك
من خالل:
.1محاولة إقامة عالقات جيدة مع جيرانها.
.2الدخول في تحالفات مختلفة المظاهر مع غيرها من الدول.
.3الحصول على معونات عسكرية و اقتصادية و الدخول في معاهدات
رسمية وتكتالت عسكرية وسياسية واقتصادية.
زيادة قوة الدولة. •
تطوير المستوى االقتصادي للدولة. •
العمل على نشر األيديولوجية والثقافة الخاصة بها. •
العمل على تدعيم أسس السالم اإلقليمي والدولي. •
أهداف السياسة الخارجية
• حماية اإلقليم من أي عدوان خارجي أو تفكك داخلي.
• تنمية إمكانات الدولة من القوة لردع المعتدي أو المنشق وهزيمته
في حالة إقدامه على االعتداء أو االنفصال.
• رفع مستوى رفاهية المواطن.
• الميل للتوسع الذي يعتبر جزءاً من الطبيعة العامة لكل القوى
الكائنة في المجتمع السياسي الدولي .والتوسع قد يكون عسكرياً،
سياسياً ،أو عقائديا ً.
• الدفاع عن معتقدات الدولة أمام التحديات التي تواجهها من
المعتقدات األخرى.
• السالم الدولي .وهذا الهدف غالبا ً ما يكون هدفا ً علنيا ً لكل الدول.
• الحقيقة من الصعوبة تحقيق أهداف الدولة في
السياسة الخارجية ،وتعود هذه الصعوبة إلى
عاملين:
.1األهداف ليست واحدة بل متعددة مختلفة
متنوعة ،وذلك يرتبط بطبيعة الدولة نفسها و
المنطقة الكائنة فيها وطبيعة قوة الدولة.
.2األهداف بالنسبة للدولة ليست متساوية في
أهميتها ،بل هي متدرجة من حيث األهمية.
محددات
السياسة الخارجية
العوامل المؤثرة
تتأثر عملية صنع السياسة الخارجية بعدة عوامل
مختلفة:
• العوامل الموضوعية:
.1العوامل الموضوعية الداخلية.
.2العوامل الموضوعية الخارجية
• العوامل النفسية:
.1دور القائد السياسي.
.2سمات وصفات القائد السياسي.
العوامل الموضوعية الداخلية
• هي تلك العوامل التي تنشأ عن البيئة
الموضوعية الداخلية للوحدة الدولية ،اآلتية
من داخل نطاق ممارستها لسلطتها وتشمل
تلك العوامل نوعين:
.1الخصائص القومية.
.2النظام السياسي.
الخصائص القومية
يقصد بها كل األبعاد الكامنة في كيان الوحدة الدولية ذاتها
كوحدة شاملة والتي تتسم باالستقرار النسبي وينصرف
المفهوم إلى األبعاد التالية:
.1المقدرات القومية :وتشمل حجم اإلمكانيات المتاحة للدولة
ومستواها وبالتالي القدرات االقتصادية والعسكرية المتاحة،
بما يشمل حجم تلك القدرات ومستوى تطورها التقني.
.2المشكالت االجتماعية :ويقصد بها تلك المشكالت اللصيقة
بالثبات االجتماعي واالقتصادي للدولة ،والتي تتسم بنوع من
الديمومة خالل فترة زمنية طويلة.
.3مستوى التطور القومي :ينصرف هذا المستوى إلى درجة
تبلور الخصائص المشتركة بين األفراد و المجتمع ووعي األفراد بتلك
الخصائص ودرجة تبلور حركتهم نحو تكوين دولة مستقلة.
.4التكوين االجتماعي :ويقصد بذلك آثار النخبة السياسية والطبقات
االجتماعية وجماعات المصالح السياسية.
.5التوجهات المجتمعية :ويقصد بها مجموعة األفكار األساسية
التي يعتنقها معظم أفراد المجتمع ،و التي تحدد رؤيتهم للعالم
السياسي وتشمل تلك التوجهات الثقافية والسياسية و األيديولوجية.
المقدرات القومية
• يقصد بها حجم ومستوى اإلمكانات المتاحة للدولة .أو ما يعبر
عنه في أدبيات العالقات الدولية بعناصر قوة الدولة.
• تحليل المقدرات القومية يصب في ثالثة نقاط رئيسة وهي:
عناصر المقدرات القومية ،أشكال المقدرات القومية ،حدود
(آثار) المقدرات القومية.
عناصر المقدرات
تتألف من تفاعل حجم الموارد المتاحة ومستوى التحديث.
• حجم الموارد المتاحة يتحدث عن :حجم الدولة (كبيرة أو صغيرة)
والموقع الجغرافي ،التضاريس ،والموارد االقتصادية (تشتمل على
الموارد البشرية).
• مستوى تطور الدولة (متقدمة أو متخلفة) ،وتعني مستوى
المهارات الفنية والتنظيمية القادرة على استخدام الحجم
المحدد من الموارد استخداما رشيداً.
أشكال المقدرات
• توظف الدولة مواردها ومقدراتها الفنية والتنظيمية في ميدان
السياسة الخارجية من خالل أشكال محددة وهي:
.1المقدرات العسكرية ،ويقصد بها الموارد والتكنولوجيا المتاحة
للدخول في صراع مسلح قد يصل إلى حد الحرب الشاملة.
.2المقدرات االقتصادية ،والتي تنصرف إلى الموارد والتكنولوجيا
المتاحة في ميدان انتاج السلع والخدمات وتطويرها بما فيها
تنوع القاعدة االقتصادية.
حدود المقدرات (اآلثار)
امتالك الدولة للمقدرات القومية يزيد عموما من فعالية السياسة
الخارجية (يزيد من قدرة الدولة على التصرف) ،ولكن هذا ربما
ال يكون صحيحا في كل األحوال ،فالعالقة ليست طردية ،فقد ال
تمتلك إال قدراً محدوداً من تلك المقدرات ولكنها تستطع أن تحقق
أهدافا ً سياسية خارجية.
السبب يكمن في أن تأثير المقدرات القومية يعتمد إلى حد كبير
على عنصر اإلدراك لدى صانع القرار في الدولة المعنية
والدول األخرى التي ترتبط معها في عالقة.
التفاوت في مقدرات الدول القومية يؤدي إلى تفاوت سياساتها
الخارجية.
المشكالت االجتماعية
• إن تفاقم المشكالت االجتماعية يؤثر سلبا ً على قدرة الدولة على
التصرف.
• والمقصود بها تلك المشكالت اللصيقة بالبنيان االجتماعي
واالقتصادي للدولة والتي تتسم بنوع من الديمومة على مدى
زمني طويل.
• وذلك مثل :وجود حالة مزمنة من التضخم ،أو البطالة ،أو الصراع
العرقي أو الطائفي ،أو عدم االستقرار السياسي.
• يجب التمييز بين المشكالت ذات الطبيعة االقتصادية (التضخم،
البطالة) ،والمشكالت ذات الطبيعة السياسية (احتجاجات
جماهيرية واسعة ،حدوث انقسام داخل صفوف النخبة الحاكمة).
• بخصوص المشكالت ذات الطبيعة السياسية واالجتماعية ،فإن
االفتراض السائد هو أن تفاقمها يؤدي إلى محاولة السلطة السياسية
تخفيف الضغط الناشئ منها بافتعال مشكالت خارجية من شأنها
تركيز اهتمام الرأي العام على العدو الخارجي (فرصة المهرب
الخارجي).
• بعض الباحثين انتهوا في هذ الشأن إلى أن مستوى الصراع الداخلي
ليس مرتبطا ً بالضرورة بمستوى الصراع الخارجي.
ي أن وجود مشكالت سياسية داخلية ال يؤدي بالضرورة بالدولة • أ ّ
إلى السعي نحو افتعال مواجهات صراعية خارجية.
• هناك مستويات متعددة للصراع الداخلي وكذلك الخارجي .تبدأ في
الداخلي من مجرد االحتجاج الجماهيري وتنتهي بالحرب األهلية
الشاملة .وتبدأ في الخارجي من مجرد انتقاد سياسة دولة أخرى
وتنتهي بالحرب الدولية الشاملة.
• إذا تفاقم الصراع الداخلي ووصل إلى مستوى
وجود محاوالت انقالبية داخلية ،وتعاظمت
المعارضة السياسية ،فإن قدرة النخبة الحاكمة
على تحويل هذا الصراع إلى صراع خارجي تقل
إلى حد كبير بل تنكمش السياسة الخارجية للدولة.
• إن الدخول في صراعات خارجية قد ال يكون األداة
الوحيدة للتغلب على المشكالت الداخلية .فقد تنجح
النخبة الحاكمة في تحقيق الهدف ذاته عن طريق
الدخول في عالقات خارجية سلمية.
مستوى التطور القومي
• ينصرف إلى درجة تبلور الخصائص المشتركة ووعي األفراد
بتلك الخصائص في سياق حركتهم السياسية نحو تكوين دولة
مستقلة.
• يظهر تأثير مستوى التطور القومي على السياسة الخارجية في
الدول التي لم يتبلور فيها هوية قومية واحدة.
• في المراحل األولى تتسم الظاهرة القومية بالتطرف والتشدد
والسعي نحو تأكيد الخصائص المتميزة ألفراد األمة في مواجهة
األمم األخرى.
• قد تلجأ النخبة في المراحل األولى إلى استعمال الصراع
الخارجي كأداة لتحقيق االندماج القومي.
• الدول التي تتميز بتعدد القوميات ،في معظم األحوال،
تتبنى سياسة معادية لحق القوميات في تقرير
المصير ،ألن االعتراف بهذا الحق يعني انهيار الكيان
السياسي لتلك الدول.
• كذلك ،إن وجود أقليات قومية قد يدفع الدولة إلى
محاولة التخفيف من حدة النزعة االنفصالية لدى تلك
القوميات بإعطائها صوتا أكبر في تحديد السياسة
الخارجية للدولة .بل قد يصل إلى حد السماح لها
بالتعامل المباشر مع العالم الخارجي في بعض
المسائل.
التوجهات المجتمعية
• المقصود بها مجموعة األفكار األساسية التي يعتنقها
معظم أفراد المجتمع (غالبيته وليس فئة معينة من فئاته)،
والتي تحدد رؤيتهم للعالم السياسي.
• ليست مجرد آراء عابرة ،ولكنها أفكار تتسم بثباتها
النسبي ،والتصاقها بجوهر التوجه الفكري العام ألفراد
المجتمع ،وعمق ارتباط هؤالء األفراد بتلك األفكار.
• هي ذات طبيعة فكرية ثقافية (توجهات معرفية ،انفعالية،
تقييمية) وتشتمل على :الثقافة السياسة (سائدة وفرعية)،
النسق العقيدي الوطني ،األيديولوجية.
• النسق العقيدي الوطني يتألف من العقائد األساسية التي تتضمن
تصور أفراد المجتمع (معظمهم على األقل) لما هو كائن ،ولما
يجب أن يكون.
• يستمد من التقاليد التاريخية للمجتمع وخبرته في التعامل
الخارجي ،ومن تراثه الثقافي والديني وموقعه الجغرافي.
• ليس مرتبطا ً بالضرورة بالتحول نحو أوضاع مثالية ،أو بوجود
حركة سياسية بعكس األيديولوجية.
• األيديولوجية تقدم تصوراً شامالً للعالم السياسي المثالي
(أفالطون ،سقراط) ،واألدوات الكفيلة بتحقيق هذا التصور.
• األيديولوجية تميل إلى تغيير األوضاع القائمة نحو أوضاع
مثالية ،قهي ذات طبيعة سياسية حركية تفترض وجود حركة
سياسية تدافع عن مقوالتها وأهدافها.
التكوين االجتماعي
• المجتمع ليس وحدة متجانسة ،ولكنه ينقسم إلى فئات
ومجموعات متباينة األهداف فيما يتعلق بتوزعها االجتماعي،
وفي تحديد معالم السياسة الخارجية.
• تفاعل هذه الفئات والمجموعات في سعيها لتحقيق أهدافها
يؤدي إلى آثار معينة على عملية السياسة الخارجية.
• السياسة الخارجية عملية اجتماعية تأتي نتاجا ً لتفاعل
العناصر الرئيسة في المجتمع.
أشكال التكوين االجتماعي ذات العالقة بالسياسة الخارجية هي:
النخبة السياسية ،الطبقات االجتماعية ،جماعات المصالح.
النخبة السياسية
• هي مجموعة األفراد التي تمتلك مصادر وأدوات القوة
السياسية في المجتمع متحكمة في رسم السياسة العامة وصنع
القرارات الرئيسة في المجتمع.
• يتوقف تأثير النخبة السياسية على :شكل النظام السياسي،
مدى تجانس النخبة السياسية واتفاقها حول الخطوط األساسية
للسياسة الخارجية ،أصول تكوين النخبة السياسية.
• تأثير النخبة يزداد كلما ازدادت درجة مؤسسية النظام
السياسي (كلما توافرت مؤسسات سياسية فعالة).
• من حيث التجانس ،نميز بين نموذجين في النخبة السياسية:
الموحدة ،والمتعددة.
• النخبة الموحدة تتسم بتشابه األصول االجتماعية
لألشخاص الذين يكونونها ،وبوجود قدر كبير من
االتفاق بينهم على السياسات العليا للنظام السياسي،
بحيث يقل الصراع بين أفراد النخبة إلى حد كبير.
• النخبة المتعددة فتتميز بعدم تجانس األصول االجتماعية
ألفرادها ،وبوجود قدر كبير من االختالف بينهم حول
السياسات العليا الواجب اتباعها.
• النخبة الموحدة أكثر قدرة من المتعددة على رسم
سياسة خارجية تتسم بوضوح توجهها العام،
واستقرارها لفترة زمنية طويلة نسبيا ً.
الطبقات االجتماعية
• يقصد بالطبقة االجتماعية شريحة من األفراد تحتل مواقع
متشابهة فيما يتعلق بامتالكها لبعض القيم التوزيعية األساسية
كالثروة والسلطة والهيبة.
• يفترض أن هناك نمطا من التدرج الهرمي في تحديد موقع تلك
الشرائح (الطبقات) من النظام االجتماعي يوضح تباينها.
• هناك طبقة اجتماعية منها ،تسيطر على صنع السياسة العامة
للمجتمع ،وأن من يصنعون تلك السياسة هم جزء من تلك الطبقة
أو على األقل أدوات لها.
• ينطلق التحليل الماركسي اللينيني للسياسة الخارجية من مقولة
التأثير الحاسم للطبقة االجتماعية المسيطرة على تلك السياسة.
• الدولة ليست جهازاً محايداً ،ولكنها أداة في يد الطبقة
المسيطرة تستخدمها لتحقيق مصالحها في الميدان
الدولي.
• تحليل أثر الطبقات االجتماعية ليس مقصورا على
الفكر الماركسي ،ولكنه أيضا جزء من مناهج
االقتصاد السياسي للسياسة الخارجية في الفكر
الليبرالي الغربي.
• فمن أهم متطلبات تلك المناهج التأكيد على أن
التكوين البنيوي والفكري للطبقة المسيطرة يؤثر
على السياسة االقتصادية الخارجية للدولة.
جماعات المصالح
• جماعات المصالح هي مجموعات من األفراد تأتلف طوعيا ً مع
بعضها البعض لتحقيق مصلحة مشتركة أو الدفاع عن
سياسات معينة.
• جماعات المصالح تنشط في ميدان السياسة الخارجية إال أنها
ليست مجرد تنظيمات سياسية ،كما أنها تختلف عن األحزاب
في أنها ال تسعى للوصول للسلطة السياسية ،ولكنها تحاول
التأثير على في عملية صنع قرارات السياسة الخارجية.
• يميز دارسو السياسة المقارنة بين ثالثة أشكال من جماعات
المصالح :الجماعات غير المنظمة ،الجماعات المؤسسية،
الجماعات المنظمة (ممأسسة).
• اقتصرت الكتابات على تحليل دور جماعات المصالح
المنظمة (النقابات المختلفة ،تنظيمات رجال األعمال،
مؤسسات المجتمع المدني) .ولعل ذلك يفسر الدور
المحدود لها في السياسة الخارجية.
• جماعات المصالح تؤثر في السياسة الخارجية من
خالل ثالث قنوات :المشاركة المباشرة ،التأثير غير
المباشر ،كجماعات وسيطة).
• الوسيلة الوحيدة أمام صانع السياسة الخارجية للتغلب
على ضغوط جماعات المصالح اللجوء إلى افتعال حالة
طوارئ ،أو وجود تهديد خارجي قوي.
النظام السياسي
• هو ذاك الدور أو األدوار في النسق السياسي الوطني التي تكمن فيها
سلطة اتخاذ القرارات الملزمة.
• النسق السياسي ينصرف إلى شبكة األدوار السياسية في المجتمع
حتى تلك التي ال تتعلق بعملية اتخاذ القرارات الملزمة.
• يتضح أثر النظام السياسي على السياسة الخارجية من افتراض أن
عملية صنع السياسة الخارجية تتم من خالل السلطة التنفيذية بصفة
رئيسية ،وأن بنيانها يؤثر في قدراتها على صنع السياسة.
• اختالف بنيان النظم السياسية يؤدي إلى صنع سياسات خارجية
مختلفة ،كما أن تغير النظام السياسي في المجتمع ذاته يؤدي إلى
تغير السياسة الخارجية.
تصنيف النظم السياسية
• تُ ْبنَى القرارات على أساس االنتقاء بين خيارات
معينة.
• تؤثر طريقة صنع القرارات ونوعية المشاركين
في صنعها على مضمون الخيارات المتبناة.
• انتقد عدد من الدراسين والمفكرين الطرق
الديمقراطية في السياسة الخارجية ،على أساس
أنها أقل فعالية من الطرق التسلطية.
• يقول دي توكفيل أن( :اإلدارة الفاعلة للشئون الخارجية
تتطلب السرية والتخطيط والمثابرة ،وهذه القيم ال تتوافر
إال في النظم التسلطية
• انتقد ريمون أرون الديمقراطية في عملية صنع القرار
ألنها تؤدي للشلل وما يصاحبه من عدم القدرة على
التصدي للمشكالت الملحة.
• انتقد والتر ليبمان العملية الديمقراطية في وصنع
السياسة الخارجية بدعوى أن الجماهير ليس لديها
الدراية الكافية بشئون السياسة الخارجية ،وتسعى دائما
إلتباع الطريق السهل للتخلص من األوضاع التي تتطلب
تفكيرا وتصرفا حاسما.
النظام التسلطي
هناك عدة أسباب تؤدي إلى توقع فعالية الهيكل التسلطي في مجال
السياسة الخارجية ،وهي:
ينتج قرارات سريعة ،ألنه ال يستجيب للضغوط العامة. .1
يضم عادة عدد محدودا من األفراد. .2
قلة عملية المساومة داخل هذه النظام ،ألنه بإمكانه تخطي المعارضة أو حتى قمعها .3
ممن داخل الجهاز البيروقراطي لصنع القرار.
يضمن اإلذعان لقرارات السياسة الخارجية ،حيث جزاء عدم اإلذعان يكون شديدا. .4
يتمكن من ضمان وتمثيل خارجي قوي لسياساته ،فيعزز من الثقة في الرسالة التي .5
يوجهها لآلخرين.
تُ َم ّك ن مركزية عملية صنع القرار من تشكيل جبهة موحدة في مجال السياسة .6
الخارجية.
يتبه سياسة خارجية قابلة للتكيف ،ألنه األقل تقيدا بآراء الجماهير وجماعات الضغط .7
القدرة على اتباع سياسات متناقضة في وقت واحد بعكس الهيكل الديمقراطي. .8
• يكمن عجز النظام التسلطي في أنه قد ال يستطيع تطوير
سياسات ابتكارية ،وذلك بسبب مركزية السلطة ،والنزعة نحو
اضطهاد أصحاب اآلراء المخالفة له .وعليه ،تنعدم روح
المبادرة وال توجد فرص الكتشاف بدائل متعددة.
• يقدم (كينيث والتز) أسبابا ً أخرى لعدم تميز النظم التسلطية عن
الديمقراطية في عملية صنع القرار في السياسة الخارجية،
وهي:
.1ال توفر آلية للخالفة السياسية.
.2ال تمتلك حصانة ضد ضغوط جماعات
المصالح.
.3تعاني من القلق الدائم على مصيرها السياسي.
النظم الديمقراطي
• أجريت الدراسات اإلمبريقية للكفاءة والفعالية النسبية لكل شكل
من أشكال النظم (تسلطي ،ديمقراطي).
• بناء على النتائج التي ُجمعت عن ( )32دولة خالل الفترة
( ،)1968-1959وجد كل من (باتر وتايلور) أن النظم
الديمقراطية كانت أكثر قدرة على التكيف مع المتغيرات الجديدة
في النسق ال ُدولي من التسلطية.
• توصال لنفس النتيجة عندما بحثا حجم ومستوى تطور الدولة،
فقاال :أن القيود التشريعية على النظام السياسي تفسر إلى حد
بعيد حركته في مجال السياسة الخارجية واتباعه سياسة حذرة،
وأقل توسعاً ،وأقل فجائية من النظم التي ال تخضع لتلك القيود.
• يؤكدون أن النظم التسلطية أكثر قدرة على االحتفاظ بسرية
موقفها التفاوضي ،وأكثر كفاءة في مجال المفاوضات ال ُدولية.
• الضعف الديمقراطي يؤدي إلى خلق قيود على قدرة صانع القرار
إعطاء تنازالت ،أو إلى إجباره على رفض مشروع اتفاق يشعر أن
الرأي العام قد يرى فيه كثيراً من التنازالت.
• المشكلة األساسية التي يواجها النظام الديمقراطي في تحقيق
أهدافه التفاوضية هي احتمال وصول خطة التفاوض االستراتيجية
إلى العدو مسبقا ً نتيجة تسرب المعلومات عبر المساعدين.
• النظم الديمقراطية أقل ميالً إلى التورط في سلوك صراعي من
التسلطية ،وربما يعود ميلها إلى االتجاهات السلمية إلى أن القيم
الديمقراطية تُنمي االعتقاد بأهمية الحلول الوسط.
أثر الهياكل الداخلية
• لتبيان أثر الهياكل الداخلية السياسية على السياسة
الخارجية يجب دراستها بشيء من التفصيل ،وهي على
النحو التالي:
السلطة التنفيذية. .1
السلطة التشريعية. .2
المجموعات البيروقراطية في عملية صنع القرار. .3
المؤسسات العسكرية واألمنية. .4
األحزاب السياسية. .5
جماعات المصالح. .6
الرأي العام. .7
العوامل الموضوعية الخارجية
• هي تلك العوامل الناشئة عن البيئة الخارجية للوحدة
الدولية أي اآلتية من خارج نطاق ممارستها
لسلطتها أو تلك التي تنشأ نتيجة التفاعل مع وحدة
دولية أخرى وتشمل:
النسق الدولي.
المسافة الدولية.
التفاعالت الدولية.
الموقف الدولي.
.1النسق الدولي :وينطوي على عدة عوامل وهي :عدد الوحدات الدولية
وماهيتها وبنيان النسق الدولي والمستوى المؤسسي للنسق الدولي
والعمليات السياسية الدولية بما في ذلك تأثير األحالف.
.2المسافة الدولية :ويقصد بها التشابه والتعاون بين خصائص الوحدة
الدولية محل البحث والوحدات الدولية األخرى التي تدخل معها تلك
الوحدات في عالقات ويشمل عامل المسافة الدولية :المسافة الخارجية
والمقدرات النسبية وتوازن القوى وتشابه القوم ى.
.3التفاعالت الدولية :إذ تتأثر السياسة الخارجية للدولة بالتفاعالت التي
تربطها بالدول األخرى ونوعيتها وتشتمل سباق التسلح والتبعية
االقتصادية وسياسة االستقطاب.
.4الموقف الدولي :ويقصد بها الحافز المباشر الناشئ في فترة زمنية
معينة من البنية الخارجية والذي يتطلب من صانع السياسة الخارجية
التصرف بشكل معين للتعامل معه.
أثر النسق ال ُدولي
• الدولة حين تصوغ سياستها الخارجية فإنها في معظم الحوال تكون
في حالة رد فعل لبعض الظروف الواقعة في بيئتها الخارجية.
• من المالحظ أن الدارسين الذين يؤمنون بمصداقية النموذج الرشيد
أكثر ميالً إلى اعتباره أعظم مستويات التحليل أهمية.
• يقع معظم ما ُكتب في حقل العالقات ال ُدولية في إطار هذا المنظور
التحليلي ،مع إشارات طفيفة للعوامل الداخلية .يتبع الدارسون منهج
(تحليل األحداث) في دراسة أثر المتغيرات الخارجية على السياسة
الخارجية.
• هذا المنهج يركز على جمع المئات من األنشطة وترميزها كالوعود،
والتهديدات ،االحتجاجات ،العنف ،وغيرها والتي تدخل فيها مع
بعضها البعض بشكل يومي تقريبا.
• يتم تحويل تلك البيانات كميا ً وتحليلها بهدف التوصل إلى معرفة
أنماط التوجهات والتغيرات الرئيسة في السياسة الخارجية
للدولة .وهي لذلك تقيد في تحليل نماذج (الفعل-رد الفعل) في
السياسة الخارجية.
• ال يتأثر صانعو قرارات السياسة الخارجية بسلوك الدول
األخرى ،والتنظيمات ال ُدولية فقط ،بل يتأثرون أيضا
بالخصائص والقواعد العامة للنسق ال ُدولي.
• النسق ال ُدولي يتغير بمرور الزمن ،ولذلك فتأثيره يختلف من
فترة زمنية إلى أخرى مما يجعل من الصعب تعميم النتائج
المستخلصة من فترة زمنية على فترة زمنية أخرى.
• أثر االحالف واالستقطابات ال ُدولية قد اختلفت في القرن ()19
عنه في القرن ( ،)20وكذلك عنه في القرن (.)21
توزيع القوة في النسق ال ُدولي
• يعتبر نمط توزيع القوة في النسق ال ُدولي من أهم خصائصه التي تؤثر
في سياسات الدول الخارجية.
• فالدول تتأثر في سعيها لتحقيق القوة (نظرية ميزان القوى) بالمحاوالت
التي تقوم بها الدول األخرى لتغيير ميزان القوى ال ُدولي .وفي غمار تلك
العملية تحقق قدرا معينا من السالم واالستقرار ال ُدولي.
• ترى نظرية ميزان القوى أن بعض الدول قد لعبت دور حامل الميزان.
ب إليه أنه قال:س َفكما حدث مع بريطانيا إبان عهد هنري الثامن الذي نُ ِ
(إن من أؤيده سيسود).
• طبقا ً إلحدى الروايات ،فإن هنري الثامن كانت لديه لوحة تصوره وهو
ممسكا ً بيده ميزان ُكتب على كفته األولى (النمسا) ،وعلى كفته الثانية
(فرنسا) ،وفي اليد الثانية يُمسك بثقل كفيل بترجيح إحدى الكفتين.
أشكال النسق ال ُدولي
تدور مناظرة كبرى في أدب العالقات ال ُدولية حول مدى قدرة
كل من نسق ّي القطبية الثنائية ،وتعدد األقطاب على تحقيق
قدر أكبر من االستقرار ال ُدولي.
يرى (كينيث والتز) أن نسق الثنائية أكثر قدرة على تحقيق
االستقرار ال ُدولي لألسباب التالية:
• يتميز بهيمنة قوتين مسيطرتين على النسق ال ُدولي وأحداثه العالمية مما
يؤدي إلى زيادة قدرتهما على تحقيق االستقرار.
• يتميز بالتنافس الحاد والواسع النطاق بينهما ،ومن ثم فإن كل قوة تهتم
ي تغير في ميزان القوى حتى ولو كان محدودا. بأ ّ
• يتميز بتفاهمها على إطار معين للتعامل مع األزمات ال ُدولية.
• مع وجود قوتين مسيطرتين في الثنائية ،فإن التغيرات المحدودة في
ميزان القوى لن تؤثر كثيرا على الخصائص العامة للميزان.
ولكن ال يجب قبول هذه الحجج على عالتها ،فنسق الثنائية قد يؤدي إلى
تعميق دوافع الدول نحو التوسع .كما يصعب تحقيق السالم نظراً إلى
تميزه بتكرار األزمات التي قد تتحول إحداها إلى حرب شاملة.
من ناحية أخرى يرى بعض المفكرين أن نسق تعدد القطاب أكثر
قدرة على تحقيق االستقرار ال ُدولي ،وذلك لعدة أسباب منها:
• يوفر فرصا ً أكثر للتفاعل بين الدول ،مما يساعد على تحقيق األهداف
الوطنية.
• يتميز بتعدد التحالفات بين الدول طبقا لكل قضية على حده (عسكرية،
أو اقتصادية ،أو أمنية) ،ويؤدي تقاطع هذه التحالفات وتشابكها إلى
ربط مصائر الدول ببعضها البعض.
• يؤدي إلى الحد من حجم االهتمام الذي توجهه الدولة إلى األخرى
الداخلة في صراع معها ،ومن ثم يتضاءل احتمال تصاعد الصراع إلى
حالة حرب.
• يؤدي إلى تحجيم سباق التسلح ،لتقلص حجم االستقطاب كما في
الثنائية.
• يتميز بوجود الدول الوسيطة التي قد تساعد على تسوية النزاعات
بين الدول.
يدافع أنصار نظرية ميزان القوى عن نسق تعدد األقطاب
باعتباره شرطا ً رئيسا ً من شروط األداء الصحيح لميزان القوى.
وأحد الشروط األخرى الضرورية لهذا األداء هو توافر أمكانية
ي تهديد للسالم عن طريق تغيير التحالفات بحيث يتم ردع أ ّ
إعادة تشكيل نظام التحالفات في النسق (القرن .)19
العوامل النفسية
• السياسة الخارجية ليست مجرد محصلة للتأثير اآللي للعوامل
الموضوعية ،فالسياسة الخارجية يضعها في التحليل النهائي
فرداً أو مجموعة أفراد .وهو في ذلك يتأثر بدوافعها الذاتية
وخصائص شخصيته وبتصوراته الذهنية لطبيعة العوامل
الموضوعية.
• يلعب القائد دوراً أساسيا ً ومهما ً في صنع السياسة الخارجية
وخصوصا ً في بلدان العالم الثالث حيث تعد المؤسسة
الرئاسية (النخبة األساسية ) هي الصانع الحقيقي للسياسة
الخارجية لتلك البلدان وذلك من خالل :التخطيط والتطوير
والتكيّف.
عوامل تعظيم دور القائد
• يمكن القول أن درجة تأثير القائد السياسي تتفاوت بتفاوت القادة والمواقف
السياسية,
• هناك مجموعة من العوامل تؤدي إلى زيادة أثر القائد السياسي في صياغة
السياسة الخارجية بحيث يصبح فهم هذا الدور المفتاح الرئيس لفهم تلك
السياسة:
اهتمام القائد بالسياسة الخارجية. .1
درامية أسلوب الوصول للسلطة. .2
كارزمية القائد. .3
خبرة القائد بالشئون الخارجية. .4
مرونة القائد. .5
القائد في الدول النامية. .6
غموض الموقف السياسي. .7
األزمة السياسية الدولية. .8
الدوافع الذاتية والخصائص الشخصية
• تؤثر مجموعة الدوافع الذاتية والخصائص الشخصية للقائد
السياسي على أسلوب تعامله مع السياسة الخارجية.
• يقصد بالدوافع الذاتية مجموعة العوامل المرتبطة بالحاجات
األساسية (المادية والمعنوية) لإلنسان ،والتي تدفع الفرد
للتصرف بشكل معين ،مثل:
الدافع نحو القوة. .1
الحاجة إلى االنتماء. .2
الحاجة إلى االنجاز. .3
احترام الذات. .4
النزعة نحو السيطرة أو الخضوع. .5
• أما الخصائص الشخصية فتنصرف إلى مجموعة الخصائص
المرتبطة بالتكوين المعرفي والعاطفي والسلوكي لإلنسان ،كأن
يكون الفرد ذا شخصية تسلطية ،أو يكون مياالً إلى االنفتاح على
األفكار الجديدة.
• أكد العديد من فالسفة السياسة أمثال سان أوجسين ،وسبينوزا،
ونايبر ،أن الدوافع الذاتية العدوانية واألنانية لدى البشر ،بما
فيهم القادة السياسيين ،هي أحد المحركات الرئيسية للحروب
بين الدول.
• يُ ْعتَبَر هارولد السويل أشهر من حلل أثر الدوافع الذاتية على
السلوك السياسي ،وأوضح أن الدافع الرئيس للنشاط السياسي
للفرد هو اإلحساس بعدم األمان العاطفي وافتقاد احترام الذات،
فالفرد يحاول تغطية ذاك النقص عن طريق السعي إلى القوة.
• من أبرز الخصائص الشخصية للقائد السياسي التي ثبت
عالقتها بالسياسة الخارجية :الشخصية التسلطية،
الشخصية ذات العقل المنفتح ،الشخصية القائمة على
تحقيق الذات.
الشخصية التسلطية :منذ نشر دراسة أدورنو الشخصية
التسلطية عام ،1950احتل المفهوم حيزاً هاما في دراسات
حول السلوك السياسي عامة.
الخصائص :النزعة إلى السيطرة على المرؤوسين ،النزعة
إلى استعمال المفاهيم النمطية ،رؤية العالم السياسي على
أنه مكون من أصدقاء أو أعداء ،شديدة التعصب لقوميتها،
أكثر ميالً للنزوع نحو الحرب والعدوان.
الشخصية ذات العقل المنفتح :يعتبر مليتون روكيش
رائداً للتحليل السياسي لخصائص العقل المنفتح في مواجهة
العقل المنغلق كأحد أبعاد الشخصية.
الشخصية ذات العقل المنغلق:
تتميز بزيادة درجة القلق النفسي. .1
تتجه إلى االهتمام بمصدر المعلومات أكثر من مضمونها. .2
ال تستطيع أن تستوعب المعلومات الجديدة التي تتناقض مع عقائدها. .3
ال تستطيع صياغة سياسة خارجية متكاملة أو رشيدة. .4
ال تستطيع أن تحلل كل البدائل المتاحة ،مما يغلق أمامها بعضها. .5
تنظر إلى العالم بعقلية تآمرية ومن خالل قوالب جاهزة سلفا ً. .6
أكثر ميالً إلى استعمال القوة في التعامل مع اآلخرين. .7
أكثر سرعة في اتخاذ القرارات ،وأقل استعدادا لتقبل الحلول الوسطى. .8
الشخصية المحققة للذات :قدم أبراهام ماسلو مفهوم تحقيق
الذات كأحد األبعاد الهامة للشخصية ،حيث تتسم:
الموقف االقتصادي والسياسي % 48 % 41 % 11 %1
الداخلي
سلوك الدول األخرى % 46 43% % 11 %0