You are on page 1of 132

‫السياسة الخارجية‬

‫‪POLM 3304‬‬
‫إعداد‬
‫أ‪ .‬أمين دبور‬
‫‪1436‬هـ – ‪2015‬م‬
‫تمهيد‬
‫• تطورت السياسة الخارجية من مجرد كونها ظاهرة بسيطة‬
‫تتعلق بقضايا األمن‪ ،‬إلى علم متعدد األبعاد (االجتماعية‪،‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬الثقافية‪ ... ،‬ألخ)‪.‬‬
‫• لقد حدث هذا التطور خالل الفترة التي أعقبت ‪ ،WW2‬ومع‬
‫تعدد القضايا وتزايد عدد الوحدات العاملة في اإلطار‬
‫الدولي‪ ،‬زاد تعقد دراسة السياسة الخارجية للدول‪.‬‬
‫• وعليه‪ ،‬لم يعد المنهج التقليدي (رصد التطور التاريخي‬
‫لسياسات الدول الكبرى) كافيا ً لتفسير العديد من السياسات‬
‫الخارجية‪ ،‬وبالذات للوحدات الجديدة في النسق الدولي‪.‬‬
‫• لذلك ظهرت محاوالت لتقديم أُطر علمية لتفسير السياسة‬
‫الخارجية‪ .‬وقد بدأت تلك المحاوالت بالجهود التي قادها (هارولد‬
‫ومارجريت سبراوت)‪ .‬ثم المجموعة البحثية الرائدة التي قادها‬
‫(ريتشارد سنايدر) و(جيمس روزناو) و (تشارلز هيرمان)‪.‬‬
‫• ولقد تفرع عن هذه المدرسة العديد من المجموعات البحثية‪.‬‬
‫ولقد أثمرت تلك الجهود أدبا ً متكامالً يحاول تفسير السياسة‬
‫الخارجية بمختلف أبعادها تفسيرات علمية‪.‬‬
‫• هذا العلم يقوم على افتراض إمكانية دراسة السياسة الخارجية‬
‫دراسة علمية تحدد المتغيرات المؤثرة على فيها‪ ،‬والوزن‬
‫النسبي لتلك المتغيرات في التأثير عليها بهدف الوصول إلى‬
‫تعميمات يمكن انطالقا منها تفسير السياسات لمختلف الوحدات‬
‫الدولية‪ ،‬أو التنبؤ بها‪.‬‬
‫• درجت المدرسة التقليدية ( سيطرت على دراسة السياسة‬
‫الخارجية لفترة طويلة) على النظر إلى السياسة الخارجية‬
‫باعتبارها ظاهرة ال تخضع للدراسة العلمية‪.‬‬
‫• اقتصرت الدراسة على مجرد الوصف‪ ،‬وخاصة سياسات‬
‫الدول الكبرى من حيث التتبع التاريخي‪ ،‬وتحديد األهداف‬
‫القيمية‪ ،‬واألساليب الفنية‪.‬‬
‫• منذ منتصف الخمسينيات تعرضت المدرسة التقليدية‬
‫لالنتقاد القائل بأنها ظاهرة قابلة للتحليل العلمي‪ .‬فالقول‬
‫إن موضوع السياسة الخارجية هو برنامج العمل‬
‫الخارجي للدولة ال ينفي أن هذا البرنامج قابل للوصف‬
‫والتفسير والتنبؤ العلمي‪.‬‬
‫• تدخل الوحدة الدولية مع العالم في شبكة من االتصاالت وتحتل‬
‫وضعا فعليا في هذا العالم قد ال يكون هو بذاته الوضع المنشود‪.‬‬
‫• كيف يمكن تفسير هذا الفارق بين الوضع الفعلي والوضع‬
‫المنشود؟‪ ،‬هذا هو أحد األسئلة الرئيسة التي يثيرها التحليل‬
‫العلمي للسياسة الخارجية‪.‬‬
‫• الوحدة الدولية كذلك ال تستقر دائما على تصور واحد لما ينبغي‬
‫أن يكون‪ ،‬ولكن تنتقل من تصور آلخر‪.‬‬
‫• تلك البرامج للعمل الخارجي تتضمن أكثر من مجرد تحديد ما‬
‫ينبغي أن يكون‪ .‬فالوحدة الدولية تتعامل مع عالم خارجي محدد‪،‬‬
‫تحاول التأثير فيه‪ ،‬وهو يفرض عليها قيوداً محددة عند التعامل‬
‫معه‪.‬‬
‫مدرسة ما بعد الحداثة‬
‫• مدرسة ما بعد الحداثة تؤكد على إمكانية فهم‬
‫السياسة الخارجية من زوايا متعددة؛ أحدها التحليل‬
‫العلمي المقارن للسياسة الخارجية‪.‬‬
‫• هناك مجموعة من التحوالت الجذرية التي انتجت‬
‫آثاراً عميقة على العلوم االجتماعية‪ ،‬وفي مقدمتها‬
‫علم السياسة الخارجية‪ ،‬وكانت سببا ً في بروزها‪.‬‬
‫• من أسباب بروز هذه المدرسة‪:‬‬
‫التحول الجذري الذي حدث على طبيعة االشتراكية باتجاه‬ ‫‪.1‬‬
‫األمركة‪.‬‬
‫االنهيار الكامل وتفكك االتحاد السوفيتي ونهاية الحرب‬ ‫‪.2‬‬
‫الباردة‪.‬‬
‫ظهور نجم القوى األسيوية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫بروز الفكر الليبرالي الرأسمالي باعتباره الفكر األكثر قبوالً‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫بلورة التكتالت االقتصادية اإلقليمية والعالمية المختلفة‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫بروز نتائج الثورة الصناعية الرابعة المتمثلة في تعاظم‬ ‫‪.6‬‬
‫وزن العقل البشري في مواجهة القوة المادية‪.‬‬
‫التحول نحو الكونية بمختلف أبعادها‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫• وعليه‪ ،‬أصبحنا أمام‪:‬‬
‫‪ .1‬توسع تحليل أثر النسق العالمي على السياسة‬
‫الخارجية للدول تحديداً في األحادية القطبية‬
‫وخبراتها‪.‬‬
‫‪ .2‬سقوط التقسيم التقليدي لتوجهات السياسة‬
‫الخارجية ما بين شرقي وآخر غربي‪.‬‬
‫‪ .3‬قل االهتمام بأثر األيديولوجية على السياسة‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫‪ .4‬زاد االهتمام بالعالقة بين الرأي العام والسياسة‬
‫الخارجية وأثر الديمقراطية والمعارضة على‬
‫السياسات الخارجية‪.‬‬
‫أبعاد التحليل العلمي‬
‫يتضمن موضوع التحليل العلمي للسياسة الخارجية عدة أبعاد‬
‫أساسية وهي‪:‬‬
‫وصف السياسة الخارجية‪.‬‬
‫رصد األبعاد السياسية المكونة للعمل السياسي الخارجي‪ ،‬وتصنيف تلك‬
‫األبعاد مشكل منهجي (ماهية السياسة الخارجية)‪.‬‬
‫تفسير السياسة الخارجية‪.‬‬
‫تحديد مجموعة المتغيرات التي تؤثر على السياسة الخارجية وتحليل‬
‫األثر النسبي لها‪.‬‬
‫صياغة السياسة الخارجية‪.‬‬
‫الصياغة األيديولوجية لألهداف والتحديد الفني للوسائل‪ ،‬والقوى المؤثرة‬
‫عملية صنع السياسة الخارجية‬
‫• يفرق خبراء ومتخصصي السياسة الخارجية بين عملية صنعها وقرارها‬
‫وتنفيذها حيث أقروا أن‪:‬‬
‫• صنع السياسة يعني مجمل النشاطات التي تنتهي إلى وضع اإلطار العام‬
‫للتحرك الخارجي للمجتمع من حيث أهدافه ومبادئه وتوجيهاته العامة‪.‬‬
‫وهي بهذا المعنى تتضمن مشاركة أجهزة وقوى وجماعات عديدة رسمية‬
‫وغير رسمية‪.‬‬
‫• صنع القرار يعني تحديد البدائل للحركة المتاحة لمواجهة المشكلة أو‬
‫موقف معين‪ .‬وجوهر تلك العملية يتمثل في الوظيفة المعلوماتية لألجهزة‬
‫السياسية المسؤولة عن توصيل المعلومات‪ ،‬والتقارير الكامنة والسليمة‬
‫إلى أجهزة اتخاذ القرار في التوقيت السليم والمالئم‪.‬‬
‫• تنفيذ السياسة يعني تحويل القرارات والسياسات إلى برامج وآليات‬
‫ونشاطات ويرتبط بالتنفيذ تقييم النجاح أو الفشل ‪.‬‬
‫نماذج صنع السياسة الخارجية‬
‫• لكي يتمكن المرء من التنبؤ بسلوك السياسة الخارجية‪،‬‬
‫يجب‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يطرح األسئلة المناسبة‪.‬‬
‫‪ .2‬اختيار المتغيرات المناسبة‪.‬‬
‫• مشكلة فهم السياسة الخارجية ال تكمن غالبا ً في عدم توفر‬
‫المعلومات‪ ،‬ولكن في عدم القدرة على تصنيف المعلومات‬
‫المتاحة بخصوص موقف معين‪.‬‬
‫• ولتسهيل مهمة فهم السياسة الخارجية والتنبؤ بها‪ ،‬فقد طور‬
‫الرواد والباحثين الالحقين العديد من المناهج والنماذج‬
‫االستراتيجي (الرشيد)‬
‫• طبقا ً لهذا النموذج‪ ،‬فإن الدول تشكل وحدات منفصلة تسعى لتعظيم‬
‫أهدافها في السياسة العالمية‪.‬‬
‫• ينظر إلى وحدة صنع القرار على أنها (صندوق أسود)‪ ،‬يصعب‬
‫فهم القوى السياسية الداخلية المؤثرة في خياراتها‪.‬‬
‫• يفسر السياسة الخارجية في ضوء الفعل ورد الفعل‪ .‬يفسر كل‬
‫تصرف كعملية حسابية رشيدة لكل تصرف قام به الطرف األخر‪.‬‬
‫• حاول الباحثون من خالله التفكير فيما يمكن أن يفعلوه لو كانوا‬
‫مكان صانع القرار في الدولة األخرى‪.‬‬
‫ي يمكننا من فهم الظاهرة بأقل قدر‬ ‫• يتسم بخاصيته االقتصادية‪ ،‬أ ّ‬
‫ممكن من التعقيد‪.‬‬
‫العيوب‬
‫• تأثر السياسة الخارجية بعوامل أخرى غير سلوك الدول‬
‫األخرى ورد الفعل الرشيد على ذلك السلوك (العوامل‬
‫الداخلية والدولية) يجعل قيمته محدودة‪.‬‬
‫• التركيز على الحسابات الرشيدة لصانعي القرار‪ ،‬وهي‬
‫مثالية ونادراً ما تتحقق‪.‬‬
‫• يفترض أن ما يُعد رشيداً بالنسبة لفاعل معين يُعد رشيداً‬
‫كذلك بالنسبة لفاعل آخر‪.‬‬
‫• معظم الباحثين والمحللين الذين يستخدمونه يعتمدون‬
‫بدرجة كبيرة على الحدس وعلى مالحظة تعاقب األحداث‪.‬‬
‫صنع القرار‬
‫• أدرك كل من ريتشارد سنايدر‪ ،‬وبروك‪ ،‬وجورج سابين قصور‬
‫النموذج االستراتيجي‪ ،‬فقدموا نموذجا ً بديالً تجاوز مفهوم‬
‫(الصندوق األسود) الذي تبناه االستراتيجي‪.‬‬
‫• تمحور البديل حول مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية‬
‫التي تؤثر مباشرة على خيارات السياسة الخارجية‪.‬‬
‫• يقوم النموذج البديل على حقيقة أنه مهما كانت العوامل المحددة‬
‫للسياسة الخارجية‪ ،‬فإن أهميتها تُ َح ّدد من خالل إدراك صانعي‬
‫السياسة الرسميين لها‪.‬‬
‫• إذا ما أدركوا تلك العوامل‪ ،‬فإنها تؤثر (في هذه الحالة فقط) في‬
‫السياسة الخارجية‪.‬‬
‫• ميزة هذا النموذج تكمن في أنه يأخذ في االعتبار البعد‬
‫اإلنساني‪.‬‬
‫• أهم عوامل تفسير خيارات السياسة الخارجية‪:‬‬
‫‪ .1‬دوافع صانعي القرار‪.‬‬
‫‪ .2‬مدى توافر المعلومات لديهم‪.‬‬
‫‪ .3‬تأثير السياسات الخارجية للدول المختلفة‬
‫على خياراتهم‪.‬‬
‫• لتحسين النموذج أضاف (روبنسون وسنايدر) مفهوم‬
‫(مناسبة صنع القرار)‪ ،‬والذي يشير إلى خصائص الموقف‬
‫القائم لحظة اتخاذ القرار (وجود أزمة‪ ،‬أو عدم وجودها)‪.‬‬
‫السياسة البيروقراطية‬
‫• يركز نموذج السياسة البيروقراطية على الدور الذي يلعبه العديد من‬
‫البيروقراطيين من ذوي العالقة بعملية صنع السياسة الخارجية‪.‬‬
‫• حيثيات ذلك‪:‬‬
‫التغيرات واسعة ومستمرة في الحكومات‪ ،‬واألحزاب في كثير من الدول‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫هؤالء البيروقراطيين هم المسئولون عن تنفيذ السياسة الخارجية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫افتقار السياسيين للخبرة الالزمة في مجال السياسة الخارجية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫االستعانة بموظفي الخدمة المدنية الدائمين للحصول على النصائح والمعلومات‬ ‫‪.4‬‬
‫الالزمة‪.‬‬
‫• لذا‪ ،‬يزداد دور هؤالء البيروقراطيين في رسم السياسة الخارجية‪.‬‬
‫وبذا‪ ،‬يصبح في إمكانهم التأثير على تطبيقها بالتباطؤ في التنفيذ‪ ،‬أو‬
‫ربما برفض التنفيذ على اإلطالق‪.‬‬
‫النموذج التكيّفي‬
‫• يُعنى بمعرفة وفحص كيفية استجابة الدول للقيود التي‬
‫تفرضها أو الفرص التي توفرها البيئة الدولية‪.‬‬
‫• بدالً من النظر إلى خيارات السياسة الخارجية للدول على أنها‬
‫محدودة‪ ،‬يحاول محللو ومنظرو التكيفي تحديد خصائص‬
‫البيئة الدولية التي تؤدي إلى نتائج معينة بغض النظر عن‬
‫التصرفات واألفعال التي يتحدث عنها صانع القرار‪.‬‬
‫• القدرات التكيّفية للدولة ال تختلف فحسب طبقا ً لمقدراتها‪،‬‬
‫ولكن أيضأ ً طبقا ً إلراداتها‪.‬‬
‫صنع القرار التدريجي‬
‫• هذا النموذج ينظر إلى عملية صنع القرار على أنها عملية تدريجية‪،‬‬
‫ولكنه من أكثر النماذج بعداً عن النموذج الرشيد‪.‬‬
‫• من الصعب التوصل إلى قرارات شاملة وإجراء حسابات رشيدة في ظل‪:‬‬
‫‪ .1‬عدم التأكد ونقص المعلومات المطلوبة في الشئون الدولية‪.‬‬
‫‪ .2‬كثرة العوامل الخاصة والعامة المتعلقة بشئون السياسة‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫• صانع ّي القرارات ال يفكرون في الخيارات العديدة المتاحة‪ ،‬بل يركزون‬
‫على إعادة تشكيل السياسات القائمة والعمل على إصالحها‪.‬‬
‫• ال تبنى الخيارات في غالب األحوال على الحسابات الرشيدة‪ ،‬بل تبنى على‬
‫أساس ما يمكن أن يتفق عليه صانعو القرار‪.‬‬
‫• يتضمن جوانب معينة من البيروقراطي والتكيّفي (يجمع بينهما)‪.‬‬
‫التعريف‬
‫بالسياسة الخارجية‬
‫تعريف السياسة الخارجية‬
‫• إن محاولة وضع تعريف محدد للسياسة الخارجية تكتنفه بعض‬
‫الصعوبات‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة بالطبيعة المعقدة للسياسة‬
‫الخارجية‪ ،‬باعتبارها تنتمي إلى بيئات مختلفة نفسية‪ ،‬وطنية‪،‬‬
‫ودولية‪ ،‬باإلضافة إلى اعتبارات معرفية وأخرى منهجية‪.‬‬
‫• يذهب الدارسون إلى تحديد مشكلتين تحول دون التمكن من‬
‫تعريف دقيق وشامل للسياسة الخارجية‪:‬‬
‫‪ .1‬السياسة الخارجية ال تعرف كموضوع مجرد‪ ،‬بل تعرف من‬
‫خالل مجموعة مكونات وعناصر تدخل كلها في تركيبها‪،‬‬
‫وتؤثر بشكل مباشر عليها‪ .‬لذا‪ ،‬يميل بعض الدارسين إلى‬
‫المرادفة بين السياسة الخارجية وبعض أجزاء تلك السياسة‬
‫كاألهداف والسلوكيات‪.‬‬
‫‪ .2‬اختالف المدارس والمفكـرين المنتمين لهذه المـدارس وهذا بحسب رؤية‬
‫كل اتجـاه لموضوع السياسة الخارجية‪ ،‬كما أن مكانة الدولة على المستـوى‬
‫الدولي وقوة تأثيـرها ينعكسان بصفة مباشرة على أجندة مصالحها وبالتالي‬
‫على تعريفها لسلوكها الخارجي‪.‬‬
‫ولكن بالرغم من هذه العقبات نجد أن هناك محاوالت جادة من‬
‫طرف الباحثين لوضع حدود مفاهيمية للسياسة الخارجية‪،‬‬
‫ونسوق فيما يلي بعض هذه التعاريف‪:‬‬
‫‪ .1‬حاول‪ Charles Hermann‬تعريــف السياسة الخارجية‬
‫بأنها تلك‪" :‬السلوكيات الرسمية التي يتبعها صانعوا‬
‫القرار الرسميون في الحكومة أو من يمثلونهم والتي‬
‫يهدفون من خاللها للتأثير في سلوك الوحدات الدولية‬
‫األخرى"‪.‬‬
‫‪ .2‬قدم ‪ Rosenau James‬تعريف أكثر شمولية للسياسة‬
‫الخارجية بقوله‪" :‬مجموعة التصرفات السلطوية التي تتخذها أو‬
‫تلتزم باتخـاذها الحكومات إما للمحافظة على الجوانب المرغوب‬
‫فيها في البيئة الدولية‪ ،‬أو لتغيير الجوانب غير المرغوبة"‪ .‬أو‬
‫بأنها‪" :‬منهج للعمل يتبعه الممثلون الرسميون للمجتمع القومي‬
‫بوعي من أجل إقرار أو تغيير موقف معين في النسق الدولي‪،‬‬
‫بشكل يتفق مع األهداف المحددة سلفا"‪.‬‬
‫السياسة الخارجية‪ ،‬بصفة عامة‪ ،‬وبعيدا عن إشكاليات وضع‬
‫مفهوم مستقر وموحد‪ ،‬تعبر عن (مجموع األهداف المراد‬
‫الوصول إليها من خالل وسائل متاحة وقنوات معينة‪ ،‬يمكن لها‬
‫التأثير من أجل تحقيق تلك األهداف)‪.‬‬
‫‪ .3‬عرفها (بالنو و أولتون) بأنها "منهج تخطيط للعمل يطوره‬
‫صانعو القرار تجاه الدول أو الوحدات الدولية األخرى بهدف‬
‫تحقيق أهداف محددة في إطار المصلحة الوطنية"‪.‬‬
‫‪ .4‬يعرفها سيبوري بأنها‪( :‬مجموعة األهداف واالرتباطات التي‬
‫تحاول الدولة بواسطتها‪ ،‬من خالل السلطات المحددة دستورياً‪،‬‬
‫أن تتعامل مع الدول األجنبية ومشكالت البيئة الدولية باستعمال‬
‫النفوذ والقوة‪ ،‬بل والعنف أحيانا)‪.‬‬
‫‪ .5‬في حين يعرفها مازن الرمضاني على أنها‪( :‬السلوك‬
‫السياسي الخارجي الهادف والمؤثر لصانع القرار)‪.‬‬
‫‪ .6‬أما فاضل زكي فيعرفها بأنها‪( :‬الخطة التي ترسم العالقات‬
‫الخارجية لدولة معينة مع غيرها من الدول)‪.‬‬
‫• تعدد التعريفات وتفاوت نواحي التركيز فيها إنما يعكس‬
‫تعقيد ظاهرة السياسة الخارجية وصعوبة التوصل إلى‬
‫مجموعة األبعاد التي تندرج في إطارها والعالقة بينها‪.‬‬
‫• السياسة الخارجية ال تتحدد طبقا لتشريعات ملزمة كما‬
‫هو الحال في السياسة الداخلية‪.‬‬
‫• السياسة الخارجية للدولة الواحدة تتفاوت بتفاوت من‬
‫يتم التعامل معهم وتفاوت قضايا التعامل الخارجي‪.‬‬
‫• قد تتبع الدولة سياسة خارجية تعاونية بالنسبة لقضية‬
‫معينة مع دولة معينة‪ ،‬وسياسة أخرى صراعية‬
‫بالنسبة لقضية أخرى مع الدولة ذاتها‪.‬‬
‫• السياسة الخارجية هي إحدى أهم فعاليات الدولة التي‬
‫تعمل من خاللها لتنفيذ أهدافها في المجتمع الدولي‪.‬‬
‫• الدولة هي الوحدة المؤهلة لممارسة السياسة‬
‫الخارجية بما تملكه من مبدأ السيادة واإلمكانيات‬
‫المادية والعسكرية‪.‬‬
‫• بعض الباحثين يرون بأن ممارسة السياسة الخارجية‬
‫ليست مقتصرة على الدول‪ ،‬بل كذلك الشركات متعددة‬
‫الجنسيات والمنظمات اإلقليمية والدولية بما تملكه‬
‫من شخصية اعتبارية‪.‬‬
‫• هذا سيقودنا إلى تقديم تعريف يأخذ في اعتباره‬
‫الخصائص األساسية لعملية السياسة الخارجية‬
‫واألبعاد المحتملة لتلك السياسة‪ ،‬وهو يقر بأنها‪:‬‬
‫(برنامج العمل العلني الذي يختاره الممثلون‬
‫الرسميون للوحدة الدولية من بين مجموعة‬
‫البدائل البرنامجية المتاحة من أجل تحقيق أهداف‬
‫محددة في المحيط الخارجي)‪.‬‬
‫• طبقا لهذا التعريف تنصرف إلى مجموعة أساسية من‬
‫األبعاد‪ :‬الواحدية‪ ،‬الرسمية‪ ،‬العلنية‪ ،‬االختيارية‪،‬‬
‫الهدفية‪ ،‬الخارجية‪ ،‬البرنامجية‪.‬‬
‫الطابع الواحدي‬
‫• تنصرف السياسة الخارجية إلى سياسة وحدة دولية‬
‫ي البرامج التي تنتهجها تلك الوحدة إزاء‬‫واحدة‪ ،‬أ ّ‬
‫الوحدات الدولية األخرى‪ .‬وهذا ما يميز السياسة الخارجية‬
‫عن العالقات الدولية‪( :‬تنصرف إلى مجموعة التفاعالت‬
‫التي تحدث بين وحدتين دوليتين أو أكثر)‪.‬‬
‫• هذا االختالف المفهومي بينهما ال ينفي الترابط بين‬
‫السياسة الخارجية والعالقات الدولية‪ .‬فالعالقات الدولية‬
‫هي محصلة لتفاعل مجموعة السياسات الخارجية‬
‫لمختلف الوحدات الدولية‪.‬‬
‫• الوحدة الدولية (الدولة الواحدة )ال تصوغ‬
‫سياستها الخارجية بمعزل عن البيئة الدولية‪ ،‬فهي‬
‫تتأثر بمتغيرات تلك البيئة‪ ،‬وبما فيها من وحدات‬
‫أخرى‪ .‬ولكنها بالنهاية تصوغ سياستها الخارجية‬
‫كتعبير عن حركتها الذاتية في البيئة الدولية‪.‬‬
‫• قد تكون حركة الدولة الواحدة منفردة حين‬
‫تتصرف بشكل مستقل‪ ،‬وقد تكون جماعية حين‬
‫تشترك مع غيرها من الوحدات التي تشاركها‬
‫البرنامج ذاته‪ ،‬أو جزء منه على األقل في التنفيذ‪.‬‬
‫الطابع الرسمي‬
‫• هو تلك السياسة الخارجية التي يصوغها الممثلون الرسميون‬
‫للوحدة الدولية أو األشخاص المخولون باتخاذ القرارات الملزمة‪.‬‬
‫• في معظم الدول هؤالء األشخاص يشملون‪ :‬رئيس الدولة‪ ،‬رئيس‬
‫الحكومة‪ ،‬وزير الخارجية‪ ،‬وزير الدفاع‪ .‬إضافة إلى غيرهم من‬
‫الذين يعملون رسميا ً في مجال السياسة ويتحدثون باسم الدولة‪.‬‬
‫• ال يهم إن كان هؤالء الممثلون قد أتوا إلى السلطة بالطريق‬
‫الدستوري‪ ،‬أو عن طريق انقالب عسكري‪ ،‬وال يهم كذلك ما إذا‬
‫كانوا منتخبين ديمقراطيا ً أم جاءوا بطرق أخرى‪.‬‬
‫الطابع العلني‬
‫• المقصود بهذا الطابع‪ ،‬أن برامج العمل الخارجي برامج‬
‫مقصودة وقابلة للمالحظة‪ ،‬ولم تكن عفو الخاطر أو بمحض‬
‫الصدفة‪ ،‬ولكن صانعيها قصدوا اتباعها لتحقيق أهداف معينة‬
‫واعترفوا بمسئوليتهم عنها‪.‬‬
‫• أما تلك التصرفات التي جاءت نتيجة التطور الطبيعي األحداث‪،‬‬
‫وللتفاعل مع الدول األخرى‪ ،‬فإنها ال تدخل في نطاق السياسة‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫• ال يمكن تلمس السياسة الخارجية إال من واقع مجموعة‬
‫األقوال واألفعال التي صدرت عن صانعي تلك السياسة‪ ،‬والتي‬
‫يمكن للباحث أن يالحظها من خالل أدوات البحث العلمي‪.‬‬
‫• ال يمكن نسب سياسة خارجية إلى دولة تختلف عن‬
‫السياسة المعلنة‪ ،‬وال يعني ذلك تجاهل احتمال وجود‬
‫سياسة خارجية سرية تختلف عن السياسة المعلنة‪.‬‬
‫• هنا‪ ،‬يقع على عاتق دارسي السياسة الخارجية مهمة‬
‫الموازنة بين األقوال واألفعال الستخالص حقيقة‬
‫السياسة الخارجية‪ ،‬وكذلك استكشاف مدى التوافق‬
‫بينهما ونمط تعبئة الموارد من ناحية أخرى‪.‬‬
‫• ال يكفي أن يعلن صانع السياسة الخارجية هم سعيه‬
‫لتحقيق السالم العالمي أو اإلقليمي لكي نصف‬
‫سياسته بأنها سياسة سلمية‪.‬‬
‫الطابع االختياري‬
‫• يقصد به أنها اختيار من يدعون صنعها من بين سياسات‬
‫بديلة أخرى متاحة‪ .‬واالختيار يشمل على ثالثة عناصر‪:‬‬
‫‪ .1‬الصياغة الحقيقية تمت من خالل الذين رسموا تلك السياسة‪ ،‬وليس من‬
‫خالل آخرين خارج النظام السياسي‪.‬‬
‫‪ .2‬وجود مجموعة من السياسات البديلة الممكن لصانع السياسة الخارجية‬
‫أن يختار من بينها‪.‬‬
‫‪ .3‬صانع السياسة الخارجية يستطيع تغيير مجرى السياسة المتبعة إذا نشأت‬
‫في تقديره ظروف جديدة تتطلب التغيير‪.‬‬
‫• إن توافر عنصر االختيار ال يعني الحرية المطلقة لصانع‬
‫ي سياسة‪ ،‬فهذا الشكل من االختيار ال‬‫السياسة في تبني أ ّ‬
‫ي دولة بما في ذلك القوى الكبرى‪.‬‬‫يتوافر أل ّ‬
‫الطابع الهدفي‬
‫• السياسة الخارجية ليست مجرد رد فعل آلي للبيئة‬
‫الخارجية ولكنها باألساس عملية واعية تنطوي على‬
‫محاولة التأثير على البيئة الخارجية‪ ،‬أو على األقل التأقلم‬
‫مع تلك البيئة‪ ،‬لتحقيق مجموعة من األهداف‪.‬‬
‫• اختلف دارسو السياسة الخارجية في تحديد الطبيعة‬
‫الهدفية لعملية السياسة الخارجية‪.‬‬
‫• هذا االختالف كان امتدادا لالختالف العام في العلوم‬
‫االجتماعية حول تفسير طبيعة السلوك اإلنساني بين‬
‫مدرسة دوركايم‪ ،‬ومدرسة تالكوت بارسونز‪.‬‬
‫• مدرسة دوركايم ترى أن السلوك اإلنساني هو مجرد ود فعل‬
‫آلي للبيئة‪ .‬أما مدرسة بارسونز تنطلق من مفهوم يعتبر‬
‫اإلنسان وحدة لها أهداف محددة قوامها إحداث تغيير معين‬
‫ي كيان نشيط له أهداف واعية‪.‬‬ ‫في البيئة لصالحه‪ ،‬أ ّ‬
‫• انعكس الخالف على مدارس تحليل السياسة الخارجية‪،‬‬
‫فهناك اتجاهين‪ :‬مدرسة التفسير البيروقراطي‪ ،‬ومدرسة‬
‫التفسير الهدفي المحسوب‪ .‬الخالف بين هاتين المدرستين في‬
‫حقيقته انعكاس للطبيعة المركبة للسياسة الخارجية‪.‬‬
‫• ففي حاالت قد تتصرف الدولة في البيئة الخارجية بطريقة رد‬
‫الفعل للمؤثرات الخارجية ومحاولة احتواء مواقف عدم‬
‫اليقين والحد من آثارها‪ .‬وفي حاالت أخرى‪ ،‬تتحرك بوعي‬
‫لتحقيق مجموعة من األهداف المحددة سلفا ً‪.‬‬
‫الطابع الخارجي‬
‫• السياسة الخارجية تسعى لتحقيق أهداف إزاء وحدات خارجية‪ ،‬وهذا ما‬
‫يميزها عن السياسة الداخلية‪.‬‬
‫• موضوع السياسة الخارجية يقبع خارج نطاق سيطرة الدولة بينما يقبع‬
‫موضوع الداخلية في إطار سيطرة الدولة‪.‬‬
‫• ولكن من المتصور أن تتبع الدولة سياسة تبدو وكأنها خارجية ولكنها‬
‫في الواقع ترمي لتحقيق أهداف داخل حدودها‪ ،‬كما قد تتبع سياسة تبدو‬
‫وكأنها داخلية ولكنها في الواقع تسعى لتحقيق أهداف خارج حدودها‪.‬‬
‫• لحل هذه المعضلة‪ ،‬ينبغي التمييز بين الهدف المباشر (النتائج المعلنة‬
‫التي تهدف السياسة لتحقيقها)‪ ،‬والهدف غير المباشر (النتائج التي‬
‫تستتر خلف السياسة‪ ،‬ولكنها ليست محددة صراحة) للسياسة الخارجية‪.‬‬
‫• السياسة تصنف على أنها خارجية طالما أنها تهدف لتحقيق‬
‫نتائج خارج حدود الدولة بشكل علني صريح حتى وإن كانت‬
‫تلك السياسة تهدف في التحليل النهائي لتحقيق نتائج في‬
‫الداخل‪.‬‬
‫• الواقع أن الفصل بين السياستين هو فصل تحليلي في األساس‬
‫يهدف لوضع الحدود المنهجية لمفهوم السياسة الخارجية‪ ،‬وال‬
‫يعني أنها منفصلة عن الداخلية‪.‬‬
‫• قد يكون للسياسة الخارجية انعكاسات في داخل الدولة‪ ،‬كما أن‬
‫الداخلية قد تنتج آثاراً بالنسبة لسلوك الدولة الخارجي‪.‬‬
‫• السياستان الخارجية والداخلية تتسمان بالترابط‪ ،‬وقد ازداد‬
‫الترابط وضوحا ورسوخا في فترة ما بعد الحرب العالمية‬
‫الثانية‪.‬‬
‫الطابع البرنامجي‬
‫• عملية التصرف في المحيط الخارجي للدولة يتطلب منها‬
‫صياغة مجموعة من األهداف وتحديد مجموعة من القرارات‬
‫والسلوكيات التي تشكل في مجموعها سياستها الخارجية‪.‬‬
‫• فالسياسة الخارجية برنامج يشمل مجموعة من األبعاد التي‬
‫تتفاوت في درجة عموميتها‪ .‬فالطبيعة البرنامجية لها ال‬
‫تعني أنها بالضرورة سياسة مخططة‪ ،‬وتنصرف أساسا ً إلى‬
‫تعدد أبعادها وتأثيرها على بعضها البعض‪.‬‬
‫• تنصرف السياسة الخارجية إلى برنامج يتضمن‬
‫بعدين‪ :‬البعد العام‪ ،‬والبعد المحدد‪.‬‬
‫البعد العام‬
‫• ينصرف إلى التوجهات‪ ،‬والدوار‬
‫واألهداف واالستراتيجيات‪.‬‬
‫• يتسم بالعمومية والشمول وصعوبة تحكم‬
‫صانع السياسة في القوى المحددة له‪،‬‬
‫وبالذات على مستوى التوجهات‬
‫واألهداف‪ ،‬وبصعوبة القياس الكمي‪.‬‬
‫البعد المحدد‬
‫• يتضمن مجموعة القرارات والسلوكيات‪.‬‬
‫• أكثر تحديداً (الزماني والمكاني) وأكثر قابلية للقياس الكمي‬
‫• يرى البعض أن مكونات مفهوم السياسة الخارجية يجب أن‬
‫تقتصر على هذين المكونين (القرارات والسلوكيات)‪ ،‬وأن‬
‫العناصر األخرى كاألهداف والتوجهات واألدوار ليست جزء‬
‫من السياسة الخارجية ولكنها من محدداتها‪.‬‬
‫• ويفترض هؤالء أن عناصر البعد العام تتكون مستقلة إلى حد‬
‫كبير عن إرادة صانع السياسة الخارجية شأنها في ذلك شأن‬
‫معظم محدداتها كالعناصر السكانية والنسق الدولي‪.‬‬
‫نظرية‬
‫السياسة الخارجية‬
‫المنهجية‬
‫• ال يوجد هناك منهج ثابت تسير عليه أي وحدة من الوحدات الدولية‬
‫في طريقة تعاملها مع الوحدات األخرى‪ .‬وأثارت هذه القضية‬
‫النقاش بين األحزاب الحاكمة واألحزاب المعارضة في الدول‬
‫المختلفة‪ ،‬ولكن يمكن أن نحدد منهجان أساسيان‪:‬‬
‫‪ .1‬المنهج األيديولوجي‪ :‬أي أن السياسات التي تتبعها الدول تجاه العالم‬
‫الخارجي تعبر عن المعتقدات السياسية واالجتماعية والدينية السائدة‪.‬‬
‫ويمكن أن تتصف تلك السياسات بــــــــ‪ :‬الديمقراطية‪ ،‬التحريرية‪،‬‬
‫االشتراكية‪ ،‬محبة السالم‪ ،‬عدوانية‪ ،‬استبدادية‪.‬‬
‫‪ .2‬المنهج التحليلي‪ :‬حيث تنطلق تلك الدول في سياستها من تقاليد الدولة‬
‫وموقعها الجغرافي والمصلحة الوطنية وأهداف األمن وحاجاته ‪ .‬فعلى‬
‫المراقب الذي يريد أن يفهم السياسة الخارجية أن يحيط بكل هذه‬
‫المقومات ويخضعها للتحليل‪.‬‬
‫النظرية‬
‫• إن الحديث عن نظرية لدراسة السياسة الخارجية يعبر عن مدى التقدم‬
‫التي أحرزته السياسة الخارجية كحقل معرفي له موضوعه ومناهجه‬
‫والقوانين التي تحكمه‪ ،‬فقد اقترن تطور دراسة هذه الظاهرة بتطور‬
‫دراسة الكل الذي يمثل العالقات الدولية‪ ،‬فقد عرفت السياسة‬
‫الخارجية تطورات وتحوالت كبيرة على مختلف مستوياتها المعرفية‬
‫وكذلك المنهجية‪.‬‬
‫• حاولت نظريات السياسة الخارجية باستمرار شرح وتفسير التغييرات‬
‫في مسار سلوك دولة تجاه دولة أخرى‪ ،‬محاولة تقديم أطر نظرية‬
‫متكاملة ومقبولة لفهم سلوك الدول‪ ،‬لكن المنظرين في هذا الصدد لم‬
‫يتفقوا على طرح موحد لتحديد المتغيرات المحددة والمفسرة لسلوك‬
‫الدول‪.‬‬
‫أن محاولة تفعيل الحوارات حول السياسة الخارجية‬
‫وتكييفها نظريا‪ ،‬ومنطق معطيات الواقع الدولي‪ ،‬إنما‬
‫يكون في إطار البحث عن تأويل ناتج التأثير والتأثر بين‬
‫العوامل الداخلية والخارجية للسلوك الخارجي للدول‪.‬‬
‫هناك مدرستان هما المثالية األخالقية والواقعية‪ ،‬ثم‬
‫ظهرت مدارس أخرى ال تقل أهمية ارتبطت بالماركسية‬
‫والراديكالية وما بعد الحداثة وغيرها‪.‬‬
‫لتلك النظريات حول طبيعة النظام العالمي وقع مؤثر على‬
‫سلوك الدول وحتى تلك التي تعتبر خارج النظام العالمي‪.‬‬
‫المثالية أو الليبرالية‬
‫• دعت إلى تطبيق السياسة الخارجية وفق أهداف مثالية‬
‫واسعة النطاق‪.‬‬
‫• ترتبط بمفهوم العالمية والفلسفة السياسية الليبرالية‪.‬‬
‫• تعود جذورها إلى تفكير (ويدرو ويلسون) وإلى تأسيس‬
‫عصبة األمم عقب الحرب العالمية األولى‪.‬‬
‫• يميل الليبراليون إلى تصور النظام العالمي على أساس الربح‬
‫للجميع وكأنه لعبة يلعبها الجميع ويربح فيها الجميع‪،‬‬
‫وخاصة عبر الوسائل االقتصادية (الليبرالية الجديدة)‪ ،‬أو‬
‫عبر المنظمات العالمية والتعاون (الليبرالية التقليدية)‪.‬‬
‫الواقعية‬
‫• ال تؤمن بإمكانية إدارة السياسة الخارجية للدولة عبر مبادئ مثالية‬
‫عالمية‪ ،‬بل تتبنى موقفا ً يُعنى بالمصالح الخاصة للدول وال يبالي بمصالح‬
‫الدول األخرى إن اقتضى األمر‪.‬‬
‫• الواقعية ترتبط عادة باستخدام القوة وال تدين العدوان على بعض‬
‫الشعوب وال تدين حتى الحروب بين بعض الدول‪.‬‬
‫• الحروب من وجهة النظر الواقعية هذه قد تكون (طبيعية)‪ ،‬ال بل‬
‫(مطلوبة) لحماية المصالح الخاصة للدولة‪.‬‬
‫• أنصار هذه المدرسة يؤمنون عادة بأن النظام العالمي بمثابة لعبة ال‬
‫تحقق أي ربح‪ ،‬بل يمكن القول بأن الربح الذي تحققه يعادل الصفر‪ ،‬أي‬
‫أن الربح الذي قد تحققه دولة ما يعادل الخسارة التي تتكبدها دولة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫• تستند المدرسة الواقعية إلى مبدأ المصلحة الذاتية والمنفعة‬
‫المرتبطة بمفهوم القوة والسلطة‪.‬‬
‫• تدعو النظرية الواقعية إلى فهم الوقائع واستخالص الحقائق عبر‬
‫إعمال العقل والفكر ال العاطفة وتستند في فهمها للسياسة‬
‫الخارجية إلى مبدأ المصلحة الذاتية والمنفعة المرتبطة بمفهوم‬
‫القوة والسلطة‪.‬‬
‫• تتعامل مع السياسة على أنها مجال قائم بذاته وجانب منفصل تماما ً‬
‫عن الجوانب األخرى كاالقتصاد أو األخالقيات أو الديانات‪.‬‬
‫• تفترض أن البواعث التي تحرك أفعال أي سياسي وتفكيره البد‬
‫وأنها متمحورة حول مفهوم القوة‪.‬‬
‫• يعتقد أنصار الواقعية أنه باإلمكان توقع الخطوات التي خطاها أي‬
‫سياسي في الماضي والحاضر والتي سيخطوها في المستقبل‪.‬‬
‫الراديكالية والماركسية‬
‫• تغطي مجموعة من العالقات الدولية ذات التوجه‬
‫اليساري ابتداء من الماركسية التقليدية إلى النظرية‬
‫النسوية أو البيئوية‪.‬‬
‫• تشترك في اعتقاد واحد وهو أن النظام العالمي عبارة‬
‫عن طبقات يتراكب بعضها فوق البعض اآلخر وتهيمن‬
‫الطبقة األكثر سلطة وقوة على تلك الطبقات األخرى‬
‫التي تليها في التركيب الطبقي‪.‬‬
‫• تهدف تلك الهيمنة إلى خدمة مصالح الطبقات األقوى‪.‬‬
‫سمات‬
‫السياسة الخارجية‬
‫سمات السياسة الخارجية‬
‫• األهمية في محيط السياسة العامة للدولة‪.‬‬
‫• درجة االستقاللية عن المحيطين الخارجي‬
‫والداخلي‪.‬‬
‫• درجة التوزيع بين مختلف الوحدات ال ُدولية‪.‬‬
‫• األدوات المستخدمة في التنفيذ‪.‬‬
‫• القضايا التي تدور حولها‪.‬‬
‫• االستمرار والتغير‪.‬‬
‫األهمية‬
‫• تلعب وظيفة تنموية‪.‬‬
‫• تلعب دوراً في تدعيم االستقالل السياسي‪.‬‬
‫• تلعب دوراً في تأمين المصالح الخارجية‪.‬‬
‫• تلعب دوراً في تحقيق التكامل القومي أو االستقرار السياسي‪.‬‬
‫• تلعب دوراً في إعطاء الدولة مكانة دولية رمزية تناسب مع‬
‫مواردها أو مستوى تطورها الحضاري‪.‬‬
‫• تلعب دوراً في تدعيم سلطة صانع السياسة الخارجية وإضفاء‬
‫الشرعية على سلطته الداخلية‪.‬‬
‫االستقاللية‬
‫مفهوم االستقاللية ينطوي على بعدين رئيسيين‪:‬‬
‫‪ .1‬االستقالل الخارجي‪ ،‬ويتضمن مفهومين فرعيين‪:‬‬
‫• درجة المبادرة أو رد الفعل التي تتسم بها عملية صياغة‬
‫السياسة‪.‬‬
‫• مدى انفرادية أو جماعية عملية تنفيذ السياسة‪.‬‬
‫‪ .2‬االستقالل الداخلي‪ ،‬والمقصود قدرة صانع السياسة‬
‫على تغيير السياسة دون أن يلقى معارضة قوية من‬
‫الرأي العام‪.‬‬
‫التوزيع‬
‫• توزيع اهتماماتها بين مختلف الوحدات الدولية األخرى‪ ،‬فالدولة ال‬
‫توجه سياستها الخارجية بالتساوي إلى مختلف الوحدات الدولية‬
‫األخرى‪.‬‬
‫• السياسة الخارجية للدول الكبرى توصف بأنها سياسة عالمية‪ ،‬والدول‬
‫الصغرى بأنها سياسة إقليمية‪.‬‬
‫• لجأ بعض الباحثين لدراسة توزيع السياسة الخارجية دراسة كمية إلى تطوير‬
‫معاملين رئيسين هما‪:‬‬
‫معامل االنتقاء‪ :‬عدد الدول التي استقبلت سلوكا خارجيا من (أ)‪ /‬عدد دول النسق‬
‫الدولي –‪.1‬‬
‫معامل األهمية‪ :‬مجموع سلوكيات الدولة (أ) تجاه الدولة (ب)‪ /‬مجموع سلوكيات‬
‫السياسة الخارجية للدولة (أ)‪.‬‬
‫أدوات التنفيذ‬
‫• نمط العالقة يحدد األداة المستخدمة‬
‫• أدوات التنفيذ‪:‬‬
‫الدبلوماسية (الرسمية‪ ،‬الشعبية)‬ ‫•‬
‫المساعدات (دبلوماسية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬عسكرية)‬ ‫•‬
‫العقوبات (دبلوماسية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬عسكرية)‬ ‫•‬
‫أدوات مخابراتية (معلومات‪ ،‬تخريب‪ ،‬توجيهية)‬ ‫•‬
‫األداة العسكرية (حروب بالوكالة‪ ،‬حروب محدودة‪ ،‬حروب شاملة)‬ ‫•‬
‫القضايا‬
‫• الفترة ما قبل الحرب العالمية الثانية‪ ،‬كانت السياسات‬
‫الخارجية للدول تدور حول قضية أساسية وهي األمن‪ ،‬وكانت‬
‫القضايا األخرى تحتل مكانة هامشية‪.‬‬
‫• مع بداية عصر االعتماد المتبادل في العالقات الدولية ظهرت‬
‫قضايا جديدة تفوق في أهميتها القضايا التقليدية ( األمن‬
‫بمعناه العسكري) مثل‪ :‬نقل التكنولوجيا‪ ،‬تلوث البيئة‪،‬‬
‫التصحر‪ ،‬اإلرهاب‪ ،‬الطاقة‪.‬‬
‫• في دراسة ألحد الباحثين عن سلوكيات السياسة الخارجية‪،‬‬
‫وجد أن معظم تلك السلوكيات (‪ )%78‬متعلق بقضايا ومشاكل‬
‫دولية محددة‪.‬‬
‫االستمرار والتغير‬
‫• يميز تشارلز هيرمان بين أربعة أشكال من‬
‫التغير في السياسة الخارجية‪:‬‬
‫‪ .1‬التغير التكيفي‪.‬‬
‫‪ .2‬التغير البرنامجي‪.‬‬
‫‪ .3‬التغير في األهداف‪.‬‬
‫‪ .4‬التغير في التوجهات‪.‬‬
‫• الشكل األول من وجهة نظر هيرمان ال يعد تغيراً‪ ،‬والثالثة األخرى‬
‫هي التي يمكن تصنيفها في إطار التغير‪.‬‬
‫• معظم أشكال التغير الحادثة في السياسة الخارجية هي في إطار‬
‫الشكل الثاني والثالث‪ .‬أما الرابع فنادر الحدوث‪.‬‬
‫• وجد روزناو أن التغير في السياسة الخارجية ال يتم بشكل مفاجئ‪،‬‬
‫وإنما بشكل تدريجي‪.‬‬
‫• السياسة الخارجية تتضمن الدخول في مجموعة من االرتباطات‬
‫الدولية وتخصيص الموارد للوفاء بااللتزامات الناشئة عنها‪ ،‬وليس‬
‫من اليسير أن تغير الدولة من طبيعة تلك االرتباطات بشل مفاجئ‪.‬‬
‫• الطابع التدريجي للتغير ال ينفي إمكانية حدوث تغير جذري‪ ،‬والذي‬
‫يعني انتهاء نمط من السياسة الخارجية وإحالله بنمط جديد‪.‬‬
‫أنماط السياسة الخارجية‬
‫• التحالف‪.‬‬
‫• المشاركة‪.‬‬
‫• الحياد‪.‬‬
‫• المنافسة‪.‬‬
‫• العداء‬
‫أهداف‬
‫السياسة الخارجية‬
‫األهداف األساسية للدولة‬
‫• المحافظة على استقالل الدولة وسيادتها وأمنها القومي‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل‪:‬‬
‫‪ .1‬محاولة إقامة عالقات جيدة مع جيرانها‪.‬‬
‫‪ .2‬الدخول في تحالفات مختلفة المظاهر مع غيرها من الدول‪.‬‬
‫‪ .3‬الحصول على معونات عسكرية و اقتصادية و الدخول في معاهدات‬
‫رسمية وتكتالت عسكرية وسياسية واقتصادية‪.‬‬
‫زيادة قوة الدولة‪.‬‬ ‫•‬
‫تطوير المستوى االقتصادي للدولة‪.‬‬ ‫•‬
‫العمل على نشر األيديولوجية والثقافة الخاصة بها‪.‬‬ ‫•‬
‫العمل على تدعيم أسس السالم اإلقليمي والدولي‪.‬‬ ‫•‬
‫أهداف السياسة الخارجية‬
‫• حماية اإلقليم من أي عدوان خارجي أو تفكك داخلي‪.‬‬
‫• تنمية إمكانات الدولة من القوة لردع المعتدي أو المنشق وهزيمته‬
‫في حالة إقدامه على االعتداء أو االنفصال‪.‬‬
‫• رفع مستوى رفاهية المواطن‪.‬‬
‫• الميل للتوسع الذي يعتبر جزءاً من الطبيعة العامة لكل القوى‬
‫الكائنة في المجتمع السياسي الدولي‪ .‬والتوسع قد يكون عسكرياً‪،‬‬
‫سياسياً‪ ،‬أو عقائديا ً‪.‬‬
‫• الدفاع عن معتقدات الدولة أمام التحديات التي تواجهها من‬
‫المعتقدات األخرى‪.‬‬
‫• السالم الدولي‪ .‬وهذا الهدف غالبا ً ما يكون هدفا ً علنيا ً لكل الدول‪.‬‬
‫• الحقيقة من الصعوبة تحقيق أهداف الدولة في‬
‫السياسة الخارجية‪ ،‬وتعود هذه الصعوبة إلى‬
‫عاملين‪:‬‬
‫‪ .1‬األهداف ليست واحدة بل متعددة مختلفة‬
‫متنوعة‪ ،‬وذلك يرتبط بطبيعة الدولة نفسها و‬
‫المنطقة الكائنة فيها وطبيعة قوة الدولة‪.‬‬
‫‪ .2‬األهداف بالنسبة للدولة ليست متساوية في‬
‫أهميتها‪ ،‬بل هي متدرجة من حيث األهمية‪.‬‬
‫محددات‬
‫السياسة الخارجية‬
‫العوامل المؤثرة‬
‫تتأثر عملية صنع السياسة الخارجية بعدة عوامل‬
‫مختلفة‪:‬‬
‫• العوامل الموضوعية‪:‬‬
‫‪ .1‬العوامل الموضوعية الداخلية‪.‬‬
‫‪ .2‬العوامل الموضوعية الخارجية‬
‫• العوامل النفسية‪:‬‬
‫‪ .1‬دور القائد السياسي‪.‬‬
‫‪ .2‬سمات وصفات القائد السياسي‪.‬‬
‫العوامل الموضوعية الداخلية‬
‫• هي تلك العوامل التي تنشأ عن البيئة‬
‫الموضوعية الداخلية للوحدة الدولية‪ ،‬اآلتية‬
‫من داخل نطاق ممارستها لسلطتها وتشمل‬
‫تلك العوامل نوعين‪:‬‬
‫‪ .1‬الخصائص القومية‪.‬‬
‫‪ .2‬النظام السياسي‪.‬‬
‫الخصائص القومية‬
‫يقصد بها كل األبعاد الكامنة في كيان الوحدة الدولية ذاتها‬
‫كوحدة شاملة والتي تتسم باالستقرار النسبي وينصرف‬
‫المفهوم إلى األبعاد التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬المقدرات القومية‪ :‬وتشمل حجم اإلمكانيات المتاحة للدولة‬
‫ومستواها وبالتالي القدرات االقتصادية والعسكرية المتاحة‪،‬‬
‫بما يشمل حجم تلك القدرات ومستوى تطورها التقني‪.‬‬
‫‪ .2‬المشكالت االجتماعية‪ :‬ويقصد بها تلك المشكالت اللصيقة‬
‫بالثبات االجتماعي واالقتصادي للدولة‪ ،‬والتي تتسم بنوع من‬
‫الديمومة خالل فترة زمنية طويلة‪.‬‬
‫‪ .3‬مستوى التطور القومي‪ :‬ينصرف هذا المستوى إلى درجة‬
‫تبلور الخصائص المشتركة بين األفراد و المجتمع ووعي األفراد بتلك‬
‫الخصائص ودرجة تبلور حركتهم نحو تكوين دولة مستقلة‪.‬‬
‫‪ .4‬التكوين االجتماعي‪ :‬ويقصد بذلك آثار النخبة السياسية والطبقات‬
‫االجتماعية وجماعات المصالح السياسية‪.‬‬
‫‪ .5‬التوجهات المجتمعية‪ :‬ويقصد بها مجموعة األفكار األساسية‬
‫التي يعتنقها معظم أفراد المجتمع ‪،‬و التي تحدد رؤيتهم للعالم‬
‫السياسي وتشمل تلك التوجهات الثقافية والسياسية و األيديولوجية‪.‬‬
‫المقدرات القومية‬
‫• يقصد بها حجم ومستوى اإلمكانات المتاحة للدولة‪ .‬أو ما يعبر‬
‫عنه في أدبيات العالقات الدولية بعناصر قوة الدولة‪.‬‬
‫• تحليل المقدرات القومية يصب في ثالثة نقاط رئيسة وهي‪:‬‬
‫عناصر المقدرات القومية‪ ،‬أشكال المقدرات القومية‪ ،‬حدود‬
‫(آثار) المقدرات القومية‪.‬‬
‫عناصر المقدرات‬
‫تتألف من تفاعل حجم الموارد المتاحة ومستوى التحديث‪.‬‬
‫• حجم الموارد المتاحة يتحدث عن‪ :‬حجم الدولة (كبيرة أو صغيرة)‬
‫والموقع الجغرافي‪ ،‬التضاريس‪ ،‬والموارد االقتصادية (تشتمل على‬
‫الموارد البشرية)‪.‬‬
‫• مستوى تطور الدولة (متقدمة أو متخلفة)‪ ،‬وتعني مستوى‬
‫المهارات الفنية والتنظيمية القادرة على استخدام الحجم‬
‫المحدد من الموارد استخداما رشيداً‪.‬‬
‫أشكال المقدرات‬
‫• توظف الدولة مواردها ومقدراتها الفنية والتنظيمية في ميدان‬
‫السياسة الخارجية من خالل أشكال محددة وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬المقدرات العسكرية‪ ،‬ويقصد بها الموارد والتكنولوجيا المتاحة‬
‫للدخول في صراع مسلح قد يصل إلى حد الحرب الشاملة‪.‬‬
‫‪ .2‬المقدرات االقتصادية‪ ،‬والتي تنصرف إلى الموارد والتكنولوجيا‬
‫المتاحة في ميدان انتاج السلع والخدمات وتطويرها بما فيها‬
‫تنوع القاعدة االقتصادية‪.‬‬
‫حدود المقدرات (اآلثار)‬
‫امتالك الدولة للمقدرات القومية يزيد عموما من فعالية السياسة‬
‫الخارجية (يزيد من قدرة الدولة على التصرف)‪ ،‬ولكن هذا ربما‬
‫ال يكون صحيحا في كل األحوال‪ ،‬فالعالقة ليست طردية‪ ،‬فقد ال‬
‫تمتلك إال قدراً محدوداً من تلك المقدرات ولكنها تستطع أن تحقق‬
‫أهدافا ً سياسية خارجية‪.‬‬
‫السبب يكمن في أن تأثير المقدرات القومية يعتمد إلى حد كبير‬
‫على عنصر اإلدراك لدى صانع القرار في الدولة المعنية‬
‫والدول األخرى التي ترتبط معها في عالقة‪.‬‬
‫التفاوت في مقدرات الدول القومية يؤدي إلى تفاوت سياساتها‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫المشكالت االجتماعية‬
‫• إن تفاقم المشكالت االجتماعية يؤثر سلبا ً على قدرة الدولة على‬
‫التصرف‪.‬‬
‫• والمقصود بها تلك المشكالت اللصيقة بالبنيان االجتماعي‬
‫واالقتصادي للدولة والتي تتسم بنوع من الديمومة على مدى‬
‫زمني طويل‪.‬‬
‫• وذلك مثل‪ :‬وجود حالة مزمنة من التضخم‪ ،‬أو البطالة‪ ،‬أو الصراع‬
‫العرقي أو الطائفي‪ ،‬أو عدم االستقرار السياسي‪.‬‬
‫• يجب التمييز بين المشكالت ذات الطبيعة االقتصادية (التضخم‪،‬‬
‫البطالة)‪ ،‬والمشكالت ذات الطبيعة السياسية (احتجاجات‬
‫جماهيرية واسعة‪ ،‬حدوث انقسام داخل صفوف النخبة الحاكمة)‪.‬‬
‫• بخصوص المشكالت ذات الطبيعة السياسية واالجتماعية‪ ،‬فإن‬
‫االفتراض السائد هو أن تفاقمها يؤدي إلى محاولة السلطة السياسية‬
‫تخفيف الضغط الناشئ منها بافتعال مشكالت خارجية من شأنها‬
‫تركيز اهتمام الرأي العام على العدو الخارجي (فرصة المهرب‬
‫الخارجي)‪.‬‬
‫• بعض الباحثين انتهوا في هذ الشأن إلى أن مستوى الصراع الداخلي‬
‫ليس مرتبطا ً بالضرورة بمستوى الصراع الخارجي‪.‬‬
‫ي أن وجود مشكالت سياسية داخلية ال يؤدي بالضرورة بالدولة‬ ‫• أ ّ‬
‫إلى السعي نحو افتعال مواجهات صراعية خارجية‪.‬‬
‫• هناك مستويات متعددة للصراع الداخلي وكذلك الخارجي‪ .‬تبدأ في‬
‫الداخلي من مجرد االحتجاج الجماهيري وتنتهي بالحرب األهلية‬
‫الشاملة‪ .‬وتبدأ في الخارجي من مجرد انتقاد سياسة دولة أخرى‬
‫وتنتهي بالحرب الدولية الشاملة‪.‬‬
‫• إذا تفاقم الصراع الداخلي ووصل إلى مستوى‬
‫وجود محاوالت انقالبية داخلية‪ ،‬وتعاظمت‬
‫المعارضة السياسية‪ ،‬فإن قدرة النخبة الحاكمة‬
‫على تحويل هذا الصراع إلى صراع خارجي تقل‬
‫إلى حد كبير بل تنكمش السياسة الخارجية للدولة‪.‬‬
‫• إن الدخول في صراعات خارجية قد ال يكون األداة‬
‫الوحيدة للتغلب على المشكالت الداخلية‪ .‬فقد تنجح‬
‫النخبة الحاكمة في تحقيق الهدف ذاته عن طريق‬
‫الدخول في عالقات خارجية سلمية‪.‬‬
‫مستوى التطور القومي‬
‫• ينصرف إلى درجة تبلور الخصائص المشتركة ووعي األفراد‬
‫بتلك الخصائص في سياق حركتهم السياسية نحو تكوين دولة‬
‫مستقلة‪.‬‬
‫• يظهر تأثير مستوى التطور القومي على السياسة الخارجية في‬
‫الدول التي لم يتبلور فيها هوية قومية واحدة‪.‬‬
‫• في المراحل األولى تتسم الظاهرة القومية بالتطرف والتشدد‬
‫والسعي نحو تأكيد الخصائص المتميزة ألفراد األمة في مواجهة‬
‫األمم األخرى‪.‬‬
‫• قد تلجأ النخبة في المراحل األولى إلى استعمال الصراع‬
‫الخارجي كأداة لتحقيق االندماج القومي‪.‬‬
‫• الدول التي تتميز بتعدد القوميات‪ ،‬في معظم األحوال‪،‬‬
‫تتبنى سياسة معادية لحق القوميات في تقرير‬
‫المصير‪ ،‬ألن االعتراف بهذا الحق يعني انهيار الكيان‬
‫السياسي لتلك الدول‪.‬‬
‫• كذلك‪ ،‬إن وجود أقليات قومية قد يدفع الدولة إلى‬
‫محاولة التخفيف من حدة النزعة االنفصالية لدى تلك‬
‫القوميات بإعطائها صوتا أكبر في تحديد السياسة‬
‫الخارجية للدولة‪ .‬بل قد يصل إلى حد السماح لها‬
‫بالتعامل المباشر مع العالم الخارجي في بعض‬
‫المسائل‪.‬‬
‫التوجهات المجتمعية‬
‫• المقصود بها مجموعة األفكار األساسية التي يعتنقها‬
‫معظم أفراد المجتمع (غالبيته وليس فئة معينة من فئاته)‪،‬‬
‫والتي تحدد رؤيتهم للعالم السياسي‪.‬‬
‫• ليست مجرد آراء عابرة‪ ،‬ولكنها أفكار تتسم بثباتها‬
‫النسبي‪ ،‬والتصاقها بجوهر التوجه الفكري العام ألفراد‬
‫المجتمع‪ ،‬وعمق ارتباط هؤالء األفراد بتلك األفكار‪.‬‬
‫• هي ذات طبيعة فكرية ثقافية (توجهات معرفية‪ ،‬انفعالية‪،‬‬
‫تقييمية) وتشتمل على‪ :‬الثقافة السياسة (سائدة وفرعية)‪،‬‬
‫النسق العقيدي الوطني‪ ،‬األيديولوجية‪.‬‬
‫• النسق العقيدي الوطني يتألف من العقائد األساسية التي تتضمن‬
‫تصور أفراد المجتمع (معظمهم على األقل) لما هو كائن‪ ،‬ولما‬
‫يجب أن يكون‪.‬‬
‫• يستمد من التقاليد التاريخية للمجتمع وخبرته في التعامل‬
‫الخارجي‪ ،‬ومن تراثه الثقافي والديني وموقعه الجغرافي‪.‬‬
‫• ليس مرتبطا ً بالضرورة بالتحول نحو أوضاع مثالية‪ ،‬أو بوجود‬
‫حركة سياسية بعكس األيديولوجية‪.‬‬
‫• األيديولوجية تقدم تصوراً شامالً للعالم السياسي المثالي‬
‫(أفالطون‪ ،‬سقراط)‪ ،‬واألدوات الكفيلة بتحقيق هذا التصور‪.‬‬
‫• األيديولوجية تميل إلى تغيير األوضاع القائمة نحو أوضاع‬
‫مثالية‪ ،‬قهي ذات طبيعة سياسية حركية تفترض وجود حركة‬
‫سياسية تدافع عن مقوالتها وأهدافها‪.‬‬
‫التكوين االجتماعي‬
‫• المجتمع ليس وحدة متجانسة‪ ،‬ولكنه ينقسم إلى فئات‬
‫ومجموعات متباينة األهداف فيما يتعلق بتوزعها االجتماعي‪،‬‬
‫وفي تحديد معالم السياسة الخارجية‪.‬‬
‫• تفاعل هذه الفئات والمجموعات في سعيها لتحقيق أهدافها‬
‫يؤدي إلى آثار معينة على عملية السياسة الخارجية‪.‬‬
‫• السياسة الخارجية عملية اجتماعية تأتي نتاجا ً لتفاعل‬
‫العناصر الرئيسة في المجتمع‪.‬‬
‫أشكال التكوين االجتماعي ذات العالقة بالسياسة الخارجية هي‪:‬‬
‫النخبة السياسية‪ ،‬الطبقات االجتماعية‪ ،‬جماعات المصالح‪.‬‬
‫النخبة السياسية‬
‫• هي مجموعة األفراد التي تمتلك مصادر وأدوات القوة‬
‫السياسية في المجتمع متحكمة في رسم السياسة العامة وصنع‬
‫القرارات الرئيسة في المجتمع‪.‬‬
‫• يتوقف تأثير النخبة السياسية على‪ :‬شكل النظام السياسي‪،‬‬
‫مدى تجانس النخبة السياسية واتفاقها حول الخطوط األساسية‬
‫للسياسة الخارجية‪ ،‬أصول تكوين النخبة السياسية‪.‬‬
‫• تأثير النخبة يزداد كلما ازدادت درجة مؤسسية النظام‬
‫السياسي (كلما توافرت مؤسسات سياسية فعالة)‪.‬‬
‫• من حيث التجانس‪ ،‬نميز بين نموذجين في النخبة السياسية‪:‬‬
‫الموحدة‪ ،‬والمتعددة‪.‬‬
‫• النخبة الموحدة تتسم بتشابه األصول االجتماعية‬
‫لألشخاص الذين يكونونها‪ ،‬وبوجود قدر كبير من‬
‫االتفاق بينهم على السياسات العليا للنظام السياسي‪،‬‬
‫بحيث يقل الصراع بين أفراد النخبة إلى حد كبير‪.‬‬
‫• النخبة المتعددة فتتميز بعدم تجانس األصول االجتماعية‬
‫ألفرادها‪ ،‬وبوجود قدر كبير من االختالف بينهم حول‬
‫السياسات العليا الواجب اتباعها‪.‬‬
‫• النخبة الموحدة أكثر قدرة من المتعددة على رسم‬
‫سياسة خارجية تتسم بوضوح توجهها العام‪،‬‬
‫واستقرارها لفترة زمنية طويلة نسبيا ً‪.‬‬
‫الطبقات االجتماعية‬
‫• يقصد بالطبقة االجتماعية شريحة من األفراد تحتل مواقع‬
‫متشابهة فيما يتعلق بامتالكها لبعض القيم التوزيعية األساسية‬
‫كالثروة والسلطة والهيبة‪.‬‬
‫• يفترض أن هناك نمطا من التدرج الهرمي في تحديد موقع تلك‬
‫الشرائح (الطبقات) من النظام االجتماعي يوضح تباينها‪.‬‬
‫• هناك طبقة اجتماعية منها‪ ،‬تسيطر على صنع السياسة العامة‬
‫للمجتمع‪ ،‬وأن من يصنعون تلك السياسة هم جزء من تلك الطبقة‬
‫أو على األقل أدوات لها‪.‬‬
‫• ينطلق التحليل الماركسي اللينيني للسياسة الخارجية من مقولة‬
‫التأثير الحاسم للطبقة االجتماعية المسيطرة على تلك السياسة‪.‬‬
‫• الدولة ليست جهازاً محايداً‪ ،‬ولكنها أداة في يد الطبقة‬
‫المسيطرة تستخدمها لتحقيق مصالحها في الميدان‬
‫الدولي‪.‬‬
‫• تحليل أثر الطبقات االجتماعية ليس مقصورا على‬
‫الفكر الماركسي‪ ،‬ولكنه أيضا جزء من مناهج‬
‫االقتصاد السياسي للسياسة الخارجية في الفكر‬
‫الليبرالي الغربي‪.‬‬
‫• فمن أهم متطلبات تلك المناهج التأكيد على أن‬
‫التكوين البنيوي والفكري للطبقة المسيطرة يؤثر‬
‫على السياسة االقتصادية الخارجية للدولة‪.‬‬
‫جماعات المصالح‬
‫• جماعات المصالح هي مجموعات من األفراد تأتلف طوعيا ً مع‬
‫بعضها البعض لتحقيق مصلحة مشتركة أو الدفاع عن‬
‫سياسات معينة‪.‬‬
‫• جماعات المصالح تنشط في ميدان السياسة الخارجية إال أنها‬
‫ليست مجرد تنظيمات سياسية‪ ،‬كما أنها تختلف عن األحزاب‬
‫في أنها ال تسعى للوصول للسلطة السياسية‪ ،‬ولكنها تحاول‬
‫التأثير على في عملية صنع قرارات السياسة الخارجية‪.‬‬
‫• يميز دارسو السياسة المقارنة بين ثالثة أشكال من جماعات‬
‫المصالح‪ :‬الجماعات غير المنظمة‪ ،‬الجماعات المؤسسية‪،‬‬
‫الجماعات المنظمة (ممأسسة)‪.‬‬
‫• اقتصرت الكتابات على تحليل دور جماعات المصالح‬
‫المنظمة (النقابات المختلفة‪ ،‬تنظيمات رجال األعمال‪،‬‬
‫مؤسسات المجتمع المدني)‪ .‬ولعل ذلك يفسر الدور‬
‫المحدود لها في السياسة الخارجية‪.‬‬
‫• جماعات المصالح تؤثر في السياسة الخارجية من‬
‫خالل ثالث قنوات‪ :‬المشاركة المباشرة‪ ،‬التأثير غير‬
‫المباشر‪ ،‬كجماعات وسيطة)‪.‬‬
‫• الوسيلة الوحيدة أمام صانع السياسة الخارجية للتغلب‬
‫على ضغوط جماعات المصالح اللجوء إلى افتعال حالة‬
‫طوارئ‪ ،‬أو وجود تهديد خارجي قوي‪.‬‬
‫النظام السياسي‬
‫• هو ذاك الدور أو األدوار في النسق السياسي الوطني التي تكمن فيها‬
‫سلطة اتخاذ القرارات الملزمة‪.‬‬
‫• النسق السياسي ينصرف إلى شبكة األدوار السياسية في المجتمع‬
‫حتى تلك التي ال تتعلق بعملية اتخاذ القرارات الملزمة‪.‬‬
‫• يتضح أثر النظام السياسي على السياسة الخارجية من افتراض أن‬
‫عملية صنع السياسة الخارجية تتم من خالل السلطة التنفيذية بصفة‬
‫رئيسية‪ ،‬وأن بنيانها يؤثر في قدراتها على صنع السياسة‪.‬‬
‫• اختالف بنيان النظم السياسية يؤدي إلى صنع سياسات خارجية‬
‫مختلفة‪ ،‬كما أن تغير النظام السياسي في المجتمع ذاته يؤدي إلى‬
‫تغير السياسة الخارجية‪.‬‬
‫تصنيف النظم السياسية‬
‫• تُ ْبنَى القرارات على أساس االنتقاء بين خيارات‬
‫معينة‪.‬‬
‫• تؤثر طريقة صنع القرارات ونوعية المشاركين‬
‫في صنعها على مضمون الخيارات المتبناة‪.‬‬
‫• انتقد عدد من الدراسين والمفكرين الطرق‬
‫الديمقراطية في السياسة الخارجية‪ ،‬على أساس‬
‫أنها أقل فعالية من الطرق التسلطية‪.‬‬
‫• يقول دي توكفيل أن‪( :‬اإلدارة الفاعلة للشئون الخارجية‬
‫تتطلب السرية والتخطيط والمثابرة‪ ،‬وهذه القيم ال تتوافر‬
‫إال في النظم التسلطية‬
‫• انتقد ريمون أرون الديمقراطية في عملية صنع القرار‬
‫ألنها تؤدي للشلل وما يصاحبه من عدم القدرة على‬
‫التصدي للمشكالت الملحة‪.‬‬
‫• انتقد والتر ليبمان العملية الديمقراطية في وصنع‬
‫السياسة الخارجية بدعوى أن الجماهير ليس لديها‬
‫الدراية الكافية بشئون السياسة الخارجية‪ ،‬وتسعى دائما‬
‫إلتباع الطريق السهل للتخلص من األوضاع التي تتطلب‬
‫تفكيرا وتصرفا حاسما‪.‬‬
‫النظام التسلطي‬
‫هناك عدة أسباب تؤدي إلى توقع فعالية الهيكل التسلطي في مجال‬
‫السياسة الخارجية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ينتج قرارات سريعة‪ ،‬ألنه ال يستجيب للضغوط العامة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫يضم عادة عدد محدودا من األفراد‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫قلة عملية المساومة داخل هذه النظام‪ ،‬ألنه بإمكانه تخطي المعارضة أو حتى قمعها‬ ‫‪.3‬‬
‫ممن داخل الجهاز البيروقراطي لصنع القرار‪.‬‬
‫يضمن اإلذعان لقرارات السياسة الخارجية‪ ،‬حيث جزاء عدم اإلذعان يكون شديدا‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫يتمكن من ضمان وتمثيل خارجي قوي لسياساته‪ ،‬فيعزز من الثقة في الرسالة التي‬ ‫‪.5‬‬
‫يوجهها لآلخرين‪.‬‬
‫تُ َم ّك ن مركزية عملية صنع القرار من تشكيل جبهة موحدة في مجال السياسة‬ ‫‪.6‬‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫يتبه سياسة خارجية قابلة للتكيف‪ ،‬ألنه األقل تقيدا بآراء الجماهير وجماعات الضغط‬ ‫‪.7‬‬
‫القدرة على اتباع سياسات متناقضة في وقت واحد بعكس الهيكل الديمقراطي‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫• يكمن عجز النظام التسلطي في أنه قد ال يستطيع تطوير‬
‫سياسات ابتكارية‪ ،‬وذلك بسبب مركزية السلطة‪ ،‬والنزعة نحو‬
‫اضطهاد أصحاب اآلراء المخالفة له‪ .‬وعليه‪ ،‬تنعدم روح‬
‫المبادرة وال توجد فرص الكتشاف بدائل متعددة‪.‬‬
‫• يقدم (كينيث والتز) أسبابا ً أخرى لعدم تميز النظم التسلطية عن‬
‫الديمقراطية في عملية صنع القرار في السياسة الخارجية‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬ال توفر آلية للخالفة السياسية‪.‬‬
‫‪ .2‬ال تمتلك حصانة ضد ضغوط جماعات‬
‫المصالح‪.‬‬
‫‪ .3‬تعاني من القلق الدائم على مصيرها السياسي‪.‬‬
‫النظم الديمقراطي‬
‫• أجريت الدراسات اإلمبريقية للكفاءة والفعالية النسبية لكل شكل‬
‫من أشكال النظم (تسلطي‪ ،‬ديمقراطي)‪.‬‬
‫• بناء على النتائج التي ُجمعت عن (‪ )32‬دولة خالل الفترة‬
‫(‪ ،)1968-1959‬وجد كل من (باتر وتايلور) أن النظم‬
‫الديمقراطية كانت أكثر قدرة على التكيف مع المتغيرات الجديدة‬
‫في النسق ال ُدولي من التسلطية‪.‬‬
‫• توصال لنفس النتيجة عندما بحثا حجم ومستوى تطور الدولة‪،‬‬
‫فقاال‪ :‬أن القيود التشريعية على النظام السياسي تفسر إلى حد‬
‫بعيد حركته في مجال السياسة الخارجية واتباعه سياسة حذرة‪،‬‬
‫وأقل توسعاً‪ ،‬وأقل فجائية من النظم التي ال تخضع لتلك القيود‪.‬‬
‫• يؤكدون أن النظم التسلطية أكثر قدرة على االحتفاظ بسرية‬
‫موقفها التفاوضي‪ ،‬وأكثر كفاءة في مجال المفاوضات ال ُدولية‪.‬‬
‫• الضعف الديمقراطي يؤدي إلى خلق قيود على قدرة صانع القرار‬
‫إعطاء تنازالت‪ ،‬أو إلى إجباره على رفض مشروع اتفاق يشعر أن‬
‫الرأي العام قد يرى فيه كثيراً من التنازالت‪.‬‬
‫• المشكلة األساسية التي يواجها النظام الديمقراطي في تحقيق‬
‫أهدافه التفاوضية هي احتمال وصول خطة التفاوض االستراتيجية‬
‫إلى العدو مسبقا ً نتيجة تسرب المعلومات عبر المساعدين‪.‬‬
‫• النظم الديمقراطية أقل ميالً إلى التورط في سلوك صراعي من‬
‫التسلطية‪ ،‬وربما يعود ميلها إلى االتجاهات السلمية إلى أن القيم‬
‫الديمقراطية تُنمي االعتقاد بأهمية الحلول الوسط‪.‬‬
‫أثر الهياكل الداخلية‬
‫• لتبيان أثر الهياكل الداخلية السياسية على السياسة‬
‫الخارجية يجب دراستها بشيء من التفصيل‪ ،‬وهي على‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫السلطة التنفيذية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫السلطة التشريعية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫المجموعات البيروقراطية في عملية صنع القرار‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫المؤسسات العسكرية واألمنية‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫األحزاب السياسية‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫جماعات المصالح‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫الرأي العام‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫العوامل الموضوعية الخارجية‬
‫• هي تلك العوامل الناشئة عن البيئة الخارجية للوحدة‬
‫الدولية أي اآلتية من خارج نطاق ممارستها‬
‫لسلطتها أو تلك التي تنشأ نتيجة التفاعل مع وحدة‬
‫دولية أخرى وتشمل‪:‬‬
‫النسق الدولي‪.‬‬
‫المسافة الدولية‪.‬‬
‫التفاعالت الدولية‪.‬‬
‫الموقف الدولي‪.‬‬
‫‪ .1‬النسق الدولي‪ :‬وينطوي على عدة عوامل وهي‪ :‬عدد الوحدات الدولية‬
‫وماهيتها وبنيان النسق الدولي والمستوى المؤسسي للنسق الدولي‬
‫والعمليات السياسية الدولية بما في ذلك تأثير األحالف‪.‬‬
‫‪ .2‬المسافة الدولية‪ :‬ويقصد بها التشابه والتعاون بين خصائص الوحدة‬
‫الدولية محل البحث والوحدات الدولية األخرى التي تدخل معها تلك‬
‫الوحدات في عالقات ويشمل عامل المسافة الدولية‪ :‬المسافة الخارجية‬
‫والمقدرات النسبية وتوازن القوى وتشابه القوم ى‪.‬‬
‫‪ .3‬التفاعالت الدولية‪ :‬إذ تتأثر السياسة الخارجية للدولة بالتفاعالت التي‬
‫تربطها بالدول األخرى ونوعيتها وتشتمل سباق التسلح والتبعية‬
‫االقتصادية وسياسة االستقطاب‪.‬‬
‫‪ .4‬الموقف الدولي‪ :‬ويقصد بها الحافز المباشر الناشئ في فترة زمنية‬
‫معينة من البنية الخارجية والذي يتطلب من صانع السياسة الخارجية‬
‫التصرف بشكل معين للتعامل معه‪.‬‬
‫أثر النسق ال ُدولي‬
‫• الدولة حين تصوغ سياستها الخارجية فإنها في معظم الحوال تكون‬
‫في حالة رد فعل لبعض الظروف الواقعة في بيئتها الخارجية‪.‬‬
‫• من المالحظ أن الدارسين الذين يؤمنون بمصداقية النموذج الرشيد‬
‫أكثر ميالً إلى اعتباره أعظم مستويات التحليل أهمية‪.‬‬
‫• يقع معظم ما ُكتب في حقل العالقات ال ُدولية في إطار هذا المنظور‬
‫التحليلي‪ ،‬مع إشارات طفيفة للعوامل الداخلية‪ .‬يتبع الدارسون منهج‬
‫(تحليل األحداث) في دراسة أثر المتغيرات الخارجية على السياسة‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫• هذا المنهج يركز على جمع المئات من األنشطة وترميزها كالوعود‪،‬‬
‫والتهديدات‪ ،‬االحتجاجات‪ ،‬العنف‪ ،‬وغيرها والتي تدخل فيها مع‬
‫بعضها البعض بشكل يومي تقريبا‪.‬‬
‫• يتم تحويل تلك البيانات كميا ً وتحليلها بهدف التوصل إلى معرفة‬
‫أنماط التوجهات والتغيرات الرئيسة في السياسة الخارجية‬
‫للدولة‪ .‬وهي لذلك تقيد في تحليل نماذج (الفعل‪-‬رد الفعل) في‬
‫السياسة الخارجية‪.‬‬
‫• ال يتأثر صانعو قرارات السياسة الخارجية بسلوك الدول‬
‫األخرى‪ ،‬والتنظيمات ال ُدولية فقط‪ ،‬بل يتأثرون أيضا‬
‫بالخصائص والقواعد العامة للنسق ال ُدولي‪.‬‬
‫• النسق ال ُدولي يتغير بمرور الزمن‪ ،‬ولذلك فتأثيره يختلف من‬
‫فترة زمنية إلى أخرى مما يجعل من الصعب تعميم النتائج‬
‫المستخلصة من فترة زمنية على فترة زمنية أخرى‪.‬‬
‫• أثر االحالف واالستقطابات ال ُدولية قد اختلفت في القرن (‪)19‬‬
‫عنه في القرن (‪ ،)20‬وكذلك عنه في القرن (‪.)21‬‬
‫توزيع القوة في النسق ال ُدولي‬
‫• يعتبر نمط توزيع القوة في النسق ال ُدولي من أهم خصائصه التي تؤثر‬
‫في سياسات الدول الخارجية‪.‬‬
‫• فالدول تتأثر في سعيها لتحقيق القوة (نظرية ميزان القوى) بالمحاوالت‬
‫التي تقوم بها الدول األخرى لتغيير ميزان القوى ال ُدولي‪ .‬وفي غمار تلك‬
‫العملية تحقق قدرا معينا من السالم واالستقرار ال ُدولي‪.‬‬
‫• ترى نظرية ميزان القوى أن بعض الدول قد لعبت دور حامل الميزان‪.‬‬
‫ب إليه أنه قال‪:‬‬‫س َ‬‫فكما حدث مع بريطانيا إبان عهد هنري الثامن الذي نُ ِ‬
‫(إن من أؤيده سيسود)‪.‬‬
‫• طبقا ً إلحدى الروايات‪ ،‬فإن هنري الثامن كانت لديه لوحة تصوره وهو‬
‫ممسكا ً بيده ميزان ُكتب على كفته األولى (النمسا)‪ ،‬وعلى كفته الثانية‬
‫(فرنسا)‪ ،‬وفي اليد الثانية يُمسك بثقل كفيل بترجيح إحدى الكفتين‪.‬‬
‫أشكال النسق ال ُدولي‬
‫تدور مناظرة كبرى في أدب العالقات ال ُدولية حول مدى قدرة‬
‫كل من نسق ّي القطبية الثنائية‪ ،‬وتعدد األقطاب على تحقيق‬
‫قدر أكبر من االستقرار ال ُدولي‪.‬‬
‫يرى (كينيث والتز) أن نسق الثنائية أكثر قدرة على تحقيق‬
‫االستقرار ال ُدولي لألسباب التالية‪:‬‬
‫• يتميز بهيمنة قوتين مسيطرتين على النسق ال ُدولي وأحداثه العالمية مما‬
‫يؤدي إلى زيادة قدرتهما على تحقيق االستقرار‪.‬‬
‫• يتميز بالتنافس الحاد والواسع النطاق بينهما‪ ،‬ومن ثم فإن كل قوة تهتم‬
‫ي تغير في ميزان القوى حتى ولو كان محدودا‪.‬‬ ‫بأ ّ‬
‫• يتميز بتفاهمها على إطار معين للتعامل مع األزمات ال ُدولية‪.‬‬
‫• مع وجود قوتين مسيطرتين في الثنائية‪ ،‬فإن التغيرات المحدودة في‬
‫ميزان القوى لن تؤثر كثيرا على الخصائص العامة للميزان‪.‬‬
‫ولكن ال يجب قبول هذه الحجج على عالتها‪ ،‬فنسق الثنائية قد يؤدي إلى‬
‫تعميق دوافع الدول نحو التوسع‪ .‬كما يصعب تحقيق السالم نظراً إلى‬
‫تميزه بتكرار األزمات التي قد تتحول إحداها إلى حرب شاملة‪.‬‬
‫من ناحية أخرى يرى بعض المفكرين أن نسق تعدد القطاب أكثر‬
‫قدرة على تحقيق االستقرار ال ُدولي‪ ،‬وذلك لعدة أسباب منها‪:‬‬
‫• يوفر فرصا ً أكثر للتفاعل بين الدول‪ ،‬مما يساعد على تحقيق األهداف‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫• يتميز بتعدد التحالفات بين الدول طبقا لكل قضية على حده (عسكرية‪،‬‬
‫أو اقتصادية‪ ،‬أو أمنية)‪ ،‬ويؤدي تقاطع هذه التحالفات وتشابكها إلى‬
‫ربط مصائر الدول ببعضها البعض‪.‬‬
‫• يؤدي إلى الحد من حجم االهتمام الذي توجهه الدولة إلى األخرى‬
‫الداخلة في صراع معها‪ ،‬ومن ثم يتضاءل احتمال تصاعد الصراع إلى‬
‫حالة حرب‪.‬‬
‫• يؤدي إلى تحجيم سباق التسلح‪ ،‬لتقلص حجم االستقطاب كما في‬
‫الثنائية‪.‬‬
‫• يتميز بوجود الدول الوسيطة التي قد تساعد على تسوية النزاعات‬
‫بين الدول‪.‬‬
‫يدافع أنصار نظرية ميزان القوى عن نسق تعدد األقطاب‬
‫باعتباره شرطا ً رئيسا ً من شروط األداء الصحيح لميزان القوى‪.‬‬
‫وأحد الشروط األخرى الضرورية لهذا األداء هو توافر أمكانية‬
‫ي تهديد للسالم عن طريق‬ ‫تغيير التحالفات بحيث يتم ردع أ ّ‬
‫إعادة تشكيل نظام التحالفات في النسق (القرن ‪.)19‬‬
‫العوامل النفسية‬
‫• السياسة الخارجية ليست مجرد محصلة للتأثير اآللي للعوامل‬
‫الموضوعية‪ ،‬فالسياسة الخارجية يضعها في التحليل النهائي‬
‫فرداً أو مجموعة أفراد‪ .‬وهو في ذلك يتأثر بدوافعها الذاتية‬
‫وخصائص شخصيته وبتصوراته الذهنية لطبيعة العوامل‬
‫الموضوعية‪.‬‬
‫• يلعب القائد دوراً أساسيا ً ومهما ً في صنع السياسة الخارجية‬
‫وخصوصا ً في بلدان العالم الثالث حيث تعد المؤسسة‬
‫الرئاسية (النخبة األساسية ) هي الصانع الحقيقي للسياسة‬
‫الخارجية لتلك البلدان وذلك من خالل‪ :‬التخطيط والتطوير‬
‫والتكيّف‪.‬‬
‫عوامل تعظيم دور القائد‬
‫• يمكن القول أن درجة تأثير القائد السياسي تتفاوت بتفاوت القادة والمواقف‬
‫السياسية‪,‬‬
‫• هناك مجموعة من العوامل تؤدي إلى زيادة أثر القائد السياسي في صياغة‬
‫السياسة الخارجية بحيث يصبح فهم هذا الدور المفتاح الرئيس لفهم تلك‬
‫السياسة‪:‬‬
‫اهتمام القائد بالسياسة الخارجية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫درامية أسلوب الوصول للسلطة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫كارزمية القائد‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫خبرة القائد بالشئون الخارجية‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫مرونة القائد‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫القائد في الدول النامية‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫غموض الموقف السياسي‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫األزمة السياسية الدولية‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫الدوافع الذاتية والخصائص الشخصية‬
‫• تؤثر مجموعة الدوافع الذاتية والخصائص الشخصية للقائد‬
‫السياسي على أسلوب تعامله مع السياسة الخارجية‪.‬‬
‫• يقصد بالدوافع الذاتية مجموعة العوامل المرتبطة بالحاجات‬
‫األساسية (المادية والمعنوية) لإلنسان‪ ،‬والتي تدفع الفرد‬
‫للتصرف بشكل معين‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫الدافع نحو القوة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الحاجة إلى االنتماء‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الحاجة إلى االنجاز‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫احترام الذات‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫النزعة نحو السيطرة أو الخضوع‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫• أما الخصائص الشخصية فتنصرف إلى مجموعة الخصائص‬
‫المرتبطة بالتكوين المعرفي والعاطفي والسلوكي لإلنسان‪ ،‬كأن‬
‫يكون الفرد ذا شخصية تسلطية‪ ،‬أو يكون مياالً إلى االنفتاح على‬
‫األفكار الجديدة‪.‬‬
‫• أكد العديد من فالسفة السياسة أمثال سان أوجسين‪ ،‬وسبينوزا‪،‬‬
‫ونايبر‪ ،‬أن الدوافع الذاتية العدوانية واألنانية لدى البشر‪ ،‬بما‬
‫فيهم القادة السياسيين‪ ،‬هي أحد المحركات الرئيسية للحروب‬
‫بين الدول‪.‬‬
‫• يُ ْعتَبَر هارولد السويل أشهر من حلل أثر الدوافع الذاتية على‬
‫السلوك السياسي‪ ،‬وأوضح أن الدافع الرئيس للنشاط السياسي‬
‫للفرد هو اإلحساس بعدم األمان العاطفي وافتقاد احترام الذات‪،‬‬
‫فالفرد يحاول تغطية ذاك النقص عن طريق السعي إلى القوة‪.‬‬
‫• من أبرز الخصائص الشخصية للقائد السياسي التي ثبت‬
‫عالقتها بالسياسة الخارجية‪ :‬الشخصية التسلطية‪،‬‬
‫الشخصية ذات العقل المنفتح‪ ،‬الشخصية القائمة على‬
‫تحقيق الذات‪.‬‬
‫الشخصية التسلطية‪ :‬منذ نشر دراسة أدورنو الشخصية‬
‫التسلطية عام ‪ ،1950‬احتل المفهوم حيزاً هاما في دراسات‬
‫حول السلوك السياسي عامة‪.‬‬
‫الخصائص‪ :‬النزعة إلى السيطرة على المرؤوسين‪ ،‬النزعة‬
‫إلى استعمال المفاهيم النمطية‪ ،‬رؤية العالم السياسي على‬
‫أنه مكون من أصدقاء أو أعداء‪ ،‬شديدة التعصب لقوميتها‪،‬‬
‫أكثر ميالً للنزوع نحو الحرب والعدوان‪.‬‬
‫الشخصية ذات العقل المنفتح‪ :‬يعتبر مليتون روكيش‬
‫رائداً للتحليل السياسي لخصائص العقل المنفتح في مواجهة‬
‫العقل المنغلق كأحد أبعاد الشخصية‪.‬‬
‫الشخصية ذات العقل المنغلق‪:‬‬
‫تتميز بزيادة درجة القلق النفسي‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تتجه إلى االهتمام بمصدر المعلومات أكثر من مضمونها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ال تستطيع أن تستوعب المعلومات الجديدة التي تتناقض مع عقائدها‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ال تستطيع صياغة سياسة خارجية متكاملة أو رشيدة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ال تستطيع أن تحلل كل البدائل المتاحة‪ ،‬مما يغلق أمامها بعضها‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫تنظر إلى العالم بعقلية تآمرية ومن خالل قوالب جاهزة سلفا ً‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫أكثر ميالً إلى استعمال القوة في التعامل مع اآلخرين‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫أكثر سرعة في اتخاذ القرارات‪ ،‬وأقل استعدادا لتقبل الحلول الوسطى‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫الشخصية المحققة للذات‪ :‬قدم أبراهام ماسلو مفهوم تحقيق‬
‫الذات كأحد األبعاد الهامة للشخصية‪ ،‬حيث تتسم‪:‬‬

‫القائد السياسي ليس مجرد آلة منتجة للقرارات والسلوكيات التي‬


‫صنعت من قبل قوى أخرى‪ ،‬ولكنه يؤثر بشخصيته ودوافعه‬
‫الذاتية وبيئته النفسية في كيفية صنع وتنفيذ السياسة الخارجية‪.‬‬
‫البيئة النفسية للقائد السياسي‬
‫• هناك تفاوت بين الواقع كما هو كائن وبين الواقع كما يتصوره‬
‫اإلنسان‪ .‬السلوك اإلنساني في معظمه هو نتاج الطريقة التي‬
‫يدرك بها اإلنسان هذا الواقع‪.‬‬
‫• اإلنسان يواجه بيئة شديدة التعقيد تضطره إلى خلق أدوات‬
‫ذاتية تساعده على تفسير تلك البيئة (خلق بيئة ذاتية تمكنه من‬
‫فهم البيئة الواقعية والتصرف إزاءها)‪.‬‬
‫• هذه األدوات هي مجموعة العقائد واالدراكات والقيم‬
‫والتصورات التي تمكنه من التعامل مع تلك البيئة (هذه ما‬
‫يطلق عليها دارسو السياسة الخارجية البيئة النفسية)‪.‬‬
‫المكونات األساسية‬
‫العقيدة هي حكم احتمالي ذاتي نُ َّ‬
‫ص عليه صراحة أو ضمنا ً في شكل‬ ‫•‬
‫تأكيد أو مقولة‪ ،‬ونوجه الفرد نحو سلوك معين‪ .‬هذا الحكم يصف أو‬
‫يوصي أو يقوم ظاهرة أو أسلوبا ً للعمل بحيث يربط بينها‪/‬بينه وبين صفة‬
‫محددة‪.‬‬
‫االتجاه هو في األساس تقويم لظاهرة معينة في شكل استعداد باطن يعبر‬ ‫•‬
‫عن المسافة العاطفية بين الشخص والظاهرة‪.‬‬
‫•‬
‫األفكار تطرأ على ذهن الفرد دون أن يكون لها وظيفة سلوكية‪.‬‬
‫• األيديولوجية هي تصور شامل للمجتمع المثالي يقدم األدوات العملية‬
‫الكفيلة بتحقيقه‪ ،‬وتتميز بالجاذبية العاطفية التي تدفع مريديها لالنتظام في‬
‫إطار تنظيمي يحاول تحقيق أهداف تلك األيديولوجية‪.‬‬
‫• اإلدراك‪ ،‬هو تعبير عن وعي الفرد بالقضايا الموضوعية‬
‫المرتبطة موقف معين‪ .‬فاإلدراك ينصرف إلى القضايا التي‬
‫تثار في ذهن الفرد حينما يتواجد حافز خارجي يدفع الفرد‬
‫إلى تذكرها‪.‬‬
‫• التصور هو االنطباع األول العام للفرد عن موضوع معين‬
‫ون لدى الفرد انطباعا ً بأن دولة معينة هي دولة‬
‫كأنه يُ َك ُ‬
‫شريرة‪.‬‬
‫• القيم هي مفاهيم تعبر عن تصور الفرد لما يعتبره الحياة‬
‫المثالية أو الحياة المرغوبة (كالحرية‪ ،‬والسالم‪،‬‬
‫والمساواة‪ ،‬والعدالة‪ ،‬والخير‪ ،‬والشر‪ ،‬والجمال)‪.‬‬
‫االعتراضات‬
‫• بعض الباحثين يقول بأن تحليل أثر البيئة النفسية‬
‫للقائد على السياسة الخارجية يؤدي إلى نتائج‬
‫مضللة‪ ،‬وذلك لعدة أسباب‪:‬‬
‫يتضمن نوعا ً من التبرير الدائري (يجعل النتيجة جزء ال‬ ‫‪.1‬‬
‫يتجزأ من السبب)‪.‬‬
‫يقلل من دور اإلرادة الواعية للقائد‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫من الصعوبة معرفة البيئة النفسية الحقيقية للقائد‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫قد ال يتصرف القائد بناء على البيئة النفسية‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تأثير البيئة الواقعية المباشر على السياسة الخارجية‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫صفات القائد الناجح‬
‫اإلحاطة بالتعقيدات السياسية الدولية والمتغيرات الدولية‪.‬‬ ‫•‬
‫السمات الشخصية والذاتية للقائد والتجارب والقدرات‪.‬‬ ‫•‬
‫الثقافة والمعارف النظرية‪.‬‬ ‫•‬
‫أسلوب القائد‪.‬‬ ‫•‬
‫القائد الناجح هو من يستطيع كسب التأييد الداخلي‬
‫لتنفيذ قرارات السياسة الخارجية‪ ،‬وأن يعرف إلى‬
‫أي مدى يستطيع المضي في تنفيذ األهداف مع‬
‫االحتفاظ بتأييد الرأي العام‪.‬‬
‫اإلطار الكلي للتحليل‬
‫• في السابق تناولنا مجموعة من المتغيرات التي تدخل في تشكيل‬
‫السياسة الخارجية كال منها على حدة‪.‬‬
‫• السياسة الخارجية هي محصلة تفاعل تلك المتغيرات مع بعضها‬
‫البعض في آن واحد‪ .‬ولكن العبرة في فهم السياسة الخارجية يكمن‬
‫ي من متغيراتها المختلفة‪.‬‬
‫في تحديد الوزن النسبي أل ّ‬
‫ي من متغيرات السياسة الخارجية يعتمد على‬ ‫• الوزن النسبي أل ّ‬
‫إدراك القائد السياسي لذاك المتغير‪.‬‬
‫• إذا تجاهل صانع القرار متغيراً ما ( إما لنقص في المعلومات أو‬
‫لقصور في عملية اإلدراك)‪ ،‬فإنه لن يؤثر في صنع السياسة‪،‬‬
‫ولكنه سيؤثر بالقطع في إمكانية نجاح أو فشل تلك السياسة‪.‬‬
‫• يرى لويد جنسن أن متغير المقدرات االقتصادية‬
‫والعسكرية هو المتغير الرئيس الذي يؤثر في السياسة‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫• فهذه المقدرات تحدد مدى الخيارات المتاحة للدولة في‬
‫ميدان السياسة الخارجية‪ ،‬ومدى قدرتها على أن تلعب‬
‫دور القوى الكبرى‪.‬‬
‫• في حين يؤكد ايست وجريج أن المتغيرات الخارجية هي‬
‫المتغيرات الرئيسة في التأثير في السياسة الخارجية‪.‬‬
‫• بينما ترى مرجريت هيرمان وكيجلي أن التفاعل بين‬
‫خصائص القائد السياسي وطبيعة النظام السياسي هو‬
‫الذي يحدد السياسة الخارجية‪.‬‬
‫• فالقائد السياسي قد يتسم بالمرونة السياسية أو الجمود األيديولوجي‬
‫كما أن النظام قد يكون ديمقراطيا أو تسلطيا ً‪ .‬فالقائد المرن سياسيا في‬
‫نظام ديمقراطي يصوغ سياسة خارجية انطالقا من تفضيالت القوى‬
‫السياسة الرئيسة‪ .‬أما القائد الجامد أيديولوجيا في نظام ديمقراطي‪،‬‬
‫فإنه يلجأ إلى األنشطة الصراعية الدولية بشكل خف ّي‪ ،‬وكثيراً ما‬
‫يوظف سلوكيات تحويل المشكالت الداخلية إلى صراعات دولية‪.‬‬
‫• نحن نختلف مع المقولة التي تؤكد أن هناك متغيراً رئيسا ً من‬
‫يج ُّب ما عداه من المتغيرات‪.‬‬
‫متغيرات السياسة الخارجية ُ‬
‫• فإذا تأملنا متغير المقدرات‪ ،‬فإننا نجد أنه كثيرا ما استطاعت دول‬
‫محدودة المقدرات أن تلعب دورا يفوق حجم المقدرات المتاحة لها‬
‫اعتمادا على متغيرات أخرى كمهارة القيادة السياسية وطبيعة‬
‫المتغيرات الخارجية‪.‬‬
‫صنع السياسة الخارجية‬
‫• تعتبر السياسة الخارجية محصلة لعملية صناعة واعية تقوم بها‬
‫األجهزة العاملة في ميدان السياسة الخارجية متأثرة بمجموعة‬
‫المتغيرات التي تحدثنا عنها سابقا ً‪.‬‬
‫• هذه المتغيرات ال تنتج أثرها بطريقة تلقائية‪ ،‬ولكن يقوم صانعو‬
‫السياسة بالتكيف مع المتغيرات التي يرون أنها تؤثر على دولتهم‪،‬‬
‫محاولة التأثير فيها بشكل يتفق ورؤيتهم لما يجب أن يكون عليه‬
‫موقع دولتهم في النسق ال ُدولي‪.‬‬
‫• صنع السياسة الخارجية هي عملية سياسية قوامها تحديد قواعد‬
‫التعامل مع المتغيرات والظواهر الدولية الراهنة والمحتملة‪،‬‬
‫وصياغة برنامج للعمل في المجال الخارجي‪ ،‬وتتضمن هذه العملية‬
‫العديد من العمليات الفرعية أهمها عملية صنع القرار‪.‬‬
‫• تعتبر السلطة التنفيذية القوة األكثر نفوذا في ميدان صنع‬
‫السياسة الخارجية والسلطات األخرى ال تمارس إال دورا‬
‫رقابيا على التنفيذية‪.‬‬
‫• طبيعة السياسة الخارجية المتسمة بحالة عدم اليقين وسرعة‬
‫التغيير تنحو بالنظم السياسية إلى إعطاء التنفيذية دورا مركزيا‬
‫في صنعها لمواجهة األزمات والظروف الدولية المتغيرة‪.‬‬
‫• يساعد على ذلك تفرغ التنفيذية واتصافها بالوحدة التنظيمية‬
‫وامتالكها للمعلومات عن المشاكل الدولية‪ ،‬وتكنولوجيا‬
‫ي مؤسسة أخرى‪.‬‬ ‫االتصال أكثر من أ ّ‬
‫• يختلف المقصود بالتنفيذية من نظام سياسي إلى آخر‪ :‬في‬
‫البرلماني (مجلس الوزراء)‪ ،‬والرئاسي (رئيس الدولة)‪.‬‬
‫• من أهم المؤسسات المساندة والمشاركة في صنع السياسة‬
‫الخارجية حسب طبيعة النظام السياسي‪ :‬التشريعية‪،‬‬
‫القضائية‪ ،‬الجهاز البيروقراطي الحكومي‪.‬‬
‫• يقدم بلومفيلد نموذجا إرشاديا لفهم عملية صنع السياسة‪،‬‬
‫حيث يقوم هذا النموذج على تصور أنها نسق يتألف من ثالثة‬
‫مراحل‪:‬‬
‫‪ .1‬المدخالت‪ :‬تشمل على جمع المعلومات والمالحظة‪ ،‬ونقل‬
‫المعلومات‪ ،‬المخابرات‪ ،‬تدريب أفراد جهاز السياسة الخارجية‪.‬‬
‫‪ .2‬القرارات‪ :‬استعمال المعلومات‪ ،‬التخطيط‪ ،‬التحليل الذي يركز على‬
‫األهداف واالستراتيجيات البديلة‪ ،‬المناقشة‪ ،‬الحث والمساومة‪،‬‬
‫النصح (المشورة)‪ ،‬التوصيات‪.‬‬
‫‪ .3‬المخرجات‪ :‬الخيارات السياسية‪ ،‬التنفيذ والمتابعة‪ ،‬اإلعالم‪،‬‬
‫المفاوضة‪ ،‬الحث‪ ،‬التعلم من خبرة التطبيق‪.‬‬
‫معايير تقييم األداء السياسي‬
‫الوضوح‪ :‬ويقصد بذلك وضوح التوجه العام للسياسة الخارجية‬ ‫‪.1‬‬
‫وسط األحداث الدولية المعقدة‪.‬‬
‫االتساق‪ :‬ويعني التكامل واالنسجام في كافة أبعاد برنامج‬ ‫‪.2‬‬
‫السياسة الخارجية والتوجهات وأهداف اإلدارة االستراتيجية‪.‬‬
‫االستمرارية‪ :‬ويعني وجود منظور استراتيجي بعيد المدى‬ ‫‪.3‬‬
‫للسياسة الخارجية سواء على مستوى الصياغة أو التنفيذ‪.‬‬
‫التوافق‪ :‬ويقصد به توافق السياسة الخارجية مع الظروف‬ ‫‪.4‬‬
‫الدولية والداخلية ومع مقدرات الدولة بصفة عامة‪.‬‬
‫التكيّف‪ :‬ويعني القدرة على التأقلم وتعديل السياسة طبقا ً لتغير‬ ‫‪.5‬‬
‫الظروف‪.‬‬
‫اتخاذ القرار‬
‫• السياسة الخارجية هي عبارة عن سلسلة من القرارات المتوالية‬
‫المتخذة لمواجهة المواقف المتتابعة‪.‬‬
‫• يقصد بالقرار اختيار بين مجموعة من البدائل المتاحة في لحظة‬
‫معينة‪ .‬أما اتخاذ القرار فينصرف إلى مجموعة التفاعالت التي‬
‫تؤدي إلى ذاك االختيار أو البديل‪.‬‬
‫• في هذا اإلطار يمكن التمييز بين هيكل اتخاذ القرار وعملية‬
‫اتخاذ القرار‪.‬‬
‫• هيكل اتخاذ القرار هو ترتيب معين للعالقات واألدوار بين األفراد‬
‫المسئولين عن اتخاذ القرار‪ ،‬وبالذات نظام السلطة داخل الوحدة‬
‫المسئولة عن اتخاذ القرار‪.‬‬
‫• عملية اتخاذ القرار تعني مجموعة القواعد واألساليب‬
‫التي يستعملها المشاركون في هيكل اتخاذ القرار‬
‫لتفضيل اختيار معين أو اختيارات معينة لحل مشكلة‬
‫معينة‪.‬‬
‫ي‪ ،‬األسس الرسمية وغير الرسمية التي يتم‬ ‫•أ ّ‬
‫بمقتضاها تقييم االختيارات المتاحة والتوفيق بين‬
‫اختالفات الرأي بين مجموعة اتخاذ القرار‪.‬‬
‫• تشترك هياكل اتخاذ القرار في صفة أساسية‪ ،‬وهي‬
‫أنها صغيرة نسبيا‪ ،‬فعدد أفراد مجموعة اتخاذ القرار‬
‫يتراوح بين (‪ )30-10‬فردا‬
‫يمكن تحديد مراحل عملية اتخاذ القرار على‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫نشأة الحافز (ظاهرة موضوعية مستقلة عن إدراك‬ ‫‪.1‬‬
‫صانع القرار يشكل نقطة البداية للعملية)‪.‬‬
‫إدراك صانع القرار للحافز (مناسبة صنع القرار)‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تجميع المعلومات عن الحافز‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تفسير المعلومات‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫البحث عن البدائل (الخيارات) واتخاذ القرار‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫تخطيط السياسة الخارجية‬
‫• جوهر تخطيط السياسة الخارجية هو السعي لتغيير المستقبل‪،‬‬
‫وعليه يقول جورج مورجان أنه (تلك العملية التي تبدأ من‬
‫الهدف المستقبلي وتعمل التخاذ الخطوات الالزمة لتنفيذه‪،‬‬
‫بعكس صنع السياسة الخارجية الذي يبدأ من السياسات‬
‫الراهنة متجها نحو هدف مستقبلي)‪.‬‬
‫• يعرفه روستو بأنه‪( :‬فن التفكير بطريقة تؤدي إلى التحرك اآلن‬
‫سن مركز الدولة العالمي في المستقبل)‪.‬‬‫بشكل يُ َح ِّ‬
‫• هذا في حين يراه موريس ايست ينصرف إلى التنسيق بين‬
‫مؤسسات السياسة الخارجية (الخارجية واالقتصاد والدفاع)‪،‬‬
‫وبين أداء وزارة الخارجية نفسها‪.‬‬
‫• أما أوليري فيعرفه بأنه‪( :‬تحديد األهداف‪ ،‬واختيار وسائل تحقيق‬
‫األهداف‪ ،‬ومراقبة تنفيذ السياسة الخارجية)‪.‬‬
‫• في حين تعرفه ودودة بدران بأنه‪( :‬وضع نموذج للتحرك اإلداري والعملي‬
‫لتحقيق األهداف القومية يشمل تحديدا زمنيا إلنجازها‪ ،‬ويوضح الوسائل‬
‫التي يمكن استخدامها من أجل تحقيق مثل تلك السياسة)‪.‬‬
‫• قدم بريجنسكي تصور يركز على المنظور التاريخي‪-‬التحليلي‪ .‬فتخطيط‬
‫السياسة الخارجية يعني‪ :‬فهم التيارات األساسية للتطور التاريخي‪،‬‬
‫القدرة على استخالص وتعريف مجموعة األهداف والمفاهيم األساسية‬
‫االستراتيجية‪ ،‬المراجعة المستمرة للسياسات الراهنة للتأكد من عدم‬
‫تعارضها مع األهداف المشتقة من الخبرة التاريخية‪ ،‬الجهد الدائم لتحليل‬
‫النسق الدولي الراهن‪ ،‬تحديد الخصائص األساسية للحقبة التاريخية‬
‫الراهنة‪ ،‬التجرد من تأثير األيديولوجية‪ ،‬الترابط وتعدد المناهج في‬
‫التحليل‪ ،‬استشراف األحداث وتحديد أماكن الخطر المحتملة في المستقبل‪.‬‬
‫معضلة التخطيط‬
‫• التعارض بين مفهوم التخطيط السياسي والوظيفة الدبلوماسية‪.‬‬
‫• اتسام السياسة الخارجية بدرجة كبيرة من عدم اليقين قد يصل‬
‫إلى حالة عدم اليقين الهيكلي‪.‬‬
‫• تميز هذه العملية بالمفاجأة االستراتيجية وغموض البيئة‬
‫الدولية‪.‬‬
‫• تزايد الضغوط النفسية في مجال صنع السياسة الخارجية وتعدد‬
‫أزمات السياسة الخارجية‪.‬‬
‫• الدول النامية تواجه معضلة إضافية وهي التبعية االقتصادية‬
‫وضعف بنيوي للمؤسسات القادرة على جمع وتحليل المعلومات‬
‫وصياغة خطط بديلة‪.‬‬
‫السياسة الخارجية‬
‫لمراكز الهيمنة الدولية‬
‫صياغة السياسة الخارجية‬
‫• تتطلب منا أن نطور فهمنا للعوامل والقضايا التي تساهم في‬
‫تشكيل العالقات الدولية في هذا العالم دائم التغير‪.‬‬
‫• يمكن تلخيص المواضيع المرتبطة بتشكل النظام العالمي فيما‬
‫يلي‪ :‬مفهوم األمة والسيادة والتحالفات وتوازن القوى‬
‫ومعنى الدبلوماسية والقانون الدولي واستخدام القوة‬
‫والردع‪.‬‬
‫• يجب علينا فهم ردود الفعل إزاء األزمات العالمية‬
‫والتهديدات المتزايدة لإلتجار بالمخدرات واإلرهاب‬
‫والتخريب الذي يحيق بالبيئة‪.‬‬
‫السياسة الخارجية للدول الكبرى‬
‫• تحتل دراسة مضامين السياسة الخارجية للدول الكبرى فضالً‬
‫عن تحوالتها أهمية كبيرة في الظروف التاريخية المعاصرة‬
‫وذلك نتيجة للتغيرات التي طرأت على أدوات السياسة الخارجية‬
‫وسبل تنفيذها تماشيا ً مع انتقال االقتصاد العالمي الى طوره‬
‫المعولم وما أنتجه ذلك من تبدالت في طبيعة العالقات الدولية‪.‬‬
‫• مرت السياسية الخارجية بتحوالت تاريخية مختلفة تبعا لتطور‬
‫ومكانة الدولة القومية ودورها في السياسة الدولية بدءا من‬
‫مراحل ظهور الدول القومية ‪ ،‬مروراً بتنامي وتطور الدولة‬
‫االحتكارية‪ ،‬وصوال الى المرحلة المعاصرة‪.‬‬
‫• سنتوقف عند السياسية الخارجية للمراكز الدولية الكبرى في‬
‫الطور المعولم من العالقات الدولية عبر المنهجية التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬الترابط بين السياسية الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫‪ .2‬التغيرات الدولية وتأثيرها على السياسية الخارجية‪.‬‬
‫‪ .3‬السياسية الخارجية في الطور المعولم من العالقات الدولية‪.‬‬
‫• تشكل السياسة الخارجية للدولة أحد اآلليات الهامة لضبط وتطوير‬
‫مصالح الدول على صعيد العالقات الدولية من جانب وعالقاتها مع‬
‫وحدات النظام السياسي الدولي من جانب آخر‪.‬‬
‫• السياسية الخارجية للدولة بأنها تلك اآلليات السياسية‪،‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬العسكرية والثقافية الضامنة لمصالح الدولة القومية‬
‫في المحيط الدولي والهادفة الى توطيد أمنها الداخلي وسيادتها‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫• السياستان الخارجية والداخلية للدولة يشكالن‬
‫المحتوى القانوني لمبدأ السيادة الوطنية وتأكيدا‬
‫على شخصية الدولة القانونية‪.‬‬
‫• إن التحديد القانوني السياسي المشار إليه يثير كثرة‬
‫من اإلشكاالت الفكرية ‪ /‬القانونية ‪ /‬السياسية منها‪:‬‬
‫هل أن السياسة الخارجية هي امتداد للسياسة‬
‫الداخلية؟‪ ،‬هل تعبر السياسة الخارجية عن مصالح‬
‫الدولة وتشكيلها االجتماعي؟‪ .‬وقبل هذا وذاك‪ ،‬ما‬
‫هي المؤسسات والفعاليات الوطنية ال ُمقَ ِر َرة‬
‫لتوجهات السياسة الخارجية للمراكز الدولية؟‪.‬‬
‫تفسير السياسة الخارجية‬
‫• قام المختص لويد جنسن بعمل استطالع آراء خبراء السياسة‬
‫الخارجية في السبعينيات من القرن (‪ ،)20‬وكانت العينة من‬
‫(‪ )171‬مبحوثا ً وذلك لتحديد أهمية محددات السياسة الخارجية‬
‫لكل من صانعي قرارات السياسة الخارجية األمريكية‬
‫والسوفيتية‪.‬‬
‫• فحص محددات السياسة الخارجية من خالل تقسيم رباعي‪ :‬مهم‬
‫جدا‪ ،‬مهم نسبي‪ ،‬غير مهم نسبياً‪ ،‬غير مهم‪ .‬المحددات ستظهر‬
‫في الجداول‪.‬‬
‫نعرض ذلك كمثال قد يحتذى األن في القرن (‪ .)21‬كانت النتائج‬
‫على النحو التالي‪ ،‬وكما هي واضحة في الجداول أمريكيا ً وسوفيتيا ً‪.‬‬
‫إدراك محددات السياسة األمريكية‬
‫مهم جدا‬ ‫مهم نسبيا‬ ‫غير مهم‬ ‫غير مهم‬
‫نسبيا‬

‫مكونات القوة الوطنية‬ ‫‪% 70‬‬ ‫‪% 25‬‬ ‫‪4%‬‬ ‫‪%0‬‬

‫الموقف االقتصادي والسياسي‬ ‫‪% 48‬‬ ‫‪% 41‬‬ ‫‪% 11‬‬ ‫‪%1‬‬
‫الداخلي‬
‫سلوك الدول األخرى‬ ‫‪% 46‬‬ ‫‪43%‬‬ ‫‪% 11‬‬ ‫‪%0‬‬

‫الشخصية‬ ‫‪% 45‬‬ ‫‪37%‬‬ ‫‪% 17‬‬ ‫‪%1‬‬

‫األيديولوجية‬ ‫‪22%‬‬ ‫‪42%‬‬ ‫‪% 31‬‬ ‫‪%5‬‬

‫هيكل اتخاذ القرار‬ ‫‪18%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪% 26‬‬ ‫‪%7‬‬

‫التقاليد التاريخية‬ ‫‪13%‬‬ ‫‪% 48‬‬ ‫‪% 36‬‬ ‫‪%4‬‬


‫إدراك محددات السياسة السوفيتية‬
‫مهم جدا‬ ‫مهم نسبيا‬ ‫غير مهم‬ ‫غير مهم‬
‫نسبيا‬

‫مكونات القوة الوطنية‬ ‫‪79%‬‬ ‫‪19%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪%0‬‬

‫الموقف االقتصادي والسياسي‬ ‫‪57%‬‬ ‫‪33%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪%1‬‬


‫الداخلي‬
‫سلوك الدول األخرى‬ ‫‪43%‬‬ ‫‪47%‬‬ ‫‪8%‬‬ ‫‪2%‬‬

‫الشخصية‬ ‫‪44%‬‬ ‫‪38%‬‬ ‫‪16%‬‬ ‫‪%1‬‬

‫األيديولوجية‬ ‫‪32%‬‬ ‫‪39%‬‬ ‫‪28%‬‬ ‫‪7%‬‬

‫هيكل اتخاذ القرار‬ ‫‪26%‬‬ ‫‪36%‬‬ ‫‪31%‬‬ ‫‪7%‬‬

‫التقاليد التاريخية‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪44%‬‬ ‫‪34%‬‬ ‫‪13%‬‬

You might also like