Professional Documents
Culture Documents
تطبيقات المنهج التفكيكي على النص العربي في النقد العربي مرتاض والغذامي نمو.... Uctivist Approach to the Arabic Text in Arab Criticism Murtadh and Al Ghadami Are a Model
تطبيقات المنهج التفكيكي على النص العربي في النقد العربي مرتاض والغذامي نمو.... Uctivist Approach to the Arabic Text in Arab Criticism Murtadh and Al Ghadami Are a Model
تطبيقات المنهج التفكيكي على النص العربيي
في النقد العربيي مراتض والغذامي نموذجا
Applications of the Deconstructivist Approach to the Arabic Text
In Arab criticism Murtadh and Al-Ghadami are a model
الخطاب والنظم الفكرية واعادة النظر اليها بحسب عناصرها ،واالس تغراق فيها وصوال الى االلمام ابلبؤر الساس ية
المطمورة فيها ،1وهذا تماما ما دعا اليه رائد هذا المنهج ونقصد "جاك دريدا" فانه يعتقد بأن التفكيك بناء وهدم في
الوقت نفسه ،فنحن نفكك بناء أو حاداث مصطنعا لنبرز بنياته ،أضالعه ،أو هيكله ،ولكن نفكك البنية التي ال تفسر
شيئا ،فهيي ليست مركزا ،وال مبدأ ،وال قوة ،فالتفكيك من حيث الماهية هو طريقة حصر البس يط؛ أو هو تحليل
يذهب أبعد من القرار النقدي ومن التفكير النقدي ،لذا فهو ليس سلبا.2
وتأسيسا على ما س بق فان التفكيكية تقوم على أساس التقويض والهدم للفكر القديم والقراءة النقدية
المزدوجة ،وتسعى الى تفكيك البنية وتحويل الثابت وتثبيت المتحول ،والحاقه ببنيات أخرى مضادة أو غريبة ،وفق
مبدأ وحدة االختالف (الهيجلية) ،وفي هذا الس ياق يعتقد "دريدا" بأن مقصدية النص ال يمكنها أن تتحقق اال في
حيز المحو واالختالف والحضور والغياب.3
ويذهب منظرو هذا المنهج الى االعتقاد بأن التفكيك هو مرحلة من مراحل جدل المنهجيات وصراعها في
العصر الحديث ،فاذا كان مراد المناهج النقدية المعاصرة تقديم براهين ونظرايت متماسكة لحل اشكالية وصف
الخطاب أو االقتراب من مبناه ،فان التفكيك يبذر الشك في مثل هذه البراهين ،ويقوض أركانها ،ويرسي -على
النقيض من ذلك -دعائم الشك في كل شيء ،فليس ثمة يقين ،ويكمن هدفه الساس في تصديع بنية الخطاب -مهما
كان نوعه وجنسه -وتفحص ما تخفيه تلك البنية من ش بكة داللية ،فهو -في هذه الحالة -ثورة على الوصفية البنيوية،
ولدى التفكيكيين فان تنازع القراءات فيما بينها للخطاب تفضي الى متوالية ال نهائية من المدلوالت ،وال يمكن لحدها
أن يس تأثر ابالهتمام الكلي دون الخر ،فال ضوابط رايضية توقف هدير المدلوالت التي تُس تفز بها القراءات.4
-0مقوالت التفكيك أو ألياته االجرائية:
-0-0الثر:
وهو عند "دريدا" بديل لالشارة لدى "سوسير" ،وهو مسؤول عن كل انفعال يصدر عن الجزئيات الدنيا
لالشارة ،وما الكتابة اال وجه واحد من تجليات الثر ،وليست هي الثر نفسه ،فالثر الخالص –حسب دريدا -ال
وجود له ،وهدف التحليل التشريحي هو تص ُّيد الثر في الكتابة ومن خاللها ومعها ،وتأتي (النحوية) كعلم جديد
للكتابة لتفرض انزال الكتابة الى وصف اثنوي مستب َعدَ ة من اللغة المنطوقة.5
ولدى التفكيكيين فان النص يدخل مع الثر في حركة دائرية تبدأ ابلثر متجهة الى النص ،ثم تعود الى
الثر ،فالنص ال يكتب اال من أجل الثر ،اذ ال أحد يكتب شعرا لينقل الينا أقوال الصحف ،وانما يكتب شعرا طلبا
الحداث (أثر) ،فالثر ا ًذا سابقٌ على النص ،لنه مطلب له ،فاذا ما جاء النص وتلبّس ابلثر صار تل ّمس هذا الثر
هدفا للقارئ وللناقد ،وبذا يأتي الثر بعد النص ومن خالله ومن قبله ،وتتداخل العالقة بين النص والثر لتنعكس
بسببها معادلة (السبب/النتيجة) ،ولذلك فان التشريحية تأخذ بقلب مفهوم الس ببية كما فعل "نيتشه" ،حيث وصف
يحس بوخز قي صدره ،مما يجعله العالقة بين السبب والنتيجة بأنها عالقة مجازية أو بالغية ،ويمثل لها بمثال انسان ّ
يبحث عن السبب ،فيجد دبوسا في قميصه ،وس يقول عندئذ :ان الدبوس سبب للوخز ،أي دبوس وخز ،لكن
حس ابلوخز أوال ،وهذا دفعه للبحث فوجد دبوسا ،فالرجل الحال غير ذلك ،فالوخز سابق على الدبوس ،لن الرجل ّ
ا ًذا تخيل السبب بعد النتيجة وليس فيها ،وهذا دفعه للبحث فوجد دبوسا ،فالرجل اذا تخيل السبب بعد النتيجة،
يحول المعادلة كالتي :وخز دبوس ،وبهذا تكون تجربة اللم دافعا للبحث عن السبب ،وهذا ما وليس قبلها ،وهذا ّ
ينطبق على العملية الدبية من حيث أن القراءة سبب للكتابة ،فلوال وجود قراءة لم يكتب الكاتب نفسه ،حتى وان
حجبه عن الناس ،لن لحظة الكتابة هي لحظة توجه نحو القارئ ،والكاتب نفسه يتلقى ما كتبه له.6
-0-0االختالف:
وهو أهم مقوالت هذا المنهج ،لنه يكشف عن عدم اس تقراء التفكيك على ما هو يقيني ،ودعوته للدخول
في قبضة االحتماالت المتعددة ،ويرى "دريدا" أنه ليس هناك حضور مادي للعالمة -كما يعتقد دي سوسير -بل
هناك لعبة اختالف فقط ،وكون اللغة سلسلة غير متناهية من المفردات ،والتي ال معنى لها بمعزل عن الس ياق ،فان
الكلمات تتميز ابختالف كل منها عن الكلمات الخرى ،وهذا يؤدي ابلضرورة الى نتيجة مهمة وجوهرية لدى
405
أ.د .خلف الله بن علي
التفكيكيين وهي االس تماتة من أجل المغ ّيب في اللغة؛ فكل كلمة في اللغة تقودان الى أخرى في النظام الداللي ،دون
التم ّكن من الوقوف النهائي على معنى محدّد ،وتأسيسا على هذا توصل "دريدا" الى الحد من هيمنة فكرة الحضور،
ويرى أن المتلقي الذي يبحث عن مدلول واحد يكون واقعا تحت س يطرة فكرة الحضور ،ولذا فانه يريد للخطاب
والخطاب الدبيي -خاصة -أن يكون تيارا غير متناه من الدالالت ،وبواسطة الكلمات فقط يمكن التأثير على كلمة
دون أخرى؛ دون التقيد بمعنى محدد ،ويقود هذا الى توالد المعاني ،ال بسبب من تقرير الدالالت ،بل من اختالفها
مع المعاني الخرى .7وهو يحاول هنا أن يقوض الثنائيات التي أرس تها الفلسفة الغربية من أفالطون الى سوسير،
فالمعاني عنده تتحقق من خالل االختالف المتواصل في عملية الكتابة والقراءة .واالختالف عند "دريدا" ليس سببه
التاريخ أو البنية ،بل يوجد في اللغة ،وهذا ما أدى به الى تحطيم المرتكز الفكري لثنائيات كثيرة مثل:
(الشكل/المعنى)( ،االس تعاري/الحقيقي)( ،العلى/السفل)( ،الخير/الشر)( ،االيجابيي/السلبيي)( ،المتعالي،
التجريبيي) ...وقد قلب كل ذلك بمفاهيم ومقوالت مثل (االختالف) والذي يحتمل المغايرة والتأجيل ،و(الفارماكون)
والتي تعني السم والدواء معا ،و(الهامش) التي تتداخل أو تحيل الى عالمة.8
-2-0موت المؤلف:
نس
أول من دعا الى هذه الفكرة هم البنيويون ،وهي مرتبطة برفض التاريخ واالقرار بأن النص يج محبوك من
نصوص ،شذرات لغوية معروفة وغير معروفة النسب قدمت اليه من أقاصي الثقافة ،وقد اعتبره التفكيكيون ساحة
لصراع الذوات والرؤى المتنوعة ،فليس للنص مؤلف واحد ،انما مؤلفون كثر ،يخترقون الذات الكاتب لحظة انبناء
الكتابة ،لذلك فالنص لقاء لما س بقه من النصوص ،روح منتجة ال تظهر اال من خالل الرؤية العامة المنبثقة من البنية
التي اشترك عدد غير قليل من المؤلفين في نس يج خيوطها ،9وعندما نقول المؤلف فان ذلك يتأت ّى من فرضية فلسفية
والتي اندت بها البحوث الفلسفية الحديثة متأثرة بشكل واضح بمقولة (نيتشه) عن موت االله ،والنقد الذي يتبنى
مقولة (موت المؤلف/االنسان) يرد كل واقع الى البنية من دون أن يرجع أبدا من البنية الى الواقع االنساني المولد لها،
كما دعا "ماركس" الى كون الفرد هو جملة عالقات اجتماعية ،بمعنى تحول الفرد عنه الى عالقات البنى االجتماعية مع
بعضها البعض.10
ومن المعروف أن التفكيكية أخذت هذا المبدأ من البنيوية فأعلت من شأن القراءة ،وجعلت السلطة
الحقيقية للقارئ ال للمؤلف ،وقد لعلنت التفكيكية موت المؤلف رسميا بعد اشاعات البنيويين والنقاد الجدد ،11وقد
حول الناقد الفرنسي "روالن ابرت" المؤلف الى مجرد ضيف على نصه بمجرد فراغه من فعل الكتابة؛ لنه -في نظره- َّ
ال يعدو أن يكون انسخا ينهل من مخزون معجمي موروث ،ويتحرك في فضاء ثقافي مشاع تحكمه لغة سابقة على
وجوده أصال ،ومادامت اللغة هي النص (هي التي تتكلم وليس المؤلف) ومادامت اللغة ليست حكرا على شخص،
فتتحول بذلك
وال ملكا لحد؛ فا ّن ذلك يجعل تسلط المؤلف على النص فعال محدود المشروعية ،قليل الجدوى؛ ّ
الكتابة الى ذلك الكون الحيادي الذي تضيع كل هوية لديه ،لن نس بة النص الى مؤلف معناه ايقاف النص وحصره،
واعطاؤه مدلوال نهائيا ،انها اغالق الكتابة.12
-4-0رفض مقولة أحادية الداللة:
وهو ما يدخل ضمن التعددية القرائية ،بمعنى قراءة النص بما هو انتاج لمعان غير قابلة للتجمع ،والعالمة
اللغوية تعتبر موضع تشويش بين المعنى المرجعي والمعنى المجازي ،كما أن القارئ ال يس تطيع الس يطرة على النص
لنه ببساطة ال يسمح له بذلك .13وقد حاول "جاك دريدا" هنا أن يؤسس لممارسة تتحدى تلك النصوص التي تبدو
مرتبطة بمدلول نهائي ،وهو لم يُ ِر ْد تحدّي معنى النص فحسب؛ بل طمح الى تحدّي ميتافيزيقا الحضور ،الوثيقة
النّص ّية بمفهوم ال ّتأويل القائم على وجود مدلول نهائي.14
ويذهب "كريس ابلديك" الى االعتقاد بأن القراءة التفكيكية منهج يتبيّن بواسطته أن معاني النص في وسعها
مقاومة االستيعاب النهائي ضمن االطار التأويلي ويحذر من طموح النقد الى مراقبة النصوص وفق اعتقاد النقد
المغرور بقوته عموما ،ثم يختزل مرجعيات القراءة التفكيكية في جملة مبادئ يمكن أن تنحصر في هذه المعادلة:
406
تطبيقات المنهج التفكيكي على النص العربيي في النقد العربيي مراتض والغذامي نموذجا
[التفكيكية اعتباطية العالمة (سوسير) +شيء من الشك الفلسفي (نيتشه وهيدغر) +ألية القراءة الفاحصة
وأفكار االلتباس والتورية (النقد الجديد) +أولوية اللغة على الداللة (مدرية ابل)].15
-5-0التناص:
يجزم التفكيكيون «أنه ال وجود لنص مس تقل والسبب أن كل نص يس بح في فضاء لغوي موروث وجد
سابقا ،ولهذا فان التفكيكية ت َ ْع َتبِر النص جملة من النصوص السابقة أو فضاء لنصوص متعددة؛ أي ال وجود لنص
مس تقل اس تقالال اتما بذاته وأنه يش تغل في مناخ ثقافي ومعرفي مهيمن سابقا ،وكل كتابة هي خالصة لكتاابت أخرى
سابقة لها» ،16ومعنى هذا أن فكرة التناص –كجزء من النظرية التفكيكية -تكشف لنا الس ياق على أنه ذو طبيعة
اعتباطية ،اضافة الى قوته البنائية ،ولذلك فان الس ياق يتداخل عبر االقتباس فتتحرك االشارات المكررة ،كاسرة
حواجز النصوص ،وعابرة من نص الى أخر حاملة معها اتريخها واتريخ س ياقاتها المتعاقبة ،فيتعدد معها الموروث
الدبيي ،وتنشأ من خاللها حركتها فكرة النصوص المتداخلة ،ويصبح الس ياق مطلقا ال تحصره حدود .17وضمن مفهوم
التناص تظهر مصطلحات في التفكيكية كالتكرارية التي تلغي السوار الحدودية بين النصوص وتجعل كل نص مقابل
السترجاع نص أخر وتكراره ،والثر وهو يعني المرجعية النفس ية للنص الجديد ،وهو عين هذه الصوات ،واذا كانت
كل كتابة تعتمد على أثر قرائي؛ فان التفكيكية تنفي وجود أثر أصيل ،والثر عند "دريدا" هو أصل الصل.18
-0-0الكتابة:
من اختراعات "دريدا" مصطلح علم الكتابة (الغراماتولوجيا) في مواجهة ما يسميه هو ميتافيزيقا الحضور،
والتي تكونت بفعل التمركز حول العقل المستند في حقيقته الى التمركز حول الصوت؛ أي العناية ابلكالم على
حساب الكتابة ،ويقلب "دريدا" التدرج التقليدي فتس بق الكتابة الكالم ،ويذهب "جونثان كلر" الى االعتقاد أن
الكتابة تتقدم اللغة بوصفها سلسلة من العالمات المرئية التي تعمل في غياب المتكلم ،فهيي على نقيض الكالم
(الصوت) تتجسد عبر نظام مادي من العالمات ،بينما يقتصر الكالم على الصوت ،والكتابة ال تفترض حضورا مباشرا
للمتكلم ،فالعالمات المكتوبة أو المنقوشة على الورق تختلف عن الصوات المشكلة في الهواء أثناء التكلم ،لن
الخيرة تختفي ابنتهاء الحديث وال تمتلك خاصية البقاء اذا لم تس ّجل ،وكل هذا من خصائص الكتابة ،19ومن هذه
الفرضية يتضح لنا أن الكتابة تخالف المنطوق والصوت ،لن المدلول الجوهري ينبثق من الكتابة في صمتها ،ال من
الكلمة المنطوقة ،20وهذا ما دعا اليه "دريدا" اذ أ ّكد على دور الكتابة واالهتمام به؛ بوصف الكتابة كياان ذا خصوصية
ال بوصفها غطاء للكالم المنطوق ،لن الكتابة يمكن أن تتكرر رغم غياب س ياقها ،وهي قادرة على تحطيم س ياقها
الحقيقي وتقرأ ضمن س ياقات أخرى بوصفها عالمات في خطاابت أخرى ،كما أنه يمكنها أن تكون فضاء للمعنى
بوجهين :الول :قابليتها االنتقال الى سلسلة جديدة من العالمات والثاني قدرتها على االنتقال من مرجع حاضر الى
أخر ،وهذه سمات خاصة ابلكتابة ال يمكن للكالم أن يمتلكها.21
وابلتأكيد فان الثر ينتج عن الكتابة ويتم عندما تَتَ َصد َُّر االشارة الجملة ،وتبرز القيمة الشاعرية للنص ،ويقوم
النص بتصدّر الظاهرة اللغوية ،فتتحول الكتابة لتصبح هي القيمة الولى هنا ،وتتجاوز حالتها القديمة من كونها حداث
اثنواي يأتي بعد النطق ،وليس له من وظيفة اال أن يدل على النطق ويحيل اليه .ان الكتابة تتجاوز هذه الحالة لتلغي
النطق ،وتحل محله وبذلك تس بق حتى اللغة ،وتكون اللغة توالدا ينتج عن النص ،وبذلك تدخل الكتابة في محاورة
مع اللغة فتظهر سابقة على اللغة متجاوزة لها ،ومن ثم فهيي تس توعب اللغة فتأتي كخليفة لها بدال من كونها افصاحا
اثنواي متأخرا ،ويقترح "دريدا" أن الكتابة نوعان :واحدة تتكئ على التمركز المنطقي ،وهي التي تسمى الكلمة كأداة
صوتية ،وهدفها توصيل الكلمة المنطوقة ،واثنية وهي الكتابة المعتمدة على (النحوية) أو الكتابة ما بعد البنيوية وهي ما
يؤسس العملية الولية التي تنتج اللغة.22
-0-0القراءة:
ِ ّ ِ
وضعت التفكيكية القارئ في المقام الول وذلك بتحويل دفة القيادة من سلطة ال ُم َؤلف لدى الس ياقيين
وسلطة ال ُم َؤل َّ ِف لدى النسقيين الى سلطة القارئ ،ولعل السبب أن النص -في رأيهم -يتكون من فس يفساء وكتاابت
تنحدر من ثقافات عديدة ومختلفة تدخل في حوار مع بعضها البعض ،وهذا التعدد ال يجتمع لدى المؤلف وانما لدى
407
أ.د .خلف الله بن علي
القارئ لن القارئ هو الفضاء الذي ترتسم فيه كل االقتباسات التي تتألف من الكتابة ،لقد أصبحنا نعلم أن الكتابة ال
يمكن أن تنفتح على المس تقبل اال بلقب السطورة التي تدعمها ،فميالد القارئ رهين بموت المؤلف ،وقد كان هذا
االعتقاد ارهاصا بظهور دراسات جديدة ينضوي تحت لوائها ما أصبح يسمى بنظرية القراءة .23ونجد "دريدا" في هذا
النص يحدد أفق القراءة فيصرح« :أعتقد أنه من غير الممكن االنحباس ...يظل هناك شيء ما انقصا دائما».24
مجمل القول في تقديران وتأسيسا على مقوالت التفكيك الساس ية يتكشّ ف لنا أن التفكيكية فعالية قرائية
واسعة وعميقة لمنظومة الفكر الوروبيي ،عبر اتريخه الطويل ورموزه المهمة ،ومراحله الساس ية ،كما أن هذه القراءة
الجديدة قد قررت أن المنظومة الفكرية الغربية االتي اتّسعت فشملت ليس الفلسفة فحسب ،بل التاريخ
والنثروبولوجيا وعلم االجتماع ،وعلم النفس والفكر الس ياسي انما كانت رهينة ميتافيزيقيا الحضور ،والتي قادت الى
نتيجة غاية في الهمية والخطورة -حسب دريدا -ليس على مس توى الفكر المجرد ،انما على المس توى الحضاري
والس ياسي واالقتصادي والعرقي ،فقد كرست الفردية بدل التعددية والوحدة بدل االختالف والروح بدل المادة،
والبدية بدل الزمن ،والمباشرة بدل التأجيل ،والهم ابلنس بة لدريدا الكالم بدل الكتابة.
-0تطبيقات المنهج التفكيكي على النص العربيي في النقد العربيي:
من النقاد العرب الذين حاولوا ممارسة التفكيك على النصوص العربية نجد الباحث الجزائري عبد الملك مراتض
والباحث السعودي عبد الله الغذامي وقد كاان س باقين الى ذلك ،دون أن نغفل بغض المحاوالت العربية الخرى
والتي ركز معظم من خاض فيها على الجانب النظري لهذا المنهج .وس نحاول في ما يلي أن نبحث فيما اذا كانت
أعمال الناقدين قد ُوفّقت أم لم توفّق في تبني هذا المنهج؟ وكذا فيما ان اس تطاعا تطبيق ألياته المنهجية ابلشكل
الصحيح خالل المقارابتهما النصية التفكيكية للنص العربيي.
-0-0التفكيكية عند عبد الملك مراتض:
دبّج الناقد والباحث الحداثي الجزائري عبد الملك مراتض عدة مؤلفات في النقد منن بينهنا" :بنينة الخطناب
الشعري" و"ألف ليلة وليلة :تحليل س يميائي لحكاينة ح ّمنال بغنداد" ،و"شنعرية قصنيدة القنراءة" ،و"تحلينل الخطناب
السردي :معالجة تفكيكية س يميائية" ،و"مقامات الس يوطي :تحليل س يميائي" ،و"في نظرية الرواية :بحث في تقنينات
السرد" ،ويرى بعض النقاد أن هنذه العنناوين يتخنذها منراتض وسن يلة الغنراء القنراء لنهنا مخيبنة لفنق توقنع القنارئ.
ويزاوج فيها بين منهج نقديين هما :الس يميائية والتفكيكية ،ابالضافة الى أن العنوان يخالف المضمون تماما ،ومنن أمثلنة
ذلك كتابه المعنون بن" :بنية الخطاب الشعري :دراسة تشريحية لقصيدة أشجان يمنينة" ،فكنان منتظنرا مننه أن يطلعننا
على المنهج التشريحي ،اال أنه انقش خصائص البنية ،الصورة الفنية ،الحيز الشعري ،الزمن الدبيي ،الصوت وااليقناع،
المعجم الفني ،وكلها في رأينا عناصر فنية في النقد التقليدي ال النقد الحداثي.25
ومن نماذج ذلك أيضا كتابه "تحليل الخطاب السردي معالجة تفكيكية س يميائية مركبة لرواية زقاق
المدق" ،فرغم تصريحه في العنوان ابلس يميائية والتفكيكية اال أننا نالحظ عند ّاطالعنا على تحليالته أنها أبعد ما
يكون ال عن الس يميائية وال عن التفكيكية ،فهيي شكلية الى ح ٍّّد بعيد ،ففي القسم الول من هذا الكتاب تناول ال ُبنى
السردية في زقاق المدق ،وقد صنّفها الى( :ال ُبنية الطبقية /القهرية)( ،البنية المعتقداتية)( ،البنية الش بقية :وتنقسم الى
وقسمها الى طبقة الشحاذين والمعلمين والت ّجار) ،26ففي البنية القهرية مثال العداء الطبقي والقهر)( ،البنية الكدحيةّ :
يعرف القهر بأنه الغلبة مع مصاحبة الظلم أو الغلبة والعجز عن الدفاع عن النفس ،مقس ًما اايه الى قسمين؛ قهر نفسي ّ
وقهر اجتماعي ،والبنية القهرية في رواية زقاق المدق -حسب مراتض -تتمحور حول شخصية حميدة ،حيث ال يقل
وضح هذا في التواتر القهري من حولها عن أق ّل من تسع حاالت تكون فيها اما ابثة للقهر أو مس تقبلة له ،وقد ّ
المخطط التي27:
408
تطبيقات المنهج التفكيكي على النص العربيي في النقد العربيي مراتض والغذامي نموذجا
حميدة
باثة
في هذا الكتاب ،وقد قسمه الى خمسة مس توايت كعادته في تحليل النصوص مس تواايتيا :المس توى الول وسمه
بقراءة تشاكلية انتقائية لنص أشجان يمانية ،والمس توى الثاني اختار له عنوان مقاربة تشاكلية تحت زاوية االختيار ،أما
الثالث فعنونه بن :معالجة انزايحية لنص أشجان يمانية ،والمس توى الرابع :قراءة تحت زاوية "الحيز" لقصيدة أشجان
يمانية ،والمس توى الخامس والخير كان قراءة س يميائية مر ّكبة.31
يقول مراتض محلال بيت المقالح الذي يقول فيه:
« ْ
هل بَعي ٌد ِ
عن النَّخلِ و ْج ُه ال َي َم ْن
كثيرا ما يتغنى الشعراء المحدثون ،العرب ابلنخل التي هي من الشجار المباركة المذكورة في القرأن ...بيد
أن النخل هنا لم يرد ال ابلمفهوم العام للنخل ،وال ابلمفهوم المجازي ...فالنخل في أي موقف يتردد في بعض هذا
النص انما يجب أن يكون رمزا لجنوب اليمن قبل أن تعلن الوحدة بين اليمنين ...وقد يمكن الذهاب الى أبعد من
ذلك فنعتبر النخل هنا رمزا خالصا ،كما اعتبرت شجرة الرز في لبنان رمزا للوحدة الوطنية بوضعها في علم ذلك
البلد».32
ابلرغم من أن دراسة الباحث "عبد الملك مراتض" مركبة أي أن صاحبها اس تعان بمختلف المناهج من
أجل دراسة قصيدة "أشجان يمانية" بما في ذلك التفكيك ،اال أننا نجد الدراسة يطغى عليها المنهج االنطباعي والشرح
التقليدي والتأويل المباشر وهو أبعد ما يكون عن التحليل النصي (النسقي) ،وبعيدا كل البعد أيضا عن التفكيكية،
وقد يختار مصطلحات المناهج النصية كالمصطلحات السلوبية (االنزايح واالحصاء) ،وبعض المصطلحات الس يميائية
كن(الحيز والتشاكل والتقابل والمربع الس يميائي) اال أنها من صنعه وال تمت لليات هذه المناهج بصلة ،أو أنه يفهمها
كما يشاء هو وليس كما وردت لدى منظريها .كما نجد الباحث يس تعين ببعض أليات المنهج البنيوي كالشكال
والرسوم البيانية وهذا خلط منهجي ال يمت للمنهج التفكيكي بصلة .أما ما يقرب الناقد للتفكيكية فهو ارجاؤه للمؤلف
فلم نجد الحديث عنه اال اندرا وفي معظم ما كتبه من نقد ،اال أن هذا االرجاء كان للبنيوية أقرب منه للتفكيكية.
وفي كتابه "بنية الخطاب الشعري دراسة تشريحية لقصيدة أشجان يمانية" والذي ألّفه الباحث في وقت
مبكر س نة ،0845وبعد مقدمة تعرض فيها لنظرية الشعر وسم الفصل الول "في البنية" وقد لخصها في الخصائص
المرفولوجية الخالصة في النص الشعري ،لينتقل الى البنى االفرادية في النص المحلل ،ثم تساءل عن طبيعة البنى
االفرادية المس يطرة على هذا النص أهي السماء أم الفعال؟ ثم هذه السماء ماذا يطغى عليها التعريف أم التنكير؟
ومن الفعال ماذا يهيمن عليها الحاضر أم الماضي أم المس تقبل؟ 33ولكي يحصر الظاهرة اللسنية الطاغية في الخطاب
الحظ أن هذه القصيدة التي تش تمل على 045بيتا تحتوي على البنى التالية:
السماء الكاملة (المعرفة بننن"الن") .000
الفعال وهي تتنوع كما يلي:
.20 الماضي:
.00 المضارع:
.74 المر:
البيات المبتدئة بن:
.04 فعل ماضي:
.20 المبتدئة ابلمضارع:
.74 المبتدئة ابلمر:
مس تعينا ابالحصاء اس تنتج الباحث ما يلي :السماء الكاملة تطغى على القصيدة بنس بة ،%40.00الفعال ،%08.5
والبيات التي تبدأ ابلفعال ،%44.00وأثناء تحليله لهذه النسب خلص الى ثالثة نتائج:
أوال :أبيات القصيدة تكاد تكون متساوية البداايت (فعليا واسميا) ،وأرجع ذلك الى طبيعة اللغات العالمية ابعتبار
هذين العنصرين أساس يين في بنية الجمل.
410
تطبيقات المنهج التفكيكي على النص العربيي في النقد العربيي مراتض والغذامي نموذجا
اثنيا :السماء أكثر من الفعال في هذا النص وسبب ذلك حرص النص على اثبات الحال ،فقول الشاعر ( َع َط ُش
النهر) وصف حال أو اثباتها ،على حين أن (عذبني) حركة حدثية تنتهيي ابنتهاء حدثيتها.
اثلثا :الفعال الدالة على الحاضر أكثر من تلك الدالة على الماضي ،والدالة على الماضي أكثر من الدالة على المر،
ومر ّد ذلك -في رأي مراتض -أن المبدع ينطلق من التفكير الذي يجسده الى خطاب من حاضره ثم كثيرا ما يعود الى
الماضي لنه جزء منه ،ومرتبط بحياته وخزان لذكرايته ،أما المس تقبل فال يلتفت اليه اال توهما وتخيال وتأمال،
وترجيا؛ اذ من الناس من يس تطيع أن يتحدى الغيب فيزعم أنه س يحيا هذا المس تقبل بحذافيره ولو كان منه دانيا؟
كل أولئك عوامل نفس ية وواقعية تجعل المبدع ال يميل اال الى حاضره ولو كان يكتب عن الماضي البعيد والزمن
السحيق.34
وتعليقا على هذا التحليل يجد القارئ أن الباحث بدأ بداية نسقية ابمتياز حيث اعتمد أليات نصية كرصد
الوحدات االفرادية واحصائها ،وبعد ذلك يخيب رجاء القارئ عندما يحلل الباحث نتائج تلك البنى فيجده انطباعيا
ابمتياز وال عالقة لما قام ابس تنتاجه ال ابلمناهج النسقية عموما وال ابلتفكيك على وجه الخصوص.
والساعة السليمانية امتدت عروقها.
ورأى أن الصورة الشعرية لدى المقالح تقوم على اعطاء الحركة والحياة الى الشيء الجامد غير العاقل فيرتدّ
متحركا حيّا مثيرا ،فهو -حسب الباحث -يريد ابلساعة السليمانية تلك اللحظة التي تبلغ فيها اللذة والسعادة والنشوة
والشعور بحال تخامر النفس عند تناول نبتة القاط ،وهذه الساعة تكون مألوفة العادة في اليمن لدى الساعة السابعة
مساء ،حيث يكون التخزين أتى ثماره وفعل فعله ،وحيث أن يكونون عادة قد جاءوا على ابقات القاط غصفاهم
تخزينا ،واذن فقد أخرج لفظ الساعة من داللة الزمن القاصر؛ أي الساعة التقليدية المفهوم الى داللة اللحظة السعيدة
التي ال يقدر زمنها بزمن ،ثم أن الصورة وبعد أن انطلقت من الساعة التي على ما فيها من دالالت (الحيز/الزمن
الطويل/اللحظة/القيامة/الثورة) ،فانها شعرت بقصورها عن التبليغ فأردفها بلفظ حضاري عميق الدالالت وهو
(السليمانية) ،وفي رأيه أن الس نة هنا ليست نحوية قاصرة وانما هي حضارية وروحية جميعا ،وليس سليمان اال رمزا
لحضارة سحرية عجيبة يزول من سبيلها كل عسير ،حضارة روحية تقوم على تسخير الجن وتطويع الجبابرة ...أي
صيّر كل شيء على غير ما هو عليه ،فسليمان خاتم سحري عجيب يديره فيدير العالم به ،يسخر من خالله الكائنات
من طير وحيوان وانس وجان ،فهذه التصورات النائشة عن هذه الحضارة الروحية العظيمة تتجلى كلها أو بعضها لدى
لحظة النشوة الناش ئة عن تخزين القاط.35
ونالحظ وبيسر شديد أن الباحث لم يضف شيئا اال أن َأ َّو َل النص تأويال يراه هو ثم َصد ََّق هذا التأويل
وبنى عليه داللة النص ،ولم نجد أي مقاربة حتى وان كانت نسقية ،انهيك عن التفكيك ،بل وجدان مقاربة اجتماعية
ربط من خاللها بتأويله الخاص للبيت ،ثم ربطه ابلحياة االجتماعية في اليمن موطن الشاعر ،ثم أ َّول لفظ سليمان
الذي وجده في البيت تأويال اتريخيا اجتماعيا رابطا ذلك بنبتة القاط ،وكل هذا أبعد ما يكون عن الس يميائية وعن
التفكيك.
-0-0التفكيكية عند عبد الله الغذامي:
يع ّد الغذامي من النقاد العرب القالئل الذين فهموا نطرية التفكيك واش تغلوا عليها في نشاطهم النقدي بشكل
بحق «كتاب تثقيفي ،بمعنى أنه يقترب كثيرا من أسسها وقواعدها وألياتها االجرائية ،وكتابه (الخطيئة والتكفير) يع ّد ّ
يسعى الى تعريف القارئ العربيي بما هو جديد وطارئ في النقد الحديث وبتياراته المختلفة ومدارسه المتعددة»36
خاصة فيما تعلق ابلمناهج الحداثية وما بعد الحداثة.
تبنى في كتابه" :الخطيئة والتكفير" منهجين نقديين حديثين أنذاك وهما :البنيوية والتشريحية أو التفكيكية،
حيث قسم كتابه الى قسمين :قسم نظري عالج فيه عدة قضااي وهي :نظرية البيان (الشاعرية) ،ومفاتيح النص (البنيوية
والس يميولوجية والتشريحية) ،وفارس النص (روالن ابرت) ،أفق النص (نظرية القراءة)/تفسير الشعر ابلشعر،
النموذج :الجملة الشاعرية /الخطيئة والتكفير.37
411
أ.د .خلف الله بن علي
تطرقه لقضية تفسير الشعر ابلشعر في فصل الكتاب الول يرى أن في «العمل الدبيي تتحكم عوامل وعند ّ
الغياب وتطغى على كل العناصر ،وال حضور اال لعاملين فقط هما القارئ والنص ،وهذان العامالن يشتركان في
صناعة الدب أو الدبية في لغة ريفاتير ،فالنص ينتصب أمام القارئ كحضور معلّق والمطلوب من القارئ هو أن
يوجد العناصر الغائبة عن النص لكي يحقق بها للنص وجودا طبيعيا أو قيمة مفهومة ...يقول المتنبيي:
حم في َمن شَ ح ُم ُه َو َر ُم َحس َب الشَ َ َأن ت َ نك صا ِدقَ ًةعيذها ن ََظر ٍّات ِم َ
ُأ ُ
فانه يطلق البيت معلقا في الهواء معتمدا بذلك على فهمنا لبعاد اشارات هذا البيت ،وهو ال يريد منا أن
نفهم المعنى الموجود في هذا القول ،ولكنه يريدان أن نفهم الغائب عنه ،أي داللته المجازية ،فالشحم والورم ال يعنيان
هنا الشحم والورم المعروفين ،وهذان معنيان يغرف عنهما الشاعر وال يريدهما ،وكذا فان (شحم وورم) هما اشاراتن
حراتن وهما وجود معلّق ،يعتمد على (غياب) سيتولى القارئ احضاره الى البيت في كل مرة يقرأ فيها هذا البيت، ّ
ويتنوع هذا الحضور ويتشكل حسب ماهية االلتقاء بين االشارة ومفسرها .فقد يكون معنى الشحم والورم هي الهدية
والرشوة ،أو المحبة والنفاق أو العلم والجهل ،أو أي متضادين قد ينبثقان في ذهن القارئ لحظة احتكاكه بهاتين
االشارتين ،وهذا هو معنى القراءة أو تفسير النص؛ أي أنها عملية احضار الغائب ،على أن هذا الغائب هو أثر النص
الذي هو سبب تميزه كأدب وليس مجرد قول لغوي» ،38في هذا النموذج الشعري العربيي اس تطاع الباحث أن
يقترب كثيرا من المقاربة التفكيكية فنجده محايثا ابمتياز حيث اس تغنى عن المؤلف وربط التحليل أو جعله بين النص
والقارئ ثم اعتمد التعددية القرائية في تأويله للوحدات اللغوية فأخرجها من س ياقها الى نسق ونظام اللغة المهيمنة على
النص ،متحداث عن قضية الثر ودوره في التأويل النصي ،وعالقة هذا الثر بظاهرة الحضور والغياب.
وفي ومعرض حديثه عن قضية التناص في الشعر العربيي القديم –ابعتباره أهم أليات المقاربة التفكيكية-
يرى أن «تداخل النصوص يتم بين نص واحد من جهة ويقابله من الجهة الخرى نصوص ال تحصى فالعالقة ليست
بين واحد وواحد أي ،0+0ولكنها بين واحد وأالف ...ومعنى هذا أن كل اشارة في النص تس تطيع أن تتوجه الى
نص أو نصوص أخرى ...لذا فان التحليل التشريحي للنص -من أجل أن يعقد العالقة بين النصوص المفترض تداخلها-
ال بد أن يكسر النص الى وحدات صغرى ويميزها ليقيم الصلة بينها وبين مداخالتها ...ولذلك فانني سعيت الى تفكيك
النصوص الى وحدات ،وسأسمي الوحدة (جملة) ...فهيي تمثل (صوتيم) النص بحيث ال يمكن كسرها الى ما هو
أصغر منها ...ولذا فان الجملة قد تطول وقد تقصر ،وبترها يفسدها ،وهي تختلف كل االختالف عن الجملة النحوية،
لن جملتنا هنا هي قول أبيي تمام ال تحده حدود النحو ،وكمثال يوضح المراد اقتبس أبيات لدريد بن الصمة هي
خمسة أبيت في عرف علم الشعر ...وهي بضع جمل في عرف علم النحو ،ولكنها (جملة أدبية) واحدة فيما نحاول
تأسيسه هنا من مفهوم فني لمصطلح (الجملة الدبية) ،يقول دريد في جملة أدبية:
السودا ِء َوالقَو ُم ُشهَّدي َو َرهطِ بَني َ عار ٍّض صحاب ِ لت ِل ِ
عار ٍّض َو َأ ِ َوقُ ُ
سي ال ُم َس َّردِ الفار ّ ِ
ِ َسراتُه ُُم في عَال ِن َية ظنّوا ِبألفي ُمدَ َّج ٍّج
َ َ ُ ً
َجرا ٌد يُباري ِوجهَ َة الر ِيح ُمغ َتدي يت الخَي َل قُب ًال َكأَن َّها َول َ ّما َر َأ ُ
صح ا ّال ضُ حى ال َغدِ َ
فَلم ي َس تَبينوا ال ُن َ ِ
َأ َمرتُه ُُم َأمري ِب ُمن َع َرجِ اللوى
ُمهتَدي ِ َ َ
غوايَتَهُم َوأن َّني غ ُير ِ نت ِمنهُم َوقَد َأرى فَل َ ّما عَسوني ُك ُ
يت َوان تَ ُرشد غَزي َّ ُة أَرشَ ِد غَ َو ُ َو َما َأان ا ّال ِمن غَ ِزي َّ َة ان غَ َوت
الممكن االقتصار على البيات من الثالث حتى الخامس لتكوين (الجملة الدبية) ،ولكن ِ وقد يبدوِ أنه من ِ
هذا يجعلها غير قادرة على بناء نفسها بنفسها ،لن الضمير في (أمرتهم) يحتاج الى احالة توضيحية ،وهذا ما جلب
البيتين الول والثاني ،فهيي جملة ال يمكن كسرها الى ما هو أصغر منها كما أنها جملة اتمة ،ولقد تعمدت ايراد هذه
الجملة خاصة لنها قد تعرضت وتتعرض دوما الى عملية انتهاك اقتباسي يفسدها ،فكل الناس يوردون البيت الخير:
يت َوان تَ ُرشد غَزي َّ ُة أَرشَ ِد غَ َو ُ َو َما َأان ا ّال ِمن غَ ِزي َّ َة ان غَ َوت
سوقيا ينم عن شعار غوغائي ...ومن الممكن أن يصدر هذا ويفصلونه ِ عن س ياقه ِمما يفسده ويجعله بيتا ِ
القول عن امعة ال يفقه في الحياة اال ما تفقه السوائم من النعام ،وهو شعار من يقول رأيت الناس يفعلون شيئا فقلته،
412
تطبيقات المنهج التفكيكي على النص العربيي في النقد العربيي مراتض والغذامي نموذجا
ولكنه ال يمكن بحال أن يكون شعار دريد بن الصمة؛ الرجل الحكيم الداهية الذي تزعم قومه ...وبيته في س ياقه هو
بيت مخزون ابلحكمة والدهاء ،وهو بيت ينم عن روح (ديمقراطية) ،ولنحاول قراءته الن مع سائر البيات في
جملته لنعرف أن دريدا رجل رسم مبدأ جماعية القرار ،بحيث يكون الفرد ملزما ابتباع رأي الغالبية؛ وان كان يخالفهم
الرأي أو كان الحق معه ...ولكن الفرد هنا ليس اتبعا وانما هو ملزم بأن يتعلق رأيه ويوضح للجماعة موقفه ،فان قبلوا
فذاك هو المراد ،أما ان عافوا رأيه فعليه هنا االذعان لري الجماعة ،وليس االنشقاق والعصيان ،وهذا وربيي هو عين
الحكمة والدهاء الس ياسي وغاية التأديب الذاتي ،وهي كلها دالالت فقدها البيت بعزله عن س ياقه» ،39ففي تحليل
هذه البيات وجدان الغذامي تفكيكيا ابمتياز ،حيث اس تطاع أن يتناول قضية التناص في شعر الحكمة انطالقا من
الجملة الدبية ،وليس النحوية ،لن الجملة الدبية في هذا النموذج المحلل احتوت على العديد من الجمل النحوية
وبعزل هذه الجملة وتحليلها منفردة فان المحلل ال يحصل على شيء ذي ابل بل قد يقع في االبتسار والخطأ في
التأويل ،بل يجب أن يحلل النص كجملة كبيرة (سماها الدبية) ،وبطريقة نسقية ّبرر موقف الشاعر وغير من رؤية
المتلقي العادي لمثل هذا البيت ،فكلنا نستشهد بهذا البيت عند الحديث عن العصبية القبلية والتعصب.
يواصل الباحث الحديث عن أنواع الجمل ومنها جملة التمثيل الخطابيي وقد أقصرها على (الحكم) في
الشعر وهي أقوال تزخم ابلبالغة وتغص ابلمعاني ،وهي جمل تعتمد على (التمركز المنطقي) ،وفيها تسخّر الكلمات
بكل طاقتها البالغية لداء ذلك المعنى المحدد وخدمته ،وقد ّقسمها الغذامي الى قسمين :ما يأتي فيه التمثيل
الخطابيي لغرض تكثيف الداللة الشعرية في البيت كجزء من احساس المنشئ بهذه الحاجة مثل قول الشاعر:
عض َد ِم الغَزالِ فَا َّن ال ِم َ
سك ب َ ُ فَان ت َ ُف ِق ا َلان َم َوأَنتَ ِمنهُم
ِ ِ
فقد جمع الشاعر بين بعض صفات الشعر وهي التخييل وبعض صفات الخطبة وهي االقناع ،أما القسم
الثاني فهو مجرد محاولة بالغية لتحميل اللفظ بما يراه الشاعر داللة قصوى لذلك اللفظ وهو شحن البيت بتصورات
عقلية ذات جذور منطقية (خطابية) ،وعيب هذا النوع من الجمل هو اعتمادها على (التمركز المنطقي) ،وهو اعتماد
يعمي الشاعر على حركة النص .ويرى الغذامي أنه ي ُ ْو ِق ُع ُه في تناقض بين لغته ومنطقه؛ لن سلطان البيت الواحد يعميه
عن سائر البيات الحكمة التي تكشف هذه العيوب ويمثل الباحث بأبيات زهير بن أبيي سلمى40:
يوطأ ِب َم ِنس ِم نياب َو َ يُضَ َّرس ِبأَ ٍّ مور َك َثير ٍّة َ -1و َمن ال يُصا ِنع في ُأ ٍّ
غن عَن ُه َويُذ َم ِم عَلى قَو ِم ِه ي ُس َت َ ضل فَيَبخَل ِب َفض ِل ِه َ -2و َمن ي َ ُك ذا فَ ٍّ
الش َتم ي ُش تَ ِم يَفر ُه َو َمن ال يَتَّ ِق َ ِ ِ
دون عرضه ِ ِ عروف من ِ ِ َ -3و َمن يَج َعلِ ال َم َ
الناس يُظل ِمَ ِ
يُهَدَّم َو َمن ال يَظل ِم َ ِ ِ ِ ِ ِ
َ -4و َمن ال ي َ ُذد َعن َحوضه بِسالحه
السما ِء ب ُِسل َّ ِم باب َ َولَو را َم َأس َ باب ال َم ِن َّي ِة يَلقَها هاب َأس َ َ -5و َمن َ
َ ُ ّ ِ
يُطي ُع ال َعوالي ُرك َبت ك َّل له َذ ِم عص َأطر َاف ُالزجاجِ فَان َّ ُه َ -6و َمن ي َ ِ
ِ
الى ُمط َمئ ِّن الب ّ ِِر ال يَتَ َجم َج ِم ِ َ ِ
يوف ال يُذ َمم َو َمن يُفض قل ُب ُه َ -7و َمن ِ
َو َمن ال يُ َك ّ ِرم ن ََفس ُه ال يُ َك َّر ِم ِ حسب عَدُ ّو ًا َصديقَ ُه َ -8و َمن يَغت َ ِرب ي َ ِ
الحظ الباحث أن هذه البيات تحاول تأسيس معادلة منطقية في أدب السلوك االجتماعي المهذب ،وهذه المعادلة
تقوم على كفتين /المسلط وردة الفعل عليه ،ومثل البيات في جدولين:
الجدول أ:
-من ال يصانع = يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم.
-من يبخل بفضله = يس تغنى عنه ويذمم.
-من جعل المعروف سترا لعرضه = يفر هذا العرض.
-من ال يتق الش تم = يش تم.
-من ال يذد عن حوضه = يهدم.
-من يعص أطراف الزجاج = فانه يطيع العوالي
الجدول ب:
413
أ.د .خلف الله بن علي
414
تطبيقات المنهج التفكيكي على النص العربيي في النقد العربيي مراتض والغذامي نموذجا
415
أ.د .خلف الله بن علي
عبد الله الغذامي ،الخطيئة والتكفير من البنيوية الى التشريحية ،النادي الدبيي الثقافي ،السعودية0845 ،م ،ط.0.
عبد الله الغذامي ،الخطيئة والتكفير( ،قراءة نقدية لنموذج معاصر) ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،مصر ،ط.0884 ،4.
عبد الملك مراتض ،أ.ي .دراسة سن يميائية تفكيكينة لقصنيدة أينن لنيالي لمحمند العيند أل خليفنة ،دينوان المطبوعنات الجامعينة ،الجزائنر،
.0880
عبد الملك مراتض ،بنية الخطاب الشعري دراسة تشريحية لقصيدة أشجان يمانية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.0880 ،
عبد الملك مراتض ،تحليل الخطاب السردي معالجة تفكيكية س يميائية مركبة لرواية زقاق المدق ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر. ،
0885
عبد الملك مراتض ،شعرية القصيدة قصيدة القراءة تحليل مركب لقصيدة أشجان يمانية ،دار المنتخنب العربنيي ،بينروت ،لبننان0404 ،هنن-
0884م ،ط.0.
لخضر العرابيي ،المدارس النقدية المعاصرة ،دار الغرب للنشر والتوزيع ،الجزائر.0770 ،
محمد بلوحي ،الخطاب النقدي المعاصر من الس ياق الى النسق (السس والليات) ،دار الغرب للنشر والتوزيع ،الجزائر.0770 ،
محمد بن محمد حسن ُش َّراب ،شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لربعة أالف شاهد شعري» ،الناشر :مؤسسة الرسالة،
بيروت – لبنان ،الطبعة :الولى 0400 ،هن 0770 -م ،ج.0.
محمد سالم سعد الله ،سجن التفكيك والسس الفلسفية لنقد ما بعد البنيوية ،عالم الكتب الحديثة ،اربد ،الردن ،0702 ،ط.0.
محمد عزام ،تحليل الخطاب الدبيي على ضوء المناهج النقدية الحداثية.
منصور بن عبد الوهاب ،القراءة من موت المؤلنف النى منيالد القنارئ ،مجلنة النقند والدراسنات الدبينة واللسنانية ،جامعنة بلعبناس ،ع،0.
0775م0400-هن ،منشورات مكتبة الرشاد ،الجزائر.
وردة مداح ،التيارات النقدية الجديدة عند عبد الله الغذامي ،مخطوط ماجس تير ،جامعة العقيد الحاج لخضر ،ابتنة ،الجزائر.0700-0707 ،
يوسف وغليسي ،النقد الجزائري المعاصر من الالنسونية الى اللسنية ،منشورات رابطة ابداع الثقافية ،الجزائر.0770 ،
يوسف وغليسي ،مناهج النقد الدبيي ،جور للنشر والتوزيع ،الجزائر ،0777 ،ط.0.
ننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننن
-4الهوامش:
-1ينظر :لخضر العرابيي ،المدارس النقدية المعاصرة ،دار الغرب للنشر والتوزيع ،الجزائر ،0770 ،ص.044.
-2ينظر :عبد الله ابراهيم وأخرون ،معرفة الخر مدخل الى المناهج النقدية الحديثة ،المركز الثقافي العربيي ،بيروت ،0887 ،ص.004.
-3ينظر :الجياللي حالم ،المناهج النقدية المعاصرة من البنيوية الى النظمية ،مجلّة الموقف الدبيي ،ات ّحاد الكتّاب العرب ،دمشق ،سورية،
ع ،474.كانون الول ،0774شوال ،0405ص.00.
-4ينظر :عبد الله ابراهيم وأخرون ،معرفة الخر مدخل الى المناهج النقدية الحديثة ،ص.004-002.
-5ينظننر :عبنند اللننه الغننذامي ،الخطيئننة والتكفيننر( ،ق نراءة نقديننة لنمننوذج معاصننر) ،الهيئننة المص نرية العامننة للكتنناب ،مصننر ،ط،0884 ،4.
ص.ص.54-52.
-6ينظر :عبد الله الغذامي ،الخطيئة والتكفير ،ص.ص.55-54.
-7ينظر :عبد الله ابراهيم وأخرون ،معرفة الخر ،ص.008.
-8ينظر :عبد الله ابراهيم وأخرون ،معرفة الخر ،ص.ص.000-007.
-9ينظر :منصور بن عبد الوهاب ،القراءة من موت المؤلف الى ميالد القارئ ،مجلة النقد والدراسات الدبية واللسنانية ،جامعنة بلعبناس ،ع،0.
0775م0400-هن ،منشورات مكتبة الرشاد ،الجزائر ،ص.05.
-10محمنند سننالم سننعد اللننه ،سننجن التفكيننك والسننس الفلسننفية لنقنند مننا بعنند البنيويننة ،عننالم الكتننب الحديثننة ،اربنند ،الردن ،0702 ،ط،0.
ص.000.
416
تطبيقات المنهج التفكيكي على النص العربيي في النقد العربيي مراتض والغذامي نموذجا
-11ينظر :عبد العزيز حمودة ،المرااي المحدبة من البنيوية الى التفكيكية ،عالم المعرفة ،منشنورات المجلنس النوطني للثقافنة والفننون ،الكوينت،
،0884ص.220.
-12ينظر :روالن ابرت ،درس الس يميولوجيا ،تر .عبد العزيز بن عبد العالي ،دار توبقال ،المغرب ،0882 ،ط ،2.ص.40.
-13ينظر :يوسف وغليسي ،مناهج النقد الدبيي ،جور للنشر والتوزيع ،الجزائر ،0777 ،ط ،0.ص.004.
-14ينظر :امبرطو ايكو ،التأويل بين الس يميائية والتفكيكية ،تر .سعيد بن كراد ،المركز الثقافي العربيي ،المغرب ،0777 ،ص.004.
-15يوسف وغليسي ،مناهج النقد الدبيي ،ص.ص.005-004.
-16يوسف وغليسي ،النقد الجزائري المعاصر من الالنسونية الى اللسنية ،منشورات رابطة ابداع الثقافية ،الجزائر ،0770 ،ص.054.
-17ينظر :عبد الله الغذامي ،الخطيئة والتكفير من البنيوية الى التشريحية ،النادي الدبيي الثقافي ،السعودية0845 ،م ،ط ،0.ص.50.
-18عبد الله الغذامي ،الخطيئة والتكفير من البنيوية الى التشريحية ،ص.ص.058-054.
-19ينظر :عبد الله ابراهيم وأخرون ،معرفة الخر ،ص.020.
-20ينظر :محمد بلوحي ،الخطاب النقدي المعاصر من الس ياق الى النسق (السس والليات) ،دار الغرب للنشر والتوزيع ،الجزائر،0770 ،
ص.002.
-21ينظر :عبد الله ابراهيم وأخرون ،معرفة الخر ،ص.020.
-22عبد الله الغذامي ،الخطيئة والتكفير ،ص.50.
-23ينظر :يوسف وغليسي ،مناهج النقد الدبيي ،ص.ص.055-054.
-24عبد الله ابراهيم وأخرون ،معرفة الخر ،ص.020.
-25ينظر :محمد عزام ،تحليل الخطاب الدبيي على ضوء المناهج النقدية الحداثية -دراسة في نقد النقد ،ص.ص.048-044.
-26ينظر :عبد الملك مراتض ،تحليل الخطاب السردي معالجنة تفكيكينة سن يميائية مركبنة لرواينة زقناق المندق ،دينوان المطبوعنات الجامعينة،
الجزائر ،0885 ،ص 22.وما بعدها.
-27ينظر :عبد الملك مراتض ،تحليل الخطاب السردي ،ص.ص.44-40.
-28ينظر :عبد الملك مراتض ،تحليل الخطاب السردي ،ص.48.
-29ينظر :عبد الملك مراتض ،أ.ي .دراسة س يميائية تفكيكية لقصيدة أين ليالي لمحمد العيد أل خليفة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائنر،
،0880ص.ص.50-22 .
-30ينظر :عبد الملك مراتض ،أ.ي .دراسة س يميائية تفكيكية لقصيدة أين ليالي لمحمد العيد أل خليفة ،ص.50.
-31ينظر :عبد الملك مراتض ،شعرية القصيدة قصنيدة القنراءة تحلينل مركنب لقصنيدة أشنجان يمانينة ،دار المنتخنب العربنيي ،بينروت ،لبننان،
0404هن0884-م ،ط 0.ص 22.وما بعدها.
-32ينظر :عبد الملك مراتض ،شعرية القصيدة قصيدة القراءة تحليل مركب لقصيدة أشجان يمانية ،ص.ص.057-048.
-33ينظر :عبد الملك مراتض ،بنية الخطاب الشعري دراسة تشريحية لقصيدة أشنجان يمانينة ،دينوان المطبوعنات الجامعينة ،الجزائنر،0880 ،
ص.04.
-34ينظر :عبد الملك مراتض ،بنية الخطاب الشعري دراسة تشريحية لقصيدة أشجان يمانية ،ص.ص.00-00.
-35ينظر :عبد الملك مراتض ،بنية الخطاب الشعري دراسة تشريحية لقصيدة أشجان يمانية ،ص.ص.54-52.
-36وردة مداح ،التيارات النقدية الجديدة عند عبد الله الغذامي ،مخطنوط ماجسن تير ،جامعنة العقيند الحناج لخضنر ،ابتننة ،الجزائنر-0707 ،
.0700ص.05.
-37ينظر :عبد الله الغذامي ،الخطيئة والتكفير ،ص.0.
-38ينظر :عبد الله الغذامي ،الخطيئة والتكفير ،ص40.
-39ينظر :عبد الله الغذامي ،الخطيئة والتكفير ،الصفحات.80-80-87 :
-40ينظر :عبد الله الغذامي ،الخطيئة والتكفير ،الصفحات.88-84-80 :
417
أ.د .خلف الله بن علي
418