You are on page 1of 10

‫المقدمة ‪:‬‬

‫األمثال الشعبية من أكثر األشكال التعبيرية األدبية الشعبية انتشارا وشيوعا وال تخلوا منها أي ة أم ة‬
‫من األمم فهي مرآة عاكسة لمشاعر الشعوب على اختالف طبقاتها وانتماءاتها وهي أيضا تحسيد لمختلف‬
‫تصوراتها وعاداتها وتقاليدها ومعتقداتها في صور حية ودالالت إنسانية شاملة من خالل ما تتس م ب ه من‬
‫خصائص ومميزات فهي بذلك تعتبر الذاكرة الحي ة للش عوب ألنه ا س ريعة الت داول واالنتش ار وتنق ل من‬
‫جيل إلى آخر‪ ،‬ومن لغة إلى أخرى عبر مختلف األزمنة واألمكنة‪ ،‬بإضافة إلى اتسامها باإليج از وجم ال‬
‫اللفظ والكثافة في المعاني‪ ،‬لذلك عدت وعاء األمم ومخزون تجاربه ا‪ ،‬كم ا أنه ا أيض ا وس يلة من وس ائل‬
‫حفظ التجارب والحكم لتنتقل من جيل إلى آخر‪ ،‬وبناء على هذا فاألمثال الشعبية بهذه المكانة شغلت العديد‬
‫من األدباء والحكماء والبالغيين والفالسفة وبذلوا جهدا كب يرا في العناي ة به ا من خالل جمعه ا وش رحها‬
‫وإعطاء تعاريف مختلفة لها‪.‬‬
‫تعريف المثل الشعبي ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تعريف المثل في اللغة‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫لقد أولى العلماء كلمة ‪":‬مثل" عناية فائقة وأعطوها عدة تعاريف تتفق كلها على عدة معان أهمه ا ‪:‬‬
‫الشبه‪ ،‬النظير‪ ،‬العبرة‪ ،‬الحجة‪ ،‬الصفة‪...‬الخ‪ .‬وأهم هذه التعاريف نذكر ‪:‬‬
‫يعرفه ابن منظور بقوله‪« :‬المثل مأخوذ من الجذر الثالثي‪ :‬م‪-‬ث‪-‬ل‬
‫مثل ‪ -‬بكسر الميم ‪ -‬كلمة تسوية‪ ،‬يقال‪ :‬هذا مثله‪ ،‬ومثل ه‪ -‬ب الفتح ‪ -‬ش بهه وش بهه بمع نى؛ ق ال ابن‬
‫بري‪( :‬الفرق بين المماثلة والمساواة أن المساواة تك ون بين المختلفين في الجنس والمتفقين‪ ،‬ألن التس اوي‬
‫هو التكافؤ في المقدار ال يزيد وال ينقص‪ ،‬وأما المماثلون إال في المتفقين تقول‪ :‬نحوه كنحوه وفقهه كفقه ه‬
‫ولوله كلونه فإذا قيل‪ :‬هو مثله على اإلطالق فمعناه أنه يسد مسدده‪ ،‬وإذا قيل هو مثل ه في ك ذا فه و مس او‬
‫له في جهة دون جهة»‪.‬‬
‫المثل في االصطالح‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫اختلفت تعاريف المثل وتنوعت حسب رأي ك ل ك اتب باعتب اره ‪ -‬المث ل ‪ -‬جنس ا أدبي ا قائم ا بذات ه‬
‫كاألجناس األدبية األخرى (من قص ة‪ ،‬ورواي ة‪ ،‬ورس الة‪ ،‬مقال ة‪ ،‬وش عر) ل ذلك ع ني ب ه علم اء البالغ ة‬
‫واللغة وأعطوه تعاريف عدة منها‪:‬‬
‫يعرفه المبرد يقوله‪« :‬المثل مأخوذ من المثال وهو قول سائر يشبه به حال الثاني باألول‪ ،‬واألصل‬
‫فيه التشبيه‪ ،‬فقولهم‪« :‬مثل بين يديه إذا انتصب»‪ ،‬معن اه أش به الص ورة المنتص بة‪ ،‬وفالن أمث ل من فالن‬
‫أي أشبه بما له الفضل‪ ،‬فحقيقة المثل ما جعل كالعلم للتشبيه بحال األول‪ ،‬قال كعب بن زهير ‪:‬‬
‫وما مواعيدها إال األباطيل‬ ‫كانت مواعد عرقوب بها مثال‬
‫قهوا عيد عرقوب علم لكل ما يصلح من المواعيد‬
‫فالكالم إذا جعل مثال كان أوضح للمنطق وأنق للسمع وأوسع لشعوب الحديث»‪.‬‬
‫ويعرفه عبد المجيد قطامش بقوله‪« :‬المثل ق ول م وجز س ائر‪ ،‬ص الب في المع نى‪ ،‬تش به ب ه حال ة‬
‫حادثة بحالة سالفة»‬
‫كما يعرفه أحمد أمين بقوله‪« :‬إن كلمة مثل مأخوذة من قولك ه ذا مث ل الش يء ومثل ه كم ا تق ول ‪:‬‬
‫شبهه وشبهه األن األصل فيه التشبيه‪ ،‬ثم جعلت كل حكمة سائرة مثال‪.‬‬
‫ويرى غيرهم أن الكلمة مأخوذة من العبرية ففيها كلمة "مثل" تدل على هذا المعنى أوس ع من ه فهم‬
‫يطلقوها على الحكمة السائرة‪ ،‬وعلى الحكاية القصيرة ذات المعزى‪ ،‬وعلى األساطير»‬
‫فهذه التعاريف كلها تركز على خاص ية الش به‪ ،‬وهن اك من رك ز في تعريف ه للمث ل على الخاص ية‬
‫الجمالية التي يتميز بها المثل ‪ ،‬يقول ابن عبد ربه في هذا الصدد‪« :‬األمث ال وش يء الكالم وج وهر اللفظ‬
‫أبقى وحلي المعاني والتي تخيرتها العرب وقدمتها العجم‪ ،‬ونطق بها في كل زمان وعلى ك ل لس ان‪ ،‬فهي‬
‫من الشعر وأشرف من الخطابة‪ ،‬ولم يسر شيء مسيرها وال عم عمومها حتى قيل أيسر من مثل»‪.‬‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫يعرفه الجاهل والخابر‬ ‫ما أنت إال مثل سائر‬
‫فمن خالل هذا التعريف يتضح لنا قيمة المثل وسعة استعماله منذ القدم حتى يومنا هذا‪.‬‬
‫ويعرفه ابن السكيت نقال عن الميداني بقوله‪« :‬المثل لفظ يخالف لفظ المضروب له‪ ،‬ويواف ق معن اه‬
‫معنى ذلك اللفظ شبهوه بالمثال الذي يعمل عليه غيره»‪.‬‬
‫وهناك من ركز في تعريفه على خاصية "قصر المثل" يق ول الس يوطي في ه ذا الج انب «والمث ل‬
‫جملة مقتضبة من أصلها‪ ،‬أو مرسلة بذاتها‪ ،‬فتتسم بالقبول وتشتهر بالتداول فتنقل عما وردت فيه‪ ،‬إلى كل‬
‫ما يصح قصده بها‪ ،‬من غير تغيير بلحقها في لفظها‪ ،‬وعما يوجبه الظاهر إلى أشباهه من المع اني فل ذلك‬
‫تضرب وإن جهلت أسبابها التي خرجت عنها»‪.‬‬
‫ما يمكن قوله أن التعاريف مهما تعددت وتن وعت ح ول المث ل واختل ف البالغي ون واللغوي ون في‬
‫تعاريفهم للمثل إال أن الكل يشير إلى أهمية هذا النوع األدبي ودوره في حياة الناس‬
‫تعريف المثل الشعبي‪:‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫يتكون المث ل الش عبي من لفظين‪ :‬مث ل وش عبي‪ ،‬ولق د تمت اإلش ارة في العنص ر الس ابق إلى كلمة‬
‫"مثل" في اللغة واالصطالح‪ ،‬وستتم اإلشارة في هذا العنصر كلمة" شعب"‪.‬‬
‫لفظة مشتقة من لفظ "شعب" يق ول ابن منظ ور‪« :‬والش عب ش عب ال رأس‪ ،‬وهو ش أنه ال ذي يض م‬
‫قبائله‪ ،‬وفي الرأس أربع قبائل‪.‬‬
‫كلمة شعبي والشعب القبيلة العظيمة‪ ،‬وقيل الحي العظيم يتشعب من القبيلة وقي ل ه و القبيل ة نفس ها‬
‫والجمع شعوب والشعب أو القبائل الذي ينتسبون إليه أي يجمعهم ويضمهم‪.‬‬
‫والشعب‪ :‬القبائل وحكى ابن الكلبي عن أبي ه‪ :‬الش عب أك بر من القبيل ة‪ ،‬ثم الفص يلة‪ ،‬ثم العم ارة ثم‬
‫العصارة‪ ،‬ثم الفخذ »‪.‬‬
‫أما محمد سعيدي فاعتبر أن كلمة الشعب من أكثر األلفاظ تعقيدا و يختلف مدلولها من ميدان آلخ ر‬
‫ومن باحث آلخر يقول في ذلك‪« :‬أن الشعبي غير الشعبوي وغير الشعوبي‪ ،‬فالش عبي م ا اتص ل اتص اال‬
‫وثيقا بالشعب إما في شكله أو مضمونه‪ ،‬وأي ممارسة اتص فت بالش عبية تع ني أنه ا من إنت اج الش عب أو‬
‫أنها ملك للشعب»‪.‬‬
‫وهذا يتضح لنا أن "كلمة "شعب تضم المجتمع ما فيه‪.‬‬
‫والمثل الشعبي باعتباره إنتاج كافة الشعوب واألجيال الس ابقة وص فوة أق والهم وعص ارة أفك ارهم‬
‫عبر التاريخ اإلنساني‪ ،‬فقد اهتم العديد من الباحثين بدراسته وإعط اء تع اريف مختلف ة ل ه‪ ،‬وأول تعري ف‬
‫هو تعريف األستاذ التلي بن الشيخ يقول‪« :‬المثل عبارة عن جملة أو أكثر تعتمد السجع وتستهدف الحكمة‬
‫والموعظة‪ ...‬المثل الشعبي تفطير لقصة أو حكاي ة‪ ،‬وال يمكن معرفت ه إال بع د معرف ة القص ة أو الحكاي ة‬
‫التي يعبر المثل عن مضمونها»‪.‬‬
‫فالتلي بن الشيخ ربط تعريف المثل الشعبي بالقصة واعتبره كملخص له ا‪ ،‬وال يمكن أن تع رف م ا‬
‫يقصده المثل إال من خالل معرفة قصته التي انبثق عنها‪.‬‬
‫أما األستاذ أحمد رشدي صالح فإنه يعتبر المث ل الش عبي من أكم ل النم اذج على عبقري ة الفالحين‬
‫وبالغتهم‪ ...« :‬وبعض ها كالمث ل واللغ ز يعت بره الفولكلوري ون من أكم ل النم اذج دالل ة على عبقرية‬
‫الفالحين وبالغتهم»‪.‬‬
‫أما نبيلة إبراهيم في تعريفها للمثل الشعبي تنقل لنا تعريف الش يخ محم د رض ا الش بيبي في تقديم ه‬
‫لكتاب األمثال البغدادية للشيخ جالل الحنفي يقول األس تاذ محم د رض ا ‪« :‬األمث ال في ك ل ق وم خالص ة‬
‫تجاربهم ومحصول خبرتهم‪ ،‬وهي أقوال تدل على إصابة المحز‪ ،‬وتطبيق المفصل‪ ،‬هذا من ناحية المعنى‬
‫أما من ناحية المبنى فإن المثل الشرود يتميز عن غيره من الكالم باإليجاز ولطف الكناية وجمال البالغ ة‬
‫وحقائق واقعية بعيدة البعد كله عن الوهم والخيال‪ ،‬ومن هنا تتميز األمثال عن األقاويل الشعرية»‪.‬‬
‫أما األستاذ أحمد أمين فلقد عرف المثل الشعبي بقوله‪« :‬المثل الشعبي نوع من أن واع األدب يمت از‬
‫بإيجاز اللفظ وحسن المعنى ولطف التشبيه‪ ،‬وجودة الكتابة وال تكاد تخلو منه أمة من األمم ومزية األمثال‬
‫أنها تنبع من كل طبقات الشعب»‪.‬‬
‫واألمثال الشعبية جزء من األدب الشعبي الغني بالمادة التراثية واإلبداعية « واألمثال الشعبية جزء‬
‫من األدب وض رب من ض روبه اإلبداعي ة ‪،‬وهي أيض ا مح ال زاخ ر ب القيم الحض ارية واالجتماعي ة‬
‫للشعوب»‪.‬‬
‫وهناك من وجد صعوبة كبيرة في إعطاء تعريف للمثل الشعبي مثل األس تاذ أحم د رغب يق ول في‬
‫تعريفه للمثل‪« :‬المثل قول وجيز يعبر عن خالصة تجربة‪ ،‬مصدره كامل الطبقات الش عبية يتم يز بحس ن‬
‫الكتابة وجودة التشبيه له طابع تعليمي ويرقى على لغة التواصل العادي»‪.‬‬
‫فهذا التعريف ينظر للمثل الشعبي بأنه قول وحيز حام ل لخالص ة تج ارب الش عوب ل ه خص ائص‬
‫تميزه عن غيره‪ ،‬هدفه تعليمي وله لغة خاصة ترقى عن لغة الحياة اليومية‪.‬‬
‫وعليه فمهما اختلفت التعاريف حول المثل الشعبي وتعددت فكلها تنف ق على أن ه ذا الجنس األدبي‬
‫يعبر عن مختلف الشعوب ويحاول نقل تجارها لآلخرين‪.‬‬
‫الفرق بين المثل والحكمة ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫كثيرة هي المصطلحات والمفاهيم التي تتداخل وتتش ابك فيم ا بينه ا مج رد ذك ر واح دة منه ا ل ذلك‬
‫يجب تحديد كل مصطلح وإعط اء مفه وم ل ه‪ ،‬وتحدي د خصائص ه والف رق بين ه وبين المص طلحات ال تي‬
‫تتداخل معه‪.‬‬
‫من بين هذه المصطلحات التي تتداخل في هذا البحث مصطلحي "الحكمة والمث ل الش عبي"‪ ،‬إذا م ا‬
‫هو الفرق بينهما؟ وما هي مواطن التداخل؟‪.‬‬
‫هناك العديد من الباحثين من اتفق على أن هاذين المصطلحين يحمالن نفس المعنى وهناك من أك د‬
‫على استقاللية كل منها عن اآلخر‪ ،‬فالدارسون اتفقوا على أن المثل يقوم على أساس التشبيه‪:‬‬
‫«المثل أساسه التشبيه وما يقع في حكمه أمن وجوه بالغية‪ ،‬فإذا وحدت عبارات تتفق مع المثل في‬
‫اإلنجاز والشيوع وصوع العبارة‪ ،‬وتختلف عنه من حيث اس تعمالها بمعناه ا الح ربي‪ ،‬وال تعتم د بالت الي‬
‫على التشبيه‪ ،‬وعلى ما يقع في حكمه من وجهة نظر بالغي ة‪ ،‬اعت برت أق وال س ائرة أم ا الحكم ة فه دفها‬
‫إصابة المعنى وترمي إلى التعليم‪ ،‬ويكون إنتاجها وش يوعها بين الخاص ة‪ ،‬تق وم على التجري د وتس تدعي‬
‫التأمل وهي اكثر قبيلة للتعميم »‪.‬‬
‫فبورايو ي رى أن المث ل الش عبي يختل ف عن الحكم ة باعتب ار أن المث ل يق وم على التش بيه‪ ،‬بينم ا‬
‫الحكمة هي أهم منه وتعبير كخالصة تجربة تحكيم ما تصدر عن فئة معينة من الناس‪.‬‬
‫من بين أوجه االختالف أيضا أن للمثل مورد ومضرب عكس الحكمة‪ ،‬فالمورد هو القصة األصلية‬
‫التي أطلق فيها المثل ألول مرة‪ ،‬والمضرب هو الحال أو القصة أو الظرف المشابه للقصة األصلية‪.‬‬
‫كذلك يمتار المثل عن الحكم ة في اس تعمالنا ل ه في حال ة من ح االت اإلنس ان «فنص ره عن حال ة‬
‫غض ب أو اس تهزاء‪ ،‬أو ث ورة أو تص حيح اعوج اج‪...‬الخ‪ ،‬بخالف المحكم ة ال تي ال تك ون إلى للتوجي ه‬
‫األخالقي»‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك يقول عبد الحميد بن هدوقة في مقدمة مصنفه األمثال الش عبية أن الف رق بين المث ل‬
‫والحكمة يكمل من حيث الداللة في األبعاد االجتماعية التي يعبر عنها المثل‪« :‬يبدو لنا بالرغم من الترابط‬
‫والتالحم الواضح بين المثل والحكمة والقول السائر‪ ،‬إال أن هناك بعض الفرق‪ ،‬فالحكم ة تض من موعظ ة‬
‫أو نصيحة أو عبرة مثل قول اإلمام علي بن أبي طالب «عمرات البلدان بحب األوطان»‪ ،‬بينما المث ل ق د‬
‫انتقم ذلك وقد ال يتضمن‪ .‬فعندما يتمث ل الرج ل الش عبي به ذا المث ل‪« :‬راحت ح وابي وعش ور»‪ ،‬فه و ال‬
‫ينصح وال يقرر‪ ،‬وإنما يصور ذهاب أمواله فيما ال غناء فيه كما ذهبت أم وال الن اس في العه د العثم اني‬
‫بين الجبايات والزكوات ‪ ...‬و لما اس تخلص الس امع من مثل ه‪ :‬أن حال ة الم واطن لم تتغ ير بتغ ير النظ ام‬
‫السياسي واالجتماعي‪ ...‬فالمثل هناك قابل لكث ير من ال دالالت الش تماله على مقوم ات المث ل الكام ل من‬
‫تشبيه‪ ،‬وإيجاز‪ ،‬وبالغة وسهولة التصاق بالذاكرة‪ ...‬ومن ثمة فه و ألص ق بالحي اة الش عبية‪ ،‬وأص دق من‬
‫الحكمة في تصوير حياة المجموعة المتداول بين أفرادها في سرائهم وضرائهم‪ ،‬وأنواع العالق ات القائم ة‬
‫بينهم‪ ،‬والمثل العليا التي يشتركون في تقديسها‪ ،‬في حقبة معينة من الزمن‪.» ...‬‬
‫فالمثل هنا ال يهدف إلى التعليم والتوجيه حس ب رأي ه بق در م ا ي رمي إلى تص وير تجرب ة إنس انية‬
‫عاشها اإلنسان بكل تفاصيلها‪ ،‬والحكم ة ق د تحم ل دالالت يص عب على اإلنس ان الع ادي فهمه ا ومعرف ة‬
‫معناها‬
‫إضافة إلى ما سبق توجد فروق أخرى بين المثل والحكمة‪:‬‬
‫أن أسلوب للكل دائما موجز‪ ،‬عكس أسلوب الحكمة الذي قد يطول نسبيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سهولة انتشار وتداول المثل الشعبي على عكس الحكمة ال تي يص عب فهم بعض معانيه ا خاص ة‬ ‫‪-‬‬
‫عند اإلنسان العادي البسيط‪.‬‬
‫المثل يحمل معنيين‪ ،‬معنا ظاهرا واآلخر باطنا وأما المعنى الظاهر فهو حدث من أحداث التاريخ‬ ‫‪-‬‬
‫أو ما إلى ذلك أما الباطن فمرجعه إلى الحكم ة واإلرش اد في حين المحكم ة تفي د معن ا واح د من‬
‫نهي وإرشاد وحكمة‪.‬‬
‫المثل بصدر عن عامة الناس وعند مختلف طبقات الشعب‪ ،‬بخالف الحكمة التي ال تصدر إال عن‬ ‫‪-‬‬
‫طبقة معينة من الناس‪.‬‬
‫هذه هي أوجه االختالف بينهما‪ ،‬أما أوجه االتفاق بينهما فتتمثل في‪:‬‬
‫الهدف من كليهما هو توجيه سلوك الفرد ومحاول ة إص الحه «ومن المالح ظ أن المث ل والحكم ة‬ ‫‪‬‬
‫(المأثورة) يكادان أن يكونا شيئا واحدا‪ ،‬هدفهما تعليمي ‪ Didactic‬وهو الوع ظ وتقري ر أص ول‬
‫قضايا السلوك وقواعد المعرفة‪ ،‬والمعتقدات‪ ،‬والتشريع الشعبي والمبادئ الفني ة وال دول إلى آخ ر‬
‫ه ذه المن احي المختلف ة من النش اط اإلنس اني»‪ ،‬فه و يش ترك معه ا في إص الح الف رد وتوجيه ه‬
‫وإرشاده‪.‬‬
‫يلتقي المثل مع الحكمة في إنجاز العبارة فيس هل ت داولها وانتش ارها بين الن اس يق ول أب و الهالل‬ ‫‪‬‬
‫العسكري في جمهرته لألمثال‪« :‬ثم جعل كل حكمة س ائرة مثال وق د ي أتي القائ ل بم ا يحس ن من‬
‫الكالم أن يتمثل به إال أنه ال يتفق أن يسير فال يكون مثال»‪.‬‬
‫«فالحكمة هنا نوعان ن وع بس ير ويعش و فيص بح مثال‪ ،‬ون وع ال يتهي أ ل ه ذل ك فال يس مى مثال»‪.‬‬
‫كالهما تلخيص التجربة سابقة سواء فردية أو جماعية‪« :‬األقوال والحكم المأثورة تتفقان مع المثل الشعبي‬
‫في كونها ترجع جميعا إلى اهتمام روحي واحد‪ ،‬وهو التجارب الفردية ال تي يعيش ها الن اس وتتلخص في‬
‫تلك األقوال الموجزة الحكيمة‪ ،‬ولذلك فإن هذه األقوال المأثورة تنفصل عن العمل الفني لتعيش بمفردها‬
‫أحقابا طويلة»‪.‬‬
‫وعليه فالمثل الشعبي والحكمة مهما اختلفا أو انفقا فكالهما يعبران عن تجارب اإلنس ان ويح اوالن‬
‫من خاللها إصالح الفرد وتوجيهه نحو األفضل‪.‬‬
‫خصائص وميزات المثل الشعبي‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫يمت از المث ل الش عبي كغ يره من األش كال التعبيري ة الش عبية األخ رى بالعدي د من الخص ائص‬
‫والمميزات التي اختلف الباحثون كل واحد يعرضها حسب كل منطق لديه‪.‬‬
‫أول ما نشير إليه في عده الخصائص المثل ابن المقفع يقول في هذا الصدد‪« :‬إذا جعل الكالم مثال‪،‬‬
‫كان أوضح للمنطق وأنق للس مع‪ ،‬وأس ع لش عوب الح ديث»‪ ،‬فمن خالل قول ه يتض ح لن ا أن للمث ل ثالث‬
‫خصائص أساسية هي‪ :‬وضوح المعنى‪ ،‬وجمال األداء وعموم الداللة‪.‬‬
‫وهناك من حصرها في هذه الخصائص يقول‪ ":‬أبو عبيد القاسم بن سالم" في تعريفه للممثل وذك ر‬
‫خصائصه‪« :‬هذا كتاب األمثال‪ ،‬وهي حكمة العرب في الجاهلية واإلسالم‪ ،‬وبما كانت تع ارض كالمه ا ‪،‬‬
‫فتبلغ بها ما حاولت من حاجاتها في المنطق بكناية غ ير تص ريح ‪،‬فيجتم ع له ا ب ذلك ثالث خالل‪ :‬إيج از‬
‫اللفظ‪ ،‬وإصابة المعنى ‪ ،‬وحسن التشبيه »‪.‬‬
‫أما ابن عبد ربه فيشير إلى خاصية الشيوع والتداول في المثل الشعبي واألمث ال هي وش يء الكالم‬
‫وجوهر اللفظ وحلي المعاني‪ ،‬والتي تخيرتها الع رب وق دمتها العجم‪ ،‬ونط ق به ا في ك ل زم ان على ك ل‬
‫لسان فهي أبقى من الشعر‪ ،‬وأشرف من الخطابة‪ ،‬لم يسر شيء مسيرها وال عم عمومها» ‪ ،‬فهنا ابن عب د‬
‫ربه جعل المثل أحسن نوع أدبي وفضله على ب اقي الفن ون التعبيري ة األخ رى وال أح د يق وم مقام ه‪ ،‬أم ا‬
‫األستاذة نبيلة إبراهيم فلقد لخصت خصائص المثل فيما يلي ‪:‬‬
‫المثل خالصة التجارب ومحصول الحيرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المثل يحتوي على معنى يصيب التجربة والفكر في الصميم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المثل يتمثل فيه اإلنجاز وحمال البالغة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومن خصائصه أيضا التعبير عن الواقع بطريقة غير مباشرة‪« :‬والمثل ال يعبر عن الوق ائع بش كل‬
‫مباشر‪ ،‬وإنما يمثل لها تمثيال عبر صورة أو قصة ما‪ ،‬لذلك كان كل مثل في جملته إشارة تحيل إلى معنى‬
‫أبعد»‪.‬‬
‫كذلك من خصائص المثل الشعبي استخدامه صيغة اإلف راد بك ثرة وخصوص ا اس م الموص ول وال‬
‫يستخدم صيغة الجمع إال قليال ‪« :‬إن المثل الشعبي أهم من النثر والقصة‪ ،‬وأقرب إلى الصدق في التعب ير‬
‫عن الظ واهر االجتماعي ة‪ ،‬ألن ه ال يهتم بالظ اهرة في ح د ذاته ا‪ ،‬وإنم ا يهتم بالس لوكيات الكامن ة وراء‬
‫الظاهرة‪ ،‬لهذا يالحظ أن المثل الشعبي يستخدم صيغة اإلف راد بك ثرة‪ ،‬وخصوص ا اس م الموص ول "اللي"‬
‫وال يستخدم صيغة الجمع إال قليال وتعليل هذه الظاهرة واضح‪ ،‬إذ ليس هن اك قض ية اجتماعي ة في ط رح‬
‫المثل‪ ،‬وإنما هناك دواف ع س لوكية‪ ،‬تنطب ق على الجماع ة ك أفراد ال كجماع ة»‪ ،‬وفي ه ذا ي رى التلى بن‬
‫الشيخ أن استعمال اسم الموصول "اللي" معناه الذي أو التي عند صياغة المثل الشعبي ‪ '':‬اللي ماهو لي ك‬
‫يعييك" فهو عام ينطبق على كل الناس وال يقصد به شخص معين‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك توجد خاصية التناقض الظاهري أو التعدد في الموضوع الواحد ‪ ...«:‬تعدد األمثال‬
‫الشعبية في موضوع واحد بطريقة تبدو في الطاهر وكأن التع دد يحم ل في أحض انه تناقض ا ص ريحا في‬
‫رؤية المثل الشعبي مثل قولهم "خوك خوك ال يغرك صاحبك"‪ ،‬وق ولهم "خ وك من وات اك‪ ،‬م وش خ وك‬
‫من أمك وباباك"»‪ ،‬فاألول يعني القرابة‪ ،‬والثاني يعني الصداقة التي تجدها في المواقف الصعبة‪.‬‬
‫«فاألمثال الشعبية تتماشى ومنطلقات األمثال في التعبير ذلك أن المثل رصد للس لوك اإلنس اني في‬
‫حاالت ومواقف متغيرة‪ ،‬وليس رصدا لقضية ذات موضوع ووضع اجتماعي محدد»‪.‬‬
‫وظائف المثل الشعبي ‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫يتميز المثل الش عبي باإليج از والكثاف ة في المع اني والدق ة في التعب ير وه ذا م ا جعل ه من األك ثر‬
‫األنواع األدبية الشعبية انتشارا وتداوال بين مختلف طبق ات المجتم ع من خالل رص د تجارب ه والتع رض‬
‫لها بهذه الكلمة الموجزة المؤدية للغرض المطلوب‪ ،‬فهو بذلك يؤدي عدة وظائف في حياة الفرد حسب كل‬
‫موقف أو موضوع يواجهه ‪ ،‬ومن أهم هذه الوظائف كما استخلصها عبد الحميد بورايو في كتاب ه "األدب‬
‫الشعبي الجزائري" في تحليله لمقدمة قادة بوت ارن األمث ال الش عبية الجزائري ة هي‪ :‬الوظيف ة التواص لية‪،‬‬
‫اإلقناعية‪ ،‬التشبيهية‪ ،‬الترفيهية‪...‬الخ‪.‬‬
‫أهمية ودور المثل الشعبي ‪:‬‬ ‫‪.5‬‬
‫إن المثل الشعبي من خالل انتشاره الواسع الكبير بين أوساط الناس أصبحت له أهمي ة ودور كب ير‬
‫في حياتنا لما يحتويه المثل من دالالت اجتماعية وسياسية وعقائدية واقتصادية‪ .‬فهو ب ذلك يعت بر كوس يلة‬
‫يعبر بها اإلنسان عن مختلف تجاربه‪ .‬وعليه فأهمية ودور المثل الشعبي يكمالن في ‪:‬‬
‫األمثال الشعبية تمثل عراقة الشعوب وجذورها وأصولها تحمل اإلرث الحضاري ال ذي ج اء لن ا‬ ‫‪‬‬
‫بمجموعة من القيم والقواعد واألخالق والمبادئ التي يجب أن يسير عليها الفرد‪.‬‬
‫التعبير عن مختلف طبقات الشعب وكل الفئات وليست فئة معينة ‪،‬كما أن ه يت ابع مختل ف مراح ل‬ ‫‪‬‬
‫نمو اإلنسان منذ نعوم ة أظ افره إلى مرحل ة الش يخوخة ويع بر عنه ا‪ ،‬ك ذلك يع الج ك ل القض ايا‬
‫والمشاكل التي يتعرض لها الفرد في حياته بكل تناقضاتها وتعقيداتها‪.‬‬
‫األمثال الشعبية تعين الفرد على الفهم وتنمي قدرته على فهم المقص ود‪« :‬فلألمث ال أهمي ة ك برى‬ ‫‪‬‬
‫في حياة الش عوب‪ ،‬فهي في مقدم ة كنوزه ا الفكري ة ‪،‬يجلب االهتم ام وتوض ح المقص ود‪ ،‬وتث ير‬
‫الخيال وتعين على الفهم ‪،‬فتتمت ع النفس والفك ر والمش اعر ‪،‬وتعكس ع ادات أص حابها وس لوكهم‬
‫وأخالقهم وتقاليدهم بقلة لفظها وكثرة معانيها التي تعبر عما تكنه الشعوب في أعماقها » ‪.‬‬
‫استعمال المثل الشعبي طريقة اإلرشاد يضع اإلنسان أمام حاالت سلوكية معينة وي ترك ل ه حري ة‬ ‫‪‬‬
‫التطبيق‪« :‬المثل يستعمل طريقة اإلرشاد فيضعك أمام حاالت س لوكية معين ة‪ ،‬وي ترك ل ك حري ة‬
‫تطبيق ما تريد‪ ،‬مما ال تريد‪ ،‬فلو سمعنا المثل القائل "اللي أعطى كلت على رقبتو"‪ ،‬أو كم ا يق ال‬
‫في الجزائر "الكلمة كي البارود إذا خ رج م ا ي رجعش" ليس في ه ذين المثلين إك راه وال توجي ه‬
‫إنما هناك حالة سلوكية لفاضلة من وفى بوعده كان صورة للفضيلة واألخالق الحميدة‪.»...‬‬
‫وللمثل أيضا دورا كبيرا في الجانب النفسي‪ ،‬فعندما يتع رض اإلنس ان في حيات ه لص دمات أليم ة‬ ‫‪‬‬
‫فيجد نفسه محبطا ويائسا من الحي اة أو فاق دا لألم ل فالمث ل الش عبي من خالل ذل ك يس اعده على‬
‫إيجاد الحلول وتهدئته‪ ،‬واللجوء إليه والتخفيف عنه‪ ،‬فعندما يصيب اإلنسان شيء ما أول م ا يق ال‬
‫له هذا المثل الشعبي الكثير التداول واالنتشار في الوس ط الجزائ ري "كاتب ة "أو "المكت وب"‪ ،‬من‬
‫أجل التخفيف عنه وأن ما أصابه هو مقدر ومكتوب من هللا‪ ،‬كما يقال‪" :‬شدة ونزول"‪ ،‬بمع نى أن‬
‫هذه الشدة نزول وتحل مشاكلها مع الوقت ال داعيا للقلق والجزع‪.‬‬
‫يس تحوذ المث ل الش عبي على ش عبية كب يرة‪ ،‬فه و يس تخدم في ك ل مناس بة‪ ،‬فتح ده حاض ر عن د‬ ‫‪‬‬
‫السياس يين في خطبهم‪ ،‬وفي الخطب الديني ة‪ ،‬ك ذلك عن د األدب اء في ش عرهم وفي نش رهم‪ ،‬وفي‬
‫حياتنا اليومية نوظفه دون أن تشعر به سواء لالستشهاد أو للتوجيه أو لتحسين الكالم‪.‬‬
‫وللمثل الشعبي أيضا دورا كب ير في تحس يد المع نى وتوض يحه‪ ،‬ل ذلك اهتم الع رب والعلم اء ب ه‬ ‫‪‬‬
‫واستحضروه في كل مناسبة تحتاج إلى شرح وإفهام‪.‬‬
‫«‪ ...‬ولض رب الع رب األمث ال واستحض ار المث ل والنظ ائر ش أن ليس ب الخفي في إب راز حبي ات‬
‫المعاني‪ ،‬ورفع األستار عن الحقائق‪ ،‬حتى تربك المتخيل في صورة المحقق والمتوهم في معرض المتيقن‬
‫والغالب كأنه شاهد‪ ،‬وفيه تبكيت للخصم األلد‪ ،‬وقمع لسورة الج امع األبي ‪،‬وألم ر م ا أك ثر هللا في كتاب ه‬
‫المبين وفي سائر كتبه أمثاله‪ ،‬وفشت في كالم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وكالم األنبياء والحكماء»‪.‬‬
‫واألمثال الشعبية تعبر عن مصائرنا عكس األنواع الشعبية األخ رى ل ذلك نلج أ إليه ا‪« :‬إنن ا نعيش‬
‫جزءا من مصائرنا في عالم األمثال ولعل ما يفسر لنا استعمالنا الدائم لألمثال‪ ،‬على عكس األنواع األدبي ة‬
‫الشعبية األخرى مثل األسطورة والحكاية الشعبية واأللغاز وغير ذلك‪ ،‬فاألمثال الش عبية بالنس بة لن ا ع الم‬
‫هادئ نركن إليه حينما نود أن نتجنب التفكير الطويل في نتائج تجربتنا»‪ .‬كما أنها تعمل على سن القوانين‬
‫والقواعد التي تنظم العالقات بين الناس‪.‬‬
‫إضافة على ذلك للمثل الشعبي دورا هاما أيضا يتمث ل في توظي ف األدب اء والكت اب الع رب للمث ل‬
‫الشعبي في قصصهم ورواياتهم‪ ،‬وهذا ما يعرف باسم "التضمين" أو "التناص"‪ ،‬وتذكر على سبيل المث ال‬
‫من األدباء الجزائريين الذين وظفوا األمثال الشعبية في رواياتهم الروائي المش هور "الط اهر وط ار" من‬
‫خالل روايته "الالز" «ففي رواية "الالز" للطاهر وطار بلغ عدد األمثال الشعبية بما أحد عشر‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫األمثال الشعبية من أكثر األنواع األدبية الشعبية المتداولة بين الناس نظرا لما تحمله في طياتها من‬
‫دالالت فهي مرآة عاكسة لحياة الشعوب بمختلف طبقاتها‪ .‬ولقد اتفق الكت اب واألدب اء على أن المث ل ي دل‬
‫على عدة معاني أهمها‪ :‬الشبه والنظير والعبرة‪ .‬وأن المثل جنس أدبي هام لذلك ج اء في أرقى النص وص‬
‫األدبية –القران الكريم – وورد في عدة مواضع وبأوجه مختلفة‪.‬‬
‫مهما اختلفت التعاريف حول المثل الش عبي فهي تتف ق كله ا على أن ه جنس أدبي حي مت داول عن د‬
‫سكان العالم أجمع فهو يعبر عن مختلف تجارهم ومرآة عاكسة لحياتهم ‪ ،‬وهذا ما جعل العدي د من األدب اء‬
‫والكتاب يوظفونه في أعمالهم األدبية ويولونه عناية خاصة‪ .‬كما أن العديد من الكتاب الجزائريين وضعوا‬
‫عدة مصنفات لها وقاموا بجمعها وترتيبها كل واحد حسب منهجه ال ذي ي راه مناس با ل ذلك من بينهم‪ :‬أبي‬
‫شنب وجعكوز مسعود وقادة بوتارن وغ يرهم‪ .‬تعت بر األمث ال الش عبية كقواع د وس لوكيات ص الحة لك ل‬
‫زمان وفي كل مكان لتوعية الفرد وتنشئته‪.‬‬

You might also like