‫المبحث الثاني ‪ :‬الحضارة االغريقية إجتماعيا‬

‫المطلب االول ‪ :‬الحياة االجتماعية‬

‫كان المجتمع الٌونانً مقسما الى عدة طبقات وتختلف أهمٌة هذه الطبقات باختالف‬
‫الرقً الفكري و االنتعاش االقتصادي من مدٌنة الخرى ففً أثٌنا التً كانت تتمتع‬
‫بنوع من الدٌمقراطٌة فً ذلك العصر نجد مجتمعا مقسما إلى ثالث طبقات متمٌزة‬
‫عن بعضها البعض ‪:‬‬
‫‪ -1‬المواطنون االثٌنٌون‬
‫‪ -2‬المستوطنون ‪ .‬وهم القاطنون فً اثنا ولٌسو من ابوٌن اثٌنٌٌن‬
‫‪ -3‬طبقة العبٌد و االسرى‬
‫وبخصوص االسرة الٌونانٌة فهً تتمتع بحرٌة واسعة ولألب السلطة العلٌا فهو‬
‫كاهنها االكبر وعندما ٌموت تعبد روحه ‪.‬‬
‫وكان الزواج ٌعد فً منزل العروس اوال ثم فً منزل العرٌس كما كانو مولعٌن‬
‫(‪)1‬‬
‫باأللعاب األولمبٌة وخصصوا لها ملعبا خاصا ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬البيئة االجتماعية‬

‫صحٌح أن إغرٌق القرن الخامس كانوا ٌعٌشون تحت دساتٌر مختلفة‪ ،‬وأنهم كانوا‬
‫ٌفكرون بالعالم بطرائق مختلفة جدا عن الرجال والنساء فً الحضارات األولى‪ ،‬إال‬
‫أن بعض األشٌاء لم تتغٌر كثٌرا منذ نهاٌة عصور الظالم‪ ،‬إننا قد ننسى أحٌانا حتى‬
‫الٌوم الكثٌرٌن من الناس هم فالحون‪ ،‬وفً العالم اإلغرٌقً كان أكثر الناس‬
‫ٌحصلون معٌشتهم من األرض‪ ،‬حٌث ظلت الزراعة شاقة‬
‫وبدائٌة حتى مع ظهور األدوات الحدٌدٌة‪ .‬أما فً مجال التصنٌع‪ ،‬فلم ٌكن هناك إال‬
‫بضع مئات من الفخارٌن هم الذٌن ٌصنعون األعمال التً اشتهرت أثٌنا بتصدٌرها‪.‬‬
‫وكان أكبر معمل للتروس فً المدٌنة ٌعتبر هائال ألن فٌه ‪ 121‬عامال‪ .‬وكان هناك‬
‫عدد قلٌل نسبٌا من الحدادٌن والحجارٌن وصناع الدروع والمجوهرات وغٌرها من‬
‫(‪)2‬‬
‫االختصاصات‪ .‬لقد بقٌت الزراعة عماد االقتصاد‪ ،‬مثلما هً الحال الٌوم فً كثٌر‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -1‬محاضرات فً مقٌاس الحضارة االنسانٌة ‪ .‬د إسماعٌل سٌبوكر ‪ .‬ص‪32‬‬
‫‪ -2‬الموقع االلكترونً منتدٌات تاسوست ‪ . http://tassoust.keuf.net/t1772-topic‬الدخول ‪1215/12/11‬‬
‫على الساعة ‪21:32‬‬
 ‫من دول العالم‪ ،‬ولكنها لم تنتج ثروة كبٌرة‪ ،‬ولو أن الزٌتون والكرمة قد وسعا من‬
‫إمكانٌاتها‪ ،‬ألن تربة الٌونان لٌست غنٌة فً العادة‪ ،‬فظلت المحاصٌل قلٌلة وضعٌفة‬
‫النوعٌة طوال األزمنة الكالسٌكٌة‪ .‬وكانت بقع األرض صغٌرة جدا ‪ ،‬فحتى الرجل‬
‫الغنً لم ٌملك إال ‪ 31-21‬هكتارا من أراضً الحبوب والكرمة معا كما ٌبٌن‬

‫تصنٌف لمواطنً أثٌنا بحسب الثروة وضع فً القرن السادس‪ .‬وقد ظل االتجاه العام‬
‫هو تقسٌم األمالك مرة بعد األخرى عند المٌراث‪ ،‬وكان أكثر الرجال األحرار من‬
‫صغار المالك بمقاٌٌسنا‪ .‬وقد اقتضى االعتماد على الزراعة فً أراض صغٌرة أن‬
‫تكون الحٌاة شاقة وبسٌطة‪ ،‬فإنك حٌن تنظر إلى آثار الٌونان العظمٌة مثل بناء‬
‫البارثٌنون فً أثٌنا أو المعابد اإلغرٌقٌة الكثٌرة الباقٌة فقد تشكل انطباعا خاطئا عن‬
‫الحٌاة فً الٌونان القدٌمة‪ ،‬ألن هذه كانت أبنٌة عامة تمول بموارد جماعٌة‪ ،‬ولكن‬
‫الحقٌقة أن أكثر اإلغرٌق كانوا ٌعٌشون فً بٌوت صغٌرة متواضعة وٌأكلون طعاما‬
‫بسٌطا‬
‫ولقد شكلت القبٌلة نواة المجتمع األثٌنً‪ ،‬وبرزت فئات طبقٌة متعددة أساسها المهنة‬
‫كالكهنة والتجار والعمال والصناع والرعاة‪ .‬وامتاز المجتمع األثٌنً بالطبقٌة على‬
‫أساس الثروة التً كانت تقدر بمساحة األرض المملوكة أو المنقولة بالوراثة دون‬
‫تقسٌم‪ ،‬وقد انقسم المجتمع األثٌنً إلى الفئات التالٌة‪ :‬المواطنون األصلٌون‪ ،‬أي من‬
‫أبوٌن آثٌنٌٌن ولهم الحقوق كاملة؛ المٌتٌك أي األغراب الذٌن استوطنوا أثٌنا ولٌس‬
‫(‪) 1‬‬
‫لهم أٌة حقوق سٌاسٌة ومدنٌة؛ والعبٌد ومصدرهم األسر والتوالد وال َّدٌن‪ ،‬وٌعتبر‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -1‬المرجع السابق منتدٌات تاسوست‬
 ‫الرقٌق ماال فً تصرف سٌده‪.‬ولم ٌكن التشرٌع اإلغرٌقً ٌعترف بحقوق المرأة فهو‬
‫ٌعتبرها مخلوقا تقل قٌمته اإلنسانٌة عن قٌمة الرجل‪ٌ ،‬علن عن ذلك أرسطو فً قوله‪:‬‬
‫"إنَّ الطبٌعة لم تزود المرأة بأي استعداد عقلً ٌعتد به‪ ،‬ولذلك ٌجب أن ُتقتصر‬
‫تربٌتها على شؤون التدبٌر المنزلً واألمومة والحضانة وما إلى ذلك"‪ ،‬كما نجده‬
‫وضع المرأة فً مرتبة المحجور علٌهم الذٌن لٌس لهم أهلٌة التصرف فً أنفسهم‪،‬‬
‫فقال‪:‬‬
‫أ‪ -‬العبد لٌس له إرادة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الطفل له إرادة وهً ناقصة‪.‬‬
‫ج‪ -‬المرأة لها إرادة وهً عاجزة‪.‬‬
‫وظلت المرأة الٌونانٌة سلٌبة الحق مهضومة الجانب‪ ،‬تتزوج بدون رضاها وتحرم‬
‫من الثقافة والتعلٌم‪ ،‬فكل شؤون الحٌاة الخارجٌة التهم إالَّ الرجل حتى سمً المجتمع‬
‫الٌونانً بنادي الرجال‪ ،‬وانطالقا من نظرة الٌونانٌٌن السٌئة إلى المرأة اختلفوا فٌها‪:‬‬
‫هل هً بشر؟ وهل لها نفس ناطقة؟ وعلى فرض كونها إنسانا فهل وضعها‬
‫(‪) 1‬‬
‫باإلضافة للرجل وضع الرقٌق باإلضافة إلى مواله أو أرفع بقلٌل؟‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -1‬المرجع السابق منتدٌات تاسوست‬
‫للمزٌد من المراجع و البحوث االتصال‬
‫بالرقم ‪1662742533 :‬‬

‫والٌة الوادي‬
‫بلدٌة حاسً خلٌفة‬