You are on page 1of 6

‫خطة البحث‪:‬‬

‫مقدمة‬
‫المبحث االول‪ :‬الثورة الوطنية اإلندونيسية‪ ‬أو‪ ‬حرب استقالل إندونيسيا‬
‫‪ ‬المطلب االول‪:‬حرب استقالل اندونيسيا‬

‫المطلب الثاني‪ :‬بداية حركة االستقالل في اندونيسيا‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الثورة في فترة بيرسياب واستقالل اندونيسيا ووحدتها‬

‫المطلب االول‪ :‬الثورة في فترة بيرسياب‬

‫المطلب الثاني‪ :‬استقالل اندونيسيا ووحدتها‬

‫خاتمة‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫بعد عودة اندونيسيا الى السيطرة الهولندية سارت سلطاتها على األُسلوب نفس ه ال ذي اٌتبعت ه‬
‫الس لطات البريطاني ة الهندي ة قبله ا الس يما اس لوب (اٌس تئجار االرض)‪ ،‬وأدى التوس ع في‬
‫استخدامها الى زيادة التعسف في جمع االيجارات‪ ،‬وإفقار الفالحين فازداد تذمر االه الي من‬
‫عودة الهولنديين وان تزاع اراض يهم واجب ارهم على اعم ال الس خرة في م زارع الهولن ديين‬
‫والص ينيين‪ ،‬األم ر ال ذي أدى الى تف اقم الس خط الش عبي‪ ،‬وقي ام الث ورات بوج ه االحتالل‬
‫الهولندي إذ شهدت اندونيسيا استنزافا ً اقتص اديا ً لخيراته ا ومق دراتها‪ ،‬فبينم ا ك انت هولن دا‬
‫والمؤسس ات االقتص ادية الهولندي ة تتط ور‪ ،‬ك انت خ يرات اندونيس يا تس تنزف‪.‬‬
‫فلم يقف االندونيسيون مكت وفي األي دي تج اه الس يطرة الهولندي ة لبالدهم‪ ،‬ب ل ق اوموا الحكم‬
‫االجنبي‪ ،‬إال إنَّ مقاومتهم خالل هذه المدة المبكرة كانت ض عيفة وغ ير منظم ة‪ ،‬كم ا لم يكن‬
‫هناك تكافؤ بين إمكانيات الثوار واالمكانية العسكرية للسلطة الهولندية‪ ،‬وخالل القرن التاسع‬
‫عشر تبلورت الحركة الوطنية بشكل أشد وأقوى‪،‬‬
‫حرب استقالل إندونيسيا‪: ‬‬
‫حدثت هذه الثورة بين عام ‪ ،1945‬عام إعالن استقالل اندونيسيا من قبل االندونيسيين بزعامة سوكارنو (‪)1970-1901‬‬
‫وزمالئ ه‪ ،‬وع ام ‪ 1949‬ع ام االع تراف باس تقاللها‪ .‬ك انت اندونيس يا مس تعمرة للهولن ديين لم دة طويل ة‪ ،‬أخ رجهم منه ا‬
‫اليابانيون في عام ‪ ،1942‬ولكنهم حاولوا العودة وبسط نفوذهم عليها بعد هزيم ة الياب انيين في‪ ‬الح رب العالمي ة الثانية‪ .‬إال‬
‫أنهم كانوا ضعفاء وغير قادرين على تحقيق أطماعهم‪ ،‬فقد أنهكتهم الح رب العالمي ة الثاني ة‪ ،‬ولم يع ودا ق ادرين ح تى على‬
‫حفظ األمن‪ ،‬أضف إلى ذلك أن شعوراً كان قد بدأ في التطور ل دى االندونيس يين بض رورة اس تقاللهم‪ ،‬ف أعلنوا دولتهم م ع‬
‫خروج اليابان‪ .‬تدخلت بريطانيا مطلع عام ‪ 1946‬لحف ظ األمن وض بط الحرك ة‪ ،‬وه ذا م ا أدى إلى مع ارك بين الوطن يين‬
‫والبريطانيين الذين تراجعوا تاركين األمر للهولن ديين‪ .‬أمض ى ه ؤالء ف ترة طويل ة في قت ال بال طائ ل مم ا اض طرهم إلى‬
‫االعتراف باستقالل اندونيس يا‪ ،‬خاص ة بع د ت دخل الق وى العظمى آن ذاك من االتح اد الس وفيتي والوالي ات المتح دة وح تى‬
‫(‪)1‬‬
‫بريطانيا وفرض عقوبات اقتصادية على هولندا‪ .‬قُدّر عدد الضحايا بنحو ‪ 150‬ألف من االندونيسيين‬
‫بداية حركة االستقالل في اندونيسيا‪:‬‬
‫ب دأت حرك ة االس تقالل اإلندونيس ية في م ايو‪ ،1908 ‬وال تي يُحتف ل به ا باس م «ي وم الص حوة الوطني ة اإلندونيس ية»‬
‫(باإلندونيس ية‪ :‬ه اري كيبانجكيت ان ناس ونال)‪َ .‬نمت‪ ‬القومية‪ ‬اإلندونيس ية‪ ‬والحرك ات الداعم ة لالس تقالل عن االس تعمار‬
‫الهولندي‪ ،‬مثل بودي أوتومو‪ ،‬والحزب الوطني اإلندونيسي‪ ،‬وساريكات إسالم والحزب الشيوعي اإلندونيسي‪ ،‬بشكل سريع‬
‫في النصف األول من القرن العش رين‪ .‬ا ّتب ع ب ودي أوتوم و‪ ،‬وس اريكات إس الم وغ يرهم اس تراتيجيات التع اون من خالل‬
‫االنضمام إلى فولكسدراد «مجلس الشعب» الهولندي المنشأ على أمل أن تحصل إندونيس يا على حكم ذاتي‪ .‬اخت ار آخ رون‬
‫استراتيجية غ ير تعاوني ة ُتط الب ب الحكم ال ذاتي والتح رر من تبعيّته ا لمس تعمرات ج زر الهن د الش رقيّة الهولند ّي ة‪ .‬وك ان‬
‫سوكارنو ومحمد حاتا أبرز هؤالء القادة‪ ،‬وهما طالبان وقائدان وطنيان استفادا من اإلصالحات التعليمية للسياسة األخالق ّي ة‬
‫(‪)2‬‬
‫الهولنديّ‬
‫يُعتبر احتالل اليابان إلندونيسيا لمدة ثالث سنوات ونصف خالل‪ ‬الحرب العالمية الثانية‪ ‬عاماًل حاسمًا في الثورة الالحقة‪ .‬لم‬
‫يكن لدى هولندا قُدرة ُتذكر على الدفاع عن مستعمراتها ضد الجيش الياباني‪ ،‬وخالل ثالثة أشهر فقط من هجماتها األول ّي ة‪،‬‬
‫احتل اليابانيون جزر الهند الشرقية الهولندي ة‪ .‬انتش ر الياب انيون في ج اوا‪ ،‬وبدرج ة أق ل في س ومطرة (جزيرت ا إندونيس يا‬
‫األساسيّتان)‪ ،‬ودعموا المشاعر القوميّة‪ .‬على الرغم من استخدام هذا الدعم إلعطاء اليابان أفض لية سياس ية أك ثر من كون ه‬
‫دعمًا إيثار ًًّّيا مؤ ّي ًدا الستقالل إندونيسيا‪ ،‬إاّل أ ّن ه أنش أ مؤسس ات إندونيس يّة جدي دة (بم ا في ذل ك منظم ات األحي اء المحلي ة)‬
‫وأبرز زعماء سياسيين مؤثرين مثل سوكارنو‪ .‬بنفس القدر من األهمية للثورة الالحقة‪ ،‬دمّر اليابانيون واستبدلوا الكث ير من‬
‫البُنى التحتيّة االقتصاديّة واإلداريّة والسياسيّة التي أنشأتها هولندا‬
‫في ‪ 7‬سبتمبر ‪ ،1944‬ومع خسارة اليابانيين لجزء من قوّ تهم في الحرب‪ ،‬وعد رئيس الوزراء كويزو باستقالل إندونيس يا‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ولكنه لم يُحدد موعد هذا االستقالل‪ .‬اعتبر أنصار‪ ‬سوكارنو‪ ‬هذا اإلعالن‪ ،‬بمثابة دليل على تعاونه مع اليابانيين‬
‫الثورة في فترة بيرسياب‪:‬‬
‫انتشرت أنباء إعالن االستقالل إلى الجزر الخارجية بحلول منتصف سبتمبر‪ ،‬ولم يصدقها الكثير من اإلندونيسيين البعي دين‬
‫عن العاصمة جاكرتا‪ .‬مع انتشار األخب ار‪ ،‬اعت بر معظم اإلندونيس يين أنفس هم م والين للجمه وريين‪ ،‬واجت احت التوجه ات‬
‫الثورية جميع أنحاء البالد‪ .‬قُلبت موازين الق وى الخارجي ة؛ إذ تطلب األم ر بض عة أس ابيع قب ل دخ ول ق وات الحلف اء إلى‬
‫إندونيسيا بهدف تسيير عمليات الشحن (ويُعزى ذلك جزئيًا إلى ما حدث في أستراليا من أح داث المقاطع ة واإلض راب عن‬
‫عمليات استخراج الفحم وتحميله وإدارة شحنه التابعة لهولندا في موقع حكومة جزر الهند الشرقية الهولندية في المنفى)‪ .‬لم‬
‫تتوقف هذه اإلضرابات بشكل كام ل إال في يولي و ‪ .1946‬الياب انيون‪ ،‬من ناحي ة أخ رى‪ ،‬ك انوا مط البين بم وجب ش روط‬
‫ضا إذ سلّم اليابانيون أسلحتهم إلى اإلندونيسيين الم دربين‬
‫االستسالم بإلقاء أسلحتهم والحفاظ على النظام؛ وهذا ما اع ُتبر تناق ً‬
‫على يد‪ ‬اليابانيين‪  ‬أنفسهم خلقت فراغات السلطة الناتجة في األسابيع التي تلت االستسالم الياباني‪ ،‬أجواء من عدم الوضوح‪،‬‬
‫أيض ا فرص ة للجمه وريين‪ .‬انض ّم العدي د من ال بيمودا إلى جماع ات النض ال المؤ ّي دة للجمهور ّي ة (ب دان‬‫ولكنه ا خلقت ً‬
‫انضباطا جنو ًدا من مجموعات جيوغون التي تشكلت في الياب ان ولكن ُحلّت الح ًق ا (بيت ا‪ ،‬وجيش‬ ‫ً‬ ‫بيرجانجان) وكان أكثرهم‬
‫المتطوعين) وهيهو (الجنود المحلي ون ال ذين تس تخدمهم الق وات المس لحة الياباني ة)‪ .‬لم تكن جمي ع المجموع ات على نفس‬

‫‪ )(1‬جاد طه‪ ،‬دراسات في تاريخ آسيا الحديث‪ ،‬القاهرة ‪ .2001‬ص‪87‬‬


‫‪)(2‬عفاف مسعد العبد‪ ،‬دراسات في تاريخ الش رق األقص ى‪ -.‬اإلس كندرية‪ :‬دار المعرف ة الجامعي ة‬
‫‪.2000‬ص‪43‬‬
‫‪)(3‬عفاف مسعد العبد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪45‬‬
‫الدرجة من االنضباط‪ ،‬بسبب ك ّل من ظروف تكوينها وما اعتبرته مثااًل عن الروح الثوريّة‪ .‬في األس ابيع األولى‪ ،‬انس حبت‬
‫(‪)4‬‬
‫القوات اليابانية من المناطق الحضرية لتجنب المواجهات‬
‫بحلول سبتمبر ‪ ،1945‬سيطرت بوم ودا الجمهور ّي ة على منش آت البني ة التحتي ة الرئيس ية‪ ،‬بم ا في ذل ك محط ات الس كك‬
‫الحديدية والترام في أكبر م دن ج اوا‪ ،‬ب دون أيّ مقاوم ة ياباني ة ُت ذكر‪ .‬في س عيها لنش ر رس التها الثوري ة‪ ،‬أنش أت بيم ودا‬
‫ش كلت لج ان الكف اح‬ ‫محطاتها اإلذاعية والصحف الخاصة بها‪ ،‬واستخدمت الرسوم الجدارية للتعبير عن المشاعر القومي ة‪ُ .‬‬
‫والميليشيات في معظم الجزر‪ .‬شاعت الصحف والمجاّل ت الجمهوري ة في جاكرت ا ويوغياكارت ا وس وراكارتا‪ ،‬وتبّنت جياًل‬
‫من ال ُك ّتاب المعروف باسم أنجكاتان ‪« 45‬جيل ‪ »45‬الذين رأوا في عملهم وجهًا من وجوه العمل الثوري‪.‬‬
‫كافح القادة الجمهوريون بهدف التواصل مع المش اعر الش عبية؛ أراد البعض الكف اح المس لح الع اطفي؛ بينم ا أراد آخ رون‬
‫نهجً ا أكثر عقالنية‪ .‬روّ ج بعض الزعماء‪ ،‬مثل اليساري تان ماالكا‪ ،‬لحاجة هذا الصراع الثوري لبومودا اإلندونيسية لقيادته‬
‫والفوز به‪ .‬بالمقابل‪ ،‬انصبّ اهتمام سوكارنو وخاتا على التخطيط إلنشاء حكومة ومؤسسات سعيًا منهما لتحقي ق االس تقالل‬
‫عبر الطريق الدبلوماسي‪ُ .‬ن ّ‬
‫ظ مت مظاهرات مؤيدة للثورة في المدن الكبيرة‪ ،‬بما فيها تلك المظاهرة ال تي قاده ا ت ان ماالك ا‬
‫في جاكرتا مع أكثر من ‪ 200000‬شخص‪ ،‬والتي أخمدها سوكارنو وحاتا بنجاح‪ ،‬خو ًفا من العنف‬
‫بحلول شهر سبتمبر عام ‪ ،1945‬بدأ صبر الكثير من البومودا المستقلين بالنفاذ‪ ،‬إذ عبّروا عن اس تعدادهم للم وت من أج ل‬
‫«الحرية المطلقة»‪ .‬شاع تع ّرض «المجموعات الخارجي ة» العرقي ة ‪-‬المعتقل ون الهولن ديون‪ ،‬واألوراس يون‪ ،‬واألمبوني ون‬
‫والصينيون‪ -‬وأي شخص يُشك بكونه جاسو ًس ا‪ ،‬للتخويف والخطف والسطو والقتل والمجازر المنظم ة‪ .‬اس تمرّ ت مث ل ه ذه‬
‫الهجمات طوال الثورة‪ ،‬لكن َغلب ظهورها خالل الفترة بين عامي ‪ ،1946-1945‬والمعروفة باسم بيرسياب‬
‫بعد فترة بيرسياب في عام ‪ 1947‬حاولت السلطات الهولندية استعادة جثث الضحايا والعديد من الناجين من هذه الفترة بعد‬
‫تقديمها شهادة قانونية لمكتب النائب العام‪ .‬لكن وبسبب استمرار الحرب الثوريّة‪ ،‬عُثر على عدد قليل من الجثث ورُفع ع دد‬
‫قليل من القضايا إلى المحكمة‪ .‬يمكن العثور على حوالي ‪ 3500‬قبر من ضحايا فترة بيرسياب في مقبرة الح رب لكيمب انج‬
‫(‪)5‬‬
‫كونينج في سورابايا وغيرها من األماكن‬
‫اس ُتولي على ن ادي س يمبانغ االجتم اعي في س وربايا من قب ل البوم ودا التابع ة لبارات اي راكي ات إندونيس يا (بّي‪ .‬آر‪ .‬آي)‬
‫وحُوّ ل إلى مقر لسوتومو أحد قادة باراتاي راكيات إندونيسيا‪ ،‬ال ذي أش رف شخص ًًّّيا على عملي ات اإلع دام ب دون محاكم ة‬
‫لمئات المدنيين‪ .‬تنصّ شهادة شاهد عيان مؤرشفة على أحداث ‪ 22‬أكت وبر ‪ 1945‬على م ا يلي‪« :‬قب ل ك ل عملي ة إع دام‪،‬‬
‫سأل سوتومو الجمهور بسخرية عما ينبغي فعله مع «عدو الشعب»‪ .‬صرخ الحشد «بونوه!» (اقتل!) وبعد ذل ك ق ام الجالد‬
‫المسمى رستام بقط ع رأس الض حية بض ربة واح دة من س يفه‪ .‬ث ّم ت رك الض حية لألوالد المتعطش ين لل دماء وال ذين بلغت‬
‫أعم ارهم ‪10‬و ‪ 11‬و‪12‬س نة‪ .‬إذ ق اموا بتش ويه الجس د أك ثر‪ .‬رُبطت النس اء باألش جار في الفن اء الخلفي واخ ُت رقن ع بر‬
‫أعضاءهن التناسلية باستخدام «بامبو رونسيغ» (رماح الخيزران) ح ّتى وفاتهن‪.‬‬
‫بنا ًء على أوامر سوتومو‪ ،‬رُميت الجثث مقطوعة ال رأس في البح ر‪ ،‬وأُلقيت النس اء في النه ر‪ .‬يص ل ع دد القتلى في ف ترة‬
‫بيرسياب إلى عشرات اآلالف‪ .‬تم التع ّرف على جثث ‪ 3600‬من الهندو األوروب يين‪ .‬وباإلض افة إلى ذل ك‪ ،‬اخ ُتط ف أك ثر‬
‫من ‪ 20.000‬مدني هندو أوروبي مس ّجل ولم يعودوا مطل ًقا‪ .‬فقد الثوار اإلندونيس يون م ا ال يق ل عن ‪ 20‬أل ًف ا‪ ،‬ال ذين ك ان‬
‫معظمهم من الشباب‪ ،‬خالل حربهم مع الرجال‪ .‬تتراوح التقديرات حول عدد المق اتلين االندونيس يين ال ذين قُتل وا في الف ترة‬
‫ال تي س بقت معرك ة س ورابايا وخالل المعرك ة من ‪ 6300‬إلى ‪ .15000‬فق دت الق وات الياباني ة ح والي ‪ 1000‬جن دي‪،‬‬
‫وخسرت القوات البريطانية ‪ 660‬جنديًا‪ ،‬معظمهم من الهنود البريطانيين (مع وجود عدد مماثل من المفقودين في العملية)‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫بالكاد تو ّرط الجيش الهولندي بشكل فعليّ ‪ ،‬إذ عادوا إلى إندونيسيا في مارس وأبريل ‪1946‬‬

‫استقالل اندونيسيا ووحدتها‪:‬‬


‫بعد انسحاب اليابان من اندونيسيا أعلن (احمد سوكارنو) اٌستقالل البالد في ‪/17‬اب‪ ،1945/‬غير َّ‬
‫أن جيوش الحلفاء‬

‫‪ )(4‬محمد علي القوزي‪ ،‬حسان حالق‪ ،‬تاريخ الشرق األقصى الحديث والمعاصر‪ -.‬الطبعة األولى‪ -.‬بيروت‪ :‬دار النهضة‬
‫العربية‪ .2001 ،‬ص‪119‬‬
‫‪)(5‬محمد علي القوزي‪ ،‬حسان حالق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪122‬‬
‫‪)(6‬جاد طه‪ ،‬دراسات في تاريخ آسيا الحديث‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪92‬‬
‫باشرت بالنزول على شؤاطئ الجزر االندونيسية‪ ،‬إلعادة السلطة الهولندية على البالد‪ ،‬وجرت محادثات عدة بين‬
‫الزعماء االندونيسيين وبين هولندا ما بين ‪ 1945‬و‪ 1947‬لكنها اخفقت كلها‪ ،‬اذ حاولت هولندا فرض فكرة (الحكم‬
‫الذاتي)‪ ،‬بينما كان الوطنيون يطالبون باإلستقالل التام‪ ،‬وفي اذار‪ 1947/‬وقع الطرفان على اتفاقية (ليفاجاتي) التي نصت‬
‫على‪:‬‬
‫‪ - 1‬استقالل اندونيسيا شريطة أن يطلق (احمد سوكارنو) وأعوانه سراح االالف من الهولنديين المعتقلين في ايدي‬
‫القوات الوطنية‪.‬‬
‫‪ -2‬إقرار دستور جديد للدولة االتحادية‪.‬‬
‫‪ -3‬اٌنضمام اندونيسيا المستقلة في وحدة فدرالية مع هولندا‪.‬‬
‫‪ -4‬السعي لقبول اندونيسيا المتحدة عضواً في االمم المتحدة‪.‬‬
‫وبعد تنفيذ الشرط االول من االتفاقية‪ ،‬تنصلت هولندا عن منح اندونيسيا استقاللها‪ ،‬فقامت الحرب بين الطرفين من جديد‬
‫في نيسان‪ ،1947/‬وحينها تدخلت االمم المتحدة لحل القضية‪ ،‬واٌصدر مجلس االمن قراره في ‪/1‬اب‪ 1947/‬بانهاء‬
‫الحرب والعودة الى المفاوضات السلمية‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك استمرت هولندا بحربها على اندونيسيا‪ ،‬وفرضت حصاراً‬
‫بحرياً عليها خالل عام ‪ ،1948‬والقت القبض على (احمد سوكارنو) وعدد من اعوانه وزجتهم بالسجون‪ ،‬وباستمرار‬
‫الضغط من األمم المتحدة عاد الهولنديون الى المفاوضات‪ ,‬وتم عقد مؤتمر المائدة المستديرة في (الهاي) بحضور‬
‫ممثلين عن هولندا واندونيسيا‪ ،‬وانتهى المؤتمر باٌعتراف هولندا باستقالل اندونيسيا مرتبطة مع هولندا بوحدة فدرالية‬
‫وعلى أساس المساواة بين الدولتين في ‪/27‬كانون االول‪1949/‬‬
‫وظلت (الوحدة الفيدرالية) هذه حبراً على ورق حتى عام ‪ ،1954‬لما أعلنت اندونيسيا فك اٌرتباطها بالوحدة الفدرالية‪ ،‬ثم‬
‫أُعلن (احمد سوكارنو) رئيساً لجمهورية اندونيسيا ‪ ،‬وتغير اٌسم العاصمة من (بتيفيا) الى (جاكارتا)‪ ،‬وحدد (احمد‬
‫سوكارنو) سياسة البالد الجديدة التي اٌستندت وفق المبادئ الخمسة (التوحد باهلل والوطنية والديمقراطية واالنسانية‬
‫(‪)7‬‬
‫والعدالة االجتماعية‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫‪)(7‬سلسلة ذاكرة األمة ت[اريخ الح[روب الديني[[ة المعاص[[رة وحرك[ات التحري[ر اإلس[[المية للمؤل[ف‪ ،‬والص[ادر عن دار الص[فوة‬
‫بالقاهرة‪1430 ،‬هـ ‪ .2009 -‬ص‪87‬‬
‫إن الحقيقة التي يمكن مالحظتها في إندونيسيا أن الحركة التي أدت إلى استرداد االستقالل‬
‫استمدت إلهامها من مصدرين‪ :‬إحساس قوى بالوحدة الدينية‪ ،‬وإدراك تام متزايد ألهمي ة‬
‫التنظيم االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬فقد استقلت إندونيسيا على أساس من الدين‪ ،‬وذلك كم ا‬
‫يقول ابن خلدون "كثير من الدول تقوم على أساس من الدين"‪.‬‬

You might also like