‫‪ .

4‬حكاية شعب‬

‫ً‬
‫استكماال لمتطلبات‬ ‫قدم هذا المشروع‬
‫التخرج من دبلوم الدراسات الفلسطينية‬

‫الطالب‪ :‬نشوى علي العيسى‬

‫رسومات‪ :‬مناهل القعدان‬
‫األستاذ المشرف‪ :‬أ‪.‬مهند عبدالرحيم‬

‫العام الدراسي ‪2019 / 2018‬‬

‫دفعة للعودة أقرب‬
 ‫« في بالدنا يابني بركان ثورة الينضب‪ ،‬شعلة‬
‫المقدمة‬

‫شيء هنا يثورة على الدخالء‬

‫ٍ‬ ‫ثورة ال تخمد‪ ،‬كل‬
‫المحتلين‪ ،‬على الظلم و الظالم حتى يرحل عنا‪،‬‬
‫عن كل شبر من أرضنا »‬
‫هكذا بدأ والدي قصته اليوم عن الثورة و الثوّ ار‬

‫وﺗﺴﺘﻤﺮ‬
‫اﻟﺜﻮرة‬

‫‪3‬‬
 ‫البراق‪:‬‬
‫• أبدأ معك بهبّة البراق‬
‫في يوم ‪ 1929/ 8/ 15‬م تجرأ اليهود وهجموا على المسجد األقصى‬
‫واحتلوا الجانب الغربي عند حائط البراق‪ ،‬وأعلنوا أن هذا الحائط‬
‫حائطنا»‪،‬‬
‫«الحائط حائطنا‬
‫لهم ألنه من مقدساتهم‪ ،‬وعلت صيحاتهم ‪ :‬الحائط‬
‫المقدسة»! ورفعوا العلم الصهيوني‬
‫«العار للذين يدنسون أماكننا المقدسة‬
‫العار‬
‫وأنشدوا نشيدهم القومي‪ ،‬وأطلقوا شعارت ضد العرب‬
‫والمسلمين‪ .‬وردّ اً على ذلك جرت في مدينة القدس تظاهرة عربية‬
‫في اليوم التالي و توجه حوالي ألفا شخص من المسجد الشريف إلى‬
‫حائط البراق‪ ،‬وحطموا منضدة لليهود كانت منصوبة على الرصيف‬
‫المحاذي للحائط‪ ،‬واحرقوا «االسترحامات» التي يضعها المصلون‬
‫اليهود عادة في ثقوب حائط المبىك‪ ،‬وتطور األمر إلى مواجهات‬
‫واسعة وقامت ثورة عظمى وانتشرت في كل أرجاء فلسطين ٌقتل‬
‫فيها ‪ ۱۳۳‬يهودياً وجُ رح ‪ 369‬وقام اإلنجليز بقمع الثورة‪ ،‬فقاموا‬
‫بقتل ‪ 116‬شهيد عربي وجرحوا ‪ ،232‬وتحت هذا التوتر تحركت القيادة‬
‫السياسية العربية لتهدئة األوضاع‪ ،‬وطالبت الفلسطينيين بالتهدئة‪،‬‬
‫وتحت قوة البطش والقمع البريطاني انتهت الثورة‪،‬‬

‫‪4‬‬
 ‫وسيطر اإلنجليز مرة أخرى على مجريات األمور‪ ،‬لكن االسم األبرز‬
‫في ثورة البراق اسم الشيخ الحاج أمين الحسيني الذي كان أتباعه‬
‫يضربون بقوة في أرجاء األرض المقدسة‪.‬‬

‫أمين الحسيني مفتي القدس العام أسس وترأس «النادي العربي»‬

‫أول منظمة سياسية عرفتها فلسطين‪ ،‬وانطلقت منها الحركة‬
‫الوطنية الفلسطينية‪ .‬و كان الحاج القوة الدافعة للحركة الوطنية‪،‬‬
‫ومركز الثقل في المقاومة الفلسطينية‪ ،‬والعنصر الفعال الموجه‬
‫في المحيط العربي الفلسطيني‪ ،‬وله دور عظيم في مضمار‬
‫عقبت الصحف‬ ‫الشؤون اإلسالمية‪ .‬بعد وفاته ‪-‬رحمه هللا‪ّ -‬‬
‫البريطانية بهذه الكلمات (مات عدو الصهيونية واإلمبراطورية‬
‫البريطانية)‪.‬‬
‫البريطانية)‬
‫‪5‬‬
 ‫• جاءت بعد هبّة البراق الثورة العربية الكبرى و التي كانت‬
‫عالمة فارقة بعد حالة الوهن العام التي اعترت الحركة الوطنية‬
‫الفلسطينية‪ ،‬هذه الثورة التي انطلقت في ‪ 20‬نيسان ‪1936‬م‬
‫بطريقة شبه عفوية فكان باعثها وقف الهجرة اليهودية‪ ،‬وصيانة‬
‫عروبة فلسطين‪ ،‬واغتيال باعة األرض والسماسرة والجواسيس‬
‫والتصدي لمشروع التقسيم الذي كانت بريطانيا تمهد لتنفيذه‪.‬‬
‫في بداية الثورة دخلت البالد في إضراب عام طوال األشهر الستة‬
‫األولى ليصبح بذلك أطول إضراب ضد االستعمار الغربي عرفته‬
‫حركات التحرير الوطنية في النصف األول من القرن العشرين‪.‬‬
‫كما امتدت االضطرابات إلى األرياف‪ ،‬حيث حمل القرويون السالح‬
‫واشتبكوا مع قوات األمن والجيش البريطانية في شكل حرب‬
‫مقاومة مسلحة علنية وتوافد بعض المتطوعين من الدول العربية‬
‫لنجدة الثوار الفلسطينيين‪ ،‬لكن الفلسطينيين حملوا العبء األكبر‬
‫من القتال‪.‬‬

‫‪6‬‬
 ‫ثم تصاعدت حدة الثورة و انفجرت بسبب نشر تقرير لجنة بيل‬
‫الموصي بتقسيم فلسطين واستشاط الفلسطينيون غضبً ا‬
‫ً‬
‫أصال‪ ،‬فما بالك‬ ‫فهم لم يقبلوا بالوجود الصهيوني في فلسطين‬
‫بإعطاء الصهاينة حق السيادة على التراب الفلسطيني ضمن الدولة‬
‫اليهودية المقترحة‪.‬‬
‫واستخدم البريطانيون طائراتهم ودباباتهم ومدفعيتهم الثقيلة ضد‬
‫الثوّ ار‪ ،‬وأصدرت محاكم عسكرية أحكامها السريعة‪ ،‬ومنها اإلعدام‬
‫شنقاً عند اإلدانة بتهمة إحراز أسلحة‪ ،‬وفرضت العقوبات الجماعية‬
‫على المدن و القرى وذلك بنسف أحياء سكنية بكاملها‪ ،‬وإغالق‬
‫الكليات والمدارس‪ ،‬وفرض الغرامات عیناً أو نقداً‪ ،‬وإسكان الجنود‬
‫البريطانيين في بيوت المواطنين وعلى نفقتهم!‬

‫‪7‬‬
‫وفي هذا الطور من الثورة استخدمت منظمة “اإلرجون” الصهيونية‬
‫تكتيكات جديدة تمثلت في إلقاء القنابل اليدوية وزرع األلغام‬
‫الموقوتة في األسواق المزدحمة بروّ ادها‪.‬‬
‫وعلى الرغم من كل هذه اإلجراءات‪ ،‬استمرت الثورة الفلسطينية‬
‫بال هوادة خالل سنة ‪ ،1938‬وأصبحت مساحات كبيرة من فلسطين‬
‫ومنها البلدة القديمة في القدس تحت سيطرة الثوار‪ .‬واجتذبت‬
‫المقاومة الفلسطينية شعور التأييد والتضامن من الدول العربية‬
‫المجاورة‪.‬‬

‫‪8‬‬
 ‫‪ -‬ثورة وصلت لكل هذا التقدم كيف تراجعت يا أبي؟‬
‫شامال لسحق الثورة نهائياً‬
‫ً‬ ‫دبّر البريطانيون في ‪۱۹۳۹‬م هجوماً‬
‫وسلموا إدارة شؤون فلسطين‬ ‫ّ‬ ‫فقد جلبوا تعزيزات هائلة جديدة‬
‫إلى قادة عسكريين‪ ،‬وكانت االشتباكات التي عقبت ذلك من أشد‬
‫ُ‬
‫وأعنف ما حدث‪ .‬فقد أعدم شنقاً ‪ 55‬فلسطيني في سنة ‪،۱۹۳۹‬‬
‫واستشهد خاللها ما ال يقل عن ألف ومئتي فلسطيني في الكفاح‬
‫عتقل أكثر من ضعف عدد معتقلي‬ ‫ضد البريطانيين‪ ،‬في حين أُ ُ‬
‫السنة السابقة‪ ،‬وتم االستيالء على عدد من بنادق الفلسطينيين‬
‫يزيد خمسة أضعاف ما سبق ضبطه‪ ،‬وذلك في محاولة لنزع سالح‬
‫الفلسطينيين وتعريتهم عسكريً ا تعرية تامة‪.‬‬
‫وقد افتقر الثوار في تلك المرحلة على القيادة العسكرية والسياسية‬
‫بعد استشهاد القائد العام عبد الرحيم الحاج محمد في آذار ‪،1939‬‬
‫ووجود عبد القادر الحسيني خارج البالد منذ إصابته خريف ‪.1938‬‬
‫إضافة إلى عدم مالءمة الوضع الدولي بسبب االستعمار و هيمنته‬
‫على العالقات الدولية والتحالفات التي كانت تشكلت بين الدول‬
‫عشية الحرب العالمية الثانية‪.‬‬

‫‪9‬‬
 ‫‪ -‬نعود للبطل عبد القادر الحسيني أحد أبطال هذه الثورة الكبرى‪:‬‬
‫هو واحد من أبرز القادة العسكريين الوطنيين الفلسطيني مع‬
‫اشتعال ثورة ‪ 1939 – 1936‬م‪ .‬لجأ عبد القادر إلى الجبال‪ ،‬وخاض‬
‫عدة اشتباكات مع الجنود البريطانيين‪ ،‬أهمها ( اشتباك الخضر )‬
‫الذي أصيب فيه عبد القادر الحسيني بجروح بالغة‪ ،‬وتمكنت القوات‬
‫البريطانية من أسره لكنه نجح في الفرار من المستشفى العسكري‬
‫في القدس‪ ،‬وتوجه إلى دمشق‪ ،‬حيث استكمل عالجه‪.‬‬
‫عاد عبد القادر مع بداية سنة ‪ 1938‬إلى فلسطين‪ ،‬وتولى قيادة الثوّ ار‬
‫ً‬
‫هجوما‬ ‫في منطقة القدس ‪ ،‬وفي أوائل أيار من تلك السنة قاد‬
‫عسكريً ا على مستعمرة “فيغان” الصهيونية جنوب القدس‪ .‬كما‬
‫كبّد القوات البريطانية في القدس وبيت لحم والخليل وأريحا ورام‬
‫هللا وبئر السبع خسائر جسيمة في األرواح والمعدات‪ .‬ونجح في‬
‫القضاء على فتنة دينية‪ ،‬كان االنتداب البريطاني يسعى إلى تحقيقها‬
‫ليوقع بين مسلمي فلسطين ومسيحيها‪.‬‬

‫‪10‬‬
 ‫ً‬
‫محكما على‬ ‫وفي خريف سنة ‪ 1938‬ضربت القوات البريطانية حصارً ا‬
‫قوات الثوّ ار‪ ،‬بين بيت لحم والخليل‪ .‬وسقط في تلك المواجهة غير‬
‫المتكافئة الكثير من الثوّ ار الفلسطينيين‪ ،‬ما بين شهيد وجريح‪ ،‬وكان‬
‫نصيب عبد القادر جراحً ا بالغة ‪ ،‬نقله زمالؤه بعدها إلى المستشفى‬
‫اإلنكليزي في الخليل‪ ،‬حيث قدموا اإلسعافات األولية له‪ ،‬ثم نقلوه‬
‫خفية إلى سورية‪ ،‬فلبنان‪ ،‬ومن هناك نجح في الوصول إلى العراق‬
‫بجواز سفر عراقي‪ ،‬يحمل اسم محمد عبد اللطيف‪.‬‬

‫ﻟﺒﻨﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ‬

‫ﺳﻮﺭﻳﺎ‬

‫ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ‬
‫ﺍﻟﺨﻠﻴﻞ‬

‫‪11‬‬
 ‫• و ماذا عن إنتفاضة الحجارة ‪ ،‬كيف بدأت ؟‬
‫كان السبب الرئيسي النطالقها شعور الفلسطينيين بتراجع‬
‫االهتمام العربي بالقضية الفلسطينية خاصة بعد انعقاد مؤتمر‬
‫القمة العربي في عمان‪ ،‬الذي لم يبحث في إزالة االحتالل اإلسرائيلي‬
‫عن الضفة الغربية وقطاع غزة ‪ ،‬فشعر الفلسطينيين أن عليهم‬
‫أخذ المبادرة بأنفسهم والعمل من أجل الضغط على إسرائيل ليك‬
‫تنسحب من األراضي الفلسطينية المحتلة‪.‬‬
‫ثم انطلقت شرارة االنتفاضة بعد أن صدمت شاحنة إسرائيلية عمدً ا‬
‫ً‬
‫عماال من مخيم جباليا في قطاع‬ ‫ّ‬
‫تقلن‬ ‫سيارتين فلسطينيتين كانتا‬
‫فاستشهد أربعة فلسطينيين وجُ رح تسعة‬ ‫ُ‬ ‫غزة يوم ‪.1987/12/8‬‬
‫آخرين من ركاب السيارتين مما أثار سكان المخيم الذين خرجوا إلى‬
‫الشوارع يرشقون جنود االحتالل اإلسرائيلي بالحجارة‪.‬‬

‫‪12‬‬
 ‫وانتشرت التظاهرات المعادية لالحتالل في جميع أراضي قطاع غزة‬
‫والضفة الغربية‪.‬‬
‫كان سالحهم الوحيد هو رمي الحجارة على جنود االحتالل‬
‫والمستوطنين‪ ،‬واالضرابات العامة والمظاهرات ومقاطعة شراء‬
‫البضائع اإلسرائيلية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من ممارسات جنود االحتالل لسياسة تكسير العظام‬
‫و إطالق الرصاص على المتظاهرين واعتقال آالف الشبان‪ ،‬إال أن‬
‫االنتفاضة استمرت ست سنوات‪ ،‬واستطاعت أن تفرض نفسها‬
‫على إسرائيل التي عجزت عن القضاء عليها بشتى الطرق ‪.‬‬

‫‪13‬‬
 ‫وأوجدت االنتفاضة حالة من الوعي الوطني في صفوف‬
‫الفلسطينيين تحت االحتالل وفي الخارج‪ ،‬ولدى الجماهير العربية‬
‫بشكل لم يسبق له مثيل منذ سنوات طويلة إذ دخلت هذه‬
‫االنتفاضة وجدان العرب‪ ،‬الذين التفوا حولها ودعموها‪.‬‬
‫واستشهد خالل االنتفاضة ‪ 1.392‬شهيداً‪ ،‬سقط ‪ % 88‬منهم‬
‫بالرصاص الحي‪ ،‬والباقي نتيجة الضرب المبرح والتعذيب‪.‬‬

‫‪14‬‬
 ‫في موجة هذه االنتفاضة وردّ اً على فتور قضيتنا في األوساط‬
‫السياسية العربية حينها حدثت عملية من أعجب وأشجع ما يمكن‬
‫بين حدود لبنان وفلسطين‪.‬‬
‫أكر» من سوريا‪ ،‬واآلخر‬
‫«خالد أكر‬
‫كان هناك شابان أحدهما اسمه خالد‬
‫نجاح» من تونس‪.‬‬
‫«ميلود نجاح‬
‫ميلود‬
‫في الساعة الثامنة والنصف مساءً ا من يوم ‪ 25‬توفمبر ‪1987‬م ّ‬
‫حلقوا‬
‫بطائرتيهما الشراعيتين من وادي البقاع اللبناني قاصدين «معسكر‬
‫غيبور» ‪-‬بقرب الحدود اللبنانية الفلسطينية‪« -‬ومعهما مقاومان‬
‫من فلسطين ظلت أسمائهم مجهولة‪ ،‬لكن ونتيجة لصعوبات‬
‫ميكانيكية فإن طائرتيهما اضطرتا للهبوط»‪ ،‬بينما تحطمت طائرة‬
‫التونسي «ميلود»‪ ،‬أما خالد فقد استطاع السيطرة بإحكام على‬
‫طائرته وحافظ على تحليقه فوق منطقة األحراش ليتفادى الرادارات‬
‫الصهيونية ونتيجة لحجم الطائرة الصغير وتحليقها الصامت ثم براعة‬
‫الطيار وقبل ذلك كله توفيق هللا سبحانه وتعالى فقد استطاع خالد‬
‫أن يصل إلى المعسكر المنشود والذي كان يضم صفوة من القوات‬
‫الخاصة الصهيونية‪.‬‬

‫‪15‬‬
 ‫ً‬
‫حامال معه مدفع الكالشنكوف في يمناه‬ ‫هبط خالد بهدوء ‪،‬‬
‫ومسدساً كاتم للصوت في يسراه‪ ،‬ثم تحرك نحو بوابة المعسكر‪،‬‬
‫مقاتال منفرداً وحده‪ ،‬وقبل‬
‫ً‬ ‫ليتفاجئ الجنود اليهود كونهم واجهوا‬
‫أن يُستشهد الطيار السوري «خالد محمد أكر» ‪-‬بعد أن تمزق‬
‫جسده بفعل رصاصات الصهاينة‪ -‬كان قد تمكن من قتل ‪ 6‬جنود‬
‫إسرائيليين وإصابة ‪ 8‬آخرين بجروح متفاوتة الخطر‪.‬‬

‫‪16‬‬
 ‫• أخيراً سأحدثك عن انتفاضة األقصى‬
‫اندلعت شرارتها عام ‪ 2000‬بعدما أقدم مجرم الحرب «شارون» ملفوفاً‬
‫المبارك‪،‬‬
‫بقطعان المستوطنين على اقتحام باحات المسجد األقصى المبارك‬
‫وحاولوا تدنيس ساحاته ومصاطبه الطاهرة بعملية استعراضية‬
‫استفزازية واضحة‪،‬‬
‫وواجه شعبنا اقتحام شارون بانتفاضة األقصى بقوة وصالبة‪،‬‬
‫انطلقت فيها قوافل الشهداء وسالت أنهار الدماء‪ ،‬وتناثرت‬
‫األشالء تعبيراً عن هذه الروح‪ ،‬مستثيرة في النفوس روح المقاومة‬
‫والفداء‪ ،‬وأثبت شعبنا أن الحقوق المغتصبة ال تعود إال عبر إرادة‬
‫الشعب الموحّ د حول برنامج المقاومة وحماية الحقوق‪.‬‬

‫‪17‬‬
 ‫وامتازت انتفاضة األقصى‪ ،‬أو ما عرف باالنتفاضة الثانية‪ ،‬بكثرة‬
‫المواجهات المسلحة‪ ،‬وتصاعد وتيرة األعمال العسكرية بين‬
‫المقاومة الفلسطينية واالحتالل‪ ،‬واستشهد فيها ‪ 4412‬فلسطينياً‪،‬‬
‫وأصيب ‪ 48322‬آخرين‪ ،‬فيما ُقتل أكثر من ‪ 1000‬من جنود االحتالل‬
‫ومستوطنيه‪ ،‬وأصيب أكثر من ‪.5000‬‬

‫‪18‬‬
 ‫طفل ربما ال يعرفه الكثير ‪ ،‬نزل في إنتفاضة األقصى يك‬
‫يقول كلمته و يحرس أرضه‬
‫عودة‪ ،‬الطفل البطل‪ ..‬أمسك حجر صغير‬
‫هو فارس عودة‬
‫وتصدى لدبابة‪..‬‬

‫ففي وطننا حجارة وطفل ترعب المحتل‪.‬‬

‫‪19‬‬
 ‫إصدارات أخرى‪:‬‬

‫‪ .3‬قصة الالجئين‬ ‫‪ .2‬قصة األسرى‬ ‫‪ .1‬قصة األقصى‬