You are on page 1of 14

‫‪ .

6‬حكاية االستيطان‬

‫ً‬
‫استكماال لمتطلبات‬ ‫قدم هذا المشروع‬
‫التخرج من دبلوم الدراسات الفلسطينية‬

‫الطالب‪ :‬نشوى علي العيسى‬


‫رسومات‪ :‬مناهل القعدان‬
‫األستاذ المشرف‪ :‬أ‪.‬مهند عبدالرحيم‬

‫العام الدراسي ‪2019 / 2018‬‬


‫دفعة للعودة أقرب‬
‫كنــت أنتظــر اليــوم بشــوق موعــد زيــارة عمتــي لنا‪،‬‬
‫المقدمة‬

‫أنظــر مــن النافــذة أراقــب الطريــق ‪ ،‬أخيــراً رأيــت‬


‫ســيارة أبــي مــن بعيــد ‪ ،‬قفــزت فرحــاَ ‪ ،‬أوقــف‬
‫ً‬
‫متثاقــا‪..‬‬ ‫ً‬
‫مهمومــا‬ ‫الســيارة ‪ ،‬نــزل لوحــده‪،‬‬
‫ما الذي حدث؟‬
‫‪ -‬منعــوا عمتــك مــن العبور عند الحاجــز ‪ ،‬أعادوها‪..‬‬
‫حدثتنــي بالهاتــف و هــي تغالــب دموعهــا مــن‬
‫القهــر‪.‬‬
‫‪ -‬ليســت المــرة األولــى التــي يفعلــوا بهــا ذلــك‪،‬‬
‫كل مــرة يكــون هــذا الجــدار عائقــاً أمامنــا ‪.‬‬
‫‪ -‬يــا بنــي هــذا الجدار هو جــزء من بالء االســتيطان‬
‫الــذي حل علــى بالدنا‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬احيك لي عن االستيطان أكثر يا والدي؟‬
‫هــو مــا حــدث لكثيــر مــن أبنــاء شــعبنا يابني‪ ،‬هــو مــا ينويه االحتــال من‬
‫كل خطواتــه أن يهجــر الشــعب الفلســطيني لتوطيــن المهاجريــن‬
‫الصهاينــة مكانــه‪.‬‬
‫فهــو أســاس الفكــر الصهيونــي ألــم يعــرّ ف بــن غوريــون الصهيونيــة‬
‫بأنهــا االســتيطان؛ فاســتمرار الصهيونيــة ال يكــون إال مــن خــال‬
‫اســتمرار االســتيطان فــي فلســطين‪.‬‬
‫اســتمع إلــى مــا كتبــه موشــي شــاريت إلــى ناحــوم جولدمــان « إن إخراج‬
‫العــرب هــو حــدث رائــع فــي تاريــخ ( إســرائيل ) كمــا يعتبــر الحــدث أروع‬
‫مــن إقامــة دولــة ( إســرائيل ) نفســها »‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬كيف حصل االستيطان؟‬
‫‪ -‬بــدأ االســتيطان ببــطء و تدريجيً ــا بــدءاً مــن العهــد العثمانــي حتــى‬
‫يومنــا هــذا ‪.‬‬
‫‪ -‬وأول مســتوطنة صهيونيــة فــي فلســطين هــي « بتــاح تكفــا » التــي‬
‫تأسســت عــام ‪ 1878‬م و هــي باألصــل مــن مــدن قضــاء يافــا‪.‬‬

‫فاالحتــال أزال الكثيــر مــن قــرى فلســطين وحوّ لهــا إلــى مســتعمرات‬
‫فــي مناطــق فلســطين المختلفــة مثــل قريــة ابــل القمــح و بيريــا فــي‬
‫قضــاء صفــد و قريــة صفوريــة و المجيدلــة فــي قضــاء الناصــرة و‬
‫ســواها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫متســارعا فــي عــام النكبــة بطــرد منظــم للســكان‬‫ً‬ ‫ً‬
‫شــكال‬ ‫ثــم أتخــذ‬
‫العــرب‪ ،‬ثــم بعــد اتفاقيــة أوســلو تســارعت حركــة االســتيطان أكثــر و‬
‫أكثــر‪ .‬وفــي عــام ‪ 2002‬بــدأ بنــاء الجــدار العــازل فــي الضفــة الغربيــة الــذي‬
‫أعــان االحتــال علــى ضــم أراضــي أكثــر لحوزتهــم‪.‬‬
‫‪ -‬كيف فعل ذلك بدون أن يوقفه العالم؟‬
‫‪ -‬يســرق االحتــال االراضــي عــن طريــق أحــكام القضــاء الظالمــة‬
‫فيعلنــون أنهــا أراضــي خاصــة بالدولــة و يســجلونها علــى هــذا‬
‫األســاس‪ ،‬أو يعلنــون أنهــا «مناطــق عســكرية» أو «ممتلــكات‬
‫متروكــة»‪.‬‬
‫‪ -‬و ال تســتعجب يــا بنــي مــن هــذا الظلــم البيّــن فالعالــم الدولــي‬
‫متناقــض و يبحــث عــن مصالحــه و ليــس عــن العدالــة فبرغــم أن‬
‫ً‬
‫وفقــا للقانــون الدولــي اإلنســاني واتفاقيــة جنيــف‬ ‫االســتيطان مجــرّ م‬
‫الرابعــة إال أنــك ال تجــد أي موقــف علــى الواقــع يمنعــه و يردعــه ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬أمــا عــن شــعبنا فلــم يســكت و لــم يتهــاون خــرج يتظاهــر و يعتصــم‬
‫و يشــتبك دفاعــاً عــن كل شــبر مــن أرضــه ‪ ،‬و الكثيــر مــن الشــهداء‬
‫و الجرحــى ســقطوا و هــم واقفيــن بوجــه الجرافــات و كثيــراً مــا كان‬
‫االحتــال يتراجــع أمــام هــذا الصمــود و لــو خطــوات معــدودة مثــل مــا‬
‫حــدث فــي قريــة نعليــن و بــدرس و اعتصــام الخــان األحمــر و غيرهــا‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مساحة المستوطنات‬
‫‪ -‬المســتوطنات قائمــة فعليــا علــى ‪ %1‬مــن أراضــي الضفــة لكنهــا‬
‫تســيطر علــى ‪ %42‬منهــا و فــي عــام ‪ 2019‬كان عــدد المســتوطنين‬
‫‪ 449,805‬مســتوطن فــي ‪ 11‬كتلــة اســتيطانية ‪.‬‬
‫‪ -‬وتخيل أن كل بلدة أو مدينة فلسطينية يقابلها موقع استيطاني‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫شكل المستوطنة‬
‫‪ -‬وفــي المســتوطنات تجتمــع كل مرافقهــم مــن معاهــد تعليميــة و‬
‫دينيــة و مصانــع و معســكرات و مراكــز تحقيــق لمنحهــم القــوة فــي‬
‫تلــك األماكــن ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫حســنا باإلضافــة إلــى خســارة أراضينــا كيــف يؤثــر االســتيطان علــى‬ ‫ً‬ ‫‪-‬‬
‫حياتنــا؟‬
‫‪ -‬انظــر إلــى جــدار العــزل كيــف يؤثــر علــى كل مناحــي الحيــاة لشــعبنا‬
‫فــي الضفــة الغربيــة‪ ،‬التعليــم و الصحــة و الزراعــة و البنيــة التحتيــة‪.‬‬
‫‪ -‬كيف ذلك ؟‬
‫لــك أن تتخيــل هــذا الجــدار الــذي يبلــغ امتــداده ‪ 460‬كــم ولــم ينتهــي‬
‫بعــد‪ ،‬والــذي حاصــر المئــات مــن القــرى الفلســطينية‪.‬‬
‫ُ‬
‫كــم مــن األراضــي الزراعيــة جُ رفــت لــي يُبنــى‪ ،‬كــم شــجرة اقتلعــت و‬
‫بيــوت هدمــت‪ ،‬كــم فــاح فقــد أرضــه و راعــي فقــد مرعــاه‪ ،‬كــم طالــب‬
‫آثــر أهلــه أن يتــرك تعليمــه بعــد مشــقة الذهــاب و العــودة مــن خالله‪،‬‬
‫كــم عائلــة أصبــح أفرادهــا ال يلتقــون بالشــهور‪ ،‬و كــم ســيارة إســعاف‬
‫عائقــا لهــا عــن مهمتهــا اإلنســانية فوصلــت متأخــرة‬ ‫ً‬ ‫كان الجــدار‬
‫كثيــرً ا‪ ..‬هــذه المــرارة التوصفهــا الكلمــات‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -‬تجريــف ‪ 10‬آالف دونــم زراعــي و اقتــاع ‪ 83‬ألــف شــجرة مــن أشــجار‬
‫الزيتــون و أشــجار الحمضيــات‪.‬‬

‫من الطالب تركوا التعليم بسبب الجدار‪.‬‬


‫‪%3,2‬‬

‫مــن األســر غــرب الجــدار ال تســتطيع الوصــول‬


‫إلــى المؤسســات الصحيــة فــي المــدن‪.‬‬ ‫‪%73‬‬

‫مــن األســر تؤكــد وجــود عرقلــة لحركــة ســير‬


‫ســيارات األســعاف تقــوم بهــا حواجــر الجــدار‬ ‫‪%43‬‬
‫الفاصــل‬

‫‪11‬‬
‫ســأحيك لــك قصــة منــزل هانــي عامــر فــي قريــة مســحه حكايــة‬
‫جميعــا عــام‬
‫ً‬ ‫مصغــرة لمعانــاة شــعبنا ‪ ..‬نكبــة هــذه العائلــة بــدأت مثلنــا‬
‫‪ 48‬حيــن هجّ ــر االحتــال عائلتــه مــن قريــة كفــر قاســم و اســتقر بهــم‬
‫الحــال فــي قريــة مســحه‪ ،‬كبــر هانــي وعــاش فــي مســحه مــع عائلتــه و‬
‫ـزال و مطعمــاً ‪ ..‬جــاء االحتــال و هــدم مطعمــه و جــزءاً مــن‬ ‫امتلــك منـ ً‬
‫منزلــه‪ ،‬ولــم تنتهــي مأســاته هنــا‪ ،‬بــل قــرر االحتــال أن يســرق جــزءاً‬
‫مــن أرضــه ليمــر عبرهــا الجــدار و يبنيــه أمــام بيتــه‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ً‬
‫معــزوال عــن باقــي القريــة محصــورً ا بيــن الجــدار و‬ ‫فأصبــح منزلهــم‬
‫المســتوطنات‪ ،‬أصبــح األطفــال ال يلتقــون بأصدقائهــم و ال يلعبــون‬
‫معهــم و أصبــح األفــق الممتــد أمــام المنــزل ســدً ا إســمنتياً بشــعاً و‬
‫حريــة الذهــاب و اإليــاب مقيــدة‪ ،‬رغــم هــذه الحيــاة األشــبه بالســجن‬
‫صمــدت هــذه العائلــة يك ال تحقــق مبتغــى االحتــال و ترحــل عــن‬
‫أرضهــا ‪ ،‬أرضهــا التــي بقــي لهــم منهــا مســاحة صغيــرة يعلــم األب‬
‫أبنــاءه كيــف يزرعونهــا و كيــف يبقــون فيهــا متجذريــن كمــا أشــجارها‬
‫العاليــة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫إصدارات أخرى‪:‬‬

‫‪ .3‬قصة الالجئين‬ ‫‪ .2‬قصة األسرى‬ ‫‪ .1‬قصة األقصى‬

You might also like