‫هذه رواي ُتنا ‪..

‬‬
‫ُ‬
‫طوفان األقصى؟‬ ‫ملاذا‬

‫املكتب اإلعالمي‬
‫حركة املقاومة اإلسالمية ‪ -‬حماس‬
 ‫ُ‬
‫طوفان األقصى؟‬ ‫هذه رواي ُتنا ‪ ..‬ملاذا‬

‫الصامد املرابط‪،‬‬
‫شعبنا الفلسطيني َّ‬
‫شعوبنا العربية واإلسالمية‪،‬‬
‫ّ‬
‫الحــق ورافضــي الظلــم‪،‬‬ ‫أحــرار العالــم مناصــري‬
‫الحريــة والعدالة وكرامة اإلنســان‪،‬‬
‫َّ‬ ‫واملدافعيــن عــن‬
‫يف ّ‬
‫كل مــكان‪،‬‬

‫يف ظـل اسـتمرار العـداون اإلسـرائيلي ىلع قطاع َّ‬

‫غزة‬
‫والضفـة الغربيـة‪ .‬ومـع مواصلـة شـعبنا خـوض معركة‬
‫أروع‬
‫الحريـة والكرامـة واالنعتاق من االحتلال‪ ،‬وتقديمه َ‬‫َّ‬
‫األمثلـة يف البطولة والفـداء والصمود يف مواجهة آلة‬
‫وأمتنا‬ ‫أن ّ‬
‫نوضـح ألبناء شـعبنا َّ‬ ‫نـود ْ‬
‫ّ‬ ‫البطـش والعـدوان؛‬
‫السـابع مـن أكتوبر‪،‬‬ ‫َ‬
‫حقيقـة ما جرى يوم َّ‬ ‫وأحـرار العالـم‬
‫وملـاذا كان‪ ،‬ومـا سـياقه املرتبـط بالقضيـة الوطنيـة‬
‫الفلسـطينية‪ ،‬ودحـض زيف املزاعـم الصهيونية‪ ،‬ووضع‬
‫الحقائـق يف نصابهـا الصحيح‪.‬‬

‫‪1‬‬
 ‫املحتويات‬

‫املحتويات‬

‫‪3‬‬ ‫أوالً‪ :‬ملاذا معركة طوفان األقصى؟ ‬

‫‪7‬‬ ‫ ‬
‫ادعاءات وأكاذيب االحتالل‬
‫ثانيًا‪ :‬أحداث ‪ 7‬أكتوبر‪ ،‬والرد ىلع ّ‬

‫‪11‬‬ ‫ ‬‫ثالثًا‪ :‬نحو تحقيق دولي نزيه‬

‫‪13‬‬ ‫ ‬‫رابعًا‪ :‬تذكير للعالم من هي حماس؟‬

‫‪15‬‬ ‫ ‬
‫خامسًا‪ :‬ما هو املطلوب؟‬
 ‫ُ‬
‫طوفان األقصى؟‬ ‫هذه رواي ُتنا ‪ ..‬ملاذا‬

‫أوالً‬
‫ملاذا معركة طوفان األقصى؟‬
‫إن معركة الشعب الفلسطيني مع االحتالل واالستعمار‬ ‫‪َّ 1.‬‬
‫لم تبدأ في ‪ 7‬أكتوبر ‪َّ ،2023‬‬
‫وإنما بدأت قبل ذلك منذ ‪105‬‬
‫ً‬
‫عاما تحت االستعمار البريطاني‬ ‫أعوام من االحتالل؛ ‪30‬‬
‫ً‬
‫عاما من االحتالل الصهيوني‪ .‬والشعب الفلسطيني كان‬ ‫و‪75‬‬
‫َّ‬
‫ويتمتع‬ ‫في سنة ‪ 1918‬يملك ‪ %98.5‬من أرض فلسطين‪،‬‬
‫بأغلبية ‪ %92‬من السكان‪ ،‬مقابل ما كان لدى اليهود‪ ،‬والذين‬
‫أتى معظمهم آنذاك عبر الهجرات االستيطانية المبكرة‪،‬‬
‫َّ‬
‫فبالرغم من‬ ‫وحتى ‪ 1948‬قبيل إنشاء الكيان الصهيوني‪،‬‬
‫أن االستعمار البريطاني فتح أبواب فلسطين لهجرة اليهود‪،‬‬
‫َّ‬
‫وسعى إليجاد البيئة األفضل للصهاينة إلنشاء كيانهم‪ ،‬وقام‬
‫َّ‬
‫يتمكنوا‬ ‫أن الصهاينة لم‬ ‫بقمع الشعب الفلسطيني وقهره‪ّ ،‬‬
‫إال َّ‬
‫إال من السيطرة على ‪ %6‬من األرض‪ ،‬وأن يكونوا ‪ %31.7‬من‬ ‫َّ‬
‫السكان‪ .‬وقد ُحرم الشعب الفلسطيني من ّ‬
‫حق تقرير المصير‪،‬‬
‫وقامت العصابات الصهيونية بارتكاب مجازر بشعة وتطهير‬
‫أدى لسيطرتها بالقوة على ‪ %77‬من أرض فلسطين‪،‬‬ ‫عرقي َّ‬
‫َّ‬
‫ودمرت أكثر من‬ ‫وتهجير أكثر من ‪ %57‬من شعب فلسطين‪،‬‬
‫‪ 500‬قرية وبلدة فلسطينية وارتكبت عشرات المجازر بحق‬
‫ً‬
‫تمهيدا إلنشاء‬ ‫شعبنا لدفعه إلى الهجرة خارج الوطن؛ وذلك‬
‫الكيان الصهيوني عام‪ .1948‬وفي سنة ‪ 1967‬احتلت القوات‬
‫اإلسرائيلية باقي أرض فلسطين؛ أي الضفة الغربية وقطاع‬
‫أراض عربية أخرى‪.‬‬ ‫ً‬
‫فضال عن‬ ‫غزة والقدس‪،‬‬
‫ٍ‬

‫‪2.‬عانى شعبنا طوال عقود من كافة أشكال القهر والظلم‬

‫ومصادرة الحقوق األساسية‪ ،‬ومن سياسات الفصل العنصري‪،‬‬
‫ً‬
‫عاما‬ ‫ً‬
‫مستمرا منذ أكثر من ‪17‬‬ ‫ً‬
‫خانقا‬ ‫ً‬
‫حصارا‬ ‫وعانى قطاع غزة‬

‫‪3‬‬
 ‫ُ‬
‫طوفان األقصى؟‬ ‫هذه رواي ُتنا ‪ ..‬ملاذا‬

‫ٍّ‬
‫ّ‬
‫مدمرة؛ في كل‬ ‫َّ‬
‫ليتحول إلى أكبر سجن مفتوح في العالم‪ ،‬كما عانى القطاع من خمسة حروب‬
‫غزة االحتجاج‬ ‫وحتى عندما حاول شعبنا في قطاع َّ‬
‫ّ‬ ‫منها كانت (إسرائيل) هي البادئة فيها‪.‬‬
‫ّ‬
‫بحق العودة؛ عبر ما ُعرف بـ»مسيرات العودة»‪ ،‬لم‬ ‫السلمي على أوضاعه الصعبة‪ ،‬والمطالبة‬
‫فلسطينيا وجرح أكثر من ‪ً 19‬‬
‫ألفا آخرين‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يتوان االحتالل اإلسرائيلي عن قتل أكثر من ‪360‬‬‫َ‬
‫بينهم نحو خمسة آالف طفل‪.‬‬

‫َّ‬
‫موثقة‪ ،‬منذ سنة ‪ 2000‬وحتى سبتمبر ‪( 2023‬قبيل ‪ 7‬أكتوبر) قام‬ ‫‪3.‬وفق دراسات إحصائية‬
‫ً‬
‫فلسطينيا وجرح ‪ 156,768‬آخرين‪ ،‬أغلبيتهم الساحقة من‬ ‫االحتالل اإلسرائيلي بقتل ‪11,299‬‬
‫َ‬
‫وحلفاءها‪ ،‬لم يلتفتوا إلى معاناة الفلسطينيين وتابعوا‬ ‫فإن الواليات المتحدة‬
‫المدنيين‪ .‬ولألسف َّ‬
‫حقيقية‬ ‫تغطية البطش الصهيوني‪ .‬ولم يتباكوا ّ‬
‫إال على اإلسرائيليين في ‪ 7‬أكتوبر‪ ،‬ودونما أدلة‬
‫َّ‬
‫الدعم المادي والغطاء من جديد‬ ‫ثم قاموا بتوفير َّ‬‫ضد حماس‪ ،‬باالستهداف المزعوم للمدنيين‪َّ ،‬‬
‫للمجازر والمذابح التي قام بها االحتالل ضد المدنيين الفلسطينيين في عدوانه الهمجي على‬
‫َّ‬
‫والدعم والذخائر وأدوات‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬والذي يندى له جبين البشرية‪ ،‬وما زالوا ّ‬
‫يوفرون الغطاء‬
‫القتل والتدمير‪.‬‬

‫‪4.‬لقد َّ‬
‫تم توثيق انتهاكات االحتالل اإلسرائيلي وفظائعه من قبل مؤسسات األمم المتحدة ولجان‬
‫التحقيق والمحاكم الدولية ومنظمات حقوق اإلنسان العالمية؛ مثل منظمة العفو الدولية‬
‫وحتى من منظمات إسرائيلية‪ ،‬باإلضافة إلى منظمات فلسطينية‬‫ّ‬ ‫و(هيومن رايتس ووتش)‪،‬‬
‫ً‬
‫عالميا بالكفاءة والنزاهة‪ .‬وقد مر ذلك كله وما زال يمر دون مساءلة‬ ‫متخصصة مشهود لها‬
‫أو عقاب‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬قام السفير اإلسرائيلي لدى األمم المتحدة (جلعاد أردان) في‬
‫‪ 2021/10/29‬على منصة الجمعية العامة لألمم المتحدة بتمزيق تقرير مجلس حقوق اإلنسان‬
‫أن مكانه سلة المهمالت‪،‬‬
‫التابع لألمم المتحدة نفسها‪ ،‬في وجه ممثلي دول العالم‪ ،‬وأخبرهم َّ‬
‫ً‬
‫نائبا لرئيس الجمعية العامة‬ ‫انت ِخب (أردان) نفسه في السنة التالية‬ ‫ً‬
‫‪-‬إمعانا في قهر شعبنا ‪ُ -‬‬ ‫بل‬
‫لألمم المتحدة!!‬

‫‪5.‬الواليات المتحدة األمريكية وحلفاؤها الغربيون يتعاملون مع «إسرائيل» منذ إنشائها كـ«دولة‬
‫ّ‬
‫ويوفرون الغطاء الالزم الستمرار احتاللها وقمعها للشعب الفلسطيني ومصادرة‬ ‫فوق القانون»‪،‬‬
‫ً‬
‫فضال‬ ‫المزيد من أرضه ومقدساته وتهويدها‪ ،‬وفرض ظروف معيشية قاسية وبيئات طاردة‪،‬‬
‫الرحيل عن أرض الوطن‪ .‬وبالرغم من‬ ‫عن محاوالتهم المستمرة لتهجير شعبنا وإجباره على َّ‬
‫ً‬
‫عاما الماضية لصالح‬ ‫أن األمم المتحدة ومؤسساتها أصدرت أكثر من ‪ 900‬قرار خالل الـ ‪75‬‬ ‫َّ‬
‫أن «إسرائيل» رفضت تنفيذ ٍّ‬
‫أي منها‪ ،‬وكان الفيتو األمريكي الغربي‬ ‫الشعب الفلسطيني؛ َّ‬
‫إال َّ‬

‫‪4‬‬
 ‫ُ‬
‫طوفان األقصى؟‬ ‫هذه رواي ُتنا ‪ ..‬ملاذا‬

‫فإن‬ ‫ضد ّ‬
‫أي محاولة إللزام «إسرائيل» بتنفيذ القرارات أو إدانة سلوكها‪ .‬ولذلك‪َّ ،‬‬ ‫ً‬
‫دائما بالمرصاد ّ‬
‫ً‬
‫كامال لالحتالل في جرائمه التي ال تتوقف‪ ،‬وفي‬ ‫ً‬
‫وشريكا‬ ‫عد متواطئة ومتورطة‬‫هذه الدول ُت ّ‬
‫استمرار معاناة الشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫حتى بالنسبة لمسار التسوية السلمية‪ ،‬فبالرغم من اتفاق أوسلو ‪ 1993‬مع منظمة التحرير‬‫‪ّ 6.‬‬
‫يؤسس إلنشاء دولة فلسطينية مستقلة في الضفة‬ ‫ِّ‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬الذي كان من المفترض أن‬
‫ً‬
‫عمليا بتدمير إمكانية قيام دولة فلسطينية من‬ ‫أن «إسرائيل» قامت‬ ‫الغربية وقطاع غزة‪َّ ،‬‬
‫إال َّ‬
‫ً‬
‫وخصوصا شرقي‬ ‫خالل الحملة الشرسة لمضاعفة االستيطان والتهويد في الضفة الغربية‪،‬‬
‫وأن‬ ‫ً‬
‫عاما من المحاوالت َّأنهم أمام حائط مسدود‪َّ ،‬‬ ‫القدس‪ ،‬ووجد مؤيدو مسار التسوية بعد ‪30‬‬
‫تسبب بنتائج كارثية على قضية فلسطين‪.‬‬
‫َّ‬ ‫هذا المسار‬

‫لقد َّ‬
‫أكد المسؤولون اإلسرائيليون رفضهم القطعي لقيام دولة فلسطينية‪ ،‬وقبل شهر من طوفان‬
‫األقصى‪ ،‬حمل رئيس الوزراء اإلسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه أمام األمم المتحدة في‬
‫شهر سبتمبر ‪ 2023‬خريطة لكامل فلسطين التاريخية‪ ،‬بما فيها الضفة الغربية وقطاع غزة‪،‬‬
‫ً‬
‫ساكنا؛ وهو يرى عنجهية‬ ‫وقد ُل ِّونت كلها بلون واحد وعليها اسم «إسرائيل»‪ .‬ولم ُي ّ‬
‫حرك العالم‬
‫ّ‬
‫وحقه‬ ‫إسرائيل ومصادرتها إلرادة المجتمع الدولي‪ ،‬وإنكارها لحقوق شعبنا في أرضه ومقدساته‬
‫في تقرير المصير‪.‬‬

‫ً‬
‫عاما من االحتالل والمعاناة‪ ،‬وإفشال ّ‬
‫أي أمل بالتحرير والعودة‪ ،‬وبعد‬ ‫‪7.‬واآلن‪ ،‬وبعد أكثر من ‪75‬‬
‫ّ‬
‫يتوقع العالم من شعبنا أن يفعل‪:‬‬ ‫النتائج الكارثية لمسار التسوية السلمية‪ ،‬ماذا كان‬

‫♦في مواجهة مخططات التهويد والتقسيم ّ‬

‫الزماني والمكاني للمسجد األقصى‪ ،‬وتصاعد وتيرة‬
‫اقتحامات المستوطنين االستفزازية للمسجد األقصى‪.‬‬

‫ً‬
‫عمليا معركة‬ ‫تطر ً‬
‫فا‪ ،‬الذي باشر‬ ‫ّ‬ ‫♦في مواجهة ممارسات ائتالف اليمين الصهيوني األكثر‬
‫ّ‬
‫الضم‪ ،‬وخطة حسم السيادة على القدس‬ ‫حسم للسيطرة على الضفة الغربية من خالل خطة‬
‫ّ‬
‫وخطة طرد شعبنا وتهجيره من الضفة الغربية‪.‬‬ ‫والمقدسات‪،‬‬

‫♦وماذا يفعل إلجبار االحتالل على إطالق سراح آالف األسرى الفلسطينيين القابعين في‬
‫سجونه؟ خاصة بعد التنكيل البشع الذي ضاعفوه في ظل حكومة نتنياهو – سموترش‪-‬‬
‫بن غفير‪.‬‬

‫‪5‬‬
 ‫ُ‬
‫طوفان األقصى؟‬ ‫هذه رواي ُتنا ‪ ..‬ملاذا‬

‫ً‬
‫بطيئا‪.‬‬ ‫ً‬
‫موتا‬ ‫♦وماذا يفعل إلنهاء الحصار الجائر المفروض على قطاع َّ‬
‫غزة؟ الذي جعله يموت‬

‫♦وماذا يفعل في مواجهة توسع االستيطان في الضفة الغربية بوتيرة غير مسبوقة‪ ،‬وفي‬
‫مواجهة عنف المستوطنين في الضفة الغربية وجرائمهم‪ ،‬التي وصلت مستويات غير‬
‫مسبوقة؟‬

‫ً‬
‫عاما من النفي‬ ‫ّ‬
‫ليحقق أمل ‪ 7‬مليون فلسطيني بالعودة إلى ديارهم بعد ‪75‬‬ ‫♦وماذا يفعل‬
‫والشتات‪.‬‬

‫♦وماذا يفعل في ظل عجز المجتمع الدولي‪ ،‬وتواطؤ بعض الدول الكبرى لمنع تحقيق حلمه‬
‫ً‬
‫قابعا تحت االحتالل‪.‬‬ ‫بالدولة‪ ،‬وهو الشعب الوحيد في العالم الذي مازال‬

‫ّ‬
‫والرهان على األمم المتحدة ومؤسساتها العاجزة‪،‬‬ ‫هل كان المطلوب من شعبنا أن يواصل االنتظار‬
‫َّ‬
‫الرد الطبيعي على تلك الممارسات هو مبادرة شعبنا للدفاع عن أرضه وحقوقه ومقدساته؟!‬ ‫أن‬
‫أم َّ‬
‫بأنه ٌّ‬
‫حق مكفول في القانون الدولي‪ ،‬والشرائع واألعراف البشرية‪.‬‬ ‫ً‬
‫علما َّ‬

‫ً‬
‫انطالقا َّ‬
‫مما سبق‪ ،‬كانت عملية طوفان األقصى في ‪ 7‬أكتوبر ‪2023‬م‪ ،‬خطوة ضرورية واستجابة‬
‫طبيعية‪ ،‬لمواجهة ما ُيحاك من مخططات إسرائيلية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية‪،‬‬
‫والسيطرة على األرض وتهويدها‪ ،‬وحسم السيادة على المسجد األقصى والمقدسات‪ ،‬وإنهاء‬
‫ّ‬
‫التخلص من االحتالل‪ ،‬واستعادة‬ ‫الحصار الجائر على قطاع غزة‪ ،‬وخطوة طبيعية في إطار‬
‫الحقوق الوطنية‪ ،‬وإنجاز االستقالل والحرية كباقي شعوب العالم‪ ،‬وحق تقرير المصير‪ ،‬وإقامة‬
‫الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس‪.‬‬

‫‪6‬‬
 ‫ُ‬
‫طوفان األقصى؟‬ ‫هذه رواي ُتنا ‪ ..‬ملاذا‬

‫ثانيًا‬
‫ادعاءات‬
‫والرد ىلع ّ‬
‫أحداث ‪ 7‬أكتوبر‪َّ ،‬‬
‫وأكاذيب االحتالل‬
‫في ضوء الكثير من االتهامات واالدعاءات والمزاعم اإلسرائيلية‬
‫ّ‬
‫تطورات‬ ‫ّ‬
‫يتعلق بأحداث يوم ‪ 7‬أكتوبر وما تاله من‬ ‫ّ‬
‫الملفقة فيما‬
‫ضمن عملية طوفان األقصى‪َّ ،‬‬
‫فإننا في حركة المقاومة اإلسالمية‬
‫ّ‬
‫نوضح ما يلي‪:‬‬ ‫(حماس)‬

‫‪1.‬لقد استهدفت عملية طوفان األقصى في ‪ 7‬أكتوبر المواقع‬

‫العسكرية اإلسرائيلية‪ ،‬وسعت إلى أسر جنود العدو ومقاتليه‪،‬‬
‫من أجل إطالق سراح اآلالف من األسرى الفلسطينيين في‬
‫سجون االحتالل‪ ،‬من خالل عملية تبادل؛ ولذلك ّ‬
‫تركز الهجوم‬
‫على فرقة غزة العسكرية اإلسرائيلية‪ ،‬وعلى المواقع العسكرية‬
‫ً‬
‫دائما‬ ‫اإلسرائيلية في مستوطنات غالف َّ‬
‫غزة‪ ،‬والتي كانت‬
‫ّ‬
‫تشكل مصدر قصف وإطالق النار على َّ‬
‫غزة وأهلها‪.‬‬

‫ً‬
‫وخصوصا النساء والطفال‬ ‫تجنب استهداف المدنيين‪،‬‬‫ُّ‬ ‫‪َّ 2.‬‬
‫إن‬
‫التزام ديني وأخالقي يتر ّبى عليه أبناء‬
‫ٌ‬ ‫وكبار السن‪ ،‬هو‬
‫بأن مقاومتنا منضبطة‬ ‫ً‬
‫مرارا َّ‬ ‫حماس‪ .‬ونحن ّ‬
‫نؤكد ما أعلناه‬
‫بضوابط وتعليمات ديننا اإلسالمي الحنيف‪َّ ،‬‬
‫وأن استهداف‬
‫جناحها العسكري هو لجنود االحتالل‪ ،‬ومن يحملون السالح‬
‫ضد أبناء شعبنا‪ .‬وفي ذات الوقت‪ ،‬نعمل على ّ‬
‫تجنب المدنيين‪،‬‬
‫ٌ‬
‫شيء من‬ ‫وإن حصل‬ ‫ْ‬ ‫رغم عدم امتالكنا لألسلحة الدقيقة‪،‬‬
‫غير مقصود‪َّ ،‬‬
‫وإنما في ظل ضراوة المعارك التي‬ ‫ذلك فيكون َ‬
‫قوة‬ ‫ّ‬
‫ورد العدوان‪ ،‬في مواجهة َّ‬ ‫ً‬
‫دفاعا عن النفس‬ ‫نخوضها‬
‫عدوانية استعمارية طاغية‪ ،‬تقوم بقتل أطفالنا ونسائنا‬
‫وشيوخنا ليل نهار‪ ،‬وبكل أنواع األسلحة الفتاكة والدقيقة‪.‬‬

‫‪7‬‬
 ‫ُ‬
‫طوفان األقصى؟‬ ‫هذه رواي ُتنا ‪ ..‬ملاذا‬

‫لقد التزمت حماس منذ انطالقتها سنة ‪ ،1987‬بتج ّنب استهداف المدنيين‪ ،‬وبعد ْ‬
‫أن قام الصهيوني‬
‫المجرم (باروخ جولدشتاين) بتنفيذ مجزرة في المصلين في المسجد اإلبراهيمي في الخليل‬
‫بأن يتم تجنيب المدنيين ويالت القتال‪ ،‬من قبل كل‬
‫سنة ‪ ،1994‬أعلنت حماس مبادرة تقضي ْ‬
‫كررت حماس‬‫الرد على تلك المبادرة‪ .‬وقد َّ‬
‫مجرد ّ‬
‫ّ‬ ‫لكن االحتالل الصهيوني رفض ّ‬
‫حتى‬ ‫األطراف‪َّ ،‬‬
‫لكن االحتالل اإلسرائيلي واصل تجاهله‪ ،‬وتابع قتل المدنيين بكل صالفة وتجاهل‪.‬‬ ‫ً‬
‫مرارا‪َّ ،‬‬ ‫ذلك‬

‫‪3.‬ر َّبما يكون قد حدث بعض الخلل أثناء تنفيذ عملية طوفان األقصى‪ ،‬بسبب انهيار المنظومة‬
‫األمنية والعسكرية اإلسرائيلية بشكل كامل وسريع‪ ،‬وحدوث بعض الفوضى نتيجة االختراقات‬
‫الواسعة في السياج والمنظومة الفاصلة بين قطاع غزة ومناطق عملياتنا‪.‬‬

‫وكما يشهد الجميع‪ ،‬فقد تعاملت حماس بصورة إيجابية مع ملف المدنيين الذين َّ‬
‫تم أسرهم‬
‫ً‬
‫فعال‪،‬‬ ‫وسعت منذ اليوم َّ‬
‫األول إلطالق سراحهم بالسرعة الممكنة‪ ،‬وهو ما حدث‬ ‫في قطاع غزة‪َ ،‬‬
‫خالل الهدنة اإلنسانية لمدة ‪ 7‬أيام‪ ،‬مقابل إطالق سراح النساء واألطفال من أبناء الشعب‬
‫ً‬
‫وعدوانا في سجون االحتالل‪ ،‬وهي عمليات اعتقال يمارسها‬ ‫ً‬
‫ظلما‬ ‫الفلسطيني المعتقلين‬
‫االحتالل بشكل منهجي على مدى عشرات السنوات؛ ضمن سياسة العقاب الجماعي لشعبنا‬
‫المخالفة لكل القوانين واألعراف الدولية‪.‬‬

‫القسام لمدنيين إسرائيليين في هجوم‬

‫َّ‬ ‫إن ما ّ‬
‫يروجه االحتالل اإلسرائيلي حول استهداف كتائب‬ ‫‪َّ 4.‬‬
‫تدعي ذلك هي مصادر إسرائيلية‪،‬‬ ‫ُ‬
‫محض افتراء وكذب؛ فمصادر المعلومات التي ّ‬ ‫يوم ‪ 7‬أكتوبر هو‬
‫أن المصادر اإلسرائيلية تلجأ‬
‫تؤكد صحة مزاعمها‪ .‬ومن المعروف َّ‬‫ّ‬ ‫وال توجد مصادر مستقلة‬
‫ً‬
‫كثيرا إلى إخفاء الحقائق وتزويرها‪ ،‬وإلى محاولة تشويه المقاومة‪ ،‬لتبرير جرائم االحتالل ضد‬
‫ً‬
‫الحقا انكشاف كذب الرواية اإلسرائيلية‪ ،‬التي شرعن االحتالل‬ ‫شعبنا‪ .‬وقد أثبتت المعلومات‬
‫َّ‬
‫المهمة‪:‬‬ ‫على أساسها عدوانه الوحشي على قطاع غزة‪ ،‬وهنا بعض التفاصيل‬

‫أن‬ ‫ً‬
‫الحقا َّ‬ ‫♦لقد أظهرت مقاطع فيديو التقطت في ذلك اليوم‪ ،‬وشهادات إلسرائيليين ُنشرت‬
‫تم قتله على يد قوات الشرطة‬ ‫ً‬
‫كثيرا منهم َّ‬ ‫إن‬
‫القسام لم يستهدفوا المدنيين‪ ،‬بل َّ‬
‫َّ‬ ‫مقاتلي‬
‫والجيش اإلسرائيلي نتيجة ارتباكهم‪.‬‬
‫ً‬
‫رضيعا‪ ،‬وباعتراف المصادر اإلسرائيلية؛‬ ‫ً‬
‫طفال‬ ‫ّ‬
‫االدعاء بقتل أربعين‬ ‫ً‬
‫يقينا كذب‬ ‫♦لقد ثبت‬
‫وهي دعاية انتشرت بشكل هائل في اإلعالم الغربي‪ ،‬لتعبئته وتحريضه‪.‬‬

‫ّ‬
‫االدعاء بقيام المقاومين باغتصاب نساء إسرائيليات‪ ،‬ثبت كذبه‪ ،‬ونفت حماس ذلك‬ ‫♦ َّ‬
‫إن‬
‫بشكل حاسم‪ .‬وعلى سبيل المثال؛ فالدراسة التي نشرها موقع موندوفايس ‪Mondoweiss‬‬
‫َّ‬
‫وفندتها‪.‬‬ ‫في ‪ 1/12/2023‬تت ّبعت بالتفصيل ّ‬
‫كل ّ‬
‫ادعاءات االغتصاب‬

‫‪8‬‬
 ‫ُ‬
‫طوفان األقصى؟‬ ‫هذه رواي ُتنا ‪ ..‬ملاذا‬

‫♦بحسب تقريري صحيفتي يديعوت أحرونوت ‪ ،2023/10/15‬وهآرتس ‪2023/11/18‬‬

‫فإن قتلى مدنيين إسرائيليين عديدين سقطوا نتيجة قصف طائرات‬ ‫َّ‬ ‫اإلسرائيليتين‪،‬‬
‫األباتشي اإلسرائيلية للمشاركين في مهرجان (نوفا) قرب (مستعمرة رعيم)‪ ،‬حيث ُقتل‬
‫وأن مقاتلي حماس وصلوا للمكان دون علم مسبق بالحفل‪َّ ،‬‬
‫وأنهم بسبب‬ ‫َّ‬ ‫‪،‬‬ ‫ً‬
‫شخصا‬ ‫‪364‬‬
‫ٍ‬
‫الطيارون الصهاينة بإطالق قذائفهم ورصاصهم دونما‬
‫َّ‬ ‫حالة التداخل مع المحتفلين‪ ،‬قام‬
‫ً‬
‫سعيا لضرب المهاجمين‪ ،‬ولمنع اختراق‬ ‫تفريق‪ .‬ويعترف تقرير يديعوت أحرونوت ّ‬
‫أنه‬
‫السياج ولمنع وقوع أسرى إسرائيليين‪ ،‬قامت الطائرات المقاتلة وطائرات الهليوكبتر‬
‫اإلسرائيلية بضرب نحو ‪ 300‬هدف معظمها في المناطق التي انتشر فيها مقاتلو حماس‬
‫خارج قطاع غزة‪.‬‬

‫♦أكدت شهادات إسرائيلية َّ‬

‫أن غارات جيش االحتالل اإلسرائيلي وعمليات جنوده هي التي‬
‫تس ّببت بقتل عدد كبير من اإلسرائيليين الذين َّ‬
‫تم أسرهم في مستوطنات غالف غزة‪،‬‬
‫حيث قام بقصف وتدمير المنازل أثناء االشتباكات مع المقاومة يوم ‪ 7‬أكتوبر واأليام‬
‫التي تلته‪ ،‬ما تس ّبب بقتل الكثير من المستوطنين اإلسرائيليين إلى جانب أفراد المقاومة‪،‬‬
‫وذلك ضمن سياسة وبروتوكول (هانيبال) اإلسرائيلي الذي ُي ّ‬
‫فضل قتل األسير اإلسرائيلي‬
‫ً‬
‫أسيرا في يد المقاومة‪ .‬وقد مارس االحتالل أبشع الجرائم في عدة حاالت‬ ‫ً‬
‫حيا‬ ‫على بقائه‬
‫عبر قصف وقتل مقاومينا ومن معهم من أسرى في أثناء اقتيادهم إلى قطاع َّ‬
‫غزة‪.‬‬

‫♦ومن األدلة اإلضافية على ما سبق‪ ،‬تغيير سلطات االحتالل ألعداد القتلى اإلسرائيليين يوم‬
‫‪ 7‬أكتوبر‪ ،‬حيث تحدثت بداية األمر عن مقتل ‪ 1,400‬إسرائيلي ما بين جندي ومستوطن‪،‬‬
‫أن نحو مائتي جثة‬ ‫ّ‬
‫بمبرر َّ‬ ‫ثم عادت بعد أسابيع من الهجوم لتقلص العدد إلى ‪،1,200‬‬ ‫َّ‬
‫أنها تعود لمقاتلين من كتائب القسام‪ .‬واألسئلة التي ُتطرح هنا‪ :‬أليس الذي‬
‫تبين َّ‬
‫متفحمة َّ‬
‫قصف هؤالء بحيث اختلطت جثثهم مع جثث اإلسرائيليين‪ ،‬هي القوات اإلسرائيلية‬
‫ّ‬
‫تؤدي إلى قتل وحرق‬ ‫غير الجيش اإلسرائيلي الذي يملك طائرات وأسلحة‬ ‫ُ‬ ‫نفسها؟ َ‬
‫وم ْن‬
‫القسام إلى‬
‫َّ‬ ‫أن آلة الكذب اإلسرائيلية أضافت أعداد شهداء‬ ‫ّ‬
‫كل هذا العدد؟ باإلضافة إلى َّ‬
‫يتبين من مصادر إسرائيلية عدم‬
‫َّ‬ ‫أن‬ ‫ً‬
‫إعالميا‪ ،‬قبل ْ‬ ‫أرقام قتالها ألكثر من شهر‪ ،‬لتتاجر بهم‬
‫ّ‬
‫االدعاءات كما ورد أعاله‪.‬‬ ‫ّ‬
‫صحة هذه‬

‫أدت خالل‬‫غزة وعمليات القصف والتدمير التي َّ‬ ‫♦ َّ‬

‫إن جرائم االحتالل اإلسرائيلي في قطاع َّ‬
‫ً‬
‫مجاال للشك‬ ‫ً‬
‫إسرائيليا‪ ،‬تكشف بشكل واضح ال يترك‬ ‫ً‬
‫أسيرا‬ ‫العدوان إلى مقتل نحو ‪60‬‬

‫‪9‬‬
 ‫ُ‬
‫طوفان األقصى؟‬ ‫هذه رواي ُتنا ‪ ..‬ملاذا‬

‫عدم اكتراث االحتالل بحياة أسراه من الجنود والمستوطنين‪ ،‬واستعداده للتضحية بهم‬
‫من أجل تج ّنب دفع أثمان مقابلة‪.‬‬

‫ّ‬
‫المسلحين في غالف َّ‬
‫غزة‪ ،‬اشتبكوا يوم ‪ 7‬أكتوبر مع‬ ‫‪5.‬في المقابل‪ ،‬هناك أعداد من المستوطنين‬
‫أفراد المقاومة وشاركوا في العمليات العسكرية إلى جانب قوات االحتالل‪ .‬والذين ُقتلوا من‬
‫ً‬
‫إسرائيليا كقتلى مدنيين‪.‬‬ ‫هؤالء ُس ّجلوا‬

‫فإن َّ‬
‫كل اإلسرائيليين فوق‬ ‫‪6.‬ر َّبما ال يعرف كثيرون أنه عند الحديث عن المدنيين اإلسرائيليين‪َّ ،‬‬
‫ً‬
‫شهرا)؛ بحيث‬ ‫ً‬
‫شهرا‪ ،‬واإلناث لمدة ‪24‬‬ ‫ّ‬
‫مكلفون بالتجنيد اإلجباري (الذكور لمدة ‪32‬‬ ‫ً‬
‫عاما‬ ‫‪18‬‬
‫يصبح الجميع قادرين على القتال‪ ،‬وفق نظرية األمن اإلسرائيلي‪ ،‬التي تؤمن بفكرة «الشعب‬
‫ً‬
‫«جيشا له دولة»‪ ،‬وليس «دولة لها جيش»!!‬ ‫ّ‬
‫المسلح»‪ ،‬والتي جعلت من الكيان اإلسرائيلي‬

‫ّ‬
‫يتعمد من خالله إذالل وتطويع الشعب‬ ‫ٌ‬
‫سلوك منهجي للكيان‪،‬‬ ‫إن القتل الوحشي للمدنيين هو‬‫‪َّ 7.‬‬
‫الفلسطيني‪ ،‬وعدد الشهداءالهائل من النساء واألطفال في هذا العدوان على قطاع َّ‬
‫غزة يثبت ذلك‪.‬‬

‫أن معدل القتل اليومي اإلسرائيلي ألطفال َّ‬

‫غزة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ولعل الدراسة التي نشرتها الجزيرة التي تثبت َّ‬‫‪8.‬‬
‫ً‬
‫يوميا‪ ،‬بينما كان معدل قتلى األطفال في حرب‬ ‫ً‬
‫طفال‬ ‫خالل شهر من عدوانها‪ ،‬يصل إلى ‪136‬‬
‫ً‬
‫يوميا‪.‬‬ ‫أوكرانيا أقل من طفل واحد‬

‫ّ‬
‫التوحش الصهيوني‪ ،‬ال تعنيهم القراءة الموضوعية لألحداث وألحجام‬ ‫‪َّ 9.‬‬
‫إن أولئك المدافعين عن‬
‫الخسائر والضحايا؛ إذ يذهبون لتبرير المذابح الصهيونية باحتمال وقوع «أخطاء» أثناء‬
‫مهاجمة َّ‬
‫قوات االحتالل لمقاتلي حماس وقوى المقاومة‪ ،‬بينما اليطبقون احتمال «الخطأ» ذاته‬
‫أن َّ‬
‫أي مقارنة موضوعية‬ ‫في أثناء اقتحام المقاومة لغالف غزة يوم ‪ 7‬أكتوبر‪ ،‬مع مالحظة َّ‬
‫تصب بشكل كاسح لصالح المقاومة‪.‬‬

‫تؤكد صدق روايتنا وكذب مزاعم‬ ‫ّ‬ ‫‪10.‬نحن على ثقة َّ‬
‫بأن التحقيقات النزيهة والمستقلة‪ ،‬سوف‬
‫غزة ممارسته الكذب والخداع‬ ‫كل المعطيات خالل العدوان على َّ‬ ‫االحتالل‪ ،‬الذي أثبتت ُّ‬

‫مقر ًا للقيادة وإدارة‬

‫والتضليل‪ ،‬بما في ذلك مزاعمه بخصوص استخدام المقاومة للمستشفيات ّ‬
‫ً‬
‫ومكانا الحتجاز األسرى‪ ،‬وما حصل في مستشفى الشفاء خير دليل على‬ ‫العمليات العسكرية‪،‬‬
‫أن َّ‬
‫أي تحقيق موضوعي مستقل سوف يكون‬ ‫كذب االحتالل وزيف مزاعمه‪ ،‬ونحن واثقون من َّ‬
‫لصالح الرواية الفلسطينية‪.‬‬

‫‪10‬‬
 ‫ُ‬
‫طوفان األقصى؟‬ ‫هذه رواي ُتنا ‪ ..‬ملاذا‬

‫ثالثًا‬
‫نحو تحقيق دولي نزيه‬

‫ّ‬
‫ووقعت‬ ‫‪1.‬لقد انضمت فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية‪،‬‬
‫المؤسس للمحكمة‪ .‬وعندما طلبت‬‫ِّ‬ ‫على االنضمام لميثاق روما‬
‫ارتكبت ُ‬
‫وترتكب على أراضيها‪،‬‬ ‫التحقيق في الجرائم التي ُ‬
‫ً‬
‫ورفضا للخطوة‪ ،‬بل وسعت سلطات‬ ‫ً‬
‫إسرائيليا‬ ‫ً‬
‫صلفا‬ ‫واجهت‬
‫أن كبرى‬
‫االحتالل لمعاقبة الفلسطينيين على ذلك‪ ،‬والمؤسف َّ‬
‫الدول التي تتغ ّنى بشعارات العدالة والتي انحازت لالحتالل‬
‫في عدوانه األخير‪ ،‬هي عينها التي حاربت فلسطين وما‬
‫تزال بسبب انضمامها للمحكمة الجنائية الدولية‪َّ ،‬‬
‫ألنها تريد‬
‫لـ«إسرائيل» أن تبقى دولة فوق القانون‪ ،‬وأن ُيفلت مسؤولوها‬
‫من المساءلة والمحاسبة‪.‬‬

‫سيما الواليات المتحدة‬ ‫‪2.‬ومن هنا‪َّ ،‬‬

‫فإننا ندعو تلك الدول‪ ،‬وال ّ‬
‫ً‬
‫حقا كما‬ ‫وألمانيا وكندا وبريطانيا‪ ،‬إذا كانت معنية بالعدالة‬
‫أن تعلن عن دعمها لمسار المحكمة للتحقيق في ّ‬
‫كل‬ ‫ّ‬
‫تدعي‪ْ ،‬‬
‫الجرائم التي اقترفت في فلسطين المحتلة‪ ،‬ولتساعد في‬
‫مضي المحكمة في تحقيقاتها بشكل ّ‬
‫فعال‪.‬‬ ‫ّ‬

‫مما يساورنا من شكوك وعدم‬ ‫َّ‬

‫وبالرغم َّ‬ ‫‪3.‬وفي ضوء ما سبق‪،‬‬
‫ثقة لألسباب التي أوضحناها‪َّ ،‬‬
‫فإننا ندعو المحكمة الجنائية‬
‫ّ‬
‫المدعي العام وفريقه التحقيقي ولجان‬ ‫سيما‬
‫الدولية‪ ،‬وال ّ‬
‫التحقيق األممية المعنية‪ ،‬إلى القدوم بشكل عاجل وفوري إلى‬
‫فلسطين المحتلة‪ ،‬من أجل التحقيق في الجرائم واالنتهاكات‬
‫كافة‪ ،‬وعدم االكتفاء بالمراقبة عن بعد والوقوف على أطالل‬
‫قطاع َّ‬
‫غزة‪ ،‬أو الخضوع للقيود اإلسرائيلية‪.‬‬

‫‪11‬‬
 ‫ُ‬
‫طوفان األقصى؟‬ ‫هذه رواي ُتنا ‪ ..‬ملاذا‬

‫توجه شعبنا لمحكمة العدل الدولية قبل ّ‬

‫أقل من عام‪ ،‬الستصدار فتوى بخصوص قانونية‬ ‫ّ‬ ‫‪4.‬وحين‬
‫تتوان الدول الداعمة لالحتالل في‬
‫َ‬ ‫استمرار االحتالل ومسؤولية المجتمع الدولي عن إنهائه‪ ،‬لم‬
‫رفض الخطوة ومحاربتها‪ .‬وقبل ذلك‪ ،‬عندما حاول شعبنا مقاضاة مجرمي الحرب من قادة‬
‫االحتالل أمام المحاكم المحلية في عدة دول أوروبية‪ ،‬عبر ما ُيعرف باالختصاص القضائي‬
‫العالمي‪ ،‬أوصدت في وجه شعبنا ّ‬
‫كل األبواب‪.‬‬

‫ّ‬
‫التحرري‬ ‫إن أحداث ‪ 7‬أكتوبر يجب أن توضع في سياقها األوسع‪ ،‬وأن ُتستحضر حاالت النضال‬ ‫‪َّ 5.‬‬
‫ّ‬
‫فكلها‬ ‫من االستعمار واالحتالل األجنبي أو الفصل العنصري في العالم في التاريخ المعاصر‪.‬‬
‫رد ًا‬
‫فإن ذلك كان يستجلب ّ‬‫تجارب تظهر َّأنه بمقدار ما كان هناك اضطهاد من قبل المحتل‪َّ ،‬‬
‫ً‬
‫تهديدا‬ ‫وإن استمرار هذا االحتالل يمثل‬ ‫ومقاومة أكثر َّ‬
‫قوة من قبل الشعب الخاضع لالحتالل‪َّ .‬‬
‫ألمن العالم واستقراره‪.‬‬

‫الدول َّ‬
‫الداعمة للعدوان‬ ‫‪َّ 6.‬‬
‫إن الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة والعالم‪ ،‬بل وحتى في تلك ّ‬
‫اإلسرائيلي‪ ،‬تدرك مدى الكذب والخداع الذي تمارسه حكومات تلك الدول في سعيها للبحث‬
‫عن ّ‬
‫مبررات لتسويغ انحيازها األعمى لالحتالل وتواطئها مع جرائمه؛ فهذه الدول ال تريد أن‬
‫بأن جذر المشكلة وأصل األزمة هو وجود االحتالل ومصادرته لحق الشعب الفلسطيني‬
‫تعترف َّ‬
‫ّ‬
‫بحق‬ ‫بحرية وكرامة في دولته وعلى أرض وطنه‪ ،‬كما َّأنها ال تريد أن تعترف‬
‫َّ‬ ‫في العيش‬
‫الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وعن أرضه ومقدساته وحقوقه‪ ،‬وال تبدي َّ‬
‫أي اهتمام‬
‫باستمرار الحصار الجائر على ماليين الفلسطينيين‪ ،‬وال تعبأ بآالف األسرى الفلسطينيين في‬
‫سجون االحتالل‪.‬‬

‫نحيي كل أحرار العالم‪ ،‬من البلدان كافة‪ ،‬ومن جميع األديان والقوميات واالتجاهات؛‬
‫ّ‬ ‫‪َّ 7.‬‬
‫إننا‬
‫الذين خرجوا في كل عواصم العالم مع ّبرين عن رفضهم لجرائم االحتالل ومجازره الوحشية‪،‬‬
‫بأن القضية الفلسطينية‬ ‫ً‬
‫انطالقا من قناعتهم َّ‬ ‫ومساندين لحقوق شعبنا الفلسطيني في التحرير‪،‬‬
‫َّ‬
‫حرية وعدالة وكرامة إنسانية‪ ،‬في مواجهة احتالل بغيض وسياسة فصل عنصري‬ ‫قضية‬
‫وتدمير منهجي وإبادة جماعية‪.‬‬

‫‪12‬‬
 ‫ُ‬
‫طوفان األقصى؟‬ ‫هذه رواي ُتنا ‪ ..‬ملاذا‬

‫رابعًا‬
‫تذكير للعالم من هي حماس؟‬

‫تحرر وطني ذات فكر إسالمي‬ ‫ّ‬ ‫إن حركة حماس هي حركة‬ ‫‪َّ 1.‬‬
‫ّ‬
‫الحق والعدل‬ ‫ّ‬
‫التطرف‪ ،‬وتؤمن بقيم‬ ‫وسطي معتدل‪ ،‬تنبذ‬
‫َّ‬
‫بالحرية الدينية‬ ‫َّ‬
‫والحرية‪ ،‬وتحريم الظلم‪ ،‬كما تؤمن‬
‫والتعايش اإلنساني الحضاري‪ ،‬وترفض اإلكراه الديني؛‬
‫أي إنسان أو االنتقاص من حقوقه على‬ ‫وترفض اضطهاد ّ‬
‫طائفي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ديني أو‬
‫ّ‬ ‫قومي أو‬
‫ّ‬ ‫أساس‬
‫ً‬ ‫ِّ‬
‫صراعا‬ ‫أن الصراع مع المشروع الصهيوني ليس‬ ‫‪ 2.‬تؤكد حماس َّ‬
‫ضد اليهود‬ ‫ً‬
‫صراعا ّ‬ ‫مع اليهود بسبب ديانتهم‪ ،‬وهي ال تخوض‬
‫ألنهم محتلون‬ ‫ً‬
‫صراعا ضد الصهاينة َّ‬ ‫وإنما تخوض‬ ‫ً‬
‫يهودا؛ َّ‬ ‫لكونهم‬
‫فإن‬
‫يعتدون على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا‪ .‬فقط‪ ،‬وفي المقابل‪َّ ،‬‬
‫صرون على فرض‬ ‫الصهاينة هم الذين يتبنون دعاوى دينية‪ُ ،‬‬
‫وي ّ‬
‫الطبيعة اليهودية لـ«إسرائيل» بناء على خلفيات دينية وقومية‪،‬‬
‫ّ‬
‫ويهودون‬ ‫ويقمعون الشعب الفلسطيني ويحرمونه حقوقه‪،‬‬
‫أرضه ومقدساته بناء على هذه الدعاوى‪ ،‬فإسرائيل هي ّ‬
‫الدولة‬
‫الوحيدة في العالم التي تقوم على أساس ديني‪ ،‬فتمنح الجنسية‬
‫ِّ‬
‫وتهجر أهل البالد األصليين‪.‬‬ ‫لكل يهودي في العالم‪،‬‬

‫ضد االضطهاد‬ ‫ّ‬ ‫‪3.‬لقد وقف الشعب الفلسطيني على الدوام‬

‫أيا كان‬ ‫بحق المدنيين ً‬
‫ّ‬ ‫والظلم وارتكاب المذابح والمجازر‬
‫ً‬
‫عمن يقع ضحيتها‪ .‬وانطالقا من‬ ‫مصدرها وبغض النظر َّ‬
‫قناعاتنا وقيمنا الدينية واألخالقية واإلنسانية رفضنا‬
‫تعرض له اليهود من جرائم واضطهاد من قبل ألمانيا‬ ‫ّ‬ ‫ما‬
‫النازية‪ ،...‬والمشكلة اليهودية في جوهرها مشكلة أوروبية‪.‬‬
‫ً‬
‫آمنا‬ ‫ً‬
‫مالذا‬ ‫َّ‬
‫أما بيئتنا العربية واإلسالمية فكانت عبر التاريخ‬
‫لليهود ولكل أصحاب الديانات والقوميات األخرى‪ ،‬ونموذجاً‬
‫َّ‬
‫والحريات الدينية‪ .‬والصراع‬ ‫للتعايش والتفاعل الحضاري‬
‫الحالي سببه السلوك العدواني الصهيوني المتحالف مع‬

‫‪13‬‬
 ‫ُ‬
‫طوفان األقصى؟‬ ‫هذه رواي ُتنا ‪ ..‬ملاذا‬

‫فإننا نرفض استغالل معاناة اليهود في أوروبا لتبرير قهر‬ ‫القوى االستعمارية الغربية‪ .‬وبالتالي‪َّ ،‬‬
‫شعبنا واحتالل أرضنا واغتصاب حقوقنا وقتل أبنائنا‪.‬‬

‫ّ‬
‫تحرر وطني‪،‬‬ ‫الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية هي حركة‬‫إن حركة حماس وفق القانون ّ‬‫‪َّ 4.‬‬
‫مشروعة األهداف والغايات والوسائل‪ ،‬تستمد شرعيتها في مقاومة االحتالل من ّ‬
‫حق شعبها‬
‫ّ‬
‫للتحرر وتقرير المصير‪ ،‬وإنهاء االحتالل والعودة‬ ‫الفلسطيني في الدفاع عن نفسه‪ ،‬وفي السعي‬
‫إلى وطنه‪ .‬وكحركة مقاومة وطنية‪ ،‬حرصت حماس على حصر معركتها ومقاومتها مع االحتالل‬
‫اإلسرائيلي وعلى األرض الفلسطينية المحتلة‪ ،‬على الرغم من عدم التزام االحتالل الصهيوني‬
‫بذلك‪ ،‬حيث مارس جرائمه بحق شعبنا وحركتنا خارج أرض فلسطين‪ ،‬ومارس عمليات اغتيال‬
‫بحق الفلسطينيين وغيرهم خارج حدود فلسطين المحتلة‪.‬‬‫ّ‬ ‫بشعة‬
‫ِّ‬
‫‪5.‬نحن نؤكد أن مقاومة االحتالل بالوسائل كافة‪ ،‬بما في ذلك المقاومة المسلحة‪ ،‬هو حق‬
‫ّ‬
‫وأقرته القوانين الدولية‪ ،‬من اتفاقيات جنيف‬ ‫مشروع كفلته جميع الشرائع واألديان السماوية‪،‬‬
‫وبروتوكولها اإلضافي األول‪ ،‬إلى إعالنات وقرارات األمم المتحدة ذات الصلة‪ ،‬ومن أبرزها قرار‬
‫أيضا على حق الشعب‬‫ً‬ ‫األمم المتحدة ‪ 3236‬في ‪ 22‬تشرين الثاني‪ /‬نوفمبر ‪ ،1974‬والذي ّ‬
‫أكد‬
‫ً‬
‫أيضا الممارسات‬ ‫الفلسطيني في العودة‪ ،‬وفي تقرير المصير‪ .‬وإن هذ الحق الثابت ّ‬
‫أكدته‬
‫والقرارات الدولية طوال فترات االستعمار واالحتالل األجنبي للكثير من البلدان التي نالت‬
‫استقاللها في نهاية المطاف‪.‬‬

‫‪6.‬إن شعبنا الفلسطيني الصابر المرابط يخوض اآلن معركة دفاع عن النفس واألرض والحقوق‬
‫ّ‬
‫ويتصدى‬ ‫الوطنية المشروعة‪ ،‬في مواجهة احتالل استيطاني قمعي هو األطول واألكثر وحشية‪،‬‬
‫لعدوان همجي غير مسبوق استهدف األرض واإلنسان وكل أشكال الحياة‪ ،‬ولم يتوان عدونا الظالم‬
‫خالله عن ارتكاب المجازر والمذابح الوحشية بحق األطفال والنساء والشيوخ واآلمنين‪ ،‬كما َ‬
‫منع عن‬
‫الناس الماء والغذاء والدواء والوقود‪ ،‬وحرمهم من كل أسباب الحياة‪ ،‬وقصف المدارس والجامعات‬
‫والمساجد والكنائس والمستشفيات وحتى سيارات اإلسعاف‪ ،‬ضمن عملية إبادة جماعية وتطهير‬
‫عرقي وجرائم حرب يعاقب عليها القانوني الدولي‪ .‬وقد حدث ذلك كله على مرأى العالم ومسمعه‪،‬‬
‫دون أن يحرك الدول الكبرى الداعمة لالحتالل لوقف هذا العدوان المستمر واإلبادة المتواصلة‪.‬‬

‫‪7.‬إن االحتجاج اإلسرائيلي بذريعة «حق الدفاع عن النفس» في قمعها للشعب الفلسطيني‪ ،‬هي‬
‫عملية تضليل وكذب وقلب للحقائق‪ .‬فليس من حق االحتالل أن يدافع عن احتالله وجرائمه‪،‬‬
‫وإنما من حق الشعب الفلسطيني أن يقوم بالمقاومة إلجبار االحتالل على إنهاء احتالله‪،‬‬
‫ّ‬
‫ونذكر بأن القانون الدولي‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫ولتحقيق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني‪.‬‬
‫فتوى محكمة العدل الدولية بخصوص الجدار (‪ ،)2004‬ال تقر بوجود حق لـ«إسرائيل»‪ ،‬باعتبارها‬
‫القوة المحتلة الغاشمة بما يسمى «الدفاع عن النفس»‪ .‬وإن العدوان االسرائيلي على قطاع غزة‬
‫ٌ‬
‫فاقد لمبرراته القانونية واألخالقية‪ ،‬ولجوهر‬ ‫الذي ما يزال تحت االحتالل وفق القانون الدولي‪،‬‬
‫فكرة الدفاع عن النفس‪.‬‬

‫‪14‬‬
 ‫ُ‬
‫طوفان األقصى؟‬ ‫هذه رواي ُتنا ‪ ..‬ملاذا‬

‫خامسًا‬
‫ما هو املطلوب؟‬

‫ّ‬
‫مسماه ووصفه وشكله‪،‬‬ ‫تغير‬
‫إن االحتالل هو االحتالل‪ ،‬مهما ّ‬
‫َّ‬
‫بصلفه ووحشيته وسعيه لكسر إرادة الشعوب واضطهادها‪.‬‬
‫وإن سنة الحياة‪ ،‬وتجارب الشعوب في االنعتاق من االحتالل‬
‫َّ‬
‫أن المقاومة هي النهج واالستراتيجية‬ ‫ّ‬
‫تؤكد َّ‬ ‫واالستعمار‬
‫ّ‬
‫تحرر شعب‬ ‫والطريق الوحيد للتحرير وإنهاء االحتالل‪ ،‬فمتى‬
‫من االحتالل دون نضال ومقاومة وتضحيات؟‬

‫إن الواجب اإلنساني واألخالقي والقانوني يفرض على دول‬

‫َّ‬
‫العالم دعم مقاومة الشعب الفلسطيني وحمايتها وليس التواطؤ‬
‫ّ‬
‫التصدي لجرائم‬ ‫لسحقها والقضاء عليها‪ ،‬كما يفرض عليها‬
‫االحتالل ووقف عدوانه‪ ،‬وإسناد نضال الشعب الفلسطيني‬
‫من أجل تحرير أرضه وإقامة دولته‪ ،‬وممارسة ّ‬
‫حقه في تقرير‬
‫مصيره‪ ،‬كبقية شعوب العالم‪.‬‬
‫ً‬
‫وانطالقا من ذلك‪َّ ،‬‬
‫فإننا ندعو إلى‪:‬‬

‫ً‬
‫فورا على قطاع َّ‬
‫غزة‪ ،‬والعمل‬ ‫‪1.‬وقف العدوان اإلسرائيلي‬
‫الفوري على وقف الجرائم واإلبادة الجماعية التي يرتكبها‬
‫بحق شعبنا وأطفالنا ونسائنا وشيوخنا‪ ،‬وفتح‬ ‫ّ‬ ‫االحتالل‬
‫المعابر‪ ،‬وفك الحصار عن قطاع غزة‪ ،‬وإدخال المساعدات‬
‫وتوفير كل مستلزمات اإليواء وإعادة اإلعمار‪.‬‬

‫ً‬
‫قانونيا على‬ ‫‪ .22.‬العمل على معاقبة االحتالل اإلسرائيلي‬
‫ترتب عليه من معاناة وضحايا وخسائر‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وكل ما ّ‬ ‫احتالله‪،‬‬
‫والسعي لتدفيع االحتالل أثمان جرائمه في قتل المدنيين‪،‬‬

‫‪15‬‬
 ‫ُ‬
‫طوفان األقصى؟‬ ‫هذه رواي ُتنا ‪ ..‬ملاذا‬

‫وأثمان تدميره للبيوت والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والبنى‬

‫التحية وغيرها‪.‬‬
‫َّ‬

‫ً‬
‫مشروعا وفق‬ ‫حق ًا‬
‫‪3.‬دعم المقاومة ضد االحتالل اإلسرائيلي بكل السبل المتاحة‪ ،‬باعتبارها ّ‬
‫القانون الدولي وكل الشرائع واألديان‪.‬‬

‫ً‬
‫تماما‬ ‫سيما الدول والشعوب التي كانت مستعمرة أو محتلة وتدرك‬ ‫ّ‬
‫الحر‪ ،‬وال ّ‬ ‫‪4.‬ندعو دول العالم‬
‫ً‬
‫وخصوصا دول الجنوب العالمي‪ ،‬وكل دولة وهيئة ترفض‬ ‫معاناة الشعب الفلسطيني المحتل‪،‬‬
‫وفعال ّ‬
‫ضد ازدواجية المعايير التي تمارسها القوى‬ ‫ّ‬ ‫الظلم وتؤمن بالعدالة‪ ،‬إلى أخذ موقف جاد‬
‫الداعمة لالحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬وإلى إطالق حركة عالمية للتضامن مع الشعب الفلسطيني‪،‬‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫الحرية والحياة الكريمة‪.‬‬ ‫والتأكيد على العدالة والمساواة وحق اإلنسان في‬

‫َّ‬
‫وكأنه «دولة فوق القانون»؛‬ ‫ّ‬
‫تتوقف القوى الكبرى عن توفير الغطاء للكيان الصهيوني‬ ‫‪5.‬يجب أن‬
‫ً‬
‫عاما الضوء األخضر لممارسة‬ ‫فقد تس ّبب هذا السلوك الظالم بإعطاء هذا الكيان على مدى ‪75‬‬
‫ّ‬
‫بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته‪ .‬وندعو دول العالم اليوم أكثر من‬ ‫أبشع الجرائم‬
‫ّ‬
‫تحمل مسؤولياتها بموجب القانون الدولي‪ ،‬إلى اإلعمال الفوري والجاد‬ ‫أي وقت مضى إلى‬ ‫ّ‬
‫للقرارات الدولية واألممية التي اتخذتها إلنهاء االحتالل‪ ،‬ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه‬
‫كاملة في أرضه ومقدساته‪.‬‬

‫‪6.‬رفض ّ‬
‫أي مشاريع دولية وإسرائيلية تسعى لتحديد مستقبل قطاع َّ‬
‫غزة‪ ،‬بما يتناسب مع معايير‬
‫ً‬
‫(بدال من ذلك) إلجبار االحتالل على االنسحاب‪.‬‬ ‫االحتالل وبما ّ‬
‫يكرس استمراره‪ ،‬والسعي الجاد‬
‫ّ‬
‫ويرتب بيته الداخلي‬ ‫قرر مستقبله بنفسه‬ ‫وإن الشعب الفلسطيني يملك القدرة والكفاءة في أن ُي ّ‬
‫َّ‬
‫أن يفرض الوصاية عليه‪ ،‬أو أن ُي ّ‬
‫قرر بالنيابة عنه‪.‬‬ ‫ألحد ْ‬
‫ٍ‬ ‫بقراره هو‪ ،‬وال يجوز‬

‫َّ‬
‫والضفة والقطاع)‬ ‫الداخل (فلسطينيي ‪،1948‬‬ ‫‪7.‬الوقوف في وجه محاوالت تهجير فلسطينيي َّ‬
‫وتشريده‪ ،‬ومنع إيقاع نكبة جديدة بهم‪ .‬فال تهجير لسيناء أو األردن أو ّ‬
‫أي مكان‪ .‬وإذا كان َّ‬
‫ثمة‬
‫انتقال لالجئين؛ فهو العودة إلى بيوتهم ومنازلهم التي أخرجوا منها سنة ‪ ،1948‬والتي ّ‬
‫تكرر‬
‫اتخاذ القرار الدولي بحقهم في ذلك أكثر من ‪َّ 150‬‬
‫مرة‪.‬‬

‫ً‬
‫ودوليـا إلنهـاء االحتلال‪ ،‬وتفعيـل حـركات‬ ‫ً‬
‫وإسلاميا‬ ‫ً‬
‫عربيـا‬ ‫‪8.‬مواصلـة الضغـوط الشـعبية‬
‫رفـض التطبيـع‪ ،‬وحـركات مقاطعـة البضائـع اإلسـرائيلية ومقاطعـة الشـركات والمؤسسـات‬
‫التـي تدعـم االحتلال‪.‬‬

‫‪16‬‬