You are on page 1of 1

‫لطالما مثلت القضية الفلسطينية بوصلة االنسانية و احرار العالم ‪ ,‬و القضية التي فككت الشرق االوسط الى‬

‫عدة جهات ‪ .‬فمنذ االحتالل االنجليزي لالراضي الفلسطينية ‪ . 1920‬و من ثم وعود بريطانيا لتسوية‬
‫اوضاع اليهود المشتتين داخل اوروبا وانشاء دولة يهودية عبرية على االراضي الفلسطينية ‪ .‬حيث عرفت‬
‫عدة مواجهات للتصدي للعصابات اليهودية التي كان ديدنها االستيطان و االستقرار داخل فلسطين ‪ ,‬التي‬
‫شهدت منذ ‪ 1948‬نكبة متمثلة في تهجير الفلسطينين و هدم معالم مجتمعهم السياسي و الحضاري ‪ .‬حيث‬
‫خسرت فلسطين اراضيها لصالح اقامة دولة الكيان الصهيوني المزعوم ‪ .‬اثر ذلك بدأت تظهر فصائل‬
‫تستخدم مصطلح الكفاح المسلح لالشارة الى المقاومة الرافضة لقرار التقسيم و االستيطان الصهيوني ‪ .‬و‬
‫تتمثل المقاومة التي تتزعمها المنظمات الفلسطينية و المقاومة الشعبية ‪ ,‬و منذ ‪ 1967‬زمن النكبة العربية‬
‫كانت القشة التي قسمت ظهر البعير ‪ .‬منذ ذلك الوقت دخلت المقاومة الفلسطينية منعرجا اخر ‪ ,‬فعسكريا و‬
‫استراتيجيا كانت موازين القوى متفاوتة لصالح الكيان الصهيوني ‪ .‬و لكن اصحاب االرض الزالوا الى حد‬
‫يومنا هذا و مع بداية طوفان االقصى مستمتين للدفاع عن غزة و تخومها و كل شبر من اراضي فلسطين‬
‫المحتلة امام عدوان غاشم على المقدسات و قصف االماكن العمومية و قتل االبرياء و العزل من النساء و‬
‫االطفال و الشيوخ ‪ .‬مع استعمال كل وسائل الردع على غرار االسلحة الممنوعة دوليا و قصف اماكن يمنع‬
‫االعتداء عليها كالهياكل الصحية و المقدسات فكان من العدوان الصهيوني اال ان يضرب عرض الحائط‬
‫القانون الدولي و مقتضيات حقوق االنسان العالمية ‪ .‬امام صمت و تطبيع لعدة دول تدعي الديمقراطية‬
‫وترعى السالم في العالم‬
‫عندما تغطي الفوضى السماء‪ ،‬تكون هذه شهادة على فشل عميق لإلنسانية‪ .‬في هذه اللحظات‪ ،‬يظهر حقيقة الظالم‬
‫ُخططوه‪ ،‬عندما ي َُع َّتب قصف المستشفى بأنه نوع من الرحمة الغريبة‪ .‬في يوم مؤلم بتاريخ ‪ 17‬أكتوبر ‪،2023‬‬ ‫وم ِّ‬
‫أعلنت إسرائيل الحرب ليس على جيش‪ ،‬بل على مالذ للشفاء واألمل – مستشفى في غزة‪ .‬في سلسلة من الضربات‬
‫الجوية الوحشية‪ ،‬أطلقت إسرائيل عاصفة من الدمار ‪ ،‬تاركة وراءها دربًا من المأساة التي ال يُمكن تصوّ رها‪ .‬فقد فقد‬
‫ما ال يقل عن ‪ ٥٠٠‬فلسطيني حياتهم‪ ،‬وأحالمهم‪ ..‬وكانت الغالبية العظمى منهم أطفال ونساء بريئين‪ .‬المستشفى‪ ،‬الذي‬
‫رمزا للشفاء والراحة‪ ،‬اآلن يرقد في األنقاض‪ ،‬صدى أصوات المصابين وهمسات المتوفين‪ .‬حيث تثير صور‬ ‫ً‬ ‫كان‬
‫الجثث الباهتة المكدسة ألمًا ال ي َُوصَّف‪ .‬لم تتعرض العائالت واألطفال لإلصابات فقط‪ ،‬بل واجهوا موجة ال تنتهي من‬
‫الموت – مجزرة كاملة‪ ،‬إبادة جماعية‪ .‬كم يجب أن تضحى المزيد من األرواح قبل أن تدرك اإلنسانية وزن‬
‫مسؤوليتها األخالقية؟ كم يجب أن تتحطم المزيد من األحالم حتى يشعر البشر بالندم؟ إنها عار على اإلنسانية‬

You might also like