You are on page 1of 37

‫الالجئون الفلسطينيون في لبنان‬

‫خلفيات‪ ،‬تداعيات‪ ،‬ووقائع‬

‫إعداد‪ :‬هشام محمد يعقوب‬

‫منظمة "ثابت"‬
‫نيسان ‪2008‬‬
‫__________________________________________________________________________________________________________‬
‫لبنان‪ -‬بيروت‪ ،‬الغبيري‪ ،‬طريق السفارة الكويتية‪ ،‬سنتر الخطيب ‪ -‬بلوك ب‪ ،‬الطابق ‪ ،4‬مكتب ‪401‬‬
‫محمول‪ ، 539692 3 961+ :‬تلفاكس‪ ، 833797 1 961+ :‬ص‪.‬ب‪ 206 :‬صور‬
‫‪Email: info@thabit-lb.org - Website: www.thabit-lb.org‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫تعتبر قضية الالجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم جوهر الصراع الع ربي‬
‫الصهيوني‪ ،‬ومن جهة أخرى تمثل ديمومة هذا الصراع لما تشكله من حيوية واستمرارية‪.‬‬

‫تكريسًا لهذا الحق وحمايته والدفاع عنه أطلقت المنظمة الفلسطينية لحق الع ودة "ث ابت" في لبن ان‬
‫بالتنسيق والتعاون مع الرابطة اإلسالمية لطلبة فلسطين مسابقة "شركاء في برنامج العودة"‪ ،‬وذلك في‬
‫الذكرى التاسعة والخمسين لنكبة فلس طين‪ ،‬وقد ُخصصت المس ابقة لطالب وطالب ات الجامع ات‬
‫والمعاهد والمدارس الثانوية في لبنان وقد شملت‪:‬‬

‫‪ -1‬أفضل بحث علمي أكاديمي حول الالجئين الفلسطينيين وحق العودة‬


‫‪ -2‬أفضل قصة قصيرة‬
‫‪ -3‬أفضل قصيدة شعرية‬
‫‪ -4‬أفضل خمس صور فوتوغرافية‬

‫وقد تم تحديد الهدف من المسابقة بالتالي‪:‬‬


‫‪ -1‬اكتشاف الطاقات واإلبداعات لدى شبابنا الطالب والطالب ات من خالل التش جيع وتوف ير‬
‫الفرصة والعمل على تأصيل تلك اإلبداعات واستثمارها واالستفادة منها‪.‬‬
‫‪ -2‬تمتين وتعزيز وتقوية مهارات البحث العلمي لدى طالبنا‪.‬‬
‫‪ -3‬تفعيل الشراكة الفعلية لبرنامج العودة بين مختلف االطر الشعبية ومنها شريحة الطالب‪.‬‬

‫وبحث "الالجئون الفلسطينيون في لبنان‪..‬خلفيات‪ ،‬تداعيات‪ ،‬ووقائع" للباحث الفلسطيني هشام محمد‬
‫يعقوب واحد من األبحاث العشرة الفائزة في المس ابقة‪ ،‬حيث تم اإلعالن عن ف وز المش اركين في‬
‫احتفال جماهيري حاشد أقيم في مجمع "الجنان" في بيروت بتاريخ ‪ 18/5/2007‬حضره عدد كب ير‬
‫من األهالي والمؤسسات والشخصيات والفعاليات واألكاديميين والنخب‪.‬‬

‫ويسر منظمة "ثابت" ونحن نعيش فعاليات الذكرى الستين للنكبة البدء في إطالق تلك األبحاث واح دًا‬
‫ّ‬
‫تلو اآلخر بحيث يكون متوفرًا ايضًا في موقع ثابت اإللكتروني‪.‬‬

‫منظمة "ثابت"‬
‫نيسان ‪2008‬‬

‫‪4‬‬
5
‫الفصل األول‪ :‬اللجوء الفلسطيني إلى لبنان‪ :‬خلفياته وتداعياته‪.‬‬

‫أو ًال‪ :‬طرد الفلسطينيين فكرة أصيلة في الفكر الصهيوني‪:‬‬

‫أدرك القادة الصهاينة أن إنش اء الدولة اليهودية ال يمكن أن يتم من دون المواءمة بين‬
‫إن فكرة طرد الفلسطينيين من أرض هم‬ ‫الطرد واالحتالل‪ .‬لذلك ربما ال نضيف جديدًا إذا قلنا ّ‬
‫ليستوطن المستوطنون اليهود فيها ليست جديدة‪ .‬منذ اللحظة األولى ال تي ب دأ ق ادة الحركة‬
‫الصهيونية اإلعداد الحتالل فلسطين واستعادة "أرض الميعاد"‪ ،‬كانت فكرة طرد أهلها مالزمة‬
‫لمخططات اغتصاب األرض‪ .‬إن تحقيق الهدف الصهيوني في إقامة "دولة اليهود" (اسم كتاب‬
‫لهرتزل مؤسس الحركة الصهيونية) كان يفرض أن يكون هناك وعي ص هيوني بالحق ائق‬
‫الديموغرافية‪ ،‬فال يكفي احتالل األرض فقط‪ ،‬بل إقامة الدولة تستلزم "طرد السكان الفقراء عبر‬
‫الحدود من دون أن يفطن أحد‪ ،‬وتأمين فرص عمل لهم في بالد العب ور"‪ 1‬كما ق ال ثي ودور‬
‫هرتزل في يومياته (‪ 12‬حزيران‪/‬يونيو‪.)1895‬‬
‫لقد عملت شخصيات صهيونية بارزة منذ تأسيس الحركة الص هيونية على ال ترويج‬
‫إن فلسطين " أرض بال شعب لشعب بال أرض"‪ .‬عام ‪1914‬م قال حاييم وايزمن‬ ‫للشعار القائل ّ‬
‫أول رئيس لدولة االحتالل‪ ":‬هناك بلد شاءت المصادفة أن يُدعى فلسطين‪ ،‬بلد بال شعب‪ ،‬ومن‬
‫ناحية أخرى‪ ،‬يوجد الشعب اليهودي‪ ،‬وليس له بلد‪ .‬ماذا يلزم ًإذا غير وضع األمر في نصابه‪،‬‬
‫توحيد هذا الشعب مع بلده"‪ .2‬وك ان بن غوري ون أول رئيس وزراء لدولة االحتالل قد علّق‬
‫أهمية كبرى على طرد الفلسطينيين فقال في يومياته (ي وم ‪ 12‬تم وز‪/‬يوليو ‪ " :)1927‬إن‬
‫الترحيل اإلجباري للعرب من أودية الدولة اليهودية المقترحة يمكنه أن يمنحنا شي ًئا لم يكن لدينا‬
‫قط‪ ،‬حتى عندما وقفنا على أقدامنا خالل زمني الهيكل األول والهيكل الث اني"‪ . 3‬نكتفي به ذه‬
‫التصريحات ألبرز قادة الحركة الصهيونية للتأكيد أن فكرة إجب ار الفلس طينين ‪ -‬أص حاب‬
‫األرض‪ -‬على ترك أرضهم كانت فكرة أصيلة في الفكر الصهيوني الذي كان يعي خطورة أن‬
‫يبقى الفلسطينيون جاثمين على أرضهم‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬وسائل وآليات طرد الفلسطينيين‪:‬‬


‫لم تكن مخططات الص هاينة في احتالل فلس طين‬
‫وطرد أهلها مجرد تنظيرات‪ ،‬إنما كانت مش فوعة بالعمل‬
‫المي داني‪ ،‬وبالت الي ال ب ّد من أدوات ووس ائل لتنفيذ‬

‫‪ - 1‬انظر‪ :‬مايكل بريور‪ ،‬بحث في كتاب "الالجئون الفلسطينيون‪ :‬حق العودة" عن مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬ص‪ 83‬والموسوعة‬
‫الفلسطينية‪ ،‬المجلد الخامس‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫‪ - 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.85‬‬
‫‪ - 3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.86‬‬

‫‪6‬‬
‫مخططاتهم‪ .‬فيما يأتي نحاول تسليط الضوء على أهم وسائل التهجير والط رد ال تي انتهجها‬
‫الصهاينة‪:1‬‬
‫أقر المؤتمر الصهيوني الثاني تأسيس ه ذا‬ ‫‪ .1‬صندوق االستيطان اليهودي‪ :‬عام ‪1898‬م ّ‬
‫الصندوق‪ ،‬وبُدِئ العمل به عام ‪1902‬م وأنشئ أول فرع له في فلسطين ع ام ‪1903‬م‬
‫في مدينة يافا‪ ،‬وهدف هذا الص ندوق تنمية رؤوس األم وال الض رورية ل برامج‬
‫االستيطان وتمويل هجرة اليهود إلى فلسطين‪.‬‬
‫‪ .2‬استقطاب اليهود إلى فلسطين‪ :‬كانت فلسطين المكان األكثر قدرة على اجتذاب اليه ود‬
‫نظرا للهالة القدسية التي تتمتع بها؛ وهذا ما حذا بق ادة الحركة الص هيونية‬ ‫من العالم ً‬
‫ض كل المناطق األخرى التي ُقدمت لهم لتكون وطنهم المفترض‪ .‬في البداية كانت‬ ‫ر ْف َ‬
‫هجرة اليهود تأخذ منحى األفراد أو الجماعات الصغيرة‪ ،‬ولكن الح ًقا شهدت موج ات‬
‫الهجرة اليهودية إلى فلسطين محطات بارزة‪:‬‬
‫‪ :1919-1923 ‬تم استقطاب ‪ 35100‬يهودي‪.‬‬
‫‪ :1924-1931 ‬تم استقطاب ‪78898‬يهوديًّا‪.‬‬
‫‪ :1932-1939 ‬دخل فلسطين ‪ 224784‬يهوديًّا‪.‬‬
‫بحلول عام ‪1948‬م أصبح عدد اليهود في فلسطين ‪ 650000‬نسمة أي ثلث سكان فلس طين‬
‫وأصبحوا يملكون ‪ %7‬من مساحتها‪ ،‬في حين كان عددهم ال يتجاوز ‪ 24000‬عام ‪ 1882‬ولم‬
‫يكن مجموع ما يملكونه يتجاوز ‪. %1‬وتجدر اإلشارة إلى أن معظم هؤالء المستوطنين جاؤوا‬
‫من ألمانيا وبولندا ودول أوروبية أخرى بالتواطؤ والتعاون مع دول اس تعمارية ك برى تقف‬
‫على رأس قائمتها بريطانيا‪.‬‬
‫‪ .3‬القوة العسكرية‪ :‬عمدت الحركة الصهيونية إلى تشكيل منظمات عسكرية تحترف القتل‬
‫واالغتيال واإلجرام من اليهود الذين خدموا في جي وش ألمانيا وبريطانيا وغيرهم ا‪.‬‬
‫أبرز هذه المنظمات كانت "الهاغاناه" و"األرغون" و"شتيرن"‪ .‬تولّت ه ذه المنظم ات‬
‫عمليات الطرد والتنكيل حتى قبل إعالن دولة االحتالل في ‪ 15‬أيار عام ‪ .1948‬فمع‬
‫حلول آذار من عام ‪1948‬م تمكنت هذه المنظمات من ط رد ‪ 50000‬فلس طيني من‬
‫ان‪/‬ديس مبر من ع ام‬ ‫ديارهم‪ .‬استكملت هذه المنظمات مهمتها‪ ،‬وفي شهر كانون ث ٍ‬
‫‪1948‬م أصبح عدد الالج ئين ‪ 800000‬من ‪ 531‬قرية ومدينة تم إزالتها بالكامل أو‬
‫تدميرها في شكل جزئي‪.‬‬
‫‪ .4‬المجازر‪ :‬القوة العسكرية التي تحدثنا عنها تجلّت بصورتها الواض حة في المج ازر‬
‫التي ارتكبتها المنظمات الصهيونية لترهيب الفلسطينيين وإجبارهم على ترك ديارهم‪.‬‬
‫كانت هذه المجازر متنقلة في كل أنحاء فلس طين وقلما تجد منطقة نجت من مج زرة‬
‫وإبادة ألهلها‪ .2‬يعلّق مناحيم بيغن رئيس وزراء دولة االحتالل الصهيوني األسبق على‬
‫‪ - 1‬رأفت فهد مرة‪ :‬دليل الالجئين الفلسطينيين في لبنان‪ ،‬دراسة ميدانية ‪ ،2006‬ص‪.11-8‬‬
‫و ‪http://www.achr.nu/kt17.htm‬‬

‫‪ - 2‬جواد الحمد‪ :‬الشعب الفلسطيني ضحية اإلرهاب والمذابح الصهيونية‪ ،‬ص‪.13‬‬

‫‪7‬‬
‫مجزرة دير ياسين في كتابه "الثورة" قائ ً‬
‫ال‪" :‬كان لهذه العملية نتائج كبيرة غير متوقعة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫يفرون مذعورين"‬
‫فقد أصيب العرب بعد أخبار دير ياسين بهلع قوي فأخذوا ّ‬
‫‪ .5‬مصادرة األراضي واألمالك‪ :‬بعد قتل من ُقتل وتهج ير من بقي على قيد الحي اة من‬
‫الفلسطينيين عمدت سلطات االحتالل إلى االستيالء على أراضي الفلسطينيين وأمالكهم‬
‫بموجب قانون "مصادرة أمالك الغائبين" الذي سنّته سلطات االحتالل‪ .‬تناست سلطات‬
‫االحتالل جرائمها وطردها للفلسطينيين وإجبارهم على مغادرة بلدهم تحت وطأة القتل‬
‫والتنكيل وانتهاك األعراض‪ ،‬وتعاملت مع أراضيهم على أنها أراضي غ ائبين وليس‬
‫ذرا يس مح لها بوضع اليد‬‫مطرودين بفعل االحتالل؛ وهكذا اختلقت لنفسها حجة وع ً‬
‫على الممتلكات واألراضي الفلسطينية‪ ،‬ولكنه عذر أقبح من ذنب‪.‬‬

‫محصلة الوسائل واألدوات اإلجرامية التي استخدمتها المنظمات الصهيونية (حصر‬


‫ّ‬ ‫في‬
‫الكالم على المنظمات الصهيونية فيما يتعلق بأعمال اإلجرام من ب اب المس اواة بين الجيش‬
‫اإلسرائيلي وهذه المنظمات التي شكلت أبرز مكوناته) لطرد الفلس طيين هجر فلس طين بين‬
‫عامي ‪ 1947‬و ‪1949‬م نحو ثالثة أرباع مليون نسمة وتوزعوا على مناطق مختلفة ‪ :‬الضفة‬
‫الغربية‪ ،‬غزة‪ ،‬األردن‪ ،‬لبنان‪ ،‬سوريا‪ ،‬العراق‪.2 ...‬‬

‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬تأسيس األونروا‪:‬‬

‫في األشهر األولى‪ ،‬قام ع دد من المؤسس ات‬


‫الدولية بتقديم المساعدات لالجئين‪ ،‬ثم اتخ ذت‬
‫دة في‬ ‫الجمعية العامة لألمم المتح‬
‫‪28/12/1949‬م الق رار رقم ‪ ،302‬وهو‬
‫القرار ال ذي ينص على تأس يس وكالة األمم‬
‫المتحدة إلغاثة وتشغيل الالجئين الفلس طينيين‬
‫رق األدنى‪ ،‬وهي الوكالة المعروفة‬ ‫في الش‬
‫اختصارا باسم "أونروا" وقد ابتدأت أعمالها في‬
‫ً‬
‫‪1/5/1950‬م ‪ .‬وكان الهدف من تأسيس ه ذه‬
‫‪3‬‬

‫الوكالة‪:‬‬
‫‪ -1‬القيام‪ ،‬بالتعاون مع الحكومات المحلية باإلغاثة المباشرة وب رامج التش غيل‪ ،‬بحسب‬
‫توصيات بعثة المسح االقتصادي‪.‬‬

‫‪ - 1‬جواد الحمد‪ :‬المجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني‪ ،‬ص‪.24‬‬


‫‪ - 2‬بيان نويهض‪ q‬الحوت‪ :‬صبرا وشاتيال‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.32‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -2‬التشاور مع الحكومات المهتمة في الشرق األدنى‪ ،‬في الت دابير ال تي تتخ ذها ه ذه‬
‫الحكومات تمهيدًا للوقت الذي تصبح فيه المساعدة الدولية لإلغاثة ولمشاريع التش غيل‬
‫غير متاحة‪.1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن عمل "األونروا" كان يُفترض أن ينتهي بعد عام من ب دء عمله ا‪،‬‬
‫ولكن ألسباب متعددة‪ ،‬أهمها سياسية واقتصادية‪ ،‬لم تتمكن األونروا من ذلك واستمرت في‬
‫‪2‬‬
‫برنامجها بتقديم المعونات الغذائية والطبية واالجتماعية والتعليمية األساسية‪.‬‬

‫راب ًعا‪ :‬من هو الالجئ الفلسطيني؟‬


‫تعرف األونروا الالجئ الفلسطيني بأنه "أي ش خص ك انت فلس طين مك ان إقامته‬ ‫ِّ‬
‫الطبيعي خالل المرحلة الممتدة من حزيران‪/‬يونيو ‪1946‬م إلى ‪ 15‬أيار‪/‬مايو ‪ ،1948‬وفق َد‬
‫مسكنه وسبل عيشه نتيجة نزاع سنة ‪ ،1948‬ولجأ في عام ‪ 1948‬إلى واحد من البلدان التي‬
‫ومحتاجا"‪ .3‬ويُالحظ أن ه ذا‬
‫ً‬ ‫ال في نطاق عملياتها‬‫مسج ً‬
‫تقدم فيها األونروا خدماتها‪ ،‬وأن يكون ّ‬
‫التعريف يستثني الكثيرين ممن هم خارج مسؤولية األونروا وتعريفها‪ ،‬وهم ‪:‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ ‬الجئون فلسطينيون نتيجة حرب ‪ 1948‬أصبحوا في أم اكن ال تقع ض من‬


‫دائرة عمليات األونروا‪ ،‬كما في مصر وشمال أفريقيا والعراق والخليج‪...‬‬
‫داخليا‪ ،‬الذين بقوا في المساحة التي أصبحت "إسرائيل"‬ ‫ًّ‬ ‫‪ ‬النازحون الفلسطينيون‬
‫أساسا تحت مسؤولية األونروا لكنهم استثنوا الح ًقا على اف تراض أن‬ ‫وكانوا ً‬
‫"إسرائيل" تعالج وضعهم‪.‬‬
‫‪ ‬سكان من غزة والضفة الغربية ( بما في ذلك شرقي الق دس) والمتح دّرون‬
‫منهم الذين نزحوا أول مرة في حرب ‪.1967‬‬
‫رحلتهم سلطات االحتالل اإلسرائيلية عن الضفة الغربية وغزة بعد عام‬ ‫‪ ‬أفراد ّ‬
‫‪.1967‬‬
‫‪ ‬من أُطلق عليهم صفة "الق ادمون المت أخرون" أي أولئك ال ذين غ ادروا‬
‫األراضي المحتلة بغ رض الدراس ة‪ ،‬أو زي ارة أقرب ائهم‪ ،‬أو العمل أو‬
‫الزواج‪...‬إلخ‪ ،‬وانتهى مفعول إقامتهم التي رخصت السلطات اإلسرائيلية بها‬
‫ومنعتهم الح ًقا من العودة إلى ديارهم‪.‬‬
‫‪ ‬فلسطينيون كانوا خارج فلسطين الواقعة آنذاك تحت االنتداب البريطاني حين‬
‫اندلعت حرب‪ ،1948‬أو كانوا خارج المناطق مع نش وب ح رب ‪1967‬‬
‫ومنعتهم سلطات االحتالل من العودة‪.‬‬
‫‪ ‬فلسطينيون ميسورون لجأوا سنة ‪ ،1948‬لكن كبرياءهم حال دون تس جيل‬
‫أنفسهم لدى األونروا‪.‬‬

‫‪ِ - 1‬لكس تاكنبرغ‪ :‬وضع الالجئين الفلسطينيين في القانون الدولي‪ ،‬ص‪.33‬‬


‫‪ - 2‬بيان نويهض‪ q:‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪ - 3‬رأفت مرة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،20‬وموقع األونروا‪http://www.un.org/unrwa/arabic :‬‬
‫‪ - 4‬إيليا زريق‪ :‬الالجئون الفلسطينيون والعملية السلمية‪ ،‬ص‪.14-13‬‬

‫‪9‬‬
‫واضح أن تعريف األونروا لالجئين الفلس طين فيه خلل ونقص كب ير‪ .‬إن تعريفاتنا‬
‫لالجئين الفلسطينيين تنسجم مع التحديد ال ذي أع ده الوفد الفلس طيني في االجتم اع األول‬
‫لمجموعة العمل الخاصة بالالجئين في أوتاوا في كندا يوم ‪ 13‬أيار‪/‬مايو ‪" :1992‬الالجئ ون‬
‫الفلسطينيون هم أولئك الفلسطينيون (ومن تحدّر منهم) الذين طردوا من مساكنهم أو أج بروا‬
‫ثان‪/‬يناير ‪(1949‬اتفاق‬
‫ثان‪/‬نوفمبر ‪( 1947‬قرار التقسيم) وكانون ٍ‬
‫على مغادرتها بين تشرين ٍ‬
‫هدنة رودس) من األراضي ال تي تس يطر عليها إس رائيل في الت اريخ األخ ير أعاله"‬
‫‪1‬‬

‫خامسا‪ :‬مواقف أهم األطراف المعنية بقضية الالجئين الفلسطينيين‪:‬‬ ‫ً‬


‫لب المواقف المختلفة لألطراف المعنية بقضية الالجئين الفلسطينيين‪،‬‬‫فيما يأتي سنحاول تقديم ّ‬
‫ال في موقف األمم المتحدة‪ ،‬ألن ه ذا الموقف س تترتب عليه ق راءات‬ ‫مع محاولة التوسع قلي ً‬
‫وتحليالت في العناوين التالية‪.‬‬

‫‪ .1‬األمم المتحدة‪:‬‬
‫مع تدهور الوضع في فلسطين إثر تبني خطة التقسيم‪ ،‬دعا مجلس األمن إلى عقد دورة‬
‫استثنائية للجمعية العامة‪ ،‬التي التأمت في الم دة الممت دة من ‪ 16‬نيس ان‪/‬أبريل إلى ‪14‬‬
‫أيار‪/‬مايو ‪1948‬م‪ .‬وفي نهاية الدورة‪ ،‬بتاريخ ‪ 14‬أيار‪/‬م ايو ‪ 1948‬اس تحدث الجمعية‬
‫العامة منصب وسيط األمم المتحدة إلى فلسطين‪ .‬وبعد ستة أيام جرى تعيين الكونت فولك‬
‫برنادوت في هذا المنصب‪ .‬وعلى الرغم من أن دور الوسيط كان في المقام األول التوسط‬
‫بين الفرقاء والتوصل إلى عقد هدن ة‪ ،‬فإنه تعامل مع مش كلة الالج ئين‪ .‬واق ترح على‬
‫الحكومة اإلسرائيلية إعادة عدد محدود من الالجئين إلى دي ارهم‪ ،‬لكن اقتراحاته ق وبلت‬
‫بالرفض‪ .‬وقد ذكر الوسيط الدولي في تقرير رفعه إلى مجلس األمن في ‪1‬آب‪/‬أغس طس‬
‫‪ ،1948‬ثم في تقرير المتابعة المؤرخ في ‪ 16‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪ ،1948‬ضرورة إعادة تأكيد‬
‫حق الالجئين في العودة إلى دي ارهم‪ .‬لكن جه ود برن ادوت انتهت مع اغتياله على يد‬
‫إرهابيين يهود في ‪ 17‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪ ،1948‬أي بعد يوم واحد من رفعه تقريره األخير‬
‫‪2‬‬
‫عن إنجازه‪.‬‬
‫وقد وافقت الجمعية العامة في قرارها رقم ‪(194‬ال دورة ‪ )3‬بت اريخ ‪ 11‬ك انون‬
‫أول‪/‬ديسمبر ‪ ،1948‬على توص يات مختلفة مقدمة من الوس يط‪ ،‬بما فيها تلك المتعلقة‬
‫بمشكلة الالجئين‪ .3‬وعالوة على ذلك‪ ،‬عهدت في القرار نفسه بمختلف الجوانب السياس ية‬
‫لحل مشكلة الالجئين إلى لجنة حديثة التشكيل‪ ،‬هي لجنة التوفيق الخاصة بفلسطين‪.‬‬

‫لجنة التوفيق التابعة لألمم المتحدة والخاصة بفلسطين‪:‬‬

‫‪ - 1‬رأفت مرة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21‬‬


‫‪ - 2‬لكس تاكنبرغ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.28-27‬‬
‫‪www.alhourriah.org - 3‬‬

‫‪10‬‬
‫بعد مرور ثالثة أسابيع على تأسيس وكالة األمم المتحدة إلغاثة الالجئين الفلسطينيين‪،‬‬
‫أنشأت الجمعية العامة‪ ،‬استنادًا إلى القرار رقم ‪ ،194‬هيئة أخرى باسم لجنة التوفيق التابعة‬
‫لألمم المتحدة والخاصة بفلسطين‪ ،‬وأوكلت إليها مهمة تسهيل التوصل إلى تسوية سلمية‪.‬‬
‫وبالتالي عينت الجمعية العامة فرنسا وتركيا والواليات المتحدة أعضاء في اللجن ة‪ .‬وفي‬
‫الفقرة ‪ 11‬من القرار نفسه‪ ،‬المتعلقة بمشكلة الالجئين‪ ،‬قررت الجمعية العامة ما يأتي‪:1‬‬

‫وجوب السماح بالعودة‪ ،‬في أقرب تاريخ عملي‪ ،‬لالجئين الراغبين في‬
‫العودة إلى ديارهم والعيش بسالم مع جيرانهم‪ ،‬ووجوب دفع التعويض‬
‫عن أمالك الذين يختارون عدم العودة وعن كل خسارة في األمالك أو‬
‫أي ضرر لحق بها‪ ،‬عندما يكون من الواجب‪ ،‬وف ًقا لمب ادئ الق انون‬
‫الدولي واإلنصاف‪ ،‬أن يعوض عنها من قبل الحكومات أو الس لطات‬
‫المسؤولة‪.‬‬

‫وأوصت الفقرة ‪ 11‬من قرار لجنة التوفيق‪:‬‬

‫بتسهيل عودة الالجئين إلى وطنهم‪ ،‬وإعادة توطينهم‪ ،‬وإعادة ت أهيلهم‬


‫االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬ودفع التعويض‪ ،‬وبالمحافظة على ص الت‬
‫وثيقة بمدير وكالة األمم المتحدة إلغاثة الالج ئين الفلس طينيين‪ ،‬ومن‬
‫خالله بالهيئات والوكاالت المختصة المناسبة لألمم المتحدة‪.‬‬

‫وعلى الرغم من تصويت الدول العربية ضد القرار رقم ‪ ،194‬فإن الفق رة ‪ 11‬منه‬
‫سرعان ما أصبحت محور نداءات الالجئين الفلسطسينيين طل ًبا للعدل‪.‬‬
‫قامت لجنة التوفيق‪ ،‬إلى جانب جهودها لمعاجة القضية اإلقليمية ووضع القدس‪ ،‬بجهود‬
‫كثيفة لدفع تنفيذ الفقرة ‪ 11‬من القرار رقم ‪ُ 194‬قد ًما‪ .‬وقد دُرست عدة مقترحات لعودة ع دد‬
‫من الالجئين في مؤتمر عقد في لوزان ابتداء من ‪ 27‬نيسان‪/‬أبريل ‪ ،1949‬لكن ّ‬
‫تعذر التوفيق‬
‫بين مواقف األطراف‪ .‬وفي ‪ 28‬تموز‪/‬يوليو ‪ ،1949‬وبضغط شديد من الواليات المتح دة‬
‫األمريكية أعلنت دولة االحتالل عن استعدادها من حيث المب دأ إلع ادة ‪ 100000‬الجئ في‬
‫متحمسا لهذا‬
‫ً‬ ‫إطار تسوية سلمية‪ .‬وكان هاري ترومان رئيس الواليات المتحدة األمريكية آنذاك‬
‫العرض‪ ،‬لكن الحكومة اإلسرائيلية كانت منقسمة على نفس ها بفعل الخالف في ش أن ع ودة‬
‫الالجئين واسعة النطاق إلى وطنهم‪.2‬‬

‫‪ - 1‬لكس تاكنبرغ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪30-29‬‬


‫‪ - 2‬المرجع نفسه‪ :‬ص‪.30‬‬

‫‪11‬‬
‫وعندما قامت لجنة التوفيق بتقديم العرض بصورة غير رسمية إلى الوف ود العربي ة‪،‬‬
‫رفضته بعد عشرة أيام بدعوى عدم كفايته‪ ،‬وبالتالي حل الج واب الع ربي مش كلة الحكومة‬
‫اإلسرائيلية‪.‬‬
‫ومع تضاؤل فرص عودة الالجئين السريعة إلى وطنهم‪ ،‬ب دأ المس ؤولون في األمم‬
‫المتحدة التفكير في توطينهم في الدول التي هُجروا إليها‪ .‬ولدراسة الجدوى االقتص ادية له ذا‬
‫الحل البديل‪ ،‬قامت لجنة التوفيق في ‪ 23‬آب‪/‬أغسطس ‪ 1949‬بتشكيل بعثة مسح اقتص ادي‪،‬‬
‫كهيئة فرعية تابعة لها‪ ،‬وكلفت البعثة التي ترأسها غوردون كالب دراسة الوضع االقتص ادي‬
‫في الدول المتضررة من األعمال الحربية في فلسطين وتقديم توصيات إلى لجنة التوفيق‪.1‬‬
‫عملت بعثة المسح االقتصادي بصورة سريعة‪ ،‬وق دمت تقريرها األولي في تش رين‬
‫ثان‪/‬نوفمبر ‪ ،1948‬تناول التقرير أعداد الالجئين وأماكن وجودهم‪ ،‬وتأثيرهم في الم وارد‬ ‫ٍ‬
‫المحلية في الدول العربية‪ ،‬ومما جاء في التقرير‪:‬‬

‫لماذا ال يعود الالجئون إلى ديارهم ويحلون مشكلتهم؟ ه ذا ما يري ده‬


‫معظمهم‪ .‬وهم يؤمنون‪ ،‬من باب الحق والعدل‪ ،‬بأنه يجب الس ماح لهم‬
‫بالعودة إلى منازلهم وحقولهم وقراهم‪.‬‬
‫ويشجعهم على اإليمان بهذا الحل المت وفر أم امهم أن الجمعية العامة‬
‫لألمم المتح دة نصت على ذلك في قراراها الم ؤرخ ‪ 11‬ك انون‬
‫أول‪/‬ديسمبر ‪ .1948‬ونتيجة أسباب نفسية محضة يس هل فهمها عقد‬
‫الالجئون أما ً‬
‫ال كبيرة على التأكيد الذي تضمنه هذا القرار‪.‬‬
‫وإذا نال بعض معظم الناس في وضعهم حق االختي ار بين العمل في‬
‫بالد أجنبية والعودة إلى ديارهم‪ ،‬وإلى أوضاع عرفوها منذ الصبا‪ ،‬فهم‬
‫يؤثرون العودة إلى بالدهم‪ .‬وإن قيل لهم إن األوض اع تغ يرت بعد‬
‫غيابهم لدرجة أنهم لن يكونوا سعداء مرة أخرى هناك‪ ،‬فإنهم يترددون‬
‫في تصديق هذا القول‪ ،‬ويرتابون من أن َش َر ًكا قد نُصب لهم إلبق ائهم‬
‫في المنفى إلى أن يفوت األوان على ع ودتهم‪ .‬وح تى لو قيل لهم إن‬
‫بيوتهم دُمرت فإنهم يرددون أن األرض باقية‪.‬‬
‫إن توطين الالجئين الفلسطينين خارج فلسطين قضية سياسية تتن اقض‬
‫مع مسألة العودة إلى الوطن والتعويض والتسوية األقليمية النهائية‪.2‬‬

‫استنادًا إلى هذا التقرير‪ ،‬وإلى جانب اس تمرار عملي ات اإلغاثة العاجل ة‪ ،‬أوصت البعثة‬
‫بضرورة إنشاء وكالة تشرف على "برنامج لألشغال العامة يسهم في تحسين إنتاجية المنطقة"‬
‫على أن تتولى الوكالة المذكورة بعد تأسيسها أعمال اإلغاثة‪ .‬وقد تبنت الجمعية العامة ه ذه‬
‫التوصيات في قرارها رقم ‪( 302‬الدورة الثالثة) بتاريخ ‪ 8‬ك انون أول‪/‬ديس مبر ‪،1949‬‬

‫‪ - 1‬المرجع نفسه‪ :‬ص‪.30‬‬


‫‪ - 2‬الرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.32-31‬‬

‫‪12‬‬
‫‪1‬‬
‫وأنشأت وكالة األمم المتحدة وتشغيل الالجئين الفلسطينيين في الش رق األدنى (األون روا)‬
‫التي تحددت أهدافها بما سبق ذكره‪ .‬ومنذ ذلك الحين صدرت عدة ق رارات لألمم المتح دة‬
‫تتعلق بقضية الالجئين الفلس طينيين وحق ع ودتهم وض مان حم ايتهم ونيلهم حق وقهم‬
‫المشروعة‪.2‬‬

‫‪ .2‬جامعة الدول العربية‪:‬‬


‫كانت قضية فلسطين دائ ًما أولى اهتمامات جامعة الدول العربية‪ .‬ومنذ بدء أعمالها أخ ذت‬
‫على عاتقها عرض القضية الفلسطينية أمام األمم المتح دة في الم دة ‪ .1948-1946‬ع ام‬
‫‪ 1952‬تبنى مجلس وزراء الجامعة العربية سلسلة من القرارات فيما يتعلق بمعاملة الالج ئين‬
‫الفلسطينيين في الدول األعضاء في الجامعة‪ .‬وفي سنة ‪1965‬م ُتوجت هذه الجه ود بتب ني‬
‫بروتوكول الدار البيضاء بشأن معاملة الفلسطينيين في الدول العربية‪.3‬‬
‫هناك مبدآن رئيسان أثّرا في مواقف الدول األعضاء في الجامعة العربية حيال الالج ئين‬
‫الفلسطينيين‪ .‬هذان المبدآن وإن لم يكونا منسجمين بالضرورة‪ ،‬كانا مالئمين سياس يًّا في ذلك‬
‫الوقت‪.‬‬
‫‪ ‬كان المبدأ األول تضامن العرب وتعاطفهم مع الالجئين‪ ،‬وقد أدى‬
‫نظريًّا‪ ،‬على األقل إلى ق رار مجلس الجامعة بمنح الالج ئين‬
‫الفلس طينيين اإلقامة والحق في العمل أس وة بمواط ني ال دول‬
‫األعضاء‪.‬‬
‫‪ ‬وكان المبدأ الثاني الحفاظ على الهوية الفلسطينية وتأكيد بقاء وضع‬
‫عذرا للتنصل‬
‫الفلسطينيين كالجئين‪ ،‬لتجنب إعطاء دولة االحتالل ً‬
‫من مسؤولياتها عن محنتهم‪.4‬‬

‫تحول الحفاظ على هوية الالجئين‬


‫لم يبق التوازن بين هذ ْين المبدأين قائ ًما‪ ،‬وسرعان ما َّ‬
‫الفلسطينيين ذريعة ّ‬
‫لسن القوانين الجائرة بحق الفلسطينيين الالجئين ‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ .3‬موقف دولة االحتالل‪:‬‬


‫لم يكن غائ ًبا عن بال سلطات االحتالل حجم الجريمة التي اقترفتها بطرد الفلس طينيين‬
‫من أرضهم‪ .‬ولم يكن غائ ًبا عن بالها ً‬
‫أيضا حجم المخاطر التي يمكن أن تهدد "دولة اليهود"‬
‫في حال عودة هؤالء الالجئين‪ ،‬على األقل على المستوى الديموغرافي‪.‬‬
‫في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" في تموز‪/‬يوليو ‪ ،1994‬أشار نائب وزير الخارجية‬
‫آنذاك‪ ،‬يوسي بيلين‪ ،‬والمعروف باتخاذ موقف الحمائم في حكومة العمل اإلس رائيلية‪ ،‬إلى‬

‫‪ - 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.32‬‬


‫‪ - 2‬يمكن االطالع على هذه القرارات على موقع األونروا‪http://www.un.org/unrwa/arabic :‬‬
‫‪ - 3‬لكس تانبرغ‪ q:‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.170‬‬
‫‪ - 4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.170‬‬
‫‪http://www.insanonline.net - 5‬‬

‫‪13‬‬
‫أن القرار رقم ‪" 194‬مهم في رمزيته" فقط بالنس بة إلى إس رائيل والع رب‪ ،‬بمن فيهم‬
‫الفلسطينيون‪ .‬وفي حين كان بيلين يخفف من حدة القرار رقم ‪ ،194‬عمد رئيس الحكومة‬
‫اإلسرائيلية األسبق إسحاق ش امير‪ ،‬إلى ص يغة أك ثر مباش رة في التعليق على ح ّق‬
‫الفلسطينيين في العودة‪ ،‬إذ قال‪:‬‬

‫إن تعبير "حق العودة" فارغ المضمون وال معنى له‪ .‬ولن يح دث ذلك‬
‫أبدًا بأي طريقة أو صورة أو شكل‪ .‬هناك فقط حق يهودي في الع ودة‬
‫إلى أرض إسرائيل‪.1‬‬

‫كالم شامير يعكس الصورة الحقيقية لالعتق اد اإلس رائيلي فيما يتعلق بع ودة الالج ئين‬
‫الفلسطينيين‪ .‬فاألمر يتعلق بحياة أو موت دولتهم بكل معنى الكلمة‪ .‬المهم في هذا السياق أن‬
‫يكون معلو ًما أن المنطلق فيما يتعلق بموضوع الالجئين واحد في السياسات اإلسرائيلية وهو‬
‫الرفض التام للموضوع ألسباب كثيرة‪ ،‬ليس آخرها البعد الديموغرافي للمسألة كما ذكرن ا‪.‬‬
‫ولكن البحث في مختلف تصريحات ومواقف الس لطات اإلس رائيلية ومواقفها بش أن حق‬
‫العودة‪ ،‬مهما يكن جزئيًّا‪ُ ،‬يظهر تأقل ًما أكيدًا مع ظروف الزمان الذي كانت تُطرح فيه قضية‬
‫العودة لالجئين الفلسطينيين‪.‬‬
‫ونظرا إلى عدم إمكان إنكار تام لوجود هذا الحق‪ ،‬فقد ت ّم وضع استراتيجيات مختلفة بحسب‬‫ً‬
‫الظروف‪ ،‬من أجل تجنب هذا الحق‪ ،‬أو على األقل من أجل ت أخير وقت إثارته إلى أقصى‬
‫حد‪.2‬‬
‫يمكن رصد المواقف اإلسرائيلية المختلفة‪ ،‬والحجج التي دأبت سلطات االحتالل على التمسك‬
‫بها وفق اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬حجة مسؤولية النزوح‪:3‬‬


‫تتلخص هذه الحجة بأنه ليس إلسرائيل أي مسؤولية في نزوح الفلس طينيين‪،‬‬
‫واضحا في كتاب وزير خارجية حكومة إسرائيل المؤقتة موش يه‬
‫ً‬ ‫ويبدو ذلك‬
‫شاريت‪ ،‬إلى وسيط األمم المتحدة بتاريخ ‪ 1‬آب‪/‬أغسطس ‪:1948‬‬

‫إن الرحيل المكثف للعرب الذين هرب وا من دولة‬


‫إس رائيل ومن المن اطق ال تي احتلتها الق وات‬
‫اليهودية‪ ،‬لهو نتيجة مباشرة لالعتداء العربي اآلتي‬
‫من الخارج‪.4‬‬

‫‪ - 1‬إيليا زريق‪ :‬الالجئون الفلسطينيون والعملية السلمية‪ ،‬ص‪.108‬‬


‫‪ - 2‬رمضان بابذجي وآخرون‪ :‬حق العودة للشعب الفلسطيني ومبادئ تطبيقه‪ ،‬ص‪.132‬‬
‫‪ - 3‬نذكر هنا مصطلح النزوح بمعنى الطرد والهجرة ألن الساسة اليهود كانوا يلعبون على المصطلحات لتغيير‪ q‬الطرد والتهجير‪ q‬إلى نزوح‪.‬‬
‫‪ - 4‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.133‬‬

‫‪14‬‬
‫نظرية عدم مسؤولية دولة االحتالل عن طرد الالجئين الفلسطينيين تكررت‬
‫ذاتها على لسان ممثل إسرائيل في األمم المتحدة في السبعينيات‪:‬‬

‫إن أساس مشكلة االجئين الفلسطينيين العرب ك ان‬


‫رفض العرب قرار التقسيم ال ذي وض عته األمم‬
‫المتحدة‪ ،‬والحرب التي شنوها على دولة إس رائيل‬
‫في الي وم ال ذي تال إعالن والدته ا‪ً .‬إذا‪ ،‬ف إن‬
‫المسؤولية تقع عليهم‪ ،‬فلو قبل العرب بالقرار‪ ،‬لما‬
‫كان هناك مشكلة الجئين‪.1‬‬

‫ب‪ -‬حجة تبادل السكان‪:‬‬


‫تنطلق هذه الحجة من المزج بين وضع الالجئين اليه ود ووضع الالج ئين‬
‫الفلسطينين‪ .‬األمر الذي جعل هذا المزج ممك ًنا هو اس تخدام اللفظة ذاته ا‪:‬‬
‫الجئ‪ ،‬للداللة على واقعين مختلفين‪ .‬ولكن الواقع أن لفظة "الجئ" المتعلقة‬
‫باليهود تختلف عن تلك المتعلقة بالفلسطينيين‪ .‬ففي األساس ال يصح أن ُيطلق‬
‫كلمة الجئ على اليهودي‪ ،‬إلن هذه الكلمة توحي بأن هناك هج رة قس رية‬
‫نتيجة عوامل معينة أجبرت اليهود على مغادرة البلدان العربية وغير العربية‬
‫التي كانوا يقطنونها‪ .‬وهذا غير صحيح ألن اليهود تركوا بلدانهم ب إرادتهم‬
‫وتحت تأثير اإلغراءات التي قدمتها سلطات االحتالل‪ .‬إن أحدًا من البل دان‬
‫التي كان اليهود يسكنون فيها قبل هجرة إلى فلسطين لم ُيج بر اليه ود على‬
‫المغادرة ولم يقم بأي عمل عدائي لطرد اليهود‪.‬‬
‫ولكن‪ ،‬في الجهة األخرى تأخذ كلمة الجئ للفلس طيني داللة مختلف ة‪ .‬فهو‬
‫الذي أُجبر عنوة بفعل االحتالل اإلس رائيلي وعملي ات القتل والتنكيل على‬
‫ترك أرضه‪.‬‬
‫لقد عملت س لطات االحتالل على المقابلة بين الص ورة المثالية النموذجية‬
‫للموقف اإلسرائيلي الك ريم ال ُمس تق ِبل لليه ود اآلتين من أوروبا ومن بالد‬
‫وخصوصا البالد العربية‪ ،‬والموقف األن اني لل دول العربية ال تي‬
‫ً‬ ‫أخرى‪،‬‬
‫ترفض القيام بالشيء نفسه حيال أشخاص من العِرق نفسه‪.‬‬
‫في ردود ممثل إسرائيل على األسئلة التي ُوجهت إليه في الجلسة التي شهدت‬
‫انضمام إسرائيل إلى األمم المتحدة‪ ،‬قال‪:‬‬

‫إننا ال ننوي إعادة اليهود إلى العراق وسورية ومصر‬


‫والمغ رب واليمن‪ ،‬وإلى بالد عربية أخ رى‪....‬كي‬
‫‪ - 1‬المرجع نفسه‪ :‬ص‪.134‬‬

‫‪15‬‬
‫نستقبل الجئين عر ًبا مكانهم‪ .‬الواقع أنه ح دث تب ادل‬
‫سكان بين إسرائيل والبالد العربية‪.1‬‬

‫ت‪ -‬شرط القرار رقم ‪" :194‬العيش بسالم مع جيرانهم"‪:‬‬


‫لقد نص قرار الجمعية العامة رقم ‪ 194‬على هذا الشرط‪[ .‬فالجمعية العام ة]‪:‬‬
‫"وقد بحثت في الحالة في فلسطين من جديد(‪ ).....‬تق رر وج وب الس ماح‬
‫بالعودة في أقرب وقت ممكن لالجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش‬
‫بسالم مع جيرانهم‪ . "...،‬إن بداية الفقرة رقم ‪ 11‬التي تبدو ظاهريًّا واضحة‪،‬‬
‫تقصد الالجئين‪ ،‬أي األشخاص الذين ط ردوا من بل دهم وال تي انتُ زعت‬
‫ممتلكاتهم منهم؛ فتعطيهم الحق في العودة إلى بلدهم "في أق رب وقت ممكن"‪،‬‬
‫شرط أن يرغبوا في ذلك وأن يعيشوا بسالم مع جيرانهم‪.2‬‬
‫يفسر بن غوريون هذا الشرط على النحو اآلتي‪:‬‬

‫تي‬ ‫مع ذلك فإن القيود التي وضعتها الجمعية نفسها‪ ،‬ال‬
‫الم‬ ‫توقعت أنه يسمح لالجئين الذين يريدون العيش بس‬
‫ب ًقا‬‫مع جيرانهم بالعودة إلى من ازلهم‪ ،‬تف ترض مس‬
‫ات‬ ‫وبوضوح وض ًعا س لميًّا وتس تبعد تج دد العملي‬
‫الحربية"‪.‬‬
‫ويتابع فيما بعد‪:‬‬
‫"تعتبر حكومة إسرائيل أن حل هذه المش كلة مرتبط‬
‫ً‬
‫ارتباطا وطيدًا بحل المسائل العالقة بين إسرائيل والبالد‬
‫العربية‪ ،‬وأنه ال يمكن إيجاده إال في إع ادة اس تتباب‬
‫‪3‬‬
‫السالم في الشرق األوسط‪".‬‬

‫‪ .4‬المواقف الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية(الشعبية)‪:‬‬

‫‪ ‬المواقف الرسمية‪:‬‬
‫كانت المواقف الفلسطينية الرسمية من مس ألة الالج ئين عامة ومن حق الع ودة‬
‫خاصة تتطور من رفض ما هو دون تنفيذ القرار رقم ‪ً 194‬‬
‫تنفيذا كام ً‬
‫ال إلى تكيّف‬
‫إزاء وجود إس رائيل‪ .‬ويبقى اتف اق أوس لو ع ام ‪ 1993‬بين منظمة التحرير‬
‫الفلسطينية و"إسرائيل" المنعطف الرئيس في المواقف الفلسطينية الرسمية المتعلقة‬
‫بالالجئين الفلسطينيين‪.‬‬
‫‪ - 1‬المرجع نفسه‪ :‬ص‪.136‬‬
‫‪http://www.palestine-studies.org - 2‬‬
‫‪ - 3‬رمضان بابذجي وآخرون‪ :‬حق العودة للشعب الفلسطيني ومبادئ تطبيقه‪ ،‬ص‪.137‬‬

‫‪16‬‬
‫ولعل أهم ما رشح عن اتفاق أوسلو القبول بق راري مجلس األمن رقم ‪ 242‬ورقم‬
‫أساسا للمفاوضات المستقبلية مع "إسرائيل"‪.1‬‬
‫‪ً 338‬‬
‫يتحدث شفيق الحوت‪ 2‬عن توقيع اتفاق أوسلو‪:‬‬
‫بعد أوسلو‪ ،‬انتهت منظمة التحرير حيث ال وجود مادي‬
‫لها‪ .‬فياسر عرف ات تج اوز ه ذه المنظمة وغيّر في‬
‫ميثاقها ثم إن أوسلو نفسها تح ّد من ص الحيات م‪ .‬ت‪.‬‬
‫ف إال فيما يتعلق بالتوقيع معها‪ .‬التمثيل السياسي الذي‬
‫كان للمنظمة تقلص ليمثل فقط السلطة الفلسطينية وينفذ‬
‫بنود أوسلو‪ .‬فممثل الشعب الفلس طيني الي وم لم يعد‬
‫ينادي بما كانت تن ادي به م‪ .‬ت‪ .‬ف من ش عارات‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫الحق بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية‬
‫كان هناك معارضة ش ديدة من قبل مس ؤولين أساس يين في منظمة التحرير‬
‫الفلسطينية ووجهوا انتقادات علنية لنهج قيادة عرفات آنذاك‪ .‬وشمل التيار الرافض‬
‫ألوسلو الجبهة الشعبية لتحرير فلس طين والجبهة الديموقراطية لتحرير فلس طين‬
‫واإلسالميين باإلضافة إلى قياديين من حركة فتح منهم فاروق القدومي الذي رفض‬
‫اللحاق بعرفات وصحبه لدى عودتهم إلى غزة عقب توقيع اتفاق أوسلو‪.4‬‬

‫‪ ‬المواقف غير الرسمية(الشعبية)‪:‬‬


‫شارفت سنوات التهجير والبعد عن ال وطن‬
‫الستين س نة ولم ت زل ال ذاكرة الش عبية‬
‫الفلسطينية ندية بالشوق إلى ربى فلس طين‪.‬‬
‫تين عا ًما من القهر والظلم‬ ‫والي س‬ ‫ح‬
‫والحرمان والبؤس والبعد عن نسيم وبيارات‬
‫فلس طين لم تفلح في طمس ذاك رة أهل‬
‫تمر في أزقة المخيم ات فتلمح أن‬‫فلسطين‪ّ .‬‬
‫فلسطين ساكنة في الجوانب الحياتية المختلفة‬
‫ألهلها‪ :‬في أسماء مح الّهم وفي ش وارعهم‬
‫وج درانهم وأس ماء أبن ائهم ون واديهم‬
‫ومدارسهم وأدبهم وكالمهم‪ ....‬وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ - 1‬صدر هذان القراران في أعقاب حربي ‪ 1967‬و‪ 1973‬على التوالي‪ .‬وكان القرار ‪ 242‬قد دعا إلى تحقيق تسوية عادلة لمسألة الالجئين‪،‬‬
‫إال أنه ترك تعريف الالجئين غامضً ا‪ .‬والقرار ‪ 338‬جاء ليؤيد القرار ‪ 242‬ويدعو األطراف المختلفة إلى وقف إطالق النار‪ (.‬راجع‬
‫‪)www.ahram.org‬‬
‫احتجاجا‬
‫ً‬ ‫‪1993‬‬ ‫عام‬ ‫لبنان‬ ‫في‬ ‫للمنظمة‬ ‫تمثيله‬ ‫ومن‬ ‫التنفيذية‬ ‫اللجنة‬ ‫من‬ ‫واستقال‬ ‫فلسطيني‬ ‫وطني‬ ‫مجلس‬ ‫وعضو‬ ‫تنفيذية‬ ‫‪ - 2‬كان عضو لجنة‬
‫على توقيع القيادة الفلسطينية على اتفاقية أوسلو‪.‬‬
‫‪http://www.achr.nu/kt17.htm - 3‬‬
‫‪ -4‬إيليا زريق‪ :‬الالجئون الفلسطينيون والعملية السلمية‪ ،‬ص‪.143‬‬

‫‪17‬‬
‫دى‬ ‫يدي من شهادات لالجئين الفلسطينيين ما قرأته في إح‬
‫لعل أروع ما وقع بين ّ‬
‫قصائد الشاعر الفلسطيني مروان الخطيب حينما قال‪:‬‬

‫أخبريني عن زواريب المخي ْم‪،‬‬


‫ْ‬
‫نحيله‪...‬‬ ‫َس ِم َن ْت أم هي ما ْ‬
‫زالت من الوج ِد‬
‫‪1‬‬
‫أخبيرني يا زما ًنا ليس ُينسى‬

‫ملمح من‬
‫تفس ر ض يق زواريب المخيم إال على أنه ٌ‬ ‫هذه الرؤية الشاعرية التي ال ّ‬
‫مالمح الشوق والوجد الذي أضنى المخيمات فاس تحالت زواريبها نحيلة ض عيفة‬
‫نقرؤه في عيون أبناء الشعب الفلسطيني في أماكن اللجوء عامة ولبنان خاصة‪.‬‬

‫يقول الحاج أبو عوني عودة(‪ 70‬عا ًما من قرية صفورية)‪:‬‬


‫أتمنى أن أع ود إلى فلس طين وإذا لم أتمكن من ذلك‬
‫وحال بيني وبين بالدي الموت قبل أن أراها أتمنى أن‬
‫‪2‬‬
‫ُتنقل عظامي إلى فلسطين حينما ُتحرر بإذن اهلل‬

‫كثيرة هي اإلحصاءات التي أثبتت أن الالجئين الفلسطينيين في لبنان لم يتنازلوا عن حقوقهم‬


‫وفي مقدمتها حق العودة إلى فلسطين وأحدث هذه اإلحص اءات إحص اء مركز الزيتونة‬
‫للدراسات واالستشارات ( في ‪ 20 ‬أيار‪ /‬مايو ‪ ) 2006‬حيث كانت نتيجة االس تطالع‪:‬‬
‫‪ %81.5‬متأكدون من عودتهم إلى فلسطين بش كل أو ب آخر‪ %98.3  .‬ال يج دون في‬
‫حال لقضيتهم‪ ،‬و‪ %79.6‬ال يقبلون إ ّ‬
‫ال الع ودة إلى بل داتهم‬ ‫التعويض والتوطين في لبنان ًّ‬
‫وقراهم األصلية التي أخرجوا منها‪.3‬‬

‫‪ - 1‬مروان الخطيب‪ :‬ديوان صهيل األرجوان‪ ،‬قصيدة " أخبريني عن زواريب المخيم"‪.‬‬
‫‪ - 2‬مقابلة في مخيم نهر البارد‪ :‬آذار ‪2006‬‬
‫‪ www.pahrw.org - 3‬و ‪http://www.palestine-info.info‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عين على مشهد الالجئين الفلسطينيين في لبنان‬

‫تمهيد‬

‫كان لجوء الفلسطينيين إلى البالد العربية نتيجة طبيعية لإلره اب الص هيوني ال ذي انتهك‬
‫العرض واألرض‪ .‬فيما يتعلق بلبنان استُقبل الالجئون الفلسطينيون بترحيب رسمي وش عبي‪،‬‬
‫فروابط القربى والجيرة والمصاهرة والعالقات االقتصادية واالجتماعية والثقافية متينة‪ ،‬فض ً‬
‫ال‬
‫عن الوعي اللبناني بخطورة االحتالل الصهيوني‪.‬‬

‫تجلى هذا الترحيب اللبناني في أبهى تجلياته في التصريحات والمواقف اإليجابية المرحبة التي‬
‫أطلقها رئيس الجمهورية بشارة الخوري ووزير خارجيته عبد الحميد فرنجية‪.‬‬

‫وبلغ التضامن والتأييد اللبناني للفلس طينيين أن الجيش اللبن اني ش ارك في المع ارك ضد‬
‫االسرائيليين عام ‪ 1948،‬كما أن مئات المتطوعين اللبنانيين خاضوا المع ارك بكل تض حية‬
‫وشجاعة وإخالص إلى جانب إخوانهم الفلسطينيين‪ .‬ولم يتوان اللبن انيون عن فتح من ازلهم‬
‫لالجئين وتقديم كل ما أمكن تقديمه إليهم‪ ،‬وه ذا ما فعلته المؤسس ات الحكومية والمنظم ات‬
‫ات‪.‬‬ ‫والجمعي‬
‫هذا الترحيب الرسمي اللبناني سرعان ما تحول مع حلول عام ‪ 1951‬إلى شعور بالقلق‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب بقاء الفلسطينيين في لبنان‪ ،‬في ظل عدم ظهور بوادر دولية لحل المشكلة مع اس تمرار‬
‫إسرائيل في منع العودة‪ ،‬رغم صدور القرار ‪ 194‬عن الجمعية العامة لألمم المتحدة بت اريخ‬
‫‪ 11/12/1948‬والذي ينص على حق العودة‪.1‬‬

‫ومع بداية الخمسينيات باتت الس لطات اللبنانية تخشى بالفعل من النت ائج السياس ية واألمنية‬
‫واالقتصادية التي يمكن أن تعكسها قضية الالج ئين الفلس طينيين‪ ،‬خاصة بعد اتض اح حجم‬
‫الكارثة التي سببها االحتالل اإلسرائيلي لفلسطين وطرد سكانها‪ ،‬والدعم السياسي الذي ك انت‬
‫تتلقاه الدولة الصهيونية من دول العالم‪ .‬وفي تلك اآلونة بدأت مشاريع ومخطط ات ت وطين‬
‫الالجئين الفلسطينيين في لبنان تظهر من خالل ممارسات المنظمات الدولي ة‪ ،‬وه ذا ما أقلق‬
‫اللبنانيين على مستقبل المعادلة الطائفية في البلد‪ ،‬ودفع الدولة اللبنانية إلى التعاطي األم ني مع‬
‫قضية الالجئين‪ ،‬حيث باتت األجهزة األمنية هي المكلّفة بمتابعة قضية الالجئين وأصبحت هذه‬
‫األجه زة تف رض الرقابة على المخيم ات وتع نى برصد األنش طة السياس ية‪.2‬‬

‫‪ - 1‬رأفت مرة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23‬‬


‫‪ - 2‬رأفت مرة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23‬‬

‫‪19‬‬
‫بقيت هذه األجهزة هي المسؤولة عن السجالت الشخصية لالجئين ح تى تم تأس يس مديرية‬
‫وحددت مهام هذه المديرية التي أصبحت تابعة‬‫شؤون الالجئين الفلسطينيين يوم ‪ُ 31/3/1959‬‬
‫لوزارة الداخلية اللبنانية‪ ،1‬من دون أن يعني ذلك إزاحة العين األمنية عن الفلسطينيين‪.‬‬

‫الخارطة السكانية لالجئين في لبنان‬

‫يتوزع الالجئون على اثني عشر مخيمًا مسجالً لدى األون روا وذلك على النحو اآلتي‪ :‬في‬
‫الجنوب‪ :‬البص‪ ،‬وبرج الشمالي‪ ،‬والرشيدية‪ ،‬وعين الحلوة‪ ،‬والمية ومي ة‪ .‬وفي ب يروت‪:‬‬
‫صبرا وشاتيال‪ .‬وفي جبل لبن ان‪ :‬ب رج البراجنة‬
‫وضبية‪ .‬أما في الشمال‪ :‬نهر الب ارد والب داوي‪.‬‬
‫ل)‪.‬‬ ‫اع‪ :‬مخيم الجليل (ويف‬ ‫وفي البق‬
‫كما يقيم عدد من الالج ئين في تجمع ات غ ير‬
‫مسجلة ال تتلقى أي خدمات سوى عي ادة واح دة‬
‫وط بيب واحد بواقع ي ومين في األس بوع من‬
‫صباحا ولغاية الواحدة ظهرًا‪ ،‬كذلك‬
‫ً‬ ‫الساعة الثامنة‬
‫مدرسة ابتدائية لكل عشرة آالف نسمة‪ ،‬وال توجد‬
‫في هذه التجمعات مدارس متوس طة س وى في‬
‫تجمع القاسمية وكفر بدا في الجنوب‪ .2‬وأبرز هذه‬
‫التجمع ات‪ :‬الش بريحا‪ ،‬القاس مية‪ ،‬البرغلي ة‪،‬‬
‫الواسطة‪ ،‬جل البحر‪ ،‬المعشوق‪ ،‬الداعوق‪ ،‬س عيد‬
‫غواش‪ 3.‬باإلض افة إلى المخيم ات والتجمع ات‬
‫يسكن عدد من الفلسطينيين في الم دن والق رى‬
‫اللبنانية‪.‬‬

‫حصار القوانين اللبنانية‬

‫كما أسلفنا فإن التحول السلبي في السلوك اللبناني الرسمي تجاه الالجئين الفلسطينيين دفع بأهل‬
‫سن ق وانين ج ائرة بحق الالج ئين بذريعة حماية‬ ‫القرار في لبنان منذ بداية الخمسينيات إلى ّ‬
‫الفلسطينيين من التوطين‪ّ .‬‬
‫ومذاك الحين يواجه الالجئون الفلسطينيون في لبنان واق ًعا معيش يًّا‬

‫‪http://www.insanonline.net - 1‬‬
‫‪http://www.attareek.org - 2‬‬
‫‪ - 3‬رأفت مرة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.39‬‬

‫‪20‬‬
‫صع ًبا في ضوء غياب التشريعات والقوانين التي تكفل حمايتهم‪ ،‬رغم مضي أك ثر من نصف‬
‫قرن على وجودهم فوق األراضي اللبنانية‪.‬‬
‫اتفاقا مع منظمة التحرير الفلسطينية سمي "باتفاق القاهرة"‬‫عام ‪ 1969‬عقدت الحكومة اللبنانية ً‬
‫أقرت األولى بمقتضاه بالحقوق اإلنسانية لالجئين الفلسطينيين‪ ،‬إال أنها ألغت هذا االتفاق فعليًّا‬
‫عام ‪ 1982‬عقب رحيل المنظمة من األراضي اللبنانية‪ ،‬وفي عام ‪ 1987‬ألغى المجلس النيابي‬
‫‪1‬‬
‫رسميا من طرف واحد‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫اللبناني هذا االتفاق‬
‫تلت تلك اآلونة اتخاذ الحكومة اللبنانية العديد من اإلجراءات أثرت في شكل مباشر في حي اة‬
‫الالجئين الفلسطينيين؛ فتحت عنوان "رفض التوطين" وتأييد "حق الع ودة" وفق الق رار رقم‬
‫‪ 194‬الصادر عن األمم المتحدة عام ‪ ،1948‬صدرت قوانين بدت في ظاهرها ش أ ًنا داخليًّا‬
‫لبنانيًّا لكنها قص دت في واقعها التعامل مع حالة الالج ئين الفلس طينيين بما ال يس مح لهم‬
‫باالندماج في مجتمعهم الجديد ولو في إطار إنساني بحت‪ .‬ومن أشهر تلك القوانين قانونا العمل‬
‫والتملك‪.‬‬

‫حقوق الالجئين الفلسطينيين في لبنان‬

‫‪ -1‬حق العمل‬

‫يصنِّف القانون اللبناني الالجئين الفلسطينيين في دائرة األجانب‪ ،‬وبالتالي تطبق عليهم القوانين‬
‫الخاصة باألجانب‪.‬‬
‫وينص القانون اللبناني على خضوع المؤسسات الوطنية واألجنبية الى أحكام ه‪ ،‬وعلى تمتع‬
‫األجراء األجانب عند صرفهم من الخدمة ب الحقوق‬
‫التي يتمتع بها الع ّم ال اللبن انيون‪ ،‬وعلى ش رط‬
‫المعاملة بالمثل ويترتب عليهم الحصول على إجازة‬
‫عمل‪.‬‬
‫من هنا لم يأخذ القانون اللبن اني وضع الالج ئين‬
‫الفلسطينيين كحالة اس تثنائية‪ ،‬فهم ممنوع ون من‬
‫الحصول على إجازة العمل لعدم وجود مبدأ المعاملة‬
‫بالمثل‪ .‬وتال ًيا يُعاقب الفلسطيني الالجئ إذا قام بعمل‬
‫من دون إج ازة عمل بم وجب مخالفته للق انون‬
‫اللبناني‪.‬‬
‫بتاريخ ‪ 18/12/1982‬أصدر وزير العمل الدكتور عدنان مروة الق رار رقم ‪ 189/1‬حصر‬
‫‪2‬‬
‫فيه عددًا من المهن باللبنانيين فقط وهذه المهن هي‪:‬‬

‫المحاماة‪ )2( .‬الطب‪ )3( .‬الهندسة "مهندس"‪ )4( .‬مدير عام‪ )5( .‬مدير‪ )6( .‬ن ائب‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪http://www.insanonline.net - 1‬‬
‫‪ - 2‬رأفت مرة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.28‬‬

‫‪21‬‬
‫مدير‪ )7( .‬رئيس موظفين‪ )8( .‬أمين صندوق‪ )9( .‬محاسب‪ )10( .‬سكرتير‪ )11( .‬موثق‪.‬‬
‫(‪ )12‬أمين محفوظات‪ )13( .‬كمبيوتر‪ )14( .‬مندوب تجاري‪ )15( .‬مندوب تسويق‪)16( .‬‬
‫مستشاري تجاري‪ )17( .‬مراقب أشغال‪ )18( .‬أمين مستودع‪ )19( .‬بائع‪ )20( .‬صيرفة‪( .‬‬
‫‪ )21‬صاغة‪ )22( .‬مختبر‪ )23( .‬صيدلي‪ )24( .‬تمديدات كهربائية‪ )25( .‬تركيب زجاج‬
‫البيوت‪ )26( .‬األعمال اإللكترونية‪ )27( .‬أعمال الدهان‪ )28( .‬الميكانيك‪ )29( .‬صيانة‪( .‬‬
‫‪ )30‬حاجب‪ )31( .‬ناطور‪ )32( .‬حارس‪ )33( .‬سائق‪ )34( .‬طاهٍ‪ )35( .‬سفرجي‪)36( .‬‬
‫حالق (‪ )37‬تدريس ابتدائي (‪ )38‬تدريس تكميلي‪ )39( .‬تدريس ث انوي‪ )40( .‬أعم ال‬
‫هندسية بمختلف االختصاصات وخاصة رسم هندسي‪ )41( .‬كيل ومساحة‪ .‬وبص ورة عامة‬
‫كل األعمال والمهن التي يتوا ّفر لبنانيون ألشغالها‪.‬‬

‫أصحاب العمل‪:‬‬

‫(‪ )42‬األعمال التجارية على اختالفها‪ )43( .‬أعمال الص رافة‪ )44( .‬المحاس بة‪)45( .‬‬
‫القومسيون‪ )46( .‬األعمال الهندسية‪ )47( .‬التعهدات‪ )48( .‬تجارة البناء‪ )49( .‬الصياغة‪.‬‬
‫(‪ )50‬صناعة األحذية‪ )51( .‬صناعة الملبوسات‪ )52( .‬صناعة المفروشات على أنواعها‬
‫والصناعات المتممة لها فيها‪ )53( .‬نجارة‪ )54( .‬قماش‪ )55( .‬إس فنج مفروش ات‪)56( .‬‬
‫صناعة الحلويات‪ )57( .‬الطباعة والنشر والتوزيع‪ )58( .‬الحالقة‪ )59( .‬الك وي‪)60( .‬‬
‫الصباغة‪ )61( .‬حدادة السيارات‪ )62( .‬ميكانيك السيارات‪ )63( .‬تركيب زجاج السيارات‪.‬‬
‫(‪ )64‬فرش السيارات‪ )65( .‬كهرباء السيارات‪.‬‬

‫ويسمح للفلسطيني بالعمل في األعمال اآلتية‪:‬‬

‫(‪ )1‬أعمال البناء‪ )2( .‬الزراعة‪ )3( .‬عمال الدباغة والجلود‪ )4( .‬ع ّمال الحفري ات‪)5( .‬‬
‫ع ّمال نسيج السجاد‪ )6( .‬ع ّمال صهر المعادن‪ )7( .‬ع ّم ال التنظيف ات في اإلدارات غ ير‬
‫الحكومية‪ )8( .‬المربيات‪ )9( .‬الممرضات "شرط الحصول على إجازة عمل"‪ )10( .‬خ دم‬
‫البيوت‪ )11( .‬ع ّمال غسيل وتشحيم السيارات‪.‬‬
‫رارا بحصر المهن‬ ‫ً‬ ‫وبعد تسلّم األستاذ عبد اهلل األمين وزارة العمل أصدر في ‪ 11/1/1993‬ق‬
‫السابق ذكرها بالع ّمال اللبنانيين وأضاف إليها الت دريس في المراحل االبتدائية والمتوس طة‬
‫والثانوية وغيرها من األعمال‪ .‬وعاود وزير العمل أسعد حردان أ ّكد في ق رار رقم ‪621/1‬‬
‫بتاريخ ‪ 18/12/1995‬على المهن نفسها‪.‬‬
‫لكن األمين وحردان سمحا لألجانب بمزاولة مهن ممنوعة عليهم ومحصورة باللبنانيين بن ا ًء‬
‫لشروط هي‪:‬‬

‫أه ً‬
‫ال‬ ‫إذا كان األجنبي مقي ًما في لبنان منذ الوالدة‪ ،‬مولودًا من أم لبنانية أو من أصل لبناني‪ ،‬مت‬

‫‪22‬‬
‫خبيرا في شأن‬‫من لبنانية منذ أكثر من سنة‪ .‬إضافة الى اشتراطات متعددة كأن يكون األجنبي ً‬
‫ال يوجد لبناني يعمل فيه‪ .‬ويجب اإلعالن عن المهنة في الصحف لثالثة أيام‪ ،‬وعلى المؤسسة‬
‫التي توظف األجنبي أن توظف ثالثة لبنانيين مقابله‪ ،‬ويعتبر مبدأ المعاملة بالمثل الذي تض عه‬
‫السلطات اللبنانية كأساس للتعاطي مع الالجئين الفلسطينيين في قضايا العمل مخال ًفا للمعاهدات‬
‫تي وقعتها ووافقت عليها الدولة اللبنانية‪.‬‬ ‫ات ال‬ ‫واالتفاق‬
‫فمبدأ المعاملة بالمثل مخالف التفاقية جنيف الخاصة ب الالجئين المعق ودة في ‪28/7/1951‬‬
‫والتي تنص "بعد فترة إقامة ثالث سنوات يستفيد كل الالج ئين على أراضي ال دول الموقعة‬
‫بإيقاف قانون التعامل بالمثل"‪ .‬وتقول في المادة "‪" :"17‬اإلجراءات المفروضة على األجانب أو‬
‫على عمل األجانب لحماية السوق الوطنية ال يعمل بها على الالجئين"‪ .‬ويخالف مب دأ المعاملة‬
‫بالمثل بروتوكول الدار البيضاء عام ‪ 1965‬ال ذي ينص على‪" :‬أن يعامل الفلس طينيون في‬
‫الدول العربية التي يقيمون فيها معاملة رعايا الدول العربية في سفرهم وإقامتهم وتيسير فرص‬
‫‪1‬‬
‫العمل لهم"‪.‬‬
‫وقد أفادت إحصاءات وكالة األمم المتحدة لغوث وتشغيل الالجئين (األونروا) أن ‪ %60‬من‬
‫الالجئين الفلسطينيين في لبنان يعيشون تحت خ ّط الفق ر‪ ،‬وأن ‪ %36‬منهم ال يتمكن ون من‬
‫‪2‬‬
‫الحصول على أي مورد رزق‪.‬‬

‫‪ -2‬الحق في الضمان االجتماعي‬

‫كما هو األمر فيما يتعلق بحق العمل‪ُ ،‬يحرم الالجئ ون الفلس طينيون من الحق في الض مان‬
‫االجتماعي لعدم وجود مبدأ المعاملة بالمثل‪ .‬إذ تنص الفقرة الرابعة من الم ادة التاس عة من‬
‫قانون الضمان االجتماعي الصادر في ‪ 26/9/1963‬على أنه "ال يستفيد األج راء األج انب‬
‫الذين يعملون على أراضي الجمهورية اللبنانية من أحكام هذا القانون في بعض أو جميع فروع‬
‫الضمان االجتماعي إال بشرط أن تكون الدولة التي ينتسبون إليها تقر للبنانيين مبدأ المساواة في‬
‫المعاملة مع رعاياها‪ ،‬فيما يتعلّق بالضمان االجتماعي"‪.3‬‬

‫ويوجب قانون الضمان على أصحاب العمل تسديد االشتراكات عن األجراء األج انب ال ذين‬
‫يعملون في مؤسساتهم بغض النظر عن استفادة األجراء‪ .‬واألج راء ال يس تفيدون من ه ذه‬
‫التقديمات إال أن يكون األجير األجنبي ً‬
‫حائزا رخصة عمل قانونية وأن تكون الدولة التي ينتمي‬
‫إليها األجير تعامل اللبناني في الضمان االجتماعي بالمثل‪ ،‬وهذان الشرطان ال ينطبق ان على‬
‫العامل الفلسطيني‪.‬‬

‫فاألجير الفلسطيني في شكل عام في لبنان هو واحد من هاتين الحالتين‪:‬‬

‫‪ - 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.29-28‬‬


‫‪http://www.insanonline.net - 2‬‬
‫‪ - 3‬رأفت مرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫‪23‬‬
‫مسجل في الضمان وال يس تفيد من التق ديمات‪،‬‬
‫‪ -1‬يعمل من دون رخصة عمل وغير ّ‬
‫وهذه حال أغلبية الفلسطينيين‪.‬‬

‫‪ -2‬يعمل برخصة عمل ومسجل في الضمان وال يستفيد من التقديمات‪ ،‬وهذه حال مئات‬
‫الع ّمال الفلسطينيين فقط‪.‬‬

‫لكن وإذا كان القانون اللبناني يميز بين العامل اللبناني والعامل الفلسطيني في قانون الض مان‬
‫االجتماعي‪ ،‬فإنه ال يحول دون أن يس تفيد العامل الفلس طيني ال ذي يمتلك رخصة عمل من‬
‫التقديمات نفسها التي يستفيد منها اللبناني مثل اإلجازات السنوية والمرضية وس اعات العمل‪.‬‬
‫بنا ًء على ذلك فإن العامل الفلسطيني ومهما عمل في لبنان ال يحصل على تعويضات عائلية أو‬
‫مرضية أو تعويضات عن اإلصابة بالضرر والصرف من الخدمة‪ ،‬وال يستفيد من مس اعدات‬
‫االستشفاء والعالج‪.1‬‬

‫‪ -3‬الحق في العمل النقابي واالنتساب إلى نقابات‬

‫ات اللبنانية‬ ‫أي من النقاب‬ ‫بموجب التشريعات اللبنانية ال يحق ل ّ‬


‫الجئ الفلسطيني االنتساب الى ّ‬
‫العمالية أو المهنية أو المهن الحرة‪.‬‬

‫المشرع اللبناني أعمال النقابات ويضع شروطًا للمنتس بين اليها ونظا ًما يحكم عمله ا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وينظم‬
‫ويوجب على مزاولي المهن الحرة ضرورة االنتساب الى نقاباتها‪ .‬فالمهن دس الفلس طيني ال‬
‫يستطيع االنضمام الى نقابة المهندسين التي ت راعي أنظمتها أحك ام الق انون الص ادر في‬
‫‪.22/1/1951‬‬

‫والطبيب الفلسطيني ال يستطيع االنضمام الى نقابة االطباء التي تطبق أحكام المرسوم ‪1658‬‬
‫الصادر في ‪ 17/1/1979‬الذي يسمح لغير اللبناني بممارسة مهنة الطب في لبنان إذا ك انت‬
‫الدولة التي ينتسب اليها تطبق مبدأ المعاملة بالمثل‪.‬‬

‫وتشترط نقابة المحامين وفقًا للقانون ‪ 8/70‬في ‪ 11/3/1970‬للمنتسب اليها ان يك ون لبنانيًا‬


‫منذ عشر سنين‪.2‬‬

‫‪ -4‬الحق في العلم‬

‫يمكن لالجئين الفلسطينيين طلب العلم واالنتساب إلى المدارس والجامعات الرسمية والخاصة‬
‫في لبنان طبقًا لشروط القطاع العام و القطاع الخاص الخاص‪.‬‬

‫‪ - 1‬رأفت مرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪31‬‬


‫‪ - 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫‪24‬‬
‫ولكن كليات التعليم المهني والتقني الرسمية وكليات الطب ومعاهد التعليم ال تربوي تعمل في‬
‫إطار قانون خاص يحدد نسبة الفلسطينيين في هذه المؤسسات العلمية على اعتبار أنهم أجانب‬
‫مر معنا‪.‬‬
‫في تصنيف القانون اللبناني كما ّ‬

‫‪ -5‬الحق في االستشفاء والعالج‬

‫ال يحق في لبنان لالجئين االستفادة من خدمات القطاع الحكومي على خالف الالج ئين في‬
‫األردن وسوريا‪ .‬أما بالنسبة لخدمات األنروا فهي مح دودة للغاية ومحص ورة ب أمراض‬
‫محدّدة‪ .‬والمبلغ المرصود لدائرة الصحة في األنروا ال يزيد عن ‪ 14‬ملي ون دوالر‪ ،‬ف إذا‬
‫حسمنا األجور يبقى رقم ال يتجاوز الثالثة ماليين دوالر‪ .‬أما وزارة الصحة اللبنانية فإنها ال‬
‫تقدّم أي عالج أو دواء على اإلطالق لالجئين الفلس طينيين ح تى لو ك انت أدوية مكافحة‬
‫األوبئة وتوفير تطعيم لألطفال الذي يقع على عاتق األنروا واليونيسف‪.1‬‬

‫ة‪ .‬وذلك إما على‬ ‫وبإمكان الالجئ الفلسطيني أن يتلقى العالج في المراكز الرسمية والخاص‬
‫نفقته الشخصية أو على نفقة األونروا في ما يخص المستشفيات المتعاقدة‪.‬‬
‫لكن ال يحق ل ّ‬
‫الجئ الفلسطيني االستفادة من الض مان الص حي ال ذي تقدمه الدولة اللبنانية‬
‫لمواطنيها‪.2‬‬

‫‪ -6‬الحق في التملك‬

‫ظل القانون اللبناني متشددًا في قضايا شراء األجانب للعقارات في لبنان وتسجيلها بأس مائهم‪.‬‬
‫ويستند القانون إلى األخطار التي من الممكن أن يتعرض لها لبنان مع ازياد عملي ات ش راء‬
‫األراضي‪.‬‬
‫مهما في التشدد تج اه ش راء الفلس طينيين األراضي والش قق‪.‬‬ ‫ال ًّ‬ ‫كما اعتبر التوطين عام ً‬
‫ألي شخص غير لبناني‪ ..‬أن‬
‫ويبّين المرسوم ‪ 11614‬الصادر في ‪ 4/1/1969‬أنه "ال يجوز ّ‬
‫أي حق عيني عقاري في األراضي اللبنانية‪ ...‬إال بعد الحصول على ت رخيص في‬ ‫يكتسب‪ّ ..‬‬
‫مجلس الوزراء"‪.‬‬

‫غير أن هذا المرسوم فتح الباب للتملك ضمن شروط وقيود تنطبق على الفلسطينيين وغ يرهم‬
‫من األج انب‪ ،‬وهو ما س مح للفلس طينيين بش راء األراضي والمب اني الس كنية‪.‬‬
‫‪http://www.fm-m.com - 1‬‬
‫‪ - 2‬رأفت مرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 32‬و ‪http://www.insanonline.net‬‬

‫‪25‬‬
‫يسجل العقار باسمه الشخصي أن يكون مس توف ًيا للش روط وأن‬
‫وعلى الفلسطيني إذا أراد أن ّ‬
‫يسدد الرسوم المطلوبة‪.‬‬

‫غير أن مجلس الوزراء اللبناني أقر في جلسته التشريعية المنعقدة يوم األربعاء ‪21/3/2001‬‬
‫مشروع قانون يرمي إلى تعديل المرسوم رقم ‪ 11614‬تاريخ ‪ 4/1/1969‬المتعلّق "باكتساب‬
‫ان"‪.‬‬ ‫وق العينية العقارية في لبن‬ ‫انيين الحق‬ ‫ير اللبن‬ ‫غ‬
‫أي نوع كان‬
‫أي حق عيني من ّ‬ ‫وجاء في نص القانون الجديد المادة األولى‪ ..." :‬ال يجوز تملك ّ‬
‫ألي ش خص إذا ك ان التملك‬ ‫ألي شخص ال يحمل جنسية صادرة عن دولة معترف بها‪ ،‬أو ّ‬
‫ألي‬
‫يتعارض مع أحكام الدستور لجهة رفض التوطين"‪ .‬ونص الق انون على أنه‪" :‬ال يج وز ّ‬
‫ألي شخص معنوي لبناني يعتبره ه ذا‬ ‫شخص غير لبناني طبيعيًّا كان أم معنويًّا‪ ،‬كما ال يجوز ّ‬
‫أي حق عيني عق اري في األراضي‬ ‫القانون بحكم األجنبي‪ ،‬أن يكتسب بعقد أو عمل قانوني‪ّ ،‬‬
‫وأي حق عيني من الحقوق األخرى التي يع ّينها هذا الق انون إال بعد الحص ول على‬ ‫اللبنانية ّ‬
‫ترخيص يعطى بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء بنا ًء على اقتراح وزير المالية‪ .‬وال يشذ عن‬
‫هذه القاعدة إال في األحوال المنصوص عليها صراحة في هذا القانون أو في نص خاص"‪.‬‬

‫وفي ‪ 19/4/2001‬تقدم عشرة نواب بطعن في القانون أمام المجلس الدستوري‪ ،‬ألنه مخالف‬
‫لمقدمة الدستور التي تنص على احترام لبنان لالتفاقات والمعاهدات والمواثيق الدولي ة‪ ،‬وألن‬
‫القانون يميّز بين الناس ويناقض حقوق االنسان‪.‬‬

‫لكن المجلس الدستوري رفض في ‪ 5/2001‬الطعن على اعتبار أن من حق الدولة الس يادي‬
‫وفي ضوء مصلحتها العليا أن تلجأ إلى منع التملك إذا كان التملك يتعارض مع سياس تها العليا‬
‫‪1‬‬
‫في رفض التوطين المكرس في الدستور‪.‬‬

‫‪ -7‬حق التنقل واالنتقال‬

‫أي‬
‫المسجل في السجالت الرسمية مغادرة لبن ان في ّ‬
‫ّ‬ ‫يتيح القانون اللبناني لالجئ الفلسطيني‬
‫وقت من األوقات‪ ،‬لكن يلزمه لذلك الحصول على وثيقة س فر ص ادرة عن "المديرية العامة‬
‫لألمن العام" ويتوجب للحصول على ه ذه الوثيقة تق ديم البطاقة الشخص ية وبطاقة اإلعاشة‬
‫الصادرة عن األونروا وورقة سكن من مختار المحلة وإخراج قيد من مديرية شؤون الالجئين‪،‬‬
‫إضافة إلى الرسوم المالية‪.‬‬

‫وأعفى المرسوم رقم ‪ 7706‬الصادر في ‪ 29/12/1954‬الفلسطينيين من دفع رسوم الحصول‬


‫على وثائق السفر‪ ،‬غير أن هذا اإلعفاء ألغي الح ًقا‪ .‬ويستطيع الالجئالفلسطيني الحصول على‬
‫وثيقة السفر من لبنان أو من السفارات اللبنانية في الخارج بعد تنفيذ اإلجراءات المطلوبة‪.2‬‬

‫‪ - - 1‬رأفت مرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .33‬و‪www.pahrw.org‬‬


‫‪ - 2‬رأفت مرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.34‬‬

‫‪26‬‬
‫لكن العقبة األساسية التي واجهها الفلسطينيون المقيمون في لبنان كانت في المرسوم رقم ‪478‬‬
‫الصادر في ‪ 22‬ايلول ‪ 1995‬عن حكومة ال رئيس رفيق الحري ري‪ ،‬ال ذي ق ّيد حرية تنقل‬
‫الفلسطينيين ومنع مغادرة هؤالء لبنان أو العودة إليه إال بموجب تأشيرة خروج وع ودة تعطى‬
‫من مديرية األمن العام بموجب رسوم محددة ولمدة ش هر أو ثالثة أش هر أو س تة أش هر‪.‬‬
‫وجاء هذا القرار في أعقاب القرار الليبي بطرد الفلسطينيين المقيمين هناك‪ ،‬مما أثار مخ اوف‬
‫السلطات اللبنانية من قدوم أعداد كبيرة منهم إلى لبنان‪ ،‬في وقت كانت فيه الس لطات اللبنانية‬
‫تسعى إلى مواجهة عمليات التوطين التي ك ان يعمل على تحقيقها في مفاوض ات التس وية‪.‬‬
‫لكن المرسوم ‪ 478‬الذي يقيد تنقل الفلسطينيين كان محل اهتم ام رئيس الجمهورية اللبنانية‬
‫العماد إميل لحود ورئيس الحكومة الدكتور سليم الحص‪ ،‬وهو ما أدّى إلى إص دار ال رئيس‬
‫الحص قرارًا بتاريخ ‪ 11/1/1999‬قضى بمنح تسهيالت لتنقل الالجئين الفلسطينيين الحائزين‬
‫وثائق سفر وجوازات مرور من السلطات اللبنانية أسوة بما هو حاصل للبن انيين الح ائزين‬
‫جوازات سفر‪.1‬‬

‫أ ّما بالنسبة لحق االنتقال وتبديل مكان السكن وتغيير اإلقامة‪ ،‬ف إن إقامة الفلس طينيين ك انت‬
‫محصورة داخل المخيمات وفي المدن والقرى‪ .‬وتحدد بطاقة اإلعاشة الصادرة عن األون روا‬
‫والمعترف بها من الدوائر اللبنانية مكان إقامة الالجئ‪ .‬غير أن السلطات اللبنانية كانت تسمح‬
‫للفلسطينيين المقيمين خارج المخيمات بتغيير مكان اإلقامة بعد إعطاء العلم والخبر للجه ات‬
‫المعنية‪ .‬أ ّما المقيمين داخل المخيمات فكان يلزمهم التقدم بطلب‪ ،‬وذلك وف ًقا للمرسوم رقم ‪927‬‬
‫الصادر في ‪ 31/3/1959‬والذي يحدد صالحيات مديرية شؤون الالجئين ويجعل من بينها‪:‬‬
‫"إعط اء رخص نقل محل اإلقامة من مخيم إلى آخر في األح وال الض رورية وف ًقا لتق دير‬
‫‪2‬‬
‫اإلدارة"‪.‬‬

‫غير أن هذا الواقع تبدل بعد التغيرات الكثيرة ال تي حص لت على الص عيدين الفلس طيني‬
‫واللبناني‪ ،‬وأهمها توقيع اتفاقية القاهرة‪ ،‬واالعتداءات اإلسرائيلية على المخيمات‪ ،‬والح روب‬
‫في لبنان والتهجير الذي أعقبها‪ ،‬وإن كان القرار لم يُسقط قانو ًنا‪.‬‬

‫وال تتماشى حقوق الالجئ الفلسطيني في اإلقامة والتنقل في لبنان مع اتفاقية ج نيف الخاصة‬
‫تنص في مادتها السادسة والعش رين "تمنح كل‬ ‫بالالجئين والصادرة في ‪ 28/7/1951‬والتي ّ‬
‫من الدول المتعاقدة الالج ئين المقيمين بص ورة نظامية في إقليمها حق اختي ار محل إقامتها‬
‫والتنقل الح ر"‪ .‬كما ال تتوافق حق وق الالجئ في اإلقامة والتنقل مع ق رارات القمة العربية‬
‫الصادرة عام ‪ 1964‬والتي تدعو إلى "معاملة الفلسطينيين في سفرهم وتن ّقلهم وإقامتهم معاملة‬
‫رعايا الدول العربية التي يقيمون فيها"‪.3‬‬

‫‪ - 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪34‬‬


‫‪ - 2‬الموضع نفسه‪.‬‬
‫‪ - 3‬الرجع السابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -8‬الحق في إنشاء المؤسسات والجمعيات‬

‫ال يوجد في القانون اللبناني نص واضح يمنع الفلسطيني من تأسيس وإنشاء الجمعيات‪ .‬ويضع‬
‫شروطا محددة لقيام لبنانيين أو أجانب بإنش اء جمعي ات‪ .‬لكن ال يحق للفلس طينيين‬ ‫ً‬ ‫القانون‬
‫بموجب التدابير المعمول بها إنش اء المؤسس ات والجمعي ات التربوية والص حية والثقافية‬
‫واالجتماعية والنوادي الرياضية‪ .‬وبالتالي فإن كل المؤسسات والجمعيات والنوادي العاملة في‬
‫المخيمات هي مؤسسات غير ّ‬
‫مرخصة قانو ًنا‪ ،‬وتعمل بموجب األمر الواقع لحين إع ادة تنظيم‬
‫الوجود الفلسطيني في لبنان بأشكاله كافة‪ .‬وهذا ما يجعل المؤسس ات المرخصة القليلة العاملة‬
‫في اإلطار الفلسطيني هي إما مؤسسات لبنانية وفق القانون‪ ،‬أنشأها لبنانيون يؤمنون بالقض ية‬
‫الفلسطينية وتربطهم عالقات وثيقة بالشعب الفلسطيني وقيادته وفصائله‪ ،‬وإما مؤسسات أنشأها‬
‫فلسطينيون يحملون الجنسية اللبنانية‪.‬‬

‫وتنقسم المؤسسات العاملة في المجتمع الفلسطيني الى أربع فئات‪:‬‬

‫‪ -‬مؤسسات لبنانية يتم ترخيصها من خالل وزارة الداخلية اللبنانية بموجب علم وخبر وف ًقا‬
‫لقانون الجمعيات العثماني واستنادًا الى المرسوم رقم ‪10830‬‬

‫‪ -‬مؤسس ات أجنبية لها ف روع في لبن ان وت رخص وف ًقا لمرس وم جمه وري‪.‬‬
‫‪ -‬مؤسسات دينية وقفية تعمل وف ًقا إلذن صادر عن المحاكم الشرعية يطلق عليه مص طلح‬
‫"حجة شرعية"‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪ -‬مؤسسات وهيئات وجمعيات فلسطينية غير مرخصة تعمل بموجب أنظمتها الداخلية‬
‫وبرامجها الخاصة‪.‬‬

‫وتؤدّي صعوبة حصول الفلسطينيين على ترخيص للمؤسسات األهلية العاملة في المجتمع إلى‬
‫تعميق مأزق العمل األهلي والعمل الطوعي والخيري‪ ،‬في الوقت الذي يعاني فيه الفلسطينيون‬
‫من مشاكل اجتماعية واقتصادية خانقة‪ .‬وتقوم الجمعيات األهلية في المجتمع الفلسطيني بدور‬
‫كبير في مجال الخدمات الصحية والتعليمية واالجتماعية‪ ،‬ورعاية األيتام وتقديم المس اعدات‬
‫أي دور لإلدارات اللبنانية في رعاية الالجئين‪،‬‬
‫الغذائية‪ ،‬وتبرز أهمية هذه الجمعيات مع غياب ّ‬
‫ومع تراجع دور األون روا وجمعية الهالل األحمر الفلس طيني ومؤسس ات منظمة التحرير‬
‫الفلسطينية‪.1‬‬
‫‪ - 1‬رأفت مرة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35-27‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -1‬واقع السكان‬
‫يش ‪++‬كل الالجئ ‪++‬ون الفلس ‪++‬طينيون في لبن ‪++‬ان ما نس ‪++‬بته ‪ %10‬من مجم ‪++‬وع الالج ‪++‬ئين المس ‪++‬جلين ل ‪++‬دى وكالة‬
‫الغوث الدولية (األونروا)‪ ،‬وحوالي ‪ %11‬من مجموع سكان لبنان‪ .1‬وحسب إحص‪++‬ائيات األون‪++‬روا في‬
‫‪ 31/12/2004‬فإن عدد الالجئين الفلسطينيين المسجلين لدى األونروا بلغ ‪ 400.582‬الجًئا‪.2‬‬

‫‪ -2‬الواقع التعليمي‬

‫تتكفل وكالة األون روا إلغاثة وتش غيل الالج ئين‬


‫الفلسطينيين في الشرق األدنى بتعليم الالج ئين في‬
‫دد‬ ‫المرحلة االبتدائية والإعدادية والتعليم ‪ ،‬أما ع‬
‫المدارس فهي ‪ 86‬مدرسة ومركز ت دريب مه ني‬
‫واحد‪ ،‬وهذه المدارس تتوزع على المخيم ات كافة‬
‫وبعض التجمع ات الفلس طينية غ ير المس جلة‪.‬‬
‫المدارس اإلعدادية فيها ‪“ ”shift‬و‪”two shifts‬‬
‫“أي دوام في الصباح وبعد الظهر‪ ،‬أما بخص وص‬
‫الم دارس الثانوية فتعمل بنظ ام "الش فت" الواحد‬
‫وبخصوص التدريب المهني‪ ،‬هناك معهد سبلين وهذا المعهد خارج نطاق المخيم ات ويقع‬
‫في منطقة إقليم الخروب‪ ،‬ويقدم تدريبا مهنيا لحوالي ‪ 700‬طالب في مجاالت مختلفة ك دار‬
‫المعلمين‪ ،‬تكييف وتبريد‪ ،‬لحام كهرباء‪ ،‬نجارة باطون‪ ،‬ألمنيوم ومختبر‪ ..‬الخ‪ ،‬أي ‪ 15‬دورة‬
‫حرفية و‪ 8‬دورات تقنية وشبه مهنية‪ .‬ونظام هذا المعهد داخلي وخارجي ويضم هذا المعهد‬
‫كافة الطالب من مختلف المخيم ات في لبن ان‪ .‬أما بخص وص الطالب الج امعيين‪ ،‬فهم‬
‫يتوزعون بنس بة كب يرة على الجامعة اللبنانية والجامعة العربية وجامعة ه اواي وجامعة‬
‫صيدون‪.3‬‬

‫تعاني مدارس األونروا من نقص كبير في الوسائل التعليمية واإليض احية مثل المخت برات‬
‫والمجسمات وأجهزة الكمبيوتر‪ .‬فيما مضى كانت األونروا تؤ ّمن الكتب والقرطاس ية للطالب‬
‫مجانًا وال تستوفي رس و ًما من الطالب‪ ،‬لكن بس بب العجز في الموازنة قللت األون روا من‬

‫‪http://www.insanonline.net - 1‬‬
‫‪ - 2‬علي هويدي‪ :‬المهجَّرون الفلسطينيون في لبنان‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪http://www.attareek.org - 3‬‬

‫‪29‬‬
‫تقديماتها وفرضت رسو ًما على الطالب يذهب قسم منها لتأهيل المدارس‪ ،‬ويح ّول بعضها إلى‬
‫المركز الرئيس‪.1‬‬

‫ويبيّن المسح الذي أجراه المكتب الفلس طيني لإلحص اء والمص ادر الطبيعية بالتع اون مع‬
‫اليونيسف وأذيع عام ‪ 1997‬أن نسبة المنتسبين في المدارس في جميع المناطق هي ‪%78.2‬‬
‫ويظهر المسح أن نس بة التس رب بلغت ‪ %19‬في المرحلة االبتدائية ترتفع الى ‪ %30‬في‬
‫المرحلة االعدادية‪.‬‬

‫حملة الشهادات الجامعية جاءت نسبتهم ‪ ،%4.2‬ترتفع للذكور الى ‪ %6.4‬وتنخفض لالناث‬
‫إلى ‪.%2.2‬‬

‫ويعاني الفلسطينيون من عدّة مشاكل في قطاع التعليم أبرزها‪:‬‬

‫‪ -1‬اكتظاظ الطالب داخل القاعات الدراسية في شكل يؤدّي إلى استيعاب بعض الفص ول‬
‫لما يزيد عن ‪ 50‬طال ًبا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترفيع اآللي للطالب من الذين حصلوا على نسبة معينة من العالمات حتى لو ك انوا‬
‫راسبين فعليًّا‪.‬‬
‫‪ -3‬تراجع كفاءة الكادر التعليمي بسبب تعيين حملة شهادات البكالوريا وأحيا ًنا يتم التعيين‬
‫بالواسطة ال عبر الكفاءة والجدارة‪.‬‬

‫‪ -4‬النقص في المختبرات ووسائل اإليضاح‪.‬‬

‫‪-5‬عدم اهتمام األهالي بأبنائهم وغياب رقابة المجتمع‪.‬‬

‫‪-6‬استخدام نظام الفترتين الصباحية والمسائية في التدريس‪.‬‬

‫‪ -7‬إعطاء األستاذ مادة من غير تخصصه‪.‬‬

‫‪ -8‬صعوبات المنهج الجديد‪ ،‬وع دم إع ادة تأهيل المدرس ين بما يتناسب مع المنهج‬
‫الجديد‪.‬‬

‫يزا في تط وير الواقع ال تربوي‬ ‫دورا مم ً‬‫لعبت المؤسس ات األهلية ومراكز التقوية ً‬
‫الفلسطيني‪ .‬أما دور الدولة اللبنانية فإن وزارة التربية ال تشرف على مدارس األونروا وال‬
‫تراقب االمتحانات أو النتائج‪ ،‬كما أنها ال تقدم أي مساعدات مهما كان نوعها إلى المدارس‪،‬‬
‫وال تتدخل في التعيينات اإلدارية أو الموازنات التي تقرها األونروا لمراحل التعليم‪ .‬كذلك‬

‫‪ - 1‬رأفت مرة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪55‬‬

‫‪30‬‬
‫ال عالقة لوزارة التربية اللبنانية بعمليات بناء المدارس وص يانتها واس تحداث م دارس‬
‫جديدة‪.‬‬

‫وتنحصر العالقة التربوية بين المجتمع الفلسطيني والحكومة اللبنانية بت دريس المن اهج‬
‫اللبنانية وتسجيل الطالب في سجالت الوزارة وحصولهم على إفادات وشهادات ص ادرة‬
‫‪1‬‬
‫عنها ومصدقة منها‪.‬‬

‫‪ -3‬الواقع الصحي‪:‬‬

‫في المراحل األولى ك انت الخ دمات الص حية‪ ‬بدائية تقتصر على مستوص فات تق وم‬
‫بأعمالها‪ ‬داخل الخيام‪ .‬وفي السبعينيات وبداية الثمانينيات بلغت الخدمات الطبية أوجها‪ ،‬حيث‬
‫أقامت األنروا عيادات طبية‪ ،‬وتولت اإلشراف الصحي المستمر للطالب عن طريق تعاق دها‬
‫مع أبرز المستشفيات الخاصة لتق ديم الرعاية الص حية وبالمج ان‪ .‬وك ان الهالل األحمر‬
‫الفلسطيني يقدم خدمات مشابهة من حيث الجودة والنوعية‪.‬‬

‫بعد عام ‪ 1984‬وإلى اآلن تدهورت الخدمات الصحية وتقلص ت‪ ‬ميزاتها نتيجة عوامل ع دة‬
‫أهمها‪ :‬خروج القيادة الفلسطينية المركزية من لبنان‪ ،‬وتقليص األن روا لخ دماتها‪ ،‬وت دهور‬
‫األوضاع االقتصادية عموما‪ .‬واآلن يعاني الالجئون الفلسطينيون في لبنان من مشاكل العالج‬
‫وتأمين المال الالزم له‪ ،‬مما اضطرهم إلى طلب العون من الجمعي ات األهلي ة‪ ،‬وح تى إلى‬
‫التسول في بعض األحيان من أجل تأمين تكاليف العالج باهظة الثمن في لبنان‪.2‬‬

‫‪ -4‬الواقع االجتماعي‬

‫يوصف المجتمع الفلسطيني في لبنان بأنه من أكثر مجتمعات الالجئين الفلسطينيين معاناة لجهة‬
‫الظروف االجتماعية واالقتصادية واالنسانية‪.‬‬

‫ويعاني الالجئون الفلسطينيون في لبن ان من واقع اجتم اعي مرير أثر على طبيعة المجتمع‬
‫الفلسطيني وأدّى الى نتائج سلبية خط رة تس تلزم جه ودًا وامكاني ات كب يرة لمعالجتها‪.‬‬
‫فنسبة الفقر مرتفعة وحاالت العسر ت زداد‬
‫بشكل مستمر‪ ،‬وأوضاع المساكن تسوء يومًا‬
‫بعد يوم‪ ،‬والمشاكل الزوجية والعائلية تزداد‬
‫في حين ال يجد االيت ام والمع ّوق ون وذوو‬
‫الش هداء الرعاية الالزم ة‪ ،‬وتنتشر بعض‬
‫اآلفات االجتماعية الخطرة‪.‬‬

‫‪ - 1‬المرجع سابق‪ ،‬ص‪.56-55‬‬


‫‪http://www.aljazeera.net - 2‬‬

‫‪31‬‬
‫وتعود أسباب الواقع االجتماعي المتدهور في المخيمات الى‪:‬‬

‫ازدياد عدد العاطلين عن العمل‪ ،‬وعدم قدرة العائالت على توفير مستلزمات الحي اة‬ ‫‪-1‬‬
‫االساسية من مأكل ومشرب وملبس ورعاية صحية وتعليم‪.‬‬

‫مضطرا لإلنفاق على التعليم‬


‫ً‬ ‫‪ -2‬ازدياد األعباء المالية على كاهل الالجئ الفلسطيني الذي بات‬
‫والصحة‪ ،‬بع دما ك انت المؤسس ات المعنية ت و ّفر ه ذه الخ دمات في ش كل مج اني‪.‬‬
‫‪ -3‬تراجع قيمة دخل العامل بسبب الخلل الذي أصاب االقتصاد اللبناني‪ ،‬وانخفاض التحويالت‬
‫المالية الخارجية‪.‬‬

‫‪ -4‬األعداد الكبيرة للشهداء واأليتام واألرامل والجرحى والمعوقين‪.‬‬

‫‪ -5‬تراجع الوعي الثقافي والصحي وارتفاع معدل األمية‪.‬‬

‫‪ -6‬غي اب التوجيه والتوعية من الجه ات الرس مية والمؤسس ات المعنية المتخصصة‪.‬‬


‫‪-7‬الحروب التي واجهها الفلسطينيون‪.‬‬

‫‪ -8‬غياب سلطة القانون‪.‬‬

‫‪ -9‬فساد جهات قائمة على شؤون المخيمات‪.‬‬

‫يع ّبر التقرير الدوري السنوي لألونروا عن حال الالجئين الفلسطينيين‪ ،‬إذ يظهر تقرير عام‬
‫أي تحسن ي ذكر في الحالة االجتماعية ‪ -‬االقتص ادية لالج ئين‬ ‫‪ 1999‬أنه لم يحصل ّ‬
‫طينيين‪.‬‬ ‫الفلس‬
‫تقرير األونروا هذا يشير إلى أن مجموع عدد أشخاص ح االت العسر الش ديد لالج ئين‬
‫أي ما نسبته ‪ %10،61‬من عدد الالجئين‪ ،‬وهي أعلى‬ ‫الفلسطينيين في لبنان يبلغ ‪ّ 39258‬‬
‫‪1‬‬
‫نسبة في مجتمعات الالجئين‪.‬‬

‫‪ -5‬الواقع البيئي‬
‫بيئيا ًّ‬
‫سيئا أبرز مظاهره‪ :‬انتشار أم اكن تجميع‬ ‫تعيش المخيمات والتجمعات الفلسطينية واق ًعا ًّ‬
‫القمامة المكشوفة‪ ،‬كثرة الحشرات والقوارض‪ ،‬المجارير المكشوفة‪ ،‬اعتماد منازل كثيرة على‬
‫الحفر االمتصاصية‪ ،‬عدم اتصال المساكن بشبكة المجاري العامة‪ ،‬اختالط األسواق بالمنازل‪،‬‬
‫اقتراب أماكن الصرف الصحي من مصادر المياه‪.‬‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.56‬‬

‫‪32‬‬
‫أما الواقع البيئي للمس اكن فهو ليس‬
‫أقل سو ًءا وذلك ألن المنازل ش ّيدت‬
‫على عجل في ظل المنع الذي ك ان‬
‫سار ًيا‪ ،‬ما أدّى الى اقتراب المن ازل‬
‫من بعض ها وبنائها في مس احات‬
‫ض يقة متقاربة تفتقد للمواص فات‬
‫الصحية والبيئية‪ .‬وه ذه المس اكن‬
‫ضيقة الغرف ال تدخل معظمها أشعة‬
‫الشمس وتعاني من ض عف التهوئة‬
‫وارتفاع الرطوبة‪.‬‬

‫وتعود أسباب الواقع البيئي الرديء في المخيمات إلى‪ :‬غياب العناية الصحية وضعف اإلرشاد‬
‫الصحي وانعدام التوجيه البيئي والرقابة وقلة الوعي بالمخاطر البيئية‪ ،‬كما أن الظروف ال تي‬
‫أنشئت فيها المخيمات والمساحات الضيقة التي أقيمت عليها المساكن وافتقار المخيم ات إلى‬
‫الطرقات والساحات‪ ،‬وغياب المعالجة الرسمية وقلّة اهتمام األونروا‪ ،‬كلها عوامل ساعدت في‬
‫بق اء المخيم ات تعيش في حالة من ال تردي البي ئي والمعان اة المأس اوية‪.‬‬
‫ما يالحظ هنا أنه ال يوجد اهتمام باآلثار الس لبية ال تي يمكن أن تنتج عن تفشي األم راض‬
‫أي من المخيمات بسبب الواقع المعيش‪ ،‬ومدى إمكانية انتقال هذه األم راض الى‬ ‫واألوبئة في ّ‬
‫المخيمات األخرى أو الى المجتمع اللبناني المحيط الذي تتداخل فيه المخيمات‪ ،‬حيث ال يع ود‬
‫الندم ينفع بعد االهمال والتقصير‪.1‬‬

‫‪-6‬المرجعية‬
‫إزاء الظروف القاسية التي فرضت على الفلسطينيين في لبنان ك ان ال ب ّد من البحث عن‬
‫مرجعية تمثّل جميع الالج ئين للتع اطي مع الحكومة اللبنانية في ش كل رس مي ووضع‬
‫استراتيجية مشتركة لمواجهة األخط ار المحدق ة‪ ،‬خاصة وأن الدولة اللبنانية لم تع ترف‬
‫للفلس طينيين بمرجعية تمثلهم‪ ،‬وتتح اور معها فيما يخص مش اكلهم‪ .‬ولكن بعد سلس لة‬
‫االجتماعات التي عقدتها الفصائل والقوى الفلسطينية في لبن ان‪ ،‬توقف الح وار حاليًا عند‬
‫السر‪ ،‬حيث عارضت حركة‬ ‫نقطتين لهما عالقة بآلية اتخاذ وصالحيات هيئة التنسيق وأمانة ّ‬
‫السر دورية بين الفصائل الفلسطينية كل ثالثة أشهر‪ ،‬وأص ّرت‬ ‫فتح أن تكون رئاسة أمانة ّ‬
‫على احتكار الرئاسة متجاهلة الثقل الذي تمثله الفصائل األخرى‪.‬‬

‫السر‬
‫السر حيث ترى فتح أن أمانة ّ‬
‫وطرأ خالف آخر حول صالحيات هيئة التنسيق وأمانة ّ‬
‫هي الهيئة القيادية العليا لهيئة التنسيق‪ ،‬بينما ترى الفصائل األخ رى أن أمانة اسر هي هيئة‬

‫‪ - 1‬رأفت مرة‪ :‬مرجع سابق‪ :‬ص‪ 50‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الموسعة‪ .‬وقدّم تحالف الق وى الفلس طينية والجبهت ان‬‫ّ‬ ‫تقرره هيئة التنسيق‬
‫تنفيذية تنفذ ما ّ‬
‫الشعبية والديمقراطية لحركة فتح وثيقة سياسية تعبر عن موقف التح الف والجبه تين مما‬
‫يجري على الساحة اللبنانية فيما يخص الالجئين‪ ،‬وتنص الوثيقة على أن حق العودة هو حق‬
‫أساسي وطبيعي‪ ،‬فردي وجماعي للشعب الفلسطيني‪ .‬وطالبت الوثيقة لبنان بدعم ومس اندة‬
‫حق العودة ورفض كافة المشاريع الهادفة إلسقاطه وفي مقدمتها رفض التوطين‪ .‬وبالنس بة‬
‫لحقوق الالجئين في لبنان طالبت الوثيقة بالحقوق المدنية واالجتماعية واإلنس انية للش عب‬
‫الفلسطيني ومن بينها حق العمل والتملّك وغيرها‪ .‬واعتبرت الوثيقة أن مسألة السالح قضية‬
‫سياسية مرتبطة بعودة الالجئين الفلسطينيين إلى ديارهم‪ ،‬ويجب أن ال يُستخدم في النزاعات‬
‫الداخلية‪ .‬وأ ّكدت الوثيقة على التزام الفلسطينيين بالقانون اللبناني بما لهم وما عليهم‪.‬‬

‫كما قدّم التحالف والجبهتان الشعبية والديمقراطية وثيقة تنظيمية تنظم عمل لجنة المتابع ة‪.‬‬
‫ووعدت حركة فتح بدراسة الوثيق تين السياس ية والتنظيمية دون أن يظهر ما يش ير إلى‬
‫تصر الفصائل األخ رى‬‫ّ‬ ‫إمكانية تغيير موقفها فيما يتعلّق بمداورة رئاسة أمانة ّ‬
‫السر‪ ،‬بينما‬
‫على مشاركة الجميع تحت شعار ((شركاء في الدم‪ ،‬شركاء في القرار))‪ .‬وهناك خشية لدى‬
‫بعض الفصائل من وجود ضغوطات ُتمارس على منظمة التحرير الفلسطينية من أجل إفشال‬
‫الحوار وتمرير مشاريع ال تحقق مصالح الشعب الفلسطيني‪ ،‬خاصة في ظل وجود ّ‬
‫توقعات‬
‫تتعرض ب دورها هي األخ رى‬ ‫ّ‬ ‫تشير إلى أن الحكومة اللبنانية وبعد االنتخابات النيابية س‬
‫لضغوط مماثلة من أجل توطين بعض الفلسطينيين وتهجير البعض اآلخر ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ملحق استطالع آراء الالجئين الفلسطينيين في لبنان في أبرز القضايا‬


‫أجرى مركز الزيتونة للدراسات واالستشارات في يوم السبت ‪ 20‬أي ار‪ /‬م ايو‪2006‬‬
‫استطالعًا للرأي بهدف التعرف إلى اآلراء السياسية لالجئين الفلسطينيين في لبنان‪.‬‬

‫أبرز النتائج‪:‬‬
‫‪ ‬الفلسطينيون ‪ 18‬سنة وما فوق‪ %10 :‬أميون‪ ،‬و‪ %7.3‬يجي دون الق راءة‬
‫والكتابة‪ ،‬و‪ %20.5‬أنه وا المرحلة االبتدائي ة‪ ،‬و‪ %8.1‬أنه وا المرحلة‬
‫الجامعية‪.‬‬
‫‪ 43.4% ‬من العائالت الفلسطينية يقل دخلها الش هري عن ‪ 200‬دوالر‪ ،‬و‬
‫‪ %36.7‬منها يقل دخلها الشهري عن ‪ 400‬دوالر‪.‬‬
‫‪ 81.5% ‬متأكدون من عودتهم إلى فلسطين بشكل أو بآخر‪.‬‬
‫‪http://www.fm-m.com - 1‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ 98.3% ‬ال يجدون في التعويض والت وطين في لبن ان ًّ‬
‫حال لقض يتهم‪ ،‬و‬
‫‪ %79.6‬ال يقبلون إ ّ‬
‫ال العودة إلى بلداتهم وقراهم األصلية التي أخرجوا منها‪.‬‬
‫‪ 72.2% ‬يرون في السالح الفلس طيني مص در حماية لهم‪ ،‬و‪ %90.7‬مع‬
‫حصول تعديل في شكل التعامل مع السالح وضبطه‪.‬‬
‫‪ 54.3% ‬مع موافقة مشروطة لتولي السلطات اللبنانية المسئولية األمنية عن‬
‫بشكل ف وري‪ ،‬و‪%34.9‬‬ ‫ٍ‬ ‫المخيمات‪ ،‬و ‪ %6.8‬مع توليها للمسؤولية األمنية‬
‫ضد ذلك في كل األحوال‪.‬‬
‫‪ 28.5% ‬يؤيدون حماس‪ ،‬و‪ %25.8‬يؤيدون فتح‪ ،‬و‪ %4.8‬يؤيدون الجبهة‬
‫الشعبية‪.‬‬
‫‪ 21.5% ‬يرشحون مروان البرغوثي لرئاسة الش عب الفلس طيني يليه خالد‬
‫مشعل ‪.%13.6‬‬
‫‪ 83.1% ‬يؤيدون موقف حماس من عدم االع تراف بـ"اس رائيل" رغم‬
‫الضغوط المختلفة‪.1‬‬

‫مراجع البحث‬
‫‪http://www.palestine-info.info - 1‬‬

‫‪35‬‬
‫أنيس صايغ‪ :‬الموسوعة الفلسطينية‪ ،‬بيروت‪ :‬ط‪.1990 ،1‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ M‬الفلسطينيون والعملية السلمية‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة‬ ‫إيليّا زريق‪ :‬الالجئون‬ ‫‪-‬‬
‫الدراسات الفلسطينية‪ ،‬ط‪.1998 ،2‬‬
‫بيان نويهض الحوت‪ :‬صبرا وشاتيال‪ ،‬أيلول ‪ ،1982‬بيروت‪ :‬مؤسسة‬ ‫‪-‬‬
‫الدراسات الفلسطينية‪ ،‬ط‪.2003 ،1‬‬
‫جواد الحمد‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪M‬طيني‪ ،‬عم ان‪ :‬مركز‬ ‫‪M‬عب الفلس‪M‬‬‫‪ .1‬المجازر الصهيونية ضد الش‪M‬‬
‫دراسات الشرق األوسط‪.2001 ،‬‬
‫‪ .2‬الشعب الفلسطيني ضحية اإلرهاب والمذابح الصهيونية‪ ،‬عمان‪:‬‬
‫مركز دراسات الشرق األوسط ‪.1995 ،‬‬
‫مرة‪ :‬دليل الالجئين الفلسطينيين في لبن‪MM‬ان‪ ،‬ص در عن مركز‬ ‫رأفت ّ‬ ‫‪-‬‬
‫العودة الفلسطيني‪ -‬لندن‪.2006 ،‬‬
‫رمضان بابادجي وآخرون‪ :‬حق العودة للشعب الفلس‪MM‬طيني ومب‪MM‬ادئ‬ ‫‪-‬‬
‫تطبيقه‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الدراسات الفلسطينية‪ ،‬ط‪.1997 ،2‬‬
‫المهجرون الفلسطينيون في لبن‪MM‬ان‪ ،‬ص در عن مركز‬ ‫َّ‬ ‫علي هويدي‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫العودة الفلسطيني‪ -‬لندن‪.2006 ،‬‬
‫‪M‬دولي‪،‬‬
‫‪M‬انون ال‪M‬‬
‫‪M‬طينيين في الق‪M‬‬
‫‪M‬ئين الفلس‪M‬‬
‫س تاكنبرغ‪ :‬وضع الالج‪M‬‬ ‫ل ِْك ْ‬ ‫‪-‬‬
‫بيروت‪ :،‬مؤسسة الدراسات الفلسطينية‪ ،‬ط‪.2003 ،1‬‬
‫مركز دراسات الوحدة العربية‪ :‬الالجئون الفلسطينيون‪ ،‬حق الع‪MM‬ودة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بيروت‪ :‬ط‪.2003 ،1‬‬
‫مروان الخطيب‪ :‬ديوان صهيل األرجوان‪ ،‬طرابلس‪ :‬دار الحوار‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.2001‬‬

‫المواقع اإللكترونية‪:‬‬
‫‪http://www.achr.nu/kt17.htm‬‬
‫‪http://www.un.org/unrwa/arabic‬‬
‫‪www.alhourriah.org‬‬
‫‪http://www.insanonline.net‬‬

‫‪36‬‬
http://www.palestine-studies.org
www.ahram.org
http://www.achr.nu/kt17.htm
www.pahrw.org
http://www.aljazeera.net
http://www.palestine-info.info
http://www.attareek.org
http://www.fm-m.com

37
‫بطاقة تعريف‬
‫االسم‪ :‬هشام محمد يعقوب‬
‫مكان الوالدة‪ :‬مخيم نهر البارد‬
‫تاريخ الوالدة‪1982 :‬‬

‫الصفة العلمية واألكاديمية‪:‬‬


‫‪ .1‬مجاز في اللغة العربية وآدابها من الجامعة اللبنانية ( الدرج‪qq‬ة األولى في‬
‫الشمال)‬
‫‪ .2‬أت‪qq‬ابع دراس‪qq‬اتي في الماجس‪qq‬تير في اللغ‪qq‬ة العربي‪qq‬ة وآدابه‪qq‬ا في الجامع‪qq‬ة‬
‫اللبنانية‬
‫‪ .3‬جدارة في العلوم الطبيعية ‪ ،‬خريج الجامعة اللبنانية‪ -‬بيروت‬

‫الصفة المهنية‪ :‬موظف في قسم اإلعالم واألبحاث في مؤسسة القدس الدولية‪.‬‬

‫شؤون أخرى‪:‬‬
‫‪ ‬أكتب الشعر ولي مجموعة شعرية منشورة على موقع مؤسس‪qq‬ة فلس‪qq‬طين‬
‫للثقافة بانتظار إصدارها كديوان قريبًا إن شاء هللا‬
‫‪ ‬نلت الجائزة األولى ألفضل خاطرة أدبية في المسابقة التي تقيمها التعبئ‪qq‬ة‬
‫التربوي‪qq‬ة لح‪qq‬زب هللا في ب‪qq‬يروت وذل‪qq‬ك لع‪qq‬امين على الت‪qq‬والي ‪ 2002‬و‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ ‬نلت الجائزة األولى في دورة عبد العزيز سعود البابطين في حفظ الشعر‬
‫العربي ومسابقات المهارات‪ q‬اللغوية وعلوم البالغة والعروض والت‪qq‬ذوق‬
‫الشعري عام ‪.2006‬‬
‫‪ ‬باإلضافة إلى اإلعالم واألبحاث أد ّرس في عدة مراك‪qq‬ز ومعاه‪qq‬د تربوي‪qq‬ة‬
‫خاصة‬

‫هاتف‪01/751724 :‬‬
‫إيميل‪hishamyacoub_82@yahoo.com:‬‬

‫‪38‬‬
39

You might also like