You are on page 1of 24

‫صورة العربي في الدأب العبري‬

‫قبل وبعدأ مرحلة السلما‬


‫دأراسه من اعدأادأ ‪ /‬دأعاء الشريف‬
‫كاتبه وباحثه في الدأب والعلما السرائيلي‬
‫إن أدأب أي شعب من الشعوب يعكس حياته وتقاليدأه ومثله وتياراته الفكرية‪ ،‬لذا فإن الدأب‬
‫الذي أنتجه اليهودأ عبر العصور أيا كان نوعه فهو بمثابة مرآة صادأقة عكست لنا الظروف التي‬
‫أحاطت بهم وجعلت المفكرين والدأباء يستغلون هذا الدأب في تغير بعض المفاهيم الحياتية‬
‫والنفسية لدأى الشعب اليهودأي ‪ .‬إننا نعرف جميعا ما للدأب من نفوذ قوى وما له من سيطرة علي‬
‫آراء البشر وانفعالتهم ‪ .‬إن مجردأ القتال بالسيف هو حدأث موقوت ‪ ،‬وجراحه ل تصيب إل‬
‫الجسدأ وكرام الناس يصفحون عن هذه الجراح وينسونها ‪ ،‬ولكن جراح القلم تنفذ إلي القلب ‪،‬‬
‫وتنفث صدأ يدأها في أنبل الرواح وتبقي حية في العقل وتخلق فيه حساسية شاذة لي صدأام‬
‫مهما هان شأنه‬
‫ونظ ار لن الشخصية العربية الفلسطينية كانت وما زالت عنصر التحدأي الرئيسي الذي احتك‬
‫به اليهودأ منذ احتللهم فلسطين وحتى الن ‪ ..‬لذلك سنلقي الضوء علي صورة الشخصية العربية‬
‫قصة قصيرة – شعر – مسرح( بدأاية من ظهور الحركة الصهيونية‬ ‫في الدأب العبري )رواية–‬
‫وموجات الهجرة إلي فلسطين‪ ،‬مرو ار بالصراع العربي السرائيلي والوصول بالمرحلة إلي ما بعدأ‬
‫اتفاقيات السلم‪ ،‬من خلل مجموعة من النماذج الدأبية التي عالجت هذا الموضوع لنرى هل‬
‫أحدأث السلم بالفعل تغيير جذري في صورة الشخصية العربية في الدأب العبري في إسرائيل‬
‫استعدأادأا للتعايش الفعلي مع العرب ؟ وما هو المنظور السرائيلي للسلم من خلل هذا الدأب ‪.‬‬
‫ونظ ار لن فلسفة المجتمع السرائيلي التي تقوم على العنف والحرب قدأ أدأت إلى ربط كل شئ‬
‫فيه وفقا لتواريخ نشوب الحروب كمعيار زمني يفصل بين مرحلة وأخرى فإنه اتساق ا مع هذا الربط‬
‫أصبح هناك ما يسمى بأدأب الحروب )‪.(1982-1973-1967-1948‬‬
‫)‪(1‬‬

‫لذلك سيتم تقسيم الدأراسة في هذا البحث طبقا لتقسيم أدأب الحروب‪ ،‬وطبقا لتفاقيات السلم‬
‫التي أبرمت بين العرب إواسرائيل‪ ،‬من خلل منظور أدأبي مع عرض مبسط وسريع لهم الحدأاث‬
‫السياسية علي الساحة العربية السرائيلية التي صاغ منها الدأب والفكر السرائيلي توجهاته ‪.‬‬
‫صورة العربي في الدأب العبري )‪(1948-1900‬‬
‫اتفق الستعمار مع الصهيونية العالمية على اختيار أرض فلسطين العربية دأون غيرها لتكون‬
‫الوطن القومي لليهودأ‪ ،‬وظهرت عبر التاريخ دأعوات متعدأدأة لتجميع اليهودأ في فلسطين‪ ،‬وتأمين‬
‫استيطانهم فيها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الهجرة الولى إلى فلسطين عبر السنوات )‪ (1885-1882‬وعاما ‪ : 1890‬ارتبط أبناء‬
‫فريق يهودأي من الجيل الناشئ في الستينات والسبعينات من القرن التاسع عشر بالحركة الثورية‬
‫الروسية‪ .‬وتأثروا إلى مدأى عميق بالتفكير "الرادأيكالي")‪ (2‬للعصر‪ .‬فشكل فريق منهم حركة‬
‫"الهاسكاله")‪ ،(3‬بينما اتجه فريق آخر نحو إنشاء حركة يهودأية قومية‪ ،‬بهدأف استعمار فلسطين‪،‬‬
‫وكان لنشاط اليهودأ الروس من طلبة الجامعات أثره في ظهور جماعة روادأ " أحباء صهيون " –‬
‫التي عملت علي تنظيم وتنشيط الهجرة إلى فلسطين علي أساس قومي مستندأة إلى‬ ‫)‪(4‬‬
‫" بيلو"‬
‫تعاليم التوراة‪ ،‬وقدأ ارتكز برنامجها الساسي علي ثلث نقاط هي ‪ :‬محاربة الندأماج‪ ،‬الشعور‬
‫القومي‪ ،‬استيطان فلسطين ‪.‬‬
‫بقيت الحركة الصهيونية مفتقرة إلى التنظيم والتخطيط‪ ،‬إلى أن تمكن "ثيودأور هرتزل")‪(5‬من‬
‫عقدأ المؤتمر الصهيوني الول في مدأينة بازل السويسرية في ‪ 28‬أغسطس ‪ .1897‬وظهر هدأف‬
‫الصهيونية في هذا المؤتمر وهو إقامة وطن قومي للشعب اليهودأي في فلسطين يضمنه القانون‬
‫)‪(6‬‬
‫العام‪.‬‬
‫الهجرة الثانية )‪ : (1914-1904‬بظهور الحركة الصهيونية التي تعهدأها الدأكتور هرتزل‪،‬‬
‫أصبح أمر الهجرة أكثر تنظيما "الكيبوتزات"‪ ،‬وعندأما قررت المنظمة الصهيونية تنفيذ مشاريعها‬
‫الستيطانية عام ‪ 1908‬كان عدأدأ المستوطنات قدأ وصل إلي ‪ 25‬مستوطنة حيث بلغ عدأدأ‬
‫سكانها ‪ 6500‬نسمة ‪.‬‬
‫تكمن أهمية هذه الهجرة في أن زعمائها جندأوا أقلمهم وتفكيرهم في خدأمة الحركة الصهيونية‬
‫بشكل بحت‪ ،‬وكانت قيم الصهيونية عندأهم أهم من النسان‪ ،‬وقدأ أنتج هؤلء المهاجرين ما يسمى‬
‫ومن سمات هذا الدأب ‪:‬‬ ‫)‪(7‬‬
‫بالدأب العبري الفلسطيني‬
‫الهتمام الخاص بوصف طبيعة فلسطين وأنماط البشر الذين يعيشون فيها من البدأو أو‬ ‫‪‬‬

‫الفلحين الفلسطينيين‪.‬‬
‫الهتمام بوصف الصراع بين جماعات المستوطنين الصهاينة الذين كانوا يطلقون عليهم‬ ‫‪‬‬

‫اسم "الطليعيين"‪ ،‬وبين أصحاب الرض من الفلسطينيين‪ ،‬وهو المسمي بـ )الدأب الطليعي(‪.‬‬
‫ظهور القصص الريبورتاجية التي تصف بدأقة وثائقية قصص صراع المستوطنين‬ ‫‪‬‬
‫)‪(8‬‬
‫الصهاينة خلل هذه الفترة ضدأ البيئة وضدأ عرب فلسطين"‪.‬‬
‫وتوالت هجرات اليهودأ بعدأ ذلك إلى فلسطين‪ (9) .‬ومما زادأ من تشجيع المهاجرين اليهودأ علي‬
‫استيطان فلسطين‪ ،‬مقولة "أرض بل شعب وشعب بل أرض" التي أطلقها المفكر الصهيوني‬
‫"إسرائيل زينجويل" )‪ (1926-1864‬على أرض فلسطين وكانت هذه المقولة تساندأ المقولة‬
‫الخيرة في المقولت الثلثة التي يرتكز عليها الفكر الصهيوني)‪ ،(10‬كما تزيل العقبة التي كانت‬
‫تعترض الحلم الصهيوني الزائف المتمثلة في وجودأ شعب عربي على الرض‪ ،‬حتى وصل المر‬

‫‪2‬‬
‫إلي أن الفيلسوف الصهيوني "ماكس نوردأاو" الذي كان مقربا من "هرتزل" وقع في حالة ذهول‬
‫عندأما اكتشف وجودأ الشعب الفلسطيني فهرع إلى هرتزل ليقول ‪" :‬أن هناك شعبا يسكن تلك‬
‫)‪(11‬‬
‫الرض !!"‪.‬‬
‫أما الدأيب "موشيه سميلنسكي")‪(12‬فقدأ ذكر في سيرته الشخصية أنه عندأما قابل العرب لول‬
‫مرة في طريقه من "يافا" إلى مستعمرة "ريشون لتسيون" كان غير مرتاح‪ ،‬وشعر بالقلق والغضب‪،‬‬
‫وذهل عندأما وجدأهم هناك حيث يقول ‪" :‬ماذا يفعل هؤلء العرب هنا ؟ لماذا هما فقراء وقذرون ؟‬
‫بينما الرض حول قريتهما جيدأة وخصبة ‪ ..‬إنهما همجيون ويكونون سعدأاء ويعيشون في سلما‬
‫عندأما يستقرون‪ ،‬ولكن عندأما يهيجون يصبحون قتلة يقتسمون خبزهما التافه مع الشخص‬
‫)‪(13‬‬
‫الجائع الفقير‪ ،‬ولكنهما يرتكبون القتل من أجل ما يريدأونه ول يستطيعون تحقيقه"‪.‬‬
‫وبسبب تشبع أفكار المهاجرين بروح التعالي والسامية بدأاخلهم والتي زرعتها فيهم أفكار‬
‫الحركة الصهيونية‪ ،‬لذلك ازدأادأت دأهشة المستوطنين عندأما رفض العرب وخاصة الفلحين‬
‫في دأهشة بالغة "‬ ‫)‪(14‬‬
‫أفكار الستيطان وممارسات المستوطنين‪ ،‬و يقول شموئيل يوسف عجنون‬
‫تل قوا هذا البلدأ الصغير من يدأ الواحدأ العظيما‪ .‬لما نأت لفرض سيادأة ول للحكما‪ ،‬بل للحراثة‬
‫)‪(15‬‬
‫والزرع والبذر‪ ،‬من أجل المحافظة على قوانينه وحماية تعاليمه"‪.‬‬
‫وهنا اتضح زيف الحلم الصهيونية وتحطمت مقولة "زينجويل"‪ ،‬وقدأ زادأ من تخبط المهاجرين‬
‫هو أن هذا الشعب العربي الموجودأ بالفعل على أرض فلسطين الرافض للستيطان هو شعب‬
‫مقاتل ل يرضخ للحلم الصهيوني ويدأافع عن أرضه‪.‬‬
‫منذ ذلك الحين تحول العرب الفلسطينيون إلى سؤال كبير ومؤرق بالنسبة للحركة الصهيونية‪،‬‬
‫وبالخص على مثقفيها وكتابها وأدأبائها الذين تباينت إجاباتهم على هذا السؤال في فروع الدأب‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫الرواية و القصة القصيرة‬
‫في هذه الفترة ظهرت تيارات فكرية مختلفة تعالج مشكلة الوجودأ العربي على أرض فلسطين‪،‬‬
‫وكانت كالتي ‪:‬‬
‫تيار تجاهل وجودأ العرب تماما‪ ،‬ومضى يتحدأث عن مجتمع اليهودأ الجدأيدأ في الرض‬ ‫‪‬‬

‫الجدأيدأة القدأيمة‪ ،‬بوصفهم أبناء هذه الرض العائدأين إليها‪ ،‬كما هو شأن عدأدأ كبير من الكتاب‬
‫الذين تخلو كتاباتهم من أي إشارة إلى وجودأ عرب في فلسطين بالرغم من أن عدأدأ اليهودأ‬
‫بالنسبة للعرب الفلسطينيين في هذه الفترة لم يتعدأى الرببع)‪ ،(16‬ويتضح هذا في كتابات "حاييم‬
‫و"شموئيل يوسف عجنون" اللذين قلما تحدأثا عن العرب الفلسطينيين في أعمالهما‬ ‫)‪(17‬‬
‫هزاز"‬
‫الدأبية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اتجاه انتهجه بعض الكتاب الذين سحرتهم تلك الحياة الوحشية البدأائية لعرب فلسطين‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ووجدأوا في ملمح هذه الجماعات ونمط حياتها صورة أجدأادأهم العبرانيين القدأماء‪ ،‬كما في‬
‫رواية "عماسي هاشومير" التي طبعت لول مرة عام )‪ ،(1930‬ليعقوف رابينوفيتش)‪ (18‬ويسجل‬
‫فيها حياة البدأو والحرية التي يمارسونها كل يوم من خلل عدأم الستقرار في أرض معينة‬
‫والتنقل إلى أماكن جدأيدأة على الدأوام‪" .‬الصحراء مهدأ النسانية ومصدأر الطهارة والنقاء قبل‬
‫أن يفسدأها النسان" وهو يرى الحياة مع البدأو مثل "الحياة في جنة عدأن قبل أن يأكل‬
‫النسان من شجرة المعرفة"‪ .‬ويصف رابينوفيتش البدأوي بأن "شعره أشعث طويل‪ ،‬عيونه‬
‫غريبة‪ ،‬وصرخاته‪ ،‬وهو يمر بين العرب بقافلة جماله مرعبة" ‪" ..‬النسان لغز والحياة لغز‬
‫)‪(19‬‬
‫ولكن الصحراء تبقي أكثر اللغاز‪ ،‬فهي مهدأ النسان"‪.‬‬
‫كان هناك تيار بين المستوطنين الوائل دأعا إلى "ضرورة إقامة علقات بين الشعبين‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وعلى ضرورة فهم اليهودأ للعادأات العربية"‪(20).‬ودأعا "موشيه سميلنسكي"‪ ،‬وهو أبرز ممثلي هذا‬
‫التيار اليهودأ إلى " أن يقبلوا بالسلوك الجتماعي والعاطفي للعرب من أجل كسب صدأاقتهما"‪.‬‬
‫)‪(21‬وهي فكرة سادأت لدأى كثير من السياسيين والمثقفين اليهودأ والصهاينة أمثال "حاييم وايزمان"‬
‫و"آحادأ هاعام")‪(22‬وغيرهم‪.‬‬
‫لكن دأعوات هؤلء جميعا لم تترجم إلى سلوك على المستوى الجتماعي أو إلى تفهم ومعرفة‬
‫على المستوى السياسي والفكري أو التعاطف على المستوى النساني‪ .‬فعلي سبيل المثال نجدأ أن‬
‫فلسطينية يعيش فيها اليهودأ والعرب‬ ‫)‪(23‬‬
‫"حاييما وايزمان" والذي كان يتحدأث دأائم ا عن "يوتوبيا"‬
‫بانسجام‪ ،‬كانت نظرته ل تتعدأى نظرة السيدأ للمسودأ‪ ،‬فقدأ رأى أن "الستيطان اليهودأي في‬
‫فلسطين سيحسن التطور القتصادأي فيها‪ ،‬ويرفع مستوى معيشة سكانها العرب"‪ ،‬وقادأه هذا‬
‫التفكير إلى العتقادأ أن العرب نتيجة لذلك سيقبلون طواعية سيادأة اليهودأ على الرض‪" ،‬حيث‬
‫)‪(24‬‬
‫يمكن أن يتمتعوا هما بحقوق مدأنية‪ ،‬ولكن دأون أن تكون لهما قوة اتخاذ قرار في الدأولة"‪.‬‬
‫أدأرك زعماء الحركة الصهيونية مدأى العلقة بين الحياة والدأب لذلك عمدأوا إلى نزع الهوية‬
‫الفلسطينية عن عرب فلسطين في قصصهم ورواياتهم‪ ،‬وكانت صورة البدأوي العربي في فكرهم‬
‫هي صورة البدأوي المتخلف والفلح الجاهل‪.‬‬
‫كما حرصوا على أن ينسبوا للعربي الفلسطيني العمال البسيطة حتى يعطوا انطباعا بأنه ل‬
‫يصلح للقيام بأعمال تتعلق بالتحكم في مقاليدأ المور ول في اتخاذ الق اررات السياسية ول في‬
‫الفكر والثقافة ولو برمز بسيط لذلك كانوا يرمزون للعربي الفلسطيني إما بالبدأوي أو الفلح فهو ل‬
‫يعرف مهنة غيرهما‪ ،‬فعلى سبيل المثال نرى سميلنسكي يذكر في هذه الفقرات )ص ‪(42-41‬‬
‫من قصة "محمدأ" ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫"عندأما جاء الربيع‪ ،‬حمل أهل الجنوب خيامهما‪ ،‬ورحلوا جميع ا من الجنوب إلى الشمال‪.‬‬
‫حملوا الخياما والممتلكات على ظهور الجمال ‪ ..‬لما يقتربوا من القرى‪ .‬نظر الفلحون إليهما‪،‬‬
‫وكأن كلمة "الجوع" المخيفة قدأ علقت على ظهورهما ‪ ..‬نصبوا خيامهما مؤقتا على بعدأ مسافة‬
‫من القرية ‪ ..‬وعلى الطريق كانوا يجمعون الخضار العفن والفواكه‪ .‬وما جمعوه أكلوه على‬
‫الفور‪ .‬لقدأ انتقل من أيدأيهما إلى أفواههما‪ .‬بدأأت النسوة يطبخن‪ ،‬والرجال جمعوا الشواك‬
‫)‪(25‬‬
‫والعشاب الجافة‪ ،‬وأشعلت النيران ‪ ..‬وبدأأوا يوزعون الخبز ويأكلونه وهو ل يزال حارا"‪.‬‬
‫كما أرادأ "موشيه سميلنسكي" توضيح أن العرب غير جدأيرين بملكية الرض ول بزراعتها‬
‫حيث يصف شخصية "عبدأ ال بن الشيخ العجوز" في قصة "عائشة" ‪:‬‬
‫" إنه شخص صغير ودأميما‪ ،‬روحه شريرة مليئة بالغيرة والكراهية وانفعالته العاطفية مبتذلة‪.‬‬
‫إن عبدأ ال يلهث وراء النقودأ ويحسبها‪ ،‬ول يمكن أن يكون محل ثقة‪ ،‬ول يصون كلمته أبدأاا‪.‬‬
‫)‪(26‬‬
‫إنه يصون فقط الكراهية تجاه أي شخص يعترض طريقه"‪.‬‬
‫ولم يقف المفكرون الصهاينة عندأ هذا الحدأ بل تمادأوا في تشويه صورة العربي‪ ،‬فيصف‬
‫العربي في قصة "انتقام البطاركة" بالعنف ‪" :‬بدأأ يفك في بطء زراير صدأريته‪،‬‬ ‫)‪(27‬‬
‫"إسحاق شامي"‬
‫وينزع الكوفية من حول عنقه البدأين الذي اختفى تحت قفطائه‪ ،‬فظهر صدأره السودأ اللون‪،‬‬
‫وكان شعره السودأ طويلا خشن ا ‪ ..‬وحينئذ حول جسمه العريض تجاه الباب المؤدأي إلى‬
‫الرواق"‪ ،‬كما يصف البدأو فيقول ‪" :‬يمكنك أن تلمح جفاف الصحراء‪ ،‬ووهج الشمس في‬
‫سمرتهما ووجوههما المتجعدأة‪ ،‬وتبرز أنوفهما الخطافية من بين أغطية الرؤوس الملونة كمناقير‬
‫)‪(28‬‬
‫الطيور الحادأة‪ ،‬وعيونهما متوهجة وكأنها كانت في النار"‪.‬‬
‫إواذا كان "موشيه سميلنسكي" قدأ وصف العرب بأنهم همجيون‪ ،‬وقذرون‪ ،‬ووصفهم "شامي"‬
‫بالعنف وحدأة الطبع فإن "إسرائيل زارحي")‪ (29‬وصفهم بأنهم جانحين أفظاظا‪ ،‬عدأيمو الشفقة ول‬
‫توجدأ رحمة في قلوبهم حيث يصف عرب إحدأى القرى أثناء المعارك التي دأارت بين التراك‬
‫والقوات البريطانية في قصة "قرية السلوان" بقوله ‪:‬‬
‫" يدأخل عرب القرى بين النيران ليجردأوا القتلى‪ ،‬وليسرقوا الجثث فيقطعون الصبع الذي به‬
‫)‪(30‬‬
‫خاتما أو يأخذون السنة الذهبية من الفما"‪.‬‬
‫وهكذا فإنه يريدأ أن يصور الشخصية العربية الفلسطينية بأنها شخصية بشعة تتصف بالجرام‬
‫واللصوصية ‪.‬‬
‫تركز اهتمام الدأيب اسحق شامي علي حالة البطل " أبو‬ ‫)‪(31‬‬
‫أما في قصة "انتقام الباء"‬
‫الشوارب "النفسية‪ ،‬كما تظهر في سلوكه وقدأ مثلت صفاته السلبية الموروثة منذ الولدأة من جهة‬
‫ووفاته من جهة أخرى‪ ،‬أساسيين لذلك التصوير‪ ،‬وبينما يتابع القارئ حركة البطل الصاعدأة منذ‬
‫انتخابه زعيما ثم امتلكه للثروة والنفوذ‪ ،‬وحتى ارتكابه جريمة القتل هنا بعدأ وصول الحدأاث إلي‬

‫‪5‬‬
‫ذروتها‪ ،‬يبدأأ هبوط البطل و يزدأادأ انحدأاره ويفقدأ قوته حتى يصل مرحلة النهيار الكامل والموت‬
‫المحتم‪ .‬كان أبو الشوارب أسير رغباته‪ ،‬التي كانت تسيره وتقيدأ عقلنيته ومسئوليته المعنوية‪ ،‬ولم‬
‫يستطع أبدأا الفلت من تلك الرغبات‪:‬‬
‫" كان ضحية الغباء الذي يؤدأى إلى ظلما العقل النساني ويشل الدأماغ" ‪" ..‬أصبح ضحية‬
‫لمزاجه السريع العاصف ")‪.(32‬‬
‫أما سكان المدأن من الفلسطينيين فقلما نجدأ لهم ذك ار في العمال الدأبية على وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬أو في كتب المثقفين والكتاب اليهودأ من الروادأ خاصة‪ .‬إوان وجدأوا فمن قبيل أن‬
‫)‪(33‬‬
‫"سكان المدأن جميعا مغرورون وسيئون‪ ،‬مراوغون ومخادأعون‪ ،‬وهما بل رحمة"‪.‬‬
‫وهكذا نرى أن الشخصية العربية سواء في المفهوم السرائيلي أو الفكر الصهيوني أو الدأب‬
‫النثري العبري في بدأاية هذا القرن هي شخصية البدأوي أو الفلح‪ ،‬الجاهل المنحط‪ ،‬القذر‪،‬‬
‫المتوحش‪ ،‬الذي تلتصق به كل الصفات السيئة وكل العادأات الذميمة‪ ،‬وشخصيته أيض ا هي‬
‫شخصية الرهابي الذي يثير الرعب والفزع‪.‬‬
‫المسرح‬
‫معظم المسرحيات التي تعرض العربي في المسرح السرائيلي هي نصوص سياسية تجيز هذه‬
‫الشخصيات لغرض طرح الفكار الصهيونية‪ .‬وعموما فإن العربي في كل المسرحيات التي‬
‫بعرضت أو بنشرت في تلك الفترة يظهر فيها "عبدأاا"‪.‬‬
‫)‪(34‬‬

‫أن عملية "استيعاب" العربي في الدأراما العبرية والمسرح السرائيلي فيما بعدأ كانت بطيئة‬
‫ومتردأدأة‪ .‬وهذا هو ما تشهدأ عليه الحصاءات بين العوام ‪ 1948-1911‬حيث ظهرت‬
‫شخصيات عربية في ‪ 17‬مسرحية وفي بعض مسرحيات الفصل الواحدأ والتي غالبيتها لم تعرض‬
‫وفي هذه النصوص ظل التطرق إلى‬ ‫)‪(35‬‬
‫على خشبة المسرح وظلت في بطون الكتب والدأوريات‪.‬‬
‫شخصية العربي في الحدأودأ الدأنيا‪.‬‬
‫إن الفكرة الساسية التي دأأبت اليدأيولوجيا الصهيونية على ترويجها وزرعها في منابت رؤوس‬
‫المهاجرين اليهودأ إلى فلسطين‪ ،‬وهي أن فلسطين لم تكن سوى أرض قاحلة‪ ،‬خالية من السكان‪،‬‬
‫و"قدأ تركزت النصوص المسرحية في هذه الفترة علي الحدأيث حول شخصية البدأوي " المتنقل " ‪،‬‬
‫وليس العربي الفلسطيني‪ ،‬مع التأكيدأ علي افتقار الروابط بين البدأوي وبين أرضه‪ ،‬وبما أن البدأوي‬
‫)‪(36‬‬
‫يفتقر إلي الروابط القوية بالرض فأنه يفتقر إلي الروابط القومية بالوطن"‬

‫‪6‬‬
‫إلي أن الفلح العربي شخصية متخلفة ول تستحق الرض حيث يقول‬ ‫)‪(37‬‬
‫ويشير"دأان أوريان"‬
‫في هذا الصدأدأ ‪ " :‬السمات الجماعية للعرب سلبية دأوما ‪.‬الفتراض المستتر في المسرحيات‬
‫يذهب إلى أنه بالمكان التوصل إلى تفاهما وتعاون مع العرب كأفرادأ لكن من الصعوبة بمكان‬
‫تقريب المجتمع العربي من المجتمع اليهودأي‪ .‬العرب هما مجموعة متخلفة نقيضه للعصرنة‬
‫ول تنتهي اتهامات اوريان‬‫اليهودأية‪ .‬إنهما دأوم ا إما فلحون أو رقحل وليسوا عرب ا مدأنيين"‬
‫)‪(38‬‬

‫عندأ هذا الحدأ بل يسوق أدألة واهية يحاول من خللها أن يبرر بها موقف كتاب المسرح حيث‬
‫يقول ‪ " :‬يجدأ المؤلف المسرحي إثباتات عدأيدأة تسوغ تصوير المجتمع العربي بأنه مجتمع‬
‫متخلف‪ .‬ل توجدأ لدأيهما خدأمات طبية وهما ل يعرفون حتى ما هي الوقاية الصحية‪ .‬وفي‬
‫مسرحيات مثل )"نمر أبي زروع" لهارون بولك عاما ‪ ،1942‬التي تتظاهر بمعرفة المجتمع‬
‫العربي القروي وتبدأي ودأ ا حيال ثقافته‪ ،‬تبدأأ في أحدأ بيوت قرية عربية جميع من فيه يحقكون‬
‫جلودأهما تحت وطأة لسعات البراغيث‪ .‬الطب العصري يجلبه اليهودأ إلى المنطقة‪ .‬وفي‬
‫مسرحيتي "العين" ليعقوب يافيه عاما ‪ 1932‬و"المحكمة" لشولميت بتدأوري عاما ‪ 1939‬يجلب‬
‫اليهودأ المياه إلى المناطق المقفرة وينقذون الولدأ العرب من المراض‪ ،‬بينما العرب متسربلون‬
‫)‪(39‬‬
‫بمعتقدأات خرافية ومخاوف ويعارضون التقدأما‪ ،‬الذي فيه رجسا من عمل الشيطان"(‪.‬‬
‫الموقف الرائج في المسرحيات هو أن التقدأم والثقافة والزدأهار القتصادأي‪ ،‬الذين جلبهم اليهودأ‬
‫مع قدأومهم‪ ،‬سيرجحون الكفة لجهة "تهويدأ" العرب أو على القل لجهة تحويلهم إلى أنصار‬
‫"وان بعض مسرحيات العقدأين الثالث والرابع هي ذات نهاية المصالحة مع‬‫للستيطان‪ .‬إ‬
‫الستيطان في أرض إسرائيل‪ .‬والمصالحة هنا عادأة ما تكون ناتجة عن اقتناع الطرف العربي‬
‫)‪(40‬‬
‫بالخيرات التي جلبها الستيطان اليهودأي"‪.‬‬
‫الشعر‬
‫عبأت الصهيونية الفراغ الفكري بمغالطات فكرية مستعينة بلباقة الدأباء وبلغتهم لخلق‬
‫الجواء القابلة لتلقي اليحاء وقدأ أدأرك هذه الظاهرة الكاتب الصهيوني "آحادأ هاعام" وأصر في‬
‫مقالته على الوحدأة الفكرية قبل النتقال إلى استعمار الرض حيث حدأدأ وظيفة الدأب "بزرع‬
‫بذور الفكار والرغبات الجدأيدأة")‪ .(41‬ولم تظهر شخصية العربي بوضوح في تلك الفترة‪ ،‬حيث أن‬
‫الدأب الصهيوني أهتم بالوقوف أمام التسامح بقوة منذ البدأاية مقاوما أي تطلع جدأي لحل‬
‫المشكلة اليهودأية والهجرة إلي فلسطين حتى ولو بسفح دأم‪ ،‬وهذا يتضح في شعر الدأيب‬
‫"بياليك")‪(42‬الذي ل تخلو أشعاره بشكل عام من روح العنصرية اليهودأية والحتقار لسائر الشعوب‬
‫)‪(43‬‬
‫غير اليهودأية )الجوييم( بما فيهم العرب‪ .‬يتضح ذلك في قصيدأة منبت شعب‬
‫الشعب ل يتزحزح‪ ،‬ل يضطرب‪ ،‬ل يخاف‬
‫عدأووه‪ ،‬ليس أسدأا غاضبا‬

‫‪7‬‬
‫الصوات ل ترعب ‪ ..‬والرجال رابطو الجأش‬
‫وسط ذلك يخلق البطل‬
‫يتحدأى الجحيم ‪ ..‬قدأرة الحياة‬
‫يحطم أغلل شعبه ويسمو بهم‬
‫رغبة القلب اشتياق كموج البحر‬
‫تنتشر كالنار في الهشيم‬
‫ولو سفح الدأم‬
‫هذا شعبنا يدأه العليا دأائما‬
‫صورة العربي في الدأب العبري في الفترة )‪(1967-1948‬‬
‫قبل ‪ 40‬يوما من إعلن قيام دأولة إسرائيل شنت القوات الصهيونية هجوم ا شمل منطقة‬
‫الساحل الفلسطيني والمناطق الخرى الواقعة غرب القدأس‪ .‬وقدأ ارتكبت القوات الصهيونية العدأيدأ‬
‫من المجازر والمذابح مثل )مجزرة سعسع‪ ،‬مذابح الرملة‪ ،‬مجزرة الدأويمة(‪ ،‬ومذبحة "دأير‬
‫الرهيبة‪ ،‬وفي نفس الفترة شنت القوات اليهودأية هجومها على مدأينة يافا فسقطت‬ ‫)‪(44‬‬
‫ياسين"‬
‫ولحقتها حيفا وطبريا‪ ،‬وهكذا نجحت الحركة الصهيونية في إنشاء دأولتها على معظم أراضي‬
‫الساحل الفلسطيني‪ .‬ونتج عن هذا اقتلع حوالي ‪ 300‬ألف مواطن فلسطيني من مدأنهم وقراهم ‪.‬‬
‫)‪(45‬‬

‫وفي يوم ‪ 14‬مايو ‪ 1948‬كان )دأافيدأ بن جوريون( رئيس أول حكومة مؤقتة لسرائيل يعلن‬
‫عن قيام الدأولة اليهودأية في أرض إسرائيل‪.‬‬
‫شهدأ الكيان السرائيلي بعدأ عام ‪ ،1948‬مجموعة من التغيرات الدأيمغرافية الجذرية التي أثرت‬
‫بدأورها على عمليات الستيطان اليهودأي في فلسطين‪ ،‬فأصبح الرهاب والقتل الجماعي وهدأم‬
‫المنازل وتدأمير القرى وتشريدأ السكان العرب ومصادأرة الراضي سياسة إسرائيلية رسمية معلنة‪.‬‬
‫بالرغم من النتصار الذي حققه الجيش الصهيوني وفاجأ به الجميع إل أن التفاخر بهذا‬
‫النصر لم يكن هو النتاج الدأبي شع ار أو نث ار بعدأ حرب ‪ . 1948‬لقدأ كان الموضوع الرئيسي‬
‫تقريبا فيما عدأا إستثناءات الدأب المجندأ )‪ ،(46‬هو تخبطات ومعانات المحارب الصهيوني الذي‬
‫وضع بواسطة مخططات الصهيونية أمام اختيار صعب إما أن يتراجع عن فكرته ويأتي من‬
‫حيث أتى‪ ،‬إواما أن يواصل ويخوض حرب ا دأموية إنسان ا ضدأ إنسان وشعبا ضدأ شعب‪ ،‬لذلك فقدأ‬
‫أصبح العالم الدأاخلي والفردأي لدأى الجندأي السرائيلي بكل صراعاته هو الموضوع الرئيسي لدأب‬
‫)‪(47‬‬
‫حرب ‪.1948‬‬

‫‪8‬‬
‫الرواية والقصة القصيرة‬
‫بالرغم من أن الدأباء قدأ تميزوا في كتاباتهم بوجودأ عقدأة الحساس "الزائف" بالذنب لما أحدأثوه‬
‫من طردأ وتشريدأ وقتل العرب إل انهم تمادأوا في تشويه صورة العربي الفلسطيني وتحقيرها‪،‬‬
‫إواظهارها في صورة بشعة متوحشة تجسيدأا للرؤية الصهيونية للشخصية العربية التي ترى بأنها‬
‫ل من الرغبة في النتقام والوحشية والتعطش للدأماء وهذا نراه مثلا في‬
‫شخصية تحمل قدأ ار هائ ا‬
‫حيث يقول "جابي" أحدأ الجنودأ الذين اشتركوا‬ ‫)‪(48‬‬
‫قصة )خربة خزعة( للكاتب "يزهار سميلنسكي"‬
‫في احتلل القرية ‪ .. ) :‬ليأخذهما الشيطان " العرب سكان القرية" كما لدأيهما من الماكن‬
‫الجميلة‪ .‬لو كان رجالنا " اليهودأ" أصحاب هذا المكان لقاتلوا قتاال وأي قتال‪ .‬هؤلء يهربون‪،‬‬
‫بل أنهما ل يحاولون القتال ‪..‬‬
‫ويجيبه آخر ‪ .. ) :‬دأع هؤلء العربوش)‪ ،(49‬أنهما ليسوا رجالا ‪.(50) (..‬‬
‫ل بأنه سيكون مثل الحية السامة‬
‫كما يصور الطفل العربي الصغير حين يكبر ويكون رج ا‬
‫وذلك على لسان "شلومو ويهودأا" ‪:‬‬
‫" رأينا كذلك ذلك الشئ الذي كان يدأور‪ ،‬والذي ل يمكن أن يكون حين يكبر إل حية سامة‪،‬‬
‫)‪(51‬‬
‫ذلك الذي هو الن"‪.‬‬
‫يبين سبب القلق الذي كان يعيش فيه‬ ‫)‪(52‬‬
‫أما في قصة "الرسام والراعي" فإن "يوسف أريخا"‬
‫الرسام بعدأ أن تركه الراعي قائلا ‪:‬‬
‫"كان يتوقع أن يرى خلف ظهره خنجرا مصقوال‪ ،‬وعينين فيهما القتل‪ ،‬وقدأمين حافيتين لينقل‬
‫)‪(53‬‬
‫الراعي من الكمين رويدأا رويدأا كحية مفترسة"‪.‬‬
‫الشباب العرب في قصته "قيثارة يوسي" قائلا ‪:‬‬ ‫)‪(54‬‬
‫ويصف "مردأخاي طبيب"‬
‫"فإن يوناه اليوما كما هي ضعيفة وواهنة جسدأي ا ونفسياا‪ ،‬أما هؤلء الصغار الذين يثيرونها‬
‫)‪(55‬‬
‫فإنهما متوحشون بطبيعتهما"‪.‬‬
‫وحرص الدأباء السرائيليون أيضا على أن يظهروا العربي الفلسطيني في صورة المتسلل‬
‫واللص ورجل العصابات وذلك حتى يبرروا لنفسهم مطاردأته‪ ،‬ومعاملته بقسوة وعنف وطردأه من‬
‫أرضه‪ ،‬وقدأ تكررت هذه الصورة كثي ار في كتابات الدأباء السرائيليين مما يؤكدأ شيوع المفاهيم‬
‫الخاصة بتشويه صورة العربي الفلسطيني فنجدأ أن "س‪ .‬يزهار" يتحدأث في قصة "خربة خزعة"‬
‫عن التعليمات التي تلقاها من قيادأته ‪:‬‬
‫" ول يمكن تقدأير هذه الخاتمة النزيهة حق قدأرها إل بعدأ أن تعودأ إلى البدأاية‪ ،‬وتستعرض‬
‫فيما تستعرض ذلك البندأ الموقر "معلومات" الذي سرعان ما يحذر من خطر متزايدأ لـ "متسللين"‬
‫)‪(56‬‬
‫و"نوى عصابات"‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫فيصف أحدأ الشباب العرب في قصة "تراب الطرق " قائلا ‪" :‬شاب نحيف‬ ‫)‪(57‬‬
‫أما "ناتان شاحم"‬
‫)‪(58‬‬
‫قذر‪ ،‬ولكن كتفيه عريضان‪ ،‬وعلى رأسه قبعة عسكرية قدأيمة"‪.‬‬
‫كما يصف الشباب العرب عندأما كانوا يصعدأون على العربة ويلعقون المربى ‪:‬‬
‫" كانوا يقفزون على العربة‪ ،‬ويلعقون المربى التي تسيل على حروفها‪ ،‬كان "كفتوروفيتس"‬
‫يقذفهما بالشتائما‪ ،‬ويهدأدأهما بالسوط‪ ،‬ولكنهما التصقوا بالعربة كالذباب"‪.‬‬
‫ثم يصفهم مرة أخرى ‪:‬‬
‫)‪(59‬‬
‫" كانوا يجرفون بأصابع قذرة ذلك الطين العكر من فوق العربة ويضعونه في أفواههما"‪.‬‬
‫عن "إبراهيم" عندأما ذهب ليخطب‬ ‫)‪(60‬‬
‫وفي قصة "على سن الطلقة" يتحدأث "اسحق أوزبار"‬
‫الفتاة التي أحبها فيقول ‪:‬‬
‫ونفس الشئ نجدأه في قصة "أبو يوسف"‬ ‫)‪(61‬‬
‫"ذهب يطلب يدأها ولكن أباها طردأه كالكلب"‪.‬‬
‫حيث يذكر "حييم هزاز" على لسان "أبو يوسف" وهو يوجه كلمه إلى المساجين بعدأ أن قص‬
‫عليهم قصة الرجل الذي عطف على الكلب فأثابه ال على ذلك ‪:‬‬
‫"أنهى "أبو يوسف" كلمه وقال ‪ :‬ولكن أنتما يا أولدأي اعطفوا على كلب مريض مثلي حتى‬
‫)‪(62‬‬
‫تنالوا العطف في العالما الخر"‪.‬‬
‫ليس غريبا أن نجدأ إشارة الدأباء السرائيليين إلى العمال التي يقوم بها العرب منصبة على‬
‫نمطي البدأوي والفلح وحتى إذا تخطت الشارات حدأودأ هذين النمطين فإنها ل تخرج عن الطار‬
‫العام لهما‪ .‬فإذا كانت الشارة إلى عربي يعمل في مجال التجارة – نجدأه يعمل في تجارة الغلل‬
‫الزراعية التي ينتجها الفلح من الرض‪ ،‬أو أعمال القطف والنتقاء والتعبئة التي ترتبط‬
‫بالزراعة‪ ،‬إواذا كانت الشارة إلى عربي يعمل عملا يدأويا – نجدأه ل يقوم إل بالعمال الحقيرة‬
‫المضنية التي ل يقوم بها عادأة إل العراب البدأو في المناطق التي يتمركزون فيها‪ (63).‬ففي قصة‬
‫عمل "الحاج إبراهيم" فيقول ‪:‬‬ ‫)‪(64‬‬
‫"الحاج إبراهيم" يصف "أشر براش"‬
‫"محله‪ ،‬محل الخض اروات لما يكن إل مخزنا كبيرا خالياا‪ ،‬بابه المزدأوج والمرتفع مغلق ويقوما‬
‫)‪(65‬‬
‫على عتلتين كبيرتين من الحدأيدأ‪ ،‬وهو نفسه يجلس على عتبة حجرية"‪.‬‬
‫)‪(66‬‬
‫إواشارة إلى ما يسمى بالعمال التافهة أو الحقيرة التي يقوم بها العرب يقول "أهارون ميجدأ"‬
‫على لسان "سليمان" في قصة "الكنز" ‪:‬‬
‫" أخذت زوجتي والولدأ على الجمل وذهبت‪ ،‬وأخذت هي تجمع السيقان وتشعل النيران‬
‫لتخبز‪ ،‬بينما نحن نجلس في السقيفة ونشرب القهوة"‪.‬‬
‫ثم يقول على لسان "سليمان" أيضا عندأما تخيل أنه يجلس مع زوجته في المنزل ‪:‬‬
‫)‪(67‬‬
‫" هناك كانت "أمينة" تهف القمح‪ .‬هنا كانت تخبط لتنقي العدأس"‪.‬‬
‫في قصة "مزمار أحمدأ" عن "أحمدأ" ‪:‬‬ ‫)‪(68‬‬
‫ويقول "يوسف حناني"‬

‫‪10‬‬
‫" إنه يسكن في العزبة المجاورة وهو ذاهب الن إلى أمه التي تعمل في الموشافاه عندأ‬
‫)‪(69‬‬
‫اليهودأ"‪.‬‬
‫والمقصودأ هنا أن "أم أحمدأ" تعمل خادأمة لدأي اليهودأ‪ ،‬وهذا من سلسلة العمال الحقيرة التي‬
‫ينسبها الدأباء السرائيليون إلى عرب فلسطين والتي كانت شائعة أيض ا لدأى أكثر من كاتب‬
‫حيث نجدأ أن "أشر براش" يقول على لسان "صفية" في قصة "صفية المسيحية" ‪:‬‬
‫" أنا وزوجتي نعمل بالسمسرة فقط‪ .‬ففي الحقيقة كل هذا المحصول ليس ملكنا‪ .‬العرب‬
‫)‪(70‬‬
‫يحضرون لنا عينات أو عدأة عبوات ونحن نبيع ما عندأهما"‪.‬‬
‫المسرح‬
‫جرى‬ ‫)‪(71‬‬
‫بين السنوات ‪ 1967-1948‬زادأ عدأدأ العمال المسرحية إلى ‪ 26‬نصا مسرحيا‬
‫التطرق فيها إلى العرب من باب الشارة أو التلميح فقط وفي القليل منها ظهرت شخصيات‬
‫عربية جميعها في أدأوار ثانوية‪ ،‬حيث أصبحت "المسألة العربية" في حكم المواضيع الغائبة‪ .‬وفي‬
‫مجموعة المسرحيات المكتوبة خلل مرحلة كوتاب "جيل الدأولة" ظهرت الشخصيات العربية فقط‬
‫في مسرحية واحدأة هي "إنهم يصلون غدأاا" لنتان شاحم )‪ ،(1950‬وكانت شخصيات شاحبة بل‬
‫أسماء ومن غير "هوية فردأية"‪.‬‬
‫ففي هذه المسرحية نلتقي بعربيين أسرتهما القوات السرائيلية المحاصرة في تل محاط بأراض‬
‫مزروعة باللغام ‪..‬‬
‫دأعك من المزاح ! هل حكوا لك شيئ ا ؟‬ ‫جوني ‪:‬‬
‫أليكس ‪ :‬أبدأا ‪ ..‬إذا لم يتكلم العربي بعدأ أول لكمة في وجهه فلن يتكلم البتة‪ .‬ل فائدأة ترجى‬
‫من استمرار التحقيق معه‪ .‬ول أريدأ أن أفتح دأكانا للج ازرة هنا ‪.‬‬
‫وماذا فعلت مع هذين الثنين ؟‬ ‫جوني ‪:‬‬
‫ل شئ ‪ ..‬أصدأرت الوامر بالقضاء عليهما‪.‬‬ ‫أليكس ‪:‬‬
‫ل( أرجو أن تسامحني‪ ،‬أي غباء ! هل تم القضاء‬
‫)يصرخ( يا أبله ! )يهدأأ قلي ا‬ ‫جوني ‪:‬‬
‫عليهما ؟‬
‫كل‪ ،‬لقدأ سلمتهما إلى جدأعون‪.‬‬ ‫أليكس ‪:‬‬
‫)يصرخ عبر النافذة( يا جدأعون‪ ،‬أرسل الثنين إلى هنا‪ ،‬وتعال أنت‪) .‬لليكس(‬ ‫جوني ‪:‬‬
‫من قال لك ل أبغي القضاء عليهما ؟ قصدأت أنه ل يقضى على عربوشين هكذا‬
‫ونحن في مثل هذه الحالة‪ .‬إنه تبذير‪ ،‬هل تفهمني ؟ إنه تبذير‪ ..‬شخصان يعنيان‬
‫لغمين على القل ‪ ..‬هكذا تسير المور عندأنا‪ .‬يوجدأ ستة ألغام فيبقى أربعة !‬

‫‪11‬‬
‫وبالرغم من أن الكاتب هنا يحاول وصف المعاملة الغير آدأمية التي يتلقاها العرب علي أيدأي‬
‫الجنودأ السرائيليون إل أن المسرحية ل تخلو من وصف الشخصية العربية بالسلبية والتخلف‬
‫والستسلم ‪.‬‬
‫الشعر‬
‫في أعقاب الحرب السرائيلية ‪ 1948‬بنشرت كتابات ينضح منها التعطش للدأماء والدأعوة إلى‬
‫مزيدأ من الحروب لضمان الوجودأ السرائيلي وحماية أمنه‪ ،‬إواسكات العرب إلى البدأ وبالرغم من‬
‫ذلك نجدأ أن اتجاهات الشعر السرائيلي في تلك المرحلة كانت تنعي الموتى الذين سقطوا في‬
‫الحرب فلقدأ خسرت إسرائيل في حرب ‪ 1948‬ستة آلف قتيل‪(72).‬وتحول الشعر من الرومانسية‬
‫إلى شعر يحمل معاني الصدأمة القوية التي واجهها الشعب السرائيلي في مواجهة الموت‪.‬‬
‫صورة العربي في الدأب العبري )‪(1973-1967‬‬
‫أسفر العدأوان السرائيلي عام ‪ 1967‬عن احتلل إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة‬
‫الجولن وشبه جزيرة سيناء‪ ،‬وتجسدأ الرهاب والتمييز العنصري الصهيوني ضدأ سكان المناطق‬
‫العربية المحتلة في سياسة الضم الزاحف والقبضة الحدأيدأية ومخططات خلق الوقائع الجدأيدأة‪،‬‬
‫والتي استهدأفت في مجملها تقطيع أوصال المناطق المحتلة والتضييق على سكانها ودأفعهم‬
‫لمغادأرتها والهجرة منها لزرعها بالمستوطنين الصهاينة وتهويدأها‪.‬‬
‫شكلت حرب ‪ 1967‬من نواحي معينة تغيي ار ملموسا في الموقف من العرب الفلسطينيين لم‬
‫يكن ملموسا من قبل‪ ،‬فلقدأ أثرت الحرب بصورة مفاجئة تأثي ار مزدأوجا على المجتمع السرائيلي‪.‬‬
‫حيث أثارت مشاعر متطرفة وأساطير دأينية قومية بين قطاع من السرائيليين الدأينيين‪ ،‬بينما‬
‫أثارت لدأى قطاع آخر "خاصة بين ذوي الوعي والمثقفين" ما يمكن أن نطلق عليه أزمة ضمير‪،‬‬
‫أو عقدأة الحساس بالذنب‪ .‬بدأأ ينمو بعدأ الحرب مباشرة وعي واضح بأن إسرائيل بتعريتها للعرب‬
‫في أثر الهزيمة قدأ أخذت على عاتقها على القل قدأ ار من المسئولية الدأبية عن مصيرهم‪ .‬لقدأ‬
‫خلق إحساس لدأى الكثيرين من الشباب السرائيليين بالشك تجاه القضية التي يموتون من أجلها‬
‫لنهم يموتون من أجل شئ قائم أساسا على الظلم‪ .‬حيث انطلقت في إسرائيل ندأاءات حماسية‬
‫ببذل جهودأ فورية من أجل توطين اللجئين الفلسطينيين الذين أصبحوا للمرة الولى منذ عام‬
‫)‪(73‬‬
‫‪ 1948‬تحت حكم إسرائيل‪.‬‬
‫الرواية والقصة القصيرة‬
‫النموذج الذي سنسوقه للتدأليل على عقدأة الحساس الزائف بالذنب في الوعي السرائيلي‪،‬‬
‫وتحكي هذه‬ ‫)‪(75‬‬
‫قصة "في مواجهة الغابات")‪ (1968)(74‬للدأيب السرائيلي "أ‪ .‬ب‪ .‬يهوشواع"‪.‬‬
‫القصة التي يدأور محورها حول جذرية الوجودأ العربي على أرض فلسطين‪ ،‬والتشكيك فيما يسمى‬
‫"الحق اليهودأي" في فلسطين كواحدأ من التعبيرات عن عقدأة الحساس بالذنب حول طالب‬

‫‪12‬‬
‫إسرائيلي يحصل على وظيفة حارس لغابة صغيرة أقامها "الصندأوق القومي السرائيلي" ‪ ،‬وذلك‬
‫حتى يستطيع النعزال لينتهي من أطروحته التي كلفته بها الجامعة عن الحملت الصليبية‪ .‬وقدأ‬
‫أقام في الغابة كشك صغير بالقرب من عربي أخرس "مقطوع اللسان" يعيش مع طفلته الصغيرة‪،‬‬
‫ويكتشف الطالب أن الغابة مغروسة على أنقاض قرية عربية مهجورة‪ ،‬كانت هي قرية العربي‬
‫الخرس‪ .‬كما يكتشف أن العربي يدأبر خطة لحراق الغابة‪ ،‬ويتضح له أنه يجمع صفائح النفط‬
‫لهذا الغرض‪ .‬وهنا نجدأ أن الطالب السرائيلي يساعدأ العربي من أجل تحقيق مآربه‪ .‬وينفذ العربي‬
‫هدأفه ويقوم بإحراق الغابة‪ ،‬ويرفض الطالب السرائيلي الدألء بالشهادأة ضدأه‪ ،‬ويقوم في نفس‬
‫الوقت بالهتمام بمصير ابنة العربي بعدأ أن اعتقلته السلطات السرائيلية‪ ،‬يعودأ الطالب‬
‫السرائيلي إلى المدأينة دأون أن يكمل أطروحته‪ ،‬بينما مشاعر النحطاط والدأونية التي هجر‬
‫المدأينة بسببها قدأ ازدأادأت لدأيه بسبب الموقف السلبي الذي وقفه منه المسئول عن الغابات‪،‬‬
‫وبسبب إنكار رفاقه له لنهم اعتقدأوا أنه سينتهي من أطروحته ويكف عن أن يكون طالب ا أبدأي ا ‪.‬‬
‫وفي جانب آخر تابع الكتاب السرائيليون وصف العربي بأنه غير متحضر وساذج وغبي‬
‫ومتخلف وهو يعيش في وسط تنتشر فيه المراض‪.‬‬
‫ل بلعاب الحيوانات المهملة التي‬
‫) ‪ ..‬جاء المرض من الصحراء متنق ا‬
‫)‪(76‬‬
‫فيقول عاموس عوز‬
‫ل تخضع لية مراقبة بيطرية‪ ،‬ومع أننا أخذنا الحتياطات اللزمة مسبق ا إل أن المرض أصاب‬
‫أغنامنا وأبقارنا وفتك ببعضنا(‪(77).‬وهنا يظهر عاموس عوز جهل العربي إواهماله العناية‬
‫بحيواناته؛ مما يؤدأي إلى إصابتها بمختلف المراض‪ .‬هذا إلى أن العربي ل يعرف الرفق‬
‫بالحيوان‪ ،‬على عكس غيره من الناس الذين ينتمون إلى الشعوب المستنيرة التي تحيط الحيوان‬
‫بصنوف العناية والرفق‪.‬‬
‫ويصف العربي قائل‪:‬‬
‫)‪ ..‬أنهما يشتمونك بعبارات متقطعة يخنقها الغضب أو الشهوة الدأاكنة‪ ..‬وأيدأيهما تعبث على‬
‫)‪(78‬‬
‫جسدأك وكذلك السكين ‪ ..‬ومن ثما الصرخة ‪.(..‬‬

‫‪13‬‬
‫فيعرض علينا صورة ساخرة عندأما يحكي كيف يستحم العربي وينظف‬ ‫)‪(79‬‬
‫أما "موشيه شمير"‬
‫جسدأه‪ .‬فعندأ حدأيثه عن صيادأ سمك عربي يستحم يقول ‪) :‬مازلت أذكر تلك الساعة عندأما راقبت‬
‫ل من الماء إلى فمه‪ ،‬ثما‬
‫عامل البحر العربي وهو يغتسل‪ .‬لقدأ فتح صنبور المياه‪ ،‬وأدأخل قلي ا‬
‫أدأخل أصابع يدأه في فمه وأخذ يفرك أسنانه‪ .‬ثما تناول بعدأ ذلك حفنة من الرمل والوحل وأخذ‬
‫وشمير في هذا يريدأ أن يصف العربي بأنه متأخر أيض ا حتى‬ ‫)‪(80‬‬
‫يفرك بها جسدأه لمدأة طويلة(‪.‬‬
‫في نظافة جسدأه‪ ،‬فهو ل يعرف فرشة السنان‪ ،‬ول المعجون‪ ،‬ول يعرف كذلك الصابون‬
‫ويستعيض عنه بالوحل‪.‬‬
‫المسرح‬
‫كانت من الظواهر الجدأيرة بالرصدأ في الواقع السرائيلي في أعقاب حرب ‪ ،1967‬شيوع‬
‫ظاهرة المسرح الغنائي النتقادأي الساخر‪ .‬فقدأ كان المأمول لدأى قادأة إسرائيل أن يأتي قادأة العرب‬
‫إلى إسرائيل راكعين طالبين السلم بل شروط‪ ،‬ولكن طالت فترة النتظار ولم يحدأث ما توقعه‬
‫قادأة إسرائيل‪ ،‬وهنا بدأأ الحساس يعم ذوي الوعي من أدأباء إسرائيل بأن دأائرة الحروب المغلقة‬
‫التي تخوضها إسرائيل لن تمنحهم المن والسلم أبدأاا‪ .‬وتعتبر المسرحية الغنائية "أنت وأنا‬
‫والحرب القادأمة" لحانوخ لفين )‪ (..-1934‬الكاتب المسرحي السرائيلي انعكاسا لهذه المشاعر‬
‫)‪(81‬‬
‫التي سادأت قطاع ا عريضا من السرائيليين الذين سئموا الحروب وسقوط الضحايا"‪.‬‬
‫في المشهدأ الول الذي يحمل عنوان "استعراض النصر لحرب الحدأى عشر دأقيقة" هو عبارة‬
‫عن خطبة ساخرة على لسان قائدأ عسكري إسرائيلي يتباهى فيه بالنصر الذي حققه برجال لوائه‬
‫الذين لم يعودأوا من ساحة القتال‪.‬‬
‫العميدأ ‪ :‬أيها الجنودأ وقادأة اللواء‪ ،‬رفاق السلح البطال‪ ،‬وأبنائي وآبائي ! منذ إحدأى عشرة‬
‫دأقيقة خرجنا جميع اا‪ ،‬كرجل واحدأ‪ ،‬وقلب واحدأ لملقاة العدأو‪ ،‬خرجنا للدأفاع عن سيادأة دأولتنا‪.‬‬
‫"لقدأ نازلنا عدأوا أكبر منا وتغلبنا عليه بفضل الروح التي تخفق في قلوبنا‪ .‬وفي خلل إحدأى‬
‫عشر دأقيقة نجحنا في أن ندأمر‪ ،‬ونبيدأ‪ ،‬ونشتت‪ ،‬وندأوس‪ ،‬ونحطما‪ ،‬ونقطع‪ ،‬ونقتلع‪ ،‬وننسف‬
‫)‪(82‬‬
‫ونقضي على عدأونا"‪.‬‬
‫الشعر‬
‫شهدأت فترة حرب الستنزاف مجموعة من ردأودأ الفعل العارمة التي اجتاحت كل قطاعات‬
‫المجتمع السرائيلي بشتي فئاته مطالبة بوضع حدأ لهذه الحروب لتفادأى الموت وزيادأة عدأدأ القتلى‬
‫حتى لو تطلب هذا السلم مع العرب وبأي ثمن‪ ،‬وقدأ نشرت الملحق الدأبية للصحف العبرية‬
‫العدأيدأ من الدأواوين التي توضح مدأى الحباط النفسي الذي عم جيل الشباب السرائيلي بسبب‬
‫الحرب )‪ (83‬فعلي سبيل المثال ‪ :‬تقول الشاعرة " حدأفا روتام " في مرثيتها التي نشرت في جريدأة‬
‫معاريف بتاريخ ‪: 27/2/1970‬‬

‫‪14‬‬
‫أنت ل تسمع إل صرخة‬
‫ول ترى إل وجوها ليست موجودأة‬
‫ول تشما إل رائحة القبور‬
‫لذلك أركض مستلقيا على ظهري‬
‫وانتظر أن تأتي‬
‫لتسدأ فتحات أنفي‬
‫ولتضع أحجار صغيرة في عيوني‬
‫أحمل التراب بقدأر وزنك‬
‫وأهله علقي – آمين‬
‫صورة العربي في الدأب العبري في الفترة )‪(1978 – 1973‬‬
‫إن قادأة إسرائيل بعدأ حرب اليام الستة رأت أن هذه الحرب قدأ أنهت جميع الحروب بين‬
‫)‪(84‬‬
‫العرب إواسرائيل ويجب على العرب طلب الستسلم وليس السلم‪.‬‬
‫وفي السادأس من أكتوبر عام ‪ 1973‬ذاق السرائيليون أول مرة منذ إقامة دأولتهم م اررة‬
‫الهزيمة‪ ،‬لقدأ حطمت الحرب بالنسبة إلى السرائيليين "أساطير" عدأيدأة منها "إمكانية المحافظة‬
‫علي الوضع الراهن الناجم عن حرب اليام الستة" و"الستخفاف بالرأي العام العالمي" و"الثغرة‬
‫البدأية" بين القوى العسكرية السرائيلية والقوة العربية‪ ،‬لقدأ سادأ في إسرائيل بعدأ الحرب مشاعر‬
‫القنوط والكدأر علي الحكومة السرائيلية‪ ،‬كما صب الدأباء جام غضبهم على العرب‪.‬‬
‫الرواية والقصة القصيرة‬
‫وصف أدأباء إسرائيل العرب بأنهم متوحشون مجردأون من كل القيم النسانية ول يراعون‬
‫مشاعر الخرين سواء الدأينية أو الجتماعية‪ ،‬و مثال علي ذلك ما وردأ في قصة )افرات( للكاتب‬
‫والناقدأ "ايهودأ بن عيزر")‪ ،(85‬وفيها يسردأ حوادأث وقعت في منطقة صفدأ سنة ‪ 1921‬بين العرب‬
‫واليهودأ‪ ،‬فيذكر أن العرب قاموا بأعمال وحشية‪ ،‬جعلته يتصور العربي كائن ا حي ا ل يعرف الرحمة‬
‫ول الشفقة‪ ،‬فالقتل والجرام غريزة من غرائزه‪ ،‬وهواية من هواياته‪ .‬وأشهر ما لدأيه لون الدأم الحمر‬
‫القاني‪.‬‬
‫يقول في قصته ‪ :‬أن العرب باغتوا اليهودأ واعتدأوا عليهما كالحيوانات المفترسة‪ ،‬وأخذوا‬
‫)‪(86‬‬
‫يسرقون ممتلكاتهما ويقتلونهما‪.‬‬
‫"إن علي ا هذا كان يربط ابنته التي رفضت الزواج من رجل غني يكبرها إلى جذع الشجرة‬
‫حتى تقبل الزواج منه رغما أنفها‪ .‬وفي هذا بيظهر لنا تموز عليا فظ القلب يرضى لنفسه أن يبيع‬
‫)‪(87‬‬
‫ابنته بالمال دأون موافقتها لرجل يبلغ من العمر ثلثة أضعاف عمرها"‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫هذا ملخص لقصة )افرات(‪ ،‬لكن لم يذكر لنا صاحب قصة الدأوافع التي دأفعت العرب ليقترفوا‬
‫مثل هذه الجرائم‪.‬‬
‫كما ظهرت صورة العربي في تلك الفترة أيضا على أنه متخلف ل يعرف التصرف وأنه بعيدأا‬
‫عن النظافة والتحضر‪.‬‬
‫حتى "أ‪ .‬ب‪ .‬يهوشوع" المعروف بعلقاته العدأيدأة مع الكتاب والشعراء العرب ساهم أيض ا في‬
‫ل في رواية )العاشق( نجدأ العجوز توجه حدأيثها إلى نعيم ‪) :‬تعال‬
‫تشويه صورة العربي ‪ ،‬فمث ا‬
‫ورجيني إذا ما جبتليش بق ‪(88).(..‬وعندأما تري بيجامته تقول له ‪) :‬من أين سرقت هذه البيجامة(‬
‫أي أن هذه العجوز ترى في العربي لصاا‪ ،‬وتضيف أنه يهرع إلى سريره دأون أن يزيل الوساخ‬
‫التي علقت بجسمه ‪ ..‬ولكنها تثور عليه قائلة ‪ .. ) :‬حرام عليك يا ولدأ‪ ..‬نحن لسنا في مكة‪..‬‬
‫اغتسل قبل الدأخول في سريرك(‪.‬‬
‫)‪(89‬‬

‫ونلحظ في العبارة السابقة أن العجوز تلقي تعاليمها الدأينية المتحضرة )حرام عليك يا ولدأ(‬
‫علي العربي‪ ،‬وفي نفسه الوقت تسيئ إلى التعاليم العربية "السلمية" ‪..‬لحظ )مكة(‪ ،‬وكأنها تريدأ‬
‫أن تقول )لسنا في مكة حتى تظل متسخا مثلما تعودأ أهلها(‬
‫وتعبر هذه العجوز عن ارتياحها لن ذلك العربي تعلم )منها( فيما بعدأ أن يذهب ليغتسل قبل‬
‫النوم متباهية عليه لنها نقلته نقلة حضارية كبيرة‪.‬‬
‫المسرح‬
‫منذ أوائل السبعينيات حدأث تحول هام في توجه المسرح السرائيلي إزاء شخصية العربي‪،‬‬
‫‪ ،‬معظم هذه الشخصيات لعبت‬ ‫حيث ظهرت شخصيات عربية في ‪ 30‬مسرحية إسرائيلية‪.‬‬
‫)‪(90‬‬

‫دأور مركزي جعل المشكلة التي يمثلها الموضوع الكثر أهمية في المسرحيات‪ .‬ويظهر هذا‬
‫التحول في المسرحية الساخرة "ملكة الحمام" لحانوخ ليفين‪ ،‬التي حاولت تسخيف وتعرية "الزهو‬
‫ومسرحية‬ ‫)‪(91‬‬
‫القومي الزائدأ للسرائيليين وتغاضيهم عن )الخر( العربي"‪ ،‬حسبما يؤكدأ أوريان‪.‬‬
‫"ملكة الحمام"‪ ،‬التي أوقف عرضها بقوة المعارضة الرسمية والشعبية‪ ،‬اشتملت على مشهدأ بعنوان‬
‫"سمطوخة" قودأم خلله المؤلف شخصية العربي من خلل النظرة السرائيلية الرائجة له‪.‬‬
‫ومحاور المشهدأ الذي يطرحه "ليفين" عبر هذه المسرحية ليقدأم لنا الرؤية الساخرة للموقف‬
‫اللإنساني الذي ينظر به السرائيليون إلى الفلسطينيين كشعب هي‪:‬‬
‫أن الفلسطيني برغم كونه إنسان ا طبيعيا إل أن اليهودأ في إسرائيل ينظرون إليه كمخلوق‬ ‫‪(1‬‬
‫أدأنى منهم‪ ،‬ل يستحق أن يكون آدأميا من حيث كون اليهودأ هم الدأميين الحقيقيين‪ ،‬بينما سائر‬
‫البشر‪ ،‬ومن بينهم هذا الفلسطيني يقعون في المرتبة الدأنى منهم‪ .‬وهو يريدأ أن يؤكدأ وجودأ‬
‫تلك العنصرية اليهودأية التي ثبتها الفكر الدأيني العنصري التلمودأي على اعتبار أن اليهودأ هم‬
‫"شعب ال المختار"‪ ،‬وأن سائر البشر هم في مرتبة الحيوانات‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫)السيدأة طوفل والسيدأة يوفيل جالستان في مقهى على الرصيف‪ .‬سمطوخه يجمع‬
‫الواني القذرة من الطاولت(‬
‫طوفل ‪ :‬هذا هو سمطوخه‪ .‬إنه عربي‪ .‬ذكي ومطيع ول يضر اليهودأ‪ .‬يعرف أن يقف على‬
‫رجلين مثلنا تماماا‪ .‬سمطوخه‪ ،‬أرهما كيف تعرف الوقوف على رجلين‪.‬‬
‫ل على رجلين‪ ،‬ل يتحرك(‬ ‫)سمطوخه‪ ،‬الواقف أص ا‬
‫)تأمره( قف على رجلين يا سمطوخه ! على رجلين ! )ليوفيل( هل ترين كيف‬ ‫طوفل ‪:‬‬
‫يقف على رجلين ؟ إنه يهوى ذلك كثيراا‪ .‬فهذا يعطيه شعو ار بأنه مثلنا تقريباا‪.‬‬
‫فقط في المنزل يضطر سمطوخه للمشي على أربع‪ .‬ول يفعل ذلك بإرادأة منه‬
‫إوانما ببساطة‪ ،‬بسبب ارتفاع السقف‪.‬‬
‫‪ (2‬أما الموقف الثاني‪ ،‬فهو أن الفلسطيني إرهابي أيا كان "العربي هو العربي" ويستحق‬
‫الضرب وتكسير العظام والمعاملة بل رحمة طالما أنه يقتل السرائيليين بعملياته الرهابية‪.‬‬
‫)يمر في الشارع صدأيقان هما شلفا ومنوحا‪ .‬يتوقفان(‬
‫هاهو ذا سمطوخه يقف في الخارج‪ .‬ماذا سيحصل يا سمطوخه ؟ بالمس قنبلة‬ ‫شلفا ‪:‬‬
‫في المجمع التجاري واليوما في مكاتب مسرح "الكاميري"‪ .‬وماذا بعدأ ؟‬
‫)فترة صمت قصيرة(‬
‫تعرف أن ل علقة له بالقنابل‪.‬‬ ‫منوحا ‪:‬‬
‫طبعاا‪ .‬لكن إذا كنت رجلا بدأائيا فمن الصعب علقي أن أميز بين عربي يضع‬ ‫شلفا ‪:‬‬
‫القنابل وبين عربي ل يضع القنابل‪ .‬العربي يظل عربياا‪) .‬لسمطوخه( تعرف أنه‬
‫بمقدأورنا ضربك إذا ما رغبنا في ذلك‪ .‬صحيح ؟ )فترة صمت قصيرة( تعرف أنه‬
‫بمقدأورنا تهشيما عظامك أما أنك ل تعرف أنه بمقدأورنا تهشيما عظامك ؟‬
‫‪ (3‬اليهودأ شعب متحضر أما العرب فهم جهلة متخلفون‪..‬‬
‫شلفا ‪ :‬عينان‪ .‬له عينان هذا البندأوق "ابن العاهرة"‪ .‬ل يهمني أن تكون له عينان‪ .‬لكن‬
‫ليته يقدأر ذلك‪ .‬يعتقدأ يأن ذلك طبيعي ويقول في قرارة نفسه ‪ :‬ما وجه الغرابة في‬
‫أن تكون لي عينان ؟ ول يخطر على باله أننا شعب حضاري إوانساني ولكوننا‬
‫كذلك ل ننقر له عينيه بعدأ تفجير مكاتب المسرح‪.‬‬
‫‪ (4‬الستهانة بالمقدأسات العربية " السلمية " ‪..‬‬
‫أنا متأكدأ أنه ل يتذكر حتى كيف تبدأو مكة‪.‬‬ ‫شلفا ‪:‬‬
‫تعال يا سمطوخه وقل له كيف تبدأو مكة وننتهي من ذلك )فترة صت قصيرة(‪.‬‬ ‫منوحا ‪:‬‬
‫هيا‪ ،‬كيف تبدأو مكة يا سمطوخه ؟‬
‫)فترة صمت قصيرة(‬
‫ألم أقل لك ؟‬ ‫شلفا ‪:‬‬
‫)يختنق صوته( يسألونك يا سمطوخه كيف تبدأو مكة ؟‬ ‫منوحا ‪:‬‬
‫تبدأو مكة مثل أختي‪ ،‬كلنا خرج من الثقب نفسه‪.‬‬ ‫سمطوخه ‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ (5‬إن الفلسطينيين‪ ،‬في النهاية يجب أن يقوموا بخدأمة السرائيليين‪ ،‬لن هذا هو ما خلقوا له‪.‬‬
‫بوصفي أما لثلثة أبناء أحدأهما جندأي محارب‪ ،‬وابنة لبوين نجيا من "النكبة"‬ ‫يوفيل ‪:‬‬
‫من حقي أن أقول ‪ :‬ل توقعوا الذى بالعربي‪ ،‬لن هناك الكثير من القدأاح‬
‫المتسخة في المطبخ‪ ،‬كما أن زوجي مقاول وفي حاجة إلى أمثاله من اليدأي‬
‫العاملة الرخيصة لكي يبني لكما شقق ا سكنية ذات حجرتين‪ ،‬وذات حجرتين‬
‫ونصف‪ ،‬وذات ثلث حجرات‪ ،‬وذات أربع مع تدأفئة مركزية وتجهيزات تليفونية –‬
‫أقول لكما هذا لنني أما لثلثة أبناء أحدأهما جندأي مقاتل‪ ،‬وابنة لبوين نجيا من‬
‫النازي‪.‬‬
‫أوكي "سمطوخا"‪ .‬بهذا نكون قدأ انتهينا اليوما‪ ،‬تستطيع الن أن تعودأ إلى‬ ‫طوفل ‪:‬‬
‫المطبخ‪ ،‬وبوسعك أن تعودأ الن إلى المخزن‪ ،‬وسنطلبك إذا اقتضت الحاجة‬
‫)يبدأأ "سمطوخا" في النصراف( ‪ ..‬على قدأمين يا "سمطوخا" على قدأمين ! على‬
‫قدأمين ! هوب‪ ،‬هوب‪ ،‬هوب )تضحك السيدأة مع السيدأة يوفيل( مثلنا تماماا‪.‬‬
‫غالبية العمال المسرحية السرائيلية الخيرة‪ ،‬إوان نجحت في إثارة المسألة العربية أو‬
‫الفلسطينية‪ ،‬لم تتخلص من اتجاه القولبة حيال شخصية العربي‪.‬‬
‫ويشعر الكاتب السرائيلي المعبأ بالفكرة الصهيونية بأن وجودأه على هذه الرض يتناقض‬
‫أساسا مع وجودأ العربي أو يدأرك على القل أن ذلك يتم على حساب العربي‪ .‬من هنا يبدأأ‬
‫الصراع الحادأ مع ذاته من جهة ومع ذلك العربي من جهة أخرى‪ .‬إواذا ما اتخذ هذا الصراع اتجاه‬
‫التعاطف مع العربي "وهو عادأة ما يحدأث" فإنه يبقى تعاطفا رومانسيا يتجاوز الواقع التاريخي أو‬
‫يتجاهله‪.‬‬
‫الشعر‬
‫أعلنت المؤسسة العسكرية الصهيونية بأنها ستدأافع عن مصالحها وأطماعها‪ ،‬وستجدأ إمكانية‬
‫للحدأ من نشاط المقاومة العربية في الوقت الذي تفرض فيه القيودأ على مغادأرة المستوطنين التي‬
‫أصبحت مغادأرتهم ضرورة ملحة للبقاء على حياتهم ‪ ..‬بإيهامهم مجدأدأا أن العرب هم العدأاء‬
‫وليست التعاليم الصهيونية التي زجتهم في المشاكل‪ .‬ولكن إثارة العدأاء ضدأ العرب ل يحل‬
‫مشاكل المستوطنين برأي عالم النفس الصهيوني "سمي دأفيني" الذي يقول ‪" :‬إن سبب الزمات‬
‫)‪(92‬‬
‫التي يعاني منها السكان بسببنا نحن وذلك باللجوء إلى تلقين البناء أن العرب أعدأاؤهما"‪.‬‬
‫القوة العربية المتنامية الصلية باتت كوابيس تجثم على صدأر المستوطنين فحين تكبر القوى‬
‫العربية تضعف القوة الصهيونية كما يصورها الشاعر )حاييم ريبنزون()‪:(93‬‬
‫حمامة فوق النهر أنت‬
‫مكسورة الجناح‬

‫‪18‬‬
‫اسمك على المياه‬
‫يتلشى إواياك‬
‫كل المقربين‬
‫ولكن بعدأ زيارة السادأات إلى القدأس والدأعوة إلى السلم ظهرت هناك تيارات مختلفة في الشعر‬
‫حيث ارتفع مؤشر معنويات المستوطنين‪ ،‬فالنتصار الذي حصلوا عليه كان دأون ضحايا‪ ،‬فقدأ‬
‫كتب "دأيدأي منوسي" قصيدأة بعنوان "الرياضة السبوعية" مسجلا الشروط الصهيونية ومؤكدأا‬
‫)‪(94‬‬

‫أن هذا الحدأث انتصار لم تستطع القوات الصهيونية العسكرية تحقيقه ‪:‬‬
‫لنتنفس الصعدأاء‬
‫فإذا لم نكن نعيش حلما فلنقيدأ كل شروطنا‬
‫ومتطلباتنا‬
‫بتأكيدأ عدأم الفصل‬
‫)بين ما نريدأ وما نأخذ(‬
‫وهناك تيار آخر اتضح فيه أن مظاهر الحترام لدأعوى السلم ما هي إل وسيلة لمتصاص‬
‫ما يمكن امتصاصه والسطو ما استطاعوا‪ ،‬حيث انبثقت تطلعات جدأيدأة إضافة للتطلعات القدأيمة‬
‫التاريخية "بروتوكولت حكماء صهيون"‪ ،‬تؤشر السبل للسيطرة القتصادأية على جميع "الغيار"‬
‫وربما يكون "دأيدأي منوسي" أكثر تعبي ار عن هذه الطماع بحكم علقته العميقة "بالهستدأروت"‬
‫وجريدأة "يدأيعوت أحرونوت" التي قلما يخلو عدأدأ من نشر نتاجه فهو يقول في قصيدأة بعنوان‬
‫"النشيدأ السيمفوني")‪:(95‬‬
‫قال رئيس الحكومة ‪ ..‬لكل المخلصين المساعدأين‬
‫على ماذا يدأل كامب دأيفيدأ ‪ ..‬أعلى الملك دأاوودأ ؟‬
‫العلم الجبار ‪ ..‬والملك المبراطور‬
‫فأنا ميال للحذو ‪ ..‬على نهجه‬
‫قال وزير الخارجية ‪ ..‬بأساليب ملوية‬
‫إذا كنت مجنونا ‪ ..‬فلن تكون اتفاقية‬
‫فهل أنت معتوه ؟‬
‫الن والماضي ‪ ..‬لتنشدأ التفاق اليجابي‬
‫قال وزير المالية ‪ ..‬لندأخل الستحقاقات‬
‫)بسرعة(‬
‫لتخفيف الكأس ‪ ..‬نماذج كثيرة‬
‫أعيدأت ‪ ..‬طلب ا للنزاهة‬

‫‪19‬‬
‫إواضافة الصحراء ‪ ..‬على قائمة سادأوم‬
‫الصيف التي من سيناء ‪ ..‬والطور‬
‫معاناة كعقوبة سيناء ‪ ..‬ل تخضع للشك‬
‫والعيب ‪ ..‬وربما تق أر الحزن هذا‬
‫بين المم ‪ ..‬فل تراه‬
‫الغتصاب هو هدأف "بيجن" وقصدأه‪ .‬أما وزير الخارجية فلم يحلم أن تحقق و ازرته مثل هذا‬
‫الكسب للطماع الصهيونية‪ ،‬كما تبلورت خلل المفاوضات مشاعر التعالي من جدأيدأ ‪:‬‬
‫في الذكرى الخامسة للحرب‬
‫ذهب البكاء‬
‫الناس ل يبكون‬
‫العين ل تدأمع‬
‫في السنة الخامسة للحرب‬
‫الخرون أصبحوا‬
‫كنبع نضب‬
‫كجذع شجرة‬
‫)‪(96‬‬
‫عارية‬
‫ومن هذا السردأ لصورة العربي في الدأب العبري الذي تتبعناه منذ بدأاية هذا القرن وحتى عام‬
‫‪ ،1978‬اتضح لنا سوء النية والنيل المسبق للشعور بالغضب في الفكر الصهيوني والسرائيلي‬
‫الذي استغل العدأاء الدأبي في مسخ و تشويه صورة العربي ونعته بأسوأ نعوت المعجم العبري‪،‬‬
‫وبالرغم من ظهور مجموعة من الدأباء والمثقفين الذي تعاطفوا مع العرب من خلل الحساس‬
‫الزائف بالذنب إل أننا نجدأ أن موقفهم السياسي والدأبي لم يتخطى حاجز الوعي لدأيهم‪ .‬وفي‬
‫العدأدأ القادأم بإذن اللـه سنتابع سويا مدأى فاعلية معاهدأات السلم "كامب دأيفيدأ – مدأريدأ – أوسلو‬
‫– واي ريفر" في تغيير صورة العربي في الدأب العبري‪.‬‬

‫دأعـاء الشريف‬

‫‪20‬‬
‫‪ () 1‬الشامي‪ .‬رشادأ )دأكتور( ‪ :‬عجز النصر )الدأب السرائيلي وحرب ‪ ،(1967‬دأار الفكر للدأراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،1990 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ () 2‬رادأيكالية ‪ :‬كلمة لتينية قدأيمة معناها جذر النبات‪" .‬الرادأيكاليين" الذين يردأون الوصول بالمور إلى أقصى أطرافها‪ ،‬انتقلت إلى السياسة ثم إلى علم‬
‫الجتماع وأحيان ا الفن والنقدأ‪ .‬وشاع المصطلح بعدأ ذلك على المتطرفين من أي اتجاه‪.‬‬
‫‪ () 3‬الهاسكاله ‪ :‬حركة التنوير اليهودأي‪ ،‬والنهضة الثقافية التي بلغت أوجها في أوربا في القرن الـ ‪ 18‬وطالبت بنشر العلم والثقافة بين سوادأ الشعب‪ ،‬إوالغاء‬
‫الحواجز بين بني إسرائيل وسائر الشعوب‪ ،‬وكان من أهم نتائجها إحياء اللغة العبرية كلغة كتابة وتخاطب‪.‬‬
‫‪ () 4‬البيلو ‪ :‬اسم مجموعة من الطلئعيين الذين هاجروا إلى فلسطين عام ‪ 1882‬واتخذوا لهم شعا ار من سفر آشيا ‪ 2،5‬هو ‪" :‬يا بيت يعقوب هلم فنسلك في‬
‫طريق الرب"‪ .‬واخذوا منه الحروف الولى فقط‪.‬‬
‫‪ ()5‬ثيودأور هرتسل )‪ : (1904-1860‬مؤسس الحركة الصهيونية‪.‬‬
‫‪ ()6‬عبدأ المنعم‪.‬محمدأ فيصل ‪ ،‬أسرار ‪ ،1948‬مكتبة القاهرة الحدأيثة‪ ،‬القاهرة ‪ ،1968‬ص ‪.82-78‬‬
‫‪ ()7‬للدأب العبري ثلث مسميات ذو دأللت مختلفة ‪:‬‬
‫‪ ㄱ‬الدأب العبري ‪ :‬يقصدأ به كل العمال المكتوبة حتى وقتنا الحاضر بواسطة اليهودأ باللغة العبرية أو اللغة الرامية ‪.‬‬
‫‪ ㄴ‬الدأب اليهودأي ‪ :‬يشمل كل العمال التي كتبت بواسطة اليهودأ عن موضوعات يهودأية بصرف النظر عن اللغة التي تكتب بها ‪.‬‬
‫الدأب السرائيلي ‪ :‬انتج بعدأ إعلن قيام دأولة إسرائيل عام ‪ ،1948‬وهذا الدأب في معظمه أدأب عبري إوان كان بعضه قدأ كتب بلغة " الييدأيش " و يغلب عليه‬
‫الطابع العلماني ‪.‬‬
‫‪ () 8‬الشامي‪ .‬رشادأ )دأكتور(‪ ،‬عالم الفكر‪ ،‬العدأدأ الثالث‪ ،1996 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ - ()9‬الهجرة الثالثة ) ‪.(1923 – 1919‬‬
‫الهجرة الرابعة )‪ ،(1926-1924‬وهي هجرة أبناء الطبقة المتوسطة من الصهيونيين‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫الهجرة الخامسة )من عام ‪ 1929‬فصاعدأاا(‪ ،‬وخاصة تلك التي جاءت من ألمانيا‪.‬‬
‫‪ () 10‬مقولة الشعب اليهودأي‪ ،‬مقولة معادأاة السامية أو العدأاء البشري لليهودأ‪ ،‬مقولة الملكية التاريخية للرض العربية في فلسطين‪.‬‬
‫‪ () 11‬صميدأة‪ .‬محمودأ )دأكتور(‪ ،‬استراتيجية الدأب الصهيوني لرهاب العرب‪ ،‬مؤسسة التحادأ للصحافة والنشر‪ ،‬أبوظبي‪" ،1988 ،‬المقدأمة" بقلم إبراهيم البحراوي‬
‫)دأكتور(‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫ولدأ الكاتب والقصصي العبري موشيه سميلنسكي في التحادأ السوفيتي سنة ‪ ،1874‬وتوفي في تل أبيب سنة ‪ .1953‬هاجر إلى البلدأ سنة ‪ .1890‬له‬ ‫‪()12‬‬
‫عدأة مؤلفات‪ ،‬وكثير منها يدأور حول حياة الفلحين العرب واليهودأ‪ .‬كان من بين المؤيدأين لتقسيم البلدأ بين العرب واليهودأ‪ .‬من بين مؤلفاته ‪ :‬في حقول أوكرانيا‪،‬‬
‫بين كروم يهودأا‪ ،‬بعث وكارثة‪ ،‬آلم الولدأة‪ ،‬في ظل البيارات‪.‬‬
‫‪.Domb. Risa : The Arab in Hebrew prose (1911-1948) London, Vallintine Mitchell, P 23-25 ()13‬‬
‫‪ () 14‬ولدأ الكاتب العبري شموئيل يوسف عجنون في شمال النمسا سنة ‪ ،1888‬وتوفي في مدأينة القدأس سنة ‪ .1970‬هاجر إلى فلسطين سنة ‪ .1908‬ويعتبر‬
‫عجنون من عمالقة الدأب العبري‪ .‬كتب العشرات من القصص والروايات‪ .‬ونال عدأة جوائز أهمها جائزة نوبل سنة ‪ ،1966‬كما بمنح لقب دأكتوراه الشرف في‬
‫الجامعة العبرية سنة ‪ .1958‬وتنعكس في مرآة أدأب عجنون حياة اليهودأ ومشاكلهم‪ .‬وله أيض ا لون آخر من الدأب هو أدأب السطورة‪ .‬وفي كثير من إنتاجه‬
‫الدأبي نرى تأثير أسلوب التوراة بار ازا‪.‬‬
‫‪ ()15‬دأومب‪ .‬ري از ‪ :‬صورة العربي في الدأب اليهودأي ‪،1948-1911‬ترجمة توفيق عطاري‪ ،‬دأار الجليل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،1990 ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ () 16‬حزين‪ .‬صلح ‪ :‬الشخصية العربية في الدأب السرائيلي ‪ ،‬مشارف)دأورية(‪ ،‬دأار مشارف للنشر رام اللـه‪ ،‬دأار عربسك للنشر حيفا‪ ،‬العدأدأ )‪ ،(7‬مارس‪،‬‬
‫‪ ،1996‬ص ‪. 121‬‬
‫‪ ()17‬حاييم هزاز ‪ :‬ولدأ في أوكرانيا بروسيا عام ‪ ،1898‬وجاء إلى فلسطين عام ‪ ،1931‬وتوفي في مارس ‪1973‬كتب عدأة روايات صورت بدأقة حياة يهودأ اليمن‬
‫ومنها رواية "ياعيش" و"الساكنة في الحدأائق" )‪ .(1944‬كذلك كتب عدأة مسرحيات عن الخلص المسيحاني مثل "نهاية اليام" )‪ .(1950‬ومن أعماله التي تتناول‬
‫فترة النتدأاب البريطاني في فلسطين )‪" (1942‬رحى متحطمة" و"أحجار فائدأة" )‪ (1946‬و"الموعظة"‪ ،‬وعدأدأا كبي ار من القصص القصيرة التي تعكس نوع ا من‬
‫التوتر والقلق الناتج عن خوفه من انهيار القيم اليهودأية وضياعها‪.‬‬
‫‪ () 18‬ولدأ يعقوب رابينوفيتش في "فولكوفيسك" في ليتوانيا‪ ،‬في عائلة دأينية‪ .‬ثم ذهب إلى سويس ار لدأراسة الدأاب اللمانية والفرنسية والسكندأنافية‪ ،‬استقر في‬
‫فلسطين عام ‪ ،1910‬حيث التزم بالعمل مع حزب "هابوعيل هاتسعير"‪ ،‬وأصبح واحدأا من الكتاب الدأائمين في مجلته الدأبية‪ ،‬كما كتب في مجلت أخرى‪.‬‬
‫‪ () 19‬المقتطفات بين القواس موجودأة في كتاب ري از دأومب‪ ،‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.128-126‬‬
‫‪ () 20‬ري از دأومب‪ ،‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ () 21‬ري از دأومب‪ ،‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ () 22‬أحادأ هعام ‪ :‬معناه واحدأ من الشعب‪ ،‬وهو اسم شهرة لقب به الروائي "أشير جينز برج"‪ ،‬فيلسوف الصهيونية الثقافية‪ ،‬وهو من أشهر الكتاب والمفكرين في‬
‫الدأب العبري‪.‬‬
‫‪ () 23‬يوتوبيا ‪ :‬كلمة يونانية تعني المدأينة الفاضلة‪.‬‬
‫‪ ()24‬دأومب‪ .‬ري از )دأكتورة(‪ ،‬المصدأر السابق‪ ،‬عمان‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ () 25‬دأومب‪ .‬ري از )دأكتورة(‪ ،‬المصدأر السابق‪ ،‬عمان‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪.Domb. Risa : Op. P 96()26‬‬
‫‪ ()27‬ولدأ اسحاق شامي في مدأينة الخليل بفلسطين في عام ‪ ،1888‬وتوفي في حيفا عام ‪ .1949‬أصدأر شامي كتابه الول عام ‪ 1907‬بعنوان "العاقر"‪ .‬اهتم في‬
‫كتاباته بوصف حياة يهودأ الشرق‪ .‬من مؤلفاته "انتقام الباء" و"ست قصص"‪ .‬يعتبر من أكثر كتاب الدأب العبري الفلسطيني الذين كتبوا عن العرب شهرة حتى قيام‬
‫دأولة إسرائيل‪.‬‬
‫‪Domb. Risa : Op, P 43 ()28‬‬
‫‪ ()29‬اسرائيل زارحي ‪ :‬ولدأ في بولندأا حيث تلقى تعليم ا دأيني ا وعلماني اا‪ ،‬هاجر إلى فلسطين‪ .‬كان غزير النتاج‪ ،‬وخلل السنوات الخمس عشرة من إبدأاعه‪ ،‬نشر‬
‫أربعة عشر كتابا أدأبي اا‪ ،‬منها ست روايات طويلة‪ .‬موضوع رواياته هو الصعوبات التي واجهت المهاجرين اليهودأ في سعيهم للندأماج‪ .‬إوالى جانب ذلك فقدأ اهتم‬
‫بموضوعين آخرين ‪ :‬العلقة الخاصة بين الرجل والمرأة‪ ،‬والثاني القدأس‪ .‬هذان الموضوعان يظهران في "قرية سلوان"‪.‬‬
‫‪.Domb : Op, P 99 ()30‬‬
‫‪ ()31‬شامي‪ .‬اسحق‪ :‬انتقام الباء ‪ .‬تل أبيب ‪1928 ،‬‬
‫‪ ()32‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪. 72– 49‬‬
‫‪ () 33‬ري از دأومب‪ ،‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ () 34‬أوريان‪ .‬دأان ‪ :‬شخصية العربي في المسرح السرائيلي )باللغة العبرية(‪ ،‬منشورات "أورعام"‪ ،1996 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ () 35‬شلحت‪ .‬أنطوان ‪ :‬زحزحة بعض القيم‪ ،‬مشارف )دأورية(‪ ،‬العدأدأ ‪ ،13‬يناير ‪ ،1997‬ص ‪.99‬‬
‫‪ ()36‬شلحت ‪ .‬أنطوان ‪:‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪. 100‬‬
‫‪ () 37‬دأان أوريان ‪ :‬محاضر في قسم المسرح جامعة تل أبيب بكلية "أورانيم"‪ .‬دأرس في الجامعة العبرية في القدأس وحصل على شهادأة الدأكتوراه من جامعة‬
‫بلجيكا‪ ،‬نشر مقالت ومؤلفات في البحث المسرحي وفي التربية للمسرح‪.‬‬
‫‪ ()38‬أوريان‪.‬دان ‪ :‬الصمدر السابق ص ‪. 29‬‬
‫‪ () 39‬شلحت‪ .‬أنطوان‪ ،‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ () 40‬أوريان‪ .‬دأان‪ ،‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.31-30‬‬
‫‪ () 41‬السعدأ‪.‬جودأت‪ :‬الدأب الصهيوني الحدأيث بين الرث و الواقع‪ ،‬المؤسسة العربية للدأراسات والنشر ‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الولي‪ ، 1981 ،‬ص ‪. 30‬‬
‫‪ ()42‬ولدأ بيالك عام ‪ 1873‬في قرية رادأي بمقاطعة فولهينيا الروسية‪ ،‬وتمثلت في حياته كل صور الحياة اليهودأية التقليدأية التي سادأت "الجيتو" اليهودأي الواسع‬
‫في روسيا‪ .‬وفي عام ‪ 1891‬اتجه إلى أودأيسا حيث تعرف على الزعماء الفكريين للحياء القومي العبري ‪ .‬سعى للحفاظ على التراث العبري الكلسيكي لكي يضعه‬
‫في خدأمة الحياء القومي ‪ ،‬هاجر إلى فلسطين عام ‪ 1925‬وساهم في تأسيس الجامعة العبرية‪ .‬وتوفي سنة ‪ 1934‬ودأفن في تل أبيب‪.‬‬
‫‪ ()43‬بياليك‪ .‬حاييم نحمان ‪ :‬قصيدأة منبت الشعر‪ ،‬ضمن المجموعة الكاملة لعمال بياليك‪ ،‬تل أبيب‪ ،‬الطبعة الولى‪.1938 ،‬‬
‫‪ ()44‬بتاريخ ‪ ، 9/4/1948‬نفذت عصابتا "التسل وليحي" مذبحة في بلدأة دأير ياسين العربية‪ ،‬الواقعة على مشارف القدأس‪ .‬حيث قتل ‪ 254‬عربياا‪ ،‬معظمهم من‬
‫النساء والطفال والشيوخ‪.‬‬
‫‪ ()45‬شفيق ناظم الغبرا‪ ،‬مجلة السياسة الدأولية‪ ،‬مؤسسة الهرام‪ ،‬العدأدأ ‪ ،123‬يناير ‪ ، 1996‬صفحة ‪.58‬‬
‫‪ () 46‬الدأب المجندأ ‪ :‬اللتزام بالبعدأ عن إبراز أي نوع من التناقض بين اليدألوجية الصهيونية وبين تجربة الفردأ في واقع الحياة‪.‬‬
‫‪ () 47‬شاكيدأ‪ .‬جارشون ‪ :‬الدأب النثري العبري من )‪ ،( 1980-1880‬الجزء الثالث‪ ،‬الدأب الحدأيث بين الحربين‪ ،‬دأار نشر هاكيبوتس هام آحادأ‪ ،‬ص ‪-208‬‬
‫‪.210‬‬
‫ولدأ يزهار سميلنسكي في رحوبوت سنة ‪ .1916‬يعمل محاض ار في الجامعة العبرية في القدأس‪ .‬اشترك في حرب عام ‪ ،1948‬وكان ضابط الستخبارات‬ ‫‪()48‬‬
‫للمنطقة الوسطى‪ .‬وكان لهذه الحرب وقع شدأيدأ عليه؛ ويظهر ذلك في أدأبه‪ .‬وهو يعتبر من أعمدأة الدأب العبري الحدأيث‪ .‬له عدأة مؤلفات منها ‪ :‬في أطراف النقب‬
‫)‪ ،(1945‬قالفة منتصف الليل )‪ ،(1950‬الغابة في التلة )‪ ،(1943‬أيام تسكلج )‪ ،(1958‬أربع قصص )‪ ،(1950‬قصص السهل )‪ ،(1964‬بأقدأام عارية )‬
‫‪ ،(1959‬ست قصص صيف )‪.(1950‬‬
‫‪ ()49‬العربوش أو عربوش كلمة استهزاء وسخرية يطلقها اليهودأ على العرب‪.‬‬
‫‪ () 50‬سميلنسكي‪ .‬يزهار ‪ :‬خربة خزعة‪) ،‬سبع قصص(‪ ،‬دأار نشر "هكبوتس همتوحادأ"‪ ،‬تل أبيب‪ ،1977 ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ ()51‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ ()52‬ولدأ يوسف أريخا عام ‪ 1907‬في أولفنسك بأوكرانيا‪ ،‬هاجر إلى فلسطين عام ‪ 1925‬وعاش فيها حتى عام ‪ 1929‬حيث رحل إلى الوليات المتحدأة واستمر‬
‫هناك حتى عام ‪ 1932‬ثم عادأ إلى تل أبيب مرة أخرى ورأس بلدأيتها حتى توفي عام ‪1972‬‬
‫‪ () 53‬أريخا يوسف ‪ :‬قصص عبرية من حياة العرب‪ ،‬دأار نشر عوفيدأ‪ ،‬تل أبيب‪ ،1963 ،‬ص ‪.230‬‬
‫‪ ()54‬ولدأ مردأخاي طبيب عام ‪ .1910‬نشر قصته الولى عام ‪ 1947‬في مجلة "عتيم"‪ .‬من أبناء الطائفة اليهودأية اليمنية‪ ،‬ولذا فقدأ جاهدأ كثي ار من أجل شق‬
‫طريقه في مجال النتاج الدأبي‪ ،‬يكتب الشعر ولكنه تميز كقصاص‪ .‬من أعماله الكبرى ‪ :‬رواية "مثل عشب الحقل" ‪ ،1948‬ورواية "المنبوذ" ‪.1957‬‬
‫‪ () 55‬طبيب‪ .‬مردأخاي ‪ :‬طريق ترابي‪ ،‬دأار نشر عوفيدأ‪ ،‬الطبعة التاسعة‪ ،1970 ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ ()56‬سميلنسكي يزهار ‪ :‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ ()57‬ولدأ ناتان شاحم عام ‪ 1925‬في تل أبيب وخدأم في "البالماخ" )سرايا الصاعقة( ثم في الجبهة الجنوبية أثناء حرب ‪ 1948‬وبعدأ ذلك أصبح عضوا في‬
‫الكيبوتس "بيت الفا" وله إنتاجات أدأبية كثيرة في مجال الرواية والمسرحية والقصة القصيرة يصف من خللها حياة الكيبوتس‪.‬‬
‫‪ () 58‬أريخا يوسف‪ ،‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.242‬‬
‫‪ ()59‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.345‬‬
‫‪ ()60‬اسحاق أورباز ‪ :‬ولدأ سنة ‪ .1923‬دأرس في مستوطنة "مئير شفية"‪ .‬ما بين السنوات ‪ .1963-1948‬دأرس في جامعة تل أبيب‪ .‬بدأأ بنشر إنتاجه الدأبي‬
‫منذ سنة ‪ .1948‬أول مجموعة قصصية له صدأرت عام ‪ 1959‬بعنوان ) بعشب بري(‪ .‬أما روايته )جلدأ من أجل جلدأ( فقدأ نالت جائزة أدأبية كبرى سنة ‪.1963‬‬
‫‪ () 61‬أريخا يوسف‪ ،‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.339‬‬
‫‪ ()62‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪ () 63‬عالم الفكر‪ ،‬المجلدأ الرابع والعشرون‪ ،‬العدأدأ الثالث‪ ،‬يناير‪/‬مارس ‪ ،1996‬ص ‪.121‬‬
‫‪ ()64‬ولدأ أشر براش في جاليسيا عام ‪ ،1889‬وهاجر إلى فلسطين عام ‪ 1914‬حيث عمل بتدأريس اللغة العبرية وآدأابها‪ .‬بدأأ حياته الدأبية بكتابة عدأة قصائدأ‬
‫شعرية ومجموعة قصصية باليدأيش ثم تحول بعدأ ذلك إلى الكتابة باللغة العبرية‪ .‬كتب عدأة قصص من واقع الحياة اليهودأية في جاليسيا كما كتب أيضا عن حياة‬
‫مهاجري الموجه الثانية في فلسطين‪.‬‬
‫‪ ()65‬أريخا يوسف‪ ،‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪ ()66‬ولدأ أهرون ميجدأ سنة ‪ 1920‬في بولندأا‪ .‬نزح مع أهله سنة ‪ 1926‬إلى البلدأ واستوطنوا رعنانا‪ .‬كتب في عدأة صحف وله عدأة مؤلفات‪ .‬أشهرها "الحي‬
‫أفضل من الميت" )‪. (1970‬‬
‫‪ () 67‬أريخا يوسف‪ ،‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.309‬‬
‫‪ ()68‬يوسف حناني ‪ :‬كاتب يهودأي ولدأ في فيلنا عام ‪ ،1908‬وانتقل إلى فلسطين عام ‪ 1925‬ومنذ ذلك الوقت كانت كتاباته عن الحياة في فلسطين‪ ،‬ومن أهم‬
‫أعماله مجموعة قصصية بعنوان "في طريق الحزان" ‪.1931‬‬
‫‪ () 69‬أريخا يوسف‪ ،‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫‪ ()70‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪ ()71‬شلحت أنطوان‪ ،‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ () 72‬الشامي رشادأ )دأكتور(‪ ،‬عجز النصر‪ ،‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ ()73‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.137-134‬‬
‫‪ () 74‬أ‪ .‬ب‪ .‬يهوشواع ‪ :‬في مواجهة الغابات ‪ ،‬ضمن مجموعة )تسع قصص(‪ ،‬دأار هكبوتس همئوحادأ‪ ،‬تل أبيب‪.1972 ،‬‬
‫‪ ()75‬ولدأ أ‪ .‬ب‪ .‬يهوشوع سنة ‪ . 1936‬يعتبر اليوم من ألمع الدأباء العبريين‪ .‬له عدأة مؤلفات منها العاشق‪ ،‬مقابل الغابات‪ .‬وقدأ صدأرت له أيض ا خمس كتب في‬
‫الوليات المتحدأة آخرها )الجلء الخير(‪.‬‬
‫‪ ()76‬ولدأ الكاتب عاموس عوز سنة ‪ .1939‬منذ سنة ‪ 1953‬يسكن كيبوتس حولدأاه‪ .‬في المراحل الولى من إنتاجه الدأبي نرى أنه كانت عندأه ميول يمينية‪ .‬اما‬
‫في السنوات الخيرة فقدأ حدأث تحول في مسيرته الشخصية وأصبح ذا ميول يسارية‪ .‬واليوم يعتبر من مؤسسي حركة )السلم الن(‪ .‬له عدأة قصص ومقالت‬
‫منها ‪ :‬بلدأ بنات آوى‪ ،‬ميخائيل خاصتي‪ ،‬هنا وهناك في أرض إسرائيل‪ ،‬وفي الضوء الزرق القوي‪.‬‬
‫‪ ()77‬عوز‪ .‬عاموس ‪ :‬بلدأ بنت آوى‪ ،‬برزيل‪ .‬هليل‪ ،‬ست كتب )‪ 16‬قصة(‪ ،‬دأار نشر يحيدأين احودأ موتسئيم‪ ،1972 ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ ()78‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.23-22‬‬
‫‪ () 79‬ولدأ موشيه شمير في مدأينة صفدأ سنة ‪ .1921‬وبعدأ سنة واحدأة من ميلدأه انتقل والدأيه إلى تل أبيب‪ .‬بعدأ حرب ‪ 1967‬أصبح من مؤيدأي أرض إسرائيل‬
‫الكبرى‪ .‬وفي سنة ‪ 1971‬أنضم إلى طاقم جريدأة معاريف‪ .‬وانتخب عضوا للكنيست السرائيلية في قائمة التكتل سنة ‪ ،1977‬ولكنه استقال من الكنيست على أثر‬
‫النسحاب من سيناء‪ ،‬وأصبح أحدأ مؤسسي حزب )هتحياة( النهضة وهو يعتبر اليوم من اليمين السرائيلي المتطرف‪.‬‬
‫‪ ()80‬شامير‪ .‬موشيه ‪ :‬حياة شعب إسماعيل‪ ،‬تل أبيب‪ ،1968 ،‬ص ‪.183-182‬‬
‫‪ () 81‬الشامي‪ :‬رشادأ )دأكتور(‪ ،‬عجز النصر المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪ () 82‬لفين‪ .‬حانوح ‪ :‬ما شأن العصفور )ما إخبت لتسبور(‪ ،‬دأار نشر "سيمان قريئا"‪ ،‬و"هاكبوتس همئوحادأ"‪ ،‬و"موعادأون هسيفر هعبري"‪ ،‬تل أبيب‪ ،1987 ،‬ص‬
‫‪.13‬‬
‫‪ () 83‬الشامي ‪.‬رشادأ ) دأكتور ( ‪ :‬عجز النصر ‪ ،‬المصدأر السابق ‪ ،‬ص ‪. 153‬‬
‫‪ () 84‬و ازرة العلم‪ ،‬الهيئة العامة للستعلمات‪ ،‬نظرات على انتصارات العسكرية الوطنية المصرية‪.‬‬
‫‪ ()85‬ولدأ ايهودأ بن عيزر في مدأينة بيتح – تكفا )ملبس( سنة ‪ . 1936‬يكتب في صحيفة هآرتس الصباحية‪ .‬له عدأة روايات وقصص أطفال ومقالت في النقدأ‬
‫والشعر‪.‬‬
‫‪ () 86‬بن عيزر ايهودأ‪ ،‬افرات‪ ،‬دأار نشر مدأن مفعالي‪ ،‬تل أبيب‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،1978 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ ()87‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ ()88‬يهوشوع أ‪ .‬ب‪ ،.‬العاشق‪ ،‬تل أبيب‪ ،1978 ،‬ص ‪.248‬‬
‫‪ ()89‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.278‬‬
‫‪ () 90‬شلحت أنطوان‪ ،‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ () 91‬أوريان دأان‪ ،‬المصدأر السابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ () 92‬صحيفة عل همشمار الصادأرة بتاريخ ‪.1/12/1978‬‬
‫‪ () 93‬السعدأ ‪.‬جودأت ‪ ،‬الدأب الصهيوني بين الرث والواقع‪ ،‬المؤسسة العربية للدأراسات والنشر‪ ،1981 ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪ () 94‬صحيفة يدأيعوت أحرونوت الصادأرة بتاريخ ‪.22/9/1978‬‬
‫‪ ()95‬صحيفة يدأيعوت أحرونوت الصادأرة بتاريخ ‪.18/8/1978‬‬
‫‪ () 96‬صحيفة معاريف الصادأرة بتاريخ ‪.15/9/1978‬‬

You might also like