You are on page 1of 41

‫الفصل األول‬

‫ماهية االقتصاد و منهجيته ؟‬


‫أوالً ‪ :‬تعريف علم االقتصاد ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬أقسام علم االقتصاد ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬لماذا ندرس علم االقتصاد؟‬
‫(أهمية دراسة علم االقتصاد)‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬الفرق بين مفهوم النمو االقتصادي‬
‫و مفهوم الرفاهية االقتصادية‪.‬‬
‫خامسا ً‪ :‬الفرق بين االقتصاد الموضوعي و االقتصاد‬
‫المعياري‪.‬‬

‫سادسا ً‪ :‬بعض التعريفات االقتصادية‪.‬‬


‫أوال ‪ :‬تعريف علم االقتصاد ‪:‬‬

‫قام بتعريف علم االقتصاد بعض العلماء والباحثين‬


‫والمهتمين‪ ،‬ومنهم‪:‬‬
‫* العالم آدم سميث والذي عرفه بأنه العلم الذي يهتم بالثروة‬
‫(المال) ويدرس اغتناء األمم‪.‬‬

‫‪ -‬يتمتع هذا العالم بلقب (مؤسس علم االقتصاد–مؤسس المذهب الرأسمالي القديم)‪.‬‬
‫‪ -‬هو أول إنسان تكلم عن االقتصاد و كتب عن االقتصاد في كتاب منفرد لذلك‬
‫سمي مؤسس علم االقتصاد ‪.‬‬
‫‪ -‬كتب هذا العالم كتاب ثروة األمم عام ‪ 1776‬م ‪،‬وعند كتابته لهذا الكتاب إستفاد‬
‫من كتاب مقدمة في علم االجتماع البن خلدون‪.‬‬
‫* عبد الرحمن بن خلدون]‪1332‬م–‪1406‬م[ كتب هذا الكتاب (مقدمة في علم‬
‫االجتماع) والذي كان يتضمن في محتوياته السياسة والدين واألخالق وعلم النفس‬
‫واالقتصاد وغير ذلك من العلوم االجتماعية‪ ،‬اقتبس آدم سميث من هذا الكتاب ما‬
‫يحتاجه منه‪.‬‬
‫مر علم االقتصاد بمرحلتين هما‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬المذهب الرأسمالي القديم‬


‫]‪1776‬م – ‪1929‬م[ وقد انتهت هذه المرحلة‬
‫بظهور الكساد العالمي الكبير‪ ،‬و من مظاهر هذا الكساد الذي‬
‫ظهر في هذه الفترة‪:‬‬
‫‪ -‬انهيار األسواق المالية‪.‬‬
‫‪ -‬انهيار النظام النقدي‪.‬‬
‫‪ -‬انهيار نظام الذهب‪.‬‬
‫‪ -‬انهيار في أسعار السلع و الخدمات‪.‬‬
‫المرحلة الثانية ‪:‬‬
‫المذهب الرأسمالي الحديث ]‪1936‬م ‪ -‬يومنا‬
‫الحالي[‬

‫جون مينارد كينز و الذي عرف علم االقتصاد بأنه العلم‬


‫الذي يهتم بالعمالة والفائدة والنقود ‪.‬‬

‫وضع أسس لمذهب رأسمالي حديث وذلك ضمن كتابه‬


‫]النظرية العامة في العمالة و الفائدة والنقود[‪.‬‬

‫الدكتور عبد الحميد الغزالي و الذي عرف علم االقتصاد بأنه‬


‫علم البحث عن األرزاق المقدرة وفقا ً للضوابط الشرعية‪.‬‬
‫التعريف الشامل لعلم االقتصاد‬

‫فهو أحد العلوم اإلنسانية االجتماعية و يهتم‬


‫بالطريقة التي يوظف بها المجتمع موارده‬
‫االنتاجية النادرة لتحقيق أهداف المجتمع‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫عناصر التعريف السابقة ‪:‬‬
‫‪ -1‬االقتصاد هو علم إنساني اجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬الموارد االنتاجية ( عناصر اإلنتاج ) ‪.‬‬

‫‪ -3‬الندرة‪.‬‬

‫‪ -4‬أهداف المجتمع االقتصادية ‪.‬‬


‫االقتصاد هو علم إنساني اجتماعي ‪:‬‬

‫أقسام العلوم ‪:‬‬

‫أ‪ -‬العلوم الرياضية ] الحساب ‪ ،‬الجبر ‪ ،‬الهندسة [ ‪.‬‬


‫ب‪ -‬العلوم الطبيعية ] الفيزياء ‪ ،‬الكيمياء ‪ ،‬األحياء ‪،‬‬
‫الجغرافيا الطبيعة ‪ ،‬الفلك ‪ . [ ... ،‬و ِكال هذين العلمين هما‬
‫علوم محايدة بحتة‪.‬‬
‫ج‪ -‬العلوم اإلنسانية‬
‫العلوم اإلنسانية تنقسم إلى ‪:‬‬

‫علوم إنسانية فردية‪ :‬تدرس اإلنسان‬


‫بصفته إنسان ليس له عالقة بالجماعة‬
‫(مثل علم النفس السيكلوجي وعلم‬
‫النفس الفسيولوجي)‪.‬‬

‫علوم إنسانية اجتماعية‪ :‬تدرس اإلنسان بصفته عضو في‬


‫الجماعة يؤثر فيها و يتأثر بها‪] .‬علم السياسة‪ ،‬االقتصاد‪،‬‬
‫األخالق‪ ،‬األديان‪ ،‬الفلسفة[‪( .‬وهي تسمي مجتمعة بعلم‬
‫االجتماع)‪ .‬لذلك ينضم االقتصاد إلي مجموعة العلوم‬
‫االنسانية االجتماعية والتي تسمي بعلم االجتماع‪.‬‬
‫الموارد االنتاجية ( عناصر اإلنتاج ) ‪:‬‬

‫أن أي عملية إنتاجية تحتاج إلى أربعة‬


‫عناصر رئيسية هي ‪:‬‬

‫عنصر العمل ‪ :‬و المقصود بالعمل هو أي جهد بدني أو‬


‫يمارس في اإلنتاج ( العملية اإلنتاجية ) مثل‬‫َ‬ ‫عقلي‬
‫خدمات المزارع والمدرس والكاتب والمهندس‬
‫والكهربائي ويقوم أصحاب هذه الخدمات بالمشاركة في‬
‫العملية االنتاجية مقابل دخل أو عائد يسمى األجر‬
‫رأس المال ‪:‬‬
‫و المقصود به السلع الرأسمالية التي يتم إنتاجها و‬
‫تستخدم في إنتاج سلع أخرى مثـــــــــــل اآلالت و‬
‫المعدات‪ ،‬كما يطلق رأس المال على النقود في حالة‬
‫تشغيلها و يسمى برأس المال النقدي ‪ ،‬و عائد رأس المال‬
‫يسمى في االقتصاد اإلسالمي بالربح ‪ ،‬أما في االقتصـــــاد‬
‫الرأسمالي فيسمى بالربا ‪ .‬وتختلف السلع الرأسمالية عن‬
‫السلع االستهالكية حيث أن السلع االستهالكية تنتـــــــــج‬
‫لالستهالك الشخصي مثل المواد الغذائية والمالبس‬
‫والخدمات المختلفة كخدمات الصحة والتعليم‪.‬‬
‫األرض ‪:‬‬

‫االرض بالمفهوم االقتصادي أوسع بكثير من االرض‬


‫بالمفهوم العام‪ .‬حيث ال تقتصر األرض على اليابسة فقط ‪،‬‬
‫حيث تشمل األرض بالمفهوم االقتصادي ما هو في باطن‬
‫األرض من معادن و ثروات و ما هو في داخل البحر من‬
‫أسماك و جواهر و ما هو في الغابات من أشجار و ما هو‬
‫في الفضاء الخارجي و عائد األرض يسمى الريع أو اإليجار ‪.‬‬
‫التنظيم ‪:‬‬

‫حيث أن أي عملية إنتاجية تحتاج إلى منظم‪ ،‬وهو‬


‫المسئول عن إحداث توليفة معينة من عناصر اإلنتاج‬
‫لتحقيق أقصى إنتاج ممكن وبأقل التكاليف ويعمل‬
‫المنظم مقابل عائد يسمى الربح‪ .‬و المعروف أن أي‬
‫مشروع اقتصادي صغيرا ً كان أم كبيرا ً ال يمكن أن‬
‫يتكون بدون هذه العناصر ‪.‬‬
‫‪.3‬الندرة‪:‬‬

‫المقصود بالندرة ‪ :‬هي الندرة النسبية و ليست المطلقة بمعنى‬


‫أن الموارد اإلنتاجية أو عناصر اإلنتاج متوفرة و لكنها إذا ما‬
‫قورنت باالحتياجات اإلنسانية المتعددة أو المتجددة فإنها ال‬
‫تكفي و مسألة الندرة تدفعنا لإلجابة على ‪ 3‬أسئلة هي ‪:‬‬
‫ماذا ننتج ؟؟ كيف ننتج ( تنظيم اإلنتاج )؟؟ لمن ننتج ؟؟‬
‫السؤال األول‪ :‬ماذا ننتج؟‬

‫فما دامت الموارد نادرة فالبد من إنتاج السلع االكثر أهمية‬


‫مع العلم أن انتاج سلعة معينة سيضرنا إلي التضحية بإنتاج‬
‫سلع أخري وهذا ما يعرف بتكلفة الفرصة البديلة وهي تعني‬
‫( أننا لو أنتجنا سلعة معينة سوف نضطر للتضحية بإنتاج‬
‫سلع أخري ‪ ،‬ومقدار التضحية يحسب بقيمة أفضل البدائل‬
‫التي كان يمكننا القيام بها )‪.‬‬
‫علي سبيل المثال يمكننا أن نحسب‬
‫التكاليف االقتصادية للدراسة في‬
‫الجامعة كالتالي ‪:‬‬

‫التكاليف االقتصادية =‬
‫التكاليف المحاسبية ‪ +‬تكلفة الفرصة البديلة‬

‫وتشمل التكاليف المحاسبية ( أو الصريحة ) الرسوم‬


‫الدراسية وثمن الكتب وثمن المواصالت وكل‬
‫المصاريف المدفوعة بشكل صريح‪.‬‬
‫أما تكلفة الفرصة البديلة ( التكاليف المضحي بها )‬
‫فتشمل قيمة العمل البديل الذي كان بإمكان الطالب‬
‫الجامعي القيام به لو لم يلتحق بالجامعة ولكنه ضحي به‬
‫مقابل الدراسة‪ ،‬فإذا لم يكن لهذا الطالب أي عمل بديل تم‬
‫التضحية به‪ ،‬عندها نقول أن تكلفة الفرصة البديلة =‬
‫صفر‪.‬‬

‫ومثال اخر ‪ :‬لو ذهب شخص للنزهة مع أبناءه ( مع العلم أن‬


‫أبناءه ال يستطيعون العمل ) وأن هذا الشخص ضحي بيوم عمل‬
‫كامل كان يدر عليه دخال بمقدار ‪ 20‬دينارا مقابل خروجه للنزهة‬
‫والتي كلفته ‪ 5‬دنانير‪ .‬لذلك فإن‪:‬‬
‫التكاليف االقتصادية لهذه النزهة = التكاليف المحاسبية‬
‫(الصريحة) وهي ‪ 5‬دنانير ‪ +‬تكلفه الفرصة البديلة ( التكاليف‬
‫الضمنية أو المضحي بها ) وهي ‪ 20‬دينار = ‪ 25‬دينار ‪.‬‬
‫السؤال الثاني ‪ :‬كيف ننتج؟‬

‫والمقصود بذلك تنظيم اإلنتاج ‪ ،‬فنظرا لندرة‬


‫الموارد المتاحة فالبد من استخدام هذه الموارد‬
‫بالطريقة التي تمكننا من انتاج أكبر كمية من‬
‫السلع والخدمات وبالتالي اشباع أكبر قدر من‬
‫رغبات أفراد المجتمع‪.‬‬
‫السؤال الثالث ‪ :‬لمن ننتج؟‬

‫أي كيف يتم توزيع االنتاج‪ ،‬وهذا سؤال فلسفي الختالف‬


‫اإلجابة عليه حسب المذاهب االقتصادية‪ ،‬فجهاز التوزيع‬
‫في الرأسمالية هو جهاز الثمن وفي االشتراكية هو‬
‫العمل وفي الشيوعية الحاجة‪ ،‬أما جهاز التوزيع في‬
‫االسالم فيتكون من ثالث أدوات هي العمل والحاجة‬
‫والملكية الخاصة‪.‬‬
‫‪ .4‬أهداف المجتمع االقتصادية ‪:‬‬

‫‪ -‬الكفاءة ‪ ،‬و تنقسم إلى قسمين هما‪:‬‬

‫أ‪ -‬فنية ( إنتاجية ) ‪ :‬هي استغالل الموارد االنتاجية‬


‫المتاحة مثل العمال و اآلالت و رأس المال و األرض‬
‫استغالال ً كامال ً بهدف تحقيق أقصى إنتاج ممكن بأقل‬
‫التكاليف‪ ،‬و هذا يعني أن الكفاءة الفنية تبين لنا عدم‬
‫إمكانية وجود موارد معطلة أو بطالة في المجتمع ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اقتصادية ( توزيعية ) ‪:‬‬
‫هي استغالل الموارد االنتاجية‬
‫المتاحة استغالال ً كامال ً لتحقيق أقصى إنتاج‬
‫ممكن و بأقل التكاليف مع مراعاة احتياجات‬
‫المجتمع بشكل كامل‪.‬‬
‫(كل كفاءة اقتصادية هي كفاءة فنية والعكس غير‬
‫صحيح‪ ،‬أي أنه ليس كل كفاءة فنية هي بالضرورة‬
‫كفاءة اقتصادية ) ‪.‬‬
‫‪ -‬النمو االقتصادي‪ :‬هو زيادة اإلنتاج‬
‫من السلع و الخدمات مع مرور الزمن‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬االستقرار االقتصادي ‪ :‬استقرار مستويات األسعار و ذلك‬
‫يكون بعدم حدوث تضخم( ارتفاع كبير ومستمر في‬
‫االسعار) و أيضا ً عدم حدوث كساد ( انخفاض كبير أو‬
‫تدهور في االسعار) ‪.‬‬
‫‪ -‬العدالة االقتصادية ‪ :‬وهي تعني العدالة في التوزيع ‪،‬‬
‫ومفهوم العدالة يختلف من مذهب آلخر باختالف العقيدة‬
‫التي يؤمن بها كل مذهب‪ .‬فما يراه الرأسمالي عادال يراه‬
‫المسلم غير عادال وهكذا‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬أقسام علم االقتصاد ‪:‬‬

‫ينقسم علم االقتصاد إلى قسمين‬


‫رئيسيين هما ‪:‬‬
‫القسم األول ‪ :‬االقتصاد الجزئي ‪:‬‬

‫و هو يدرس سلوك الوحدات االقتصادية الجزئية على‬


‫صعيد الفرد و المؤسسة الخاصة مثل سلوك شركة معينة‬
‫من حيث اإلنتاج و التكاليف و األرباح و الخسائر أو‬
‫سلوك مستهلك معين أو الطلب على سلعة معينة‪ ،‬فمثال ً‬
‫دراسة ارتفاع أسعار البنزين في قطاع غزة هي مثال‬
‫على االقتصاد الجزئي ‪.‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬االقتصاد الكلي ‪:‬‬
‫و هو يدرس سلوك الوحدات‬
‫االقتصادية الكلية على صعيد الدولة و‬
‫المجتمع ككل‪ ،‬مثل دراسة مواضيع‬
‫الدخل والناتج القومي والمحلي‪،‬‬
‫والتضخم و البطالة‪ ،‬النقود و البنوك‪،‬‬
‫واألسواق المالية و البورصات‪،‬‬
‫والتجارة الدولية‪ ،‬والميزانية العامة‬
‫للدولة‪ ،‬وميزان المدفوعات‪ ،‬والربا و‬
‫الزكاة ‪ ... ،‬الخ‪.‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬لماذا ندرس علم االقتصاد؟‬
‫(أهمية دراسة علم االقتصاد)‪:‬‬
‫هناك العديد من األسباب الهامة التي تدفعنا إلى دراسة‬
‫وفهم االقتصاد ونذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن االقتصاد يعتبر من األسس الهامة التي يقوم عليها أي نظام أو‬
‫مجتمع أو دولة‪.‬‬
‫‪ -2‬من خالل فهم االقتصاد يمكن معالجة مشاكل الفقر والبطالة والتضخم‬
‫والكساد الخ‪.‬‬
‫‪ -3‬من خالل معرفتنا باالقتصاد يمكننا التعامل ومعرفة الكثير من القضايا‬
‫المعاصرة مثل مفهوم النقود و البنوك‪ ،‬مفهوم األسواق المالية والبورصات‪،‬‬
‫السياسات النقدية والمالية‪ ،‬ميزان المدفوعات‪ ،‬أسعار الصرف‪ ،‬غسيل األموال‪،‬‬
‫تعويم العملة‪ ،‬السوق السوداء‪.‬‬
‫‪ -4‬من خالل فهم االقتصاد يمكننا فهم الكثير من القضايا السياسية‬
‫واالجتماعية على الصعيدين المحلي والعالمي‪.‬‬
‫رابعا ً‪ :‬الفرق بين مفهوم النمو‬
‫االقتصادي و مفهوم الرفاهية‬
‫االقتصادية ‪:‬‬

‫النمو االقتصادي ‪ :‬هو زيادة اإلنتاج من السلع و الخدمات‬


‫مع مرور الزمن ‪.‬‬
‫الرفاهية االقتصادية ‪ :‬تعني ارتفاع مستويات المعيشة‬
‫لألفراد و يتمثل ذلك بزيادة متوسط دخل الفرد السنوي في‬
‫المجتمع و على ذلك فإن أهم مؤشر من مؤشرات الرفاه‬
‫االقتصادي ألي بلد هو متوسط دخل الفرد السنوي وهذا‬
‫بمعنى أن ‪:‬‬
‫متوسط دخل الفرد السنوي = إجمالي الدخل أو اإلنتاج‬
‫المحلي ‪ /‬عدد السكان‬
‫فلو كان مثال ً ‪ ،‬إجمالي الدخل أو اإلنتاج المحلي =‬
‫‪$ 40.000.000.000‬‬
‫و كان عدد السكان ‪ 5‬مليون نسمة‪،‬‬
‫يكون متوسط دخل الفرد السنوي =‬
‫‪$ 8000 =5.000.000 / 40.000.000.000‬‬

‫حدوث النمو االقتصادي ال يعني بالضرورة تحقيق الرفاهية االقتصادية‬


‫لذلك البد أن نقارن الزيادة في اإلنتاج أو الدخل مع الزيادة بعدد السكان‬
‫فإذا زاد اإلنتاج بمعدل أكبر من الزيادة في عدد السكان فهذا يعني زيادة‬
‫متوسط الدخل و العكس صحيح ‪.‬‬
‫خامسا ً‪ :‬الفرق بين االقتصــــــــاد‬
‫الموضوعي و االقتصاد المعياري ‪:‬‬

‫االقتصاد الموضوعي ‪ :‬يسمى علم االقتصاد و يهتم بدراسة و‬


‫تحليل ما هو قائم في االقتصاد و هذا التحليل ليس له عالقة‬
‫بالعقيدة أو المبادئ التي يؤمن بها اإلنسان فهو تحليل‬
‫موضوعي و متوقع و محايد تماما ً كالعلوم الرياضية و‬
‫الطبيعية لذلك فهو محل اتفاق بين كافة المذاهب االقتصادية‬
‫(اإلسالم ‪ ،‬الرأسمالية ‪ ،‬االشتراكية ) ‪ .‬و من األمثلة على ذلك‪:‬‬
‫قوانين الطلب و العرض ‪ ،‬قوانين اإلنتاج والتكاليف‪ ،‬األنظمة‬
‫اإلدارية التي تقوم عليها الشركات و المصانع ‪.‬‬
‫االقتصاد المعياري ‪ :‬يهتم‬
‫بدراسة ما يجب أن يكون عليه‬
‫االقتصاد ‪ ،‬وهو تحليل يرتبط‬
‫بالعقيدة و المبادئ و القيم التي‬
‫يؤمن بها اإلنسان لذلك فهو محل‬
‫خالف شديد بين المذاهب‬
‫االقتصادية المختلفة ‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫مواضيع الربا و الزكاة و توزيع‬
‫الثروة ‪.‬‬
‫سادسا‪ /‬بعض التعريفات االقتصادية‪:‬‬

‫‪ -1‬حاضنة األعمال ‪:‬‬

‫حاضنات األعمال‪ /‬هي منظومة متكاملة تعتبر كل مشروع‬


‫صغيرا ً وكأنه وليد يحتاج إلى الرعاية الفائقة واالهتمام‬
‫الشامل‪ ،‬ولذلك يحتاج إلى حضانة تضمه منذ مولده لتحميه‬
‫من المخاطر التي تحيط به وتمده بطاقة االستمرارية‪،‬‬
‫وتدفع به تدريجيا ً بعد ذلك ليصبح قويا ً قادرا ً على النماء‬
‫ومؤهالً للمستقبل ومزودا ً بفعاليات وآليات النجاح‪.‬‬
‫أهداف حاضنات األعمال ‪:‬‬

‫‪ .1‬تطوير أفكار جديدة إليجاد مشروعات إبداعية‬


‫جديدة‪.‬‬

‫‪ .2‬المساعدة في توسيع مشروعات قائمة‪.‬‬


‫‪ .3‬مساعدة أصحاب االبتكارات واالختراعات في تحويل‬
‫أفكارهم إلى منتجات‪.‬‬
‫‪ .4‬توفير الدعم والتمويل والخدمات اإلرشادية والتسهيالت‬
‫المتاحة لمنتسبيها‪.‬‬
‫تصنيفات حاضنات األعمال ‪:‬‬
‫هناك العديد من التصنيفات المختلفة‬
‫ألنواع الحاضنات‪ ،‬وذلك حسب الهدف‬
‫الذي أنشأت من أجله وهي كما يلي‪-:‬‬

‫الحاضنة اإلقليمية‪ :‬وهي تخدم منطقة جغرافية معينة بهدف تنميتها‪.‬‬

‫الحاضنة الدولية ‪ :‬وهي تهدف الستقطاب رأس المال األجنبي‪.‬‬

‫الحاضنة الصناعية ‪ :‬تقام داخل المناطق الصناعية حيث يتم تبادل‬


‫المنافع لكل من المصانع الكبيرة والمشروعات الصغيرة المنتسبة‬
‫للحاضنة‪.‬‬
‫حاضنة القطاع المحدد ‪ :‬وهي تهدف إلى خدمة قطاع أو نشاط محدد‪.‬‬
‫ويعود تاريخ حاضنات األعمال إلى حقبة‬
‫السبعينيات من القرن الماضي‪ /‬وكان‬
‫أقدمها في نيويورك بالواليات المتحدة في‬
‫عام ‪1959‬م‪ ،‬ثم بدأت تنتشر وتتزايد لتضم‬
‫أكثر من سبعين حاضنة في عام ‪ ،1987‬ثم‬
‫انتقلت إلى دول االتحاد األوروبي ثم إلى‬
‫آسيا‪.‬‬ ‫شرق‬ ‫جنوب‬ ‫دول‬
‫وهناك العديد من الدول النامية التي بدأت‬
‫في تنفيذ برامج الحاضنات مثل مصر‪،‬‬
‫وتونس‪ ،‬والبحرين‪ ،‬واألردن‪ ،‬وباكستان‪،‬‬
‫وسريالنكا‪.‬‬
‫‪ -2‬سعر الصرف ‪:Exchange rate‬‬

‫هو سعر تبادل العمالت بعضها ببعض‪ ،‬فهو عبارة‬


‫عن السعر المحلي لوحدة واحدة من العملة‬
‫األجنبية‪ ،‬فمثالً سعر صرف الدوالر مقابل الدينار‬
‫(‪ )0.708‬بمعنى امتالك الدوالر سيؤدي إلى‬
‫حصولك على ‪ 70‬قرش تقريبا ً‪.‬‬
‫نظام سعر الصرف الثابت ‪:‬‬

‫وهو يعرف بالتدخل الحكومي المستمر في سوق العمالت للحفاظ على‬


‫استقرار سعر العملة‪ ،‬والحيلولة دون ارتفاع السعر أو انخفاضه عن‬
‫المستوى المحدد‪ ،‬وقد ساد هذا النظام في الفترة (‪ )1971-1944‬الذي‬
‫جاء نتيجة اتفاقية برتيون وودز وهي االتفاقية الدولية التي أبرمت في‬
‫مدينة بريتون وودز في عام ‪ ،1944‬وقد تم بموجب هذا النظام تحديد‬
‫أسعار تبادل العمالت ببعضها البعض‪ ،‬وقد تم ربطها بالذهب الذي بدوره‬
‫يمكن تحويله إلى دوالر‪ ،‬والذي كان آنذاك العملة الوحيدة القابلة للتحويل‬
‫إلى ذهب والعكس‪.‬‬

‫سعر الصرف المرن أو المعوم ‪ :‬ويتم بموجب هذا النظام تحديد‬


‫سعر صرف العمالت بنا ًء على قوى الطلب والعرض‪.‬‬
‫‪ -3‬الميزان التجاري وميزان المدفوعات‬

‫الميزان التجاري ‪:Trade Balance‬‬


‫هو عبارة عن صافي الصادرات‬
‫السلعية أي الصادرات من السلع‬
‫ناقصا ً الواردات من السلع‪.‬‬

‫ميزان المدفوعات‪ :‬هو يعبر عن جميع العمليات التجارية بين‬


‫سكان دولة والعالم الخارجي ويعرف على أنه سجل للعمليات‬
‫التجارية ألي دولة مع العالم الخارجي‪ /‬في مجال السلع‬
‫والمعامالت في األصول المالية‪.‬‬
‫ويتكون ميزان المدفوعات من الحساب الجاري وحساب رأس‬
‫المال والقطاع النقدي أو التمويل‪.‬‬
‫‪ -4‬السوق السوداء‪:‬‬

‫السوق السوداء تتمثل في قيام التجار ببيع سلعهم بأعلى‬


‫من السقف السعري الذي فرضته الحكومة‪.‬‬
‫فكرة السوق السوداء مرتبطة إلى حد كبير بتدخل الحكومة‬
‫وفرضها ألسعار أقل من األسعار التوازنية للسلع ففي‬
‫الوضع الطبيعي يتحدد سعر السلعة من خالل تفاعل قوى‬
‫الطلب والعرض بشكل حر ونزيه‪ ،‬وهذا التفاعل الحر ينتج‬
‫لنا مفهومين مهمين في عالم االقتصاد وهما‪:‬‬
‫السعر التوازني ‪ :‬وهو عبارة‬
‫عن السعر الذي ارتضاه طرفا‬
‫المعادلة وهما البائع والمشتري‪.‬‬

‫الكمية التوازنية ‪ :‬والتي تشير إلى الكمية التي‬


‫يحتاجها السوق في ظل السعر التوازني‪ ،‬ومن‬
‫المؤكد أن السوق السوداء هي ظاهرة‬
‫اقتصادية أنتجت الكثير من المشاكل حيث أن‬
‫السوق السوداء تنتج لنا ثالث ظواهر سلبية‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬يقوم التجار بإخفاء ما لديهم من‬
‫سلع لعدم رضاهم عن السعر الذي‬
‫فرضته الحكومة وبالتالي بيع سلعهم‬
‫في الخفاء بأسعار أعلى من السقف‬
‫السعري‪.‬‬
‫‪ -2‬يمتنع المستوردون عن استيراد سلع يجبرون ببيعا‬
‫بسعر مخفض‪.‬‬
‫‪ -3‬تحتاج الحكومة إلى جيش من الشرطة لإلشراف على‬
‫المتاجر وضمان عدم حدوث تجاوزات وبالتالي تتكلف‬
‫خزانة الدولة أموال باهظة‪.‬‬
‫ووفقا ً لما سبق فإن إخفاء المنتجين‬
‫لسلعهم وعدم استيراد السلعة من‬
‫الخارج يؤدي إلى حدوث نقص حقيقي‬
‫في السلعة وحدوث غالء آخر‪ ،‬األمر‬
‫الذي يعرفه االقتصاديون بالغالء الذي‬
‫ال يجلب إال غال ًء‪.‬‬

‫وكذلك فإن التكاليف التي تتكبدها الدولة لإلشراف‬


‫على قرارها بفرض سقف سعري يثقل كاهل الدولة‬
‫والمواطن معا ً‪.‬‬
‫إذا ً السوق السوداء هو حل لمشكلة جلب‬
‫معه العديد من المشاكل األكثر خطورة‪،‬‬
‫وبالتالي يبقى السؤال يدور حول كيفية‬
‫عالج مشكلة غالء األسعار‪.‬‬
‫في عهد عمر بن الخطاب رضي هللا عنه غلت الزيوت‪ ،‬فجاء إليه‬
‫الناس يشتكون‪ ،‬فلم يقدم عمر بن الخطاب رضي هللا عنه على‬
‫فرض سقف سعري ألنه يعرف أن هذا التصرف حرام شرعا‪ ،‬ولكنه‬
‫تصرف بذكاء وحكمة وقام بوضع الحلول وليس خلق المشاكل‪.‬‬
‫حيث قام بخفض العشور( الضرائب الجمركية) المفروضة على‬
‫تجارة الزيت‪ ،‬مما أدى إلى زيادة العرض ومن ثم انخفاض األسعار‬
‫دون حدوث أي مشاكل جانبية‪.‬‬

You might also like