You are on page 1of 18

‫‪1962 1954‬‬

‫د‪ .‬فتح ادلين بن أزواو‬


‫جامعة محمد بوضياف ‪ -‬املس يةل ‪ /‬اجلزائر‬

‫ملخص‪:‬‬
‫عاجلنا يف هذا املقال موقف احلركة املصالية من الثورة‪ ،‬حاولنا من خالهل كشف حوار هذه‬
‫احلركة مع جهبة التحرير حللحةل قضااي اخلالف الرئيسة‪ ،‬وتناولنا ابلتفسري مساعي املصاليني لاللتفاف‬
‫عىل املبادرة الثورية جلهبة التحرير الوطين‪ ،‬من خالل نشاطهم ادلبلومايس يف اخلارج ومعلهم املسلح‬
‫الانفرادي يف ادلاخل‪ ،‬وانصب هجدان عىل ابراز تكل املواهجة املسلحة الرشسة اليت اندلعت بني جيش‬
‫التحرير الوطين وامجلاعات املسلحة املصالية‪ ،‬يف الولايت الثالثة والرابعة واخلامسة والسادسة‪ ،‬رشحنا‬
‫أس باهبا‪ ،‬ووقفنا عند أمه منعطفاهتا‪ ،‬وحللنا نتاجئها وتداعياهتا عىل الثورة اجلزائرية‪.‬‬

‫‪- 55 -‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬


‫‪1962 1954‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تعترب القضية املصالية من أعقد القضااي اليت واهجهتا الثورة اجلزائرية‪ ،‬ذكل أن املصاليني اكنوا‬
‫يشلكـون جـزءا ل يتجـزأ من النسيـج الاجامتعي والس يايس للتيار اذلي جفر الثورة قبـل أن خيتاروا‬
‫العمـل الانفرادي بعيدا عن وصاية جهبة التحرير الوطين‪ -‬نتيجة أزمة معيقة للحركة الوطنية‪-‬‬
‫فاصطدموا هبا يف نزاع مسلح‪ ،‬ما شلك هتديدا حقيقيا عىل قدرات الثورة العسكرية وحاضنهتا‬
‫الاجامتعية والس ياس ية‪ .‬من هذا املنطلق فاإن املوضوع يكتيس أمهية ابلغـة يف كونه يعاجل مشلكة من‬
‫أخطر املشالكت اليت حاقـت ابلثورة اجلزائرية‪ .‬مفا يه خلفيات الرصاع بني جهبة التحرير واحلركة‬
‫املصالية ؟ وما يه مظاهره وتداعياته عىل الثورة اجلزائرية ؟‬
‫‪ – 1‬أزمة حركة الانتصار من أجل احلرايت ادلميقراطية وتشلك الاجتاه املصايل ‪:‬‬
‫تعرضت حركة الانتصار اإىل أزمة خطرية بني ‪ ،1954 – 1950‬اكن من أس باهبا الرئيسة‬
‫اختالف مناضيل احلركة يف السلوب املتبع لإهناء الوجود الاس تعامري‪ ،‬فاصطدم جيالن‪ :‬جيل قدمي‬
‫ألف احلياة الس ياس ية‪ ،‬وجيل الثورة اذلي حيبذ الكفاح املسلح(‪ )1‬مس تلهام العظة من جمازر الثامن‬
‫ماي ‪ ،1945‬وحسب املؤرخ الزبريي فاإن نشاط جيل الثورة اذلي أنشأ املنظمة اخلاصة ابت يقلق‬
‫بعض القيادات داخل حركة الانتصار من أجل احلرايت ادلميقراطية اليت مل تكن ترغب يف قطع مجيع‬
‫العالقات مع الإدارة الاس تعامرية‪ ،‬وأضاف بأن هذا الرتاجع عن املبدأ أدى اإىل زرع الشك يف نفوس‬
‫مناضيل حزب الشعب‪ ،‬خاصة بعد تفكك املنظمة اخلاصة‪ ،‬ذلكل سارعت جامعة من قدماء هذه‬
‫املنظمة بتفجري ثورة الفاحت نومفرب من خالل تأسيس جهبة التحرير الوطين(‪.)2‬‬
‫هذا الاختالف يف املهنج هو اذلي أدى اإىل حدوث الزمة‪ ،‬خاصة بعد اإكتشاف املنظمة‬
‫اخلاصة (‪ ،)1950‬مث تعمقت ابنعقاد مؤمتر اجلزائر ( أفريل ‪ ،) 1953‬وهو املؤمتر اذلي عقدته اللجنة‬
‫املركزية للحزب‪ ،‬أبعدت فيه مصايل عن الرئاسة وأسقطت عضوية بعض املوالني هل كمحد مزغنة‬
‫ومولي مرابح‪ ،‬وأحدثت عوض ذكل قيادة جامعية للحزب(‪.)3‬‬
‫ويالحظ عىل قرارات مؤمتر اللجنة املركزية أهنا تعمدت اإقصاء مصايل وأتباعه عن تويل‬
‫املسؤليات العليا يف حركة الانتصار‪ ،‬ذلكل بدأ هؤلء – منذ هذا التارخي ــ حبشد أنصارمه‪ ،‬اإذ وجه‬
‫مصايل نداء لقي اس تجابة واسعة يف خمتلف مناطق اجلزائر‪ ،‬مث دخل املصاليون يف حرب املواقع ضد‬
‫اللجنة املركزية للس يطرة عىل احلزب؛ حيث شلكوا جلنة اخلالص العام ( فياليل بودشيش‪ ،‬سعايب‪،‬‬

‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪- 56 -‬‬


‫‪1962 1954‬‬

‫عوين )‪ ،‬وأنشأوا جلاان حملية‪ ،‬وأوقفوا تدفق الموال اإىل خزينة احلزب وأوجدوا هيئة أراكن مصالية (‬
‫مرابح‪ ،‬مزغنة‪ ،‬ممشاوي‪ ،‬عبديل )(‪.)4‬‬
‫لقد اس تطاع املصاليون هبذا النشاط تلميع صورهتم؛ فاحنازت قاعدة احلزب ملصايل وقطعت‬
‫كثري من القسامت عالقهتا ابللجنة املركزية(‪ .)5‬وتكريسا لهذا التفوق عقدوا مؤمترا يف مدينة هورنو‬
‫البلجيكية ( جويلية‪ ) 1954‬قرروا فيه تعيني مصايل احلاج رئيسا للحزب مدى احلياة(‪ )6‬وعزل مثانية‬
‫أعضاء من اللجنة املركزية ( ابن خدة‪ ،‬حلول‪ ،‬كيوان‪ ،‬س يدي عيل‪ ،‬بودة يزيد‪ ،‬لوانيش‪ ،‬فرويخ )‬
‫واس تحدثوا عوض هذه اللجنة اجمللس الوطين للثورة ( يتكون من جتار صغار وفالحني وعامل )‪ ،‬كام‬
‫أوجدوا مكتبا س ياس يا أعضاؤه مصاليون ( مصايل‪ ،‬مزغنة‪ ،‬مرابح فياليل‪ ،‬عبديل‪ ،‬ممشاوي )(‪.)7‬‬
‫وبذكل اكن مؤمتر هورنو مرحةل هممة يف تطور الاجتاه املصايل‪ ،‬فيه تبلوروا كتيار مس تقل‬
‫خاصة بعد املؤمتر اذلي عقده املركزيون ـ شهرا بعد ذكل ـ قرروا من هجهتم عزل مصايل ومزغنة‬
‫ومرابح عن مجيع املسؤليات اليت اكنوا يتولوهنا يف احلزب(‪ .)8‬يف الخري نشري اإىل أن املصاليني ختامصوا‬
‫كذكل مع اجلناح املؤسس للجنة الثورية للوحدة والعمل‪ ،‬بعد شعورمه بأن قادة هذه اللجنة مييلون اإىل‬
‫املركزيني ويعملون حلساهبم(‪.)9‬‬
‫‪ – 2‬اإنشاء املصاليني ملنظمة س ياس ية مس تقةل (احلركة الوطنية اجلزائرية) ‪:‬‬
‫اكنت قرارات مؤمتـر هورنو أرضية للمنظمة الس ياس ية اليت أطلقها املصالـيون حتت اسـم "‬
‫احلركة الوطنية اجلزائرية " ‪ ،‬حىت اإن بعض املؤرخني ذكروا بأن اترخي تأسيسها اكن عىل اإثر انعقاد هذا‬
‫املؤمتر(‪ .)10‬وعىل ذكر اترخي التأسيس‪ ،‬فاإن الرواايت ل تتفق عىل زمن معلـوم فذهب محمد حريب‬
‫وابتريك اإفينو وجون بلونيش اإىل القول بأن اترخي ظهورها اكن يف ديسمرب ‪ )11(1954‬وهذا ينطبق مع‬
‫ما ورد يف رساةل لمحد مزغنة‪ ،‬مؤرخة س نة ‪ ،1955‬أشارت اإىل أن مصايل أنشأ احلركة الوطنية‬
‫اجلزائرية يف ديسمرب ‪ ،)12(1954‬غري أن بعض املؤرخني قدموا توارخي أخرى خمتلفة‪ ،‬مهنم مثال‬
‫بنجامني س تورا اذلي ذكر بأن مصايل احلاج منذ هناية أكتوبر ‪ 1954‬اس تغىن عن التسمية القدمية‬
‫للمنظمة الس ياس ية اليت اكن ينشط فهيا لصاحل تسمية جديدة يه " احلركة الوطنية اجلزائرية " (‪)13‬‬

‫لمتزيه عن خصومه املركزيني‪ ،‬يف حني حتدث محمد تقية عن شهر نومفرب ‪ 1954‬كتارخي أسس فيه‬
‫املصاليون هذه احلركة(‪.)14‬‬

‫‪- 57 -‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬


‫‪1962 1954‬‬

‫وميكن أن نرحج رواية شهر ديسمرب(‪ )1954‬كتارخي تأسست فيه هذه املنظمة‪ ،‬حبمك أن‬
‫واثئق الرش يف الفرنيس أشارت اإىل هذا التارخي (‪ ،)15‬وحبمك كذكل أن اجلزائر اكنت تعيش يف‬
‫ديسمرب عىل وقع الثورة‪ ،‬وقد وجد املصاليون أنفسهم يف هذه الفرتة معزولني‪ ،‬واكن علهيم الرد برسعة‬
‫عىل املبادرة الثورية اليت أطلقهتا جهبة التحرير الوطين‪ ،‬وهو ماحمت علهيم تشكيل تنظمي س يايس‬
‫مس تقل يقوم مقام حركة الانتصار‪.‬‬
‫‪ – 3‬موقف احلركة الوطنية اجلزائرية ملصايل احلاج من الثورة يف عاهما الول‪:‬‬
‫حاول املصاليون جتاهل مسؤولية جهبة التحرير الوطين يف تفجري ثورة الفاحت نومفرب خوفا من‬
‫عزةل تفرض علهيم ذلكل توخ تنظميهم الس يايس اجلديد ادلقة واحلذر يف التعبري عن مواقفهم فبعد مرور‬
‫ثالثة أشهر عىل اندلع الثورة أصدرت احلركة الوطنية اجلزائرية بياان اعرتفت فيه بواقع الثورة‪ ،‬اإل أهنا‬
‫مل تتخذ موقفا رصحيا مهنا من حيث الإنظامم أو املساندة واكتفت ابلقول‪ " :‬حوادث شبهية مبا وقع يف‬
‫تونس واملغرب وقعت يف اجلزائر ‪ ...‬ومن العبث جتاهل الس باب العميقة اليت تمكن من هجة يف‬
‫جتاهل ادلوافع احلقيقية اليت تقدم نفس القضية سواء يف اجلزائر أويف املغرب أو يف تونس‪ ،‬وكذا تمكن‬
‫يف س ياسة العنف والضغط واملصادمة بلك رشاسة للطموحات احلقيقية لشعب شامل اإفريقيا " (‪.)16‬‬
‫هذا املوقف هو نفسه تقريبا محهل ترصحي مصايل احلاج لواكةل النباء الفرنس ية ( ‪ 08‬نومفرب ‪) 1954‬‬
‫اعترب فيه ما حدث ليةل الفاحت نومفربكنتيجة حمتية لس ياسة فرنس ية مطبقة منذ ‪ ،1830‬ودعا اإىل اإجياد‬
‫حلول تامتىش وطموحات الشعب اجلزائري ‪ ،‬وطالب العامل الفرنس يني مساعدة اإخواهنم اجلزائريني‬
‫اذلين يعانون من القمع‪)17(.‬‬

‫يف مرحةل اثنية حاولت احلركة الوطنية املصالية الاس تحواذ عىل املبادرة الثورية جلهبة التحرير‬
‫الوطين‪ ،‬وهو ما نلمحه من رساةل مصايل اإىل جملس وزراء سوراي‪ ،‬ذكر فهيا بأن "جهوم اللجنة الثورية‬
‫دام يوما واحدا‪ ،‬لكن املطرودين فشلوا يف الاس تحواذ عىل احلركة الوطنية اجلزائرية‪ ،‬واليت اكنت‬
‫أرسع للعمل عندما أعطت الوامر ملناضلهيا يف ‪ 02‬نومفرب ‪ 1954‬بدخول املعركة وفتح مرحةل الثورة‬
‫دون تأخري وذكل ابلعمل يف الإقلمي الكرث تقدما وهو منطقة الوراس‪)18( ".‬‬

‫وتكريسا لهذا الهنج قامت احلركة الوطنية بنشاط مكثف ودعاية واسعة يف فرنسا للرتوجي‬
‫لفكرة مفادها أن مصايل هو زعمي الثورة وبن لونيس هو قائد قواهتا(‪ .)19‬واكن هذا مضن اإسرتاتيجية‬
‫مصالية للحفاظ عىل ولء القاعدة الشعبية للمهاجرين اجلزائريني(‪ .)20‬وقد تعدى هذا العمل ادلعايئ‬
‫فرنسا فشمل بعض العوامص العربية والروبية وحىت أروقة المم املتحدة‪ ،‬فقد أرسلت احلركة الوطنية‬
‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪- 58 -‬‬
‫‪1962 1954‬‬

‫املصالية رسال اإىل القاهرة ( أمحد مزغنة‪ ،‬الشاذيل امليك ) وتونس ( بلبقرة ) وإاس بانيا ( العريب‬
‫أولبصري )(‪ )21‬ونيويورك دلى مقر الهيئة الممية ( مولي مرابح )(‪ )22‬ل إالس تدلل عىل أن احلركة‬
‫املصالية يه صاحبة املبادرة الثورية (‪ )23‬وتذكر املصادر بأن املصاليني اس تطاعوا بفضل ذكل النشاط‬
‫وتكل ادلعاية يف ادلاخل واخلارج أن يفهموا كثريا من املناضلني عىل مس توى القاعدة بزعامة مصايل‬
‫للثورة‪ ،‬ويه الفكرة اليت بقيت تلقى رواجا اإىل غاية ‪.)24(1956‬‬
‫وقد جلأت احلركة املصالية اإىل اإسرتاتيجية أخرى لسرتاق املبادرة الثورية جلهبة التحرير‬
‫الوطين‪ ،‬متثلت يف القيام بأعامل مسلحة وأنشطة ميدانية عىل الرض؛ كتصفيهتا رشطي جزائري‬
‫حمسواب عىل السلطة الفرنس ية يف سكيكدة‪ ،‬وش هنا محةل تأديبية ضد التجار املزيابيني حبجة أهنم ل‬
‫يساعدون الساكن ‪ ،‬ودعوهتا ملقاطعة الكحول يف العامصة‪ .‬وقد اعتربت جهبة التحرير الوطين يف هذه‬
‫العامل مناورة ل إاللتفاف عىل الثورة وحماوةل لتخريهبا من ادلاخل(‪.)25‬‬
‫غري أن أمه موقف للمصاليني من الثورة يف عاهما الول هو تشكيل قوة عسكرية‪ ،‬اكنت مبثابة‬
‫نواة للجيش اذلي س يكون اذلراع املسلح للحركة الوطنية اجلزائرية‪ .‬يف هذا الإطار تشري املصادر اإىل‬
‫أن بداايت التفكري يف هذه املسأةل اكن منذ أفريل ‪ ،)26(1955‬ذلكل ما اإن حل شهر ماي ‪ 1955‬حىت‬
‫لكفت احلركة الوطنية اجلزائرية العريب أولبصري مبهمة الانتقال اإىل الريف املغريب مجلع السلحة(‪ ،)27‬تبع‬
‫ذكل مبارشة ـ يف الشهر نفسه ـ تكوين أوىل اجملموعات املسلحة املصالية يف منطقة القبائل‪ ،‬متركزت‬
‫عىل اخلصوص يف منطقة قزنات(‪ ،)28‬فاق عددها مئات اجلنود(‪ ،)29‬أس ندت قيادهتا اإىل بن لونيس(‪.)30‬‬
‫ويف املناطق الخرى‪ ،‬عدا القبائل‪ ،‬مجع املصاليون اإىل غاية شهر جوان ‪ 1955‬عرشين‬
‫مسدسا وبندقيتني قصريتني يف تلمسان‪ ،‬وس بع بنادق حربية اإيطالية يف البيض‪ ،‬ومثانية مسدسات يف‬
‫وهران(‪ ،)31‬ومع هناية س نة ‪ 1955‬وضع املصاليون اللمسات الخرية عىل اس تعداداهتم؛ اإذ تطلعنا أحد‬
‫الواثئق الهامة(‪ )32‬بأن محمد بن لونيس اذلي أس ندت هل قيادة اجليش املصايل اكن حبوزته ‪ 600‬جندي‪،‬‬
‫و‪ 1200‬بندقية‪ ،‬و‪ 70000‬رصاصة‪ ،‬كام حتدثت الوثيقة عن التوزيع اجلغرايف جلنود احلركة املصالية يف‬
‫لك من البويرة ومايو وقزنات والوراس(‪.)33‬‬
‫وحسب محمد حريب فاإن احلركة الوطنية جفرت العمل املسلح ضد الإس تعامر ليةل ‪ 19‬أكتوبر‬
‫‪ ،1955‬تالها مبارشة معليات التوقيف ضد عنارصها من طرف السلطات الفرنس ية اليت اعتقلت‬
‫مهنم تسعة وأربعني(‪ .)34‬غريأن هذه املبادرة رسعان ما حتولت ضد جهبة التحرير الوطين‪ ،‬عندما حاول‬
‫املصاليون تقويض سلطهتا و اإخضاع مناضلهيا اذلين محلوا السالح والتحقوا جبيش التحرير الوطين يف‬
‫‪- 59 -‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪1962 1954‬‬

‫املناطق اليت اكنت معاقلهم أايم أزمة حركة الانتصار يف اجلنوب ووهران والعامصة والقبائل والبويرة‬
‫وواد الصومام(‪ .)35‬وبذكل دخل املصاليون يف العمل املسلح منفردين‪ ،‬بعد أن أحقموا أنفسهم مس تقلني‬
‫عن جهبة التحرير الوطين‪ ،‬أدى هبم يف الس نوات الالحقة اإىل الاصطدام جبيش التحرير بعد أن‬
‫استنفذت لك احملاولت التوفيقية ل إالصالح بني الطرفني‪.‬‬
‫‪ – 3‬فشل احملاولت التوفيقية ‪:‬‬
‫يف ظل حاةل التنافس والتنافر اليت مزيت اخلالف بني حهبة التحرير الوطين واحلركة الوطنية‬
‫اجلزائرية خالل الس نة الوىل من الثورة‪ ،‬بذلت مساعي لرأب الصدع؛ فبعد مرور مخسة عرش يوم‬
‫فقط عىل اندلع الثورة التقى مبعوث مصايل احلاج ( حاج عيل أرزيق ) بكرمي بلقامس يف منطقة‬
‫القبائل للتفاوض حول مسأةل زعامة مصايل للثورة(‪ )36‬وقد طلب كرمي يف هذا اللقاء اإعانة مالية‬
‫فاس تجاب حاج عيل ذلكل ووصلت كرمي ـ عقب هذا اللقاء ـ مليوين فرنك عىل أن يتبىن الثورة ابمس‬
‫مصايل‪ ،‬لكن كرمي بلقامس ماطل مث رفض حسم هذه املسأةل(‪ )37‬برر ذكل بأن املسـأةل س ياس ية تتجاوز‬
‫حدود صالحياته ‪ ،‬حيث قال يف هذا الصدد بأنه "رجل عسكري ل س يايس"(‪ .)38‬هذا املسعى هو‬
‫نفسه تقريبا قام به املصاليون عندما أرسلوا أمحد مزغنة اإىل القاهرة لإقناع الوفد اخلاريج جلهبة‬
‫التحريرالوطين ابلإنظامم اإىل احلركة الوطنية اجلزائرية‪ ،‬لكن حماولهتم ابءت ابلفشل(‪.)39‬‬
‫ويالحظ معوما يف الس نة الوىل من الثورة ظهور عدة حماولت ومساعي لتقريب وهجات‬
‫النظر حلل اخلالف ابلطرق الس ياس ية السلمية‪ ،‬مفثال يف جانفي (‪ )1955‬أجريت ثالثة اتصالت بني‬
‫كرمي بلقامس ومسؤولني عن احلركة الوطنية اجلزائرية ( أولبصري‪ ،‬زيتوين خمتار ) اإل أهنا مل تمثر اتفاقا‪،‬‬
‫بسبب متسك لك طرف مبواقفه حول مسأةل " زعامة مصايل للثورة من عدهما " فقد أرص كرمي بلقامس‬
‫عىل اإنظامم غري مرشوط ملصايل للثورة ‪ ،‬يف حني رفض املصاليون هذا املقرتح(‪.)40‬‬
‫واكن أمه اتفاق جسل س نة ‪ 1955‬ذكل اذلي مت ابلقاهرة بوساطة مرصية ممثةل يف خشصية‬
‫فتحي ادليب ( قائد اخملابرات املرصية )‪ ،‬أدى اإىل تأسيس تنظمي جديد موحد أطلق عليه "جهبة‬
‫التحرير اجلزائرية"‪ ،‬مضت لك الهيئات اجلزائرية املمثةل يف القاهرة (فيفري ‪ .)41()1955‬وقد اكنت‬
‫املفاوضات عسرية قبل التوصل اإىل هذا العقد الس يايس‪ ،‬فقد عارض ممثل الوفد املصايل (أمحد مزغنة)‬
‫أي اتفاق مع قيادة الوفد اخلاريج للجهبة (أيت أمحد‪ ،‬خيرض‪ ،‬بوضياف) لول تدخل فتحي ادليب‬
‫اذلي جعهل يف الهناية يوافق رشيطة أن ينظم اإىل هذه الهيئة اجلديدة الإحتاد ادلميقراطي للبيان اجلزائري‬
‫ومجعية العلامء املسلمني اجلزائريني(‪.)42‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪- 60 -‬‬
‫‪1962 1954‬‬

‫لكن هذه الوحدة رسعان ما تالشت (أفريل ‪ ،)1955‬وقد محل مصايل جهبة التحرير‬
‫مسؤولية هذا الفشل‪ ،‬اهتمها بتدبري مؤامرة ابلتنس يق مع اخملابرات املرصية لإهجاض هذا التكتل (‪.)43‬‬
‫وحسب محمد حريب فاإن اهنيار هذه الوحدة اكن بسبب س ياسة الشد واجلذب اليت اكن ينهتجها لك‬
‫طرف سعيا منه لحتواء الطرف الخر‪ ،‬فذكر بأن أمحد مزغنة سعى من هذا التفاق تكوين جهبة‬
‫موحدة تراقب قوات املقاومة‪ ،‬وسعت جهبة التحرير اإىل التحاق املصاليني بصفوفها(‪ .)44‬ورمغ تكرر‬
‫اللقاءات بني املصاليني وقيادة جهبة التحرير الوطين عام ‪ )45(1955‬فاإهنا فشلت بسبب بقاء مسائل‬
‫اخلالف يه نفسها كام اكنت يف اللقاءات السابقة‪ ،‬خاصة فامي تعلق مبسأةل زعامة الثورة‪.‬‬
‫‪ – 4‬املواهجة املسلحة ‪:‬‬
‫بعد نفاذ اجلهود التوفيقية بقي املصاليون متش بثني ابلعمل املسلح الانفرادي رافضني رفضا‬
‫مطلقا العمل حتت لواء جهبة التحرير الوطين‪ ،‬تعدى اإىل حماوةل فرض تواجدمه يف املناطق اليت اكنت‬
‫خاضعة جليش التحرير‪ ،‬دفع بقيادة الثورة يف الولية الثالثة اإصدار الوامر(جوان ‪ )1955‬للبدء يف‬
‫تصفية العنارص املصالية اليت اكن يقودها بن لونيس يف منطقة القبائل(‪.)46‬‬
‫يف هذا الاطاراس تدعى كرمي بلقامس دهيلس سلامين ولكفه ابلهجوم عىل اجملموعات املسلحة‬
‫املصالية اليت اكنت تنتقل بني البويرة والواس يف‪ ،‬وقد اقتفى جيش التحرير أثرها يف منطقة بوعودو(‪)47‬‬

‫وفتك بأغلب عنارصها‪ ،‬لكن قائدها املدعو "راحب" اس تطاع الفرار اإىل اجلنوب(‪ .)48‬بعدها أس ندت‬
‫املهمة لعمريوش لستئصال امجلاعات املسلحة املصالية الضخمة املمتركزة مبنطقة قزنات‪ ،‬وقد اكنت جهبة‬
‫التحرير عىل وعي وإادراك خبطورهتا وقوهتا‪ ،‬مادفع القائد معريوش جتهزي كتيبة قواهما مثامنائة جندي‬
‫ملواهجهتا‪ ،‬فاخرتقها وشتهتا‪ ،‬وفر عىل اإثـرها بن لونيس (قائد اجليش املصايل) إاىل اجلنوب ملتحقا براحب‬
‫هناك(‪ .)49‬وما اإن حلت س نة ‪ 1956‬حىت غدت الولية الثالثة ميداان ملواهجات ضارية بني املصاليني‬
‫وجيش التحرير يف لك من البويرة وذراع املزيان والقرقور(‪ ،)50‬اكن أعنفها اشتبأاكت زمورة(‪)51‬‬

‫(‪23‬جانفي ‪ ،)1956‬اليت قادها عن جيش التحرير الوطين عبد الرحامن أومرية ويس محمد بوقرة‪،‬‬
‫انهتت مبقتل س بعني مصاليا واستشهاد جندي من أفراد جيش التحرير(‪.)52‬‬
‫وقد انتقلت عدوى هذه املواهجات اإىل الولية الرابعة ـ منذ سبمترب‪ 1955‬ـ عندما أعطت‬
‫جهبة التحرير الوامر ملناضلهيا ابستئصال القيادات املصالية املمتركزة يف العامصة(‪ ،)53‬فمت عىل اإثرها‬
‫اغتيال املناضلني القداىم للحركة املصالية (أوائل س نة ‪ )1956‬كبوجريدة عامر ويس أمحد ومادي‬
‫محمد(‪ ،)54‬وقد رد املصاليون بذحب أربعة جنود‪ .‬ورسعان ما حتولت هذه الاغتيالت والعمليات‬
‫‪- 61 -‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪1962 1954‬‬

‫الانتقامية اإىل مواهجات مفتوحة بني الطرفني؛ اكشتباك س يدي راحب اذلي أسفر عن مقتل مثانية عرش‬
‫جنداي مصاليا وأرس قائد القوات املصالية املدعو"معر"(‪ ،)55‬ومواهجة دوار اتلوين اليت أابد فهيا جيش‬
‫التحرير معظم عنارص اجملموعة املسلحة املصالية املمتركزة يف هذا ادلوار توج ذكل لكه بفرض جهبة‬
‫التحرير الوطين س يطرهتا عىل املنطقتني(‪ )56‬ومناطق أخرى ابلولية الرابعة‪.‬‬
‫ورمغ هذه الانتصارات فاإن جيش التحرير الوطين مل يسمل من مباغتات املصاليني‪ ،‬حفسب‬
‫اجملاهد يس خلرض بورقعة‪ ،‬اذلي توىل مسؤوليات عليا يف الولية الرابعة‪ ،‬فاإن املصاليني غدروا خبمسة‬
‫وثالثني جنداي من جنود جيش التحرير (خريف ‪ )1956‬أرسلهتم اجلهبة للتفاوض(‪ .)57‬وتشري املصادر‬
‫اإىل أن الولية الرابعة اكنت تعترب املنطقة الكرث صعوبة جليش التحرير الوطين يف رصاعه ضد احلركة‬
‫املصالية‪ ،‬خاصة يف العامصة وعني ادلفةل وواد الشلف ومتيجة‪ ،‬ويه املناطق اليت شهدت معارك‬
‫رشسة بني الطرفني(‪)58‬؛ مفثال يف عني ادلفةل اندلعت مواهجة مبارشة (‪ 16‬أفريل ‪ )1958‬بني جيش‬
‫التحرير وحوايل مخسامئة من املصاليني امللتفني حول قائدمه " كوبيس " ‪ ،‬أسفرت عن مقتهل ومقتل‬
‫عرشات من منارصيه(‪.)59‬‬
‫ومل تكن الولية اخلامسة مبعزل عن هذا الرصاع ـ اذلي شهد ذروته س نة ‪ 1956‬ـ وما‬
‫يالحظ عليه معوما متكن جهبة التحرير الوطين من القضاء عىل البؤر املصالية يف مناطق احلدود مع‬
‫املغرب القىص بعد أن قامت بتصفية اإطارات احلركة هناك (عباد‪ ،‬العريب أولبصري‪ ،‬وخشصيات‬
‫أخرى)(‪.)60‬‬
‫وغري بعيد عن الولية اخلامسة‪ ،‬اكنت الولية السادسة قد حتولت يه الخرى اإىل ميدان‬
‫لهذا الزناع‪ ،‬بسبب موقعها الإسرتاتيجي اذلي اكن ميثل مهزة وصل بني الولايت‪ ،‬خاصة بعد فرار قائد‬
‫اجليش املصايل (بن لونيس) اإىل اجللفة وإاقامته ـ منذ أفريل ‪ 1957‬ـ ملركز قيادة رئييس هبا (دار‬
‫الش يوخ)(‪ ،)61‬وكذكل اختاذه من بعض املناطق الإسرتاتيجية‪ ،‬مكنطقة ملوزة ابملس يةل‪ ،‬نقطة لتوجيه‬
‫رضابت قوية ضد جيش التحرير‪ ،‬فزادت بذكل أمهية هذه الولية لالك الطرفني املتصارعني‪ ،‬ولعل‬
‫هذا ما يفرس وقوع جمزرة ملوزة‪ ،‬اليت صنفت من أمه اجملازر ادلموية يف اترخي الثورة اجلزائرية‪.‬‬
‫وبذكل فقد أصبح مزيان القوة يف هذه املنطقة الهامة لصاحل املصاليني‪ ،‬دفع جبهبة التحرير‬
‫التفكري يف قلب هذا املزيان‪ ،‬عن طريق القيام هبجوم شامل عىل ملوزة لإخضاعها وتطهريها من لك‬
‫العنارص املصالية‪ ،‬وقد اكن هذا حمل القرار اذلي اختذه محمدي السعيد (قائد الولية الثالثة) ونفذه‬
‫النقيب أعراب يف ‪ 28‬ماي ‪ 1957‬ابلتنس يق مع عبد القادر حسنون مسؤول جهبة التحرير الوطين‬
‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪- 62 -‬‬
‫‪1962 1954‬‬

‫عن منطقة ملوزة(‪ .)62‬وقد اكنت احلصيةل البرشية لهذا الهجوم ثقيةل‪ ،‬بلغت ثالمثائة وواحد قتيل ما‬
‫بني مصاليني ومدنيني عزل(‪.)63‬‬
‫اس تغل بعد ذكل بن لونيس هذه احلادثة حلشد مؤيديه‪ ،‬مث أعلن تعاونه العلين واملبارش مع‬
‫الاس تعامر للقضاء عىل جهبة التحرير الوطين‪ ،‬فقد رصح يف هذا الشأن ‪ " :‬بعد ملوزة رضيت أان‬
‫وجامعيت ابلإنظامم اإىل فرنسا رشيطة عدم تفاوضها مع جهبة التحرير أو الش يوعيني "(‪.)64‬‬
‫وقد أسفرت التصالت الفرنس ية مع بن لونيس عن اتفاق اإطار وضع اخلطوط العريضة‬
‫واملبادىء العامة للتعاون املس تقبيل بني الطرفني‪ ،‬وقد تطرق تقرير الولية السادسة ابلتفصيل لهذه‬
‫املبادىء‪ ،‬حرصها يف حماربة جهبة التحرير الوطين وكشف خالايها وطرق متويهنا ووضع وحدات‬
‫كومندوس فرنس ية خاصة يف حاةل اس تعداد دامئة للتدخل عسكراي اإىل جانب بن لونيس وإانشاء ش بكة‬
‫خمابرات تتوىل مجع املعلومات عن نشاط جيش التحرير الوطين يف املدن والرايف(‪.)65‬‬
‫لقد متكن بن لونيس ـ بعد هذا التفاق ـ من رفع قدراته القتالية‪ ،‬حىت بلغت ‪ 12000‬جندي‬
‫ومتعاون(‪ ،)66‬و‪ 2000‬قطعة حربية حصل عىل بعضها من اجليش الفرنيس(‪ .)67‬فبات يشلك هتديدا‬
‫عىل التواجد العسكري للثورة يف الولية السادسة‪ ،‬دفع جيش التحرير تدعمي قواته يف هذه الولية‬
‫بكتيبتني من الولية اخلامسة‪ ،‬اس تعدادا للمواهجات اليت خاضها ضد املصالني يف جبال مناعة‬
‫وبوكحيل‪ ،‬وس نيسة‪ ،‬وقرون الكبش‪ ،‬وكحيةل‪ ،‬وبوديرين‪ ،‬واملقسم(‪.)68‬‬
‫وابلرمغ من أن جيش التحرير حقق جناحات لفتة يف تكل املواهجات واس تطاع تطهري بعض‬
‫املناطق من املصاليني‪ ،‬اإل أنه تكبد خسائر برشية جس مية‪ ،‬اإذ حتدث املشاركون يف الاجامتع التقيميي‬
‫لعملية " أوليفي " ‪ ،‬ويه التسمية اليت أطلقها الفرنس يون عىل التفاق اذلي أبرموه مع بن لونيس‪ ،‬بأن‬
‫قوات هذا الخري قتلت مائة وس تني جنداي من جنود جيش التحرير وجرحت س تني واعتقلت مخسة‬
‫عرش اإىل غاية ‪ 04‬سبمترب‪.)69( 1957‬‬
‫هذا ما جعل السلطات الفرنس ية تطمنئ لنوااي بن لونيس‪ ،‬فدمعته يف ديسمرب ‪1957‬‬
‫ابلسلحة والس يارات واللبسة(‪ ،)70‬مكنته هذه الإماكنيات من الاخنراط يف معليات عسكرية واسعة‬
‫ضد جيش التحرير (س نة ‪ )1958‬يف مناطق خمتلفة ابلولية السادسة‪ ،‬اكن أمهها اشتبأاكت جبل‬
‫معور(‪ .)71‬غري أن حكومة ابريس بدأت تشكك يف صدق نوااي بن لونيس‪ ،‬بعد أن حصلت عىل‬
‫معلومات اس تخبارية مفادها أنه اكن يعمل عىل توس يع جمال نشاطه اجلغرايف وبسط نفوذه ماكن نفوذ‬

‫‪- 63 -‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬


‫‪1962 1954‬‬

‫جهبة التحرير الوطين‪ ،‬بل كشفت هذه املعلومات حماوةل الرجل التخلص من الوصاية الفرنس ية‪ .‬وقد‬
‫اعرتف " ابرلوجن " اذلي اكن ملكفا من طرف " لكوست " بتتبع أطوار هذه القضية‪ ،‬بأن بن لونيس‬
‫اكن يريد تطبيق هجازه الإداري والس يايس الرسي والقضاء عىل الوجود الفرنيس ابملنطقة‪ ،‬وقد اعرتف‬
‫" ابرلوجن " بصعوبة القضاء عليه‪ ،‬ذلكل طلب بشلك عاجل إالغاء معلية " أوليفي " ‪ ،‬اليت غدت قضية‬
‫معروفة عىل املس توى العاملي(‪.)72‬‬
‫واستنادا عىل تكل املعطيات‪ ،‬وضعت السلطات الفرنس ية ـ منذ ماي ‪ 1958‬ـ نصب عينهيا‬
‫هممة القضاء عىل بن لونيس‪ ،‬فألغت مساعداهتا حنوه‪ ،‬ويف جويلية ‪ 1958‬قامت قواهتا املضلية‬
‫بتصفيته(‪ .)73‬ومبقتل بن لونيس اختفى اجليش الوطين للشعب اجلزائري‪ ،‬اذلراع املسلح للحركة‬
‫املصالية‪ ،‬وتشتت أفراده‪ ،‬مهنم من اخنرط يف جيش التحرير الوطين‪ ،‬ومهنم من انظم اإىل اجليش‬
‫الفرنيس‪ ،‬ومهنم من فر اإىل اجلبال مع بعض أعوان بن لونيس القداىم؛ كيس مفتاح ومحمد العلمي(‪.)74‬‬
‫ورمغ هذا الاهنيار‪ ،‬بقيت بعض الفلول املصالية تناوش جيش التحرير يف مناطق متفرقة ابلوليتني‬
‫الرابعة والسادسة‪ ،‬خاصة يف جبل بوكحيل (جنوب رشق اجللفة)‪ ،‬وأولد جالل (غرب بسكرة‬
‫)(‪ ،)75‬وبوماديح ( بوسعادة )(‪ ،)76‬لكن رسعان ماحسم جيش التحرير املوقف لصاحله يف هذه‬
‫املناطق‪ ،‬وما أن حلت س نة ‪ 1962‬حىت متكن من اجتثاث اجملموعات املسلحة املصالية يف معاقلها‬
‫الرئيس ية ويف غالبية املدن والقرى اجلزائرية (‪.)77‬‬
‫خامتة ‪:‬‬
‫كشف لنا هذا البحث بأن خلفيات الرصاع بني جهبة التحرير الوطين واحلركة املصالية تعود‬
‫اإىل فرتة ما قبل الثورة‪ ،‬ويه الفرتة اليت اختلف فهيا زعامء التيار الثوري حول مهنج النضال ضد‬
‫الاس تعامر؛ بني فريق حمافظ يرغب يف مواصةل العمل الس يايس‪ ،‬وجناح يطمح للكفاح املسلح‪ .‬واكن‬
‫اكتشاف املنظمة الرسية ( ‪ ) 1950‬سببا يف تعمق اخلالف‪ ،‬وصل اإىل درجة الزمة ( ‪– 1953‬‬
‫‪ ) 1954‬بسبب بروز عوامل أخرى أكرث خطورة؛ اكلرصاع عىل السلطة ‪ ،‬وخشصية مصايل احلاج‬
‫اليت أصبحت يف هذه الفرتة متيل اإىل الزعامة والعمل الشعبوي دون مراعاة القواعد ادلميقراطية اليت‬
‫تسري احلزب‪.‬‬
‫هذا جيعلنا نس تنتج بأن جوهر الرصاع مل يكن اإيديولوجيا حبمك أن امجليع اكن يطالب‬
‫ابلس تقالل قبل ‪ ،1954‬وإامنا اكن لس باب مهنجية وتنظميية تتعلق ابلتس يري والعمل لتحقيق هذا‬
‫الاس تقالل‪ ،‬وكذكل لس باب خشصية متعلقة ابملصاليني‪ ،‬بسبب عدم قدرهتم عىل التحرر من عقدة‬
‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪- 64 -‬‬
‫‪1962 1954‬‬

‫البوة اليت فرضها مصايل عىل مدى حقبة طويةل من النضال الس يايس‪ ،‬ولعل هذا ما يفرس رفض‬
‫احلركة املصالية الانظامم للمبادرة الثورية النومفربية ودخولها بعد ذكل يف مواهجة التنظمي الس يايس‬
‫والعسكري جلهبة التحرير الوطين‪.‬‬
‫محل هذا الرصاع مظاهر خمتلفة؛ س ياس ية ودعائية وعسكرية‪ ،‬حاول فهيا لك طرف تكريس‬
‫كيانه الس يايس وفرض نفوذه العسكري‪ ،‬من خالل النشاط الس يايس للك تنظمي يف ادلاخل واجلهد‬
‫ادلبلومايس يف اخلارج‪ ،‬ومن خالل معل الوحدات العسكرية اليت خاضت معارك ضارية للقضاء عىل‬
‫اخلصم والس يطرة عىل الرض‪.‬‬
‫ولقد أدت هذه املواهجة اإىل حدوث رشخ س يايس واجامتعي‪ ،‬اس تفاد منه الاس تعامر يف‬
‫جتس يد س ياسة فرق تسد ( معلية أوليفي ) ‪ ،‬كام أدت اإىل اإضعاف قدرات الثورة‪ ،‬خاصة يف‬
‫الولايت اليت اكنت معاقل للمصاليني ( الثالثة والرابعة والسادسة )‪ ،‬ويه املناطق اليت شهدت‬
‫مواهجات مسلحة رشسة‪ ،‬مل يمتكن فهيا جيش التحريرالوطين من القضاء عىل احلركة املصالية اإل بعد‬
‫هجود مضنية‪ ،‬أهنكت قواه العسكرية واملادية والبرشية‪.‬‬

‫‪- 65 -‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬


‫‪1962 1954‬‬

‫الهوامش ‪:‬‬
‫(‪ -)1‬محمد العريب الزبريي‪ ،‬الثورة اجلزائرية يف عاهما الول‪ ،‬دار البعث‪ ،‬ط‪ ،1‬قس نطينة‪ ،1984 ،‬ص‪.56‬‬
‫(‪ -)2‬نفسه‪ ،‬ص ص‪.82 -79‬‬
‫(‪ -)3‬عبد الرمحن بن اإبراهمي بن العقون‪ ،‬الكفاح القويم والس يايس من خالل مذكرات معارص ‪ ،1954-1947‬اجلزء‬
‫‪ ،03‬املؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬اجلزائر‪ ،1986 ،‬ص‪.376‬‬
‫(‪ -)4‬محمد حريب‪ ،‬جهبة التحرير الوطين السطورة والواقع‪ ،‬ترمجة مكيل قيرص داغر‪ ،‬مؤسسة الحباث العربية‪،‬‬
‫ش‪.‬م‪.‬م‪ ،‬ط‪ ،01‬بريوت‪ ،1983 ،‬ص‪.82‬‬
‫(‪ -)5‬اجلياليل صاري وحمفوظ قداش‪ ،‬املقاومة الس ياس ية ‪ : 1954 -1900‬الطريق الإصاليح والطريق الثوري‪،‬‬
‫ترمجة عبد القادر بن حراث‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬اجلزائر‪ ،1987 ،‬ص ص ‪.113 -112‬‬
‫(‪ -)6‬عبد الرمحن بن اإبراهمي بن العقون‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.414‬‬
‫(‪ -)7‬محمد حريب‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ص‪.100 -199‬‬
‫(‪ -)8‬عبد الرمحن بن اإبراهمي بن العقون‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.420‬‬
‫(‪ -)9‬لالطالع عىل رصاع املصاليني ضد الثوريني أنظر‪ :‬محمد حريب‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ص‪.93-88‬‬
‫(‪ -)10‬محمد العريب الزبريي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫(‪ -)11‬محمد حريب‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ .129‬كذكل أنظر ‪:‬‬
‫‪Patrique Eveno et Gean Planchais, La Guerre d’Algerie Dossier et Temoignages,‬‬
‫‪éditions la Découverte et Journal le Monde, Paris, 1989, P24.‬‬
‫‪(12)- Mohamed Harbi, Les Archives de la Révolution Algérienne, Les éditions Jeune‬‬
‫‪Afrique, Paris, 1981, P116.‬‬
‫‪(13)- Benjamin Stora, Messali Hadj (1898-1974), Pionner du Nationalisme Algérien ,‬‬
‫‪éditions Rahma, Alger, 1991, P225.‬‬
‫‪(14)- Mohamed Teguia, l’Algérie en Guerre, Office des Publications Universitaires,‬‬
‫‪Alger, P172- 173.‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪- 66 -‬‬
1962 1954

(15)-Les Origines des Mouvements Rebelles, Centre d’Archives Diplomatique (Paris),


Boite N°07.
(16)- Benjamin Stora, op.cit, P230.
.5-4‫ ص ص‬،1991‫ مارس‬-‫ فيفري‬،‫اجلزائر‬،‫جريدة رصخة الشعب اجلزائري‬،‫ حزب الشعب اجلزائري‬-)17(
(18)- Mohamed Harbi, Les Archives de la Révolution Algérienne, , op.cit, P134.
.198 ‫ ص‬،‫ املرجع السابق‬،‫ محمد العريب الزبريي‬-)19(
.135‫ ص‬،‫ املصدر السابق‬،‫ جهبة التحرير الوطين‬،‫ محمد حريب‬-)20(
(21)- Sliman Chikh, l’Algérie en Armes ou Le Temps des Certitudes 1954 -1962,
Office de Publications Universitaires, Alger, 1981, P294.
(22)- Notice d’Information, Mémoire Rédigé par M.N.A. a l’Intention de l’O.N.U ,
Centre d’Archives Diplomatique (Paris) , Afrique Levant (1953- 1959),Boite
N°33.
(23)- Sliman Chikh, op.cit, P294.
.498 ‫ ص‬،‫ املصدر السابق‬،‫ عبد الرمحن بن اإبراهمي بن العقون‬-)24(
.129 ‫ ص‬،‫ املصدر السابق‬،‫ جهبة التحرير الوطين‬،‫ محمد حريب‬-)25(
،‫ املؤسسة الوطنية للفنون املطبعية‬،‫ ترمجة جنيب عباد املثلويث‬،‫ الثورة اجلزائرية س نوات اخملاض‬،‫ محمد حريب‬-)26(
.45 ‫ ص‬،1994 ،‫اجلزائر‬
.201 ‫ ص‬،‫ املرجع السابق‬،‫ محمد العريب الزبريي‬-)27(
.‫لكم‬45 ‫ تبعد عن دائرة بوقاعة بنحو‬،‫ قرية صغرية اتبعة اإداراي لسطيف‬-)28(
(29)- Benjamin Stora, L’ Affrontement entre le FLN et le MNA de Messali Hadj
(1954- 1955), Premier Partie , Etude Non Publié.
(30)- Claude Paiallat, Deuxieme Dossier Secrit de I’ Algérie, Les Presses de La Cité,
Paris, 1962, p441-442.
- 67 - 2016 10
‫‪1962 1954‬‬

‫(‪ -)31‬محمد حريب‪ ،‬جهبة التحرير الوطين‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.132‬‬


‫(‪ -)32‬عبارة عن رساةل لحد القياديني املصاليني جحزت من طرف السلطات الاس تعامرية ‪ ،‬حتدثت عن الرتتيبات‬
‫الخرية للحركة املصالية لبدء العمل املسلح ‪ ،‬وقد نرش حريب نصها اكمال‪ .‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Mohamed Harbi, Les Archives de la Révolution Algérienne, op.cit, P121- 122.‬‬
‫‪(33)- Ibid.‬‬
‫(‪ -)34‬محمد حريب‪ ،‬جهبة التحرير الوطين‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪(35)- Michel Roux, Les Harkis ou Les Oublies de l’Histoire, 1954- 1991, éditions La‬‬
‫‪Découverte, Paris, 1991, P90-91.‬‬
‫‪(36)- Benjamin Stora, l’Affrontement entre le FLN et le MNA, op.cit, P32.‬‬
‫(‪ -)37‬محمد حريب‪ ،‬جهبة التحرير الوطين‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫(‪ -)38‬محمد حريب‪ ،‬الثورة اجلزائرية س نوات اخملاض‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫(‪ -)39‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫‪(40)- Benjamin Stora, l’Affrontement entre le FLN et le MNA, op.cit, P33.‬‬
‫‪(41)- Mohamed Harbi, Les Archives de la Révolution Algérienne, op.cit, P135.‬‬
‫(‪ -)42‬محمد حريب‪ ،‬جهبة التحرير الوطين‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪(43)- Mohamed Harbi, Les Archives de la Révolution Algérienne, op.cit, P135.‬‬
‫(‪ -)44‬محمد حريب‪ ،‬الثورة اجلزائرية س نوات اخملاض‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫(‪ -)45‬عبد الكرمي بوصفصاف‪" ،‬من هو اخلائن بن لونيس ولي حزب ينمتي"‪ ،‬جريدة النرص‪ ،‬قس نطينة‪ ،‬عدد‬
‫‪ 4 -3( 6153‬سبمترب ‪ ،)1993‬ص ‪.10‬‬
‫كذكل ‪Benjamin Stora, l’Affrontement entre le FLN et le MNA, op.cit, P 39- 40. )46( :‬‬
‫– محمد العريب الزبريي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.202‬‬
‫(‪ -)47‬قرية صغرية تبعد عن تزيي وزو بنحو ‪ 15‬لكم‪.‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪- 68 -‬‬
1962 1954

(48)- Yeves Courriére, La Guerre d’Algérie, Le Temps des l’Eopars, éditions Rahma,
Alger, sd , P165- 166.
(49)- Ibid, P 166- 167.
(50)- Pierre Mantagnon, La Guerre d’Algérie Genése et Engrenage d’une Tragédie, 1
novembre 1954- 03 juillet 1962, éditions Pygmalion Gérad Watelet, Paris,1984,
P282.
.‫ لكم‬30 ‫ لكم وعن برج بوعريرجي بـ‬60 ‫ قرية كبرية تبعد عن سطيف بنحو‬-)51(
.10 ‫ ص‬،‫ املرجع السابق‬،‫ عبد الكرمي بوصفصاف‬-)52(
.148 ‫ ص‬،‫ املرجع السابق‬،‫ محمد العريب الزبريي‬-)53(
(54)- Benjamin Stora, Messali Hadj (1898-1974), op.cit, P 262.
‫ منشورات املتحف الوطين‬،1956 -1954 ‫ اإسرتاتيجية الثورة اجلزائرية يف مرحلهتا الوىل‬،‫ أحسن بومايل‬-)55(
.276 ‫ ص‬،1994 ،‫ اجلزائر‬،‫للمجاهد‬
.09 ‫ ص‬،1983 ،62‫ عدد‬،‫ الصادرة ابجلزائر‬،‫ جمةل أول نومفرب‬-)56(
.74 -73‫ ص‬، 1990،‫ اجلزائر‬،01‫ ط‬،‫ دار احلمكة‬،‫ شاهد عىل اغتيال الثورة‬،‫ يس خلرض بورقعة‬-)57(
.133 ‫ ص‬،‫ املصدر السابق‬،‫ جهبة التحرير الوطين‬،‫ محمد حريب‬-)58(
.76 ‫ ص‬،‫ املرجع السابق‬،‫ يس خلرض بورقعة‬-)59(
.133 -132 ‫ ص‬،‫ املصدر السابق‬،‫ جهبة التحرير الوطين‬،‫ محمد حريب‬-)60(
(61)- Benjamin Stora, Messali Hadj (1898-1974), op.cit, P 267.
(62)- Yves Couriére, La Guerre d’Algérie(1954- 1962),l’Heure des Colonels , Les
Feux du Désespoirs, tom2, éditions Robert Lafont, sd, Paris, P46.
(63)- Henri Lemire, Histoire Militaire de La Guerre d’Algérie, éditions Albin Michel,
Paris, 1982, P 175.

- 69 - 2016 10
‫‪1962 1954‬‬

‫‪(64)- Ibid.‬‬
‫(‪ -)65‬املنظمة الوطنية للمجاهدين‪ ،‬تقرير امللتقى اجلهوي الثاين لكتابة اترخي ثورة أول نومفرب ‪ 1954‬للولية‬
‫السادسة‪ ،‬بسكرة‪ 6 -5( ،‬فيفري ‪.)1985‬‬
‫(‪ -)66‬املنظمة الوطنية للمجاهدين‪ ،‬دور الولية السادسة يف التصدي للحراكت املناوئة‪ ،‬اجللفة‪ ،‬جوان ‪ 1995‬ص‬
‫‪.21‬‬
‫‪(67)- Claude Paiallat, op.cit, P 447.‬‬
‫(‪ -)68‬املنظمة الوطنية للمجاهدين‪ ،‬دور الولية السادسة يف التصدي للحراكت املناوئة‪ ،‬املرجع السابق ص ‪-22‬‬
‫‪.23‬‬
‫‪(69)- Claude Paiallat, op.cit, P 446.‬‬
‫‪(70)- Ibid, P452.‬‬
‫‪(71)- Ibid.‬‬
‫‪(72)- Ibid, P453.‬‬
‫‪(73)- Ibid, P457.‬‬
‫‪(74)- Pierre Mantagnon , op.cit, P 244.‬‬
‫‪(75)- Mohamed Teguia, op.cit, P178.‬‬
‫‪(76)- Ibid.‬‬
‫‪(77)- Mohamed Harbi, Les Archives de la Révolution Algérienne, op.cit, P377.‬‬
‫املصادر واملراجع ابللغة العربية ‪:‬‬
‫(‪ -)1‬ابن العقون بن اإبراهمي (عبد الرمحن) ‪ ،‬الكفاح القويم والس يايس من خالل مذكرات معارص ‪،1954-1947‬‬
‫اجلزء ‪ ،03‬املؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬اجلزائر‪.1986 ،‬‬
‫(‪ -)2‬املنظمة الوطنية للمجاهدين‪ ،‬تقرير امللتقى اجلهوي الثاين لكتابة اترخي ثورة أول نومفرب ‪ 1954‬للولية السادسة‪،‬‬
‫بسكرة‪ 6 -5( ،‬فيفري ‪.)1985‬‬

‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪- 70 -‬‬


‫‪1962 1954‬‬

‫(‪ -)3‬املنظمة الوطنية للمجاهدين‪ ،‬دور الولية السادسة يف التصدي للحراكت املناوئة‪ ،‬اجللفة‪ ،‬جوان ‪.1995‬‬
‫(‪ -)4‬الزبريي (محمد العريب) ‪ ،‬الثورة اجلزائرية يف عاهما الول‪ ،‬دار البعث‪ ،‬ط‪ ،1‬قس نطينة‪.1984 ،‬‬
‫(‪ -)5‬بورقعة (يس خلرض) ‪ ،‬شاهد عىل اغتيال الثورة‪ ،‬دار احلمكة‪ ،‬ط‪ ،01‬اجلزائر‪.1990،‬‬
‫(‪ -)6‬بومايل (أحسن) ‪ ،‬اإسرتاتيجية الثورة اجلزائرية يف مرحلهتا الوىل ‪ ،1956 -1954‬منشورات املتحف الوطين‬
‫للمجاهد‪ ،‬اجلزائر‪.1994 ،‬‬
‫(‪ -)7‬حريب (محمد) ‪ ،‬جهبة التحرير الوطين السطورة والواقع‪ ،‬ترمجة مكيل قيرص داغر‪ ،‬مؤسسة الحباث العربية‪،‬‬
‫ش‪.‬م‪.‬م‪ ،‬ط‪ ،01‬بريوت‪1983 ،‬‬
‫(‪ -)8‬حريب (محمد) ‪ ،‬الثورة اجلزائرية س نوات اخملاض‪ ،‬ترمجة جنيب عباد املثلويث‪ ،‬املؤسسة الوطنية للفنون‬
‫املطبعية‪ ،‬اجلزائر‪.1994 ،‬‬
‫(‪ -)9‬صاري اجلياليل و قداش حمفوظ ‪ ،‬املقاومة الس ياس ية ‪ : 1954 -1900‬الطريق الإصاليح والطريق الثوري‪،‬‬
‫ترمجة عبد القادر بن حراث‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬اجلزائر‪.1987 ،‬‬
‫‪ -‬اجلرائد واجملالت ‪:‬‬
‫(‪ -)1‬أول نومفرب‪ ،‬الصادرة ابجلزائر‪ ،‬عدد‪.1983 ،62‬‬
‫(‪ -)2‬النرص‪ ،‬الصادرة بقس نطينة عدد ‪ 4 -3( 6153‬سبمترب ‪.)1993‬‬
‫(‪ -)3‬رصخة الشعب اجلزائري‪ ،‬الصادرة ابجلزائر‪ ،‬فيفري‪ -‬ماي ‪.1991‬‬
‫املصادر واملراجع ابللغة الفرنس ية ‪:‬‬
‫‪(1)- Chikh )Sliman), l’Algérie en Armes ou Le Temps des Certitudes 1954 -1962,‬‬
‫‪Office de Publications Universitaires, Alger, 1981.‬‬
‫‪(2)- Courriére (Yeves), La Guerre d’Algérie, Le Temps des l’Eopars, éditions Rahma,‬‬
‫‪Alger, sd .‬‬
‫‪(3)- Couriére (Yves), La Guerre d’Algérie(1954- 1962),l’Heure des Colonels , Les‬‬
‫‪Feux du Disespoire, tom2, éditions Robert Lafont, sd, Paris.‬‬

‫‪- 71 -‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬


1962 1954

(4)- Eveno (Patrique) et Planchais (Gean), La Guerre d’Algérie Dossier et


Temoignages, éditions la Découverte et Journal le Monde, Paris, 1989.
(5)- Harbi (Mohamed), Les Archives de la Révolution Algérienne, Les éditions Jeune
Afrique, Paris, 1981.
(6)- Lemire (Henri), Histoire Militaire de La Guerre d’Algérie, éditions Albin Michel,
Paris, 1982.
(7)-Les Origines des Mouvements Rebelles, Centre d’Archives Diplomatiques (Paris),
Boite N°07.
(8)- Mantagnon (Pierre), La Guerre d’Algérie Genése et Engrenage d’une Tragédie, 1
novembre 1954- 03 juillet 1962, éditions Pygmalion Gérad Watelet, Paris,1984.
(9)- Notice d’Information, Mémoire Rédigé par M.N.A. a l’Intention de l’O.N.U ,
Centre d’Archives Diplomatiques (Paris) , Afrique Levant (1953- 1959),Boite
N°33.
(10)- Paiallat (Claude), Deuxième Dossier sécrit de I ‘Algérie, Les Presses de La Cité,
Paris, 1962.
(11)- Roux (Michel), Les Harkis ou Les Oublies de l’Histoire, 1954- 1991, éditions La
Découverte, Paris, 1991.
(12)- Stora (Benjamin), l’Affrontement entre le FLN et le MNA de Messali Hadj
(1954- 1955), Premier Partie , Etude Non Publié.
(13)- Stora (Benjamin), Messali Hadj (1898-1974), Pionner du Nationalisme
Algérien , éditions Rahma, Alger, 1991.
(14)- Teguia (Mohamed), l’Algérie en Guerre, Office des Publications Universitaires,
Alger, sd.

2016 10 - 72 -

You might also like