You are on page 1of 26

‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫موقف الهند من القضية الكورية في األمم المتحدة (‪1964-1947‬م)‬


‫الباحث‪ .‬طارق مهدي الجبوري‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬فؤاد طارق العميدي‬
‫جامعة بابل‪ /‬كلية التربية للعلوم اإلنسانية‬
‫)‪The Indian Attitude Towards the Korean Issue in the UN (1947-1964‬‬
‫‪Asst. Prof. Dr. Fu'ad Tariq Al-Ameedi‬‬
‫‪Researcher Tariq Mahdi Al-Juboori‬‬
‫‪University of Babylon / College of Education for Human Sciences‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪It is known that the historical political studies are considered important. This study deals‬‬
‫‪with a very important period in the contemporary political history of India. It particularly‬‬
‫‪sheds light on the Indian attitudes towards the policies of the great nations after the Second‬‬
‫‪World War when India had emerged as a developing country under the regional and‬‬
‫‪international variables.‬‬
‫‪The Korean issue is considered one of the important aspects of the conflict between the‬‬
‫‪USA and the Soviet Union. It is also one the long-lasting issue the effects of which can be‬‬
‫‪still traced up till now; the proof is the political maneuvers between the two Koreas at the‬‬
‫‪present time. Accordingly, the subject of the study has been chosen to clarify the Indian‬‬
‫‪attitude towards the Korean issue in the UN 1945-1964, i.e., from the establishment of the UN‬‬
‫‪to the end of the reign of Jawaharlal Nehru.‬‬
‫المقدمة‬
‫من المعروف أن الدراسات التاريخية السياسية تعد من الدراسات المهمة‪ ،‬وان هذه الدراسة تبحث في مرحلة ذات‬
‫أهمية كبيرة من تاريخ الهند السياسي المعاصر‪ ،‬السيما وانه يسلط الضوء على مواقف الهند من سياسات الدول الكبرى في‬
‫أعقاب الحرب العالمية الثانية والتي برزت من خاللها الهند دولة ناشئة في ظل المتغيرات اإلقليمية والدولية‪.‬‬
‫تكتسب الدراسات العربية الخاصة بتاريخ الهند أهمية كبيرة في دراستنا التاريخية لعدة اعتبارات يأتي في مقدمتها‬
‫حاجة مكتباتنا لمثل هذه الدراسات للوقوف بشي من التفصيل حول طبيعة وفلسفة التوجه الهندي في المجال اإلقليمي‬
‫والدولي بعد االستقالل‪ ،‬السيما وأن معظم الدراسات السابقة قد ركزت دراساتها على تاريخ الهند قبل االستقالل‪ ،‬وهذه كانت‬
‫إحدى األسباب التي دفعت الباحثان إلى اختيار كتابة البحث في حقل تاريخ الهند المعاصر‪.‬‬
‫تعد القضية الكورية من أهم صور الصراع بين الواليات المتحدة األمريكية من جهة واالتحاد السوفيتي من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬فضالً عن أنها من القضايا المزمنة التي ال تزال آثارها حتى الساعة والدليل المناوشات بين الكوريتين في الوقت‬
‫الحالي‪ ،‬ومن ثم فمن الطبيعي أن تنا ل اهتمام الدول األعضاء البارزة التي لها ثقل في األمم المتحدة‪ ،‬ومنها الهند السيما‬
‫أنها قضية آسيوية‪ .‬ومن هذا المنطلق جاء اختيار عنوان البحث ليكون موقف الهند من القضية الكورية في هيأة األمم‬
‫المتحدة ‪ ،1964-1945‬أي منذ تأسيس هيأة األمم المتحدة وحتى نهاية حكم جواهر آلل نهرو‪.‬‬
‫تألف البحث من المقدمة وأربعة مباحث وخاتمة‪ ،‬تناول المبحث األول تأسيس هيأة األمم المتحدة ‪1945-1941‬‬
‫ومشاركة الهند فيها على الرغم من أنها الزالت مستعمرة بريطانية‪ ،‬إالّ أن وجهة نظر الوفد الهندي كانت تمثل رؤية الشعب‬
‫الهندي المستقلة‪ .‬وعالج المبحث الثاني موقف الهند من القضية الكورية ‪ ،1949-1945‬السيما أن الهند كانت عضواً في‬
‫لجنة األمم المتحدة في كوريا‪ .‬وخصص المبحث الثالث لدراسة موقف الهند من تطورات القضية الكورية والتدخل اإلقليمي‬
‫والدولي فيها ‪ ،1953-1950‬كونها مثلت مرحلة االصطدام العسكري بين الكوريتين‪ ،‬وقد أدت الهند دو اًر بار اًز في مساعيها‬
‫لوقف القتال‪ .‬أما المبحث الرابع فتطرق إلى موقف الهند من القضية الكورية إثر انتهاء الحرب الكورية ‪ 1964 -1953‬إذ‬

‫‪53‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫كان للهند حضو اًر بار اًز في عمليات تبادل أسرى الحرب السيما وأن الهند قد نالت ثقة األمم المتحدة لتكون على رأس اللجنة‬
‫الدولية لتبادل األسرى ألدوارها الحيادية من القضية‪ ،‬ومتابعة دورها في هيأة األمم المتحدة ألجل حسم هذه القضية‪.‬‬
‫اعتمد البحث على عدد غير قليل من المصادر األساسية‪ ،‬سواء العربية أو المترجمة‪ ،‬يأتي في مقدمتها الوثائق‬
‫العراقية غير المنشورة المحفوظة في دار الكتب الوثائق العراقية التي هي عبارة عن تقارير من المفوضيات العراقية في‬
‫الهند‪ ،‬وأيضاً تقارير المفوضية العراقية الدائمة في هيأة األمم المتحدة المرسلة إلى الحكومة العراقية‪ ،‬إذ شكلت مادة علمية‬
‫قيمة‪ .‬كما أضافت الوثائق الهندية المنشورة باللغة االنكليزية معلومات قيمة عن الموضوع‪ ،‬وأبرز تلك الوثائق‪ :‬نهرو يتحدث‬
‫‪ ،)Jawahar Lal Nehru Speechs1946-1963.( 1963-1946‬والكتاب السنوي للهند في الشؤون الدولية ( ‪The‬‬
‫‪.)Indian Year Book of Intonation Affairs‬‬
‫وكذلك وثائق و ازرة الخارجية األمريكية (‪ ،)Foreign Relations of the United State‬وكذلك وثائق األمم‬
‫المتحدة‪ ،‬فضالً عن الوثائق األجنبية األخرى والتي تحدثت بأجمعها عن الدور الهندي العام أو الدور الهندي في هيأة‬
‫األمم المتحدة من القضية الكورية ألجل الوصول إلى حل سلمي لهذه القضية‪.‬‬
‫واكتسبت المصادر االنكليزية أهمية كبيرة في اعتماد البحث عليها ومنها‪ :‬دور الهند في المشكلة الكورية‬
‫(‪ ،)Shiv Dayl. India Role the Korean Question‬ودبلوماسية الهند ( ‪By Rossn. Beker and Mohinders‬‬
‫‪ ،)Bed The Diplomacy of India‬إذ تضمنت معلومات تفصيلية وقيمة عن مواقف الهند من القضية الكورية في األمم‬
‫المتحدة‪ ،‬وتتجلى أهميتها أيضاً كونها معاصرة لألحداث‪.‬‬
‫وكذلك كتاب الهند في الشؤون العالمية ‪P. Karan Nakaran. India in World Affairs ( 1953-1950‬‬
‫‪ ،)1950-1953‬فضالً عن كتاب الهند والصراعات في األمم المتحدة ‪:1954- 1946‬‬
‫‪(B.V. Govandia Raj. India and Disputes in the United Nation 1946-1954).‬‬
‫كما اعتمد البحث على مجموعة من المصادر العربية المهمة‪ ،‬ومنها كتاب هيثم األيوبي‪ ،‬تاريخ حرب التحرر في‬
‫كوريا ‪ ،1953-1950‬وكتاب روبرت ليكي‪ ،‬حرب كوريا ‪ ،1953-1950‬وكتاب سليم طه التكريتي‪ ،‬حرب كوريا‪ ،‬وغيرها‬
‫من الكتب‪ .‬وأسهمت الرسائل واألطاريح الجامعية‪ ،‬ومنها أطروحتي حيدر عبد الرضا حسن التميمي‪ ،‬موقف االتحاد‬
‫السوفيتي من الحرب الكورية ‪ ،1953-1950‬وصالح خلف مشاي‪ ،‬سياسة الصين تجاه القضية الكورية ‪،1953-1945‬‬
‫مساهمة مهمة في رفد البحث بالمادة العلمية‪ ،‬فضالً عن أخبار الصحافة العراقية‪ ،‬والسيما صحيفة الزمان‪ ،‬إذ شكلت‬
‫أخبارها مادة علمية مهمة للبحث‪ ،‬لنقلها األخبار العالمية يوما بيوم‪.‬‬
‫وفي الختام نرجو أن نكون قد وفقنا في كتابة هذا البحث المهم والخاص بالدراسات اآلسيوية عامة‪ ،‬والهند والكورية‬
‫بشكل خاص‪ ،‬ليستفيد منه المعنيين بالدراسات التاريخية‪ ،‬ومن اهلل العلي القدير التوفيق‪.‬‬
‫المبحث األول‬
‫إسهامات الهند في تأسيس هيأة األمم المتحدة ‪1945 -1941‬‬
‫بعد فشل عصبة األمم في الحفاظ على مبادئ السالم العالمي وقيام الحرب العالمية الثانية أخذ قادة الدول الكبرى‬
‫البحث عن إيجاد منظمة بديلة لتوطيد األمن والسالم العالميين‪.‬‬
‫ففي الرابع عشر من آب ‪ 1941‬اجتمع كل من فرانكلين روزفلت ‪ ،)1()1945 -1882( F. Roosevelt‬رئيس‬
‫الواليات المتحدة األمريكية على البارجة برنت اوف ويلز مع رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ‪Winston‬‬

‫(‪ )1‬فرنكلين روزفلت‪ :‬هايد بارك لسبرنغ‪ :‬رجل دولة أمريكي ورئيس الواليات المتحدة األمريكية ولد في نيويورك عام ‪ ،1882‬تخرج من‬
‫جامعة هارفر ‪ 1904‬عمل في المحاماة وفي عام ‪ 1910‬أصبح عضواً في مجلس الشيوخ‪ ،‬وفي ‪ 1913‬أصبح نائب لوزير البحرية وانتخب‬
‫حاكماً لوالية نيويورك عام ‪ 1928‬رشحه الحزب الجمهوري للرئاسة عام ‪ 1932‬وكان قد اعترف باالتحاد السوفيتي في نفس العام‪ ،‬تميزت‬
‫سياسته بحسن الجوار مع الدول األمريكية‪ ،‬وكان له دور في عقد المؤتمرات التي عقدت أثناء الحرب العالمية الثانية مثل مؤتمر واشنطن عام‬
‫‪ ،1941‬ومؤتمر دار البيضاء عام ‪ 1943‬ومؤتمر طهران عام ‪ ،1943‬مؤتمر يالطا عام ‪ ،1945‬وكان له دور بارز في إيجاد منظمة هيأة‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬انتخب للمرة الرابعة لرئاسة الواليات المتحدة األمريكية في تشرين الثاني ‪ ،1944‬وتوفي في الثاني من نيسان عام‪.1945‬‬
‫‪54‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫‪ ،)1()1965 -1874( Churchill‬وقد أصد ار تصريح عرف بتصريح األطلنطي الذي دعا إلى ضرورة إقامة تنظيم دولي‬
‫شامل لتأمين السالم العام ويعتمد على الشعوب المحبة للسالم(‪ .)2‬وفي األول من كانون الثاني ‪ 1942‬وافقت على هذا‬
‫التصريح ست وعشرين دولة(‪ ،)3‬وكانت الهند ضمن هذه الدول المؤيدة على الرغم من أنها الزالت تحت السيطرة البريطانية‬
‫ولم تنل االستقالل التام(‪ .)4‬ولم يقتصر الدور الهندي على ذلك فعندما عقدت الدول الكبرى الواليات المتحدة األمريكية‬
‫وبريطانيا واالتحاد السوفيتي والصين مؤتمر سان فرانسيسكو ‪ San Francesco‬ما بين الخامس والعشرون من نيسان‬
‫حتى الخامس والعشرون من تموز عام ‪ .)5(1945‬كانت الهند إحدى الدول التي وجهت لها الدعوة للحضور إلى المؤتمر‬
‫والمشاركة فيه على الرغم من أنها تحت الوصاية البريطانية‪ ،‬وكانت هناك أسباب لتوجيه الدعوة منها إعالن الهند الحرب‬
‫على دول المحور عام ‪ ،1942‬وكون الهند عضواً في عصبة األمم(‪ ،)6‬وكان للهند دور مهم في نقاشات سان فرانسيسكو‬
‫في سبيل إيجاد منظمة دولية ترعى وتحافظ على السلم العام ومن هذه المناقشات ما يتعلق بحق الفيتو ‪ ،)7(Veto‬الذي‬
‫أعطى للدول الكبرى صالحيات واسعة في مجلس األمن الدولي‪ ،‬في حين رأت الدول الصغرى‪ ،‬الذي بين وجهة نظرها‬
‫وزير خارجية استراليا ايفات ‪ Evatt‬أن هذه الصالحيات يترتب عليها تقليص سلطات الجمعية العامة‪ ،‬إضافة إلى أن حق‬
‫الفيتو هو تمييز بين الدول غير مقبول ويؤدي إلى أحداث شلل في قدرة مجلس األمن على اتخاذ الق اررات التي تمكن األمم‬
‫المتحدة من القيام بدورها(‪ .)8‬وكان موقف الهند مؤيد للرأي االسترالي وبين المندوب الهندي كريشنا مينون ‪Krishena‬‬
‫‪ ،)9()1974-1897( Menon‬انتقاده لمشروعية الفيتو‪ ،‬وأكد على ضرورة سيادة الدول وعدم تقييد حرياتها للتغلب على‬
‫الفوضى العالمية التي خلفتها الحرب العالمية الثانية وصوالً لشيوع األمن والسالم العالميين(‪.)10‬‬

‫ينظر‪ :‬آالن بالمر‪ ،‬موسوعة التاريخ الحديث ‪ ،1789،1945‬ترجمة سوسن فيصل السامر ويوسف محمد أمين‪ ،‬مراجعة محمد مظفر‬
‫األدهمي‪ ،‬ج‪ ،2‬دار المأمون للترجمة والنشر (بغداد ‪ )1992‬ص ص‪238،240‬؛ عبد الوهاب الكيالي وآخرون‪ ،‬الموسوعة السياسية‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬ط‪( 3‬بيروت ‪ )1990‬ص‪843‬؛ رغد فيصل عبد الوهاب نقاوة‪ ،‬سياسة الواليات المتحدة األمريكية تجاه‬
‫أوروبا الغربية في عهد ترومان ‪ 1945،1952‬دراسة تاريخية سياسية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة البصرة‪ ،2005 ،‬ص‪.52‬‬
‫(‪ )1‬ونستون تشرشل‪ :‬سياسي ورجل دولة بريطاني معروف ولد ‪ 1874‬في لندن وينتمي إلى أسرة سياسية بريطانية فوالده راندولف هنري‬
‫سبنسر ‪ ،) 1897 ،1849( Randolph Henry Spencer‬سياسي بريطاني ينتمي إلى حزب المحافظين والذي أصبح رئيس لمجلس‬
‫العموم البريطاني عام ‪ ،1887‬درس تشرشل في مدرسة جورجيا وفي عام ‪ 1880‬انتقل لمدرسة هارو‪ Harrow‬لدراسة القانون‪ ،‬وفي عام‬
‫‪ 1908‬انظم إلى حزب األحرار وعمل وزيراً للتجارة من عام (‪ )1910 ،1908‬وكان له دور كبير في رسم السياسة االقتصادية البريطانية‪،‬‬
‫وفي عام ‪ 1911‬عين وزير للحرب وقاد الجيش البريطاني في الحرب العالمية األولى واستقال من هذا المنصب بعد فشل حملة الدردنيل عام‬
‫‪ ،1915‬وفي عام ‪ 1917‬عين وزيراً للذخائر بعدها عين وزير للمستعمرات حتى عام ‪ ،1922‬وفي عام ‪ 1924‬عين وزيراً للمالية مع‬
‫حزب المحافظين حتى عام ‪ ،1926‬وأصبح رئيساً للوزراء في بريطانيا عام ‪ 1940‬ووزيراً للبحرية أبان الحرب العالمية الثانية ولعب دور‬
‫مهم في انتصار الحلفاء‪ ،‬استقال عام ‪ 1945‬ثم أعيد انتخابه كرئيس وزراء عام ‪ ،1955 ،1951‬بعدها تقاعد من الحياة السياسية‪ ،‬للمزيد‬
‫ينظر‪ :‬عبد الوهاب الكيالي وآخرون‪ ،‬الموسوعة السياسية‪ ،‬ج‪ ،1‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬ط‪( 3‬بيروت ‪ ،)1990‬ص ص‪،741‬‬
‫‪ 742‬؛ محمد يوسف إبراهيم القريشي‪ ،‬ونستون تشرشل دوره في السياسة البريطانية حتى عام ‪ ،1945‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب‪ ،‬جامعة بغداد‪.2005 ،‬‬
‫(‪ )2‬حسن نافعة‪ ،‬األمم المتحدة في نصف قرن‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة (الكويت ‪ )1978‬ص‪.61‬‬
‫(‪ )3‬الدول الست وعشرين دولة هي‪ :‬الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬االتحاد السوفيتي‪ ،‬الصين‪ ،‬الهند‪ ،‬استراليا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬كندا‪ ،‬كوستاريكا‪،‬‬
‫كوبا‪ ،‬السلفادور‪ ،‬هايتي‪ ،‬الهندوراس‪ ،‬لوكسمبورغ‪ ،‬هولندا‪ ،‬نيوزلن دا‪ ،‬النرويج‪ ،‬بنما‪ ،‬بولندا‪ ،‬يوغسالفيا‪ ،‬الدومينيكان‪ ،‬اليونان‪ ،‬تشيكوسلوفاكيا‪،‬‬
‫غواتيماال‪ ،‬نيكاراغوا‪ ،‬جنوب أفريقيا‪ .‬ينظر‪ :‬محمد متولي‪ ،‬األمم المتحدة والسالم العالمي‪ ،‬مطابع دار القومية القاهرة‪ ،1963 ،‬ص‪20‬؛ عبد‬
‫الوهاب الكيالي وآخرون‪ ،‬ج‪ ،2‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.315‬‬
‫(‪ )4‬محمد متولي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫(‪ )5‬حسن نافعة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪ 25‬؛ محمد محمد صالح وآخرون‪ ،‬الدول الكبرى بين الحربين ‪ ،1914،1945‬مطابع جامعة الموصل‬
‫(الموصل ‪ )1984‬ص ص‪.298 ،297‬‬
‫‪(6) B. V. Govinda. Raj, India and Disputes in the United Nation, 1946، 1954, Vorapuu Blishe‬‬
‫‪Privateltd, Bombay, 1959, P. 30.‬‬
‫(‪ )7‬الفيتو ‪ : Veto‬هو حق نقض القرار في مجلس األمن الدولي من قبل أحد أعضاء الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس وهي الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬االتحاد السوفيتي‪ ،‬الصين‪ ،‬فرنسا‪ ،‬في حالة نقض القرار يعد غير نافذ‪ ،‬ينظر‪ :‬حسن نافعة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫(‪ )8‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫(‪ )9‬كريشنا مينون‪ :‬سياسي هندي ولد عام ‪ 1897‬في مدينة كاليكوت جنوب غرب الهند‪ ،‬في ‪ 1946‬عين مبعوثاً خاصاً عن الحكومة المؤقتة‬
‫الهندية إلجراء مباحثات مع الدول األوروبية ثم عين مندوب للهند في بريطانيا‪ ،‬في ‪ 1949‬عين سفيراً في ايرلندا إضافة إلى منصبه األول‪،‬‬
‫بعدها أصبح الناطق الرسمي باسم سياسة الهند الخارجية‪ ،‬وفي ‪ 1957‬تقلد منصب وزير الدفاع حتى ‪ ،1962‬أقاله نهرو بسبب سوء الخطط‬
‫العسكرية في الحرب الهندية‪ ،‬الصينية ‪ .1962‬ينظر‪:‬‬
‫‪Stanly Wolpret. Encyclopedia of India, Vharrless Scribenr Sons, Vol. 3, New York, 2006, P. 111.‬‬
‫‪(10) Govinda, Raj. Op. Cit., P. 34.‬‬
‫‪55‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫وكان للهند مع بعض الدول موقف من مسألة مراجعة نصوص ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬إذ رأت أن المراجعة تتم‬
‫بموافقة ثلثي أعضاء الجمعية العامة وسبعة أعضاء في مجلس األمن من دون شرط إجماع الدول دائمة العضوية(‪ ،)1‬في‬
‫حين رأت الدول الكبرى شرط إجماع األعضاء الدائمين(‪ ،)2‬وكذلك أكد مينون على أهمية أن تعمل األمم المتحدة على حل‬
‫المسائل االقتصادية التي تواجه األعضاء‪ ،‬وتقديم أفضل الخدمات في مسألة حقوق اإلنسان(‪ .)3‬وأما بخصوص طرد‬
‫األعضاء من المنظمة‪ ،‬فقد وقفت الهند ضد أي قرار إلقصاء أو حرمان أي من األعضاء ألي سبب من األسباب‪ ،‬ألنه‬
‫سيحول المنظمة من منظمة تمثل جسد العالم إلى منظمة محددة تعمل ضمن مزاجات بعض الدول‪ ،‬وأن الهند ستصوت‬
‫على الميثاق بشرط أن يعاد نقاشه بعد سنوات عدة(‪ .)4‬إذاً يتضح من ذلك أن الهند قد برزت بصماتها بشكل كبير في سبيل‬
‫الحفاظ على هيكلية المنظمة المنشودة محذرة من سطوة بعض الدول الكبرى‪.‬‬
‫وفي كلمة ألقاها مينون في المؤتمر أوضح فيها أن الدول قد أحرزت خطوات متقدمة في سبيل السالم والحرية‬
‫للشعوب‪ ،‬وتمنى أن تعقد اجتماعات المنظمة في أقرب وقت(‪ .)5‬وفي السادس والعشرين من حزيران ‪ 1946‬وقعت الهند على‬
‫ميثاق األمم المتحدة(‪ ،)6‬مع ست وأربعين دولة(‪ ،)7‬وبهذا أصبحت الهند من األعضاء األصليين في المنظمة(‪ ،)8‬يستنتج من‬
‫ذلك أن القادة والسياسيين الهنود نجحوا ليس في الداخل فقط وتقدموا خطوات مهمة في نيل االستقالل من الهيمنة البريطانية‪،‬‬
‫بل وفقوا أيضاً في المساهمة إليجاد منظمة دولية ترعى حقوق الشعوب ونشر مبادئ السالم العالمي‪ ،‬وتكون منب اًر للصوت‬
‫الهندي في سبيل طرح المشاكل الهندية أو الدول األخرى التي تدار نقاشاتها تحت قبة هيأة األمم المتحدة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫موقف الهند من القضية الكورية ‪.1949 -1945‬‬
‫كانت كوريا خاضعة للسيطرة اليابانية السيما بعد التطورات التي شهدتها اليابان في سياستها التوسعية في أوائل‬
‫القرن العشرين وانتصارها على روسيا عامي ‪ ،)9(1905-1904‬وظهورها كقوة كبرى في الشرق األقصى وبقيت تحت‬
‫السيطرة اليابانية من عام ‪ 1910‬إلى عام ‪ 1945‬بعد أن حررت من قبل القوات األمريكية والسوفيتية واستسالم اليابان في‬
‫الخامس عشر من آب عام ‪ 1945‬في الحرب العالمية الثانية(‪.)10‬‬
‫دخلت القوات األمريكية من الجنوب والقوات السوفيتية من الشمال ووقفت القوتين عند خط عرض (‪ ْ)38‬الذي يمر‬
‫بكوريا ويشطرها إلى شطرين وأصبح الحد الفاصل بين القوتين‪ .‬ثم عقد مؤتمر بوتسدام (‪ 15‬تموز‪ 2-‬آب ‪ )1945‬الذي‬
‫أكمل ما جاء في مؤتمر يالطا (‪ 11-4‬شباط ‪ )1945‬والذي َّ‬
‫عد هذا الخط الفاصل بين المنطقتين الشمالية والجنوبية(‪.)11‬‬

‫‪(1) Ibid, P.35.‬‬


‫(‪ )2‬حسن نافعة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫‪(3) Govinda Raj. Op. Cit., P. 36.‬‬
‫‪(4) Govinda Raj. Op. Cit., PP. 33،35.‬‬
‫‪(5) Ibid, P. 36.‬‬
‫(‪ )6‬يتكون ميثاق األمم المتحدة من ‪ 111‬مادة موزعة على تسعة عشر فصالً‪ ،‬باإلضافة إلى النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية الذي يتكون‬
‫من ‪ 70‬مادة‪ ،‬ويحتوي على أهداف وغرض تشكيل هيأة األمم المتحدة ومبادئها وفروعها وسبل تحقيق أهدافها‪ .‬للمزيد من التفاصيل ينظر‪:‬‬
‫حسن نافعة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪75‬؛ هـ‪ .‬وهارس‪ ،‬جمعية األمم المتحدة تاريخها أغراضها تكوينها‪ ،‬تعريب‪ :‬سليم اباريز‪ ،‬دار الطباعة‬
‫المصرية (القاهرة د‪ .‬ت) ص‪.18 ،16‬‬
‫(‪ )7‬الدول الست واألربعين‪ :‬هي الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬االتحاد السوفيتي‪ ،‬فرنسا‪ ،‬الهند‪ ،‬كندا‪ ،‬البرازيل‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬تشيكوسلوفاكيا‪،‬‬
‫الصين‪ ،‬شيلي‪ ،‬كولومبيا‪ ،‬كوبا‪ ،‬اليونان‪ ،‬أثيوبيا‪ ،‬هايتي‪ ،‬هندوراس‪ ،‬الهند‪ ،‬بنما‪ ،‬باراغواي‪ ،‬استراليا‪ ،‬البيرو‪ ،‬أورغواي‪ ،‬الدومينيكان‪ ،‬غواتيماال‪،‬‬
‫بنما‪ ،‬مصر‪ ،‬الفلبين‪ ،‬سوريا‪ ،‬العراق‪ ،‬السعودية‪ ،‬لبنان‪ ،‬تركيا‪ ،‬فنزويال‪ ،‬يوغسالفيا‪ ،‬أكوادور‪ ،‬النرويج‪ ،‬كوستاريكا‪ ،‬بوليفيا‪ ،‬جنوب أفريقيا‪،‬‬
‫البارغواي‪ ،‬السلفادور‪ ،‬األرجنتين‪ ،‬الدانمارك‪ ،‬أوكرانيا‪ ،‬بيالروسيا‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الوهاب الكيالي وآخرون‪ ،‬ج‪ ،2‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.350‬‬
‫‪(8) Govinda Raj. Op. Cit., PP. 37،38.‬‬
‫(‪ )9‬كانت اليابان قد انتصرت على روسيا في حرب عام ‪ 1905 ،1904‬وكانت فاتحة بروز اليابان على المسرح العالمي بسبب النزاع حول‬
‫منشوريا وأهميتها لليابان في سبيل الحصول على المواد الغذائية لزيادة أعداد سكانها‪ ،‬وانتهت الحرب عام ‪ 1905‬بعقد معاهدة بورتسموث‬
‫وحصلت اليابان على ميناء بورت آرثر ومناطق حيوية أخرى‪ .‬للمزيد من التفاصيل ينظر‪ :‬جورج سكولف‪ ،‬روسيا ‪ ،1991 ،1815‬ج‪،1‬‬
‫ترجمة‪ :‬أنطوان حمص‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة السورية (دمشق ‪ )1999‬ص‪220‬؛ محمد علي القوزي وحسان حالق‪ ،‬تاريخ الشرق‬
‫األقصى الحديث والمعاصر‪ ،‬دار النهضة العربية (بيروت ‪ )2001‬ص ص‪ 23،24‬وص‪117‬؛ فؤاد طارق كاظم‪ ،‬التنافس اإلقليمي على إقليم‬
‫منشوريا حتى عام ‪ ،1954‬مجلة كلية التربية‪ ،‬جامعة بابل‪ ،‬العدد األول‪ ،‬المجلد األول‪ ،2009 ،‬ص ص‪.194،196‬‬
‫(‪ )10‬ميالد مقرحي‪ ،‬تاريخ آسيا الحديث والمعاصر‪ ،‬منشورات جامعة قاريونس (بنغازي ‪ )2008‬ص‪.85‬‬
‫(‪ )11‬رياض الصمد‪ ،‬تطور األحداث الدولية في القرن العشرين‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع (بيروت د‪.‬ت) ص‪.520‬‬
‫‪56‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫والجدير بالذكر أن هذا الخط هو خط وهمي موجود على الخريطة وأن القادة العسكريين األمريكيين اقترحوه لمنع‬
‫التوسع السوفيتي في كوريا‪ ،‬كذلك لمساعدة الدول الكبرى في إدارة كوريا‪ ،‬إذ تم تطبيق ق اررات مؤتمر يالطا(‪ ،)1‬فضالً عن‬
‫رغبة الواليات المتحدة في االستفادة من الموانئ البحرية المهمة في هذا الجزء وهما مينائي أنشون ويوسان(‪.)2‬‬
‫أقام األمريكيون في الثامن من أيلول عام ‪ 1945‬حكومة عسكرية مؤقتة(‪ ،)3‬وبين السادس عشر والسادس والعشرين‬
‫من الشهر نفسه عقدت الدول األربع الكبرى(‪ ،)4‬مؤتمر موسكو وخصص لبحث القضية الكورية وتقرر أن توضع كوريا‬
‫تحت الوصايا الدولية(‪ ،)5‬لخمسة سنوات وأن تؤلف حكومة مؤقتة لجميع أجزاء كوريا تخضع إلشراف لجنة أمريكية‪-‬‬
‫سوفيتية مشتركة(‪ ،)6‬إال أن مقررات موسكو لم يكتب لها النجاح لرفض اصـر الوصاية بسبب التأثير السوفيتي(‪.)7‬‬
‫استمرت اجتماعات السوفيت واألمريكان لحل القضية الكورية‪ ،‬ففي السادس عشر من كانون الثاني عام ‪1946‬‬
‫اجتمعوا في سيئول وهناك تقدم األمريكيين باقتراح عن إلغاء خط الحدود الفاصل بين الشمال والجنوب وتكوين هيأة دولية‬
‫لإلشراف على كوريا إال أنهم فشلوا لتمسك السوفيت باتفاق موسكو‪ ،‬تواصلت االتصاالت بين الطرفين لكن دون جدوى‪ ،‬ففي‬
‫السادس والعشرين من آب عام ‪ 1946‬بعثت الواليات المتحدة األمريكية مذكرة إلى االتحاد السوفيتي تقترح فيها عقد مؤتمر‬
‫من الدول األربع الكبرى بشأن مسألة كوريا‪ ،‬إال أن السوفيت رفضوا ذلك متهمين الواليات المتحدة بخرق اتفاق موسكو‬
‫بتأليف حكومة مؤقتة في الجنوب دون استشارة موسكو(‪ ،)8‬فضالً عن وجهات نظر مختلفة حول إجراء االنتخابات في كوريا‬
‫ليستمر الوضع على ما هو عليه دون حل(‪ .)9‬يتضح من ذلك أن كل من الواليات المتحدة واالتحاد السوفيتي يحاوالن تثبيت‬
‫رؤيتهما بما ينسجم مع مصالحهما اإلستراتيجية في هذا الجزء المهم من العالم‪.‬‬
‫(‪)10‬‬
‫‪ ،‬وفعالً قدم المندوب‬ ‫بعد ذلك رأت الواليات المتحدة األمريكية أن تطرح المسألة على طاولة الجمعية العمومية‬
‫األمريكي جون فوستر داالس ‪ ،)11()1959 -1888( John Foster Dulles‬لدى األمم المتحدة في السابع من أيلول‬
‫عام ‪ 1947‬اقتراحاً بالن ظر في المسألة الكورية‪ ،‬وقررت الجمعية العامة في الثالث والعشرين من الشهر نفسه إدراج القضية‬

‫‪(1) Korea Journal, No. 7, 1 July 1967.‬‬


‫‪(2) Repert K. Sawyer. Military Advisers in Korea. Kmag in Peace and War, U.S Government Printing‬‬
‫;‪Office, Washington, 1962, P. 6‬‬
‫صالح خلف مشاي‪ ،‬سياسة الصين تجاه القضية الكورية ‪ ،1945،1953‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬الجامعة المستنصرية‪،‬‬
‫‪ ،2012‬ص‪.101‬‬
‫(‪ )3‬الحكومة العسكرية المؤقتة‪ :‬وهي عبارة عن مجلس نيابي ديمقراطي قام بإنشائه الجنرال هودج ‪ ،Hodge‬قائد القوات األمريكية في الثامن‬
‫من أيلول عام ‪ ،1945‬وكان اغلب أعضاءه أالثني عشر من المحافظين برئاسة سنجمان ري ‪ ،Sngman Rhee‬وكان هدف األمريكيين‬
‫كسب ثقة الشعب الكوري وإبعاده عن التأثير السوفيتي‪ ،‬وبقيت هذه الحكومة مرتبطة كلياً بالجانب األمريكي حتى عام ‪ 1948‬وانتخاب جمعية‬
‫وطنية‪ ،‬وتأسيس الجمهورية الكورية‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الوهاب الكيالي وآخرون‪ ،‬الموسوعة السياسية‪ ،‬ج‪ ،5‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪،‬‬
‫ط‪( 3‬بيروت ‪ ،)1993‬ص ص‪.5،6‬‬
‫(‪ )4‬الدول األربع الكبرى هي الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬االتحاد السوفيتي‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬فرنسا‪.‬‬
‫(‪ )5‬الوصاية الدولية‪ :‬هي ان تخضع إلشراف مجلس الوصاية التابع لألمم المتحدة إلدارة األقاليم التي تقرر وضعها تحت نظام الوصاية‪ ،‬ويقدم‬
‫لها كل المساعدات للوصول إلى الحكم الذاتي أو االستقالل التام‪ .‬ينظر‪ :‬حسن نافعة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.6 ،1‬‬
‫(‪ )6‬سليم طه التكريتي‪ ،‬حرب كوريا‪ ،‬مطبعة االتحاد (بغداد ‪ )1953‬ص ‪18‬؛ ‪Robert C. North, Moscow and Chinese‬‬
‫‪Communists, Stanford University Press, Stanford, California, 1953, P. 215.‬‬
‫(‪ )7‬نعمة إسماعيل مخلف الدليمي‪ ،‬السياسة الخارجية األمريكية ‪ ،1960 ،1939‬دراسة تحليلية‪ ،‬مطبعة جعفر العصامي (بغداد ‪ )2009‬ص‪.168‬‬
‫;‪(31) F.R.U.S. The Far East, 1947. Vol. 6. Government Printing Office, Washington, 1972, P. 775‬‬
‫سليم طه التكريتي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ص‪21 ،20‬؛ نعمة إسماعيل مخلف الدليمي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.169‬‬
‫(‪ )9‬كانت وجهة النظر األمريكية تقوم على أن تجري االنتخابات بالتصويت العام في كل من الجنوب والشمال‪ ،‬وان تنتخب هاتين المنطقتين‬
‫حكومة مؤقتة لكل كو ريا‪ ،‬بينما رأى االتحاد السوفيتي عقد جمعية موحدة لكل البالد تسمى (جمعية الشعب) وتمثل فقط األحزاب الموافقة على‬
‫اتفاق موسكو حول الوصاية وتضم أكثر من ‪ 10000‬آالف عشرة‪ ،‬يكون للشمال والجنوب أعداد متساوية فيها‪ .‬للمزيد ينظر‪ :‬ميالد أ‪.‬‬
‫مقرحي‪ ،‬تاريخ آسيا الحديث والمعاصر‪ ،‬جامعة قاريونس (بنغازي ‪ )2008‬ص‪.168‬‬
‫(‪ )10‬سليم طه التكريتي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪21‬؛ ميالد مقرحي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.168‬‬
‫(‪ )11‬جون فوستر داالس‪ :‬سياسي أمريكي ولد عام ‪ 1888‬في واشنطن‪،‬درس في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬ثم أكمل دراسته للقانون الدولي‬
‫في سويسرا‪ ،‬بعد عودت ه عمل في المحاماة ثم التحق بإدارة االستخبارات األمريكية عشية الحرب العالمية األول‪ ،‬اختير عضواً في وفد بالده‬
‫المشارك في مؤتمر الصلح في باريس عام‪ ،1919‬عين مستشاراً في الوزارة الخارجية ومندوب للواليات المتحدة في األمم المتحدة عام‬
‫‪ 1946‬إلى عام ‪ ،1953‬حيث أصبح و زيراً للخارجية وكان له دور كبير في سياسة الواليات المتحدة ضد المد الشيوعي‪ ،‬وبرز عمله في‬
‫إيجاد األحالف العسكرية األمريكية وعرف بعدائه للشيوعية وحركة عدم االنحياز‪ ،‬واستمر في منصبه حتى وفاته‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫عبد الوهاب الكيالي وآخرون‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪Encyclopedia of America, Vol. 9, P. 463; .644‬‬
‫‪57‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫على جدول أعمالها‪ ،‬ونوقشت في الثامن والعشرين من تشرين األول عام ‪ ،1947‬إذ استعرض داالس تطور القضية‬
‫وتعهدات الواليات المتحدة األمريكية بشأنها ورغبتها في إيجاد حل مناسب لها(‪.)1‬‬
‫وبعد ذلك قام جون فوستر داالس بتقديم االقتراح األمريكي(‪ ،)2‬أما المندوب السوفيتي اندريه غروميكو ‪Andrei‬‬
‫‪ ، )3()1992 -1909( Gromyko‬فذكر أن مسألة كوريا ال تدخل ضمن اختصاص الجمعية العامة ومع ذلك قدم‬
‫اقتراحه(‪ .)4‬ويبدو أن الواليات المتحدة األمريكية أرادت ان تجعل هيأة األمم طرف في حل المسألة الكورية تمهيداً لكسب‬
‫رأيها عند التصويت على االقتراح المقدم‪ ،‬باستعمال نفوذها داخل المنظمة‪.‬‬
‫استمر الخالف حول الموضوع وتباينت آراء الوفود حول االقتراحين‪ ،‬فقد أيد المندوب االسترالي ايفات ‪Evatt‬‬
‫االقتراح األمريكي‪ ،‬وكانت الهند من المؤيدين لوجهة النظر األمريكية في سبيل حل األزمة الكورية واحالل السالم في‬
‫المنطقة(‪ .)5‬وال بد من اإلشارة أن الموقف الهندي هذا لم يأت متأث اًر بجهة ما‪ ،‬بل اعتقادها بضرورة إشراف هيأة األمم‬
‫المتحدة على الحلول المطروحة بشأن كوريا‪ ،‬وفي جلسة الخامس من تشرين الثاني ‪ 1947‬رفضت اللجنة السياسية االقتراح‬
‫السوفيتي بأغلبية عشرين صوت‪ ،‬ضد خمسة أصوات(‪ ،)6‬وامتناع سبعة أعضاء عن التصويت(‪.)7‬‬
‫وبعد ذلك وافقت الجمعية العامة على االقتراح األمريكي بأغلبية ‪ 46‬صوت‪ ،‬القاضي بإجراء انتخابات عامة في‬
‫كوريا بحلول شهر آذار من عام ‪ .)8(1948‬ويبدو من ذلك أن الوفد الهندي كان يرى ضرورة إيجاد حكومة كورية منتخبة‬
‫لتتحمل المسؤولية بعيداً عن التدخالت األجنبية‪ ،‬بمساعدة هيأة األمم المتحدة‪ ،‬في سبيل الحفاظ على مبادئ السالم التي‬
‫أصبحت صفة السياسة الهندية بعد االستقالل‪ .‬في ظل هذه التطورات أعلن االتحاد السوفيتي عدم مشاركته في أي لجنة‬
‫تؤلفها األمم المتحدة على ضوء االقتراح األمريكي ومقاطعته لجميع مناقشات األمم المتحدة من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫قامت هيأة األمم بتشكيل لجنة مؤقتة(‪ ، )9‬والذي برز فيها الوجود الهندي إذ انتخبت الهند رئيسة لهذه اللجنة وكلفت بأعداد‬
‫تقارير دورية عن أعمال اللجنة إلى الجمعية العمومية(‪ ،)10‬وكان لها ثالثة أهداف رئيسة وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬توفير الظروف الديمقراطية المالئمة إلجراء االنتخابات العامة في كوريا في مدة ال تتجاوز ‪.1948/3/31‬‬
‫‪ .2‬التنسيق مع القوات السوفيتية واألمريكية من أجل تحديد جدول زمني النسحاب القوات خالل ثالثة أشهر‪.‬‬
‫‪ .3‬تشكيل حكومة وطنية في كوريا(‪.)11‬‬

‫(‪ )1‬مصر في هيأة األمم المتحدة ‪ ، 1947‬تقرير عن أعمال الدورة العادية الثانية لهيأة األمم المتحدة المعقودة في نيويورك من ‪ 6‬أيلول‪29،‬‬
‫تشرين الثاني ‪ ،1947‬مطبعة مصر (القاهرة ‪ )1948‬ص‪.172‬‬
‫(‪ )2‬تضمن االقتراح األمريكي‪ .1 :‬أن تنتخب جمعية قومية كورية‪ .2 .‬أن تؤلف هذه الجمعية حكومة كورية قومية تتولى شؤون المنطقتين‬
‫الجنوبية والشمالية‪ .3 .‬وأن تنسحب القوات العسكرية بعد ذلك‪ . 4 .‬تكون كل هذه الخطوات بأشراف هيأة األمم المتحدة‪ .‬ينظر‪ :‬مصر في هيأة‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.172‬‬
‫(‪ )3‬اندريه غروميكو‪ :‬سياسي سوفيتي ولد عام ‪ 1909‬في روسيا البيضاء‪ ،‬درس في جامعة مينسك لدراسة االقتصاد والهندسة الزراعية عام‬
‫‪ ،1926‬وفي عام ‪ 1934‬أصبح أستاذ في معهد االقتصاد التابع للمجمع العالمي السوفيتي‪ ،‬وفي ‪ 1939‬أصبح المستشار األول للسفارة‬
‫السوفيتية في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬ثم سفيراً عام ‪ ،1943‬وشارك في تحضير مؤتمرات طهران ويالطا وبوتسدام بين الحلفاء‪ ،‬وترأس‬
‫الوفد السوفيتي في مؤتمر سان فرانسيسكو عام ‪ 1945‬ومن ثم أصبح مندوب االتحاد السوفيتي في األمم المتحدة بين أعوام ‪،1949 ،1946‬‬
‫في عام ‪ 1952‬عين سفير في بريطانيا‪ ،‬وأصبح عام ‪ 1956‬عضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وثم عاد عام ‪ 1957‬لتقلد وزارة‬
‫الخارجية السوفيتية‪ ،‬وفي عام‪ 1983‬أصبح نائب رئيس الوزراء‪ ،‬ومن ثم رئيس السوفيت األعلى (أي رئيس الدولة) عام ‪ .1985‬ينظر‪ :‬عبد‬
‫الوهاب الكيالي وآخرون‪ ،‬الموسوعة السياسية‪ ،‬ج‪ ،4‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬ط‪( 3‬بيروت ‪ )1993‬ص ص ‪.338،339‬‬
‫(‪ )4‬تضمن االقتراح السوفيتي‪ .1 :‬أن تنسحب القوات األجنبية من كوريا أوائل عام ‪ . 2 .1948‬أن تقوم فيها حكومة قومية بعيداً عن إشراف‬
‫األمم المتحدة‪ .3 .‬رأى إن االقتراح السوفيتي يجب أن تكون له األولوية على االقتراح األمريكي‪ .‬ينظر‪ :‬مصر في هيأة األمم المتحدة‪ ،‬المصدر‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.172‬‬
‫(‪ )5‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.173‬‬
‫(‪ )6‬األعضاء الذين صوتوا ضد القرار‪ :‬االتحاد السوفيتي‪ ،‬أوكرانيا‪ ،‬يوغسالفيا‪ ،‬تشيكوسلوفاكيا‪ ،‬بولندا‪.‬‬
‫(‪ )7‬مصر في هيأة األمم المتحدة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.176‬‬
‫(‪ )8‬حيدر عبد الرضا حسن التميمي‪ ،‬موقف االتحاد السوفيتي من الحرب الكورية ‪ ،1953 ،1950‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب‪ ،‬جامعة البصرة‪ ،2008 ،‬ص‪.46‬‬
‫(‪ )9‬تألفت اللجنة المؤقتة من تسعة دول هي‪ :‬الهند‪ ،‬الفلبين‪ ،‬استراليا‪ ،‬سوريا‪ ،‬الصين‪ ،‬فرنسا‪ ،‬السلفادور‪ ،‬كندا‪ ،‬أوكرانيا‪ .‬نعمة إسماعيل مخلف‬
‫الدليمي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫(‪ )10‬رياض الصمد‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.522‬‬
‫(‪ )11‬المصدر نفسه‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫على أساس ذلك باشرت اللجنة أعمالها في الخامس عشر من كانون األول عام ‪ 1948‬في العاصمة سيئول إال‬
‫أنها واجهت مشاكل عدة منها رفض االتحاد السوفيتي الحضور الجتماع اللجنة‪ ،‬وعدم السماح لها في الدخول إلى الجزء‬
‫الشمالي‪ ،‬وأيضاً انسحاب أوكرانيا من اللجنة(‪.)1‬‬
‫أخذ االتحاد السوفيتي بالضغط على الحزب الشيوعي الكوري‪ ،‬وتحريضه ضد اللجنة المؤقتة‪ ،‬إذ وصف الحزب‬
‫أعضاء اللجنة بأنهم رجال االمبريالية األمريكية‪ ،‬وأمام هذا الوضع الخطر قام رئيس اللجنة الهندي كريشينامينون بإلقاء‬
‫خطاب على الشعب الكوري في الثامن والعشرين من كانون الثاني ‪ 1948‬أكد فيه أن هدف اللجنة هو إجراء انتخابات حرة‬
‫نزيهة‪ ،‬وطلب مساعدة الشعب الكوري في سبيل ذلك‪ ،‬وأمر بتشكيل ثالث لجان واحدة لدراسة الرأي العام‪ ،‬واألخرى لدراسة‬
‫نظام االنتخابات والثالثة هدفها تأمين الجو الديمقراطي المناسب إلقامة االنتخابات(‪.)2‬‬
‫عملت الجمعية العامة على تصديق مشروع قدمه الوفد األمريكي تضمن إمكانية إجراء االنتخابات في الجزء‬
‫الجنوبي تحت إشراف هيأة األمم المتحدة والتخلي عن إقامتها في الشمال (‪ .)3‬وبالفعل جرت االنتخابات في موعدها المحدد‬
‫في العاشر من أيار ‪ 1948‬وفاز حزب االتحاد الوطني بزعامة سنجمان ري ‪،)4()1965-1875( Syngman Rhee‬‬
‫الذي اختير في الخامس عشر من تموز أول رئيس لجمهورية كوريا الجنوبية(‪ ،)5‬أمام هذه التطورات أعطى االتحاد‬
‫السوفيتي الضوء األخضر للجبهة الشعبية الشمالية لوضع دستور جديد تمهيداً النتخاب حكومة شعبية للشمال وفي الثامن‬
‫عشر من تشرين األول عام ‪ 1948‬أعلن رسمياً عن تأسيس حكومة كوريا الشمالية وتعيين كيم ايل سونغ‬
‫(‪ ،)6()Kimm Il Sung‬أول رئيس وزراء‪ ،‬وفي التاسع والعشرين من كانون األول ‪ 1948‬انسحبت القوات السوفيتية من‬
‫الشمال‪ ،‬وبعد مدة قصيرة تبعها القوات األمريكية باالنسحاب من الجنوب‪،‬بعد أن ضمن كل طرف مصالحه في كوريا(‪.)7‬‬
‫وأصبح خط عرض (‪ ْ)38‬هو الحد الفاصل بين الشمال والجنوب ليبقى الوضع الكوري محفوف بالمخاطر خاصة وأن كل‬
‫طرف يتهم األخر بأنه صنيعة االحتالل(‪ .)8‬وأمام ذلك أخذت اللجنة التابعة لألمم المتحدة تحذر من مغبة انسحاب القوات‬
‫وما ستتركه من فراغ يهدد بخطر الحرب األهلية(‪ .)9‬فأخذت الهند مهمة نقل هذه التحذيرات إلى أروقة الجمعية العامة لألمم‬
‫المتحدة‪ ،‬محذرة من مغبة الوضع الكوري وناشدت القوى ذات الصلة بأن تكون كوريا موحدة‪ ،‬وأن الواقع الداخلي لكوريا قد‬
‫ينسف في أي وقت لكن هذه التحذيرات لم تجد أذاناً صاغية(‪.)10‬‬

‫(‪ )1‬سليم طه التكريتي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪26‬؛ نعمة إسماعيل مخلف الدليمي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.170‬‬
‫(‪ )2‬حيدر عبد الرضا حسن التميمي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫(‪ )4‬سنجمان ري‪ :‬سياسي كوري جنوبي ولد سنة ‪ 1875‬من عائلة ملكية عائلة لي ‪ ،Li‬درس في المدارس الصينية في ارساليات التبشيرية‬
‫اإلنكليزية‪ ،‬سافر عام ‪ 1910‬إلى الواليات المتحدة للدراسة‪ ،‬حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة برنستون‪ ،‬بعد عودته إلى كوريا‪ ،‬اشترك‬
‫في حركة المقاومة ضد ال يابان‪ ،‬بعد ذلك هرب إلى هاواي وأسس مركز ديني ميثودي غير أنه بقى على اتصال مع المقاومة الكورية‪ ،‬وفي‬
‫عام ‪ 1919‬انتخب رئيساً للحكومة الكورية المؤقتة في المنفى في شنغهاي‪ ،‬إال أنه ترك المنصب سنة ‪ 1921‬واستمر في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬وفي عام ‪ 1945‬عاد إلى كوريا‪ ،‬واختير ضمن المجلس االستشاري الذي أقامته الواليات المتحدة األمريكية في جنوب كوريا‪ ،‬وفي‬
‫عام ‪ 1948‬اختير أول رئيس لكوريا الجنوبية‪ ،‬بقي في منصبه إلى عام ‪ ،1960‬تنحى عن الرئاسة بعد االحتجاجات الشعبية‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫;‪ Encyclopedia Americana. Vol. 23, P. 455‬عبد الوهاب الكيالي وآخرون‪ ،‬الموسوعة السياسية‪ ،‬ج‪ ،3‬المؤسسة العربية‬
‫للدراسات والنشر‪ ،‬ط‪( 1‬بيروت ‪ ،)1983‬ص ص ‪415،416‬؛ ‪. www.wikipdia.org‬‬
‫‪(50) F.R.U.S. The Far East and Australasia 1948, Vol. 6, United States Government Printing Office,‬‬
‫ميالد مقرحي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪Washington, 1974, P. 1183; .278‬‬
‫(‪ )6‬كيم ايل سونغ‪ :‬مناضل ومفكر وسياسي ثوري كوري ولد عام ‪ 1912‬في قرية سانغ غينونغ من عائلة فقيرة‪ ،‬في عام ‪ 1926‬انتسب إلى‬
‫مدرسة هواسونف‪ ،‬وفي نفس السنة أسس منظمة ثورية سرية اسمها (اتحاد إسقاط االمبريالية) في عام ‪ 1928‬قاد مظاهرات ضخمة ضد‬
‫الوجود الياباني‪ ،‬اعتقل مرات عدة في عام‪ ، 1931‬استخدم أسلوب العصابات ضد اليابانيين‪ ،‬ومن ثم انضم إلى الجيش الثوري الكوري عام‬
‫‪ ،1934‬أعلن عن تأسيس الحزب الشيوعي الكوري‪ ،‬وفي عام ‪ 1947‬انتخب رئيساًن للجمعية الشعبية في كوريا الشمالية‪ ،‬وفي عام ‪1948‬‬
‫انتخب رئيس ًا لحكومة كوريا الشمالية الديمقراطية‪ .‬ينظر‪Encyclopedia New Britannica, Vol. 6, P. 863. :‬‬
‫(‪ )7‬سليم طه التكريتي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪26‬؛ محمد علي القوزي وحسان حالق‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.118‬‬
‫(‪ )8‬سليم طه التكريتي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫(‪ )9‬رياض الصمد‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.523‬‬
‫‪(10) Bipan Chndra, India After Independency, Delhi, P. 152; Lean Cordenker. The United Nation the‬‬
‫‪Peaceful Unification of Korean, The Hague Nijoff, 1959, P. 35.‬‬
‫‪59‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫موقف الهند من تطورات القضية الكورية والتدخل اإلقليمي والدولي فيها ‪1953-1950‬‬
‫إن أهم األسباب المؤدية إلى المشاكل والمنازعات العالمية هي الدول الكبرى المتحكمة في مصير الشعوب‪ ،‬وال‬
‫تنظر في حل مشاكلها إال من أجل مصالحها الخاصة‪ ،‬فكوريا كانت تتكون من وحدة جغرافية واحدة يسكنها شعب واحد‬
‫متجانس من ناحية العنصر واللغة والتاريخ‪ ،‬إال أن مصلحة السوفيت من جهة وأمريكا من جهة ثانية اقتضت تقسيم البالد‬
‫إلى دولتين راح ضحيتها الشعب الكوري‪.‬‬
‫بعد انسحاب القوات األجنبية من كوريا بقي الوضع الداخلي الكوري على حافة خطر الحرب األهلية‪ ،‬السيما وأن‬
‫كوريا الشمالية بقيت متمسكة بفكرة توحيد الجزيرة الكورية تحت لوائها(‪ .)1‬مستندة في ذلك على المساعدات السوفيتية التي‬
‫(‪)2‬‬
‫قدم االتحاد السوفيتي عام ‪ 1950‬قرضاً مالياً لكوريا ألجل إعادة‬
‫بفعلها استطاعت تقوية قوتها االقتصادية والعسكرية ‪ ،‬إذ ّ‬
‫بناء جيشها‪ ،‬فضالً عن األسلحة العسكرية السوفيتية التي جهزت بها كوريا الشمالية سواء البرية أم البحرية أم الجوية(‪.)3‬‬
‫بينما لم يل ِ‬
‫ق القسم الجنوبي العناية الكافية من قبل الواليات المتحدة قياساً بكوريا الشمالية‪ ،‬والسيما االقتصادية إضافة إلى‬
‫فساد النظام القائم في كوريا الجنوبية أدت هذه األمور إلى رجحان قوة النظام الشيوعي في الشمال(‪.)4‬‬
‫جاءت نتيجة هذا التفوق الشمالي من خالل البرقية التي أرسلتها بعثة األمم المتحدة في كوريا في الخامس والعشرين‬
‫من حزيران عام ‪ 1950‬إلى السكرتير العام للجمعية العامة في األمم المتحدة تطلعه بأن حكومة الجمهورية الكورية الجنوبية‬
‫أفادت أنها تعرضت لهجوم قوي في نفس تاريخ البرقية من قبل كوريا الشمالية على طول الخط الفاصل (‪ ،)5()38‬وفي‬
‫الوقت نفسه أعلنت بعثة األمم المتحدة التي كانت الهند عضواً فيها عن استعدادها لقاء ممثلين عن الكوريتين في أي مكان‬
‫إلعادة النظر في الموقف الحالي والترتيب لوقف إطالق النار وأكدت للجانبين بان األمم المتحدة تساند الطرق السلمية‬
‫القائمة على أساس العدالة لتوحيد كوريا(‪ .)6‬وبهذا جاءت الحرب لتضع السياسة الهندية ومواقفها في إطار هيأة األمم‬
‫المتحدة على محك االختبار الحقيقي مع مبادئ ومواثيق المنظمة‪ ،‬السيما وان الحكومة الهندية قد أعلنت في وقت ليس‬
‫(‪)7‬‬
‫من خالل خطابه في الثالث من تشرين الثاني عام ‪ 1949‬لدى الجمعية‬ ‫ببعيد على لسان رئيس وزرائها جواهر آلل نهرو‬
‫(‪)8‬‬
‫العامة في األمم المتحدة بان موقف الهند حكومةً وشعباً ثابتين كلياً لمبادئ وأغراض هيأة األمم المتحدة وميثاقها ‪.‬‬
‫وأمام تطور األوضاع العسكرية بين الكوريتين عقد مجلس األمن جلسته وذلك في الخامس والعشرين من حزيران‬
‫بناء على طلب المندوب األمريكي جون فوستر داالس لمناقشة الهجوم الشمالي الذي حدث في اليوم نفسه‪ ،‬وقد‬
‫عام ‪ً 1950‬‬
‫قدمت الواليات المتحدة مشروعاً يدعو كوريا الشمالية إيقاف الهجوم المسلح‪ ،‬وانسحاب القوات الشمالية إلى الحدود على‬
‫طول خط (‪ ، ْ)38‬والطلب من بعثة األمم المتحدة مالحظة انسحاب القوات الشمالية وابقاء مجلس األمن على اطالع بذلك‪،‬‬

‫(‪ )1‬ميالد مقرحي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ص ‪.289،290‬‬


‫(‪ )2‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ ،‬ملفات البالد الملكي‪ ،‬رقم الملفة ‪ ، 311/5082‬اسم الملف النزاع الكوري وعالقته بالعراق‪ ،‬تقرير الممثلية العراقية الدائمة في‬
‫هيأة األمم المتحدة‪ ،‬المرقم ‪ 54/1154‬في ‪ 3‬أيلول ‪ 1950‬و‪ ،20‬ص‪.34‬‬
‫‪(58) Hak Joon Kim. The Unification Policy South and North Korea, Seoul National University Press,‬‬
‫‪Seoul, 1977, P. 81.‬‬
‫(‪ )4‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ ،‬ملفات البالد الملكي‪ ،‬رقم الملفة ‪ ، 311/5082‬اسم الملف النزاع الكوري وعالقته بالعراق‪ ،‬تقرير الممثلية العراقية الدائمة في‬
‫هيأة األمم المتحدة‪ ،‬المرقم ‪ 54/1154‬في ‪ 3‬أيلول ‪ 1950‬و‪ ،20‬ص‪34‬؛ سليم طه التكريتي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫‪(5) Shiv Dayal. India Role the Korean Question Astudy in the Settlement of Intermnation, Disput‬‬
‫‪under the United Nation, Delhi, G.S Sharm, for chand 1959, P. 72; M. P. Srivastava. The Korean‬‬
‫ميالد مقرحي‪ ،‬المصدر السابق‪Conflict, Prentice Hall of India Privats Iimited, New Delhi, 1982, P. 37; ،‬‬
‫ص‪.289‬‬
‫‪(6) Shiv Dayal. Op. Cit., P. 72.‬‬
‫(‪ )7‬جواهر آلل نهرو‪ :‬ولد في عام ‪ 1889‬في مدينة اهلل آباد من عائلة مرموقة‪ ،‬حصل على شهادة الحقوق عام ‪ 1912‬من جامعة كامبردج‪،‬‬
‫انضم إلى حزب المؤتمر الهندي برئاسة المهات ما غاندي‪ ،‬انتخب سكرتيراً لحزب المؤتمر الهندي عام ‪ ،1928‬تولى منصب وزير الخارجية‬
‫عام ‪ ،1941‬أصبح أول رئيس وزراء للهند بعد استقاللها عام ‪ ،1947‬وظل بهذا المنصب حتى وفاته عام ‪ .1964‬يُنظر‪:‬‬
‫‪Encyclopedia New Britannica. Vol. 3, P. 150; Encyclopedia of India. Vol. 3, P. P. 223،225.‬‬
‫‪(8) Jawahar Lal Nehru. India Foreign Policy Sected Speech's, September 1946،April 1961, The‬‬
‫‪Publication, Division Ministry in formayion of India,1961, p. 167.‬‬
‫‪60‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫ودعت كذلك جميع أعضاء األمم المتحدة لتنفيذ المشروع واالمتناع عن تقديم أي مساعدة لكوريا الشمالية(‪ .)1‬بينما رأت‬
‫يوغسالفيا وجوب إعطاء الفرصة لكوريا الشمالية لالستماع لها في المجلس‪ ،‬وعموماً فقد صوت المجلس على مسودة‬
‫مشروع الواليات المتحدة األمريكية الذي حاز بدوره على سبعة أصوات مع امتناع يوغسالفيا عن التصويت والعضو الغائب‬
‫(‪)2‬‬
‫الذي قاطع جلسات مجلس األمن قبل هذا الوقت الحتجاجه على الواليات المتحدة والمطالبة بضرورة‬ ‫(االتحاد السوفيتي)‬
‫تمثيل الصين في مجلس األمن الدولي(‪.)3‬‬
‫كانت الهند قد صوتت إلى جانب المشروع األمريكي‪ ،‬رغبةً منها مع ق اررات مجلس األمن‪ ،‬إضافة إلى إعالنها‬
‫رفض الهجوم الشمالي والدعوة لحل النزاع بالطرق السلمية‪ ،‬وجاء هذا التصويت بعد أن تأكدت من الهجوم الكوري الشمالي‬
‫عن طريق مفوضها في بعثة األمم المتحدة في كوريا(‪.)4‬‬
‫تسارعت وتيرة األحداث وذلك بعد رفض كوريا الشمالية في اليوم التالي قرار مجلس األمن المؤرف في الخامس‬
‫والعشرين من حزيران سالف الذكر‪ ،‬فاجتمع مجلس األمن الدولي مرة ثانية وذلك في السابع والعشرين من الشهر نفسه بعد‬
‫أن اقتنعت بعثة األمم المتحدة أن كوريا الشمالية لم توافق حتى على فتح مكاتب لبعثة األمم المتحدة‪ ،‬وأن الهجوم الكوري‬
‫الشمالي نفذ وفق خطة معدة بشكل جيد(‪ .)5‬وعلى أثر ذلك اتخذ مجلس األمن ق ار اًر يقضي ِّ‬
‫بعد كوريا الشمالية معتدية ودعا‬
‫إلى انسحاب قواتها إلى خط (‪ ، ْ) 38‬والطلب من أعضاء األمم المتحدة تقديم كل المساعدات الالزمة لكوريا الجنوبية من‬
‫أجل صد العدوان(‪.)6‬‬
‫جاء موقف الهند مؤيداً لهذا القرار ومع ذلك أعلنت الهند أنه على الرغم من خطورة الموقف في كوريا‪ ،‬لكنها تأمل‬
‫وبشكل جدي وضع حل للقتال العسكري فيها(‪.)7‬‬
‫ولم يقتصر هذا التأييد فقط على أعضاء الوفد الهندي في هيأة األمم المتحدة‪ ،‬إذ اجتمع مجلس الوزراء الهندي‬
‫اجتماعاً خاصاً لبحث القضية الكورية‪ ،‬وذلك في التاسع والعشرين من حزيران عام ‪ ،1950‬وأعلن رئيس الوزراء جواهر آلل‬
‫نهرو "أن الحكومة الهندية وافقت على قرار مجلس األمن الذي طلب من أعضاء هيأة األمم المتحدة إبداء المساعدة الالزمة‬
‫لجمهورية كوريا الجنوبية لرد االعتداء الشيوعي وان كوريا الشمالية هي المعتدية"(‪" ،)8‬وأضاف أن هذه التطورات تهدد السالم‬
‫العالمي وأن قبول الهند لم ِ‬
‫يأت متأث اًر بأي جهة‪ ،‬بل برغبة الهند مساعدة الضحايا واحالل السالم"(‪ .)9‬وقد أعلنت الواليات‬
‫المتحدة األمريكية في وقت سابق أنها أصدرت أوامرها للقوات الجوية والبحرية بتقديم كل المساعدات لكوريا الجنوبية(‪.)10‬‬
‫أخذت إجراءات الدول الكبرى تتقدم على أثر الق اررين في الخامس والعشرين والسابع والعشرين من حزيران عام‬
‫‪ 1950‬ومن أجل تنسيق مساعدات دول أعضاء هيأة األمم المتحدة المقدمة إلى كوريا الجنوبية(‪ ،)11‬قدمت كل من فرنسا‬
‫وبريطانيا في السابع من تموز عام ‪ 1950‬مسودة قرار إلى مجلس األمن الدولي(‪ ،)12‬والتي تضمنت‪:‬‬

‫‪(1) United Nation. Security Council, Official Record, No. 82, 5/1501, 25 June 1950, New York, 1950,‬‬
‫‪P. 3. Shiv Dayle. Op. Cit., P. 74 ; William Stueck, the Korean War University of Georgia‬‬
‫‪Washington, P. 5.‬‬
‫‪(2) K.P. Karun Karan. India in World Affairs 1950،1953, Oxford University, Press, 1958, P. 100.‬‬
‫(‪ )3‬ميالد مقرحي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪289‬؛ ‪Robert H. Ferrell, Harry S. Truman and the Modern American‬‬
‫‪Presidency, Iittle Brown and Company, Poston, P. 122.‬‬
‫‪(4) Bipan Chandra. Op. Cit., P. 153.‬‬
‫‪(5) K. P. Karun Karan. Op. Cit., p. 110.‬‬
‫(‪ )6‬روبرت ليكي‪ ،‬حرب كوريا ‪ ،1950،1953‬ترجمة‪ :‬محمد كمال عبد الحميد وعلي طه حبيب‪ ،‬دار النهضة العربية (بيروت ‪ )1964‬ص‪.10‬‬
‫‪(7) K. P. Karun Karan. Op. Cit., PP. 53،54.‬‬
‫(‪ )8‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ ،‬ملفات البالط الملكي رقم الملف ‪ ،311/4945‬اسم الملف تقارير المفوضية الملكية العراقية في الهند ‪ ،1950،1951‬تقرير‬
‫المفوضية الملكية العراقية في دلهي الجديدة‪ ،‬الموضوع موقف الهند من الحرب الكورية‪ ،‬المرقم ‪ 172/2/1‬في ‪ 29‬تموز ‪ ،1950‬دون رقم‬
‫وثيقة‪ ،‬دون رقم صفحة‪.‬‬
‫(‪ )9‬الملفة نفسها‪.‬‬
‫(‪ )10‬سليم طه التكريتي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪48‬؛ نعمة إسماعيل مخلف الدليمي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.172‬‬
‫‪(11) K. P. Karun Karan. Op. Cit., P. 102.‬‬
‫‪(12) Shiv Dayle. Op. Cit., P.P. 83،84.‬‬
‫‪61‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫‪ .1‬الترحيب بالدعم المقدم من قبل شعوب وحكومات األمم المتحدة‪.‬‬


‫‪ .2‬توكيل قيادة موحدة لرفع راية األمم المتحدة في العمليات العسكرية ضد كوريا الشمالية‪.‬‬
‫‪ .3‬الطلب من الواليات المتحدة األمريكية ترشيح قائد لتلك القوات‪.‬‬
‫‪ .4‬الطلب م ن الواليات المتحدة األمريكية توفير تقارير عن عمل القيادة الموحدة إلى مجلس األمن والجمعية‬
‫العمومية(‪.)1‬‬
‫وفي السابع من تموز عام ‪ 1950‬أقر هذا المشروع من قبل مجلس األمن الدولي‪ ،‬إال أن الهند لم توافق على‬
‫تشكيل قيادة موحدة تحت قيادة الواليات المتحدة األمريكية وكانت هدفها حصر منطقة الصراع ومنع دخول قوى خارجية‬
‫فيها(‪ .)2‬ويبدو من ذلك أن الهند في مواقفها السابقة لم تكن منحازة ألي جهة من الدول الكبرى‪ ،‬وانما محافظة على سياستها‬
‫الحيادية‪.‬‬
‫وفي تطور آخر للمواقف الهندية تجاه القضية الكورية أرسل جواهر آلل نهرو في الرابع عشر من تموز عام ‪1950‬‬
‫رسالتين شخصيتين إلى كل من جوزيف ستالين ‪ ،)3()1953 -1879( Josef Stalin‬رئيس االتحاد السوفيتي وأخرى إلى‬
‫دين اتشون ‪ Dean Acheson‬وزير الخارجية األمريكي‪ ،‬أوضح فيها وجهة النظر الهندية حول الصراع الكوري (‪ ،)4‬والتي‬
‫تضمنت‪:‬‬
‫‪ .1‬جعل الخالف في كوريا محلي‪.‬‬
‫‪ .2‬تسهيل حل الخالف سلمياً في مجلس األمن الدولي أو خارجه‪.‬‬
‫‪ .3‬مساعدة ممثل الصين الشعبية لالشتراك في مجلس األمن‪.‬‬
‫‪ .4‬التوفيق بين الواليات المتحدة واالتحاد السوفيتي والصين لحل الخالفات بصورة عامة والمسألة الكورية بصورة‬
‫خاصة(‪.)5‬‬
‫جاء رد ستالين في السادس عشر من تموز عام‪ 1950‬أن روسيا مستعدة الستئناف نشاطها في مجلس األمن إذا‬
‫سمح للصين الشعبية المشاركة في نقاشات مجلس األمن(‪ .)6‬أما الجانب األمريكي فوافق على النقاط األولى‪ -‬والثانية‬
‫والرابعة وعارض مسألة تمثيل الصين الشعبية(‪ .)7‬يستشف من ذلك أن هدف الواليات المتحدة األمريكية هو عدم رغبتها أن‬
‫يكون لها صوت معارض في مجلس األمن عن طريق الفيتو الصيني أو السوفيتي‪ .‬وفي الثالثين من تموز أجابت الحكومة‬
‫الهندية هيأة األمم المتحدة بعدم استطاعتها إرسال قوات هندية مسلحة إلى كوريا الجنوبية تحت القيادة الموحدة ألعضاء‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ ،‬ملفات البالط الملكي‪ ،‬رقم الملف ‪ ، 311/5082‬اسم الملف النزاع الكوري وعالقته بالعراق‪ ،‬تقرير الممثلية العراقية الدائمة في‬
‫هيأة األمم المتحدة‪ ،‬الرقم ‪ 1154/4‬في ‪ 8‬تموز ‪ ،1950‬و‪ ،57‬ص‪.73‬‬
‫‪(2) Bipan Chandra. Op. Cit., P. 154.‬‬
‫(‪ )3‬جوزيف ستالين‪ :‬زعيم شيوعي بارز ولد عام ‪ 1879‬في جورجيا‪ ،‬التحق بمعهد تفليس الديني إال انه طرد منه عام ‪ 1899‬بسبب نشاطه‬
‫الثوري‪ ،‬انظم إلى الحزب االشتراكي الديمقراطي الروسي‪ ،‬بعد انشقاق الحزب عام ‪ 1903‬بين البالشفة والمناشفة وقف إلى جانب البالشفة‬
‫بزعامة لينين‪ ،‬في عام ‪ 1912‬عين عضو في قيادة الحزب الشيوعي البلشفي‪ ،‬في عام ‪ 1913‬اعتقل من قبل السلطات القيصرية ونفي إلى‬
‫سيبريا حتى ‪ ،1917‬كان له دور في ثورة ‪ ،1917‬في عام ‪ 1922‬أصبح األمين العام في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي‪ ،‬استخدم سياسة‬
‫النفي واألبعاد لمعارضيه وأهمهم تروتسكي عام ‪ ،1929‬وبين عامي ‪ 1938 ،1934‬نظم سلسلة من المحاكمات عرفت بمحاكمات موسكو‪،‬‬
‫قاد االتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وشهد عهده تفجير أول قنبلة هيدروجينية سوفيتية‪ ،‬إضافة إلى ما شهده االتحاد السوفيتي من‬
‫تطورات اقتصادية مهمة‪ ،‬توفي عام ‪ . 1953‬للمزيد ينظر‪ :‬اسحاق دوشتر‪ ،‬ستالين سيرة سياسية‪ ،‬ترجمة‪ :‬فؤاد الطرابلسي‪ ،‬د‪ .‬مط‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪ 1972‬؛ محمد شفيق غربال وآخرون‪ ،‬الموسوعة العربية الميسرة‪ ،‬ج‪ ،1‬دار النهضة للطباعة والنشر (بيروت ‪ )1978‬ص‪962‬؛ عبد‬
‫الوهاب الكيالي وآخرون‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ص‪.138 ،137‬‬
‫‪(4) K. P. Karuna Karan. Op. Cit., PP. 102،103; Bipan Chondra. Op. Cit., P. 159.‬‬
‫(‪ )5‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ ،‬ملفات البالط الملكي‪ ،‬رقم الملف ‪ 311 /4945‬اسم الملف تقارير المفوضية الملكية العراقية في الهند ‪ ،1952 ،1950‬تقرير‬
‫المفوضية العراقية في دلهي الجديدة الموضوع موقف الهند من الحرب الكورية‪ ،‬المرقم ‪ 172/2/1‬في ‪ 29‬تموز ‪1950‬دون رقم وثيقة‪ ،‬دون‬
‫رقم صفحة؛ ‪.Shiv Dayle. Op. Cit., P. 74‬‬
‫(‪ )6‬الملفة نفسها؛ ج‪ .‬ب‪ .‬دروزيل‪ ،‬التاريخ الدبلوماسي تاريخ العالم من الحرب العالمية الثانية إلى اليوم‪ ،‬ترجمة نور الدين حاطوم‪ ،‬ج‪ ،2‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬ط‪( 2‬دمشق ‪ )1978‬ص‪.295‬‬
‫‪(7) Shiv Dayle. Op. Cit., P. 103; J.C. Kundra. Indian Foreign Policy 1947،1954, J.B. Wotters Co.‬‬
‫‪Press, Cronigen Holand, 1955, P. 120.‬‬
‫‪62‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫هيأة األمم المتحدة(‪ ،)1‬وقد بينت ا لحكومة الهندية أن البنية التنظيمية للقوات الهندية أعدت على أساس الدفاع الوطني فقط‪،‬‬
‫السيما وان الوضع على حدود كشمير لم يحل بعد(‪ .)2‬إذاً يستنتج من ذلك أن الهند فضلت القيام بالمهام الدبلوماسية في‬
‫المشكلة الكورية بما ينسجم مع سياستها الخارجية‪ ،‬وان ال تتحرج أمام الدول اآلسيوية المحايدة‪.‬‬
‫أصبح موقف الهند حرج أمام هيأة األمم المتحدة‪ ،‬حتى أن أحد أعضاء البرلمان الهندي انتقد موقف الحكومة‪ ،‬إال‬
‫أن نهرو أوضح ان هدف الهند هو الوصول إلى حل دبلوماسي وايجاد السالم وحل الخالف (‪ .)3‬من خالل ق اررات األمم‬
‫المتحدة في الخامس والعشرين والسابع والعشرين من حزيران والسابع من تموز ‪ ،1950‬رسمت الهند خريطة سياستها‬
‫للتعامل مع المشكلة الكورية‪ ،‬وأطراف النزاع الخارجية في سبيل المحافظة على مبادئ سياستها الحيادية‪.‬‬
‫بعد فشل القوات األمريكية من تحقيق شيء خالل األسابيع األولى من الحرب تعرضت إلى انتقاد الذع في‬
‫الصحف األمريكية على أثر ذلك أصدر الرئيس هاري ترومان ‪ ،)4()1972-1884( Harry Truman‬قرار التعبئة‬
‫الجزئية ودعوة مواليد ‪ 1935-1930‬للتطوع في الجيش‪ ،‬وطلب من الكونغرس تخصيص عشرة ماليين دوالر كميزانية‬
‫إضافية لهذا الغرض‪ ،‬فأصبح عدد الجيش األمريكي بعد التعبئة ‪ 2,103,000‬جندي(‪ ،)5‬أما مساعدات الدول األخرى التي‬
‫تطوعت في هيأة األمم هي بريطانيا ‪ ،15000‬استراليا ‪ ،3000‬تركيا ‪ ،4500‬تايلند ‪ 4000‬إضافة إلى دول أخرى(‪.)6‬‬
‫يتضح من ذلك ان الواليات المتحدة األمريكية كانت متحمسة بشكل غير اعتيادي للحرب الكورية بعد تعرض مصالحها‬
‫سواء في كوريا الجنوبية أم في الجزر القريبة منها السيما في اليابان للخطر الشيوعي (االتحاد السوفيتي)‪.‬‬
‫انعكست هذه االستعدادات على مسرح العمليات العسكرية إذ حققت القوات األمريكية والدولية انتصارات مهمة‬
‫على القوات الشمالية وأخذت تقترب من اجتياز خط (‪ ْ)38‬لكن كانت نتائجها وخيمة على تفاقم أزمة الحرب الكورية(‪.)7‬‬
‫وهنا حدثت اتصاالت دبلوماسية بين الواليات المتحدة األمريكية والهند ألجل تجنب اجتياز القوات الدولية خط (‪ْ)38‬‬
‫وتطور األحداث العسكرية بشكل ال يحمد عقباه‪ ،‬ففي السادس عشر من أيلول ‪ 1950‬اتصل سفير الواليات المتحدة‬
‫(‪)8‬‬
‫من‬ ‫األمريكية في الهند السيد هندرسون (‪ )Henderson‬ووزير الخارجية الهندي جيريجا باجيباي (‪)Girija Pajapai‬‬
‫(‪)9‬‬
‫في الهند من جهة أخرى‪ ،‬وذلك للتعرف على‬ ‫جهة وبين السفير الهندي في بكين كافاالم بانيكار (‪)K.M. Panikkar‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ ،‬ملفات البالط الملكي‪ ،‬رقم الملفة ‪ ،311/4945‬اسم الملف تقارير المفوضية الملكية العراقية في الهند ‪ ،1952،1950‬تقرير‬
‫المفوضية الملكية العراقية في دلهي‪ ،‬الموضوع موقف الهند الحرب الكورية المرقم ‪ 171/1/2‬في ‪ 29‬تموز ‪ ،1950‬دون رقم وثيقة‪ ،‬دون‬
‫رقم صفحة‪.‬‬
‫(‪ )2‬الملفة نفسها‪.‬‬
‫‪(3) Govinda Raj. Op. Cit., P. 84.‬‬
‫(‪ )4‬هاري ترومان‪ :‬ولد عام ‪ 1884‬في والية ميسوري وهو الرئيس الثا لث والثالثين للواليات المتحدة األمريكية ينتمي إلى الحزب الديمقراطي‪،‬‬
‫في عام ‪ 1934‬أصبح نائب في مجلس الشيوخ‪ ،‬وفي عام ‪ 1944‬نائب للرئيس روزفلت ومن ثم رئيس للجمهورية عام ‪ ،1945‬أيد فكرة‬
‫األمم المتحدة وأول من استخدم القنبلة الذرية في اليابان عام‪ ،1945‬وفي عهده ظهر مشروع مارشال إلعادة بناء اقتصاد الدول المتخلفة‪،‬‬
‫وحلف الناتو عام ‪ 1949‬ضد المد الشيوعي في أوربا وأيضاً مشروع النقطة الرابعة لمساعدة دول العالم الثالث‪ ،‬كان له دور مهم في الحرب‬
‫الكورية‪ .‬ينظر‪ :‬روجر باركنس‪ ،‬موسوعة الحرب الحديثة‪ ،‬ترجمة‪ :‬سمير عبد الرحيم الجلبي‪ ،‬دار المأمون للترجمة‪ ،‬ج‪( 2‬بغداد ‪)1990‬‬
‫ص‪.607‬‬
‫(‪ )5‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ ،‬ملفات البالط الملكي‪ ،‬رقم الملف ‪ ، 311/5082‬اسم الملف النزاع الكوري وعالقته بالعراق‪ ،‬تقارير الممثلية الملكية العراقية‬
‫الدائمة في هيأة األمم المتحدة‪ ،‬تقرير المرقم ‪ 54/1154‬في ‪ 3‬أيلول ‪ 1950‬و‪ ،20‬ص‪34‬؛ للمزيد من التفاصيل حول االستعدادات العسكرية‬
‫األمريكية‪ ،‬ينظر‪Trrence Jough U.S. Army Mobilzation and Logistices in Korean War, D.C. :‬‬
‫‪Washington, 1987.‬‬
‫(‪ )6‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ ،‬ملفات البالط الملكي‪ ،‬رقم الملف ‪ ،311/5082‬اسم الملف النزاع الكوري وعالقته بالعراق‪ ،‬تقارير الممثلية الملكية العراقية‬
‫الدائمة في هيأة األمم المتحدة‪ ،‬تقرير المرقم ‪ 54/1154‬في ‪ 3‬أيلول ‪ 1950‬و‪ ،20‬ص‪.34‬‬
‫(‪ )7‬نعمة إسماعيل مخلف الدليمي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ص‪174 ،173‬؛ صالح خلف مشاي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.208‬‬
‫(‪ )8‬جيريجا باجيباي‪ :‬ولد عام ‪ 1891‬في الهند وهو سياسي بارز تقلد عدة مناصب إدارية وسياسية أبرزها مدير البنك المركزي الهندي عام‬
‫‪ ،1922‬ثم تقلد منصب سفارة الهند في الواليات المتحدة األمريكية عام ‪ ،1943‬ثم استيزر للخارجية الهندية بعد استقاللها عن بريطانيا حتى‬
‫عام ‪ ،1952‬ثم أصبح حاكماً لمدينة بومباي حتى وفاته عام ‪1954‬؛ ‪Encyclopedia New Britannica, Vol. 5, Helen‬‬
‫‪Hemingway Benton Publisher, 2003, P. 313.‬‬
‫(‪ )9‬كافاالم بانيكار‪ :‬ولد عام ‪ 1895‬في الهند في مدينة بارامسيوران‪ ،‬تعلم في أكسفورد‪ ،‬ودرس في جامعة كلكتا في الهند‪ ،‬عمل صحفياً في‬
‫صحيفة هندوستان تايمز ثم احترف السياسة عام ‪ 1940‬كمستشار في ق صور األمراء في الهند‪ ،‬ثم شغل منصب سفير للهند في بعض الدول‬
‫منها في الصين ‪ ،1948،1952‬وفي مصر ‪ 1952،1953‬وفي فرنسا ‪ 1956،1959‬ثم عاد إلى الهند وعمل مستشاراً في جامعة ميسور‬
‫حتى وفاته عام ‪Encyclopedia New Britannica, Vol. 9, P. 114. .1963‬‬
‫‪63‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫الموقف الصيني حيال الحرب على كوريا(‪ ،)1‬فبين باجيباي لهندرسون أنه استلم رسالة من السفير بانيكار أخبره فيها أنه‬
‫(‪)2‬‬
‫فأخبره الوزير أن بالده ضد التحركات األمريكية في كوريا‪ ،‬وأن‬ ‫حدث لقاء بينه وبين وزير الخارجية الصيني شوان الي‬
‫هناك حرب عالمية ستبدأ في حال اجتياز قوات األمم المتحدة خط ْ‪ ،)3(38‬إذ أعلنت الصين الشعبية أنها لن تقف مكتوفة‬
‫األيدي إذا اجتازت القوات الدولية الخط الفاصل ‪ ، ْ38‬وكان هذا التحذير قدم عن طريق الهند إلى األمم المتحدة‪ ،‬إذ نقلت‬
‫الهند هذا التحذير إلى أروقة هيأة األمم محذرة هي األخرى من خطورة الموقف(‪.)4‬‬
‫لكن القوات الدولية لم تهتم بذلك‪ ،‬ففي السابع من تشرين األول ‪ 1950‬عبرت الخط الفاصل لمطاردة القوات‬
‫الكورية الشمالية(‪.)5‬‬
‫أما الصين فقد نفذت تحذيراتها‪ ،‬إذ بدأت في السادس عشر من تشرين األول عام ‪ 1950‬طالئع القوات الصينية‬
‫بالعبور عبر منشوريا إلى كوريا الشمالية ومشاركتهم الحرب ضد القوات الدولية‪ ،‬باسم متطوعي الشعب(‪ ،)6‬والتي بلغ‬
‫تعدادها حوالي المائة وخمسين ألف مقاتل(‪ ،)7‬وكان ذلك وبشكل سري بمساندة حكومة االتحاد السوفيتي حتى أن األخيرة‬
‫أشارت على الصين أن تكون القوات المتدخلة قوات غير نظامية حتى ال تتعرض الحكومة الصينية إلى المسائلة الدولية(‪.)8‬‬
‫ليبدأ بذلك طو اًر جديداً من األزمة الكورية‪ ،‬ومواقف الهند منها إذ أصبحت بعد ذلك وسيلة االتصال الرئيسة بين‬
‫الشرق والغرب‪ .‬ففي الثالث من تشرين الثاني عام ‪ 1950‬وبالضغط من الدول الكبرى تبنت الجمعية العامة قرار عرف باسم‬
‫االتحاد من أجل السالم(‪ ،)9‬والذي تضمن في حالة فشل مجلس األمن الدولي التوصل إلى قرار حول المسائل التي تهدد‬
‫السلم العام‪ ،‬بسبب الفيتو أو نقص أحد األعضاء الدائمين‪ ،‬يسمح بإجراء اجتماع الجمعية العمومية على أساس حالة‬
‫الطوارئ التخاذ التدابير الالزمة(‪.)10‬‬
‫وكانت الهند قد أبدت اعتراضها حول القرار‪ ،‬إذ أوضح رئيس الوفد الهندي بنغال راو ‪ Banjall Rau‬اعتراض الهند‬
‫حول توقيت القرار وأبدى شكوكه حول توافقه مع ميثاق هيأة األمم المتحدة‪ ،‬وأشار هناك ظروف ضرورية للقيام بمثل هذا‬
‫العمل متسائل هل إن هذا الظرف يستحق ذلك(‪ ،)11‬وكانت الواليات المتحدة وبعض أعضاء الجمعية لم يوافقوا على الرأي‬
‫الهندي و أروا أن الوقت كان مالئم(‪ .)12‬إذاً يستشف من ذلك أن الهند ترى في مثل هذا الموقف الحرج من الحرب والتدخل‬
‫الصيني ال ينبغي التركيز على الوسائل العسكرية بقدر التركيز في السعي إلى تحسين آلية األمم المتحدة لمهمتها الرئيسة‬
‫وهي إقرار السالم‪.‬‬

‫;‪(92) F.R.U.S Korea. 1950, Vol. 7, Government Printing Office, Washington 1976. P. P. 742‬‬
‫صالح خلف مشاي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ص‪.210،211‬‬
‫(‪ )2‬شو آن الي‪ :‬سياسي صيني ولد عام ‪ 1898‬في مدينة هوايان بمقاطعة جيغانغسو في الصين من أسرة ذات مكانة رفيعة‪ ،‬التحق بالمدارس‬
‫الغربية في الصين‪ ،‬ففي عام ‪ 1913‬درس بمدرسة نانكاي الثانوية التي تدرس وفق النموذج التعليمي في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬سافر‬
‫إلى اليابان إلكمال دراسته وعاد إلى الصين عام ‪ ،1919‬ثم سافر عام ‪ 1920‬إلى أوربا إلكمال دراسته‪ ،‬وبعد عودته إلى الصين أسس تجمع‬
‫الشباب الشيوعي في مدينة شانغهاي‪ ،‬ش غل عدة مناصب وزارية منها وزيراً للخارجية لعدة سنوات ثم رئيساً للوزراء حتى وفاته عام ‪،1976‬‬
‫كان من أقطاب حركة عدم االنحياز‪ .‬محمد شفيق غربال وآخرون‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪1109‬؛‬
‫‪Encyclopedia New Britannica, Vol. 12, P. 913.‬‬
‫‪(94) F.R.U.S Korea. 1950, Vol. 7, P. 742.‬‬
‫‪(4) K. P. Karuna Karan. Op. Cit., P. 105.‬‬
‫(‪ )5‬روبرت ليكي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫;‪(6) K. P. Karuna Karan, Op. Cit., P. 105‬‬
‫محمد علي القوزي‪ ،‬العالقات الدولية في التاريخ الحديث والمعاصر‪ ،‬دار النهضة العربية (بيروت ‪ )2002‬ص‪266‬؛ هيلدا هوخام‪ ،‬تاريخ‬
‫الصين منذ م ا قبل التاريخ حتى القرن العشرين‪ ،‬ترجمة أشرف محمد كيالني‪ ،‬المجلس األعلى للثقافة (القاهرة ‪ )2008‬ص‪.375‬‬
‫‪(98) Shu Guang Zhang. Mao’s Military Romanticism, China and the Korea War 1950،1953, Kansas‬‬
‫‪University, Kansas, 1995, P. 455.‬‬
‫(‪ )8‬أسراعيان وآخرون‪ ،‬سياسة االتحاد السوفيتي الخارجية‪ ،‬ترجمة دار التقدم‪ ،‬دار التقدم‪ ،‬ط‪( 2‬موسكو ‪ )1965‬ص‪128‬؛ حيدر عبد الرضا‬
‫حسن التميمي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫(‪ )9‬حيدر عبد الرضا حسن التميمي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ص ‪.165 ،164‬‬
‫‪(10) Shiv Dayal, Op. Cit., P. 115.‬‬
‫ج‪ .‬ب‪ .‬دروزيل‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪(11) lbid,.P.115; .296‬‬
‫‪(12) Shiv Dayal. Op. Cit., P. 115.‬‬
‫‪64‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫في ظل هذه األجواء قامت الهند بحركة دبلوماسية نشيطة من ‪ 12‬إلى ‪ 14‬كانون األول عام‪ 1950‬داخل هيأة‬
‫األمم المتحدة نجحت من خاللها تحويل األمم المتحدة من لغة استخدام القوة ضد الصين الشعبية إلى مبدأ المفاوضات‬
‫والحوار ولو بشكل مؤقت لوقف إطالق النار(‪ .)1‬قدمت الهند وبمساعدة دول األفرو‪ -‬آسيوية(‪ ،)2‬مسودة قرار إلى الجمعية‬
‫العامة‪ ،‬تدعو فيه إلى تأليف لجنة دولية لتشرع بالمفاوضات مع الجانب الصيني(‪ ،)3‬وبالفعل صوت على مشروع القرار‬
‫بأغلبية األصوات‪ ،‬ما عدا االتحاد السوفيتي الذي وصف اللجنة بغير الشرعية لعدم مشاركة الصين الشعبية فيها(‪.)4‬‬
‫تشكلت لجنة من الهند‪ -‬إيران‪ -‬كندا وذلك في الخامس عشر من كانون األول عام‪ ،)5(1950‬ووكلت للجنة مهمة‬
‫وضع شروط يقبلها الطرفان لوقف العمليات العسكرية‪ ،‬ولكن بسبب ضغط السوفيت رفضت بكين أي مبادرة دولية لوقف‬
‫إطالق النار(‪ ، )6‬واعده شو آن الي "أنه قرار مبهم تنقصه الكثير من التفاصيل"‪ ،‬والسيما فيما يتعلق بانسحاب القوات‬
‫األجنبية من كوريا(‪ . )7‬وعلى الرغم من ذلك فقد أعلن المندوب الهندي‪ ،‬أنه وان فشلت المحاولة األولى يجب أن تستمر‬
‫اللجنة في اكتشاف كل وسيلة محترمة لتعزيز السالم الكوري(‪.)8‬‬
‫وعندما نوقشت مسألة التدخل العسكري الصيني في الحرب الكورية في بداية كانون األول عام ‪ 1950‬كان التحدي‬
‫(‪)9‬‬
‫الذي عاد لممارسة‬ ‫على أشده بين السوفيت واألمريكيين‪ ،‬إذ رأى المندوب السوفيتي السيد جاكوب مالك ‪Jacob Malik‬‬
‫دوره في هيأة األمم المتحدة‪ ،‬إن التدخل شرعي ما دام قامت به فرق متطوعة(‪ ،)10‬أما الواليات المتحدة األمريكية كانت ترى‬
‫ضرورة وصف الصين الشعبية بالمعتدية(‪ .)11‬وفي ضوء ذلك كان موقف الهند بغاية الدبلوماسية الذي جاء في تصريح‬
‫جواهر آلل نهرو في السادس من كانون األول عام ‪" ،1950‬نحن نعترف بأن هناك قوات من المتطوعين الصينيين قد‬
‫عبروا الحدود إلى كوريا الشمالية‪ ،‬إال أن الهند تعتقد من الحكمة تجنب األسلوب المبني على المسؤولية والمشروعية التدخل‬
‫الصيني"(‪" ، )12‬وعلينا التمسك بلغة المفاوضات بين الدول الكبرى‪ ،‬وممكن أن يكون من غير الجيد إذا عدت القضية الكورية‬
‫في األمم المتحدة من طرف لتمرير اإلدانة على الطرف اآلخر"(‪ .)13‬يتضح من ذلك أن الهند ترى ضرورة إبقاء المفاوضات‬
‫في المقام األول لحل النزاع وأن يأخذ الجميع دوره في هيأة األمم المتحدة بشأن القضية وصوالً إلى األمن والسالم‪.‬‬
‫وقد قدمت اللجنة الثالثية التي كانت الهند إحدى أعضائها مقترحاً وذلك في الثاني من كانون الثاني ‪ 1951‬من‬
‫خمسة مبادئ إلى الجمعية العامة لألمم المتحدة وتضمنت‪:‬‬

‫‪(1) Byrossn, Berkes and Mohinders Bedi. The Diplomacy of Indian Foreign Policy in the United‬‬
‫‪Nations, Stanford University of America, 1985, P.120.‬‬
‫(‪ )2‬الكتلة األفرو‪ ،‬أسيوية‪ :‬نشأت بعد الحرب العالمية الثان ية وكانت تعرف باسم المجموعة العربية‪ ،‬األسيوية‪ ،‬ومن أبرز أعضائها الهند‪ ،‬ازداد‬
‫نشاطها في هيأة األمم المتحدة وخارجها في صعيد السياسية العالمية وعدم االنحياز ألي من المعسكرين الشيوعي والغربي رسميا بعد مؤتمر‬
‫باندونغ عام ‪ ،1955‬مواقف الدول فيها متباين حسب ميول ومصالح الدولة العضو ويبلغ عدد الدول في الكتلة ‪ 61‬دولة‪ ،‬ولعبت دور كبير في‬
‫أحداث العالم مثل الحرب الكورية وأزمة السويس وغيرها من األزمات‪ .‬للمزيد من المعلومات ينظر‪ :‬سردار بانيكار‪ ،‬القرن العشرين في آسيا‬
‫وأفريقيا والعالم‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد عبد الفتاح‪ ،‬مكتبة االنجلو المصرية (القاهرة ‪ )1960‬ص‪140‬؛ مصطفى عبد العزيز‪ ،‬المصدر السابق‪،‬‬
‫ص‪.322‬‬
‫‪(3) Shiv Dayle. Op. Cit., P. 119.‬‬
‫‪(4) Byrossn Berkes and Mohinders. Op. Cit., P. 120.‬‬
‫‪(5) Ibid, P. 121.‬‬
‫(‪ )6‬حيدر عبد الرضا حسن التميمي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.167‬‬
‫‪(110) Alan Lawrance. China’s Foregin Relation since 1942, London and Boston 1975. Doc. No. 10,‬‬
‫‪P. 44.‬‬
‫‪(8) Shiv Dayle. Op. Cit., P. 121.‬‬
‫(‪ )9‬جاكوب مالك‪ :‬دبلوماسي سوفيتي ولد في أوكرانيا عام ‪ 1906‬عمل في السلك الدبلوماسي عام ‪ 1937‬وفي عام ‪ 1942‬عين سفيراً في‬
‫اليابان إلى عام ‪ ،1945‬وعين ممثل االتحاد السوفيتي في األمم المتحدة بين األعوام ‪ ،1948،1952‬قاطع جلسات مجلس األمن عام ‪1950‬‬
‫احتجاجاً على عدم تمثيل الصين الشعبية في المجلس‪ ،‬بعدها عين سفير في بريطانيا وذلك عام ‪ ،1953‬وعاد ممثالً لالتحاد السوفيتي في األمم‬
‫المتحدة من عام ‪ 1968‬إلى عام ‪ .1976‬ينظر‪ :‬عبد الوهاب الكيالي وآخرون‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ص‪.694،695‬‬
‫‪(10) Shiv Dayle. Op. Cit., P. 121.‬‬
‫‪(11) Ibid, P.117.‬‬
‫(‪ )12‬كان نهرو يرى ضرورة االبتعاد عن االتهامات والتراشقات بين أطراف النزاع حول شرعية أو عدم شرعية التدخل العسكري الصيني في‬
‫الحرب‪ ،‬السيما أن هذا الوضع كان متوقع حسب الدالئل السابقة وعملية التركيز حول مشكلة عدم إيجاد الحلول السلمية لهذه الحرب واالبتعاد‬
‫عن مبدأ المفاوضات‪.‬‬
‫‪(13) Cited from: Shiv Dayle. Op. Cit., P. 118.‬‬
‫‪65‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫‪ .1‬وقف إطالق النار بشكل فوري‪.‬‬


‫‪ .2‬عندما يتحقق وقف إطالق النار بدأ القيام بخطوات سليمة الستعادة السالم‪.‬‬
‫‪ .3‬انسحاب جميع القوات األجنبية من كوريا على شكل مراحل منسقة‪.‬‬
‫‪ .4‬القيام بتحضيرات مناسبة لإلدارة الكورية لتعزيز األمن والسالم‪.‬‬
‫‪ .5‬عندما يتوصل إلى وقف إطالق النار يجب على الجمعية العامة وضع صيغة مناسبة تشمل ممثلين عن حكومات‬
‫المملكة المتحدة‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬االتحاد السوفيتي‪ ،‬وحكومة الصين الشعبية لحل مشاكل الشرق‬
‫األقصى بما فيها مشكلة تايوان وتمثيل الصين الشعبية(‪.)1‬‬
‫في الثاني من كانون الثاني عام ‪ 1951‬أعلن نهرو الذي شارك في اجتماع لندن لوزراء الكومنولث تأييده للمبادئ‬
‫الخمس ورفض وصف الصين دولة معتدية(‪ .)2‬وقد قبلت اللجنة السياسية والجمعية العمومية المقترح في الثالث عشر‪،‬‬
‫والرابع عشر من كانون الثاني عام ‪ ،)3(1951‬وعندما أرسلت المقترحات إلى الصين الشعبية أعلنت رفضها لهذه المبادئ‬
‫بوصفها أنها وضعت دون مشاركة ممثل الصين الشعبية(‪ .)4‬وقدمت حكومة الصين الشعبية في السابع عشر من كانون‬
‫الثاني عام ‪ 1951‬اقتراحاً إلى الجمعية العمومية في سياق ردها على المشروع المقدم سابقاً من الجمعية تضمن‪:‬‬
‫‪ .1‬المفاوضات يجب أن تتم بين الدول على أساس انسحاب جميع القوات األجنبية من كوريا وتسوية المسائل الكورية‬
‫الداخلية من قبل الشعب الكوري‪.‬‬
‫‪ .2‬موضوع المفاوضات يجب أن يكون أساس انسحاب قوات الواليات المتحدة األمريكية من تايوان‪.‬‬
‫‪ .3‬الدول المشاركة في المفاوضات تشمل كل من جمهورية الصين الشعبية‪ ،‬االتحاد السوفيتي‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬الواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪ ،‬فرنسا‪ ،‬الهند‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ .4‬يجب أن يقام مؤتمر الدول السبع في الصين ‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫عدت اإلدارة األمريكية الرد الصيني رفضاً لكل مبادرة سالم تقدمت بها الجمعية العمومية لألمم المتحدة ‪ .‬في حين‬
‫رأت الهند أن رد الحكومة الصينية ال يختلف كثي اًر عن مشروع السالم المقدم من هيأة األمم المتحدة(‪ .)7‬يستنتج من هذا أن‬
‫الصين الشعبية لم تكن رافضة بشكل نهائي للسالم‪ ،‬وأن الواليات المتحدة األمريكية قد أحست بالخطر على وجودها في‬
‫الشرق األقصى السيما في تايون‪ ،‬في حين أرادت الهند الحفاظ على كياسة اإلج ارءات األخيرة للجمعية العامة بشأن كوريا‪.‬‬
‫وفي العشرين من كانون الثاني عام ‪ 1951‬تقدمت الواليات المتحدة األمريكية مشروع قرار إلى اللجنة السياسية في‬
‫بالنظر لمساعدتها كوريا الشمالية(‪ ،)9‬والذي تضمن‪:‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫هيأة األمم المتحدة طالبت فيه وصف الصين دولة معتدية‬
‫‪ .1‬مطالبة الصين بوقف عملياتها في كوريا وسحب جميع قواتها‪.‬‬
‫‪ .2‬الطلب إلى كافة دول األعضاء في األمم المتحدة تقديم كل المساعدات الممكنة لمواصلة اإلجراءات في كوريا‪.‬‬

‫;‪(117) United Nation. General Asimpley Official Record, A/C.l/SR. 433, 27 January 1951, P. 563‬‬
‫هيثم األيوبي‪ ،‬تاريخ حرب التحرير الوطنية الكورية ‪( 1950،1953‬بيروت ‪ )1973‬ص‪.284‬‬
‫‪(2) Shiv Dayle. Op. Cit., P. 124.‬‬
‫(‪ )3‬حيدر عبد الرضا حسن التميمي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.168‬‬
‫‪(4) Shiv Dayle, Op. Cit., P. 125.‬‬
‫(‪ )5‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ ،‬ملفات البالط الملكي‪ ،‬رقم الملف ‪ ، 311/ 5082‬اسم الملف النزاع الكوري وعالقته بالعراق‪ ،‬تقرير الممثلية الملكية العراقية‬
‫الدائمة في هيأة األمم المتحدة‪ ،‬المرقم أ م‪ 11/9/9/‬في ‪ 29‬كانون الثاني ‪ ،1951‬و‪ ،20‬ص‪.21‬‬
‫(‪ )6‬هيثم األيوبي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.281‬‬
‫‪(7) K. P. Karuna Karan, Op. Cit., P. 108.‬‬
‫(‪ )8‬اجتازت القوات الصينية خط (‪ ْ )38‬في الحادي والثالثين من كانون األول ‪ 1950‬وخالل اليومين األولين من كانون الثاني ‪ 1951‬تمكنت‬
‫القوات العسكرية الصينية من تحطيم الدفاعات األمريكية والتقدم داخل أراضي كوريا الجنوبية‪ ،‬وفي اليوم الرابع من الشهر نفسه دخلت‬
‫القوات الصينية مدينة سيئول عاصمة كوريا الجنوبية‪ .‬يُنظر‪Rossol Spurr. Enter the Dragon, Chinas Undeclared :‬‬
‫‪1953, Macmilian Company Press, New York, 1996, P. 266; ،War Against the U.S.A. in Korea 1950‬‬
‫لياو كاي لونغ‪ ،‬من يينان إلى بيكين حرب الشعب الصيني التحررية‪ ،‬منشورات دار الفارابي (بيروت ‪ )1955‬ص ص‪136،137‬؛ صالح خلف‬
‫مشاي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.248‬‬
‫(‪ )9‬جريدة الزمان‪ ،‬العدد ‪ ،4033‬في‪ 21‬كانون الثاني ‪.1951‬‬
‫‪66‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫‪ .3‬االمتناع عن تقديم أي مساعدة إلى الصين الشعبية‪.‬‬


‫‪ .4‬تأليف لجنة خاصة لإلشراف على المفاوضات في حالة وقف إطالق النار(‪.)1‬‬
‫وقد بين المتحدث باسم الحكومة األمريكية أن حكومته ال تقصد سوى إحاطة الدول األعضاء بما ستقترحه على‬
‫الجمعية العامة‪ ،‬وليس في نيتها حمل أي دولة على إتباع سياسة معينة في هذه القضية(‪ .)2‬وفي إطار موقفها من هذه‬
‫التطورات أعلنت منظمة الدول االفرو‪ -‬آسيوية وعلى رأسها الهند معارضة المشروع األمريكي‪ ،‬وطالبت بإجراء مفاوضات‬
‫لتسوية مشاكل الشرق األقصى‪ ،‬إذ صرح رئيس الوفد الهندي بنغال راو ‪ Banjall Rau‬الذي ترأس الوفود االفرو‪ -‬اآلسيوية‬
‫"أن جواب الصين ليس رفضاَ قاطعاً لمقترحات السالم‪ ،‬بل أنه يساعد على إجراء المفاوضات وأعلن أنهم بصدد تقديم‬
‫مشروع جديد"(‪ .)3‬هذا وقد أكد نهرو موقف الهند عندما صرح في نيودلهي أن الصين ترحب بكل مفاوضات تؤدي إلى‬
‫السالم وكان ردها ليس بعيداً عن مقترحات األمم المتحدة(‪ .)4‬وفي الثاني والعشرين من كانون الثاني عام ‪ 1951‬قدمت‬
‫الهند مشروعها الجديد للسالم والذي احتوى‪:‬‬
‫‪ .1‬على جميع ممثلي فرنسا‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬االتحاد السوفيتي‪ ،‬مصر‪ ،‬الهند‪ ،‬جمهورية الصين‬
‫الشعبية االجتماع لبحث التدابير الالزمة لتسوية مشكلة كوريا ومشاكل الشرق األقصى‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يحدد رئيس الجمعية العامة محل وموعد أول اجتماع للممثلين في األمم المتحدة‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يرفعوا نتائج مباحثاتهم إلى الجمعية العامة في أقرب وقت(‪.)5‬‬
‫وفي الخامس والعشرين من الشهر نفسه أعلن السيد بنغال راو أن الصين الشعبية وافقت على المشروع الهندي(‪.)6‬‬
‫وهنا أصبح مشروعان أمام اللجنة السياسية المشروع األمريكي الذي تؤيده من يسير في فلك السياسية األمريكية والمشروع‬
‫اآلسيوي الذي تؤيده الدول المحايدة واالتحاد السوفيتي(‪ .)7‬وعند إجراء التصويت على المشروعين وذلك في الثاني من شباط‬
‫عام‪ ،1951‬أقر المشروع األمريكي بأغلبية ‪ 44‬صوت ضد ‪ 7‬أصوات وامتناع ‪ 9‬أصوات(‪ ،)8‬وكانت الهند من المعارضين‬
‫مع بورما والكتلة السوفيتية(‪ ،)9‬وبذلك تم رفض المشروع اآلسيوي(‪ .)10‬وقد أعلنت الهند موقفها بعد ذلك على لسان السيد‬
‫بنغال راو‪" ،‬أن الحرب الكورية ستستمر وستتوسع إلى بلدان أخرى بنتيجة القرار األمريكي وانه من الواجب مفاوضة‬
‫الصين"(‪ ،)11‬في "حين لو تم إقرار المشروع اآلسيوي لكان باإلمكان حل النزاع الكوري في غضون أسبوع واحد"(‪.)12‬‬
‫وهنا يمكن القول إن الواليات المتحدة حصلت على ما أرادت بتجريم الصين(‪ ،)13‬وأنها قطعت كل فرص السالم‬
‫سواء من الصين أم الدول المحبة للسالم‪ .‬إذاً يمكن القول أن الهند على الرغم من جهودها الدبلوماسية التي بذلت على‬
‫طول المرحلة السابقة لكنها لم تنجح في إيقاف مسلسل الحرب الكورية‪ ،‬ويعود ذلك لتمسك أطراف النزاع بمطالبهم‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ ،‬ملفات البالط الملكي‪،‬رقم الملف ‪ ،311/5082‬اسم الملف النزاع الكوري وعالقته بالعراق‪ ،‬تقرير الممثلية الملكية العراقية الدائمة‬
‫في هيأة األمم المتحدة حول اجتماع وكيل وزارة الخارجية العراقية مع السكرتير األول للسفارة األمريكية‪ ،‬المرقم أم ‪ 11/9‬في ‪ 21‬كانون‬
‫الثاني ‪ ،1951‬و‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫(‪ )2‬الملفة نفسها‪.‬‬
‫(‪ )3‬جريدة الزمان‪ ،‬العدد ‪ ،4043‬في‪ 22‬كانون الثاني ‪.1951‬‬
‫(‪ )4‬المصدر نفسه‪.‬‬
‫(‪ )5‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ ،‬ملفات البالط الملكي‪ ،‬رقم الملف‪ ، 311/5082‬اسم الملف النزاع الكوري وعالقته بالعراق‪ ،‬تقرير الممثلية الملكية العراقية الدائمة‬
‫في هيأة األمم المتحدة‪ ،‬المرقم ‪4‬م‪ 19/81/8/9/‬في ‪ 10‬شباط ‪ ،1951‬و‪ ،17‬ص ‪18‬؛‬
‫‪K.P. Karuna Karan. Op. Cit., P.108‬‬
‫(‪ )6‬جريدة الزمان‪ ،‬العدد ‪ ،4038‬في ‪ 26‬كانون الثاني ‪.1951‬‬
‫(‪ )7‬جريدة الزمان‪ ،‬العدد ‪ ،4039‬في ‪ 27‬كانون الثاني ‪.1951‬‬
‫‪(8) Byrossn, Berkes and Mohder. Op. Cit., P.128.‬‬
‫(‪ )9‬الكتلة السوفيتية (روسيا‪ ،‬أوكرانيا‪ ،‬يوغسالفيا‪ ،‬تشيكوسلوفاكيا‪ ،‬بولندا)‪ .‬ينظر‪ :‬مصطفى عبد العزيز‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.333‬‬
‫‪(10) Bipan Chandra. Op. Cit., PP. 154، 155.‬‬
‫(‪ )11‬جريدة الزمان‪ ،‬العدد ‪ ،4041‬في ‪ 2‬شباط ‪.1951‬‬
‫(‪ )12‬مقتبس عن‪ :‬هيثم األيوبي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.299‬‬
‫(‪ )13‬تمكنت القوات األمريكية في السابع من آذار ‪ 1951‬من شن هجوم عسكري أطلقت عليه (عملية ريبر) استطاعت به من دخول مدينة‬
‫سيئول في الرابع عشر من الشهر نفسه‪ ،‬وأجبرت القوات الصينية في الرابع والعشرين من آذار من التراجع عند خط عرض ‪ .ْ 38‬محمد علي‬
‫القوزي‪ ،‬العالقات الدولية في التاريخ الحديث والمعاصر‪ ،‬ص‪267‬؛ صالح خلف مشاي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.253‬‬
‫‪67‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫وجدير بالذكر أن الحكومة السوفيتية قد قدمت في الثالث والعشرين من حزيران ‪ ،1951‬عن طريق مندوبها في‬
‫األمم المتحدة جاكوب مالك مشروعاً ينص على وقف إطالق النار وانسحاب متبادل لجميع القوات عند خط عرض‬
‫(‪ ، ْ)38‬واجراء المفاوضات بين جميع األطراف المتحاربة لوضع نهاية للحرب الكورية‪ ،‬وقد وافقت عليه الصين وكوريا‬
‫الشمالية في الخامس والعشرين من حزيران ‪ 1951‬والواليات المتحدة في السابع والعشرين من الشهر نفسه‪ ،‬وربما يرجع‬
‫سبب ذلك إلدراك هذه األطراف من عدم الوصول إلى نصر حاسم في المعارك الدائرة بينهما على األراضي الكورية‪ ،‬فضالً‬
‫عن الخسائر المادية والبشرية التي تعرضت لها(‪.)1‬‬
‫وأثناء مفاوضات الهند بين وفد األمم المتحدة الذي ترأسه تورنر جوي (‪ )Turner Joy‬قائد القوات البرية‬
‫األمريكية في الشرق األقصى وبعض القادة العسكريين وبين الوفد الصيني‪ -‬الكوري الشمالي الذي ترأسه الجنرال نام إيل‬
‫(‪ )Nam Il‬وبعض القادة العسكريين في العاشر من تموز ‪ ،)2(1951‬ظهرت مشكلة األسرى الصينيين والكوريين الرافضين‬
‫العودة إلى بالدهم‪ ،‬فقدم الجنرال ترنو جوي شرطاً في األول من كانون الثاني عام ‪ 1952‬الداعي بتعويض هؤالء األسرى‬
‫بمبالغ من المال‪ ،‬غير أن الجنرال نام إيل وبقية الوفد رفضوا المقترح وأكدوا ضرورة عودة أسرى الحرب إلى بالدهم(‪.)3‬‬
‫إال أن صورة الهند الدبلوماسية عادت لتظهر في مسألة الهدنة بين المتحاربين وقضية تبادل األسرى‪ ،‬وذلك بعد‬
‫أن طرحت الواليات المتحدة األمريكية وذلك في الخامس والعشرين من تشرين األول عام ‪ 1952‬مشروعاً يدعو إلى تأييد‬
‫موقف القيادة الدولية فيما يخص معالجة قضية األسرى والذي ناشد كوريا الشمالية بقبول عدم إرغام أسرى الحرب على‬
‫العودة إلى بالدهم دون رغبتهم(‪ .)4‬في حين طرح االتحاد السوفيتي خالل شهر تشرين الثاني عام ‪ 1952‬مشروعاً يتضمن‬
‫تأليف لجنة جديدة من قبل األمم المتحدة تتكون اللجنة من بريطانيا‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬فرنسا‪ ،‬سويسرا‪ ،‬االتحاد‬
‫السوفيتي‪ ،‬الصين الشعبية‪ ،‬الهند‪ ،‬بورما‪ ،‬تشيكوسلوفاكيا‪ ،‬كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية‪ .‬وكان موقف الوفد الهندي أن‬
‫يؤلف مشروعاً ثالثاً يكون وسطاً بين هذين االقتراحين(‪ ،)5‬في السابع من تشرين الثاني عام ‪ 1952‬أعدت الحكومة الهندية‬
‫مشروعها الجديد وأخذت رئيسة الوفد الهندي السيدة فيجايا الكشمي بانديت ‪-1900( Vijilaa Lakshmi Panded‬‬
‫‪ ،)6()1991‬إجراء لقاءات مع الممثلين البريطانيين واألمريكيين والسوفيت حول المشروع الهندي(‪ ،)7‬وقدمته في العشرين من‬
‫الشهر نفسه ‪ 1952‬إلى اللجنة السياسية لألمم المتحدة والذي تضمن(‪:)8‬‬
‫‪ .1‬تأليف لجنة من أربع دول غير مشتركة في الحرب الكورية لإلشراف على إعادة األسرى‪.‬‬
‫‪ .2‬يكون األسرى أحرار في العودة إلى بالدهم أو عدمها‪.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪ .3‬الذين ال يريدون العودة إلى بالدهم يبحث في قضيتهم في مؤتمر سياسي يعقد بعد تسعين يوماً ‪.‬‬

‫(‪ )1‬لياو كاي لونغ‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪140‬؛ صالح خلف مشاي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.258‬‬
‫‪(140) Walter G. Hermes. Truce Tent and Fighting Front, Center of Military History Department of the‬‬
‫رياض الصمد‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪Army, Washington, 1992, P. 22; .530‬‬
‫(‪ )3‬صالح خلف مشاي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪267‬؛ ‪Walter G. Hermes. Op. Cit., P. 64.‬‬
‫(‪ )142‬جريدة الزمان‪ ،‬العدد ‪ ،4574‬في ‪ 26‬تشرين األول ‪.1952‬‬
‫‪(143) Hak Joon Kim. Op. Cit., P. 132.‬‬
‫(‪ )6‬فيجايا الكشمي بانديت‪ :‬من سيدات الهند اللواتي كان لهن دور مهم في السياسة الهندية وهي شقيقة جواهر آلل نهرو‪ ،‬مثلت الهند في افتتاح‬
‫الجمعية العامة لألمم المتحدة عام ‪ ،1946‬عينت أول سفيرة للهند في موسكو بعد االستقالل من عام ‪ ،1949 ،1947‬ثم سفيرة في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية من عام ‪ 1952 ،1949‬وبعدها عادت لتكون ممثلة للهند في هيأة األمم المتحدة من عام‪ 1954 ،1952‬حيث انتخبت‬
‫رئيسة للجمعية العمومية في عام ‪ ،1954‬وفي عام ‪ 1957‬أصبحت سفيرة لبالدها في بريطانيا حتى عام ‪ 1962‬ومن ثم عام ‪1964،1969‬‬
‫عضوًا في البرلمان الهندي‪.‬‬
‫‪Encyclopedia of India. Vol. 3, P. 237.‬‬
‫(‪ )7‬جريدة الزمان‪ ،‬العدد ‪ ،4579‬في ‪ 8‬تشرين الثاني ‪.1952‬‬
‫(‪ )8‬جريدة الزمان‪ ،‬العدد ‪ ،4590‬في ‪ 21‬تشرين الثاني ‪.1952‬‬
‫‪(9) K.P. Karuna Karan. Op. Cit., PP.116،117; Peter Lawe. The Origin of Korean War, Second Edition,‬‬
‫‪Wesley Limited, London, 1997, P. 244.‬‬
‫‪68‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫وفي اليوم التالي ألقى نهرو خطاباً في البرلمان الهندي تطرق فيه لهذا المشروع وأوضح انه يرمي لحل مشرف‬
‫للمشكلة‪ ،‬وأنه إذا لم يحظَ بقبول هيأة األمم المتحدة فأن معنى ذلك تقدم العالم خطوة نحو الحرب‪ ،‬وأهاب بجميع األعضاء‬
‫لتبنيه لتحقيق السالم(‪.)1‬‬
‫ويذكر أن االتحاد السوفيتي أعلن رفضه للمشروع الهندي في الخامس والعشرين من تشرين الثاني أي قبل التصويت‬
‫عليه إذ وصفه بأنه مشروع أمريكي مبطن(‪ ،)2‬وفي الثاني من كانون األول ‪ 1952‬وافقت هيأة األمم المتحدة على المشروع‬
‫الهندي(‪ ،)3‬بأغلبية ‪ 53‬صوت ضد ‪ 5‬أصوات وهو الوفد السوفيتي والكتلة السوفيتية(‪ ،)4‬وبعد إرساله إلى الصين الشعبية‬
‫جاء الرد الصيني في السادس عشر من كانون األول عام‪ 1952‬برفضها المشروع الهندي‪ ،‬إذ ووصفته بأنه مشروع أمريكي‬
‫يرمي إلى استبقاء أسرى الحرب في األسر‪ .‬ويبدو من ذلك أن التأثير السوفيتي أخذ مأخذه في التأثير على الرد الصيني‬
‫على الرغم من عالقتها الجيدة مع الهند‪ .‬وفي نفس اإلطار عبر نهرو في نيودلهي عن أسفه لرفض الصين واالتحاد‬
‫السوفيتي المشروع‪ ،‬وأعرب عن أمله أن تعيد الدولتان النظر في موقفهما‪ ،‬وانه مشروع عادل وبعيد عن التحيز(‪.)5‬‬
‫وفي إطار ردود األفعال الهندية أعربت رئيسة الوفد الهندي فيجايا الكشمي وذلك في الثاني والعشرين من كانون‬
‫األول عام ‪ 1952‬أثناء مناقشات الجمعية العمومية عن أسفها لرفض الصين واالتحاد السوفيتي المشروع‪ ،‬وأوضحت أن‬
‫الهند ستستمر في سبيل السالم(‪ .)6‬وفي تطور آخر صرحت فيجايا الكشمي وذلك في الثامن والعشرين من كانون األول‬
‫عام ‪" 1952‬أن المفاوضات مع الصين كانت تبعث األمل بشأن تبادل األسرى‪ ،‬إال أن تدخل االتحاد السوفيتي المفاجئ‬
‫كان صدمة لنا"‪ ،‬واستنتجت أن حكومة بكين لم تكن مستقلة كما كانت تعتقد‪ ،‬وأن الهند سوف ال تقوم بأي محاولة أخرى إذا‬
‫استمر الموقف السوفيتي على هذا النحو(‪.)7‬‬
‫وبعد وفاة ستالين في الخامس من آذار عام ‪ ،1953‬ومجيء حكومة جديدة برئاسة ماليكوف جورجي ‪Malenkov‬‬
‫‪ ،)8(Gueorgui‬في السادس من آذار أصبحت هناك انفراجات في السياسة الخارجية السوفيتية السيما بعد أن أعلنت‬
‫الحكومة الجديدة وذلك في الخامس عشر من آذار ‪1953‬عن نيتها تخفيف التوتر بين الشرق والغرب السيما الواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪ ،‬فكان له تأثير إيجابي على الحرب الكورية وسير مباحثات الهدنة(‪ ،)9‬وبالفعل توصلت األطراف الدولية‬
‫والصين وكوريا الشمالية وذلك في السابع والعشرين من تموز ‪ 1953‬إلى عقد الهدنة‪ ،‬وأهم ما جاء فيها‪:‬‬
‫‪ .1‬وقف القتال بين األطراف المتنازعة‪ ،‬سيحدد خط الهدنة من قبل لجنة الهدنة لمسافة ‪ 2‬كيلومتر وتكون منطقة‬
‫منزوعة من السالح‪.‬‬
‫‪ .2‬امتناع كل األطراف من العدوان على هذه المنطقة‪.‬‬
‫(‪)10‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ .3‬أن يعقد مؤتمر سياسي دولي لمناقشة القضية الكورية‪ ،‬وتنفذ االتفاقية الهدنة خالل اثنين وسبعين ساعة من التوقيع‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ :‬ملفات البالط الملكي‪ ،‬رقم الملف ‪ ،311/5005‬تقارير المفوضية الملكية العراقية في نيودلهي‪ ،‬تقرير عام لشهر تشرين الثاني‬
‫‪ 1952‬المرقم ‪ 388/1/2‬في ‪ 4‬كانون األول‪ ،‬و‪ ،19‬ص‪7‬؛ جريدة الزمان‪ ،‬العدد ‪ ،4591‬في‪ 22‬تشرين الثاني ‪.1952‬‬
‫(‪ )2‬جريدة الزمان‪ ،‬العدد ‪ ،4594‬في ‪ 26‬تشرين الثاني ‪.1952‬‬
‫(‪ )3‬جريدة الزمان‪ ،‬العدد ‪ ،4599‬في‪ 3‬كانون األول ‪.1952‬‬

‫(‪ )4‬الذين صوتوا ضد المشروع (روسيا‪ ،‬بولندا‪ ،‬يوغسالفيا‪ ،‬أوكرانيا‪ ،‬تشيكوسلوفاكيا(ينظر‪:‬‬


‫‪K. P. Karuna Karan. Op. Cit., P.119.‬‬
‫(‪ )5‬جريدة الزمان‪ ،‬العدد ‪ ،4610‬في ‪ 16‬كانون األول ‪1952‬؛‬
‫‪K. P. Karuna Karan. Op. Cit., P.120.‬‬
‫(‪ )6‬جريدة الزمان‪ ،‬العدد ‪ ،4616‬في ‪ 23‬كانون األول ‪.1952‬‬
‫(‪ )7‬جريدة الزمان‪ ،‬العدد ‪ ،4621‬في ‪ 29‬كانون األول ‪.1952‬‬
‫(‪ )8‬مالينكوف جورجي‪ :‬سياسي سوفيتي ولد عام ‪ ،1902‬انخرط في العمل السياسي ففي عام ‪ 1934‬عمل رئيساً لجهاز التطهير المعروف في‬
‫الحزب الشيوعي ضد المعارضين‪ ،‬وفي عام ‪ 1937‬شارك في عمليات التطهير في روسيا البيضاء وأرمينيا‪ ،‬شكل الحكومة السوفيتية بعد‬
‫وفاة ستالين وذلك من عام ‪ ، 1955 ،1953‬شهد عهده انفراج في السياسة الخارجية السوفيتية‪ ،‬أزيح عن العمل السياسي في عام ‪،1957‬‬
‫عمل في أواخر حياته مشرفاً على كنيسة بيكوفو االرثودكسية‪ .‬للمزيد من التفاصيل ينظر‪ :‬عبد الوهاب الكيالي وآخرون‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‬
‫‪ ،5‬ص‪.158‬‬
‫(‪ )9‬حيدر عبد الرضا حسن التميمي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.233‬‬
‫(‪ )10‬للمزيد من التفاصيل حول بنود الهدنة‪ .‬ينظر‪ :‬ج‪ .‬ب‪ .‬دروزيل‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.336‬‬
‫‪69‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫وفي اليوم نفسه عبر الوفد الهندي لدى األمم المتحدة عن ارتياحه لتوقيع الهدنة‪ ،‬وأعرب عن أمله أن يساعد ذلك‬
‫على إيجاد تسوية شاملة للمسألة الكورية(‪ ،)1‬وأن الهند مستعدة للقيام بالتزاماتها الدولية إلعادة السالم إلى كوريا(‪ .)2‬واذا ما‬
‫عدنا إلى قضية تبادل األسري ففي الحادي عشر من نيسان عام ‪ 1953‬وقع الطرفان التحالف الدولي برئاسة الواليات‬
‫المتحدة األمريكية والطرف الصيني‪ -‬الكوري على اتفاقية تبادل أسرى الحرب المرضى والجرحى‪ ،‬كما عهد إلى لجنة دولية‬
‫تابعة لألمم المتحدة برئاسة الهند مؤلفة من بولندا وجيكوسلوفاكيا والسويد وسويس ار تكون مهمتها النظر في شؤون األسرى‬
‫القابلين بمبدأ التعويض ووقعت هذه االتفاقية في الثامن من حزيران ‪.)3(1953‬‬
‫وفي إطار مساهمتها في حركة تبادل أسرى الحرب‪ ،‬وافقت الهند في األول من تموز عام ‪ 1953‬على إرسال‬
‫وحدة عسكرية من جيشها إلى كوريا تكون تحت تصرف األمم المتحدة(‪ .)4‬وفي الخامس من آب عام ‪ 1953‬غادرت بعثة‬
‫الهند االستطالعية إلى كوريا برئاسة المستر اركي نهرو ‪ Arkei Nehru‬سكرتير و ازرة الخارجية‪ ،‬وتكونت من ثمانية‬
‫أعضاء ويكون واجبها دراسة الوضع العام وكيفية دخول القوات الهندية إلى المنطقة المحايدة على اعتبار أن الهند وكيلة‬
‫اللجنة الدولية إلعادة األسرى واألشراف على عملية إعادتهم ثم عادت البعثة إلى دلهي في الثامن من آب عام ‪.)5(1953‬‬
‫وفي الرابع عشر من الشهر نفسه عام‪ 1953‬سافر حوالي ‪ 4000‬شخص وهم أعضاء هيأة اإلدارة لشؤون األسرى مع‬
‫الصليب األحمر الهندي‪ ،‬وفي التاسع عشر من نفس الشهر غادرت الوحدة العسكرية وتقدر حوالي بـ‪ 3000‬جندي(‪،)6‬‬
‫وكانت معسكرات الوحدة الهندية على خط شريط يبلغ طوله ‪ 48‬كيلومت اًر‪ ،‬أما المراقبين السويديين والسويسريين على الجانب‬
‫الدولي‪ ،‬ويكون البولنديين والتشيكوسلوفاكيين على الجانب الكوري الشمالي(‪ .)7‬وبهذا حصدت الهند ثمار جهودها التي بذلتها‬
‫في سبيل إنهاء الحرب الكورية في إطار هيأة األمم المتحدة وميثاقها‪.‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫موقف الهند من القضية الكورية أثر انتهاء الحرب الكورية ‪1964-1953‬‬
‫لقد برز بعد توقيع اتفاقية الهدنة الموقعة في السابع والعشرين من تموز ‪ 1953‬موضوع المؤتمر السياسي الخاص‬
‫بكوريا إذ كانت المادة ‪ 60‬من االتفاقية تشير أن يعقد مؤتمر سياسي لبحث القضية الكورية‪ ،‬والنقطة المهمة التي برزت‬
‫للنقاش من يشترك في مباحثات هذا المؤتمر‪ .‬فطرحت أمام اللجنة السياسية لألمم المتحدة في التاسع عشر من آب ‪1953‬‬
‫عدة مشاريع بشأن هذا الموضوع كان المشروع األول يعرف باسم مشروع الدول الخمسة عشرة (‪ ،)8‬والذي ينطوي على من‬
‫يشاء من الدول المحاربة في كوريا المشاركة في المؤتمر وكان من الواضح أن يهدف إلى عدم إفساح المجال لغير‬
‫المحاربين باالشتراك(‪ .)9‬أما المشروع الثاني قدم من استراليا‪ ،‬النرويج‪ ،‬نيوزلندا‪ ،‬الدانمارك ويدعو إلى اشتراك روسيا‬

‫(‪ ) 1‬وقعت اتفاقية نهاية الحرب الكورية يوم السابع والعشرون من تموز ‪ 1953‬في مدينة بانموتجوم بين الجنرال مارك كالرك ( ‪Mark‬‬
‫‪ ) Clark‬قائد القوات الدولية في الشرق األقصى والجنرال كيم آيل سونغ (‪ )Kim Ill Song‬قائد القوات الكورية الشمالية والجنرال بنغ دي‬
‫هواي‬
‫‪ Peng De Hual‬قائد متطوعي الشعب الصيني‪ .‬صالح خلف مشاي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.276‬‬
‫(‪ )2‬جريدة الزمان‪ ،‬العدد ‪ ،4792‬في ‪ 28‬تموز ‪.1953‬‬
‫;‪(160) K.P. Karuna Karan. Op. Cit., P. 125; Hake Joon Kim. Op. Cit., P. 132‬‬
‫ج‪ .‬ب‪ .‬دروزيل‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪335‬؛ صالح خلف مشاي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.274‬‬
‫(‪ )4‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ ،‬ملفات البالط الملكي‪ ،‬رقم الملف ‪ ،311/5007‬تقارير المفوضية الملكية العراقية في دلهي إلى الوزارة الخارجية تقرير لشهر‬
‫حزيران المرقم ‪ 150/1/2‬في ‪ 4‬تموز ‪ ،1953‬دون رقم وثيقة‪ ،‬دون رقم صفحة‪.‬‬
‫(‪ )5‬الملفة نفسها‪ ،‬إلى الوزارة الخارجية تقرير لشهر آب المرقم ‪ 111/1/2‬في ‪ 8‬تشرين الثاني‪ ،1953‬و‪ ،20‬ص‪64‬؛ ‪Bipan Chandra.‬‬
‫‪.Op. Cit., P.157‬‬
‫(‪ )6‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ ،‬ملفات البالط الملكي‪ ،‬رقم الملف ‪ ، 311/5007‬تقارير المفوضية الملكية العراقية في دلهي إلى الوزارة الخارجية تقرير لشهر‬
‫آب المرقم ‪ 111/1/2‬في ‪ 8‬تشرين الثاني‪ ،1953‬و‪ ،20‬ص‪.64‬‬
‫(‪ )7‬جريدة الزمان‪ ،‬العدد ‪ ،4815‬في ‪ 24‬آب ‪.1953‬‬
‫(‪ )8‬الدول هي استراليا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬كندا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬الحبشة‪ ،‬اليونان‪ ،‬لكسمبورغ‪ ،‬هولندا‪ ،‬الفلبين‪ ،‬سيام‪ ،‬تركيا‪،‬‬
‫نيوزلندا إضافة إلى كوريا الجنوبية‪.‬‬
‫‪K. P. Karuna Karan. Op. Cit., P. 123.‬‬
‫(‪ )9‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ ،‬ملفات البالط الملكي‪ ،‬رقم الملف ‪ ،311 /4664‬اسم الملف تقارير الممثلية العراقية الدائمة في األمم المتحدة‪ ،‬تقرير لشهر آب‬
‫المرقم ‪ 1/2/318‬في ‪ 3‬أيلول ‪ ،1953‬و‪ ،4‬ص‪.6‬‬
‫‪70‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫السوفيتية في المؤتمر(‪ .)1‬وكان المشروع الثالث الذي قدم باسم بريطانيا‪ ،‬استراليا‪ ،‬كندا‪ ،‬نيوزلندا يدعو إلى اشتراك الهند في‬
‫المؤتمر ألهميتها في الشؤون األسيوية(‪ .)2‬أما المشروع الرابع فقد قدمه االتحاد السوفيتي ويدعو أن يتألف المؤتمر من‬
‫الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬االتحاد السوفيتي‪ ،‬الصين الشعبية‪ ،‬الهند‪ ،‬بولندا‪ ،‬السويد‪ ،‬بورما‪ ،‬وكوريا‬
‫الشمالية‪ ،‬كوريا الجنوبية‪ ،‬وتعد ق ارراته بحكم الصادرة في حال نجاحه وعقده من قبل أطراف الهدنة(‪ .)3‬ويستشف من ذلك أن‬
‫االتحاد السوفيتي أراد أن يضع الواليات المتحدة األمريكية أمام األمر الواقع بخصوص المشاكل اآلسيوية‪.‬‬
‫وكان موقف الهند قد أعلن في وقت سابق‪ ،‬إذ صرح جواهر آلل نهرو انه يجب االطالع على وجهات نظر‬
‫الكوريتين والصين الشعبية قبل أن تقرر الجمعية العامة عقد المؤتمر‪ ،‬وان تكون عضويته على نطاق ضيق كي ال تتعقد‬
‫فصول مناقشته وان يبدأ بالمسالة الكورية(‪ .)4‬وكانت الواليات المتحدة قد وقفت بشدة ضد اشتراك الهند في المؤتمر‬
‫السياسي‪ ،‬ويعود ذلك إلى أن سنجمان ري ‪ Synagman Rhee‬الرئيس الكوري الجنوبي قد هدد المسؤولين األمريكيين في‬
‫حال إشراك الهند سترفض كوريا الجنوبية المشاركة في المؤتمر السياسي(‪.)5‬‬
‫وعلى الرغم من جهود دول الكومنولث والكتلة اآلسيوية‪ -‬األفريقية استطاعت الواليات المتحدة األمريكية أن تحصل‬
‫على تأييد اغلب األعضاء بعدم مشاركة الهند في المؤتمر(‪ .)6‬وكان موقف الهند في غاية الحكمة السياسية‪ ،‬إذ قال‬
‫المندوب الهندي كريشينامنون ‪ Krishena Menon‬أن الهند لم ترشح نفسها حتى يقال من الممكن انسحابها‪ ،‬وقد قدم‬
‫مشروع يدعو السكرتير العام للجمعية العمومية أن ترسل محاضر الجلسات إلى الصين الشعبية وكوريا الجنوبية وقد قبل‬
‫هذا الطلب باإلجماع(‪ .)7‬ويستنتج من هذا أن أثار جهود الهند السياسية السابقة قد أثرت في بعض ساسة الدول الكبرى‪،‬‬
‫وأنها محافظة على مكانتها في توازن العصا السياسية في األمم المتحدة ومشاكلها‪.‬‬
‫إال أن سطوة ونفوذ الواليات المتحدة األمريكية غيرت ذلك‪ ،‬فعند إجراء التصويت في اللجنة السياسية وذلك في‬
‫الثامن والعشرين من آب عام‪ 1953‬نجح المشروع األمريكي‪ ،‬وأيضاً المشروع الذي يدعو إلى اشتراك االتحاد السوفيتي في‬
‫حين لم يحصل المشروع الذي يدعو إلى اشتراك الهند على موافقة ثلثي األعضاء إذ نال ‪ 27‬صوتاً ضد ‪ 21‬صوتاً(‪.)8‬‬
‫وفي الجمعية العمومية تكررت نفس نتائج التصويت فتكلم المندوب الهندي‪ ،‬ورجا من أصحاب مشروع إشراك الهند‪ ،‬عدم‬
‫إلحاحهم في وجوب التصويت عليه‪ ،‬وطلب سحب المشروع من التصويت‪ ،‬وذلك في التاسع والعشرين من آب عام‬
‫‪ ،)9(1953‬وذلك لتجنب غبار معركة ال طائل منها ورغبة الهند ان يسود جو السالم وانجاح المؤتمر السياسي(‪ .)10‬وشكر‬
‫مندوب الواليات المتحدة األمريكية موقف الهند ووصفه بالحكمة السياسية(‪.)11‬‬
‫وعلى الرغم من أجواء مناقشات إشراك الهند في المؤتمر السياسي الخاص بكوريا‪ ،‬إال أن ذلك لم يحد من نشاط‬
‫الهند بخصوص القضية‪ ،‬ففي الثاني والعشرين من كانون الثاني عام ‪ 1954‬اجتمعت الكتلة األفرو‪ -‬آسيوية لبحث القضية‬
‫الكورية(‪ ،)12‬وقد كانت رئيسة الجمعية العامة السيدة فيجايا الكشمي ‪ Vijayaa Lakshmi‬قد دعت في وقت سابق إلى عقد‬

‫(‪ )1‬الملفة نفسها‪ ،‬ص‪.7‬‬


‫‪(2) K.P. Karuna Karan. Op. Cit., P. 123.‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ ،‬ملفات البالط الملكي‪ ،‬رقم الملف ‪ ،311/5081‬اسم الملف النزاع الكوري وعالقته بالعراق‪ ،‬تقارير الممثلية العراقية الدائمة في‬
‫هيأة األمم المتحد‪،‬ة تقرير لشهر آب المرقم ‪ 1/2/318‬في‪ 3‬أيلول ‪ ،1953‬و‪ ،4‬ص‪.7‬‬
‫(‪ )4‬جريدة الزمان‪ ،‬العدد ‪ 24 ،4815‬آب ‪.1953‬‬
‫(‪ )5‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ ،‬ملفات البالط الملكي‪ ،‬رقم الملف ‪ ،311/5081‬اسم الملف النزاع الكوري وعالقته بالعراق‪ ،‬تقارير الممثلية العراقية الدائمة في‬
‫هيأة األمم المتحدة تقرير لشهر آب المرقم ‪ 1/2/318‬في ‪ 3‬أيلول ‪ ،1953‬و‪ ،4‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )6‬الملفة نفسها‪.‬‬
‫(‪ )7‬الملفة نفسها‪.‬‬
‫‪(8) The India Year Book of International Affairs, Vol. III, 1954, P.221.‬‬
‫‪(9) Ibid, P. 225.‬‬
‫(‪ )10‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ ،‬ملفات البالط الملكي‪ ،‬رقم الملف ‪ ،311/5081‬اسم الملف النزاع الكوري وعالقته بالعراق‪ ،‬تقارير الممثلية الملكية العراقية‬
‫الدائمة في هيأة األمم المتحدة‪ ،‬تقرير لشهر آب المرقم ‪ 1/2/318‬في ‪ 3‬أيلول ‪ ،1953‬و‪ ،4‬ص ص‪.11،12‬‬
‫(‪ )11‬الملفة نفسها‪ ،‬جريدة الزمان‪ ،‬العدد ‪ 29 ،4819‬آب ‪.1953‬‬
‫(‪ )12‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ ،‬ملفات البالط الملكي‪ ،‬رقم الملف ‪ ،311/4667‬اسم الملف النزاع الكوري وعالقته بالعراق‪ ،‬تقارير الممثلية الملكية العراقية‬
‫الدائمة في هيأة األمم المتحدة‪ ،‬موضوع اجتماع الكتلة األفرو‪ ،‬آسيوية تقرير ‪ 61/11/29‬في ‪ 22‬كانون الثاني ‪ ،1954‬و‪ ،2‬ص‪.2‬‬
‫‪71‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫اجتماع الجمعية العامة(‪ .)1‬ووضح المندوب الهندي في االجتماع على أهمية عقد الجمعية العمومية لحفظ الهدنة في كوريا‬
‫ومناقشة مشاكل األسرى األخيرة(‪ .)2‬واستمر الدور الهندي في سبيل الوصول إلى حل المسألة الكورية السيما بعد عقد‬
‫المؤتمر السياسي في جنيف في السادس والعشرين من نيسان عام‪ 1954‬إذ استمر بحث القضية الكورية إلى الخامس عشر‬
‫من حزيران(‪ ، )3‬دون الوصول إلى نتائج الختالف وجهات النظر بين المجتمعين‪ ،‬إذ طالبت الدول االشتراكية توحيد كوريا‬
‫عن طريق انتخابات كورية عامة تجري تحت إشراف بعثة دولية مؤلفة من ممثلي الدول المحايدة مع الجالء المسبق لكل‬
‫القوات المسلحة األ جنبية‪ ،‬بما فيها المتطوعين الصينيين‪ ،‬أما الجانب الغربي فقد طالب بأن تجري االنتخابات تحت إشراف‬
‫هيأة األمم المتحدة‪ ،‬ولكن كال الطرفان رفض المقترح الذي قدمه غريمه(‪ .)4‬وفي الحادي عشر من تشرين الثاني عام‬
‫‪ 1954‬قام األعضاء الخمسة عشر الذين حضروا المؤتمر بتقديم تقرير عن أعمال المؤتمر إلى األمين العام لألمم المتحدة‬
‫داغ همرشولد ‪ ،)5()1961-1905( Dog Hammarskjold‬ووضحوا أن المؤتمر السياسي قد فشل في حل القضية‬
‫الكورية‪ ،‬إال أنهم أكدوا على مبدأين‪:‬‬
‫‪ .1‬إن األمم المتحدة بحكم ميثاقها تملك السلطة الكاملة للقيام بعمل جماعي لرد العدوان واعادة السلم‪.‬‬
‫‪ .2‬لكي تقوم بكوريا دولة موحدة(‪ ،)6‬يجب إجراء انتخابات صحيحة تحت إشراف هيأة األمم المتحدة(‪.)7‬‬
‫وعندما بحثت القضية الكورية في الدورة التاسعة لألمم المتحدة وذلك في األول من كانون األول ‪ 1954‬كان للهند‬
‫دور مهم في المناقشة فبعد أن قدم االتحاد السوفيتي مشروع قرار يتضمن دعوة مندوبين عن كوريا الشمالية والصين الشعبية‬
‫للمشاركة في مناقشة المسألة الكورية‪ ،‬قامت الهند بتقديم تعديل له يقضي بدعوة كوريا الجنوبية أيضاً دون إعطاءها حق‬
‫التصويت فوافق االتحاد السوفيتي على ذلك(‪ .)8‬الذي يستشف من ذلك إن الهند تسعى أن تستمع هيأة األمم المتحدة إلى‬
‫جميع أطراف النزاع تحت قبة هيأة األمم المتحدة لتقريب وجهات النظر للوصول إلى حل سلمي‪ ،‬وان هناك تقارب بين‬
‫وجهات النظر الهندية والسوفيتية‪ ،‬وفي الثاني من كانون األول‪ 1954‬قدمت الهند مشروع قرار فحواه بما أن الجمعية‬
‫العمومية تلقت التقرير الخاص بالمؤتمر السياسي عليها‪:‬‬
‫‪ .1‬تؤكد من جديد أن أهداف األمم المتحدة الزالت قائمة على أن تحقق بالوسائل السلمية في كوريا‪ ،‬وانشاء دولة‬
‫موحدة في كوريا واعادة السلم واألمن إلى المنظمة‪.‬‬
‫‪ .2‬تعترف بأن تلك األهداف يجب تحقيقها بالطرق السلمية وبتكاتف الجميع‪.‬‬
‫‪ .3‬تطلب إلى الحكومات التي يعنيها األمر أن تحيط علما بالقرار‪.‬‬
‫‪ .4‬يتم إدراج المسألة في جدول أعمال الدورة العاشرة(‪.)9‬‬

‫(‪ )1‬جريدة الزمان‪ ،‬العدد ‪ ،4935‬في ‪ 12‬كانون الثاني ‪.1954‬‬


‫(‪ )2‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ ،‬ملفات البالط الملكي‪ ،‬رقم الملف ‪ ، 311/4667‬اسم الملف النزاع الكوري وعالقته بالعراق‪ ،‬تقارير الممثلية الملكية العراقية‬
‫الدائمة في هيأة األمم المتحدة‪ ،‬موضوع اجتماع الكتلة األفرو‪ ،‬آسيوية تقرير ‪ 61/11/29‬في ‪ 22‬كانون الثاني ‪ ،1954‬و‪ ،2‬ص‪.2‬‬
‫‪(3) The Indian Year Book. Op. Cit., P. 225.‬‬
‫;‪(4) Shiv Dayl. Op. Cit., P. 278‬‬
‫أسراعيان وآخرون‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪141‬؛ ميالد أ‪ .‬مقرحي‪ ،‬موجز تاريخ آسيا الحديث والمعاصر‪ ،‬جامعة قاريونس (بنغازي ‪)2008‬‬
‫ص‪.106‬‬
‫(‪ )5‬داغ همرشولد‪ :‬سياسي واقتصادي سويدي ودبلوماسي دولي‪ ،‬ولد في ‪ 26‬تموز عام ‪ 1905‬في مدينة بونكوبنغ السويدية‪ ،‬درس الحقوق‪،‬‬
‫واالقتصاد في جامعتي اوبساال وستكلهوم‪ ،‬دخل السياسي في عام ‪ 1936‬مساعداً لوزير المالية السويدية‪ ،‬وفي عام ‪ 1947‬عمل في السلك‬
‫الخارجي مستشار اقتصادي لوزارة الخارجية‪ ،‬ثم أصبح عام ‪ 1951‬وزير الخارجية وفي عام ‪ 1952‬أصبح رئيساً لبعثة السويد في األمم‬
‫المتحدة‪ ،‬وفي السنة نفسها انتخب أميناً عاماً لألمم المتحدة‪ ،‬لعب دور كبير في جهود هيأة األمم في الحرب الكورية‪ ،‬وأيضاً في أزمة السويس‪،‬‬
‫أعيد انتخابه في عام ‪ ،1957‬بعدها كان له دور مهم في أزمة الكونغو عام ‪ ،1960‬وفي ‪ 18‬أيلول من عام ‪ 1961‬توفي على اثر تحطم‬
‫طائرته في الكونغو‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الوهاب الكيالي وآخرون‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.135‬‬
‫(‪ )6‬ربط المجتمعون توحيد كوريا بإجراء انتخابات برعاية هيأة األمم المتحدة بعيداً عن التدخالت السوفيتية خاصة في الشمال الكوري‪ ،‬والتأثير‬
‫على نتائج االنتخابات بما ينسجم مع مصالحهم في هذا الجزء من كوريا مما يشكل عائق أمام ظهور دولة كوريا الموحدة بين الشمال‬
‫والجنوب‪.‬‬
‫‪(7) The Indian Year Book. Op. Cit., PP. 125،126.‬‬
‫(‪ )8‬د‪ .‬ك‪ .‬و‪ ،‬ملفات البالط الملكي‪ ،‬رقم الملف ‪ ،311 /4664‬اسم الملف تقارير الممثلية الملكية العراقية الدائمة في هيأة األمم المتحدة‪ ،‬حول‬
‫بحث قضية كوريا في اللجنة السياسية‪ ،‬تقرير رقم ‪ 19‬المؤرخ في ‪ 11‬كانون األول ‪ ،1954‬و‪ ،2‬ص‪.2‬‬
‫(‪ )9‬األمم المتحدة‪ ،‬التقرير السنوي لألمين العام عن أعمال المنظمة (‪ 1‬تموز ‪ 1954،15‬حزيران ‪ ،)1955‬الدورة ‪ ،9‬نيويورك ‪ ،1955‬ص‪.11‬‬
‫‪72‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫وأثناء المناقشة أوضح المندوب الهندي كريشينا مينون أن موقف الدول الخمسة عشر القاضي بوجوب إخضاع‬
‫انتخابات كوريا إلشراف سلطة األمم المتحدة إنما يمثل وجهة نظر طرف واحد(‪ ،)1‬وليس من الحكمة أن تتقيد اللجنة بذلك‬
‫ألنه يؤدي إلى زيادة اإلضراب العام‪ .‬وبعد إجراء التصويت فاز مشروع الدول الخمسة عشر الذي يتماشى مع المبدأين‬
‫للتقرير عن المؤتمر السياسي وكانت الهند قد امتنعت عن التصويت وتم رفض المشروع السوفيتي والهندي(‪ .)2‬وعندما‬
‫قدمت وكالة إغاثة كوريا وانعاشها‪ ،‬التابعة لألمم المتحدة تقريرها عن نشاطات الوكالة كان موقف الهند مع معظم الوفود‬
‫تأييد هذا النشاط وضرورة استم ارره لمساعدة الشعب الكوري(‪ .)3‬وهكذا لعبت الهند دو اًر مهماً من خالل مواقفها في هيأة‬
‫األمم المتحدة من أجل القضية الكورية‪ ،‬فقد اتخذت الجمعية العامة في دورتها السادسة عشر المنعقدة من التاسع عشر من‬
‫أيلول عام ‪ 1961‬إلى الثالث والعشرون من شباط عام ‪ ،1962‬عدة ق اررات كانت الهند قد دعت لها على طول المدة‬
‫السابقة ومنها التأكيد على أن أهداف األمم المتحدة في كوريا يجب أن تحقق بالوسائل السلمية‪ ،‬وحث الجميع على بذل‬
‫الجهود في ذلك‪ ،‬والطلب إلى لجنة األمم المتحدة لتوحيد كوريا وانعاشها مواصلة عملها(‪.)4‬‬
‫وفي الستينات من القرن العشرين كانت جل مناقشات هيأة األمم المتحدة بخصوص كوريا حول مواصلة عمل‬
‫لجنة توحيد كوريا وانعاشها‪ ،‬ففي السادس والعشرين من آب عام‪ 1964‬قدمت لجنة توحيد كوريا تقريرها حول نشاطاتها للمدة‬
‫من الثالث والعشرين من آب عام ‪ 1963‬إلى السادس والعشرين من آب عام ‪ ،1964‬إذ بينت أن اللجنة مستمرة في عملها‬
‫وفق ق اررات األمم المتحدة السابقة لمساعدة الشعب الكوري من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى أن السلطات الشيوعية في كوريا‬
‫الشمالية الزالت على موقفها السلبي مما أدى إلى تأخير قيام تسوية منصفة في كوريا(‪.)5‬‬
‫وهكذا كان للهند الدور الكبير في القضية الكورية من خالل مواقفها السياسية‪ ،‬وان لم تستطع إنهاء حالة االنقسام‬
‫الكوري‪ ،‬إال أنها أسست القواعد للمفاوضات السلمية‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫ج ذبت القضية الكورية أنظار الرأي العام العالمي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وأصبحت مثار تدخل العديد‬
‫من الدول الكبرى‪ ،‬نظ اًر لتداخل مصالحها السياسية واالقتصادية فيها من جهة‪ ،‬أو في المنطقة اآلسيوية بشكل عام من جهة‬
‫ثانية‪ ،‬وبحكم ارتباط تلك القضية بشكل مباشر بالدول اآلسيوية الكبرى‪ ،‬والسيما الهند (التي كان لها دو اًر كبي اًر في هذه‬
‫القضية وتعقيداتها‪ ،‬والسيما بعد اندالع الحرب الكورية ‪ )1953-1950‬لهذا سعت من خالل دورها في هيأة األمم المتحدة‬
‫ومشاركتها في العديد من لجانها الخاصة بالقضية الكورية إلى إيجاد حلول السالم فيها‪ ،‬وتشكيل حكومة كورية موحدة تمثل‬
‫تطلعات الشعب الكوري وفقاً لمبادئ هيأة األمم المتحدة‪ .‬وعليه توصل البحث إلى مجموعة من االستنتاجات أهمها‪:‬‬
‫أهمية الدور الذي اضطلعت به الهند بعد ان ظهرت كدولة مستقلة على الصعيد اإلقليمي والدولي‪ ،‬وهي تحمل في‬
‫حقائب سياستها الخارجية عصارات أفكار كفاحها السياسي المستقل والذي أنار لها طريق االستقالل‪ ،‬وقد اجتهدت الهند من‬
‫اجل تطبيقه وهي تنخرط في بناء عالقاتها الدولية‪ ،‬ولهذا أسهمت وأبدت آرائها على نصوص ميثاق األمم المتحدة ساعيةً‬
‫للحفاظ على هيكليتها ومحذرة من سطوة الدول الكبرى عليها‪ ،‬وداعيةً إلى أن تأخذ هيأة األمم دورها الحقيقي في إيجاد‬
‫الحلول السلمية لكافة الدول التي تعاني من المشاكل والسيما التي تمر في طور االستقالل‪.‬‬

‫‪(1) Shiv Dayal. Op. Cit., P. 281.‬‬


‫(‪ )2‬األمم المتحدة‪ ،‬التقرير السنوي لألمين العام عن أعمال المنظمة (‪ 1‬تموز ‪ 1954،15‬حزيران ‪ ،)1955‬الدورة ‪ ،9‬نيويورك ‪ ،1955‬ص‪13‬؛‬
‫‪Shiv Dayal. Op. Cit., P. 287.‬‬
‫(‪ )3‬األمم المتحدة‪ ،‬التقرير السنوي لألمين العام عن أعمال المنظمة (‪ 1‬تموز ‪1954،15‬حزيران ‪ ،)1955‬الدورة ‪ ،9‬نيويورك ‪ ،1955‬ص‬
‫ص‪.14 ،13‬‬
‫(‪ )4‬األمم المتحدة‪ ،‬التقرير السنوي لألمين العام عن أعمال المنظمة (‪ 19‬أيلول ‪ 1961،23‬شباط ‪ ،)1962‬الجمعية العامة الدورة ‪،16‬‬
‫نيويورك‪ ،1962،‬ص‪.20‬‬
‫(‪ )5‬األمم المتحدة‪ ،‬التقرير السنوي لألمين العام عن أعمال المنظمة (‪ 16‬حزيران ‪ 1964،15‬حزيران ‪ ،)1965‬الجمعية العامة الدورة‬
‫العشرون‪ ،‬نيويورك‪ ،1966،‬ص‪.86‬‬
‫‪73‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫التزام الهند بمواثيق هيأة األمم المتحدة كونه من األمور المهمة سياسياً بالنسبة لها‪ ،‬وأن القضية الكورية جاءت‬
‫كاختبار حقيقي لسياسة الهند الحيادية‪ ،‬فكان هدفها إيجاد حكومة كورية منتخبة من قبل الشعب الكوري تمثلها تمثيالً‬
‫صحيحاً‪ ،‬وبمساعدة هيأة األمم بعيداً عن التدخالت الدولية وتأثيراتها سواء على صعيد الساحة الداخلية الكورية‪ ،‬أو داخل‬
‫هيأة األمم المتحدة‪ ،‬ولهذا لم تتأثر الهند في اتخاذ ق ارراتها بشأن القضية الكورية وتعقيداتها بأي طرف من األطراف الدولية‪،‬‬
‫على الرغم من عالقاتها الطيبة معها وترابط المصالح بينهما‪ ،‬لهذا تارةً نجد الهند تقف إلى جانب االقتراحات التي يطرحها‬
‫الجانب الغربي وتارةً الى جانب االقتراحات التي يطرحها الجانبي الشرقي‪ ،‬وكان رائدها في ذلك التصويت هو مصلحة‬
‫الشعب الكوري بالدرجة األساس وابعاده عن شبح الحرب الداخلية‪ ،‬حتى لو أصبح موقفها حرجاً مع الدول الكبار المجاورة‬
‫لها كاالتحاد السوفيتي أو الصين‪ ،‬أو في عدم إرسالها للقوات العسكرية الهندية إلى كوريا الجنوبية للمشاركة مع القوات‬
‫الدولية التي تتزعمها الواليات المتحدة األمريكية التابعة لهيأة األمم المتحدة على الرغم من أنها كانت عضواً في لجان‬
‫الهيأة‪.‬‬
‫لهذا نجحت الهند في أن تتعامل مع القضية الكورية بعيداً عن تلك االنتماءات السياسية الخارجية رغبة منها في‬
‫شيوع مبادئ األمم المتحدة التي ترتكز على األمن والسالم العالميين‪ ،‬وهي إحدى الركائز األساسية في السياسة الهندية التي‬
‫انتهجتها أثناء مدة البحث‪ ،‬مما ش ّكل نقطة مهمة في بروز الهند من خالل األدوار الدبلوماسية والسياسية التي قامت بها‬
‫وهي تحاول وضع لغة الحوار بين األطراف المعنية في المقام األول‪ ،‬فضالً عن استفادة الهند من اكتساب سمعة سياسية‬
‫عالية المستوى في هيأة األمم المتحدة والشؤون العالمية األخرى نتيجة مواقفها من القضية الكورية‪.‬‬
‫اعتراف هيأة األمم المتحدة بالدور الذي لعبته الهند تجاه القضية الكورية نتيجة ثقلها السياسي في القارة اآلسيوية أو‬
‫خارجها وحيادها من القضية‪ ،‬وجاء هذا االعتراف من خالل انتخابها ألكثر من لجنة تفاوضية تابعة لهيأة األمم المتحدة أو‬
‫ترأسها لتلك اللجان بخصوص القضية الكورية‪ ،‬بل وراحت الهند تنسق جهودها الدبلوماسية حتى مع منظمة الدول األفرو‪-‬‬
‫آسيوية داخل وخارج هيأة األمم المتحدة إلنجاح مساعيها في وضع الحلول للقضية الكورية سواء أثناء الحرب الكورية أو‬
‫بعدها‪.‬‬
‫على الرغم من الجهود الدبلوماسية الكبيرة التي بذلتها الهند في مواقفها من القضية الكورية‪ ،‬إالّ أنها لم تستطع وضع‬
‫حد نهائي للمشكلة في شبه الجزيرة الكورية‪ ،‬ويعود ذلك ألسباب خارجة عن إرادة الهند سواء كانت متعلقة منها بالحكومتين‬
‫الشمالية أم الجنوبية‪ ،‬أم المتعلقة بمواقف الواليات المتحدة األمريكية واالتحاد السوفيتي تجاه القضية‪ ،‬إال أنها نجحت في‬
‫تطبيع مبدأ سلمية المفاوضات بين األطراف المعنية‪.‬‬

‫المصادر والمراجع‬
‫أوال‪ :‬الوثائق غير المنشورة‬
‫‪ .1‬الوثائق العراقية المحفوظة في دار الكتب والوثائق في بغداد‬
‫وثائق البالط الملكي‪:‬‬
‫عنوان الملف‬ ‫رقم الملف‬

‫تقارير الممثلية العراقية الدائمة في هيأة األمم المتحدة‪.‬‬ ‫‪311/4664‬‬

‫تقارير الممثلية الملكية العراقية الدائمة في هيأة األمم المتحدة‪.‬‬ ‫‪311/4667‬‬


‫تقارير المفوضية الملكية العراقية في نيودلهي‪.‬‬ ‫‪311/5005‬‬

‫تقارير المفوضية الملكية العراقية في دلهي‪.‬‬ ‫‪311/ 5007‬‬

‫‪74‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫النزاع الكوري وعالقته بالعراق‪.‬‬ ‫‪311/5081‬‬

‫النزاع الكوري وعالقته بالعراق‪.‬‬ ‫‪311/5082‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوثائق األجنبية المنشورة غير المترجمة‬


‫‪ .1‬الوثائق الهندية المنشورة باللغة االنكليزية من قبل الحكومة الهندية‪:‬‬
‫‪ Jawohar Lal Nehru,‬‬ ‫‪India Foreign Policy Sected Speech's,‬‬ ‫‪September 1946-April‬‬
‫‪1961, The Publication, Division Ministry information of India, Delhi, 1961.‬‬
‫‪ The Indian Year Book of International Affairs, Vol. III, the Indian Study Group of‬‬
‫‪International Affairs, Madars, 1954.‬‬
‫‪ .2‬وثائق وزارة الخارجية األمريكية‪:‬‬
‫‪ F.R.U.S. The Far East 1947. Vol. 6, United States, Government Printing Office,‬‬
‫‪Washington, 1972.‬‬
‫‪ F.R.U.S. The Far East and Australia 1948. Vol. 6, United States, Government Printing‬‬
‫‪Office, Washington, 1974.‬‬
‫‪ F.R.U.S. The Far East and Australia 1949. Vol. 7, Part 2 United States, Government‬‬
‫‪Printing Office, Washington, 1976.‬‬
‫‪ .3‬الوثائق الصينية‪:‬‬
‫‪ Alan Lawrance. China’s Foreign Relation Since 1949, London and Boston, 1975.‬‬
‫‪ .4‬وثائق األمم المتحدة‪:‬‬
‫‪ -‬وثائق الجمعية العامة‪:‬‬
‫‪ United Nation. General Assembly Official Record, A/C.I/SR. 433, 27 January 1951.‬‬
‫‪ .5‬وثائق مجلس األمن‪:‬‬
‫‪ United Nation. Security Council Official Record, No. 82. S/1501, 25 June 1950, New‬‬
‫‪York, 1950.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الوثائق األجنبية المنشورة المترجمة‬
‫‪ .1‬وثائق األمم المتحدة المنشورة‪:‬‬
‫‪ ‬الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬التقرير السنوي لالمين العام عن أعمال المنظمة ‪ 1‬تموز‪15-1954‬حزيران ‪،1955‬‬
‫نيويورك‪.1955 ،‬‬
‫‪ ‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪ ،‬التقرير السنوي لالمين العام عن أعمال المنظمة ‪ 16‬حزيران ‪ 16-1964‬حزيران ‪ 1965‬الدورة العشرون‪،‬‬
‫نيويورك‪.1966 ،‬‬
‫‪ ‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪ ،‬الق اررات التي اتخذتها الجمعية في دورتها السادسة عشرة ‪ 19‬أيلول ‪ 23-1961‬شباط ‪ ،1962‬نيويورك‪.1962 ،‬‬
‫‪ ‬مصر في هيأة األمم المتحدة‪ ،‬تقرير عن أعمال الدورة العادية الثانية لهيأة األمم المتحدة ‪ 16‬أيلول‪ 29-‬تشرين الثاني‬
‫‪ ،1947‬مطبعة مصر‪ ،‬القاهرة‪.1948 ،‬‬
‫رابعا‪ :‬الرسائل واألطاريح الجامعية‬
‫‪ ‬حيدر عبد الرضا حسن التميمي‪ ،‬موقف االتحاد السوفيتي من الحرب الكورية ‪ ،1953-1950‬أطروحة دكتوراه غير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة البصرة‪.2008 ،‬‬

‫‪75‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫‪ ‬رغد فيصل عبد الوهاب نقاوة‪ ،‬سياسة الواليات المتحدة األمريكية تجاه أوربا الغربية في عهد الرئيس هاري أس‪ .‬ترومان‬
‫‪ ،1952-1945‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة البصرة‪.2005 ،‬‬
‫‪ ‬صالح خلف مشاي‪ ،‬سياسة الصين تجاه القضية الكورية ‪ ،1953-1945‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية التربية‪،‬‬
‫الجامعة المستنصرية‪.2012 ،‬‬
‫‪ ‬محمد يوسف إبراهيم القريشي‪ ،‬ونستون تشرشل ودوره في السياسة البريطانية حتى ‪ ،1945‬أطروحة دكتوراه غير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية اآلداب جامعة بغداد‪.2005 ،‬‬
‫خامسا‪ :‬الكتب العربية والمعربة‬
‫‪ ‬إسحاق دوشتر‪ ،‬ستالين سيرة سياسية‪ ،‬ترجمة فؤاد الطرابلسي (بيروت ‪.)1972‬‬
‫‪ ‬أسراعيان وآخرون‪ ،‬سياسة االتحاد السوفيتي الخارجية‪ ،‬ترجمة دار التقدم‪ ،‬دار التقدم‪ ،‬ط‪( 2‬موسكو ‪.)1965‬‬
‫‪ ‬ج‪ .‬ب‪ .‬دروزيل‪ ،‬التاريخ الدبلوماسي تاريخ العالم من الحرب العالمية الثانية إلى اليوم‪ ،‬ترجمة نور الدين حاطوم‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬ط‪( 2‬دمشق ‪.)1978‬‬
‫‪ ‬جورج سكولف روسيا ‪ ،1991-1815‬ترجمة أنطوان حمصي‪ ،‬منشورات و ازرة الثقافة السورية (دمشق ‪.)1999‬‬
‫‪ ‬حسن نافعة‪ ،‬األمم المتحدة في نصف قرن‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون (الكويت ‪.)1978‬‬
‫‪ ‬روبرت ليكي‪ ،‬حرب كوريا ‪ ،1953-1950‬ترجمة محمد كمال عبد الحميد وعلي طه حبيب‪ ،‬النهضة العربية (بيروت‬
‫‪.)1964‬‬
‫‪ ‬رياض الصمد‪ ،‬تطور األحداث الدولية في القرن العشرين‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر (بيروت د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬سردار بانيكار‪ ،‬القرن العشرين في آسيا وأفريقيا والعالم‪ ،‬ترجمة محمد عبد الفتاح‪ ،‬مكتبة االنجلو المصرية (القاهرة‬
‫‪.)1960‬‬
‫‪ ‬سليم طه التكريتي‪ ،‬حرب كوريا‪ ،‬مطبعة االتحاد (بغداد ‪.)1953‬‬
‫‪ ‬لياو كاي لونغ‪ ،‬من يينان إلى بكيين حرب الشعب الصيني التحررية‪ ،‬منشورات دار الفارابي (بيروت ‪.)1955‬‬
‫‪ ‬محمد علي القوزي‪ ،‬العالقات الدولية في التاريخ الحديث والمعاصر‪ ،‬دار النهضة العربية (بيروت ‪.)2002‬‬
‫‪ ‬محمد علي القوزي وحسان حالق‪ ،‬تاريخ الشرق األقصى الحديث والمعاصر‪ ،‬النهضة العربية (بيروت ‪.)2000‬‬
‫‪ ‬محمد متولي‪ ،‬األمم المتحدة والسالم العالمي‪ ،‬الدار القومية (القاهرة ‪.)1963‬‬
‫‪ ‬محمد محمد صالح وآخرون‪ ،‬الدول الكبرى بين حربين ‪ ،1945-1914‬مطبعة التعليم العالي (بغداد ‪.)1984‬‬
‫‪ ‬ميالد أ‪ .‬مقرحي‪ ،‬تاريخ آسيا الحديث والمعاصر‪ ،‬جامعة قاريونس (بنغازي ‪.)2008‬‬
‫‪ ‬ـ ـ ـ ــ‪ ،‬موجز تاريخ آسيا الحديث والمعاصر‪ ،‬جامعة قاريونس (بنغازي ‪.)2008‬‬
‫‪ ‬نعمة إسماعيل مخلف الدليمي‪ ،‬السياسة الخارجية األمريكية ‪ ،1960-1939‬دراسة تحليلية‪ ،‬مطبعة جعفر العصامي‬
‫(بغداد ‪.)2009‬‬
‫‪ ‬هـ وهارس‪ ،‬جمعية األمم المتحدة تاريخها أغراض تكوينها‪ ،‬تعريب سليم اباريز‪ ،‬دار الطباعة المصرية (القاهرة د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫‪ ‬هيثم األيوبي‪ ،‬تاريخ حرب التحرير الوطنية الكورية ‪ ،1953-1950‬د‪ .‬مط (بيروت ‪.)1973‬‬
‫‪ ‬هيلدا هوخام‪ ،‬تاريخ الصين منذ ما قبل التاريخ حتى القرن العشرين‪ ،‬ترجمة أشرف محمد كيالني‪ ،‬المجلس األعلى‬
‫للثقافة (القاهرة ‪.)2002‬‬
‫سادسا‪ :‬الكتب األجنبية‬
‫‪ Bipan Candra. India After Independence, VikiG, New Delhi.‬‬
‫‪ B.V. Govandia Raj. India and Disputes in the United Nation 1946-1954, Voracpublish‬‬
‫‪PRIV, Bombay2, 1959.‬‬

‫‪76‬‬
‫م‬2014/‫كانون أول‬ ‫ جامعة بابل‬/ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية‬ 18/‫العدد‬

 BY Rossn. Berkensand Mohinder SBed, the Diplomacy of India Indian foreign policy the
United Nation, Stan ford University Press, the United State of America, 1959.
 Hak Joon Kim. The Unification Policy South and North Korea, Seoul National University
Press, Seoul, 1977.
 J.C. Kundra. Indian Foreign Policy 1947-1954, J.B. Watters Co. Press, Groningen,
Holand, 1955.
 Lean Grdenher. The United Nation the peaceful Unification of Korean, the Hague Nijaff,
1959.
 M.P. Srivastaua. The Korean Conflict, Prentice Hall of India Private Limited, New Delhi,
1982.
 P.K Karun Nakaran. India in World Affairs1950-1953, Oxford University Press, London,
1958.
 Peter Lowe. The Origin of Korean War. Second Edition, Wesley Limited, London, 1997.
 Robert C. North. Moscow and Chinese Communists, Stanford University Press, Stanford,
California, 1953.
 Robert H. Ferrell, Harry S. Truman and the Modern American Presidency, Little Brown
and Company, Poston, N.T.
 Rossel Spurr. Enter the Dragon, Chinas Undeclared War Against the U.S.A. in Korea
1950-1951, Macmillan Company Press, New York, 1990.
 Shiv Dayal. Indias Role the Korean Question A study in the Settlement of International
Dispute under the United Nation, G.S. Shama Forchand, New Delhi, 1959.
 Shu Guang Zhang. Mao’s Military Romanticism, China and the Korea War 1950-1953,
Kansas University, Kansas, 1995.
 Trryence Jough. U.S. Army mobilization and logistic in Korean War, D.C, Washington,
1987.
 Walter G. Herms. Truce Tent and Fighting Front, Center of Military History Department
of the Army, Washington, 1992.
 William Stueck. the Korean War, University Georgia, New York.
‫ الموسوعات العربية واإلنكليزية‬:‫سابعا‬
:‫ الموسوعات العربية‬.1
‫ (بيروت‬3‫ ط‬،‫ المؤسسة العربية للدراسات والنشر‬،2-1‫ ج ج‬،‫ الموسوعة السياسية‬،‫ عبد الوهاب الكيالي وآخرون‬
.)1990
.)1983 ‫ (بيروت‬1‫ ط‬،‫ المؤسسة العربية للدراسات والنشر‬،3‫ ج‬،‫ الموسوعة السياسية‬،‫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‬
.)1993 ‫ (بيروت‬3‫ ط‬،‫ المؤسسة العربية للدراسات والنشر‬،5-4‫ ج ج‬،‫ الموسوعة السياسية‬،‫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‬
.)1978 ‫ دار النهضة للطباعة والنشر (بيروت‬،2-1‫ ج ج‬،‫ الموسوعة العربية الميسرة‬،‫ محمد شفيق غربال وآخرون‬

77
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫‪ .2‬الموسوعات األجنبية‪:‬‬
‫أ‪ .‬المترجمة‪:‬‬
‫‪ ‬آالن بالمر‪ ،‬موسوعة التاريخ الحديث ‪ ،1845-1789‬ترجمة سوسن فيصل السامر ويوسف محمد أمين‪ ،‬مراجعة‬
‫محمد مظفر األدهمي‪ ،‬ج‪ ،2‬دار المأمون للترجمة والنشر (بغداد ‪.)1992‬‬
‫‪ ‬روجر باركنس‪ ،‬موسوعة الحرب الحديثة‪ ،‬ترجمة سمير عبد الرحيم الجلبي‪ ،‬ج‪ ،2‬دار المأمون‪( ،‬بغداد ‪.)1990‬‬
‫ب‪ .‬غير المترجمة‪:‬‬
‫‪ Encyclopedia New Britannica, Vol. 3, 5, 6, 9, U.S.A. Helen Hemingway, Benton‬‬
‫‪Publisher, 2003.‬‬
‫‪ Stanly Wolpert, The Encyclopedia of India, Vol. 3, Charles Scribner Sons, New York,‬‬
‫‪2006.‬‬
‫‪ The Encyclopedia Americana, Vol. 9, 23, Canada, 1979.‬‬
‫ثامنا‪ :‬المقاالت والبحوث‬
‫‪ ‬فؤاد طارق كاظم‪ ،‬التنافس اإلقليمي على إقليم منشوريا حتى عام ‪ ،1954‬مجلة كلية التربية‪ ،‬جامعة بابل‪ ،‬العدد‬
‫األول‪ ،‬المجلد األول (بابل ‪.)2009‬‬
‫تاسعاً‪ :‬الصحف‬
‫‪ ‬الزمان‪.1953 ،1952 ،1951 ،‬‬
‫عاش اًر‪ :‬شبكة المعلومات الدولية (االنترنيت)‬
‫‪ www.wikipedia.org.‬‬

‫‪78‬‬

You might also like