You are on page 1of 713

‫الجماهيرية العربية الليبية الشعبية االشتراكية العظمى‬

‫اللجنة الشعبية العامة للتعليم والبحث العلمي‬


‫جامعة الفاتح‬
‫كلية العلوم االجتماعية التطبيقية‬
‫قسم دراسات المجتمعات النامية والصحراوية‬

‫الصحافة األمريكية ‪:‬‬


‫مكوناتها وطرق تعاملها مع قضايا التحرر العالمي‬

‫( املعاجلة اإلخبارية ملواقف العقيد معمر القذايف من قضايا التحرر العاملي‬

‫يف صحيفة الواشنطن بوست األمريكية يف عهد الرئيس األمريكي‬

‫رونالد ريغان خالل الفرتة ‪ 2892-2-12‬إىل ‪) 2898-2-12‬‬


‫كنموذج‬

‫مقدمه من الطالب ‪ :‬عبد الكريم العجمي حسين الزياني‬

‫رسالة مقدمة لنيل درجة اإلجازة العالية " املاجستري " يف دراسات اجملتمعات النامية والصحراوية‬

‫إشراف ‪:‬‬
‫األستاذ الدكتور ‪ :‬محمد فرج الملهوف ( مشرف أول ) ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الدكتــــور ‪ :‬على أحمـد عطيـة ( مشرف ثاني ) ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫للعام الجامعي ‪2241-2218‬م‬
‫‪‬‬
‫‪‬يريدون أن يطفئوا نور هللا بأفواههم‬
‫‪ ،‬ويأبى هللا إال أن يتم نوره ولو كره‬
‫الكافرون ‪‬‬

‫‪‬‬
‫" اآلية (‪ )41‬من سورة التوبة "‬

‫‪2‬‬
‫اإلهـــــــداء‬

‫………‬ ‫إلى من يهمه األمر‬

‫‪1‬‬
‫إهداء خاص‬

‫أهدي هذا الجهد المتواضع إلى ‪:‬‬

‫أبي ‪ :‬ذلك الشيخ الشامخ في وجه الزمن …قدوتي ‪.‬‬

‫أمي ‪ :‬التي لم تتوقف دعواتها الصادقة لي بالتوفيق ‪.‬‬

‫إخوتي ‪ :‬السند ‪.‬‬

‫إلى روح الفقيد سراج الذي خطفته المنية ‪.‬‬

‫إلى األصدقاء ‪ :‬بشير ومبروك ‪.‬‬

‫وأخيرا ‪:‬‬

‫إليك يا من كنت لي خير ناصح وموجه ونبراس والمثل األعلى ‪.‬‬

‫جمال أبو عجيلة ‪.‬‬

‫عبد الكريم العجمي‪‬‬

‫‪4‬‬
‫شكر وتقدير‬

‫ما كان لهذه الدراسة أن تظهرر بهرذا الشركل لرود الردعم والمسراعدة مهمرا صر ر جمهرا أو‬

‫كبر من األخوة ‪:‬‬

‫نادية الملهوف‬ ‫‪،‬‬ ‫المبروك الصويعي‬ ‫‪،‬‬ ‫د‪ .‬الطاهر قبية‬

‫الذين تولوا جانب الترجمة ‪.‬‬

‫واألخ ‪ /‬التررواتي المبررروك ‪ ،‬مررن المركررز القررومي للدراسررات والب رروا العلميررة بجهررودهم‬

‫المشكورة ‪.‬‬

‫وكل الشكر واد ترام إلى األخت ‪ /‬ربيعة الشارف ‪ ،‬التي ت ملت إل ا ي وطلبي المستمر‬

‫لها بتوفير عينات الدراسة عن طريق شبكة ادنترنيت ‪ ،‬فقدمت أغلب العينات تقريبا ‪.‬‬

‫كما د ننسى األخرت سرليمة م مرد صرالح التري تولرت طباعرة اسرتمارات ت ليرل المضرمون‬

‫والمهندس يوسف عثمان ال رويزي الرذي ترولى مشركورا مسر ولية طباعرة هرذه الدراسرة وإخراجهرا‬

‫بشكلها الجيد ‪.‬‬

‫و تى أنصف كل ذي جهرد ‪ ،‬فكرل الت يرة والشركر والتقردير إلرى أبري الردكتور علرى عطيرة‬

‫الذي كان األب واألخ واألستاذ ‪.‬‬

‫فللجميع الشكر والعرفان والتقدير ‪.‬‬

‫الباحث‪‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة الدراسة ‪:‬‬
‫تتسم طبيعة الب ا والدراسة األكاديمية للقضرايا والمسرا ل التري تردخل فري إطرار الع قرات‬
‫الدوليررة بالتررداخل والتعقيررد والتشررابك ‪ ،‬فالع قررات الدوليررة الترري تشرركل أ ررد فرررو العلرروم السياسررية‬
‫تشتمل على ث ا جز يات ر يسية ‪ ،‬أولهما ال قل القانوني ‪،‬وثانيها ال قل ادقتصرادي ‪ ،‬وأخطرهرا‬
‫وأهمها ال قل السياسي ‪.‬‬
‫فهررذه الدراسررة تركررز فرري األسرراس علررى دراسررة الرردور الررذي تلعبرره ال كومررة األمريكيررة فرري‬
‫است ل وسا ل اإلع م المقروءة ‪ ،‬لطرح ر يتها ومواقفهرا مرن سياسرات القرادة ‪ ،‬والتردخل السرافر‬
‫لفررره هررذه الر يررة فرري معالجررة المشرراكل الدوليررة ‪ ،‬والب ررا فرري مجررادت الع قررات الدوليررة بررين‬
‫الجماهيرية العظمى والوديات المت دة األمريكية وكيرف اسرتخدمت وسرا ل اإلعر م كرلداة للسياسرة‬
‫الخارجية األمريكية ن و القذافي؟ هو موضو شا ك ومعقد متداخل وثري وبالغ األهميرة فري ذات‬
‫الوقت ‪.‬‬
‫فالموضو يجبر البا ا على العودة بالدراسة والف ص إلى بدايات القرن التاسع عشر أي‬
‫منررذ أن تشرركلت الوديررات المت رردة األمريكيررة ‪ ،‬وإع ر ن اسررتق لها كجمهوريررة مسررتقلة عررن التررا‬
‫البريطاني ‪ ،‬وع قتها الخارجية مع ليبيا ‪.‬‬
‫ونظرا ل تفاق العام ول أهميرة ودور وسرا ل اإلعر م المقرروءة ‪ ،‬وخاصرة الصر افة فري‬
‫الترلثير علررى الررأي العررام الم لرري والردولي ‪ ،‬فاننررا هنرا نب ررا عررن الردور الررذي قامرت برره الصر افة‬
‫األمريكية في معالجة مواقف القرذافي مرن القضرايا الت رريرة العالميرة ‪ ،‬ونب را عرن اإلجابرة رول‬
‫س ال مهم وهو هل كانت الص افة األمريكية مستقلة وم ايدة ونزيهة فري معالجرة هرذه القضرايا أم‬
‫أنها بدأت كلداة في يد اإلدارة األمريكية تعكس الر ية المن ازة ول القذافي ؟‬
‫وفي هذه الخصوص يقول البا ا األمريكي روجرر يجروري فروكس " أن اإلدارة المراهرة‬
‫تستطيع أن تمارس سلطاتها على الص افة ‪ ،‬وذلك خر ل إذاعرة معلومرات منتقراة علرى الجمهرور ‪،‬‬
‫ومنع معلومات أخرى ‪ ،‬ويمكن أيضا ادستفادة من توقيت نشر المعلومات(‪. )1‬‬
‫فرالر يس األمريكري أي كران وهررو يت ردا مرن المنبرر العررالي للبيرت األبريه ‪ ،‬يسررتطيع أن‬
‫يجعرررل أي المواضررريع ي ظرررى باهتمرررام الصررر افة ‪ ،‬وي ترررل الصرررف ات فيهرررا ‪ ،‬وقرررد تكرررون تلرررك‬
‫الموضوعات أو القضايا غير صال ة أص إلثارة ادهتمام ‪.‬‬

‫‪ - 1‬سرريمون سرريرفاتي ‪ ،‬وسررا ل اإلعر م والسياسررة الخارجيررة ‪ ،‬ترجمررة م مررد مصررطفى ‪ ،‬الجمعيررة المصرررية للنشررر‬
‫والمعرفة العالمية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 2885 ، 2‬ص‪. 67‬‬
‫‪5‬‬
‫والجدير بالذكر هنا ‪ ،‬أن مسللة اسرت ل الصر افة األمريكيرة فرن لرم تبتكرره إدارة ري ران‪،‬‬
‫غير أن إدارته أثبتت منذ أن كان مرش ا براعة خاصة في است ل الص افة لتوصيل رسالته ‪.‬‬
‫ظ في هذه المسللة أنه ليس هناك في الوديات المت دة نص يضمن عدم استخدام أيرة‬ ‫ون‬
‫إدارة بشكل يفقدها مصداقيتها بطريقة أمينة أو مخادعة لتشكيل األخبار من أجل غايات ليست هري‬
‫المعلنة‪.‬‬
‫ولعررل أكثررر مررن يصررور هررذه ال الررة اسررت ل إدارة ري رران للص ر افة األمريكيررة فرري تقررديم‬
‫سياستها اتجاه ليبيا ‪.‬‬
‫وي كد الدبلوماسي األمريكي سول لينوفيتز مبعوا الر يس كارتر إلى الشرق األوسط ذلك‬
‫‪ ،‬بقوله ‪ " :‬إن معاملة إدا رة ري ان لرجرل ليبيرا القروي كانرت الرة واضر ة إلدارة األخبرار … لقرد‬
‫وجدت اإلدارة أنه ما ي م هدفها هو جعرل ليبيرا تبردو باعتبارهرا " بعبرع " الشررق األوسرط ورمرزا‬
‫لإلرهابي الشرير "(‪. )1‬‬
‫ومما يلفت النظر ول مسللة إدارة األخبار ول ليبيا أثناء فترة ري ان ‪ ،‬ذلك التناقه في‬
‫الر ية ول دور القذافي وليبيا لدى المس ولين األمريكيين ‪.‬‬
‫فعنرردما كرران جررون هيرروز يعمررل مت رردثا باسررم الخارجيررة األمريكيررة قررال " أن القررذافي يلجررل‬
‫ألساليب غير قانونية ‪ ،‬وليست هناك أية مشكلة في لفت األنظار لتلك ال قيقة "(‪. )2‬‬
‫وعندما ترك هويز منصبه قال في ديا نشرته مجلة التايم األمريكيرة " كنرت أعتقرد فعر‬
‫أن هنرراك تناقضررات … ‪ .‬إذ أن هنرراك خررارجيين علررى القررانون خرررين فرري أن رراء العررالم ‪ ،‬ون ررن د‬
‫نستخدم معهم نفس المعايير ‪ ،‬وكنت اعتقد دا ما أنه كان نوعا من عدم اإلنصاف … "(‪. )3‬‬
‫لقد نج ت الص افة األمريكية بفعل إدارة األخبار من قبل إدارة ري ان في خلرق الرة مرن‬
‫الكره الجماعي ضد القذافي ‪ ،‬وهو الذي جعل منه على األرجح هدفا م ري وجذاب لإلدارة‪ ،‬فبداية‬
‫من الصدام األولى على ردود ميراه خلرير سررت بردأت الصر افة األمريكيرة تسرت ل بفعرل توجهرات‬
‫إدارة ري ان هذا الموقف ‪ .‬فقد شرح جيوفري كيمب خبيرر الشررق األوسرط بمجلرس األمرن القرومي‬
‫في الفترة الر اسية األولى لري ان ‪ .‬لماذا وقع ادختيار على القذافي فقرال ‪ " :‬إن ليبيرا هردف أسرهل‬
‫من إيران ‪ ،‬وأعتقد أنه عقب ادنتخابرات مباشررة كران هنراك شرعور عرام برلن الوديرات المت ردة قرد‬
‫تعرضت لإلذدل(*) ‪ ،‬وأنه دبد من عمل شيء ما إلعادة بعه اإل ساس ألهمية الوضع األمريكي‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 61‬‬


‫‪ - 2‬مجلة التايم ‪ ، 2897/9/15‬ص‪. 42‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬
‫* ‪ -‬يقصد الكاتب هنا قضية الرها ن في طهران ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫في العالم ‪ ،‬وإن توجيه ضربة عنيفة إلى إيرران لرم يكرن األمرر واردا بسربب المشرك ت فري اإلمرداد‬
‫والتموين والتدخل العسكري ‪.‬‬
‫أما ليبيا فقد كانت من نا ية أخرى مسرتوفاة الشرروط تمامرا ل ردوا رد أمريكري ‪ ،‬وكانرت‬
‫هناك قضية جاهزة لذلك في عملية المواجهة في خلير السدرة … "(‪. )1‬‬
‫ويشرح كيمب العمليات التي قامت بها الوديرات المت ردة فري خلرير سررت ‪ ،‬بلنهرا " كانرت‬
‫بالتلكيرد طريقرة للرري الرذرا واسرتفزازه ‪ ،‬ولكنهررا مرن وجهرة نظرنررا نريرد أن نصرنعه بشرركل مرا فرري‬
‫مصنع خاص "(‪. )2‬‬
‫لقررد فضرر ت الصررر افة األمريكيررة ملرررة التشررويه المتعمررردة ضررد القرررذافي وبرررر الرررر يس‬
‫األمريكي ذلك بقوله ‪ " :‬لقد أجزت ملة سرية لتشويه المعلومات ضد القذافي ‪ ،‬لجعلره يرذهب إلرى‬
‫فراشه كل ليلة وهو يتساءل عما قد نفعله … "(‪. )3‬‬
‫أما وزير الخارجية األمريكي جور شولتز فقال " إذا كانت هناك وسا ل نستطيع أن نثير‬
‫بها أعصاب القذافي ‪ ،‬فلم اذا د يستخدمها ‪ ،‬وبصرا ة ليست هناك أيرة مشرك ت بشرلن شرن ررب‬
‫نفسية ضد القذافي ‪ .‬إن الصدق تمنيا إلى د أنه يجب أن يص به رس من األكاذيب وفيما يتعلرق‬
‫بالقذافي ‪ ،‬فانه ليس لدينا إع نا بال رب ‪ ،‬ولكن لدينا شيء شبيه بذلك إلى د كبير… "(‪.)4‬‬
‫لقد دفعت بنا كل تلك الصدمات والتشويهات والكذب والتزييرف إلرى الدراسرة والب را عرن‬
‫جز ية وا دة فقط في ظل هذه ال ملة الشرسة ‪ ،‬وهي مواقف القذافي من ركرات الت ررر العرالمي‬
‫‪ ،‬وكيف عالجتها الص افة األمريكية ‪.‬‬
‫يا كان لكشف الص افة األمريكية تورط اإلدارة األمريكية في ملة تشويه ضد القذافي‬
‫أثر كب ير في دفع البا ا للوقوف على الكيفيرة التري شروهت بهرا اإلدارة األمريكيرة مواقرف القرذافي‬
‫وسياسرررته ‪ ،‬األهميرررة الموضررروعية واتسرررا مسرررا ة المعالجرررة الصررر افية ‪ ،‬وتعررردد أشررركال التنررراول‬
‫واخت ف التناول ‪ ،‬وادهتمام ‪.‬‬
‫لكل ذلك تلتي هذه الدراسة التي اختطت منهجا م ايرا للمعالجرات األخررى ‪ ،‬يرا ترصرد‬
‫المعالجة اإلخبارية لمواقرف القرذافي فري شركلها الخبرري ‪ ،‬فقرط يسربر غرور هرذه المواقرف ويقارنهرا‬
‫بالمصادر اإلع ميرة والج رافيرة والمصرادر الخفيرة ‪ ،‬وت راول الوقروف علرى الصرورة التري ترسرم‬
‫لهذه المواقف في م اولة لت ديد أبعاد تلك المعالجة ‪ ،‬والصفات التي تطلقها على القذافي وتلثيرات‬

‫‪ - 1‬نيويورك تايمز ‪ ، 2897/21/9‬ص ‪. 4‬‬


‫‪ - 2‬نيويورك تايمز ‪ ، 2897/21/9‬ص ‪. 4‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪ ، 2897/21/1‬ص ‪. 2‬‬
‫‪ - 4‬وول ستريت جورنال ‪ ، 2897/21/8‬ص ‪. 1‬‬
‫‪6‬‬
‫هرذه المواقرف علررى األوضرا الدوليرة والتعرررف علرى الشخصرريات الر يسرية التري ظهرررت فري هررذه‬
‫المعالجة وما تعكسه هذه المواقف ‪.‬‬
‫كررل ذلررك يررلتي فرري جررداول إ صررا ية كميررة يعكسررها الت ليررل الكمرري باسررتخدام أداة ت ليررل‬
‫المضمون وفق األصول والمناهر العلمية المعتمدة ‪.‬‬
‫إن طبيعررة الموضررو الررذي تتناولرره الدراسررة واتسررام الفترررة الترري تشررملها بررالثراء والتنررو‬
‫والتشابك والتعقيد ‪ ،‬يجعل من هذه الدراسة م اولة متواضعة للترلريخ ل الرة الصردام برين اإلرادات‬
‫إرادة الت رررر الترري كانررت الجماهيريررة ترفررع لوا هررا ‪ ،‬وترردافع عنهررا ‪ ،‬وترردفع ثمنررا لمواقفهررا وإرادة‬
‫ا لعسف والقهر والهيمنة والتوسع التي لم تتردد الوديات المت دة األمريكية في تبنيها ضد كل قروى‬
‫الت ررر فرري العررالم ‪ ،‬وضرد كررل المرردافعين عرن ال ريررة ‪ ،‬والترري كانرت مررن برردايتها نرور إلررى أواخررر‬
‫ال رررب العالميررة الثانيررة عنرردما ولررت أمريكررا مرردن بلكملهررا إلررى قررل لتجريررب عضر تها الذريررة ‪،‬‬
‫ومرورا بتدخلها السافر والو شي وال ير مبرر في كوريرا ‪ ،‬وفيتنرام ‪ ،‬والشررق األوسرط‪ ،‬والقررن‬
‫األفريقرري ‪ ،‬ونيكرراراغوا ‪ ،‬وكوبررا ‪ ،‬وبنمررا‪ ،‬وغيرهررا ممررا يعتبررر م طررات تاريخيررة تكشررف أسررلوب‬
‫الوديات المت دة في التعامل مع دول العالم … إن سياسة الترويع والتخويف ولي الذرا واستخدام‬
‫مختلف الض وط السياسية وادقتصادية والثقافية والعسكرية والكيل بمكيالين إزاء المشراكل الدوليرة‬
‫وممارسة فره سياسة القوة م راور أساسرية فري السرلوك األمريكري المبنري علرى الريراء السياسري‬
‫والنفاق ورفع الشعارات الجوفاء ‪ ،‬واد تماء ب فتات قوق اإلنسان‪ ،‬والديمقراطية ‪ ،‬والدفا عن‬
‫ال ريات ‪ ،‬بينما ت كد ال قا ق الدام ة أن الوديات المت دة ظلت على مردى عمرهرا القصرير رمرزا‬
‫لإلرهاب والتطاول ‪ ،‬وهدم األسرس التري تمكرن الشرعوب مرن التعرايم السرلمي والتعراون فري إطرار‬
‫اد ترام المتبادل ‪.‬‬
‫لررذلك سرروف نرررى فرري فصررول هررذه الدراسررة نمرراذ مررن الممارسررة السياسررية واإلع ميررة‬
‫األمريكية ‪ ،‬التي تفتقد إلى اإل ساس بالمس ولية ‪ ،‬وتضع كل الذين شاركوا فري رسرم هرذه السياسرة‬
‫فرري قفررص ادتهررام أمررام اإلنسررانية ‪ ،‬الترري أصررب ت تضررر مررن الممارسررات العدوانيررة األمريكيررة‪،‬‬
‫وصارت د تتردد في الوقوف أمام طوفان التخريب القادم مرن هرذه الدولرة ‪ ،‬التري سرخرت قردراتها‬
‫وقواها للعبا بمصير العالم ‪ ،‬ورسم خريطته ‪ ،‬بما ي قق مصل ة هذه الدولة ومصال ها فقط ‪.‬‬
‫إنني قد اولت أن أعطي لموضو الدراسة قه من ادهتمام ‪ ،‬واسرتخدمت مرا رأيرت أنره‬
‫يفيد من المراجع والمصادر والوثا ق ‪ ،‬فاذا ما بدأ في هرذه الدراسرة شرك مرن القصرور فران جهرود‬
‫البا ثين والدارسين لمثل هذه القضايا سوف تكمله ‪ ،‬لتشكل في مجملها جهودا لتعرية وكشرف مثرل‬
‫هذه المسالك وباستخدام العلم والمعرفة الجادة والمس ولة والنزيهة ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫نسأل هللا التوفيق‬

‫أوال ‪ :‬مدخل لموضوع الدراسة ‪:‬‬


‫" أمريكا زعيمة العالم ال ر " ‪ " ،‬أمريكا شرطي العالم " ‪ " ،‬مكاف ة اإلرهاب الدولي"‪.‬‬
‫تعررد الوديررات المت رردة األمريكيررة أقرروى وأكبررر الرردول فرري العررالم إذ تصررل ميزانيررة القرروات‬
‫الب رية فيها ميزانية دولة من دول العالم الثالا ‪ ،‬وتملرك هرذه الدولرة الشررعية العالميرة بعضرويتها‬
‫الدا مة في مجلس األمن كما تمتلك القوة الكافية لطمس وميه أي ثورة د تتمشى مع ادستراتيجية‬

‫‪8‬‬
‫األمريكية ‪ .‬رغم أنها لم تظهر إد منذ ما تي عام ‪ ،‬وخر ل هرذه الفتررة لرم يقرف أ رد فري وجره هرذه‬
‫اآللة الرهيبة لو استثنيا من ذلك بعه الدول التقدمية الثورية التي ت ارب الهيمنة اإلمبريالية ‪.‬‬
‫تعد ليبيا من أكثر الدول مواجهة مع الوديات المت دة على امترداد عشررين عامرا ‪ ،‬وزادت‬
‫ذروة هذه المواجهرة عنردما وصرل رونالرد ري ران فري مطلرع ‪ 2892‬إلرى سردة الر اسرة ‪ ،‬فقرد كانرت‬
‫الع قات متوترة ‪ ،‬ولكنها لم تصل إلرى الصردام المسرلح والعردوان المباشرر ‪ ،‬إد فري عهرد ري ران ‪.‬‬
‫فالصرا بين ليبيا وأمريكا يضرب بجذوره منذ بداية القرن التاسع عشر ‪ ،‬ولنفس األسرباب عرادت‬
‫المواجهة في القرن العشرين ‪ .‬إن األسباب التي دعت جور واشنطن وتوماس جيفرسون للدخول‬
‫في رب مع ليبيرا عرام ‪ 2915‬م هري نفرس الرذرا ع واألسرباب التري دفعرت ري ران إلرى ال رارة علرى‬
‫الجماهيرية ‪ ، 2897‬ولكن رغم اخت ف الطريقة والوسا ل فالهدف وا رد ‪ ،‬إن أكثرر مرا يهمنرا هرو‬
‫أن الض ط األمريكي في مواجهته مع الجماهيرية وصل منذ ما يزيد عن ربع قرن ذروته ‪ .‬ما هي‬
‫األسباب ؟ وما هي النتا ر ؟‬
‫منرذ قيررام الثرورة فرري ليبيرا فرري الفراتح ‪ 2878‬رردا الصردام بررين الثرورة والوديررات المت رردة‬
‫بسبب طرد خمس قواعد عسكرية أمريكية كانت على األراضري الليبيرة ‪ ،‬وتزايردت ردة المواجهرة‬
‫وافتعال األزمات والمواقف إلى أن وصلت إلى العدوان المباشر على الجماهيرية فري عرام ‪2897‬م‬
‫‪.‬‬
‫وفي تاريخ الع قات الدولية لم تلق أي دولة فري العرالم ‪ -‬إذا مرا اسرتثنينا ادت راد السروفيتي‬
‫وما كان يعرف بال رب الباردة – ادهتمام الذي عنيت به الجماهيرية من اإلدارة األمريكية لدرجة‬
‫أن وصل فيها هوس اإلدارة األمريكية إلى أن تنصب نفسها إدارة لمعالجة العدو األول الجماهيرية‬
‫‪ ،‬فما األسرباب وراء هرذا العرداء ؟ ولمراذا اسرتف ل فري عهرد الرر يس ري ران؟ ومرا دور الم سسرات‬
‫اإلع مية واألمنية وادقتصادية في الوديات المت دة في هذه المواجهة ؟ ‪.‬‬
‫إننا في هذه الدراسة نسلط الضوء على مواقف العقيد معمر القرذافي بوصرفه الم رور الرذي‬
‫شكل العداء لدى الوديات المت دة ‪.‬‬
‫فقبل قيام الثورة كانت أجزاء من المملكة الليبية أره أمريكية بموجب ادتفاقيات الموقعرة‬
‫برين الملرك وال كومررة األمريكيرة ‪ ،‬فت ولرت نفررس األره إلرى جرر عثرررة فري وجره ادسررتراتيجية‬
‫األمريكية في الوطن العربي والب ر المتوسط وأفريقيا والعالم ‪.‬‬
‫إن هررذه الدراسررة تب ررا عررن قيقررة وسررا ل اإلع ر م األمريكرري ‪ ،‬و قيقررة تمتررع الص ر افة‬
‫األمريكية بموضوعية في تناولها ألخبار العالم ‪ ،‬فسوف نردرس نشرلة وتطرور الصر افة األمريكيرة‬

‫‪21‬‬
‫وفلسفتها ‪ ،‬ومدى التلثر الذي ت دثه في الرأي العام العالمي عامة ‪ ،‬والرأي العام األمريكي خاصرة‬
‫‪.‬‬
‫وستركز الدراسة علرى المعالجرة اإلخباريرة " األخبرار " باعتبارهرا عمرود البيرت الصر في‬
‫وأساس األشكال الص فية من يا مفهومه ووظا فه ومصرادره ‪ ،‬وتعرر الدراسرة علرى المعالجرة‬
‫اإلخبارية ‪ ،‬وقوالب صياغة الخبر ‪ ،‬وما هي القيم اإلخباريرة ‪ ،‬ومقومرات نشرر الخبرر فري النمروذ‬
‫ال ربي ‪ ،‬وسوف يركز البا ا على األساليب والم شرات التي ت ثر على المعالجة اإلخباريرة فري‬
‫ص ف هذا النموذ ‪ ،‬وإلى أي مدى تر ثر ؟ وهرل هرذا الترلثير ير دي بالموضروعية والعق نيرة فري‬
‫المعالجات اإلخبارية ؟‬
‫وسنركز في اإلطار النظري على جدلية ال وار برين الشرمال والجنروب مرن يرا الت طيرة‬
‫اإلخبارية ألخبار الجنوب ‪ ،‬ما هي مقردمات نشرر الخبرر ؟ ومرا هري مصرادره ؟ ونوعيرة األخبرار ‪،‬‬
‫وأساليب وطرق الت طية األخبارية الخاصة بلخبار الجنوب ‪ ،‬وسوف تتطرق الدراسة إلى التركيبة‬
‫السياسررية فرري المجتمررع األمريكرري ‪ ،‬والترري تفيررد فرري إعطرراء صررورة عررن المجتمررع الررذي تعرريم فيرره‬
‫ص يفة الدراسة ‪ ،‬ونتبين مرن خر ل دراسرة وصرفية لمواقرف الصر افة األمريكيرة مرن القرذافي فري‬
‫فترة كم الر يس ري ان ‪.‬‬
‫إن هررذه الدراسررة تب ررا عررن قيقررة الصرر افة األمريكيررة ‪ ،‬ومرردى تمتعهررا بالموضرروعية‬
‫وادستق لية ‪ ،‬وستركز الدراسة على جز ية وا دة فقط من هذا العداء القا م ‪ ،‬وهو موقرف القرذافي‬
‫من قضايا الت رر العالمي ‪ .‬وكيف نظرت إليه الص ف األمريكيرة ؟ ولمراذا هرذه النظررة وإلرى أي‬
‫مدى اتسمت بالموضوعية ؟‬
‫إن البا ا باختياره ص يفة الواشنطن بوست األمريكية كنموذ للصر ف األمريكيرة كران‬
‫أمرا مقصودا ولم يلت بم ه الصدفة ‪ ،‬فهذه الص يفة تعد من أكبر الص ف األمريكيرة‪ ،‬وتتمترع‬
‫بموقع متميز فري الوسرط اإلع مري األمريكري والتري تعرد مصردر مهرم ألغلرب النشررات اإلخباريرة‬
‫العالميررة ‪ ،‬فهرري عامررل مررن عوامررل تشرركيل الرررأي العررام األمريكرري ‪ ،‬وأداة مررن أدوات صررنع القرررار‬
‫السياسي ‪ ،‬ويعكس وجهة نظر ال كومة ول القضايا الدولية ‪ ،‬وتتميز بوجرود طراقم مرن الم ررين‬
‫والمراسررلين والم للررين المعررروفين بقرروة تررلثيرهم علررى الرررأي العررام ‪ ،‬وامررت كهم لمصررادر األخبرار‬
‫والمعلومات ‪ .‬فكيف ترى الواشنطن بوست مواقف القذافي من قضايا الت رر العرالمي ؟ وهرل هري‬
‫تصدير للثورة ؟ أم إرهاب عالمي ؟ ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أهمية وأهداف الدراسة ‪:‬‬


‫‪22‬‬
‫تلتي أهمية الدراسة من كونها تتعقب األخبار المنشورة في ص يفة الواشنطن بوست ول‬
‫مواقررف القررذافي مررن قضررايا ال ت رررر العررالمي باعتبررار أن القررذافي شخصررية عالميررة ت ظررى باهتمررام‬
‫وسا ل اإلع م العالمية ‪ ،‬فهذه الدراسة تشتمل على جز ين هامين ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬القذافي بوصفه شخصية ثورية سياسية لها وزنها ومواقفها وتلثيرها وأفكارهرا علرى السرا ة‬
‫الدولية ‪ ،‬وله مواقف ثابتة من السياسة األمريكية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ص يفة الدراسة باعتبارها أ د روافد صرنع القررار السياسري فري الوديرات المت ردة ‪ ،‬وهري‬
‫لسان ال اإلدارة األمريكية غير الصريح ول القضايا الدولية الهامة ‪.‬‬
‫إن هرررذا التعقرررب ل‪،‬خبرررار ‪ ،‬يرصرررد نوعهرررا ‪ ،‬وي لرررل مضرررمونها وأفكارهرررا ومصرررادرها‬
‫واتجاهاتهررا ‪ ،‬واألبعرراد المتوقعررة لمواقررف القررذافي مررن ركررات الت رررر مررن وجهررة نظررر الصر يفة‪،‬‬
‫وتلثير هذه المواقف على األوضا الدولية ‪ ،‬وتعمل الدراسرة علرى توضريح مردى ادهتمرام أو عردم‬
‫ادهتمام بمواقف القذافي ‪ ،‬وتلتي أهمية الدراسة أيضا من كونها تكشف مدى موضروعية الصر افة‬
‫األمريكيررة فرري تناولهررا لمواقررف القررذافي ‪ ،‬باعتبرراره خررار عررن تلررك السياسررة األمريكيررة موض ر ا‬
‫العوامل والدوا ر التي ت ثر على هذه الموضوعية ومن أهداف الدراسة ‪:‬‬
‫‪ -2‬التعرف على الكيفية التري تقردم بهرا صر يفة الدراسرة مواقرف القرذافي مرن قضرايا الت ررر‪،‬‬
‫وهل تشكل هذه المواقف تلثيرا على األوضا الدولية ؟ ‪.‬‬
‫‪ -1‬مرردى اخررت ف مفهرروم الت رررر واإلرهرراب بررين القررذافي والوديررات المت رردة األمريكيررة كمررا‬
‫تعكسها ص يفة الدراسة ‪.‬‬
‫‪ -4‬الوقرروف علررى دور الم سسررات السياسررية واألمنيررة وتلثيرهررا علررى الصر ف األمريكيررة فرري‬
‫تناولها مواقف القذافي ‪ ،‬التي تشكل من وجهة نظرها إرهابا ‪.‬‬
‫‪ -2‬الكشف عن قيقة تمتع الص افة األمريكية بالموضوعية ‪ ،‬والتزامها بهذا المبدأ األخ قري‬
‫الص في عند تناولها مواقف القذافي ‪.‬‬
‫‪ -5‬الت قق من مجموعة التسا دت واإلجابة عنها باستخدام أداة ت ليل المضمون ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المجال العلمي لموضوع الدراسة ‪:‬‬


‫يعد مجال دراسة األخبار الص فية بصفة عامة مجاد علميا واسعا وكبيرا ‪ ،‬وهذه الدراسة‬
‫تصنف ضمن مجال دراسة األخبار الص فية وخاصة السياسية ‪ ،‬يا تركز الدراسة علرى مفهروم‬
‫الخبر الص في ومصادره وأنواعه وعناوينه ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫إن ت ديد مجال الدراسة في األخبار السياسية مهم لدى البا ا على اعتبار أن هذه األخبار‬
‫تعكس وجهة نظر الم سسة اإلع مية ‪.‬‬
‫يررا يعتبررر الخبررر السياسرري فرري هررذا العصررر أكثررر األخبررار أهميررة ‪ ،‬فهررو صررانع العنرراوين‬
‫الر يسة في الص ف ‪ ،‬وأكثر األخبار تلثرا بالرأي ‪ ،‬يا يذوب داخل األخبار السياسرية الخطروط‬
‫الفاصلة بين الخبر والرأي والتفسير ‪ .‬ويعد الخبر السياسي فري كثيرر مرن المجرادت انعكاسرا للخرط‬
‫السي اسرري أو الفكررري للدولررة وتعبيرررا عنرره ‪ ،‬فررالخبر د ينشررر لذاترره ‪ ،‬وإنمررا ينشررر بهرردف تعليمرري‬
‫وسياسي فري ن وا رد ‪ ،‬ويسرتخدم الخبرر السياسري إمرا لتوجيره الررأي العرام ‪ ،‬أو لتكروين وصرياغة‬
‫اآلراء بطريقة معينة ‪ ،‬أو إبراز جانب مرن زاويرة خاصرة ترى ولرو أدى األمرر إلرى إهمرال قرا ق‬
‫أخرى ‪ ،‬ويمكن تصنيف الخبر السياسي في إطار الدعاية السياسرية التري تتجره ن رو ت قيرق أهرداف‬
‫وغايات معينة ‪ ،‬كما يمكن النظر إليه على أنه العامل المشترك بين اإلع م والدعاية ‪.‬‬
‫وتتميز هذه الدراسة بلنها سوف تتناول المدخل الوظيفي تى يمكرن الكشرف عرن سياسرات‬
‫الت رير التي كثيرا ما تكون غير معلنة ‪ ،‬أو تتفرق مرع ادتجاهرات الخاصرة للقرا مين علرى الت ريرر‬
‫الذين يتولون بلنفسهم ترتيب األولويات بالنسبة لما ينشر أو ما د ينشر ‪ ،‬وت ديرد موقعره ومسرا ته‬
‫في الص يفة ‪ ،‬وبالتالي التلثير في إدراك القارئ ل‪،‬خبار واآلراء بما د يتفق مع اتجاهات القا مين‬
‫بادتصال "(‪. )1‬‬

‫رابعا ‪ :‬الدراسات السابقة ‪:‬‬


‫رغم أن الكتابات والدراسات ول هرذا الموضرو لرم تكرن كثيررة ومتروفرة ‪ ،‬إد أن مجرال‬
‫األخبار والمعالجات اإلخبارية التي تناولتها وسا ل اإلع م األمريكية لقضايا وشخصيات عربيرة ‪،‬‬
‫مازال خصبا ‪ ،‬فان البا ا قام بعملية مسح لعدد من الدراسات التي أعطته م شرات واض ة عرن‬
‫وسا ل اإلع م األمريكية ومعالجتها اإلخبارية والص فية واإلع مية للقضايا والشخصيات العربية‬
‫‪ .‬ومن هذه الدراسات ‪:‬‬
‫‪ -2‬عابدين الشريف " ت ليل مضمون نماذ من الص ف ال ربية لت طيتها المناوشات األمريكية –‬
‫الليبية في سنة ‪ " 2897‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬جامعة وترسون ‪ ،‬كندا ‪. 2881 ،‬‬
‫يا اختار البا ا ص ف الدراسة على الن و التالي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬نيويورك تايمز األمريكية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التايم البريطانية ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬قلوب ميل الكندية ‪.‬‬
‫وقام بت ليل ‪ 2125‬قصة إخبارية تم دراستها وت ليلها مرن الصر ف الث ثرة المشرار إليهرا‪،‬‬
‫وفي الفترة الزمنية من ‪ 21‬فبرايرر إلرى ‪ 41‬يونيرو ‪ . 2897‬يرا تمرت دراسرة المعالجرة الصر فية‬
‫لهذه القصص من خ ل دراسة األخبرار ‪ ،‬وادفتتا يرات ‪ ،‬واألعمردة الصر فية ‪ ،‬والرسرم السراخر ‪،‬‬
‫ورسا ل القراء ‪ ،‬وأية مواضيع لها ع قة بليبيا وسياستها ‪ ،‬وع قتها مع الوديات المت دة وال رب‬
‫‪.‬‬

‫‪ -1‬إياد القزاز " صورة الصرا العربي اإلسرا يلي في كترب التراريخ األمريكري لطر ب المر لرة‬
‫الثانوية في الوديات المت دة " مجلة المستقبل العربي ‪ ،‬العدد ‪ ، 87‬السنة ‪ ، 8‬فبراير ‪. 2896‬‬
‫قررام البا ررا وهررو أسررتاذ علررم ادجتمررا فرري جامعررة وديررة كاليفورنيررا فرري سرركرنتو بت ليررل‬
‫م تويررات سررت وث ثررين كتابررا مدرسرريا للعلرروم ادجتماعيررة المقررررة للترردريس فرري المرردارس‬
‫الثانوية األمريكية في ودية كاليفورنيا خ ل السرنة الدراسرية ‪ 2865-2862‬وركرز القرزاز‬
‫في ت ليل مضمون الكتب على ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الصور والخرا ط ‪.‬‬
‫ب‪ -‬النعوت المستعملة لوصف العرب ‪.‬‬
‫‪ -‬إغفال الك م التلطيفي أو المعلومات المخففة ‪ ،‬التي تعطي صورة إيجابية عن العرب ‪.‬‬
‫د‪ -‬إغفال الصور المشوهة وغير الص ي ة والزا فة ‪.‬‬
‫وقد خرجت الدراسة بلن هذه الم لفات قدمت الصهاينة على أنهم أمرة أناسرها يقومرون عرن‬
‫طريررق التفكيررر الواسررع والخيررال والتخطرريط الرردقيق والعمررل الشرراق علررى زراعررة األراضرري‬
‫الص راوية في م اولة لرسم صرورة أن فلسرطين هري أره قا لرة وخاليرة مرن السركان ‪،‬‬
‫عرردى الق ررل الررذين يعيشررون فيهررا كسررالى ويصررف الصرررا بلنرره بررين أمررم عربيررة وأمررة‬
‫إسرررا يلية وا رردة ‪ .‬وأظهرررت النتررا ر تركيررز الكتررب علررى عنصررر البررداوة فرري م اولررة إلررى‬
‫اإلي اء للتلميذ األمريكي أن العرب بدو يعيشون في ص راء قا لة ‪.‬‬

‫‪ -4‬مايكررل سرررليمان " الت طيرررة اإلخباريرررة ل ررررب األيررام السرررتة فررري المجررر ت األمريكيرررة " مجلرررة‬
‫الدراسات الفلسطينية ‪ ،‬المجلد الثالا ‪ ،‬العدد الرابع ‪ ،‬ربيع ‪. 2894‬‬

‫‪ - 1‬م مد عبد ال ميد ‪ ،‬ب وا الص افة ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 2881 ، 2‬ص‪. 44‬‬
‫‪22‬‬
‫قام البا ا بت ليل مضمون المج ت األمريكية يو‪.‬أس‪.‬نيواند ‪ ،‬ورلد ربرورت ‪ ،‬نيوزويرك‬
‫يرا كشرفت الدراسرة‬ ‫‪ ،‬تايم ‪ ،‬ديف ‪ ،‬مجلة نيويورك تايمز " عن ث ا مرا رل ‪،2857‬‬
‫عررن تركيررز علررى الررنمط البرردوي للعرررب ‪ ،‬وعرردم األمانررة ‪ .‬ووصررف العرررب بررلنهم غيررر‬
‫ديمقراطيين ‪ ،‬وأكثر ما توصل إليه البا ا في ت ليل المضمون في هذه المر لة هرو عردم‬
‫رغبة العرب في العيم بس م ‪.‬‬
‫وفي مر لة ‪ ، 2876‬لم تشهد هذه المر لة أي ت ير فري ت يرز المجر ت إلسررا يل ‪ ،‬رغرم‬
‫وجود ت سن طفيف في اتجاه الت طية اإلخبارية ‪.‬‬
‫وفي مر لة ‪ 2864‬كانت ادتجاهات في جميع المج ت مناهضة للعرب ‪ ،‬خصوصرا عبرد‬
‫الناصررر ‪ ،‬باسررتثناء التررايم ‪ ،‬وأكرردت الدراسررة صررورة عبررد الناصررر الرردكتاتور ‪ ،‬والمسرربب‬
‫للمشاكل في المنط قة ‪ ،‬وعن صر ته بالشريوعية ‪ ،‬وأن الصرور األكثرر شريوعا للعررب هري‬
‫البداوة واإلرهاب والجبن وعدم الكفاءة ‪.‬‬

‫‪ -2‬شارون أبو لين " ت ليل م توى الكتب المنهجية المقررة في مدارس يوم األ د البروتسرتانية "‬
‫‪.‬‬
‫يا قام البا ا بدراسة م توى منهجين م افظين ومت ررين ‪ ،‬لمعرفرة كيرف يرتم تنراول‬
‫شعوب الشرق األوسط ‪.‬‬
‫وقد وجد البا ا التمييز والتعرريه بشركل واضرح ‪ ،‬ونظررا لخطرورة الكنرا س فري عمليرة‬
‫التنش ة ادجتماعية ‪ ،‬فللمرء أن يقدر الدور الخطير الذي قد تلعبه في تشركيل معرفرة زا فرة‬
‫عن العرب والمسلمين ‪ ،‬وكشفت الدراسة تخليد المنراهر للصرور الكاذبرة والعرره السريء‬
‫والمعلومات المت يزة عن اإلس م(‪. )1‬‬

‫خامسا ‪ :‬مشكلة الدراسة ‪:‬‬


‫في صرباح يروم الفراتح مرن سربتمبر أعلنرت وسرا ل اإلعر م عرن ت رول المملكرة الليبيرة إلرى‬
‫جمهوريررة ‪ ،‬تلقررى العررالم الخبررر فرري البدايررة برردون أي انفعررال خرراص ‪ ،‬وبقرري الجميررع ينتظررر ترروارد‬
‫األ داا ‪ ،‬ما الذي كان معروفا عن ليبيا ؟ ‪.‬‬
‫دولة ص راوية د تمتلك إد النفط ‪ ،‬ولها أهمية اقتصادية ‪ ،‬أو هكذا قيل ‪.‬‬

‫‪ - 1‬نشر ملخص هذه الدراسة في أطرو ة الدكتوراة ‪ ،‬لمي نصر ساري ‪ ،‬صورة العرب في الص افة البريطانية‬
‫‪ ،‬مركز دراسات الو دة العربية ‪ ،‬ترجمة عطا عبد الوهاب ‪ ،‬بيروت ‪. 2899 ،‬‬
‫‪25‬‬
‫فبشكل عرام فري هرذه القرارة يسرقط ال راكم إذ يسرقط دكتراتوري عسركري بواسرطة خصرومه‬
‫المتعطشين للسلطة هذا الرجل الجديد معمر القذافي من يكون ؟ ‪.‬‬
‫بالتلكيد إنه وا د من الضباط ادنق بيين من مجموعة غير راضية نقلته األ داا فجلة إلى‬
‫السطح وبعد كم قصير األمد سوف ي اكم أمام القضاء العسكري(‪. )1‬‬
‫لكررن العررالم كرران عليرره أن يررتعلم نتيجررة كمرره المتسررر ‪ ،‬وكرران عليرره أن يعرررف أن معمررر‬
‫القذافي لريس م رامرا سياسريا يمكرن بسرهولة إعادتره مررة أخررى مرن يرا جراء ‪ ،‬ألنره رغرم شربابه‬
‫ناضجا سياسيا وأيديولوجيا ‪ ،‬يعرف قيمة المس ولية ‪ ،‬جاء بخطة جاهزة إلعادة مجررى ال يراة فري‬
‫ليبيا ‪.‬‬
‫لم يرق القذافي دما غيرر ضرروري ‪ ،‬ولرم يسرتخدم العنرف الجنروني أو األعمرال ادنتقاميرة‪،‬‬
‫ولم يسيء إلى ثورته وسمعتها ‪.‬‬
‫انطلرق القرذافي فرري إرسراء دعرا م ادقتصرراد الليبري ‪ ،‬أعررد نظريرة أ ردا صرردمة فكريرة فرري‬
‫الفكررر اإلنسرراني ‪ ،‬و رررص علررى مررد يررد المسرراعدة والوقرروف مررع كررل مررن يطمررح فرري ال يرراة ب ريررة‬
‫وكرامة ‪ ،‬فكان له موقف واضح من كل قضايا ركات الت رر العالمي‪.‬‬
‫إن القذافي هو الشخصية القيادية العالمية ‪ ،‬التي استطاعت أن تدل شعوب العالم المظلومرة‬
‫عل ى طريق الت رر ‪ ،‬فالروح الت ريرية لدى القذافي دفعت به إلرى أن يتخرذ موقرع القيرادة للشرعوب‬
‫الطام ة للت ررر ‪ ،‬فت مرل القرذافي علرى عاتقره مسر ولية نقرل ريراح ال ريرة إلرى كرل مكران موجهرا‬
‫جهوده إلى رية اإلنسان(‪. )1‬‬
‫لقررد جعررل القررذافي نصررب عينيرره عرردوا وا رردا فقررط هررو اإلمبرياليررة األمريكيررة ‪ ،‬و ليفتهررا‬
‫إسرا يل ‪ ،‬وقد عاملت اإلمبريالية العالمية القذافي بنفس الطريقة ‪.‬‬
‫إن وسا ل اإلع م المنتشرة اليوم في العالم ‪ ،‬ليسرت فري الواقرع وسرا ل نقرل األ رداا ‪ ،‬برل‬
‫عامل م ثر على الرأي العام ‪ ،‬كما أنها اعتادت نقل صور غير قيقية أل داا القادة مثل ما تفعله‬
‫م ع القذافي ‪ ،‬رغم وجود عدد من الص ف واإلذاعات التي تلتزم ال يراد والموضروعية فري تناولهرا‬
‫لهذه الشخصيات ‪.‬‬
‫فقد عملت تلك الوسا ل على تقديم صورة مشوهة لمواقف القذافي ‪ ،‬كلما أدلى بتصريح‪ ،‬أو‬
‫استقبل زعيما ‪ ،‬أو ساند قضية ما ‪ .‬فما ي دا أن هذه الوسا ل ت كرم عرن عمرد أو غيرر عمرد عليره‬
‫خطا خاصة وأن أهم الخصال التي يتمتع بها القذافي هي الصدق فيقول عنه روجيه دنردي الكاترب‬

‫‪ - 1‬ميري بيانكو ‪ ،‬القذافي رسول الص راء ‪ ،‬دار الشورى ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ ، 2866 ، 2‬ص‪. 14‬‬
‫‪27‬‬
‫الص في في ص يفة ادكسبريس في عددها الصادر يوم ‪ 12‬نوفمبر ‪ " 2862‬إن القذافي د يعرف‬
‫ال لول الوسط ‪ ،‬ود يعرف ادلتواء ‪ ،‬صريح "(‪. )2‬‬
‫وي كرد الكاتررب الصر في اإليطررالي ونيلرروا جيلررو الصر في فرري صر يفة ادسبيروسرروني فرري‬
‫عررددها الصررادر فرري ‪ 16‬مررايو ‪ " 2864‬إن ل ررز القررذافي د يرجررع إلررى الصرردفة ‪ ،‬إنمررا هررو اسررتجابة‬
‫مقصودة "(‪. )3‬‬
‫وقلة من األشخاص يستطيعون فره جاذبيتهم على أي ص في في العالم ‪ ،‬عكس القذافي‬
‫الرجل المجهول ‪ ،‬وال امه واإلرهابي بالنسبة للبعه ‪ ،‬واألمل بالنسبة للبعه اآلخر ‪.‬‬
‫وفرري هررذا المجررال روجررت دوا ررر الصر ف األمريكيررة خبرررا مفرراده أن القررذافي قررد خصررص‬
‫أمواد طا لة من أجل ت سرين صرورته علرى المسرتوى العرالمي ‪ ،‬فالقرذافي بالنسربة لل ررب وأمريكرا‬
‫رجل مقلق ‪ ،‬وإرهابي غامه مضطرب نفسيا "(‪. )4‬‬
‫وكثيرا ما عملت الص افة على رمي القذافي باأللقاب التي ت لمره ‪ ،‬مثرل ‪ :‬الولدد المجندون‬
‫الذي أطلقه عليه السادات ‪ ،‬واإلرهابي رقم واحد ‪ ،‬الذي أطلقه عليه ري ان ‪ ،‬هذه األلقاب كما يرى‬
‫الصافي سعيد " كثيرا ما يواجهها القذافي بالض ك والسخرية مثل المثير للفرتن ‪ ،‬المتزمرت ‪ ،‬رمرز‬
‫الشر المطلق ‪ ،‬القاسي ‪ ،‬رسول الص راء نبي العررب ‪ ،‬الشراب الجديرد ‪ ،‬النبري اإلرهرابي ‪ ،‬فرارس‬
‫هللا ‪ ،‬رجل هللا الم ب لل را ق ‪ ،‬ذ ب ليبيا ‪ ،‬سيد الص راء "(‪. )5‬‬
‫إن القذافي يقدم نفسه أود وأخيرا علرى أنره ثروري مرن العرالم الثالرا ‪ ،‬وينشرر أفكرار ثرورة‬
‫أممية د تعرف التعصب والكراهية ‪ ،‬وأ يانا يشعر بلنه منذور لهذه الثورة العالمية فقد مرد القرذافي‬
‫يده لكل ركات الت ررر فري أفريقيرا و سريا وأمريكرا ال تينيرة ‪ ،‬وأوروبرا ‪ ،‬وهرو ير من برلن الثرورة‬
‫دا مة ‪ ،‬ويجب أن تستمر ‪ ،‬ويمكن أن نطلق عليه خر الثروريين فري القررن العشررين‪ ،‬ولرذلك فانره‬
‫من الصعب أن يجد من يفهمه ‪ ،‬ولكرن ال ررب لرم يسرترح لهرذه ال الرة ‪ ،‬فلعرداء القرذافي كثيررون ‪،‬‬
‫على رأسهم الوديات المت دة ‪ ،‬فقد اعترفت الوديات المت ردة أن القرذافي لرم يردر فري فلرك السياسرة‬

‫‪ - 1‬روبير شان فان ‪ ،‬جاك فنيه ‪ ،‬ال رب والظاهرة القذافية ‪ ،‬ترجمة معن زيادة ‪ ،‬بالمركز العالمي لدراسات‬
‫وأب اا الكتاب األخضر ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪ ، 2898 ، 2‬ص‪. 54‬‬
‫‪ - 2‬ميري بيانكو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 51‬‬
‫‪ - 3‬اوراسيو كالدريرون ‪ ،‬القذافي نقطة ادنط قة ‪ ،‬ترجمة الناشر ‪ ،‬المركز العالمي لدراسات وأب اا الكتاب‬
‫األخضر ‪ ،‬ط‪ ، 2898 ، 2‬ص‪. 28‬‬
‫‪ - 4‬الصافي سعيد ‪ ،‬مى ‪ 21‬د أنبياء ود شياطين ‪ ،‬دار النقوم العربية ‪ ،‬تونس ‪ ،‬ط‪ ، 2881 ، 2‬ص‪. 91‬‬
‫‪ - 5‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 91‬‬
‫‪26‬‬
‫األمريكية ‪ ،‬فقد وصلت شدة العداء بلن أعلرن الرر يس ري ران فري عرام ‪ 2891‬بلنهرا " سرنة التعقرب‬
‫الساخن لعدو أمريكا رقم وا د "(‪. )1‬‬
‫وفي تقديرنا قلما ظيت دولة ص يرة مثل ليبيا بهذا القدر من ال قد األمريكري ‪ ،‬إلرى ال رد‬
‫الذي يجعلنا نتساءل هل اإلدارة األمريكية ت ولت إلى إدارة لمعالجة اإلدارة الليبية ؟ ‪.‬‬
‫فقد كتب وليم بثمان خبير في الش ون الليبية م ذرا منذ عدة سنوات ‪ ،‬أن ليبيا ليست قطعة‬
‫‪ ،‬إنها يمكن أن تكبد كل من ي راول لمسرها ‪ ،‬الكثيرر ي ويضريف إن ليبيرا بلرد‬ ‫لوى سهلة ادبت‬
‫في ذروة الت ول الثوري ‪ ،‬فقد يكون من السهل إسقاط نظام عسكري في تشيلي أو في الباكستان ‪،‬‬
‫ولكن من الصعب إسقاط نظام ديقع ضمن التصنيفات "(‪. )2‬‬
‫وي كد الص في األمريكي ‪ ،‬الشهير الكاتب في ص يفة الواشرنطن بوسرت األمريكيرة بروب‬
‫ورودار " لقد صممت اإلدارة األمريكية على قتل القرذافي بيرد أن كرل شريء يسرقط بمرا فيهرا عمليرة‬
‫الوردة وقصف الخيمة وكلن القذافي م روسا من العناية اإللهية "(‪. )3‬‬
‫إن هذه األسباب تظهر بوضروح علرى السرطح ولكرن التعبيرر الرذي يصردر عرن أمريكرا فري‬
‫إدانتهررا و م تهررا المتواصررلة عررن القررذافي هررو أنرره الراعرري لإلرهرراب ‪ ،‬لقررد عملررت وسررا ل اإلعر م‬
‫بصررورة دا مررة بوصررف ليبيررا بلنهررا إ رردى مراكررز اإلرهرراب الرردولي ‪ ،‬وتشررير إلررى أن هنرراك ترردريب‬
‫وتسليح للعناصر اإلرهابية تقوم بلعمال على مستوى دولي ‪.‬‬
‫إن وسا ل اإلع م األمريكية تعد عام ر يسيا في تشكيل الررأي العرام الم لري والعرالمي ‪،‬‬
‫وإذ نخص بالدراسة إ دى الم سسات الص فية الكبرى ‪ ،‬فان الواشنطن بوست األمريكية تعرد مرن‬
‫أكبر الص ف الصادرة في الوديات المت دة األمريكية ‪ ،‬يا إنهرا تصردر وتبرا عرن طريرق قنراة‬
‫بنرك النصرروص والموضروع ات ‪ ،‬وهررى تتعرراطف مرع الجمهرروريين ‪ ،‬ويعمررل بطراقم ت ريرهررا أبرررز‬
‫الكتاب والم ررين الذين يتميزون بع قات وشبكة مصادر في جميع المستويات(‪. )1‬‬
‫والبا ا إذ يقدم هذه الدراسة فانه يعمل لإلجابة على الس ال مرا هرو الرنهر والطريقرة التري‬
‫تسير عليها الص افة األمريكية في تقديم مواقف القذافي لردعم ركرات الت ررر ؟ وتمثرل الصر افة‬
‫األمريكية في هذه الدراسة ص يفة الواشنطن بوست ‪ ،‬ونب ا للتعرف على مردى موضروعية هرذه‬
‫الوسا ل في تناولها لمواقف القادة والثوار الذين د يمكن تصنيفهم في دا رة السيطرة األمريكية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أوراسيو كالديرون ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 86‬‬


‫‪ - 2‬الصافي سعيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 92‬‬
‫‪ - 3‬يرروب ورودار ‪ ،‬ال جرراب ‪ ،‬ال رررب السرررية لوكالررة المخررابرات المركزيررة األمريكيررة ‪ ، 2896-2892 ،‬ترجمررة‬
‫الناشر ‪ ،‬دار سيدوز انترناشيونال ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ ، 2881 ، 2‬ص‪. 54‬‬
‫‪29‬‬
‫سادسا ‪ :‬تعريف المفاهيم والمصطلحات الواردة في مشكلة الدراسة ‪:‬‬
‫‪ -2‬المعالجة اإلخبارية ‪:‬‬
‫يقصرررد بهرررا طريقرررة وأسرررلوب عرررره وتقرررديم األخبرررار المتعلقرررة بمواقرررف القرررذافي‬
‫وسياسته التي تشكل في نظر الص يفة عينة الدراسة إرهابا ‪.‬‬

‫‪ - 1‬بير البير ‪ ،‬الص افة ‪ ،‬سلسلة األلف كتاب ‪ ،‬رق ‪ ، 22‬ترجمة فاطمة عبد هللا ‪ ،‬الهي ة المصرية العامة للكتاب ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 2896 ، 2‬ص‪. 82‬‬
‫‪28‬‬
‫مواقف القذافي ‪ :‬أي تصريح أو دعم أو تلثير أو زيارة ألي جبهة أو منظمة أو ركة ترفرع شرعار‬
‫الت رر من الهيمنة وادستعمار ‪.‬‬
‫قضايا الت رر العالمي ‪ :‬تقتصر الدراسة على ث ا قضرايا ر يسرية كران لره معهرا مواقرف واضر ة‬
‫وصري ة في فترة كم الر يس ري ان ‪:‬‬
‫‪ -‬السيادة فوق خلير سرت الليبي ‪.‬‬
‫‪ -‬الميز العنصري في جنوب أفريقيا ‪.‬‬
‫‪ -‬الجبهة السنديانية في نيكاراغوا ‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬تساؤالت الدراسة ‪:‬‬


‫تنطلق الدراسة من تسا دت تعمل لإلجابة عنها وتجمل هذه التسا دت في ‪:‬‬
‫‪ -2‬ما مدى اهتمام الص يفة عينة الدراسة بمواقف القذافي مرن قضرايا الت ررر مرن يرا المعالجرة‬
‫اإلخبارية ؟ وكيف اولت إظهار هذا ادهتمام من خ ل عوامل اإلبراز ؟ ‪.‬‬
‫‪ -1‬مررا هرري األسررباب الترري أدت بالقررذافي إلررى اتخرراذ مواقررف م ررددة مررن قضررايا الت رررر ؟ ومررا هررو‬
‫المتوقع لهذه المواقف كما تعكسها الص يفة عينة الدراسة ؟‬
‫‪ -4‬ما تلثير مواقف القذافي على األوضا الدولية كما تكشف عنها المعالجة اإلخبارية في ص يفة‬
‫الدراسة ؟‬
‫‪ -2‬ما هي الصورة التي ترسمها صر يفة الدراسرة لمواقرف القرذافي ؟ ومرا هري الصرفات والنعروت‬
‫التي تعكسها المادة المنشورة في الص يفة ؟ وهل لذلك ع قة بالسياسرة الت ريريرة للصر يفة ؟‬
‫‪.‬‬
‫‪ -5‬هل ت ثر الم سسات الرسمية السياسية واألمنية والم سسرات ادقتصرادية علرى الصر يفة عينرة‬
‫الدراسة ‪ ،‬عند تناولها مواقف القذافي في قضايا الت رر العالمي ؟ ‪.‬‬
‫‪ -7‬م ا مدى موضوعية الص يفة عينة الدراسة عند معالجتها اإلخبارية لمواقف القذافي من قضرايا‬
‫الت رر العالمي ؟‬
‫‪ -6‬هل تختلف المعالجة اإلخبارية لمواقف القذافي باخت ف الموقع الج رافي للقضية التي يردعمها‬
‫القذافي ؟‬
‫‪ -9‬ما هي أساليب وطرق الت طية اإلخبارية لمواقف القذافي كما تبرز في الص يفة عينة الدراسرة‬
‫؟‬

‫‪11‬‬
‫‪ -8‬ما هي مصادر األخبار التي تعتمد عليها الص يفة عند معالجتها اإلخبارية لمواقف القذافي من‬
‫قضايا الت رر العالمي ؟‬

‫ثامنا ‪ :‬المناهج المستخدمة في الدراسة ‪:‬‬


‫المنهج الوصفي ‪:‬‬
‫يرتبط مفهوم الب ا الوصفي بدراسة واقع األ داا والظواهر والمواقف واآلراء وت ليلها‬
‫وتفسرريرها ب ررره الوصررول إلررى اسررتنتاجات مفيرردة ‪ ،‬إمررا لتص ر يح هررذا الواقررع ‪ ،‬أو ت ديثرره ‪ ،‬أو‬
‫استكماله ‪ ،‬أو تطويره ‪ ،‬وهذه ادستنتاجات تمثل " فهم لل اضر ويستهدف المستقبل "(‪. )1‬‬
‫وفق تعريف هويتي ‪ Whiteney‬في كتابه عناصر الب را ‪ ،‬فران الب را الوصرفي يسرتهدف‬
‫دراسرر ة ال قررا ق الراهنررة المتعلقررة بطبيعررة الظرراهرة ‪ ،‬أو الموقررف ‪ ،‬أو مجموعررة مررن النرراس ‪ ،‬أو‬
‫مجموعة من األ داا ‪ ،‬أو مجموعة من األوضا ‪ ،‬وذلرك بهردف ال صرول علرى معلومرات كافيرة‬
‫ودقيقة عنها دون الدخول في أسبابها أو الت كم فيها "(‪. )2‬‬
‫ويتجرره الب ررا الوصررفي إلررى وصررف مررا هررو كررا ن وتفسرريره عررن طريررق جمررع المعلومررات‬
‫والبيانات والتعبير عنها كما وكيفا ‪ ،‬أو بادثنين معا ‪ ،‬بما يوضح خصا صها وسماتها‪.‬‬
‫ويهردف المررنهر الوصررفي إلررى وصررف الظراهرة والتعرررف علررى عناصرررها ومكوناتهررا عررن‬
‫طريق جمع المعلومات والبيانات وت ليلها وتفسيرها ‪ ،‬بما يتيح تقديم صورة دقيقة وموضوعية عن‬
‫الظاهرة موضو الب ا ‪ ،‬ويعتمد المنهر الوصفي في ب وا اإلع م على قاعدتين أساسيتين همرا‬
‫‪:‬‬
‫‪ -2‬قاعدة التجريد ‪:‬‬
‫تقوم هذه القاعدة على عزل وانتقاء ظاهرة معينة من الظواهر ودراستها ‪ ،‬ود يعني العزل‬
‫اعتبار الظاهرة منفصلة عن غيرها من الظواهر ‪ ،‬وإنما يعني تميزهرا كمرا وكيفرا ب رره‬
‫إظهارها وت ديدها بصورة واض ة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬السيد أ مد مصطفى ‪ ،‬الب ا اإلع مي ‪ ،‬مفهومه وإجراءاته ومفاهيمه ‪ ،‬الكتاب األول ‪ ،‬منشورات جامعة‬
‫قاريونس ‪ ،‬بن ازي ‪ ،‬ط‪ ، 2882 ، 2‬ص ‪. 118‬‬
‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 121‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -1‬قاعدة التعميم ‪:‬‬
‫وتقرروم علررى إصرردار ال كررم علررى الظرراهرة فرري إطررار العينررة الترري تررم إخضرراعها‬
‫للدراسة(‪ ،)1‬ومجتمع الب ا الذي س بت منه العينة ‪.‬‬
‫ويقتصر استخدام المنهر الوصفي في هذه الدراسرة علرى مسرتوى وا رد مرن يرا‬
‫تعمقه في جمع المعلومات والبيانات ‪ ،‬ووصف الظاهرة ‪ ،‬يا د يكتفري البا را بوصرف‬
‫الظاهرة التي يقوم بدراستها ‪ ،‬وإنما يتعمق فري معرفرة الع قرات التري تربطهرا ب يرهرا مرن‬
‫الظواهر ‪.‬‬
‫ويستند البا ا في دراسته هرذه علرى تصرنيف فران دالرين لطررق وأسراليب المرنهر‬
‫الوصفي ‪ ،‬وذلك بادعتماد على طريقة الدراسات المسر ية ( فالمسرح ينصرب علرى دراسرة‬
‫أشياء موجودة بالفعل وقت إجراء الدراسة وفي مكان معين وزمان معين(‪. )2‬‬
‫يا اعتمد البا ا في دراسته هذه على المستوى الثاني لدراسات المس ية وهري‬
‫المسح الوصفي التفسيري الذي د يقف عند د الوصف وإنمرا يصرل إلرى إصردار األ كرام‬
‫وتقديم ال لول ‪.‬‬
‫واقتصر البا ا في دراسته هذه علرى اسرتخدام المسرح بالعينرة علرى أن تمثرل هرذه‬
‫العينة مجتمع الب ا وتعمم نتا ر هذا المسح على مفردات المجتمع ‪.‬‬
‫أسلوب ت ليل المضمون ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫يعد من أشهر أساليب الدراسات المس ية يا يعد ت ليل المضرمون أسرلوبا للب را يهردف‬
‫إلى وصف الم توى للظاهرة ادتصالية وصفا موضوعيا وكميا ومنتظما(‪. )1‬‬
‫فت ليررل المضررمون لكرري يعطرري نتررا ر صررادقة يفررره علررى البا ررا أن يصررمم إجراءاترره‪،‬‬
‫واستخدامه بصورة دقيقة ومنظمة ومنسقة مع المشكلة العلمية م ل الب ا ‪.‬‬
‫ورغم ادخت فات في تعريف ت ليل المضمون بلنه منهر تارة وطريقة لب ا ترارة أخررى‬
‫وأسلوب ب ثي تارة ثالثة ‪ ،‬إد أن معظرم اآلراء أجمعرت علرى أن هنراك سرمات معينرة لهرذا‬
‫األسررلوب ‪ ،‬كمررا أنهررا اتفقررت علررى صررفة الكررم أو المقرردار ‪ ،‬الترري يمكررن ت ديرردها باألرقررام ‪،‬‬
‫وعليه فان ت ليل المضمون أسرلوب يعنري الطريقرة التري يتبعهرا البا را لتصرنيف إشرارات‬
‫ودددت المادة اإلخبارية من خر ل معاينتهرا وفرق ف رات ي رددها موضرو الب را والقيمرة‬
‫هي تكرار تواتر اإلشارات أو مجموعة الدددت في كل ف ة ضمن نظام التصنيف ‪.‬‬

‫‪ - 1‬سمير سين ‪ ،‬ب وا اإلع م ‪ ،‬األسس والمبادئ ‪ ،‬دار الشعب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 2867 ، 2‬ص‪. 214‬‬
‫‪ - 2‬م مد عبد ال ميد ‪ ،‬ب وا الص افة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 91‬‬
‫‪11‬‬
‫ويتميز ت ليل المضمون بمميزات أربعة ر يسية ‪:‬‬
‫‪ -2‬ادنتظام ‪ :‬بمعنى أنه نظام ثابت يختلف بناءه من ب ا إلى خر ‪ ،‬فعندما يجري با ا‬
‫دراسة باستخدام ت ليرل المضرمون ‪ ،‬فانره ينشرا لهرا نظامرا متكرام ي ردد فيره و ردات‬
‫الت ليل والتسجيل والمقاييس وغيرها ‪.‬‬
‫‪ -1‬الوصف ‪ :‬يعد الهدف األساسي لت ليل المضمون يا يتم توجيره وتصرنيف الم تروى‬
‫إلى ف ات من أجل التعرف على الخصا ص والم شرات التي ي تويها المضمون ‪.‬‬
‫‪ -4‬الموضوع ية ‪ :‬وتعني التقليل قدر اإلمكان من أن يعمرم البا را ذاتيتره علرى المضرمون‬
‫ف بد أن نضمن أن ال كم على المضمون كم غير مت يز برل هرو موضروعي ‪ .‬لرذلك‬
‫دبد من إجراء اختيار الثبات في ت ليل المضمون بصفة خاصة‪.‬‬
‫‪ -2‬الكمية ‪ :‬فت ليل المضمون هو وصف كمي وليس كيفي ب ثا(‪. )2‬‬

‫تاسعا ‪ :‬فئات التحليل ومؤشراتها ‪:‬‬


‫تعد ف ات الت ليل من السمات ادساسية التي أكدت على أهميتها الدراسات التي تتناول هرذا‬
‫المنهر ‪،‬كما أكدت على ضرورة وجودها على أساس أنها الوسيلة التي تمكن البا ا من الوصرول‬
‫الى الت ليل العلمي السليم ‪.‬‬
‫فف ات الت ليل هي التصنيفات التي يصنفها البا ا استنادا الي موضو الدراسة(‪. )3‬‬
‫أمررا الم شرررات فهرري المفهرروم أو التعريررف الررذي تعنيرره كررل ف رره ‪ ،‬وادطررار الررذي يجررب‬
‫استخدامها في موضو الب ا ‪ .‬ويبين البا ا دود هذا ادستخدام(‪. )1‬‬
‫تجدر اإلشارة بلنه كلما كانت الف ات م دودة بصورة واض ة ودقيقة ومتمشرية مرع طبيعرة‬
‫موضو الدراسة كلما كانت نتا ر الدراسة أيضا واض ة ودقيقة ‪.‬‬
‫وينب ي أن يكون معلوما لدينا أن صياغة الف ات وم شرات الت ليل د تعتبر صورة نها ية‬
‫اد أنه أثناء ف ص المضمون اكتشف البا ت ف ة جديدة تدخل في اطار موضرع الت ليرل‪ ،‬لرم ينتبره‬
‫البا ا اليها وعليه اضافتها ‪ ،‬وهرذا مرن شرلنه أن يسراعد علرى ان تكرون كرل ادفكرار التري يتناولهرا‬
‫الموضو وضعت ت ت الدراسة وتم وضع ف ات الت ليل بنراءا علرى قرراءة نمراذ مرن الموضرو‬

‫‪ - 1‬سمير م مد سين ‪ ،‬ت ليل المضمون ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 2894 ، 2‬ص‪. 81‬‬
‫‪ - 2‬عواطف عبد الر من ‪ ،‬نجوى سالم وليلى عبد المجيد ‪ ،‬ت ليل المضمون في دراسة اإلع مية ‪ ،‬دار العربي ‪،‬‬
‫القاهرة ‪، 2892 ،‬ص‪.72‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 75‬‬
‫‪14‬‬
‫المراد ت ليله ومعرفة الكلمات والجمل والمعاني التي صلت على تكرارات متعددة‪ ،‬واستنباط من‬
‫معاني الجمل التي تم معرفة تكرارها من نماذ موضو الدراسرة ‪ ،‬وبالترالي فران الف رات الممترازة‬
‫تشمل على تقديرات كل عناصرر الموضرو م رل الدراسرة ب يرا تكرون شراملة ومعبررة عرن كافرة‬
‫جوانبه ‪.‬‬
‫وقد رص البا ا على أن تنبع ف ات الت ليل من التسا دت الر يسة التي يقردمها البا را‬
‫في دراسته والتي في م شرات م ددة تتناسرب مرع معراني الف رة وأغرراه الت ليرل ‪ ،‬وبالترالي فران‬
‫النتا ر د ينب ي أن تعمم إد على مستوى الف ات التي استخدمت في الدراسة ‪.‬‬
‫ويعتمد تعريف الف ات " الم شرات " في كثير من األ يان على ثقافة البا ا على اعتبرار‬
‫أنه هو الذي يقرر بنفسه أي الف ات أنسب للموضو الذي يتناوله ‪.‬‬
‫وأخيرا فان ف ات الت ليل مثلت التطبيق العلمي ألسلوب ت ليرل المضرمون ‪ ،‬وقرد ترم تقسريم‬
‫وتصنيف المادة الخاضعة للت ليل إلى ف ات ر يسية وف ات فرعية ‪.‬‬
‫وهدف البا ا منها إلى الوصول إلى األهداف المتوقعة التي تبرزها األخبرار فري صر يفة‬
‫الدراسررة خ ر ل الفترررة الزمني ر ة المتعلقررة بالمعالجررة اإلخباريررة لمواقررف القررذافي مررن قضررايا الت رررر‬
‫العالمي ‪.‬‬
‫وجاءت ف ات الت ليل على الن و التالي ‪:‬‬
‫‪ -2‬ف ات كيف قيل " الشكل " ‪:‬‬
‫وتضمنت ف ة وا دة فقط هي ‪:‬‬
‫‪ -‬ف ة موقع الخبر ‪ :‬أي مكان نشر الخبر في الص يفة ومكان نشره في الصف ات ‪.‬‬
‫‪ -1‬ف ات ماذا قيل "المضمون" ويقصد بهرا مراذا قيرل فري المضرمون الرذي يخضرع للت ليرل ويشرمل‬
‫على ما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ف ة موضو الخبر أي على ما يدور م توى الخبر ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ف ة اتجاه مضمون الخبر " م يد ‪ ،‬م ايد ‪ ،‬معاره " ‪.‬‬
‫‪ -‬ف ة القيم المتوقعة من الموضو واألهداف ‪.‬‬
‫د‪ -‬ف ة الفاعلية ‪ ،‬أي من هم الشخصيات الفاعلة في هذا الموضو ؟‬
‫ه‪ -‬ف ة المرجع المصدر اإلخباري الذي ينقل المادة اإلخبارية ‪.‬‬
‫و‪ -‬ف ة المكان أي المصدر الذي ينقل منه المادة اإلخبارية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬م مد الوفا ي ‪ ،‬مناهر الب ا في الدراسات ادجتماعية واإلع مية ‪ ،‬األنجلو المصرية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2898‬ص ‪. 251‬‬
‫‪12‬‬
‫ز‪ -‬ف ة السمات " خصا ص الشخصيات الر يسية في الص يفة عينة الدراسة ‪.‬‬
‫ح‪ -‬ف ة األساليب المتبعة " تبين الطرق واألساليب المتبعرة فري المعالجرة اإلخباريرة لت قيرق الهردف‬
‫من يا هي ت ليلية أو دعا ية ‪.‬‬

‫عاشرا ‪ :‬وحدات التحليل ‪:‬‬


‫تعتبر و دات الت ليرل فري مثرل هرذا النرو مرن الدراسرة أساسرية فري ال صرول علرى نترا ر‬
‫علمية وقد استخدم البا ا و دتين أساسيتين للقياس والعد هما ‪:‬‬
‫‪ -2‬و دة الكلمة ‪:‬‬
‫وهرري أص ر ر جررزء فرري المضررمون تررم وصررفه ت ررت الت لي رل ‪ ،‬لررتمكن مررن التعرررف علررى‬
‫المضمون بصرورة دقيقرة وواضر ة ‪ ،‬يرا تعبرر الكلمرة عرن معنرى أو رمرز أو مردلول أو‬
‫شررخص معررين واسررتخدمت للتعرررف علررى األلفرراظ ومصررطل ات وجرردت فرري مررتن المررادة‬
‫اإلخبارية ‪.‬‬
‫‪ -1‬و دة الموضو " السياق " ‪:‬‬
‫وتعتبر مرن أهرم الو ردات لت ليرل المضرمون وأكثرهرا إفرادة فري مثرل هرذه الدراسرات ‪ ،‬فقرد‬
‫اعتبرهررا البا ررا إ رردى الرردعامات األساسررية فرري ت ليررل المررواد اإلخباريررة الترري تسرراعد فرري‬
‫كشرف ادتجاهررات والقريم واألسررس التري تعتمررد عليهرا األخبررار موضرو الدراسررة ‪ ،‬وو رردة‬
‫الموضو أو الفكرة " السياق " عبارة تتضمن الفكرة التي يتركز عليها موضرو الت ليرل‬
‫‪ ،‬وت كون في ال الب جملة مختصررة وم رددة ‪ ،‬تتضرمن األفكرار وادتجاهرات التري ي تروي‬
‫عليها موضو الت ليل واعتماد و دة الموضو كو دة ت ليلة رغبتا من البا ا للوصول‬
‫إلى نتا ر دقيقة وواض ة وعلمية ‪.‬‬

‫الحادي عشر ‪ :‬مجتمع الدراسة والعينة ‪:‬‬


‫اعتمد البا ا في هذه الدراسة التي تقوم على ت ليل المضمون فري ت ديرد مجتمرع‬
‫الدراسة علرى أسرلوب العينرة ‪ ،‬التري يرتم سر بها مرن المجتمرع الكلري للدراسرة ‪ ،‬وذلرك وفقرا‬
‫للقاعدة األساسية التي يعتمد عليها هذا النو من الدراسات ‪ ،‬والتي تقول كلما كران مجتمرع‬
‫الدراسة متجانسا كلمرا كانرت اختيرار العينرة دقيرق ‪ ،‬ومجتمرع الدراسرة كبيرر ب يرا يصرعب‬
‫دراسررة مفرداترره بالدقررة والسرررعة فرري رردود الوقررت واإلمكانيررات المتا ررة ‪ ،‬وبالتررالي كانررت‬
‫ال اجررة ضرررورية ل عتمرراد علررى أسررلوب العينررة و جمهررا‪ ،‬شررريطة أن يترروفر فيهررا الدقررة‬
‫‪15‬‬
‫وتتساوى فرص ادختيار باإلضافة إلى جميع شروط اختيار العينة في مثل هذا النرو مرن‬
‫الدراسات ‪.‬‬
‫وقررد وضررع البا ررا ادعتبررارات العلميررة التاليررة لتخفررف مررن رردة األخطرراء وأوجرره‬
‫القصور ‪ ،‬التي تصا ب دراسات المسح بالعينة ‪:‬‬
‫‪ -2‬كلما كان المجتمع األصلي متجانسا ‪ ،‬أمكن تص ير جم العينة ‪ ،‬و ساب نسبة الخطل‬
‫فيها ‪.‬‬
‫‪ -1‬كلما س بت العينة بطريقة سليمة ‪ ،‬فان نتا ر الب ا لن تختلف كثيرا عن النترا ر التري‬
‫يمكن الوصول إليها من ذات المجتمع األصلي ‪.‬‬
‫‪ -4‬كلما أمكن صرر المجرال الزمنري والمكراني للمسرح ‪ ،‬كلمرا أمكرن التقليرل مرن األخطراء‬
‫التي تنتر عن الت ير في الظروف واألوضا ‪.‬‬
‫‪ -2‬كلما توفر للبا ا معرفة قوية بمجتمع الب ا ‪ ،‬كلما أمكن توجيه الدراسة توجيها دقيقا‬
‫‪.‬‬

‫أ‪ -‬مجتمع الدراسة ‪:‬‬


‫ص يفة الواشنطن بوست ‪ ،‬جريدة صبا ية تصدر يوميا ‪ ،‬ويقدر عدد النسخ التي تصدرها‬
‫يوميا ‪ 694.111‬نسخة و ‪ 2.185.111‬نسخة يوم األ رد ‪ .‬وتتكرون الواشرنطن بوسرت مرن‬
‫خمررس مكاتررب م ليررة ‪ ،‬وعرردد اثنرري عشررر مكتبررا داخررل العواصررم وعرردد ‪ 11‬مكتررب أخبررار‬
‫بالخار ‪.‬‬
‫ويرجع تاريخ ظهور ص يفة الواشرنطن بوسرت إلرى عرام ‪ ، 2966‬يرا أخرجهرا للوجرود‬
‫العقل ادستق لي الديمقراطي ستلسون هانشرتر ‪ ،‬كران أول عردد لهرا يروم الخمريس السرادس‬
‫من ديسمبر ‪ ،‬يا كانت تصدر في مدينة واشنطن ‪ ،‬وكانت تطبع ‪ 21.111‬نسخة يوميا ‪.‬‬
‫وتتكون من أربع صف ات وتبا بمبلغ ‪ 4‬سنتات للنسخة ‪ ،‬وفي عام ‪ 2815‬اشتراها جرون‬
‫ر ماكلين صا ب جريدة سنسناتي الكوابر ‪ ،‬وتضاعف عردد النسرخ وزادت فري األربراح ‪،‬‬
‫واستمرت في ود ها لل زب الديمقراطي ‪ ،‬وبعد وفاة ماكلين أصبح ابنه أدوارد هو الناشر‬
‫‪ .‬هاريرردنر ‪ ،‬فت ررت الص ر يفة أبوابهررا لل ررزب‬ ‫‪ .‬وكرران صررديق ورفيررق الررر يس وارن ‪.‬‬
‫الجمهوري األمر الذي أدى إلى انخفاه مبيعاتها ‪ ،‬وقلت النسرخ الصرادرة عنهرا ‪ ،‬وأخيررا‬
‫تم وضعها ت ت إشراف ال راسة القضا ية ‪ ،‬تم بيعت في المزاد العلني ‪ .‬وفي عام ‪2851‬‬
‫اشترت أسرة بني جراهام ص يفة الواشنطن بوست ‪ ،‬وأقيم لها مقرر جديرد بمبلرغ ‪ 7‬مليرون‬

‫‪17‬‬
‫دودر ‪ ،‬وترم ت جهيررزه بل رردا تقنيررات الطباعررة ‪ .‬وقرد انرردفع صررا ب الواشررنطن بوسررت فرري‬
‫شراء القنوات التلفزيونية ‪ ،‬فاشترى م طة ‪ WMBR‬في منطقرة جاكسرون فري فلوريردا فري‬
‫عام ‪ ،2854‬وم طة ‪ CBC‬كما اشترت الواشنطن بوست صر يفة خرر الصرباح المنافسرة‬
‫لها في مدينة واشنطن ‪ ،‬واشترت أيضا ص يفة واشنطن تايمز هارلد المسا ية ‪ ،‬وفي عرام‬
‫‪ 2872‬اشترى فليب جراهام مجلة نيوزويك ‪ ،‬وأصب ت جزء من شركة الواشنطن بوست‬
‫‪ ،‬وفي عام ‪ 2871‬انضرمت صر يفة لروس أنجلروس ترايمز وجريردة الخدمرة األخباريرة إلرى‬
‫الواشنطن بوست ‪ ،‬وشكلت معهرا أكبرر مركرز عرالمي لتوزيرع األخبرار ‪ ،‬وفري عرام ‪2876‬‬
‫أسسررت الواشررنط ن بوسررت مررع نيويررورك هارلررد تربيررون ‪ ،‬وشررركة وتننرري ص ر يفة هارلررد‬
‫تربيون الدولية ‪ ،‬وفي عام ‪ 2878‬اشترت الص يفة م طة ‪ ABC‬في ودية ميرامي ‪ ،‬وبلرغ‬
‫عدد جنسيات المراسرلين كتراب األعمردة فري الواشرنطن بوسرت عرام ‪ 12 ( 2864‬جنسرية )‬
‫وهم اآلن نقابيين دوليين من خ ل مجموعرة كتراب البوسرت ‪ ،‬وقرد بنرت الواشرنطن بوسرت‬
‫مقرا جديدا لها في نيويورك بتكلفة ‪ 15‬مليرون دودر ‪ ،‬وفري عرام ‪ 2881‬ترم تعيرين رونالرد‬
‫جراهرررام مرررديرا تنفيرررديا لهرررا ‪ ،‬وفررري شرررهر مرررايو ‪ 2884‬طرررورت الواشرررنطن بوسرررت مرررن‬
‫استخداماتها للتقنية المعلومرات ‪ ،‬وا تلرت صرف ة علرى شربكة ادنترنرت ‪ ،‬والتري تقردم فيهرا‬
‫الصر يفة بشرركل يررومي ‪ ،‬وفرري عررام ‪ 2888‬ظهرررت ألول مرررة صررور ملونررة فرري الصررف ة‬
‫األولى على ص يفة الواشنطن بوست ‪.‬‬

‫أسباب اختيارها ‪:‬‬


‫‪ -2‬قربها من مصدر القرار السياسي في الوديات المت دة ‪.‬‬
‫‪ -1‬تعتبر من بين اكبر الص ف اليومية التي تصدر وتوز في جميع أن اء العالم‬
‫‪.‬‬
‫‪ -4‬بها عدد من أبررز المراسرلين والصر افيين الرذين لهرم ترلثير علرى الررأي العرام‬
‫األمريكي والعالمي ‪.‬‬
‫‪ -2‬بها شبكة من مصادر األخبار ‪ ،‬جعلها تتبوأ مكانة برارزة فري كونهرا مرن أكبرر‬
‫مصادر األخبار في العالم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬العينة الزمنية ‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫قرررام البا رررا باختيرررار العينرررة ال زمرررة إلجرررراء ت ليرررل المضرررمون علرررى صررر يفة‬
‫الواشنطن بوست في فترة كم الر يس ري ان ‪ ،‬والتي بدأت من ‪ 12‬يناير ‪ 2892‬إلرى ‪12‬‬
‫يناير ‪. 2898‬‬
‫وقام البا ا باختيار العينرة مرن المجتمرع األصرلي للدراسرة ‪ ،‬بواقرع ‪ 87‬عرددا مرن‬
‫ص يفة الدراسة والتي صدرت في الفترة الم ددة ‪.‬‬
‫وعند بدء اختيار العينة ‪ ،‬فان البا ا ركز فري إجرراء ت ليرل المضرمون علرى ‪66‬‬
‫عررددا فقررط مررن ‪ 87‬عررددا وهررذه األعررداد ‪ 66‬تررم اختيارهررا ه ألنهررا نشرررت أخبررار تتعلررق‬
‫بموضو الدراسة وجاءت نسبة األعداد التي ت مل أخبارا عرن مواقرف القرذافي إلرى نسربة‬
‫األعداد الكلي للعينة ‪ ، %91.1‬واألعداد التي تم استبعادها نظرا لعدم اشتمالها على أخبار‬
‫تتعلق بمواقف القذافي من قضايا الت رر كانت على الن و التالي ‪:‬‬
‫‪ - 12‬إبريل ‪2892 -‬‬
‫‪ - 17‬يونيو ‪2892 -‬‬
‫‪ - 18‬سبتمبر ‪2892 -‬‬
‫‪ - 2‬فبراير ‪2891 -‬‬
‫‪ - 4‬إبريل ‪2891 -‬‬
‫‪ - 6‬أغسطس ‪2891 -‬‬
‫‪ - 9‬سبتمبر ‪2891 -‬‬
‫‪ - 21‬يناير ‪2894 -‬‬
‫‪ - 27‬مايو ‪2894 -‬‬
‫‪ - 28‬أغسطس ‪2894 -‬‬
‫‪ - 11‬نوفمبر ‪2894 -‬‬
‫‪ -17‬مارس ‪2892 -‬‬
‫‪ - 18‬يونيو ‪2892 -‬‬
‫‪ - 2‬سبتمبر ‪2892 -‬‬
‫‪ - 22‬يوليو ‪2895 -‬‬
‫‪ - 22‬أكتوبر ‪2895 -‬‬
‫‪ - 25‬يوليو ‪2896 -‬‬
‫‪ - 21‬ديسمبر ‪2896 -‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ - 29‬أكتوبر ‪2899 -‬‬
‫وعند اختيار عينة الدراسة وقعت جملة من العقبات أمام البا ا ‪ ،‬جاء من ضمنها أنه عند‬
‫ت ديد تاريخ العدد الذي سيكون ضمن العينة ‪ ،‬فان البا ا لم يتمكن من ال صول على نفرس العردد‬
‫‪ ،‬إما لعدم وجوده في األرشيف ‪ ،‬أو أنه لم يكن ضمن م تويات المجلد السرنوي ‪ ،‬األمرر الرذي دفرع‬
‫البا ا إلى اعتماد قاعدة ادستبدال عند تعذر ال صول على أي عدد من األعداد التي شملتها العينة‬
‫‪ ،‬وتقضرري هررذه القاعرردة باسررتخدام أقرررب يرروم يلرري اليرروم األصررلي ‪ ،‬أو األسرربو المختررار بالطريقررة‬
‫العشوا ية المنتظمة ‪ ،‬وقد صرت األعداد التي استخدمت معها قاعردة ادسرتبدال فري عشررة أعرداد‬
‫فقط ‪ ،‬وبلغ أعلى نسبة استبدل مدة خمسة عشر يوما وجاءت األعداد المستبدلة على الن و التالي ‪:‬‬
‫‪ -14‬مارس‪ 2892-‬استبدلت بالعدد ‪-2‬ابريل‪ 2892-‬بواقع ستة ايام ‪.‬‬
‫‪-41‬ديسمبر‪ 2892-‬استبدلت بالعدد ‪-42‬ديسمبر‪ 2892-‬بواقع يوم وا د ‪.‬‬
‫‪-7‬يوليو‪ 2891-‬استبدلت بالعدد ‪ - 9‬يوليو ‪ 2891 -‬بواقع يومين ‪.‬‬
‫‪-41‬سبتمبر‪ 2894-‬استبدلت بالعدد ‪-5‬أكتوبر‪ 2894-‬بواقع خمسة عشر يوم ‪.‬‬
‫‪-16‬إبريل‪ 2892-‬استبدلت بالعدد ‪-4‬مايو‪ 2892-‬بواقع ستة ايام‬
‫‪-41‬يوليو‪ 2892-‬استبدلت بالعدد ‪-4‬أغسطس‪ 2892-‬بواقع أربعة أيام ‪.‬‬
‫‪-9‬أبريل‪ 2895-‬استبدلت بالعدد ‪-27‬مايو‪ 2895-‬بواقع ستة أيام ‪.‬‬
‫‪-1‬يونيو‪ 2896-‬استبدلت بالعدد ‪-8‬يونيو‪ 2896-‬بواقع سبعة ايام ‪.‬‬
‫‪-2‬نوفمبر‪ 2896-‬استبدلت بالعدد ‪-11‬نوفمبر‪ 2896-‬بواقع إ دى عشر يوما ‪.‬‬
‫‪-28‬سبتمبر‪ 2899-‬استبدلت بالعدد ‪ 2899-8-18‬بواقع عشرة أيام ‪.‬‬
‫وتبدأ الفترة الزمنية للدراسة منذ بداية است م الرر يس ري ران ال كرم ‪ ،‬وتنتهري بنهايرة فتررة‬
‫وديته الثانية ‪ .‬بهذا فان فترة الدراسة كانت جديرة بالب را وادهتمرام العلمري ‪ ،‬رغبرة مرن البا را‬
‫في إضافة علمية ذات ع قة بالر ية األمريكية لسياسات ومواقف العقيد القذافي‪ ،‬والع قات الليبية‬
‫األمريكية ‪ ،‬كما تطر ها الص ف األمريكيرة ‪ ،‬يرا تعرد هرذه الدراسرة مرن الدراسرات القليلرة التري‬
‫تناولت الع قات الليبية ‪ -‬األمريكية في عهد الرر يس ري ران ‪ ،‬وكيرف عالجرت الصر ف األمريكيرة‬
‫هذه الع قات إع ميا من خ ل ما عرضته إ دى أكبر الم سسات الص فية األمريكية ‪.‬‬
‫واسررتنادا إلررى أن مجتمررع العينررة فرري الدراسررة متجانسررا ‪ ،‬ونظرررا ألهميررة العينررة ونجا هررا‪،‬‬
‫خاصة فري الدراسرات المسر ية ‪ ،‬والتري مرن بينهرا ت ليرل المضرمون ‪ ،‬اعتمردت هرذه الدراسرة علرى‬
‫اختيار العينة ‪ ،‬إذ يشير " سثمبل" في الدراسة التي قارن بها نتا ر خمس عينات بل جام ‪، 21 ، 7‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ 29 ، 12 ، 29‬عددا ‪ ،‬وأوض ت هذه العينات الخمسة أنها متفقة النتا ر أي أنها تر دي إلرى نترا ر‬
‫متشابهة(‪. )1‬‬
‫وبناء عليه ‪ ،‬اعتمد البا ا في دراسته هذه على استخدام الطريقة العشروا ية المنتظمرة فري‬
‫اختيرار العرردد المطلرروب مررن الصر يفة كعينررة للدراسرة ‪ ،‬فجرراءت علررى مسررتويات وأبعرراد ثابتررة علررى‬
‫اعتبار أن هذه الطريقة تتناسب مع مجتمع الدراسة الذي يسوده تجانس باإلضافة إلى مراعاة البعرد‬
‫الزمني بين كل عدد و خر ‪ ،‬تبعا لنسبة التمثيل إلى المجتمع األصلي للدراسة ‪.‬‬
‫وقد اعتم د البا ا في س ب العينة وفقا لمرا يعررف بالردورة الصرناعية ‪ ،‬يرا يرتم اختيرار‬
‫عدد اليوم األولى من الشهر األول ‪ ،‬لفترة الدراسة ‪ ،‬ثم عدد اليوم الثاني من الشهر الثاني وهكذا‪.‬‬
‫وفرري دراسررتنا هررذه أعتبررر اليرروم األول فرري اختيررار العينررة هررو وصررول الررر يس ري رران إلررى‬
‫الر اسة ‪ ،‬وتكون بذلك مشكلة الدراسة العلمية قد بدأت ‪ ،‬وبالتالي تم اختيار العينة في هذه الدراسرة‬
‫بطريقة الدورة الصناعية ‪ ،‬وذلك باختيار أول يوم بدأ فيه ري ان ر يس للوديات المت دة ‪ " ،‬اليروم‬
‫األول للمشكلة العلمية " من الشهر األول مرن السرنة األولرى ‪ ،‬واليروم الثراني مرن الشرهر الثراني مرن‬
‫السنة األولى وهكذا تى تنتهي السنة ويكرون اإلجمرالي (‪ )21‬عرددا فري السرنة‪ ،‬وعلرى اعتبرار أن‬
‫فترة الدراسة كانت ثماني سنوات ‪ ،‬جاء إجمالي العينرة المسر وبة مرن المجتمرع األصرلي ‪ 87‬عرددا‬
‫فقط ‪.‬‬

‫مبررات استخدام الدورة الصناعية في اختيار العينة ‪:‬‬


‫نقرردم جملررة مررن المبررررات الترري دفعررت البا ررا إلررى اعتمرراد الرردورة الصررناعية ‪ ،‬كلسرراس‬
‫دختيار العينة وهي كالتالي ‪:‬‬
‫‪ -2‬أكرردت العديررد مررن الدراسررات والب رروا علررى دقررة النتررا ر الترري تررم ال صررول عليهررا مررن خ ر ل‬
‫ادعتماد على الدورة الصناعية ‪ ،‬سواء كانت أسبوعية أو شهرية أو غيرهرا ‪ ،‬مرع نترا ر قامرت‬
‫على الت ليل وال صر الشامل خ ل فترة زمنية معينة ‪ ،‬وبمقارنة نترا ر األسرلوبين‪ ،‬وجرد أن‬
‫نتا ر متقاربة جدا في كلتا ال التين(‪. )2‬‬
‫‪ -1‬إن اسلوب الدورة الصناعية سواء كان أسبوعيا أو شهريا ‪ ،‬هو اسلوب علمي متبع ومعمول به‬
‫في ت ليل المواد األخبارية في عالم الص افة ‪ ،‬وفي كافة وسا ل ادتصال األخرى عمومرا فري‬

‫‪ - 1‬م مد سالم المتقي ‪ ،‬الخبر العسكري دراسة عن التقنية اإلخبارية ل رب الخلير الثانيرة ‪ ،‬رسرالة ماجسرتير غيرر‬
‫منشورة ‪ ،‬جامعة قاريونس ‪ ،‬مكتبة األداب قسم اإلع م ‪ ، 2885 ،‬ص ‪. 27‬‬
‫‪ - 2‬جامعة ليزونا ‪ ،‬المدخل إلى ب وا ادتصال الجماهيري ‪ ،‬ترجمة المركز العربي للب وا ‪ ،‬ب داد ‪، 2899 ،‬‬
‫ص ‪. 28‬‬
‫‪41‬‬
‫مختلف دول العالم ‪ ،‬فقد استخدم كثير من علماء ادتصال أمثال هارت ‪ HART‬دايكر ‪ECKIR‬‬

‫باإلضافة د‪ .‬سمير سين ‪ ،‬د‪ .‬عواطف عبد الر من وغيرهم(‪. )1‬‬


‫‪ -4‬ي كررد خبررراء ادتصررال واإلع ر م والمهتمررون بدراسرراته بلنرره فرري الررة إعررداد العينررات الخاصررة‬
‫بت ليل المضمون ‪ ،‬يجب أن يكون هناك هامم من ريرة التصررف ‪ ،‬ويتررك للبا را اختيرار‬
‫العينة التي تت م مع مشكلة الدراسة ‪ ،‬وهذا ما تتطلبه وت تمه طبيعة العينرة عمومرا ‪ ،‬يرا د‬
‫يوجد معيار مو د ل جم العينات ب يا يكون هو الص يح دون غيرره مرن المعرايير ‪ ،‬كرذلك د‬
‫يوجد قانون أو نظرية علمية ت كد ص ة أو خطل الشهر الصناعي(‪. )2‬‬
‫ووفقا لكل ما سبق ذكره اعتمد البا ا في دراسته عنرد اختيراره للعينرة بالدراسرة والت ليرل‬
‫على أسلوب الشهر الصناعي الدورة الصناعية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬السيد ام مد مصطفي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 124‬‬


‫‪ - 2‬عواطف عبد الر من ‪ ،‬نادية سالم ‪ ،‬ليلى عبد ال ميد ‪ ،‬ت ليل المضمون في الدراسات اإلع مية ‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪ ،‬ص ‪. 112‬‬
‫‪42‬‬
‫الثاني عشر ‪ :‬أساليب وأدوات جمع البيانات والمعلومات ‪:‬‬
‫تتنو أساليب وأدوات جمع البيانات وتختلف من دراسرة ألخررى ‪ ،‬وذلرك وفقرا لطبيعتهرا ‪،‬‬
‫وفي أغلب األ يان يختار البا ا لدراسته أسراليب متعرددة لجمرع البيانرات والمعلومرات المطلوبرة (‬
‫األوليررة والثانويررة ) للدراسررة باإلضررافة إلررى أنرره ي رردد طبيعررة المصررادر الترري يسررتقي منهررا البيانررات‬
‫والمعلومات والتي قد تفره على البا ا ابتدا أساليب وأدوات جديدة لجمع البيانات والمعلومات‬
‫المطلوبة ‪.‬‬
‫اعتمدت هذه الدراسة وفقا لموضوعها ومشكلتها على عدة أساليب والتي أرى أنها ساعدت‬
‫على اإليفاء بلغراه الدراسة وأهدافها وتجميع المعلومات بصورة علمية دقيقة وهي كالتالي ‪:‬‬
‫أوال – األسلوب المكتبي ‪:‬‬
‫علررى الجانررب المعرفرري مررن الكتررب‬ ‫لإللمررام بجميررع متطلب ر ات الدراسررة نظريررا تررم ادط ر‬
‫والدراسررات والب رروا ذات الصررلة بموضررو الدراسررة بشرركل عررام والع قررات الليبيررة – األمريكيررة‬
‫والص افة األمريكية بشكل خاص ‪.‬‬
‫ثانيا – استمارة تحليل المضمون ‪:‬‬
‫وتعتبررر أداة ر يسررية لجمررع البيانررات والمعلومررات فرري الدراسررات الت ليليررة ولطبيعررة هررذه‬
‫الدراسة كانت استمارة ت ليل المضمون أداة ر يسية اعتمدت عليها في جمرع المعلومرات والبيانرات‬
‫لإللمررام بمتطلبررات الدراسررة الت ليليررة بصررورة دقيقررة ومتماسرركة ومبسررطة ‪ ،‬وفقررا للقواعررد والمبررادئ‬
‫العلمية المتفق عليها في مثل هذه الدراسات ‪.‬‬
‫واسرتمارة ت ليرل المضررمون تروفر للبا را إطررارا م رددا لتردوين المعلومررات التري ي تاجهررا‬
‫وذلك بتصميمها بطريقة تتفق وأغراه الت ليل ‪ ،‬باإلضافة إلى ما يلزم من تصميم جداول لتفريرغ‬
‫استمارة الت ليل والتي تعتمد على الف ات وصود إلى ت ليل مضمون األخبار التري تتنراول مواقرف‬
‫العقيد القرذافي مرن قضرا يا الت ررر العرالمي فري صر يفة الواشرنطن بوسرت األمريكيرة مرن النرا يتين‬
‫الكمية والكيفية وقد تم التوصل إلى الصورة النها ية دستمارة الت ليل بعرد إتمرام إجرراءات الت كريم‬
‫إذ عرضررت علررى مجموعررة مررن المتخصصررين فرري الدراسررات اإلع ميررة والسياسررية كمررا اختبرررت‬
‫ية ادسرتمارة للتطبيرق‬ ‫ادستمارة من قبل البا ا على عينة مرن صر ف الدراسرة للتلكرد مرن صر‬
‫على ف ات الت ليل التي تم اختيارها في الدراسة ‪.‬‬
‫وادستمارة بشكلها النها ي تتضمن ف ات الت ليل الكمي والكيفري معرا وهري تفري بمتطلبرات‬
‫الدراسة التي تعتني بت ديد مضمون األخبار التي تتناول مواقف العقيد القرذافي مرن قضرايا الت ررر‬
‫العالمي وتدور ادستمارة ول الم اور التالية ‪:‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ -2‬ف ات الشكل وتشتمل على ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اسم الص يفة ‪ ،‬تاريخ النشر ‪ ،‬والفكرة األساسية التي يدور ولها الخبر ‪.‬‬
‫ب‪ -‬عدد األخبار التي نشرت خ ل السنوات التي تناولتها الدراسة ‪.‬‬
‫‪ -‬مكان النشر ‪ ،‬سواء من يا نو الصف ة أو موقع الخبر على الصف ة ‪.‬‬

‫‪ -1‬ف ات المضمون وتشتمل على ‪:‬‬


‫أ‪ -‬نو الخبر من يا موضوعاته التي يتضمنها ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ا تواء الخبر على راء أو قا ق أو ك هما معا ‪.‬‬
‫‪ -‬وسا ل التلكيد على مصداقية المادة الخبرية المنشورة ( الشخصيات ) ‪.‬‬
‫د‪ -‬مصادر األخبار التي اعتمدت عليها الص يفة في المعالجة اإلخبارية ‪.‬‬
‫ه‪ -‬األساليب اإلخبارية التي استخدمت في معالجة األخبار ‪.‬‬

‫وبعد تصميم استمارة الت ليل وت ديد ف اتها تم وضع التعريفات اإلجرا ية الخاصة بكل ف ة‬
‫من ف ات الت ليل الواردة فري ادسرتمارة وذلرك بهردف ت ويرل المفراهيم المجرردة فري ادسرتمارة إلرى‬
‫مفاهيم إجرا ية يمكن معرفتها وقياسها على الص يفة موضع الدراسة والت ليل من نا ية ولضمان‬
‫ضبط أ كام عملية الت ليل وتسهيل إجراءات قياس الصدق فيما بعد من نا ية أخرى‪.‬‬
‫وكاجراء وقا ي يسعى إليه أي با ا دوما لكي يتلكرد مرن سر مة اسرتمارة الت ليرل وكرذلك‬
‫يتها للقيراس ‪ ،‬قرام‬ ‫التعريفات الخاصة بكل ف رة مرع أهرداف الدراسرة وفروضرها وتسرا دتها وصر‬
‫رأيهرم فري‬ ‫البا ا بعره هذه ادستمارة على بعه المتخصصين في ت ليل المضمون دستط‬
‫يتها لمثل هذا النو من الدراسات ‪.‬‬ ‫س متها وص‬

‫‪44‬‬
‫الثالث عشر ‪ :‬تطبيق إختباري الصدق والثبات ‪:‬‬
‫بعد إعداد استمارة ت ليل المضمون ‪ ،‬ترم تطبيرق اختبراري الصردق والثبرات عليهرا ‪ ،‬للتلكرد‬
‫يتها للتطبيق في الت ليل ‪ ،‬وكانت على الن و التالي ‪:‬‬ ‫من ص‬
‫‪ -2‬صدق الت ليل ‪:‬‬
‫بعد ت ديد الف رات وو ردات الت ليرل وتعريفهرا ‪ ،‬قرام البا را بعرره مقيراس الت ليرل علرى‬
‫ية ادستمارة ‪ ،‬ووفقا ألداء الم كمين ثرم‬ ‫م كمين للتعرف على ص ة القياس ومدى ص‬
‫ذف وتعديل وإضافة بعه الف ات ‪ ،‬ليصبح المقياس في صرورته ال اليرة مناسربا لت قيرق‬
‫أهداف ت ليل المضمون ‪ ،‬وتبين أن درجة الصدق للمقياس = ‪ 81‬درجة وهي درجة عالية‬
‫يته للتطبيق في هذه الدراسة ‪.‬‬ ‫تدل على صدق المقياس ‪ ،‬وص‬
‫‪ -1‬ثبات الت ليل ‪:‬‬
‫ية مقيررا س الت ليررل دبررد أن يكررون ثابتررا يصررلح ل سررتخدام بررين م للررين‬ ‫للتلكررد مررن ص ر‬
‫مختلفين ‪ ،‬وعلى فترات مختلفة ‪ ،‬والثبات يعني إمكان تكرار الت ليل وال صول على نتا ر‬
‫ثابتة ‪ ،‬وللتلكد من وجرود درجرة ثابترة مرن ادتسراق برين البرا ثين القرا مين بالت ليرل أي أن‬
‫يتوصل كل با ا إلى نفس النتا ر بتطبيق نفس الف ات والو دات علرى نفرس المضرمون ‪،‬‬
‫وفي اتساق زمنري مرع هرذه النترا ر إذا ترم الت ليرل فري أوقرات مختلفرة ‪ ،‬وكلمرا قرق ت ليرل‬
‫المضمون درجة عالية من ادتساق على هرذين البعردين ‪ ،‬ازدادت درجرة الثقرة وادسرعتماد‬
‫على استمارة ت ليل المضمون(‪. )1‬‬
‫وفي هذا الصدد قام البا ا بتطبيق اختبار الثبات هوليستي مع نفسه علرى فتررتين‬
‫متباعدتين ‪ ،‬للتلكد من الثبات في هذا المقياس ‪ ،‬فتم إجراء اختبار الثبات على عينة عامين‬
‫من إجمالي الفترة الزمنية للدراسرة ‪ ،‬وبنسربة ‪ %42.1‬مرن إجمرالي العينرة الكلري ‪ 66‬عرددا‬
‫وبعد أسبوعين من إجراء اختبار الثبات األول ‪ ،‬تم تطبيق ادختبار على نفس العينة للتلكد‬
‫من ثبات الت ليل بين البا ا ونفسره ‪ ،‬تبرين أن درجرة الثبرات تصرل إلرى ‪ %85‬وهرذا يردل‬
‫يته للتطبيق والقياس‪.‬‬ ‫على ثبات المقياس ‪ ،‬ووضو ه وص‬

‫‪42‬‬
‫الفصل االول‪:‬‬
‫تاريخ الصحافة األمريكية‬

‫‪ - 1‬سمير سن ‪ ،‬ت ليل المضمون ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 212-228‬‬


‫‪45‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬الصحافة األمريكية‬
‫مـدخــل ‪:‬‬
‫تع ر د الص ر افة األمريكيررة صررناعة مزدهرررة ‪ ،‬ترروفر سررب إ صررا يات منظمررة اليونيسرركو‬
‫‪1‬‬
‫مررن‬ ‫رروالي ‪ %2.5‬مررن اإلنتررا الصررناعي للوديررات المت رردة( )‪ ،‬وهرري بررذلك تسررتخدم كمررا هررا‬
‫المروظفين فيهررا ‪ .‬فهري تعررد صر افة عصررية إلررى ابعررد مردى ‪ ،‬خاصررة بعررد دخرول مجررال الصر افة‬
‫اإللكترونية ‪.‬‬
‫يا نجد أن الص افة األمريكية غير متمركزة ‪ ،‬ولكنها في نفرس الوقرت متمركرزة لل ايرة‬
‫فرري مجررال مصررادر األخبررار مررن خ ر ل وجررود وكررادت أنبرراء عالميررة ‪ ،‬وارتبرراط أضررخم الص ر ف‬
‫األمريكية بقناة بنك النصوص ‪ ،‬والمواضيع لبيع أعدادها ‪ .‬وتنشر أشهر تعليقات الم للين ‪ ،‬األمرر‬
‫ررظ تمتررع‬ ‫الررذي يرردفع بالص ر ف إلررى نشررر م وضرروعات لكبررار الصرر افيين فرري عرردد منهررا ‪ ،‬ون‬
‫المجموعات الص افية في مجتمرع الصر افة األمريكري بنفروذ كبيرر جردا ‪ ،‬وهري تسراهم إلرى جانرب‬
‫وظا فها في اإلذاعة والتلفزيون وشبكات التل راف والنشر أيضا ‪.‬‬
‫ويرى بير البير أنه " في عام ‪ 2891‬تبين أن من ضمن ‪ 2622‬جريردة يوميرة توجرد ‪741‬‬
‫( والي ‪ %46‬من الطبعات اإلجمالية ) مستقلة ‪ ،‬أما ‪ 2222‬األخرى فهي تتبع مجموعرة صر افية‬
‫‪2‬‬
‫وا دة "( ) ‪.‬‬
‫وأهم المجموعات التي توجد في مجتمع الص افة األمريكية هي مجموعة ‪ ، Gannet‬وهي‬
‫تهيمن على ‪ 91‬جريدة ‪ ،‬وهناك ‪ 22‬مجموعة تضرم كرل منهرا أكثرر مرن أربرع صر ف يوميرة‪ ،‬أمرا‬
‫العشر مجموعات البال ة األهمية فانها تهيمن على ‪ %46‬مما ينشر في الص ف اليومية ‪.‬‬
‫ررظ أن ترروتر بيررع الص ر ف اليوميررة فرري الوديررات المت رردة يتزايررد ترردريجيا ‪ ،‬غيررر أن‬ ‫ون‬
‫المدقق في هذا التزايد يل ظ أنه د يتمشى مع عدد السكان في الفترة الواقعة مرا برين ‪2894-2855‬‬
‫‪ .‬لقد كان عدد النسخ بالنسبة لكل ‪ 2111‬مواطن ‪ 448‬ثم أصبح ‪ 161‬نسخة ‪.‬‬
‫وبالنظر إلى الثبات النسبي في عدد الصر ف اليوميرة األمريكيرة ‪ ،‬يخفري فري قيقرة األمرر‬
‫تمركز متزايد ‪ ،‬ألن تلسيس الص ف الص يرة في بعه األقاليم والمدن يتوازى تمامرا مرع اختفراء‬
‫كثير من الص ف الكبرى في المدن الكبرى ‪.‬‬

‫‪ - 1‬بير البير ‪ ،‬الص افة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 221‬‬


‫‪ - 2‬المهدي المنجرة ‪ ،‬مفهوم اقتصاد اإلع م وأهميته في إطار المجتمع اإلع مي ‪ ،‬المتوقع ‪ ،‬منشورات الندوة ‪،‬‬
‫مقدم إلى ندوة روما ‪ ، 2892‬ص ‪. 28‬‬
‫‪47‬‬
‫وتشير التقارير الصادرة عن المعهد الردولي للصر افة عرام ‪2896‬ف ‪ ،‬بلنره لرو ظ أن مرن‬
‫ضمن ‪ 77‬ألف مدينة أمريكية توجد ‪ 2522‬مدينة تملك كل منها ص يفة وا دة على األقل ‪ .‬بل إنه‬
‫داخررل كررل ‪ 295‬مدينررة مررن هررذه المرردن توجررد ص ر يفتان م ليترران لكررل منهررا ‪ .‬واألغلررب أن هرراتين‬
‫الص يفتين عبارة عن ص يفة مزدوجرة ( صربا ية ومسرا ية ) تصردر عرن م سسرة وا ردة ‪ .‬وفري‬
‫السررنوات األخيرررة أصرربح عرردد المرردن الترري تملررك صر فا متنافسررة بكررل معنررى الكلمررة د يتعرردى ‪21‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬وبالنظر إلى الص افة األمريكية نجد أن أكثر ما يميزها عن غيرها هي المكران الر رب‬ ‫مدينة‬
‫لإلع ر ن الص ر في ‪ ،‬ا ألمررر الررذي تطلررب زيررادة فرري عرردد صررف ات الص ر يفة ‪ ،‬يررا ارتفررع عرردد‬
‫صف ات الجريردة مرا برين عرام ‪ 2891-2825‬مرن الصر ف التري تروز مرا د يقرل عرن ‪ 211‬ألرف‬
‫نسخة من ‪ 11‬صف ة إلى ‪ 76‬صف ة ‪ ،‬األمرر الرذي تسربب بالترالي فري تخفريه مسرا ات الت ريرر‬
‫إلى ‪ %47‬من المسا ة اإلجمالية لعدد الصف ات ‪.‬‬
‫ومن أكثر المرات التي كبر فيها جم ص يفة أمريكية ‪ ،‬والتي سجلت بموسوعة الص افة‬
‫األمريكية ‪ ،‬وصل عدد صف ات " جريدة نيويورك تايمز الصادر في ‪ 26‬أكتوبر ‪ 2875‬إلى ‪225‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬ونظرا دتسا الرقعة الج رافية للوديات المت دة األمريكية‬ ‫صف ة ‪ ،‬وكان يزن ‪ 4.52‬كجم "‬
‫ررظ عرردم وجررود ص ر ف يوميررة قوميررة ‪ ،‬لكررن بعرره الص ر ف (مثررل الواشررنطن بوسررت ‪،‬‬ ‫فاننررا ن‬
‫والنيويورك تايمز ‪ ،‬وكريستان ساينس مونيتر) تجد جميعها قراء في مختلف أن اء الب د‪.‬‬
‫غير أن ادستفادة من تقنيات الطباعة عن بعد مكرن صر يفة ‪ ،‬مثرل يرو ‪ .‬أس ‪ .‬مرن طباعرة‬
‫مليون نسخة عام ‪ ، 2892‬ومما سبق يتضح لنا مردى ضرخامة ال يراة الصر فية األمريكيرة ‪ ،‬األمرر‬
‫الذي يدفع بنا إلى ضرورة التوقف على بدايات الص افة األمريكية ‪ ،‬وأهم مسيرات تطورها ‪ .‬وما‬
‫هري الوظررا ف الترري تنفرررد بهررا صر افتها ومررا أهررم ميزاتهررا ؟ ثررم دبررد مررن التعرررف علررى النظريررات‬
‫الص افية التي عملت الص افة األمريكية بها ‪ ،‬في ظل تاريخ الص افة العالمية ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬نشأة وتطور الصحافة األمريكية ‪:‬‬


‫كانت ص يفة " الوقا ع العامة الخارجية والم ليرة " أول صر يفة أمريكيرة تصردر فري ‪15‬‬
‫سبتمبر ‪ ، 2781‬وهي نشرة صدر منها عدد فقط ‪ ،‬ألنها طبعت بدون علم أو موافقة السلطات ‪.‬‬
‫وبعرد أربعرة عشررر عامرا وفرري ‪ 12‬أبريرل ‪ 2612‬أصردر جررون كامبرل ر رريس مكترب البريررد‬
‫الص يفة األمريكية الثانية في مدينة بوسطن ‪ ،‬ت ت اسم ( بوسطن نيوز ليتر " ‪.‬‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ص ‪. 221‬‬


‫‪ - 2‬م وية الشاهد ‪ ،‬ادتصال وال كومة العالمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 211‬ديسمبر ‪2884‬ف ص ‪. 44‬‬
‫‪46‬‬
‫لكن الم رخين للصر افة األمريكيرة يررون أن أول صردور فعلري للصر افة ‪ ،‬كران علرى يرد‬
‫بنجامين فرنكلين عام ‪ 2619‬في صر يفة بنسرلفانيا غازيرت فري في دلفيرا ‪ .‬ويشرير ريفيرر إلرى " أن‬
‫نشر الص ف في البداية اقتصر علرى ر سراء مكاترب البريرد ألسرباب وجيهرة مرن وجهرة نظرر ذلرك‬
‫العصر ‪ ،‬فمن وجهة نظر ال كومة كان ر ساء مكاتب البريرد خيرر الناشررين ‪ ،‬فقرد كانرت أفكرارهم‬
‫هي أفكار الطبقة ال اكمة ‪ ،‬وعلى هذا األساس فانهم يسيرون في خط السياسة المعدة مرن ال كومرة‬
‫‪ ،‬فض على أن ر يس البريد يرى المسافرين ‪ ،‬وتصل إليه الص ف الخارجية ‪ ،‬فكان مركزا قويا‬
‫جامعا ل‪،‬خبار ‪ ،‬وكذلك إعفاء ر ساء مكاتب البريد من أجرة البريد ‪ ،‬وقرد مكنرتهم ضر لة التكراليف‬
‫‪1‬‬
‫من توزيع ص فهم "( ) ‪.‬‬
‫ظة هنا أن الص ف التي صدرت في المستعمرات األمريكيرة ‪ ،‬كانرت تعراني‬ ‫وتجدر الم‬
‫من ض وط ال اكم التابع للتا البريطاني ‪ ،‬وقد شجع ذلك على اندد الثورة األمريكية ل سرتق ل‬
‫عن بريطانيا ‪.‬‬
‫ووفقا لر ية البا ا لتاريخ الص افة األمريكية منذ نشلتها ‪ ،‬و تى تطورها ‪ ،‬فاننا نقتصر‬
‫على دراسة خمس مرا ل من تطور الص افة األمريكية ‪:‬‬

‫أوال‪ -‬صحافة الثورة ‪:‬‬


‫كانت المستعمرات التري كونهرا المسرتوطنون تردين للترا البريطراني ‪ ،‬غيرر أنره ومرن جهرة‬
‫ثانية وجد رأي عام ساخط على الملك والملكية ‪ ،‬وهذا الرأي تكون لدى المهاجرين األثرياء والذين‬
‫هاجروا نتيجة ادضطهاد السياسي أو الديني ‪.‬‬
‫ولم تستطع بريطانيا أن تمضي في سياستها مع مواطنيها في أمريكا على الن و الذي كانت‬
‫تتبعه في سا ر المستعمرات ‪ ،‬بل كان لكل مستعمرة اكم يعينه الملك ‪ ،‬ومجلس ينتخبه الشعب في‬
‫المستعمرة ‪.‬‬
‫وفرري منتصررف القرررن الثررامن عشررر برردأ البرلمرران البريطرراني يسررن قرروانين جررا رة فرري ررق‬
‫المسررتعمرات ‪ ،‬وفرري هررذه األثنرراء دعررا بنجررامين فرررانكلين عررام ‪2652‬م إلررى الو رردة بررين الوديررات‬
‫األمريكيررة ‪ ،‬وقررد أدلررت الص ر افة برردلوها فرري هررذا الخضررم ‪ ،‬يررا يشررير إبررراهيم عبرردو إلررى " أن‬

‫‪ - 1‬وليام ريفير ‪ ،‬تيودربتيرسون ‪ ،‬ماي رجنس ‪ ،‬وسا ل اإلع م في المجتمع ال ديا ‪ ،‬ترجمرة إبرراهيم إمرام ‪ ،‬دار‬
‫المعرفة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬بدون تاريخ ‪ ،‬ص‪. 72‬‬
‫‪49‬‬
‫الص افة منذ ‪ 2651‬وهي تناقم المسا ل السياسية ‪ ،‬وتشارك بالرأي ‪ ،‬وتهاجم القوانين التي سرنها‬
‫‪1‬‬
‫البرلمان البريطاني "( ) ‪.‬‬
‫وامررت‪،‬ت فرري تلررك الفترررة الص ر ف األمريكيررة بالنقررد والرردعوة إلررى ادنفصررال عررن التررا‬
‫البريطاني ‪ ،‬وكان أكثر القوانين التي أثارت الص افة األمريكية وقتها ‪ ،‬هو قانون (الدم ة) والرذي‬
‫يفره هذا القانون على المستوطنين أن يضعوا الص ف والوثا ق واألوراق الرسرمية علرى ورقرة‬
‫مدموغة ‪ ،‬عليه ضريبة معينة ‪ ،‬وصدرت أيضا قوانين تفره ضرا ب على ادع نات التي تنشر‬
‫‪2‬‬
‫في الص ف( ) ‪.‬‬
‫وقبيل تطبيق القانون ظهرت الص ف لمدة أسبو مجللرة بالسرواد ‪ ،‬ثرم ظهررت بكرل جررأة‬
‫دون أن تكون مطبوعرة علرى الرورق المردموك ‪ ،‬كمرا ظهررت صر ف لريس عليهرا اسرم ود تراريخ‪،‬‬
‫فلصب ت أمام القانون نشرة عادية وليست ص يفة ‪.‬‬
‫ويشير م مود نجيب إلى أن الت زر بين الص ف فريد في تراريخ الصر افة األمريكيرة ‪ ،‬إذ‬
‫اجتمعرت علرى ت ردي هررذه القروانين ‪ ،‬سرواء كانررت صر ف ملكيرة ‪ ،‬أو صر ف وطنيرة ‪ ،‬فلرم تظهررر‬
‫‪3‬‬
‫جريدة وا دة على الورق المدموك "( ) ‪.‬‬
‫وف ر ي تقررديرنا أن لهررذه الص ر ف فض ر كبيرررا فرري قيررام الثررورة الترري انتهررت بقيررام الوديررات‬
‫المت دة في التاريخ ‪ ،‬وإنهاء الصلة األساسية التي كانت تربطها بالتا البريطاني ‪.‬‬
‫فقبل أن يصل جور واشنطن إلى سردة ال كرم كرلول ر ريس للوديرات المت ردة األمريكيرة‪،‬‬
‫أ اط نفسه بمجموعة من ال ص افيين ‪ ،‬وكران أشرهرهم تومراس برين ‪ ،‬والرذي كران يكترب فري مجلرة‬
‫يا دعا من خ ل مقادته إلى تطو الشباب األمريكي في الجيم األمريكي ‪ ،‬و ثهم‬ ‫بنسلفانيا ‪،‬‬
‫على ماية الثورة ‪ " .‬وكانت ص ف بوسطن أقوى ص ف الثورة ‪ ،‬وخاصة بوسطن غازيت التي‬
‫كان ي ررها بنجامين أيدز وجون جيل يا اربا بمقادتهما الملكية ‪ ،‬األمرر الرذي زاد فري روا‬
‫‪4‬‬
‫الص يفة إلى أن وصل توزيعها إلى ألف نسخة نذاك "( ) ‪.‬‬

‫‪ - 1‬إبراهيم عبدو ‪ ،‬تاريخ الص افة األمريكية ‪ ،‬مكتبة سجل العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 2852 ، 2‬ص ‪. 11-28‬‬
‫‪ - 2‬طلعت همام ‪ ،‬ما ة س ال من الص افة ‪ ،‬موسوعة اإلع م والص افة ‪ ،‬دار الفرقان ‪ ،‬م سسة الرسالة ‪ ،‬عمان‬
‫‪ ،‬ط‪ ، 2894 ، 2‬ص‪. 46‬‬
‫‪ - 3‬م مود نجيب أبو الليل ‪ ،‬تاريخ الص افة في أوروبا وأمريكا ‪ ،‬مكتبة سجل العرب ‪ ،‬ط‪ ، 2‬القاهرة ‪، 2852 ،‬‬
‫ص‪. 26‬‬
‫‪ - 4‬إبراهيم عبدو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 12‬‬
‫‪48‬‬
‫وفي سنة ‪ 2661‬ظهرت في بوسطن جريدة هامة ‪ ،‬فاقت الجازيت وهي ص يفة جاسروس‬
‫ماسوتشسي ‪ ،‬لصا بها الص في الشاب ايزايا توماس ‪ ،‬وكان شعار الصر يفة أنهرا " مفتو رة لكرل‬
‫األ زاب ‪ ،‬لكنها د تخضع ألي زب " ‪.‬‬
‫ورغررم م رراودت جاسرروس ماسوتشسرري البقرراء فرري ال يرراد ‪ ،‬إد أنرره اختررار ادتجرراه ن ررو‬
‫الوطنيين ‪ ،‬وأصب ت ص يفته سج للثورة ‪ ،‬يا دعت إلى ادستق ل والكفاح من أجل ال ريرة‪،‬‬
‫األمر الذي زاد في أسهمها لردى القرراء ‪ ،‬وارتفعرت مبيعاتهرا إلرى أربعرة دف نسرخة يوميرا‪ ،‬وهرو‬
‫قدر لم توزعه جريدة من قبل ‪.‬‬
‫وفي تلك الفترة لم يكن في بوسطن ص ف ثورية فقط ‪ ،‬برل كران هنراك صر ف تميرل إلرى‬
‫ال كومة البريطانية والملك ‪ ،‬ألن الثورة لم تعلرن ادنفصرال فري البدايرة علرى الروطن األم ‪ ،‬وكانرت‬
‫ص يفتا بريد المساء وبوست بروي صر يفتين متعراونتين بشركل ملفرت للنظرر ‪ ،‬ممرا جعرل األ ررار‬
‫‪1‬‬
‫يطلقون عليهما اسم " توأم سيام في ص افة القرن الثامن عشر "( ) ‪.‬‬
‫وكان في في دلفيا ص ف ثورية ‪ ،‬من أكبرها ص ف بنسلفانيا جورنال ‪ ،‬وبنسلفانيا باكرت‬
‫‪ ،‬بنسلفانيا غازيت ‪.‬‬
‫وكرران م رررر الجورنررال وليررام برادفررورد الثالررا ‪ ،‬يررا كرران صرر فيا وصررا ب ترراريخ‬
‫عسكري ‪ ،‬وترقى في الجيم ترى وصرل إلرى رتبرة كولونيرل ‪ ،‬وكران يرسرل إلرى صر يفته أخبرار‬
‫ال رب ‪ ،‬وش ل بذلك ألول مرة في تاريخ الص افة األمريكية وظيفة المراسل ال ربي ‪.‬‬
‫ويشير فرانسوا تير أن " الص افة خ ل الثورة ترلثرت بال الرة التري سرادت المسرتعمرات‪،‬‬
‫فرغم نجاح الصر ف الثوريرة وال ياديرة ‪ ،‬إد أنهرا تعرضرت لضر ط مرن الصر ف الملكيرة و رزب‬
‫الملك ‪ ،‬األمر الذي اضطرها إلى الفرار والمهاجرة ‪ ،‬كما دا للص ف بوسطن ‪.‬‬
‫ومن أكثر العقبات التي واجهت الص ف الثورية كما يررى فرانسروا هري اجاتهرا للرورق‪،‬‬
‫الذي منع األسطول البريطاني اسرتيراده ‪ ،‬ولكرن مرالكي الصر ف اتجهروا إلرى بنراء مصرانع للرورق‬
‫‪2‬‬
‫خاصة بهم م ليا ‪ ،‬رغم رداءة الورق ‪ ،‬إد أن الص ف استمرت ولم تتوقف "( ) ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنا إلى أن ص افة الجيل من ‪ 2694-2675‬لم تقتصر في نشراطاتها علرى‬
‫أخبار السياسرة وال ررب ‪ ،‬برل كانرت لل روادا المثيررة التري تقرع فري المردن والوديرات نصريب فري‬

‫‪ - 1‬وليام ريفير ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 52‬‬


‫‪ - 2‬فرنسوا تير ‪ ،‬بيار البير ‪ ،‬تاريخ الص افة ‪ ،‬ترجمة عبد هللا نعمان ‪ ،‬المنشورات العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬سلسلة ماذا‬
‫تعرف (‪ )11‬بدون تاريخ ص ‪. 26‬‬
‫‪21‬‬
‫النشر ‪ ،‬كما أنها عنيت بلخبار العواصف واألوب ة والم صودت والوفيرات والرزوا وغيرهرا مرن‬
‫األولويات ‪.‬‬
‫كمررا أن اإلع ر ن الص ر في انررتعم بشرركل مل رروظ فرري الصرر ف ‪ ،‬فبعررد أن كانررت ترروز‬
‫الص ف فقط م ات النسخ ‪ ،‬بلغ توزيرع بعضرها ‪ 9‬دف نسرخة ‪ ،‬وهرو رقرم كبيرر جردا وقتهرا ‪ ،‬كمرا‬
‫ارتفع سعر اإلع ن أيضا ‪ ،‬وشرهدت هرذه الفتررة ألول مررة ظهرور صر يفة شرهرية اسرتمرت ن رو‬
‫سنتين ‪.‬‬

‫دور الصحافة في انتصار الثورة ‪:‬‬


‫يبدو واض ا بشركل جلري ‪ ،‬أن أكثرر مرا صرلت عليره صر ف الثرورة هرو ا تررام‬
‫الرأي العام األمريكي لها ‪ ،‬بشكل ملفت في تاريخ الص افة األمريكية ‪.‬‬
‫فقد عملت ص افة المستعمرات علرى كشرف نقرا ص ال كرام ‪ ،‬وت مرل الصر فيون‬
‫السجن وادضطهاد واإلهانة قبل الثورة ‪ ،‬يا مل الص فيون راية الثرورة قبرل بردايتها‪.‬‬
‫اسما في مواجهة الظلم ‪ ،‬فكانت الص افة‬ ‫ونظر الرأي العام لوجود الص افة بلنها عام‬
‫اسررما فرري اإل ي رراء بالنهايررة األكيرردة للظلررم ‪ ،‬وانتصررار الثررورة وقررد نج ررت وأعلررن‬ ‫عررام‬
‫ادستق ل ‪.‬‬
‫والجردير بالررذكر " أن الررراي العررام وجررد أن الصر افة أثرررت فرري مجريررات األمررور‬
‫تلثيرا قويا ‪ ،‬وقد أثر زعماء الثورة األمريكية في الرأي العام مرن خر ل الصر افة ‪ ،‬يرا‬
‫‪1‬‬
‫ساهم جور واشنطن في اإلنتا الص في األمريكي ‪ ،‬فلصدر ص يفة نيوجرسي "( ) ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬صحافة البنس ‪:‬‬
‫كانت الص افة في مطلع القرن التاسع عشر غالية الثمن ‪ ،‬د يسرتطيع انتقاءهرا إد‬
‫عدد قليل من النراس ‪ ،‬وكانرت الظراهرة الملفترة للنظرر فري تراريخ الصر افة األمريكيرة سرنة‬
‫‪ 2944‬إلررى سررنة ‪ 2971‬هرري ظهررور الص ر افة الرخيصررة السررعر ‪ ،‬وهرري مررا أطلررق عليرره‬
‫(ص ف البنس) ‪ ، nenny Pepar‬تى تصبح هذه الرسالة ادجتماعية في متناول الناس ‪.‬‬
‫وكرران لظهررور البررنس رردا عظيمررا فرري ترراريخ الص ر افة األمريكيررة ‪ ،‬يررا اتسررم‬
‫ظهورها بمظهر جديد من الفن الص في ‪ ،‬ساعد على انتشارها ورواجها ‪.‬‬

‫‪ - 1‬لمزيد من ادط على الص افة األمريكية فترة الثورة راجع ‪:‬‬
‫‪ -I‬أوليفر جريمان ‪ ،‬الص افة األمريكية ‪ ،‬نيويورك ‪ ، 2821 ،‬بالل ة اإلنجليزية ‪ ،‬ص ‪ 84‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ -II‬جيمي بلورد ‪ ،‬الص افة والر يس ‪ ،‬نيويورك ‪ ، 2846 ،‬بالل ة اإلنجليزية ‪ ،‬ص‪. 221-58‬‬
‫‪22‬‬
‫فرري عررام ‪ 2944‬وصررل عرردد الصر ف فرري الوديررات المت رردة ن ررو ‪ 1111‬صر يفة‬
‫ومجلة من بينها ن و ‪ 411‬ص يفة يومية ‪.‬‬
‫وهذا العدد من الص ف جميعا يعادل ما عرفتره بريطانيرا وفرنسرا فري تلرك ال قبرة‬
‫‪1‬‬
‫ث ا مرات( ) ‪.‬‬
‫وقد سبق ظاهرة الص ف الرخيصة م اودت عديدة بدأت في بوسطن ‪ ،‬لكنهرا لرم‬
‫تكلل بالنجاح ‪ ،‬ولكن ظهر في بوسطن خمس ص ف ثمن الص يفة ‪ 2‬بنسات ‪ ،‬وهو سعر‬
‫منخفه وإن كان د يزال مرتفع ‪.‬‬
‫وكانت الص ف في تلك الفترة تعتمد في مبيعاتها علرى نظرام ادشرتراكات ‪ ،‬يرا‬
‫كان هذا النظام أكثر ضمانا من عره الص ف للبيع يوميا ‪.‬‬
‫ظلت فكرة البنس تراود عقول الناشرين خاصرة فري نيويرورك ‪ ،‬وقراد هرذه ال ملرة‬
‫أ ررد اص ر اب المطررابع ويرردعى بنيررامين داي ‪ ،‬فلصرردر ص ر يفته اليوميررة ‪ The sun‬فرري ‪4‬‬
‫سبتمبر ‪ 2944‬في اربع صف ات ‪ .‬وركزت الصر يفة فري أخبارهرا علرى األخبرار الم ليرة‬
‫والشخصية وال وادا المثيرة ‪ ،‬فجذبت القراء الذين تهافتوا عليها إعجابا بطريقة ت ريرها‬
‫‪ ،‬ورخص ثمنها ( أي بنس وا د للنسخة وا دة ) ‪.‬‬
‫وزاد توزيعهررا خ ر ل أربعررة أشررهر أربعررة دف نسررخة يوميررا ‪ ،‬وهرري أعلررى نسرربة‬
‫توزيع في ص ف نيويورك ‪.‬‬
‫وبذلك خطا داى والصن أولى الخطروات فري تراريخ الصر افة األمريكيرة ال ديثرة‪،‬‬
‫التي تعتمد على اإلثارة وجذب القارئ ‪ ،‬بصرف النظر على ماهية الخبر وهدف عرضره‪،‬‬
‫يا عره أخبار ادنت ار و وادا الشرطة والموضوعات الم لية التافهة ‪.‬‬
‫ويرى وليام ريفير أنه في عام ‪ 2945‬عندما ساعدته المطابع التجارية على طباعة‬
‫مررا يكفرري مررن النسررخ لسررد اجررة الطلررب ‪ ،‬كرران داي يتفرراخر بررلن ص ر يفته الصررن ترروز‬
‫‪ 28.471‬نسررخة ‪ ،‬وهررو أعلررى توزيررع فرري العررالم ألي صر يفة ‪ ،‬وكرران لهررذا الررنمط أن دفررع‬
‫‪2‬‬
‫الناشرين إلى توجيه ص فهم ن و أغوار الجماهير( ) ‪.‬‬
‫وقد أدى ظهور ص ف البنس الوا د إلى المنافسة لل صول على نقرود الجمراهير‪،‬‬
‫األمررر الررذي جعررل تفضرريل أخبررار اإلثررارة والسرررعة فرري ت طيررة األ ررداا ‪ ،‬هررو هرردف تلررك‬

‫‪ - 1‬م مود نجيب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 82‬‬


‫‪ - 2‬وليام ريفير ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 57‬‬
‫‪21‬‬
‫الص ف باإلضافة إلى ذلك اتجهات الص ف إلى ادهتمام بالموضروعات النسرا ية ‪ ،‬وذلرك‬
‫نتيجة ركة الهيا الرامية إلى كسب قوق المرأة ‪.‬‬
‫وقد اتبع داي الطريقة اللندنية في بيع الص ف ‪ ،‬وذلك بتسرليم الصر ف إلرى باعرة‬
‫متجررولين " أطفررال الشرروار " ‪ ،‬تخصررص لهررم نسرربة م ويررة مررن المبيعررات ‪ ،‬ونظرررا لهررذه‬
‫الطريقررة الجديرردة فرري توز يررع الص ر ف األمريكيررة ارتفررع توزيررع ص ر يفة الصررن ‪ ،‬وظلررت‬
‫ص ر يفة الصررن علررى مرردى عشرررين عامررا علررى رأس الص ر افة األمريكيررة فرري صرردورها‬
‫وت ريرها وتبويبها وتوزيعها ‪.‬‬
‫ونجمررل القررول أن داى أثبررت أن هنرراك إمكانيررة إلصرردار صرر يفة مسررتكلمة بكررل‬
‫العناصر الص فية بلرخص األثمان ‪ " ،‬وفري ‪ 7‬مرايو ‪ 2945‬أصردر جريمس جروردن بنرت‬
‫ص يفة هيراليد الصادرة في نيويورك ‪ ،‬واصرب ت ذات شرعبية أكثرر مرن أي صر يفة مرن‬
‫ص ف البنس األخرى ‪ ،‬وذلك انط قا من الفكررة القا لرة برلن الصر يفة تعمرل علرى أسراس‬
‫‪1‬‬
‫تقديم األنباء د اآلراء "( ) ‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 2994‬اشرترى جوزيرف برولتيز صر يفة ورلرد بمدينرة نيويرورك ‪ ،‬وقردم‬
‫خ لها ص افة جديدة أعطت للقراء وجبات سخية من األخبار الطريفة والمسرلية والثرثررة‬
‫واإلثارة والفضا ح ‪ .‬وقد كان ما فعلره برولتز هرو جعرل صر ف البرنس أكثرر إثرارة بطريقرة‬
‫مرراهرة ‪ ،‬وبررلداء فنرري أفضررل ‪ .‬وكرران منرردوبوه يتنكرررون كنررزدء فرري السررجن والمستشررفيات‬
‫والمص ات ‪ ،‬ويكتبون بطريقة مثيرة تفضح أ والهم ‪.‬‬
‫كمررا كررانوا فرري يقظررة دا مررا لمشرراهدة األ ررداا والكتابررة عنهررا بلسررلوب أخبرراري‪،‬‬
‫وعنرراوين دذعررة اسررتطاعت أن تررنعم الص ر يفة ‪ .‬باإلضررافة إلررى ذلررك " قرردمت الص ر يفة‬
‫ت طية كافية ل‪،‬خبرار اليوميرة ‪ ،‬وسياسرة ت ريرر ليبراليرة ‪ ،‬مردافعا عرن قضرية العامرل ضرد‬
‫‪2‬‬
‫أرستقراطية المال أو المركز ادجتماعي "( ) ‪.‬‬
‫وتجرردر اإلشررارة إلررى أن بررولتز كرران يعرررف جمهرروره جيرردا ‪ ،‬فقررد كرران يعمررل فرري‬
‫ص يفة تصدر بالل ة األلمانيرة فري سرانت لرويس ‪ ،‬األمرر الرذي جعرل صر يفة ورلرد قرادرة‬
‫على جذب الجيل الثاني من المهاجرين الرذين سرارعوا بتقبرل الصر ف اليوميرة األمريكيرة‪،‬‬
‫وقد ولدت الص افة الجديدة بفضل ورلد وكانت الص افة تلخذ سرمات صر افة المهراجرين‬

‫‪ - 1‬فرانسوا تير ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 64‬‬


‫‪ - 2‬إبراهيم عبدو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 217-214‬‬
‫‪24‬‬
‫مررن يررا ادهتمررام بالترفيرره والرغبررة فرري مسرراعدة القررراء ‪ ،‬وإرشررادهم وربطهررم بمشرراعر‬
‫الجماعات المهاجرة وترفيههم ‪.‬‬

‫أثر صحف البنس ‪:‬‬


‫إن أول نجاح ققته ص افة البنس هو خلق طبقة من القراء من أصر اب الردخول‬
‫الم دودة ‪ ،‬الذين استطاعوا لرخص ثمن هذه الص ف أن يقبلوا على القرراءة فري شر ف ‪،‬‬
‫وبذلك توسعت قاعدة القرار في المجتمع األمريكي اتساعا لم يعرف له سابقة ‪.‬‬
‫إن ص ف البرنس كانرت فري تراريخ الوديرات المت ردة األمريكيرة الصر في مفتررق‬
‫طريق للنهضة بالفكر ‪ ،‬وخلق جيل مرن القرراء ي سرون بكرل مرا يردور رولهم ‪ ،‬فكلمرا زاد‬
‫قراء الص ف زاد اهتمام الناس باألوضا التي يعيشونها وي ثرون بها ‪.‬‬
‫وفي هذه الفترة مرن النشراط الصر في كران كرل إنسران مردرك يقررأ الصر ف ‪ ،‬فقرد‬
‫كان تعداد نيويورك ‪ 411‬ألف نسمة عام ‪ ، 2947‬وكانت ص ف البنس توز يوميرا ن رو‬
‫‪ 61‬ألف نسخة ‪.‬‬
‫وتنوعت ص ف البنس ‪ ،‬فكانت الص ف التي تصدر لطبقة العمال غير المثقفين‪،‬‬
‫تختلف عن تلك الص ف التي تصدر ألص اب المال وأهل الفكر ‪.‬‬
‫وإذا كان ثمن الص ف زاد في شعبيتها لدى القراء ‪ ،‬فان بعه الصر ف خرجرت‬
‫عررن الخررط األساسرري لهررذه الفلسررفة ‪ ،‬األمررر الررذي جعررل الص ر افة ينظررر إليهررا علررى كونهررا‬
‫مشرو تجاري ‪ ،‬وليس رسالة أخ قية واجتماعية ‪.‬‬
‫وقد وصف أ د الم رخين الص افة األمريكيرة معلقرا علرى صر افة البرنس قولره "‬
‫‪1‬‬
‫كان انتقاد واسع النطاق في ياة الص ف ذلك الذي صنعته ص افة البنس "( ) ‪.‬‬
‫ونرذكر هنررا أن أكثررر مرا سرراعد الصر افة علرى نجا هررا هرري قروة المواصر ت الترري‬
‫ساهمت في رواجها ‪ ،‬يا اختصرت المواص ت الوقرت الطويرل ترى ت صرل الصر ف‬
‫على أخبار خارجية ‪ ،‬ونشرت مواد عن أوروبا سريعة جدا بعد أن كانت تنشر أخبرار مرر‬
‫عليها ث ا اشهر ‪.‬‬
‫وكانت طريقة جياد اإلكسبريس هي أفضل طررق القررن التاسرع عشرر فري سررعة‬
‫نقل األخبار ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أوليفر جريمان ‪ ،‬الص افة األمريكية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 226‬‬


‫‪22‬‬
‫وفي عام ‪ 2925‬عندما أصبح ميناء هاليفاكس في شرمال أمريكرا أول مينراء ترسرو‬
‫عليره سررفن قادمررة مررن بريطانيررا ‪ ،‬أنشررلت سررت صر ف ات ررادا بينهررا لنقررل األخبررار مررن هررذا‬
‫الميناء ‪ ،‬وإنشاء الص فيون خطا بين نيويورك وهاليفاكسي من ال مام الزاجل ترى ظهرر‬
‫التل راف ‪.‬‬
‫وظهر في الفترة من القرن التاسع عشر المراسل ال ربي ين قامرت ال ررب برين‬
‫أمريكرررا والمكسررريك ‪ ، 2927‬وكانرررت صررر يفة نيرررو اورليرررانز أولرررى الصررر ف التررري لرررديها‬
‫مراسلون في الجبهة ‪.‬‬
‫وعنرردما ظهررر التل ررراف تررللف ات رراد الص ر افة المت رردة فرري نيويررورك فرري مررايو‬
‫‪ ،2929‬واشترك فيه ست ص ف مرن أمهرات الصر ف فري المدينرة ‪ ،‬وتطرور هرذا ادت راد‬
‫إلررى تو يررد نشررر األخبررار فرري الص ر ف المشررتركة فيرره ‪ ،‬ولمررا تلسسررت شررركة التل ررراف‬
‫ادت ادية ‪ 2955‬من ت ادسيوشيدبرس اشرتراكا مخفضرا ‪ ،‬ثرم ا تكررت الشرركة فيمرا بعرد‬
‫‪1‬‬
‫توزيع أخبار الص ف( ) ‪.‬‬
‫إن األثررر الررذي فعلترره ص ر ف البررنس كرران بمثابررة الثررورة علررى الص ر افة القديمررة‪،‬‬
‫ص افة المستعمرات ‪ ،‬وأكدت مبدأ جديدا في ال ياة الصر افية األمريكيرة والعالميرة بصرفة‬
‫عامة ‪ ،‬وهو أن الص يفة مشرو تجاري أكثر منه كونها رسالة اجتماعية أخ قية ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬صحافة الرأي ( الصحافة الحزبية ) ‪:‬‬


‫رغم الدور واألهمية الذي لعبته ص افة البنس في الثرورة الصر افية ‪ ،‬فران ال قيقرة الثابترة‬
‫أن ص ف األ زاب السياسية ‪ ،‬أو ص ف المبدأ هي التي سرادت الصر افة األمريكيرة ‪ ،‬ترى قيرام‬
‫ال رب األهلية بين الشمال والجنوب ‪.‬‬
‫لقد كانت ص افة الرأي غنية بجدارتها وإمكانياتها ‪ ،‬ألن السياسيين كانوا يساندونها بالمال‬
‫وال ماية ‪ ،‬يا كان الرأي السا د عن األ زاب ورجال السياسرة أن الصر افة ضررورة دبرد منهرا‬
‫لبلوك أهدافهم ‪.‬‬
‫وتعررد الفترررة مررن ‪ 2944‬إلررى ‪ 2971‬فترررة سررادها كررم الررديمقراطيين ‪ ،‬وكرران لهررذا ال ررزب‬
‫ص فه أهمها "اديقنر بوست" التي دافعرت عرن الفقرراء والعمرال ‪ ،‬وهاجمرت اد تكرارات وأربراب‬
‫المال ‪.‬‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 68‬وما بعدها ‪.‬‬


‫‪25‬‬
‫وكان لل زب الجمهوري ص فه ‪ ،‬وإن لم تكن بالكثرة والقوة التي كانت عند الديمقراطيين‬
‫‪.‬‬
‫" والسرنة المتبعرة فرري ادنتخابرات ينهررا ‪ ،‬أن يلجرل فريررق المرشرح دنتخابررات الر اسرة إلررى‬
‫إنشاء ص ف تدعوا له في المدن الكبرى ‪ ،‬وهذه الص ف عبرارة عرن نشررات مطبوعرة لريس فيهرا‬
‫‪1‬‬
‫كثير من الفن الص في ‪ ،‬يمولها ال زب ورجاله وتبا بثمن بخس "( ) ‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 2949‬أراد ‪ Weed‬ن ينشرا صر يفة مرن اللرون الردعا ي فري ملرة ادنتخابرات‪،‬‬
‫وب ا عمرن ي ررهرا ‪ ،‬فعثرر علرى صر في نرادر لره كتابرات ممترازة هرو ( هروراس جريلري ) مرن‬
‫أنصار الجمهروريين ‪ ،‬و ررر لره جريلري صر يفته الدعا يرة ‪ ،‬ونجرح ويرد وشرجعه هرذا األمرر علرى‬
‫إصررردار صررر يفة يوميرررة منتظمرررة ل سرررابه ‪ ،‬تبرررا بسرررنت وا رررد ‪ .‬فلصررردر فررري ‪ 21‬أبريرررل ‪2922‬‬
‫النيويورك تربيون ‪ ،‬التي وصل توزيعها بعرد ث ثرة أسرابيع إلرى ‪ 21‬ألرف نسرخة يوميرا ‪ .‬وأكثرر مرا‬
‫يميررز تربيررون هررو عررددها األسرربوعي الررذي صرردر فرري سرربتمبر ‪ 2922‬ت ررت اسررم الررويكي تربيررون‪،‬‬
‫وباشتراك دودرين سنويا ‪ ،‬يا ملت هذه األسبوعية أخبار م لية وخارجية ونقد وأدب ‪ ،‬جعرل‬
‫مبيعاتها تفوق النيويرورك يرا وصرلت مبيعاتهرا أسربوعيا ‪ 111‬ألرف نسرخة وبهرذا أدخلرت الرويكي‬
‫تربيون اسم جريلي إلى كل بيت أمريكي ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه " لم ينعقد إجمرا مر رخي الصر افة علرى رأي سرن فري‬
‫ص يفة ‪ ،‬مثلما انعقد إجماعهم على تقدير التربيون وصا بها جريلري ‪ ،‬يرا اعتبرهرا الم رخرون‬
‫‪2‬‬
‫في الصف األول من أجهزة الرأي العام في مواجهة العبودية ‪ ،‬وكانت أ د قادة الب د العظام"( )‪.‬‬
‫وكان الدور الذي قامت به كبيرر فري هرذا الشرلن ترى صردر إعر ن ت ريرر العبيرد كرلعظم‬
‫دور لعبه سياسي بعد لنكولن ‪.‬‬
‫ولم تكن تربيون هي الص يفة الو يدة التري تعبرر عرن صر ف الررأي فري نيويرورك ‪ ،‬فقرد‬
‫التقررى ص ر في ورج ر أعمررال ‪ ،‬أصرردروا فرري ‪ 2952‬جريرردة يوميررة هرري النيويررورك تررايمز وهررذا‬
‫الص في كان هنري ريموند ‪.‬‬
‫وفي ‪ 29‬سبتمبر ‪ 2952‬أصردر ريمونرد العردد األول مرن نيويرورك ترايمز ‪ ،‬وثمرن النسرخة‬
‫بنس وا د ‪ ،‬وقد وصلت مبيعاتها إلى ‪ 11‬ألف نسخة ‪ ،‬وهو رقم لم يتوقع من ص يفة ديثة‬

‫‪ - 1‬جيمي بلورد ‪ ،‬الص افة والر يس ‪ ،‬نيويورك ‪ ، 2846 ،‬ص‪ 22‬بالل ة اإلنجليزية ‪.‬‬
‫‪ - 2‬إبراهيم عبدو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 222‬‬
‫‪27‬‬
‫‪1‬‬
‫تنافس أمهات الص ف األمريكية( ) ‪.‬‬
‫ويمكن اعتبار نيويورك تايمز النموذ األمثل للص ف اليومية األمريكية الرخيصرة الرثمن‬
‫منذ أن عرفت الوديات المت دة ص افة البنس ‪.‬‬
‫ي ا كان ريموند يرى " أن الص افة رسالة اجتماعية ‪ ،‬لذلك لم يعرف علرى الترايمز أنهرا‬
‫لجلت إلرى اإلسرفاف أو الهبروط بالمسرتوى الفنري الصر في ‪ ،‬رغرم مرا عررف عنهرا أن م ررهرا قرد‬
‫ذهب إلى صفوف ال زب الجمهوري ‪.‬‬
‫وقد شهدت ص افة الوديات المت دة تطورا مل وظا على مستوى الت ريرر واإلخررا فري‬
‫هررذه الفترررة ‪ ،‬وكانررت األخبررار الهامررة تنشررر ت ررت عنرراوين متعررددة ‪ ،‬وكررذلك برردأت الص ر ف تنشررر‬
‫‪2‬‬
‫ق كلما جاءها خبر هام يست ق أن يعرفه الرأي العام قبل النوم( ) ‪.‬‬ ‫الم‬
‫غير أن الصورة كانت وما تزال تى نهاية هذه الفترة قليلة ادستخدام نظرا لما تتطلبه من‬
‫وقررت وتكلفررة فرري ف رهررا علررى الخشررب وقررد أفررردت هررذه الفترررة صررف ة دفتتا ياتهررا وتنصررب هررذه‬
‫ادفتتا يات على مشاكل الرأي العام وإ داا سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية ‪.‬‬
‫وتميزت أخبار تلك الفترة بترداولها األخبرار السياسرية والداخليرة و ررب المكسريك والب را‬
‫‪3‬‬
‫عن الذهب وأخبار ت رير العبيد وانتخابات الر اسة( ) ‪.‬‬
‫كمررا تميررزت هررذه الفترررة بتعررره ريررة الصر افة إلررى قيررود مررديري البريررد الررذين رراربوا‬
‫الص ف التي تنادي بت رير العبيد وقد طلبوا من الر يس جاكسون إعطاء مديري البريد ال رق فري‬
‫رفه الص ف الكريهة التي تعمل على ت رير العبيد في الوديرات الجنوبيرة وأ رال جاكسرون هرذا‬
‫ادقتراح إلى الكون رس إلصدار قانون غير أنه اعتبر غير دستوري ‪.‬‬
‫وكانت قصرة الصر ف التري تردافع عرن ت ريرر العبيرد فري الوديرات الجنوبيرة م كرا لقيراس‬
‫تقدير السلطات الدستورية ل رية الصر افة وهري سرلطات تركرت ال كرم علرى ريرة الصر افة إلرى‬
‫الشعب و ده ‪ .‬وقد دلت التجربة ينها أن الشعب كان منصفا إد فري رادت اسرتثنا ية يشرير إليهرا‬
‫إبراهيم عبدو " فري وديرة في دلفيرا وكنتكري وهري مرن أشرهر الوديرات كرره ل ريرة الصر افة التري‬
‫‪4‬‬
‫تنادي بت رير العبيد يا تم رق بنايات الص ف وقتل الص فيين وإلقاء المطابع في النهر( ) ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ميري بيفرى ‪ ،‬قصة النيويورك تايمز ‪ ، 2852-2952‬نيويورك ‪ ، 2852‬ص‪ 86‬بالل ة اإلنجليزية ‪.‬‬
‫‪ - 2‬لمزيد من ادط الرجو كينت ستيورات ‪ ،‬يوهن تبيل ‪ ،‬صناعة الص افة ‪ ،‬نيويورك ‪ ، 2851 ،‬ص ‪41‬‬
‫وما بعدها بالل ة اإلنجليزية ‪.‬‬
‫‪ - 3‬لمزيد من ادط عن الموضو راجع ‪ :‬وليم ارسيكون ‪ ،‬رية الص افة األمريكية ‪ ،‬شيكاغو ‪ ، 2826 ،‬ص‬
‫‪ 56-51‬بالل ة اإلنجليزية ‪.‬‬
‫‪ - 4‬إبراهيم عبدو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 224‬‬
‫‪26‬‬
‫والجديد في ص افة الرأي هي ص ف األ د التي اول الص فيون في أول القررن التاسرع‬
‫عشر إصدارها وفشلوا ‪ ،‬غير أن وضع فكرة ص ف األ د موضع التنفيرذ يعرود إلرى جريمس بنيرت‬
‫في ‪ 2945‬وقد لقي متاعب دفعتره إلرى إيقراف إصردار صر يفته مررتين ‪ ،‬إد أنره منرذ عرام ‪، 2922‬‬
‫والعدد األسبوعي من الجريدة يصدر بانتظام رغم معارضة رجال الدين لها ‪.‬‬

‫رابعا ‪ -‬الصحافة الصفراء ‪:‬‬


‫يعد إط ق األلوان على الص افة في هذه الفترة سمة خلقتها ظرروف عديردة فقرد نظرر إلرى‬
‫الص افة على أنها تجارة وليست رسالة اجتماعية ‪.‬‬
‫يا بل ت اإلثارة في رب التوزيع ذروتها في هذه الفترة من القرن التاسرع عشرر ‪ .‬ففري‬
‫عام ‪ 2981‬كا ن وليم راندولف هيرست قد أيقن من اتقانه فنون الص افة الجماهيرية ‪ ،‬وهو الرجل‬
‫القررادم مررن أقصررى ال رررب األمريكرري ‪ ،‬فاشررترى صر يفة جورنررال بمدينررة نيويرروك وت رردى صر يفة‬
‫بررولتز الورلررد ‪ ،‬وكرران التسررابق علررى التوزيررع دون ادهتمررام بالمبررادئ الصر فية أثررر بررالغ أدى إلررى‬
‫ظهور عصر الص افة الصفراء في الوديات المت دة ‪.‬‬
‫ويعد ظهور هيرست في عالم الص افة األمريكية ‪ ،‬كبير يا قلب هذا الرجل المثل التري‬
‫كانت تسرود الصر افة األمريكيرة ‪ ،‬فعنردما اشرترى والرد هيرسرت جريردة سران فرانسيسركو فري عرام‬
‫‪ ، 2974‬لم يمن ه فرصة إدارة الجريدة تى يجعل منها صورة مشابهة للص يفة بولتز الورلد ‪.‬‬
‫وفري أواخررر القرررن التاسررع عشرر إنفرررد هيرسررت بررالرأي فري شر ون الصر افة فبنررى مجررده‬
‫وخلق لونا ص فيا جديدا ‪ ،‬وكانت أولرى الصر ف التري اشرتراها جريردة " المرورننر جورنرال التري‬
‫يملكها شفيق بولتزر األص ر ‪ ،‬والتي أرسى بها القواعد الكبيرة للص افة الصفراء ‪.‬‬
‫وبذلك صدرت أول جريدة لهيرسرت فري نيويرورك فري ‪ 6‬نروفمبر ‪ 2985‬باسرم الجورنرال‪،‬‬
‫واتبع هيرست في إصدار جريدته سياسية جديدة ‪ ،‬فاستخدم في ت ريرهرا أكبرر األسرماء الصر فية‪،‬‬
‫وان از هيرست إلى صفوف الديمقراطيين ‪ ،‬وأزرهم بر قيرود ‪ ،‬ترى أصربح مت ردثا رسرميا لهرم‪،‬‬
‫ولسانهم األول ضد الج مهوريين ‪ ،‬ودخل في صررا مرع برولتزر فلصردر أديقرنر جورنرال وارتفرع‬
‫توزيعها ارتفاعا خياليا ‪.‬‬
‫وقد اولت الص ف الصفراء الم افظة على توزيعها المرتفع ‪ ،‬فمضت في ت طية أخبرار‬
‫الجرا م والجنس والشا عات والفضا ح والط ق وادهتمام بالكوارا وأخبار الرياضية ‪ ،‬ثم أضافت‬

‫‪29‬‬
‫األلوا ن ص يفة جديدة مثل العناوين الضخمة ( المنشيات ) ‪ ،‬وهري عنراوين سروداء كبيررة بعرره‬
‫‪1‬‬
‫الصف ة األولى كلها "( ) ‪.‬‬
‫وجديد هذه الص افة هو اإلسراف في استخدام الصور والخد في خلق القصص المثيرة‪.‬‬
‫ويقول ريفير " إن الص افة الصرفراء اتسرمت باإلسرراف فري اسرتخدام الصرور وال مر ت‬
‫ال تي تناصر الضعيف بروح يسودها الل م أكثر من الكرم ‪ ،‬والعنراوين الصرارخة ب رروف ضرخمة‬
‫‪2‬‬
‫وبللوان زاهية أ يانا ‪ ،‬واألخبار الخادعة المصنوعة "( ) ‪.‬‬
‫ق األ د التي تصدر عن الص ف الصفراء أمرا بالغ األهمية في هذه المر لرة‪،‬‬ ‫وتعد م‬
‫ق أ يانا ثمانين صف ة باأللوان والرسوم الجميلة ‪ ،‬ويشرير فرانرك لتيرر‬ ‫يا بل ت صف ات الم‬
‫مر رخ الصر افة األمريكيررة " إن روح الصر افة الصررفراء ربمررا كانررت هرري المسر ولة عررن نشرروب‬
‫‪3‬‬
‫ال رب األسبانية ‪ -‬األمريكية "( ) ‪.‬‬
‫وهناك موقف يدعم هذا الرأي ‪ ،‬يرا أرسرل هيرسرت الرسرام الشرهير فردريرك رمنجترون‬
‫إلى كوبا ‪ ،‬لكي يرسم صرور ال ررب ‪ ،‬وقرد أبررق رمنجترون يقرول " كرل شريء هرادئ ‪ ،‬ود توجرد‬
‫مشك ت هنا ‪ ،‬لن تكون هناك رب ‪ ،‬وأرغب فري العرودة " ‪ .‬وأجابره هيرسرت " أرجرو أن تبقرى‪،‬‬
‫وعليك أن تمدنا بالصور ‪ ،‬وسوف أمدك بال رب " ‪.‬‬
‫وفي تقديرنا أن ما يهمنا هنا أن الوديات المت ردة شرهدت الصر افة الصرفراء ‪ ،‬التري بردأت‬
‫بالجورنال في نيويورك ‪ ، 2787‬ثم انتشرت في كل الرب د عرام ‪ . 2989‬وقرد أثبترت الدراسرات أن‬
‫ثلررا الص ر ف فرري المراكررز الص ر فية الكبرررى فرري الوديررات المت رردة ‪ ،‬والترري يبلررغ عررددها إ رردى‬
‫وعشرون ودية ‪ ،‬قد ت ولت في عام ‪ 2811‬إلى ص ف صفراء ‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 2812‬بدأ خط ادن دار في الص ف الصفراء ‪ ،‬وظهر ذلك في ص يفة نيويورك ورلرد‪،‬‬
‫التي بدأت تقلع نها يا عن سمات الص افة الصفراء ‪.‬‬
‫" ويرجع الم رخرون للصر افة األمريكيرة السربب فري ذلرك إلرى اغتيرال الرر يس األمريكري‬
‫ماكنلي على يد فوضوي ‪ ،‬اعترف أنه تلثر بمقادت هيرست والجورنال الذي كران يردعو إلرى قترل‬
‫‪4‬‬
‫السي ين الذين يقفون في وجه ال رب األسبانية األمريكية( ) ‪.‬‬

‫‪ - 1‬وليام ريفر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 81‬‬


‫‪ - 2‬بير البير ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪. 254‬‬
‫‪ - 3‬فرانك ليتر ‪ ،‬الص افة األمريكية مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 28‬‬
‫‪ - 4‬جيمس بلورد ‪ ،‬الص افة والر يس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 94‬‬
‫‪28‬‬
‫وصرردرت القرررارات مررن النرروادي والمكتبررات و تررى أكشرراك التوزيررع بم اربررة هيرسررت‪،‬‬
‫ومقاطعة الجورنال ‪ ،‬وشهد بذلك انهيار أعظم الص ف في زمانه ‪ ،‬وبدأ ادنهيار بعد مقتل الر يس‬
‫‪ ،‬و ملة الر يس الجديد روزفلت ضد هيرست وص فه ‪.‬‬
‫وبدأ ادنهيار السريع للص افة الصفراء ‪ ،‬ولم تكد يقبل عام ‪ 2815‬تى اختفى عردد كبيرر‬
‫من الص ف الصفراء ‪.‬‬
‫وبرالنظر إلرى العناصرر النفسررية والفنيرة فري الفتررة مررن ‪ 2981‬إلرى ‪ ، 2822‬فران الصر افة‬
‫الصفراء قلبت في ربع قرن في ياة الص ف األمريكية ‪ .‬ففي نيويورك ورلد أكبر الص ف وقتها‬
‫كانت مصروفاتها تصل سنويا إلى ‪ 1‬مليون دودر ‪ ،‬وكانت تضم ‪ 2411‬ص في ‪ ،‬وكان توزيعهرا‬
‫يصل إلى مليون نسخة ‪ ،‬األمر الذي ينب ي أن يسجل للص افة هنا ‪ ،‬أنها قد أصب ت من العمليرات‬
‫المالية الضخمة التي قلبت الص افة رأسا على عقب ‪.‬‬
‫وشررهدت فترررة الصرر افة الصررفراء تز ايررد عرردد المراسررلين األجانررب الررذين كررانوا يمرردون‬
‫الص افة األمريكية باألخبار الخارجية وكانت زيادتهم مل وظة في ال رب األسبانية ‪ -‬األمريكية ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وكان هناك تبادل في األخبار بين الص ف األمريكية والبريطانية( ) ‪.‬‬
‫ومع ذلك تبقى قصة الص افة الصفراء ممتعة فري تراريخ الصر افة األمريكيرة برل هري فري‬
‫‪2‬‬
‫ال قيقة قصة الص افة األمريكية بكل مميزاتها وعيوبها التي سارت عليها أجياد بعد أجيال( ) ‪.‬‬

‫‪ - 1‬م مد سلماوي ‪ ،‬م رر الش ون الخارجية ‪ ،‬سلسلة ص افة وص فيون ‪ ،‬رقم ‪ ، 8‬مطبعة أطلس ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪2‬‬
‫‪ ، 2867 ،‬ص‪. 51‬‬
‫‪ - 2‬لمزيد من ادط راجع ‪:‬‬
‫‪ -I‬أوليفر جرديمان ‪ ،‬الص افة األمريكية ‪ ،‬نيويورك ‪ ، 2826 ،‬بالل ة ادنجليزية ‪.‬‬
‫‪ -II‬إبراهيم عبدو ‪ ،‬تاريخ الص افة األمريكية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 285‬‬
‫‪51‬‬
‫خامسا ‪ :‬صحافة التابلويد ( النصفية ) ‪:‬‬
‫لهررذه الصر افة ترراريخ وم رراودت منررذ مررا يقررارب القرررن " ففرري عررام ‪ 2811‬زار الوديررات‬
‫المت دة لورد نورا تكليف صا ب مج ت وصر ف مشرهورة فري بريطانيرا ‪ ،‬بردعوة مرن برولتزر‬
‫صا ب الورلد وأ د أساتذة الفن الص في الخالدين في تاريخ الص افة األمريكية ‪.‬‬
‫وقد أجررى الررج ن تجربرة علرى نسرخة مرن جريردة " ورلرد " ترم إصردارها بنصرف جرم‬
‫‪1‬‬
‫الصف ة المعروفة في الورلد ‪ ،‬وسميت النسخة تابلويد كما سميت " جريدة القرن العشرين "( ) ‪.‬‬
‫وكانررت التابلويررد زاخرررة بالصررور ‪ ،‬مركررزة فرري مقادتهررا وأخبارهررا ‪ ،‬وتضررمنت موادهررا‬
‫تلخيصا أل د الكتب ‪ ،‬و ثار ظهور الورلد على هذه الصرورة مناقشرات وتعليقرات خلفرت أثررا سري ا‬
‫عند صا بها ‪ .‬وبذلك عادت الورلد إلى جمهرا الطبيعري ‪ ،‬وفشرلت الم اولرة ‪ ،‬وعراد لرورد نرورا‬
‫ثكليف إلى لندن بفكرة ص ف التابلويد ‪ ،‬وأسس بعد سنوات جريدة " لندن ديلي ميرور " ‪ .‬وعندما‬
‫اندلعت ال رب العالميرة األولرى ظهررت فري ركابهرا صر ف التابلويرد لتكتسرح الصر ف والمجر ت‬
‫األخرى ‪ ،‬اول الص فيان جوزيف ميديل وجوزيف باترسون إصدار صر يفة فري جرم التابلويرد‬
‫واستطاعا ذلك في عام ‪ ، 2828‬وأصدرا ص يفة ( ديلري نيروز ) ووجرد القرراء فري صر ر جمهرا‬
‫شي ا عمليا ‪ ،‬فهي خفيفة ال مل ‪ ،‬يمكن قراءتها بسرعة ‪ ،‬فزاد اإلقبال عليها ‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 2811‬صدر لد يلري نيروز عرددا أسربوعيا يروم األ رد وسريطرت فري عرام ‪2812‬‬
‫على سوق الص افة ‪ ،‬فلصبح توزيعها أعلى توزيع في الوديات المت دة األمريكية ‪.‬‬
‫إذ وصررل توزيعهررا إلررى أكثررر مررن ‪ 1‬مليررون نسررخة يوميررا عررام ‪ ، 2821‬ثررم أخررذت ص ر ف‬
‫التابلويد في ادنتشار وبدأ الصر افيون يقلردون ال باترسرون فيمرا ابتردعوه مرن ذوق صر في جديرد‪،‬‬
‫فظهررت الرديلي ميررور فري عرام ‪ ، 2812‬لصرا بها هيرسرت ‪ ،‬وديلري جرافيرك للصر في ماكفاونرا‬
‫بنفس جم التابلويد ‪.‬‬
‫ويرجع وليرام ريفيرر انتشرار وظهرور الصر افة النصرفية فري ت ليلره للواقرع األمريكري عنرد‬
‫ظهورها في قوله ‪ " :‬نظرا لزيادة إيقرا ال يراة بعرد ال ررب العالميرة األولرى ‪ ،‬وظهرور اختراعرات‬
‫أل ت المسافات ‪ ،‬ووصف هذا الزمن بزمن رقصات الجاز الم مومة التري بل رت المسيسربي قادمرة‬
‫مررن نيررو اورليرراتز ‪ ،‬فرري هررذا المنرراخ ظهرررت الص ر افة النصررفية ب جمهررا الص ر ير ‪ ،‬وسررخا ها فرري‬
‫استخدام الصور ‪ ،‬واهتمامها باإليجاز والوضوح فري األسرلوب ‪ ،‬ممرا جعلهرا مناسربة تمامرا للقرارئ‬
‫المسرتعجل ‪ ،‬فقررد ارتبطرت بررالجمهور منررذ بردايتها ‪ ،‬وكانررت تشررتهر بموضروعات الجررنس والجريمررة‬

‫‪ - 1‬روبرت شمول ‪ ،‬مس وليات الص افة ‪ ،‬ترجمة الفرد عصفور ‪ ،‬دار الكتب األردنية ‪ ،‬عمان ‪،2881،‬ص‪27‬‬
‫‪52‬‬
‫والمواليد والوفيات والعنف أما صورها فكانرت زا فرة غالبرا ‪ ،‬تعتريهرا الرتروم بطريقرة ترنم بشركل‬
‫واضح على فسراد الرذوق وكثيررا مرا كانرت قصصرها األخباريرة تقرارير ذاتيرة بصري ة المرتكلم ‪ ،‬أمرا‬
‫‪1‬‬
‫عناوينها فقد كانت ترمي إلى ادستي ء على النقود( ) ‪.‬‬
‫وكررران لهرررذ ا الوضرررع الرررذي عليررره الصررر ف التابلويرررد أن يررردفع برجرررال الررردين والقساوسرررة‬
‫والمصل ين إلى مهاجمة التابلويد ‪.‬‬
‫وكرران لهررذه الهجمررات أثرهررا فرري ت طرريم جريرردة جرافيررك ‪ ،‬والميرررور أمررا الررديلي نيرروز فقررد‬
‫أقلعت على نشر ما يثير الناس عليها ‪ ،‬فبقيت ت دي رسالتها ‪.‬‬
‫ونظرا لنجاح ص ف التابلويد ‪ ،‬وصل عددها في عام ‪ 2842‬إلى ‪ 21‬ص يفة ‪ ،‬وفري عرام‬
‫‪ 2821‬بلغ عددها ‪ 51‬جريدة ‪ ،‬وكانت أهم ما يميزها ص ر ال جم وصورها الكثيررة ‪ ،‬خاصرة فري‬
‫الصف ة األولى وقد غطت الصور ‪ %21‬من مسا ة الص يفة ‪ ،‬وهي ميزة لم ت ثر على الص ف‬
‫‪2‬‬
‫القديمة ‪ ،‬بل امتازت بالتركيز في أخبارها( ) ‪.‬‬
‫و مما سربق اولنرا أن نعطري صرورة واضر ة وم رددة عرن أهرم مميرزات تراريخ الصر افة‬
‫األمريكيررة ‪ ،‬و لقررات تطرروره بشرركل نرررى أنرره يفيررد فرري دراسررتنا ‪ ،‬فالص ر افة األمريكيررة الضرراربة‬
‫ادطناب في القدم ‪ ،‬لم تخر في سياستها الت ريرية وم اودتها التجديدية عرن الخطروط األساسرية‬
‫األولى ‪ ،‬لعدة اع تبارات ‪ ،‬أهمها أنه إلى نهاية القرن العشرين مازال يتم التعامل مع الص ف علرى‬
‫أنها مشرو تجاري أكثر من كونها رسالة أخ قية اجتماعية ‪ ،‬ومازال تلثير المر ك فري الصر ف‬
‫واض ر ا بشرركل قررد يكررون ملفتررا للنظررر اآلن أكثررر ممررا سرربق ‪ .‬أمررا بخصرروص الصررور والقصررص‬
‫األخبارية غير الدقيقة ف ان دراستنا هذه تعمل إلى كشرف أمرهرا ‪ ،‬هرل مازالرت الصر افة األمريكيرة‬
‫متلثرة بالتاريخ السابق ‪ ،‬أم أنها تطورت بشكل يسمح لدارسي تاريخ الص افة األمريكيرة أن يل رظ‬
‫هذا الت ير ؟ ‪.‬‬

‫‪ - 1‬وليام ريفير ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 78-76‬‬


‫‪ - 2‬لمزيد من ادط راجع ‪:‬‬
‫‪ -i‬السيد أ مد مصطفى ‪ ،‬م اضرات في الص افة المتخصصة ‪ ،‬منشرورات جامعرة قراريونس ‪ ،‬بن رازي ‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪ ، 2884‬ص ‪. 44-41‬‬
‫‪ -ii‬وليم ارستون ‪ ،‬رية الص افة ‪ ،‬شيكاغو ‪ ، 2826 ،‬بالل ة ادنجليزية ‪ ،‬ص ‪. 218-216‬‬
‫‪ -iii‬إبراهيم عبدو ‪ ،‬الص افة األمريكية تاريخ وفن ‪ ،‬مكتبة اآلداب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 2854 ، 2‬ص ‪ 57‬وما بعدها‬
‫‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬نظريات الصحافة األمريكية ‪:‬‬
‫كرران دبررد وسررط هررذا التطررور الها ررل والسررريع فرري ترراريخ الصرر افة األمريكيررة أن يقرروم‬
‫الم رخون والبا ثون في علوم الص افة األمريكية بعمليرة ترلطير لفلسرفة الصر افة األمريكيرة ومرا‬
‫هي النظرية التي تعمل بموجبها الص افة األمريكية ؟ ‪.‬‬
‫وتسوق لنا العديد من الدراسات والمراجع العربية واألجنبية أن نظريات الص افة العالمية‬
‫‪ ،‬لم تخر عن النظريات التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬نظرية السلطة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬نظرية ال رية ‪.‬‬
‫‪ -‬نظرية المس ولية ادجتماعية ‪.‬‬
‫د‪ -‬النظرية السوفيتية ‪.‬‬
‫ه‪ -‬النظرية الجماهيرية ‪.‬‬
‫غيررر أننررا ن ررن فرري صرردد دراسررة الص ر افة األمريكيررة ‪ ،‬فاننررا نقتصررر فرري دراسررتنا علررى‬
‫النظريات الث ثة األولى ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬نظرية السلطة ‪:‬‬
‫تعد من أقدم النظريات ‪ ،‬فقد ظهرت في جو السلطة في أواخر عصر النهضة بعد اخترا‬
‫الطباعة مباشرة ‪.‬‬
‫وقد سادت هذه النظرية فري القررن السرادس عشرر والسرابع عشرر ‪ .‬ومرن الخصرا ص التري‬
‫تميزت بها دزالت موجودة في بعه الدول ال ديثة ‪.‬‬
‫ووفقا لهذه النظرية " اإلنسران م كروم ترابع ‪ ،‬يمكنره أن يصرل إلرى أعلرى المراترب بتوجيره‬
‫‪1‬‬
‫وعناية الدولة( ) ‪.‬‬
‫وتهدف الدولة من هرذا النظرام إلرى الم افظرة علرى و ردة الفكرر برين أعضرا ه ‪ ،‬واسرتمرار‬
‫األوضا الراهنة ‪ ،‬والقيادة السياسية لهذا المجتمع ‪.‬‬
‫والص ف في مجتمع السلطة يملكها أفراد ‪ ،‬ولكن الدولة تت كم فيها باستخدام عديرد القيرود‬
‫التي سوف نشير إليها ‪.‬‬
‫ووفقا لهذه النظرية فران الصر افة ( تخردم مصرالح السرلطات ‪ ،‬كمرا ت رددها السرلطات ‪ ،‬أو‬
‫‪2‬‬
‫تتوقف عن الصدور )( ) ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫وبالنظر إلى نظرية السلطة في الصر افة األمريكيرة ‪ ،‬فران صر يفة بابليرك أوكرنشرن التري‬
‫أشرنا إليها بلنها أولى الصر ف التري صردرت فري المسرتعمرات األمريكيرة ‪ ،‬تعرضرت للمروت بعرد‬
‫صدور العدد األول منها ‪ ،‬نتيجة لما كانت ت مله من افكرار أزعجرت السرلطات ‪ ،‬والسربب فري ذلرك‬
‫هررو مررا نشرررته مررن أخبررار ررول الفضررا ع الترري ارتكبهررا الهنررود المت ررالفون مررع القرروات العسرركرية‬
‫‪3‬‬
‫ادستعمارية( ) ‪.‬‬
‫وكان رد السلطات ينها بلن منعت الناشرين من إصدار أية صر يفة دون ال صرول علرى‬
‫إذن مسبق من ال كومة ‪ ،‬وكانرت تلرك الرقابرة تقروم علرى أسراس رق الترا الملكري البريطراني فري‬
‫مراقبة الص افة ‪.‬‬
‫ويرى ريفير " انطلق ذلك من فكرة راسخة عن الصر افة ‪ ،‬بلنهرا ينب ري أن تراقرب خدمرة‬
‫‪4‬‬
‫لمصالح ال كومة التي تتولى السلطة "( ) ‪.‬‬
‫هذا المثال لم نسقه لكونه مجرد دا تاريخي ‪ ،‬إنما لفهم جوهر التجربة األمريكية ‪ ،‬إذ أن‬
‫ادعتبار األول في تقييم دور الص افة بلنها كانت أداة في يد ال كومة ‪.‬‬
‫إن تطور الص افة في األره الجديدة قد تلخر كثيرا ‪ ،‬نتيجرة لموقرف ال كومرة ‪ ،‬ذلرك أن‬
‫أص اب السلطة يسيطرون على الص افة سيطرة قوية ‪ ،‬فقد سيطرت الكنيسة على أولى مطبعترين‬
‫في المستعمرات كانتا تصدران نشرات دينية ومطبوعات رسمية ‪ ،‬قرد أدت م اولرة إنشراء صر يفة‬
‫تجارية في منتصف القرن السابع عشر إلى ظهور قانون يقضي بانشاء مجلرس مرن ثر ا أعضراء‬
‫للتراخيص باصدار الص ف ‪ ،‬وف ص م تواها قبل النشر ‪.‬‬
‫" وفرري وديررة ف دلفيررا كرران ولرريم برادفررورد هررو أول ناشررر يقرروم بطبررع القرروانين والتقررارير‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫وكان يعره كل شيء على ال كومة قبل النشر "( ) ‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 2612‬استطا جون كامبل أن ي سس ص يفة خاصة ‪ ،‬وي افظ على استمرارها‬
‫‪6‬‬
‫في الصدور نتيجة عدم إزعا ال كومة( ) ‪.‬‬

‫‪ - 1‬جيهان رشتي ‪ ،‬نظم ادتصال واألع م في الدول النامية ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 2861 ، 2‬ص‪79‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 98‬‬
‫‪ - 3‬وليام ريفير ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 219‬‬
‫‪ - 4‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 219‬‬
‫‪ - 5‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 218‬‬
‫‪ - 6‬إبراهيم عبدو ‪ ،‬تاريخ الص افة األمريكية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 224‬‬
‫‪52‬‬
‫وتر جررع سرريطرة المسررتعمرين علررى الصر افة بلسرراليب مسررتوردة مررن بريطانيررا ‪ ،‬تررلتي فرري‬
‫مقدمتها تهمة الخيانة العظمى التي كانت أسلوبا م تم للتهديد ‪ ،‬لكنه كان أسرلوبا قليرل ادسرتخدام‪.‬‬
‫كذلك استخدام األمريكيين المستعمرين أسلوب ضر نشر جلسات البرلمان ‪ ،‬وهو أسلوب مستخدم‬
‫*‬
‫على نطاق واسع ‪ ،‬كما أنهم استوردوا التهديد بادتهام بالقذف المثير للفتنة( ) كوسيلة للسيطرة على‬
‫(**)‬
‫التري ثرارت بسربب هرذا القرانون ‪ ،‬األمرر الرذي قلرل مرن فاعليرة‬ ‫الص افة ‪ ،‬وقرد كثررت ال روادا‬
‫السرريطرة علررى الص ر افة باسررتخدام تهمررة القررذف المثيررر للفتنررة ‪ ،‬وبررذلك لررم تعررد هررذه التهمررة تهديرردا‬
‫للص فيين في عهد المستعمرات بعد عام ‪. 2645‬‬
‫ويجمع د‪ .‬عبد اللطيف مزة القيود التي تفرضرها السرلطة علرى الصر افة والتري تمثرل فري‬
‫اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -2‬قيد التراخيص ‪:‬‬
‫وهو أبسط القيود على اإلط ق ‪ ،‬ففي وسع ال كومة أد تمنح الرخصة لشخص د تطمر ن‬
‫إليرره وترترراب فرري إخ صرره لسياسررتها ‪ ،‬ورغرم إيمرران ال كومررة بنظريررة السررلطة لررم تشررل أن‬
‫ت تكر لنفسها الص افة ‪ ،‬بل تركتها ل‪،‬فراد أو الرذين تثرق بهرم ‪ ،‬وأنشرلت هي رات كران مرن‬
‫صررميم عملهررا أن تضررع عقوبررات علررى الناشرررين ‪ ،‬الررذين يبرردون مررن تصرررفاتهم أنهررم غيررر‬
‫مخلصين لل كومة ‪.‬‬
‫وتولد عن نظام التراخيص هذا نظام اد تكار ‪ ،‬يرا ظهرر هرذا النظرام فري القررن السرابع‬
‫عشررر وكانررت لرره ثررار سرري ة علررى العامررل والمسررتهلك ‪ ،‬فكثرررت ادنتقررادات الموجهررة إليرره‪،‬‬
‫وكان أكثرها صادرا من الكنيسة ومن أص اب السياسات المخالفة لسياسة ال كومة ‪.‬‬
‫‪ -1‬قيد الرقابة ‪:‬‬
‫ظهرررت ال اجررة إلررى نظررام جديررد ي ررل م ررل قيررد التررراخيص ‪ ،‬وهررو نظررام الرقابررة علررى‬
‫الص ف‪.‬‬
‫يا " إن الناشر لم يسر في الواقع سب راء ال كومة ‪ ،‬فيم يتصل بالسياسة العليا‬

‫‪ - ‬تهمة القذف المثير للفتنة ‪ :‬هي عبارة عن أي مادة منشورة توجه اللوم دون تبرير قانوني إلى أي شخصية‬
‫عامة أو أي قانون أو أي م سسة منشلة بمقتضى القانون ‪.‬‬
‫لمزيد من ادط أنظر الص افة والقانون في الوطن العربي والوديات المت دة ‪ ،‬ت رير د‪ .‬جاز الشمري ‪،‬‬
‫الدار الدولية للنشر ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2884 ،‬ص‪. 254-226‬‬
‫** ‪ -‬قضية جون بيتر زنجر سنة ‪ 2645‬الذي رأت الم كمة أنه مذنب رغم رفه الم لفين لهذه التهمة ‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫للدولررة ‪ ،‬كمررا أنرره لررم يكررن علررى مسررتوى عررالي مررن الثقافررة تررى يفهررم ويراعرري الدولررة فرري‬
‫‪1‬‬
‫سياستها "( ) ‪.‬‬
‫من خر ل ذلرك عملرت الدولرة علرى إخضرا المسرا ل السياسرية والدينيرة عرن طريرق تعيرين‬
‫ممثلين للدولة ‪ ،‬لإلشراف الدقيق على ما ينشرر فري الصر ف ‪ ،‬ولرم يكرن األمرر صرعبا ألن‬
‫عدد المطبوعات في المستعمرات وقتها كان م دودا ‪.‬‬
‫غير أنه بظهور عوامل عدة ‪ ،‬جاء فري مقردمتها األ رزاب السياسرية ‪ ،‬فشرل برنرامر الدولرة‬
‫فرري الرقابررة علررى الص ر ف ‪ .‬يررا ظهرررت األ ررزاب السياسررية فرري القرررن السررابع عشررر‪،‬‬
‫ومارست هذه األ زاب نشاطها السياسي على أسراس الديمقراطيرة ‪ ،‬وكران ال رزب ال الرب‬
‫هررو الررذي يسرريطر علررى الصر ف ‪ ،‬غيررر أن األ ررزاب السياسررية اتفقررت فيمررا بينهررا علررى أد‬
‫ينفرررد ررزب وا ررد منهررا بالسرريطرة علررى الص ر ف ونظرررا ألهميررة فررره الرقابررة علررى‬
‫الص ر ف وفررق منظررو ر نظريررة السررلطة ‪ ،‬فاننررا سررنتناول الرقابررة الترري تفرضررها ال كومررة‬
‫األمريكية بشكل مفصل في الجزء القادم ‪.‬‬
‫‪ -4‬قيد الم اكمات العامة ‪:‬‬
‫تعتبر تهمة الخيانة العظمى من أخطر التهم التي توجهها ال كومة للص ف ‪ ،‬و اليا تطبق‬
‫المواد الخاصة بالخيانة أو الت ريه على نطاق أوسع مرن ذي قبرل ‪ ،‬وبنرو خراص علرى‬
‫األفراد الذين ثبت أنهم يساعدون األعداء وقت ال رب ‪ ،‬أو الص فيين الذين ي اولون نشر‬
‫روح اليلس وروح الهزيمة عن طريق الشا عات أو المقادت أو المنشورات ‪.‬‬
‫‪ -2‬طريقة األموال السرية ‪:‬‬
‫توصررلت ال كومررة فرري القرررن الثررامن عشررر إلررى فشررل الطرررق السررابقة فرري ال صررول علررى‬
‫ص افة موالية لها ‪ ،‬ولرذلك عهردت إلرى طريقرة جديردة تسرتولي بهرا علرى الررأي العرام عرن‬
‫طريق الص افة ‪.‬‬
‫هذه الطريقة توض ها جيهان رشتي " تقوم ال كومة بمنح أموال سرية ألص اب الص ف‬
‫وبذلك تشتري ال كومة ذمم الص فيين وضما رهم ‪ ،‬وتضمن انضواء ه دء ت ت رايتهرا‬
‫‪ ،‬والتروير لسي استها ‪ ،‬فبدد أن تصردر صر يفة رسرمية برلق م رسرمية ‪ ،‬فانهرا تعتمرد علرى‬
‫‪2‬‬
‫شراء ص ف مشهورة بالمال ‪ ،‬فتضمن وصول صوتها إلى أكثر عدد من القراء "( ) ‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد اللطيف مزة ‪ ،‬اإلع م تاريخه ومذاهبه ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬مصر الجديدة ‪ ،‬ط‪ ، 2875 ، 2‬ص ‪-212‬‬
‫‪. 212‬‬
‫‪ - 2‬جيهان رشتي ‪ ،‬األسس العلمية لنظريات اإلع م ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 2865 ، 2‬ص‪. 242‬‬
‫‪57‬‬
‫القيود المفروضة على الصحافة األمريكية ‪:‬‬
‫تلسيسا على نظرية السلطة ‪ ،‬فاننا نرى أنه عند ال ديا عن موضو الرقابة والرت كم فري‬
‫الص افة ‪ ،‬دبد أن نستبعد ال يل والوسا ل التي يقوم بها أفراد ال كومة األمريكيرة‪ ،‬بدايرة‬
‫من الر يس األمريكي و تى أص ر موظف فيها ‪.‬‬
‫وهذه ال يل تستهدف إخفاء وكثمران المعلومرات وال قرا ق ‪ ،‬وكرذلك اسرتبعاد األنشرطة التري‬
‫يقوم بها الص افيون والم سسات الص فية لل د من تدفق األخبار ‪.‬‬
‫وعند استبعادنا لهذين العاملين الكبيرين ‪ ،‬فان مجادت الت كم في المعلومات وال قا ق فري‬
‫الوديات المت دة ‪ ،‬يمكن تقسيمها إلى ث ا مجادت ر يسية هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬قوانين العقوبات للمطبوعات الضارة ‪:‬‬
‫هناك عدد من القوانين التي تجعل من الص افة امية لسمعة و قوق الفرد ‪ ،‬عر وة علرى‬
‫أن القوانين تعمل أيضا من أجل ماية األمن العام ‪.‬‬
‫فعندما يضيع ق من قوق الفرد ‪ ،‬فان المجتمع يتيح قنوات للتعويه ‪ ،‬بردد مرن اللجروء‬
‫للعنف ‪ ،‬ومن هذه القوانين ‪:‬‬
‫أ‪ -‬القذف والتشهير ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ق النشر والخصوصية ‪.‬‬
‫وهنرراك قرروانين أخرررى صرردرت ل مايررة المجتمررع ممررا يعتبررر اتصراد ضررارا وهررذه القرروانين‬
‫تشمل ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ادمتثال ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الت ريه ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ت‪ -‬الفا شة( ) ‪.‬‬

‫‪ - 1‬لمزيد من ادستزادة على هذه القوانين راجع ‪ :‬الص افة والقانون في الوطن العربي والوديات المت دة ‪ ،‬جاز‬
‫الشمري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 287-261‬‬
‫‪56‬‬
‫‪ -2‬قوانين تمنع الحصول على المعلومات ‪:‬‬
‫دود جميرع أو‬ ‫وفقا لتقاليد القانون ‪ ،‬هناك عدد من ادجتماعات العامة ‪ ،‬التي تكون خار‬
‫بعه الص ف ‪ ،‬وهذا يشمل جميع مستويات ال كومرة ‪ ،‬بدايرة مرن اجتماعرات البلديرة إلرى‬
‫‪1‬‬
‫اجتماعات مجلس الشيوخ( ) ‪.‬‬
‫ويجررب اإلشررارة هنررا إلررى وجررود قررانون ادجتماعررات المفتو ررة المعمررول برره فرري عرردد مررن‬
‫الوديات ‪ ،‬إد أن هناك بعه ادستثناءات ‪ ،‬ويشير هربرت شللير إلى " أن هناك م اولرة‬
‫إعطاء أسباب دجتماعات م لقة ‪ ،‬فمث لجان مجلس الشيوخ يمكن أن ت كد أنها تناقم في‬
‫اجتماعاتها مسا ل األمن القومي ‪ ،‬أو السياسة الخارجية السرية ‪ ،‬ومجرالس البلرديات ت رتر‬
‫على أن الت طية الص فية دجتماعاتها على أساس أنها تربك العاملين الذين سوف يناقشون‬
‫‪1‬‬
‫"( ) ‪.‬‬
‫ولهررذه األسررباب وغيرهررا مررن األسررباب ال كوميررة والت ايررل ‪ ،‬فرران المعلومررات الترري ي ررق‬
‫للص افة معرفتها د ترى النور أبدا ‪.‬‬
‫ومرن الجانررب اآلخرر فرران األسرباب ذاتهررا التري أوردناهررا عرن ادجتماعررات العامرة ‪ ،‬تنطبررق‬
‫أيضا على الوثا ق العامة التي ت جب عن الص افة ‪.‬‬
‫إد أن الص افيين كانوا أكثر نجا ا في صدور قوانين " السج ت أو الوثا ق المفتو رة "‪،‬‬
‫وفي بعه الوديات ورغم هذه القوانين فان هنراك بعره ال رادت التري د ي رق ادطر‬
‫عليهررا أو الترردخل فيهررا ‪ ،‬األمررن القررومي ‪ ،‬أسرررار السياسررة الخارجيررة ‪ ،‬المررذكرات المرروجزة‬
‫المهمة التي تقع ضمن أوراق الوكادت ‪ ،‬والتي تنطوي على اتخاذ موقف م دد ‪ ،‬الملفرات‬
‫الشخصية والطبية ‪ ،‬وملفات الب ا والت قيقات المصنفة ألغراه قانونية ‪.‬‬
‫‪ -3‬ضغوط المطبوعات غير الضارة ‪:‬‬
‫إضافة إلى القوانين التي تعاقب الص افة بسبب النشر الضار والقوانين واألنظمة التي ت د‬
‫مررن الوصررول إلررى األخبررار ‪ ،‬هنرراك مجموعررة مررن الضر وط فرري الوديررات المت رردة إلعاقررة‬
‫اإلع م من نشر األخبار غير الضارة قانونيا ‪ .‬إد أنها قد تكون مربكة لل كومة أو لرجال‬
‫الص ر افة أو لرربعه األفررراد ‪ ،‬ويشررير جررون ميرررل إلررى عوامررل ت ر دي إلررى تسررهيل مهمررة‬
‫الض ط على الص افة والتي د تكون واض ة بشكل دا م ‪.‬‬

‫‪ - 1‬جون ميرل ‪ ،‬رالف ينشانين ‪ ،‬اإلع م وسيلة ورسالة ‪ ،‬ترجمة ساعد خضر ال ارثي ‪ ،‬دار المريخ للنشر ‪،‬‬
‫الرياه ‪ ،‬ط‪ ، 2898 - 2‬ص ‪. 156‬‬
‫‪59‬‬
‫ملكية الدولة لوسائل اإلعالم ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫إن ال كومة ادت ادية تدخل فري مجرال ملكيرة المطبوعرات أكثرر ممرا يظرن الربعه ‪ ،‬ومرن‬
‫مكتب المطبوعات ال كومي تعتبر الوديات المت دة من أكبر الناشرين للكتاب ‪ ،‬باإلضرافة‬
‫إلررى أنهررا تملررك وكررالتين ل‪،‬نبرراء ‪ ،‬وا رردة للش ر ون الزراعيررة ‪ ،‬والثانيررة ل‪ ،‬رروال الجويررة ‪،‬‬
‫وتصرردر م ررات المجرر ت عررن طريررق وكادتهررا ادت اديررة ‪ ،‬وتنشررر عررددا مررن الصرر ف‬
‫للمعسكرات ال ربية والخدمات العامة ‪.‬‬
‫يا تقوم ال كومة األمريكية هنا بدور ارس البوابة فيما تملكه من وسا ل إع م ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلعالن الحكومي ‪:‬‬
‫إن إع نرررات القطاعرررات ال كوميرررة تعرررد مصررردرا مرررن المصرررادر المهمرررة لبقررراء واسرررتمرار‬
‫الص ر ف األسرربوعية ‪ ،‬يررا ت رردد هررذه اإلع نررات إلررى ررد كبيررر مرردى ربررح أو خسررارة‬
‫الصررر ف ‪ ،‬لهرررذا فررران مقررردرة الدولرررة هنرررا تكمرررن فررري جرررب هرررذه اإلشرررعارات القانونيرررة ‪،‬‬
‫وإعطاءها لص يفة ما ‪ ،‬تخص بع قة خاصة معها ‪ ،‬ود توجد ص يفة تملك فقدان كومة‬
‫الودية تى د تخسر هذا الدعم ‪.‬‬
‫ج‪ -‬قوة الضرائب ‪:‬‬
‫تصبح الضرا ب قوة ضاربة في يد ال كومة ‪ ،‬وهي س ح خفي ‪ ،‬يا يلخرذ هرذا السر ح‬
‫أشكاد شتى ‪ ،‬فالضرا ب تفره على المنشلة والتجهيزات التري ت تويهرا أكثرر ممرا تتعلرق‬
‫باإلنتا ‪ ،‬وإذا ت ققت لص يفة معاملة خاصة وتفضيلة ‪ ،‬فان ذلك سوف ينعكس على مبدأ‬
‫ال ياد والموضوعية في العمل الص في ‪.‬‬
‫د‪ -‬وحدات الصحافة الهامشية ‪:‬‬
‫إن التقليد األمريكي يقول " إن المنافسة شيء ميد ‪ ،‬ولكن في الة الص ف فان المنافسة‬
‫ال ادة أمر مكروه " ‪.‬‬
‫بعه الص ف الضعيفة اقتصاديا معرضة لكل أنوا الض وط ‪ ،‬سواء مرن المشرتركين أو‬
‫من المعلنين أو منها نفسها ‪.‬‬
‫ومن هنا فان خطر إل اء ادشتراكات أو اإلع ن ‪ ،‬وهي المصادر األساسية ‪ ،‬للردخل ي يرد‬
‫عدم النقد الشديد أو المبالغ فيه ‪ ،‬وباختصار تتم ممارسة الرقابة الذاتية وهي دا ما تصا ب‬
‫الشعور بعدم األمان اقتصاديا ‪.‬‬

‫‪ - 1‬هربرت شللير ‪ ،‬المت عبون بالعقول ‪ ،‬ترجمة عبد الس م رضوان ‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة ‪ ، 217 ،‬المجلس‬
‫الوطني للثقافة والفنون واآلداب ‪ ،‬الكويت ‪ ، 2897 ،‬ص‪. 121‬‬
‫‪58‬‬
‫هـ‪ -‬مجالس الصحافة ‪:‬‬
‫بدأت تجربة مجالس الص افة الم لية فري أوريجرون كاليفورنيرا ‪ ،‬كولرورادوا ‪ ،‬والنيروى ‪،‬‬
‫وذلك في أواخر الستينات ‪ ،‬وفي عام ‪ 2864‬تم إنشراء مجلرس األخبرار الروطني ‪ ،‬ومركرزه‬
‫الر يسرري نيويررورك ‪ ،‬ويرردعم أساسررا مررن هي ررات ‪ .‬وهررذا المجلررس الو يررد الررذي يعمررل فرري‬
‫الوديات المت دة األمريكية ‪.‬‬
‫رظ وتصردر‬ ‫ويلخذ المجلس الوطني ل‪،‬خبرار شركلين أساسريين ‪ ،‬فريمكن أن يكرون لجنرة ت‬
‫تقررارير عررن أداء الص ر افة فرري كررل سررنة ‪ ،‬أو يكررون مجلسررا يسررتمع إلررى الشرركاوي الفرديررة‬
‫ويصدر أ كاما م ددا ‪.‬‬
‫أما الشكل الثاني فان هناك من ي يد مجلس الص افة ‪ ،‬يا يرون " أن المجلس يساهم في‬
‫توسيع مجال رية الص افة ‪ ،‬ويقف فري وجره ادتهامرات الباطلرة ضرد الصر افة ‪ ،‬وعلرى‬
‫‪1‬‬
‫الرغم من ذلك فان مجلس الص افة يشكل نوعا من السيطرة الممكنة على الص ف "( )‪.‬‬
‫في تقديرنا لم تكرن ريرة الصر افة م ترمرة دا مرا منرذ ادسرتق ل ترى اليروم ‪ ،‬لقرد خلقرت‬
‫أزمة مكارثية ‪ ،‬لكن كثرة الص ف في الوديات المت دة تردل علرى واقعهرا الرراهن ‪ ،‬يرا‬
‫تسررهر رابطررة ال ريررات المدنيررة األمريكيررة نظريررا ‪ ،‬علررى ريررة التعبيررر ألقصررى اليمررين‬
‫وأقصى اليسار معا ‪.‬‬

‫‪ - 1‬لمزيد من ادستزادة ول القيود المفروضة على الص افة األمريكية يمكن الرجو إلى ‪:‬‬
‫‪ -i‬جون ميرل ‪ ،‬رالف ينشتانين مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 177-171‬‬
‫‪ -ii‬أنور الجندي ‪ ،‬الص افة واألق م المسمومة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار ادعتصام ‪ ، 2894 ،‬ص‪. 221-86‬‬
‫‪ -iii‬هربرت شللير ‪ ،‬المت عبون بالعقول ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 122‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫ثانيا ‪ -‬نظرية الحرية " الفلسفة الليبرالية " ‪:‬‬

‫تطور الدميقراطية السياسية ‪ ،‬واحلرية الدينية ‪ ،‬واتساع نطاق التجارة ‪ ،‬وقبول مبدأ‬

‫احلرية االقتصادية ‪ ،‬جعل اجلماهري ترفض نظرية السلطة أتاح الفرصة لكي تظهر نظرية‬

‫جديدة يف الصحافة ‪ ،‬بدأت تلك النظرية تكافح للظهور أواخر القرن السابع عشر‬

‫‪ ،‬وأصبحت حقيقية يف القرن الثامن عشر ‪ ،‬وازدهرت يف القرن‬

‫التاسع عشر ‪.‬‬


‫وقد عرفت تلك النظرية فيمرا بعرد باسرم نظريرة ال ريرة ‪ " ،‬وقرد ازدادت كتابرات الف سرفة‬
‫أمثال ديكارت ‪ ،‬جون لوك ‪ ،‬جون سيتورات ميل ‪ ،‬على التفكير في أوروبا وأمريكا ‪ ،‬ومهدت لهذه‬
‫‪1‬‬
‫النظرية الجديدة "( ) ‪.‬‬
‫وتدعو النظرية أن تقوم الص افة بخدمة الفرد ‪ ،‬وأن ت دي إلى الت يرر ‪ ،‬كمرا تسراعد علرى‬
‫ادستمرار في نقد ال كومة والرقابة على السلطة التقليدية ‪.‬‬
‫وتجمع الكتابات التي تناولت نظريات الص افة ‪ ،‬أن نظرية ال رية ترى اإلنسان بلنه كا ن‬
‫مستقل ‪ ،‬وله مقدرة ذهنية تمكنه من التمييز بين الصواب والخطل ‪ ،‬وهو يهدف إلى معرفة ال قيقرة‬
‫‪ ،‬والطريقة الو يدة في وجهه نظر الكتاب لمعرفة ال قيقة هري أن تتررك اآلراء تتصرار وتتنرافس‬
‫ب رية في ميدان أو سوق األفكار ال رة ‪ ،‬يا يختلف األفراد في الرأي ويجب أن يتراح لكرل فررد‬
‫الفرصة ألن يقول ما في ذهنه ب رية ‪ ،‬شرط أن يعطي ل يره الفرصة كذلك ‪.‬‬
‫كما أن نظرية ال رية ت كد على أن يب ا اإلنسان على ال قيقة ‪ ،‬وأن د يثق في ال كومة‬
‫دون الب ا عن ال قيقة ‪ ،‬وتقوم الص افة بالب ا عن ال قيقة لمساعدة الشعب ‪ ،‬لهرذا فهري شرريكة‬
‫‪2‬‬
‫له وتقوم بتمثيله( ) ‪.‬‬
‫وفي تقديرنا أن رية الص افة يجب أن د تترك لل كومة مجال لت كم فيها ‪ ،‬بل يجب أن‬
‫تكون الص افة رة لكي تستطيع تقديم أدلرة يرتمكن بمقتضراها األفرراد مرن الرقابرة علرى ال كومرة‪،‬‬
‫واتخاذ قرارات على سياستها ‪ ،‬لهذا فمن الضروري أن د تخضع الص افة إلشراف ال كومة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬جيهان رشتي ‪ ،‬األسس العلمية لنظريات اإلع م ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 248‬‬
‫‪ 2‬م مود نجيب أبو الليل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 89‬‬
‫‪72‬‬
‫ووفقا لهذا الطررح عملرت الصر افة فري أوروبرا وأمريكرا الشرمالية كسرلطة رابعرة ‪ ،‬تراقرب‬
‫السلطة التنفيذية والتشريعية ‪ ،‬وأصب ت الص ف ملك ل‪،‬فراد يتنافس فيما بينهرا فري السروق ال ررة‬
‫ل‪،‬فكار ‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرية الحرية في الصحافة األمريكية ‪:‬‬
‫تررلثر تشرركيل نظررام الصر افة فرري الوديررات المت رردة بالبي ررة الفكريررة إلررى ررد مررا ‪ .‬فاألفكررار‬
‫السا دة في مجتمع ما تشكل م سساته ‪ ،‬كمرا تشركلها بالتلكيرد القروى السياسرية وادقتصرادية‬
‫وادجتماعية ‪.‬‬
‫" ففي اثناء الثورة األمريكية لم تكن في المستعمرات رية تعبير ‪ ،‬فقد كانت هنراك ريرة‬
‫لتلييررد القضررية الوطنيررة ‪ ،‬وكرران هنراك إسرركات سررريع لكررل مررن ينرراقم القضررية ‪ ،‬أو يرردعوا‬
‫‪1‬‬
‫لمسار خر لها "( ) ‪.‬‬
‫وبعررد ال رررب لررم ت رراول الوديررات أن تخلررص نفسررها مررن قرروانين القررذف وإثررارة الفررتن عررن‬
‫طريق نشر الكتب ‪ ،‬وعندما بررز الترراا األمريكري ‪ ،‬الرذي جراء نتيجرة تفاعرل مريرر برين‬
‫المصالح المتصارعة ‪ ،‬فكان كل فريق يعمل ل ماية نفسه ‪ ،‬وكان ذلك بدايرة انتعرام رول‬
‫قضية ميثاق ال قوق ‪ ،‬ترم فري خضرم ال ماسرة رول قروانين األجانرب وقروانين إثرارة الفرتن‬
‫ررظ أن النظررام اإلع مرري األمريكرري قررد وقررف وراء ميررراا‬ ‫الصررادر ‪ 2689‬م وسرروف ن‬
‫إنجليرررزي قررروي ‪ ،‬ذلرررك أن أهرررالي المسرررتعمرات األمريكيرررة كرررانوا قرررد نقلررروا مرررن البلرررد األم‬
‫الم سسات والثقافة ‪ ،‬وأسسوا ص ف وفقا لنماذ البريطاني ‪.‬‬
‫ويرررى ريفيررر " أن األمررريكيين عنرردما صررلوا علررى ال ريررة ‪ ،‬أخررذوا ينقلررون كثيرررا عررن‬
‫‪2‬‬
‫المفكرين اإلنجليز واألوربيين "( ) ‪.‬‬
‫ووفقا لنظرية ال رية ينب ي أن تكون للص افة قاعدة كبيرة من ال رية ‪ ،‬كي تساعد الناس‬
‫في ب ثهم عن ال قيقرة ‪ ،‬ولكري يصرل اإلنسران إلرى المعلومرات واألفكرار وهرو بمقردوره أن‬
‫يميز فيما تقدمه له ‪ ،‬ويرى تشارلس بيدو أن رية الص افة فري ظرل الدسرتور هري أصر‬
‫ال ق في أن تكون منصفا أو غير منصف مت يزا أو غير مت يز ‪ ،‬صادقا أو كاذبا ‪ ،‬سواء‬
‫في أعمدة الص ف أو في عمود التعليق ‪.‬‬
‫ووفق منظور نظرية ال رية فان الرقابة على الص ف مرفوضة لث ا أسباب هي ‪:‬‬
‫‪ -2‬أنها تنتهك ال ق الطبيعي لإلنسان في رية القول ‪.‬‬

‫‪ - 1‬وليام ريفير ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 97‬‬


‫‪ - 2‬عبد اللطيف مزة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 221‬‬
‫‪71‬‬
‫‪ -1‬أنها تمكن الط اة من ادستمرار في السلطة ‪ ،‬وتجعل الدولة عدوا لل ريرة بردد مرن أن‬
‫تكون امية لها ‪.‬‬
‫‪ -4‬أنها يمكن أن تعوق م قتا عملية الب ا عن ال قيقة عن طريرق اإلخر ل برالتوازن فري‬
‫‪1‬‬
‫العملية الدقيقة التي عن طريقها تظهر ال رية في نهاية األمر "( ) ‪.‬‬
‫ومن أشهر بناة نظرية ال رية في الص افة الر يس األمريكي تومراس جيفرسرون ‪ ،‬والرذي‬
‫ساهم بقدر كبير ‪ ،‬جعلنا نقف على بعه اللمسات التي ت كد دوره في هذه النظرية ‪.‬‬

‫‪ -1‬توماس جيفرسون ونظرية الحرية في الصحافة األمريكية ‪:‬‬


‫كان فيلسوفا وسياسيا معا يلمل دا ما في إيجاد كومة تكفل األمن وتمرنح الفرصرة ل‪،‬فرراد‬
‫في المجتمع ‪ ،‬وأن الناس بامكانهم الوصول إلرى قررارات كيمرة عنرد قرراءتهم للصر ف ‪.‬‬
‫مادامت الص ف هي المصدر الو يد للمعلومات التي ي صل عليها الفرد في المجتمع ‪.‬‬
‫ويرى جيفرسون أنه مقابل هذا الواجب الملقي على عراتق الصر افة ‪ ،‬يجرب أن يكرون لهرا‬
‫‪2‬‬
‫ق واضح في ال رية ونصيب كبير منها( ) ‪.‬‬
‫ومررن هنررا د ينب رري فرري نظررر جيفرسررون " أن تكررون الص ر افة خاضررعة لرقابررة ال كومررة‪،‬‬
‫وليس من ق ال كومة فري هرذه ال الرة أكثرر مرن رسرم اإلطرار العرام ل يراة األفرراد ‪ ،‬لكري‬
‫يصلوا إلى ت قيق أهدافهم الخاصة والعامة ‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن جيفرسون لم ي لف كتابا في الص افة ‪ ،‬إد أن خطاباته ملي ة باشارات‬
‫متناثرة ولها ‪ ،‬فقد بنى جيفرسون دور الص افة على قدرة اإلنسان والدولة‪ ،‬وكان يررى‬
‫بلن للص افة وظيفتين هما ‪ :‬تنوير الجمهور ‪ ،‬و ماية ال ريات الشخصية‪ ،‬وقد كتب فري‬
‫عام ‪ 2914‬يقول ‪ " :‬إن الص افة هي أفضرل أداة للتنروير عقرل اإلنسران وتطرويره ككرا ن‬
‫(*)‬
‫فالص افة في رأيه قاعدة هامة ووسيلة إلعطاء المرواطن‬ ‫عق ني وأخ قي واجتماعي "‬
‫ال قا ق واألفكار التي ي تا إليها ‪.‬‬
‫و أشهر عبارة قالها توماس جيفرسون في رسالة أرسلها إلى إدوارد لي نتجنون ‪ ،‬جاء فيها‬
‫‪ :‬لما كان أساس ال كومات هو رأي الناس ‪ ،‬فينب ي أن يكون الهردف األول هرو الم افظرة‬
‫كومة‪ ،‬لمرا تررددت‬ ‫على ذلك ال ق ‪ ،‬وإذا خيرت بين كومة ب ص افة أو ص افة ب‬

‫‪ - 1‬وليام ‪ ،‬ريفير ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 92‬‬


‫‪ - 2‬عبد اللطيف مزة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 228‬‬
‫‪74‬‬
‫ل ظة في ادختيار الثاني ‪ ،‬ولكن أقصد أن كل شخص ينب ي أن يتلقى هذه الص ف ‪ ،‬وأن‬
‫*‬
‫يستطيع قراءتها "( ) ‪.‬‬
‫ويررى جيفرسررون أن الصر افة ينب ري أن تكررون رقيبررا علررى ال كومرة ‪ ،‬و ريررة الفرررد هرري‬
‫جوهر الديمقراطية ‪ ،‬ومن وظا ف الص افة هي الم افظة علرى ال قروق الشخصرية ‪ ،‬وقرد‬
‫كان دور الص افة ك ارس في ذهن جيفرسون ‪ ،‬عندما كتب إلى جور واشنطن في سنة‬
‫‪ 2681‬يقول ‪ " :‬د يمكن أن تكون هناك كومة بر رقبراء عليهرا ‪ ،‬يرا تكرون الصر افة‬
‫اجة لها أن‬ ‫رة ‪ ،‬لن تكون هناك كومة ب رقيب عليها ‪ ،‬وإذا كانت ال كومة خيرة ف‬
‫تخشى عمليات الدفا والهجوم العادلة " ‪.‬‬
‫وكان جيفرسون ي يد قوا نين القذف ل مايرة المرواطنين ‪ ،‬غيرر أنره يررى أنره لريس مرن رق‬
‫الشخصيات العامة والسياسرية أن تتمترع بهرذا ال رق ‪ ،‬لكرن عراد فري عرام ‪ 2914‬ودعرا إلرى‬
‫ضرورة رفع الشخصيات العامة دعوى القذف ‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت لم يفره على الص افة‬
‫أدنى قيد يعيق عملها ‪.‬‬

‫‪ -4‬رؤية نقدية لنظرية الحرية في الصحافة األمريكية ‪:‬‬


‫إن ادعراء أن بنراة نظريررة ال ريرة مررن أمثرال جيفرسرون هررم ديمقراطيرون ‪ ،‬أمررر م رل شررك‬
‫ظ تناقه في وصرف جيفرسرون بالرديمقراطي ‪ ،‬فالتراريخ ي كرد لنرا أن‬ ‫ونقام ‪ ،‬يا ن‬
‫جيفرسون كان مالك الرقيق األرستقراطي ‪ ،‬وهو في نفس الوقت را د أمريكا الليبرالية ‪.‬‬
‫ما يهمن ا هنا هو م اولة نقدية يقدمها البا ا ول نظرية ال رية في الص افة األمريكية‪.‬‬
‫أكد جون ميرل على أن ادتجاه الليبرالي " له ع قة وثيقة بين ال اكم والم كروم ‪ ،‬وهنراك‬
‫ثقررة فرري الجمرراهير ‪ ،‬وهنرراك ادعتقرراد بررلن األغلبيررة يمكررن أن تصررل إلررى ال قيقررة وتتخررذ‬
‫القرارات ‪ ،‬فالص افة هي الوسيلة التي تعلم الناس لكي يعرفوا "(‪. )1‬‬
‫ونظريا فان ادتجاه الليبرالي هو الذي يضع فيه الناس الضوابط للقيادة ‪ ،‬وليس العكس ‪.‬‬
‫وتشير الدراسات إلى أن هناك فكرتين ذات ع قة بالنظام الص في الليبرالي وهما ‪:‬‬

‫* ‪ -‬مقتطفات توماس جيفرسون ‪ ،‬رسا ل الزعماء ‪ ،‬ترجمة علي عبد ال فيظ ‪ ،‬دار ادعتصام ‪ ،‬القاهرة ‪، 2892 ،‬‬
‫ص‪. 51‬‬
‫* ‪ -‬مقتطفات توماس جيفرسون ‪ ،‬رسا ل الزعماء ‪ ،‬ترجمة علي عبد ال فيظ ‪ ،‬دار ادعتصام ‪ ،‬القاهرة ‪، 2892 ،‬‬
‫ص‪. 51‬‬
‫‪ - 1‬جون ميرل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 141‬‬
‫‪72‬‬
‫‪ -2‬الص افة كسلطة رابعة ‪.‬‬
‫‪ -1‬ق الناس في المعرفة ‪.‬‬
‫فمن النا ي ة النظرية فان الناس في الوديرات المت ردة لهرم نظرام إعر م يراقرب أداء الدولرة‪،‬‬
‫وي افظ على مبدأ األمانة فيها ‪ ،‬وللناس ق معرفة ما ي ديه الجهاز ال كومي ‪.‬‬
‫ررظ أن هرراتين الفكرررتين أصررب تا مقبررولتين ك جررر األسرراس فرري الفلسررفة الليبراليررة‬ ‫والم‬
‫للص افة ‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهوم السلطة الرابعة للص افة ‪:‬‬
‫يتركز هذا المفهوم على أساس كرون الصر افة جرزء أساسري مرن نظرام ال كرم ‪ ،‬بمعنرى أن‬
‫الص افة جزء مكمل للسلطات التشريعية والقضا ية والتنفيذية ‪.‬‬
‫ويشير ميرل إلى افتراه خر هو كون " الص افة تعمل كمراقب على أداء الدولة ‪ ،‬وهذا‬
‫يعزلها على ال كومة ‪ ،‬ويناقه فكرة السلطة الرابعة "(‪. )1‬‬
‫وإذا مررا سررلمنا با رردى الفكرررتين السررابقتين ‪ ،‬يجررب أن ن كررد علررى أن النرراس د ينتخبررون‬
‫الص ر افة لتمثرريلهم بررلي طريقررة ‪ ،‬فالص ر افة هرري الترري طررورت مفهرروم السررلطة الرابعررة ‪،‬‬
‫وعينت نفسها كجزء من ال كومرة ‪ ،‬وكمراقرب علرى أدا هرا ‪ .‬فالدسرتور األمريكري لرم يعرط‬
‫الص افة األمريكية المس ولية ‪ ،‬أو ألزمها بمراقبة ال كومة ومعرفة أعمالها ‪.‬‬
‫لكررن دعرراة السررلطة الرابعررة يرررون مررن خر ل الممارسررات " الوظررا ف " التقليديررة للصر افة‬
‫األمريكيررة باإلضررافة إلررى الضررمير العررام ‪ ،‬فرران الصر افة لررديها هررذه المسر ولية وادلتررزام‪،‬‬
‫وبالتلكيد فان ه دء يصرون على أن للص افة التزام ‪ ،‬ويجب أن تمارسه ‪ ،‬ولكن السر ال‬
‫الذي يطرح نفسه علنيا ‪ ،‬هو هل تعترف الص افة األمريكية قيقة بهذا ادلتزام؟‬
‫ويجيب هربررت شرللير بقولره ‪ " :‬إذا كران هنراك نتيجرة يمكرن الوصرول إليهرا ‪ ،‬بخصروص‬
‫مفهوم السلطة الرابعة للص افة أو مراقبة ال كومة ‪.‬‬
‫فان الصر افة ليسر ت فرعرا رابعرا لل كومرة ‪ ،‬ود يوجرد أي سربب يردعوها أن تعتبرر نفسرها‬
‫ناصرررا أو مراقبررا لل كومررة ‪ ،‬وإد فبمرراذا تفسررر الصرر افة كثرررة الصرر ف الترري د تعمررل‬
‫كمراقب على أداء الدولة "(‪. )2‬‬
‫ربما كانت م اولة لت ديد ماهية الص افة الليبرالية لت د بشكل لي من ريتها ‪.‬‬
‫‪ -2‬حق الناس في المعرفة ‪:‬‬

‫‪ - 1‬المرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 142‬‬


‫‪ - 2‬هربرت شللير ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 68‬‬
‫‪75‬‬
‫يعد هذا المفهوم المتضمن في فقرة رية الص افة في التعديل األول للدستور األمريكي‪.‬‬
‫والس ال الذي يطرح نفسه هل هذا واقع ؟‬
‫يمكن اإلجابة على هذا الس ال إذا كانت الصر افة د تملرك ريرة إخفراء بعره المعلومرات‬
‫عن الناس ‪.‬‬
‫ولو دققنا النظر لوجدنا تناقضا أساسيا فرن ن نقرف أمرام أسراس يقودنرا إلرى جدليرة خطيررة‪،‬‬
‫تبين لنا مدى تمتع هذه الص افة ب رية ال ق في معرفة ماذا ؟‬
‫والذي بدوره يعكرس لنرا سر اد أكثرر خطرورة منره ‪ .‬مرن الرذي يقررر مرا يجرب أن تعرفره ؟‬
‫لإلجابة د بد أنه شخص ‪ ،‬مرا أو مجموعرة تمتلرك هرذا القررار طالمرا أن كرل المعلومرات د‬
‫يمكن نشر رها ‪ .‬وبرذلك فران هرذا الشرخص أو الم سسرة سروف يعمرل ك رارس البوابرة الرذي‬
‫ي دد بدوره ما يعرفه الناس ‪ ،‬وما د يعرفه ‪ ،‬وبذلك يكون ق النراس فري المعرفرة مفتقررا‬
‫أو مختصرا ‪ .‬األمرر الرذي يعنري بالترالي أن ال رق فري المعرفرة ين صرر فري أشرياء معينرة‪،‬‬
‫يريد شخص خر لنا أن نعرفها رغم وجود القانون ‪ ،‬الذي يصر على أن يعرف الناس كل‬
‫المعلومات على أعمال ال كومة ‪ ،‬ي كرد علرى رق المعرفرة ولكرن إذا ردا العكرس ‪ ،‬فران‬
‫ذلك يتناقه مع مفهوم رية الص افة ‪ ،‬الرذي يشرمل ريتهرا فري اتخراذ قرارتهرا الخاصرة‬
‫فيما تنشره ‪.‬‬
‫ونتفق في نقدنا لنظرية رية الص افة مع إيلي بيل عميد كلية الص افة جامعة كاليفورنيرا‬
‫‪ ،‬ومراسل النيويورك تايمز ‪ ،‬يا أجمع نقده لهذه النظرية في ‪:‬‬
‫‪ -2‬أن الصرر افة قررد ملكررت سررلطة عظيمررة ألهرردافها الخاصررة ‪ ،‬ونشررر مالكوهررا راءهررم‬
‫الخاصة ‪ ،‬وخصوصا في المسا ل السياسية وادقتصادية ‪ ،‬على ساب وجهات النظرر‬
‫المتعارضة ‪.‬‬
‫‪ -1‬أصب ت الص افة تابعة للمصالح الكبرى ‪ ،‬وفي أوقات سم ت للمعلنين بتوجيه وار‬
‫افتتا ياتها ‪.‬‬
‫‪ -4‬قاومت الت يير ادجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -2‬قد عرضت األخ ق العامة للخطر ‪.‬‬
‫‪ -5‬قد خصصت اهتماما أكبر للمواضيع السط ية وال سرية علرى سراب ت طيرة األ رداا‬
‫الجارية ‪.‬‬
‫‪ -7‬قد غزت ال رية الشخصية ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪ -6‬قد أديرت من قبل طبقة اجتماعية اقتصادية توصف عموما بلنها طبقة األعمال‪ ،‬التري‬
‫جعلت السبيل إلى الص افة صعبا أمام القادمين الجدد للمهنة ‪ ،‬وبالتالي عرضت سوق‬
‫األفكار ال رة والمفتو ة للخطر(‪. )1‬‬

‫ثالثا ‪ -‬نظرية المسؤولية االجتماعية ‪:‬‬


‫تسلل أص اب نظرية المس ولية ادجتماعية أود ‪ :‬ما هي ال ريرة الصر ي ة ؟ وهرل لهرذه‬
‫ال رية دود ؟ وهل لها معنى د يتجاوزه إلى غيره من المفاهيم ؟‬
‫يقول ولبرشرام " إن نظرية ال رية ت من إيمانا كبيرا بالطبيعة البشرية ‪ ،‬كما أنهرا متفا لرة‬
‫أكثر من ال زم ‪ ،‬فهي تفتره أن اإلنسان يعمل ويسعى لمعرفة ال قيقة ‪ ،‬وأنه ي كم عقله‬
‫دا مررا ‪ ،‬ويف ررص المعلومررات الترري يتلقاهررا بدقررة ‪ ،‬ويسررعى لمعرفررة األخطرراء واألكاذيررب‪،‬‬
‫ويوازن بين المعلومات المتعارضة المتنافسة "(‪. )2‬‬
‫ولكن األمر يختلف كثيرا عن هذا ‪ :‬أود ألن السوق أو الميدان الذي تتصار فيره األفكرار‬
‫في القرن العشرين ‪ ،‬يختلف عن سوق األفكار ال رة ‪ ،‬الذي ظهر في القررن الثرامن عشرر‬
‫والتاسع عشر ‪ ،‬ذلك ألن التطورات ادقتصادية والتكنولوجيرة فري القررن العشررين أدخلرت‬
‫عنصر الضخامة على الص افة ‪ ،‬وصا ب ذلك التركيز انخفاه في أعدادها ‪.‬‬
‫وقررد مكنررت عمليررة التصر يح الررركن األساسرري فرري نظريررة ال ريررة أن تعمررل بكفرراءة عاليررة‪،‬‬
‫ولكن ظهر بوض وح في القرن العشررين ‪ ،‬أنره مرن الصرعب علرى أي فررد أن يردخل ميردان‬
‫الص افة ‪ ،‬فتضخم الو دات اإلع مية جعل ملكيتها وإدارتها يتطلب مبالغ كبيرة جدا ‪.‬‬
‫" وفرري عررام ‪ 2871‬ظهررر أن فررردا وا رردا فرري نسرربة كبيرررة مررن المرردن الكبيرررة األمريكيررة ‪،‬‬
‫ي تكررر وسررا ل اإلع ر م الم ليررة ‪ ،‬فيملررك الص ر ف الصرربا ية والمسررا ية وقررد أدى تركيررز‬
‫الص افة في أيدي األقلية إلرى ظهرور مخراوف متعرددة ‪ ،‬أولهرا أن عمليرة التصر يح الذاتيرة‬
‫أصب ت صعبة جدا(‪. )3‬‬
‫هذا األمر الرذي جعرل الصر افة ي لرب عليهرا الطرابع ادقتصرادي ‪ ،‬فانفصرلت عرن الشرعب‪،‬‬
‫برردليل أن الشررعب األمريكرري ينتخررب أكثررر مررن مرررة للر اسررة الجمهوريررة الشررخص الررذي‬
‫تعارضرررره الصرررر افة وتهاجمرررره ‪ .‬هررررذه الم شرررررات دفعررررت رجررررال اإلعرررر م والمصررررل ين‬

‫‪ 1‬روبرت شمول ‪ ،‬مس وليات الص افة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 51‬‬
‫‪ - 2‬ولرريم ولبرشرررام ‪ ،‬أجهررزة األع ر م والتنميررة الوطنيررة ‪ ،‬ترجمررة م مررد فت رري ‪ ،‬الهي ررة المصرررية العامررة للتررلليف‬
‫والنشر‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2861 ،‬ص‪. 57‬‬
‫‪ - 3‬جيهان رشتي ‪ ،‬نظم ادتصال واإلع م في الدول النامية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 82‬‬
‫‪76‬‬
‫وادجتماعيين في الوديات المت ردة ذاتهرا للتعبيرر عرن مخراوفهم ‪ ،‬وانتهرى بهرم األمرر بعقرد‬
‫لجنة رية اإلع م ‪ 2826‬بر اسة ‪. Pref. Hutchens‬‬
‫وقرد قرردم هتشررنز تقريرررا فرري ختررام أعمررال لجنترره أطلررق عليرره العلمرراء وخبررراء اإلعر م اسررم‬
‫المسر ولية ادجتماعيررة ‪ ،‬واألسرراس الررذي تقرروم عليرره نظريررة المسر ولية ادجتماعيررة هررو أن‬
‫ال رية ق وراءه واجب ‪ ،‬دبد أن يشعر به المستمتع بال رية "(‪. )1‬‬
‫أي بمعنررى أن ال ريررة ت مررل فرري طياتهررا تبعررات كثيرررة ي‪ ،‬جررب أن تطلررع بهررا الص ر يفة‬
‫المس ولة أمام المجتمع عند القيام بالوظا ف التالية ‪:‬‬
‫‪ -2‬خدمة النظام السياسي القا م ‪ ،‬وذلك عن طريق اإلع م وعن طريق المناقشرة ال ررة ‪،‬‬
‫المفتو ة في جميع المسا ل التي تهم المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -1‬تنويرا الجمهور بال قا ق واألرقام تنوير يجعل من السهل عليره أن ي كرم بنفسره كمرا‬
‫ص ي ا على األ داا العامة ‪.‬‬
‫‪ -4‬صيانة مصالح األفراد والجماعات ‪ ،‬والم افظة على سمعة ه دء ‪ ،‬وذلك عن طريرق‬
‫المراقبة التامة ألعمال ال كومة وأعمال الشركات والهي ات وغير ذلك ‪.‬‬
‫‪ -2‬خدمة ال ياة ادقتصادية عن طريق اإلع نات التي تهم ك من المستهلك والبا ع على‬
‫السواء ‪.‬‬
‫‪ -5‬خدمة القراء عن طريق التروير والتسلية ‪ ،‬تخفيضا ألعباء ال ياة على الناس وتروي ا‬
‫لنفوسهم ‪.‬‬
‫‪ -7‬رعايررة المصررالح العامررة ‪ ،‬وتفضرريلها علررى المصررالح الخاصررة ‪ ،‬أو ال يلولررة دون هررذه‬
‫األخيرة تى د تضر بالصالح العام(‪. )2‬‬
‫إن الص افة المبنية على هذه النظرية ص افة د تثير غرا ز القراء ‪ ،‬بقدر ما تثير عقولهم‬
‫‪ ،‬وتشبع هذه العقول ‪ .‬إنها ص افة تسد اجات القرارئ السرريعة ‪ ،‬وهري فري الوقرت نفسره‬
‫ت افظ فقط علرى القريم األخ قيرة لره وللمجتمرع ‪ ،‬ود تهمرل الب را عرن ال قيقرة ‪ ،‬وت راول‬
‫توصيلها إلى القراء وت ملهم على السعي وراءها ود هدف لها من وراء ذلرك غيرر تنروير‬
‫القارئ ‪ ،‬وتثقيفه بكل الطرق الممكنة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد اللطيف مزة ‪ ،‬أزمة الضمير الص في ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 2871 ، 2‬ص‪. 211‬‬
‫‪ - 2‬عبد اللطيف مزة ‪ ،‬اإلع م تاريخه ومذاهبه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 249‬‬
‫‪79‬‬
‫لقد أ دا كتاب صر افة ررة ومسر ولة ‪ ،‬الرذي نشررته لجنرة ريرة الصر افة عرام ‪2826‬‬
‫اهتماما متجددا في األبعاد األخ قيرة للعمرل الصر في ‪ ،‬فقرد دعرا الكتراب إلرى تلسريس هي رة‬
‫مستقلة لتقييم وسا ل األخبار ‪ ،‬وا توى على شكاوي عديدة بشلن وسا ل األخبار ‪.‬‬
‫ورغم التوصيات التي وردت في الكتاب ‪ ،‬إد أن عضو لجنة رية الص افة رينو لدنييور‬
‫رأى أنرره " مررن الصررعوبة ت قيررق المس ر ولية التقليديررة الفرديررة ضررمن وسررا ل أخبررار رررة‬
‫ومتنوعة"(‪.)1‬‬
‫ظ نييور أن بعه‬ ‫وفي مقدمة طبعة ‪ ، 2856‬من كتاب المس ولية في وسا ل اإلع م ي‬
‫الفلسرفة الشررام لة لوسرا ل ادتصررال مطلوبرة ‪ ،‬وأقررر بررلن جعرل مثررل هرذه الفلسررفة ذات معنررى‬
‫بالنسبة للعاملين في الص افة كانت أي شيء ما عدا أن تكون بسيطة ‪.‬‬
‫ويشررير ربررروت شررمول فرري كتابرره الطريقررة إلررى المس ر ولية إلررى أن " نظريررة المس ر ولية‬
‫ادجتماعية م قة في ت ميل المنتر مسر ولية أخ قيرة إلنترا األخبرار والترفيره فري وسرا ل‬
‫اإلع م عامة ‪ ،‬كما يصعب فره سلوك مس ول "(‪. )2‬‬
‫لكررن نيرروبر يعررود ويعرررف بجر ء معضررلة نظريررة المسر ولية ادجتماعيررة ‪ ،‬والمررلزق الررذي‬
‫يواجه القراء في أنظمة وسا ل األخبار ‪ ،‬يا يعتبر الص افة ال رة قا دستوريا وأساسيا‬
‫لمجتمررع ديمقراطرري ‪ ،‬والصر افة المسر ولة هرردف جرردير برراد ترام ولكنهررا تعتمررد بصررورة‬
‫كبيرة على كيفية تعريف الص فيين والم سسات الص فية للمس ولية ‪.‬‬
‫ولررم يتوقررف األمررر عنررد هررذا ال ررد بررل إن الجمعيررة األمريكيررة لم رررري الصر ف فرري عررام‬
‫‪ 2865‬وجمعيررة الص ر فيين الم ترررفين سرريجما دلتررا م قامررت بتنقرريح قواعرردها األخ قيررة‪،‬‬
‫ويمكن لهذه المبادئ التي تساعد علرى تعريرف الصر افيين وتروجيههم وجعرل هرذه المبرادئ‬
‫متوفرة لكافة طواقم األخبار ‪.‬‬
‫وقد أصدرت الجمعية كتاب ( اعمل باستقامة ) عرام ‪ 2892‬وفري هرذا الكتراب ادسرتفزازي‬
‫القصير يناقم جون هولتنغ فهم قضرايا معينرة ‪ ،‬وع قتهرا بسرت مسرا ل هري م رط اهتمرام‬
‫جرررى التركيررز عليهررا ‪ ،‬وهرري المسر ولية ‪ ،‬ريررة الصر افة ‪ ،‬ادسررتق ل ‪ ،‬الدقررة ‪ ،‬الصرردق‬
‫وال ياد ‪ ،‬واإلنصاف "(‪. )3‬‬

‫‪ - 1‬روبرت شمول ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 25‬‬


‫‪ - 2‬المرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 27‬‬
‫‪ - 3‬ص ح الدين جروهر ‪ ،‬علرم ادتصرال ‪ ،‬المفراهيم ونظرياتره ومجادتره ‪ ،‬القراهرة ‪ ،‬مكتبرة عرين شرمس ‪، 2867 ،‬‬
‫ص‪. 41‬‬
‫‪78‬‬
‫لقد وصفت لجنرة هنشرر أولويرات جديردة للصر افة ‪ ،‬وهري مجموعرة المعرايير التري شرملت‬
‫على أن الص افة يجب أن توفر ر ية ذكية وشراملة وصرادقة عرن أ رداا اليروم فري إطرار‬
‫يعطيه ا معنى ‪ ،‬ويجب أن تنفصل ال قيقة والرأي فري معظرم الصر ف األمريكيرة ‪ .‬ويشرير‬
‫ريفيرر " أن الموضرروعية لررم تعررد هرردفا للصر افة بعرد عررام ‪ 2826‬بررل إنهررا أصررب ت صررنما‬
‫معبودا "(‪. )1‬‬
‫يا رأت اللجنة أن طمس ال قا ق يهدد ال ياة العامة للمجتمرع األمريكري ‪ ،‬فقرد قالرت فري‬
‫تقريرها " لم يعد كافيا قول ال قيقة بصدق ‪ ،‬بل إنه من الضروري اآلن قول الصردق عرن‬
‫ال قا ق "(‪. )2‬‬
‫إن المطلب الثاني الذي وضعته لجنة هنشر هو أن الص افة يجب أن تكرون منتردى لتبرادل‬
‫التعليق والنقد ‪ ،‬أما المبدأ الثالا للجنة فهو أنه على الصر افة ادلترزام برابراز صرورة عرن‬
‫المجموعات ادنتخابية في المجتمع ‪.‬‬
‫ففي تقرير أعدته لجنة الر يس جونسون في ادضرطرابات المدنيرة عرام ‪ 2871‬أعلنرت فيره‬
‫"أن وسا ل اإلع م لم تصل إلى أغلبية جمهورها ‪ ،‬وهم البريه ‪ ،‬إ ساسرا بالرذل والهروان‬
‫وب س العيم في منراطق األقليرات ‪ ،‬ولرم تصرل للبريه شرعورا برلن الصرعوبات واإل براط‬
‫الذي يتعره إليه الزنو في الوديات المت دة "(‪. )3‬‬
‫ومن المبادئ التي تستدعي ادنتباه من لجنة هنشرر ‪ ،‬هرو أن تروفر وصرود كرام ل‪،‬خبرار‬
‫اليومية ‪ ،‬يا على الص افة أن تصل إلى مراكز المعلومات في ال كومرة ‪ ،‬ب يرا ترزود‬
‫الص افة جمهورها بمدخل إلى أخبرار اليروم ‪ ،‬وذلرك انط قرا مرن مبردأ رق الشرعب فري أن‬
‫يعرف وهو نفس المبدأ الذي نادى به كنت كوبر مدير وكالة ادسيوشيد برس ‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد اللطيف مزة ‪ ،‬أزمة الضمير الص في ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 242‬‬
‫‪ - 2‬وليام ريفير ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 211‬‬
‫‪ - 3‬ص ح الدين جوهر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 46‬‬
‫‪61‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬وظائف الصحافة األمريكية ‪:‬‬
‫يرى المهتمون بدراسة الص افة األمريكية ‪ ،‬أن الص ف تقوم بوظا فها التي د تخر عن‬
‫وظيفترررين أساسررريتين ‪ ،‬اإلعررر م والترفيررره ‪ ،‬ويضررريف إليهرررا بعررره البرررا ثين وظيفرررة اإلعررر ن ‪ ،‬أو‬
‫المبيعات من أجل ت قيق ادستق ل المالي للص يفة ‪.‬‬
‫وبما أن الهدف األساسي للص يفة هو المساعدة على اكتشاف ال قيقة ‪ ،‬والمعاونة في نجاح عمليرة‬
‫ال كم عن طريق تقديم اآلراء ‪ ،‬دتخاذ القرارات ادجتماعية والسياسية ‪ ،‬فنظرية ال رية التي تقوم‬
‫عليها الص افة األمريكية ترى أن للص افة ست وظا ف اجتماعية تلتي في مقدمتها ‪:‬‬
‫‪ -2‬تنوير الرأي العام ‪ ،‬فمنذ عصر ملتون يرى اصر اب نظريرة ال ريرة أن الصر افة شرريك هرام‬
‫في الب ا عن ال قيقة ‪ ،‬فالص افة تستطيع أن تقدم المعلومات للقراء ‪ ،‬والذين هم ب اجة إليهرا‬
‫لصياغة أفكارهم الخاصة ‪.‬‬
‫‪ -1‬خدمررة النظررام السياسرري ‪ ،‬فال كومررة الديمقراطيررة تضررع مس ر ولية كبيرررة علررى عرراتق كررل مررن‬
‫المررواطن والصر افة ‪ ،‬ودبررد للفرررد أن يعرري المشررك ت والقضررايا الترري تواجرره الدولررة ‪ ،‬وكررذلك‬
‫لولهررا ونتا جهررا الم تملررة ‪ ،‬فال كومررة تسررتند علررى الرررأي العررام ‪ ،‬والصرر افة تررزود القررراء‬
‫بالمعلومات واألفكار التي ي تاجون إليها دتخاذ قرارات سليمة ‪.‬‬
‫‪ -4‬الم افظة على ال ريات المدنية ‪ ،‬ذلك أن فكرة ادسرتق ل الرذاتي للفررد تقرع فري صرلب نظريرة‬
‫ال رية ‪ ،‬ويرى أص اب هذه النظرية أن ال كومة هي عدو ال ريرة ‪ ،‬ومرن ثرم فران الليبرراليين‬
‫يسندون مهمة مراقبة ال كومة للص افة ‪ ،‬وعبر عن ذلرك تومراس جيفرسرون ينمرا كترب عرام‬
‫‪ " 2927‬أن موظفي كل كومة يميلون إلى الت كم بمشكلتهم في رية النراخبين وممتلكراتهم ‪،‬‬
‫و ينما تكون الص افة رة ‪ ،‬وكل شخص يستطيع القراءة ‪ ،‬يكون كرل شريء فري أمران "(‪، )1‬‬
‫فالص افة وفقا لهذا المنظور د ت مي ريتها فقط بل رية الشعب ايضا ‪..‬‬
‫‪ -2‬ال صول على الربح ‪ ،‬وفقا لنظرية ال رية ‪ ،‬فانه يمكن فقط للص افة ال رة أن تقوم بوظا فهرا‬
‫السابقة ‪ ،‬ألنها د تدين بفضل لل كومة ‪ ،‬أو أي جماعة في المجتمع ‪ ،‬لذلك فان الص افة ال رة‬
‫في تقديم اآلراء والمعلومات ‪ ،‬ويجب أن تكون مشروعا تجاريا خاصا ومستق ‪ ،‬وبهذه الجهة‬
‫أصب ت الس سل الص فية واإلمبراطورية الضخمة ‪ ،‬التي تكون قادرة على مقاومة الض وط‬
‫‪.‬‬
‫‪ -5‬خدمة النظام ادقتصادي مرتبطة بظهور اإلع ن ‪ ،‬فقد كانت الص افة األمريكية منرذ طفولتهرا‬
‫تخدم النظام ادقتصادي إلى د ما ‪ ،‬فالص افة في عصر المستعمرات األمريكية كانرت ت مرل‬

‫‪62‬‬
‫في أعمدتها األخبارية معلومات عن التجارة والسفن ‪ ،‬كما كانرت ت مرل بيانرات علرى التجرار ‪،‬‬
‫وهذه البيانات والمعلومات التجاريرة تشركل شرقا هامرا فري الصر افة ‪.‬وبعرد زيرادة اإلنترا بفعرل‬
‫الثورة الصرناعية ‪ ،‬ارتبطرت الصر افة بالنظرام ادقتصرادي يرا ت مرل الصر افة موضروعات‬
‫ول الش ون ا لتجاريرة وادقتصرادية ‪ ،‬واألهرم مرن ذلرك أن الصر افة تلعرب مرن خر ل اإلعر م‬
‫دورا بارزا في التعريرف بالسرلع والخردمات ‪ ،‬وهري برذلك تسرهم فري ت قيرق مسرتوى عرالي مرن‬
‫ادسته ك ‪ ،‬وتشجيع اإلنتا المتنرو ‪ ،‬والمسراعدة علرى تروفير األسرعار المناسربة للمسرتهلك ‪،‬‬
‫فهي ترتبط بالنظام ادقتصادي الذي تخر فيه "(‪. )2‬‬
‫وعنرردما ظهرررت نظريررة المسر ولية ادجتماعيررة ‪ ،‬رأت لجنررة ريررة الصر افة بر اسررة د‪ .‬هنشررر أن‬
‫للص افة بصفة عامة خمس وظا ف ‪:‬‬
‫‪ -2‬إعطاء تقرير صادق وشامل وذكي عن األ رداا اليوميرة فري سرياق يعطري لهرا معنرى‪ ،‬فيجرب‬
‫على الص يفة أن تكون دقيقة وأن د تكذب ‪ ،‬كما أنه عليهرا أن تميرز برين ال ردا والررأي قردر‬
‫اإلمكان ‪ ،‬يا أن علرى الصر ف أن تتمسرك بمبردأ الموضروعية مرع تخفريه صرف ة اآلراء ‪،‬‬
‫فنقل األخبار دون تعليق عليها ‪ ،‬يساعد فري عمليرة التصر يح الرذاتي ‪ ،‬برلن تيسرر علرى القرارئ‬
‫إدراك ال قيقة ‪.‬‬
‫‪ -1‬أن تعمل كمنبر لتبادل التعليق والنقد ‪ ،‬ذلك برلن تعتبرر الصر يفة نفسرها وسريلة لمواصر ت فري‬
‫مجال النقام العام ‪ .‬أي أن تنقل اتجاهرات تختلرف عرن اتجاهاتهرا دون أن تتخلرى عرن مهماتهرا‬
‫األساسية في اتخاذ موقف لها ‪ ،‬فالص ف ممثلة للشعب ككل ‪ ،‬وليس للمصالح الخاصة لم كها‬
‫قيقيا ‪.‬‬ ‫‪ ،‬ذلك أنه على الص يفة أن تمثل الشعب كله تمثي‬
‫‪ -4‬أن تقدم صورة مماثلة للجماعات المتنوعة ‪ ،‬التي تكون المجتمع أي أنها يجب أن تصرور بدقرة‬
‫ررظ أن األداء الص ر في فرري هررذا المجررال الضررعيف جرردا ‪،‬‬ ‫جميررع الف ررات ادجتماعيررة ‪ .‬والم‬
‫ظ ت لب ف ات ذات األصول األنجلو سكسونية واليهوديرة عرن غيرهرا مرن ف رات المجتمرع‬ ‫ون‬
‫األمريكي ‪.‬‬

‫‪ - 1‬وليام ريفير ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 216‬‬


‫‪ - 2‬لمزيد من ادستزادة عن وظا ف الص افة األمريكية راجع ‪:‬‬
‫‪ -i‬بير البير ‪ ،‬الص افة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 49-42‬‬
‫‪ -ii‬جان الكسان ‪ ،‬اإلع م ‪ ..‬وسا ل ادتصال ال ديثة ‪ ،‬مجلة الو دة السنة الثامنة العدد ‪ ، 81‬مارس ‪، 2881‬‬
‫ص‪. 228-221‬‬
‫‪ -iii‬أ مد أبو زيد ‪ ،‬اإلع م والرأي العام ‪ ،‬مجلة عالم الفكرة ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬مجلد ‪ ، 22‬العدد ‪ 2‬يناير مارس أبريل‬
‫‪ ، 2892‬ص ‪. 8-4‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ -2‬تق ديم أهداف المجتمرع وقيمرة العمرل علرى توضري ها ‪ ،‬ود يعنري هرذا المطالبرة بتزويرق الوقرا ع‬
‫واأل داا بشكل يجعل المجتمع األمريكي وكلنه مثالي ‪ ،‬بل دعت إلى ت طية واقعيرة ل‪ ،‬رداا‬
‫والقوى التي تعمل ضد األهداف ادجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -5‬تروفير المعلومرات كاملرة لمرا يجرري يوميرا ‪ ،‬ذلرك ألن المجتمرع الصرناعي ي ترا إلرى قردر مرن‬
‫المعلومررات المتجررددة أكثررر ممررا ي تاجرره المجتمررع فرري السررابق ‪ ،‬انط قررا مررن أن لنشررر األخبررار‬
‫واآلراء علرررى نطررراق واسرررع أثرررر جررروهري بالنسررربة لل كومرررة ‪ ،‬ترررى تشرررعر بالرضررراء ‪ ،‬ألن‬
‫المعلومات يجرب أن تتروافر للجميرع ‪ ،‬ألن القيرادة تت يرر بكثررة وب ريرة ‪ ،‬فقرد يجرد أي مرواطن‬
‫نفسه فجلة وفي يده سلطة اتخاذ القرار(‪. )1‬‬
‫و ديثا فان المهتمين بالص افة األمريكية يجمعرون أهردافا ووظرا ف تطرورت عبرر سلسرلة‬
‫متطورة في ركة ال ياة الص فية األمريكية ‪ ،‬فيقدم لنا جون ميررل عرددا مرن الوظرا ف للصر افة‬
‫األمريكية(‪: )2‬‬
‫‪ -2‬نشر األخبار وتقديمها بموضوعية ‪ ،‬فبالنسبة لتاريخ الص افة األمريكية ي كد الجميرع علرى أن‬
‫الروايات اإلخباريرة يجرب أن تكرون موضروعية ‪ ،‬فالموضروعية مصرطلح يصرعب فهمره ولكرن‬
‫اعتبر الص افيون عموما أن التقارير الموضوعية هي تلك التي تخلو من أشكال الم ابراة " أو‬
‫فع هي كذلك ‪ " ،‬وهي التقارير الواقعية التي يمكن التثبت منها ‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلنصاف ‪ ،‬فالص افيون د يترددون في إع ن أن هدفهم هو أن يكونوا منصفين‪ ،‬واإلنصاف‬
‫يعتبررر غررامه ‪ ،‬ولكنرره فاضررل ويترررك فرري األذهرران أس ر لة عديرردة ‪ ،‬وأهررم األس ر لة هرري لمررن‬
‫اإلنصرراف ‪ ،‬ويرررتبط مفهرروم اإلنصرراف عنررد الص ر افيين األمررريكيين عررادة بررالتوازن أو الوقررت‬
‫المتساوي ‪ ،‬وبمثاليات أخرى غامضة أ يانا ومضطربة أ يانا أخرى ‪.‬‬
‫‪ -4‬القيادة الم لية أو القومية ‪ .‬وقد تل ي هذه الفكرة إلى د ما مقولة أن الوسا ل الجماهيرية يجب‬
‫أن تمارس تلثيرا على راء النراس وأفعرالهم ‪ ،‬ومرع أن معظرم الوسرا ل ربمرا سرتجد أداء القيرادة‬
‫ب ير ت فظ ‪ ،‬إد أنه قد تنبره غالبيرة المرراقبين إلرى أن الوسريلة عمومرا تعكرس وتترابع أكثرر مرن‬
‫كونها تندفع في اتجاهات جديدة وتنقذ إلى ما وراء التفكير النموذجي لمجموعتها ‪.‬‬
‫‪ -2‬الص افة با ا عرن ال ريرة ‪ ،‬ومردافع عنهرا ‪ ،‬وتقردم الصر افة نفسرها عرادة ككيران مرن أجرل "‬
‫مجتمع مفتوح " ت طمت فيه منافذ األسرار الم لقة على أيدي أنصار ال ريرة مرن الصر افيين‪.‬‬

‫‪ - 1‬لمزيد من ادستزادة راجع ‪:‬‬


‫‪ -I‬هربرت شللير ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 112-286‬‬
‫‪ -II‬وليام ريفير ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪. 242-241‬‬
‫‪ - 2‬جون ميرل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 221-246‬‬
‫‪64‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنا إلى أن بعه الص افيين هم الذين أدركروا أن هنراك شري ا مفقرودا ذلرك ألن‬
‫مفهوم الص افة كمدافع عن ال رية يصبح غير ذي معنرى ‪ ،‬عنردما يصرطدم بالطبيعرة ال قيقيرة‬
‫للص افة كم سسة اجتماعية ‪.‬‬
‫لقررد اسررتطا بعرره المررر اقبين والنقرراد أن يت ققرروا مررن أن الصر افة ب اجررة إلررى نررو مررن‬
‫الرقابة ذلك باعتبار الص افة سلطة رابعة فان الس ال هنا ‪ ،‬كيف يتسنى أل رد أركران ال كومرة أن‬
‫ينتقدها دون تعاطف ؟ ‪.‬‬
‫‪ -5‬إن الص افة ظهرت للوجود تى تتيح للشعب فرصة التعبيرر عرن نفسره ‪ ،‬ومناقشرة قضراياه ‪،‬‬
‫وأن يكون صو تها مسموعا ‪ ،‬وهذا ينسرجم مرع مفهروم صررا األفكرار ال ررة ‪ ،‬ترى ولرو كران‬
‫ذلك باجبار الص يفة من نا ية قانونية على نشر معلومات معينة ‪ ،‬وبذلك تكون تعددية األفكار‬
‫إجباريررة ‪ .‬ووجرررود مفهررروم اإلجبررار يعتبرررر منافيرررا لل ريرررة الصرر فية ‪ ،‬ومرررا ي ررردا أ يانرررا أن‬
‫الص افة األمريكيرة تتجره بشر كل متزايرد لإلقر ل مرن الرغبرة فري ال ريرة ‪ ،‬وت كرد علرى أهميرة‬
‫اإلجبار ت ت شعار المس ولية ادجتماعية ‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫املعاجلة اإلخبارية يف الصحافة األمريكية‬

‫المبحث األول ‪ :‬مقومات نشر الخبر ‪:‬‬


‫‪62‬‬
‫مـدخــل ‪:‬‬
‫تمثل مقومات نشر الخبر أهمية كبرى للعمل الص في بصفة عامرة ‪ ،‬وللم سسرة الصر فية‬
‫بصفة خاصة ‪ ،‬ألن الم سسة تقرر عن طريقها ما األخبار التي تنشر ؟ ما األخبار التي د تنشرر ؟‬
‫فالمقومات تعطي الخبر قابلية النشر ‪ ،‬وهي " مجموعة الخصرا ص التري يتميرز بهرا الخبرر ‪ ،‬وهري‬
‫ظرة األخبرار التري تنشررها الصر ف‪ ،‬واألخبرار‬ ‫خصا ص أمكن صررها تاريخيرا مرن خر ل م‬
‫التي تذيعها أجهزة اإلذاعة والتلفزيون "(‪. )1‬‬
‫وتختلررف هررذه المقومررات برراخت ف األنظمررة السياسررية ‪ ،‬وتوجهررات الم سسررات الص ر فية‪،‬‬
‫وأ يانا باخت ف توجهات العاملين في هذا المجال ‪ .‬إن هذا ادخت ف في مقومات نشر الخبر ليس‬
‫وليررد السرراعة أو العصررر ‪ ،‬إنمررا هررو وليررد التطررورات والظررروف السياسررية وادقتصررادية والفكريررة‬
‫وادجتماعية ‪ ،‬التي مرت بها الص افة منذ نشلتها و تى اآلن ‪ ،‬ولهذا فلنها ليسرت ثابترة أو نها يرة‪،‬‬
‫فهي ك يرها من عناصر العملية الص فية اإلخبارية قابلة للت ير والتبدل واإلضافة وال رذف ‪ ،‬كمرا‬
‫أن درجررة ادلتررزام بهررا فرري الم سسررات تختلررف مررن م سسررة إلررى أخرررى ‪ .‬ومررن الصررعب أن تضررع‬
‫معايير معينة لهذا ادلتزام ‪ ..‬فهي ترارة يقفرز أ رد هرذه المقومرات ليمثرل مركرز الصردارة فري تقرويم‬
‫يتها للنشر وفي تارة أخرى د يعتد به ‪.‬‬ ‫األخبار وت ديد مدى ص‬

‫‪ - 1‬فاروق أبو زيد ‪ ،‬فن الخبر الص في ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 96‬‬
‫‪65‬‬
‫" المدرسة الليبرالية "‬ ‫المبحث االول ‪ -:‬مقومات نشر الخبر الصحفي في صحافة العالم الرأسمالي‬
‫كانت الكلمة في البدء تكترب علرى صرف ات الصر ف برالخط العرادي دون وجرود المطبعرة‪،‬‬
‫وبعد ادخترا العجيب الذي قدمه يوهان جوتنبر فري رروف الطباعرة المت ركرة ‪ ،‬أصرب ت لرة‬
‫الطباعة تستخدم في عالم األخبار ‪ ،‬وهذا مما ساعد في عملية نجاح ادتصال الجماهيري ال قيقري‪،‬‬
‫فض عن دور الثرورة ادقتصرادية التري سرادت أوروبرا نرذاك ‪ ،‬والتري أصرب ت تسراهم فري عمليرة‬
‫انتشار األخبار ‪ ،‬وكذلك بيعها للناس من قبل أص اب المشاريع ادقتصادية ‪ ،‬وكذلك بتطور وسا ل‬
‫نقل األخبار وظهور وكادت األنباء وأهميتها في نقرل األخبرار عرن طريرق التطرورات التكنولوجيرة‬
‫المتقدمة‪.‬‬
‫أصبح العالم متص اتصاد وثيقا ‪ ،‬وأصب ت المعلومات تصل إلى جميع أن اء العرالم فري‬
‫سرعة فا قة ‪.‬‬
‫ومررن هنررا برردأ التمييررز عنررد نشررر األخبررار ‪ ،‬فظهرررت شررروط ومقومررات يجررب أخررذها فرري‬
‫ال سرربان قبررل أن تلخررذ األخبررار طريقهررا للنشررر ‪ .‬ولررم تختلررف الكتررب والكتابررات الترري ت رردثت عررن‬
‫(‪)1‬‬
‫مقومات نشر الخبر من العالم الرأسمالي من ت ديدها ‪ .‬ولكنها اختلفت في ترتيب هرذه المقومرات‬
‫الليبرالية المتمثلة في ال رية الفردية ‪ ،‬والسعي لت قيق الربح والمصل ة الفردية وغيرها ‪.‬‬
‫وكرران مررن بررين مررا قررام برره البا ررا فرري دراسررة مقومررات نشررر الخبررر فرري صر افة المدرسررة‬
‫الليبرالية ‪ ،‬هو إعادة النظر في التقسيمات المتتالية والمتداخلة لمقومات نشر الخبر ‪ ،‬التري عالجتهرا‬
‫الكتب(*) لقيم إخبارية تقدم على أساسها األخبار الص فية للنشر ‪ ،‬كما تتداخل في عملية انتقا ها من‬
‫بين العديد من األخبار التي تصل إلى الم سسة الص فية ‪.‬‬
‫وتتضح ر ية البا ا لهذه المقومات من إعادة توزيعه لها على أساسين هما‪:‬‬
‫‪ -2‬األساس المهني ‪.‬‬
‫‪ -1‬األساس المادي ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أنظر إلى ‪:‬‬


‫‪ -i‬عبد اللطيف مزة ‪ ،‬المدخل في الت رير الص في ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪2879 ، 2‬‬
‫‪،‬ص‪.62-79‬‬
‫‪ -ii‬إبراهيم إمام ‪ ،‬دراسات في الفن الص في ‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية ‪ ،‬القاهرة ‪،‬ط‪ . 2869 ، 2‬ص‪-224‬‬
‫‪. 229‬‬
‫‪ -iii‬عبد العزيز ال نام ‪ ،‬مدخل في علم الص افة ‪ ،‬دار النجاح ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ب‪.‬ت ‪ ،‬ص ‪. 249-244‬‬
‫* ‪ -‬من بين هذه الكتب كتاب ‪ :‬عبد الفتاح عبد النبي ‪ ،‬سيسولوجيا الخبر الص في ‪ ،‬ص ‪ 42‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫‪ -2‬األساس المهني ‪:‬‬
‫الذي ي دد نظرة الص يفة لمقومات الخبر من زاوية نجا ه المهني ‪ ،‬وقدرته على‬
‫المنافسة مع األخبار المنشورة في الص ف األخررى ‪ ،‬ومردى القبرول الجمراهيري لره وهرو‬
‫أساس يتعامل مع الخبر من هذه الزاوية ‪ ،‬أي الخبر مرن أجرل الخبرر علرى وفرق األسراس ‪،‬‬
‫فان مقومات نشر الخبر تجا من وجهة نظر البا ا م ددة في النقاط اآلتية ‪:‬‬

‫ادتفاق مع سياسة الت رير ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫يعد اتفاق الخبرر مرع سياسرة ت ريرر الصر يفة مرن المقومرات والخصرا ص المهمرة‬
‫لنشر الخبر ‪ ،‬يا إن الخبر يجب أن يكون مطابقا لسياسة الم سسرة الصر فية التري تقروم‬
‫بنشره ‪.‬‬
‫وم مة الخبر للسياسة الص فية ‪ ،‬وانسجامه مع المعايير التي ت دد أهمية الخبر‪،‬‬
‫وت دد قابليته للنشر فاألخبار الم يدة ل تجاهات الص فية تلخذ طريقها إلى النشرر بسرهولة‬
‫‪ ،‬على عكس األخبار التي د ت يد اتجاهاتهرا ‪ ،‬ويعرد ادتفراق مرع سياسرة الت ريرر عنصررا‬
‫مهما وأساسيا في عملية انتقاء األخبار ‪.‬‬
‫وهناك من يرى أن انسجام الخبر مع السياسة العامة للص يفة من أهم األمور التي‬
‫يجب أن يتصف بها الخبر ‪ ،‬ولكن لريس معنرى هرذا أن األخبرار التري د تنسرجم مرع سياسرة‬
‫الص يفة د تجد طريقها إلى النشر ‪ ،‬ولكن تقوم على أساس الت طية اإلخبارية"(‪.)1‬‬
‫وتعد سياسة الت رير في الص يفة أهم األسس التي يعتمد عليها عند تقويم األخبار‬
‫وانتقا ها للنشرر ‪ ،‬فهري تعرد معيرارا أساسريا ل‪،‬خبرار مرن النا يرة المهنيرة ‪ ،‬وتعررف سياسرة‬
‫الت رير بل نها الوجهة أو الطريقة أو األسلوب الذي تختاره الوسيلة أو الص يفة دتباعه في‬
‫عرضها للموضوعات علرى صرف اتها ‪ ،‬وسياسرة الت ريرر هري المسريطرة علرى كرل أوجره‬
‫الم سسة الص فية ‪ ،‬وتتلثر سياسة الت رير بالظروف ادجتماعية والسياسرية وادقتصرادية‬
‫السا دة في المجتمع ‪ ،‬وكذلك تترلثر براألفراد وال كومرات وهري تتبراين مرن مجتمرع آلخرر ‪،‬‬
‫ومن هنا كان لكل وسيلة إع مية طابعها ونمطها الخاص الذي تتميز به لردى قرا هرا ومرن‬
‫(‪)2‬‬
‫يا تنعكس اتجاهات هرذه السياسرة لريس‬ ‫ثم ت ثر هذه السياسة في األخبار التي تنشرها‬
‫على اختيار األخبار للنشر فقط ‪ ،‬وإنما قد تتدخل في صياغتها وإبرازها ‪ ،‬ودرجة ادهتمام‬

‫‪ - 1‬م مود فهمي ‪ ،‬فن ت رير الص ف الكبرى ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 95‬‬
‫‪ - 2‬عبد العزيز شرف ‪ ،‬فن الت رير اإلع مي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الهي ة المصرية للكتاب ‪ ، 2891 ،‬ص ‪. 229-227‬‬
‫‪66‬‬
‫بها وتقف كل مقومات نشر الخبر عاجزة أمام سياسة الت رير على مستوى وسا ل اإلع م‬
‫المختلفررة ووكررادت األنبرراء ‪ ،‬علررى أسرراس أن سياسررة الت ريررر للم سسررة هرري الترري ت رردد‬
‫األخبار التي سيتم نشرها أو إذاعتها ‪ ،‬واألخرى التي د يتم نشرها أو إذاعتها ‪.‬‬
‫أي أن سياسرررة الت ريرررر هررري القررريم والمبرررادئ األساسرررية التررري عرررن طريقهرررا تقررروم‬
‫الم سسة الص فية أو اإلع مية بلعمالها وأدوارها في انتقاء األخبار ‪ ،‬واختيارها وأسلوب‬
‫معالجتهررا ‪ ،‬وبهررذا تكررون هرري األسرراس الررذي يكسررب الخبررر قابليررة للنشررر علررى أسرراس نشررر‬
‫األخبار وصرياغتها ‪ ،‬يعتمرد ا عتمرادا كليرا علرى سياسرة الت ريرر التري تتمترع ب رق ادختيرار‬
‫النها ي ل‪،‬خبار من بين الكم الها ل منها(‪. )1‬‬
‫ب‪ -‬الصحة والصدق ‪:‬‬
‫يعد مقوم الص ة أو الصدق من المقومات الر يسرية التري تر ثر فري عمليرة اختيرار‬
‫األخبار للنشر ‪ ،‬وهي التي تربط بين القارئ والص يفة ‪ ،‬وعن طريقها يتم كسب القراء أو‬
‫فقرردانهم ‪ ،‬والص ر ة فرري نقررل األخبررار مطلوبررة التزامررا بالقاعرردة الترري تقررول ‪ " :‬الرررأي ررر‬
‫والخبر مقدس"(‪. )2‬‬
‫ويرى الكثير من المتخصصين في الص افة ‪ ،‬والعاملين في هذا المجال أن ص ة‬
‫الخبر تلتي في مقدمة مقومات نشر األخبار وعن طريقها يكون الخبر ص فيا بالفعل(‪. )1‬‬
‫ومن هذا المنطلرق تعرد صر ة الخبرر ذات أهميرة بال رة فري عرالم األخبرار ‪ ،‬إذ عرن‬
‫طريقها تتوقف ع قة القارئ بالص يفة ‪ ،‬ومدى ثقته بها ‪ ،‬أو فقدانه لهذه الثقرة بالصر يفة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أن مدى ص ة الخبر ت ثر بشركل مباشرر علرى الصر يفة مرن نا يرة التوزيرع‬
‫والقيررام بوظا فهررا ‪ ،‬ولهررذا علررى الم سسررة الصر فية أن تراعرري صر ة الخبررر عنررد م اولررة‬
‫تكرروين أو اقتبرراس األخبررار أو إخضرراعه للرقابررة اإلع ميررة ‪ ،‬وكررذلك يتطلررب ت قيررق صر ة‬
‫الخبر مراعاة الدقة عند تقصي ال قا ق والمعلومات عن األ داا والوقرا ع واألخبرار التري‬
‫ت دا في العالم ‪ ،‬دون م اولة التدخل في مضامين األخبار وم تواها ‪.‬‬

‫ج‪ -‬االهتمام اإلنساني ‪: Human Interest‬‬


‫إن اهتمام الخبر بالناس يعد من أهم األمور التي تساعد على نشره على أسراس أن‬
‫الخبر هو ما يتعلق بالناس ويهم عدد منهم ‪ ،‬ويتناول ياتهم اليومية ‪ .‬فالخبر هو ما يتعلرق‬

‫‪ - 1‬السيد أ مد مصطفى ‪ ،‬م اضرات في فن الت رير اإلع مي مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 47-45‬‬
‫‪ - 2‬عبد العزيز ال نام ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬
‫‪69‬‬
‫بالناس العاديين ‪ ،‬وأوجه ادخت ف والتشابه بينهم ‪ … ،‬أي أن كل مصدر فخرر أو خرزي‬
‫للنفس اإلنسانية ‪ ،‬يمكن أن يكرون خبررا فري الصر افة ال ربيرة ‪ ،‬فيقردم البررت هسرتر قصرة‬
‫وقعررت فرري مدينررة نيويررورك سررنة ‪2892‬م تمثررل هررذه القيمررة اإلخباريررة " ففرري أ ررد المقرراهي‬
‫انتهررى أ ررد رجررال الشرررطة مررن تنرراول وجبررة ال ررذاء ‪ ،‬واسررتدعى الفترراة الترري تقرروم بخدمررة‬
‫الزبا ن قال لها ‪ :‬أنه بدد من أن يعطيها بقشيشا فسوف يم‪ ،‬ورقة يانصيب معهرا علرى أن‬
‫يقتسما مناصفة أي مكاسب ت ققه الورقة ‪ .‬ففازت ورقة اليانصيب ووفرى الشررطي بوعرده‬
‫واقتسم الم يين مع الفتاة واسرتمرت القصرة علرى عنراوين الصر ف فري نيويرورك أسربوعا‬
‫كام "(‪. )2‬‬
‫ومن طبيعة القراء أنهم يريدون أن يشعروا برلهميتهم واهتمرام الصر يفة برغبراتهم‬
‫وا تياجاتهم ‪ ،‬ولهذا فان الخبرر مرن الضرروري أن يخاطرب اهتمامراتهم ويتنراول قضراياهم‬
‫اليومية ‪ ،‬وكل ما يتعلرق ب يراتهم ‪ ،‬فضر عرن عرره األ رداا والوقرا ع التري تر ثر فريهم‬
‫بشكل أو ب خر ‪ ،‬وكذلك ت رص الص ف على معرفة مراكز اهتمام القرراء والطررق التري‬
‫يمكررن اتباعهررا للتررلثير فرري عررواطفهم وعقررولهم ‪ ،‬يررا إن األخبررار الترري تتنرراول الجوانررب‬
‫المتصلة بال اجات األساسية لإلنسان تثير اهتمام القارئ وتجذب انتباهه ‪ ،‬ويجد هذا النو‬
‫من األخبار طريقه للنشر ‪ -‬كما د ظ هستر في قصة الشرطي والفتاة ‪ -‬ألنهرا تعرد أخبرارا‬
‫ذات أهمية وقيمة إخبارية تست ق النشر ‪ ،‬وبت قيق هذا المفهوم تلجل الص ف إلى األخبرار‬
‫التي تستهوي النزعة اإلنسانية لردى القرراء ‪ ،‬وكرذلك عرره م بسرات األخبرار التري تثيرر‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ .‬وقدم ولترر لبمران أسرباب اسرت قاقيه مثرل هرذه‬ ‫اهتمام الجمهور والقارئ بشكل أو ب خر‬
‫القصص اإلخبارية ألن تكون أخبارا " إن القارئ يريد أن يشعر بادندما العاطفي الوثيق‬
‫في القصص التي يقرأها واألخبار التي د تتيح للمرء فرصرة ادنردما فري الصررا الرذي‬
‫تضريفه أو تصروره ‪ ،‬د يمكررن أن ترروق لجمهررور كبيرر مرن القررراء ‪ .‬إن الجمهرور دبررد أن‬
‫يشررارك فرري األخبررار بررنفس القرردر الررذي يشررارك برره فرري المسررر ية عررن طريررق ادنرردما‬
‫العاطفي(‪. )4‬‬
‫د‪ -‬الواقعية ‪:‬‬

‫‪ - 1‬م مود فهمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 64‬‬


‫‪ - 2‬البرت هستر ‪ ،‬واى دن ‪ .‬تسو ‪ ،‬دليل الص في في العالم الثالا ‪ ،‬ترجمة كمال عبد الر وف ‪ ،‬القراهرة ‪ ،‬الردار‬
‫الدولية للنشر والتوزيع ‪ ، 2899 ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪ - 3‬انظر إلى ‪ :‬عبد العزيز ال نام ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 249-246‬‬
‫‪ - 4‬البرت هستر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪68‬‬
‫تعد من المقومات المهنية التري تعطري للخبرر وزنرا وقبرود جماهيريرا ‪ ،‬ألن الخبرر‬
‫الواقعي يصور الواقرع علرى مرا هرو عليره … ويسراهم فري تقيريم النراس لمجرتمعهم مسراهمة‬
‫ص ي ة‪.‬‬
‫كمررا أن واق عيررة الخبررر تشررعر القررراء بامكانيررة مررا ورد فيرره مررن معلومررات ‪ ،‬أو مررا‬
‫تضمن من وعود ‪ -‬فهو يتعامل مع ال قيقة دون الخيال ‪.‬‬

‫هـ‪ -‬الضخامة ‪: Numbers Or Size‬‬


‫تعد من المقومات المهنيرة التري تعتمرد عليهرا الصر ف فري اختيرار األخبرار للنشرر‪،‬‬
‫فهي تمنح الخبر قابلية للنشر ‪ ،‬ويقصد بالضخامة هنا سعة انتشار الخبر ‪ ،‬وسعة تلثيره في‬
‫الناس ‪ ،‬وما ي دثه من ت يير واضطراب وتلثير في الجمهور القارئ له(‪. )1‬‬

‫‪ -2‬األساس المادي ‪:‬‬


‫وهو األساس الذي ي دد نظرة الص يفة لمقومات نشر الخبرر مرن الزاويرة الماديرة‬
‫في التروير للص يفة وجذب المعلنين إليها ‪ ،‬ومن تم فان المقومات التي تنتهجها الصر ف‬
‫في اختيار األخبار الصال ة للنشر د تخرر عرن الثقافرة والفلسرفة التري يقروم عليهرا النظرام‬
‫السياسي الليبرالي ‪ ،‬وكذلك فان المقومات التي تستند إلى هذا األساس د تخر عن نطراق‬
‫الثقافررة الليبراليررة الترري ترررو لمفررراهيم الررربح والخسررارة ‪ ،‬والسرربق والتعدديررة والمنافسرررة‬
‫واد تكار ‪ ،‬وفي ذلك يقول مردي سرن " طالمرا أن األ رداا متا رة للجميرع فري ال ررب‬
‫وليست ا تكارا لجهة ما فان الطريقة الو يدة أمام الص في إل رراز سربق صر في هرو أن‬
‫يكون أول من يقدم الخبر ‪ ،‬ومرة أخرى نجد المنافسة وراء ظهور هذا المعيار فض عرن‬
‫التعددية السياسية "(‪. )2‬‬
‫ومن مقومات نشر الخبر على وفق األساس المادي هي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الفورية ‪: NEWNESS‬‬
‫ويقصد بها اآلنية أي مرا ي ردا اآلن ‪ ،‬وكمرا هرو معرروف أن الخبرر فري العرالم الرأسرمالي‬
‫يعني كل ما هو جديد و ديا ومتطور ‪ ،‬أي أنه استمرار اليوم أو الساعة أو تى الل ظرة‬
‫السابقة ‪ ،‬وتعد الفورية من أهم مقومات نشر الخبر الص في فري العرالم الرأسرمالي‪ ،‬ولرذلك‬

‫‪ - 1‬أديب خضور ‪ ،‬الخبر الص في ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 29‬‬


‫‪ - 2‬ـــــــــــ ‪ ،‬الوظيفة اإلخبارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 225‬‬
‫‪91‬‬
‫تبذل الم سسات الص فية كل الجهود فري سربيل ال صرول علرى األخبرار بمجررد ردوثها ‪،‬‬
‫ونشرها بسرعة لت قيق السبق الص في الذي تقوم عليه المنافسة بين الم سسات الصر فية‬
‫‪ ،‬فالفورية تضفي على الخبر أهمية بال ة بالنسبة للصر يفة وللقرراء علرى أسراس أن عامرل‬
‫الوقت ي ثر بشكل مباشر على القراء ‪ ،‬وكذلك تعطي الفورية ل‪ ،‬داا واألخبرار نرو مرن‬
‫المصررداقية لرردى القررارئ ‪ ،‬وتضررفي الفوريررة علررى نفسررية القررارئ شرريء مررن ادسررتمرارية‬
‫وتوصي إليه بلن ال ياة مستمرة وي دا فيها دا ما الجديد(‪. )1‬‬
‫وفرري دراسررة أج راهررا هيسررتر وابيرهررادر عررن العناصررر األكثررر شرريوعا ‪ ،‬ذكررر فرري ‪ 15‬مررن‬
‫الكتررب الدراسررية الخاصررة بالص ر افة ال ربيررة كرران عنصررر الفوريررة أو التوقيررت المناسررب‬
‫يتصدر القا مة ‪ ،‬وغالبا ما تركز الص ف ال ربية على األخبرار فري نفرس اليروم ‪ ،‬والسربب‬
‫في ذلك يرجع إلى قدرة الم سسة الص فية علرى ت طيرة ال ردا بتروفر اإلمكانيرات الماديرة‬
‫والص فيين الجيدين ‪ ،‬ولكن العوامل النفسرية قرد تكرون أيضرا وراء هرذه القيمرة اإلخباريرة‪،‬‬
‫ذلك ألن الخبر يعطي شعورا بالت ير وال ركة(‪. )2‬‬
‫فالفوريررة أو ال اليررة مررن المعررايير البررارزة فرري أخبررار الص ر افة الرأسررمالية يررا المنافسررة‬
‫تفره نشر المعلومات فور وقوعها ‪ ،‬أو بعد ذلك بقليل ‪ ،‬وقد أعطيت تكنولوجيا ادتصال‬
‫السريع هذا المفهوم أهمية قصوى في اختيار األخبرار للنشرر ‪ ،‬وعلرى العكرس نجرد أن هرذا‬
‫المعيار تتناقص أهميته في صر افة الردول التري تعراني مرن ضرعف ادتصرال أو تنتظرر أي‬
‫جهة معينة لتوافق على نشر الخبر أو تلرك الردول التري تنعردم فيهرا المنافسرة يرا األخبرار‬
‫تلخذ طريقها للنشر ببطء شديد(‪. )3‬‬

‫ب‪ -‬الجدة وال داثة ( القرب الزمني ) ‪:‬‬


‫الجدة في الخبر الص في تعني أن يتضمن الخبر شي ا جديدا ‪ ،‬ألنه يعره وقا ع أو أ داثا‬
‫جديدة لم تنشر من قبل ‪ ،‬فاألخبار التي ت توي على عنصر الجدة ت ظى باهتمام كبير مرن‬
‫قبل الجمهور القارئ ‪ ،‬ولهذا فان الص ف ت رص دا ما على اقتناء األخبرار التري تتضرمن‬

‫‪ - 1‬انظر إلى ‪:‬‬


‫‪ -I‬فليب غايار ‪ ،‬تقنية الص افة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ، 2864 ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ -II‬شمس الدين الرفاعي ‪ ،‬الص افة العربية العملية ‪ ،‬منشورات جامعة قاريونس ‪ ،‬بن ازي ‪ ،‬ط‪، 2869 ، 2‬‬
‫ص ‪. 97 ، 17‬‬
‫‪ - 2‬البرت هستر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪ - 3‬مدي سن ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 222‬‬
‫‪92‬‬
‫أ داثا جديدة ‪ ،‬بل إنها تعمل على توجيه م رريها ل هتمام بكل ما هو جديد ومثير للقرراء‬
‫‪.‬‬
‫والجدة تعني " نشر الخبر وقت دوثه ‪ ،‬على اعتبار أن األخبار الص فية أسر البضرا ع‬
‫فرري السرروق اسررتعدادا لتلررف أو الفسرراد ‪ ،‬ولهررذا تهررتم الص ر ف بنشررر األخبررار وقررت رردوثها‬
‫بشرط أد ي ثر ذلك على ص ة الخبر "(‪. )1‬‬
‫ويفره مقوم الجدة على الص ف أن يكون نشرها للخبر مواكبا ل‪ ،‬رداا ‪ ،‬ولهرذا يررتبط‬
‫هذا المقوم بمقوم الفوريرة ‪ ،‬ومثلمرا يرغرب القرراء فري معرفرة الجديرد ‪ ،‬فرانهم يرغبرون فري‬
‫معرفته بسررعة ‪ .‬ومرن أجرل الخبرر الجديرد يشرتري القرارئ الجريردة الصربا ية والمسرا ية‪،‬‬
‫ويستمع إلى نشرات اإلذاعة نشرة بعد نشرة "(‪. )2‬‬
‫وقرد تضررطر الصر يفة لنشررر الخبررر أكثررر مررن مرررة ‪ ،‬وهرري مسررللة غيررر مرغوبررة فرري عررالم‬
‫الص افة ‪ ،‬لهذا فان إعادة النشر دبد أن يكون له مبرر كلن تظهرر معلومرات جديردة رول‬
‫دا سبق أن تناولته األخبار ‪ ،‬وقرد يكرون الخبرر قرديما ولرم يسربق نشرره ‪ ،‬ففري مثرل هرذه‬
‫ال الررة د ينفرري عنرره مقرروم الجرردة ‪ ،‬علررى اعتبررار أن القررراء سرريطلعون عليرره ألول مرررة ‪،‬‬
‫فاألخبار القديمة التي لم تنشر من قبل من الممكرن أن تكرون مرادة صر فية هامرة ‪ ،‬قرد تثيرر‬
‫اهتمام الرأي العام ‪ ،‬وخاصة عنردما تكشرف عرن قرا ق مجهولرة تمرس بعره الزعمراء أو‬
‫القادة أو بعه األسرار العليا للدولة ‪ ،‬والتي أعاقت الظروف السياسية نشرها نذاك(‪. )3‬‬
‫وهناك من يعطي مقوم الجدة جما ب جم الخبر نفسه فيقرر أن " ما ليس جديدا ليس بخبر‬
‫(‪)4‬‬
‫أو جما أكبر من جم الخبرر فري‬ ‫ألن الخبر دا موقوت بزمانه ومكانه ومعلوماته "‬
‫ينرره ‪ ،‬فيرررى أن جرردة الخبررر د تتوقررف علررى داثترره فقررط ‪ ،‬بررل علررى مررا يترتررب عليرره فرري‬
‫المستقبل من أهمية ونتا ر(‪. )5‬‬
‫ولهررذا فرران هررذا المفهرروم يعررد مررن المقومررات القليلررة الترري أجمعررت عليهررا مختلررف المرردارس‬
‫الص فية على اخت ف توجهاته المهنية والفكرية ‪.‬‬

‫‪ -‬اإلثارة ‪: EXITEMENT‬‬

‫‪ - 1‬عبد الطيف مزة ‪ ،‬المدخل في ت رير الص ف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 79‬‬
‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 92‬‬
‫‪ - 3‬فاروق أبو زيد ‪ ،‬فن الخبر الص في ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 81‬‬
‫‪ - 4‬م مود أدهم ‪ ،‬مقدمة في الت رير اإلخباري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 51‬‬
‫‪ - 5‬عبد العزيز ال نام ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 245‬‬
‫‪91‬‬
‫على الررغم مرن أهميرة هرذا المفهروم فري الصر افة الليبراليرة التري تتعردد نظرتهرا وفقرا لوجهرة نظرر‬
‫الص يفة ‪ ،‬إد ان كل التوجهات الص فية للصر ف الليبراليرة تر من بلهميرة هرذا العنصررمن قابليرة‬
‫األخبار التي يتضمنها للنشر ‪ ،‬والنشر المرغوب لدى القراء ‪.‬‬
‫فعلررى سرربيل المثررال يختلررف مفهرروم اإلثررارة فرري الصر افة الصررفراء عررن مفهرروم اإلثررارة فرري‬
‫ص افة الصفوة ففي ين أن المقصود بها عند الص افيين إثارة القراء ‪ ،‬إد أن يلتي فري موضرو‬
‫اإلثررارة ومادترره يررا الص ر افة الصررفراء تثيررر ال را ررز بينمررا يهررتم فرري الص ر افة األخرررى باثررارة‬
‫العواطررف ررول المسررا ل الوطنيررة والقضررايا اإلنسررانية وغيرهررا ‪ ،‬وتسررتند المدرسررة الليبراليررة فرري‬
‫اهتمامهرا بنشررر األخبرار الترري تعتمررد علرى هررذا المفهرروم ألهميتره فرري جررذب القرراء وإثررارة اهتمررامهم‬
‫بصفة متصلة بالص يفة ‪ ،‬ومنها يتجره ادهتمرام باإلثرارة إلرى األثرر الرذي يترترب علرى نشرر الخبرر‬
‫المثير مرن خرواطر وأفكرار(‪ ، )1‬وبينمرا يررى فراروق أبرو زيرد مرن أن اإلثرارة خاصرية توجرد بعره‬
‫الوقررا ع واأل ررداا فتكسرربها جاذبيررة شررديدة ‪ ،‬قررد تكررون اإلثررارة هنررا مخاطبررة لل را ررز ‪ ،‬أو قررد تكررون‬
‫موضوعية كالفضا ح السياسية(‪ ،)2‬وكذلك تظهر اإلثرارة فري األخبرار مرن خر ل األ رداا والوقرا ع‬
‫التي ينمء عنها سلسلة متصلة من األخبار واأل داا ‪ ،‬التي ت ثر في عدد كبير من الناس وتشدهم‬
‫إلى الص يفة يوما بعد يوم ‪.‬‬
‫وهنا يت قق األساس المرادي الرذي يسرتند إليره مقروم اإلثرارة ‪ ،‬فمرن النا يرة التجاريرة تعتبرر‬
‫اإلثارة من أهم مقومات نشر الخبر في الص افة الليبرالية ‪ ،‬على أسراس أن األخبرار سرلعة تجاريرة‬
‫قابلة للبيع والشراء ‪ ،‬ولهذا يجب أن تكون األخبرار مثيررة للقرراء الرذين يشرترون الصر يفة لمتابعرة‬
‫األخبار التي تهمهم ‪ ،‬وت ثر فيهم ‪ ،‬وهم ليسوا مجبرين على قبول ما يفرضه الناشر(‪. )3‬‬
‫ويرتبط مقوم اإلثارة بمقوم خر وهو التشويق ‪ ، Supense‬فهما مكم ن لبعضهم البعه ‪ ،‬يا إن‬
‫األخبار التي تتناول موضوعات مشوقة جنبا إلى جنب مرع الموضروعات واأل رداا الجرادة‪ ،‬تتريح‬
‫للقررراء فرصررة ال صررول علررى اسررترا ة أو التقرراط األنفرراس بررين األخبررار الجررادة ‪ ،‬ولهررذا يصررنف‬
‫الدارسون تلك األخبار التي تتنا ول الموضوعات ال ريبة أو المشروقة أو الخارجرة عرن المللوفرة أي‬
‫تلك األخبار التي تقوم على مقوم ال رابة ضمن األخبار التي تقوم على مقوم اإلثارة ‪ ،‬ومتكامل مع‬
‫مقوم التشويق ‪ ،‬يا إن هذه المقومات مجتمعة تثير اهتمام القراء ‪ ،‬وتستجيب لرغباتهم و اجاتهم‬
‫من التسلية ‪ ،‬يا إن هذه المقومات تكسب األخبار جاذبية ‪ ،‬وتعكس بعه المواقف التي يمر بهرا‬

‫‪ - 1‬م مود فهمي ‪ ،‬فن ت رير الص ف الكبرى ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 29‬‬
‫‪ - 2‬ــــــ ‪ ،‬فن الخبر الص في ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 212‬‬
‫‪ - 3‬أ‪ .‬كوبلتر ‪ ،‬فن الص افة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.172-174‬‬
‫‪94‬‬
‫الناس في ياتهم اليومية ‪ ،‬بما يرضي غريزة الفضول عند القراء ‪ ،‬كمرا أنره يسراعد الصر يفة مرن‬
‫الخرو عن القوالب الجامدة المعروفة عن األخبار الجادة(‪. )1‬‬
‫ورغم ما تقردم فران هرذا المفهروم يعرد أكثرر القريم الرذي تعرره ل نتقراد ال راد ‪ ،‬فقرد عرره جريمس‬
‫رستون هذه المشكلة في قوله ‪ ،‬إننا نفتتن بال وادا ‪ ،‬وليس باألشياء التري تسربب ال روادا ‪ ،‬علرى‬
‫الرغم من هذا ادنتقاذ إد أن السياسي األمريكي ولتر لبمان يقدم لنا دعما لهذه القيمة اإلخبارية فري‬
‫كتابة الراي العام فيقول " أن المسللة هي أنه قبل ان تصبح سلسلة من األ رداا أخبرارا ‪ ،‬ف برد أن‬
‫ظرة وادهتمرام مرن عمرل صرريح تقريبرا ‪ .‬وبوجره عرام أيضرا فري عمرل‬ ‫تجعل نفسرها جرديرة بالم‬
‫صريح بدرجة كبيرة ويضيف أن الخبر هو وصف للمظاهر التي تثير ادهتمام(‪. )2‬‬

‫د‪ -‬الشهرة ‪: Prominence‬‬


‫مررن المعررروف فرري عررالم الص ر افة ولرردى جميررع العرراملين فرري مجررال اإلع ر م أن األسررماء‬
‫المشهورة تصنع األخبار ‪ ،‬وبقدر أهمية هذه األسماء تكون أهمية الخبر ‪ ،‬فعامل الشهرة فري جميرع‬
‫األشياء سواء كانت األسماء لشخصيات أو شركات أو أماكن تلعب دورا مهمرا فري تكروين األخبرار‬
‫وأهميتها ‪ ،‬وتشكل الشخصيات السياسية المشهورة والمعروفة أهمية بال رة فري مرنح األخبرار قابليرة‬
‫للنشر ‪ ،‬وعلى سبيل المثال أصبح اسم الر يس األمريكي مصدرا لكثير من األخبار في أن اء العالم‬
‫على أساس كونه شخصية ذات أهمية سياسية على مستوى العرالم ‪ ،‬ولره ترلثير علرى كرل األوضرا‬
‫السياسية وادقتصادية في العالم ‪.‬‬
‫ويقول روبين عن هواردك ‪ .‬ك ‪ .‬سميا التلفزيوني السابق قوله ‪ " :‬إن الخبر هرو صرورة‬
‫‪ +‬كلمة ‪ +‬شخصية " ويرى جيرى نانستوب ص في في مجلة ‪ Life‬األمريكية أنه من الواضرح أن‬
‫القرريم األخباريررة ذات تسلسررل هرمرري ‪ ،‬بمعنررى أن األشررخاص الررذين يجلسررون فرري قمررة ال كومررات‬
‫والمنظمات أو النقاب ات أو فرق كرة القدم ‪ ،‬يفتره أن لديهم أشياء أكثرر تشرويقا يمكرن أن يت ردثوا‬
‫عنهررا أكثررر مررن غيرررهم ‪ ،‬وأن دف األشررجار ض ر ت ب ياتهررا ليصررنع منهررا ورق الص ر ف الررذي‬
‫استخدم في ت طية أخبار وزيجات الممثلة اليزابيت تايلور(‪. )1‬‬
‫ففي المجتمعات ال ربية تعني الشرهرة فري عرالم األخبرار شرهرة األفرراد والقرادة السياسريين‪،‬‬
‫الذين تصدر عنهم األخبار ‪ ،‬أو من الردوا ر الترابعين لهرا ‪ ،‬وتعتبرر األوضرا السياسرية هري أسراس‬
‫الشهرة على أساس أنها ت ثر في العالم ‪.‬‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 175‬‬


‫‪ - 2‬البرت هستر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬
‫‪92‬‬
‫ويرى ص ح قبضرايا " أن األسرماء ال معرة هري التري تصرنع األخبرار ‪ ،‬وأن أهميرة ادسرم‬
‫ال مع ترجع أساسا إلى قدرة هذا ادسم على ت يير الة قا مة "(‪. )2‬‬
‫وهذا يعني أنه ليس بالضرورة الموقع الوظيفي للشخصية المشهورة ‪ ،‬ود تقتصر الشرهرة‬
‫على الشخصيات ف سب ‪ ،‬فقد ترتبط الشهرة بطبيعة بعه األ داا التي عادة ما تجد اهتمامرا مرن‬
‫ف ررة واسررعة مررن قررراء الصر ف ‪ ،‬مثررال ذلررك أخبررار الجرررا م والسرررقات وادنفجررارات وادغتيررادت‬
‫وادنق بات(‪ ، )3‬كمرا يررتبط مقروم الشرهرة كرذلك بشرهرة بعره األمراكن فمرن األمراكن مرا لره شرهرة‬
‫م لية أو عالمية ‪ ،‬فاذا شب ريق في مكان عادي د يلخذ الخبر في مثل هذه ال الة نفرس األهميرة‬
‫التي ينالها ال ريق الذي شب في مقر ر اسة وزراء دولة أو مت ف عرالمي أو مرا إلرى ذلرك ‪ ،‬بقردر‬
‫ما يعني هذه الشخصية على التلثير في األ داا ‪.‬‬
‫ه‪ -‬قرب المكان ‪:‬‬
‫فالخبر في الص افة ال ربية قريب ‪ ،‬فالقراء يريدون أن يقرءوا أخبارا عن قرارتهم وبلردهم‬
‫ودولتهم ومقاطعتهم ومدينتهم وال ي المجاور والشار الذي يقطنون فيه ‪ ،‬بل األفضل عن‬
‫أقرررب جيرررانهم ويشررير ديررامون وهررو ص ر في أمريكرري يقررول ‪ " :‬إن ص ر افة األمريكيررة‬
‫تستجيب للخبر اعتمادا على معاددت ثابتة تتعلق بقرب المكران ‪ ،‬فخبرر مصرر ‪ 21‬دف‬
‫شررخص فرري نيبررال مررث يعررادل مصررر ‪ 211‬شررخص فرري ويلررز ‪ ،‬ويعررادل مصررر ‪21‬‬
‫أشخاص في وست فرجينيا ‪ ،‬ويعادل مصر شخص وا د في المنزل المجاور "(‪. )4‬‬
‫و‪ -‬الصرا ‪: Conflict‬‬
‫في كل مجتمع من المجتمعات هنراك العديرد مرن الصرراعات ‪ ،‬وهرذه الصرراعات تعرد ذات‬
‫أهميررة إخباريررة ‪ ،‬وتعطرري األخبررار قابليررة للنشررر ‪ ،‬وتجررذب القررراء إلررى قررراءة الصرر يفة‬
‫ومتابعتهرررا وأهرررم هرررذه الصرررراعات صررررا ال رررروب العسررركرية وال مررر ت ادنتخابيرررة‬
‫والصراعات السياسية(‪. )5‬‬
‫ويعتبر الصرا من المقومرات التري يعتمرد عليهرا المجتمرع الليبرالري فري نشرر الخبرر علرى‬
‫اعتبار أن بني البشر دا ما يهتمون بما ي يط بهم من صراعات ت ثر فيهم(‪ ،)6‬ذلك أن ب‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 24‬‬


‫‪ - 2‬ـــــــــ ‪ ،‬ت رير وإخرا الص ف ‪ ،‬المكتب المصري ال ديا ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪، 2895 ، 2‬ص‪.21‬‬
‫‪ - 3‬عبد العزيز ال نام ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 246‬‬
‫‪ - 4‬فيل اولت ‪ ،‬وراء األخبار لي ونهارا مرجع سابق ‪،‬ص‪412‬‬
‫‪ - 5‬يوسف مرزوق ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 24‬‬
‫‪ - 6‬عبد اللطيف مزة ‪ ،‬المدخل في ت رير الص ف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 92‬‬
‫‪95‬‬
‫متابعررة الصررراعات تعتبررر غريررزة فطريررة عنررد اإلنسرران ‪ ،‬تر ثر فيرره وخاصررة إذا كرران هرذا‬
‫اإلنسان قريبا من منطقة الصرا ‪.‬‬
‫وبررذلك نجررد أن الخبررر فرري المجتمعررات ال ربيررة هررو المعررارك والصررراعات ‪ ،‬فرراذا رردا‬
‫مشاجرة في داخل مجلس المدينة ‪ ،‬أو في البرلمان ‪ ،‬أو في الكون رس ‪ ،‬أو فري الشروار ‪،‬‬
‫فهناك فرصة طيبة لوجود األخبار ‪ ،‬ويرى الص في األمريكي اونيس بايك‪ ،‬وهو صا ب‬
‫عمود في ص يفة نيوزداى ‪ ،‬إذا لم يكن الشيء مرعبا ‪ ،‬أو موقعا فري الرنفس رهبرة ‪ ،‬فانره‬
‫د يصلح أن يكون خبرا ‪ ،‬ومع أنه د بد أن يكون هناك منطقة وسطى بين اإلنسان المفرط‬
‫في التفا ل وبين مر ك المروت ‪ ،‬فانره يبردو أن وسرا ل اإلعر م د يمكرن أن تقبرل أن تكرون‬
‫األخبررار الطي بررة تسررت ق ادهتمررام ‪ " .‬إن انش ر ال النرراس والص ر ف بالصرررا هررو مجرررد‬
‫انعكاس دفتنان البشرية بهذا الشيء نفسه ‪ ،‬وادفتتان ادنساني بالصرا قد يكرون ببسراطة‬
‫ناتجا عن إثارة متولدة عن ادندما والتف ص وتنفيس عاطفي من جانب القراء(‪. )1‬‬
‫وتتضررح قيمررة هررذا المقرروم مررن الطررابع الرردرامي الررذي يتضررمنه ‪ ،‬يررا يعطرري هررذا‬
‫الطابع ل‪،‬خبار قالب القصة التي تتضمن بداية وقمة أو ذروة ونهاية ‪ ،‬ومن ثرم ففري داخلره‬
‫يكمن رص القراء على المتابعرة ومعرفرة تطرورات الصررا برين األطرراف المتصرارعة‬
‫ومرا تثيرر هررذه التطرورات مررن خر ف فرري الررأي ومناقشررات برين القررراء ‪ ،‬وتختلرف طبيعررة‬
‫الصرا من خبرر إلرى خرر ‪ ،‬فالصررا قرد يلخرذ شرك عسركريا أو سياسريا أو اقتصراديا ‪،‬‬
‫ولهذا فان الصرا كمقوم للخبر يعطي ل‪،‬خبار قيمة د تتوافر من األخبار الراكردة أو تلرك‬
‫رظ أهميرة األخبرار التري تعتمرد علرى هرذا‬ ‫التي تقرر الة معينة ‪ ،‬وينتهي أمرها ‪ ،‬فاننا ن‬
‫المقوم بنشرات األخبار والعناوين الر يسية للص ف ‪ ،‬وقلما نجد صف ة أولى من الص ف‬
‫تخلوا من أخبار الصراعات ‪.‬‬
‫ومما سبق فان عناصر الخبرر أو مقومرات نشرر الخبرر بصرفة عامرة ‪ ،‬هري العامرل‬
‫ال اسم في تقييم الخبر إلى جانب سياسرة الت ريرر ‪ ،‬يرا د يمكرن إتمرام عمليرة المفاضرلة‬
‫برردون تقيرريم الخب ر ر ‪ ،‬ود يررتم تقيرريم الخبررر مررن الص ر ف ال ربيررة إد مررن خ ر ل المعررايير‬
‫الص فية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬البرت هستر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 27‬‬


‫‪97‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬البناء األخباري ‪:‬‬
‫ية الخبرر للنشرر مرن عدمره ‪ ،‬نجرد‬ ‫قبل البدء في ال ديا عن البناء اإلخبراري ومردى صر‬
‫أنفسنا نقف أمام تسا ل كبير يطرح نفسه علينا ‪ ،‬كيف يكترب الخبرر الصر في ؟ وهرل هنراك طررق‬
‫وأساليب م ددة في كتابته ؟ وما مدى تلثير كتابة الخبر بسياسة الت رير العامة للم سسة الصر فية‬
‫؟ وهل قيقة أن الص ف األمريكية كنموذ لمدرسة الليبرالية تعد من أكثرر المردارس موضروعية‬
‫على اإلط ق عند تعاملها مع الخبر الص في ؟‬
‫إن اإلجابة على هذه التسا دت ي تا إلى جهد كبيرر ودراسرة مفصرلة لكرل استفسرار علرى‬
‫ده ‪ ،‬ولكرن فري هرذا السرياق فاننرا ن راول أن نقردم بعره الم شررات التري تعطري الخطروط العامرة‬
‫إلمكانية الب ا والدراسة المفصلة لكل هذه التسا دت ‪.‬‬
‫و تى د نج ف في ق الموضو ‪ ،‬فاننا سوف نتناوله بدراسة القواعرد األخ قيرة لكتابرة‬
‫الخبر الص في ‪ ،‬ثم دراسة القوالب الفنية للكتابة ونعرر علرى سياسرة الت ريرر وأثرهرا فري تكروين‬
‫الخبر وتلثيرها على موضوعية الوسيلة اإلع مية بشكل عام ‪ ،‬ونختم هذه الجز ية بدراسرة فلسرفية‬
‫فكرية لمفهوم الموضوعية في العمل الص في ‪.‬‬

‫أوال ‪ -‬قواعد الخبر الصحفي ‪:‬‬


‫تعرف قواعد الخبر الص في بلنها " مجموعة الخصا ص األخ قية التري ينب ري للخبرر أن‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬لقرد صرارت هرذه القواعرد أشربه مرا تكرون‬ ‫يت لى بها بهدف ت قيق مرا يسرمى بو ردة الت ريرر "‬
‫بالعرف ‪ ،‬ودزال معمود بها في الم سسات الص فية على اخت ف مسرتوياتها ‪ ،‬إد أن ادخرت ف‬
‫في المنطلقات الفكرية والنظرية قد امتدت إليها أيضا ‪ ،‬األمر الذي أثر عليها بصورة أو بلخرى ‪.‬‬
‫ففرري تقررديرنا تعررد قواعررد الخبررر مواصررفات علميررة وأخ قيررة ‪ ،‬أكثررر مررن كونهررا مواصررفات‬
‫سياسية ‪ ،‬على الرغم من أن المت يرات والظروف السياسية ت ثر فيها بصورة مباشرة ‪ ،‬ولهذا فهي‬
‫م لخ ف‪.‬‬
‫ول كن رغم ذلك هناك اتفاق عام على ضرورة وجودها ‪ ،‬ألنها تهدف إلى ترسيخ مجموعة‬
‫من القيم األخ قية في ال ياة الص افية ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى تعدد اآلراء ول هذه القيم يا هناك من يررى ضررورة شرمولها فري‬
‫إطار ادنتماءات األيديولوجية والسياسية ‪ ،‬و خرون يرون عكس ذلك ‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد الفتاح عبد النبي ‪ ،‬سيولوجيا الخبر الص في مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 221‬‬
‫‪96‬‬
‫ول ذلك " فقرد ارتبطرت الدراسرات التري تناولرت قواعرد الخبرر ‪ ،‬بدراسرات الجمهرور المتلقري‬
‫للخدمة اإلع مية "(‪. )1‬‬
‫وقررد أجمعررت الدراسررات علررى جملررة مررن القواعررد ‪ ،‬إد أنهررا بالتلكيررد ليسررت قوالررب ثابتررة أو‬
‫جامدة تلتزم بها الم سسات الص افية على اخت ف أنواعها وتوجهاتها ‪ .‬وإنما تشكل أساسا أخ قيا‬
‫ألي نظام ص في ‪ ،‬وإن اختلفت درجة ادلتزام بها من نظام إلى خر ‪.‬‬
‫ومن أهم قواعد الخبر الص في ما يلي(‪: )2‬‬
‫أ‪ -‬ادلتزام بال قيقة عند كتابة الخبر ‪.‬‬
‫ب‪ -‬كتابة األخبرار وعرضرها بوضروح ‪ -‬والوضروح هنرا يعنري أن تلخرذ الكلمرات مردلولها ومعانيهرا‬
‫ال قيقية في السياق العام للجملة اإلخبارية ‪ -‬فالص في مطالب باختيار الكلمات المعبرة ‪ ،‬التري‬
‫تصف ال دا ‪ ،‬ب يا ت دد المعنى المراد توصيله للمتلقري ت ديردا دقيقرا ‪ ،‬بمعنرى إبعراد الخبرر‬
‫عن أي م اولة للتلثير عليه باستخدام كلمات تعطي معني خرر ‪ ،‬يسرعى الم ررر إلرى إيصرالها‬
‫للقارئ ‪.‬‬
‫‪ -‬التزام األخبار ال واقع واإلمكانيات الموجودة ‪ ،‬ألن هناك أخبارا تنشرر وفقرا لسياسرات ت ريريرة‬
‫معينة ‪ ،‬ت دا تلثيرا إخباريا خاصة إذا كانت هذه األخبار من ذلك النو الذي يرفع من درجة‬
‫التطلعات لدى القراء ‪ ،‬بينما إمكانيات الواقع د تتيح هذه الدرجة من التطلعات ‪.‬‬
‫د‪ -‬عرردم المبال ررة فرري وصررف األ رداا واتبررا الموضرروعية فرري تصرروير األ ررداا ‪ ،‬فالصر في د‬
‫يصنع األ داا وإنما يشتقها من الواقع بكل أبعاده الموضوعية ‪ ،‬فالمبال ة ت دا ضررا يعطي‬
‫الخبررر جمررا غيررر جمرره الطبيعرري ‪ ،‬يررا الخبررر بصررورته المبال ررة فيرره نوعررا مررن التضررليل‪.‬‬
‫وتجرردر اإلشررارة إلررى أن الصر ف األمريكيررة د تلتررزم بهررذه القاعرردة ‪ ،‬وتعتمررد أسررلوب التضررليل‬
‫خاصررة فرري ت طيررة أ ررداا المواجهررة الليبيررة األمريكيررة فرري خلررير سرررت ‪ ،‬وفرري رررب الخلررير‬
‫و رب البلقان ‪ ،‬األمر الذي جعل استخدام أسلوب المبال ة والتهديرد سياسرة متفرق عليهرا بشركل‬
‫ضمني بين الص في ووسيلته اإلع مية ‪.‬‬
‫ه‪ -‬مراجعة األخبار من يا الصياغة التي ت دا تلثيرا ضارا ‪ ،‬فت ير المسميات د يتيح للقرارئ‬
‫معرفررة ال قيقررة الترري تشرروه عمرردا أو عررن غيررر عمررد ‪ ،‬ويظهررر ذلررك واض ر ا فرري ت طيررة مجلررة‬

‫‪ - 1‬م مد عبد ال ليم ‪ ،‬دراسة الجمهور في ب وا اإلع م ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 2884 ، 2‬ص ‪. 221‬‬
‫‪ - 2‬تم تجميع هذه العناصر من مراجع متعددة منها ‪:‬‬
‫‪ -i‬سامي عزيز ‪ ،‬الص افة مس ولية وسلطة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار التعاون للطباعة ‪ ، 2892 ،‬ص ‪. 74-49‬‬
‫‪ -ii‬م مد معوه ‪ ،‬الخبر التلفزيوني ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬ط‪ ، 2897 ، 2‬ص ‪. 81-98‬‬
‫‪ -iii‬السيد أ مد مصطفى ‪ ،‬مدخل إلى الت رير اإلع مي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 68‬‬
‫‪99‬‬
‫نيوزويك في عدد الصادر ‪ 42‬أغسطس ‪ 2892‬لشخصرية العقيرد القرذافي وضرعت عنوانرا علرى‬
‫ال ف (القذافي أخطر رجل في العالم ) ‪ ،‬إن القارئ يخر بانطبا مسبق تتوه وراءه ال قيقة‬
‫التي عملت المجلة على إخفا ها ‪ ،‬كما أنها عملت على تسويغ معلومرات بشركل رذر يردل علرى‬
‫عدم ادلتزام بهذه القاعدة األخ قية ‪ .‬إن إعطاء األشياء وتسميتها ب ير مسمياتها يعطي انطباعا‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫م ددا لدى القارئ من الصعب إزالته من ذاكرته‬
‫و‪ -‬نشر األخبار الم ققة وادبتعاد عن غير الموثوق بها ‪ ،‬ذلك أن القارئ بامكانه أن يعررف مردى‬
‫مصداقية الخبر ‪ ،‬األمر الذي قد يدفع به إلى عدم الثقة في الص يفة ‪.‬‬
‫ز‪ -‬ال صول على األخبار والبيانات والوثا ق والمعلومات بالصور المشروعة ‪.‬‬
‫ح‪ -‬تص يح المعلومات الخاط ة قبل النشر وبعده ‪.‬‬
‫ط‪ -‬اإلفصاح عن مصدر الخبر ‪ ،‬ما لم يطلب المصدر إخفراء نفسره ‪ ،‬وهرذه القضرية د ترزال تترلثر‬
‫داخل الم اكم في الوديات المت دة أمام الرأي العام ‪ ،‬وهي إلى أي مدى يمكن للص في إخفاء‬
‫مصادره عن الم اكم والقراء‪.‬‬
‫إن هذه القواعد د تعني بالضرورة قوالب جامدة يقاس عليها مدى التزام الخبر وص ته أم‬
‫د ‪ ،‬لكررن اولنررا أن نجمررع أكثررر القواعررد الترري تسرراعد علررى جعررل الخبررر الص ر في أكثررر صرردقا‪،‬‬
‫والمعالجة اإلخبارية لل دا أكثر موضوعية ‪ ،‬ولكرن دبرد مرن اإلشرارة هنرا أن هرذه القواعرد ليسرت‬
‫شرراملة ود كاملررة فهنرراك مجررال أوسررع متررروك للص ر يفة والص ر في ‪ ،‬تررى يضررع قواعررد خاصررة‬
‫بالم سسة تتمشى مع سياسة ت ريرها عند كتابة وت رير الخبر ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تحرير الخبر في الصحافة األمريكية ‪:‬‬


‫على الرغم من أن مسللة ت رير الخبر قد تعرضت لكثير من إبداعات الم ررين ‪ ،‬وعلرى‬
‫‪ ،‬إد أن ت ريرر الخبرر‬ ‫الرغم من أنهرا قرد ترلثرت إلرى رد كبيرر بتفراوت درجرات الثقافرة وادطر‬
‫يخضع إلى بعه األسس التي تناول اإلجابة عما تعارف بتسميته األخوات الست َمنْ ‪ ،‬ماذا ‪ ،‬أيرن‬
‫‪ ،‬كيف ‪ ،‬متى ‪ ،‬ولماذا ‪.‬‬
‫ويرى عمر السنوسي " أن هذه الشقيقات هي خمرس فقرط ‪ ،‬ويضراف إلرى البنراء اإلخبراري‬
‫كيررف ‪ ،‬أي يمكررن اعتبارهررا أخررت ‪ ،‬ولكنهررا ليسررت شررقيقة ‪ ،‬وه رذه األخرروات جميعررا تشرركل عناصررر‬
‫الخبر"(‪. )2‬‬

‫‪ - 1‬نيوزويك األمريكية ‪ 42 ،‬أغسطس ‪2892‬ف ‪.‬‬


‫‪ - 2‬عمر السنوسي ‪ ،‬فن الممكن ‪ ،‬دراسات في الص افة ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬دار الخبولي ‪ ، 2881 ،‬ط‪ ، 2‬ص‪. 242‬‬
‫‪98‬‬
‫ويرى إبراهيم عبدو " أن الص افة األمريكيرة كنمروذ أقررب إلرى كونهرا تجرارة وصرناعة‬
‫ولذلك فهي تسعى إلى الربح والسبق الص في ‪ ،‬بدافع المنافسة ومن أجل ال صول على السبق تقع‬
‫الص ف في أخطار عديدة ‪ ،‬ت دي إلى عدم الموضوعية في أخبارها وربمرا ت لي تهرا أ يانرا"(‪. )1‬‬
‫غير أن الص افة األمريكية تلجل أ يانا كثيرة إلى التشويه المتعمد في ال قا ق ‪.‬‬
‫وفري كر ال رالتين سررواء الخراطا أو النشرر غيررر دقيرق يكرون الضرررر النراتر عنره إصرردار‬
‫قرارات كومية بمصادرة بعه الص ف العالمية ومنعها من الدخول ‪.‬‬
‫إن م اولة بعه الكتاب تروير وتلميع صورة الصر افة األمريكيرة ‪ ،‬بلنهرا تنشرر ال قرا ق‬
‫بكل موضوعية ‪ ،‬ود تقع ت ت أي تلثير وتوجيه سياسي ‪ ،‬دشرك أنره د يجهرل الترلثير ادقتصرادي‬
‫على الص افة بوصفها تجارة أكثر من كونها خدمة لمجتمع(*) ‪.‬‬

‫وبالعودة إىل حترير اخلرب الصحفي جند أن اخلرب هو الشكل‬

‫التحريري الوحيد الذي يضبط ويقدم يف قالب األسلوب اإلعالمي ‪،‬‬

‫الذي يتسم باستخدام اجلمل والفقرات القصرية ‪ ،‬ويبتعد عن األلفاظ الصعبة ‪،‬‬

‫وينسب األخبار إىل مصادرها ‪ ،‬كما أن هذا األسلوب يتميز بالبساطة ‪.‬‬
‫ويراعى عند كتابة األخبار بهذا األسلوب أد تزيد كلمات الفقررة الخبريرة الوا ردة عرن ‪65‬‬
‫كلمة ‪ ،‬ألن الفقرات والجمل الطويلة تبعا على الملل ‪ ،‬وعلى الص في أن ي رص دا ما على ذكر‬
‫الشخصية التي يدور عليها الخبر في مطلعه ‪.‬‬
‫ولل ديا على طرق ت رير الخبر الصر في نجرد عرددا مرن القوالرب الفنيرة التري يكترب بهرا‬
‫الخبررر الصر في علررى مختلررف أن واعرره وأشرركاله ‪ ،‬وسرروف نتنرراول هنررا القوالررب األكثررر انتشررارا فرري‬
‫الص افة األمريكية وهي على الن و التالي ‪:‬‬
‫القوالب الفنية لتحرير الخبر الصحفي ‪:‬‬
‫‪ -1‬قالب الهرم المقلوب ‪:‬‬

‫‪ - 1‬إبراهيم عبدو ‪ ،‬تاريخ الص افة األمريكية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 57‬‬
‫* ‪ -‬ي رراول إبررراهيم عبرردو أن ي كررد فرري كتابرره ترراريخ الص ر افة األمريكيررة علررى أن الخبررر الص ر في فرري الص ر افة‬
‫األمريكية يمتاز عن غيره بلنه موضوعي وأنه عبارة عن تقرير دقيق ومصنف ومتوازن عن ال دا ‪.‬‬
‫لمزيد من ادط راجع إبراهيم عبدو ‪ ،‬تاريخ الص افة األمريكية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 57‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫للهرم المقلوب صرفة وا ردة هامرة جردا ‪ ،‬ينب ري تطبيقهرا فري كرل أشركال الكتابرة الصر فية‪،‬‬
‫هررذه الصررفة تتمثررل فرري أن تكررون أول فقرررة بال ررة القررول لكررل الموضرروعات الصر فية ‪ ،‬ثررم‬
‫الفقرة األولى فيها أيضا جيدة ‪ ،‬وفي الهرم المقلوب تلخص الفقرة األولى كل شيء ‪ ،‬بينمرا‬
‫في األشكال األخرى تكتفي الفقرة األولى بتقديم الشخوص أو بالتركيز الشرديد علرى بعره‬
‫التفاصيل ال ريبة ‪ ،‬وينب ي كتابة الفقرة األولى دا ما بنعومة وثقة ليشرعر القرارئ أن هنراك‬
‫كاتبررا م ترفررا ‪ ،‬وأفضررل الفقرررات األولررى هرري الترري تجعررل القررارئ ي ررس وكلنرره يرررى‪،‬‬
‫وبالتفاصيل السليمة وبالتطورات يمكن الوصول إلى الهرم المقلوب(‪. )1‬‬
‫ويشير فاروق أبو زيد بلنه على الص في الذي يستخدم هذا األسلوب ‪ ،‬أن يراعي الشروط‬
‫اآلتية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن تكررون فقرررات الخبررر قصرريرة ‪ ،‬سررواء كانررت ذلررك المترردر فرري المقدمررة أو تفاصرريل الخبررر‪،‬‬
‫ويفضل أن يكون جم الفقرة الوا دة ثمانية أسطر ‪ ،‬ذلك ألنه من النا يرة الفسريولوجية يسراعد‬
‫عين القارئ أن تستريح عند نهاية كل فقرة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬دبد أن يكون لكل فقرة موضو م دد أو واقعة م ددة ف يجب أن يخلرط الصر في برين أكثرر‬
‫من موضو أو أكثر من واقعة في فقرة وا دة ‪ ،‬ألن ذلك من شلنه أن ي دا غموضا في ذهن‬
‫القارئ ‪ ،‬وي ول دون وضوح موضو كل فقرة ‪.‬‬
‫‪ -‬ال رص على ربط الخبر ببعضه ‪ ،‬ب يا يصبح للخبر سياق وا د ‪ ،‬وي دي تسلسل أفكاره من‬
‫فقرة إلى الفقرة التي تليه(‪. )2‬‬
‫وفي تقديرنا أن هذه الشروط والتجربة العمليرة لربعه الصر فيين ‪ ،‬أثبترت أن هرذا‬
‫القالب أنسب القوالب الفنية لكتابة األخبار القا مة على سرد األ رداا والمعلومرات ‪ ،‬األمرر‬
‫الذي دفع ولبر شرام للقول ‪ " :‬إن هذا القالب ينفع ل‪،‬خبار المركبة واألخبار البسيطة " ‪.‬‬
‫ويشررير م مررد الرردروبي إلررى " أن قاعرردة الهرررم المقلرروب تركررز علررى أخررذ ال قررا ق‬
‫األكثر أهمية فالمهم فاألقل أهمية بالنسبة ل قا ق الخاصة بالخبر ‪ ،‬وتلتي هذه األخيرة في‬

‫‪ - 1‬ليونادر راي تيل ‪ ،‬رون تيلور ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 111-128‬‬


‫‪ - 2‬فاروق أبو زيد ‪ ،‬فن الخبر الص في ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 411‬‬
‫‪82‬‬
‫قمة الهرم وبذلك تلتي ال قا ق على شكل هرمي مقلوب "(‪. )1‬‬
‫وبذلك فان الدروبي ي كد على أن الهرم المقلوب يطالب الصر في بتصرنيف دقيرق‬
‫لل قا ق ‪ ،‬من يا أهميتها ‪ ،‬ومرن ثرم إيرادهرا فري الرنص األخبراري وفرق تسلسرل أهميتهرا‬
‫وصود لل قا ق الثانوية ‪.‬‬
‫‪ -1‬قالب الجوهرة ‪:‬‬
‫ارتفعررت بهرررذا القالرررب الفنررري صررر يفة وول سررتريت جورنرررال إلرررى مسرررتوى الشررركل الفنررري‬
‫والص في ‪ ،‬وأساسا فان هذا الشكل يتميز بالمقدمة الروا ية ‪ ،‬ثرم يتبرع هرذا عرادة كايرة أو‬
‫بعرره الررر ى التجسرريدية الترري ت ر دي إلررى لررب الموضررو ‪ ،‬أو تلررك الفقرررة الترري يررتم فيهررا‬
‫التكشف ‪ ،‬ثم تتلوهرا الفقررة ذات الددلرة ‪ ،‬والتري تنسرب نقطرة الموضرو إلرى النظرام الرذي‬
‫تمضي عليه األشياء في الدنيا ‪ ،‬وهاتان الفقرتان ت ديان إلى الهرم المقلروب القرديم ‪ ،‬يرا‬
‫يتم فيه ب ا ومناقشة المصادر والخلفيات وثيقة الصلة بالموضرو ‪ ،‬ولكرن بشركل تنرازلي‬
‫مرن يررا ترتيررب األهميررة ‪ ،‬وبالتلكيررد هنرراك تنرو فرري هررذه التركيبررة ‪ ،‬فل يانررا يتبررع الفقرررة‬
‫الجوهرية مزيد من المواد التي تصلح كايات مثل إدخال فقرة الدددت(‪. )2‬‬
‫‪ -4‬قاعدة األخوات الخمسة ‪: "5WS " :‬‬
‫تعررد مررن أشررهر قواعررد كتابررة الخبررر الص ر في ‪ ،‬وتعررود تسررميتها بررـ ( فررايف دبليرروزا ) إلررى‬
‫الص افة ادنجلو‪-‬أمريكية ‪ ،‬التي قامت بتسمية هذه القاعدة في العمل الص في فري مختلرف‬
‫أن اء العالم ‪.‬‬
‫وقررد جرراءت هررذه التسررمية مررن تبلررور وترسرريخ المبرردأ القا ررل ‪ ،‬بررلن الخبررر الصر في دبررد أن‬
‫يجيرررب علرررى خمسرررة أسررر لة كلهرررا تبررردأ ب ررررف ( ‪ ) W‬وهرررذه هررري ‪ :‬مرررن ‪ who‬مررراذا ‪what‬‬

‫أين ‪ where‬ومتى ‪ when‬ولماذا ‪. why‬‬


‫ويرى البا ا جوربتشن " أن تبلور هذا المبدأ قا م على نتا ر الب وا رول كيفيرة ت قيرق‬
‫أكبر قدر ممكن من التلثير على القارئ(‪. )3‬‬
‫أما البا ا والص في دوشان س فكوفيشن يعيد نشوء هذا المبدأ إلى الشاعر كنبلر‬
‫‪ ،‬الذي كتب في إ دى قصا ده معتبرا بلنه تعلم كل ما يعلمه ‪ ،‬بفضل ب ثه المتواصل على‬

‫‪ - 1‬م مد الدروبي ‪ ،‬الص افة والص في المعاصر مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 216‬‬
‫‪ - 2‬ليونادر راي تيل ‪ ،‬رون تيلور ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 115-112‬‬
‫‪ - 3‬أديب خضور ‪ ،‬الخبر الص في ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 18‬‬
‫‪81‬‬
‫اإلجابة عن ستة أس لة ‪ ،‬رول ردا أو ظراهرة وهري مراذا ‪ ،‬لمراذا ‪ ،‬مترى ‪ ،‬كيرف ‪ ،‬مرن ‪،‬‬
‫أين(‪. )1‬‬
‫غير أن مبدأ ‪ 5W`S‬يسجل اليوم للص افة ادنجلو أمريكية ‪ ،‬فانه يعود وفق معظم‬
‫الدراسررات التاريخيررة للصر افة إلررى ايرردرين لرري شررومان ‪ ،‬الررذي أصرردر أول كترراب جررامعي‬
‫متخصررص لطلبررة الصرر افة فرري الوديررات المت رردة األمريكيررة فرري عررام ‪ 2982‬بعنرروان "‬
‫الص في العلمي " وقد أكد شومان " بلن الممارسات الص فية في أمريكا ت كد على إيرراد‬
‫ال قيقة األساسية في الخبر في جملته األولى ‪ .‬وفي سنة ‪ 2814‬في كتاب خر دد شومان‬
‫موضو األس لة التي على الخبر أن يجيب عنهرا برـ ‪ ،‬مرن ‪ ،‬مراذا ‪ ،‬كيرف ‪ ،‬مترى ‪ ،‬لمراذا ‪،‬‬
‫وفق هذا المبدأ بـ ( ‪. )2() 5WS‬‬
‫ومن األهمية بمكان اإلشارة إلى أن الخبر يتطلب اإلجابة على األخوات الخمسة ‪ ،‬غير أن‬
‫قسما كبيرا من علماء الصر افة يطرالبون بضررورة اإلجابرة عرن سر ال خرر لردى صرياغة‬
‫الخبر ‪ ،‬وهو كيف ( ‪ ) HOW‬ويسمون علمراء الصر افة هرذا المبردأ برـ (‪ )5WS H‬غيرر أن‬
‫فريقا ثالثا يرون بلن اإلجابة عن مسللة ( لماذا ) يمكنها أن تعره عن اإلجابة عن مسللة‬
‫ك يررف ‪ ،‬والعكررس كررذلك ص ر يح ‪ ،‬بينمررا يطالررب خررر الخبررر باإلجابررة عررن سرربعة أس ر لة أي‬
‫األس لة الست السابقة إضافة إلى اإلجابة عن مسللة مصدر الخبر ‪.‬‬
‫وي كد إبراهيم إمام على أن هذا المبدأ ي دي وظيفتين في تشكيل الخبر ‪:‬‬
‫أولهما ‪ :‬إرضاء اجات القارئ للمعرفة الكاملة الجوانب ول ال ديا أو الظاهرة ‪.‬‬
‫ثانيهما ‪ :‬تعره الدقة في ت طية أهم ال قا ق ول ال دا أو الظاهرة(‪. )3‬‬
‫والس ر ال الررذي يطرررح نفسرره أمامنررا اآلن ‪ ،‬هررل هنرراك مررن معنررى أو أهميررة لكيفيررة تسلسررل‬
‫اإلجابات عن هذه األس لة ؟‬
‫في رأينا قد ساد ادعتقاد لفترة طويلة نسبيا بلن اإلجابة عن األس لة الخمسة ‪ ،‬ب يا تكون‬
‫مشمولة في الفقرة األولى من الخبر ‪ ،‬وهي ما أشار إليه األسرتاذ شرومان ‪ ،‬ولكرن فري عرام‬
‫‪ 2852‬كشفت ص يفة نيويورك تايمز األمريكية عن معلومة تفيد بلنره " لرم يعرد وربمرا لرم‬

‫‪ - 1‬م مد الدروبي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 212‬‬


‫‪ - 2‬بير البير ‪ ،‬الص افة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 224‬‬
‫‪ - 3‬إبراهيم إمام ‪ ،‬دراسات في الفن الص في ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 252‬‬
‫‪84‬‬
‫يكررن فرري أي وقررت ضرررورة لإلجابررة عررن األس ر لة الخمسررة التقليديررة للخبررر فرري الجملررة أو‬
‫الجملتين األوا ل منه "(‪. )1‬‬
‫وهذا يعد اجتهادا جديدا يعطي للص في فرصة الت رر مرن الرنهر التقليردي لكتابرة الخبرر ‪.‬‬
‫ولكن قسم كبير من الم ررين وعلماء الص افة يصرون على ضرورة بدء الخبر باإلجابة‬
‫عن أس لته الخمسة أولها من ‪ ،‬تم التوسع في اإلجابة على األس لة اِألخرى ‪.‬‬
‫وهذا يدل على " أن مسللة التسلسل األفضل لإلجابة عن األسر لة المطرو رة لردى صرياغة‬
‫الخبر ما تزال موضع خ ف بين التقديرات واأل كام "(‪. )2‬‬
‫غيررر أن الرردروبي يشررير إلررى أن هنرراك افتراضررا بكثرررة اعتمرراده فرري المراجررع والرردوا ر‬
‫الص فية ال ربية ترتيب األبجدية ‪ ،‬اعتمادا على طبيعة الخبر وعناصره ‪.‬‬
‫وهذا يدل على أنه مرن الصرعوبة بمكران الوصرول إلرى قاعردة ثابترة ‪ ،‬ترنظم وت كرم تسلسرل‬
‫اإلجابررة علررى األس ر لة الترري يقرروم عليهررا الخبررر ‪ ،‬وتبقررى مسررللة التسلسررل موضررع تقررديرات‬
‫الص في مثل كل شيء ‪ ،‬وانسجاما مع متطلبات القاعدة التالية للخبر ‪.‬‬
‫‪ -2‬قاعدة اإلبريق ‪:‬‬
‫وهررو العمررود ال فقررري للهرررم المقلرروب ‪ ،‬يررا ي يررل المررادة المقلوبررة إلررى الروا يررة أو للتررابع‬
‫الزمنري ‪ ،‬وبررذلك يعطرري لموضررو شركل زجاجررة ‪ ،‬وفرري هررذا الشركل تتررولى المقدمررة شرررح‬
‫دددت وتعقيدات الموضو ‪ ،‬وتتروالى بعرد ذلرك التطرورات بالشركل القصصري المعرروف‬
‫من البداية و تى النهاية(‪. )1‬‬
‫وبهررذا وجرردت قاع ر دة اإلبريررق علررى المرردى الطويررل مكانهررا فرري الكتابررة الص ر فية ‪ ،‬برررغم‬
‫م دودية استخدامها ‪ ،‬قد أطلرق عليهرا ليورنراد راى تيرل هرذا ادسرم علرى األسرلوب ‪ ،‬وهرو‬
‫أفضل ما يستخدم مرع األ رداا غيرر العاديرة ‪ ،‬يرا يلرزم وجرود تفاصريل عديردة ‪ ،‬وشركل‬
‫اإلبريق الزجاجي يسهم في سهولة ت ويل المرواد المتكتلرة إلرى أ رداا صر يرة سرهلة ‪ ،‬قرد‬
‫تكون سهلة للكاتب وليست كذلك للقارئ ‪.‬‬
‫‪ -5‬قاعدة لب الخبر ‪:‬‬
‫وتنص هذه القاعدة على أن يتم إبراز ال قيقة األهم " لب الخبر " والتي يدور ولها الخبر‬
‫في جملته األولى " إن هذه القاعدة د تقتضي ضمن اإلجابة عن األس لة جميعها في الفقرة‬
‫ا ألولى ‪ ،‬فاإلجابة القسرية عرن األسر لة الخمسرة فري الجملرة األولرى للخبرر ربمرا مثلرت فري‬

‫‪ - 1‬بير البير ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 224‬‬


‫‪ - 2‬انظر كتاب اليد ‪ ،‬الصادر عن المنظمة العالمية للص افة ال رة ‪ ،‬واشنطن ‪ ،‬ص‪. 22‬‬
‫‪82‬‬
‫كثيررر مررن ال ررادت عامررل اقتصرراد ال قيقررة األساسررية ‪ ،‬بعرره مررن جاذبيتهررا وقوتهررا وربمررا‬
‫جعلت أيضا الجملة األولى طويلة وغير مفهومة بوضوح(‪. )2‬‬
‫ومما سبق يعنى أن هذه القاعدة تتطلب إبراز أهم ال قا ق في الخبر في الجملة األولى بكل‬
‫وضوح ‪ ،‬وت ديدها تى ولو تطلب ذلك تلجيل اإلجابة عن باقي األس لة ‪.‬‬
‫ألن المطلرروب مررن الخبررر أساسررا اسررتقطاب اهتمررام القررراء إلررى قيقررة معينررة وم ررددة دون‬
‫غيرهررا ‪ ،‬أو أكثررر مررن غيرهررا ‪ ،‬وهررذا د يررتم إد مررن خ ر ل إبرازهررا بوضرروح فرري الجملررة‬
‫األولى ‪ ،‬من الخبر و دها دون ضرورة اإلجابة عن األس لة الخمسة الباقية في هذه الجملة‬
‫إد بقدر ما يخدم بروز ووضوح ال قيقة األهم " أي لب الخبر " ‪.‬‬
‫‪ -7‬قاعدة بيضة اإلوزة ‪:‬‬
‫تقوم هذه القاعدة على قاعدة ص فية في كتابة األخبار تقول " عندما يشتد برك الشرك اكترب‬
‫في دوا ر " ‪.‬‬
‫وبالف عل يندر التنب باتجاهات كتاب األساليب أما من لرديهم خبررة مسربقة فبوسرعهم أن يبردأ‬
‫في الموضو من أي مكان ‪ ،‬وينتهي وقد قدمه تقديما مشوقا جذابا "(‪. )3‬‬
‫ول قتراب أكثر من الثقة المطلوبرة فران أفضرل الموضروعات تلرك التري تصرنع فري دوا رر‪،‬‬
‫ون ن نعني بكلمة دوا ر الموضو الرذي يبردأ بمقدمرة منطقيرة معينرة ‪ ،‬ترم يعرود إليهرا مررة‬
‫أخرى في النهاية ‪ .‬وبيضة اإلوزة أ د األشكال القديمة في كاية أي قصة ‪ ،‬فالمشرهد يبردأ‬
‫تم تتابع األ داا إلى أن يرتم شررح الم رزى األخ قري للمقدمرة ‪ ،‬فقرد أشررنا أنره فري الهررم‬
‫المقلوب يمكن ذف الفقرات األخيرة من النهاية ‪ ،‬ويمكن تقديرا لقراءة الموضرو بلكملره‬
‫‪ ،‬وبوسع كتراب األسراليب معرفرة الترلثير الردرامي للنهايرات الجيردة ‪ .‬وفري مجرال الصر افة‬
‫خاصررة ‪ ،‬فرران هررذه ال كايررة يجررب أن ت ترروي نقرراط هامررة وتفاصرريل لهررا قيمتهررا‪ ،‬وشررروح‬
‫وخلفيات ‪ ،‬وكل ال قا ق التي تجعل منها خبرا ‪.‬‬
‫‪ -6‬الرواية المباشرة ‪:‬‬
‫تعتمد عل ى تقديم الموضو من البداية المنطقيرة ‪ ،‬و ترى النهايرة المنطقيرة دمكران لهرا فري‬
‫الص افة وأخذ األساليب وراء ذلرك إن القرراء يضرطرون لقرراءة كرل مرا كتبتره منرذ البدايرة‬
‫و تى النهاية ليقفوا على ما تت دا عنه ‪ ،‬فالقراء عادة د يقررءون الصر ف كمرا يقررءون‬

‫‪ - 1‬ليورناد راى تيل ‪ ،‬جولة في قاعة الت رير ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 111‬‬
‫‪ - 2‬م مد الدروبي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 216‬‬
‫‪ - 3‬د‪ .‬نور دفع هللا ‪ ،‬الكتابة الص فية تطورات في األسس والمفراهيم ‪ ،‬مجلرة الب روا اإلع ميرة ‪ ،‬القراهرة ‪ ،‬العردد‬
‫‪ ، 75‬السنة ‪ ، 21‬أبريل ‪ ، 2899‬ص ‪. 18‬‬
‫‪85‬‬
‫ترى نهايتره‬ ‫الكتب ‪ ،‬فلو توافرت لك السيطرة كم رر على القراء فيمكنهم تتبع الموضو‬
‫‪ ،‬تى لو ابتعدت عرن ال ردا الر يسري مرن أجرل مشركلة جانبيرة ‪ ،‬وهري الفقررة القويرة فري‬
‫الموضررو ‪ ،‬والترري تلخررص الموضررو كلرره ‪ ،‬أو لررب الموضررو ‪ ،‬ومررع ذلررك فلررن يقرررءوا‬
‫الموضو كله ‪ ،‬تى نهايته بمجرد أن يكتشفوا عن أي شيء يت دا الموضو (‪. )1‬‬
‫ومع ذلك فاألسلوب الروا ي له مكانة ‪ ،‬ود ينفك الص فيون يدافعون عن فا دته العظمى ‪،‬‬
‫وهررذا األسررلوب الروا رري يصررلح تمامررا مررع القصررص الفرعيررة ‪ ،‬وهرري القصررص القصرريرة‬
‫المرتطبة بقصة وا دة كبيرة ‪ ،‬فاذا كان القارئ يعرف جيردا مرا يردور ولره ‪ ،‬فانره ي ترا‬
‫لمعرفة بعه التفاصيل الزمنية أو التاريخية ‪ ،‬واألسلوب الروا ي دا ما أسلوب يقترب من‬
‫ال ادثة بشكل مهزوز وينصح أساتذة الص افة أد يستخدم الشكل الروا ي ما لم تكن تعنري‬
‫جيدا ما تسعى إليه ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬سياسة التحرير في الصحافة األمريكية ‪:‬‬


‫إن المسا ل المتصلة بقواعد ومقومات نشر الخبر والتي سبق اإلشارة إليهرا ‪ ،‬تقرف عراجزة‬
‫أمام سياسة الت رير ‪.‬‬
‫فقد ينطبق على خبر ما عدد من المواصفات التي تجعله قاب للنشر إد أنه د ينشر بسربب‬
‫سياسة الت رير في الم سسة الص افية ‪ ،‬والتي ترى أن نشره يتعاره مع السياسرة التري تنتهجهرا‬
‫الم سسة ‪.‬‬
‫وفي م اولة ولو ضع تعريف لسياسة الت رير فاننا نسروق التعريرف الترالي " بلنهرا الوجهرة‬
‫التي تختار وسيلة اإلع م اتباعها فري إجابتهرا علرى سر الين برال ي األهميرة ‪ ..‬مراذا ينشرر ؟ وكيرف‬
‫تنشر ؟ "(‪. )2‬‬
‫ومعنى ذلرك أن سياسرة الت ريرر هري تلرك القريم والمبرادئ التري مرن خ لهرا تقروم الصر يفة‬
‫بالدور الذي اختارتره لنفسرها ‪ ،‬بمرا يبرين الموضروعات والقضرايا التري تعالجهرا وأسرلوب معالجتهرا‪،‬‬
‫فهي بمثابة القيم اإلجرا ية التي تستند إليها الص يفة في عملها(‪. )3‬‬
‫وبالتالي فهي األساس الذي يكسب الخبر قابلية للنشر ‪ ،‬ذلك أن اختيار األخبرار وصرياغتها‬
‫معتمدا اعتمادا كبيرا على لون واتجاه السياسة الت ريرية التي ترت كم فري اختيرار الخبرر وسرط هرذا‬

‫‪ - 1‬م مود أدهم ‪ ،‬دراسات في فن الت رير اإلخباري ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الثقافة ‪ ، 2897 ،‬ط‪ ، 2‬ص‪. 81‬‬
‫‪ - 2‬سامي عزيز ‪ ،‬الص افة مس ولية وسلطة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار التعاون للطباعة والنشر ‪ ،‬ط‪ ، 2892 ، 2‬ص‪. 47‬‬
‫‪ - 3‬خليل صابات ‪ ،‬الص افة رسالة وفن وعلم مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 65‬‬
‫‪87‬‬
‫الخضم من األخبار ‪ ،‬وهي التي تهمل بعه مقومات الخبر عرن عمرد أو تقردم إ رداها علرى خرر ‪،‬‬
‫طالما أن نشره ي قق هدفا مرن أهرداف سياسرة الت ريرر ‪ ،‬فقرد يكرون الخبرر هامرا إد أن إبررازه فري‬
‫الص يفة ليس كافيا ‪ ،‬وقد ي دا العكس ‪ ،‬فاألمر مرده إلى سياسة الت رير في الص يفة ‪ ،‬فقد نجد‬
‫خبرا معينا ي تل صدر ص يفة ما ‪ ،‬ولكننا نجده في الصف ات الداخلية ‪ ،‬أو ربما غير منشرور فري‬
‫ص يفة أخرى ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنرا أن الصر يفة تعتمرد علرى رراس البوابرات الرذين يتولرون تنفيرذ سياسرة‬
‫ق وتتابع األ داا الم لية والعالمية في سررعة مذهلرة يجعرل فري كثيرر مرن‬ ‫الت رير ‪ ،‬ذلك أن ت‬
‫األ يان أن يكون للص يفة فيه زاخر وكمية كبيرة من األخبار الهامرة ‪ ،‬وتصربح مهمرة ادختيرار‬
‫صعبة ‪.‬‬
‫ماذا ينشر من األخبار والمسا ة الم ددة ؟ عادة مرا يكرون هنراك شرخص أو أكثرر يسرمونه‬
‫ارس البوابة يعمل في داخل الص يفة أو خارجها ‪ ،‬هرو الرذي يقروم بعمليرة ادختيرار وادختصرار‬
‫وال ذف واإلضافة في بعه األ يران ‪ ،‬ونهجهرا فري الت ريرر وتنراول القضرايا والموضروعات مرن‬
‫يا الصياغة والعره ‪.‬‬
‫" وتعتبر العمليات التي يقوم بها ارس البوابة في رد ذاتهرا رأيرا بردء باختيرار الخبرر مرن‬
‫بين األخ بار األخرى ‪ ،‬وانتهراء بطريقرة صرياغته وعرضره تكرون هنراك بعره الضروابط السياسرية‬
‫وادقتصادية والثقافية وادجتماعية غير المنظرورة تضرع بصرماتها علرى عمليرة النشرر مرن عدمره ‪،‬‬
‫وفرري كيفيررة النشررر ‪ ،‬ودرجررة اإلبررراز وكيفيررة العررره وتررت كم كررذلك فرري قالررب الصررياغة الل ويررة‬
‫والن وية(‪. )1‬‬
‫ويمارس راس البوابات عملهم وفقا لنظرية معروفة هي نظرية المعلومات التي تقول ‪" :‬‬
‫إن ادتصال هو مجرد سلسلة تتصل لقاتها ضمن ال قا ق األساسية ‪ ،‬إن هناك في كل لقرة علرى‬
‫طول السلسلة فردا يتمتع بال ق في أن يقرر ما إذا كانت المعلومات ( الرسالة ) التي تلقاها سينقلها‬
‫أو لررن ينقلهررا إلررى ال لقررة الثانيررة بررنفس الشرركل الترري جرراءت برره ‪ ،‬أم سرريدخل عليهررا بعرره الت يرررات‬
‫والتعدي ت "(‪. )2‬‬
‫و راس البوابة بهرذا المعنرى تعطري السريطرة لل رارس علرى مكران اسرتراتيجي فري سلسرلة‬
‫ادتصال ب يا يصربح ل رارس البوابرة سرلطة اتخراذ القررار فيمرا سريمر مرن خر ل بوابتره ‪ ،‬وكيرف‬

‫‪ - 1‬جيهان رشتي ‪ ،‬األسس العلمية لنظريات اإلع م ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 114‬‬
‫‪ - 2‬البرت ل‪ .‬هستر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 68‬‬
‫‪86‬‬
‫سيمر ؟ وما هو قدر المعلومات المسموح بمرورها عبر البوابرة ‪ ،‬برذلك فران رارس البوابرة يتمترع‬
‫ب ق فتح البوابة وغلقها أمام أي رسالة أو خبر ومن قه إجراء تعدي ت عليها ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الموضوعية في العمل اإلخباري ‪:‬‬


‫تعنرري الموضرروعية علميررا وبشرركل عررام وعرري الموضررو ب ررد ذاترره ‪ ،‬أي أن هنرراك البا ررا‬
‫وهناك الموضو الذي يجري ب ثه ‪ ،‬وعلى البا ا أن يعرف معرفة كاملة قا ق الموضرو وأن‬
‫يراعي تلك ال قا ق ف يعمد إلى تشويهها بدافع ما ‪ ،‬أو هدف ما ‪.‬‬
‫فالتعامل مع األخبار رهن بالصفة العامة لإلع م الرذي يعمرل فري إطراره الم ررر ‪ ،‬ون رن‬
‫نت دا عن ص افة تدعي أنها رة رية مطلقة ‪.‬‬
‫والموضرروعية كمررا يررراه سررامي ذبيرران " األخررذ بالواقعررة الترري توفرهررا األ ررداا ومهررم دفررع‬
‫الم رر ت ت تلثير توجيه إع مي ‪ ،‬أو ت ت تلثير ال رية الص افية المطلقرة ‪ ،‬فانره يردعو دلترزام‬
‫صي ة مشتركة د هي بالتوجيه ود التلثير في المعلومرات وعليهرا ود هري بال ريرة المطلقرة األخرذ‬
‫بها "(‪. )1‬‬
‫ويرى م مود أدهم بلن الموضوعية " هي نقل الوقا ع واأل داا كما هي "(‪. )2‬‬
‫وهررذا يعنرري البعررد عررن الميررل والهرروى فرري انتفرراء وعررره وكتابررة القصررص اإلخباريررة‪،‬‬
‫وإعطاء قاعدة أن الخبر ملك للقارئ ‪ ،‬بينما الرأي ملك لصا به ( الخبر مقدس والتعليق ر ) ‪.‬‬
‫بيد أن الموضروعية د تعنري فقرط نزاهرة الصر في و يراده عرن تقرديم الخبرر ‪ ،‬وإنمرا تعنري‬
‫كذلك كل الوقا ع المتصلة بها ‪ ،‬وذلك أن زيادة صيلة الملتقرى مرن هرذه الوقرا ع يزيرد مرن معرفتره‬
‫ويساعده على تكوين اآلراء السليمة تجاه األ داا ‪.‬‬
‫وهنررا نشررير إلررى أن الموضرروعية تررر تبط بررالم رر أكثررر منهررا بررالخبر ‪ ،‬وإن كانررت ترررتبط‬
‫بالعمررل اإلخبرراري أود ألن المخبررر الصرر في هررو مفترراح المعلومررات عررن ال رردا ‪ ،‬وهررو جررامع‬
‫المعلومررات ‪ ،‬لكررن دبررد مررن مراعرراة الموضرروعية فرري جمررع معلوماترره ‪ ،‬تلررك وعليرره يقررع عرربء‬
‫الموضوعية وإليه يرجع قرار نشر خبر ما أو عدمه ‪ ،‬ويعود هذا إلى وعيره والتزامره بموضروعية‬
‫العمل الص في ‪.‬‬
‫ود يمكن للم رر األخذ بالواقعة في المطلق ‪ ،‬أي أخذها كما هي مهما كانت النتا ر ‪ ،‬فهذا‬
‫يعتبر موضوعية مطلقة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬سامي ذبيان ‪ ،‬الص افة اليومية واإلع م ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 142‬‬
‫‪ - 2‬م مود أدهم ‪ ،‬مقدمة في الت رير اإلخباري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 64‬‬
‫‪89‬‬
‫" وبدأت الموضوعية تترسخ كاتجاه إع مي منذ القرن الثامن عشر ‪ ،‬إذ شراهد هرذا القررن‬
‫تركيررزا كبيرررا علررى ال ريررة ا لدينيررة ‪ ،‬وال قرروق السياسررية ‪ ،‬وتطررور ادتجرراه العق نرري ن ررو التفكيررر‬
‫العلمي ‪ ،‬وفي القرن التاسع عشرر تردعمت الجوانرب الفلسرفية للموضروعية بعوامرل اقتصرادية ‪ ،‬فقرد‬
‫كانت الموضوعية أمرا جوهريا بعد إنشاء وكرادت األنبراء العالميرة وغيرهرا مرن الجهرود التعاونيرة‬
‫في جميع األخبار ‪.‬‬
‫أ ما في القرن العشرين ومع تزايد دور وكرادت األنبراء ‪ ،‬واتسرا مجرال نشراطها ‪ ،‬وتزايرد‬
‫دة المنافسة والتسابق بجذب القارئ ‪ ،‬تزايد التمسك بالموضوعية كقيمة إخبارية مهنية(‪. )1‬‬
‫وقد دعا مايكل شود سن إلى الموضوعية المثالية ‪ ،‬والتي رأى " أنها وجهت تفكير ونشاط‬
‫الص فيين األ مريكيين بدءا في الث ثينات ‪ ،‬وانبثقت هذه المثاليرة مرن التوجره ن رو اد ترراف الرذي‬
‫دعا إليه عدد من المتخصصين في دوا ر وكليات الص افة ‪ ،‬وبممارستهم الموضروعية مرن توجيره‬
‫التسررا دت الداخليررة افترضررت أسرررة األخبررار بسررذاجة أن علرريهم تكررريس اهتمررام ض ر يل ل خ قيررة‬
‫الص فية(‪. )2‬‬
‫وقد بردأ ر سراء الت ريرر الصر فيين يتسراءلون إذا مرا غطينرا األخبرار بموضروعية ‪ ،‬فمراذا‬
‫علينا أن نقلق بشلن موضوعات هي وراء القصص اإلخبارية نفسها ؟ ‪.‬‬
‫فالسرررخرية والتجررررد المسررررف اللرررذان غالبرررا مرررا يصررروران فررري األداء األدبررري والسرررينما ي‬
‫للص افة األمريكية يتفقان مع توجهات كثيرين داخل الص افة ‪ ،‬األمر الذي أدى إلرى تنراقص عردد‬
‫الص ف اليوميرة مرن ‪ 1119‬فري عرام ‪ 2815‬إلرى ‪ 2628‬عرام ‪ 2825‬والنمرو فري مجر ت األخبرار‬
‫الوطنية وشبكات البا ودوا ر الص افة فري الجامعرات ‪ ،‬نرتر عنره فري المفهروم الشرعبي الواسرع أن‬
‫أصب ت الم سسات اإلخبارية الكبيررة تملري المعلومرات التري يتلقاهرا القرارئ بطريقرة م رايرة لتلرك‬
‫التي كانت في الماضي ‪.‬‬
‫ويرى روبرت شمول أن الموضوعية لم تعد هدفا للص افة األمريكية بعرد عرام ‪ 2826‬أي‬
‫بعد ظهور لجنة هنشتر للص افة(‪. )1‬‬
‫وفرري تقررديرنا أن الموضرروعية فرري ررد ذاتهررا يمكررن اعتبارهررا وهررم صررعب المنررال ‪ ،‬لررذلك‬
‫فاألجدى أن ي وز الم رر على قدر كبير من المصداقية في التعامل مع األ داا ‪ ،‬ويطرح سرامي‬
‫ذبيان عدة نقاط ول موضرو الموضروعية انط قرا مرن األهميرة الكبررى لهرذا المفهروم فري العمرل‬
‫الص في ‪ ،‬ويطرح النقاط من خ ل ث ا أس لة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد الكريم العجمي ‪ ،‬أخطاء المصداقية ووهم الموضوعية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬
‫‪ - 2‬روبرت شمول ‪ ،‬مس وليات الص افة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 22‬‬
‫‪88‬‬
‫ما هو الخبر الذي يجب نشره ؟‬
‫ما هي الصي ة التي يجب أن ينشر بها الخبر ؟‬
‫أين يجب أن ينشر الخبر ؟‬
‫وعندما يجيرب الم ررر علرى هرذه التسرا دت ‪ ،‬فكلنره قرد وضرع أمرام مفتررق الطررق الرذي‬
‫ي دد مدى تمتع الخبر الذي يكتبه بمقدار من الموضوعية(‪. )2‬‬
‫إن مسللة الموضوعية رهن ب تميات نسبية عامة ‪ ،‬وخاصة بمعنى أن نسبية ال تميات هنا‬
‫وهي الدوافع والمشجعات لنشر الخبر ‪ ،‬والتي تخضع بدورها لكل المعطيات السياسية وادقتصادية‬
‫وادجتماعية للم سسة وللمجتمع الذي توجد فيه ‪ ،‬ويمكن هنا أن نقدم مقومات للموضروعية ترتكرز‬
‫على الجوانب التالية ‪:‬‬
‫‪ -2‬التقرير اإلخباري هو نقل لل قا ق ‪.‬‬
‫‪ -1‬د ت يز في إرسال األخبار إذ أضيفت التعليقات عليها ‪.‬‬
‫‪ -4‬األخبار م ايدة في الجوانب السياسية والخ فات بين الدول ‪.‬‬
‫‪ -2‬نقل التصري ات واأل اديا دون أدنى إج اف آلراء المت دا ‪.‬‬
‫ويمكن إرجا دوافع الموضوعية في الص افة ال ربية بصفة عامة واألمريكية خاصة إلى‬
‫الدافع ادقتصادي ‪ ،‬فما هو مصير موضوعية تكمن وراء هذا الدافع ؟!! ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬عناوين األخبار في الصحافة األمريكية ‪:‬‬


‫مدخل ‪:‬‬
‫تعلررق الص ر افة أهميررة كبرررى علررى العنرروان ‪ ، DATE LINE‬والعنرروان هررو فرري المهنررة‬
‫الص افية روح الخبر ‪ ،‬معلوماته األكيدة ‪ ،‬جديد الخبر وخصوصية الخبر ‪ ،‬فهناك مرن القرراء مرن‬
‫د يقرأ الخبر عادة ‪ ،‬وهم كثرة بل يقرءون العنوان فقط ‪.‬‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 52‬‬


‫‪ - 2‬سامي ذبيان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 121‬‬
‫‪211‬‬
‫ومن هنا تلتي أهمية العنوان ‪ ،‬برلن يعتنري الصر افي جيردا بره ترى ينقرل الخبرر باختصرار‬
‫وفي كلمات م ددة إلى القارئ ‪.‬‬
‫وتتفاوت أهمية األخبار سب العناوين التي تعطي لها ‪ ،‬ومن المتعرارف عليره أن العنروان‬
‫هو صناعة الم رر تعبر عن خصوصية كفاءته المهنية ‪.‬‬
‫فالعنوان هو النقطة المركزية في الخبر ‪ ،‬ما أن يجري ت ديردها ترى تسرهل كتابرة القصرة‬
‫الخبرية ‪.‬‬
‫ويعمل الكثير من الم ررين على أن يكون العنوان ملي ا باإلي اءات ‪ ،‬يو ي بالمعلومات‪،‬‬
‫يشير ولو بسرعة إلى وقا ع و وادا ‪ ،‬يتناول أشخاصا وقطاعات سياسية ‪.‬‬
‫فالعنوان هو أول ما تقع عليه عين القارئ ‪ ،‬ويهتم البا ثون كثيرا بالعناوين خاصة جمها‬
‫ولون ال بر المستخدم فيها كوسيلة لفهم شخصية الص يفة ومنهجيتها في معالجة القضايا‪.‬‬
‫كما أن العنوان يضع القرارئ موضرع ادختبرار لقرراءة خبرر دون خرر يرا يعتبرر عنروان‬
‫الخبر الص في ‪ ،‬أ د أعمدة البناء الهيكلي للص يفة ومظهرها الفني ‪ ،‬ومن ثرم فران إعرداد العنروان‬
‫يتطلب إدراك التناسب بين طول سطر العنروان ‪ ،‬وتوزيرع الموضرو ‪ ،‬و جرم ال رروف ‪ ،‬والخبرر‬
‫المخصص له هذا من النا ية اإلخراجية ‪.‬‬
‫ويشير سامي ذبيران إلرى أن العنروان " هرو وعراء الكلمرات ‪ ،‬ليرتمكن مرن نقرل أكبرر كميرات‬
‫ممكنة من المعلومات "(‪. )1‬‬
‫وكلمررة وعرراء هنررا تعنرري فرري الواقررع مجموعررة كلمررات تشرركل عنوانررا ‪ ،‬لررذا يفضررل القررول إن‬
‫العنوان كلمة أو كلمات ملي ة معبرة ما أمكن عن موضو من المواضيع وخبر األخبار ‪.‬‬
‫غير أن السيد أ مد مصطفى يعرف العنوان على أنه " تلك الكلمرة أو الجملرة التري تناسرب‬
‫مع طول المادة الت ريرية وترفع فوقها ‪ ،‬غالبا ما تكون متصلة بها أو بمضمونها العام قوية الددلة‬
‫عليها ‪ ،‬مختصرة لها أو مبرزة لربعه جوانرب األهميرة ‪ ،‬فيهرا ممثلرة و ردة ت ريريرة قا مرة برذاتها‬
‫ذات نسير ل وي قوي ومتماسك ومركز وواضح "(‪. )2‬‬
‫ويبدو من التعريف السابق أن العنروان هرو النقطرة الم وريرة للخبرر ‪ ،‬وبهرا يمكرن أن تردفع‬
‫بالقارئ إلى متابعة الخبر أو تدفع به إلى الب ا عن عنوان خر أكثر جذبا له ‪.‬‬

‫‪ - 1‬سامي ذبيان ‪ ،‬الص افة اليومية واإلع م ‪ ،‬الموضو التقنية التنفيدية ‪ ،‬دار المسيرة بيروت ‪ ، 2869 ،‬ط‪، 2‬‬
‫ص ‪. 117‬‬
‫‪ 2‬السيد أ مد مصطفى ‪ ،‬م اضرات في الص افة المتخصصة ‪ ،‬منشورات جامعة قاريونس ‪ ،‬بن ازي ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2885‬ص ‪. 48‬‬
‫‪212‬‬
‫وبالتركيز على تعريف السيد مصطفى للعنوان ‪ ،‬نرى أن الم ررر مطالرب بشركل كبيرر أن‬
‫يقدم للقارئ أبرز جزء في الخبر في أقل قدر من الكلمرات المعبررة ‪ ،‬والتري توصري بتلرك األهميرة‪،‬‬
‫شرط أن تكون ددلتها على هذه الجز ية كبيرة وبشكل ملفت دنتباه ‪.‬‬
‫إن الس ال الذي يطرح نفسه أمامنا هنرا ‪ :‬مرا األهميرة الكبررى للعنروان كلسراس فري النسرير‬
‫الص في ؟ وهل لهذه األهمية تلثير على عملية ت رير الخبر بشكل خاص ؟ ‪.‬‬
‫يقدم ل نا ادجار ديل إجابة قد تكون أكثر وضو ا على األهمية الكبررى للعنروان فري العمليرة‬
‫الص فية ‪ ،‬يا يرى أن العنوان نصف الخبر وأ يانا الخبر كلره ‪ ،‬هرذا فري مجرال ت ريرر الخبرر‪،‬‬
‫أما في مجال إخراجه ‪ ،‬فان العنوان هو الطريق إلرى المرادة الصر فية ‪ ،‬والعنراوين ليسرت بمسرتوى‬
‫وا د من ا ألهمية ‪ ،‬فالموضو والصف ة هما اللذان ي رددان الشركل والثروب العرام للعنروان وكيفيرة‬
‫إخراجه(‪. )1‬‬
‫لقد قصد ادرجار من ذلك أن مسللة إخرا العنوان تتعلرق براللون وال جرم واأل ررف التري‬
‫تكتب بها ‪ ،‬وكرذلك المسرا ة التري يلخرذها علرى الصرف ة ‪ ،‬والعمرود ‪ ،‬وتجردر اإلشرارة هنرا إلرى أن‬
‫ال عناوين الر يسية ل دا العدد أو الموضو الر يسي " تكرون أقرل وأصر ر كلمرا اتجهنرا إلرى أسرفل‬
‫الصرف ة األولرى ‪ ،‬تررى تكرون أ يانررا فري عمررود أو جرزء مرن عمررود ‪ ،‬أمرا فرري الصرف ات الداخليررة‬
‫فت كمها قاعدة أخرى على أنها صف ات متخصصة "(‪. )2‬‬
‫وفي تقديرنا أن هذه القاعدة تقوم على أساس أن الموضو والمسا ة و جم العنوان ي دده‬
‫جم المادة المراد نشرها ‪ ،‬وتكون في ال الب أكثر وفرة في العناوين ‪ ،‬فهي ت مرل عنوانرا ر يسريا‬
‫باإلضافة إلى عناوين جانبية ‪ ،‬وت مل تعليقات ص يرة فري شركل عنروان قصرير ‪ ،‬يكرون مصر وبا‬
‫بالصورة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أدجار ديل ‪ ،‬كيف تقرأ الجريدة ‪ ،‬وكيف تعمل بها ؟ ترجمة سن سلومة ‪ ،‬ادجار موصلى ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬العربي‬
‫للنشر والتوزيع ‪ ، 2891 ،‬ص ‪. 56‬‬
‫‪ - 2‬إبراهيم امام ‪ ،‬دراسات في الفن الص في ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 248‬‬
‫‪211‬‬
‫ويمكن أن نجمل أهمية العنوان في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -2‬العنوان واجهة للخبر تجذب القارئ وتش ذ همته للمتابعة ‪.‬‬
‫‪ -1‬العنوان يساعد المتلقي على اإل اطة علما بلهم دددت الخبر ‪.‬‬
‫‪ -4‬العنوان يضع القارئ موضع ادختيار عند القراءة ل‪،‬خبار دون غيرها ‪.‬‬
‫‪ -2‬العنوان يختصر الخبر ويبرز أهم ما فيه وي دي وظيفة إع مية ‪.‬‬
‫‪ -5‬العنوان يعكس شخصية الوسيلة اإلع مية وطابعها الخراص وأسرلوبها فري إعرداد العنراوين‬
‫وت ريرها ‪.‬‬
‫‪ -7‬العنوان يعبر عن ال قيقة البارزة في الخبر أو الواقعة األكثر أهمية في ال دا ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬وظيفة العناوين ‪:‬‬


‫يطلق على العنوان " واجهة العره الزجاجي " الخاصة بالص يفة ‪ ،‬فهي في الواقع تقوم‬
‫بوظيفة أكبر من ذلك ‪ ،‬إذ أنها أيضا مصدر كبير للمعلومات ‪ ،‬وذلك ألن القليل من الناس هم الذين‬
‫لديهم الوقت والرغبة في قراءة كل شيء في الص يفة ‪.‬‬
‫فالقارئ عندما يطلع على العنوان ‪ ،‬فانه يعررف بسررعة أهرم األخبرار ‪ ،‬أمرا ادخرت ف فري‬
‫األ جام وأساليب العناوين ‪ ،‬واختيار مكان نشر القصص اإلخبارية ‪ ،‬سرواء علرى الصرف ة األولرى‬
‫أو على صف ة أخرى ‪ ،‬فان له وظيفة ددلية ‪.‬‬
‫وهذا في تقديرنا ينقل إلى القارئ األهمية النسبية للخبر ‪ .‬والعناوين الضرخمة تشرير بصرفة‬
‫عامة إلى قصص إخبارية جادة ‪ ،‬واستخدام ال روف الما لة وال يل الطباعية مثل " األطر " تشير‬
‫بصفة عامة إلى أن القصة الخبرية طبعت أساسا من أجل قيمتها الترفيهية ‪ ،‬وليس ألهميتها‪.‬‬
‫ويجمل البا ثون وظا ف العناوين في التالي ‪:‬‬
‫‪ -2‬جذب انتباه القارئ ‪ ،‬وإغراءه باقتناء الص يفة ‪ ،‬وتوصريل المفراهيم والمضرامين التري ت ررص‬
‫عليها الص يفة من خ ل نشرها إلى القارئ دون عناء ‪.‬‬
‫‪ -1‬يلخررص القصررة الخبريررة ويسرراعد القررارئ علررى معرفررة م تويررات الصررف ة مررن خ ر ل تصرروير‬
‫القصة الخبرية ‪.‬‬
‫‪ -4‬ينتقل القارئ إلى الص يفة يا يعمل المخر على شد القارئ إلى قراءة أكبر عدد ممكن من‬
‫العناوين في جميع الصف ات بشكل سريع د يكلفه عناء من خ ل تناسب التكوين اإلخراجي ‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫‪ -2‬تكوين شخصية مستقلة ومميزة للص يفة دون غيرها ‪ ،‬ألن عناوين الصف ة األولى تشرد نظرر‬
‫القارئ وذهنه فكلما كانت أنيقة وبلي ة كلما جذبت إليها نظر القارئ(‪. )1‬‬
‫ومما سبق يتضح لنا أن وظيفة العناوين تعكس لنا فوا د عدة ‪ ،‬فالعناوين تخلق تنافسا فيمرا‬
‫بينها من أجل إغراء القارئ ‪ ،‬فالقصة اإلخبارية الجيدة قد يتجاهلها الكثيرون إذا فشرل عنوانهرا فري‬
‫اجتررذاب اهتمررام القررراء ‪ ،‬يررا أن التنررافس بررين العنرراوين يعطرري شخصررية واسررتقرار ذلررك‪ ،‬ألن‬
‫ادستخدام المتواصل ألساليب معينة في العناوين يضرفي علرى الصر يفة شخصرية مللوفرة‪ ،‬تسراعد‬
‫على تروير الص ف ‪ ،‬وخاصة تلك التي تبا أساسا في أكشاك بيع الص ف أو على األرصفة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬صياغة العنوان الصحفي ‪:‬‬


‫ويقدم لنا سامي ذبيان شروطا يجب ادلتزام بهرا عنرد كتابرة العنراوين ‪ ،‬فالعنراوين يجرب أن‬
‫تستمد المعلومات القريبة من مقدمة الخبر ‪ ،‬وأن يتم اختيار كلماته الر يسية ‪ ،‬ب يا ت م المسا ة‬
‫المخصصة له ‪ ،‬والعادة تجري أن ادسم يتبعه فعل ‪ ،‬ويوضع ادثنان في السطر األول إذا كان ذلك‬
‫ممكنا ‪ ،‬ويجب في هذه ال الة إدراك الروح ال البة على القصة الخبرية ‪ ،‬ويجرب اسرتخدام الكلمرات‬
‫القصيرة البسيطة ‪ ،‬ومن الضروري أن توضع األفعال التري يتضرمنها العنروان الرزمن المضرار ‪،‬‬
‫ود ينب ي استخدام أسماء األشخاص في العناوين ‪ ،‬إد إذا كانوا من الشخصيات البرارزة ‪ ،‬وينب ري‬
‫أن يكون العنوان واض ا وم ددا بعيدا عن ال موه ‪ ،‬وأن يكون على قدر المسا ة المخصصة له‬
‫‪ ،‬بمعنى أنه د ينب ي أن يزيد طود أو قصرا عن تلك المسا ة(‪. )2‬‬
‫ويش ير عمر السنوسي إلى أن عناوين األخبار يشترط " أن د تكون طويلرة ‪ ،‬برل يجرب أن‬
‫تكون جملة ت دي إلى معنى في ال الب ‪ ،‬وأن يلتي الهدف مباشرة دون إطالة ‪ ،‬فمرن أسررار نجراح‬
‫الخبر عنوانه "(‪. )3‬‬
‫كمررا يشررترط فرري العنرراوين تنوعهررا فرري جررم ونوعيررة الكتابررة بهررا ‪ ،‬واسررتخدامات األلرروان‪،‬‬
‫واشتقاقاتها المتعددة التري تفرضرها مجموعرة ظرروف فنيرة ومهنيرة ‪ ،‬كقيمرة الخبرر أساسرا ‪ ،‬ومكران‬
‫وزمان نشره ‪ ،‬والصف ة التي تنشرر فيهرا ‪ ،‬وهرل الخبرر جديرد أم ينشرر ألول مررة ‪ ،‬أو جراء الخبرر‬
‫كرد فعل لمجموعة أخبار نشرت في اليوم السابق ‪.‬‬
‫وفي تقديرنا أن شروط العنوان يجب أن تشمل التالي ‪:‬‬

‫‪ 1‬ألبرت ل‪ .‬هستر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 272‬وما بعدها ‪.‬‬


‫‪ - 2‬سامي ذبيان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 117‬‬
‫‪ - 3‬عمر السنوسي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 244‬‬
‫‪212‬‬
‫أ‪ -‬ت قيق معادلة الكلمات والمعلومات ‪ ،‬أي اقل كلمات ممكنة مع أكثر كمية ممكنة من المعلومات‬
‫يا يجد الم رر نفسه با ثا عن كلمة أو كلمترين أو أكثرر يسرتطيع أن ينقرل بهمرا مرا لديره مرن‬
‫معلومات ‪.‬‬
‫ب‪ -‬د يستطيع الص في أن ينقل معلوماته كلها ‪ ،‬لرذا فالشررط الثراني هرو أن تكرون الكلمرات معبررة‬
‫أي أن تكون الكلمات إي ا ية أي تو ي بالمعلومات التي هي من صلب الخبر ‪.‬‬
‫‪ -‬تكون الكلمات التي تشكل العنوان على صلة بهذا الم يط الص في وتعبر عنه ومستمدة منه ‪.‬‬
‫د‪ -‬أن تكون كلمات العنوان واض ة تو ي بموقف معين ‪ ،‬أو با تمادت م رددة ‪ ،‬أي أن د يرلتي‬
‫‪ ،‬أو أن يكون غريبا عن األ داا والواقع السياسي ‪.‬‬ ‫ضبابيا أو العكس سط يا ض‬
‫ه‪ -‬على الص في أن ينتقي كلمات العنوان ‪ ،‬فهو مضطر لإلي اء بالمعلومات بلقل عدد ممكن مرن‬
‫الكلمات ‪ ،‬كذلك فانه فنيا مضطر ألن تكون الكلمات موزعة إلرى أسرطر ‪ ،‬ب يرا د يكرون كرل‬
‫سطر مرتبطا باألخر ‪ ،‬إذا أمكن ‪ ،‬ثم أن يكون بين هذه األسطر سطر أساسي هو المعول عليه‬
‫في الص افة ‪.‬‬
‫و‪ -‬يراعى في العنوان توافر شرط التناسق والتوزيع برين األسرطر ب يرا يرلتي هرذا السرطر برارزا‬
‫وذلك لإلبراز ‪.‬‬
‫ز‪ -‬من شروط العنوان تقنيا أن يضع الم رر فري سرابه المسرا ة المعطراة للعنروان ‪ ،‬فهنراك أفقيرا‬
‫بالسررنتيمتر ‪ ،‬أمررا عموديررا فهنرراك عرردد م رردد مررن األعمرردة ‪ ،‬تتررراوح بررين عمررود عررادي اتسررا‬
‫(*)‬
‫وبين عمودين أو ث ثة إلى ثمانية أعمدة ‪ .‬كل هذه القياسات وغيرها ت خذ في سراب‬ ‫الكور‬
‫الم رررر ‪ ،‬لكرري يعرررف كيررف يجررب أن يضررع عنوانرره ؟ ولكرري ي رردد الكلمررات الترري يجررب أن‬
‫يسررتعملها ‪ ،‬ثررم تلررك الكلمررات المو يررة أنهررا معادلررة صررعبة بررين الكلمررات والمعرراني والقياسررات‬
‫والمعلومات ‪.‬‬
‫ح‪ -‬العنوان يتوز بين داخل الص يفة وخارجهرا ‪ ،‬برين صرف اتها الداخليرة والصرف ة األولرى‪ ،‬أو‬
‫ال ف ‪ ،‬وفي الصف ة األولى يشترط العنوان أقل قدر من الكلمات يبدأ بكلمرة وينتهري بلربعرة‬
‫أو خمس كلمات مهما كان العنوان ‪.‬‬
‫وممررا سرربق يتضررح لنررا أن العنرراوين يجررب أن توضررع لهررا مبررادئ واضرر ة وم ررددة عنررد‬
‫صياغتها ‪ ،‬وقد اول الكثير من المهتمرين باألخبرار والدراسرات الصر افية وضرع مبرادئ لصرياغة‬
‫األخبار ‪ ،‬وتنوعت هذه المبادئ تنوعا كبيرا ‪ ،‬يرجرع ذلرك إلرى المنطلرق األيرديولوجي الرذي ينطلرق‬
‫منه كل منهم ‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫فعلى الرغم من أن مبادئ صياغة العناوين متعارف عليها في العمل الص في عموما ‪ ،‬إد‬
‫أن هناك اتجاهات ديثة في صياغة العنوان ‪ ،‬والتري اتخرذت مرن العنروان يرزا لريس للتعبيرر عرن‬
‫واقع ال ردا أو الخبرر ‪ ،‬إنمرا للتعبيرر عرن رأي الصر يفة فري ال ردا ‪ ،‬ومرن األخطراء الشرا عة فري‬
‫كتاب ة العناوين مسللة كتابة عنوان ول فقرة ذفت من الخبر ‪ ،‬أو دوا تطورات في الخبر دون‬
‫إعادة صياغة العنوان بالصورة التي تواكب هذا التطور ‪.‬‬
‫" ونجررد أن القاعرردة الص ر فية تعررالر العنرراوين الكبيرررة علررى أسرراس األخبررار الطويلررة ذات‬
‫التفاصيل المتشعبة ‪ ،‬إد أن هذه القاعدة د يصلح تطبيقها في كل ال ادت "(‪. )1‬‬
‫فهناك أخبار صر يرة ال جرم ‪ ،‬إد أن أهميتهرا وقيمتهرا اإلخباريرة تفرره إبرازهرا كعنروان‬
‫ر يسي ‪ ،‬وفي بعه أنوا الص ف الشعبية تصاك العناوين على أساس اهتمامات القراء ‪ ،‬د على‬
‫أساس قيمة الخبر وسعة انتشاره ‪.‬‬
‫وفري كرل األ روال فرران الصر يفة تتعامرل مررع العنراوين علرى أسرراس دورهرا وتلثيرهرا علررى‬
‫المتلقي للمتابعة ‪ ،‬ولذلك " فان صياغة العناوين تتطلب سا دقيقا بلهمية الخبر مع القدرة على بناء‬
‫الجمل المركزة التي تبتعد عن ال موه واإلبهام "(‪. )1‬‬
‫ولضرررورة الموازنررة بررين الخبررر والعنرروان ‪ ،‬فرران الصر يفة تهررتم كثيرررا بصررياغة العنرراوين‬
‫اإلخبارية ‪ ،‬وت ديد أ جامها ‪ ،‬وقد يتدخل مس ول الت رير في بعه األ يان إلبداء وجهات نظره‬
‫‪ ،‬تررى تررلتي العنرراوين فرري انسررجام ‪ ،‬يتفررق مررع الوسرريلة ‪ ،‬ويخرردم وظيفتهررا اإلع ميررة ‪ ،‬وتوجهاتهررا‬
‫اإلع مية‪.‬‬
‫فقد تصل توجيهات ر يس الت ريرر إلرى ت ديرد جرم البرنط للعنروان ‪ ،‬وثقرل ال برر فري كرل‬
‫العنرراوين الترري ت تويهررا الصررف ة إل ررداا الموازنررة المطلوبررة بررين أهميررة األخبررار والمواصررفات‬
‫المطلوبة للتصميم واإلخرا ‪.‬‬
‫ويمكن أن نجمل عدد من المبرادئ التري يجرب علرى الصر في أن يضرعها فري اعتبراره عنرد‬
‫صياغة العنوان ‪:‬‬
‫‪ -2‬أن يدور ول الم ور األساسي للخبر ‪.‬‬
‫‪ -1‬أن يعبر كل سطر فيه عن نفسه ‪ ،‬وأد ي مل أكثر من معنى ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون دقيقا ومعبرا عن قيقة الخبر في أقل قدر من الكلمات ‪ ،‬مع تجنرب اسرتخدام الكلمرات‬
‫الشاملة والمصطل ات ال امضة ‪.‬‬

‫* ‪ -‬الكور = ‪ 2.5‬سم ‪.‬‬


‫‪ - 1‬عبد اللطيف مزة ‪ ،‬المدخل في فن الت رير الص في ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪72‬‬
‫‪217‬‬
‫‪ -2‬عدم تكرار الكلمات واأللفاظ في العنوان الوا د ‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم القفز إلى النتا ر غير الم كدة في الخبر ووضعها في العنوان ‪.‬‬
‫‪ -7‬عدم وضع األسماء المجهولة في العنوان ‪ ،‬إد إذا ارتبطت بل داا كبيرة ‪.‬‬
‫‪ -6‬إلضفاء عنصر ال الية أو اآلنية ‪ ،‬يفضل استخدام الفعل المضار في كتابة العنوان ‪.‬‬
‫‪ -9‬يجوز استخدام جمل وكلمات الخبر في العنوان ‪.‬‬
‫‪ -8‬أن تتناسب ألفاظ العنوان مع مضمون الخبرر ‪ ،‬فر يصرح أن يكرون ألفراظ العنروان رنانرة لخبرر‬
‫يتناول ادا اغتيال ‪.‬‬
‫جملة العنوان جملة اسمية ‪.‬‬ ‫‪-21‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أشكال وأنواع العناوين ‪:‬‬


‫تتعدد أنوا العناوين وأشكالها ألنروا مختلفرة ‪ ،‬وي كرم هرذه األشركال عردة قواعرد صر فية‬
‫يختار منها الص في ما يناسب منها الخرط بلنواعره ‪ ،‬ومنهرا مرا يرتم تجميعره يردويا أو ليرا أو مر يرا‬
‫بل جام مختلفة ‪ ،‬وأشكال أ رف العناوين تتفاوت تبعا لتفاوت األهمية التي ت ملها المادة اإلع مية‬
‫المنشورة ‪ ،‬كمرا إن عردد كلمرات العنروان تشرير إلرى مضرمونه ‪ ،‬ويقصرد الصر في بهرذا التنرو فري‬
‫أشكال العناوين إلى " استمالة القارئ للددلة في نفس الوقت عن الخبر "(‪. )2‬‬
‫وسرروف نقرردم نمرروذجين مررن أشرركال العنرراوين ‪ :‬األول يتعلررق بلشرركال العنرراوين مررن النا يررة‬
‫الت ريرية والثاني يتعلق بالعناوين وأشكالها من النا ية اإلخراجية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬وليم ميري ‪ ،‬األخبار ‪ ،‬األنجلو المصرية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2879 ،‬ص ‪. 89‬‬


‫‪ - 2‬وليم مري ‪ ،‬األخبار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 88‬‬
‫‪216‬‬
‫‪ -2‬أشكال العناوين من الناحية اإلخراجية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الشكل المفرد ‪:‬‬
‫وهو شكل قصير سمي بالمفرد ‪ ،‬ألنه يتكون من سطر وا د ‪ ،‬يمتد على اتسا عمود‪ ،‬أو‬
‫أكثررر وقررد يش ر ل ادتسررا كلرره ‪ ،‬أو يتوسررط طرفيرره ‪ ،‬ويسررتعمل عررادة فرري العنرراوين غيررر‬
‫الر يسية للص يفة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الشكل الهرمي ‪:‬‬
‫سمي بالهرمي ألنره يشركل صرورة هررم قمتره إلرى أعلرى ‪ ،‬أو صرورة هررم مقلروب ‪ ،‬وهرو‬
‫مكتوب من سطرين أو ث ثة يضيق كل منهرا عرن سرابقه ‪ ،‬ب يرا يصرير أقررب إلرى شركل‬
‫الهرم في التكوين اإلخراجي ‪ ،‬ويسرتعمل عرادة فري الصرف ات الداخليرة ‪ ،‬ونرادرا مرا يكرون‬
‫على الصف ة األولى ‪.‬‬
‫‪ -‬الشكل المعلق ‪:‬‬
‫وهو شكل يعتمد بالدرجة األولى على األجزاء الدقيقة من المسافات ‪ ،‬ورغم هذه الخاصرية‬
‫تشترك فيها أكثر العناوين ‪ ،‬لكن نصيبه مرن هرذه الخاصرية أكثرر ‪ ،‬وهرو يترللف مرن سرطر‬
‫كامل يتلوه سطران أو أكثر متساوية األطوال ‪ ،‬وإن كانت أقل اتساعا مرن السرطر األول ‪،‬‬
‫ترى د يكراد‬ ‫وقد تز ز ت بردايتها ‪ ،‬ب يرا تبردو كجسرم وا رد معلرق فري السرطر األول‪،‬‬
‫ينفصل عنه ‪.‬‬
‫د‪ -‬الشكل المتدر ‪:‬‬
‫يكون الشكل العام للعنروان ي مرل التكروين التردريجي ‪ ،‬وت لرب عليره صرفة نظرام المناسريب‬
‫الهندسية ‪ ،‬ويتللف من أكثر من شريطة تتساوى في أطوالها من جهة ‪ ،‬وتتز زح بدايات‬
‫كل منها عن سابقه ‪ ،‬ب يا تشكل تكوينا إخراجيا ‪ ،‬يعطي شكل المدر المرنظم المتسراوي‬
‫والمتناسب في أجزا ه ‪ ،‬وهرذه العنراوين ت ترا إلرى عنايرة ومهرارة إخراجيرة فرا قتين ترى‬
‫ت دي بالشكل الذي د يشوبها(‪. )1‬‬
‫وفي أشكال العناوين هنالك مجموعة العناوين الثابتة التي ت كمها الظروف الص فية ‪.‬‬
‫وهذه العناوين الثابتة د تت يرر فري كرل عردد بدايرة مرن اسرم الصر يفة الرذي يسرمى صر فيا‬
‫(الترويسررة) ‪ ، Flag‬أي رأس الصر يفة إلررى العنرروان اد تيرراطي الررذي يلخررذ الشرركل الثابررت‬
‫للعنوان ‪ ،‬إلى جانب بعه العناوين في األبواب الثابتة والزاوية ‪.‬‬
‫‪ -2‬أشكال العناوين من الناحية التحريرية ‪:‬‬

‫‪219‬‬
‫أ‪ -‬العنوان الخفي ‪:‬‬
‫وهو العنوان الذي يعبر عن المضمون الخفي للخبر ‪ ،‬وليس عرن م ترواه الظراهر ‪ ،‬وتلجرل‬
‫الص ف إلى مثل هذا ال نو من العناوين عنردما تريرد وضرع رأيهرا رول الخبرر ‪ ،‬دون أن‬
‫تتدخل في م تواه ووقا عه ‪.‬‬
‫ب‪ -‬العنوان الساخر ‪:‬‬
‫ويسررتخدم هررذا العنرروان بصررفة خاصررة مررع األخبررار ذات المضررمون ال ريررب أو المثيررر أو‬
‫الطريف ‪.‬‬
‫‪ -‬العنوان المقتبس ‪:‬‬
‫وهو أكثر العناوين رسوخا في ذهن المتلقي ‪ ،‬وعادة ما يبرز جملة أو تعبير ورد في ثنايرا‬
‫الخبررر أو التصررريح ‪ ،‬الررذي أدلررى برره المصرردر ‪ ،‬ويسررتخدم كررذلك مررع األخبررار الترري تعكررس‬
‫بعه تعبيرات القادة والزعماء ‪ ،‬مقتبسة من رسالة تعكس وجهة نظر م ددة لصا بها ‪.‬‬
‫د‪ -‬عنوان التسا ل ‪:‬‬
‫رردا ‪ ،‬أو إمكانيررة وقوعرره ‪ ،‬نتيجررة لتطررورات‬ ‫وهررو العنرروان الررذي يستفسررر عررن وقررو‬
‫األ داا واتجاهاتها ‪ ،‬ويلجل الم رر إلى هرذا العنروان عنردما يتعراره اتجاهرات األ رداا‬
‫ب يا يصعب ت ديد اتجاه معين لها ‪ ،‬ويستخدم بصفة خاصة مع األخبار التي تهتم بابراز‬
‫عامل التوقع ‪.‬‬
‫ه‪ -‬العنوان الناقص أو عنوان اإلشارة ‪:‬‬
‫وهو عنوان د يعني في د ذاته شي ا م ددا ‪ ،‬ود ي مل معنرى متكرام ولكنره يهردف إلرى‬
‫تهي ة األذهان إلى ما هو أهم ‪ ،‬لذلك يلتي مشتركا مع عناوين أخرى ‪ ،‬أو ملت ما مع الخبر‬
‫‪ ،‬أو مع عنوان خر يكمل معناه ويزيد من وضو ه ‪ ،‬وبالتالي فهو عنوان ناقص ود يردل‬
‫على معنى م دد من الخبر ‪ ،‬ولكن إذا الت م بالجملة التالية وضح معناه ‪.‬‬
‫و‪ -‬العنوان الوصفي ‪:‬‬
‫يهدف إلى معاونة القرارئ علرى تخيرل الواقعرة أو ال ردا ‪ ،‬برابراز أهرم صرفاته ‪ ،‬ويسرتخدم‬
‫بصفة خاصة فري الصر ف الشرعبية ‪ ،‬وعنرد اسرتخدام العنروان الوصرفي ينب ري ال رذر ألنره‬
‫مثلمررا يهرردف إلررى معاونررة القررارئ علررى تخيررل ال رردا وادسررتيعاب ‪ ،‬يعمررل أيضررا علررى‬
‫اإلضرار به وتضليله عندما د يكون الوصف موضوعيا ودقيقا ومبال ا فيه ‪.‬‬
‫ز‪ -‬العنوان ال امه ‪:‬‬

‫‪ - 1‬عبد اللطيف مزة ‪ ،‬المدخل في فن الت رير الص في مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 215-212‬‬
‫‪218‬‬
‫ينررادي أنصررار هررذا العنرروان بررلن ال مرروه يرردفع القررارئ إلررى متابعررة الخبررر لمعرفررة سرربب‬
‫ال موه فيه ‪ ،‬أو ليفهم مقاصد ال موه وأسبابه ‪ ،‬بينما األصل في الت رير هو الوضوح‬
‫وبلوك ال قيقة بلقصر الطرق ‪.‬‬
‫ح‪ -‬عنوان الكلمة الوا دة ‪:‬‬
‫إن استخدام هذا النو من العناوين نادر ‪ ،‬ألنه يتطلب الدقة تى يكون له انعكاس إع مي‬
‫وظ ل إخبارية واض ة تدل عليه ‪ ،‬ومن عيوبه أنه ي تمل أكثر مرن معنرى لكرل كلمرة مرن‬
‫الكلمات السابقة ‪.‬‬
‫ط‪ -‬العبارات ‪:‬‬
‫استخدمت هذه العناوين في الماضي بكثرة ‪ ،‬عندما لم تكن هذه المسا ل اإلخراجية متطورة‬
‫بالقدر الكافي ‪ ،‬والتي تبرز األخبار الهامرة ‪ ،‬فكانرت عبرارات مثرل ي بردون عنروان ‪ ،‬بردون‬
‫تعليق تدل على أهمية الخبر ‪ ،‬وتثير القارئ وتدفعه للقراءة ‪.‬‬
‫ي‪ -‬العنوان الجانبي أو الفرعي ‪:‬‬
‫يستخدم بكثرة في العمل الص في ‪ ،‬إذ يكون في بعه األ يران العنروان الر يسري د يكفري‬
‫للددلة على أهمية الخبر ‪ ،‬أو إبراز كل النقاط الر يسية ‪ ،‬والوقا ع المهمة ‪ ،‬التي تتضرمنه‪،‬‬
‫وهنررا يكررون للعنرروان الفرعرري أو الجررانبي وظيفررة هامررة خاصررة للقررارئ ال ررديا ‪ ،‬أد وهرري‬
‫تسهيل القراءة والتعرف على الم تويات األساسية للخبر ‪.‬‬
‫ومن هنا ظه رت أهمية العنوان الجرانبي والفرعري ‪ ،‬والتري تقردم فري كرل فرر منهرا قيقرة‬
‫خبرية جديدة ‪ ،‬تست ق اإلبراز ‪ ،‬وتشجع القارئ على متابعة أجزاء الخبر ‪.‬‬
‫وقد استخدمت العناوين الجانبية بكثرة فري الصر افة ال ديثرة ‪ ،‬ب رره الت لرب علرى الملرل‬
‫الذي يصيب القارئ ‪ ،‬ولفت نظره إلرى مكونرات القصرة الخبريرة ‪ ،‬ممرا يسرهل عليره عمليرة‬
‫القراءة وادنتقاء ‪ ،‬وعادة ما يظهر مجرد تكرار للعنوان الر يسري ‪ ،‬وإن كران مرن المقبرول‬
‫أن يكون موض ا وشار ا له في إطار السياق العام للقصة اإلخبارية ‪.‬‬
‫ومن جهة أخررى فالعنراوين الجانبيرة أو الفرعيرة ت ردثنا عرن نرو المعلومرات التري تتردر‬
‫ت تها النهر الذي اتبعه الص في في خطة الموضو ‪ ،‬الذي قام باعرداده ‪ ،‬كمرا أنهرا تسرهل‬
‫مهمة الكتابة والت رير من يا منع التكرار ‪ ،‬وتداخل المعلومرات ب صررها ودمجهرا فري‬
‫اتجاه وا د ‪.‬‬
‫ك‪ -‬العنوان الر يسي أو الممتد " المانشيت " ‪:‬‬

‫‪221‬‬
‫وهو إبراز العناوين وأهمها وأكثرها ددلة على الخبر الذي يتقدمه ‪ ،‬وهو الذي تتجه إليه‬
‫األذهان بسرعة ‪ ،‬ويمثل العنوان الر يسي في الص افة واجهة الصف ة اإلخبارية ‪ ،‬ولذلك‬
‫فان روفه أو خطوطه تكون أكبر وأكثر بروزا من بقية العناوين في الصف ة‪ ،‬وقد يكون‬
‫العنوان سطرا أو أكثر بنفس ال جم أو ب جم أص ر ‪ ،‬وذلك وفقا للمضمون اإلخباري‬
‫الذي يطر ه كل سطر في العنوان ‪.‬‬
‫ومن الضروري أن يتصل العنوان الر يسي علي الصف ة األولى بالخبر الر يسي وغالبا‬
‫ما يكون ملونا باأل مر أو األخضر أو األزرق ‪ ،‬وفي بعه األ يان يعبر عن سبق ص في أو‬
‫انفراد بنشر الخبر ‪ ،‬إد أن هناك بعه المدارس الص فية د تلجاء إلى استخدام العناوين الر يسية‬
‫في كل ال ادت ‪ ،‬دن ذلك يجعلها تنفرد عن غيرها من الص ف ‪ .‬لذلك د تلجاء هذه الص ف إلى‬
‫استخدام العنوان الممتد ‪ ،‬إد عند وقو أ داا هامة ‪ ،‬وتستخدم مثل هذه الص ف في األ وال‬
‫ظ في الص افة ال ديثة‬ ‫العادية العناوين الر يسة ‪ ،‬التي توزعها على جانبي الص يفة ‪ ،‬وت‬
‫ازدياد جم العناوين الممتدة بصورة ابتلعت الصف ة األولى بلكملها ‪ ،‬وفي بعه األ يان في‬
‫المناسبات تلجاء الص ف إلى ت طية الصف ة األولى بلكلها بالعناوين الممتدة وتكون في أغلب‬
‫األ وال منتقاة من خطاب هام وخطير يلقيه زعيم أو قا د ‪ ،‬تت ول الصف ة األولى العادية إلى‬
‫الصف ة الثالثة وهي ت مل كل معالم الصف ة األولى من عناوين و أخبار وصوره ودفتة‬
‫الص يفة والمعلومات األساسية التي توجد فيها ‪ .‬وترجع البداية ال قيقية للعناوين الي بدايات‬
‫الص افة الشعبية ‪ ،‬وقد تطورت فكرتها أثناء ال رب العالمية األولى ‪ ،‬وفترة الصراعات الدولية‬
‫وال رب الباردة ‪ ،‬وت ولت من عنصر جذب إلى يا ال دا األكثر أهمية على الصف ة األولى ‪،‬‬
‫ولكن من عيوب هذا النو من العناوين أنها تعود بصر القارئ على العناوين الكبيرة ‪ ،‬ف تشده‬
‫العناوين الص يرة ‪ ،‬ويرى البعه أنها تشوه‬
‫منظر الصف ة التي يمكن أن تست ل لنشر مزيد من المواد الص يفة(‪. )1‬‬

‫الفصل الرابع‬

‫‪ - 1‬لمزيد من ادط راجع ك من ‪:‬‬


‫‪ -i‬فاروق أبو زيد ‪ -‬فن الخبر الص في ‪ ،‬ط‪ ، 2‬القاهرة ‪ ،‬عالم الكتب ‪. 2896 ،‬‬
‫‪ -ii‬وليم ميري ‪ ،‬األخبار ‪ ،‬األنجلو المصرية ‪ ،‬القاهرة ‪. 2879 ،‬‬
‫‪ -iii‬أدجار ديل ‪ ،‬كيف تقرأ الجريدة ‪ ،‬وكيف تعمل بها ‪ ،‬ترجمة سن سلومة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬العربي للنشر والتوزيع‬
‫‪. 2891 ،‬‬
‫‪222‬‬
‫مؤشرات تؤثر على املعاجلة اإلخبارية يف الصحافة األمريكية‬

‫مدخل ‪:‬‬
‫إن أهمية الوقوف على ترلثير جملرة مرن الم شررات أو الم سسرات أمرر ضرروري ‪ ،‬دفعرت‬
‫إليه ال اجة إلى معرفة مدى ما تتمترع بره الصر افة األمريكيرة مرن اسرتق لية فري معالجرة أخبارهرا‪،‬‬
‫وت طيتها الص فية بشكل عرام ‪ .‬ونقصرد بالم شررات هنرا مرا تعطيره الم سسرات ال كوميرة أو غيرر‬
‫الرسمية من دد ل تشير إلى تلثيرها على الصر افة ‪ ،‬ونظررا إلرى تعردد هرذه الم سسرات واخرت ف‬
‫منطلقاتها ‪ ،‬فان هذا الجانب من الدراسة يركز على ث ا م شررات ‪ ،‬رأي البا را التوقرف عنردها‬
‫والتركيز عليها ‪ ،‬في مقدمتها ‪ ،‬أن عددا كبيرا من األب اا والدراسات اإلع مية الم ايردة ‪ ،‬سرواء‬
‫تلك التي في الوديرات المت ردة أو فري غيرهرا مرن دول العرالم ‪ ،‬ي كرد بشركل قراطع علرى ترلثير هرذه‬
‫الم سسات على الص افة والرأي العام األمريكي ‪ ،‬وأخطر هذه األسباب هي اعتراف أعضاء مرن‬
‫تلك الم سسات بمدى تلثيرهم على الص افة والرأي العام األمريكري ‪ ،‬لرذا فالضررورة الب ثيرة هري‬
‫التي جعلت من هذه الم شرات أمرا إلزاميا للب ا فيه ومن هذه الم شرات ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ -‬جماعات الضغط " اللوبي الصهيوني " ‪:‬‬


‫يتميز النظام السياسي األمريكي بسيطرة زبين على ال ياة البرلمانية واإلدارة التنفيذيرة "‬
‫ال كومررة " يررا ي ظررى ال ررزب الررديمقراطي باألغلبيرررة الشررعبية ‪ ،‬بينمررا يسرريطر علررى ال رررزب‬
‫الجمهرروري أص ر اب ر وس األمرروال الكبيرررة ‪ ،‬وينضررم إلررى صررفوفه أعضرراء الطبقررة المتوسررطة‬
‫األمريكية ‪.‬‬
‫" ونجررد أن أمريكررا مرررت بفترررتين أساسرريتين فرري النظررام السياسرري األمريكرري ‪ ،‬فترررة دولررة‬
‫الرفاهية ‪ ،‬والتي استمرت من ‪ 2825‬إلى ‪ ، 2861‬وفترة ت ول من سياسات الرفاهيرة إلرى سياسرة‬
‫العزلة ادقتصادية التي تستهدف أبعاد شررا ح اجتماعيرة عديردة مرن منرافع النمرو ادقتصرادي ‪ ،‬هرذا‬
‫وقررد شررهدت الفترترران اخت فررا واض ر ا فرري شرربكة الت ررالف السياسررية بررين عرردة شرررا ح اجتماعيررة‪،‬‬
‫وبالتررالي اكتسررب دور جماعررات الض ر ط السياسررية أشرركاد مختلفررة ‪ ،‬تبعررا لت يررر سياسررات النخررب‬
‫األمريكية ال اكمة "(‪. )1‬‬

‫‪ - 1‬نادية رميس ‪ ،‬كيفية النفاذ إلى النظام السياسي األمريكي ‪ ،‬الفكر ادستراتيجي العربي ‪ ،‬معهد اإلنماء العربي‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬العددان ‪ 29-26‬أكتوبر ‪ ، 2897‬ص ‪. 127‬‬
‫‪221‬‬
‫وتعتبررر جماعررات الض ر ط ظرراهرة مميررزة للنظررام السياسرري األمريكرري ‪ ،‬وهرري عبررارة عررن‬
‫جماعات تنظم ول بعه المصالح ادقتصادية المشتركة بين أعضا ها ‪ ،‬وتعررف تلرك الجماعرات‬
‫باسررم جماعررات المصررالح ادقتصررادية ‪ ،‬أو ررول بعرره األهررداف والقضررايا العامررة ‪ ،‬وتعرررف باسررم‬
‫جماعررات المصررالح العامررة ‪ ،‬كمررا يطلررق عليهررا أسررماء أخرررى مثررل جماعررات المررواطنين ‪Citizens‬‬

‫‪ ، groups‬أو جماعرررات القضرررايا ‪ ، Cause groups‬ويررررى لرررى أوبررررين " أن اللررروبي عبرررارة عرررن‬
‫مجموعة مصل ية خاصة تعمل ضمن النظام السياسي ‪ ،‬لكي ت ثر في وضع السياسات علرى وجره‬
‫يتفررق مررع أهرردافها ‪ ،‬ويمكررن لنشرراط " اللرروبي " أن يتخررذ أشرركاد مختلفررة مررن الترردخل السياسرري فرري‬
‫المناقشات مع زعماء الكون رس وسواهم من الزعماء ‪ ،‬وإعداد المختصرات والمذكرات والخطب‬
‫والت اليل التشريعية ‪ ،‬و تى وضع مشاريع قوانين من أجل اللجران والنرواب فري الكرون رس إقامرة‬
‫ع قات بالمعاونين التشريعيين الر يسيين وسواهم من الشخصيات الفاعلة "(‪. )1‬‬
‫ونشلت هذه الجماعات نتيجة للجمود النسبي للنظرام البرلمراني األمريكري ‪ ،‬فوجرود رزبين‬
‫كبيرين فقط قد رم كثيررين مرن الجماعرات التري تختلرف مرع وجهرة نظرر ال رزبين الر يسريين مرن‬
‫فرصررة تكرروين أ زابهررا السياسررية الخاصررة ‪ ،‬وبالتررالي تكونررت تلررك الجماعررات بفررره التررلثير علررى‬
‫سياسات ال زبين فيما يتفق مع مصال ها المباشرة ‪.‬‬
‫" وتنتظم جماعات المصالح ادقتصراد ية والمعروفرة باسرم جماعرات المنتجرين رول المهرن‬
‫والوظا ف ألعضا ها ‪ ،‬ومن أهم هذه الجماعات الرابطة القومية للمنتجرين ‪ ،‬والتري تمثرل أكثرر مرن‬
‫‪ ، 27.511‬م سسرة اقتصرادية وال رفرة التجاريرة للوديرات المت ردة والتري يبلرغ أعضرا ها ‪ 5‬مليرون‬
‫عضو ‪ ،‬ينتشرون فري ‪ 2111‬رابطرة ‪ 221‬ألرف م سسرة اقتصرادية م ليرة ‪ ،‬وتعرد هرذه ال رفرة مرن‬
‫أقوى المجموعات العمالية فري أمريكرا والعرالم ‪ ،‬يرا تمثرل ادرسرتقراطية العماليرة لتميزهرا داخرل‬
‫النظرررام اإلنتررراجي األمريكررري ‪ ،‬ومرررن أهمهرررا ادت ررراد األمريكررري للعمرررال والنمرررو ‪ ،‬ويشرررار إليررره‬
‫(‪ )AFL-C10‬ويمثل هذا ادت اد ‪ 22‬مليون عضو(‪ . )2‬ومن نا ية أخرى هنراك جماعرات المصرالح‬
‫التي يصعب تعريفها ‪ ،‬فهري د ترتكرز علرى مصرالح اقتصرادية مباشررة ‪ ،‬وإنمرا تتكرون للردفا عرن‬
‫قضررية وا رردة تشرركل اهتمامررا عامررا لقطاعررات اجتماعيررة معينررة ‪ ،‬ومررن اشررهرها الرابطررة القوميررة‬
‫للشعوب الملونة والتي تشمل ‪ 265‬ألف عضو ‪ ،‬وهي تعمرل إلزالرة التفرقرة العنصررية(‪ . )3‬ويشرير‬
‫سعيد الشرقاوي في دراسرته عرن األ رزاب وجماعرات الضر ط إلرى أن عردد جماعرات الضر ط فري‬

‫‪ - 1‬لرري أوبرررين ‪ ،‬المنظمررات اليهوديررة األمريكيررة ونشرراطاتها فرري دعررم إسرررا يل ‪ ،‬ترجمررة م مررود زايررد ‪ ،‬م سسررة‬
‫الدراسات الفلسطينية ‪ ،‬ط‪ ، 2897 ، 2‬ص ‪. 266‬‬
‫‪ - 2‬نادية رميس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 111‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 111‬‬
‫‪224‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬وتروز هرذه الجماعرات برين الجماعرات‬ ‫الوديات المت دة " ما برين ‪ 2511‬و ‪ 1111‬جماعرة "‬
‫ادقتصررادية مثررل ادت رراد القررومي لرجررال الصررناعة ‪ ،‬وجماعررات وطنيررة مثررل الرابطررة األمريكيررة‬
‫للم اربين القدماء ‪.‬‬
‫وجماعات مهنية مثل الرابطة األمريكية للم امين ‪ ،‬وجماعات دينية مثل الم تمر اليهودي‬
‫األمريكي ‪ ،‬وجماعات سياسية مثل ادت اد الديمقراطي ل‪،‬مريكيين ‪ ،‬ويرى سرعيد الشررقاوي " أن‬
‫هذه الجماعات بلغ تلثيرها على القرار السياسي لدرجة دت ببعه الكتاب إلى تسرميتها برالمجلس‬
‫الثالا ‪ ،‬تعبيرا عن هذه الجماعات تعبيرا مجازيرا ‪ ،‬مجلسرا ثالثرا مرن مجلرس الكرون رس األمريكري‬
‫والذي يتكون أص من مجلس النواب والشيوخ(‪. )2‬‬
‫ومررا يهمنررا فرري هررذا اإلطررار هررو دراسررة سررلوك جماعررات الض ر ط اليهوديررة ‪ ،‬يررا تشررير‬
‫جماعررات الضر ط فرري المجتمررع األمريكرري " بلنهررا مررن أنشررط الجماعررات سياسرريا واجتماعيررا ‪ ،‬علررى‬
‫الرغم من أن عدد اليهود الفعلري د يتجراوز فري عرام ‪ 2891‬سرتة م يرين ونسربة ‪ %1.9‬مرن جرم‬
‫السكان"(‪.)3‬‬
‫وأصوات الناخبين اليهود تمثل ‪ %2‬إد أن تلثير اليهود على الرأي العام األمريكي يتعردى‬
‫بكثيرر قيقرة نسربة أصرواتهم ادنتخابيرة ‪ ،‬يرا تسررتخدم هرذه الجماعرات تلثيرهرا برذكاء شرديد علررى‬
‫السياسة األمريكية ‪ ،‬وعلرى وسرا ل اإلعر م وأسراليب اإلرهراب الفكرري ‪ ،‬مرن أجرل فرره صرار‬
‫على الرأي العام األمريكي "(‪. )4‬‬
‫وهذا يعني أن تلثير هذه الشري ة في مجمل القضايا السياسية وادقتصادية يفوق ويتجراوز‬
‫ج مها ال قيقي ‪ ،‬ويرسم م شرا واض ا ل جم الض ط الذي يمكن أن تشركله علرى صرناعة القررار‬
‫في دولة تتصار فيها القوى والمصالح وادتجاهات ‪.‬‬
‫وممرا تقرردم فرران التركيرز سرريكون علررى أخطرر هررذه الجماعررات ‪ ،‬وهري اللرروبي اليهررودي فرري‬
‫الوديات المت دة ‪ ،‬ومن هنا دبد من اإلشارة أود إلى أشهر وأهم المنظمات اليهودية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬سعيد الشرقاوي ‪ ،‬األ زاب وجماعات الض ط ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2894 ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 61‬‬
‫‪ - 3‬فوزي أ مد ميتم ‪ ،‬الهجرة ادستيطانية اليهودية إلى فلسطين ‪ ،‬الثقافة العربية ‪ ،‬العدد ‪ ، 9‬السنة ‪، 27‬ص‪.56‬‬
‫‪ - 4‬عبد المنعم سعيد ‪ ،‬معركة واشنطن المواجهرة العربيرة اإلسررا يلية فري أمريكرا ‪ ،‬الموقرف العربري ‪-18 ،‬يونيرو ‪-‬‬
‫‪ 2894‬ص‪. 42‬‬
‫‪222‬‬
‫‪ -1‬أشهر المنظمات اليهودية في الواليات المتحدة ‪:‬‬
‫اللجنة اإلسرائيلية ‪ -‬األمريكية للشئون العامة ‪: AIPAC‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫تلسست سنة ‪ 2858‬م ‪ ،‬ومديرها التنفيذي اليا تومراس أدايرن نا رب المردير أرثرر تشروتن ‪،‬‬
‫أما ر يس اللجنة فهو روبررت اسرتر ‪ ،‬والنا رب األول لره مايكرل شرتاين ‪ ،‬ومقرهرا كرابيتول‬
‫ستريت واشنطن ‪ " .‬ولم يستخدم اسم اللجنة اإلسرا يلية األمريكية تى سنة ‪ ، 2858‬رغم‬
‫(‪)1‬‬
‫وتقول نادية رميس با ثة في ادقتصاد السياسي والعلوم‬ ‫أن هذا اللوبي قا ما منذ ‪2852‬‬
‫السياسية في مركز الدراسات السياسية وادستراتيجية في اإلهرام " إن هذه اللجنرة سرجلت‬
‫بصفة رسمية في الكون رس األميركي عام ‪ ، 2852‬كجماعة مصرالح قانونيرة ‪ ،‬وبموجرب‬
‫قانونهررا فهرري ترردافع عمررا يسررمى بالمصررالح واألهررداف الخاصررة برراليهود األمررريكيين "(‪. )2‬‬
‫ويرى بول فندلي عضو الكون رس األمريكي السابق أن منظمة إيباك هي اللوبي الر يسي‬
‫الموالي إلس را يل في واشرنطن ‪ ،‬وتعرد هرذه المنظمرة صرورة مرادفرة للسرلطة المرعيرة فري‬
‫أمريكا(‪. )3‬‬
‫يا كان اللروبي يهردف فري البدايرة إلرى زيرادة المسراعدة األمريكيرة ادقتصرادية إلسررا يل‬
‫ويعبر كنن في كتابره " خطرر إسررا يل الردفاعي ‪ :‬أصردقا ها وأعردا ها فري واشرنطن " إن‬
‫إسرررا يل ت تررا إلررى مسرراعدات اقتصررادية أمريكيررة ‪ ،‬تررى تررتمكن إسرررا يل مررن اسررتيعاب‬
‫المهرراجرين ‪ ،‬ويقررول ‪ " :‬لسرروء ال ررظ كانررت وزارة الخارجيررة تعرراره أيررة من ررة أمريكيررة‬
‫إلسرا يل ‪ ،‬ألنها كانت تخشى إغضاب العرب الذين لم يطالبوا المساعدة أمريكيرة نرذاك ‪،‬‬
‫وكانت السياسة األمريكية مترج رة نتيجرة الخروف مرن أن ين راز العررب إلرى موسركو فري‬
‫ال رب الباردة ‪ ،‬فلجبرنا موقف وزارة الخارجية السلبي على أن نستنجد بالكون رس"(‪.)4‬‬
‫وفرري عررام ‪ 2852‬كرران كررنن ممثررل واشررنطن فرري المجلررس الصررهيوني األمريكرري تررى سررنة‬
‫‪ ، 2854‬وفي سنة ‪ 2852‬أعاد كنن تسمية الجنة الضاغطة ‪ ،‬اللجنة الصهيونية األمريكية‬
‫للش ون العامة ‪ ،‬م تفظا بالقيادة والعضوية دون أن يوافق على قبرول التمويرل المعفري مرن‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ .‬ويشير أشيع كنن أنه تم ت يير اسم اللروبي‬ ‫الضرا ب من المجلس الصهيوني األمريكي‬
‫إلررى اللجنررة اإلسرررا يلية األمريكيررة للش ر ون العامررة سررنة ‪ 2858‬نتيجررة ض ر ط التنظيمررات‬

‫‪ - 1‬ولي اوبرين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 291‬‬


‫‪ - 2‬نادية رميس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 128‬‬
‫‪ - 3‬بول فندلي ‪ ،‬من يجر على الك م ‪ ،‬ترجمة الناشر ‪ ،‬شركة المطبوعات ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ ،2887 ، 4‬ص ‪. 27‬‬
‫‪ - 4‬أشيع كنن ‪ ،‬خط إسرا يل الدفاعي ‪ :‬أصدقا ها وأعدا ها في واشرنطن ‪ ،‬ترجمرة زايرد الروافي ‪ ،‬شرركة الخردمات‬
‫للنشر المستقلة ‪ ،‬نيقوسيا ‪ ،‬ط‪ ، 2892 ، 2‬ص ‪. 77‬‬
‫‪ - 5‬لي أوبرين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 294‬‬
‫‪225‬‬
‫الدفاعية غير الصهيونية بالدرجة األولى ‪ ،‬وقامت هذه المجموعات التي لم يكن في وسعها‬
‫الضرر ط بصررورة دا مررة ب كرررم إعفا هررا مررن الضرررا ب بررردور ر يسرري فرري تطررور اللجنرررة‬
‫اإلسرا يلية األمريكية ‪ ،‬يا يصف كنن خطواته األولى في إنشاء اللوبي " وجردنا تعاونرا‬
‫من جميع المنظمات اليهودية الر يسية الصهيونية منها وغير الصهيونية ‪ ،‬مثرل المنظمرات‬
‫الدفاعية ‪ ،‬ولم تكن راغبة في الض ط لكنهرا وافقرت علرى الب را عرن نراخبين برارزين كري‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬ومرن برين المنظمرات التري يردرجها كرنن باعتبارهرا‬ ‫يفت وا أبرواب الكرون رس أمامنرا "‬
‫مناصرة له ‪ 2852‬بنى بريت ‪ ،‬اللجنة اليهودية األمريكية ‪ ،‬الكون رس اليهودي األمريكي‪،‬‬
‫هداسا ‪ ،‬فاللوبي انبثق من تجمع أصريل مشرترك برين الم سسرة اليهوديرة وممثلري ال كومرة‬
‫اإلسرا يلية ‪ ،‬وتقدم لجنة اإليباك موظفيها إلى ش ل مناصب عليا في البيت األبيه ‪ ،‬ففري‬
‫تقرير صدر عنها في عام ‪ 2894‬مقدم إلى ال كومة األمريكية جرى تدوين ست أشرخاص‬
‫كمرروظفين ذوي رواتررب ‪ ،‬يعملررون مباشرررة فرري النشرراطات التشررريعية "‪ ،‬لقررد وصررل أ ررد‬
‫أعضاء اللجنة إيباك إلى منصب نا ب المساعد الخاص للر يس في مكتب البيت األبيه ‪،‬‬
‫ل رتباط العام ‪ ،‬وهو مايكل غيل يرا قرال اسرتدعاني الرر يس ري ران مرن أجرل أن أكرون‬
‫الصوت اليهودي له ‪ ،‬وذلك بعد أن امتنعت اللجنة القومية اليهودية على تلييد إسرا يل(‪. )2‬‬
‫ب‪ -‬مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية األمريكية الكبرى ‪:‬‬
‫‪ .‬بيررالكن نا ررب الررر يس التنفيررذي يهررودا‬ ‫تلسررس عررام ‪ 2858‬يرررأس لجنترره اليررا كنيررت ‪.‬‬
‫هلمرران ‪ ،‬ويقررع فرري وديررة نيويررورك فرري بررارك افينررو ‪ ،‬ويصرردر عنرره صر يفة ميرردل أيسررت‬
‫ميمرو(‪ ، )3‬بردأت الجهررود الراميرة إلرى إنشرراء مر تمر ر سراء المنظمررات اليهوديرة األمريكيررة‬
‫الكبرررى ‪ ،‬الررذي يشررار إليرره عررادة مر تمر الر سرراء (‪ ، )2855‬ونشررل نتيجررة مباشرررة شرركوى‬
‫مسرراعد وزيررر الخارجيررة األمريكرري هنرررى بايرردوى مررن أن " عررددا كبيرررا مررن المنظمررات‬
‫اليهوديررة كرران يتنررافس لمقابلررة الررر يس إيزنهرراور ‪ ،‬للب ررا فرري قضررية إسرررا يل والسياسررة‬
‫األمريكية في الشرق األوسط "(‪. )4‬‬
‫وأخذ نا وم غولدمان الذي أصبح أول ر يس للم تمر مبادرة إلى دعوة مجموعة‬
‫عمل فوري م لفة من ست عشرة منظمة(*) ل ت اد ‪ ،‬يمثل كل منها ر يسها أو مديرها‪.‬‬

‫‪ - 1‬أشيع كنن ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 78‬‬


‫‪ - 2‬لى اوبرين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 112‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 164‬‬
‫‪ - 4‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 115‬‬
‫* ‪ -‬وتشمل هذه المجموعة ‪:‬‬
‫‪227‬‬
‫وتلسس م تمر الر ساء الذي كان يعرف باسم نادي الر ساء بصورة رسمية ‪ ، 2858‬وقد‬
‫انظم إلى المنظمات الست عشرة األولى الم سسة للم تمر منظمات أخرى(**) ليصبح عردد‬
‫منظمات المنظمة إلى الم تمر سبعا وث ثين منظمة ‪ ،‬ويش ل منصرب الرر يس كرل عرامين‬
‫ر رريس إ رردى المنظمررات السررابقة ‪ ،‬ويرش ر ه مجلررس م لررف مررن ثمانيررة أعضرراء ‪ " ،‬تبل رغ‬

‫‪ -2‬الكون رس اليهودي األمريكي ‪.‬‬


‫‪ -1‬مجلس ادت اد األمريكي عمال إسرا يل ‪.‬‬
‫‪ -4‬اللجنة اإلسرا يلية األمريكية للش ون العامة ‪.‬‬
‫‪ -2‬المجلس الصهيوني األمريكي ‪.‬‬
‫‪ -5‬ديني بديت ‪.‬‬
‫‪ -7‬هداسا ‪.‬‬
‫‪ -6‬الوكالة اليهودية ‪ -‬القسم األمريكي ‪.‬‬
‫‪ -9‬لجنة العمال اليهودية ‪.‬‬
‫‪ -8‬قدامى الم اربين اليهود ‪.‬‬
‫‪ -21‬المنظمة الصهيونية للعمال اليهود ‪.‬‬
‫‪ -22‬منظمة مزرا ي األمريكية ‪.‬‬
‫‪ -21‬اللجنة ادستشارية للع قات الطا فية القومية ‪.‬‬
‫‪ -24‬ات اد الطوا ف العبرية األمريكية ‪.‬‬
‫‪ -22‬ات اد الطوا ف اليهودية األورثودكسية ‪.‬‬
‫‪ -25‬الكنيس المت دة في أمريكا ‪.‬‬
‫‪ -27‬المنظمة الصهيونية في أمريكا ‪.‬‬
‫** ‪ -‬وتشمل هذه المنظمات ‪:‬‬
‫‪ -2‬نساء مزرا ى األمريكيات ‪.‬‬
‫‪ -1‬ادت اد الصهيوني األمريكي ‪.‬‬
‫‪ -4‬عصبة مناهضة ادفتراء ‪.‬‬
‫‪ -2‬بني بديت ‪.‬‬
‫‪ -5‬بن تسيون ‪.‬‬
‫‪ -7‬الم تمر المركزي لل اخامين األمريكيين ‪.‬‬
‫‪ -6‬نساء ايموناه في أمريكا ‪.‬‬
‫‪ -9‬صهيونيو بروت ‪.‬‬
‫‪ -8‬الصندوق القومي اليهودي ‪.‬‬
‫‪ -21‬الم سسة اليهودية إلعادة اإلعمار ‪.‬‬
‫‪ -22‬ادت اد الصهيوني للعمال ‪.‬‬
‫‪ -21‬اللجنة القومية لعمال إسرا يل ‪.‬‬
‫‪ -24‬المجلس القومي للنساء اليهوديات ‪.‬‬
‫‪ -22‬المجلس القومي إلسرا يل الفتاة ‪.‬‬
‫‪ -25‬ادت اد القومي ألخوات الهيكل ‪.‬‬
‫‪ -27‬مجلس الشباب اليهودي األمريكي الشمال ‪.‬‬
‫‪ -26‬النساء الرا دات ‪.‬‬
‫‪ -29‬الجمعية العامة ال اخامية ‪.‬‬
‫‪ -28‬المجلس ال اخامي األمريكي ‪.‬‬
‫‪ -11‬النساء األمريكيات إلعادة التلهيل ‪.‬‬
‫‪ -12‬مجلس اإلنعام اليهودي القومي ‪.‬‬
‫‪ -11‬العصبة النسا ية اليهودية الم افظة ‪.‬‬
‫‪ -14‬دا رة العمال ‪.‬‬
‫‪226‬‬
‫ميزانية الم تمر تى سنة ‪ ) 451 ( 2891‬ألف دودر ‪ ،‬وتجمع من التبرعات التي يدفعها‬
‫األعضاء بدرجة أولى(‪ ،)1‬ويصف م تمر الر ساء بلنه الذرا الدبلوماسية لمنظمة إيباك ‪،‬‬
‫ويشمل نفوذه في أنه يمثل إجما المنظمات التي يتركب منها‪ .‬ويتركز مهام الم تمر في ‪:‬‬
‫‪ -2‬تلويررل وتبليررغ موقررف اليهررود األمررريكيين إلررى ال كومررة األمريكيررة وصررانعي القرررار‬
‫ووسا ل اإلع م وال كومة اإلسرا يلية والدول والهي ات األخرى ‪.‬‬
‫‪ -1‬تلويل وتبليغ موقف ال كومة والشعب األمريكري إلرى ال كومرة اإلسررا يلية‪ ،‬والطا فرة‬
‫اليهودية األمريكية ‪.‬‬
‫‪ -4‬عره الموقف اإلسرا يلي على ال كومة األمريكية والطا فة اليهودية األمريكية(‪. )2‬‬
‫وبرذلك سرريكون المر تمر رابطرة السياسررة الخارجيررة للم سسرة اليهوديررة األمريكيررة‪،‬‬
‫ونتيجة لذلك فان ر يس المر تمر فري فتررة كرم الرر يس ري ران (جوليروس برمران) " عقرد‬
‫اجتماعات مع بوم نا ب الر يس ‪ ،‬ووزير الخارجية ‪ ،‬ووزير الدفا ‪ ،‬وممثل أمريكا فري‬
‫األمم المت دة كير كبايرك ‪ ،‬ومستشار األمن القومي ريتشارد لن في م اولة لخلق قنروات‬
‫اتصال مستمرة لنقل وجهات النظر الخاصة بالقضايا التي تمس إسرا يل"(‪. )3‬‬
‫ومن أكثر المواقف التي يمكن اإلشارة إليها في مدى ترلثير هرذه المنظمرة اليهوديرة‬
‫على أعلى مستويات السلطة في الوديات المت دة ‪ ،‬هو دور الم تمر في ملرة ادنتخابرات‬
‫األمريكية التري جررت فري عرام ‪ 2892‬برين كرارتر والرر يس ري ران ‪ ،‬فعنردما ألقرى كرارتر‬
‫خطابرره علررق ر رريس المر تمر هوارسرركوردن فرري مر تمر صر في اشررد ‪ ،‬أعتقررد أن النرراس‬
‫غادروا القاعة والقلق ديزال يساورهم رول بعره القضرايا ‪ ،‬وبعرد اجتماعره مرع الرر يس‬
‫ري ان علق بقوله " لقد قال الر يس ري ان األشياء الص ي ة "(‪. )4‬‬

‫‪ -3‬المنظمة الصهيونية العالمية ‪ -‬القسم األمريكي ‪:‬‬


‫تلسست في مدينة نيويورك عام ‪2982‬م ‪ ،‬يا تصدر هذه المنظمة مجلة بذستديم‬
‫‪ ،‬وهرري مجلررة أدبيررة شررهرية متخصصررة للقضررايا الصررهيونية ‪ ،‬الترري هرري موضررو‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 117‬‬


‫‪ - 2‬بول فندلي ‪ ،‬من يجر على الك م ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 125‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪ ، 2894/22/15 ،‬ص ‪. 14‬‬
‫‪ - 4‬مجلة نيوزويك ‪. 2868/21/21 ،‬‬
‫‪229‬‬
‫اهتمررام عررام لرردى المنظمررة ‪ ،‬وتسرراعد أيضررا فرري نشررر المشررهد اإلسرررا يلي والرردليل‬
‫السنوي للبرامر اإلسرا يلية(‪. )1‬‬
‫‪ -4‬المنظمة الصهيونية في أمريكا ‪:‬‬
‫تلسست في نيويورك ‪ ، 2986‬وتصدر هذه المنظمة المجلة الفصلية الصهيونية األمريكية‪،‬‬
‫ونشرررة أسرربوعية إع ميررة ‪ The zienist information news serves‬وترصررد المنظمررة‬
‫نشاطات الكون رس والبيت األبيه ومكاتب ال كومة في واشنطن ‪ ،‬وتوز المنظمة عبر‬
‫وكالتهررا اإلخباريررة علررى أعضررا ها الررراعين لهررا نشرررة إخباريررة أسرربوعية مملرروءة باألخبررار‬
‫ال يوية التي د توجد في مكان خر(‪. )2‬‬
‫‪ -5‬اللجنة اليهودية األمريكية ‪:‬‬
‫تلسسررت ‪ 2817‬فرري نيويررورك ‪ ،‬وكرران هرردفها المعلررن الرردفا عررن ال قرروق المدنيررة والدينيررة‬
‫لليهود في أمريكا وخارجهرا ويصردر عرن هرذه اللجنرة إ ردى أشرهر الردوريات " كرومنتري " يرا‬
‫تتلقى دعما من المنظمرة بقيمرة ‪ 251‬ألرف دودر سرنويا ‪ ،‬ورغرم تنراقص القبرول علرى المجلرة فعر‬
‫بسبب اللهجة العبرية اإلسرا يلية الواض ة في خطابهرا ‪ ،‬يرا تنراقص مرن ‪ 711‬ألرف دودر سرنة‬
‫‪ 2862‬إلررى ‪ 492.511‬ألررف دود سررنة ‪ 2892‬م ولكررن ذلررك د يعنرري تررلثير المجلررس بهررذه الع قررة‬
‫و دها"(‪. )3‬‬
‫وفي فترة إدارة الر يس ري ان اكتسبت المجلة المصداقية ‪ ،‬وكان كل من جين كير كباترك‬
‫ممثلة أمريكا في األمم المت دة ‪ ،‬ومستشارها الرسمي كارل غرشمان قبل تعيينه في منصبه ‪2892‬‬
‫ويقال " إن نظرة ريتشاد بابيس إلى السوفيات في ضروء ال ررب البراردة ‪ ،‬ومناداتره باتبرا سياسرة‬
‫قوية منشودة ‪ ،‬كما جاء في الـ " كومنتري " همرا اللرذان أديرا إلرى تعيينره ‪ 2892‬فري مجلرس األمرن‬
‫القومي(‪.)4‬‬

‫‪ - 1‬لي أوبرين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 12-12‬‬


‫‪ - 2‬بررول فنرردلى ‪ ،‬الخرردا ‪ ،‬جديررد الع قررات اإلسرررا يلية األمريكيررة ‪ ،‬ترجمررة م مررود يوسررف ‪ ،‬شررركة المطبوعررات‬
‫للتوزيع ط‪ ، 2884 ، 2‬ص ‪. 75‬‬
‫‪ - 3‬لى اوبرين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 81‬‬
‫‪ - 4‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 82‬‬
‫‪228‬‬
‫أوال ‪ -‬جماعات الضغط وتأثيرها على النظام السياسي األمريكي ‪:‬‬
‫يشير بول فندل أن تلثير ر يس الوزراء اإلسررا يلي علرى السياسرة األمريكيرة يفروق بكثيرر‬
‫تلثيره في بلده ‪ ،‬ويعترف السناتور فولبرايت وهو ديمقراطري ور ريس لجنرة الشر ون الخارجيرة فري‬
‫مجلس الشيوخ األمريكي أن اإلسرا يليين يت كمون فري سياسرة الكرون رس ومجلرس الشريوخ ‪ ،‬وأن‬
‫نسبة ‪ %61‬من أعضاء مجلس الشيوخ د ي ددون مواقفهم إد ت ت ض ط اللوبي ‪ ،‬وليس بر يتهم‬
‫القا مة على مبادئ ال رية والقانون(‪. )1‬‬
‫ومررع مرررور السررنين ت ل ررل اللرروبي اليهررودي تمامررا فرري نظررام ال كررم األمريكرري بكاملرره‪،‬‬
‫وأصب ت " إيباك وهي التي تركت أعمق انطبرا و ترى ر ريس الوديرات المت ردة يلجرل إليهرا كلمرا‬
‫واجهته مشكلة سياسية معقدة لها ع قة بالصرا العربي اإلسرا يلي "(‪. )2‬‬
‫إن مرا يعررف برراللوبي اليهرودي أو المناصررر إلسررا يل ‪ ،‬يضررم عردة منظمررات مرن أشررهرها‬
‫إيباك وهي اللوبي الرسرمي ال و يرد المسرجل والمكلرف بمهمرة الدعايرة لردعم إسررا يل باسرم الطا فرة‬
‫اليهودية األمريكية ‪ ،‬يا تقوم بتوجيه المسراهمات الماليرة للمرشر ين السياسريين ‪ ،‬ويعمرل مر تمر‬
‫ر ساء المنظمات اليهودية األمريكية الكبررى بمثابرة " الصروت الرسرمي لليهرود فري أمريكرا ‪ ،‬فيمرا‬
‫تجعل إسرا يل في ك الميدانين السياسي القومي والدولي "(‪. )3‬‬
‫‪ " :‬سررف أيهررا‬ ‫يررا يشررير الررر يس األمريكرري ترومرران أمررام شررد مررن الدبلوماسرريين قررا‬
‫السادة على أن استجيب لنداءات الذين ينتظرون فوز الصهيونية ‪ -‬وليس لدى دف العرب من بين‬
‫(‪)4‬‬
‫أمررا كلمنررت إتلررى الم لررل السياسرري األمريكرري ي كررد " أن سياسررة أمريكررا فرري فلسررطين‬ ‫النرراخبين "‬
‫يشكلها الصوت ادنتخابي اليهودي واإلعانات المقدمة من الشركات اليهودية "(‪. )5‬‬
‫أما سعيد الشرقاوي فيقول ‪ :‬إن جون كندي قال في أول مقابلة له مع بن جوريون في ربيع‬
‫‪ " 2872‬أعرف تماما أنني أنتخبت بفضل أصوات اليهود األمريكيين ‪ ،‬وأنا مدين لهم بانتخابي قل‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ .‬أما نا به لندن جونسون ‪ ،‬والذي أصربح ر يسرا‬ ‫لي ماذا علي أن أفعله من أجل الشعب اليهودي‬
‫بعد كندي فقد قال عنه أ د الدبلوماسيين اإلسرا يليين ‪ " :‬لقد فقدنا صرديقا كبيررا – يقصرد كنردي –‬

‫ولكننا وجدنا أفضل منه إنه جونسون افضل صديق عرفته الدولة اليهودية في البيت األبريه"(‪. )7‬‬

‫‪ - 1‬خليل عياد ‪ ،‬استفهامات من وعد بلفور إلى وعد إيباك ‪ ،‬دار النقوم ‪ ،‬تونس ‪ ،‬ط‪ ، 2898 ، 2‬ص‪. 26-27‬‬
‫‪ - 2‬بول فندل ‪ ،‬من يجر على الك م ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 28‬‬
‫‪ - 3‬لى أوبرين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 267‬‬
‫‪ - 4‬خليل عياد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬
‫‪ - 5‬بول فندل ‪ ،‬الخدا ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 226‬‬
‫‪ - 6‬سعيد الشرقاوي ‪ ،‬األ زاب جماعات الض ط ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 218‬‬
‫‪ - 7‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 218‬‬
‫‪211‬‬
‫ومن المعروف أن جونسون هو مهندس عمليات العدوان اإلسرا يلي على عدد من األقطار العربية‬
‫سنة ‪ ، 2876‬وأن الوثا ق التي اهتمت بهذه ال رب كشفت فيما د يد مجاد للشك الدور الر يسري‬
‫والهام الذي لعبته اإلدارة األمريكية في عهرده فري دعرم العردو اإلسررا يلي وترلمين ا رت ل إسررا يل‬
‫ألجزاء من األقطار العربية المواجهة باسرا يل وإ كام سريطرتها علرى كامرل الترراب الفلسرطيني ‪،‬‬
‫وأن اإلدارة األمريكيررة لررم تتررردد فرري عهررده فرري مررد الكيرران اإلسرررا يلي بكررل المقومررات العسرركرية‬
‫وادقتصادية ‪ ،‬التي هيلتها لها الظروف المناسبة لتصبح قوة إقليمية م ثرة ‪ ،‬خصوصرا فيمرا يتعلرق‬
‫بالنشرراط النررووي اإلسرررا يلي الررذي صررادف فرري هررذه الفترررة وددترره ال قيقيررة وتطرروره ‪ ،‬وأعطررى‬
‫إلسرا يل قوة تهديدية بال ة األهمية نقلرت الصررا معهرا مرن الرة الرروح التقليردي إلرى مرا يعررف‬
‫ب الة الرد النووي ‪ ،‬وبصفة عامة فان مسللة اللوبي اإلسرا يلي في الوديات المت دة مسللة معقدة‬
‫‪ ،‬يا تعتبر هذه القوى المس ولة عن إرغام ال كومة في أمريكا على انتها سياسة موالية لهرا د‬
‫تتعاره مع مصال ها ومناقبها الماضية‪ ،‬ويشرح بدل دابرم الذي عمرل معراون سرناتور قبرل أن‬
‫يصبح م ل سياسيا نقود جماعات الض ط " لديهم نظام مدهم فاذا صوتت إلرى جرانبهم أو أدليرت‬
‫بتصريح أعجبهم فانهم ينشرون الخبر بسرعة عن طريق مطبوعاتهم ‪ ،‬وإذا نطقت بمرا د يريردون‬
‫فقد عرضت نفسك للشجب والتشهير عبرر هرذه الشربكة ذاتهرا " وهرذا النرو مرن الضر ط كفيرل برلن‬
‫ي ثر على تفكير الشيوخ ‪ ،‬خصوصا إذا كانوا مترددين أو ب اجة إلى تلييد "(‪. )1‬‬
‫وتختلررف إيبرراك عررن غيرهررا مررن جماعررات الضرر ط األخرررى فرري أنهررا ت رراول مناصرررة‬
‫المرش ين جهارا ‪ ،‬وتجمع األموال وتنفقها في سبيل ال م ت ال زبية ‪ ،‬وهي الرسمية إنمرا تتررك‬
‫ادشررتراك فرري مر ت اللجرران العمررل السياسرري " برراك " وأكثررر مررن ث ثررة دف لجنررة منهررا مسررجلة‬
‫بموجب القانون ادت ادي ‪ ،‬وهم جميعا مرتبطين بمجموعات ضر ط ذات مصرالح خاصرة ‪ ،‬وبينهرا‬
‫أربع وخمسون لجنة تركز على تلثير إسرا يل ‪ ،‬ولكن أي منها د تعلن أنها مرتبطة بايباك أو برلي‬
‫منظمة يهودية أخرى(‪. )2‬‬
‫ونشرت ص يفة ناشريونال جورنرال األمريكيرة برلن لجنرة العمرل السياسري الوطنيرة ‪ ،‬وهري‬
‫لجنة غير عمالية وغير تجارية " أنفقت في عام ‪ 2891‬ما يقرب ‪ 7‬مليون دودر على ‪ 218‬مرشح‬
‫للكرون رس ‪ ،‬وأعطرت المبلرغ األقصررى المسرموح بره قانونررا وهرو ‪ 5‬دف دودر لكرل (‪ )42‬مرشررح‬
‫لمجلرس الشريوخ ‪ ،‬فراز مرنهم ‪ ، 19‬أمرا مجلرس النرواب فقرد فراز ‪ 56‬مرشر ا مرن أصرل ‪ 64‬مرشر ا‬

‫‪ - 1‬نادية رميس ‪ ،‬كيفية النفاذ إلى النظام السياسي األمريكي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 126‬‬
‫‪ - 2‬خليل عياد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 61‬‬
‫‪212‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬وي كد بول فندلي " إن السرناتور الجمهروري ديفيرد دور نيرغرر مرن متسروتا‪،‬‬ ‫ساندتهم اللجنة "‬
‫تلقررى فرري معركررة إعررادة ادنتخابررات عررام ‪ 2891‬مبلررغ ‪ 56‬ألررف دودر مررن ‪ 11‬لجنررة عمررل سياسرري‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬وقد نشررت صر يفة ناشريول‬ ‫موالية إلسرا يل ‪ ،‬منها عشرة دف دودر من لجنة كاليفورنيا "‬
‫ريفيوا إع نرا فري صرف ة كاملرة يهردف إلرى اجترذاب الم يرد مرن غيرر اليهرود ‪ ،‬وجراء فري اإلعر ن‬
‫بل رف كبيرة " إن دعم المرش ين الذين ي منون باسرا يل ليس مفيردا إلسررا يل ف سرب ‪ ،‬برل هرو‬
‫مفيد ل‪،‬مريكيين أيضا " وجاء ب روف ص يرة ت ت ذلك ‪ :‬ي سب بعه النراس فري أمريكرا اليروم‬
‫أن عل يك أن تكون يهوديا ‪ ،‬كي تدعم مرش ي الكون رس الذين ي منون باسرا يل ‪ ،‬لكن ليس عليك‬
‫أن تفعل ذلك ‪ ،‬كل ما عليك عمله هو أن ت من بلمريكا ‪ .‬فلنرت تررى أن مصرالح الوديرات المت ردة‬
‫في الشرق األوسط إذا تتعره لل ظر ‪ ،‬فقد يست رق أمر إنقاذها أشهر ‪ ،‬لكن بوجود إسرا يل فلرن‬
‫يست رق ذلك إد أياما(‪. )3‬‬
‫ويشررير نا ررب مررن اوهررايو " أن إيبرراك أكثررر المجموعررات الضرراغطة علررى الكوبتررول هيررل‬
‫(الكون رس) ‪ ،‬وهذه المنظمة لها المال والرجرال ‪ ،‬وهري تعررف مراذا تفعرل ‪ ،‬وأن مرا ي سرفني هرو‬
‫عجز مخططي السياسية الخارجية األمريكية بسبب ض وط إيباك ‪ ،‬لهذا فان اليهرود يسرتطيعون أن‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ .‬وكتبررت فرري هررذا الصرردد الم للررة السررابقة لوكالررة‬ ‫يصررنعوا جرردول أعمررال سياسررتنا الخارجيررة "‬
‫المخابرات المركزية األمريكية كاتلين كرسيتون في ص يفة الواشنطن يوست " لقد أصب ت إيباك‬
‫في عهد الر يس ري ان شريكة في صنع القرار السياسي ‪ ،‬وأن اإليباك مت ل لة فري البيرت األبريه‬
‫والكررون رس إلررى ررد يسررت يل معرره معرفررة أيررن ينهرري ضر ط اللرروبي ‪ ،‬وأيررن يبرردأ التفكيررر الر اسرري‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ .‬وقد وصف هدرك سميا مراسل النيويورك تايمز ت ل ل اللروبي اليهرودي فري إدارة‬ ‫المستقل "‬
‫الر يس ري ان واللوبي األكبر " … لقد تعاظمت عض ت إيباك السياسية إلرى رد أنهرا عنردما رل‬
‫عام ‪ 2895‬استطاعت مع لفا هرا أن تررغم الرر يس ري ران علرى التراجرع عرن صرفقة أسرل ة كران‬
‫وعررد بهررا األردن ‪ ،‬واسررتطا اللرروبي أن ي مررل الررر يس ري رران علررى وقررف صررفقة طررا رات مقاتلررة‬
‫أخرى للسعودية واضطر جور شولتز وزير الخارجية إلى أن يجتمع مع المدير التنفيذي إليباك ‪،‬‬

‫‪ - 1‬ناشيونال جورنال ‪. 2891/21/17‬‬


‫‪ - 2‬بول فندل ‪ ،‬من يجر على الك م ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 95‬‬
‫‪ - 3‬ناشيونال ريفيوا ‪. 2894/21/2‬‬
‫‪ - 4‬بول فندل ‪ ،‬من يجر على الك م ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 96‬‬
‫‪ - 5‬بول فندل ‪ ،‬الخدا ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 227‬‬
‫‪211‬‬
‫وليس مع ز عماء الكون رس لمعرفة مستوى الصفقات التي توافق إيباك على عقردها مرع السرعودية‬
‫"(‪. )1‬‬
‫وفي عام ‪ 2897‬كتب ريتشارد ب‪ .‬شتراوس الموظف السابق في إيباك الكاتب في ص يفة‬
‫الواشررنطن بوسررت يقررول ‪ " :‬السياسررة األمريكيررة الشرررق أوسررطية قررد ت ولررت بشرركل مثيررر لصررالح‬
‫إسرا يل ‪ ،‬ب يا يمكن وصفها اآلن بلنها ثورة "(‪. )2‬‬
‫ويرى لى أوبرين أن اللوبي يركز علرى مجلرس الشريوخ انط قرا مرن " أن ذلرك أنفرع ب كرم‬
‫نفوذ الشيوخ األوسع ‪ " … " ،‬والتركيز األكبر على األعضراء الرذين يعملرون فري اللجران الر يسرية‬
‫للمساعدات الخارجية أو السياسية "(‪. )3‬‬
‫وتشير نادية رميس إلى أن اللوبي أكثر اهتماما بالشخص الذي ي تل ر اسة لجنة الع قات‬
‫الخارجيرة ‪ ،‬نظرررا لقردرة الررر يس علررى الرت كم بجررداول األعمررال فري ادجتماعررات التشررريعية‪ " .‬إن‬
‫اللوبي يهتم اهتماما عظيما عندما يصبح هذا المنصب شاغرا "(‪ . )4‬وخ ل الخمس وعشرين السنة‬
‫الماضية يرى بول فندلي " أن ال ود انقطع مرتين بين الكون رس واللروبي األولرى رول بيرع صرفقة‬
‫األسررل ة للسررعودية ‪ 2861‬يررا تمررت المصررادقة علررى بيررع طررا رات للسررعودية بموافقررة ‪ 52‬صرروتا‬
‫مقابل ‪ 22‬صوتا وفي ‪ 2892‬صادق على بيع طا رات األواكس للسعودية بلكثرية ‪ 51‬صوتا مقابل‬
‫(‪)5‬‬
‫ظ هنا أن دعم التعاون مع بعه األنظمرة العربيرة والموافقرة علرى مردها‬ ‫‪ .‬ويمكننا أن ن‬ ‫‪" 29‬‬
‫بمثل هذه التجهيزات المتقدمة د يعني على اإلط ق ان سار ترلثير جماعرات الضر ط اليهوديرة ألن‬
‫سراباتهم السياسررية والعسرركرية تردرك أن دعررم القرروة العسركرية لمثررل هررذه األنظمرة لررن يكررون علررى‬
‫ساب الترسانة العسكرية اإلسرا يلية أ ود ‪ ،‬وألن هذه المعدات لن تشكل خطررا اليرا أو مسرتقبليا‬
‫على أمن ووجود إسرا يل ‪ ،‬وأن طبيعة الع قة بين هذه األنظمة وال كومات األمريكية المتعاقبرة ‪،‬‬
‫ت من لهذه المعردات أد تسرتخدم خرار إطرار المصرالح األمريكيرة واإلسررا يلية ‪ ،‬إذا لرم نقرل تر من‬
‫لردعم هررذه المصررالح ‪ ،‬وقررد أ كرردت تجربررة رررب الريمن و رررب الخلررير األولررى والثانيررة سر مة هررذا‬
‫الت ليل ‪ ،‬وأثبتت أن كل ما ورد لهذه األنظمة من أسرل ة ومعردات متقدمرة وكرل مرا ظيرت بره مرن‬
‫فرص التدريب لم يكن له أي تلثير إيجابي على مصالح شعوب هرذه المنطقرة ‪ ،‬ولرم يثبرت اشرتراكه‬
‫في لية الصرا العربي الصهيوني على مدى أكثر من نصف قرن من امتداد هذا الصرا بما في‬

‫‪ - 1‬بول فندل ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 221‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2897/5/41‬‬
‫‪ - 3‬لي أوبرين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 111‬‬
‫‪ - 4‬نادية رميس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 125‬‬
‫‪ - 5‬بول فندل ‪ ،‬من يجر على الك م ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 264-262‬‬
‫‪214‬‬
‫ذلك ال روب التي كانت فيها األمة العربية طرفا ضد هذا العدو التاريخي ‪ ،‬وخ فا لهاتين المرتين‬
‫فان الكون رس كان دا ما طرو بنران الجماعرات الضراغطة اليهوديرة ‪ ،‬فعنردما أعلرن الرر يس فرورد‬
‫إعادة تقييم السياسات األمريكية في الشرق األوسط ‪ ،‬ودعا البيان إلى تسروية أفضرل مرع األطرراف‬
‫العربية لم يلت الرد من إسرا يل ‪ ،‬بل إن القدس ركت اللوبي في الكون رس ‪ ،‬وجمعرت توقيعرات‬
‫ث ثررة أربررا مجلررس الشرريوخ علررى أنهررم م يرردون لموقررف إسرررا يل ‪ ،‬وعنرردما يعررره الكررون رس‬
‫موضوعا ذا أهمية إلسرا يل ‪ ،‬تقوم إيباك على الفور بتزويد جميع األعضاء بالمعلومرات والوثرا ق‬
‫‪ ،‬باإلضافة إلى ما تتطلبه الظروف من مكالمات تلفونية وزيارات شخصية " إذا أبدى السرناتور أو‬
‫النا ررب ترررددا أو معارضررة فرران هررذا يضررمن عررادة تلقيرره أعرردادا كبيرررة مررن الرسررا ل والبرقيررات‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬ومرن أبررز األمثلرة التري قامرت بهرا إيبراك أنهرا‬ ‫والمكالمات من أصر اب النفروذ مرن النراخبين "‬
‫وألول مرررة وخر ل السررنة الترري سرربقت ادنتخابررات باسررتفتاء المرشر ين لمجلسرري النررواب والشرريوخ‬
‫وعددهم ‪ . 651‬والس ال الو يد الذي تم توجيهره للمرشر ين يتعلرق بوجهره نظررهم رول إسررا يل‬
‫والشرق األوسط ‪ ،‬وي كد ريتشارد نيكسون الر يس السرابق للوديرات المت ردة " أن مرن المشرك ت‬
‫التي واجهتها التعنرت وقصرر النظرر فري الموقرف الم يرد إلسررا يل فري قطاعرات واسرعة ذات تعردد‬
‫داخل المجمع اليهودي األمريكي والكون رس واإلع م وفي الردوا ر الفكريرة والثقافيرة ‪ ،‬وفري ربرع‬
‫القرن الذي ت ال رب العالمية الثانية صار هذا الموقف راسرخا إلرى رد جعرل الكثيررين يررون أن‬
‫عدم مناصرة إسرا يل معناها مناهضتها ‪ ،‬أو تى مناهضة السامية و اولت أن اقرنعهم برلن األمرر‬
‫ليس كذلك ولكني فشلت"(‪ . )2‬إذا كان هذا وجهة نظر ر يس الوديرات المت ردة فران هرذا دليرل قراطع‬
‫على مدى الض ط التي تمارسه الجماعات اليهودية علرى السياسرة األمريكيرة ‪ ،‬إن مرن الواضرح أن‬
‫أعررداء الديمقراطيررة أصرربح أكذوبررة تفنرردها مواقررف الزعمرراء والشرريوخ والسررناتورات فرري الوديررات‬
‫على الوديات المت دة ما يعرف "‬ ‫المت دة ‪ ،‬ومن أكبر األ داا التي لعب فيها اللوبي ض طا ها‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ .‬يا كانت الدول العربيرة تمرنح مركرز الدراسرات‬ ‫بقضية المن ة الليبية لجامعة جور تاون "‬
‫العربية في جامعة جور تاون هبات ‪ ،‬ونتيجرة لهرذه الهبرة الليبيرة قامرت ال مر ت اإلع ميرة التري‬
‫شرنها مجهرولين بررروح ت مريرة ‪ ،‬فقرد نشرررت مجلرة النيوزويررك األمريكيرة مقراد تررتهم فيره باسررتمرار‬

‫‪ - 1‬بول فندل ‪ ،‬الخدا ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 212‬‬


‫‪ - 2‬ريتشارد نيكسون ‪ ،‬أمريكا والفرصة التاريخية ‪ ،‬ترجمة م مد زكريا إسماعيل ‪ ،‬مكتبة نيسان ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بيروت‬
‫‪ ، 2881 ،‬ص ‪. 275‬‬
‫‪ 3‬نصير غارودي ‪ ،‬األكاديمية األمريكية ت ت القمع ‪ ،‬التطور اإلسرا يلي ‪ ،‬ب ا مقردم إلرى نردوة الما ردة المسرتديرة‬
‫ول التقرير النها ي الصادر عن اللجنة العربية لدراسة قضايا اإلع م تونس ‪-21‬أبريل‪ 2892-‬عن معهد الص افة‬
‫وعلوم األخبار ‪ ،‬تونس ‪ ،‬ص ‪. 252‬‬
‫‪212‬‬
‫انتهاك مركز جور تاون المعايير العلمية والموضوعية ‪ ،‬وأن هناك شربكة غيرر رسرمية(‪ )1‬األمرر‬
‫الذي دفع جامعة جور تاون للدفا عن الهبات العربية وصدر بيران عرن الجامعرة وضر ت فيره "‬
‫أن الجامعة بقبولها التبرعرات تعمرل علرى صرون كرامتهرا واسرتق لها وال ريرة األكاديميرة والمدنيرة‬
‫للعاملين فيها ‪ ،‬وترفه أي هيمنة ت مل معهرا تميرزا م ذيرا برلي عنصررية الردين أو الجرنس "(‪، )2‬‬
‫غير أن ر يس جامعة جور تاون هيلى أعلن في فبراير ‪ 2892‬عن رد هبة عربية ‪ ،‬كان المركز‬
‫قد طلبها وتلقاها وكانت هذه الهبة من ليبيا التري وصرلت قبرل أربرع سرنوات مرن اصرل المبلرغ الرذي‬
‫وعدت به ليبيا ‪ ،‬وهو ‪ 651‬ألف دودر علرى مردى خمرس سرنوات وصرل المبلرغ ‪ 71.111‬دودر ‪،‬‬
‫وسرلمه شخصرريا للسررفارة الليبيررة ‪ ،‬وقرال هيلرري ‪ " :‬إن تشررديد ليبيررا علرى العنررف كلسررلوب عررادي فرري‬
‫السياسة الدولية ودعمها المتزايرد لإلرهراب يجعر ن اد تفراظ بهرذا المرال د يناسرب مرع تردافع عنره‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ .‬وقررد علررق أ ررد األسرراتذة فرري برنررامر الدراسررات العربيررة بقولرره ‪ :‬إذا كرران ال كررم‬ ‫جررور ترراون‬
‫أخ قية صرفا ‪ ،‬فقد تلخر صدوره كثيرا ‪ ،‬وأضراف جرون رودي " إذا سرللت مرن ولرك هنرا فمرن‬
‫الم تمل أن د تجد في مركزنا من يوافق سياسات صدام سين ‪ ،‬ولكننا ن اول أن ن تفظ بع قات‬
‫تعاونية مع ال كومة ‪ ،‬ونعتقد أن هذه هي رسالتنا وأشعر بالشيء ذاته إزاء ليبيا ‪ ،‬فلنا أجرد القرذافي‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ .‬وقرد عراره عميرد المركرز بترر‬ ‫الر يس الليبي يسرت ق فري نظرري هديرة مرن الشرعب الليبري "‬
‫كروك في إعادة المال ‪ ،‬إد أنه لم يجعل من ذلك قضية ‪ ،‬واكتفى بادعتذار للص افة بقوله ‪ " :‬إننا‬
‫لرم نشررعر إط قررا بررلي ضر ط مررن جانررب ال كومررة الليبيررة بشررلن انفرراق المررال ‪ ،‬لكررن العمررداء عمررداء‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ .‬وهكذا نجد بصمات جماعات الض ط تشكل أخطبوطا‬ ‫والر ساء ر ساء يفعلون ما ي لو لهم "‬
‫مريعا ي‪ ،‬تدخل ويوجه لة العمرل السياسري وادقتصرادي والثقرافي فري أكبرر دولرة فري العرالم ‪ .‬ود‬
‫يتور عن تشويه كل المبادرات ذات الطابع اإلنساني المت ضر وت ويل مثرل هرذه المبرادرات إلرى‬
‫فرصة ثمينرة لتصرفية ال سرابات السياسرية ‪ ،‬ومرا أكثرر األمثلرة والنمراذ التري اسرتطا فيهرا اللروبي‬
‫الصهيوني أن يرسم ظ د من الشك على تصرفات ومواقف تعرد را ردة ومت ضررة بكرل المقراييس‬
‫واستطا أو اول علرى األقرل توظيفهرا لخدمرة األهرداف الصرهيونية ‪ ،‬التري ت كرد لنرا كرل الشرواهد‬
‫سيطرتها على القرار السياسي وصياغته في هذه الدولة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬مجلة النيوزويك ‪. 2891/21/1‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪ ،‬بيان صادر عن جامعة جور تاون األمريكية ‪. 2891/21/21 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2892/1/12 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪ ،‬لقاء مع جون رودي ‪. 2894/2/12 ،‬‬
‫‪ -5‬بول فندلي ‪ ،‬من يجر على الك م ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 441‬‬
‫‪215‬‬
‫إن سرروق هررذا ال رردا لررم يكررن جزافررا ‪ ،‬فعلررى اعتبررار أن الهي ررات العلميررة مقدسررة ‪ ،‬وتتمتررع‬
‫ب ريررة كاملررة فرري الوديررات المت رردة ‪ ،‬وبعيرردة عررن السياسررة ‪ ،‬إد أن النا ررب األمريكرري ب رول فنرردلي‬
‫يكشف " أن للوبي اليهودي دورا كبيرا في الض ط بالم سسرات السياسرية ‪ ،‬والتري بردورها تضر ط‬
‫على الهي ات العلمية " فقد أعلن ايدا سرلفدمان مرن اللجنرة األمريكيرة اليهوديرة سرروره للقررار الرذي‬
‫اتخذتره جررور تراون ‪ ،‬وبعررد إعررادة المرال بيرروم وا رد تبرعررت شررركة سرتيز وشررركا هم المصرررفية‬
‫ل ستثمار في مدينة نيويورك بمبلغ ‪ 211‬ألف دودر لجامعة جور تاون ‪ ،‬وأعلن المدير لن غير‬
‫ينبرك " ن ن معجبون بهم ‪ ،‬وهذه وسيلة ص يرة لنقول لهم شكرا "(‪ )1‬ويقول ر يس جامعة جور‬
‫تاون البروفيسور هيلي في رده المال إلى ليبيا ‪ " :‬لم نشعر إط قا بلي ضر ط أو ضريق‪ ،‬غيرر أن‬
‫القضية أزعجتني ‪ ،‬وأظن أنني من النو البطيء في الت رك ‪ ،‬ولكني أدركت رويردا رويردا أن مرا‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬ولكن هيلي كان أكثرر صررا ة فري مقابلرة مرع مجلرة‬ ‫تقصده ليبيا د يتناسب مع جور تاون "‬
‫واشنطن نايت إذ قال ‪ " :‬إننري وافقرت أصر علرى الهبرة الليبيرة بررغم مرن بعره الشركوك ‪ ،‬ولكرن‬
‫المال الليبي هو مصدر إزعا كبير له ‪ ،‬أدخله في ال رب العربية اإلسرا يلية الك مية ‪ " ،‬وكتبت‬
‫المجلة أيضا " صاح أصدقا ه اليهرود فري وجهره فري اجتماعراتهم الخاصرة‪ ،‬وأصردرت إيبراك بيانرا‬
‫علنيا تشجب فيه الجامعة باداراته لمسايرة التوازن مثل زيارة إسرا يل ‪ ،‬ومنح سفير إسرا يل لردى‬
‫الوديات المت دة شهادة فخرية ‪ ،‬ورفضه الهبة العراقية ووضعه القلنسوة اليهودية على رأسه أثناء‬
‫إقامة ص ة في رم الجامعة – لم يخفف من ال ضب اليهرودي علرى الهبرة الليبيرة(‪ ،)3‬إن هرذا مثرال‬
‫يبين مدى تدخل اللوبي اليهودي في ال ياة األمريكية بشكل ملفت للنظر ‪ ،‬ي كد عدم رية المجتمع‬
‫األمريكي إن اللوبي اليهودي بوصرفه جماعرة ضر ط ‪ ،‬ي رق لهرا أن تردر سياسرتها وبرامجهرا فري‬
‫برامر األ زاب السياسية سواء على المستوى الفيدرالي‪ ،‬أو على المستوى الم لي ‪ ،‬وبالتالي بفعل‬
‫هذه اللجنة – إيباك – " أصب ت وجهات نظر ال كومة اإلسرا يلية جزء د يتجزأ إلى د كبير من‬
‫برامر سياسات األ زاب األمريكية"(‪.)4‬‬
‫ويكمن مصدر قوة اللوبي اإلسرا يلي الر يسي في أن التلييرد اإلسررا يلي هرو أ رد مقومرات‬
‫ادسررتراتيجية األمريكيررة ‪ ،‬إن مررن أهررم العوامررل الترري تسرراهم فرري قرروة اللرروبي وتررلثيره علررى القضررية‬
‫الوا دة التي تعتمدها ‪ " ،‬هذا الم ور الدا ر علرى قضرية مفرردة هرو بصرورة عامرة مرا يشرارك فيره‬
‫مصدر قوة اللوبي الر يس ‪ ،‬وهو التلييد الواسع القاعدة من مثل اليهود األمريكيين ‪ ،‬ومع أن ترلثير‬

‫‪ - 1‬بول فندلي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 444‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪ ،‬لقاء مع البرفيسور هيلي ر يس جامعة جورجتاون ‪. 2892/1/22‬‬
‫‪ - 3‬مجلة واشنطن نايت ‪. 2891/2/12‬‬
‫‪ - 4‬لي أوبرين ‪ ،‬المنظمات اليهودية األمريكية ونشاطاتها في دعم إسرا يل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 111‬‬
‫‪217‬‬
‫الصوت اليهودي يبدو واضح فان األرقام تدل على درجرة المشراركة مرن شرلنها أن تسرتدعي انتبراه‬
‫السياسيين ‪ ،‬وتضفي المصداقية على أفراد اللوبي ‪ ،‬ففي الوقت الذي ي لف فيره اليهرود ‪ %1.5‬مرن‬
‫(‪)1‬‬
‫فران المشراركة اليهوديرة فري ادنتخابرات القوميرة يبلرغ ‪ %81‬تقريبرا ‪ ،‬إذا‬ ‫سكان الوديات المت دة‬
‫ليس بالمعدل القومي بالنسبة إلى عدد السكان العرام ‪ ،‬الرذي يترراوح مرا برين ‪ %55-21‬هرذه النسربة‬
‫يرا يخشرى‬ ‫الم وية اإلض افية ذات أهمية خاصة في الوديات ذات األ وال ادقتراعية الر يسرية‪،‬‬
‫اليهود ففي ودية نيويورك ي لف اليهود ما يقدر ‪ %22‬من عردد سركان الوديرة ‪ ،‬لكرنهم يردلون بمرا‬
‫يتراوح بين ‪ % 11-27‬من األصوات ‪ ،‬ولما كان اليهود األمريكيون ي لفون مجموعرة عينرة نسربية‬
‫فيقدر أنهم يتبرعون بلكثر من نصف الهبات الكبرى لل م ت ادنتخابية‪ ،‬ومبالغ متزايدة لل م ت‬
‫الجمهوريين(‪. )2‬‬
‫نشرريا هنررا إلررى أن نشررير إلررى بعرره ال ررادت الترري لعررب فيرره الض ر ط اليهررودي الكررون رس‬
‫األمريكي والذي بالتالي صاك ذلك الض ط في شكل قرار أمريكي لصالح إسرا يل منها على سبيل‬
‫المثال ‪:‬‬
‫‪ -2‬نج ت في فره قيود شديدة على بيع عدة أسل ة استراتيجية ل‪،‬ردن ‪ ،‬كما نج ت في تعطيل‬
‫صفقة بيع طرا رات األواكرس للسرعودية ‪ ،‬وكران مرن الممكرن أن تمنرع هرذه الصرفقة لرود تردخل‬
‫الر يس ري ان بالضر ط المباشرر علرى الكرون رس ومجلرس الشريوخ ‪ .‬فعنرد مناقشرة صرفقة بيرع‬
‫الطا رات األواكس للسعودية في الكون رس قام أعضاء اللجنة – إيباك – بتوزيع رواية اإلبرادة‬
‫الجماعية على كل عضو من أعضاء المجلس ‪ ،‬مستخدمين بذلك وسا ل الض ط العاطفي ‪.‬‬
‫‪ -1‬الضر ط الرذي مارسرته إيبراك علرى اتخراذ القررار األمريكري الشرهير باعرادة النظرر فري عضرروية‬
‫الوديات المت دة لو تم طرد إسرا يل من منظمة األمم المت دة ‪.‬‬
‫‪ -4‬نج ت اإليباك في الدفع ن رو انسر اب أمريكرا ووقرف دعمهرا لمنظمرة التعلريم والعلروم والثقافرة‬
‫التابعة للمنظمة األمم المت دة اليونيسكو عقابا لتلك المنظمة دتخاذها قرارات مضادة إلسرا يل‬
‫‪ ،‬تى إن الر يس األمريكي وصف المدير العام لهذه المنظمة بلنه عمل على تسييس نشاطاتها‬
‫‪ ،‬وقد أصبح من الثابت أن الض وط األمريكية هي التي أجبرت ‪ ،‬السيد‬
‫أ مد مختار مبو على م ادرة منصبه في هذه المنظمة ‪ ،‬ألنه اول أن يكون‬
‫لليونيسكو وجهة نظر في الجرا م وادنتهاكات التي ثبت مس ولية الكيان الصهيوني عليها ‪،‬‬

‫‪ - 1‬سعيد الشرقاوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 75‬‬


‫‪ - 2‬نادية رميس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 268‬‬
‫‪216‬‬
‫فيما يتعلق ب تدمير الهوية الثقافية الفلسطينية ‪ ،‬و ادت ادعتداء الصارخة على قوق‬
‫اإلنسان ‪ ،‬وانتشار المظالم وادنتهاكات المنافية لميثاق األمم المت دة ودستور اليونيسكو ‪.‬‬
‫‪ -2‬فرضت اللجنة على الوديات المت دة تقرديم المسراعدات الماليرة للمهراجرين اليهرود مرن ادت راد‬
‫السرروفياتي وأوربررا الشرررقية ‪ ،‬علررى أن ت صررل إسرررا يل مباشرررة علررى ‪ %91‬مررن قيمررة تلررك‬
‫المساعدات ‪.‬‬
‫‪ -5‬أدى ض ط اإليباك إلى قيام السناتور إبراهام بيكلوف بتعديل الضرا ب لعام ‪ ، 2867‬ب يا يتم‬
‫معاقبة الشركات األمريكية التي استجابت للمطالرب العربيرة بمقاطعرة إسررا يل‪ ،‬و رمران تلرك‬
‫الشركات من بعه اإلعفاءات الضريبية على دخلها من عمليات تجارية خار أمريكا ‪.‬‬
‫‪ -7‬نج ت في ا الكون رس األمريكي على زيادة المعونة العسكرية وادقتصادية إلسرا يل بعرد‬
‫غزوها للبنان في العرام ‪ ، 2891‬رغرم المرذابح التري اسرتاء لهرا الررأي العرام األمريكري ‪ ،‬وذلرك‬
‫يعنرري أن اإلدارة األمريكيررة رضررخت للت سررليم برردعم المعترردي وتشررجيع الظررالم وتقررديم السرركين‬
‫للجزار ‪ ،‬لكي يواصل سفك دماء الشيوخ واألطفال والنساء من ضر اياه ‪ ،‬ومرع ذلرك يت ردثون‬
‫عن الديمقراطية و قوق اإلنسان ‪ ،‬ويطلبون لسفاراتهم عن ال رية والنظام العرالمي الجديرد !!!‬

‫‪.‬‬
‫‪ -6‬نج ررت اللجنررة فرري ررا ال ررزب الررديمقراطي علررى نقررل سررفارتهم مررن تررل أبيررب إلررى القرردس‪،‬‬
‫وادعتراف بالقدس عاصمة إسرا يلية رغم المعارضة السابقة لها(‪. )1‬‬
‫إن هررذا العررره الررذي تررم تقديمرره يبررين إلررى أي مرردى ير ثر اللرروبي اليهررودي علررى السياسررة‬
‫األمريكية ‪ ،‬بل على الهي ات السياسية والعلمية في الوديرات المت ردة ‪ ،‬فهرذه الشرهادات تبرين بشركل‬
‫كبير أن يد جماعات الض ط واض ة في تلثيرها على ال يراة األمريكيرة ‪ ،‬ولكرن السر ال هرل ير ثر‬
‫اللوبي اليهودي على الص افة األمريكية التي تشكل الرأي العام الداخلي والعالمي ؟ وإلى أي مدى‬
‫يتضح هذا التلثير ؟ ‪.‬‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 115‬‬


‫‪219‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اللوبي الصهيوني والصحافة األمريكية ‪:‬‬
‫هنرررى ف ر ورد المليررونير العررالمي اليهررودي أشررار فرري كتابرره اليهررودي العررالمي مقترربس مررن‬
‫بروتوكودت بني صهيون " سنعالر قضية الص افة على الن و التالي ‪:‬‬
‫‪ -2‬سنمتطي صهوتها ‪ ،‬ونكربح جما هرا ‪ ،‬وسرنفعل مثرل ذلرك أيضرا بالنسربة إلرى المرواد المطبوعرة‬
‫األخرى ‪ ،‬إذ د جدوى من تخلصنا من ال م ت الص فية ‪ ،‬إذا كنا معرضين للنقد عن طريرق‬
‫المنشورات والكتب ‪.‬‬
‫‪ -1‬لن يصل أي إع ن للناس إد بعد مراقبتنا ‪ ،‬وقد تمكنا مرن ت قيرق ذلرك اآلن إلرى ال رد الرذي د‬
‫تصل فيه األنباء إد عبر الوكادت المختلفة والمتمركزة في مختلف أن اء العالم ‪.‬‬
‫فاألدب والص افة قوتان تعليميتان كبيرتران ‪ ،‬وستصربح كومتران مالكرة لمعظرم الصر ف‬
‫والمج ر ت … وإذا سررم نا بظهررور عشررر مج ر ت مسررتقلة ‪ ،‬فيجررب أن تكررون لنررا ث ثررون ص ر يفة‬
‫مقابلها ‪ ،‬ولن نجعل الناس يشكون في سيطرتنا على هذه الص ف ‪ ،‬ولذا سنجعلها مرن النرو الرذي‬
‫يناقه بعضره بعضرا فري األفكرار وادتجاهرات لن صرل علرى ثقرتهم ‪ ،‬ولنجترذب خصرومنا الرذين د‬
‫يتطرق إلريهم الشرك فري قراءتهرا ‪ ،‬فيقعرون فري الشررك الرذي نصربه لهرم ‪ ،‬ويفقردون كرل قروة علرى‬
‫(‪)1‬‬
‫إن أهم ما دافع اللوبي الصهيوني أو ما اسماه الفرد ليلنتال " الرباط الصهيوني "‬ ‫اإلضرار بنا "‬
‫هو كما يراه كثيررون مرن المرراقبين الهيمنرة اليهوديرة علرى وسرا ل اإلعر م ‪ ،‬فمرن المعرروف " أن‬
‫تكوين الرأي العام األمريكي يتلثر ب فنة من الص ف القويرة منهرا النيويرورك ترايمز ‪ ،‬والواشرنطن‬
‫بوسررت ‪ ،‬سررانت لررويس بوسررت ‪ ،‬ديسررمباتم ‪ ،‬والترري يملكهررا اليهررود وفرري هررذا الصرردد فرراليهودي‬
‫والترانبيرك الذي كان سفير نيكسون في بريطانيا ‪ ،‬كان يملك ف دلفيا انكويريد ‪ ،‬ورينبرغ تلي رراف‬
‫سرافتنين ‪ ،‬والردليل التلفررازي ‪ ،‬الرذي يقرردر دخلره مررن اإلع نرات و رردها ‪ 55‬مليرون دودر‪ ،‬وكررذلك‬
‫عددا من الم طات المر ية ‪ .‬واليهودي صمو يل تيوهزر يملرك ‪ 25‬صر يفة منهرا النيروز داي ذات‬
‫النفوذ في نيويورك ومجموعة من المج ت غ يمور ‪ ،‬مداموزيل ‪ ،‬وهوس غاردن"(‪.)2‬‬
‫أمررا الص ر ف األخرررى الترري د يملكهررا اليهررود نجررد م ررررين ومرردراء ور سرراء إع نررات‬
‫ر يسرريين مررن اليهررود ‪ ،‬فرري جميررع المجررادت القياديررة نجررد يهوديررا فرري مناصررب ر يسررية كناشرررين‬
‫وم ررين ‪ ،‬م ررين مدراء وه دء يمارسون على األقل ق النقه ‪ VETO‬ول كل ما يصدر‬
‫في منشورات هم من أ د يقدم على نقد اليهود خوفا من اإلساءة إلى ر يسه الذي قد يطرده مرن عملره‬

‫‪ - 1‬هنررري فررورد ‪ ،‬اليهررودي العررالمي ‪ ،‬المشرركلة األولررى الترري تواجرره العررالم ‪ ،‬ترجمررة خيررري مرراد ‪ ،‬إدارة التوجيرره‬
‫المعنوي ‪ ،‬الجمهورية العربية الليبية ‪ ،‬ب ‪ .‬ت ‪ ،‬ص ‪. 92‬‬
‫‪ - 2‬نررديم البيطررار ‪ ،‬هررل يمكررن اد تكررام إلررى الوديررات المت رردة األمريكيررة فرري النررزا العربرري اإلسرررا يلي ‪ ،‬ال لقررة‬
‫السابعة ‪ ،‬مجلة الثقافة العربية ‪ ،‬أمانة اإلع م ‪ ،‬بن ازي ‪ ،‬العدد ‪ ، 1‬السنة ‪ ، 27‬ص ‪. 12‬‬
‫‪218‬‬
‫‪ ،‬ثم هناك ذرا من خسارة الص افة لإلع نات ال يوية بالنسبة إليها ‪ ،‬والذي ي ول مفهروم ريرة‬
‫الص افة األمريكية إلى عبارة ساخرة(‪ . )1‬ويضيف نديم البيطار أن الض ط اليهودي األساسي على‬
‫ما يكتبه الص افيون د يلتي من ملكية يهودية للص يفة ‪ ،‬ولكن من هي ات ور اسات الت رير على‬
‫جميع المستويات ‪ ،‬فعندما قامت ال ملة الص فية ول اللرواء برروان ر ريس هي رة األركران ‪ ،‬الرذي‬
‫اتهم في خطاب ألقاه في جامعة دوك اليهودية بلنهم يمارسون نفوذا غير طبيعي عن طريق ملكيتهم‬
‫للص افة ‪ ،‬وأعلرن أن اليهرود يملكرون نسربة ضر يلة ‪ %4.2‬مرن الصر ف اليوميرة ‪ ،‬ولكرن العنصرر‬
‫ال اسررم كرران دا مررا سرريادة الصر ف ولرريس ملكيتهررا(‪ ،)2‬فالضر ط والخرروف همررا اللررذان يت كمرران فرري‬
‫وسا ل اإلع م األمريكية ‪ ،‬وقد صدر بيان على الكون رس اليهودي األمريكي ‪ Ajangress‬جاء فيه‬
‫" أن وسا ل اإلعر م الجماهيريرة تبنراه المجلرس القرومي ال راكم فري ‪ ، 2894/4/7‬وذلرك لررد علرى‬
‫الت طية غير الدقيقة والمن ازة هي ت د كبير ولكنها أمر خطر في معركة للردفا عرن أمرن ورخراء‬
‫(‪)3‬‬
‫ومن توصيات الكون رس التي وردت في هذا البيان ‪:‬‬ ‫إسرا يل واليهود في كل مكان "‬
‫‪ -2‬اجتذاب ناشرين وم ررين وتنفيذيين في وسا ل اإلع م األخرى خ ل الفترات التي تخلو مرن‬
‫األزمررات ‪ ،‬فهررذا يرروفر الفرصررة لتزويرردهم بخلفيررات واسررعة ويترريح الوصررول إلرريهم فرري أوقررات‬
‫األزمات ‪.‬‬
‫‪ -1‬عندما تقع أخطاء سهوا أو عمدا ألفت نظر المراسلين الم ررين إليها في أسر وقرت ممكرن ‪،‬‬
‫د تنتظر تى يفقد األمر قيمته ‪ ،‬ويجب توثيق التهم بعدم الدقة ‪.‬‬
‫‪ -4‬استخدام الرسا ل للم رر كوسيلة أولى لتص يح أخطاء الصر ف ‪ ،‬فزاويرة الرسرا ل هري التري‬
‫يقبل عليها القراء أكثر من غيرها ‪.‬‬
‫‪ -2‬يجررب إصرردار البيانررات إلررى الص ر افة المكتوبررة ‪ ،‬فمررن شررلن هررذا أن يررنقص مجانيررة الصررواب‪،‬‬
‫وي كد أن المعلومات المقدمة هي في إطارها الص يح ‪.‬‬
‫‪ -5‬أسس أنظمة قومية وم ليرة للرصرد ولفرت نظرر أعضراء الطا فرة اليهوديرة إلرى أهميرة مثرل هرذا‬
‫النشاط ‪ ،‬باعداد القوى الفعالة الجاهزة من أجل ت قيق الهدف ‪.‬‬
‫‪ -7‬لما كان الرصرد الفعرال يتطلرب مردققين مطلعرين وجرب علرى المنظمرات اليهوديرة ‪ ،‬أن تسرتخدم‬
‫نشرات إخبارية ‪ ،‬وخطوطا مارة ‪ ،‬وتصري ات ص فية ‪ ،‬د كمال المادة المتوافرة لدى اليهود‬
‫في الص ف اليهودية الم لية الصادرة باإلنكليزية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 11‬‬


‫‪ - 2‬نديم البيطار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 14‬‬
‫‪ - 3‬لى أوبرين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 211‬‬
‫‪241‬‬
‫‪ -6‬اللجوء إلرى اإلعر ن عنردما تكرون الرسرا ل المرراد نشررها هامرة ‪ ،‬وتفشرل كرل الم راودت فري‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬فالص افة هي المهنة التي يستطيع اليهود في غالب األ يان وبلكبر قدر مرن البيران‬ ‫نشرها‬
‫أن يجاهروا بانتقاد إسرا يل ويعد ريتشادر كوهين من الواشنطن بوسرت مثراد برارزا لهر دء ‪،‬‬
‫فخر ل اجتيرراح إسرررا يل للبنرران ‪ 2891‬ررذر كرروهين بقولرره " إن اإلدارة األمريكيررة تسررتطيع أن‬
‫تبعا برسالة إلى بي ن ‪ ،‬فتقول فيها إن ليس له اعتماد مفتوح من أمريكا ‪ ،‬فاننا د نوافق علرى‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬وفي عدد د ق من صر يفة الواشرنطن بوسرت لخرص كروهين رد الفعرل‬ ‫قصف األبرياء "‬
‫على انتقاده لسياسة إسرا يل " أصبح هاتفي في هذه األيام أداة لتدريب‪ ،‬وم اولة الرد كمرا أن‬
‫البريد أصربح سري ا ‪ ،‬فالرسرا ل خبيثرة وبعضرها شخصري(‪ ،)3‬ويررى نرديم البيطرار أن أهرم نفروذ‬
‫تمارسه الطبقة العليا على الص افة هو النو ال يرر المباشرر عرن طريرق إع نرات الشرركات ‪،‬‬
‫فالص ف والمج ت أعمال صناعية ومالية ال ره منها الربح ‪ ،‬ولكن جزء بسيط مرن دخلهرا‬
‫يررررلتي مررررن القررررراء ‪ ،‬وقررررد عانررررت النيويررررورك تررررايمز الترررري أسسررررها أدولررررف أولررررى وصررررهره‬
‫ارندسولذبيرغر من م اولة أن تبقى الص يفة منبرا را وتقدميا ‪ ،‬ولكن الض ط اليهودي على‬
‫الص يفة جعلها تستسلم ‪ ،‬ويعلن ر يس ت ريرها سولزبيرك في عام ‪" 2822‬إنني أكره أساليب‬
‫الصررهاينة التعسررفية الررذين د يترررددون فرري اسررتخدام األسرراليب ادقتصررادية فرري إسرركات الررذين‬
‫يعبررون عررن وجهررات نظررر م ختلفررة ‪ ،‬إننرري اعتررره علررى م رراودتهم فرري قتررل سررمعة الررذين د‬
‫يتفقون معها "(‪. )4‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلرى أنره أثنراء ررب أكتروبر هاجمرت الصر ف األمريكيرة الهجروم العربري‬
‫علررى إسرررا يل ‪ ،‬ص ر يفة كرسررتيان سرراينس مررونيتر كانررت الص ر يفة الو يرردة الترري نبهررت إلررى أن‬
‫(‪)5‬‬
‫يمكن القول أنه ليس هناك لوبي خرر‬ ‫"الصرا كان ول أراضي عربية ي تلها اإلسرا يليون "‬
‫اسرتطا أن يفررره رسرا ل مل ومررة بالمعرراني ‪ ،‬مفروضرة كشرريء موضرروعي كمرا اسررتطا اللرروبي‬
‫الصررهيوني فعنرردما نقرررأ أن الص ر ف األمريكيررة تصررف السرروريين والمصررريين بررلنهم قرراموا ب ررزو‬
‫إسرا يل وأن اإلرهابيين الفلسطينيين هاجموا إسرا يل بينما الكوماندوس اإلسرا يلي ضرب بيروت‬
‫فما عليك إد ادعتراف بقوة هذا اللوبي ‪ ،‬وي كد على هذه الر ية البروفيسور أدوار هيرمران وهرو‬
‫يهودي غير صهيوني ‪ ،‬كتب في مجلة فرنسية يهودية مقادت بعنوان " دود ال وار المسموح بره‬

‫‪ - 1‬لي اوبرين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 216-212‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2891/2/15 ،‬‬
‫‪ - 3‬بول فندلي ‪ ،‬من يجر على الك م ‪ ،‬ص ‪. 421‬‬
‫‪ - 4‬نديم البيطار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 12‬‬
‫‪ - 5‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 16‬‬
‫‪242‬‬
‫في الوديات المت دة ول المسرللة اإلسررا يلية " وخلرص فيره إلرى القرول برلن ‪ " :‬المجلرة الليبراليرة‬
‫الو يدة والتي كانت مستعدة ألن تنشر مرواد ليسرت م مرة إلسررا يل كانرت رامبرارتس ‪Ramparts‬‬

‫أنه يشير إلى بعه المج ت التي يمتلكها اليهود مثل كنتيري ‪ ،‬ويسينت ونيرو ويبيليرك ويعلرق برلن‬
‫هذه المج ت تمتنع تماما على أي وار أو أي مقال د ي م مصل ة إسرا يل ‪ ،‬وأشار أن كتابرات‬
‫نوام شوسكي الفرد لينتنال مفكرين اليهود ‪ ،‬والذين ينتقد إسررا يل تعطري مقرادتهم إلرى ذوي الترزام‬
‫صهيوني لمراجعتها ‪ ،‬إذ يكتب مقاله مص وب بعبارة " إنه من المناصرين القدماء لقضرية العررب‬
‫(‪)1‬‬
‫وتقدم هنا بعه الكت اب والصر فيين الرذين كترب ضرد التجراوزات اإلسررا يلية ‪ ،‬وكيرف تعامرل‬ ‫"‬
‫معهم اللوبي اإلسرا يلي ومع م سساتهم الص فية ‪.‬‬
‫ت رردا الم ررامي كلوتزتيررك وزيررر ادقتصرراد السررابق والررر يس السررابق لمنظمررة بنررت ب رررى‬
‫والمنظم الر يسي السابق للم تمر المنظمات اليهودية العالمية في ص يفة لوس أنجلوس ترايمز "إن‬
‫على إدارة الر يس ري ان أن تواجه ال قرا ق فري الشررق األوسرط بمثرل جررأة إدارة كرارتر ‪ ،‬وأول‬
‫خطوة هي وقف ال رب في لبنان فورا ‪ ،‬وس ب القوات اإلسرا يلية على أن يتبع ذلك عملية س م‬
‫م سسة تشمل جميع األطراف وبدون اعتذار ‪ ،‬ويقدم تصرميم أمريكرا ومراعراة أفضرل مصرال ها ‪،‬‬
‫ودعم رفاهية إسرا يل الطويلة األجل و ماية الس م العالمي(‪ )2‬ورد على كلوتزتيك نددت القيرادات‬
‫اليهودية ع نية به ‪ ،‬يا قال اجون روزن مدير رابطة مكاف ة ادفتراء في شيكاغوا " إن اقتراح‬
‫الكلوتزتيك بادخال منظمة الت رير الفلسطينية في عملية س م ‪ ،‬وإنشاء دولة فلسطينية ‪ .‬وانظم إليه‬
‫روبرت شربار من إيباك يعني تفاوه إسرا يل على دمارها "(‪. )3‬‬
‫ونشرررت فيررار انسرريت ريبررورت وهرري نشرررة إخباريررة أسرربوعية مقرراد افتتا يررا ضررد راء‬
‫كلوتزتيك واتهم بتروير اإلشاعات المضللة والخبيثة " األمر الذي دفرع كلوتزتيرك إلرى نقرل نشراطه‬
‫إلى باريس(‪ . )4‬وقد عانى الص في اليهودي أ‪.‬ف‪ .‬ستون من را ه ومواقفه ادستق لية ‪ ،‬فقرد كترب‬
‫في الواشنطن بوست مقاد أعرب فيه عن تخوفه من دبلوماسية الثورة ودسيما م اولرة ادستشرهاد‬
‫بررالتوراة ‪ ،‬وتبريررر سرريطرة إسرررا يل علررى الضررفة ال ربيررة ‪ ،‬فلرريس تمررت مررن يجهررل أن الترروراة فرري‬
‫تشروم أفكرارهم ‪ ،‬ويكرون‬ ‫القرون الوسطى كانت ت فظ بالكهنة إلبقا ها بعيدة عن الجمراهير ‪ ،‬لر‬
‫بينهم شقاق وفتنة ‪ .‬فقد يكون الوقت قد ان ل فظ الكتاب المقدس من ضرر جديد على األقل ‪ ،‬إلى‬

‫‪ - 1‬فوزي أ مد ميتم ‪ ،‬الهجرة ادستيطانية اليهودية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬


‫‪ - 2‬لوس انجلوس تايمز ‪. 2894/6/41‬‬
‫‪ - 3‬بول فندلي ‪ ،‬من يجر على الك م ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪. 255‬‬
‫‪ - 4‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 271‬‬
‫‪241‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬وقد عبر اللوبي اإلسرا يلي عن استياءه مرن هرذه اآلراء‬ ‫أن ينتهي النزا العربي اإلسرا يلي "‬
‫‪.‬‬
‫الفرد ليلتنال يهودي كرس ياته ل ملرة منفرردة بجدليرة مرهقرة بقرص ت يرر سياسرات دولرة‬
‫إسرا يل ‪ ،‬يا بدأ ملة عامة ‪ 2829‬بالرغم أنه بلغ السبعين من العمر فانه ترى سرنة ‪ 2892‬لرم‬
‫يتخل عن موقفه ‪ ،‬وقد نشر مقاد في مجلة ريدا دجست عام ‪ 2828‬بعنوان " رايرة إسررا يل ليسرت‬
‫رايتي " ‪ " ،‬ذر فيه من عواقب الصهيونية ثم اتبع ذلك بكتابه " ثمن إسررا يل " ‪ 2854‬ثرم كتراب‬
‫خر بعنوان " اتجاه الشرق األوسط " ‪ 2856‬وكتاب ثالا عنوانه " الوجره اآلخرر للعملرة " ‪2875‬‬
‫ومن عام ‪ 2866‬نشر ليلنتال اضخم وأشمل م لفاته وهرو " الصرلة الصرهيونية " الرذي يركرز علرى‬
‫تطور ال ركة الصهيونية ونشاطاتها في الوديات المت دة ‪ ،‬وقد أفعم الكتراب بال قرا ق والمقتبسرات‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬وفي عام ‪ 2892‬نقلته ملته إلى الشرق األوسرط‬ ‫والنوادر ‪ ،‬وتتخلله راء وتفسيرات مختلفة "‬
‫‪ 11‬مرة ‪ ،‬وعبر الوديرات المت ردة ‪ 17‬مررة ‪ ،‬وقرد سرببت لره معارضرته للصرهيونية مضرايقات فري‬
‫ياته ا لشخصية إذ أدت إلى فسخ خطوبته وإلى نفور أقرباءه منه وقد رد على فريق من اخامات‬
‫في نيويورك رصه رسميا على الردين مرن الرذين بقولره ‪ " :‬هللا و رده هرو الرذي ي ررم‪ ،‬فمازالرت‬
‫(‪)3‬‬
‫رظ البا را أدمونردغريب الرذي كترب الشريء الكثيرر عرن الشررق‬ ‫‪ .‬وي‬ ‫أشعر قرا أننري يهرودي‬
‫األوسط ووسا ل اإلع م األمريكية " إن هذه الوسا ل ترسم صورة مشرقة إلسرا يل‪ ،‬وكلنها دولة‬
‫ديمقراطيرة فري م رريط برابررة فري الشرررق األوسرط ‪ ،‬ومرن جهررة أخررى غالبرا مررا يقرال عرن الشرررق‬
‫األوسط الفلسطينيون واإلرهابيون العرب " ويصور العربي ك راوي أو سرفاح ‪ ،‬ويوافرق الصر في‬
‫لررورانس م شررر علررى أنهررم اتخررذوا للعربرري صررورة شررخص مقيررت لرره ميررول سرروداء‪ ،‬وكرمرروا‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ .‬وتلكيدا لما طرح فقد نشرت مجلة الترايم إع نرا بلربعرة ألروان علرى‬ ‫اإلسرا يلي بتصويره بط‬
‫صرورة شرريخ عربرري ت ررت كلمررة وا رردة هري القرروة ( ‪ ) power‬وصررف الصر في ريتشررارد برردوريك‬
‫الشيخ بلنه يمثل كل ما يتصوره عن عربي شرير يرتردي اللبراس السرعودي التقليردي‪ ،‬وي ردق فري‬
‫(‪)5‬‬
‫ويقول الص في هارولد ‪.‬ر‪ .‬يايتي الكاتب في ص يفة ميدل ايست جورنال‬ ‫الكاميرا ب قد واضح‬
‫جة ال سامية ‪ ،‬هي العصا التي يستعملها الصهاينة ل مل غير اليهرود علرى قبرول وجهرات النظرر‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2866/9/28‬‬


‫‪ - 2‬الفرد ليلتنال ‪ ،‬هكذا يقمع الشرق األوسط ‪ ،‬ترجمة الناشر ‪ :‬العلم للم يين ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬بدون تاريخ ‪،‬ص‪.212‬‬
‫‪ - 3‬نديم البيطار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 15-14‬‬
‫‪ - 4‬أدموند غريب ‪ ،‬أثر الت يز اإلسرا يلي في الت طية اإلع مية األمريكية للشرق األوسط ‪ ،‬المنظمة العربية‬
‫للثقافة والعلوم ‪ ،‬إدارة اإلع م ‪ ،‬تونس ‪ ، 2895 ،‬ط‪ ، 2‬ص ‪. 29‬‬
‫رول الصرورة النمطيرة للعررب فري الصر افة األمريكيرة ‪ :‬انظرر‬ ‫‪ - 5‬مجلة التايم ‪ : 2894/8/28‬لمزيد من ادط‬
‫جاك شاهين ندوة الما دة المستديرة معهد الص افة وعلوم األخبار تونس ‪. 2897/2/21‬‬
‫‪244‬‬
‫الصهيونية ‪ ،‬بشلن األ داا العالمية أو على التزام الصمت ‪ ،‬ونشرت ميدل اسرت فري عردد خراص‬
‫مقرراد لررنفس الكاتررب ت ررت اسررم مسررتعار عررن " الصررهيونية والص ر افة األمريكيررة يررا انتقررد فيرره‬
‫الم الطات والتشويهات ‪ ،‬وربما مرا أسروء مرن ذلرك إغفرال وسرا ل اإلعر م األمريكيرة غيرر المبررر‬
‫لبعه ال قا ق الهامة والمعلومات األساسية في النزا العربي ‪ -‬اإلسرا يلي(‪. )1‬‬
‫ويعزو غريرب هرذا العيرب فري ت طيرة اإلعر م األمريكري للشررق األوسرط " نج رت جهرود‬
‫اللوبي اإلسرا يلي في السيطرة على وسا ل اإلع م بشن م ت لترويع وسا ل اإلعر م المختلفرة‪،‬‬
‫وأخيرررا لفررره الرقابررة تررى أصررب ت هررذه الوسررا ل مطيعررة وجبانررة ‪ ،‬ومررن هررذه الوسررا ل تهديررد‬
‫بمقاطعرررة المنظمرررة ‪ ،‬وادفترررراءات ‪ ،‬و مررر ت التشرررهير الشخصرررية ‪ ،‬كلهرررا أسرررل ة تسرررتخدم ضرررد‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬ولكن هارولد بايتي استفاد من خبرتره وألقرى اللروم كلره علرى الصر فيين‪،‬‬ ‫الص فيين المنصفين‬
‫وليس على ض ط اللوبي اإلسرا يلي ‪ ،‬ألن الص فيين يذعنون أكثر رغم معرفتهم لل قيقة(‪ ،)3‬ومن‬
‫أشد ال م ت التي وجهت ص يفة جورنرال هيراليرد التري يعمرل فيهرا هارولرد برابتي باهراويو ‪ -‬ألن‬
‫اهتمامه أصبح متزايدا بقضية الشرق األوسط ‪ ،‬وكتب افتتا يرات ينتقرد فيهرا السياسرات اإلسررا يلية‬
‫فقد تلقى ر يس الت رير رسالة مطولة سلمت له من ر يس مجلس الجاليرة اليهوديرة الم ليرة ‪ ،‬وقرام‬
‫ستة زعماء يهرود بمقابلرة ر ريس الت ريرر فري الصر يفة بعرد أن كترب هارولرد علرى أعمرال الشر ب‬
‫والعنف في الضفة ال ربيرة عرام ‪ ، 2867‬وقرد أقرره برلن د يعرود للكتابرة فري هرذا الموضرو ‪ ،‬وقرد‬
‫عاود هارولد الكتابة في الذكرى السرنوية لمذب رة ديرر ياسرين التري قترل فيهرا ‪ 111‬فلسرطيني فري ‪2‬‬
‫أبريررل ‪ ، 2866‬وأقالرره ر رريس الت ريررر ألنرره تلقررى تعليمررات مررن المفررروه أن تكررون مررن إدارة‬
‫الم سسة ‪ ،‬بلن أسد فمك أو أطردك(‪ ،)4‬وقد هدد هارولد بلنه لن ينال الترقية الموعودة إلرى م ررر‬
‫صرف ة ادفتتا يررات فرري جورنررال هيراليررد ‪ ،‬وإزاء هرذه الضر وط ترررك هارولررد الوظيفررة ‪ ،‬واسرركت‬
‫صرروت خررر مناهضررة لليهررود فرري أمريكررا ‪ ،‬وخ ر ل صرريف ‪ 2891‬خصررص ريتشررارد برردرودريك‬
‫الص في في مينا بولس عدة لقات من زاوية األسبوعية رقيب اإلعر م ‪ ،‬لفضرح عردم موضروعية‬
‫اإلع م األمريكي في ت طيته ل جتياح اإلسرا يلي ‪ ،‬ومن جملة ما كشف عنه " إذ با على الهرواء‬
‫مرارا وتكرارا أشرطة على أنها من مخبل ياسر عرفات ‪ ،‬ومقرر منظمرة الت ريرر الرذي نسرف فيمرا‬
‫بقي شريط من إصابات المدنيين في غرفة الت رير ‪ ،‬وفيما كانت القوات البرية اإلسررا يلية تجتراح‬
‫جنوب لبنان ‪ ،‬واصلت الص افة األمريكية بفعل الض ط الموجره مرن اليهرود علرى اسرتعمال عبرارة‬

‫‪ - 1‬ميدل ايست جورنال ‪. 2869/21/41‬‬


‫‪ - 2‬أدموند غريب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 252‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 252‬‬
‫‪ - 4‬جورنال هيراليد ‪. 2894/5/16‬‬
‫‪242‬‬
‫تدخل لوصف ما هو غزو بالمعنى الصر يح(‪ ،)1‬ومرن العواقرب التري عرانى منهرا الصر فيون الرذين‬
‫نشروها كانت أكثر ازعاجا و الما أطلقت م سسة توزيع األف م السينما ية فري مينرابولس ‪ ،‬والتري‬
‫هي من أكبر مصادر المنفردة لإلع ن ‪ ،‬وردت على ما جاء في زاوية رقيب اإلع م عن إسرا يل‬
‫‪ ،‬يا اتصلوا بر يس الت رير ديب هوب وهددته بس ب إع ناتها نها يا بسبب زاوية برود ريرك‬
‫‪ ،‬وقد أذعن ر يس الت رير ووافق على أن ينشرر ردا مرن ألرف كلمرة ردا علرى مراورد فري الزاويرة‬
‫المذكورة ‪ ،‬وخ فا لسياسة الص يفة المعتادة لم يسمح لبرودريك بلن يررد علرى الررد ‪ ،‬وبعرد ثر ا‬
‫اسررابيع أبلررغ برررود ريررك بررلن الص ر يفة لررم تعررد ب اجررة إلررى خدماترره(‪ . )2‬فرري أواخررر ‪ 2894‬أجرررت‬
‫الص يفة األمريكية المختصة في ش ون الشرق األوسط مقابلة مع شابة فلسطينية إسمها أمل كانرت‬
‫تعمل مساعدة لنا ب القنصرل األمريكري ‪ ،‬وعنرد زيرارة الصر يفة للقردس التقرت أمرل وأجررت معهرا‬
‫ديا بصفتها مراسلة تلفزيونية ‪ ،‬وقد وافق نا ب القنصل األمريكي في القدس الشرقية ولكن أمرل‬
‫طردت من وظيفتها وعلقت " لقد طردت ألنهم ظنوا أنني مرن غر ة الفلسرطينيين ‪ ،‬ولكننري لرم أقرل‬
‫ردا على إ دى األس لة سوى أن عا لتي كانت تسكن في بيت يسكنه اآلن إسرا يليون "(‪. )3‬‬
‫أما الصر في األمريكري كروكبرن د رظ فري زاويتره " صروت ال ربرة " كيرف أن م ررري‬
‫النيويورك ترايمز شرطبو كلمرة عشروا ي مرن تقريرر مراسرلهم فري الخرار تومراس فريردمان بتراريخ‬
‫‪ 2891/9/4‬عنررد القصررف اإلسرررا يلي لبيررروت ‪ ،‬فكرران هررذا العمررل خرقررا لسياسررة النيويررورك تررايمز‬
‫" أنرا مراسرل فري‬ ‫المعهودة بعا بعد ذلك فريد مران برقيرة مطولرة يعررف فيهرا عرن انزعاجره قرا‬
‫غاية ال ذر ود ابالغ في األمور ‪ … ،‬أنتم تعلمون أنني على رق وأن الكلمرة ت كردها األنبراء التري‬
‫ذكرتها ‪ ،‬ولكن لم يكن لديكم الجرأة على طباعتهرا فري النيويرورك ترايمز ‪ ،‬كنرتم تخرافون أن تقولروا‬
‫لقرررا كم والررذين قررد ي تجررون علرريكم ‪ ،‬إن إسرررا يل قررادرة علررى أن تقصررف مدينررة برمتهررا قصررفا‬
‫عشوا يا"(‪. )4‬‬
‫ومن أكثر ال ادت التي ظهر فيه تلثير اللوبي الصهيوني على الص ف األمريكية‬
‫‪ ،‬فقد نشرت ص يفة الواشرنطن بوسرت عرددا مرن المقرادت رول اإلسررا يليين بخصروص‬
‫مذب ة صبرا وشاتي أدت إلى اتخاذ قرار لم يسبق له مثيل ‪ ،‬وذلرك بتعيرين ممثرل لجماعرة‬
‫م يدة إلسرا يل كمراقب في غرفة األخبرار فري الواشرنطن بوسرت ‪ ،‬ويررى برول فنردلى أن‬

‫‪ - 1‬مينا بولس اند تربيون ‪. 2891/2/11‬‬


‫‪ - 2‬الفرد لينليتال ‪ ،‬هكذا يقمع الشرق األوسط ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 82‬‬
‫‪ - 3‬ادموند غريب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 254‬‬
‫‪ - 4‬ياسين دشين ‪ ،‬الت عب بالرأي العام األمريكي ‪ ،‬مجلة الب وا اإلع مية ‪ ،‬مركز الب وا والتوثيرق اإلع مري‬
‫والثقافي والفكري ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬العدد الخامس ‪ ،‬السنة الثانية ‪ ، 2884 ،‬ص ‪. 28‬‬
‫‪245‬‬
‫الفكرة بدأت عندما اجتمع مايكل بير فيوم المدير التنفيذي لمجلرس الجاليرة اليهوديرة وهايمرا‬
‫لديو كيانير ممثل اللجنة اليهودية ‪ -‬األمريكية في المنطقة مرع م ررري صر يفة الواشرنطن‬
‫بوسررت ‪ ،‬ليقولرروا لهررم أن ثمررة مشرركلة يهوديررة مررع الص ر يفة ‪ ،‬وجرراء هررذا ادجتمررا عقررب‬
‫مراس ت كثيرة برين الصر يفة وزعمراء الطوا رف الدينيرة(‪ ،)1‬وقرد وافرق الم ررر التنفيرذي‬
‫بنجامين ‪ .‬س ‪ .‬برادلي على أن يراقب بيرفيوم عمليرات األخبرار لمردة أسربو وا رد شررط‬
‫أن د يلجرررل هرررو أو اللررروبي إلرررى الضررر ط أو التررردخل فررري عمليرررة الت ريرررر برررلي شررركل مرررن‬
‫األشكال(‪. )2‬‬
‫وفرري تعليررق علررى هررذه البررادرة الخطيرررة الترري تمررس ريررة ومصررداقية الص ر افة‬
‫‪ .‬ماكلوس الم قق في الشكاوي التي ترد على الواشنطن بوست‬ ‫األمريكية رد روبرت ‪.‬‬
‫فقال ‪ " :‬أسبو المراقبة تجربة جديرة بادهتمام ‪ ،‬وأضاف ص يح أنها غير طبيعية ولكن‬
‫(‪)3‬‬
‫ونتيجرة لهرذا التردبير خفرف انتقرادات‬ ‫القصف الذي تتعرره لره الصر ف غيرر طبيعري "‬
‫الجالية اليهودية إلى د ما ‪ ،‬في الجانب اآلخر انتقد م رر ص ف أخرى هذه البادرة وقرد‬
‫علق توماس دينشيب م رر في ص يفة ( البوسطن غلوب ) بقوله ‪" :‬أدرك الض وط التي‬
‫تعرضت ل ها الواشنطن بوست من جانب مجلس الجاليرة اليهوديرة والتعراطف مرع مرا فعلتره‬
‫(‪)4‬‬
‫وتسراءل روبررت كمبسرون م ررر األنبراء الخارجيرة فري‬ ‫ولكن مرل أد أ رذوا رذوها "‬
‫لوس أنجلوس تايمز عن عدم اإلنصاف في قرار الواشرنطن بوسرت وقرال " فري ال قيقرة د‬
‫أدري كيف يمكن عمل هذا الشيء لليهود وإنكاره على العرب " إن هذا دليل واضح بشكل‬
‫مل صانعي‬ ‫غير عادل على م اولة إسرا يل وضع الص افة األمريكية في موقف الدفا‬
‫الرأي العام على ادستما إلى صوتها(‪. )5‬‬
‫إن الضرر الذي يل ق الم سسات الص افية األمريكية من جراء الض ط اليهودي‬
‫الممارس عليها ليس بخاف على أ د ‪ ،‬وأمرا الشريء الرذي قرد د يكرون واضر ا فهرو‪ :‬لمراذا‬
‫رق أهدافره بمثرل هرذا ال مراس ؟ يمكرن إيجراز اساسره‬ ‫ظهر اللوبي إلى الوجود ؟ ولماذا ي‬
‫ودوافعه بكلمة وا دة فقط هي الخوف ‪.‬‬

‫‪ - 1‬بول فندلي ‪ ،‬من يجر على الك م ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 515-512‬‬
‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 515‬‬
‫‪ - 3‬بول فندلي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 517‬‬
‫‪ - 4‬ياسين دشين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪ ، 27‬نق عن الواشنطن بوست ‪. 2894/2/22‬‬
‫‪ - 5‬بول فندلي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 517‬‬
‫‪247‬‬
‫وتلسيسا على ما سبق فران جماعرات الضر ط د تمرارس دورهرا فري الضر ط علرى‬
‫الم سسات الص افية بشكل فر أو مباشر ‪ ،‬إد فيما ندر بل على العكس فهي تلجل إلى خلق‬
‫صورة نمطية عن العرب ‪ ،‬واليهود من خ ل الص ف على جميع المستويات ‪.‬‬
‫ظ أن الصررور‬ ‫واألشرركال الت ريريررة بدايررة مررن الخبررر إلررى الرسرروم السرراخرة فررن‬
‫النمطية لليهود متمثلة في صورة المضطهد المطارد الم ب لل ياة العا ليرة ‪ ،‬وهرو ليبرالري‬
‫مدافع عن قوق األقليات ‪ ،‬والمنادي بالمساواة ‪ ،‬والم من بالديمقراطية ‪ ،‬أما العربي فهرو‬
‫همجرررري إرهررررابي د يتفرررراهم إد بالسرررر ح ‪ ،‬قليررررل الوفرررراء متخلررررف متعصررررب ‪ ،‬د يرررر من‬
‫بالديمقراطية ‪ ،‬ود يتعاطف مرع قريم التسرامح والمشراركة أو علرى النقريه ‪ ،‬مرن ذلرك فهرو‬
‫الشيخ الذي جمع ما له عن طريق رفع أسعار النفط والمبذر لهذه األموال ب ثا عن الملذات‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬ود عجب أن يتعاطف األمريكي العادي مع اليهودي وتبعا‬ ‫‪ ،‬وهو يتميز بانعدام الذوق‬
‫لهذه الصفات التي تعمرل علرى ترسريخها اآللرة الصر افية األمريكيرة اليوميرة الرهيبرة ‪ ،‬ود‬
‫يتوقف نشاط جماعات الض ط عند هرذا ال رد برل إنهرا تعمرل علرى مراقبرة نشراط السياسرين‬
‫وصانعي الرأي ‪ ،‬وهم معرضون لرد فري الرة خرروجهم عرن الخرط الم يرد إلسررا يل ‪،‬‬
‫فلرن يجررد أي صر في مكانررا مناسربا لمقررال أو قصره إخباريررة ضرد اليهررود فري أي صر يفة ‪،‬‬
‫و تى إن وجدت فهو معره ل عتذار أو الطرد التعسرفي ‪ ،‬إرضراء لهرذا اللروبي القروي ‪.‬‬
‫إن اللرروبي يسررتخدم أسررلوب كتابررة وعررره يبررين مرردى ال اجررة فرري الررت كم بالص ر افة فرري‬
‫مخاطبة الرأي العام األمريكي ‪ ،‬لقد بلغ التركيرز علرى مصرالح جماعرات الضر ط اليهرودي‬
‫في شهر أكتوبر ‪ 2894‬ذروته فنجد ص يفة النيويورك تايمز تنشر صورة ياسر عرفات "‬
‫السنة المقبلة في القدس" ثم تلتي القصة اإلخبارية " صرح ياسرر عرفرات ع نيرة أنره يرود‬
‫أن يرى شعب إسرا يل ‪ ،‬وقد م ي عن سطح األره ‪ ،‬إن هرذا التهديرد لريس موجهرا ن رو‬
‫شعب إسرا يل فقط ‪ ،‬بل ن و أمريكا أيضا ‪ .‬إن إسرا يل أقوى ليف عسكري لنا في ذلرك‬
‫الجرزء مررن العررالم غيررر أن الررروابط بررين البلرردين أعمرق مررن ذلررك " فاسرررا يل هرري المر لررة‬
‫الديمقراطية الو يدة في الشرق األوسط ‪ ،‬وشعبها يشاركنا القريم واألهرداف عينهرا(‪ . )2‬فلرو‬
‫استخدمنا الطرا ق التقنية لت ليل الرسا ل اإلع مية فري ت ليرل األخبرار ‪ ،‬فاننرا سروف نجرد‬
‫أن الم رر لهذه القصة اإلخبارية قد استخدم أسلوبين في معالجة الخبر ‪ ،‬أسرلوب التروريط‬

‫‪ - 1‬جاك شاهين ‪ ،‬صورة العرب كما يبرزها واجهة اإلع م األمريكية ‪ ،‬مشك ت و لول ‪ ،‬دراسة قدمت فري نردوة‬
‫الما دة المستديرة ول مشرو التقر ير النها ي الصادر عن اللجنة العربية لدراسة قضرايا اإلعر م بمعهرد الصر افة‬
‫واإلع م األخبار تونس ‪-21‬أبريل‪ ، 2897-‬ص ‪. 51‬‬
‫‪ - 2‬نيويورك تايمز ‪. 2894/21/21‬‬
‫‪246‬‬
‫باألفعررال يررا اعتبررر إسرررا يل وأمريكررا متررورطين فرري مواجهررة اإلرهرراب الفلسررطيني ‪،‬‬
‫وأسلوب غريزة القطيع باستخدام كلمرة " م ري " وكلنره يرو ي برلن دافرع منظمرة الت ريرر‬
‫الفلسطينية إرهابيا ‪ ،‬وسوف يطال أمريكا لذا يجب عليها أن تت رك(‪ )1‬ختاما لهذه الجز يرة‬
‫نق ول إذا تمكن لوبي من خنق رية الك م في الوديات المت دة ول موضو هرام ومثيرر‬
‫للجدل كالشرق األوسط فان رية الك م كلها أصب ت مهددة ‪ ،‬لقد قال إبراهام لنكولن ‪" :‬‬
‫ت طم الروح التي تمثل ال رية كتراا لكل البشر في كل مكران و يثمرا كران إنمرا يقومرون‬
‫ب رس بذور الط يان عنرد غيرابكم فالديمقراطيرة تتعطرل عرن العمرل فري الجرو الرذي يخراف‬
‫المواطنون في ظله التكلم ب رية ‪.‬‬

‫كام الوديات‬
‫المجالس التشريعية في الوديات‬
‫اللوبي الصهيوني ‪:‬‬ ‫مستشار الر يس‬
‫‪ -2‬إيباك‬ ‫ال كومات في الوديات‬
‫‪ -1‬بنا ي بريت ‪.‬‬
‫‪ -4‬الكون رس اليهودي األمريكي‬ ‫رابطة أص اب المصالح النقابات‬
‫‪ -2‬منظمات الهجرة إلى إسرا يل‬
‫‪ -5‬المنظمة الصهيونية ‪ -‬األمريكية‬ ‫الف ات القيادية غير ال كومية‬ ‫الكون رس‬

‫الرأي العام الص افة وسا ل اإلع م‬

‫شكل رقم (‪ )2‬رسم توضيحي يبني القنوات اليت يستعملها اللوبي‬


‫(‪)2‬‬
‫الصهيوني للتأثري على نظام صنع القرار األمريكي‬

‫ول الطرق التقنية لكتابة األخبار الدولية راجع ‪ :‬أ مد بدر ‪ ،‬اإلع م الدولي دراسات في‬ ‫‪ - 1‬لمزيد من ادط‬
‫ادتصال والدعاية الدولية ‪ ،‬مكتبة غريب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 2866 ، 2‬ص ‪. 194-161‬‬
‫‪ - 2‬م مد زاهر السماك ‪ ،‬الج رافية السياسية أسس وتطبيقات ‪ ،‬دار الكتب ‪ ،‬الموصل ‪ ،‬ط‪ ، 2899 ، 2‬ص‪.127‬‬
‫‪249‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬المخابرات المركزية األمريكية ‪CIA‬‬
‫مـدخــل ‪:‬‬
‫وكالررررررررة المخررررررررابرات المركزيررررررررة أو مررررررررا يعرررررررررف بررررررررـ ( ‪ ) CIA‬اختصررررررررارا لررررررررـ‬
‫‪ Central Intelligence's Agency‬ولقررد برررزت الوكالررة إلررى الوجررود عررام ‪2826‬م ألول مرررة فرري‬
‫التاريخ األمريكي تم ظلت وكالة مخابرات تعمل في زمن السلم وال رب ‪ .‬اعترافرا وإقررار رسرميا‬
‫بلنها س ح ضروري لتقديم الخدمات ادستخبارية للدولرة فري عرالم غيرر مسرتقر وعرضرة للتقلبرات‬
‫السياسية ‪.‬‬
‫" جررراء تكررروين الوكالرررة فررري أعقررراب مررروت مكترررب الخررردمات ادسرررتراتيجية ‪ ،‬وهرررو جهررراز‬
‫المخابرات والجاسوسية في زمن ال رب العالمية الثانية ‪ ،‬والذي كان يعمل ت ت القيادة الديناميكية‬
‫للسيد ويليام دونو نوفان وبعرد تفكيرك المكترب ترم اسرتيعاب وظا فره فري وزارتري الخارجيرة والدولرة‬
‫األمريكية ‪ ،‬وذلك قبل عام تقريبا من إع ن دونوفان لمعتقداته الخاصة ب اجة الب د لجهاز خدمات‬

‫‪248‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬وتشرير المراجرع إلرى أن دونرو نوفران‬ ‫للمخابرات المركزية ‪ ،‬تعمل في فتررة مرا بعرد ال ررب "‬
‫اقترح برلن تقردم وتنرتر المخرابرات تقرارير التجسرس بلسراليب علنيرة وأخررى خفيرة وتقردم فري نفرس‬
‫الوقت النصح واإلرشراد ‪ ،‬وت ردد أهرداف المخرابرات علرى المسرتوى الروطني والقرومي ‪ ،‬ثرم تو رد‬
‫ادرتباطات بين المواد ادستخباراتية التي تقدمها كافة الوكادت التابعة للدولة عن المخابرات ‪.‬‬
‫" واقتررح دونرو نوفران أيضرا أن يكرون للوكالرة سرلطة القيرام براجراء عمليرات تخريبيرة فرري‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬ويبدو أن تاريخ المخابرات المركزية ال ديا ي كد أن ال كومة األمريكية قد عملرت‬ ‫الخار "‬
‫بهذه المقتر ات ‪ ،‬وخاصة القيام بعمليات تخريبية في العالم ‪.‬‬
‫" وبناء على هذه المقتر ات اصردر هنررى ترومران توجيهرا ر اسريا فري ‪ 11‬ينراير ‪2827‬‬
‫بتلسيس هي ة المخابرات القومية التي تكونت من وزراء الخارجية ‪ ،‬وال رب والب رية وممثل عن‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬وت رت بنرود قرانون األمرن القرومي لعرام ‪ ، 2826‬والرذي‬ ‫الر يس وهو األميررال ويليرام ليهري "‬
‫أصبـح نافـذا يوم ‪ 29‬سبتمبر ‪ 2826‬تم تلسيس مجلس األمن القومي ‪ ،‬ووكالة المخابـرات‬

‫‪ - 1‬وكالة المخابرات المركزية األمريكية ‪ ،‬وثا ق سرية ‪ ،‬ترجمة أشرف طلعت ‪ ،‬مكتبة مدبولي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2884‬ص ‪. 75‬‬
‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 76‬‬
‫‪ - 3‬دونالد كودارد ‪ ،‬ليند كولمان ‪ ،‬في قبضة األخطبوط ‪ ،‬م سسة دم للنشر ‪ ،‬مالطا ‪ ،‬ترجمة الناشر ‪، 2884 ،‬‬
‫ص ‪. 82‬‬
‫‪221‬‬
‫المركزية‪ ،‬وكران " دري هيوسرتن " الرذي خردم لسرنوات عديردة مستشرارا عامرا لوكالرة المخرابرات‬
‫ومسراعده األ ول جررون واريررز كانرا الضررابطين األساسررييين المعنيررين عرن صررياغة التشررريع الخرراص‬
‫بوكالة المخابرات المركزية الجديدة ‪.‬‬

‫ويف عام ‪ 2826‬صدر القانون اخلاص باألمن القومي ‪،‬‬

‫والذي كلف وكالة املخابرات املركزية بتنسيق أنشطة املخابرات املتفرقة يف البالد ‪،‬‬

‫وإجياد أوجه االرتباط بينها ‪ ،‬وتقيم ونشر وبث التقارير االستخبارتية يف أروقة احلكم ‪،‬‬

‫خاصة تلك اليت تؤثر على األمن القومي ‪.‬‬


‫وتجدر اإلشارة هنا أن تعيين مدير ونا ب مردير المخرابرات المركزيرة يرتم مرن قبرل ر ريس‬
‫الوديات المت دة األمريكية شخصيا ‪ ،‬وهرذا التعيرين يخضرع لقبرول شركلي مرن الكرون رس الرذي لرم‬
‫يرفه على امتداد السرنوات السرابقة تعيرين أي مردير أو نا رب مردير لوكالرة المخرابرات المركزيرة‪،‬‬
‫ويرجع هذا إلى التعديل الدستوري الصادر من ‪ 22‬أبريرل ‪ 2854‬يرا ترم تخويرل الرر يس اختيرار‬
‫مدير ونا ب مدير المخابرات سواء من المدنيين أو العسركريين العراملين فري الخدمرة ‪ ،‬أو الم رالين‬
‫على التقاعد ‪.‬‬
‫و تى تتمكن وكالة المخابرات المركزية من ماية مصرادرها وأسراليبها المتبعرة فري جمرع‬
‫المعلومات ‪ ،‬ب يا د يتم كشرفها ‪ ،‬أعفرى قرانون صردر فري عرام ‪ 2828‬الوكالرة مرن وجروب كشرف‬
‫تنظررريم أو أسرررماء المسررر ولين أو األلقررراب أو الرترررب أو المرتبرررات واألجرررور الخاصرررة بالعررراملين‬
‫والموظفين في الوكالة ‪ ،‬وكذلك أعدادهم وقد ازت الوكالة على مزيد من النفوذ في عهد الجنررال‬
‫وولتر يبدل سميا الذي ترم تنصريبه فري عرام ‪ ، 2851‬أمرا فري خصروص جمرع المعلومرات وإعرداد‬
‫التقارير فان الوكالة بها خبراء يقومون بت ليل التقارير الواردة إليهم من المصادر ت لي تاما ‪ ،‬ثرم‬
‫تقييمهررا تقييمررا شررام مررن جانررب كبررار الخبررراء علررى مرردار ‪ 12‬سرراعة يوميررا ‪ ،‬وبمعرردل سرربعة أيررام‬
‫أسبوعيا ‪.‬‬
‫وترى مارجوري ك ين أنه " ب لول عام ‪ 2854‬تضاعفت القوة الشخصية والذاتية لوكالة‬
‫المخابرات المركزية من مجرد م ات قليلرة إلرى مرا يزيرد عرن ‪ 21‬ألرف مررة ‪ ،‬وفري غضرون ثر ا‬

‫‪222‬‬
‫سنوات اول وولتر سميا إدخال ت يرات دورية على الجهاز ‪ ،‬ونجح تى يرتمكن مرن أن يصربح‬
‫جهازا فعاد في قل المخابرات السرية "(‪. )1‬‬
‫غير أنه في عام ‪ 2865‬ال ي القانون الذي يعفي من نشر هياكل وتنظيم وكالرة المخرابرات‬
‫المركزية ‪ ،‬يا بدأ الكرون رس والجهراز فري نشرر ع نيرة ‪ ،‬وللعامرة ‪ ،‬وبصرورة رسرمية األسراس‬
‫التنظيمي لوكالة المخابرات وتراكيب هياكلها الفرعية ‪.‬‬
‫وبنشر مجموعرة مرن الكترب رسرما توضري يا لهيكليرة المخرابرات المركزيرة األمريكيرة فري‬
‫وقتها ال الي ‪ ،‬وبالنظر إلى هذه الهيكلية يتضح مدى اعتماد القيادة األمريكية على هذه الوكالرة فري‬
‫الق يام بمهامه تتعدى تقديم المعلومات والتقارير إلى القيام بما يعرف بالنشاط الخفي ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مدير المخابرات المركزية‬

‫مرررررررررررردير العرررررررررررراملين‬ ‫إدارة المخابرات المركزية‬ ‫مجلس المخابرات القومية‬


‫بالمخابرات الداخلية‬

‫المدير التنفيذي‬ ‫ادستشارات العامة‬

‫مراقب النفقات‬ ‫مكتب الش ون العامة‬ ‫المفتم العام‬

‫مكتب ادتصادت التشريعية‬

‫نا رررررررب المررررررردير‬ ‫نا ب مدير المخابرات‬ ‫نا ب المدير للعلوم‬ ‫نا ب المدير للعمليات‬
‫للش ون اإلدارية‬ ‫والتكنولوجيا‬

‫مكترررب الت لررري ت‬ ‫مكتب الب وا والتنمية‬


‫السوفياتية‬
‫مكتررررررب الب رررررروا‬
‫العلمية والتسلي ية‬
‫األوروبية‬ ‫مكتب التطوير والهندسة‬
‫مكتررررررب القضررررررايا‬
‫العالمية‬
‫الشرررررررق األدنررررررى‬ ‫جهاز اإلذاعة الخارجية‬
‫وجنوب سيا‬ ‫للمعلومات‬
‫مكتب الت لي ت‬
‫شرق سيا‬
‫مكترررررررب اإلنترررررررا‬
‫والدعم الت ليلي‬
‫أفريقيررررا وأمريكررررا‬ ‫مكتب الخدمات الفنية‬
‫ال تينية‬
‫المكتررب المرجعررري‬
‫المركزي‬

‫‪ - 1‬مارجوري ك ين ‪ ،‬المرشد والدليل في معرفة وكادت المخابرات ‪ ،‬ترجمة الناشر ‪ ،‬الدار الدولية للنشر ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 2895 ، 2‬ص ‪. 121‬‬
‫‪ - 2‬وكالة المخابرات األمريكية ‪ ،‬وثا ق سرية ‪ ،‬ترجمة طلعت غيم ‪ ،‬مكتبة مدبولي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 2884 ، 2‬ص‬
‫‪. 94-91‬‬
‫‪221‬‬
‫المركز القومي لتفسير‬
‫الصور الفوتوغرافية‬

‫شكل رقم (‪ )1‬رسم توضي ي للهيكل التنظيمي لوكالة المخابرات المركزية األمريكية‬
‫فنجد أن وجود وكالة المخابرات المركزية كلداة أساسية في كوكبة المخابرات األمريكية د‬
‫يل ى دورها الر يسي باعتباره البوثقة التي تصب فيها كل أجهزة وإدارات المخابرات في الوديات‬
‫المت دة ‪ .‬إن النظر إلى هذه الهيكلية يفصح بما د يد مجال للشك أن وكالرة المخرابرات المركزيرة‬
‫تتعدى مجال المخابرات وجمع البيانات إلى أخطر من ذلك ‪ ،‬فهرل يمكرن أن يتركرز نشراط كرل هرذه‬
‫اإلدارات والمكاتررب والمختبرررات علررى تجميررع البيانررات وتقررديم التقررارير والمعلومررات ‪ ،‬د شررك أن‬
‫اإلجابة المقنعة وأكيدة على هذا التسا ل في هذه الوكالة ت مل كل األخطار الم دقة باإلنسانية وكل‬
‫الم سي اإلنسانية ‪.‬‬
‫في الشكل التالي نوضح كوكبة المخابرات أو مجمع المخابرات األمريكية ‪ ،‬وكيرف يصرب‬
‫كله في إناء وا د ‪ ،‬وهو وكالة المخابرات المركزية ‪ ،‬األمر الذي يعني أن كل ما هرو اسرتخباراتي‬
‫يجب أن يذهب إلى هذه الوكالة ذات السمعة السي ة عالمية(‪. )1‬‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 221‬‬


‫‪224‬‬
‫وكا‬
‫حرية‬

‫لة‬
‫ت ال ب‬

‫األم‬
‫ل قوا‬
‫تا‬

‫ن ال ق‬
‫ابرا‬
‫مخ‬

‫ومي‬
‫الجو‬
‫سالح‬

‫م‬
‫خاب‬
‫رات‬

‫ر‬
‫مخ اب‬

‫ات‬
‫س‬
‫الح‬
‫ال‬
‫جو‬
‫مدير ‪AIC‬‬

‫وكال ة‬
‫‪AIC‬‬ ‫مجتمع المخابرات‬ ‫مكتب جمع المعلومات للمخابرات‬

‫األمريكية‬
‫مخ‬

‫الية‬
‫اب‬
‫رات‬

‫در‬ ‫الفي‬
‫حث‬
‫وز ا‬

‫لمبا‬
‫با‬
‫رة ال‬

‫مخابرات وزارة ال طاقة‬

‫مكت‬
‫انة‬
‫خ ار‬

‫خز‬
‫ة ال‬
‫جية‬

‫ز ار‬
‫تو‬
‫ب را‬
‫خا‬
‫م‬

‫شكل رقم (‪ )4‬رسم توضي ي لكوكبة أجهزة المخابرات في الوديات المت دة األمريكية‬
‫دشك أن الجزء القادم سوف يشير إلى المهام الخطيرة التي قامت بها كل هرذه الوكالرة فري‬
‫إق ق را ة اإلنسانية ‪ ،‬ودفعها للعيم في الة رب وقلق وصرا ‪ ،‬ولكرن أيرن يقرع مبنرى وكالرة‬
‫المخابرات ‪ ،‬وما هي مواصفات بناء الموقع الذي تخر منه كل الجرا م والعمليات اإلرهابية ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬مبنى وكالة المخابرات المركزية ‪:‬‬
‫يقع مبنى وكالة المخابرات المركزية على بعد ‪ 9‬أميال من وسط المدينة العاصمة واشنطن‬
‫‪ ، D.C‬وقد اختار أره المبنى الذي تش له اليا وكالة المخرابرات المردير السرابق لهرا الرين دادس‬
‫‪ ، 2872-2854‬أمررا المبنررى فقررد تررم بنررا ه علررى هي ررة ال رررم الجررامعي ‪ ،‬أو رررم إ رردى الكليررات‬
‫الجامعية ‪ .‬فقد تم تصميمه في أواسط الخمسينات باشراف شركة هاريسون وابد اموفينر التي تتخذ‬
‫من نيويورك مقرا لها ‪ ،‬وهي نفس الشركة التي صممت مبنى األمم المت دة ‪.‬‬
‫وفي أكتوبر ‪ 2856‬تم البدء في تشييد المقر الجديرد للوكالرة ‪ ،‬وكران الرر يس إيزنهراور هرو‬
‫الذي وضع جر األساس للمبنى فري نروفمبر ‪ ، 2858‬وترم تشرييد المبنرى وادنتهراء منره ‪2878‬م ‪،‬‬
‫وقد افتتح المقر ال الي في عهد الر يس ترومان ‪ ،‬ويتكون المبنى مرن مليرون مترر مربرع ‪ ،‬و يثمرا‬
‫‪222‬‬
‫تقرريس المسررا ة الكليررة للمقررر نجررد أن المبنررى واألره الم يطررة برره تبلررغ ‪ 128‬فرردان ‪ ،‬وقررد وضررع‬
‫الرواق الر يسي والردهة من الخرسانة المقاومرة للقصرف والقنابرل ‪ ،‬وقرد جلرب رخرام المقدمرة مرن‬
‫ودية جورجيا األمريكية(‪. )1‬‬
‫لقد كان القصد من إعطاء لم ة عن مب نى الوكالة لره سرببان فري نظرر البا را ‪ :‬األول هرو‬
‫م اولة رسم هالة طقوسية باضافة الشكل الجامعي بكل ما ي مله من معاني عن المبنى ‪ ،‬وم اولة‬
‫إعطاء صورة على أن الوكالة تقتصر في أعمالها كم سسة علمية تصدر عنها التقرارير واألب راا‬
‫والدراسررات ‪ ،‬والسرربب الثرراني وهررو األهررم أن اإلدارة األمريكيررة اولررت بوضررع هررذا الشرركل لوكالررة‬
‫إعطاء هالة أكبر لوكالة المخابرات األمريكية ‪ ،‬وأنها القدر الموجرود فري كرل مكران ‪ ،‬وأن لهرا مرن‬
‫اإلمكانيات ما د يسرتطيع معره أي معراره لسياسرة األمريكيرة الصرمود أمرام هرذه القروة الخارقرة ‪،‬‬
‫ولكن ما هي مهام وكالة المخابرات المركزية األمريكية ؟‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 92‬‬


‫‪225‬‬
‫ثانيا مهام وكالة المخابرات المركزية ‪:‬‬
‫لقد عمدت اإلدارة األمريكية منذ أن أنش ت وكالة المخابرات أن ت صر مهمرة الوكالرة فري‬
‫تنسيق األنشطة المخابراتية الخاصة بشتى اإلدارات ال كومية والوكادت ‪ ،‬مرن أجرل صرالح األمرن‬
‫القومي األمريكي ‪ ،‬وهذه المهام يمكن إيجازها في(‪: )1‬‬
‫‪ -2‬إسررداء النصررح لمجلررس األمررن القررومي فيمررا يتعلررق بلنشررطة المخررابرات ‪ ،‬الترري تقرروم بهررا‬
‫اإلدارات والوكادت المختصة من أجل األمن القومي ‪.‬‬
‫‪ -1‬تقرررديم التوصررريات إلرررى مجلرررس األمرررن القرررومي ‪ ،‬مرررن أجرررل تنسررريق مثرررل هرررذه األنشرررطة‬
‫ادستخباراتية ال كومية ‪.‬‬
‫‪ -4‬القيام بتصميم وإيجاد الروابط بين البيانات ‪ ،‬ونشر المعلومرات السررية التري تتعلرق براألمن‬
‫القومي ‪ ،‬مع اتخاذ اد تياطات الم ددة باستمرار اإلدارات والوكادت المختصة في جمرع‬
‫وتقييم وإيجاد الروابط بين البيانات ‪ ،‬ونشر المعلومات السرية ‪.‬‬
‫‪ -2‬أداء الخدمات ذات الصالح العام ‪ ،‬ألجل الوكادت المخابراتية القا مرة بالفعرل ‪ ،‬وهري التري‬
‫يقدر مجلس األمن القومي ‪ ،‬أن إجرا ها على المستوى المركزي سيكون أفضل ‪.‬‬
‫‪ -5‬القيرام بالوظرا ف األخررى المتعلقرة بالمخرابرات المر ثرة علرى األمرن القرومي سربما يقرررر‬
‫مجلس األمن القومي من ين آلخر ‪.‬‬
‫إن النظر إلى هذه المهام بشكلها المطلق يعطي انطباعا وهو أن هذه الوكالة لم تقتررف فري‬
‫ق اإلنسانية أي جرا م ترذكر ‪ ،‬ولكرن بعره اإلشرارات تكفري لكري تردل علرى مرا هري مهرام وكالرة‬
‫المخابرات ‪ ،‬لقد تركز جل مهام وكالة المخابرات المركزية علرى م اربرة ادت راد السروفياتي إبران‬
‫ال رب الباردة ‪ ،‬أضف إلى ذلك عمليات ادغتيال للقادة المناهضين لسياسة الوديات المت دة أمثال‬
‫سلفادور للنيدي في تشيلي ‪ ،‬ودعمت األقلية البيضاء في جنوب أفريقيا‪ ،‬وأطا ة بال كومة الثورية‬
‫في نيكاراغوا ‪ ،‬وخططت مرات عديدة دغتيال كاسترو ‪ ،‬وأنتجت من مختبراتها أمراه اإليدز ‪،‬‬
‫واألسل ة الجرثومية ‪ ،‬فهذه هي المهام الر يسية التي تعمل وكالة المخابرات المركزية على تنفيذها‬
‫‪ ،‬أما ما سبق ذكره في كتراب مرارجوري ك يرن ‪ ،‬فانره د يعرد إد مجررد مهرام صرورية تقردم لعرالم‬
‫رغم معرفة المجتمع الدولي ل قيقة هذه الوكالة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬رسررالة تلقاهررا البا ررا عبررر شرربكة ادنترنررت مررن متخصررص فرري العلرروم األمنيررة مررن وديررة اركنسررو بترراريخ‬
‫‪ ، 2889/9/12‬ترجمررة طرراهر قبيررة ‪ ،‬توجررد نفررس هررذه المهررام فرري كترراب مررارجوري ك يررن " تعلرريم المخررابرات فرري‬
‫أواسط الثمانينات " ‪. 2898‬‬
‫‪227‬‬
‫ولكن ما يهمنا بعد هذه المقدمة المروجزة عرن وكالرة المخرابرات المركزيرة األمريكيرة التري‬
‫يمكن إن جاز القول أن تعتبر سلطة أخرى تضاف إلى الهيكرل السياسري فري الوديرات المت ردة فري‬
‫تعاملها مع العالم ‪.‬‬
‫كيف ت ثر هذه الم سسة األمنية على وسا ل اإلع م وخصوصا الص افة األمريكية ؟‬

‫ثالثا ‪ :‬المخابرات المركزية والصحافة األمريكية ‪:‬‬


‫يشررير الرردكتور جرراب هللا موسررى إلررى أن وكالررة المخررابرات المركزيررة األمريكيررة " كانررت‬
‫مس ولة وخاصة في الستينات على الدعاية الدولية للوديات المت دة عن طريق مكاتبها في الخار‬
‫‪ ،‬وقد أنفقت ين ذلك والي ‪ 2.6‬بليون دودر على ب روا ادتصرال ‪ ،‬وقرد خصصرت ‪ %11‬مرن‬
‫هذا المبلغ لتسيير وتش يل مكاتبها التابعة للوكالة في واشنطن "(‪. )1‬‬
‫ويرى أيضا أن من األهداف التي سعت إليها الوكالة من خ ل هذه الب وا ‪:‬‬
‫‪ -2‬إعررداد التقررارير عررن ادتجاهررات والرردوافع لرردى الشررعوب األخرررى الترري يرغررب فرري مخاطبتهررا‪،‬‬
‫وادتصررال بهررا األمررر الررذي يسرراعد الوكالررة علررى رسررم صررورة واضر ة المعررالم لتلررك الشررعوب‬
‫وكيف يمكن التلثير في سياستها بطريقة ت م متطلبات سياسة الهيمنة ‪.‬‬
‫‪ -1‬ت ليل ادهتمامات الجارية لهذه الشعوب ‪ ،‬والهدف من وراء ذلك معرفة إمكانيات التلثير علرى‬
‫هذه ادهتمامات ‪ ،‬بشكل يخدم سياسات الوديات المت دة ‪ ،‬كما دا في نيكاراغوا وغرينادا ‪.‬‬
‫‪ -4‬ت ديد العناصر القيادية داخل هذه المجتمعات وذلك للوقف على إمكانيات استخدام هذه القيادات‬
‫سررواء الط بيررة أو النقابيررة أو العسرركرية كبررديل يخرردم السياسررة األمريكيررة ‪ ،‬واألمثلررة علررى ذلررك‬
‫كثيرة ‪ ،‬منها ارنستو بنتوشيه في تشيلي ‪.‬‬
‫‪ -2‬الوصول إلى أفضل الطرق التي يمكن اتباعها لمخاطبة تلك الشعوب ‪.‬‬
‫‪ -5‬قي اس تلثير برامر الوكالة وتقنينها على الشعوب ‪ ،‬وذلك من خ ل التقارير التي تعدها مصادر‬
‫الوكالة لمعرفة مدى نجاح الوكالة في خطتها اإلع مية والسياسية في الترلثير علرى شرعوب أي‬
‫منطقة ‪.‬‬
‫‪ -7‬ت ليرل الدعايرة األخررى وإصرردار النشررات اإلع نيرة عرن الوكالررة ذاتهرا ‪ ،‬غيرر أن ت ليرل هررذه‬
‫الدعاية د يخلو من تكنيك خدمة المصل ة ‪ ،‬وت ويل األنظار الذي يعمرل علرى ت ويرل الدعايرة‬
‫السياسية إلى هدف لت طيم أي سياسة مخالفة لتوجهات الوديات المت دة ‪ .‬فعندما تقدم التقارير‬

‫‪ - 1‬جاب هللا موسى سرن ‪ ،‬ادتصرال الردولي والع قرات الدوليرة ‪ ،‬م اضررات غيرر منشرورة ‪ ،‬جامعرة قراريونس ‪،‬‬
‫قسم اإلع م ‪ ، 2884 ،‬ص ‪. 11‬‬
‫‪226‬‬
‫عن خررير أو قا رد وطنري بلنره دكتراتور ‪ ،‬فران ليرة الدعايرة د تقرف عرن رسرم هرذه الصرورة ‪،‬‬
‫األ مر الذي يجعل مجرد ذكر اسم ذلك الزعيم أو المناضل يقترن باإلرهاب أو بالدكتاتورية ‪.‬‬
‫ولكن يمكن تقييم نشاطات الوكالرة فري أنهرا تخردم ادتجاهرات السياسرية الخارجيرة للوديرات‬
‫المت دة األمريكية ‪.‬‬
‫ويشير موسى السيد إلرى جرم الهيمنرة التري تفرضرها وكرادت المخرابرات األمريكيرة علرى‬
‫السا ة اإلع مية العالمية ‪ ،‬ويقدم لنا أرقام مذهلة ت كد بمرا د يرد مجراد للشرك أنره بامكران وكالرة‬
‫المخابرات إ داا انق ب في دولة بدون استخدام الجيوم ‪ ،‬بل يكفي تسخير وسرا ل اإلعر م التري‬
‫لديها إل داا زعزعة داخلية لهذه الدولة ‪ ،‬فيقول " تمتلك وزارة الدفا األمريكيرة ‪ 12‬مليرون ميرل‬
‫مرن نظررام ادتصررادت األمريكرري ‪ ،‬وللقرروات الب ريرة األمريكيررة و رردها ع قررات منتظمررة مررع ‪711‬‬
‫م طة تلفزيونية ‪ 5111‬م طة إذاعية ‪ .‬ويملك البنتاغون ‪ 151‬م طة إذاعية في شتى أن اء العالم‪،‬‬
‫ويصدر ما يقررب مرن ‪ 2111‬صر يفة و ‪ 211‬مجلرة وعردد ‪ 21‬مليرون نسرخة سرنويا مرن النشررات‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬وي كد سن الزين أنه في عام ‪ 2897‬بلغ عمر الدا رة األمريكيرة المعروفرة‬ ‫المختلفة في العالم‬
‫بـ " وكالة أنباء الوديات المت دة ‪ 44 UIAS‬عاما ‪ ،‬وفري وديرة ري ران الثانيرة جررت إعرادة تنظريم‬
‫هذه الدا رة الدعا ية ال كومية بتلسيس مقسم للبا التلفازي من أجرل الدعايرة الخارجيرة‪ ،‬ولردى هرذا‬
‫اد تكار كما يشير الزين ‪ 122‬ممثلية في ‪ 18‬بلدا تزود الدا رة المرذكورة برالمواد اإلع ميرة ‪ ،‬كرل‬
‫يوم والي ‪ 21‬دف ص يفة ‪ 5111‬م طة إذاعية ‪ .‬وتنفق على الدعاية الخارجية مبلغ ‪ 5‬مليارات‬
‫دودر سررنويا ‪ .‬وفرري عهررد ري رران أيضررا مرردير الوكالررة ال كوميررة عضررو فرري مجلررس األمررن القررومي‬
‫األمريكررري ‪ ،‬وتخضرررع هرررذه الوكالرررة لم اسررربة لجنرررة فرعيرررة تابعرررة للكرررون رس مختصرررة بررراإلع م‬
‫الخارجي(‪. )2‬‬
‫وهذا يبرين أن أغلرب وسرا ل اإلعر م الموجرودة فري العرالم اآلن ‪ ،‬د تخلرو برالنظر إلرى هرذا‬
‫الدعم الها ل من المخابرات األمريكية من وجود دعرم مباشرر أو غيرر مباشرر ‪ ،‬يقردم لهرذه الوسرا ل‬
‫اإلع ميررة األمررر الررذي يجعلنررا نشرركك فرري موضرروعيتها والتزامهررا بلخ قيررات العمررل اإلع مرري‪،‬‬
‫فالقاعدة اإلع مية المعروفة تقول " من يملك يوجه ‪ " .‬فال كومة األمريكية تملك أكثر مرن نصرف‬
‫الخارطة اإلع مية ‪ ،‬وبامكانها ت ريك هذه اآللة في ادتجاه الذي ي م سياستها الخارجية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬موسررى السرريد ‪ ،‬موقررع اإلعر م فرري النمرروذ الشررامل لل ررزو اإلمبريررالي ‪ ،‬م ويررة للشرراهد ‪ ،‬العرردد ‪ ، 211‬ديسررمبر‬
‫‪ ، 2884‬ص‪. 42‬‬
‫‪ - 2‬سن الزين ‪ ،‬الهيمنة اإلمريكية على اإلع م العالمي ‪ ،‬م وية الشاهد ‪ ،‬العدد ‪ ، 211‬ديسمبر ‪ ، 2884‬ص‪.12‬‬
‫‪229‬‬
‫ولم يخف مساعد مدير الوكالة األمريكيرة ل‪،‬نبراء أهرداف الوكالرة ‪ ،‬عنردما قرال أمرام اللجنرة‬
‫التابعة للكرون رس ‪ " :‬إن رسرالة الوكالرة اإلع ميرة هري السرعي لت قيرق مصرالح الوديرات المت ردة‬
‫األمريكية في الخار "(‪. )1‬‬
‫وتعرررف هررذه الوكالررة باسررم " مكتررب ادسررتع مات األمريكيررة " ‪ ،‬تقرروم سررفارات‬
‫الوديات المت دة في جميرع دول العرالم باصردار نشررات إع ميرة ‪ ،‬بادتفراق مرع وزارة الخارجيرة‪،‬‬
‫ووكالرة المخرابرات المركزيرة ‪ ،‬وتقروم الوكالرة باصردار وتمويرل عشررات المجر ت والصر ف فرري‬
‫أكثر من ‪ 11‬دولة ‪.‬‬
‫وفي جانب هام من جوانب العمل اإلع مي للوديات المت دة األمريكية في الخار ‪ ،‬ومن‬
‫مجمو فرو أجهزة اإلع م ‪ ،‬تتكون إمبراطورية متراميرة األطرراف ‪ ،‬تخردم علرى مردار السراعة‬
‫استراتيجيات واشنطن ‪ ،‬يا ت تكر وكالة المخابرات المركزية م طرات خاصرة فري ‪ 11‬بلردا فري‬
‫أمريكا ال تينية ‪ " ،‬تشارك الوكالة مع شركات م لية في ‪ 757‬م طة إذاعية من أصل ‪ 616‬تردار‬
‫من قبل ث ا م سسات في المكسيك ‪ ،‬وتسيطر شركة وا دة على اربع قنوات تلفزيونية من أصل‬
‫ست قنوات في مكسيكو سيتي ‪ .‬وفي كولومبيا تمتلرك اربرع م سسرات ‪ 142‬إذاعرة مرن أصرل ‪497‬‬
‫أما التلفزيون فتسيطر عليه ث ا م سسات فقط "(‪. )2‬‬
‫إن هررذه السرري طرة المباشرررة وغيررر المباشرررة لوكالررة المخررابرات المركزيررة دشررك فرري أنهررا‬
‫تجعلهررا الم رررك الر يسرري إلعر م العررالمي ‪ ،‬وقررد اسررت لت اإلدارة األمريكيررة هررذا المجررال اسررت د‬
‫سنا يا عملت إذاعة صوت أمريكا على مواجهة الخطر الشريوعي ‪ ،‬وكشرف كرل مرا يردور فري‬
‫ادت اد السوفياتي ‪ ،‬وخاطبت المجتمع الشيوعي بمواد وبرامر معدة سلفا من المخابرات المركزيرة‬
‫‪ ،‬جعل الكثير من الجماهير في داخرل ادت راد السروفياتي يضرع ع مرة اسرتفهام علرى هرذا النظرام ‪،‬‬
‫وسياسته ‪ ،‬فانهيار ادت اد السوفيتي يمكن إرجا أ د أسبابه إلى استخدام اآللة اإلع ميرة مرن قبرل‬
‫الوديات المت د ة ضده من خ ل با رسا ل إع مية ‪ ،‬ت دا الشك فري هرذا النظرام لردى الجمراهير‬
‫في ادت اد السوفيتي ‪.‬‬
‫ويررى الصر في األمريكري برروب ورودار " أنره فري جانرب العمليررات الم طراة أو مرا يطلررق‬
‫عليها أ يانا اسم األعمال القذرة ‪ ،‬والخاصة بجمع المعلومات وت ليلها ‪ ،‬نجد أن وكالرة المخرابرات‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪ ،‬تقرير عن اللجنة الفرعية للكون رس ‪. 2892/8/15‬‬


‫‪ - 2‬السيد موسى ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 45‬‬
‫‪228‬‬
‫المركزيررة تسررتخدم وسررا ل اإلع ر م مررن ص ر ف ومج ر ت ودور نشررر وشررركات إنتررا سررينما ي‬
‫وتلفزيوني ‪ ،‬وهو مجال مهم لدى وكالة المخابرات المركزية "(‪. )1‬‬
‫وفي أواخر السبعينات تم تكليف لجنة فرعية بالكون رس األمريكري بر اسرة النا رب ادوارد‬
‫بودند بالت قيق في الدور الذي لعبتره وكالرة المخرابرات المركزيرة فري التضرليل والت عرب باألنبراء‬
‫واألخبار الص فية واإلع م والدعاية السروداء ‪ ،‬وخاصرة فري بلردان العرالم الثالرا وقرد كشرفت تلرك‬
‫الت قيقات قا ق مثيرة ل هتمام منها ‪:‬‬
‫‪ -2‬أن العديررد مررن مراسررلي الصرر ف األمريكيررة فرري الخررار هررم إمررا عمرر ء مررلجورون لوكالررة‬
‫المخابر ات ‪ ،‬أو مجرد أدوات لها ‪ ،‬يا يقردمون لرجرال المخرابرات فري عواصرم بلردان العرالم‬
‫الثالا معلومرات دقيقرة ومفيردة جردا ‪ ،‬ولهرذا السربب فران العديرد مرن الصر ف ووكرادت األنبراء‬
‫األمريكية بما فيهرا الصر ف الكبررى مثرل النيويرورك ترايمز والواشرنطن بوسرت كانرت موضرع‬
‫اتهام ‪ ،‬بلنها تضم أعدادا كبيرة من عم ء المخابرات المركزية ‪ ،‬وأن كاتبا كبيرا من نيويورك‬
‫تايمز سيروس سواز برجر قد نشر مقاد من أعداد المخابرات المركزية ‪ ،‬ورد الص في علرى‬
‫إنه مرن الطبيعري أن يكرون للصر في أمريكري يعمرل فري الخرار ع قرات مرع رجرال‬ ‫ذلك قا‬
‫المخابرات ‪.‬‬
‫‪ -1‬أن وكالة المخابرات تمول أو تسيطر علرى العديرد مرن الصر ف ووكرادت األنبراء التري ت رتفظ‬
‫بمراسلين في الخار ‪ ،‬ويقدر عدد الصر ف والمجر ت ووكرادت األنبراء التري تملكهرا الوكالرة‬
‫بصورة كلية أو جز ية ‪ 111‬ص يفة ومجلة ‪.‬‬
‫‪ -4‬خ ل السنوات الماضية اتضح أن أكثرر مرن عشررة مرن كبرار مسر ولين فري وكالرة المخرابرات‬
‫ا لمركزية ‪ ،‬قد عملوا لفترة من الوقت ت ت ستار أنهم مراسلون خارجيون للعديد من الصر ف‬
‫ووكادت األنباء األمريكية ‪ ،‬وغالبا ما يتم ذلك بموافقة ر ساء ومديري الت رير فري الصر ف‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬ذكر أ د مس ولي وكالة المخابرات المركزية أنه كثيرا ما كان علرى صرلة بعمر ء يعملرون فري‬
‫المكاتب الخارجية لوكالة أنباء يونايتد برس ‪ ،‬واسيوشيد برس األمريكيتين ‪ ،‬وأنه كان يزودهم‬
‫بلخبار مفبركة بالكامل ‪ ،‬وكانوا ينج ون في دسها بين األخبار العادية التي تذيعها الوكالتان ‪.‬‬
‫‪ -5‬إن الجهود التي كانت تبذلها وكالة المخابرات المركزية للتضليل والت عرب اإلع مري‪ ،‬كانرت‬
‫تص ل في بعه األ يان إلرى رد خردا الدبلوماسريين األمرريكيين أنفسرهم ‪ ،‬غيرر أن السرفارات‬

‫‪ - 1‬بوب ورودار ‪ ،‬الهردف ‪ :‬الشررق األوسرط ‪ ،‬ترجمرة سرامي الرزار ‪ ،‬دار سرينا للنشرر ‪ ،‬ط‪ ، 2‬القراهرة ‪، 2881 ،‬‬
‫ص‪. 271‬‬
‫‪251‬‬
‫األمريكيررة تتلقررى ت ررذيرا ‪ ،‬لترروخي ال ررذر مررن الدعايررة السرروداء الترري يروجهررا عم ر ء وكالررة‬
‫المخابرات األمريكية في الخار ‪.‬‬
‫‪ -7‬أكررد ولرريم كررروليمي المرردير السرررابق لوكالررة المخرررابرات أن الوكالررة كانرررت تسررتخدم الصررر فيين‬
‫األمريكيين الم ليين ‪ ،‬وكثيرا ما كانت أندية الص افة ونقابات وات رادات الصر فيين المنتشررة‬
‫في العالم تستخدم كلماكن للقاء جمع المعلومات ‪ ،‬وفي ماني ومكسيكو سيتي كان ر يس نرادي‬
‫الص افة في كل منها عمي للوكالة ‪.‬‬
‫‪ -6‬أقررر ث ثررة سررفراء أمررريكيين كررانوا يمثلررون ب دهررم فرري أفريقيررا ‪ ،‬بررلن وكالررة المخررابرات كانررت‬
‫ت يطهم علما باألخبار المفبركة ‪ ،‬التي تنشر في الص ف الم لية(‪ ،)1‬ففي أنجرود ت ردا جرول‬
‫ستوكويل الذي عمل في الوكالرة لمردة اثنتري عشررة سرنة ترى وصرل إلرى ر اسرة فريرق العمرل‬
‫الخرراص بررلنجود ‪ ،‬ثررم ألررف كتابررا ي مررل اسررم الب ررا عررن أعررداء ‪ ، 2869‬يررا ت رردا عررن‬
‫األساليب اإلع مية التي كان يلجل إليهرا ب شرد التلييرد لجبهتري فرن ويونيترا التري كانرت تمرولهم‬
‫المخررابرات المركزيررة ‪ ،‬فيقررول أن خبررراء الدعايررة فرري الوكالررة كررانوا يقومررون بتررلليف األخبررار‬
‫مفبركة ‪ ،‬أخبار معينة وتسريبها إلى الص ف الم لية في العاصمة الزا يرية كينشاسا ‪ ،‬وعند ذ‬
‫تقرروم بعرره الصر ف األوروبيررة بنقررل هررذه األخبررار عررن صر ف كينشاسررا ‪ ،‬علررى أنهررا قررا ق‬
‫ليصبح ممكنا بعد ذلك أن تنقلها وكادت األنباء الكبرى إلى العالم "(‪. )2‬‬
‫وهي تفسر الطريقة التي أشار إليها دونالدكودارد في كتابه في قبضة األخطبوط فيقول ‪" :‬‬
‫أرسلت و كالة المخابرات المركزية إلى عميلها تروني أسرمر قا رد شربكة التجسرس فري لبنران شرريطا‬
‫ي تروي علرى معلومرات تتعلرق بعمليرة إيرران ‪ -‬جيررا ‪ ،‬ف رول هرذا العميرل المعلومرات إلرى صر يفة‬
‫الشرا ‪ ،‬وهي مجلة إخبارية تصدر في بيرروت بالعربيرة ‪ ،‬مواليرة لسروريا بتراريخ ‪،2897/8/14‬‬
‫وعندما نشر تفص يل صفقة بيع األسل ة إلى إيرران مقابرل الرهرا ن ‪ ،‬نقلرت وسرا ل اإلعر م ال ربيرة‬
‫الخبر ‪ ،‬فل دا فضي ة عالمية أضطر الر يس ري ان مرن شردة ال رر الرذي نرتر عنهرا إلرى فصرل‬
‫أوليفر نورا من منصبه ‪ ،‬كما قبل استقالة األدميرال جون بند كسير خليفة مراكفرلين مرن منصرب‬
‫المستشار في األمن القومي "(‪. )1‬‬
‫وي كد ليدل هارا على أن الص ف الكبررى فري الوديرات المت ردة درجرت علرى سياسرات‬
‫إصدار طبعات خاصة بالدول العربية ‪ ،‬وذلك بادتفراق مرع مكترب ادسرتع مات األمريكيرة ‪ ،‬وعرن‬
‫طريررق هررذه الطبعررات تعررره وجهررة النظررر األمريكيررة ‪ ،‬وهرري وجهررة نظررر أمريكيررة ب ثررة يعرردها‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 272-271‬‬


‫‪ - 2‬نشر هذا التقرير المفصل في ص يفة نيويرك تايمز ‪. 2868/2/41 ،‬‬
‫‪252‬‬
‫متخصصون ف ي السياسة األمريكيرة ترى تنفرذ هرذه البدعرة إلرى عقرول العررب ومرن ثمرة ين رازون‬
‫القراء إلى صف السياسة األمريكية ضد معارضتها(‪. )2‬‬
‫وفرري هررذا اإلطررار أفشررى مجلررس الشرريوخ فرري الوديررات المت رردة سرررا ‪ ،‬مفرراده أن وكالررة‬
‫المخررابرات المركزيررة قررد دفعررت أمررواد طا لررة للص ر افة التشرريلية لتعرراره اللنرردي ‪ ،‬كمررا أن لجنررة‬
‫البرلمان أكدت أن نسربة ‪ %18‬علرى األقرل مرن النشراط السرري للوكالرة عبرر السرنين ‪ ،‬كانرت علرى‬
‫مشاريع الدعاية ووسا ل اإلع م ‪ ،‬وبرذلك نج رت المخرابرات األمريكيرة فري إ رداا انقر ب داخرل‬
‫تشيلي ‪ ،‬بدعم بينوشيه ‪ ،‬واغتيال سلفادور اللندي ‪ ،‬وأكردت صر يفة واشرنطن شرارينو أنره فري عرام‬
‫‪ 2864‬كان هناك ‪ 21‬مراس متفرغا وص فيا ‪ ،‬يتلقون رواترب مرن وكالرة المخرابرات المركزيرة‪،‬‬
‫ومن األمثلة على انخراط رجال الص افة في المخابرات األمريكية ‪ ،‬أنه مثيل عملية غزو الوكالرة‬
‫المسلح إلى غويتماد في عام ‪. )3(2852‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن ص فيا استقال من منصبه في ص يفة التايمز ‪ ،‬دشرتراكه فري عمليرات‬
‫الوكالة شبه العسكرية في تلك الب د ‪ ،‬وكانت مجلة التايم منرذ أيرام هنرري لرويس و لرن والرس علرى‬
‫ع قات دقيقة مع الوكالة ‪ .‬قال مدير وكالة المخابرات األمريكية للشر ون العمليرة والتنميرة السرابقة‬
‫كررارل و ليررت ‪ " :‬إن وكالررة المخررابرات المركزيررة األمريكيررة كانررت فرري عررام ‪ 2871‬علررى علررم أن‬
‫ا نوويا ويقول كارل ‪ :‬طلب مني مدير وكالة المخابرات عدم نشر هذا الخبر‬ ‫إسرا يل طورت س‬
‫في الص افة ‪ ،‬ودفعت الوكالة لنفي ص ة هذه المعلومات "(‪. )1‬‬
‫إن هذا التواط بين المخابرات األمريكية وإسرا يل ليس األول من نوعره ‪ ،‬أو أنره ال ردا‬
‫الو يد بل إن ادت كثيرة تبين أن التعاون د م دود بين الموساد و ‪ CIA‬في مجال ادستخبارات‬
‫وتبادل المعلومات ‪.‬‬
‫ومن الممارسات اآلخذة في الشيو هي استخدام المخابرات األمريكية الص افة األمريكية‬
‫للتلثير على القرارات داخل الدول األخرى ‪.‬‬
‫فعندما نف ت كومة كول في المانيا برلن الشرركات األلمانيرة كانرت تسراعد القرذافي فري بنراء‬
‫مصررنع ل‪،‬سررل ة الكيميا يررة فرري الرابطررة علررى بعررد خمسررين مرري مررن طرررابلس ‪ ،‬قامررت المخررابرات‬
‫األمريكية بتسريب أدلتها المستقاة مرن ادسرتط عات الفضرا ية ‪ -‬التجسرس برالقمر الصرناعي ‪ -‬إلرى‬

‫‪ - 1‬دونالد كودارد ‪ /‬ليند كولمان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 292‬‬


‫‪ - 2‬ــــــــــ ‪ ،‬المناورات ال ربية الدفاعية ‪ ،‬ترجمة إبراهيم جزي ي ‪ ،‬دار العلرم للم يرين ‪ ،‬بيرروت ‪ ،‬بردون تراريخ ‪،‬‬
‫ص‪. 88‬‬
‫‪ - 3‬واشنطن شارينو ‪. 2864/4/11 ،‬‬
‫‪251‬‬
‫وسرا ل اإلعر م األ مريكيررة ‪ ،‬هرذا األمرر رردا بالمجلرة " شررنيرن " إلرى القيرام بت قيررق صر في ررول‬
‫الموضرررو ‪ ،‬وأجبررررت ال كومرررة األلمانيرررة علرررى اددعررراء برررلن مصرررنع الرابطرررة يصرررنع األسرررل ة‬
‫الكيميا ية(‪. )2‬‬
‫وهذه ليست المرة األولى التي أجبررت فيهرا ال كومرة األمريكيرة الصر افة األمريكيرة علرى‬
‫شن هجوم على طرا بلس بتقديم معلومات مفبركرة ‪ ،‬ال ايرة منهرا ‪ :‬تلليرب الررأي العرام العرالمي ضرد‬
‫القذافي ‪.‬‬
‫ففي أواخر نروفمبر ‪ 2897‬صروتت الجمعيرة العامرة ل‪،‬مرم المت ردة علرى قررار يردين ب رزم‬
‫قصف ليبيا في إبريل باعتباره انتهاكا للقانون الدولي ‪ ،‬والقرار الذي قدمته ‪ 16‬دولة دعا الوديرات‬
‫المت دة إلى ادمتنا عن استعمال القوة أو التهديد باستعمال القوة ضد ليبيا ‪ ،‬وإعطاء ليبيا قرا فري‬
‫التعويضات على الخسا ر التي تعرضت لها(*) وبعد صدور هذا القرار اتضح أن اإلع م األمريكي‬
‫والشررعب األمريكرري قررد تعررره ل ملررة تضررليل ‪ ،‬تهرردف إلررى خررداعهم ‪ ،‬وذلررك إليهررام القررذافي بلنهررا‬
‫ستقوم بمزيد من األعمال العسكرية ضده ‪ ،‬وقد ذكرت صر يفة الواشرنطن بوسرت أن إدارة ري ران‬
‫دخلت في رب أعصاب مع القذافي ‪ ،‬على أمل تخويفه ودفعه إلى رد فعل غير عق ني"(‪.)3‬‬
‫وكانت هذه الخطرة صريلة اجتماعرات برين وزيرر الخارجيرة جرور شرولتز ومردير وكالرة‬
‫المخررابرات المركزيررة وليررا م كررايس فرري أواخررر يوليررو ‪ ،‬دعررت الخطررة الترري تقرروم اإلدارة األمريكيررة‬
‫بالدعاية لتجدد خطر اإلرهاب الدولي من جانب القرذافي ‪ ،‬وبالترالي تردبير اإلطا رة بره ‪ ،‬وتضرمنت‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ .‬ويبردو أن الخطرة كمرا يشرير‬ ‫الخطة ض وطا ذات طبيعة سياسية واقتصادية وعسكرية ونفسرية‬
‫فرانيس بويل قرد ت يررت عردة مررات ‪ ،‬وترم تعرديلها أثنراء اجتماعرات مرا يسرمى مجموعرة التخطريط‬
‫المسبق ل‪،‬من القومي ‪ ،‬وهي هي ة فرعية لمجلس األمن القومي ‪ ،‬ول سن ال ظ فقد تسربت الخطة‬
‫إلى الص افة بواسطة عناصر غير راضية على قيام عمرل عسركري ضرد ليبيرا ‪ ،‬ومرع ذلرك وعلرى‬
‫األقل في البداية قامت وسا ل اإلع م األمريكية بالدعاية للخطر ال ربي لل كومة ‪ ،‬الرذي أدى إلرى‬
‫وجود دد ل إضافية على دعم ليبيرا لإلرهراب الردولي ‪ ،‬ولكرن المرا ترم الكشرف عرن اخرت ق إدارة‬

‫‪ - 1‬م مد المصري ‪ ،‬اإلرهاب اإلمبريالي ‪ ،‬كتاب الشعب ‪ ،‬العدد ‪ ، 7‬الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع ‪ ،‬طررابلس‬
‫‪ ،‬ط‪ ، 2891 ، 2‬ص ‪. 497‬‬
‫‪ - 2‬لررن ترروفلر ‪ ،‬ت ررول السررلطة ‪ ،‬ترجمررة نبيررل عثمرران ‪ ،‬فت رري بررن شررتوان ‪ ،‬الرردار الجماهيريررة للنشررر والتوزيررع ‪،‬‬
‫مصراته ‪ ،‬ط‪ ، 2885 ، 2‬ص ‪. 412‬‬
‫* ‪ -‬تم المصادقة على القرار في ‪ 11‬نوفمبر ‪ 2897‬وثيقة األمم المت دة رقم ‪. A22/54/2896‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2897/9/16 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪ ،‬الوديات المت دة تقرر الض ط على القذافي ‪. 2897/9/18 ،‬‬
‫‪254‬‬
‫ري ان ومخابراته المركزية ل ملرة التضرليل ضرد القرذافي ‪ ،‬برادرت الصر افة بسريل مرن ادنتقرادات‬
‫ضد مديري تلك ال ملة(‪. )1‬‬
‫فالص افة األمريكية لم تشرح للرأي العام األمريكري أن اإلدارة األمريكيرة بكرل م سسراتها‬
‫كانررت متورطررة فرري ملررة تضررليل منظمررة ضررد ليبيررا والقررذافي منررذ عررام ‪ ، 2892‬والسرربب سررب‬
‫اعتقررادي هررو عرردم رغبررة وسررا ل اإلعر م فرري ادعتررراف بلنهررا خرردعت ‪ ،‬وتررم جرهررا إلررى أن تكررون‬
‫شريكة غير واعية في خطط اإلدارة لإلطا ة بالقذافي طول خمس سنوات‪.‬‬
‫والص يفة التري كشرفت هرذه ال ملرة هري الواشرنطن بوسرت ‪ ،‬وقرد نشررت فري مقادتهرا فري‬
‫‪ 2897/21/1‬مقاد عن مذكرات هذه ال ملة ت رت عنروان " القرذافي هردف لخطرة تضرليل أمريكيرة‬
‫سرية " ‪ ،‬وتتضمن هذه المذكرات معلومات مضللة قدمتها وسا ل اإلع م علرى أنهرا قرا ق ‪ ،‬وقرد‬
‫رراول ري رران إعطرراء مبرررر لهررذه ال م ر ت ‪ ،‬برردافع إق ر ق القررذافي وإرباكرره دون األخررذ فرري عررين‬
‫ادعتبررار الرررأي العررام األمريكرري والعررالمي ‪ ،‬الررذي بنررا فكرررة علررى القررذافي بخطررة مضررللة وغيررر‬
‫قيقية"(‪. )2‬‬
‫إن هرذه الواقعررة وغيرهرا تقرردم لنرا دليررل التشرركيك فري مصررداقية وسرا ل اإلعر م األمريكرري‪،‬‬
‫خاصررة عنرردما اكتشررفنا الرردور الكبيررر الررذي تلعبرره وكالررة المخررابرات المركزيررة فرري الت عررب بهررذه‬
‫الوسا ل اإلع مية ‪ ،‬خدمة لمصال ها ‪ ،‬والس ال الذي تطر ه اليوم ‪ ،‬هل يمكن الوثوق فيما تقدمره‬
‫وسا ل اإلع م ‪ ،‬سواء األمريكية أو ال ربية ‪ ،‬بعد ما تعرفنا على اليد الطولى لمخابرات األمريكية‬
‫فيها ؟‬
‫د شك أن هذا الس ال يضعنا في مفترق طرق صعب ‪ ،‬ألن اإلجابة عنه بنعم يدفع بنا إلى‬
‫التصديق على كل ما تطر ه هذه الوسا ل ‪ ،‬واإلجابة ب يعنري أننرا سروف نقرف فري شرك أمرام كرل‬
‫قيقرري أم إن بصررمات المخررابرات‬ ‫صر يفة عنرردما تقرردم لنررا موضرروعا هامررا ‪ ،‬فهررل هررذا الموضررو‬
‫واض ة عليه ؟‬
‫ويكفررري أن تعررررف أن المعالجرررة اإلخباريرررة فررري الصررر افة األمريكيرررة تترررلثر بشررركل كبيرررر‬
‫بالمخابرات المركزية ‪ ،‬أما عن طريق المعلومات أو الص فيين ‪.‬‬

‫‪ - 1‬لمزيد من ادط ‪ ،‬فرانسيس بويل ‪ ،‬السياسة الخارجية األمريكية ‪ ،‬دار المستقبل اإلس مي‪،‬ص‪.415-412‬‬
‫‪ - 2‬بوب ورودار ‪ ،‬ال ساب ال رية السرية لوكالة المخابرات المركزية ‪ ، 2896-92‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 652‬‬
‫‪252‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬الشركات المتعددة الجنسيات‬
‫مـدخل ‪:‬‬
‫أدى ادسررتقرار الررذي جرراء بعررد ال رررب العالميررة الثانيررة كضرررورة إلررى إعررادة البنرراء فرري‬
‫ادقتصاد نتيجة الخراب الذي دا بفعل ال رب ‪ ،‬األمر الذي أدى لتخفريه معردل نمرو عرالي فري‬
‫الناتر الصناعي ‪ ،‬في الفترة ما بين ‪2865-2854‬م ‪.‬‬
‫وكان إلعادة بناء ادقتصراديات أثرر كبيرر فري إ رداا اخرت ل التروازن المرزمن برين الردول‬
‫الم تطورة واألخرى النامية ‪ ،‬فقد زادت الثورة الصناعية إلرى ظهرور الشرركات المتعرددة الجنسريات‬
‫‪ ، MNCS‬التي نقلت التقنية الجديدة من الزراعة والصناعة من ال رب إلى العالم الثالا ‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار يشير س‪.‬ف‪ .‬ستافر فرانيوس إلرى انتقرال نمرط الزراعرة األمريكيرة إلرى مرا‬
‫وراء الب ررار ‪ ،‬وأشررهرها باسررم الثررورة الخضررراء غيررر أن تصرردير هررذه الثررورة قررد أهمررل مصررالح‬
‫ين في دول العالم الثالا(‪ ،)1‬والمهم هنا فري هرذا الجرزء أن فشرل اسرتراتيجية التصرنيع البرديل‬ ‫الف‬
‫ل ستيراد ‪ ،‬أدى إلى اعتماد استراتيجية اقتصادية جديدة ‪ ،‬فرضرتها الشرركات المتعرددة الجنسريات‪،‬‬
‫التي ت سار نموها بشكل مذهل بعرد ال ررب العالميرة الثانيرة ‪ ،‬بسربب مرا رل عردة أتا رت لهرا ذلرك‬
‫النمو ‪ ،‬فالعامل األول كان التقدم التقني الثابت في المركز(*)‪ ،‬وهو الشرط ال زم الكرامن خلرف كرل‬
‫موجة من موجات التوسع عبر الب ار ‪ ،‬بدء من أيام ال زاة األسبان إلى أيام الموظفين التنفيرذيين ‪،‬‬
‫ولم يكن باإلمكان إدارة عمليات تلك الشركات في هرذه األيرام ‪ ،‬بشركل مركرزي مباشرر علرى نطراق‬
‫علمرري ‪ ،‬لررود بعرره المبتكرررات التقنيررة الترري جرراءت بهررا الثررورة الصررناعية كادتصررادت بواسررطة‬
‫األقمار الصناعية ‪ ،‬واستعمال ال اسبات اإللكترونية ‪ ،‬باإلضافة إلى تقسيم عملية اإلنتا إلى فرو‬
‫ر يسية وثانوية ‪ ،‬إلى ال د الذي يجعل ممارسة العمليات الثانوية ‪ ،‬د يستلزم إد الشيء اليسير من‬
‫المهارة التي يمكن تعلمها خ ل فترة وجيزة جدا ‪.‬‬
‫أما خر العوامل التي سهلت نمو الشركات متعددة الجنسيات ‪ ،‬فهو قيام ال واجز الجمركية‬
‫ل ماية الصناعات البديلة ل ستيراد(‪ ،)2‬ولكن عندما اكتشفت تلك الشركات أن التعريفات الجمركيرة‬
‫تعرقل تصدير منتجاتها إلى البلدان النامية ‪ ،‬عمدت إلى إقامرة مصرانعها خلرف أسروار التعريفرات ‪،‬‬

‫‪ - 1‬س ‪ .‬ف ‪ .‬ستافر فانيوس ‪ ،‬التصد العالمي ‪ ،‬العالم الثالا يشب عن الطوق ‪ ،‬المجلد الثاني ـ ترجمة موسى‬
‫الزعبي ‪ ،‬دار الط س ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ ، 2899 ، 2‬ص ‪. 556‬‬
‫* ‪ -‬يقصد بالمركز الدول ال ربية الوديات المت دة ‪ ،‬بريطانيا ‪ ،‬فرنسا ‪.‬‬
‫‪ - 2‬افيريت هاجن ‪ ،‬اقتصاديات التنمية ‪ ،‬ترجمة جور خروري ‪ ،‬مركرز الكترب األردنري ‪ ،‬عمران ‪ ،‬ط‪، 2899 ، 2‬‬
‫ص ‪. 549‬‬
‫‪255‬‬
‫وبدأت باإلنتا مباشرة ل‪،‬سواق الم لية والخارجية ‪ ،‬التي كان بمقدور تلك الشركات أن تنفذ إليهرا‬
‫نظرا دنخفاه تكاليف األيدي العاملة وبراعة العمليات ‪.‬‬
‫ويجدر بنا أد نت افل عن الدور الذي تلعبه كومات العالم الثالا في تشجيع نمو الشركات‬
‫متعددة الجنسيات ‪ ،‬ألنها مت فزة دجتذاب رأس المال األجنبي ‪ ،‬والصناعة األجنبية‪ ،‬لتخفيف شدة‬
‫البطالة في بلدانهم ‪ ،‬ونالت تلك الشركات ادمتيرازات السرخية ك يرازة المواقرع بلسرعار رخيصرة أو‬
‫مجانررا ‪ ،‬و قرروق اسررتخدام مرافررق الهيكررل األساسرري ‪ ،‬والمعاملررة الضررريبية التفضرريلية وإبا ررة رد‬
‫األرباح إلى أوطانهم ‪ ،‬وليس مست ربا كما يشير رينه ديمون إلى نمو الشركات متعددة الجنسيات ‪،‬‬
‫بدءا من عام ‪ 2851‬فصاعدا بمعردل ‪ ، %21‬وفري عرام ‪ 2891‬عمردت المنظمرة التجاريرة المردعوة‬
‫هي ة الم تمر إلى تنصيب أكبر الو دات ادقتصادية الما رة فري العرالم ‪ ،‬وا تلرت الوديرات المت ردة‬
‫المقدمة ‪ ،‬وتبين أن ‪ 48‬و دة من الو دات الما ة لرم تكرن دود ‪ ،‬إنمرا شرركات متعرددة الجنسريات ‪،‬‬
‫وجاء في مقدمتها شركة اكسكسون األمريكية ‪ ،‬والتي يزيد مبيعاتها عن منتو كل البلدان الخمسرة‬
‫عشر التي ت تل طليعة التصنيف ‪ ،‬وتبين فقط أن ادت اد السوفيتي والصين تتفوق علرى الشرركة ‪،‬‬
‫كما أن بلدين من العالم الثالا يتفوقان على الشركة هي الهند والبرازيل(‪. )1‬‬
‫والقول إن الشركات متعددة الجنسيات تتيح فرص العمل للبلدان التي هي في أمس ال اجرة‬
‫إليها قد ينطوي على تجاهل مطلق تماما " فهناك شركات أمريكية إقامت معاملها في هونغ كونغ ‪،‬‬
‫يررا أن نسرربة ‪ % 71‬مررن القرروى العاملررة تمررارس أعمالهررا فيهررا طيلررة سرربعة أيررام"(‪ . )2‬وفرري هررذا‬
‫الخصوص أكدت األمم المت دة " أن الشركات متعددة الجنسيات ذات األساس األمريكي مولت بين‬
‫عام ‪ 2856‬وعام ‪ 2875‬ما يقارب ‪ %94‬من استثماراتها في أمريكا ال تينيرة تمروي م ليرا "(‪، )3‬‬
‫إن هذا األمرر نرتر عنره تردفق صرافي رأس المرال كرل عرام مرن البلردان الفقيررة إلرى البلردان ال نيرة ‪،‬‬
‫وبرهنررت الشررركات علررى أنهررا لررم تسررتطع إنهرراء الررة التبعيررة دقتصرراد العررالم النررامي لل رررب‪ ،‬بررل‬
‫ضاعفت من تعميرق التبعيرة ألن معظرم رأس المرال كران يصردر مرن المركرز إلرى التخروم ‪ ،‬لتمويرل‬
‫المشاريع الم لية ‪ ،‬أما اليوم فان الشركات تقيم المشاريع وتشرف على تش يلها ضمن بلردان العرالم‬
‫الثالا ‪ ،‬مما يتيح قدرا من السيطرة على اقتصاد البلدان النامية ‪ ،‬والسبب الثاني الكامن وراء عردم‬

‫‪ - 1‬رنييرره ديمررون ‪ ،‬نقررد العررالم المعاصررر ‪ ،‬ترجمررة جررور طرررابيم ‪ ،‬الم سسررة العربيررة للنشررر واإلبرردا ‪ ،‬ال ردار‬
‫البيضاء ‪ ،‬ط‪ ، 2884 ، 2‬ص ‪. 72‬‬
‫‪ - 2‬افريت هاجن ‪ ،‬اقتصاديات التنمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 521‬‬
‫‪ - 3‬رمزي زكي ‪ ،‬الرأسمالية العالمية الراهنرة وع قتهرا بالرديون الخارجيرة لردول المتخلفرة ‪ ،‬ال لقرة الثانيرة ‪ ،‬مجلرة‬
‫الثقافة العربية ‪ ،‬العدد الثاني ‪ ،‬السنة السادسة عشر ‪ ،‬فبراير ‪ ، 2898 ،‬ص‪. 211‬‬
‫‪257‬‬
‫إقامة تلك الشركات أي منفذ أمام بلدان العالم الثالا هو أن هذه الشركات عمقرت درجرة ادسرت ل‬
‫والتبعية على د سواء ‪.‬‬
‫وتجرردر اإلشررارة هنررا إلررى أن الشررركات متعررددة الجنسرريات تخرروه صررراعا مررع الشررركات‬
‫المنافسة على ال صرص فري السر وق العالميرة ‪ ،‬وقرد تمكنرت هرذه الشرركات مرن تطروير اسرتراتيجية‬
‫تستطيع بموجبها أن توجه ادستثمار واإلنتا من مكان إلى خر في العالم ‪.‬‬
‫ويرررى بررول كينرردي " أن ازدهررار الشررركات متعررددة الجنسرريات فرري السرربعينات ‪ ،‬يعررود إلررى‬
‫تخلي الوديات المت دة على قاعدة الذهب ‪ .‬ثم ت ه ت ريرر عرام لمراقبرة النقرد فري عردد مرن الردول‪،‬‬
‫فقد ققت هذه الخطوة توفير مزيد من السيولة النقدية للتجارة العالمية "(‪. )1‬‬
‫إن هررذه الخطرروة قررد عررززت ترردفق ادسررتثمارات الرأسررمالية العررابرة للقررارات ‪ ،‬وعملررت‬
‫الشركات متعرددة الجنسريات علرى فرره شرروطها علرى البلردان والردول التري تتعامرل معهرا سرب‬
‫تعمل على فتح باب ادستثمار والتصنيع ‪ ،‬شرط أن يكون مص وبا بخفه مذهل للقيرود ‪ ،‬بمرا فري‬
‫ذلك الضرا ب(*) ‪ ،‬ويضيف كيندي إلى أن " الشركات متعرددة الجنسريات تسرتخدم سريطرتها الكاملرة‬
‫على الدول النامية من خ ل استخدامها المتقن لوسرا ل اإلعر م وادتصرال ‪ ،‬فري عرالم ينتشرر ‪711‬‬
‫مليررون جهرراز تلفزيررون يصرربح المشرراهدون مسررتهلكين ل‪،‬خبررار واألفكررار ‪ ،‬بقرردر اسررته كهم للسررلع‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬وبمعنى خر فان بعه الشركات متعددة الجنسيات تعمل في إنتا وسا ل ادتصال‬ ‫التجارية "‬
‫‪ ،‬فانها تقوم بالتوجيه والت كم في هذه الوسا ل عن طريق العمل على توافرهرا لكرل فررد فري العرالم‬
‫بقصد توصيل رسالتها إليهم ‪.‬‬
‫ومما سبق نطرح الس ال التالي هل يقتصر دور الشركات متعرددة الجنسريات علرى الهيمنرة‬
‫ادقتصادية فقط ؟‬

‫‪ - 1‬بول كنيدي ‪ ،‬ادستعداد للقرن ال ادي والعشرين ‪ ،‬ترجمة م مد عبد القادر ‪ ،‬دار الشروق للنشر ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط‪2‬‬
‫‪ ، 2884 ،‬ص ‪. 64‬‬
‫* ‪ -‬لقد كانت هذه الشركات تى وقت قريب تنتمي إلرى دولرة معينرة ترى ولرو كانرت تعمرل فري كرل أرجراء العرالم ‪،‬‬
‫فشرركة ‪ IBM‬كانرت د ريرب أمريكيرة إد أن ت ديررد جنسرية الشرركات برات اآلن أصرعب فرري ظرل نظرام خلرق الثررروة‬
‫الجديد يا ترتبط شركات بعدة اقطار في شكل ت الفات بمجموعات فر شركة ‪ IBM‬في اليابان يعد شركة يابانية‬
‫مرزدوة أوجره وشرركة فرورد للسريارات تملرك ‪ %15‬مرن شرركة مرازدا وشرركة هونردا تصرنع سريارات فري الوديررات‬
‫المت دة يكتب كينم أو هما ي المستشار اإلداري العرالمي فري هرذا الخصروص يقرول " مرن الصرعوبة ت ديرد جنسرية‬
‫الشركات الدولية أنها ت مل علم عم تها وليس علم ب دها " ‪.‬‬
‫‪ - 2‬بول كنيدي ‪ ،‬نفس المصدر ‪ ،‬ص ‪. 65‬‬
‫‪256‬‬
‫أوال الشركات المتعددة الجنسيات والصحافة األمريكية ‪:‬‬
‫لقد لعبت الشرركات متعرددة الجنسريات دورا هامرا جردا فري الهيمنرة ال ضرارية أو السريطرة‬
‫والتدخل في وسا ل اإلع م ‪ ،‬إن المركز الديناميكي أو ال رسمي في شكل اإلمبريالية ال ضرارية‪،‬‬
‫هررو الوديررات المت رردة بسرربب توسررعها فرري التجررارة الخارجيررة وادسررتثمارات اإلع ميررة فرري البلرردان‬
‫األجنبية ‪ ،‬منذ ال رب الكونية توسعا د مثيل له ‪ .‬فبين عامي ‪ 2865-55‬تضاعفت قيمة صرادرات‬
‫الوديات المت دة خمسة أضعاف تى بل ت سرنويا ‪ 816‬بليرون دودر فري رين أن القيمرة ادسرمية‬
‫ل ستثمارات الوديات المت دة بليون دودر فهذا التوسرع العرالمي الها رل تررك بصرماته علرى العرالم‬
‫الثالا على شكل ثار ضارية عميقة وأدت إقامة المشراريع الصرناعية ضرمن بلردان العرالم الثالرا‬
‫إلى الت ل ل ال ضاري أعقد مما كان عليه قديما ‪.‬‬
‫وأشار الكاتب الهندي " أ ‪ .‬ك ‪ .‬ن بدراوي " إن لنقل التقنية عدة مضامين ضارية عميقة‬
‫ألن التقنية تشبه المادة الموروثة فقال ‪ " :‬إنها ت مل معها قوانين المجتمع الرذي ولردت فيره وأ دثره‬
‫بلسباب ال ياة ‪ ،‬وت اول نسخ صورة ذلك المجتمع … في بي ة الطبقة والقيمة ادجتماعيرة فاقتبراس‬
‫الهند ل ضارة غربية ذات توجه ترف ‪ ،‬وإنتا كثيف لرأس المال ‪ ،‬أدى إلرى قيرام مجتمرع ثنرا ي ‪،‬‬
‫مجتمع المدن المتفرنجة ذات التوجه ال ربي المترف ‪ ،‬ضمن القطاعرات الها لرة ذات الفقرر الفرردي‬
‫والبطالة الجما عية والهجرات الكبيرة إلى المدن وتفاوت الدخول تفاوتا كبيرا "(‪. )1‬‬
‫إن الم سسرررات الفرعيرررة التابعرررة للشرررركات متعرررددة الجنسررريات نسرررخت صرررور مجتمعاتهرررا‬
‫األصلية في البلدان المضيفة ‪ ،‬فهي التي تقرر ما يجب تصنيعه وهي التي ت فز الطلب ادسته كي‬
‫دمتصرراص اإلنتررا المصررنو مررن خر ل مجررادت الدعايررة المللوفررة ‪ ،‬وهكررذا فرران نشرروء الشررركات‬
‫العالميرررررة والبنررررروك العالميرررررة أفضرررررى بشررررركل د منررررراص منررررره إلرررررى تعمررررريم ت ركرررررات شرررررار‬
‫" ماديسون " ‪ ،‬مركز الدعاية في مدينة نيويورك على مستوى العالم بلكمله ‪.‬‬
‫ففي عام ‪ 2852‬كانت وكادت اإلع ن الث ثون األولى في الوديات المت دة د تستثمر إد‬
‫‪ % 5‬من مجمل إيراداتهرا مرن ت ركاتهرا فيمرا وراء الب رار ‪ ،‬وفري عرام ‪ 2861‬إزدادت هرذه النسربة‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬هذا األمر جعل ثلا إيراداتها اإلجماليرة البال رة ‪ 6‬بليرون دودر يرلتي مرن‬ ‫سبعة أضعاف تقريبا‬
‫الخار ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ل ‪ .‬س ‪ .‬ستافريافوس ‪ ،‬التصد العالمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 522‬‬


‫‪ - 2‬افيبريت هاجن ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 522‬‬
‫‪259‬‬
‫وقد أنفقت شركة ‪ %56 colgate palmdire‬من ميزانية إع ناتها خار الوديات المت دة‪،‬‬
‫وفي عرام ‪ 2865‬أفرادت أكبرر عشررة وكرادت إعر ن فري الوديرات المت ردة أن ال سرابات األجنبيرة‬
‫تمثل النسب األكبر لديها(‪. )1‬‬
‫من هنا يتضح أن األثر ادجتماعي لتخصيص مثل هذه المبالغ الطا لة لبلدان العرالم الثالرا‬
‫والذي يمكن تقديره من خ ل اتفاقات اإلع نات للفرو الصناعية األمريكية التي تشركل أكثرر مرن‬
‫ثلا اإلنفاقات العامة على األشكال الثقافية األخرى ‪.‬‬
‫إن شار ماديسون كما يشير عبرد هللا عبرد الردا م رغرم ترلثره علرى المعرايير ال ذا يرة لردول‬
‫العالم الثالا ‪ ،‬كان له أفدح األضرار علرى منظومرات القريم فري المجتمعرات الناميرة ‪ ،‬يرا النسرب‬
‫العاليررة مررن األميررة تترررك أبررواب ميررادين اإلع ر م مفتو ررة علررى مصررراعيها أمررام شرربكات اإلذاعررة‬
‫والتلفزيون األمريكية ‪ ،‬ويشير أيضا إلى أن شربكة تلفزيرون كولومبيرا ‪ CBS‬وزعرت برامجهرا علرى‬
‫‪ 211‬بلد كما تم التقاط نشرتها المصورة عن القمر ادصطناعي(‪. )2‬‬
‫وي كد ذلك ما جاء من نص تقرير الشبكة عام ‪ 2879‬بلن " ‪ %85‬من بيروت العرالم ال رر‬
‫تدخلها أخبارنا "(‪. )3‬‬
‫إن وسا ل اإلعر م وخصوصرا الصر افة تن رو نفرس من رى شربكة ‪ ، " CBC‬فمجلرة الرايرد‬
‫دجسيت تنشر في ‪ 212‬بلدا ‪ ،‬تى أن تداولها اإلجمالي خار الوديرات المت ردة بلرغ ‪ 22.5‬مليرون‬
‫نسخة "(‪. )1‬‬
‫ويخلص كل من ريتشارد بارنيت ورونالرد ميولرد فري كتراب البرا العرالمي نفروذ الشرركات‬
‫متعددة الجنسيات إلى استنتا فيما يتعلق بترلثير الشرركات علرى عقرول أغلبيرة الجرنس البشرري فري‬
‫العالم الثالا ‪ " ،‬إن نفس الدور الرذي تلعبره وزارة الدعايرة فري خلرق القريم واألذواق والمواقرف فري‬
‫المجتمعررات الترري تفضررل كومررة الوديررات المت رردة دعوتهررا بالمجتمعررات الم لقررة ‪ ،‬تلعبرره الشررركات‬
‫متعددة الجنسيات في العديد من ارجاء العالم ‪ ،‬فمن خ ل وسا ل اإلعر م تمرارس الشرركات ترلثيرا‬
‫على عقول النصرف الم روي مرن الشرعب المكسريكي وأكثرر ‪ ،‬اسرتمرار سرن الترلثير الرذي تمارسره‬
‫ال كومة المكسيكية أو البرنامر الثقافي المكسيكي ‪ ،‬فالنسبة التي تواضب على المدرسة بعد الصف‬
‫الثالا د تشكل إد فنة ض يلة من الشعب المكسيكي ‪ ،‬ونسبة األمية التي تعترف بها الدولة ‪%16‬‬

‫‪ - 1‬ارمان ماني و ‪ ،‬الشركات المتعددة الجنسيات وأنظمة ادتصادت ‪ ،‬منشورات انتربرس ‪ ،‬براريس ‪ ، 2867‬ص‬
‫‪. 47‬‬
‫‪ - 2‬عبد هللا عبد الدا م ‪ ،‬الشركات متعددة الجنسيات ‪ ،‬المال والتقنية ‪ ،‬السياسة الدولية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬السنة ‪ ، 44‬العدد‬
‫‪ ، 219‬أبريل ‪ ، 2886‬ص ‪.95‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 97‬‬
‫‪258‬‬
‫‪ ،‬فاد تكاك بالمدرسة ا تكاك عرضي في ين أن المواظبة علرى بررامر وسرا ل اإلعر م مواظبرة‬
‫أبدية "(‪. )2‬‬
‫ويضيف سير دتوم قوله إن دعاية ال كومة د تضاهي نفوذ اإلع نرات ‪ ،‬ففري شروار‬
‫مكسيكو سيتي الر يسية تنافس دفتات ال كومة التي ت ه المواطن على النظافة دسرتقطاب انتبراه‬
‫الجمهور مع لو ات اإلع نات الضخمة عن البيرة وأدوات التجميل والثياب األنيقة(‪. )3‬‬
‫إن استخدام الشركات لهذه اإلع نات وعرضها للصور الزاهية ‪ ،‬والتي تعبرر عرن التررف‬
‫وال ب والقوة ‪ ،‬تبين مستوى الهيمنة الفكرية أو استعمار العقول ‪ ،‬ترى وإن كران هرذان التعبيرران‬
‫د يقعرران الموقررع ال سررن فرري ال رررب ‪ ،‬فرراذا أدخلنررا فرري اعتبارنررا مضررامين الموقررف المتمثررل فرري‬
‫مم ارسررات الشررركات متعررددة الجنسرريات قرردرا مررن التررلثير علررى عقررول المررواطنين أكبررر مررن تررلثير‬
‫كوماتهم ومدارسرهم ‪ ،‬فران النتيجرة الو يردة لرن تكرون إد عرفيرة تردفع بشرعوب العرالم الثالرا إلرى‬
‫اإلسرراءة إلررى تاريخهررا بنفسررها ‪ ،‬فلو ررات اإلع نررات والمجر ت تواصررل رسررم اإلنسرران األشررقر ذي‬
‫األعين الزرقاء رجل كان أو امرأة على أنه هو من يبتكرر ال يراة السرعيدة ‪ ،‬يفررز د م الرة شرعور‬
‫عقدة النقص التي هي جوهر دهنية الهيمنة ‪ ،‬فلقد وصف ( فرانزفانون) ادغتراب ومركب النقص‬
‫اللذين طبعتهما ادستعمارية على األذهان " إن اإلنسان المستعمر د ينال ادرتقاء إلى مرتبة أعلرى‬
‫من مرتبة البربرية إد بمقدار اقتباسه ال ضاري من البلد األم "(‪. )4‬‬
‫ونتيجة أخرى تنجم عن تصميم دعايات الشرركات متعرددة الجنسرية أد وهري تفرم النزعرة‬
‫ادسته كية ‪ ،‬التي تقف عا قا في سبيل ا ترام أي ت ير اجتمراعي ‪ ،‬ألنهرا تردفع برالفرد إلرى التوقرع‬
‫ضمن ذاته ‪ ،‬مما يعزز استمرار ال الة الراهنة ‪.‬‬
‫إن بول كنيدي ما ينفك ي كد على " إن انتشار التكنولوجيا من شلنه أن ي دي إلى ت ودت‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ .‬وبذلك فان وجرود الشرركات المتعرددة الجنسريات مرن شرلنه أن ير ثر سرلبا فري‬ ‫مماثلة في القيم "‬
‫التكامل المفتره لدولة القومية ‪ ،‬وسبب هذا القلق فان تدويل ادقتصاد والمال بفعل هذه الشرركات‬
‫ي دي إلى تراجع قدرة الناس على الت كم في ش ونهم الخاصة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬م مد الرمي ي ‪ ،‬نمور شرسة من الورق ‪ ،‬مجلة العربي ‪ ،‬العدد ‪ ، 226‬فبراير ‪ ، 2887‬الكويت ‪ ،‬ص ‪. 27‬‬
‫‪ - 2‬لستافر يافوس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 527‬‬
‫‪ - 3‬سير دتوم ‪ ،‬ت ريب العالم ‪ ،‬ترجمة هاشم صالح ‪ ،‬الم سسة العربية للنشر واإليدا ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2884‬ص ‪. 75‬‬
‫‪ - 4‬فرانز فانون ‪ ،‬معذبو األره ‪ ،‬ترجمة سامي الدروبي وجمال اآلتاسي ‪ ،‬مجال ادتاس ‪ ،‬دار القلم ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫ط‪ ، 2861 ، 2‬ص ‪. 41‬‬
‫‪ - 5‬بول كنيدي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 65‬‬
‫‪271‬‬
‫ويقول عبده سعيد ولرويز سريمونز فري دراسرتهما المعنونرة ‪ " :‬الملروك الجردد " التري تردور‬
‫ول الشركات المتعددة الجنسيات " تمر طبيعة السلطة والقوة اليا بت رول جرذري قرا ‪ ،‬أو ينرتر‬
‫تفري ها اآلن بدرجة متزايدة من نا ية سروء توزيرع المعلومرات ‪ " ،‬إن التفراوت الرذي ظرل مرتبطرا‬
‫ألمرررد طويرررل بالررردخل اساسرررا يجرررري اآلن ربطررره بالعوامرررل التكنولوجيرررة ‪ ،‬وبرررالت كم السياسررري‬
‫وادقتصادي في وسا ل اإلع م "(‪. )1‬‬
‫إن ثررورة اإلع ر م وظهررور الشررركات متعررددة الجنسررية أدى إلررى زيررادة الفجرروة بررين الرردول‬
‫األغنررى واألفقررر ‪ ،‬تررى فرري إطررار العررالم النررامي ذلررك التخلررف البنيرروي فرري مجررال ادتصررادت فلقررد‬
‫اتهمت لعدد من البلردان الناميرة الردول الكبررى بالهيمنرة الثقافيرة مرن خر ل سريطرتها علرى مصرادر‬
‫جمع المعلومات ‪ ،‬ومن خ ل تدفق إنتاجها الثقافي غير المقيد ‪ ،‬ومن خ ل سلطة وكادتها الدعا ية‬
‫‪ ،‬وس سل ص افتها الدولية ‪ ،‬وشركات نشر األخبار ومن تمكنها من صناعات الراديرو واألجهرزة‬
‫المر ية ‪.‬‬
‫ويشير تقرير ماكبرايد إلى أن " الشركات متعرددة الجنسرية قرد فزهرا مرا جنتره مرن أربراح‬
‫عالية على المزيد من ادستثمار في وسا ل اإلع م ‪ ،‬فهناك كما يشير التقرير خمس عشررة شرركة‬
‫تسيطر منها عشر شركات أمريكية تسيطر على الجزء األكبر من عمليات اإلع م الردولي‪ ،‬وتتخرذ‬
‫هذه الشركات مقرا لها في أمريكا وبريطانيا واليابان وفرنسا "(‪. )2‬‬
‫وكادت اإلع ن عبر الشركات متعددة الجنسية ثر ا منهرا أمريكيرة ‪ ،‬تسريطر علرى سروق‬
‫اإلع ن التجاري ‪ ،‬يا تنفق هذه الوكادت م يين الدودرات بطريقة مباشرة ‪ ،‬أو عبر الص ف‬
‫والمج ت التي تملكها في كثير من مدن العالم ‪ .‬هذا الدعم المالي الكبير يشكل عا قا أمام الص افة‬
‫الموضروعية فري تنرراول قيقرة الهيمنرة الثقافيررة ‪ ،‬التري يفرضرها منطررق الشرركات المتعرددة الجنسررية‬
‫األمر الذي يمكن هذه الشركات من التلثير في المعالجات اإلخبارية ‪ ،‬بل ير ثر بدرجرة تصربح فيهرا‬
‫هذه الص ف والمج ت ووسا ل اإلع م لسان ال تلك الشركات ‪ ،‬لتعبر عن مواقفها إزاء قضرايا‬
‫سياسية أو اقتصادية أو عسكرية عالمية ‪.‬‬
‫ظ افريت هاجن أن الشركات متعددة الجنسية تمارس نفوذا كبيرا في إرسراء األنمراط‬ ‫وي‬
‫‪ ،‬وتشكيل ادتجاهات ‪ ،‬وت ديد السلوك المتبادل في ذلك وقد يفوقهرا فري بعره األ يران ال كومرات‬
‫الوطنية بسبب ما تستثمره من موارد مالية(‪. )3‬‬

‫‪ - 1‬الفن ترفلر ‪ ،‬ت ول السلطة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 218‬‬


‫‪ - 2‬شررون ماكبرايررد ‪ ،‬أصرروات متعررددة وعررالم وا ررد ‪ ،‬تقريررر اللجنررة الدوليررة لدراسررة مشرركلة ادتصررال ‪ ،‬الشررركة‬
‫الجزا رية للطباعة والنشر ‪ ،‬ط ‪ ، 2896 ، 2‬ص ‪. 148‬‬
‫‪ - 3‬افيريت هاجن ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 522‬‬
‫‪272‬‬
‫وتمارس الشركات نفوذها بطرق متعددة يجملها تقرير ما كبرايد في األشكال التالية ‪:‬‬
‫‪ -2‬ملكية وسا ل اإلع م أو ادستثمار في قنوات ادتصال السلكية وال سلكية ‪.‬‬
‫‪ -1‬إنتا المواد والبرامر وتوزيعها ‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلع ن والتسويق ‪.‬‬
‫‪ -2‬أساليب غير مباشرة للتلثير على إنتا الرسا ل اإلع مية ‪ ،‬كتقديم الدعم لم سسات إنتا لتقديم‬
‫برامر ومسلس ت وأف م ‪ ،‬أو إصدار مطبوعات تتمشى مع ما تسمو إليه تلك الشركات‪.‬‬
‫وتتميز هذه الشركات فري الردول الصرناعية بالتوسرع والتركيرز ‪ ،‬أو التكامرل أفقيرا ورأسريا‪،‬‬
‫ووجود لقات اتصال بين صناعة وإنترا األجهرزة وصرناعة األفر م ‪ ،‬وتركيرز عمليرات التوزيرع‪،‬‬
‫وتنشر ملكية هذه الشركات يوجه خاص في الص ف اليومية والردوريات والتلفزيرون فري الوديرات‬
‫المت دة ‪ ،‬وتلكيدا على نفوذ تلك الشركات جاء في ‪ World Economic survy‬عام ‪ 2862‬الشركات‬
‫المتعددة الجنسيات أنه " بينما تقوم هذه الشركات بدور فعال في نقل التكنولوجيرا ورأس المرال إلرى‬
‫الدول النامية ‪ ،‬فان دورها يبدو رهيبا في بعه األ يان ألن جمها ونفوذها يتجاوزان جم نفروذ‬
‫الدول المضيفة لها "(‪. )1‬‬
‫وقد طلب الم تمر العام لليونيسكو ‪ 2862‬إلى المدير العام أن يدعو إلى عقد اجتما لفريق‬
‫من الخبراء ‪ ،‬ب ية تقديم تقرير عرن ترلثير الشرركات المتعرددة الجنسرية علرى ميرادين التربيرة والعلرم‬
‫واإلع م(‪. )2‬‬
‫إن ما نلخص به مما تق دم أن هرذه الشرركات تفرره نوعرا مرن الرقابرة فري اختيرار األنبراء‪،‬‬
‫و تى إذا لم ت اول فع الترلثير بصرفة مباشررة علرى سياسرات الت ريرر أو اختيرار األخبرار ‪ ،‬فانهرا‬
‫تشرركل تهديرردا للصر افة ال رررة ‪ ،‬وذلررك بفررره الرقابررة الذاتيررة علررى أجهررزة اإلعر م عنرردما يتوقررف‬
‫مركزها المالي على استبقاء النوايرا الطيبرة لهرذه الشرركات ‪ ،‬وكرذلك يمكرن تميرع مضرمون األخبرار‬
‫عنردما تلجررل وسرا ل اإلعر م إلرى ذلررك بهرردف ال فراظ مررع نسربة قررراء الصر ف ال زمررة ‪ ،‬واجتررذاب‬
‫اإلع ن إلى إرضاء أدنى مستوى من الذوق العام ‪.‬‬
‫ظ في‬ ‫وعندما تنهر المصادر نفس ادتجاه العام إذ يكون هناك مصدر وا د فقط كما سن‬
‫الجرزء الخراص بترردفق األخبرار ‪ ،‬فرران راء يرتم نقلهررا أو د يرتم ‪ ،‬وتميررل الشرركات إلررى تنمريط نشررر‬
‫األخبار وت ريرها وعرضها ‪ ،‬مما ي دي إلى ال د من أنوا األخبار التي تصل إلى المتلقين‪.‬‬

‫‪ - 1‬شون ماكبرايد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 171‬‬


‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 182‬‬
‫‪271‬‬
‫الفصل اخلامس ‪ :‬التغطية اإلخبارية وقضية التدفق اإلخباري‬

‫يف الصحافة األمريكية‬


‫مدخل ‪:‬‬
‫كرران للرردعوة وراء إيجرراد نظررام عررالمي جديررد لإلعر م أسررباب تتمثررل فرري اخررت ل‬
‫جم األنباء والمعلومات التي يصدرها العالم المتقدم ‪ ،‬ويوجهها إلى بلدان العالم الثالا‬

‫‪274‬‬
‫عن طريق وكادت األنباء ‪ ،‬التري لرم تكرن ترولي أنبراء العرالم الثالرا أهميرة ترذكر ‪ .‬وإذا‬
‫أراد بعرره منهررا مررث أن ينشررر خبرررا ف بررد أن تدخلرره عمليررة ت رروير وتشررويه ‪ ،‬فتظهررر‬
‫المجتمعررات الناميررة فرري مظهررر غيررر د ررق‪ ،‬باإلضررافة إلررى ذلررك ا تكررار اإلعر ن الررذي‬
‫تمارسه وكادت اإلع ن الكبرى فري أجرزاء عديردة فري العرالم ‪ ،‬يرا تعمرل باألسرلوب‬
‫ذاته الذي تتبعه شركات وسا ل اإلع م العالمية ‪ ،‬وفري ذلرك مضرار لمعارضرة التطرور‬
‫ادجتمرراعي الررذي تمارسرره الم سسررة الترري تعمررل فرري الدعايررة ‪ " ،‬هررذا فضر عمررا يمثلرره‬
‫اإلعر ن فرري الصر ف والمجر ت فهررو نررو مررن السرريطرة الثقافيررة يررلتي مررن الخررار ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فيسيء إلى ثقافات المجتمعات الناميرة الوطنيرة ‪ ،‬ويتعراره مرع جهودهرا اإلنما يرة "‬
‫وقد طرح بعه العلماء أكثرهم أمريكيون أمثرال دانيرال ليرنرر ‪ ،‬داينرل دي سرودبول ‪،‬‬
‫ولوسيان براى ‪ ،‬راء رول كيفيرة الجمرع برين التكنولوجيرا ال ربيرة المتقدمرة واد تفراظ‬
‫بو دة الثقافات القومية في العالم الثالا ‪.‬‬
‫أي نقل وسا ل اإلع م في الدول النامية من النمط التقليدي إلرى الت رديا ‪ " .‬إن‬
‫التررردفق ال رررر ل‪،‬نبررراء الرررذي أرسرررت مباد ررره الوديرررات المت ررردة بعرررد كسررررها اد تكرررار‬
‫األوروبي لإلع م في أعقاب ال رب العالميرة الثانيرة ‪ ،‬أضراف شري ا جديردا ل خرت ل ‪،‬‬
‫هو تدفق األنباء مرن الردول الشرمال إلرى دول الجنروب ممرا سراعد علرى ترسريخ الصرور‬
‫العديدة للتبعية الثقافية "(‪. )2‬‬
‫ود يقتصررر هررذا ادخررت ل كمررا تشررير عواطررف عبررد الررر من فرري الترردفق علررى‬
‫النطاق الدولي ف سب ‪ ،‬بل يمتد ليشمل " النطاقات القومية علرى المسرتوى الج رافري ‪،‬‬
‫وعلى المستوى ادجتماعي والسياسي ‪ ،‬وعلى المستوى ال ضاري والثقافي "(‪. )3‬‬

‫‪ - 1‬مصطفى المصمودي ‪ ،‬النظام اإلع مي الجديد ‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة ‪ ،‬رقم ‪ ، 82‬المجلس الوطني للثقافة‬
‫والفنون واآلداب ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬أكتوبر ‪ ، 2895‬ص ‪. 9‬‬
‫‪ - 2‬عواطف عبد الر من ‪ ،‬قضايا التبعية اإلع مية والثقافية في العالم الثالا ‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة ‪ ،‬رقم ‪، 69‬‬
‫المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬يونيو ‪ ، 2892‬ص ‪. 61‬‬
‫‪ - 3‬سان الكسان ‪ ،‬اإلع م … وسا ل ادتصال ال ديثة ‪ ،‬مجلة الو دة ‪ ،‬السنة ‪ 9‬العدد ‪ ، 2881 ، 81‬ص ‪.224‬‬
‫‪272‬‬
‫لقد أدى مبدأ التدفق اإلع مي ال رر إلرى مرا يسرمى بالتردفق فري اتجراه وا رد مرن‬
‫أعلى إلى أسفل ‪ ،‬أي التدفق الذي يتخذ شك رأسيا ‪ ،‬ويتجه هذا التدفق سواء كان على‬
‫شكل معلومات أو‬

‫‪275‬‬
‫أخبررار ‪ ،‬أو برررامر إع ميررة ‪ ،‬أو منتجررات ثقافيررة فرري معظمرره مررن الرردول المتقدمررة الترري‬
‫تملررك اإلمكانررات إلررى األخرررى الفقيرررة الترري تشرركل غالبيررة العررالم الثالررا ‪ ،‬ويشرركل هررذا‬
‫التدفق ذو ادتجاه الرأسي " ضررا بال ا على ال قوق القومية للشعوب النامية "(‪. )1‬‬
‫وقررد عانررت الوديررات المت رردة نفسررها فرري فترررة مررن الفترررات عنررد برردايات تشرركلها‬
‫كدولة مرن مخراطر وعيروب التردفق ال رر ل‪،‬نبراء ‪ ،‬ولرم يتوقرف كتابهرا ورجرال األعر م‬
‫فيها عن الشكوى من اخت ل الة التدفق ‪ ،‬التي كانت الوديات المت دة ضر يتها أمرام‬
‫ال ضررور اإلع مرري البريطرراني فرري ذلررك الوقررت ‪ .‬مررن يطلررع علررى كترراب كنررت كرروبر "‬
‫بعنوان سقوط ال واجز " يدرك جم المررارة التري كران األمريكيرون يشرعرون بهرا مرن‬
‫سرريطرة اإلع ر م األوروبرري وسرريادته ‪ ،‬لكررن الوديررات المت رردة األمريكيررة ‪ ،‬ت رراول فرري‬
‫العديد من القضايا المعاصرة أن تقفرز فروق التراريخ ‪ ،‬ود تسرتفيد مرن دروسره برل إنهرا‬
‫في أ يان كثيرة تعمد تجاهل بعه لقاته وتشويهها بما يخدم المصالح األمريكية وبمرا‬
‫ينسجم مع الر ية والموقف السياسي األمريكي الراهن ‪.‬‬
‫إن مررن المسررلم برره أن مبرردأ الترردفق ال ررر قررد أسرريء اسررتخدامه مررن جانررب دول‬
‫الشمال ‪ ،‬ما استخدمته هرذه الردول كرلداة اقتصرادية وأيديولوجيرة للسريطرة علرى شرعوب‬
‫الدول النامية يا كثيرا ما اتخرذت ال كومرات ال ربيرة بالتعراون مرع الشرركات متعرددة‬
‫الجنسيات مبدأ التدفق ال ر ‪ ،‬كمظلة للتدخل فري الشر ون الداخليرة لردول العرالم الثالرا ‪،‬‬
‫وضرب سياستها اإلنما ية ‪ ،‬وتخريب ثقافتهرا‪ ،‬وسروف نتعررف فري هرذا المب را علرى‬
‫إشكالية التدفق ال ر ل‪،‬خبار ‪ ،‬وكيف يتم ت طية أخبار العالم الثالا ‪ ،‬ومرا هري أسراليب‬
‫الت طية اإلخبارية ؟ ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬جدلية احلوار بني الشمال واجلنوب ‪:‬‬


‫لقد نج ت الوديرات المت ردة فري اقتنراص الفرصرة ‪ ،‬واسرتثمار نترا ر المواجهرة‬
‫بين ال لفاء والم ور ‪ ،‬وان يازها فري وقرت مترلخر إلرى جانرب الطررف الرذي دلرت كرل‬
‫الدراسات والتوقعات جدارته بادنتصار ‪.‬‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 228‬‬


‫‪277‬‬
‫مما ساعدها على أن تكون إ دى أهم األطراف المسريطرة فري هرذه المواجهرة ‪،‬‬
‫التي دفعت شعوب كثيرة ثمنها فاد ا من أنباءها ‪ ،‬واكتفت الوديات المت دة بلن تقبه‬
‫الثمن كقوة سياسية واقتصادية عملت على توظيفها ودعمها ‪.‬‬
‫وعملرت جاهردة علرى ترسريخ فكررة ريرة الصر افة ‪ ،‬و ريرة األديران ‪ ،‬و ريرة‬
‫تبادل المعلومات واألنباء ‪ ،‬ولكن اد تكار البريطاني ل‪،‬نباء عرن طريرق وكالرة رويترر‬
‫يا استطا األمريكيون أن يتوصلوا إلرى اسرتخدام األقمرار الصرناعية‬ ‫لم يدم طوي ‪،‬‬
‫في ادتصال ‪.‬‬
‫وبذلك بدأ السباق ال ربي من أجل السيطرة إع ميا علرى المنراطق ذات األهميرة‬
‫ادستراتيجية ‪ ،‬وهنا بدأت الع قة بين وكادت األنباء تنمو رغرم التناقضرات المصرل ية‬
‫بينها‪ ،‬بسبب التنرافس ال راد فقراموا بتو يرد صرفوفهم ‪ ،‬للردفا عرن قضرية التردفق ال رر‬
‫للمعلومات ‪.‬‬
‫وقد صرح وليام بنتون وزير الخارجية األمريكي في يناير ‪ 2827‬بلن " وزارة‬
‫الخارجية سوف تبذل مرا فري وسرعها سياسريا ودبلوماسريا مرن أجرل العمرل علرى القضراء‬
‫على القيود المفتعلة‪ ،‬التي ت ول دون توسع في مد نشاطات وكادت األنباء والصر ف‬
‫على سا ر أن اء المعمورة "(‪ )1‬ويررى هربررت شرللير " أن ر سراء جمعيرات م ررري‬
‫الص ر ف األمريكيررة ‪ ،‬قررد تبنرروا مجموعررة مررن التوصرريات ‪ ،‬تررنص علررى ضرررورة ررا‬
‫أعضاء الكون رس لمساندة مبدأ رية اإلع م ‪ ،‬والعمرل علرى إزالرة القيرود المفروضرة‬
‫علررى وسرررا ل ادتصررال "(‪ . )2‬إن الكتابرررات الترري تناولرررت قضررية ال ررروار بررين الشرررمال‬
‫والجنوب ‪ ،‬والتي تتعلرق بمرا يمكرن تسرميته برالثورة الرابعرة(*)‪ ،‬التري شرهدتها اإلنسرانية‪،‬‬
‫وهي ثورة اإلع م فكانت هذه الكتابات تجمع على ‪:‬‬
‫‪ -2‬إن وكررادت األنبرراء العالميررة لهررا سررلطة وقرروة أكثررر مررن ال ر زم ‪ ،‬وفرري‬
‫استطاعتها التدخل في جميع الم سسات في ذلك العالم الثالا ‪.‬‬

‫‪ - 1‬هربرت شللير ‪ ،‬المت عبون بالعقول ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.48‬‬


‫‪ - 2‬هربرت شللير ‪ ،‬امبراطورية اإلع م ‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬رقم ‪ ، 9‬مايو ‪ ، 2892 ،‬ص ‪. 85‬‬
‫* ‪ -‬ثورة األره ‪ ،‬ثورة الصناعة ‪ ،‬ثورة التكنولوجيا ‪.‬‬
‫‪276‬‬
‫‪ -1‬إن خرردمات هررذه الوكررادت ليسررت عالميررة ‪ ،‬إنمررا تختررار األخبررار الترري‬
‫تتمشى مع المواقف ال ربيرة ومصرال ها ‪ ،‬ومرن ثمرة فهري من رازة تمامرا‬
‫ن و ت طية الدول المتقدمة‪ ،‬دون ادهتمام بلخبار العالم الثالا ‪.‬‬
‫‪ -4‬إن أخبررار هررذه الوكررادت تنقصررها الدقررة ‪ ،‬يررا إن معظررم مررا يقررال علررى‬
‫العالم الثالا د يتركز على قا ق وطبيعة المواقف ‪ ،‬بل غالبا مرا تتميرز‬
‫بالت يز واإلثارة(‪. )1‬‬
‫ومن ثمة فان السيطرة ال ربية على تدفق األخبار ‪ ،‬ي ثر على البنية ادجتماعية‬
‫لهررذه المجتمعررات ‪ ،‬ويعطرري أخبررارا ومعلومررات خاط ررة عررن عدالررة المطالررب فرري‬
‫إقامة نظام إع مي جديد ‪.‬‬

‫‪ - 1‬جاب هللا موسى سن ‪ ،‬ادتصال الدولى والع قات الدولية ‪ ،‬م اضرات غير منشورة ‪ ،‬قسم اإلع م ‪،‬‬
‫الدراسات العليا ‪ ،‬جامعة قاريونس ‪ ، 2884 ،‬ص ‪. 51-51‬‬
‫‪279‬‬
‫‪ -2‬جدلية احلوار لدى دول الشمال " الغرب " ‪:‬‬
‫هناك موقفان ول جدلية ال وار بين الشمال والجنوب ‪ ،‬فدول الشرمال تررى أن‬
‫هنرراك شرررعية لمطالررب دول الجنرروب ‪ ،‬ود ترررى أي تعرراره بينهررا وبررين مبرردأ ريررة‬
‫اإلع م ‪ ،‬وتبارك اآلراء والمعرفة الذي تبناها الشمال ‪ ،‬وخاصة أن هذه المبادئ ترفرع‬
‫من قبل دول الجنوب كشعار ال رية والديمقراطية ‪ ،‬و رية التعبير ‪ ،‬و رية اإلع م ‪،‬‬
‫والترري د يختلررف عليهررا الطرفرران ‪ ،‬أمررا تطبيررق وعرردم تطبيررق هررذه الشررعارات فرري دول‬
‫الجنرروب ‪ ،‬فهررو خررار عررن دا رررة مسر ولية دول الشررمال ‪ ،‬إمررا رغبررة مررن الجنرروب فرري‬
‫ال فاظ على الشخصية القومية لشعوبه من وجهة نظر الشمال د تبلور إد بتبنري عقليرة‬
‫ال رروار ‪ ،‬و ريررة اإلعر م ‪ ،‬والتعبيررر عررن الررذات فرري إطررار رأسررمالي ‪ ،‬والترري غالبررا د‬
‫تتعاره مع مبدأ التنروير ‪ ،‬وتبرادل المعلومرات ‪ ،‬والنقرد كمبردأ مرن المبرادئ اإلنسرانية ‪،‬‬
‫أما الموقف الثاني فهو قا م على شجب الر ية القا مة على الثقافة ‪ ،‬ويتخرذ أنصرار هرذا‬
‫ادتجاه تجربة الهند مرث لهرا ينمرا طرردت الهنرد الصر فيين األجانرب ‪ ،‬الرذين رفضروا‬
‫عره تقاريرهم على الرقابة ‪ ،‬وهناك ر ية ثالثرة ‪ ،‬وهري د تقرل أهميرة عرن المروقفين‬
‫السابقين ‪ ،‬وهي التي تبناها بعه المتخصصين اإلع ميين في الشمال‪ ،‬ومرن أبررزهم‬
‫فرررانيس بررال ‪ ،‬يررا يرررى " أنرره د يمكررن تجاهررل موقررف المعارضررة للنظررام اإلع مرري‬
‫الجديررد ‪ ،‬إن أي م اولررة للتجاهررل مررن قبررل دول الشررمال لمررا يجررري فرري الجنرروب يعتمررد‬
‫على رية الرأي في الشمال ‪ ،‬وإذا اولنا تطبيق هذه القاعدة على إ ردى دول الشرمال‬
‫فان نعتقرد أن م اولرة ال كومرة الفرنسرية الضر ط علرى الصر فيين للكتابرة علرى هولنردا‬
‫ب يا أنها دولة أوروبية وتربطها معها مصالح قد تصطدم ب رية اإلع م"(‪.)1‬‬

‫‪ -2‬جدلية الحوار لدى الجنوب " العالم الثالث " ‪:‬‬


‫ويمكن أن نلخص هذه الجدلية في وجهة النظر اآلتية ‪:‬‬

‫‪ - 1‬فرانيس بال ‪ ،‬وثيقة رقم (‪ )7‬اللجنة الدولية لدراسة مشك ت ادتصال ‪.‬‬
‫‪278‬‬
‫أ‪ -‬سياسررة الصررمت ررول القضررايا ال يويررة فرري العررالم الثالررا ‪ ،‬مثررل ‪ :‬قضررية التجربررة‬
‫السياسررية وادقتصررادية والثقافيررة ال يويررة ومشررك ت التنميررة ‪ ،‬وعلررى الرررغم مررن أن‬
‫هررذه الجدليررة قديمررة ولكنهررا تعتبررر وثيقررة يويررة فرري الم افررل الدوليررة ‪ ،‬خاصررة فرري‬
‫ال وار الدا ر بين الشمال والجنوب ‪ ،‬فمن وقت ليس بقريرب رأت دول الجنروب أن‬
‫وسرررا ل اإلعررر م فررري الشرررمال د تخصرررص مسرررا ات كافيرررة ترررت ءم مرررع األهرررداف‬
‫والطمو ات التي ي خذ بها الجنوب ‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫ب‪ -‬التشويم الذي تتعره له األخبار المنشورة في صر ف الشرمال عرن دول الجنروب‬
‫‪ ،‬وهررذه الجدليررة تتعلررق بعنصرررين سررب تعبيررر دول الجنرروب ‪ ،‬أولهمررا ‪ :‬سرريطرة‬
‫وكادت األنباء العالمية على ركة األخبار في العالم ‪ ،‬وثانيهما يترتب على الجزء‬
‫األول مررن هررذه الجدليررة‪ ،‬وهررو التشررويه المتعمررد لكررل مررا يرردور فرري الجنرروب ‪" .‬‬
‫والجنوب يشكوا من هيمنرة األجهرزة اإلع ميرة ال ربيرة ‪ ،‬وسريطرة اإلعر م الردولي‬
‫عن طريق وكادت األنباء األربعرة "(‪ ، )1‬برل إن دول الجنروب يرذهبون إلرى التلكيرد‬
‫على أن هذه الوكادت تفرز وفق مصالح وأسرلوب تفكيرهرا ال ربري أهميرة الخبرر ‪،‬‬
‫وهي التي تفسر األ داا ‪ ،‬وتقود العملية اإلع مية ‪ ،‬تى بالنسبة لوكرادت األنبراء‬
‫الم لية والص ف في دول الجنوب ‪.‬‬

‫‪ -‬الدعاية الثقافية المضادة الموجهة من دول الشمال إلرى دول الجنروب ‪ ،‬وتتميرز هرذه‬
‫الجدلية على ما سبقها فري أنهرا طر رت علرى نطراق واسرع فري المنظمرات الدوليرة ‪،‬‬
‫وتتلخص في " أن رية تردفق األنبراء مرن الشرمال إلرى الجنروب يترترب عليره غرزو‬
‫الجنوب باألف م والبرامر مما يساعد على سيطرة الثقافة والمفاهيم ال ربيرة الممثلرة‬
‫في دول الشمال ‪ ،‬وهجرة الثقافة الم لية بدول الجنوب ‪ ،‬مما ي دي في النهايرة إلرى‬
‫(‪)2‬‬
‫إسهام دول الشمال في تكريس أخطر أشكال ادستعمار ‪ ،‬وهو ادستعمار الثقرافي‬
‫‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مسات النظام اإلعالمي اجلديد يف ظل جدلية احلوار بني الشمال‬

‫واجلنوب‪:‬‬

‫‪ - 1‬هيربرت شللير ‪ ،‬أمبراطورية اإلع م ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 86‬‬


‫‪ - 2‬لمزيد من التفصيل ‪ :‬م اضرة الدكتور جراب هللا موسرى سرن ‪ ،‬التردفق اإلخبراري فري ظرل جدليرة ال روار برين‬
‫الشمال والجنوب ‪ ،‬األسبو الثقافي ‪ ،‬جامعة قاريونس ‪. 2884/2/27 ،‬‬
‫‪262‬‬
‫يمكررن ممررا سرربق أن نلخررص أهررم السررمات لهررذا النظررام ‪ ،‬والررذي يقررع ت ررت وطررلة‬
‫جدلية م تدمة بين دول الشمال والجنوب ‪ ،‬ورأى البا ا السمات اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -2‬هناك عدم تكاف في المصادر بين الشمال والجنوب ‪ ،‬إذ تتركز المصادر اإلع مية‬
‫والثقافيررة مررن يررا اإلنتررا والتوزيررع بكافررة أشرركاله فرري نفررس الرردول ‪ ،‬الترري ت تكررر‬
‫مصادر القوة العسكرية وادقتصرادية والسياسرية ‪ ،‬إذ يوجرد عردم تناسرب فري توزيرع‬
‫مصادر األخبار ‪ ،‬وعدد السكان وا تياجات السكان ‪.‬‬
‫‪ -1‬هناك دد رل علرى عردم تكراف فري تردفق األخبرار برين الشرمال والجنروب مرن النا يرة‬
‫الكمية‪ ،‬والتري يمكرن تقريرهرا بالشركل اآلتري ‪ :‬التردفق األخبراري مرن الشرمال الرذي‬
‫يسكنه ثلا سكان العرالم إلرى الجنروب الرذي يشركل ثلثري سركان العرالم ‪ ،‬وهرذا يشرمل‬
‫كذلك المسلس ت والبرامر واألف م ‪.‬‬
‫‪ -4‬يت رردد مضررمون الرسررا ل اإلع ميررة الترري تبثهررا وسررا ل اإلع ر م فرري الشررمال إلررى‬
‫الجنوب بانعدام مضمون المواد اإلع مية ‪ ،‬والواقع ادجتماعي والثقافي السرا د فري‬
‫دول الجنوب ‪ ،‬أو طبيعة المشك ت التي تواجه هذه الدول ‪ ،‬مما يجعلنا نطلرق علرى‬
‫هذه المضامين " مضمون المواد اإلع مية غير ثابتة " ‪.‬‬
‫‪ -2‬أما السمة األخيرة فتتم ور في تلثير الت يرات العالميرة ال اليرة ‪ ،‬التري صرلت فري‬
‫ا لنظام الشرقي الشيوعي والتي من شرلنها أن تقرود إلرى بعره الت يررات فري النظرام‬
‫يا بدأت األنظمة الشيوعية تنكمم ‪ ،‬ولرم يجرد الردول الناميرة‬ ‫العالمي اإلع مي‪،‬‬
‫إد ادتجاه إلى دول الشمال(‪.)1‬‬
‫ومن هنا رأينرا ادتجراه ن رو تفصريل مشركلة التردفق اإلخبراري برين هرذه الردول ‪،‬‬
‫لمعرفررة مرردى قيقررة جررر دول الجنرروب فرري م اولتهررا اإلف ر ت مررن كماشررة الشررمال‬
‫اإلع مية الضخمة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أ مد ف اد ‪ ،‬اإلمبريالية كيف تنظر للمرواطن العربري ‪ ،‬مجلرة الو ردة ‪ ،‬العردد ‪ ، 81‬السرنة ‪ 9‬مرارس ‪ 2891‬ص‬
‫‪. 229‬‬
‫‪261‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التدفق اإلخباري العاملي ‪:‬‬
‫سر ال نطر ره لإلجابرة عنره بشريء مرن التفصريل ‪ ،‬كيرف يمكرن رسرم شركل هررذا‬
‫التدفق اإلخباري ؟ ‪.‬‬
‫ت كد لجنة ماكبرايد على أن ادخت ل في توزيع األخبار ظاهرة معقد متشرعبة ‪،‬‬
‫فقد يكون ادخت ل في الكم ‪ ،‬وقد يكرون فري الكيرف وقرد ي ردا علرى مسرتويات مختلفرة‬
‫ويتخذ أشكاد معينة ‪.‬‬
‫‪ -2‬بررين الررب د المتقدمررة والررب د الناميررة بقرردر مررا يت رردد الترردفق اإلع مرري بوجررود البنررى‬
‫األساسية الم مة أو عدم وجودها ‪.‬‬
‫‪ -1‬بين الب د ذات النظم السياسية وادقتصادية وادجتماعية المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -4‬بررين الرردول المتقدمررة المنتميررة إلررى نفررس النظررام السياسرري وبخاصررة بررين الص ر رى‬
‫والكبرى منها ‪.‬‬
‫‪ -2‬بين بلدان العالم الثالا ذاتها ‪.‬‬
‫‪ -5‬بين األخبار السياسية ‪ ،‬واألخبار المتعلقة بال ياة ادجتماعيرة وادقتصرادية والثقافيرة‬
‫للب د‪ ،‬والتي تناضل ضد مساوئ التخلف ‪.‬‬
‫‪ -7‬بين ما جرى العرف على تسرميته برالخبر السرار ‪ ،‬والخبرر السريا مثرال ذلرك أخبرار‬
‫الكوارا والصرا وادنتكاس وال ماقات والتصرفات المتطرفة ‪.‬‬
‫‪ -6‬بين األخبار المتعلقة باأل داا الجارية ‪ ،‬والمعلومات التي تتناول بمزيد مرن العمرق‬
‫موضوعات لها أهميتها في ال ياة اليومية للشعوب واألمم(‪. )1‬‬
‫وفي دراسة قدمت إلى نادي روما فري عرام ‪ 2866‬رأت " أنره يجرب ادعترراف‬
‫بلن النشرر الردولي ل‪،‬خبرار ظرل طروي خاضرعا للممارسرات التميرز ولرن تتروافر للررأي‬
‫ال قيقري علرى المعلومرات كاملرة رول العرالم‬ ‫العام في الب د الصناعية فرصة ادطر‬
‫الثالا ‪ ،‬ومطالبه ومعطياته وا تياجاتره ترى يرلتي الوقرت الرذي تت ررر فيره مرن أنمراط‬
‫اإلعرر م وادتصررال ‪ ،‬ممررا يسرروده اليررا مررن روح اإلثررارة وأسرراليب عررره األخبررار‬

‫‪264‬‬
‫الموجهة ن و المستوى ‪ ،‬و تى تتخلص على ن و وا مرن الت يرزات العرقيرة ‪ ،‬يتعرين‬
‫اعتبار توسيع المقدرة على اإلعر م عنصررا جوهريرا مرن م راودت إقامرة نظرام دولري‬
‫جديد ‪ ،‬ويتعين إدانة الممارسات اد تكارية والتميزية المفترضة بنظام اإلعر م ال رالي‬
‫‪ ،‬باعتبارها من أسوأ السمات المميزة للنظام(‪ )2‬وتمثل وكادت األنباء موقعا معتبرا فري‬
‫النظررام العررالمي لوسررا ل اإلعرر م الجماهيريررة ‪ ،‬يررا تعررد عصررب العمليررة اإلع ميررة‬
‫وم ورها ‪ ،‬وأهم منابعهرا ‪ ،‬وأغزرهرا علرى اإلطر ق ‪ ،‬وعلرى الررغم مرن أن الصر ف‬
‫وم طات اإلذاعة والتلفزيون تلعب دورا هاما في المجتمع ‪ " ،‬فان الدور األكبر ت ديره‬
‫وكادت األنباء ‪ ،‬التي تقرف وراء تلرك األجهرزة جميعرا ‪ ،‬باعتبارهرا جهراز اإلعر م األم‬
‫"(‪ )3‬فالوكرررادت هررري التررري تمرررد مرررن دون توقرررف وسرررا ل اإلعررر م باألخبرررار ‪ ،‬والمرررواد‬
‫الص فية المختلفة ‪ ،‬وتتضاعف أهمية وكالة األنباء في نظام وسا ل اإلع م لمشراركتها‬
‫في ‪:‬‬
‫‪ -2‬وسا ل اإلع م األخرى فري تجسريد الترلثير المكثرف لإلعر م الجمراهيري فري الررأي‬
‫العررام ررول قضررايا ماسررة ‪ ،‬تنرردر فرري الجررزء الم رردد مررن البرررامر الترري تتنرراول‬
‫معلومات سياسية وتفسرها ‪.‬‬
‫‪ -1‬كون وكالة األنباء تلعب دور ادختصاص والم ور الر يسري للمعلومرات اإلخباريرة‬
‫اآلنية‪ ،‬ذات األهمية وخلفياتها ومسار تطورها ‪.‬‬
‫وبالتررالي تقرروم نشرررات األنبرراء المبرقررة للوكررادت الموجهررة إلررى المشررتركين مررن‬
‫وسررا ل اإلع ر م الجماهيريررة ‪ ،‬برردور ص ر افة الص ر فيين "(‪ )4‬فررالمعروف أن الوظيفررة‬
‫األولى للص افة هي األخبار ‪ ،‬أي نقل األنباء وتفسريرها والتعليرق عليهرا علرى مسرتوى‬
‫كل من األ داا الصر يرة والكبيررة ‪ ،‬ويمثرل " الخبرر جروهر الت ريرر اإلع مري الرذي‬
‫بدوره يمثل صلب العملية اإلع مية ادتصالية "(‪. )5‬‬

‫‪ - 1‬شون ماكبرايد ‪ ،‬أصوات متعددة وعالم وا د ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 86-85‬‬


‫‪ - 2‬تقرير مقدم إلى نادي روما ‪ ، 2866 ،‬شون ماكبرايد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 28‬‬
‫‪ - 3‬م مد عزت عزيز ‪ ،‬وكادت األنباء في العالم العربي ‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬جدة ‪ ،‬ط‪ ، 2894 ، 2‬ص ‪. 27‬‬
‫‪ - 4‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬
‫‪ - 5‬عبد العزيز شرف ‪ ،‬ماهية الت رير اإلع مي ‪ ،‬عالم الفكر ‪ ،‬السنة ‪ ، 22‬العردد ‪ ، 41‬يوليرو – سربتمبر ‪2899 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪. 512‬‬
‫‪262‬‬
‫رررظ أن معظرررم المررردارس الصررر فية الليبراليرررة تعررررف الخبرررر طبقرررا‬ ‫ون‬
‫لعناصرررها اإلخباريررة المختلفررة ‪ ،‬مثررل عناصررر التوقيررت ‪ ،‬وادهتمررام وقرررب ال رردا أو‬
‫بعده ‪ ،‬والجدة والسبق الص في ‪ ،‬التي أشرنا إليها في مقومات نشر الخبر ص يح ‪ .‬إن‬
‫الصررر افة الدوليرررة تهرررتم بلخبرررار المشررراهير فررري المجرررادت المختلفرررة لكرررونهم معرررروفين‬
‫بقطاعررات كبيرررة مررن النرراس ‪ ،‬إد أن القيمررة نسرربية‪ ،‬ود تلخررذ شرركل الصررفة الر يسررية‬
‫ل‪،‬خبار ‪ ،‬كما هو سا د في الدول النامية التي تنطلق منها النشرات اإلخبارية فري اتجراه‬
‫أ ادي بروتوكولي ‪.‬‬
‫‪ -1‬معوقات التدفق اإلخباري ‪:‬‬
‫يشير م مد نجيب الصرايري إلى معوقات عدة ‪:‬‬
‫طريقة العرره ‪ ،‬يرا د يوجرد الترزام كامرل بمبردأ عرره ال قرا ق بشركل دقيرق‬ ‫أ‪-‬‬
‫وموضوعي‪ ،‬إد على ن و متفاوت ‪ ،‬إذ أن الطابع األعرم لعرره األخبرار المتدفقرة‬
‫ت لبرره انفعررادت التهليررل والتضررخيم والشرر نات الكافيررة فيصرربح الخبررر فرري معظررم‬
‫األ يرران شرركليا ‪ ،‬وغيررر مترروازن ‪ ،‬وغيررر كامررل أي عرراجزا علررى ممارسررة وظيفترره‬
‫باعتبرراره يمثررل سررج يوميررا ل‪ ،‬ررداا المعاصرررة ‪ ،‬ولررو ظ أن القررارئ قررد تعررود‬
‫التعامل مع مثل هذه األخبار على أنها دعاية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬طريقرررة عرررره األخبرررار وتوزيعهرررا ب سرررب التقسررريمات الج رافيرررة ‪ .‬فالتقسررريمات‬
‫النوعية الج رافية للخبر وأسلوب كتابته ويتضرح برالنظر إلرى القالرب الفنري لت ريرر‬
‫األخبررار ا تكررار وكررادت األنبرراء لرره ‪ ،‬كمررا ا تكرررت تعميمرره علررى وسررا ل اإلع ر م‬
‫الجماهيرية ‪ ،‬التي بردورها تقدمره إلرى المتلقرين علرى رد سرواء ‪ ،‬بالصري ة نفسرها ‪،‬‬
‫التي ينطبق عليها تعبير " الختم " ‪ ،‬والذي يكرس نصا بيروقراطيرا ي صرر المهمرة‬
‫الص فية بتوفير اإلجابات المت يرة عن أسر لة مرن ؟ مراذا ؟ وأيرن ومترى ؟ وترتيبهرا‬
‫فرري الفراغررات التقليديررة الثابتررة إضررافة علررى هررذه الصرري ة أقرررب إلررى قررالبي السرررد‬

‫‪265‬‬
‫الص ر في ‪ ،‬والررزمن المعكوسررين التقليررديين اللررذين واكبررا ظهررور وكررادت األنبرراء ‪،‬‬
‫وم اودت ت ديد صيغ ت رير األخبار منذ قرن ونصف(‪. )1‬‬
‫وتعرررف اللجنررة العربيررة لدراسررة قضررايا اإلعر م وادتصررال فرري البلرردان العربيررة‬
‫الترردفق اإلع مرري بلنرره ‪ " :‬ترردفق المنتجررات اإلع ميررة والمعلومررات الترري تعتمررد عليهررا‬
‫وسررا ل ادتصرررال الجمرراهيري ‪ ،‬ويررردخل فرري هرررذا النطرراق الخبرررر والتعليررق والصرررورة‬
‫والبرنامر اإلذاعي والبرنامر التلفزيوني والفيلم السينما ي والمعلومات والبيانات "(‪. )2‬‬
‫وفي دراسة ول ت طية األخبرار الخارجيرة فري الصر ف النيجيريرة أكرد نروبيلي‬
‫واودو أن المسررا ة المخصصررة ألفريقيررا ‪ ،‬تجرراوزت نصررف الصررف ة المعطرراة ل‪،‬خبررار‬
‫الخارجية ‪ ،‬كما توضح دارسة أخررى بعنروان تردفق األخبرار األجنبيرة إلرى أفريقيرا ‪ ،‬أن‬
‫اختيار األخبار يتم مرن وجهرة نظرر م ليرة ب ثرة ‪ ،‬وتشرير إلرى أن نظرم وسرا ل اإلعر م‬
‫المختلفررة فرري أفريقيررا ومثي تهررا فرري أمريكررا ال تينيررة ‪ ،‬يتجاهررل كررل منهررا اآلخررر بشرركل‬
‫منتظم ‪ ،‬وتوضح الدراسة أن أخبرار أوروبرا تلري األخبرار اإلفريقيرة ‪ ،‬ثرم أخبرار الشررق‬
‫األوسط ‪ ،‬ثم أمريكا الشمالية ‪ ،‬وأخيرا أمريكا ال تينية ‪ ،‬وأوروبا الشررقية ‪ ،‬فقرد ظيرة‬
‫بلقل قدر من ادهتمام على المستوى العالمي وقت إجراء الدراسة(‪. )3‬‬
‫وتلخررص الدراسررات الترري تررم إعرردادها " مديريررة الب رروا " فرري الكررون رس إلررى‬
‫القرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررول برررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررلن ‪:‬‬
‫" علينا أن ندرك أن تدفق اإلع م يعاني مرن خلرل علرى المسرتوى العرالمي ‪ ،‬كمرا يجرب‬
‫أن تردرك أن الوديرات المت رردة هري المصرردر الر يسري لنشروء ذلررك اإلعر م ‪ ،‬وأن هررذه‬
‫الظاهرة مقرونرة ب يرهرا مرن المسراعي الضرخمة والمتنوعرة التري تنهمرك بهرا الوديرات‬
‫المت رردة ضررمن إطررار عررالمي ‪ ،‬وت كررد صر ة ادنطبررا اآلن عررن قيررام ضررارة عالميررة‬
‫مدموغة بعبارة صنع في أمريكا "(‪. )4‬‬

‫‪ - 1‬م مد نجيب الصراير " التدفق اإلخباري الدولي مشكلة توازن أم اخت ف مفاهيم " مجلة العلوم ادجتماعية ‪،‬‬
‫السنة ‪ ، 26‬العدد ‪ ، 2‬ربيع ‪ ، 2898‬ص ‪. 154‬‬
‫‪ - 2‬تقرير اللجنة العربية لدراسة قضايا اإلع م وادتصال في البلدان العربية ‪ ،‬تونس ‪ ، 2896 ،‬ص ‪. 55‬‬
‫‪ - 3‬ميشررانك كونجيررك ‪ ،‬مشررك ت ترردفق األخبررار علررى المسررتوى الرردولي وصررور األمررم ‪ ،‬ترجمررة خالررد الهمررداني ‪،‬‬
‫منشورات فانا ‪ ،‬بيروت ‪ ، 2898 ،‬ط‪ ، 2‬ص‪. 42‬‬
‫‪ - 4‬ل ‪ .‬ستافر يافوس ‪ ،‬التصد العالمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 528‬‬
‫‪267‬‬
‫إن هذه ال ضارة العالمية المصرنوعة فري أمريكرا ناجمرة عرن عردم تروازن تردفق‬
‫اإلع م تتعره لت ديات متزايدة من قبل العرالم الثالرا ‪ ،‬غيرر أن األسرباب ترجرع إلرى‬
‫الخلرررل المشرررار إليررره فهرررو يمثرررل تهديررردا مباشررررا وخطيررررا لتطرررور ال ضرررارة القوميرررة‬
‫وادقتصاد الوطني ‪.‬‬
‫ويشير الصر في الهنردي نارنردا غرا فري دوريرة اليونسركو ‪ ،‬المسرماة ‪UNSCO‬‬
‫‪ COURIER‬في عـدد إبريل ‪ 2866‬والتي كانرت مكرسرة لمناقشرة قضرايا عالميرة رول‬
‫اإلع م ‪ ،‬فلشـار أن‬
‫مستعمرة غويانة الهولندية أصب ت دولة مسرتقلة فري ‪ 15‬ينراير ‪ 2865‬ت رت اسرم سرير‬
‫نيام ومرع ذلرك فران ال ردا لرم ي رظ برين ‪ 12‬و ‪ 16‬ينراير برلكثر مرن ‪ %4‬مرن المسرا ة‬
‫المخصصررة ل‪،‬خبررار فرري سررت عشرررة صر يفة يوميررة ر يسررية فرري ث ثررة عشررر بلرردا مررن‬
‫بلرردان أمريكررا ال تينيررة ‪ ،‬وهررذه النسرربة الض ر يلة ‪ %4‬جرراءت كلهررا مررن وكررادت األنبرراء‬
‫العالمية ‪ ،‬على الرغم من أن سيرنيام أكبر مسا ة من بريطانيا ‪ ،‬وهي أكبر ثالا دولرة‬
‫منتجة للبوكسيت ‪ ،‬وخ ل األربع األيام نفسها كانت نسربة ‪ %61‬مرن األنبراء المنشرورة‬
‫في الص ف الست عشر تدور رول البلردان المصرنعة ‪ ،‬كمرا أن أربعرة أخمراس األنبراء‬
‫كان مصدرها وكادت األنباء في البلدان نفسها(‪. )1‬‬
‫وفي دراسة أخرى على تسع ص ف عربيرة ‪ ،‬اعتمردت هرذه الصر ف فري نشرر‬
‫أخبارها على الوكادت األربع الكبار رويتر ‪ ،‬الفرنسرية ‪ ،‬اسوشريد بررس يونايترد بررس‬
‫بنسرربة إجماليررة وصررلت إلررى ‪ ، %27.6‬ونسرربة تراو ررت بررين ‪ %58.9‬ك ررد أعلررى ‪ ،‬و‬
‫‪ %12.6‬ك د أدنى(‪. )2‬‬
‫وتشير اإل صاءات إلى وجود ‪ 217‬وكالة أنباء عالمية في العالم ‪ ،‬تبلرغ طاقتهرا‬
‫اإلجماليررة أكثررر مررن ‪ 51‬مليررون كلمررة ‪ ،‬ترروز علررى وسررا ل اإلعرر م فرري ‪ 251‬بلررد ‪،‬‬
‫وبمختلرررف الل رررات ‪ ،‬ولهرررذه الوكرررادت م رررات المكاترررب ‪ ،‬واأللرررف المراسرررلين الررردوليين‬

‫‪ - 1‬نارندا غا ‪ ،‬دورية اليونيسكو ‪ ،‬أبريل ‪ ، 2866‬شبكة ادنترنيت ـ ترجمة الطاهر قبية ‪ ،‬ص ‪. 21-7‬‬
‫‪ - 2‬خالد الهمداني ‪ ،‬معوقات التدفق اإلخباري ‪ ،‬المستقبل العربي ‪ ،‬العدد ‪ ، 115‬السنة ‪ ، 9‬مارس ‪ ، 2887‬ص‬
‫‪. 242‬‬
‫‪266‬‬
‫والم ليين في مختلرف أن راء العرالم(‪ ،)1‬وفري رين يتمثرل ال جرم اإلجمرالي ل‪،‬نبراء التري‬
‫تبثه الوكادت الدولية األربعة الر يسية ‪ The big four‬بن و ‪ 41.951.111‬كلمة يوميرا‬
‫موزعة كما يلي ‪:‬‬
‫ادسوشيد برس األمريكية ‪ 26 :‬مليون كلمة ‪.‬‬
‫اليونايتد برس األمريكية ‪ 21.511 :‬مليون كلمة ‪.‬‬
‫وكالة الص افة الفرنسية ‪ 4.451 :‬مليون كلمة ‪.‬‬
‫رويتر البريطانية ‪ 1 :‬مليون كلمة ‪.‬‬
‫وتسيطر هذه الوكادت و دها ب سب إ صاءات األمم المت دة على ‪ %91‬ممرا‬
‫ينشر من مادة إع مية يوميا في العالم ‪ ،‬وت كد اللجنرة السياسرية الخاصرة التابعرة ل‪،‬مرم‬
‫المت دة أن الدول النامية ‪ %65‬من سكان العالم ‪ ،‬د يتوفر لديها سوى ‪ %21‬فقرط مرن‬
‫مصادر معالجة المعلومات(‪.)2‬‬

‫‪ - 1‬سان الزين ‪ ،‬م وية الشاهد ‪ ،‬مجلة الشاهد ‪ ،‬قبرص ‪ ،‬العدد ‪ ، 211‬يناير ‪ ، 2884‬ص ‪. 21‬‬
‫‪ - 2‬اللواء ‪ ،‬بيروت ‪. 2894/21/14‬‬
‫‪269‬‬
‫ويقول فريد إياد إن وكالة األنباء الر يسية قرد وزعرت مراسريلها فري العرالم علرى‬
‫الن و التالي ‪ %42‬أمريكا الشمالية ‪ %19 ،‬أوروبا ‪ %26 ،‬سريا ومنراطق الباسرفيك ‪،‬‬
‫‪ %22‬أمريكا ال تينية ‪ %7 ،‬الشرق األوسط ‪ %2 ،‬أفريقيا(‪. )1‬‬
‫وهررذا يوضررح مرردى التركيررز علررى دول الشررمال فرري الت طيررة اإلخباريررة ‪ ،‬وعرردم‬
‫ادهتمررام برردول الجنرروب ‪ ،‬فالمراسررل الصر في فرري دول الجنرروب عليرره أن يعرررف مرراذا‬
‫يكتب قبل أن يبدأ في ت طية األ داا ‪.‬‬
‫ويشير الص في الليبي أ مد عاشور إلى ليرة عمرل وضرخامة الوكرادت األربرع‬
‫الكبررار‪ ،‬باعتبارهررا المسرريطرة علررى سرروق األخبررار العالميررة ‪ ،‬يررا ي كررد أن وكالررة‬
‫ادسوشيد برس تعمل في ‪ 219‬دولرة ‪ ،‬وتصرل خردماتها اإلع ميرة إلرى ‪ 5611‬صر يفة‬
‫ومركز إع مي ومشترك ‪ ،‬وتملرك ‪ 74‬مكتبرا ‪ ،‬ولرديها ‪ 558‬مراسر عالميرا ‪ ،‬و‪1111‬‬
‫مراسرل م لرري ‪ ،‬وتصرررف سررنويا مررا قيمترره ‪ 81‬مليررون دودر ‪ ،‬أمررا وكالررة يونايترردبرس‬
‫فتعمررل فرري ‪ 21‬دولررة وتقرردم خرردماتها ‪ 6168‬م سسررة إع ميررة ومسررتخدمة ‪ ،‬و‪1127‬‬
‫وكرري إع ميررا ‪ ،‬وتملررك ‪ 47‬وكالررة أخبررار وطنيررة ‪ ،‬و ‪ 92‬مكتررب إع ميررا ولهررا ‪569‬‬
‫مراسر عالميرا ‪ ،‬وتسررتخدم ‪ 2914‬مراسر م ليررا ‪ .‬أمرا وكالررة فررانس برررس تعمرل فرري‬
‫‪ 251‬دولة‪ ،‬تصل قدرتها في تقديم األخبار إلرى ‪ 21‬صر يفة ومجلرة ‪ ،‬وتسرتخدم ‪2881‬‬
‫مراس فرنسيا وأجنبيا في الخار ‪ ،‬أما وكالة رويتر تعمرل فري ‪ 226‬دولرة ‪ ،‬وتتعامرل‬
‫في خدماتها اإلع ميرة مرع ‪ 7511‬صر يفة و‪ 211‬م طرة إذاعيرة ‪ ،‬وتملرك ‪ 254‬مكترب‬
‫وتستخدم ما مجموعه ‪ 1111‬مراسل(‪. )2‬‬
‫وتسرريطر الوديررات المت رردة و رردها علررى ‪ %65‬مررن األنبرراء العالميررة ‪ ،‬إن جررم‬
‫البررا وسرراعات اإلرسررال إلررى دول العررالم الثالررا يبلررغ مررا مجموعرره ‪ 2125.25‬سرراعة‬
‫أسرربوعيا ‪ ،‬وتصرردر الرردول ال ربيررة ‪ %84‬مررن المنتجررات الثقافيررة ‪ ،‬بينمررا تنررتر الرردول‬

‫‪ - 1‬فريد إياد ‪ ،‬التدوال ال ر والمتوازن للمعلومات ضمن النظام اإلع مي دولي جديد ‪ ،‬دورية ات اد الوكادت‬
‫األنباء العربية ‪ ،‬مارس ‪ ، 2869‬ص ‪. 17‬‬
‫‪ - 2‬أ مررد عاشررور أكررس ‪ ،‬لكرري تكررون صر فيا ناج ررا ‪ ،‬مبررادئ أساسررية للصر في والصر افة فرري العصررر ال ررديا ‪،‬‬
‫مطابع الفاتح ‪ ،‬الشركة العامة للورق والطباعة ‪ ،‬مصراته ‪ ،‬ط‪ ، 2885 ، 2‬ص ‪. 61‬‬
‫‪268‬‬
‫النامية ‪ ، %6‬وأكثر من ‪ %85‬من ادستثمارات في ميادين اإلع م تنتر من الشرمال ‪،‬‬
‫واقل من ‪ %5‬من الجنوب "(‪. )1‬‬
‫ويقول ريتشرارد نيكسرون فري كتابره سرت أزمرات " إن القروة العسركرية يويرة ‪،‬‬
‫ولكنها إن لم تدعم ببرامر اقتصادية وسياسية ودعا ية فانها ليست كافية أبدا "(‪. )2‬‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 64‬‬


‫‪ - 2‬ريتشارد نيكسون ‪ ،‬ست أزمات عالمية ‪ ،‬ترجمة الناشر ‪ ،‬دار الكتب ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2874 ،‬ص ‪. 281‬‬
‫‪291‬‬
‫ويثيررر سررخط الرردول الناميررة النظرررة ال ربيررة الترري ت ر دي إلررى تشررويه ال قررا ق ‪،‬‬
‫عنرردما تسررتعمل اختررزاد ثقافيررا يرردفع كومرراتهم تررارة بالماركسررية ‪ ،‬وتررارة بلنهررا يمينيررة‬
‫متطرفة ‪ ،‬وتارة بلنها متطرفة ‪ ،‬ويثرار السرخط أكثرر عنردما تصرف األنبراء الرواردة مرن‬
‫وكرررادت األنبررراء العالميرررة نظرررام ال رررزب الوا رررد بلنررره ديكتررراتوري ‪ ،‬و ركرررة الت ريرررر‬
‫الفلسطينية بلنها إرهابية ‪ ،‬ود ظ المهتمرون والمراقبرون برل ترى الررأي العرام العربري‬
‫أن الت طيررة الدوليررة اإلع ميررة قررد اكتسرربت أهميررة خاصررة فرري مواضرريع م ررددة ‪ :‬أزمررة‬
‫النفط ‪ ، 2862-2864‬الرها ن األمريكيين في المنطقة ‪ ،‬النشاط العسكري الفلسطيني ‪،‬‬
‫مشرركلة لبنرران ‪ ،‬اسررتخدام األسررل ة ضررد األكررراد ‪ ،‬خطررر األصررولية اإلسر مية ‪ ،‬مطالبررة‬
‫برأس سلمان رشدي ‪ ،‬األخبرار السرلبية عرن القرذافي ‪ ،‬وقرد انتهجرت فري معالجتهرا لهرذه‬
‫الموضوعات معايير غربية ب ثة ‪ ،‬ومهملة برذلك كرل م راودت التنميرة وأ رداا التقردم‬
‫ادجتماعي في الدول العربية ‪.‬‬
‫وفي دراسة أجراها صابر مل وظ المدير العام لوكالة سانا السورية عام ‪2891‬‬
‫لت ديد التبادل اإلخباري بين الدول العربيرة وأمريكرا ال تينيرة ‪ ،‬وجرد أن الصرلة األكثرر‬
‫انتظاما بين المجموعتين الج رافيتين ‪ ،‬تقروم علرى ركرا ز وسريطرة ‪ ،‬جعلتهرا الوكرادت‬
‫األربعة التي انفردت خ ل شهر الدراسة بنقل األخبار من أمريكا ال تينية إلى المنطقرة‬
‫العربيررة مررا عرردا خبررر وا ررد فقررط جرراء عررن طريررق مجمررع وكررادت دول عرردم ادن يرراز‬
‫وا تل عنصر ادضطرابات الداخلية بنسبة ‪ %92.1‬من مجمو األخبار(‪. )1‬‬
‫إن األخبرار الترري تنفرررد بهررا وكررادت األنبراء فرري الرردول الناميررة كمصرردر ر يسرري‬
‫ل‪،‬خبار‪ ،‬د تتداولها وكادت األنباء العالميرة ‪ ،‬إد بعرد إضرافة كلمرة الرسرمية بعرد اسرم‬
‫الوكالة المعنية ‪ ،‬مثيررة برذلك الشرعور ‪ ،‬ن رو ‪ :‬م تروى الخبرر علرى أنره إعر ن رسرمي‬
‫عن موقف الدولرة ‪ ،‬وهري برذلك تكررس برلن وكرادت األنبراء فري الردول الناميرة مصردر‬
‫أساسرري لإلع ر م الرسررمي فقررط ‪ ،‬ومررع ذلررك د تجررد األخبررار القادمررة فرري الرردول الناميررة‬
‫مكانتها في وسا ل اإلع م األمريكيرة ‪ ،‬فري الوقرت الرذي تتكراتف المرادة اإلع ميرة عرن‬

‫‪ - 1‬جابر مل وظ ‪ ،‬أهمية توسيع إقامة تبادل المعلومرات واألخبرار برين األقطرار العربيرة وأمريكرا ال تينيرة ‪ ،‬دوريرة‬
‫دت اد وكادت األنباء العربية ‪ ،‬مارس ‪ ، 2896 ،‬ص ‪. 27‬‬
‫‪292‬‬
‫المظاهر السلبية للصرورة النمطيرة للعررب خاصرة ‪ ،‬ويقرول بيلكرا نيرر مردير عرام وكالرة‬
‫ادسوشرريد برررس فرري ادجتمررا الخررامس للجنررة التابعررة لل رروار بررين الوكررادت العربيررة‬
‫والعالميررة المنعقرردة فرري الرردار البيضرراء عررام ‪ " 2884‬لرردينا مشررتركون كثررر فرري اإلذاعررة‬
‫والتلفزيون ولدينا ‪ 2711‬ص يفة يومية تشترك بنشراتنا ‪ ،‬لذلك نريرد أن تكرون أخبارنرا‬
‫(‪)1‬‬
‫كاملة وذلك باعتناء م توى الخبر ‪ ،‬باضافة الخلفية ‪ ،‬وت ديد المصردر ومقتطفرات "‬
‫‪.‬‬
‫ويقول مكولهم هيروز المردير التنفيرذي لوكالرة يونايترد بررس انترناشريونال ‪:‬إنره "‬
‫يكتب القليل عن العالم الثالا في الص افة ال ربية ‪ ،‬وبناء على ت ليل أجراه لمدة ث ثة‬
‫أسابيع فلنه لم ينشر فري الصر افة األمريكيرة ‪ ،‬سروى ‪ %16‬مرن األخبرار التري تنشررها‬
‫وسا ل اإلع م األمريكية هي تلك الصادرة عن الوديات المت دة األمريكيرة ‪ ،‬وقرال إن‬
‫العديد من الص افيين يشعرون باألسى ألن جهودهم د تظهر في الص افة "(‪. )2‬‬
‫ويصررل فرنسرريس دوردي إلررى نفررس النتيجررة ‪ ،‬وهررو المس ر ول عررن قسررم الشرررق‬
‫األوسط في وكالة رويتر ‪ ،‬يرا أجررى دراسرة للصر ف ال ربيرة قرام بهرا عرن الشررق‬
‫األوسررط ‪ ،‬أشررارت إلررى أنرره مررا بررين ‪ 11‬إلررى ‪ 61‬فقرررة فقررط مررن أخبررار الشرررق األوسررط‬
‫نشرت فيها(‪. )3‬‬
‫ويقول م مد المصمودي " تتضح مثل هذه الهيمنة والسيطرة فري عردم ادهتمرام‬
‫المل رروظ لرردى وسررا ل اإلع ر م فرري دول الشررمال ‪ ،‬ودسرريما ال رررب ‪ ،‬بمشررك ت الررب د‬
‫الناميررة واهتماماتهررا وتطلعاتهررا ‪ ،‬فهرري تقرروم علررى القرروة الماديررة والصررناعية والثقافيررة‬
‫والتكنولوجية ‪ ،‬ونتر عن ذلرك اعتبرار معظرم الرب د الناميرة مجررد مسرتهلكة للمعلومرات‬
‫واألخبار التي تبا إليها مثل أية سلعة أخرى(‪.)4‬‬

‫‪ - 1‬م ضر ادجتما الخامس للجنة متابعة إع ميين وكادت األنباء العربية والعالمية ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬منشورات‬
‫فانا ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬نوفمبر ‪ ، 2884‬ص ‪. 12‬‬
‫‪ - 2‬تقرير عن أعمال األمانة العامة دت اد وكادت األنباء العربية بين الدورتين ‪ ، 22-24‬منشورات فانرا ‪ ،‬بيرروت‬
‫‪ ، 2894 ،‬ص ‪. 28‬‬
‫‪ - 3‬خالد الهمداني ‪ ،‬معوقات التدفق األخباري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 52‬‬
‫‪ - 4‬م مد المصمودي ‪ ،‬النظام اإلع مي العالمي الجديد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 218‬‬
‫‪291‬‬
‫إن التدفق من جانب وا د ينتر من المجتمعات ال ربية جما كبيرا مرن األخبرار‬
‫والمعلومات التي تقدم مادة بدون تمييز ‪ ،‬األمر الذي دفع بعه المراقبين إلرى اإلشرارة‬
‫إلرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررى‬
‫" فررررط اللعرررب اإلع مررري " ‪ ،‬وهررري ظررراهرة قرررد تررر دي إلرررى اضرررطراب التفكيرررر ‪ ،‬أو‬
‫ادغتراب ‪ ،‬أو ادنزواء والسلبية ‪ ،‬فعردم وجرود تردفق إع مري رر ‪ ،‬وعمليرة ادتصرال‬
‫في اتجاه وا رد وا تكرارات اإلعر م يسربب انهيرار فري الجهراز العصربي للمجتمرع الرذي‬
‫ي ر دي إلررى نكسررات ضررارية ‪ ،‬إن رردوا اضررطرابات فرري الجهرراز العصرربي البشررري‬
‫يشيع التشويم في ادخت دت في الشخصية ‪ ،‬ونفس الشيء ي دا للمجتمرع ذلرك " أن‬
‫دوا اضطرابات فري شربكة ادتصرال يشروه إدراك ال قرا ق مرن جانرب ال كومرات أو‬
‫أعضاء المجتمع وسوف يصاب الرأي العام بالشلل لفقدانه المعلومات وبالترالي التوقرف‬
‫عن العمل(‪. )1‬‬
‫وكذلك انتقد روبير جالي وزير التعراون الفرنسري السرابق فري كومرة ديسرتان ‪،‬‬
‫وسررا ل اإلع ر م ال ربيررة يررا قررال ‪ " :‬أنهررا تصررور بلرردان العررالم الثالررا كمررا لررو كررانوا‬
‫مس ولين ‪ ،‬عندما يسعون لل صرول علرى معونرات ماليرة ‪ ،‬أو أنهرم هرم المسر ولون عرن‬
‫غ ء المعيشة لدينا ‪ ،‬عندما يستمر ارتفا أسعار البترول أو أنهم يخلقون البطالة عندنا‬
‫‪ ،‬عندما يطورون صناعاتهم "(‪. )2‬‬
‫ويقول ر‪.‬م‪.‬نكو لوما ‪ ،‬وزير الدولة الزامبي ‪ ،‬في كلمة له في البرلمران الزامبري‬
‫‪ " :‬إنررره مرررن األفضرررل أن يسرررمى التلفزيرررون الزامبررري بررراألمريكي ‪ ،‬إذ أن األفررر م التررري‬
‫تعره فيه تتجاوب مع مصالح واشنطن ‪ ،‬د مع المصالح األفريقية الزامبية "(‪. )3‬‬
‫إن وسا ل اإلع م تجد تضمينا لمبدأ المصنع األساسي ‪ ،‬فكلهرا ترسرل معلومرات‬
‫مماثلة لم يين العقول – بفعل وكادت األنباء – و قا ق مو دة قياسريا ‪ ،‬وبصرفة جمليرا‬
‫ونسخا لمنتجات مو دة تصرب إلرى م يرين المسرتهلكين مرن صرور المصرنع المركرزة ‪،‬‬

‫‪ - 1‬انظر شون ماكبرايد ‪ ،‬ص ‪. 418-412‬‬


‫‪ - 2‬ل‪ .‬ستافر بافوس ‪ ،‬التصد العالمي ‪ ،‬العالم الثالا يشب عن الطوق ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 226‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 228‬‬
‫‪294‬‬
‫لذلك فقد نشلت فري المجتمرع الصرناعية قنروات اتصرال للمجرال اإلع مري ‪ ،‬يرتم عبرهرا‬
‫توزيررع المعلومررات بفعاليررة كبيرررة ‪ ،‬كمررا يررتم توزيررع السررلع والمررواد الخررام ‪ ،‬هررذا الترردفق‬
‫ل‪،‬نبرراء والصررور اإلع ميررة أنتجررت تخرري ت ققررت للعقررل الجمرراهيري بوسررا ل إع ر م‬
‫ساعدت على إفراز السلوك المتو د المتطلب من قبل دول الشمال ‪.‬‬
‫وفررري عرررام ‪ 2898‬عقررردت نررردوة المررر تمر ادت رررادي الررردولي لب ررروا ادتصرررال‬
‫الجماهيري في برراك ‪ .‬ترم اسرتعراه دراسرات رول التردفق اإلع مري اإلخبراري برين‬
‫الشمال والجنوب ‪ ،‬ومنها دراسة جريم ريتشرارد مرن الوديرات المت ردة ‪ ،‬ودراسرة نروني‬
‫ناميكا من نيجيريا ‪ ،‬والتي كان عنوانها التدفق اإلخباري في وه الباسرفيك ‪ ،‬كشرفت‬
‫الدراسررة عررن وجررود نمررط ك سرريكي للترردفق اإلخبرراري ذو تركيبررة اسررتعمارية ‪ ،‬وكشررف‬
‫أيضا على أن هناك عنصر اإلقليمية في ت طية األخبار العالمية ‪ ،‬وهو ما يعررف باسرم‬
‫" المناطق اإلع مية " ‪ ،‬و يا كانت هناك نسبة عالية من عدم اإلشرارة إلرى المصردر‬
‫‪ ،‬وتلتي أخبار الوديات المت دة وأوروبا ال ربية فري المرتبرة الثانيرة بالنسربة ل‪،‬هميرة ‪،‬‬
‫وأن األنباء التي ترسلها وكادت األنباء عن ذلك العالم الثالا تتصف بالسلبية(‪.)1‬‬
‫ويرررى الرردكتور سرررا أ مررد سرررا أسررتاذ مررادة الص ر افة العالميررة فرري جامعررة‬
‫قرراريونس فرري دراسررة عررن الص ر افة األفريقيررة ‪ ،‬أن وسررا ل اإلع ر م األفريقيررة تسررتمد‬
‫أخبارهررا مررن وكررادت األنبرراء العالميررة ‪ ،‬ود ررظ علررى هررذه األخبررار الترري تررلتي مررن‬
‫الوكادت األربعة التالي ‪:‬‬
‫‪ -2‬إنها مقتضبة ‪ ،‬وقد تصل إلرى رد إهمرال فقررات هامرة مرن الخبرر ‪ ،‬لرذلك د‬
‫يستفيد القارئ منها شي ا ‪.‬‬
‫‪ -1‬أن مررا ينشررر مررن أخبررار خارجيررة ديمكررن القررارئ مررن معرفررة مررا ي رردا مررن‬
‫دود دولته ‪.‬‬ ‫خار‬
‫وي دد بروت ك ‪ .‬بيشوب في دراسة عن أفريقيا ‪ ،‬نشرتها مجلة جورناليزم فري‬
‫العدد الصادر في شتاء ‪ 2865‬ث ا وظا ف للص افة األفريقية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬جيم ريتشارد ‪ ،‬التدفق اإلخباري الدولي ‪ ،‬ترجمة جمال عبد الر وف ‪ ،‬الدار العربية للنشر ‪ ، 2898 ،‬ص‬
‫‪. 67-65‬‬
‫‪292‬‬
‫‪ -2‬مساعدة المواطن األفريقي على معرفة ما يدور في العالم وفي بلده ‪.‬‬
‫على ما يدور في العالم ‪.‬‬ ‫‪ -1‬مساعدة ال كومات األفريقية على ادط‬
‫باقي دول العالم على ما يجري في أفريقيا(‪. )1‬‬ ‫‪ -4‬اط‬
‫ظ أن من بين هذه الوظا ف الث ا فقد اقتصرت اثنتان منهرا علرى‬ ‫ون‬
‫وكادت األنباء العالمية دون غيرها ‪.‬‬
‫إن دول العالم الثالا تقف موقفا اقتصاديا من مذهب التدفق ال ر ل‪،‬نباء‬
‫‪ ،‬يا تعتبره بمثابة لية للت ل رل اإلع مري ‪ ،‬والسريطرة الثقافيرة ‪ ،‬وادسرت ل‬
‫ادقتصررادي وت ررت شررعار الترردفق ال ررر ل‪،‬نبرراء نجررد الوديررات المت رردة ودول‬
‫الشررمال تبرررر تبريرررا فاشرر سياسررتها العدوانيررة ‪ ،‬وم اولتهررا فررره مررذاهبها‬
‫المعاديرررة للبشررررية ‪ ،‬إن وكرررادت األنبررراء األمريكيرررة والعالميرررة وجررردت لخدمرررة‬
‫مصالح هيمنة خاصة ‪ ،‬فتقذف إلى سوق األخبرار مست ضررات خاصرة وأخبرار‬
‫م تملة عن األ داا العالمية ‪ ،‬وهي تشوة بدرجة كبيرة الرأي العام بمرا يرت ءم‬
‫واتجاه الدعاية ال ربية ‪.‬‬
‫" إن الترردفق الراسرري غيررر مترروازن مررن قبررل العررالم الثالررا ‪ ،‬يررت كم فرري‬
‫رغبررات المسررتقبلين وا تياجرراتهم ‪ ،‬وأشرركال سررلوكهم بدرجررة ت ر ثر بشرركل كبيررر‬
‫على الثقافة الم ليرة‪ ،‬لردى هرذه الشرعوب "(‪ )2‬فر أ رد يسرتطيع أن ينكرر وجرود‬
‫ع قة بين التدفق ال ر والتبعية بشكل عام ‪ ،‬فكلمرا كران تردفق األنبراء ررا كلمرا‬
‫ت ققت فرص تنمية أكبر لدول الجنوب ‪.‬‬
‫إن نفس ما تعاني منه دول الجنوب اليوم ‪ ،‬عانرت منره الوديرات المت ردة‬
‫منذ ستين سنة ‪ ،‬يا دخلت الوديات المت دة في صررا ‪ ،‬لكري يعتررف العرالم‬
‫بهررا ‪ ،‬يررا كانررت أمريكررا ضررمن الرردول الترري د تملررك شرري ا فرري مجررال اإلع ر م‬
‫واألخبار الدولية ولود ملة كنت كوبر مردير عرام وكالرة ادسوشريد بررس التري‬
‫هردفت إلرى ررق وكالتره فرري ادتصرال برردول العرالم ‪ ،‬وتكسررير اد تكرار ل‪،‬خبررار‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬د‪ .‬مانكيكار ‪ ،‬التدفق ال ر من جانب وا د ‪ ،‬الجماهيرية ‪ ،‬بدون تاريخ ‪ ،‬بدون دار نشر ‪ ،‬ص ‪. 25‬‬
‫‪ - 2‬سير دتوم ‪ ،‬ت ريب العالم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 47‬‬
‫‪295‬‬
‫الدوليررة الررذي ظررل كرررا علررى الوكررادت األوروبيررة‪ ،‬يررا وجهررت الوديررات‬
‫المت دة اتهامها إلى وكالة رويتر ‪ ،‬وهافاس الفرنسية‪ ،‬واتهمتهما بلنهما يقردمان‬
‫صررورة الوديررات المت رردة بلنهررا بلررد غررارق فرري الصررراعات العنصرررية ‪ ،‬وهرري‬
‫مسررررح ل‪ ،‬رررداا والعواصرررف والفيضرررانات والجريمرررة ‪ " .‬إن رجرررال اإلعررر م‬
‫األمريكيين ينتقردون ادسوشريد بررس ‪ ،‬ألنهرا سرم ت لرويترر أن تفعرل مرا تشراء‬
‫بصورة الوديات المت دة في العالم "(‪. )1‬‬
‫إن قراء الص ف واألخبار اليوم يخرجون بانطبا أن العنرف والجريمرة‬
‫والصرا إلرى الجانرب العمرل الشراذ والمفراجا ال ريرب ‪ ،‬هرو كرل األخبرار التري‬
‫ت دا في الدول النامية وقرد أتفرق كثيرر مرن المراسرلين ورجرال مكاترب األخبرار‬
‫في الدول النامية مع ما ذهب إليره دكترور ال هسرتر ‪ ،‬علرى أن ر سراء الت ريرر‬
‫الكبررار والم ررررين فرري وكررادت األنبرراء األمريكيررة واألوروبيررة غالبررا مررا يكررون‬
‫لديهم نماذ وأنمراط معردة سرلفا ‪ ،‬ومفراهيم مشروهة ل عتبرارات يجرب مراعاتهرا‬
‫من جانب الم رر ‪ ،‬وهو يرسل األخبار إلى ب ده(‪.)2‬‬
‫وكثيرا ما كانت هرذه األخبرار تعرالر الجوانرب السرلبية فري الردول الناميرة ‪ ،‬فنجرد‬
‫اهتماما أكبر بلخبار ادنق بات والفوضى واإلرهراب والمجاعرات فري ال يرز اإلخبراري‬
‫المخصص للدول النامية‪ ،‬لدى أخبار الوكادت العالمية ‪ ،‬يا يركز المراسرلون علرى‬
‫موضو اإلرهاب مث ‪ ،‬ألنهرم يعلمرون برلن هرذه القصرة اإلخباريرة سروف تلقرى تلكيردا‬
‫وتر يبا في المكتب في نيويورك ولندن ‪ ،‬كما أن الكتابة في هرذا الموضرو أسرهل مرن‬
‫الكتابة على المشاريع الزراعية وخطط الت ول والثورة ادجتماعية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬مانكيكار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 29‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬ال هستر ‪ ،‬وكادت األنباء ال ربية ‪ ،‬مشاكل وفرص في األنباء العالمية ‪ ،‬ب ا مقدم إلرى نردوة المكسريك رول‬
‫دور اإلع م في النظام العالمي اإلع مي الجديد ‪ ،‬انعقدت في الفترة ‪ -19-12‬مايو ‪ ، 2867‬دورية وكادت األنبراء‬
‫العربية ‪ ،‬عدد مارس ‪ ، 2866‬ص ‪. 26-27‬‬
‫‪297‬‬
‫يقول في هذا الخصوص نا ب ر يس ت رير األخبار الدولية في نيويورك تايمز‬
‫‪ " :‬ن ن د نستعمل األجانب ‪ ،‬ألنهم لن يعرفوا كيف يتناولون ال دا في العرالم النرامي‬
‫بالنسبة للشعب األمريكي "(‪. )1‬‬
‫إن مبدأ التردفق ال رر كمرا تمارسره الوكرادت العالميرة يضرعها فري موقرف ال كرم‬
‫المتعسف على ال قا ق ‪ ،‬يا إنها هري التري تقررر مرا هري األنبراء التري تبرا وتمرارس‬
‫ق ادختيار ‪ ،‬فمن بين األ داا العالمية والم لية المختلفة ترسل ما يصلح منها لردول‬
‫العالم وتقدم ما تراه ضروريا‬
‫لمعرفته ‪ ،‬ود يترتب على هذه الوكادت أي مس ولية اجتماعية أو قضا ية عرن أفعالهرا‬
‫‪ ،‬سواء أمام الدول التي تعمل فيها ‪ ،‬أو المجتمرع الردولي ككرل ‪ ،‬األمرر الرذي يسربب فري‬
‫فررره وجهررة نظررر الوكررادت ال ربيررة علررى وسررا ل اإلعر م فرري الرردول الناميررة ‪ ،‬يررا‬
‫تصبح الوكادت مصدر إزعا لل كومات في األمور التي تصار فيهرا المصرالح برين‬
‫سياسات واشنطن والدول ال ربيرة مرن نا يرة‪ ،‬وبرين اتجاهرات الردول الناميرة مرن نا يرة‬
‫أخرررى ‪ .‬يررا ترررى األخبررار األمريكيررة أن ركررات الت رررر الرروطني فرري أفريقيررا ‪،‬‬
‫ركات شيوعية للتخريب واإلرهاب ‪ ،‬ت دي نظام جنوب أفريقيا العنصري ‪.‬‬
‫وقبل أن نصل إلى وضع نهاية تعسفية لهذه الجز ية فاننرا نلخرص اتهامرات دول‬
‫الجنوب من وكادت األنباء ال ربية بخصوص مبدأ التدفق ال ر في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -2‬إن ملرررف األخبرررار األجنبيرررة لررردى الوكرررادت العالميرررة يبتعرررد عرررن أهرررم اد تياجرررات‬
‫اإلخبارية للدول النامية ‪ ،‬فض على أنه د ي مها ‪.‬‬
‫‪ -1‬إن دول العررالم الثالررا د ت صررل علررى المعلومررات واألخبررار المناسرربة والكافيررة مررن‬
‫األقاليم التي تنتمي إليها عن طريق وكادت األنباء ‪.‬‬
‫‪ -4‬إن وكادت األنباء ال ربيرة ‪ ،‬تبررز للعرالم صرورة خاط رة ومشروهة ومن رازة وغيرر‬
‫منصفة عن دول العالم الثالا ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ليلى أبو زيد ‪ ،‬أمريكا الوجه اآلخر ‪ ،‬مطبعة النجاح ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬ط‪ ، 2882 ، 1‬ص ‪. 55‬‬
‫‪296‬‬
‫ويفسررر دكتررور ال هسررتر عمليررة الت طيررة اإلخباريررة للرردول الناميررة " بررلن الترردفق‬
‫اإلخباري ودراسات راس البوابات(*) تصبح ذات أهمية قصوى ‪ ،‬عندما يتبرادل تردفق‬
‫‪ :‬إن جرم الرسرا ل اإلخباريرة التري تنقرل‬ ‫األنباء إلى الدول النامية منها ‪ .‬ويضيف قا‬
‫إلى الدول النامية ‪ ،‬ومنها يقل كثيرا عن األخبار المتداولة بين الدول الصناعية ال ربيرة‬
‫الكبرررى ‪ ،‬وهكررذا فرران عمليررة ادختبررار الترري ت رردد مررا يترردفق مررن خ ر ل البوابررات ‪ ،‬قررد‬
‫ت جب التدفق اإلخباري تماما ‪ ،‬إذ كان جم الرسا ل اإلخبارية قلي "(‪. )1‬‬
‫وبهرررذا عرفنرررا أن التررردفق اإلخبررراري لرررم يكرررن ررررا ومتبرررادد برررين دول الشرررمال‬
‫والجنوب ‪ ،‬بل أخذ في جميع ادتها شكل المثلا ‪ ،‬الذي يرسرل معلومرات وأخبرار مرن‬
‫القمررة والقاعرردة ‪ ،‬تكررون دا مررا هررـي المسررتقبل فرري ررادت كثيرررة ‪ ،‬بشرركل مشرروه وغيررر‬
‫ص يح تنافي بذلك أدنـى مس وليرـة وأخ قيرات العمرل اإلع مري ‪ ،‬ومرن هنرا كران دبرد‬
‫من اإلشارة إلى األسراليب التري تتبعهرا هرذه الوكرادت عنرد صرياغة أخبرار تتعلرق بردول‬
‫العالم الثالا ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬أساليب التغطية الصحفية لبلدان العامل الثالث يف الصحافة األمريكية ‪:‬‬
‫تركز الص افة فري عمليرات الت طيرة الصر فية لردول العرالم الثالرا علرى بعره‬
‫األساليب الص فية ‪ ،‬التي تستخدمها الص ف األمريكية وهي متمثلة فيما يلتي ‪:‬‬
‫‪ -2‬أسلوب التخويف ‪:‬‬
‫يسررتخدم هررذا األسررلوب عررن طريررق تررروير األخبررار الكاذبررة والشررا عات‬
‫واألخبار ذات المصدر غير الموثوق ‪ ،‬وفي ال الب تكون هرذه المعلومرات غيرر‬
‫دقيقة ‪ ،‬ويتم نشرها في أكثر من وسيلة إع مية بهدف تلكيد مصرداقيتها ‪ ،‬وذلرك‬
‫من أجل تخويف دول العالم الثالا من خطر م اودت التنميرة وادنفصرال علرى‬
‫ال رب ‪ ،‬وقد ذكررت صر يفة الواشرنطن بوسرت فري مواجهرة اتهامرات لل كومرة‬

‫* ‪ -‬ارس البوابة ‪ :‬هو المس ول اإلخباري الذي يقرر مرا هري األنبراء التري يرتم بثهرا وفرق خطرة وسياسرة الم سسرة‬
‫اإلع مية أو الدولة ‪.‬‬
‫‪299‬‬
‫الهندية ‪ ،‬بلن م اودتها إقامة قوة اقتصادية سوف يعود بالترلثيرات السري ة علرى‬
‫مستقبل اقتصادياتها(‪. )2‬‬
‫كذلك اسرتخدام أسرلوب التخويرف فري المواجهرة العسركرية مرع ليبيرا فروق‬
‫خلير سرت‪ ،‬عندما أشارت مجلة التايم أن قوات مشاة الب رية بامكانهرا ا رت ل‬
‫شررراطا ليبيرررا‪ ،‬واعتقرررال القرررذافي فررري عمليرررة عسررركرية د تسرررت رق سررراعات‬
‫معدودة(‪ )3‬م اولة بذلك إثارة الخوف في نفوس الشعب الليبي ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ال هستر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 27‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪/26‬ديسمبر‪. 2896/‬‬
‫‪ - 3‬مجلة تايم ‪/2‬يناير‪. 2897/‬‬
‫‪298‬‬
‫‪ -1‬أسلوب التضليل ‪:‬‬
‫يوظف هذا األسرلوب بنشرر عديرد مرن سريناريوهات الخطرر الرذي يواجره‬
‫العالم الثالا ‪ ،‬بصورة غير ص ي ة ومبالغ فيها ‪.‬‬
‫وقد قامت مجلة التايم بتضليل الرأي العام ول ما أسمته القنبلة البشرية‬
‫الترري تخرراف أن يملكهررا القررذافي ‪ ،‬أو إيررران والترري تشرركل تهديرردا علررى المنطقررة‬
‫بشكل عام(‪. )1‬‬

‫‪ -4‬أسلوب التسويغ " التبرير " ‪:‬‬


‫اسرررتخدمت الصررر افة األمريكيرررة هرررذا األسرررلوب فررري تسرررويغ النشررراطات‬
‫والعمليررات والت ركررات ‪ ،‬الترري تقرروم بهررا اإلدارة األمريكيررة للتررلثير علررى الرررأي‬
‫العام ول العديد من قضايا دول الجنوب ‪ ،‬وفي هذا الصدد يمكرن اإلشرارة إلرى‬
‫كلمررة الررر يس ري رران ‪ ، 2897/2/22‬الررذي وجرره فيهررا إلررى الشررعب األمريكرري‬
‫والعالم رسالة يسوك فيها ادعاءات باطلة ‪ ،‬مفادهرا أن مرا ترم اتخراذه فري ضررب‬
‫ليبيا هي عملية وقا ية ‪ ،‬وأن ذلك يعود إلى ق الوديات المت دة في الدفا عن‬
‫النفس(‪. )2‬‬
‫ويعد هذا األسلوب أكثر األساليب استخداما فري رادت المواجهرة الليبيرة‬
‫األمريكية‪ ،‬عند ت طية األ داا والوقا ع ونشر األخبار عن القذافي وليبيا ‪.‬‬

‫‪ -2‬أسلوب الكذب ‪:‬‬


‫أسلوب الكذب من األساليب الر يسية التي اعتمدت عليهرا الصر افة فري‬
‫ت طيتهررا ألخبررار دول الجنرروب ‪ ،‬جملررة مررن األكاذيررب الترري تهرردف إلررى إيجرراد‬
‫مسوغات لتبريرر م تهرا علرى دول الجنروب ‪ ،‬وكانرت الصر افة ترنهر أسرلوب‬
‫الكذب فض عن التخويف والتسرويغ والتضرليل ‪ ،‬وذلرك ل صرول علرى شررعية‬

‫‪ - 1‬كلمة الر يس ري ان ‪ ، 2897/2/25‬ليلة العدوان على الجماهيرية ‪ ،‬نص الكلمة وكالة األنباء الجماهيرية ‪.‬‬
‫‪ - 2‬التايم ‪ 2 ،‬يناير ‪. 2897‬‬
‫‪281‬‬
‫فرري هيمنتهررا علررى دول الجنرروب ‪ ،‬ومررن أبرررز األكاذيررب الترري روجتهررا الصر افة‬
‫األمريكيررة ‪ ،‬هرري أن القررذافي أرسررل فرقررة دغتيررال ري رران ‪ ،‬وبعرره مسرر ولي‬
‫اإلدارة األمريكية ‪ ،‬في م اولة مفهومة إللصاق تهمة اإلرهاب بالقذافي(‪. )1‬‬
‫إن هرررذه األسررراليب تبرررين بشررركل صرررريح مررردى صررردق جدليرررة دول الجنررروب ‪،‬‬
‫ومطالبهم في أن يكون التدفق اإلخباري عادد ومتوازنا برين الشرمال والجنروب ‪ ،‬ولكرن‬
‫وبعد استخدام األقمار الصناعية وشربكات ادنترنيرت ‪ ،‬أصرب ت المسرللة تقراس بمقيراس‬
‫خررر ‪ ،‬وهرري م اولررة إنقرراذ ال ررق الم تصررب مررن دول الجنرروب فرري أن تظهررر نفسررها‬
‫وتجاربها وأخبار على خارطة اإلع م الدولي ‪ ،‬ولكن هيمنة وكادت األنبراء واسرتخدام‬
‫األقمار الصناعية وشبكات المعلومات ‪ ،‬كلها دد ل تشير إلى عدم إمكانيرة قلرب معادلرة‬
‫التدفق الرأسي للمعلومات إلى أي صي ة أخرى ‪ ،‬و تى وإن ظهرت فري األفرق قنروات‬
‫فضا ية ووكرادت أنبراء أقرل وظيفرة فانهرا تبقرى مجررد أداة قاصررة علرى ت قيرق الهردف‬
‫الموجودة من أجله ‪.‬‬
‫فصر يفة مثررل النيويررورك تررايمز والواشررنطن بوسررت ودفي ررارو لررديها إمكانيررات‬
‫وأساليب وتجهيزات وميزانيات ‪ ،‬تضاهي ميزانية وزارات اإلع م في دول الجنروب ‪،‬‬
‫فليس من اليسير أن يوقف هذا التدفق الها ل ‪ ،‬لمجرد توفير األموال والكوادر ‪ ،‬بل إنره‬
‫ب اجررة إلررى خطررة إع ميررة تفصرريلية ‪ ،‬لوقررف هررذا السرريل العرررم مررن األنبرراء ‪ ،‬ولتعررديل‬
‫الصورة المشوهة عن دول الجنوب ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تفسير نتائج تحليل المضمون ‪:‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/8/4‬‬


‫‪282‬‬
‫لقررد أوض ر نا فرري اإلطررار المنهجرري الطريررق الررذي سررلكه البا ررا تررى توصررل إلررى هررذه‬
‫البيانات‪ ،‬والتي نفسح المجال اآلن لتقديم تفسيرات علمية منطقية لها ‪ ،‬وم اولين بذلك ادبتعاد عن‬
‫الذاتية المفرطة في تقديم تفسريرات لهرذه النترا ر ‪ ،‬واد تفراظ بقردر كبيرر مرن الموضروعية غيرر أن‬
‫األمر الواجب التذكير به في هذا المقام أن جل البيانات التي ترم ال صرول عليهرا تعطري معنراه دون‬
‫اجة كبيرة إلى تقديم تفسيرات غير أن الضرورة العلمية د تجيز ذلرك ‪ ،‬ومرن هنرا فران مرا سروف‬
‫نقدمه من بيانات وت فسيرات عنها ‪ ،‬ت كد بما د يد مجاد للشك أن هذه البيانات قادرة على تفسرير‬
‫نفسها دون ال اجة إلى جهد مضاعف لذلك ‪.‬‬
‫وقد عهد البا ا إلى تفسرير نترا ر الدراسرة وفرق اسرتمارة ت ليرل المضرمون المعردة سرلفا‪،‬‬
‫والتي ت دد ف ات الت ليل ‪ ،‬وفق أولويات الدراسة ‪ ،‬وترفق كل جدول من جداول الت ليل بتفسيرات‬
‫وتلكيدات وردت في متن الص يفة عينة الدراسة ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬االهتمام بمواقف القذافي ‪:‬‬


‫يعررد القررذافي الشخصررية األبرررز فرري ترراريخ الصرررا الليبرري ‪ -‬األمريكرري ال ررديا ‪،‬‬
‫فالقررذافي قررام بالعديررد مررن المواقررف ولعررب العديررد مررن األدوار الترري أزعجررت اإلدارة األمريكيررة‪،‬‬
‫واعتبرتها م ثرة بشكل كبير على استراتيجية الوديات المت دة ومصال ها ‪.‬‬
‫فالقذافي أسس مبدأ ثابتا في سياسته الخارجية ‪ ،‬تقوم على تقديم المساعدة والدعم ل ركرات‬
‫الت رر ‪ ،‬لمناصرة قضاياه في تقرير مصيرها وإع ن استق لها ‪.‬‬
‫ويعرد هرذا المبرردأ جرزء مرن سرريكولوجية القيرادة الليبيررة بزعامرة القرذافي ‪ ،‬األمررر الرذي جعررل‬
‫اإلدارة األمريكية تترصرد كرل مواقرف وت ركرات القرذافي ‪ ،‬سرواء علرى السرا ة الدوليرة أو السرا ة‬
‫الداخلية ‪ ،‬وفي م اولة منها لمعرفة خطوة القذافي القادمة ‪.‬‬
‫وبررالنظر إلررى نتررا ر الدراسررة يظهررر لنررا الجرردول رقررم (‪ )2‬مرردى اهتمررام صر يفة الواشرنطن‬
‫بوست بمواقف القذافي ‪ ،‬وشرملت ف رات الت ليرل ف رات فرعيرة د يمكرن فصرلها عرن بعضرها ‪ ،‬لشردة‬
‫تقاربها وقوة ددلتها على مدى ادهتمام اإلخباري بمواقف القذافي ‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫جدول رقم (‪)2‬‬
‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار ف ة اهتمام الص يفة بمواقف القذافي‬
‫اإلجمالي‬

‫التكرار‬
‫النسبة المئوية‬ ‫االهتمام بمواقف القذافي‬ ‫ر‪.‬م‬

‫‪%41.82‬‬ ‫‪416‬‬ ‫اهتمام واسع بكل المواقف‬ ‫‪2‬‬


‫‪%22.84‬‬ ‫‪227‬‬ ‫اهتمام بمواقف م ددة‬ ‫‪1‬‬
‫‪%5.12‬‬ ‫‪51‬‬ ‫اهتمام بشخصية القذافي‬ ‫‪4‬‬
‫‪%11.16‬‬ ‫‪128‬‬ ‫اهتمام بسياسات القذافي‬ ‫‪2‬‬
‫‪%211‬‬ ‫‪881‬‬ ‫اإلجمالـــــي‬

‫وقررد جرراءت التكرررارات فرري الجرردول المشررار إليرره ررول اهتمررام الواشررنطن بوسررت بمواقررف‬
‫القذافي ‪ ،‬بنسبة م وية بل ت ‪ %9.7‬من إجمالي المعالجة اإلخبارية لمواقف القذافي ‪.‬‬
‫وقد جاءت النتائج كما وردت من خالل فئات التحليل ‪:‬‬
‫ف ررة ادهتمررام الواسررع بكررل المواقررف ‪ " ،‬نعنرري بهررا أن الص ر يفة تسررجل كررل المواقررف الترري‬
‫تصدر عن القذافي ولها ع قة بسياسته الخارجية "‬
‫وكشفت النتا ر فري هرذه الف رة أن ‪ %41.8‬مرن أخبرار الصر يفة ‪ ،‬قرد اهتمرت بشركل واسرع‬
‫بلغلب مواقف القذافي ‪ ،‬سواء منها من له صلة بدعم ركرات الت ررر ‪ ،‬أو ترى السياسرة الداخليرة‬
‫الليبية ‪.‬‬
‫ونشرت الص يفة " … أقام القذافي تحالفا سياسيا مع الجزائر ‪ ،‬يعمدل بشدكل يهددف إلدى‬
‫إحداث انتكاسة للحملة األمريكية الرامية لعزل هذا الزعيم … "(‪. )1‬‬
‫فقد اعتبرت الواشرنطن بوسرت أن إقامرة أي ت رالف للقرذافي ير ثر بشركل كبيرر علرى طروق‬
‫العزلة المفروضة عليه األمر الذي ي دي إلى خلق مشاكل أخرى للوديات المت دة ‪.‬‬
‫كما اهتمت الص يفة بقضية ال ررب الليبيرة ‪ -‬التشرادية ‪ ،‬وموقرف القرذافي منهرا فقرد عملرت‬
‫الصررر يفة خررر ل معالجتهرررا أخبرررار هرررذه القضرررية إلرررى إعطررراء القرررذافي صرررورة المسرررتعمر الم ترررل‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح انظر الشكل رقم (‪)2،5‬‬


‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2896/2/18 ،‬‬
‫‪284‬‬
‫"… مسددئول أمريكددي يقددول ‪ :‬االحددتالل الليبددي يواجدده تحددديا بوقددوع انتصددار تشددادي ‪ ،‬والواليددات‬
‫المتحدة تعتقد بوجود آمال بإرغام القذافي على االنسحاب … "(‪. )1‬‬
‫كم ا اهتمت الص يفة بموقف القذافي من القضية الفلسطينية ‪ ،‬واعتبر صول القذافي على‬
‫أسررل ة ودعررم منظمررة الت ريررر الفلسررطينية يشرركل خطرررا علررى إسرررا يل والمنطقررة ‪ … " ،‬عمليددة‬
‫مقايضددة مسدداجين فاشددلة فددي قبددرم ‪ ،‬وانقسددام فددي منظمددة التحريددر الفلسددطينية ‪ ،‬وانتقددام مددن‬
‫الواليدددات المتحددددة وبري طانيدددا بعدددد الغدددارة األمريكيدددة علدددى ليبيدددا ‪ ،‬كدددل هدددذ األشدددياء وراءهدددا‬
‫القذافي…"(‪. )2‬‬
‫كما ركزت ص يفة الدراسة على العديد من القضايا بشكل مركز ‪ ،‬منها قضية دعم السود‬
‫والهنود ال مر في الوديات المت دة ‪ ،‬والجيم الجمهوري األيرلندي ‪ ،‬واعتبرت كل تلك المواقف‬
‫خطيرة تهدد األمن والسلم العالمي ‪.‬‬
‫كما ازت بعه المواقف على ت طية متميزة وخاصة ودورية ‪ ،‬وبل رت نسربتها ‪%22.8‬‬
‫من إجمالي اهتمام الواشنطن بوست بمواقف القرذافي ‪ ،‬وشرملت التركيرز علرى دعرم القرذافي للجبهرة‬
‫السنديانية ‪ ،‬والمنظمات ( والمتمردين ) في أفريقيا وقضية السيادة فوق خلير سرت الليبي ‪.‬‬
‫ونشرت الص يفة " … الواليات المتحدة تبحث عن تأييدد ومسداندة قدانون المالحدة وراء‬
‫األقاليم ( … ) وإعالن القذافي خط ‪ 32‬درجدة و ‪ 33‬دقيقدة ميدا داخليدة فدي خلديج سدرت مخالفدا‬
‫للقدوانين المالحدة البحريدة ‪ ،‬سدنمنع القدذافي مدن عرقلدة حريدة المالحدة والطيدران ‪ ،‬صدر بددذل‬
‫مسؤول في إدارة الرئيس ريغان … "(‪. )3‬‬
‫كمررا اهتمررت الص ر يفة بموقررف القررذافي مررن الجبهررة السررنديانية فرري نيكرراراغوا ‪ ،‬ونشرررت‬
‫" … نائب الرئيس األمريكي يتهم أورتيغا باستالم دعم من ليبيا ‪ ،‬والقدذافي يقددم أمدواال للجدي‬
‫السندياني رغم العقوبات األمريكية … "(‪. )4‬‬
‫وعملررت الصرر يفة علررى تلكيررد خطررورة موقررف القررذافي مررن دعررم نيكرراراغوا ‪ ،‬ونشرررت‬
‫" … لقد ربط ريغان بين المسافة البعيددة التدي تفصدل بدين اثندين مدن أهدافده المفضدلة ‪ ،‬القدذافي‬
‫والسنديانية أثناء حملته على اإلرهاب … "(‪. )5‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2899/1/21‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2896/4/41 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/28‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2897/6/14 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2897/2/26 ،‬‬
‫‪282‬‬
‫وبل ت نسبة اهتمام الص يفة بشخصية القذافي وتلثيرها على اتخاذ القرار في ت طيته التي‬
‫وصلت ‪ %5.12‬مرن إجمرالي اهتمرام الصر يفة بمواقرف القرذافي ‪ ،‬ونشررت " لقدد أثدرت الصدحراء‬
‫على القذافي وجعلته حالما "(‪. )1‬‬
‫وفي تصريح نشرته الواشنطن بوست ت دا الر يس ري ان عن شخصرية القرذافي ‪ ،‬قرا ‪:‬‬
‫"… إن القذافي يذهب إلى فراشه وهو يفكر عما عسى أن نفعله … "(‪. )2‬‬
‫وجاء ا دهتمام بسياسات القذافي وتلثيرها علرى دعرم ركرات الت ررر كبيرر فري الواشرنطن‬
‫بوسررت ‪ ،‬يررا بل ررت نسرربتها ‪ %11.16‬مررن إجمررالي ادهتمررام بمواقررف القررذافي ونشرررت الصر يفة‬
‫" … إلى وقت قريب رفض النظام الليبي أن يخفض مدن وارداتده للسدلحة ‪ ،‬فدي سدعيه وراء مدا‬
‫يدددعى أندده قيددادة للعددالم الثالددث ‪ ،‬ومقاومددة الشددرق أوسددطية ‪ ،‬ولالسددتعمار الجديددد واإلمبرياليددة‬
‫الغربية"(‪. )3‬‬
‫ويتضح من نتا ر الجدول رقم (‪ )2‬أن الواشنطن بوست في اهتمامها بمواقرف القرذافي مرن‬
‫دعم ركات الت رر ‪ ،‬قد بال ت كثيرا يا خلقت صورة مركبة لهذه المواقف ‪ ،‬تعكس في األولى‬
‫أن القذافي يدعم اإلرها ب ‪ ،‬وأن كل ال ركات التي يردعمها هري ركرات إرهابيرة ‪ ،‬وثانيرة أن هرذه‬
‫ال ركات تشكل خطرا على األمن والسلم العالميين ‪ .‬لقد أظهرت الص يفة أن القرذافي م رب للقترل‬
‫والخراب ‪ ،‬ود يرغب في العيم بس م ‪ ،‬وأن أي أره تطله قدم القذافي يعمها الخرراب والق قرل‬
‫‪.‬‬
‫لقد ركزت الص يفة على كل المواقف ولم تستثني تى المواقف اإلنسانية ‪ ،‬التي قردم فيهرا‬
‫القذافي وليبيا مساعدات إنسانية للشرعوب المتضرررة مرن الهيمنرة األمريكيرة ‪ ،‬برل اعتبررت أن هرذه‬
‫األموال تشكل كسرا لطوق العزلة التي تفرضها اإلدارة األمريكية على هذه ال ركات ‪ ،‬التي نعتتها‬
‫باإلرهابيررة " … ذ كددرت مصددادر اسددتخبارتية أن القددذافي بعددث إلددى نيكدداراغوا مددا ال يقددل عددن ‪23‬‬
‫مليون دوالر لدفع مهايا جنودها … "(‪. )4‬‬
‫لقد أوض ت لنا هذه النسب عميق ادهتمام بمواقف القذافي ‪ ،‬وهذا ادهتمام يعكس بالتالي‬
‫س اد يتعلق بمدى ضرورة ادهتمام بهذه المواقف ؟ وما الهدف من هذا ادهتمام ؟ ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬عوامل اإلبراز في معالجة مواقف القذافي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2891/2/4 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/2/12 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2899/2/11 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2896/8/5 ،‬‬
‫‪285‬‬
‫" يقصد بعوامل اإلبراز هنا مكان نشر الصحيفة للخبار المتعلقة بمواقف القذافي " ‪.‬‬

‫حيث تعد الصفحة األوىل يف الصحيفة الواجهة األساسية ‪ ،‬بل إهنا‬

‫األساس الذي يدفع القارئ القتناء الصحيفة أو تركها ‪.‬‬


‫وقد عملت الم سسات الص فية على اخت ف إمكانياتها إلى تركيرز اهتمامهرا علرى إخررا‬
‫الصف ة األولى بطريقة ملفت للنظر ‪ ،‬تدفع إلى خلق رغبة لدى القارئ من أجل شراء الص يفة‪.‬‬
‫ظ أن الصف ة األولى من ص يفة الواشنطن بوست أخذت طابع الصف ة اإلخبارية‬ ‫والم‬
‫‪ ،‬يا تركز على أخبار تل قها بتتميمات في الصف ات الداخلية ‪.‬‬
‫وبهذا يعد الخبر األكثر أهمية وفقا لمقومات نشر الخبر الص في هو الم تل لمسا ة النشر‬
‫في الص يفة ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)1‬‬
‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار استخدام عوامل اإلبراز‬
‫اإلجمالي‬ ‫الركن األيسر الركن األيسر‬ ‫الركن األيمن‬ ‫الركن األيمن‬ ‫تقسيم الصفحة‬
‫السفلي‬ ‫العلوي‬ ‫السفلي‬ ‫العلوي‬
‫ك‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫عوامل اإلبراز‬

‫‪72.92 282 78.72 48 56.98 99 66.16‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الصف ة األولى ‪51.74 41‬‬
‫‪19.25 96 28.72 22 44.55 52 24.74‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الصف ة الداخلية ‪44.44 28‬‬
‫‪21.14 42 21.62‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪9.55‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪8.18‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪22.14‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الصف ة األخيرة‬
‫النسبة الم وية‬
‫‪211 418‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪251‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪56‬‬
‫المجمو‬

‫ررظ فرري الجرردول رقررم (‪ )1‬أن األخبررار الترري ررازت علررى فرصررة النشررر فرري الصررف ة‬ ‫ون‬
‫األولررى ومتعلقررة بالقررذافي وصررلت نسرربتها ‪ ، % 72.9‬وهرري نسرربة كبيرررة جرردا ‪ .‬ت كررد علررى رررص‬
‫الواشرنطن بوسرت علررى إبرراز هررذه األخبرار عررن غيرهرا ‪ .‬وجرراءت األخبرار ومتممررات األخبرار فرري‬
‫الصررف ات الداخليررة بنسرربة ‪ ، %19.2‬وأكرردت النتررا ر أن أخبررار القررذافي قلمررا نشرررت فرري الصررف ة‬
‫األخيرة بنسبة ‪. %21.14‬‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال ( ‪)7،6،9،8،21،22،21،24،22،25‬‬


‫‪287‬‬
‫ظ تركيز الواشنطن بوسرت كران أساسريا فري ممارسرة رسرم صرورة خاصرة‬ ‫ومما سبق ن‬
‫قة نشر عدد كبير منها في الصف ة‬ ‫للقذافي ‪ ،‬من خ ل ملة ص فية في سلسلة من األخبار المت‬
‫ياتها‬ ‫األولى ‪ ،‬وذلك لترك انطبا لدى الرأي العام ول خطورة وأهمية األخبار المنشورة وصر‬
‫د ت ل هذه الصف ة ‪.‬‬
‫ووفقا لدراسات اإلنقرا ية(*) ‪ ،‬فان صف ة الجريدة تقسم إلرى أربرع أجرزاء ت مرل كرل منهرا‬
‫(**)‬
‫ددلة إخراجية خاصرة تبررز مردى أهميرة الخبرر المنشرور فيهرا ‪ ،‬وفرق اتجراه ( السرت المقلوبرة )‬
‫للقراء الص ف ‪ ،‬فان التركيز علرى أهرم جرزء داخرل الصرف ة يكرون برالتركيز علرى الرركن األيسرر‬
‫العلوي ‪ ،‬الذي يلفت نظر القارئ إليه عنرد قراءتره للصر يفة ‪ ،‬وفري أخبرار الصرف ة األولرى جراءت‬
‫نسبة األخبار المنشورة في الجزء األيسر العلوي ‪ %56.9‬أما الركن األيمن العلوي فقد بل ت نسبة‬
‫األخبار المنشورة فيه من الصف ة األولى ‪ %51.7‬والجزء األيسر السفلي بنسبة بل ت ‪ %78.7‬ثم‬
‫الجزء الرابع وهو األيمن السفلي بنسبة بل ت ‪. %66.1‬‬
‫ويتضح من خ ل متابعة توزيع أخبار القذافي على الصف ة األولى من ص يفة الواشنطن‬
‫بوسررت ‪ ،‬إن المخررر الصر في عمررل علررى إ ررداا ت ريررك ل‪،‬خبررار علررى الصررف ة ‪ ،‬بشرركل يجعررل‬
‫القارئ د يلتفت إلى كثرة نشر األخبار المتعلقة بالقذافي ‪ ،‬فمن خ ل النسرب السرابقة يتضرح لنرا أن‬
‫توزيع األخبار على هذه األجزاء كان متقارب ‪ ،‬بشكل كبير أي أن كل جزء في الصف ة األولرى ‪،‬‬
‫نش ر فيه عدد من األخبار تكاد تكون متساوية لباقي األجزاء ‪ ،‬والهدف اإلخراجري مرن هرذه العمليرة‬
‫هو عدم خلق شعور لدى القارئ ‪ ،‬بلن هناك ملة ص افية مكثفة تقوم بها الص يفة ضد القذافي ‪.‬‬
‫لكن الدراسة أكدت أن عوامل اإلبراز لعبت دورا كبيرا في تقديم مواقف القذافي بالصرورة‬
‫الت ي رسمتها الص يفة ‪ ،‬وهو التكامل بين الت رير واإلخرا الصر في إلعطراء الخبرر كرل تقنيرات‬
‫وأسباب النجاح والتلثير على القارئ ‪.‬‬

‫‪ - ‬درا سرات ذات اتجرراه يتعلررق بطريقررة قررراءة الصر يفة لإلجابررة علررى سر ال كيررف يقرررأ ؟ وهررذا النررو مررن‬
‫الدراسات يركز على تقسيم الصف ة الوا دة وتلثير هذا التقسيم على سلوك القراءة لدى القارئ ‪.‬‬
‫لمزيررد مررن ادطرر راجررع ‪ :‬م مررد عبررد ال ميررد ‪ ،‬ب رروا الصرر افة ‪ ،‬عررالم الكترراب ‪ ،‬ط‪ ، 2‬القرراهرة ‪، 2884 ،‬‬
‫ص‪. 279-275‬‬
‫** ‪ -‬هو اتجاه إخراجي ذو طبيعة ادنقرا ية يا يتعلق بسلوك القراءة لدى القارئ و ركة العين والبر رة البصررية‬
‫داخرل الصرف ة ‪ .‬وهري مرن األسرس الفسريولوجية الخاصرة براإلخرا الصر في ‪ ،‬ويركرز اتجراه السرتة المقلوبرة علرى‬
‫ركة عين القارئ ويرى أنها تبدأ من الركن األيسر العلوي ثم األيمن العلوي ثم األيمن السرفلي ثرم اليسرر السرفلي ‪،‬‬
‫وأخيرا وسط الصف ة ‪ -‬وهي الب رة البصرية داخل الصف ة ‪ -‬ثم يخر القارئ من الصف ة ‪.‬‬
‫‪286‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تأثيرات مواقف القذافي ‪:‬‬
‫بعد قيام الثورة الليبية بقيادة القذافي الذي له ر ية سياسية واستراتيجية لكثير من القضرايا‪،‬‬
‫تميررزت هررذه الر يررا بالثبررات ومخالفررة ادسررتراتيجية األمريكيررة ‪ ،‬فقررد عمررل القررذافي علررى مسررتويات‬
‫مترابطة في دعمه ل ركات الت رر ‪ ،‬فعلى المستوى العربي دعم القرذافي قضرية الو ردة العربيرة ‪،‬‬
‫وأكد على ضرورة ت رير فلسطين ‪ ،‬ودعم منظمة الت ريرر الفلسرطيني سياسريا وعسركريا ‪ ،‬األمرر‬
‫الذي دفع الوديات المت دة إلى م اولة فره عزلة سياسية واقتصادية على القذافي ‪ ،‬لكنهرا فشرلت‬
‫‪ ،‬وعلررى الصررعيد األفريقرري قررام القررذافي برردعم جررل ال ركررات والمنظمررات الثوريررة الترري تسررعى إلررى‬
‫الت رر وادستق ل الوطني ‪ ،‬كما عمل على طرد النفوذ الصهيوني من القارة األفريقية ‪.‬‬
‫وعلررى الصررعيد الرردولي ل ر م يترروانى القررذافي فرري إع ر ن موقفرره صرررا ة لرردعم ررق الجرريم‬
‫الجمهوري األيرلندي في نضاله ضد ادستعمار البريطاني ‪ ،‬و ق الجبهة السنديانية في نيكراراغوا‬
‫فرري ت قيررق اسررتق لها ‪ ،‬ودعررم بنمررا إيمانررا منرره أن الشررعوب رررة فرري تقريررر مصرريرها ‪ ،‬لقررد شرركلت‬
‫ال ركررة الثوريررة للقررذافي علررى تررلثيرات بررارزة علررى السررا ة الدوليررة أدت إلررى أ ررداا صر وة لرردى‬
‫شعوب العالم ‪ ،‬ف ملت كل ركات الت رر همومها وأفرغتها على كاهل القذافي ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)4‬‬
‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار تلثيرات مواقف القذافي على األوضا الدولية‬

‫تأثريات مواقف القذايف على األوضاع الدولية‬


‫اإلجمالي‬
‫ر‪.‬م‬
‫‪%‬‬
‫‪15.84‬‬ ‫‪118‬‬ ‫يشكل خطرا على األمن والسلم العالمي‬ ‫‪2‬‬
‫‪22.52‬‬ ‫‪226‬‬ ‫يشكل تهديدا لمصالح الوديات المت دة ‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪21.19‬‬ ‫‪88‬‬ ‫يعتبر امتدادا للشيوعية‬ ‫‪4‬‬
‫‪8.91‬‬ ‫‪68‬‬ ‫يشكل خطرا على استراتيجية الوديات المت دة في الشرق األوسط‬ ‫‪2‬‬
‫‪46.27‬‬ ‫‪411‬‬ ‫يعتبر داعما لإلرهاب ‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪211‬‬ ‫‪917‬‬ ‫المجمــــــــــــــو‬

‫ونقصررد هنررا بتررلثيرات مواقررف القررذافي " التددأثيرات التددي تددرى الواشددنطن بوسددت أن دعددم‬
‫القذافي للحركات التحرر ( اإلرهابية ) يحدثها على األوضاع الدولية " ‪.‬‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)27،26‬‬


‫‪289‬‬
‫وقد قسم البا ا هذه الف ة إلى خمس ف ات فرعية وأظهرت نتا ر الجدول رقم (‪ )4‬ما يلري‬
‫‪:‬‬
‫أ‪ -‬تشكل خطر على األمن والسلم العالمي ‪:‬‬
‫لقد أظهرت ص يفة الدراسة أن مواقرف القرذافي تشركل خطررا علرى األمرن والسرلم العرالمي‬
‫بنسبة ‪ %15.8‬ونشرت " … أن القذافي يمل لكل مواطن من السال أكثر مما اشترى الشا من‬
‫الواليات المتحدة … "(‪. )1‬‬
‫وتظهر الص يفة جم اآللة العسكرية الليبية فنشرت " … أنفقت ليبيا ‪ 120325‬بليون دوالر على‬
‫األسلحة ‪ ،‬وهي أكثر دولة في الشرق األوسط ‪ ،‬وجيشدها يقددر بحدوالي ‪ 68‬ألدف جنددي ‪ ،‬بتكلفدة‬
‫مذهلة ‪ 402‬بليون دوالر للمحافظة عليه وهو ما يوازي ‪ %2808‬من إنفاق الحكومة ‪ ،‬إنها أرقدام‬
‫تدعوا إلى التأمل ‪ ،‬فحياة العالم خطر بيد هذا الرجل … "(‪. )2‬‬
‫ونشرت " … أن الزعيم الليبي يهدد العالم بأسر … "(‪. )3‬‬
‫وتشير الص يفة إلى " … أعلنت الواليات المتحدة احتجاجهدا علدى تسدليم ليبيدا صدواريخ‬
‫سام‪ ، 5-‬واعتبرت ذل بأنه يهدد األمن والسلم العالميين … "(‪. )4‬‬
‫لقد بينت لنا الدراسة أن الواشنطن بوست عملت على إبراز خطر تسرليم القرذافي وامت كره‬
‫ل‪،‬سل ة ‪ ،‬وأعطت إشارة واض ة بلن امت ك القرذافي ل‪،‬سرل ة سروف يشركل خطررا علرى العرالم ‪،‬‬
‫وذهبرررت إلرررى التلكيرررد علرررى هرررذا الخطرررر عنررردما نشررررت " … هدددل سدددتأتي الحدددرب القادمدددة مدددن‬
‫ليبيا؟…"(‪.)5‬‬
‫لقررد ركررزت الواشررنطن بوسررت علررى ذكررر أرقررام تفصرريلية ‪ ،‬تقررول إنهررا لكميررات األسررل ة‬
‫الموجررودة فرري طرررابلس ‪ ،‬واسررتخدمت اإلدارة األمريكيررة هررذه المعلومررات فرري تعليقهررا علررى سياسررة‬
‫القذافي ‪ ،‬وكلن ما يكتب هو قيقة ملموسة ‪ ،‬وم كدة ‪ .‬يرا ذكررت كيركباتريرك سرفيرة الوديرات‬
‫المت دة األمريكية في األمم المت دة في كلمة لهرا أمرام الجمعيرة العامرة " إن القتدل شدائع فدي ليبيدا‪،‬‬
‫وليس من الصعب برهنة ذل ‪ ،‬فالصحافة العالمية تكلم عنه "(‪. )6‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2892/6/16 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/6/16 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2895/5/8 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2899/1/21 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2892/21/2 ،‬‬
‫‪ - 6‬روبير شان فان ‪ ،‬جاك فنيه ‪ ،‬ال رب والظاهرة القذافية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 228‬‬
‫‪288‬‬
‫ويبرردو أن الواشررنطن بوسررت نسرريت أن الترسررانة اإلسرررا يلية ل‪،‬سررل ة تفرروق ررد التصررور‪،‬‬
‫وتشرركل خطرررا وتهديرردا للمنطقررة ‪ ،‬لكررن الصر يفة عملررت علررى تكرررار أن امررت ك القررذافي ل‪،‬سررل ة‬
‫التقليدية أكثر خطورة من امت ك إسرا يل ل‪،‬سل ة النووية ‪.‬‬

‫ب‪ -‬تهديد مصالح الواليات المتحدة ‪:‬‬


‫" يقصد بها مددى تدأثير مواقدف القدذافي علدى المصدالح السياسدية واالقتصدادية للواليدات‬
‫المتحدة " ‪.‬‬
‫لقد روجت اإلدارة األمريكية بكل م سساتها ‪ ،‬أن القذافي يهدد مصالح الوديات المت دة‬
‫بشكل عام ‪ ،‬فدعم القذافي ل زب الم تمر الوطني األفريقي يشكل تهديدا على استثمارات الوديات‬
‫المت دة وشركاتها العاملة في جنوب أفريقيا ‪ ،‬وأن دعم القذافي للقوى الت ررية في أمريكا‬
‫الوسطى وال تينية ‪ ،‬ي ثر على مستقبل ادقتصاد األمريكي إضافة إلى التلثير على استراتيجية‬
‫مرنو في أمريكا ال تينية ‪.‬‬
‫وقد أظهرت نتا ر الجدول رقم (‪ )4‬أن ما نسبته ‪ %22.5‬من مواقف القذافي ‪ ،‬ت ثر بشكل‬
‫مباشررررر علررررى السياسررررة األمريكيررررة ‪ ،‬وتهرررردد مصررررالح الوديررررات المت رررردة ‪ ،‬ونشرررررت الصرررر يفة‬
‫" … القذافي يهدد مصالح الغرب ألن القنبلة النووية ستكون بين يديه … "(‪. )1‬‬
‫لقد عملت الص يفة على تسويغ بعه البيانات والمعلومات ‪ ،‬لت كد مدى خطورة دعم‬
‫القذافي لل ركات التي تسميها الص يفة ( إرهابية ) على الوديات المت دة ومصال ها ‪.‬‬

‫ج‪ -‬امتداد للشيوعية ‪:‬‬


‫لقد عجزت اإلدارة األمريكية على إط ق تهمة الشريوعية علرى القرذافي ‪ ،‬ألن هرذا األخيرر‬
‫كانت له مواقف واض ة وم ددة من ادت اد السروفياتي ‪ ،‬فقرد رفضرت ليبيرا إقامرة قواعرد عسركرية‬
‫روسية على أرضها ‪ ،‬بل إنها تعاملت مرع ادت راد السروفياتي تعامرل الصرادقة الخاليرة مرن التبعيرة‪،‬‬
‫فقد كانت للقذافي وجهة نظر فلسفية عميقة من الماركسية وتركيبتها و تميتها التاريخية ‪ ،‬لكن‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2891/22/21 ،‬‬


‫‪111‬‬
‫القررذافي ركررز فرري ع قاترره مررع ادت رراد السرروفياتي علررى أسرراس الصررداقة ‪ ،‬بررل إن ع قررات القررذافي‬
‫بادت اد السوفيتي شابتها العديد من ادخت فات في وجهات النظر ‪ ،‬وأكدت الدراسرة أن الواشرنطن‬
‫بوسررت رأت أن القررذافي بدعمرره ل ركررات الت رررر ‪ ،‬يمثررل امترردادا للشرريوعية بنسرربة ‪ %21.1‬مررن‬
‫إجمالي تلثير ات مواقف القذافي علرى األوضرا الدوليرة ‪ ،‬وركرزت الصر يفة علرى إظهرار التعراون‬
‫الوثيق بين القذافي وادت اد السوفياتي فنشررت " … طلدب أورتيغدا دعمدا عسدكريا مدن السدوفيات‬
‫وليبيا … "(‪. )1‬‬
‫وعن تزويد ادت اد السوفياتي لليبيا باألسل ة الروسية نشرت الص يفة " … زود االتحداد‬
‫السوفياتي ليبيا بأسلحة قيمتها ‪ 506‬بليون دوالر … "(‪. )2‬‬
‫ولتدعيم صورة امتداد القرذافي للشريوعية ‪ ،‬أبررزت الواشرنطن بوسرت " … أعلدن القدذافي‬
‫بأن اللغة اإلنجليزية سوف توقف لصالح اللغة الروسية ‪ ،‬كجزء من حملته ضد الغرب ‪ ،‬ويحتمل‬
‫أن يقدر االتحاد السوفياتي هذ المجاملة الضمنية … "(‪. )3‬‬
‫وبخصرروص التعرراون العسرركري نشرررت الص ر يفة " … يوجددد فددي طددرابلس ‪ 2333‬فنددي‬
‫سوفياتي ‪ ،‬وهؤالء الفنيون ال يشاركون في العمليات بفاعلية … "(‪. )4‬‬
‫وبعد ال ارة األمريكية على طرابلس وبن ازي نشرت الوشنطن بوست تصري ا على لسان‬
‫القذافي بقولها ‪ … " :‬سوف نعزز عالقاتنا مع الكتلة السوفياتية … "(‪. )5‬‬
‫ومع أن الواشنطن بوست لم تنس اإلشارة إلى الخ فات التي ت دا بين ليبيا وادت اد‬
‫السوفياتي ‪ ،‬غير أن هذه اإلشارة لم تكن من قبيل الموضوعية ‪ ،‬بقدر ما كانت م اولة ل ستفادة‬
‫من هذا التصد في الت الف ‪.‬‬
‫فلشارت الواشنطن بوست في صورة تلكيديرة علرى أن الخبرراء الرروس ‪ ،‬كرانوا علرى علرم‬
‫بال ررارة ‪ ،‬غيررر أنهررم لررم يخبررروا القرروات الليبيررة عنررد العرردوان األمريكرري " … العالقددات الليبيددة‬
‫السوفياتية مفيدة جدا ‪ ،‬وتعتمد كثيرا على االعتبارات التجارية ‪ ،‬والسياسية ‪ ،‬ولم تحذر موسدكو‬
‫طرابلس من الغارات األمريكية على الرغم من علمها بها مسبقا … "(‪. )6‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2897/21/17 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/9/21 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2897/2/26 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2897/2/11 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2897/2/15 ،‬‬
‫‪ - 6‬الواشنطن بوست ‪. 2897/6/14 ،‬‬
‫‪112‬‬
‫وأشارت الص يفة إلى فقدان القذافي ثقته في ادت اد السوفياتي " … اتجده الدزعيم الليبدي‬
‫إلى الصين للحصول على األسلحة ‪ ،‬ردا على رفض موسكو إرسال أسلحة إضافية … "(‪. )1‬‬
‫ولقد بينت لنا نتا ر الدراسة أن الواشنطن بوست عملت على إلصاق تهمة الدوران في فلك‬
‫الشيوعية بالقذافي ‪ ،‬لكنهرا فشرلت عنردما ردا تصرد فري الت رالف الليبري السروفياتي التري رسرمته‬
‫الص يفة ‪.‬‬
‫فع قررات القررذافي بادت رراد السرروفياتي لررم تكررن مرتبطررة بع قررات مصررير ‪ ،‬بقرردر مررا كانررت‬
‫ع قات ذات مصل ة وا دة ‪ ،‬وهي مواجهة ال رب اإلمبريالي ‪ ،‬وال صول على أسل ة روسية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنرا أن األسرل ة التري صرل عليهرا القرذافي لرم تقتصرر أبردا علرى األسرل ة‬
‫الروسية ‪ ،‬فقد اقتنى القرذافي أسرل ة مرن فرنسرا وإيطاليرا والبرازيرل ‪ ،‬ألنره يعلرم أن ال صرول علرى‬
‫األسل ة من مصدر وا د قد يعرقل ركته في ت دي سياسة الهيمنة األمريكية ‪.‬‬

‫د‪ -‬خطر على استراتيجية الواليات المتحدة في الشرق األوسط ‪:‬‬


‫من البديهي التعرف على سياسة القذافي في منطقة الشررق األوسرط ‪ ،‬يرا يعتبرر القرذافي‬
‫القضية الفلسطينية قضية مصيرية ‪ ،‬وأن الصرا مع الصهيونية صرا وجرود ‪ ،‬وقرد نبرد القرذافي‬
‫كل سياسات ادستس م العربية مع إسرا يل ‪ ،‬فهاجم السادات ‪ ،‬و ره على الثورة فري السرودان‪،‬‬
‫وشن هجوما دذعا على أبو رقيبة والملك سين العاهل األردني ‪.‬‬
‫واعتبر القذافي أن ادعتراف باسرا يل قسم ظهر األمة العربية ‪ ،‬وخررق دءات الخرطروم‬
‫الث ثة ‪ ،‬وضرب بعره ال ا ط بكل التض يات التي قدمها العرب من أجل فلسطين ‪.‬‬
‫وتشررير نتررا ر الدراسررة أن مررا نسرربته ‪ %8.9‬مررن إجمررالي تررلثيرات مواقررف القررذافي علررى‬
‫األوضا الدولية ‪ ،‬ي ثر على السياسة وادستراتيجية األمريكية في منطقة الشرق األوسرط ‪ ،‬يرا‬
‫عملررت الواشررنطن بوسررت علررى إبررراز مواقررف القررذافي مررن القضررية الفلسررطينية علررى أنهررا تهديررد‬
‫ل ستراتيجية األمريكية والس م في المنطقة ‪ ،‬ونشرت " … يعدد القدذافي العددو األول للسدالم فدي‬
‫الشرق األوسط … "(‪. )2‬‬
‫" … إن ليبيا تدعم اإلرهابيين الفلسطينيين منذ زمنا طويل … "(‪. )3‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2896/4/41 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2891/2/4 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2892/5/4 ،‬‬
‫‪111‬‬
‫وقد عمدت الواشنطن بوست إلى التركيز علرى دعرم القرذافي لمنظمرة الت ريرر الفلسرطينية‪،‬‬
‫واعتبرت ذلك تهديردا ل‪،‬مرن فري المنطقرة ونشررت " … القدذافي مدتهم ‪ ،‬فقدد سدلح وأعطدى المدال‬
‫للكوماندوس الفلسطيني … "(‪. )1‬‬
‫" إن عمالء القذافي ناشطون بصورة خاصة في العالم العربي … "(‪. )2‬‬
‫وفي إشارة إلى العزلة المفروضرة علرى القرذافي ‪ ،‬وأن مواقفره مرن قضرايا الشررق األوسرط‬
‫مرفوضة من كرل القرادة العررب لفراء الوديرات المت ردة ‪ ،‬فنشررت الصر يفة " … السدادات وأبدو‬
‫رقيبة يتهمان القذافي بممارسة اإلرهاب ‪ ،‬والنميري صديقه القديم قطع عالقاته به … "(‪. )3‬‬
‫لقد ربطت الص يفة كل ادنتفاضات والثورات التي دا في المنطقة بالقذافي ‪ ،‬بل ذهبت‬
‫إلى أنه يقف وراءها جميعرا ‪ ،‬فنشررت " … مدن المؤكدد أن القدذافي هدو المحدرض علدى االنقدالب‬
‫ضد النميري … "(‪. )4‬‬
‫إن الواشررنطن بوسررت لررم تترررك المجررال م رردودا فرري منطقررة الشرررق األوسررط ‪ ،‬بررل فت ررت‬
‫مسا ات النشر لكل اآلراء المتعلقة بالقذافي ‪ ،‬واستخدمت كرل اإلمكانيرات ‪ ،‬واسرت لت كرل الفررص‬
‫من أجل إكمال الصورة النمطية التي ت اول خلقها ولره ‪ ،‬ففري قصرة الهبرة التري قردمتها السرلطات‬
‫الليبية إلى جامعة جور كارن ‪ ،‬ت رك اللوبي الصهيوني بقوة وض ط على الص يفة بشكل كبيرر‬
‫‪ ،‬ملها على نشر سبع تقارير إخباريرة رول دور القرذافي فري دعرم ( اإلرهراب الفلسرطيني ) كمرا‬
‫أسمته الص يفة ‪ ،‬واعتبرت الواشنطن بوست قبول الجامعرة للهبرة الليبيرة مخالفرا ل‪،‬عرراف العلميرة‬
‫واإلنسرانية ‪ ،‬ونشرررت " … قددمت الحكومددة الليبيدة هبددة ماليدة لجامعددة جدورج تدداون ( … ) لكددن‬
‫تساؤالت تطر في األوساط الجامعية على مدى تورط الجامعة في خدمة النظام الليبي…"(‪. )5‬‬
‫لقد اتهمت جامعة جور تاون بلنها تقع ت ت تلثير القذافي وسياسته اإلرهابية ‪ ،‬ولرم ترنس‬
‫الص يفة أنها في ملتها ضد جور تاون وقعت ت ت تلثير اللوبي الصهيوني ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2892/5/4 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/21/27 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2892/5/15 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2895/2/5 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2892/2/22 ،‬‬
‫‪114‬‬
‫هـ‪ -‬يعتبر داعما لإلرهاب ‪:‬‬
‫أتهم القذافي بلنه داعما لإلرهاب ‪ ،‬ليس وليد الموقف ‪ ،‬بل هرو اخرت ف فري ر يرة النضرال‬
‫المشرررو ‪ ،‬فوصررف دعررم القررذافي لمرر تمر الرروطني األفريقرري ضررد الميررز العنصررري بلنرره دعمررا‬
‫لإلرهاب ‪ ،‬ودعمه للجيم الجمهوري األيرلندي ‪ ،‬والجبهة السنديانية ‪ ،‬وثروار الشرعب الفلسرطيني‪،‬‬
‫اعتبرته الواشنطن بوست إرهابا ‪.‬‬
‫لقد عملت وسرا ل اإلعر م ال ربيرة بصرفة عامرة علرى توجيره هرذا ادتهرام للقرذافي ‪ ،‬برل إن‬
‫مجرد ذكر اسم القذافي يعني بالضرورة إرهاب ‪.‬‬
‫وفي الجدول رقم (‪ )4‬يبرز لنا مدى ررص الواشرنطن بوسرت علرى إظهرار ترلثير مواقرف‬
‫القذافي في األوضا الدولية ‪ ،‬باعتباره داعما لإلرهاب ‪ ،‬بل ت مرا نسربته ‪ ، %46.2‬وهري النقطرة‬
‫األساسية في المعالجة اإلخبارية لمواقف القذافي ‪ ،‬والتي سوف تظهر بوضوح في هذه الدراسة ‪.‬‬
‫فعملت الواشنطن بوست في مختلف الفترات إلى إعادة صورة نمطية وا دة رول صرورة‬
‫القذافي بلنه إما إرهابي أو داعما لإلرهاب ‪ ،‬وك هما د يختلرف ‪ .‬غيرر أن الواشرنطن بوسرت رأت‬
‫أن استمرار وصف القذافي باإلرهابي قد يعطيه صورة البطل لدى الرافضين للسياسات األمريكيرة‬
‫‪ ،‬فعملت على استخدام لفظ داعما لإلرهاب وي جر القتلة لتنفيذ أغراضه ‪.‬‬
‫فنشرت الص يفة " … أنه ال يكتفي بمساعدة اإلرهاب ‪ ،‬بل هو الذي يخلقه … "(‪. )1‬‬
‫" … ممول للمنظمات اإلرهابية العالمية … "(‪. )2‬‬
‫" … إن زهددددد القددددذافي وتقشددددفه فددددي عصددددر االسددددتهال داللددددة ثقافيددددة علددددى رغبتدددده‬
‫اإلرهابية…"(‪.)3‬‬
‫" … إن شددعوب العددالم مشدددوهة باكتشدداف اإلرهدداب ‪ ،‬فالقددذافي يدددير مافيددا هددو الددرأس‬
‫المدبر لها ‪ ،‬يدير خدمات القتلة المأجورين الذين ينفذون األوامر التي تصدر لهم منه … "(‪. )4‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنا أن الواشنطن بوست تناولت إرهاب القذافي كلنه قيقة ‪ ،‬غير أن الذي‬
‫أظهرته الدراسة أن وصف القذافي باإلرهاب خالي من األدلة واألسانيد ‪.‬‬
‫بل إنه كان في أغلب األ وال رأي الص يفة ‪ ،‬الذي تمزجه بالخبر ‪ ،‬بشركل يجعرل القرارئ‬
‫يخر بنتيجة مفادها أن ما تقوله الواشنطن بوست هو الواقع وال قيقة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/2/27،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/5/2 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2891/6/9 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2895/7/21 ،‬‬
‫‪112‬‬
‫ولررم تقتصررر الص ر يفة علررى ذلررك ‪ ،‬بررل إنهررا نشرررت علررى أعررداد متقاربررة أن القررذافي يرردفع‬
‫األمرروال مررن أجررل تنفيررذ عمليررات القتررل " … دفددع القددذافي مبل د ‪ 3‬مليددون دوالر الغتيددال موظددف‬
‫بمكتبددة الجامعددة األمريكيددة بيددروت ‪ ،‬مددن قبددل المختطفددين لدده ‪ ،‬وذل د انتقامددا إلسددقاط الواليددات‬
‫المتحدة طائرات القذافي في المتوسط … "(‪. )1‬‬
‫ولم تنفك الص يفة أن تنتشر التقارير الصادرة عن الخارجية والبيت األبريه ‪ ،‬التري ترتهم‬
‫فيها ليبيا باإلرهاب بين الفترة واألخرى ‪ ،‬وقد نشرت " … استنادا إلى تقرير الخارجية األمريكية‬
‫فإن ليبيا مازالت تدعم اإلرهاب الدولي … "(‪. )2‬‬
‫وقررد نشرررت الواشررنطن بوسررت تصررريح الررر يس ري رران عررن اإلرهرراب الليبرري " … دعددم‬
‫القذافي لإلرهاب بصورة نشطة ‪ ،‬هو السبب الذي منعت من أجله الشركات األمريكية من مزاولة‬
‫نشاطاتها هنا … "(‪. )3‬‬
‫إن ما يلفت النظر في تلثير دعم القذافي لإلرهاب ‪ ،‬هو المصادر ال امضرة التري تررد منهرا‬
‫األخبررار ‪ ،‬يررا إن أكثررر األخبررار لررم ت مررل اعترافررات أو أدلررة قويررة إنمررا هرري مجرررد تخمينررات أو‬
‫خطوط مرسومة لت قيق غاية من ورا ها ‪ ،‬فقد نشرت الواشنطن بوست " … عميال ليبيا مزعوما‬
‫يدير وكالة سفر بواشنطن ‪ ،‬كان متورط في مؤامرة محتملة ترمدي إلدى اغتيدال مسدؤول حكدومي‬
‫بالواليات المتحدة … "(‪. )4‬‬
‫إن هررذا الخبررر وغيررره مررن األخبررار كمررا سررنرى فرري ف ررة المصرردر الشرربح أعررد فقررط لت ذيررة‬
‫الجرعات السابقة ‪ ،‬التي نشرت عن القذافي ‪ ،‬ودعمه لإلرهاب ‪ ،‬فهذا النرو مرن األخبرار د يمكرن‬
‫نشره تى في ص يفة ا طيرة ‪ ،‬ألنره د ي مرل معلومرات ود مصردر ‪ ،‬أي أنره د ي مرل أي قيمرة‬
‫إخبارية تهم القارئ ‪ ،‬بقردر مرا تعمرل الواشرنطن بوسرت علرى م اولرة ادسرتفادة مرن هرذا ال مروه‬
‫المفتعل ول الخبر ‪ ،‬من أجل إ داا تلثير على المتلقي ‪.‬‬
‫إن دعم القذافي لإلرهاب كان أ د أهم الركا ز األساسية التي اعتمدها الواشنطن بوست في‬
‫ت ذية الرأي العام األمريكي ‪ ،‬ودفعته إلى القبول بلي عمل ضد القرذافي ‪ ،‬علرى أنره اسرتبقاء لخطرر‬
‫م كد ال دوا ‪ ،‬وقد نج ت الواشنطن بوست في ذلك ‪.‬‬
‫مما سبق يتضح لنا أن الواشنطن بوست عملت على تقديم تلثيرات مفتعلة لمواقرف القرذافي‬
‫مررن دعررم ركررات الت رررر ‪ ،‬فقررد عمرردت إلررى إظهررار كررل اد تمررادت الترري تشرركل خطررورة علررى‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2897/21/19 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2896/2/18 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2899/21/12 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2896/9/2 ،‬‬
‫‪115‬‬
‫األوضا الدولية بسبب مواقف القذافي تلرك ‪ ،‬وأن الررأي العرام األمريكري د يمكرن أن يخرر برلي‬
‫خر عن القذافي دون الوقو ت ت هذا التلثير المفتعل وال ير قيقري ‪ ،‬وأن أي ادعراء برلن‬ ‫انطبا‬
‫الواشنطن بوست قد تناولت أخبار القذافي بشكل موضوعي هو ادعاء يدعو إلى الخجل ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الصفات التي تعكسها الصحيفة عن القذافي ‪:‬‬


‫" ويقصد بها الصفات والنعوت التي تطلقها الواشنطن بوست على القذافي ومواقفه "‬
‫أظهرت لنا نتا ر الدراسرة فري الجردول رقرم (‪ )2‬أن أكثرر الصرفات التري عملرت الواشرنطن‬
‫بوست على تكرارها ونعتت القذافي بها ‪ ،‬هي صفة اإلرهاب بنسبة ‪ %12.2‬من إجمرالي الصرفات‬
‫التي تعكسها الص يفة عن القذافي وصفة عراب اإلرهاب بنسبة ‪. %26.9‬‬
‫ف يكاد يخلو خبر من األخبار التي نشرتها الص يفة عينة الدراسة عن القذافي من إل راق‬
‫صفة اإلرهابي به ‪ ،‬في م اولة من الص يفة اقتران اسمه باإلرهاب ‪ ،‬وهذا ما نج رت فيره فعر ‪.‬‬
‫يررا أن مجرررد ذكررر اسررم القررذافي يرررتبط لرردى ذهررن الرررأي العررام األمريكرري والعررالمي باإلرهرراب ‪،‬‬
‫والقتل والدمار ‪.‬‬
‫وباإلشارة إلى الجدول رقم (‪ )4‬وجدنا أن تلثيرات مواقرف القرذافي علرى األوضرا الدوليرة‬
‫بلنرره داعمررا لإلرهرراب ‪ ،‬جرراءت كررلعلى نسرربة ‪ ، %46.2‬وبالتررالي فرران صررفة اإلرهررابي وعررراب‬
‫اإلرهاب جاءت أيضا أعلى نسبة في ت ليلنا للصفات التي تعكسها الواشنطن بوست للقذافي ‪.‬‬
‫وإضافة إلى هاتين الصفتين عملت الص يفة إلى إط ق صفات أخرى لها ع قة بشخصية‬
‫القذافي ‪ ،‬وتم توظيفها في إطار الخبر توظيف جيد ‪ ،‬فنجدها تشير إليه بصفة الزعيم بنسبة ‪%8.5‬‬
‫‪ ،‬من إجمالي الصفات التي عكستها الواشرنطن بوسرت للقرذافي ‪ ،‬ولكرن هرذه الصرفة د ت مرل معنراه‬
‫القيادي التاريخي بقدر ما ترتبط باإلرهاب ‪ ،‬وزعامة القذافي له كما تعرري الصر يفة‪ .‬كمرا نشررت‬
‫الص يفة صفات أخرى متعددة ‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫جدول رقم (‪)2‬‬
‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار الصفات التي تعكسها الص يفة لشخصية القذافي‬
‫اإلجمالي‬
‫الصفات التي تعكسها الص يفة‬ ‫ر‪.‬م‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬
‫‪12.25‬‬ ‫‪286‬‬ ‫إرهابي‬ ‫‪2‬‬
‫‪9.49‬‬ ‫‪66‬‬ ‫متطرف‬ ‫‪1‬‬
‫‪1.48‬‬ ‫‪11‬‬ ‫مسلم‬ ‫‪4‬‬
‫‪5.66‬‬ ‫‪54‬‬ ‫عميل للشيوعية‬ ‫‪2‬‬
‫‪4.29‬‬ ‫‪41‬‬ ‫دكتاتوري‬ ‫‪5‬‬
‫‪8.59‬‬ ‫‪99‬‬ ‫زعيم‬ ‫‪7‬‬
‫‪4.15‬‬ ‫‪19‬‬ ‫جريء‬ ‫‪6‬‬
‫‪1.26‬‬ ‫‪11‬‬ ‫متعصب‬ ‫‪9‬‬
‫‪1.94‬‬ ‫‪17‬‬ ‫عبقري‬ ‫‪8‬‬
‫‪26.97‬‬ ‫‪272‬‬ ‫عراب اإلرهاب‬ ‫‪21‬‬
‫‪5.66‬‬ ‫‪54‬‬ ‫مثير للفتن‬ ‫‪22‬‬
‫‪7.72‬‬ ‫‪72‬‬ ‫مثير للجدل‬ ‫‪21‬‬
‫‪4.29‬‬ ‫‪41‬‬ ‫مزاجي‬ ‫‪24‬‬
‫‪5.66‬‬ ‫‪54‬‬ ‫متقلب‬ ‫‪22‬‬
‫‪2.4‬‬ ‫‪21‬‬ ‫صفات أخرى‬ ‫‪25‬‬
‫‪211‬‬ ‫‪829‬‬ ‫المجمـــــــــــو‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)29،28‬‬


‫‪116‬‬
‫" … الليبيون ال يرون أي بديل لتأييد قائدهم المزاجي الطباع … "(‪. )1‬‬
‫" … القذافي يبحث عن تأييد محلي ودولي ‪ ،‬فهذا الزعيم المثير للجدل "(‪. )2‬‬
‫" … تشعر ليبيا بأنها معزولة عن العرب والمسلمين ‪ ،‬بسبب تطرف زعيمها … "(‪. )3‬‬
‫" … إنه عبقري أو مضطرب الشخصية … "(‪. )4‬‬
‫" … يخضع اللقذافي ليبيا ألحكام القرآن الصارمة فالكحول ممنوعة تحت طائلة الضدرب‬
‫في ليبيا…"(‪.)5‬‬ ‫بالعصا ‪ ،‬والزانية ترجم ‪ ،‬وتقطع يد السارق كيف يمكن للمرء أن يعي‬
‫"… يتر القذافي الحكم ويذهب إلى الصحراء تحت خيمته وبجوار اإلبل يتأمل … "(‪.)6‬‬
‫" … إن طائرات القذافي الروسية تطير باسم اإلسالم … "(‪. )7‬‬
‫" … أكثر ما يهم القذافي هو انتصار اإلسالم فهو الذي يحركه … "(‪. )8‬‬
‫" … إن النساء في ليبيا لسدن موافقدات علدى هدذا التحدرر اإلجبداري سدواء كدان القدذافي‬
‫مسلما أو ثوريا … "(‪. )9‬‬
‫" … عنددد القددذافي عددرب رحددل فددي كددل مكددان يرحلددون لددزرع خيددامهم عنددد اآلخددرين مددن‬
‫أوغندا إلى تونس فالقذافي يتصف بعقلية العربي المسلم … "(‪. )10‬‬
‫إن تركيز الواشنطن بوست على صفة اإلرهابي قد تكون غير ذات ددلة قوية ‪ ،‬ألن‬
‫ادخت ف في هذا المفهوم يعود في األساس إلى اخت فات سياسية في ر ية ال رية والت رر ‪.‬‬
‫لكن التركيز األكثر خطورة هي م اولة استخدام صرفة المسرلم ‪ ،‬يرا تعكرس هرذه الصرفة‬
‫ال قد الدفين من قبل المسري ية علرى اإلسر م والمسرلمين ‪ ،‬فرالتركيز علرى صرفة مسرلم رغرم صر ر‬
‫نسبته بين الصفات التي عكستها الواسنطن بوست ‪ %1.4‬وصفة متطرف ‪ %9.4‬وصفة متعصب‬
‫‪ % 1.2‬كلها أرجعتهرا إلرى جرذوره العربيرة واإلسر مية ‪ ،‬وظهرور را رة العرداء لإلسر م ‪ ،‬واتخراذ‬
‫القذافي الذي يقود ثورة إس مية عدوا لل رب له ددلة أكثر خطورة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/2/27 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/8/41 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2892/8/41 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2895/2/5 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2895/7/21 ،‬‬
‫‪ - 6‬الواشنطن بوست ‪. 2891/21/22 ،‬‬
‫‪ - 7‬الواشنطن بوست ‪. 2892/1/15 ،‬‬
‫‪ - 8‬الواشنطن بوست ‪. 2891/21/22 ،‬‬
‫‪ - 9‬الواشنطن بوست ‪. 2892/21/15 ،‬‬
‫‪ - 10‬الواشنطن بوست ‪. 2894/21/14 ،‬‬
‫‪119‬‬
‫ففي إشارة واض ة نشررت الصر يفة " … الليبيدون بددو رحدل والقدذافي سديد الغداب فهدو‬
‫لديه حدس عربي أصيل يالحظ أعداء في أرجاء العالم … "(‪. )1‬‬
‫فهذه الصورة عن الخطر اإلس مي الذي يمثله القذافي لل ضارة ال ربية يمثل الجز ية‬
‫األهم في الصرا بين المسي ية واإلس م ‪.‬‬
‫فقد بال ت الواشنطن بوست في األمر ونشرت " … لقد تعلم القذافي من اإلسالم المغامرة‬
‫الروحية والدور الذي لعبه السال في حياة محمد والغزو العربي … "(‪. )2‬‬
‫ومررن هنررا فقررد تررم اسررتخدم البعررد الررديني للثررورة الليبيررة اسررتخداما مر ثرا علررى كررل القيررادات‬
‫السياسررية ‪ ،‬بمررا فرري ذك الرردول المسررلمة وأظهررر خطررورة القررذافي ‪ ،‬وأنرره لرريس فقررط عرردو للوديررات‬
‫المت دة بل لكل البشرية ‪.‬‬
‫وقد بل ت ف ة الصفات األخرى نسربة صر يرة ‪ %2.4‬يرا ظهررت صرفات غيرر أخ قيرة‬
‫كوصف القذافي بلنه ( كلب الشرق األوسط المسعور ) ‪ ( ،‬ذبابة الشرق األوسط المزعجة ) وهذا‬
‫اإلسفاف في الل ة الص فية كران يمكرن أن يكرون مقبرود مرن صر يفة شرعبية أو صر يفة صرفراء ‪،‬‬
‫لكنه بالتلكيد غير مقبول مرن الواشرنطن بوسرت ‪ ،‬ألن مرن تت ردا عنره يمثرل رمرزا وزعيمرا لدولرة‬
‫مستقلة ي فظ لها القانون الدولي ولزعيمها قوق على الدول األخرى ا ترامها ‪.‬‬
‫لكن ال ملة األمريكية ضد القذافي استخدمت كل األسل ة واألساليب المشروعة منها وغير‬
‫المشروعة و تى غير األخ قية في سبيل ت قيق غاياتها ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬صورة مواقف القذافي كما تعكسها الواشنطن بوست ‪:‬‬


‫ونقصررد بالصررورة الترري ترسررمها الص ر يفة لموقررف القررذافي مررن قضررايا الت رررر " الشددكل‬
‫والطريقة التي تقدم بها الصحيفة مواقف القذافي " ‪.‬‬
‫ولقد أوض نا في بداية هذه الدراسة أننا سوف نقتصر في دراستنا على ث ا قضايا‬
‫ت ررية دعمها القذافي بشكل كبير وهي على الن و التالي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬قضية السيادة فوق خليج سرت ‪:‬‬
‫أظهرررت لنررا النتررا ر اإلجماليررة مررن الجرردول رقررم (‪ )5‬أن الصررورة الترري رسررمتها الواشررنطن‬
‫بوست لموقف القذافي من قضية خلير سرت ‪ ،‬بل ت ‪ %26.7‬من إجمالي الصورة التي رسمتها‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2894/21/14 -،‬‬


‫‪ -- 2‬الواشنطن بوست ‪. 2894/212/14 ،‬‬
‫‪118‬‬
‫الص يفة لموقف القذافي من القضايا الت ررية ‪ ،‬ومقارنة بالقضايا األخرى يعد هرذا الم شرر عاليرا‬
‫األمر الذي يدل على أن ادهتمام األبرز كان بهذه القضية ‪ .‬وذلك نظرا درتباطها مباشرة بالقذافي‬
‫ذلك أن القذافي ي كد على أن خلير سرت هو جزء د يتجزأ من المياه اإلقليمية الليبية ‪ ،‬وقد عملت‬
‫اإلدارة األمريكيرر ة مررن خرر ل هررذه القضررية إلررى نقررل الصرررا مررع ليبيررا إلررى رردودها‪ ،‬ونشرررت‬
‫الواشنطن بوست " … يعتقد القذافي أنه يرسم الحدود الدولية كما يشاء … "(‪. )1‬‬

‫جدول رقم (‪)5‬‬


‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار الصورة التي ترسمها الص يفة لموقف القذافي من قضية خلير سرت‬
‫اإلجمالي‬
‫صورة قضية سرت كما ترسمها الص يفة‬ ‫ر‪.‬م‬
‫النسبة الم وية (‪)%‬‬ ‫التكرار‬
‫‪11.26‬‬ ‫‪286‬‬ ‫ة الب رية‬ ‫اعتداء على رية الم‬ ‫‪2‬‬
‫‪41.11‬‬ ‫‪421‬‬ ‫ة الب رية‬ ‫تهديد س مة الم‬ ‫‪1‬‬
‫‪6.26‬‬ ‫‪78‬‬ ‫إع ن خلير سرت مياه داخلية سابقة تاريخية‬ ‫‪4‬‬
‫‪6.49‬‬ ‫‪62‬‬ ‫خلير سرت مياه دولية‬ ‫‪2‬‬
‫‪11.12‬‬ ‫‪122‬‬ ‫ليس من ق القذافي اعتبار خلير سرت مياه داخلية‬ ‫‪5‬‬
‫‪21.28‬‬ ‫‪212‬‬ ‫تعدي على قانون الب ار والم يطات الدولي‬ ‫‪7‬‬
‫‪211‬‬ ‫‪871‬‬ ‫المجـــــــــــمو‬

‫وقد أظهرت الدراسة أن اعتبار خلير سرت مياه داخليرة تقرع ت رت سريطرة ليبيرا أمرر غيرر‬
‫مقبررول دوليررا ‪ ،‬واعتبرررت أن إع ر ن ليبيررا خلررير سرررت جررزء مررن اإلقلرريم الليبرري بلنرره يهرردد س ر مة‬
‫ة الدولية ‪ ،‬جاء بنسبة ‪ %41.1‬من إجمالي الصورة التي رسرمتها الصر يفة لموقرف القرذافي‬ ‫الم‬
‫من قضية خلير سرت ‪ ،‬وفي إشارة إلى أن القذافي قد خرق القوانين والمعاهدات الدوليرة ‪ ،‬ويعمرل‬
‫على بسط نفوذه على مياه دولية من ق المجتمع الدولي ‪ ،‬نشرت " … قبل ‪ 175‬سنة كدان يحكدم‬
‫ليبيا باشا اسمه يوسف ‪ ،‬يمارس القرصنة على السفن األمريكية ‪ ،‬واآلن يبدو أن القدذافي يسدير‬
‫على خطى أسالفه … "(‪. )2‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2892/22/11 ،‬‬


‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)11،12‬‬
‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/21/42 ،‬‬
‫‪121‬‬
‫كما أظهرت النتا ر أنه ليس من رق القرذافي اعتبرار ميراه خلرير سررت ميراه داخليرة بنسربة‬
‫‪ %11.1‬من إجمالي الصورة التي ترسمها الص يفة لموقف القذافي من قضية خلرير سررت ‪ .‬لكرن‬
‫الصر يفة لرم توضرح لمرراذا لريس مرن رق القررذافي إعر ن ذلرك بشركل مباشررر ؟ وقرد أظهررت بعرره‬
‫اإلشارات التي تدل على مدى الهيمنة األمريكية فنشرت الصر يفة " … االسدتراتيجيون يدرون أن‬
‫زيدادة حددود خلديج السددرة سدوف يدؤثر علدى حركدة السدفن وحريدة تنقلهدا ‪ ،‬كمدا أن دول جنددوب‬
‫أوروبا لن تسلم من إرهاب الليبيين … "(‪. )1‬‬
‫وبالنظر إلى هذه اإلشارة ترى الص يفة أن الوديات المت دة ترغب في أن يبقى األسطول‬
‫األمريكي بالب ر األبيه متمتعا ب رية ركة كبيرة جدا تمكنها من بسط نفوذها وتلمين ال لفاء‬
‫والموالين لها ‪ ،‬وأن سيطرة ليبيا على خلير سرت سوف يقوه ادستراتيجية األمريكية ‪.‬‬
‫رة‬ ‫كما أظهرت النتا ر أن إع ن ليبيا خلير سرت مياه داخلية يعد اعتداء على رية الم‬
‫الب رية ‪ ،‬جاء بنسبة ‪ %11.2‬من إجمالي الصورة التي ترسمها الواشنطن بوسرت لموقرف القرذافي‬
‫مرن قضررية خلررير سرررت ‪ ،‬فنشررت الصر يفة " … جهددود الواليددات المتحددة لحفددظ حريددة وحقددوق‬
‫المالحددة فددي ربددوع العددالم ‪ ،‬دفعهددا إلددى إجددراء مندداورات فددي خلدديج السدددرة ‪ ،‬فددإعالن ليبيددا خلدديج‬
‫السدرة ميا داخلية يشكل خطرا على حرية المالحة العالمية … "(‪. )2‬‬
‫"… هل جاء الوقت الذي تستأذن فيه السفن األمريكية القذافي لعبور المتوسط … "(‪.)3‬‬
‫" … هدف مناورات المتوسط حماية حرية المالحدة والمسداواة بدين جميدع الددول وحفدظ‬
‫الحقوق ‪ ،‬هو أساس التجارة البحرية والمالحة العالمية … "(‪. )4‬‬
‫كمررا أظهرررت النتررا ر أن إعر ن خلررير سرررت ميرراه داخليررة لليبيررا ‪ ،‬يعررد تعرردي علررى القررانون‬
‫الدولي للب ار والم يطات ‪.‬‬
‫جاء بنسبة ‪ %21.2‬من إجمالي الصورة التي ترسمها الواشنطن بوست لموقف القذافي من‬
‫قضية خلير سرت ‪ ،‬ونشرت الص يفة بلن هذا التعدي يتضرح " … لقدد ضدمت ليبيدا إقلديم بحدري‬
‫زائد ‪ ،‬مخالفة بذل لقانون المالحة البحرية … "(‪. )5‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/9/21 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/9/21 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2895/21/27 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2897/6/29 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2895/21/27 ،‬‬
‫‪122‬‬
‫" … تبحددث الواليددات المتحدددة عددن تأييددد ومسدداندة قددانون المالحددة وراء األقدداليم لحمايددة‬
‫(‪)1‬‬
‫حرية وحق المالحة التقليدية ‪ ،‬وأن إعالن خليج سدرة ميا داخلية يخالف القانون الددولي…"‬
‫‪.‬‬
‫وأظهرت النتا ر أن اعتبرار خلرير سررت ميراه داخليرة يعرد سرابقة تاريخيرة بنسربة ‪، %6.2‬‬
‫ويبدو أن الواشنطن بوست لم تعرف أن الوديات المت دة قد زادت دودها الب رية إلى ‪ 111‬ميرل‬
‫ة الب رية ‪ ،‬يا يشير إلى أنه من رق الدولرة رفرع‬ ‫ب ري ‪ ،‬وهو ق يكفله القانون الدولي للم‬
‫الطلررب إلررى ‪ 111‬ميررل ب ررري كميرراه إقليميررة ‪ ،‬كمررانع منطقررة اقتصررادية ‪ ،‬والترري يمكررن أن تسررتعمل‬
‫كمورد قانوني ‪ ،‬لكن الواشنطن بوست قدمت وجهة النظر وفق ما تمليه السياسة األمريكية ‪ ،‬وليس‬
‫كما تمليه األمانة الص فية ‪.‬‬
‫ظ أن الواشنطن بوست ركزت فري كرل أخبارهرا المتعلقرة بخلرير سررت براط ق اسرم‬ ‫ون‬
‫خلير السدرة عليه ‪ ،‬في م اولة منها إلى اقتصار طول الخلير على ‪ 21‬ميرل ب رري ‪ ،‬وهرو مقابرل‬
‫لمنطقة السدرة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬قضية الميز العنصري في جنوب أفريقيا ‪:‬‬


‫لقد أوض نا أن القذافي قد أعلن أنه يدعم زب الم تمر الوطني األفريقي ‪ ،‬وكل األ ررار‬
‫الذين ي اربون ضد نظام الميز العنصري في جنوب أفريقيا ‪ ،‬كمرا أعلرن أنره يمرد الثروار باألسرل ة‬
‫والدعم السياسي والمادي ‪ ،‬إيمانا منه بقضية ت رير هذا الجزء األفريقي ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/21/22 ،‬‬


‫‪121‬‬
‫جدول رقم (‪)7‬‬
‫يبين معدل تكرار الصورة التي ترسمها الص يفة لموقف القذافي‬
‫(*)‬
‫من قضية الميز العنصري في جنوب أفريقيا‬
‫اإلجمالي‬
‫صورة موقف القذافي من قضية الميز العنصري في جنوب أفريقيا‬ ‫ر‪.‬م‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬
‫‪25.72‬‬ ‫‪91‬‬ ‫السعي لإلطا ة ب لفاء الوديات المت دة‬ ‫‪2‬‬
‫‪25.12‬‬ ‫‪68‬‬ ‫دعم اإلرهابيين‬ ‫‪1‬‬
‫‪29.19‬‬ ‫‪87‬‬ ‫تدخل في ش ون جنوب أفريقيا‬ ‫‪4‬‬
‫‪11.49‬‬ ‫‪216‬‬ ‫إعداد معسكرات لتدريب اإلرهابيين‬ ‫‪2‬‬
‫‪22.26‬‬ ‫‪67‬‬ ‫تسليح ودعم المرتزقة من الم تمر الوطني‬ ‫‪5‬‬
‫‪27.28‬‬ ‫‪95‬‬ ‫الم تمر الوطني األفريقي ذو توجهات شيوعية‬ ‫‪7‬‬
‫‪211‬‬ ‫‪515‬‬ ‫المجـــــــــــــــــــــمو‬

‫وقد أظهرت النترا ر اإلجماليرة فري الجردول رقرم (‪ )7‬أن الصرورة التري رسرمتها الواشرنطن‬
‫بوسرت لموقرف القرذافي مرن قضررية الميرز العنصرري كمرا جرراء بنسربة ‪ %17.11‬مرن الصرورة الترري‬
‫ترسمها الواشنطن بوست لمواقف القذافي من القضايا األخرى ‪.‬‬
‫وأظهرت النتا ر أن أعداد معسكرات تدريب اإلرهابيين بل ت نسبتها ‪ %11.4‬من إجمالي‬
‫الصورة التي ترسمها الواشنطن بوست لموقف القذافي من هذه القضية ‪.‬‬
‫ونشرررت الص ر يفة " … مصددادر اسددتخبارتية أكدددت وجددود معسددكرات فددي ليبيددا لتدددريب‬
‫المتمردين والمرتزقة … "(‪. )1‬‬
‫"… اسددتهدفت الضددربة الجويددة األمريكيددة علددى طددرابلس وبنغددازي أهددداف اسددتراتيجية‬
‫داعمة لإلرهاب ‪ ،‬وكان أهمها معسكرات تدريب اإلرهابيين … "(‪. )2‬‬
‫وقد اولت الصر يفة تكررار وجرود معسركرات لتردريب اإلرهرابيين بشركل برارز مرن أجرل‬
‫التلكيد على صفة عراب اإلرهاب والداعم لإلرهاب الخاصة بالقذافي ‪.‬‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)11،14‬‬


‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/28 ،‬‬
‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/28 ،‬‬
‫‪124‬‬
‫ويبردو أن الواشررنطن بوسرت نسررت وتجاهلرت مخرريم ‪ FAM‬فري فرجينيررا للبروليس السياسرري‪،‬‬
‫ومخرريم بانامررا للعسرركريين ال تينيررين إل عررداد الكرروادر فرري مهمررات فررظ النظررام المرروالي للوديررات‬
‫المت دة‪.‬‬
‫وكشفت النتا ر أن موقف القذافي من قضية الميز العنصري يعرد تردخ فري شر ون جنروب‬
‫أفريقيا بنسبة ‪ % 29.1‬من إجمالي الصورة المرسومة لموقرف القرذافي مرن القضرية ‪ .‬يرا نشررت‬
‫الواشنطن بوست " … إن رغبات القذافي التوسعية دفعت به إلى رأس الرجاء الصالح ‪. )1("..‬‬
‫وأظهرت النتا ر أن زب الم تمر الوطني األفريقي ‪ ،‬يعد ذا توجهات شيوعية بنسبة‬
‫‪ %27.2‬من إجمالي الصورة المرسومة لموقف القذافي من القضية ‪ .‬وأن القذافي هو ذرا‬
‫ادت اد السوفياتي في أفريقيا ويعمل لت قيق سياستها ‪.‬‬
‫" … هل ينفذ القذافي سياسة االتحاد السوفياتي في جنوب أفريقيا … "(‪. )2‬‬
‫" … حزب المؤتمر الوطني األفريقي منظمة إرهابية تدعمها الشيوعية … "(‪. )3‬‬
‫" … ذكددر مسددؤولون فددي وزارة التجددارة األمريكيددة أن وصددول الشدديوعية إلددى جنددوب‬
‫أفريقيا يعني ضربة القتصاديات السوق … "(‪. )4‬‬
‫" … ريغان ‪ :‬لن نتوقف عن دعم حلفاءنا في جنوب القارة األفريقية … "(‪. )5‬‬
‫وإذا ربطنا بين هذه الف ة وف ة القذافي يعد امتدادا للشيوعية ‪ ،‬في الجدول رقم (‪ )4‬فان‬
‫الواشنطن بوست اولت إلصاق تهمة الدوران في فلك الشيوعية بك هما ‪ ،‬غير أنها لم تكن‬
‫صري ة مع القذافي وكانت أكثر وضو ا مع زب الم تمر الوطني األفريقي ‪ ،‬ولكن لم تنس‬
‫الواشنطن بوست أن ت كد على أن القذافي دعم هذه المنظمة اإلرهابية ‪ ،‬لت قيق رغبات ادت اد‬
‫السوفياتي ‪.‬‬
‫وجاء ف ة اإلطا رة ب لفراء الوديرات المت ردة بنسربة ‪ ، %25.7‬ونشررت الواشرنطن بوسرت‬
‫"… أن جندددوب أفريقيدددا أقدددوى مدددن أن تسدددقطها ب ندددادق القدددذافي المرسدددلة عدددن طريدددق سدددام‬
‫انجوما…"(‪.)6‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2899/1/21 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/5/2 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2892/1/15 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2896/2/18 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2896/4/41 ،‬‬
‫‪ - 6‬الواشنطن بوست ‪. 2895/1/7 ،‬‬
‫‪122‬‬
‫" … ماذا يريد القذافي من حكومة جنوب أفريقيا … "(‪. )1‬‬
‫" … زادت اإلدارة األمريكيدة حجدم المعونددات والددعم للحكومدات الديمقراطيددة فدي القددارة‬
‫األفريقية وعلى رأسها جنوب أفريقيا … "(‪. )2‬‬
‫وكشفت النتا ر أن صورة موقف القذافي من قضية الميز العنصري ‪ ،‬تعد دعما لإلرهاب‬
‫بنسبة ‪ %25.12‬وأن القذافي يستخدم لدعم هذه المنظمة الس ح واألموال ‪.‬‬
‫ونشرررت الصر يفة " … القددذافي يقسددم بشددرفه العسددكري بأندده سددوف يقددود الحددرب ضددد‬
‫جنوب أفريقيا … "(‪. )3‬‬
‫" … ليبيددا تقدددم األسددلحة والخبددرات الروسددية لضددرب الحكومددة الديمقراطيددة فددي جنددوب‬
‫أفريقيا … "(‪. )4‬‬
‫" الرئيس ريغدان يعلدن بأنده علدى القدذافي أن ينهدي دعمده المدالي والعسدكري للجماعدات‬
‫اإلرهابيددة ‪ ،‬ويغلددق معسددكرات التدددريب الخاصددة بهددم ‪ ،‬قبددل أن تتراجددع واشددنطن عددن موقفهددا‬
‫إزاء …"(‪.)5‬‬
‫مما سبق يتضح أن الواشنطن بوست اولت أن ترسم موقف القذافي من دعمه للثروار فري‬
‫جنوب أفريقيا ‪ ،‬بلنه مساندة لإلرهاب ‪ ،‬ودعما له برل إنهرا أكردت كمرا أظهررت النترا ر برلن القرذافي‬
‫يسعى لإلطا ة ب كومة ديمقراطية ‪ ،‬ويتدخل في ش ون هذه الدولة ‪.‬‬
‫ودشررك أن الواشررنطن بوسررت عملررت علررى تكرررار كلمررة ال كومررة الديمقراطيررة فرري جنرروب‬
‫أفريقيررا فرري م اولررة من هررا علررى قلررب صررورة الثرروار السررود فرري جنرروب أفريقيررا ‪ ،‬بررلنهم متمررردين‬
‫وإرهررابيين ‪ ،‬وبمررا أن القررذافي يرردعم هررذه القضررية فانرره بالتررالي مررن وجهررة نظررر الص ر يفة عررراب‬
‫اإلرهاب وفي الوقت الذي عزل فيه المجتمع الدولي نظرام جنروب أفريقيرا ‪ ،‬لمرا ارتكبره هرذا النظرام‬
‫من جرا م في ق السود ‪ ،‬فان اإلدارة األمريكية عملت على الدفا عن هذا النظام ‪.‬‬

‫ج‪ -‬قضية الجبهة السنديانية ‪:‬‬


‫تظهررر لنررا نتررا ر الجرردول رقررم (‪ ) 6‬أن موقررف القررذافي مررن دعررم الجبهررة السررنديانية بصررورة‬
‫كبيرة دعم إرهاب السنديانية ضد الشرعب النيكراراغوي ‪ ،‬والردول المجراورة ‪ .‬وبل رت نسربة موقرف‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2892/21/2 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/1/15 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2895/22/25 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2897/21/19 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2899/9/27 ،‬‬
‫‪125‬‬
‫القررذافي بلنرره دعررم لإلرهرراب الجبهررة السررنديانية ‪ %28.9‬ونشرررت الصرر يفة " … قدددم الليبيددون‬
‫األسلحة الالزمة واألموال لدعم السنديانيين لقهر الشعب النيكاراغوي … "(‪. )1‬‬
‫جدول رقم (‪)6‬‬
‫يبين معدل تكرار الصورة التي ترسمها الص يفة لموقف القذافي‬
‫(*)‬
‫من قضية الجبهة السنديانية في نيكاراغوا‬
‫اإلجمالي‬
‫صورة موقف القذافي من الجبهة السنديانية‬ ‫ر‪.‬م‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬
‫‪28.92‬‬ ‫‪215‬‬ ‫دعم إرهاب الجبهة السنديانية‬ ‫‪2‬‬
‫‪27.89‬‬ ‫‪81‬‬ ‫تقديم أمواد ودعم عسكري للمرتزقة‬ ‫‪1‬‬
‫‪27.11‬‬ ‫‪97‬‬ ‫ك هما يدور في فلك الشيوعية‬ ‫‪4‬‬
‫‪5.77‬‬ ‫‪41‬‬ ‫م اولة لنقل الصدام إلى مناطق نفوذ الوديات المت دة‬ ‫‪2‬‬
‫‪6.45‬‬ ‫‪48‬‬ ‫ضرب ادستراتيجية األمريكية في أمريكا الوسطى‬ ‫‪5‬‬
‫‪27.11‬‬ ‫‪97‬‬ ‫اإلضرار بمصالح الوديات المت دة‬ ‫‪7‬‬
‫‪26.64‬‬ ‫‪82‬‬ ‫تهديد األمن القومي األمريكي‬ ‫‪6‬‬
‫‪211‬‬ ‫‪541‬‬ ‫المجــــــــــــمو‬

‫كما رأت الص يفة أن دعرم القرذافي لجبهرة السرنديانية يعرد تهديردا ل‪،‬مرن القرومي األمريكري‬
‫بنسبة ‪ %26.6‬ونشرت الصر يفة " … القدذافي يخلدق موطدأ قددم لده فدي الحديقدة الخلفيدة للبيدت‬
‫األبيض … "(‪. )2‬‬
‫" … سوف يصحو ريغان على أصوات القذافي والسنديانية على حدودنا … "(‪. )3‬‬
‫كما أبرزت النتا ر أن القذافي قد دعم الجبهة السرنديانية براألموال والردعم العسركري بنسربة‬
‫السندياني "(‪. )4‬‬ ‫‪ %27.8‬ونشرت " … القذافي يقدم ‪ 23‬مليون دوالر مهايا للجي‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2892/21/1 ،‬‬


‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)12،15‬‬
‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/5/28 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2892/22/4 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2897/5/12 ،‬‬
‫‪127‬‬
‫ونشرت " … ليبيا تدفع مئات الماليين من الدوالرات واألسدلحة والتكنولوجيدا العسدكرية‬
‫لنيكاراغوا … "(‪. )1‬‬
‫" … القذافي يحاول انقاذ اقتصاد نيكاراغوا بإنشاء مشاريع اقتصادية مشتركة … "(‪.)2‬‬
‫وبهرررذا رأت الواشرررنطن بوسرررت أ ن اإلدارة األمريكيرررة عملرررت مرررن خررر ل فرررره عقوبرررات‬
‫اقتصادية على نيكاراغوا ‪ ،‬وم اصرتها ‪ ،‬وبالتالي اإلذعان لإلرادة األمريكية ‪ ،‬غير أن الواشنطن‬
‫بوست رأت في األموال الليبية كسرا وتهديدا لمصالح وأمن الوديات المت دة ‪.‬‬
‫وأظهرررت النتررا ر أن كر مررن القررذافي أورتي ررا يرردوران فرري فلررك ادت رراد السرروفياتي بنسرربة‬
‫‪ ، % 27.1‬وهرري نفررس النسرربة الترري أظهرررت الواشررنطن بوسررت بررلن دعررم القررذافي يسرربب إضرررارا‬
‫لمصررالح الوديررات المت رردة ‪ ،‬ورأت الص ر يفة " … صددر وينبرغيددرا أن الواليددات المتحدددة لددن‬
‫تسمح بنصب صواريخ سوفياتية في نيكاراغوا … "(‪. )3‬‬
‫"… إن كاسترو والقذافي يحاوالن زرع خنجر في ظهر الواليات المتحدة تنفيدذا لسياسدة‬
‫االتحاد السوفياتي … "(‪. )4‬‬
‫كمررا أظهرررت الدراسررة تطررابق اتهررام السررنديانية بالشرريوعية ‪ ،‬واإلضرررار بمصررالح الوديررات‬
‫المت دة ‪ ،‬وأكد الر يس ري ان في خبرر نشررته الواشرنطن بوسرت " … إذا لدم تسدتطع الددفاع عدن‬
‫مصدددالحنا فدددي أمري كدددا الوسدددطى ‪ ،‬فإنندددا لدددن نسدددتطيع الددددفاع عدددن مصدددالحنا فدددي أي مكدددان فدددي‬
‫العالم…"(‪. )5‬‬
‫ونشرررت الصر يفة " … إن محاولددة السددنديانية شددن حددروب فددي أمريكددا الوسددطى يدددفعنا‬
‫الستخدام الخيار العسكري … "(‪. )6‬‬
‫وتشير النتا ر إلى أن موقف القرذافي مرن الجبهرة السرنديانية جراء م اولرة مرن القرذافي لنقرل‬
‫الصرا إلى دود الوديات المت دة في مناطق نفوذها بنسبة ‪ ، %6.4‬ونشرت الواشنطن بوست "‬
‫… أن من تداعيات المواجهة في خليج السدرة يددعم القدذافي نيكداراغوا فدي محاولدة منده إلبعداد‬
‫األسطول السادس األمريكي عن مرمى طرابلس … "(‪. )7‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2897/5/12 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/5/8 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2896/8/25 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2895/21/27 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2895/21/27 ،‬‬
‫‪ - 6‬الواشنطن بوست ‪. 2897/6/14 ،‬‬
‫‪ - 7‬الواشنطن بوست ‪. 2897/7/21 ،‬‬
‫‪126‬‬
‫وبذلك فان الواشنطن بوست رسمت صورة نمطية لموقف القذافي من الجبهة السنديانية‬
‫فاعتبرته خطر يهدد السلم واألمن في منطقة أمريكا الوسطى ‪ .‬وأن ال ل لهذه المشكلة يلتي في‬
‫عزل نيكاراغوا األمر الذي دفع بالوديات المت دة إلى استخدام القوة بشكل مخالف للقانون الدولي‬
‫‪.‬‬
‫قد اولت الص يفة تبرير ذلك الموقف بلنه ق الوديات المت دة في الدفا عن نفسها‪.‬‬
‫مما سبق يتضح أن ص يفة الواشنطن بوست قد رسمت موقف القذافي من القضايا الرث ا‬
‫‪ ،‬يعتبر داعما لإلرهاب وتشكل تهديدا لمصالح الوديات المت دة األمريكية ‪ ،‬وبالتالي تهديدا ل‪،‬مرن‬
‫والسلم العالمي ‪.‬‬
‫لقد عملت الص يفة على اتبا أسلوب التكرار بدد من الت ليل في رسم مواقف القذافي في‬
‫دعمه لهذه القضايا ‪ ،‬يا ركزت على الدعم العسكري والسياسي الذي يقدمره القرذافي فري صرورة‬
‫دعم اإلرهاب والتشجيع عليه ‪ .‬وأن المعسكرات التي تدرب الثوار هي معسكرات إلعداد المرتزقة‬
‫والقتلة لتنفيذ سياسة القذافي ‪.‬‬
‫وال ق يقرة الترري د يمكررن تجاهلهرا فرري القضررايا الررث ا أن الوديرات المت رردة خرقررت القررانون‬
‫الدولي ‪ ،‬فاجتازت المياه الداخلية ‪ ،‬ودعمت نظرام الفصرل العنصرري ‪ ،‬وخلقرت عصرابات الكرونترا‬
‫لزعزعة ادستقرار في نيكاراغوا ‪.‬‬
‫إن مواقف القذافي تتصادم مع ر ية الواشنطن بوست ‪ ،‬التي هي في األسراس تمثرل وجهرة‬
‫نظررر ال كومررة األمريكيررة ‪ ،‬فالقررذافي يعتبررر مواقفرره هررذه دعررم ل ركررات الت رررر لتقريررر مصرريرها‪،‬‬
‫والوديات المت دة تعتبر هذه المواقف إرهاب تشكل خطرا على البشرية ودبد من قمعه ‪.‬‬
‫إن ادخت ف الواضح في األسس يبرز لنا أن الصرا بين الوديات المت دة والقذافي وهو‬
‫صرررا مصررالح وإرادات ‪ ،‬فالقررذافي يرردافع عررن إرادة وقضررية يراهررا عادلررة ‪ ،‬وهرري قضررية ريررة‬
‫الشعوب بينمرا تعمرل الوديرات المت ردة لمواجهرة القرذافي وفرق نظريرة المصرل ة ‪ ،‬سرواء فري خلرير‬
‫سرت أو في جنوب أفريقيا و تى نيكاراغوا ‪.‬‬
‫دبد أن المتتبع للسياسة اإلع مية األمريكية ‪ ،‬د ظ هرذا ادخرت ف الجروهري فري الر يرة‬
‫لهذه المواقف ‪ ،‬ولكن الرأي العام األمريكي وقف عاجزا أمام الماكينة اإلع ميرة األمريكيرة ‪ ،‬التري‬
‫صورت له القذافي ومواقفه بلنها تهدد اإلنسانية ‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫سادسا ‪ -‬أسباب دعم القذافي لقضايا التحرر ‪:‬‬
‫نقصد بها " األسباب والددواعي التدي دفعدت بالقدذافي إلدى تقدديم دعدم للحركدات التحدرر ‪،‬‬
‫سواء كانت سياسية أو شخصية كما تراها الصحيفة " ‪.‬‬

‫وقد قام الباحث بتقسيم هذه الفئة إىل فئتني أسباب شخصية ‪ ،‬وأسباب‬

‫سياسية ‪.‬‬
‫أ‪ -‬األسباب الشخصية ‪:‬‬
‫" نقصد بها األسباب المتعلقة بالقذافي شخصيا وتدفعه إلى تقديم دعم لهذ الحركات " ‪.‬‬
‫يرا يكشرف لنرا الجردول رقرم (‪ )9‬أن األسررباب الشخصرية هري التري دفعرت بالقرذافي لرردعم‬
‫ركات الت رر جاءت بنسبة ‪ %25.1‬من إجمالي األسباب التي دفعت بالقرذافي إلرى دعرم ركرات‬
‫الت رررر ‪ ،‬وقررد أظهرررت نتررا ر الت ليررل أن أكثررر األسررباب الشخصررية الترري ترردفع بالقررذافي إلررى دعررم‬
‫ركات الت رر هو شعور القذافي بجنون العظمة ‪ ،‬وجاءت بنسبة ‪ %24.4‬من األسباب الشخصية‬
‫فددي عددالم آخددر ‪،‬‬ ‫‪ ،‬وهرو م شررر عررالي جرردا يرا نشرررت الصر يفة " … الشد أن القدذافي يعددي‬
‫عندما يعمل على دعم السنديانية بالسال من أجل محاربة الواليات المتحدة … "(‪. )1‬‬
‫" أكددد خبددراء السددلو النفسددي فددي وكالددة المخددابرات المركزيددة ‪ :‬أن القددذافي يعدداني مددن‬
‫اضطرابات في الشخصية تجعله يشعر بأنه أعظم رجل في العالم … "(‪. )2‬‬
‫" مصددادر الخارجيددة األمريكيددة ‪ ،‬تؤكددد أن محاولددة القددذافي السدديطرة علددى خلدديج السدددرة‬
‫راجع إلى رغبات شخصية ونفسية مضطربة … "(‪. )3‬‬
‫إن الواشررنطن بوسررت عملررت علررى رسررم شخصررية القررذافي بلنرره مضررطرب ‪ ،‬وغيررر سرروي‬
‫كمبرر منطقي ‪ ،‬عندما تشرح أسباب دعمه لل ركات الت رر التي تعتبر إرهابية فالص يفة نشرت‬
‫" … القذافي ال يختلف مع هتلر فكالهما يشع بعظمة زائفة … "(‪. )4‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2892/8/41 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/9/19 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2891/4/4 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2892//9/42 ،‬‬
‫‪128‬‬
‫جدول رقم (‪)9‬‬
‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار األسباب الشخصية لدعم القذافي قضايا الت رر‬

‫األسباب الشخصية وراء دعم القذايف حلركات التحرر‬ ‫ر‪.‬م‬


‫اإلجمالي‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرار‬
‫‪27.97‬‬ ‫‪221‬‬ ‫م اولة الظهور بصفة ثوري‬ ‫‪2‬‬
‫‪24.46‬‬ ‫‪471‬‬ ‫جنون عظمة‬ ‫‪1‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪128‬‬ ‫إعطاء نفسه دور أكبر من إمكانياته‬ ‫‪4‬‬
‫‪8.65‬‬ ‫‪92‬‬ ‫تلثير البي ة ادجتماعية والبدوية عليه‬ ‫‪2‬‬
‫‪211‬‬ ‫‪941‬‬ ‫المجــــــمو‬

‫إن اإلع م األمريكي أعطى لنفسه ال ق في أن يرجع المواقف إلى أسباب يراها من وجهة‬
‫نظره أساسية ‪ ،‬ولكن ال قيقة تشير إلرى أن هرذه األسرباب ابعرد مرا تكرون مقبولرة ‪ ،‬فالقرذافي لرم ي رز‬
‫الوديات المت دة ‪ ،‬ولم ي تل أي دولة تى يتم تشبيهه بهتلر ‪ ،‬أو أنه يعاني من جنون العظمة ‪.‬‬
‫وإشارة الواشنطن بوست إلى أن القذافي يسير برأسه مرفوعا ‪ ،‬يردل علرى جنرون العظمرة‪،‬‬
‫ف ر شررك أن األمررريكيين يسرريرون ور وسررهم إلررى األره ‪ ،‬ونشرررت الص ر يفة " … عندددما نددزل‬
‫القذافي مطار الرباط ‪ ،‬ظل ينظر برأسه إلى السماء ‪ ،‬وكأن ال سماء في طرابلس … "(‪. )1‬‬
‫لقد اولت الص يفة وصف شموخ القذافي بلنه جنون عظمرة ‪ ،‬وأن هرذا الجنرون بالعظمرة‬
‫هو الدافع األساسي وراء دعم القذافي لل ركات الت رر ‪ ،‬وال قيقة توضح أن هرذا السربب د يمكرن‬
‫ادعتداد به كسبب ر يسي وهام لدعم القذافي لهذه ال ركات ‪.‬‬
‫كما أظهرت النتا ر في الجدول رقم (‪ )9‬أنه من األسباب الشخصية لدعم القذافي لل ركات‬
‫الت رر ‪ ،‬هو إعطاء نفسه دورا أكبر مرن إمكانياتره ‪ ،‬وجراءت بنسربة ‪ ، %41‬ونشررت الصر يفة "‬
‫… الليبيدددون يبحثدددون عدددن قدددوتهم فدددي الشدددوارع ‪ ،‬والقدددذافي يرسدددل األمدددوال إلدددى الجماعدددات‬
‫اإلرهابية…"(‪. )2‬‬
‫" … ماذا لو لم يكن لدى القذافي بتروال … "(‪. )3‬‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)17،16‬‬


‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/8/24 ،‬‬
‫‪ - - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2891/22/21 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2891/22/21 ،‬‬
‫‪111‬‬
‫" … رغم صغر مساحة ليبيا ‪ ،‬فإنها تقوم بعمليات متنوعة على الساحة الدولية…"(‪.)1‬‬
‫لقد اولت الص يفة إظهار العجز في ادقتصاد الليبي ‪ ،‬وكذلك ص ر مسا ة ليبيرا ‪ ،‬وقلرة‬
‫اإلمكانيات البشرية ‪ ،‬وعجز القذافي على أن يقدم نموذجا لما يطر ره ‪ ،‬كرل هرذه الجز يرات جراءت‬
‫في م اولة من الص يفة للتلكيد على أن القذافي يلعب دورا أكبر مما هو عليه ‪ ،‬ونشرت الصر يفة‬
‫" … ماذا لو كان لدى القذافي إمكانيات االتحاد السوفياتي … "(‪. )2‬‬
‫لقد عملت الواشنطن بوست إلى التقليل من جم الدور واإلمكانيات التي يمتلكها القذافي‪،‬‬
‫وقد ددت مسالة اإلمكانيات في الجانب ادقتصادي فقط ‪ .‬ولكن الواشنطن بوست لم تت دا عن‬
‫اإلمكانيات الفكرية ‪ ،‬والدور القيادي ‪ ،‬الذي يلعبه القذافي ‪ ،‬والذي يعتبر األساس في المواجهة مع‬
‫الوديات المت دة ‪ ،‬فالمقارنة بين إمكانيات القذافي ‪ ،‬وإمكانيات الوديات المت دة فان الفرق سيكون‬
‫واض ا ‪.‬‬
‫ولكن الشيء غيرر الواضر ح لردى وسرا ل اإلعر م األمريكيرة ‪ ،‬وخاصرة الواشرنطن بوسرت‪،‬‬
‫هي لماذا يواجه القذافي الوديات المت دة ‪ ،‬رغم علمه بلنه م دود اإلمكانيات ؟‬
‫إن الواشنطن بوسرت ركرزت علرى أن مرن أسرباب القرذافي الشخصرية لردعم قضرايا الت ررر‬
‫يرجع إلى أن القذافي يب ا عن دور على السا ة العالمية ‪ ،‬ويقردم نفسره كشخصرية قياديرة ‪ ،‬ولكرن‬
‫الواشنطن بوست لم تتطرق إلى أن ليبيا تعد رمزا لكل ركات الت رر ‪ ،‬والقيرادات السياسرية التري‬
‫وصفتها وقتها بلنها إرهابية ‪ ،‬واآلن هي على ع قة جيدة بالوديات المت ردة ‪ ،‬وبرذلك فران القرذافي‬
‫رغم قلة إمكانياته وم دوديتها قد نجح في إعطاء نفسه دورا كبيرا على السا ة الدولية ‪.‬‬
‫ويكشف لنا الجدول رقم (‪ )9‬أن األسباب الشخصية التي دفعت بالقذافي إلرى دعرم ركرات‬
‫الت ررررر ‪ ،‬هرررو م اولرررة القرررذافي الظهرررور بصرررفة الثررروري بنسررربة ‪ ، %27.9‬ونشررررت الصررر يفة‬
‫" … القذافي يعلن أنه مع المضطهدين ورجل الشارع والفقراء … إنه يحاول أن يكدون ثوريدا…‬

‫"(‪. )3‬‬
‫" … هل تغير مفهوم الثورة ليجعل من أورتيغا ونوريغيا والقذافي ثوار … "(‪. )4‬‬
‫لقررد عملررت الواشررنطن بوسررت علررى إنكررار صررفة الثرروري علررى القررذافي مررن خر ل األخبررار‬
‫المنشورة عنه ‪ ،‬بل إنها عملت على صبغ مفهوم الثورة لدى القذافي بصفة العنف واإلرهاب ورأت‬
‫الواشنطن بوست " … يمول القذافي حركات ومنظمات تشيع القتل والعنف باسم الثورة…"(‪. )1‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2896/1/18 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2891/21/8 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2895/8/24 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/28 ،‬‬
‫‪112‬‬
‫إن البا ا في تاريخ الوديات المت دة نفسها ‪ ،‬سوف يجد أن جور واشنطن وإبراهام‬
‫لنكولن ك هما قاد ثورة ‪ ،‬و ملت معها الدماء من أجل ت قيق النصر ‪ .‬غير أن اإلع م األمريكي‬
‫د ينظر إلى تاريخه بعين اد ترام ‪ ،‬عندما يتعاره مع سياسة الهيمنة التي تفرضها الوديات‬
‫المت دة على الشعوب ‪ .‬إن م اولة ربط صفة الثوري لدى القذافي بالقتل ‪ ،‬يعتبر أسلوبا مكشوفا‬
‫من أساليب الدعاية الدولية ‪ ،‬والتي تقوم على تقديم الرأي على أنه قيقة ‪ ،‬فدعم القذافي لموقف‬
‫ب ده من قضية خلير سرت ‪ ،‬وقضية الميز العنصري في جنوب أفريقيا ‪ ،‬كان دبد من أن يتوجه‬
‫إلى صدام ‪ ،‬لكن الواشنطن بوست ركزت فقط على أن ثورية القذافي مرتبطة باإلرهاب ‪ ،‬وليس‬
‫ق يكفله الكفاح من أجل ال رية ‪.‬‬
‫وأبرزت النتا ر أن من األسباب الشخصية لدعم القذافي ل ركات الت رر ‪ ،‬هو تلثير البي ة‬
‫ادجتماعية البدوية عليه ‪ ،‬وجراءت بنسربة ‪ %8.6‬ونشررت الصر يفة " … لقدد ولدد فدي الصدحراء‬
‫ويجب أن يرى العالم من خالل صحراء … "(‪. )2‬‬
‫ونشرت أيضا " … يرتدي القذافي جلباب أبيض ‪ ،‬ويجلس تحت خيمة في صدحراء ليبيدا‬
‫ويفكر فيما يمكن أن يفعله … "(‪. )3‬‬
‫لقررد اولررت الص ر يفة هنررا الررربط بررين البي ررة الص ر راوية البدويررة ‪ ،‬الترري عاشررها القررذافي‪،‬‬
‫وعاشها العرب جميعا ‪ ،‬ومن أهرم خصرالها رب اإلغرارة ‪ ،‬ونشررت الواشرنطن بوسرت " … ظهدر‬
‫الصعالي في التاريخ العربي قديما ‪ ،‬ويبدو أن القذافي يؤمن بفلسفتهم … "(‪. )4‬‬
‫ود شك أن جهل الواشنطن بوست بفلسفة الصعاليك ‪ ،‬جعلها تستشهد بها ألن الصعاليك لم‬
‫يكونوا أبدا إرهابيين أو ط اة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2897/7/16 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2891/6/29 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2891/7/5 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2894/1/24 ،‬‬
‫‪111‬‬
‫ب‪ -‬أسباب سياسية ‪:‬‬
‫أبرررز الجرردول رقررم (‪ ) 8‬أن األسررباب السياسررية الترري دفعررت القررذافي إلررى دعررم ال ركررات‬
‫اإلرهابية كما تسميها الواشنطن بوست ‪ ،‬بل ت نسبتها ‪ %52.6‬وأكدت نتا ر الدراسة أن الواشنطن‬
‫بوسررت أبرررزت أن رغبررة القررذافي فرري تررزعم القررادة العرررب ‪ ،‬هرري الترري تدفعرره إلررى دعررم ال ركررات‬
‫اإلرهابية ‪ ،‬وجاء ذلك بنسبة ‪ %14.17‬من إجمالي األسباب السياسية التي قدمتها الص يفة‪.‬‬
‫فالسررا ة السياسررية العربيررة خلررت فرري هررذه الفترررة مررن وجررود أي زعرريم معرراره للسياسررة‬
‫األمريكية ‪ ،‬وقد اولت الواشنطن بوست أن تخفت أضواء القذافي الساطعة على السا ة السياسرية‬
‫العربية ‪ ،‬يا يعتبر التيار القومي والتقدمي العربي أن القذافي زعيم وقا د هذه األمة ‪.‬‬
‫لكن الواشنطن بوسرت عملرت علرى تقرديم إسرهامات القرذافي فري دعرم ال ركرات الت رريرة‪،‬‬
‫على أنها جزء من رغبته في الهيمنرة علرى العررب ‪ ،‬والسريطرة علريهم نشررت " … لددى القدذافي‬
‫ناشطون في العالم العربي … "(‪. )1‬‬
‫" … يحاول القذافي أن يصنع من نفسه زعيما للعرب … "(‪. )2‬‬

‫جدول رقم (‪)8‬‬


‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار األسباب السياسية لدعم القذافي قضايا الت رر‬
‫اإلجمالي‬
‫األسباب السياسية وراء دعم القذافي ل ركات الت رر‬ ‫ر‪.‬م‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرار‬
‫‪14.17‬‬ ‫‪141‬‬ ‫تزعم العرب‬ ‫‪2‬‬
‫‪8.12‬‬ ‫‪84‬‬ ‫اد تذاء بالقادة الكبار‬ ‫‪1‬‬
‫‪21.65‬‬ ‫‪221‬‬ ‫رغبة الهيمنة‬ ‫‪4‬‬
‫‪27.68‬‬ ‫‪278‬‬ ‫منفذ للسياسة الشيوعية‬ ‫‪2‬‬
‫‪21.24‬‬ ‫‪211‬‬ ‫بناء إمبراطورية إس مية‬ ‫‪5‬‬
‫‪211‬‬ ‫‪2117‬‬ ‫المجــــــــــــــــــــمو‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2894/21/12 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/4/6 ،‬‬
‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)19،18‬‬
‫‪114‬‬
‫وبالتركيز على الق ضايا التي تناولتها الدراسة ‪ ،‬فاننا لم نتنراول أي قضرية عربيرة أو قضرية‬
‫تتعلق بسياسة القذافي في المنطقة ‪ ،‬غير أن الت ليل أظهر لنا أنه عند معالجة أي قضية إخبارية لها‬
‫ع قررة ب ركررات ت رريررة ‪ ،‬فرران الواشررنطن بوسررت تقرردم ت ررذيرا م لفررا للعرررب وخصوصررا قررادتهم‬
‫المررروالين لل ررررب ‪ .‬مررر ن ا تمرررال أن القرررذافي يسرررعى إلرررى فرررره سررريطرته علررريهم فنجررردها تنشرررر‬
‫"… يوجد معسكرات لتددريب اإلرهدابيين فدي ليبيدا … البدد أن القدذافي أصدبح يشدكل خطدرا علدى‬
‫الجميع…"(‪.)1‬‬
‫" … إن سددديطرة القدددذافي علدددى خلددديج السددددرة ‪ ،‬سدددوف يغلدددق البحدددر المتوسدددط أمدددام‬
‫جيرانه…"(‪.)2‬‬
‫" … القذافي يسعى إلى احتالل تونس بعد هزيمته في تشاد … "(‪. )3‬‬
‫لقد تجاوزت الواشنطن بوست في طر ها لهذه المسللة الزعامة األدبيرة والسياسرية للقرذافي‬
‫على العرب ‪ ،‬بل أخذت تركز على إمكانية أن يز ف القذافي عسكريا علرى الردول المجراورة لره ‪،‬‬
‫فنشرت " … لدى القذافي بدو رحل يحطون رحالهم في أي مكان من أوغندا إلى تونس …"(‪.)4‬‬
‫لقد عملت الص يفة على التركيرز علرى سرعي القرذافي لترزعم العررب ‪ ،‬بصرورة فجرة لكنهرا‬
‫وجدت رواجا عند بعه الموالين للوديات المت دة في المنطقة العربية ‪.‬‬
‫وجاءت رغبة القذافي فري الهيمنرة كسربب سياسري لردعم القرذافي ل ركرات الت ررر ‪ ،‬بنسربة‬
‫‪ %21.6‬من إجمالي األسباب السياسية التي قدمتها الص يفة ‪ ،‬فنجدها تنشر " … رغبته الجامحة‬
‫في القتل ‪ ،‬تدفع به إلى محاولة السيطرة على العالم … "(‪. )5‬‬
‫" … طموحات القذافي تصل إلى غرينادا … "(‪. )6‬‬
‫" … القددذافي يقاتددل فددي تشدداد جنوبددا ‪ ،‬وفددي خلدديج السدددرة شددماال ‪ ،‬وعالقاتدده سدديئة مددع‬
‫مبار ‪ ،‬ومتوترة مع تونس … إلى أين يسير هذا الرجل … "(‪. )7‬‬
‫الليبي يرفضون أوامر القذافي باحتالل تونس بعدد أزمدة طدرد العمدال‬ ‫" … ضباط الجي‬
‫العرب من ليبيا … "(‪. )8‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2894/21/27 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/8/24 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2895/7/21 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2894/21/14،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2891/5/2 ،‬‬
‫‪ - 6‬الواشنطن بوست ‪. 2895/5/8 ،‬‬
‫‪ - 7‬الواشنطن بوست ‪. 2897/2/26 ،‬‬
‫‪ - 8‬الواشنطن بوست ‪. 2892/9/4 ،‬‬
‫‪112‬‬
‫لقررد عمرردت الص ر يفة إلررى طرررح فكرررة رغبررة القررذافي فرري الهيمنررة كسرربب ر يسرري لرردعم‬
‫ال ركات التي تسميها اإلرهابية ‪ ،‬وعند الوقوف على هذه المسللة دبد مرن أن تطررح سر ال هنرا ‪،‬‬
‫ماذا يريد القذافي من الهيمنة على نيكاراغوا في أمريكا الوسطى ؟ وماذا يريد القرذافي مرن الهيمنرة‬
‫على جنوب أفريقيا ؟ ‪.‬‬
‫فرراذا سررلمنا جرردد بالر يررة األمريكيررة بررلن جنرروب أفريقيررا م ريررة بمررا تملكرره الررب د مررن قرروة‬
‫اقتصادية ‪ ،‬وموقع استراتيجي ‪ ،‬ف شك أنه ليس من المقنع أن تكون ماناغوا مقنعة لهيمنة عليهرا‪،‬‬
‫تى يندفع القذافي لسيطرة عليها ‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بخلير سرت فران الممارسرة التاريخيرة لسريادة علرى هرذا الجرزء ‪ ،‬كفيلرة ألن‬
‫يعلن القذافي خلير سرت خطا للموت ‪.‬‬
‫وتظهر لنا نتا ر الجدول المشار إليه أن رغبرة القرذافي فري بنراء إمبراطوريرة إسر مية يعرد‬
‫سبب هاما لدعم القذافي لل ركات اإلرهابية ‪ ،‬كما تسميها الواشنطن بوست ‪.‬‬
‫وقد بل ت هذه النسبة ‪ %21.2‬من إجمالي األسرباب السياسرية التري قردمتها الصر يفة لردعم‬
‫القذافي لهذه ال ركات ‪.‬‬
‫فنجدها تنشر " … طائرات القذافي الروسية تطير باسم اإلسالم … "(‪. )1‬‬
‫" … القددددذافي يدددددفع ‪ 533‬مليددددون دوالر لخلددددق طددددابور خددددامس ‪ ،‬لمحاربددددة القددددارات‬
‫الكافرة…"(‪.)2‬‬
‫لقرد ناقشرنا فري مكران سرابق مرن هرذه الدراسرة أن التركيرز علرى كرون القرذافي مسرلما ‪ ،‬يعررد‬
‫امتررداد للصرررا األزلرري ‪ ،‬الترري يفترضرره ال رررب بررين المسرري ية واإلس ر م ‪ .‬لكررن طرررح فكرررة بنرراء‬
‫إمبراطورية إس مية كسبب سياسي ‪ ،‬يدعم من أجله القذافي ركات الت رر ليس له سند ي كده ‪.‬‬
‫فبالنظر إلى جنوب أفريقيا فان تعداد سكانها ‪ 21‬مليون نسمة ‪ ،‬مرنهم ‪ 1‬مليرون مسرلم فقرط‪.‬‬
‫وأن دعررم القررذافي للم ر تمر الرروطني األفريقرري كرران مررن أجررل مسرراندتهم ضررد الميررز العنصررري بررين‬
‫األجناس واأللوان ‪ ،‬فكيف يعمل القذافي على بناء إمبراطورية إس مية في جنروب أفريقيرا ‪ ،‬ثرم إن‬
‫نيكاراغوا كما تقردمها الواشرنطن بوسرت دولرة شريوعية " … لدن نسدمح أن تكدون نيكداراغوا كوبدا‬
‫ثانية في المنطقة … "(‪. )3‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2892/1/15 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/9/19 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2895/8/24 ،‬‬
‫‪115‬‬
‫ويعلرم العررالم أن نيكراراغوا لررن تكرون جررزء مرن إمبراطوريررة إسر مية وإن رردا هرذا فهررو‬
‫نصر لإلس م ‪ ،‬لكن الواقع يفره نفسه بلن نسبة اإلس م كديانة تكاد د تذكر فري نيكراراغوا فهري‬
‫دولة كاتولوكية ‪ ،‬وقد أشارت الواشنطن بوست إلى الصدام بين الثوار السنديانيستا والكنيسة‪.‬‬
‫واددعرراء بررلن القررذافي يرردعم ك ر مررن جنرروب أفريقيررا ونيكرراراغوا مررن أجررل إمبراطوريررة‬
‫إس مية ‪ ،‬إدعاء زا ف تكذبه ال قا ق الدام ة ‪.‬‬
‫إن الدراسررة بينررت لنررا أن األسررباب الترري رأتهررا الواشررنطن بوسررت أساسررية فرري دعررم القررذافي‬
‫ل ركات الت رر ‪ ،‬سواء كانت شخصية أو سياسية ‪ ،‬ت كد على أن الواشنطن بوست لم تخرر مرن‬
‫تلثير اإلدارة األمريكية عند تناول القذافي في قصصرها اإلخباريرة ‪ ،‬وهرذا مرا يفنرد ادعراء الصر افة‬
‫األمريكية بادستق لية وال رية الكاملة ‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫العالقات الليبية – األمريكية‬
‫خلفيات الصراع ونتائج المواجهة‬

‫‪116‬‬
119
‫المبحث األول ‪ :‬التركيبة السياسية في الواليات المتحدة األمريكية ‪:‬‬
‫يعتبررر الدسررتور األمريكرري الصررادر فرري ‪ 2696‬مررن اقرردم الدسرراتير المكتوبررة فرري‬
‫العصر ال ديا ‪ ،‬غير أن هذا الدستور لرم يبرق علرى مرا كران عليره رين صردوره ‪ ،‬برل‬
‫عدل مرارا وتكرارا تى بلغ عدد التعدي ت الداخلة عليه ستة وعشرين تعدي ‪.‬‬
‫ويمكن النظر إلى التركيبة السياسية فري الوديرات المت ردة علرى أنهرا مرن الردول‬
‫ادت اديرررة المركبرررة – المركزيرررة – ‪ ،‬التررري تكرررون السرررلطة فيهرررا فررري يرررد ر ررريس الدولرررة‬
‫وال كومة ادت ادية ‪.‬‬
‫" وقد نجح الدستور األمريكي قدر المستطا في تقليص وسا ل عمرل السرلطات‬
‫‪ ،‬ب يا د يتعاره و ريات األفراد ‪.‬‬
‫يررا يررتم بموجررب فصررل السررلطات الترري نررص عليهررا دسررتور ادت رراد ‪ ،‬مايررة‬
‫الوديررات األعضرراء ‪ ،‬وذلررك بتقسرريم السررلطة ادت اديررة إلررى فرررو ثر ا ‪ ،‬ب يررا يمكررن‬
‫منهررا مراقبررة األ ررزاب‪ ،‬وكررذلك تقسرريم الكررون رس إلررى مجلسررين ‪ ،‬مررن شررلنه أن يجنررب‬
‫الض وط التي يمكن أن يمارسها المجلس الممثل للشرعب علرى السرلطات األخررى ‪ ،‬أي‬
‫م اولة إقامة توازن بين السلطات "(‪. )1‬‬
‫ويتميز النظام الر اسي عن غيره من األنظمة السياسية األخرى باألركان اآلتيرة‬
‫‪:‬‬
‫صر السلطة التنفيذية في يد ر يس الدولة ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫خضو الوزراء خضوعا تاما لر يس الدولرة و رده ‪ ،‬ممرا جعرل لهرذا الخضرو‬ ‫‪-1‬‬
‫مظاهر سلبية أبرزها رية الرر يس فري عرزل وزرا ره ‪ ،‬كمرا يشراء و سرب تقرديره‬
‫الشخصي ‪.‬‬
‫فصل السلطات في الدولة إلى أقصى د ممكن ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ظ " أن هذا الفصل البعيد المدى في نصوص الدسرتور‬ ‫ولكن أندريه هوريو ي‬
‫‪ ،‬ينتهي من النا يرة العمليرة إلرى التعراون برين مختلرف السرلطات ‪ ،‬ترى يمكرن أن يرنظم‬

‫‪ - 1‬أ مد كمال أبو المجد ‪ ،‬التاريخ الدستوري للوديات المت دة ‪ ،‬مجلة القانون وادقتصاد ‪ ،‬جامعة بيروت العربيرة‬
‫‪ ،‬العدد الثاني ‪ ،‬يوليو ‪ ، 2872‬بيروت ‪ ،‬ص ‪. 191‬‬
‫‪118‬‬
‫سير العمل في الدولة بطريقة مرضية ‪ ،‬ت قق الصالح العرام للشرعب "(‪ . )1‬وكمرا سريرد‬
‫بالتفصيل فان للوديرات المت ردة مجلرس نرواب يترللف مرن ‪ 245‬عضروا ‪ ،‬وقرد بنري هرذا‬
‫العدد بمقتضى قانون صدر هناك في ‪ 2818‬بتقسيم الوديات بنسبة لعدد سكانها ‪ ،‬ومدة‬
‫عضويته سنتان ‪ ،‬وهو غير قابل لل ل ‪ ،‬وهناك مجلس الشيوخ يتللف مرن ‪ 211‬عضرو‬
‫‪ ،‬بواقررع عضرروين عررن كررل وديررة(‪ ،)2‬أي أن الوديررات تمثررل فرري هررذا المجلررس تمثرري‬
‫متساويا ‪ ،‬بصرف النظر عن عدد سكانها(‪. )3‬‬
‫ررظ أن الوديررات المت رردة تجررري انتخابررات عامررة كررل سررنتين ‪،‬‬ ‫وممررا سرربق ن‬
‫لتجديد مجلس النواب تجديدا كرام ‪ ،‬وتجديرد ثلرا أعضراء مجلرس الشريوخ ‪ ،‬وهرذا هرو‬
‫تشكيل السلطة التشريعية بالوديات المت دة األمريكية التي من مهامها سن القوانين ‪.‬‬
‫ود يملررك النظررام السياسرري األمريكرري القرردرة علررى دمررر السياسررات وسلسررلتها‬
‫األولوية ‪ ،‬تى ولو كانت موجودة ‪ .‬هذا الفراك السياسي يعكس انهيرار صرنع القررار ‪،‬‬
‫تى أنه أرغم الر يس جيمي كرارتر علرى إدانرة " الفشرل والركرود وادن رراف " الرذي‬
‫تتصف به كومته ‪.‬‬
‫إن انهيار صنع القرار ليس صفة ل زب وا د أو ر يس وا د ‪ ،‬فقد كان يتعمرق‬
‫منذ أوا ل الستينات يعكس مشاكل البني الت تية ‪ ،‬ف يسرتطيع أي ر ريس " جمهروري ‪،‬‬
‫ديمقراطي " أن يعارضرها ضرمن إطرار النظرام السياسري ال رالي ‪ ،‬وأدت هرذه المشراكل‬
‫السياسية إلى زعزعة ادستقرار في الم سسات الر يسية في المجتمع األمريكي ‪.‬‬
‫وي كد الفن توفلر على أن النظام السياسي األمريكي تا ره ‪ ،‬يعقرد بصرورة كبيررة‬
‫عمل الم سسات الر يسية في المجتمرع ‪ ،‬وتواجره ميكانيكيرة صرنع القررار فري الوديرات‬
‫المت رردة إجهرراد وإرهاقررا و مر ثقرري مررن المعطيررات ‪ ،‬وأخطرراء غيررر عاديررة ‪ ،‬وبالتررالي‬
‫يقف صانعوا السياسة ال كومية عاجزين أمرام مسر ولية صرنع القررارات ذات األولويرة‬

‫‪ - 1‬ــــــــ ‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية ‪ ،‬ترجمة عبد ال ميد بدوي ‪ ،‬دار الكتاب ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2872 ،‬ص‬
‫‪. 176‬‬
‫‪ - 2‬م مود كامل ليلة ‪ ،‬النظم السياسية الدولة وال كومة ‪ ،‬دار النهضة ‪ ،‬بيروت ‪ ، 2878 ،‬ط‪ ، 2‬ص ‪. 979‬‬
‫‪ - 3‬هرراملتن رمادسررن ‪ ،‬الدولررة ادت اديررة أسسررها ودسررتورها ‪ ،‬ترجمررة م مررد أ مررد ‪ ،‬دار الكترراب ‪ ،‬القرراهرة ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2858‬ص ‪. 772‬‬
‫‪141‬‬
‫المرتفعررة ‪ " ،‬أو يضررعونها بلسرروأ مررا يكررون " يررا نررراهم يتسررابقون لصررنع قرررارات‬
‫سط ية وقليلة القيمة(‪. )1‬‬
‫ويعلق مذيع تلفزيوني أمريكي عند أزمة السياسة وصنع القرار األمريكري قرا‬
‫‪ " :‬أشعر بلن األمة ي يقصد األمريكية ما هي إد عربة أسفار ‪ ،‬تجرها جيراد مسررعة‬
‫‪ ،‬قلما ي اول قا دها جذب العنان إليه ‪ ،‬لكن الخيل د تستجيب له "(‪. )2‬‬
‫لقرد شرعر األمريكيرون برلن النظرام السياسرري الرذي وجرد ‪ ،‬ليكرون موجهرا وعامررل‬
‫استقرار لهم في المجتمع متخربط ومتقلرب ‪ ،‬هرو نفسره قرد ت طرم وتشررذم ‪ ،‬وفقرد اتزانره‬
‫يررا قررام فريررق مررن العلمرراء السياسرريين باسررتبيان فرري واشررنطن لمعرفررة مررن يرردير هررذا‬
‫المكان ؟ وجاءهم الجواب بسيط‬
‫وصاعق ‪ ،‬فقد نشر معهد المشراريع األمريكري بقولره " سريكون الجرواب المفترره ‪ :‬د‬
‫أ رد ‪ ،‬د يوجررد أ ررد هنررا يتررولى المسر ولية "(‪ ، )3‬فالوديررات المت رردة تعرراني مررن خررواء‬
‫وفراك سلطوي سا د في المجتمع ‪.‬‬
‫إن التركيبررة السياسررية األمريكيررة كمررا سررترى ‪ ،‬تعرراني مررن د ديمقراطيررة ال يرراة‬
‫السياسية‪ ،‬بدرجة أن فقدان هذه الصفة دمرت بصورة أبعد قدرة السياسيين على صرنع‬
‫القرار ال يوي ‪ ،‬ونظرا للت ودت العالميرة السرريعة ‪ ،‬فقرد عجرز الكرون رس األمريكري‬
‫على الل اق بسرعة العصر‪ ،‬واتخذ قرارات م جلرة ‪ ،‬ولهرذه القررارات الم جلرة ترلثير‬
‫سررلبي أكثررر مررن عمليررة عرردم اتخرراذ القرررار علررى اإلطر ق ‪ ،‬ويعلررق النا ررب الررديمقراطي‬
‫األمريكي ف‪.‬و‪ .‬مينبا من كاليفورنيا " يجتمع األشخاص في الكون رس فري كرل جي رة‬
‫‪ ،‬وفرري كررل ذهرراب ‪ ،‬وهررذا د يسررمح أبرردا بمسررار متماسررك للتفكيررر "(‪ . )4‬إن الم سسررة‬
‫الخاصة بصنع القررار تعكرس بشركل مطررد الفوضرى السرا دة فري المجتمرع األمريكري ‪،‬‬
‫يررا يت رردا سررتيورات ايزنتشررات مستشررار الررر يس كررارتر عررن تقسرريم المجتمررع إلررى‬

‫‪ - 1‬الفن توتلر ‪ ،‬ضارة الموجة الثالثة ‪ ،‬ترجمة عصام الشيخ قاسم ‪ ،‬الدار الجماهيريرة ‪ ،‬طررابلس ‪ ،‬ط‪2881 ، 2‬‬
‫‪ ،‬ص ‪. 245‬‬
‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 245‬‬
‫‪ - 3‬ادوارد لينو راك ‪ ،‬انهيار ال لم األمريكي ‪ :‬األزمة ادقتصادية في مجتمع متردهور ‪ ،‬ترجمرة ليلرى غرانم ‪ ،‬الردار‬
‫الجماهيرية للنشر والتوزيع ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪ ، 2885 ، 2‬ص ‪. 415‬‬
‫‪ - 4‬الفن ترفلر ‪ ،‬ضارة الموجة الثالثة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 251‬‬
‫‪142‬‬
‫جماعررات لهررا مصررال ها الخاصررة ‪ ،‬وبالتررالي تقسرريم السررلطة التشررريعية إلررى جماعررات‬
‫قانونيررة‪ ،‬وبهررذا د يسررتطيع أي ر رريس فررره إرادترره علررى الكررون رس ‪ ،‬بعررد أن كرران‬
‫الر يس بصورة تقليدية قادرا على ادتفاق مع األكبر سرنا مرن ر سراء اللجران مرن ذوي‬
‫النفوذ ‪ ،‬ليقدموا له األصوات ال زمة للموافقرة علرى برنامجره التشرريعي ‪ ،‬ود يسرتطيع‬
‫ر سرراء اللجرران التشررريعية إد أن ي صررلوا علررى أصرروات األعضرراء األص ر ر سررنا فرري‬
‫الكون رس ‪ ،‬كل هذا يجعل من غير الممكرن للكرون رس أن ي صرر ادنتبراه ألي قضرية‬
‫أو أن يستجيب بسرعة ل اجة األمة األمريكية ‪ ،‬وهرو فري هيكليتره ال اليرة ومشريرا إلرى‬
‫جدول األعمال المسعور(‪ ،)1‬ويشير في مقرال لره نشرر فري مجلرة يرو ‪ .‬أس ‪ .‬نيروز بفعرل‬
‫قة ‪ ،‬ت ول الكرون رس الرذي كران منترزه المرداودت المترويرة وال رذرة‬ ‫األ داا المت‬
‫إلى هي ة بلهاء ‪ ،‬فالوديات المت دة ليست البلد الو يرد فري العرالم الرذي يبردوا مضرطربا‬
‫وراكدا(‪. )2‬‬
‫ويقول العالم السياسي والتر دين برنهام مرن معهرد ماساتسروتم للتكنولوجيرا ‪" :‬‬
‫أنا د أرى الوديات المت دة أية قاعدة إيجابية ل‪،‬غلبية تجمع علرى اثرر مرا مطلقرا ‪ ،‬ألن‬
‫شرررعيتها تعتمررد علررى ذلررك ‪ ،‬فقررد ادعررت الم سسررات النخبويررة دا مررا أنهررا لسرران ررال‬
‫األغلبيررة ‪ ،‬فكانررت كومررة الوديررات المت رردة مررن الشررعب لكنهررا د تعبررر عنرره "(‪ . )3‬إن‬
‫الر يررة الترري يطر هررا برنهررام يقصررد بهررا عجررز النظررام النيررابي فرري ت قيررق الديمقراطيررة‬
‫بمعناهررا ال قيقرري ‪ ،‬وهرري كررم الشررعب نفسرره بنفسرره ‪ ،‬إن اختيررار مررواطن أو مررواطنين‬
‫شخص ينوب عنهم في ممارسة قه الطبيعري ت رت أي تسرمية أو إطرار سياسري ‪ ،‬هري‬
‫خدعة يضلل بها اإلنسان ‪ ،‬غير أن هذا اإلطار السياسي قد وصل إلى هذه القناعة بلنره‬
‫النظام النيابي كم غيابي ‪ ،‬وان انتخاب مرن ينروب عنرك د يعنري أبردا ممارسرة قيقيرة‬
‫للديمقراطيرررة ‪ ،‬إن النرررواب يعملرررون لت قيرررق مصرررال هم ورغبررراتهم فقرررط ‪ ،‬وإنهرررم برررذلك‬
‫يشكلون لقة منفصلة عن الجماهير النا بين عنهم ‪ ،‬وبذلك يصب ون زمرة للسلطة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 254‬‬


‫‪ - 2‬مجلة يو ‪ .‬أس ‪ .‬نيوز اند ورلد ريبورت ‪ " ،‬النظام السياسي مشاكل ومقتر ات " ‪ ، 2868/6/18 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ - 3‬بول كنيدي ‪ ،‬ادستعداد للقرن الوا د والعشرين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 482‬‬
‫‪141‬‬
‫ويشررير ريمرردبوس إلررى أن نظريررة النظررام السياسرري األمريكرري ‪ ،‬تتكررون علررى أن‬
‫السيادة المطلقة هي للشعب ‪ ،‬التري تردار منره كرل السرلطات الشررعية ‪ ،‬ويشركل الشرعب‬
‫بصررورة جماعررة مررن خرر ل واسررطة الدسررتور ‪ ،‬وهي ررات كوميررة يمن هررا سررلطات ‪،‬‬
‫ويخضعها لت ديدات ‪ ،‬ت دي سب رأي الشعب إلى تعزيز الصالح العام(‪. )1‬‬
‫ويضريف لرويس هيرترز إلرى المظراهر البرارزة فري الثقافرة السياسرية األمريكيرة ‪،‬‬
‫في كد على السيادة الشعبية ‪ ،‬ورأى أنها أنتجت فري أمريكرا نوعرا مرن ادمتثاليرة الخانقرة‬
‫الضرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررراغطة ويقررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررول ‪:‬‬
‫" عندما تواجه الجماعة الليبرالية ض طا عسركرية أو أيديولوجيرة فران الوجرود المر ذي‬
‫يظهررر متناميررا فرري شرركل أشررخاص ‪ ،‬مثررل مينشررل بررالمر ‪ ،‬والسررناتور ماكررارثي ‪ ،‬وهرري‬
‫شخصيات كما تعلموا تسلطية "(‪. )2‬‬
‫ومنذ تلسيس الجمهورية ظهرت فكرة الفردية والجماعيرة كفكررتين متعارضرتين‬
‫‪ ،‬ويرررى جررون أدرمررز أن األغلبيررة عملررت دا مررا وبرردون اسررتثناء وا ررد علررى اغتصرراب‬
‫قوق األقلية ‪ ،‬وك مرن الفقرراء واألغنيراء فري نظرره يتعرضرون ل سرت ل فري نظرام‬
‫بسيط من ال كومة الديمقراطية‪ ،‬فلقد اعتقد أدرمز " في كل مجتمع يا توجد الملكية‬
‫الفردية … يوجد صرا برين الفقرراء واألغنيراء ‪ ،‬وعنردما يردمر الفقرراء واألغنيراء فري‬
‫جمعية وا دة متساوية أو أن نتوقع مثرل تلرك القروانين ‪ ،‬فهري إمرا أن تضرع أي القروانين‬
‫باألغلبية لنهب األقلية ال نية ‪ ،‬أو عن طريق النفوذ ‪ ،‬لكي تسلب األغلبية الفقيرة "(‪. )3‬‬
‫ولرررو نظرنرررا لمرررا يطر ررره لرررويس هيرترررز وجرررون أدارمرررز ‪ ،‬لوجررردنا أن النتيجرررة‬
‫الطبيعية لهذا هو أن التصويت على التشريعات التي تتعلق بمصالح الجمهور ‪ ،‬الواسرع‬
‫تجد صعوبات أكبرر بكثيرر فري الكرون رس ممرا تجرده المصرالح الخاصرة ‪ ،‬ترى ت ظرى‬

‫‪ - 1‬ريميد بوس ‪ ،‬س ‪ .‬بالين ‪ ،‬مفهوم الكتاب األخضر للديمقراطية كصورة للعدل ادجتماعي ‪ ،‬ب ا مقدم في نردوة‬
‫ماني ول مفهوم الديمقراطية في الكتاب األخضرر ‪ ،‬سربتمبر ‪ ، 2899‬المركرز العرالمي لدراسرات واب راا الكتراب‬
‫األخضر ‪ ،‬ط‪ ، 2881 ، 2‬ص ‪. 297‬‬
‫‪ - 2‬مالك أبو شهيوة ‪ ،‬م مود م مد خلف ‪ ،‬مصطفى أبو خشيم ‪ ،‬األيديولوجية السياسرية ‪ ،‬دراسرة فري األيديولوجيرة‬
‫السياسية المعاصرة ‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع ‪ ،‬سرت ‪،‬ط‪،1،2885‬ص‪.181‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 182‬‬
‫‪144‬‬
‫بالموافقررة ‪ ،‬وغالبررا مررا نجررد مصررالح مجموعررات الضرر ط الخاصررة تهررزم فرري أمريكررا‬
‫م اودت إيجاد لول للمشك ت الجدية ‪.‬‬
‫ويطرح روجز بيل مسللة ذات م زى فري هرذا اإلطرار ‪ ،‬فيقرول ‪ " :‬مرا هرو رظ‬
‫وقدرة الفقير الجا ع ‪ ،‬وهو م تمل لدى مجموعة الض ط القوية الذي لم يساهم في دعم‬
‫ال م ت ادنتخابية ماديا ‪ ،‬ما هي قدرته على مقاومة مصالح المزارعين الكبار القويرة‬
‫‪ ،‬ومصررالح مصررانع األغذيررة الواسررعة ‪ ،‬والسر ال ذاترره يمكررن إعررادة طر رره فيمررا يتعلررق‬
‫بالمشك ت ادجتماعية "(‪. )1‬‬
‫ويناقم توركز غتز النظام السياسي األمريكي فيقرول ‪ " :‬إن المشركلة المركزيرة‬
‫بررل ربمررا أكبررر وأولررى المشرراكل ‪ ،‬تعتررره السياسررة األمريكيررة هرري درجررة الت كررل الترري‬
‫بدأت تعاني منهرا األسرس ال قيقيرة للديمقراطيرة األمريكيرة ‪ ،‬إن مشرروعية الديمقراطيرة‬
‫وص ية العملية الديمقراطية‪ ،‬تتوقفران بشركل أساسري علرى مشراركة النراخبين مشراركة‬
‫فعالة ‪ ،‬و صولهم على كل المعلومات المتعلقة برذلك ‪ ،‬فري رين أن مسرتوى المشراركة‬
‫السياسية قد انخفه جدا اآلن ‪ ،‬ويبردو أن ادن طراط هرذا غيرر قابرل لإلصر ح(‪ ،)2‬ففري‬
‫انتخابررات عررام ‪ 2891‬الر اسررية لررم يصرروت لرونالررد ري رران إد نسرربة م ويررة ص ر يرة ‪،‬‬
‫‪ %28‬من الناخبين الذين لديهم رق التصرويت ‪ ،‬ويعتقرد أن السربب فري ت يرب النراخبين‬
‫عرررن التصرررويت يعكرررس ضرررعفا فررري النظرررام السياسررري األمريكررري ‪ ،‬وهرررذا يعنررري فسررراد‬
‫الم سسرررات السياسرررية وادجتماعيرررة ‪ ،‬وبشررركل خررراص فسررراد ال رررزب ‪ ،‬ويعنررري شرررعور‬
‫المواطن المتزايد بالعجز تجاه الم سسات الخاصة ‪ ،‬والم سسرات الجماهيريرة الواسرعة‬
‫‪ ،‬وكذلك اتجاه المشاكل المعقدة المتزايدة ‪ ،‬والدور الذي تلعبه وسا ل اإلعر م فري خلرق‬
‫التشويم في أذهان البعه ‪.‬‬
‫إن خيررر مررا نخررتم برره هررذه الجز يررة ‪ ،‬هررو مررا قالرره المعلررق التلفزيرروني األمريكرري‬
‫الشررهير جررون تشانسررلور عررن رأيرره ررول البنيررة السياسررية األمريكيررة وتلثيرهررا علررى‬

‫‪ - 1‬فررراروق سرررنقاري ‪ ،‬النظريرررة العالميرررة الثالثرررة ومفهررروم الديمقراطيرررة التقليديرررة ‪ ،‬دراسرررة مقارنرررة ‪ ،‬مجلرررة الفكرررر‬
‫الجماهيري ‪ ،‬المركز العالمي لدراسات وأب اا الكتاب األخضر ‪ ،‬العدد األول ‪ ،‬يناير‪-‬مارس ‪ ، 2892 ،‬ص‪.28‬‬
‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 49‬‬
‫‪142‬‬
‫المجتمررع " القرروة موجررودة ولكنهررا مقوضررة بشرريء مررن الضررعف ‪ ،‬فررذلك جرررح د يمكننررا‬
‫شفا ه ‪ ،‬لقد أضعفنا أنفسنا بنفس الطريقرة التري نمرارس بهرا السياسرة ‪ ،‬ونردير أعمالنرا ‪،‬‬
‫ونعلررم أطفالنررا ‪ ،‬ونعررين فقراءنررا ‪ ،‬ونعتنرري بكبارنررا ‪ ،‬ونرردخر أموالنررا ‪ ،‬ون مرري بيتنررا ‪،‬‬
‫وندير كوماتنا "(‪. )1‬‬
‫وبعد هذا المدخل لتركيبة السياسية في الوديات المت دة ‪ ،‬اتضح أمامنا أن لهرذه‬
‫التركيبة م سسات رسمية ‪ ،‬وأخررى غيرر رسرمية ‪ ،‬تر ثر فري هرذه التركيبرة ‪ ،‬وتشركلها‬
‫قه في الب ا سوف نتجه أود لدراسرة الم سسرات الرسرمية ‪،‬‬ ‫ولكي نعطي الموضو‬
‫وهررري علرررى الن رررو الترررالي‪ :‬الدسرررتور ‪ ،‬والرررر يس ‪ ،‬والكرررون رس ‪ ،‬والم كمرررة العليرررا ‪،‬‬
‫والم سسرات غيرر الرسرمية مرن جماعرات ضر ط ووسرا ل إعر م وتلثيرهرا علرى الرررأي‬
‫العام ‪ ،‬ولكن قبل كل ذلك ‪ ،‬ما هو مفهوم الديمقراطية؟ وما هري قصرة الدولرة ادت اديرة‬
‫الفيدرالية ؟ أس لة نعمل على اإلجابة عليها د قا ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم الديمقراطية ‪:‬‬


‫سرراهمت المرردارس الفكريررة فرري الوديررات المت رردة فرري إرسرراء المفرراهيم السياسررية‬
‫الليبراليررة ‪ ،‬وقررد قامررت هررذه المفرراهيم برردورها علررى الرردعوة إلط ر ق ريررة المبررادرات‬
‫الفردية بوصفها الضمان األساسي لسعادة األفراد في ياتهم ‪ ،‬وبذلك أسس الليبراليرون‬
‫يا قصدت بالديمقراطية الليبرالية ماية قوق‬ ‫مذهبهم على فكرة القانون الطبيعي‪،‬‬
‫األفراد و قهم في المساواة وال رية ‪.‬‬
‫ومرن هنررا دعرت الليبراليررة إلرى إشررراك الفرررد فري كررم المجتمرع السياسرري ‪ ،‬إلررى‬
‫ضمان الذود عن قوقره الطبيعيرة ‪ ،‬وبعرد إعر ن اسرتق ل الوديرات المت ردة األمريكيرة‬
‫في ‪ 2‬يونيو ‪ 2667‬أنه " من ال قرا ق الثابترة أن كرل الرجرال متسراوون ‪ ،‬ي روزون مرن‬
‫ب دهم قوقا يمتنع سلبهم إياها ‪ ،‬مثل‪ :‬ال ق في ال ياة ‪ ،‬وال ق في أن يكونروا أ ررارا‬

‫‪ - 1‬بول كنيدي ‪ ،‬ادستعداد للقرن الوا د والعشرين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 465‬‬
‫‪145‬‬
‫‪ ،‬و قهم في التطلع صوب السعادة ‪ ،‬ولم تقم ال كومات ولن تسرتمر سرلطانها مرن غيرر‬
‫إرادة الم كومين إد لضمان ممارسة هذه ال قوق"(‪.)1‬‬
‫ويررى هارلررد دسركي فرري م لفره تررلم ت فري ثررورات العصرر " أن الديمقراطيررة‬
‫هي استق ل اإلرادة الفردية ‪ ،‬ويقوم النظام الليبرالي علرى ال كرم النيرابي الرذي يعتررف‬
‫ل‪،‬فراد ب ق المشاركة في سن تشريعات الدولة "(‪. )2‬‬
‫ومع ذلك فران الليبرراليين يرفضرون مفهروم الديمقراطيرة ‪ ،‬كمرا يعرفهرا روسرو ‪،‬‬
‫بلنه كم الشرعب مرن الشرعب ‪ ،‬أو مفهروم كرم الشرعب ‪ ،‬وتررى أنره د يمكرن أن تتوقرع‬
‫ال رية والسعادة من وجود الشعب في السرلطة ‪ ،‬وإنمرا تت قرق الديمقراطيرة فري مقاومرة‬
‫المواطنين للسلطة ‪ ،‬ولكفالة فعالية هذه المقاومة يتعين أن تكون منظمرة ‪ ،‬وخيرر وسريلة‬
‫للتنظيم ومن وجهة النظر الليبرالية‬

‫‪ - 1‬م مود كامل ليلة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 286-287‬‬


‫‪ - 2‬هارلد دسكي ‪ ،‬تلم ت في ثورات العصر ‪ ،‬ترجمة الناشر ‪ ،‬دار القلم ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬بدون تاريخ ‪ ،‬ص ‪. 81‬‬
‫‪147‬‬
‫هي األخذ بفكررة التمثيرل السياسري ‪ ،‬ومرن هنرا كانرت الديمقراطيرة الليبراليرة ديمقراطيرة‬
‫نيابية ‪ ،‬وكان انتخاب النواب ب سرب األصرل لريس لممارسرة ال كرم ‪ ،‬وإنمرا لتمثرل راء‬
‫موكليهم ‪ ،‬والتعبيرر عرن را هرم فري مواجهرة السرلطة ‪ ،‬أو كمرا قيرل لتقسريم السرلطة مرن‬
‫ت كم ال رية(‪. )1‬‬
‫ويرى جان بيار فيشو أن اهتمام األمريكيين المعاصرين بالليبرالية وادسرتق ل‬
‫والفرديررة إلررى جانررب منرراداتهم بديمقراطيررة أكثريررة ‪ ،‬يمكنهررا فرري نظررره مررن أن تت ررول‬
‫بسهولة إلى كرم اسرتبدادي طالمرا أن كرل شريء والجميرع خاضرعون لقرانون األكثريرة ‪،‬‬
‫فالقضررراة والصررر افيون والسرررلطات الم ليرررة رغرررم أنهرررا بعيررردة عرررن متنررراول ال كومرررة‬
‫المركزية ‪ ،‬لكنها د تجد مصدرا لسلطتها إد في األغلبية و دها(‪. )2‬‬
‫ويشير مالك أبو شهيوة إلى أن الديمقراطية تقروم علرى أسراس افتراضرات نسربية‬
‫لنموذ توازني بصور العملية الديمقراطية ‪ ،‬كنظام يعمل على الم افظة على التروازن‬
‫بين العره والطلب في العملية السياسية ويقوم على ‪:‬‬
‫‪ -2‬أن الديمقراطية ببساطة لية " أداة " ادختيرار وت ويرل السرلطة لل كومرة ‪ ،‬فهري‬
‫ليست نوعا من المجتمع ‪ ،‬ود هي مجموعة من القيم الخلقية ‪.‬‬
‫‪ -1‬إنها لية تتكون من مناقشة بين مجموعتين أو أكثر من السياسيين ( الصرفوة ) ‪،‬‬
‫التي اختارت نفسها لهرذا الردور ‪ ،‬وهري منظمرة فري أ رزاب سياسرية ‪ ،‬ويسرعون‬
‫ل صول على األصوات التي ت هلهم لل كم تى موعد ادنتخابات القادمة(‪. )3‬‬
‫غيررر أن جوزيررف شررومبير يرررى " أن دور الشررعب ‪ ،‬هررو أن يكررون كومررة ‪،‬‬
‫والطريقة الديمقراطية هي ترتيبات الم سسات السياسية للوصول إلى قررارات سياسرية‬
‫‪ ،‬والتي يت صل فيها األفراد على السلطة ‪ ،‬ألن يقرءوا عرن طريرق الصررا التنافسري‬
‫من أجل ال صول على أصوات الشعب " (‪. )4‬‬

‫‪ - 1‬عبررد الس ر م المزوغرري ‪ ،‬بيررب وداعررة ‪ ،‬تطررور الفكررر السياسرري ‪ ،‬المركررز العررالمي لدراسررات واب رراا الكترراب‬
‫األخضر ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪ ، 2885 ، 4‬ص ‪. 111‬‬
‫‪ - 2‬جان ‪ -‬بيار فيشو ‪ ،‬ال ضارة األمريكية ‪ ،‬دار الفكر اللبناني ‪ ،‬ترجمة خليل أ مد ‪ ،‬ط‪ ، 2881 ، 2‬ص ‪. 17‬‬
‫‪ - 3‬مالك أبو شهيوة ‪ ،‬م مود م مد خلف ‪ ،‬األيديولوجية السياسية المعاصرة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 182‬‬
‫‪ - 4‬جوزيف شومبير ‪ ،‬الرأسمالية ‪ ،‬ادشتراكية الديمقراطية ‪ ،‬ترجمة الناشر ‪ ،‬دار دارندوف ‪ ،‬لندن ‪ ، 2862 ،‬ص‬
‫‪. 252‬‬
‫‪146‬‬
‫إن ذلررك يعنرري أن السياسرريين الررذين ي صررلون علررى أكبررر عرردد مررن األصرروات ‪،‬‬
‫قرة ‪ ،‬إنهرم د يسرتطيعون ادسرتمرار‬ ‫يقيمون ال كام المخولين ترى فري ادنتخابرات ال‬
‫في ال كم ما لم يت صلوا علرى أكبرر أصروات ‪ ،‬إن المسراومة فري عمليرة بنراء الوديرات‬
‫المت دة قد أدركها مبكررا فري القررن التاسرع عشرر المر رخ الفرنسري الريكس دو توكفيرل‬
‫عنرردما كتررب أن أمريكررا " جنررت ثمررار الثررورة والديمقراطيررة برردون أن تكررون فيهررا تلررك‬
‫الثورة "(‪. )1‬‬
‫ود ررظ دو توكفيررل أن هنرراك عرراملين معنررويين هررامين همررا اللررذان ررددا طبيعررة‬
‫التطور الديمقراطي في أمريكا في العقد الثالا من القررن التاسرع عشرر ‪ ،‬وهمرا الرروح‬
‫الذاتيرة ‪ ،‬وروح ال ريررة ‪ ،‬األولررى تعطرري عالمررا م رددا مررن المبررادئ األخ قيررة ‪ ،‬والررذي‬
‫يكرون فيره كرل شريء مصرنفا ومنتظمرا ومتلنيرة ‪ ،‬ومقرررا بعقرل اإلنسران ‪ ،‬والثانيرة تقرردم‬
‫عالما يقيني ومطاو ‪ ،‬والذي يكون فيه كل شيء متجها ومتنازعا عليره ‪ ،‬وغيرر م كرد‬
‫وهي روح مجددة(‪. )2‬‬
‫‪ -1‬رؤية نقدية للديمقراطية األمريكية ‪:‬‬
‫لقرد عبرر ارنسررتو تشري غيفررارا عرن أن الديمقراطيرة ال ربيررة تكشرف عررن‬
‫طبيعتهررا ال ديمقراطيررة ‪ ،‬فقررال ‪ " :‬الديمقراطيررة الليبراليررة هرري شرركل ل كومررة‬
‫برجوازية ‪ ،‬عندما تكون مطم نة ألوضاعها ‪ ،‬وهي مناسربة عنردما تخراف علرى‬
‫مصيرها "(‪. )3‬‬
‫ويعبررر الررر يس األمريكرري السررابق إيزنهرراور علررى مخاوفرره مررن سرريطرة‬
‫رجال الصناعة أو المخابرات علرى مقاليرد السرلطة فري الوديرات المت ردة ‪ ،‬وقرد‬
‫نبه إلى ذلك في رسالة رادعة وجهها إلى الشعب األمريكي فري ‪، 2872/2/26‬‬
‫يا قال ‪ " :‬يتوجب علينا أن ن ذر من اكتساب المركب العسكري والصرناعي‬

‫‪ - 1‬جان بيار فيشو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 121‬‬


‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 121‬‬
‫‪ - 3‬سن صعب ‪ ،‬علم السياسة ‪ ،‬دار العلم للم يين ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ ، 2894 ، 2‬ص ‪. 222‬‬
‫‪149‬‬
‫لقوة تلثيره فري مجرالس ال كومرة‪ ،‬سرواء سرعى المسر ولون عنره دكتسراب هرذا‬
‫التلثير أو لم يسعوا إليه "‪. 1‬‬
‫ويمكن فري مثرل هرذا الترلثير خطرر كرارثي وهرو خطرر نشروء قردرة ت رل‬
‫م ل جميع القدرات األخرى ‪ ،‬هو خطر موجود ‪ ،‬ويستمر فعليا أن تتريح مطلقرا‬
‫بقوة هذا المركب الجديد إن يهدد رية الشعب األمريكي وديمقراطيته ‪.‬‬
‫هذا الك م الذي عبر عنه إيزنهاور ي كد بج ء مظاهر سيطرة األجهرزة‬
‫والقوى على الديمقراطية ‪ ،‬ألنه في وجود قوى ضاغطة في العملية السياسرية ‪،‬‬
‫فانه د مكان ل ديا عن ديمقراطية قيقية ‪.‬‬
‫ويررررى جرررور سرررويل أن الديمقراطيرررة الشررركلية ‪ ،‬والتررري سرررب رأيررره‬
‫الديمقراطية الليبرالية ‪ ،‬لرم تكرن سروى نتيجرة وا ردة ‪ :‬أد وهري الردعم السياسري‬
‫لسيطرة البرجوازية ‪،‬‬
‫ففي كتابه " أوهام التقدم " ينتقد سرويل عقا رد السريادة الشرعبية ‪ ،‬واإلدارة العامرة‬
‫والتفويه البرلماني ‪ ،‬ويصرور المنتخبرين ‪ ،‬وكرلنهم أسراقفة علمرانيون ‪ ،‬مرن هم‬
‫الهيكل الشعبي سلطة غير م ددة ‪ ،‬األمر الرذي نرتر عنره سرب ر يرة دن دي‬
‫بنوا " ان طاطا تت كم فيه ال را ز الهدامة "(‪. )2‬‬
‫فالديمقراطيررة األمريكيررة مررا هرري إد نظررام كررم أقليررة انتخابيررة ‪ ،‬وأن هررذا النظررام‬
‫يعزز من تلقاء نفسه منطقة الخاص ‪.‬‬
‫فالشعب في النظام السياسي األمريكي ‪ ،‬يفوه أشخاصا ينتخبهم لمهمة ترجمرة‬
‫قراراتررره إلرررى الواقرررع ‪ .‬إذ أنهرررم يفوضرررون مهرررامهم وأعمرررالهم لمسررراعديهم ‪ ،‬أي‬
‫المروظفين الخبرراء‪ ،‬وغيررهم مرن األشرخاص الرذين د يرتم انتخرابهم ود يمسرهم‬
‫النشاط ادنتخابي إد بنسبة قليلة‪.‬‬
‫ومن هنا نرى أن السلطة السياسية ما هي إد جزء من مجمو ضروب السلطة‬
‫األخررررى‪ ،‬فالسرررلطة داخرررل المجتمرررع األمريكررري تمرررارس مرررن طررررف الهي رررات‬

‫‪ - 1‬مقتطفات من رسا ل الزعماء ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 245‬‬


‫‪ - 2‬دن دي بنوا ‪ ،‬أزمة الديمقراطية ‪ ،‬الو دة ‪ ،‬السنة األولى ‪ ،‬العدد ‪ 6‬أبريل ‪ ، 2895‬ص ‪. 218‬‬
‫‪148‬‬
‫ادقتصادية ‪ ،‬مثلما تمارس أيضرا مرن قبرل الم سسرات الثقافيرة ‪ ،‬والقروى الماليرة‬
‫مس ولون عن هذه الهي ات يصدرون القرار دون أن يكونوا منتخبين ‪.‬‬
‫ونتفق هنرا مرع ر يرة البرا ثين األمرريكيين فري أن الديمقراطيرة األمريكيرة تتلرون‬
‫بلون أرستقراطي ‪ ،‬إذ يعطي ادتجاهات ادستبدادية ‪ ،‬وبلن التوكيرد الرديمقراطي القا رل‬
‫بررلن الشررعب ي كررم نفسرره د يشرركل وصررفا مقنعررا كررل اإلقنررا علررى المسرررح السياسرري ‪،‬‬
‫ظ جليا في وجود جماعات قليلة تقوم بدور القيادة ‪ ،‬وممارسرة ال كرم وأكثريرة قرد‬ ‫ون‬
‫تختار بين هذه الجماعات الم دودة ‪ ،‬ولكن المبادرة والقيرادة ليسرت فري يرد الجمراهير ‪،‬‬
‫بررل فرري يررد القيررادة الترري تقبررل الجمراهير بهررا ‪ .‬فالناخررب األمريكرري هررو الررذي يفصررل بررين‬
‫مرشح أو أكثر ‪ ،‬وهو الذي بوجه اتجاهات سياسية مختلفة ‪ ،‬يختار من بينها ‪ ،‬ولكرن د‬
‫يساهم في قراراتهرا ‪ ،‬فبعرد إعطراء صروته ادنتخرابي يتنرازل عرن إرادتره السياسرية لمرن‬
‫يمثله ‪ ،‬الذي يمارس هذه اإلرادة وفق مزير من المس ولية والمصل ة واألنانية المهنيرة‬
‫‪ ،‬والمواطن د يفعل شي ا سوى ادقترا في ادنتخابات القادمة ‪.‬‬
‫هذا األمر أدى إلى إثارة المزيد من الشكوك في الديمقراطية األمريكيرة نفسرها ‪،‬‬
‫كنموذ نظام سياسي جيرد ‪ ،‬فمنرذ أن بردأت دراسرات ادنتخابرات ال ديثرة برالظهور أخرذ‬
‫التشكيك يتسرب إلى هذا المفهوم ‪ ،‬فالنقد يتركز على أساس ال مبرادة المدهشرة ‪ ،‬التري‬
‫يكشف الناخبون عنها ‪ .‬فهناك عدد قليرل نسربيا مرن النراخبين الرذين ي يررون را هرم برين‬
‫انتخاب و خر ‪ ،‬ولكن الناخبين يكشفون عن جهل تام بالقضايا المطرو ة ود يظهررون‬
‫اهتماما بهذه القضايا ‪ ،‬التي يفترره بهرم اتخراذ قررارات ولهرا ‪ ،‬هرذا يمثرل مرن وجهرة‬
‫نظرنررا ان رافررا واض ر ا فرري النمرروذ التقليرردي ‪ ،‬ررول المشرراركة الديمقراطيررة ‪ ،‬هررذه‬
‫الظرراهرة تعترررف بهررا وبوضرروح السيسررولوجية السياسررية ‪ ،‬ولكررن ادخررت ف هررو عنررد‬
‫وجوده ول النتا ر التي تترتب عليها ‪ ،‬وليس ول ادعتراف بها ‪.‬‬
‫ومما سبق فان مجمل نقدنا للديمقراطية األمريكية في ‪:‬‬
‫‪ -2‬الناخب األمريكي د يستطيع المشاركة مع مجلس النواب في ال كرم والمشراركة‬
‫الجديرة والفعالررة ‪ ،‬وذلررك لعرردم كفاءترره وقدرتره علررى القيررام بهررذه المهررام الخطيرررة‬
‫والمعقدة ‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫‪ -1‬اددعرراء بررلن الناخررب يشررارك بادسررتفتاء الشررعبي ‪ ،‬فرران الشررعب األمريكرري د‬
‫يت صل على وقت لمناقشة كافية لمسا ل المطرو ة بعناية ‪.‬‬
‫‪ -4‬اشررتراك النرراخبين فرري ال كررم مسررللة صررورية ‪ ،‬فالجمرراهير تقررع ت ررت سرريطرة‬
‫جماعررات الض ر ط ‪ ،‬ووسررا ل اإلع ر م ‪ ،‬والم سسررات السياسررية وادقتصررادية ‪،‬‬
‫األمر الذي ي ثر على الرأي العام ‪ ،‬في اتخاذه لمواقف قيقية وموضوعية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الفدرالية " االتحادية " ‪:‬‬


‫يمكن القول أن نقل الفردية والليبرالية والتعددية إلرى الصرعيد السياسري بقردر مرا‬
‫هو في الوقت نفسه مثاد جديدا عن المقارنة الرا دة لإلنسان الذي ظل فرديا فري ياتره‬
‫التجميعية ال ريزية " فالوديات المت دة هي ات اد مكون مرن وديرات تتصررف كمرا لرو‬
‫كانت أفرادا ‪ ،‬يتقبلون في ات ادهم ب رية مع فاظهم في المقابل على ريتهم في عردد‬
‫كبير من المجادت ‪ ،‬كلنهم د يسرتطيعون التخلري أبردا عرن أصرالتهم ‪ ،‬رغرم انصرهارهم‬
‫في قلب الجماعة "(‪. )1‬‬
‫وبالنظر إلى طريقة وددة الفدرالية في أمريكا في العصر الكولوتالي وقبرل قيرام‬
‫الوديات المت دة بكثير ‪ ،‬وبالنظر إلرى كيفيرة تطورهرا ‪ ،‬وت ولهرا عبرر السرنين ‪ ،‬تردرك‬
‫ماذا تمثل الفيدرالية بالنسبة ل‪،‬مريكيين(*) ‪.‬‬
‫لقد نشرلت األمرة األمريكيرة انط قرا مرن مسرتوطنات متنوعرة نسربيا فري مجرادت‬
‫الررديموغرافيا والرردين وادقتصرراد والفلسررفة والفكررر السياسرري ‪ ،‬وكانررت تصررطدم ببعضررها‬
‫على ن و مللوف لقضايا مصل ية مادية ‪ ،‬وأيضا بموجرب القرانون الرذي يرمري إلرى أن‬
‫تكون ال ضارات توسعية ‪ ،‬تى عندما تكون فري طرور الروددة ‪ ،‬لكرن أيرا ال ضرارات‬
‫الص يرة لم تنتصر على سواها في الوديات المت دة ‪ .‬ربمرا ألن أيرا منهرا لرم تكرن ذات‬
‫قوة كافية ‪ ،‬لكي تفره نفسها ‪ ،‬وربما ألن ل ة مشتركة كانت توطد بنيانها ‪.‬‬

‫‪ - 1‬رغم أن الخمسين ودية تعد أقل سيادة لكنها د تزال فردية المبدأ ‪.‬‬
‫* ‪ -‬تتضمن الفدرالية الرودء المردني لكرل سياسري ولمكوناتره المتمرايزة دون أن تكرون متناقضرة وهري تتضرمن أيضرا‬
‫تقييم دستوري للسلطات بين الكل والمكونات ‪ :‬راجع جان بيار فيشو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 211-212‬‬
‫‪122‬‬
‫ويمكررن اإلشررارة هنررا إلررى أن مررواد ادت رراد الرردا م أو الو رردة الترري صرردقت سررنة‬
‫‪ ، 2666‬لم تبرم إد سنة ‪ ، 2692‬نظرا لت فظات ت ول دون القبرول ب كومرة مشرتركة‬
‫‪ ،‬فعنرردما يعرررف المرررء نقطررة ضررعف ال كومررة ‪ ،‬الترري تررنص هررذه المررواد عليهررا ‪ ،‬فانرره‬
‫يدرك مدى قوة القوى المركزية في أمريكا ‪.‬‬
‫إن هذه المواد أعطت اسمها للوديات المت دة األمة الجديدة ‪ ،‬لكنها تسرار إلرى‬
‫التلكيررد علررى أن كررل وديررة يمكنهررا اد تفرراظ بسرريادتها ‪ ،‬صر يح أن مررواطني كررل وديررة‬
‫يعتبررررون مرررواطنين فررري الوديرررات األخررررى ‪ ،‬إذ كررران مرررن المنصررروص عليررره انتخررراب‬
‫المندوبين ‪ ،‬وعدم استطاعة الوديات توقيع معاهدات فيما بينها ‪ ،‬وامت كهرا " خزينرة "‬
‫مشررتركة لرردفا عررن ذاتهررا ‪ ،‬إد أن الكررون رس د يسررتطيع جبايررة الضرررا ب ‪ ،‬فقررد كرران‬
‫يمثررل الوديررات ‪ ،‬ولرريس الشررعب ‪ ،‬ولررم يكررن ر رريس السررلطة التنفيذيررة ينتخررب إد لعررام‬
‫وا د(‪. )1‬‬
‫إن هرررذا يبرررين بررر شرررك مررردى ت كرررل النظرررام السياسررري األمريكررري منرررذ بدايتررره ‪،‬‬
‫فالكون رس كما سرنرى يتكرون مرن عضروين عرن كرل وديرة ‪ ،‬وبهرذا الشركل فران هرذين‬
‫العضرروين د يمكررن بررلي ررال مررن األ رروال ‪ ،‬أن ينوبررا عررن شررعب الوديررة ‪ ،‬خاصررة أن‬
‫هناك وديات يزيد عددها عن المليون مواطن أمريكي ‪.‬‬
‫فهل من الديمقراطية أن يمارس شخصان السلطة نيابة عن مليرون مرواطن ‪ ،‬إن‬
‫الكون رس في هذه ال الة ب شك يبين مدى فشل التعدديرة التري يمارسرها نا بران فقرط ‪،‬‬
‫وبذلك تكون المصل ة الفردية لهما ال البة عن مصالح الشعب ‪ ،‬الذي اختار مرن ينروب‬
‫عنه تى في اآلمال والمفاوضات ‪.‬‬
‫وبخصرروص الدسررتور الررذي ررل م ررل ادت رراد عررام ‪ ، 2699‬فقررد عررزز السررلطة‬
‫المركزية لكنه لم يبرم ‪ ،‬إد بعد سلسلة مرن التسرويات أجراهرا واضرعوه ‪ ،‬فقرد كران مرن‬
‫الصرعب جرردا فررره سرلطة مركزيررة قيقيررة ‪ ،‬أمرا التعررديل الثرراني األخيرر كمررا يسررمى "‬

‫‪ - 1‬أ‪ .‬م ‪ .‬يوثر ‪ ،‬أمريكا ال كومة والسياسة ‪ ،‬مجلة جامعة بيل ‪ ،‬المجلد ‪ ، 2‬العدد ‪ ، 2851 ، 112‬ص ‪. 47‬‬
‫‪121‬‬
‫إع ر ن ال قرروق " فقررد ولررف بررين تلررك التسررويات والت فظررات ‪ :‬إن كررل السررلطات غيررر‬
‫يات الوديات(‪. )1‬‬ ‫الموكولة صرا ة للسلطة ادت ادية تدخل في ص‬
‫وعمليا لكي يبقى ادت اد قاب لل ياة ‪ ،‬دبد من قبول كل من أطرافه المكونة لره‬
‫‪ ،‬بقاعدة قانونية تناسب أكثرية األطرراف ‪ ،‬وخصوصرا دبرد مرن عردم تعراره دسرتور‬
‫كرررل وديرررة إط قرررا مرررع الدسرررتور ادت رررادي ‪ ،‬ولكرررن بمرررا أن التشرررريع راح يتزايرررد ‪،‬‬
‫والتعدي ت أخذت تتكاثر ‪ ،‬فان نقاط الخ ف أخذت تتكاثر بدورها(‪. )2‬‬
‫وإذا نظرنا إلى قرارات الم كمة العليا(*)‪ ،‬فهنرا يعتبرر انتهاكرا سرلطة الوديرات ‪:‬‬
‫فهي مث إذ تعلق د دستورية الضريبة التي تفرضرها بعره الوديرات علرى النراخبين ‪،‬‬
‫فانمررا تتطرراول بر جرردل علررى سررلطة الررودة " صر يح أن هررذه القرررارات يمكنهررا التررلثير‬
‫بكيفية عكسية ‪ ،‬يا تكفل السلطة الم لية في مواجهة السلطة المركزية ‪ ،‬ومثرال ذلرك‬
‫أن الم كمة العليا أعلنت سنة ‪ 2845‬د دستورية " ‪ )3(" NIRA‬الذي وضرعه روزفلرت‬
‫‪ ،‬ألنه كان تطاول على سلطة الوديات ‪.‬‬
‫إن الفدرالية األمريكية ت ترم قوق الوديات على الدوام ‪ ،‬لكن مرن الم قرق أن‬
‫السلطة المركزية تتوسع على الرغم من ردود فعل الرأي العام ‪.‬‬
‫فاأل زاب السياسية الر يسية في الوديات المت ردة " الرديمقراطي ‪ +‬الجمهروري‬
‫" انتظمررا عم ر علررى مسررتوى الوديررات يشررك ن صررونا متبعررة ل ت اديررة ‪ ،‬تررى أن‬
‫تعاره أ يانا ول األهمية المناطة بالسلطة الم ليرة ‪ ،‬فقرد كران الجمهوريرون يميلرون‬
‫تقليديا إلى السلطة المركزيرة القويرة " تمركرز " ‪ " ،‬تصرنيع " بينمرا كران الرديمقراطيون‬
‫بشكل عام أشد مي إلى ال مركزية ‪.‬‬
‫فكارتر وهو ديمقراطي كان بكل تلكيد أشد مركزة من ري ان الجمهوري ‪ ،‬وقرد‬
‫تبادل ال زبان عقيدتهما ول هذه النقطة ‪ ،‬ويمكرن مرن خر ل ذلرك القرول " أن فري كرل‬

‫‪ - 1‬فر ات زيادة ‪ ،‬تاريخ الشعب األمريكي ‪ ،‬دار العلم للم يين ‪ ،‬بيروت ‪ ، 2892 ،‬ط‪ ، 2‬ص ‪. 51‬‬
‫‪ - 2‬جان بيار فيشوا ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 214‬‬
‫* ‪ -‬سوف يلتي تفصيل شامل على السلطة القضا ية " الم كمة العليا في الجزء القادم " ‪.‬‬
‫‪ - 3‬إن قانون " ‪ National industrial require‬سنة ‪ 2844‬الرامي إلى مكاف ة البطالة كان ي دد الع قات بين أرباب‬
‫العمل والعاملين في الب د وقد رفضته الوديات لما اعتبرته تدخل في سيادتها ‪.‬‬
‫‪124‬‬
‫وديررة يوجررد ررزب ديمقراطرري ‪ ،‬و ررزب جمهرروري ‪ ،‬أصررليين نسرربيا ‪ ،‬ويتخررذان مررن‬
‫قضررايا تفصرريلية مواقررف د تكررون دا مررا المواقررف نفسررها ‪ ،‬الترري يجررري اتخاذهررا علررى‬
‫الصعيد ادت ادي م ليا(‪. )1‬‬
‫ونخلص هنا إلى أن جل الوديات كانت تدافع على ماية اسرتق لها التري يكفلهرا‬
‫لها الدستور األمريكي ‪ ،‬وهي تعراني فري ذلرك متاعرب كثيررة ‪ ،‬لدرجرة يتعرين عليهرا أن‬
‫تستعين بالسلطة المركزية على ن و متكرر ‪ ،‬قد تعودت الوديات أن تطلرب مسراعدات‬
‫للقيام بلعمال كبرى‪ ،‬ولمساعدة المعوزين ‪ ،‬وهي تعرف أنها فري كرل مررة تتخلرى عرن‬
‫مزيد من ريتها ‪.‬‬
‫وإذا أردنررا أن نرردخل فرري تفصرري ت تتعلررق بالع قررة بررين ادت رراد والوديررات فرران‬
‫لورنالدير يشير إلى أن الوديات الفردية ‪ ،‬تتخصص في جميرع األمرور التري لرم ي رتفظ‬
‫بهررا الدسررتور األمريكرري لل كومررة ادت اديررة يررا تكلررف ال كومررة ادت اديررة ل مايررة‬
‫الوديررات مررن ال ررزو الخررارجي وأعمررال العنررف ‪ ،‬مسررتخدمة بررذلك السررلطة التنفيذيررة (‬
‫الر يس ) والتشريعية ( الكون رس ) والقضا ية (الم كمة العليا) لتنفيذ تلك المهام ‪ .‬أما‬
‫سررلطات الوديررة فيمكنهررا أن تتصرررف فرري جميررع األمررور األخرررى ولهررذا نرررى أن لكررل‬
‫ودية هي ة تنفيذيرة وسرلكها المردني وم اكمهرا ‪ ،‬وبامكران الوديرة وضرع قروانين خاصرة‬
‫بها في التعليم والضمان واألمن والنظام ‪ " ،‬ويجوز للودية إما أن تعهد إلرى مقاطعاتهرا‬
‫الترري تتررللف منهررا برربعه السررلطات ‪ ،‬ولرريس هنرراك اخررت ف فرري بعرره قرروانين التعلرريم‬
‫والص ة بين مقاطعات الودية الوا دة "(‪. )2‬‬
‫وفي تقرير نشرته وكالة المعلومرات األمريكيرة " ‪ " USIA‬فري شربكة ادنترنيرت‬
‫‪ ، 2889‬ول موضو ال كومة ادت ادية نرى أن الدستور األمريكي هرو الرذي ي ردد‬
‫يات برررين ال كومرررة‬ ‫أو يضرررع النظرررام الفيررردرالي مرررن خررر ل تقسررريم السرررلطات والصررر‬

‫‪ - 1‬لورنا لدير ‪ ،‬الع قة بين ال كومة الفيدرالية وال كومات الم لية للوديات المت دة األمريكيرة ‪ ،‬ترجمرة الناشرر ‪،‬‬
‫م سسة دم للنشر الم دودة ‪ ،‬مالطا ‪ ،‬المجلد األول ‪ ،‬السياسة بين السا ل والمجيب ‪ ، 2882 ،‬ص ‪. 291‬‬
‫‪ - 2‬دانيد كوشمان كويل ‪ ،‬النظام السياسي في الوديات المت دة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪، 2894 ، 2‬‬
‫ص‪218‬‬
‫‪122‬‬
‫المركزيرررة ‪ ،‬و كومرررات الوديرررات‪ ،‬وال كومرررات الم ليرررة ‪ ،‬ويبررررز التقريرررر أن هنررراك‬
‫خاصتين أساسيتين يميزان هذا النظام ال كومي األمريكي الث ثي هما ‪:‬‬
‫‪ -2‬المواطنون يختارون المس ولين للعمل في كل هرذه ال كومرات الرث ا ‪ ،‬وتكمرن‬
‫مس ولية كل مسرتوى فري خدمرة النراس ‪ .‬وفري تقرديرنا أن عمليرة ادختيرار غيرر‬
‫ديمقراطيررة ‪ ،‬ألنهررا تررلتي ت ررت تررلثيرات كبيرررة ‪ ،‬تسررتخدم فيهررا وسررا ل اإلع ر م‬
‫والدعاية بشركل ملفرت ل نتبراه ‪ ،‬ممرا يجعرل الررأي العرام يقرع ت رت ترلثيره ‪ ،‬ود‬
‫يستطيع بعدها ادعتراف برلن اختيراره كران غيرر ديمقراطري إنمرا ترم توجيره مرن‬
‫م سسات م دودة تعمل لت قيق أهدافها ‪.‬‬
‫‪ -1‬كل مستوى كومي يعمل على ت صيل األمروال مرن خر ل الضررا ب التري يرتم‬
‫جبايتهررا مررن المررواطنين الررذين يقيمررون فرري المنرراطق الترري تقرردم مرروارده الماليررة‬
‫السنوية ‪ ،‬فانه ليس بامكانه التصرف مستق "(‪ . )1‬وتجدر اإلشارة إلى األعبراء‬
‫الضريبية التي تثقل كاهل المواطن ‪،‬‬
‫وإلى المبرالغ الخياليرة التري ترم إنفاقهرا علرى قطرا الردفا والتسرليح ‪ ،‬ودعرم المر امرات‬
‫الخارجية‪ ،‬وأعمال التجسرس ‪ ،‬والتخريرب والمعونرات المشرروطة ذات الطرابع األمنري‬
‫والسياسرري ‪ ،‬وانعكرراس هررذا اإلنفرراق علررى مسررتوى يرراة م يررين الفقررراء وأبنرراء الشررعب‬
‫األمريكرري علررى ضرروء العرردد القليررل الررذين يتربررع علررى قمررة الهرررم ادقتصررادي فرري هررذه‬
‫الدولة ‪.‬‬
‫يات ‪ ،‬ونشرها بين عدة عناصر كومية ‪ ،‬ال اية منها كمرا‬ ‫وفكرة فصل الص‬
‫يرى ريتشارد شروردر هرو ت ديرد سرلطات ال كومرة ومنرع ادنتهاكرات ‪ ،‬فكرل مرا أمكرن‬
‫ذلك فان الم سسين بنروا نظرام " صركوك و سرابات " ضرمن الدسرتور ‪ ،‬ترى د يمكرن‬
‫ألي جزء من ال كومة أن ي ل م ل اآلخر(‪. )2‬‬

‫‪ - 1‬وكالة المعلومات األمريكية ‪ ،‬ال كومة ادت ادية ‪ ،‬شبكة ادنترنيت ‪ ،‬ترجمرة مبرروك الصرويعي ‪2889/2/17 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪. 48‬‬
‫‪ - 2‬ريتشارد شوردر ‪ ،‬ومجلة وكالة المعلومات األمريكية ‪ ،‬شبكة ادنترنيت ‪ ،‬ال كومة ادت ادية ‪ ،‬المجلرد الثراني ‪،‬‬
‫العدد ‪ 1 ، 1‬أبريل ‪ ، 2886 ،‬ص ‪ ، 1161‬ترجمة مبروك الصويعي ‪.‬‬
‫‪125‬‬
‫وفي موقع خر علرى شربكة المعلومرات ‪ ،‬وجردنا مجلرة قضرايا ديمقراطيرة وفيهرا‬
‫موضررو بقلررم الكاتررب األمريكرري نفرران فليررك ‪ ،‬ررول اعررادة بنرراء الفيدراليررة األمريكيررة ‪،‬‬
‫يا يشير إلرى أن ادت اديرة قرد مررت بتطرورات ثابترة ‪ ،‬فقرد استشرهد الكاترب بمرا قالره‬
‫الر يس بيل كلينتون عندما قال‬
‫" إن الضرورة التي ت تم ادبتكارات والتجديد في ال كومة نابعة من الندرة فري مروارد‬
‫التمويل وال اجة المل ة ‪ ،‬ألن ي ل الناس مشاكلهم بلنفسهم "(‪. )1‬‬
‫ويشرررح الررر يس كلينتررون كيررف ررل نظررام الشررراكة ‪ ،‬الررذي يترريح فاعليررة أكبررر ‪،‬‬
‫ويعطري نتررا ر أفضرل علررى المسررتوى الم لري ‪ ،‬م ررل نظررام الع قرات بررين ال كومررات ‪،‬‬
‫الررذي يعمررل مررن أعلررى إلررى أسررفل‪ .‬رغررم أن مررا يقولرره الررر يس كلينتررون مسررالة إيجابيررة‬
‫توضررح مرردى ضرررورة ادشررتراك الفعلرري للشررعب فرري ممارسررة قرره فرري السررلطة الترري‬
‫عجررزت كررل األشرركال واألنظمررة علررى أن ت ررل مشرراكله ‪ ،‬ولكررن ألرريس مررن ال ريررب فرري‬
‫مجتمررع ديموغرروجي يعتمررد علررى النجرراح التلفزيرروني لشررخص الررر يس ‪ ،‬أن يقرردم هررذا‬
‫الطرح فللوهلة األولى يمكرن الجرزم أن هرذا القرول يميرل إلرى طررح البرديل الثالرا ل رل‬
‫مشركلة ال كرم ‪ ،‬ولكررن برالنظر إلرى مررا تعرضره ال كومرة األمريكيررة علرى وزارة الرردفا‬
‫ووكالة المخابرات وكالة ناسا للفضاء وبين أي م اولة لن ترنجح فري أن ي رل المرواطن‬
‫مشاكله بنفسه‪ ،‬سوف يقف عاجزا أمام طمو ات الهيمنة ‪.‬‬
‫إن عقليررة السرريطرة والهيمنررة تخرريم علررى اإلدارة األمريكيررة ‪ ،‬ودمكرران فيهررا لمررا‬
‫يطر ه الر يس كلينتون على أره التطبيق ‪.‬‬
‫ويشررح فرري هرذه الدوريررة البروفيسرور ألرريس كراتز التررابع إلرى مركررز الدراسررات‬
‫الفيدراليرة بجامعررة " تمبررل " ‪ ،‬أصرل وأسررس تطررور الفيدراليرة األمريكيررة وي لررل القرروى‬
‫التي تظهر أنها ت ررك هرذه ادت اديرة فري اتجاهرات جديردة ‪ ،‬ونجرده أيضرا يستشرهد بمرا‬
‫قالرره ميشرريل ليفيررت رراكم وديررة يوتررا " دبررد مررن إعررادة ترروازن الجمهوريررة األمريكيررة ‪،‬‬

‫‪ - 1‬نفان فليك ‪ ،‬إعادة بناء الفيدرالية األمريكية ‪ ،‬مجلة قضايا ديمقراطية ‪ ،‬شبكة ادنترنيت ‪ ،‬المجلد الثاني ‪ ،‬العدد‬
‫‪ 1 ، 1‬أبريل ‪ ، 2886‬ص ‪. 20f2‬‬
‫‪127‬‬
‫يات واألدوات الت ري ررددها اآلبرراء الررذين‬ ‫وادسررتفادة أكثررر وبفاعليررة أكبررر مررن الص ر‬
‫وضعوا هذا الدستور للوديات داخل النظام الفيدرالي(‪. )1‬‬
‫وأن النظام الفيدرالي األمريكي يوضح إلى أي مدى تت كل الم سسرات السياسرية‬
‫فرري الوديررات المت رردة ‪ ،‬وكيررف أن هررذه الم سسررات تلخررذ جانررب الرردفا والهجرروم مررن‬
‫الم سسات األخرى المقابلة لها ‪ ،‬وكلنها في الة رب ‪ ،‬فلي ديمقراطيرة هرذه التري د‬
‫يعرف فيه الفرد موقعه من الخارطة السياسية ؟!! ‪.‬‬
‫وإذا سلمنا جدد بوجود دولة م سسات ‪ ،‬فان علينا أن نف ص هذه الم سسات ‪،‬‬
‫لنعرررف فلسررفتها ووظا فهررا وتركيبهررا ومصررادرها فرري العمليررة السياسررية وصررنع القرررار‬
‫األمريكي ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬المؤسسات الرسمية في التركيبة السياسية األمريكية ‪:‬‬


‫تعتمد الوديات المت دة في نظامها السياسي على مبدأ فصل السلطة ‪ ،‬الذي يجد‬
‫أساسرره فرري الفلسررفة السياسررية الترري ظهرررت فرري القرررن السررابع عشررر والثررامن عشررر ‪،‬‬
‫باألخص في كتاب الفيلسوف اإلنكليزي جون لوك " رسرالتان عرن ال كومرة " الصرادر‬
‫في ‪ ، 2781‬وفري التطبيرق العملري لرذلك النظرام فري بريطانيرا وقرد أكمرل مونتسركيو فري‬
‫كتابرره " روح القرروانين " الصررادر فرري ‪ 2629‬دراسررة المبرردأ الررذي وجررد فيرره أداة ضررمان‬
‫ل ريررة المررواطن ‪ ،‬وقررد تررلثر دسررتور الوديررات المت رردة األمريكيررة ودسرراتير فرنسررا مررن‬
‫الثورة الفرنسية بالكتابين المذكورين ‪ .‬وتقضي فكرة فصل السلطات لدى مونيسكو مرن‬
‫تقسيم وظا ف الدولة إلى ث ا وظا ف ‪ :‬الوظيفة التشريعية‪ ،‬والتنفيذية ‪ ،‬والقضرا ية ‪،‬‬
‫" أي سررلطة صررنع القررانون وسررلطة تنفيررذه وسررلطة البررا فرري الخ فررات الترري تنشررل عررن‬
‫مخالفررة أ كامرره أثنرراء القيررام بتلررك الوظررا ف ‪ ،‬وكرران الهرردف ه رذا الفصررل تررى د يسرراء‬
‫استعمال السلطة ‪ ،‬يا ت د كل سلطة السلطة األخرى ‪ ،‬ونجرد هرذا المبردأ قرد ترم تبنيره‬
‫في الوديات المت دة األمريكية وعلى الن و التالي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬اليس كارتز ‪ ،‬أصل وأسس تطور الفيدرالية األمريكية ‪ ،‬مجلة المعلومات األمريكية ‪ ، USIA ،‬المجلد ‪، 1‬‬
‫أبريل ‪ ، 2886‬ترجمة مبروك الصويعي ‪ ،‬ص ‪. 20f31‬‬
‫‪126‬‬
‫أوال ‪ :‬الدستور األمريكي ‪:‬‬
‫عقد الم تمر القاري األمريكي األول ‪ -‬الكون رس ‪ -‬في سنة ‪ 2662‬وكان يضم‬
‫مندوبي من المستعمرات ‪ ،‬التي كانت في الة رب مع بريطانيا ‪ ،‬وكانرت كرل وا ردة‬
‫منها تنظر إلى نفسها كو دة مستقلة ‪ ،‬وتنظر بكثير من ال ذر إلرى فكررة ادت راد ‪ ،‬وقرد‬
‫عمل هذا الم تمر تى سرنة ‪ 2692‬بشركل هي رة عليرا ‪ ،‬تترولى إدارة ال ررب ‪ ،‬وتنسريق‬
‫التعاون بين الدول دون أن يكون لها صفة تمثيل الشعب األمريكي ‪.‬‬
‫وعره ديسكتنون وبعه أعضاء هذا المر تمر صرياغة نظرام علرى المر تمر ‪،‬‬
‫بتشكيل كومة ات ادية ‪ ،‬غيرر أنهرا جابهرت بمعارضرة مسرتعمرة ماري نرد ‪ ،‬وبعرد ذلرك‬
‫تم الموافقة على المقترح مع مراعاة أسرباب معارضرته المسرتمرة ‪ ،‬وترم الموافقرة أيضرا‬
‫علررى دسررتور نظررام ال كررم المقترررح الررذي عرررف باسررم شررروط " ادت رراد التعاهرردي " ‪،‬‬
‫والررذي يقضرري بضررم الرردول األمريكيررة فرري ات رراد ‪ ،‬ويعرررف باسررم " الرردول األمريكيررة‬
‫المت دة " ‪ ،‬ويشير فرانكلين أشير في كتابه موجز تاريخ الوديرات المت ردة إلرى مشركلة‬
‫وضرررررررررررررررررررع‬ ‫ادت اد التعاهدي ‪ ،‬فقال ‪ " :‬لقد برزت في السنوات القليلة التي تلت‬
‫الت ررالف موضررع التنفيررذ ضررعف مررواده واضررطرابها ‪ ،‬كمررا ظهرررت عرردم تلبيررة اجررات‬
‫الب د ‪ ،‬وعدم قدرته على ل مشاكلها "(‪. )1‬‬
‫وتجررردر اإلشرررارة هنرررا إلرررى أن العمرررل بمرررواد ادت ررراد أدى إلرررى ررردوا كارثرررة‬
‫اقتصادية ‪ ،‬بسبب بقاء السيطرة على التجارة والتشرريعات فري ايردي الردول التري سرنت‬
‫المجالس التشريعية ‪.‬‬
‫ويقدم لنا عبد ال ميد النعنعي مثاد على هذه المشرك ت ‪ ،‬عنردما عقرد فري مدينرة‬
‫أنابوليس سنة ‪ 2697‬مر تمرا اشرتركت فيره خمرس دول أمريكيرة للنظرر فري نرزا علرى‬
‫ة في نهر البوتوماك ‪ ،‬قام بين فرجينيا وماري ند ‪ ،‬ولم يعره علرى الكرون رس‬ ‫الم‬

‫‪ - 1‬فرانكلين اشير ‪ ،‬موجز تاريخ الوديات المت دة األمريكية ‪ ،‬ترجمة هنيرة الدسروقي ‪ ،‬دار الفكرر العربري ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2895‬ص ‪. 87-85‬‬
‫‪129‬‬
‫‪ ،‬ألنه كان قد وصل إلى مر لة من الضعف ‪ ،‬لم يعد معها قادرا على القيرام برلي عمرل‬
‫إيجابي في ال ياة األمريكية(‪. )1‬‬
‫وفي ادجتمرا األول تمكرن الرزعيم الكسرندر هراملتون مرن ت ويرل المر تمر عرن‬
‫هدفه األساسي ‪ ،‬وطرح قضية الرب د كلهرا ‪ ،‬لقرد صرارح المجتمعرين برلن موقرف الرب د‬
‫خطررر ‪ ،‬ب يررا إنرره د يمكررن معالجترره علررى يررد م ر تمر ص ر ير ‪ ،‬وأقنررع المجتمعررين بررلن‬
‫يطلبوا من جميع الدول تعيين ممثلين عنها لوضرع النصروص الضررورية ‪ ،‬التري تجعرل‬
‫دستور ال كومة ادت ادية مناسبا ل اجات هذا ادت اد "(‪. )2‬‬
‫وفي مايو ‪ 2696‬التقى في دار ال كومة في في دلفيا خمسرة وخمسرون منردوبا ‪،‬‬
‫يمثلون اثنتا عشرة ودية ‪ ،‬وكران أكثرر هر دء المنردوبين مرن ذوي الخبررة فري الشر ون‬
‫العسكرية والقانونية ومن عملوا في كومات المستعمرات ‪.‬‬
‫" وقرررد اخترررار الجميرررع جرررور واشرررنطن نظررررا لنزاهتررره وسرررمعته أثنررراء ررررب‬
‫ادستق ل ر يسا للم تمر "(‪. )3‬‬
‫ومنذ البداية تمكن زعماء من أمثال ماديسون وهاملتون ومروريس مرن السريطرة‬
‫على األكثرية ‪ ،‬وتوجيه الم تمر ن و ت قيق نظام كرومي جديرد ‪ ،‬متجراهلين أن هردف‬
‫الم تمر األساسي كان " مراجعة بنرود ادت راد " ‪ ،‬لرذا فقرد اقرروا إل راء شرروط ادت راد‬
‫الكونفدرالي ‪ ،‬وأخذوا يعملون لوضع دسرتور جديرد للرب د ‪ ،‬يناسرب كرل ف رات المجتمرع‬
‫األمريكي على اخت ف س دلتهم وجنسياتهم ومصال هم ادقتصادية(‪. )4‬‬
‫وي كد جيرهارمون على أنه في اثناء جلسات عمل الم تمر " في دلفيرا الثراني ‪،‬‬
‫واجررره ال اضررررون صرررعوبات كثيررررة فررري التوفيرررق برررين مصرررالح الوديرررات المختلفرررة‬
‫المتضررراربة ‪ ،‬وخاصرررة فررري التوفيرررق برررين ررررص بعررره الوديرررات علرررى اسرررتق لها ‪،‬‬

‫‪ - 1‬عبررد ال ميررد النعنعرري ‪ ،‬ترراريخ الوديررات المت رردة األمريكيررة المعاصررر ‪ ،‬دار النهضررة العربيررة ‪ ،‬بيررروت ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2894‬ص ‪. 98‬‬
‫‪ - 2‬فرانكلين اشير‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 211‬‬
‫‪ - 3‬فر ات زياده ‪ ،‬تاريخ الشعب األمريكي ‪ ،‬دار العلم للم يين ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ ، 2892 ، 2‬ص ‪. 11‬‬
‫‪ - 4‬فرانكلين شير ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 211‬‬
‫‪128‬‬
‫والرغبررة العامررة فرري تقويررة السررلطة ادت اديررة المركزيررة ‪ ،‬يررا عررره علررى الم ر تمر‬
‫مشروعين للدستور األمريكي يختلفان اخت فا جدريا هما‪:‬‬
‫‪ -2‬مشرو فرجينيا ‪:‬‬
‫قدم هرذا المشررو ماديسرون المعرروف باسرم أب الدسرتور الجديرد ‪ ،‬ويمثرل هرذا‬
‫قيقيرا ل كومرة‬ ‫المشرو مصالح الوديات الكبرى ‪ ،‬لقد اقترح ماديسرون شرك‬
‫وطنيررة ‪ ،‬يتررولى السررلطة التشررريعية فيهررا مجلسرران ‪ ،‬المجلررس األعلررى ‪ ،‬ويمثررل‬
‫الوديات بما يناسب مع جمهرا وثروتهرا ‪ ،‬وينتخرب الشرعب األمريكري المجلرس‬
‫اآلخر ‪ ،‬ويهردف مشررو فرجينيرا فري األسراس إلرى اإلقر ل مرن سرلطة مجرالس‬
‫الوديات ‪ ،‬وجعل المواطنين يمثلون في الكرون رس ‪ ،‬وي كمرون مرن قبلره أيضرا‬
‫‪ ،‬وفي هذا تجاوز السلطة الدولة ‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫‪ -1‬مشرو نيوجرسي ‪:‬‬
‫وكان هذا المشررو أكثرر رذرا ‪ ،‬ويمثرل مصرالح الوديرات الصر يرة المتخوفرة‬
‫مررن ط يرران الوديررات الكبيرررة ‪ ،‬لقررد طالررب منرردوب نيوجرسرري بمجلررس وا ررد‬
‫تتساوى فيه الوديات في التمثيل ‪ ،‬كما كران الوضرع فري شرروط ادت راد ‪ ،‬علرى‬
‫أن يمنح الكون رس السلطة لفره الضرا ب وتنظيم التجارة (‪.)1‬‬
‫وعلى الرغم من تعاره المشروعين وتباعردهما ‪ ،‬فران المجتمعرين تمكنروا بعرد‬
‫اجتماعات طويلرة وسلسرلة مرن التنرازدت وال لرول الوسرطى مرن إيجراد أسراس د تفراق‬
‫يقضي بلن يتللف الكون رس الجديد مرن مجلسرين ‪ ،‬كمرا ارادت الوديرات الكبررى علرى‬
‫أن يمثررل كررل وديررة بعضرروين فرري المجلررس األعلررى ‪ ،‬مهمررا بلررغ عرردد سرركانها ومسررا ة‬
‫اراضيها ‪ ،‬أما في المجلرس اآلخرر فالشرعب ينتخرب نوابره مباشررة ‪ ،‬وترسرل كرل وديرة‬
‫عددا من النواب يناسب مع عدد سكانها ‪.‬‬
‫ورغررم الصررعوبات الترري واجههررا هررذا الدسررتور ‪ ،‬فقررد أمكررن فرري سرربتمبر ‪2696‬‬
‫تررذليل العقبررات وتوصررل المرر تمرون إلررى صرري ة دسررتور جديررد للررب د ‪ ،‬يقرريم كومررة‬
‫فيدرالية قوية ‪ ،‬دون أن يقضي على كيانات الوديات واستق لها ‪.‬‬
‫وفي ‪ 2696/8/26‬وقع جميع المندوبين على وثيقرة الدسرتور ‪ ،‬ولكرن بقرى علرى‬
‫ه دء المندوبين أن يعملوا على جعرل وديراتهم تقرر هرذا الدسرتور ‪ ،‬يرا اشرترطوا أن‬
‫هذا الدستور لن يوضع موضع التنفيذ تى توافق عليه تسع وديات على األقل(‪. )2‬‬
‫وكرران علررى كررل وديررة أن تعقررد م ر تمرا خاصررا بهررا إلقرررار الدسررتور الجديررد ‪،‬‬
‫وكانرت وديررة بنسرلفانيا أول وديررة ترررفه الدسرتور ‪ ،‬ثررم وديرة ماساستوشرري ‪ ،‬وعنرردما‬
‫وجه الدستور بمعارضة قام ماديسون وهراملتون ب ملرة إع ميرة واسرعة لشررح أهرداف‬

‫‪ - 1‬جير هارمون ‪ ،‬أضواء على دستور أمة الوديات المت دة ‪ ،‬ترجمة أمير كامل ‪ ،‬مكتبة األنجلرو المصررية ‪ ،‬ط‪2‬‬
‫‪ ، 2891 ،‬ص ‪. 221-218‬‬
‫‪ - 2‬فر ات زيادة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 222‬‬
‫‪152‬‬
‫الدستور ‪ ،‬وفي عام ‪ 2619‬بلغ عدد الوديات التي وافقرت علرى الدسرتور تسرعة ‪ ،‬وهرذا‬
‫العدد المطلوب إلقرار الدستور نها يا(‪. )1‬‬
‫ولوضع الدستور موضع التنفيذ كان دبد من انتخاب ر ريس لل كومرة الفيدراليرة‬
‫‪ ،‬فاتخذ الكون رس التدابير ال زمة إلجراء أول انتخابات ر اسية في الوديرات المت ردة‬
‫‪ ،‬وأعلن أن ال كومة التي نص عليها الدسرتور الجديرد سروف تبردأ عملهرا فري ‪ 6‬مرارس‬
‫‪ ، 2678‬رغم اختيار‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 221‬‬


‫‪151‬‬
‫جور واشرنطن كرلول ر ريس للوديرات المت ردة رغرم تنصريبه فري ‪ 41‬أبريرل ‪، 2698‬‬
‫واختير جون ادارمز نا با للر يس ‪ ،‬ومدينة نيويورك عاصمة ل ت اد ‪.‬‬
‫ورغررم إقرررار الدسررتور إد أن الفيرردراليين يرردركون أنرره رغررم انتصررارهم فرري كررل‬
‫الوديررات ‪ ،‬فرران ف ررة كبيرررة مررن األمررريكيين كانررت د تررزال معارضررة للدسررتور الجديررد‬
‫بصررورة خاصررة ‪ ،‬بسرربب إهمالرره لقضررية ال قرروق األساسررية للمررواطن ك ريررة التعبيررر‬
‫والعبرادة والنشرر ‪ ،‬وكانررت الوديرات خا فررة علرى اسررتق لها ‪ ،‬وقرد تبنررى الكرون رس كمررا‬
‫يشير جير هارمون " عشر تعدي ت ‪ ،‬ثمراني منهرا تهردف إلرى ضرمان ال قروق الفرديرة‬
‫والملكيررة الخاصررة ‪ ،‬وادثنرران الباقيرران فانهمررا لضررمان قرروق السرريادة الداخليررة للوديررات‬
‫منتدبة خ ل ال كومة ادت ادية ‪ ،‬وكان ذلك في ‪ . )1(" 2698‬وتجدر اإلشارة إلى عردد‬
‫كبير من التعردي ت صردرت ترى بلرغ تعردادها اثنرين وعشررين تعردي ‪ ،‬وكران خرهرا‬
‫التعديل الذي اقر سنة ‪ ، 2862‬والذي يمنع تجديد انتخاب الر يس أكثر من مررة وا ردة‬
‫‪.‬‬
‫ممررا سرربق تعرفنررا علررى قصررة الدسررتور األمريكرري كيررف جرراء ومررن وضررعه ومررن‬
‫مل األمرريكيين علرى قبولره ‪ ،‬وكرم مرن التعردي ت دخلرت عليره ولكرن مراذا ي مرل هرذا‬
‫الدستور في طياته؟‬

‫ثانيا ‪ :‬السلطة التنفيذية " الرئاسة " ‪: The Presidency‬‬


‫ياته مررن‬ ‫هنراك قررول شرا ع ومررلثور عرن ال رراكم " ال راكم األعلررى يشرتق جميررع صر‬
‫الشعب …‬
‫إبراهام لنكولن‬

‫عنرردما كانررت جميررع الرردول األوروبيررة الر يسررية تتبررع النظررام الملكرري الرروراثي ‪،‬‬
‫كانررت فكرررة وجررود ر رريس ي كررم لفترررة زمنيررة م ررددة هرري فرري ررد ذاتهررا شرريء إبررداعي‬
‫ثرروري ‪ ،‬والدسررتور ي رردد المسر ولية التنفيذيررة للررر يس ‪ ،‬كمررا أنرره يتطلررب انتخرراب نا ررب‬
‫يات الر يس بدقة ‪ ،‬وفي المقابل د يضع أيرة‬ ‫للر يس ‪ ،‬وي دد الدستور األمريكي ص‬

‫‪154‬‬
‫شرررروط أو ررردود معينرررة علرررى سرررلطات نا رررب الرررر يس ‪ ،‬أو الررروزراء أو المسررر ولين‬
‫الفيدراليين اآلخرين ‪.‬‬
‫ويرى إسماعيل ال زال أن النظام الر اسري مثراد للنظرام الرذي يلخرذ علرى األقرل‬
‫من النا ية النظرية ‪ ،‬بفكرة الفصرل برين السرلطات ‪ ،‬بمرا تنطروي عليره هرذه الفكررة مرن‬
‫عنصري التخصص الوظيفي وادستق ل العضوي "(‪. )2‬‬

‫‪ - 1‬جير هارمون ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 87‬‬


‫‪ - 2‬إسماعيل ال زال ‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 415‬‬
‫‪152‬‬
‫وسوف نتعرف هنا علرى مرن يقرود الوديرات المت ردة األمريكيرة ‪ ،‬مرن أيرن يرلتي ؟ ومرا‬
‫ياته ؟ وكيف ي اسب ؟‬ ‫هي مهامه وص‬
‫ويتسم النظام الر اسي بخصا ص ث ثة أساسية تتلخص في التالي ‪:‬‬
‫‪ -2‬انتخرراب ر رريس الدولررة ‪ ،‬أي ر رريس السررلطة التنفيذيررة بمعرفررة الشررعب ‪ ،‬ويترتررب‬
‫على ذلك دعم مركز الر يس في مواجهة الكون رس بوصفه منتخبا من األمرة ‪،‬‬
‫وبما يضفي على أعضا ه تمثيل الشعب والنيابة عنه ‪.‬‬
‫‪ -1‬ادسرتق ل العضرروي ‪ :‬مررن هرذا العنصررر اسررتق ل لكرل مررن السررلطتين التشررريعية‬
‫والتنفيذية إزاء األخرى ‪ ،‬ف تملك أي منها وسا ل دستورية تسرتطيع بواسرطتها‬
‫أن تنال من السلطة األخرى(‪. )1‬‬
‫يررا يترتررب علررى ذلررك أن ر رريس الدولررة د يملررك سررلطة ررل الكررون رس ‪ ،‬أي‬
‫السلطة التشرريعية ‪ ،‬كمرا تعجرز السرلطة التشرريعية بمفردهرا عرن طررح الثقرة بال كومرة‬
‫وإسررقاطها ‪ ،‬فتكررون الع قررة بررين السررلطتين وفررق تشرربيه الرربعه ‪ ،‬أقرررب إلررى الررزوا‬
‫الكرراثوليكي الررذي د يسررمح بررالط ق‪ ،‬فكررل سررلطة ملتزمررة بمعايشررة السررلطة األخرررى ‪،‬‬
‫وتعجز عن التخلص منها طوال المدة المقررة لممارسة اختصاصاتها ‪.‬‬
‫‪ -4‬التخصرررص الررروظيفي ‪ :‬ومررر اده أن تتخصرررص كرررل سرررلطة فررري أداء الوظيفرررة‬
‫الدستورية المسندة لها ‪ ،‬فتختص السلطة التشريعية بسن القوانين والتشريعات ‪،‬‬
‫والسرلطة التنفيذيررة تنفرذ القررانون دون أن يكرون لهررا رق اإلسررهام فري اقترا رره أو‬
‫إعداده أو وضعه(‪. )2‬‬
‫ويشير كمال ال الي إلى أن الدستور أقر جعل السلطة التنفيذية فري يرد الرر يس ‪،‬‬
‫الذي يمثل الدولة بكاملها ‪ ،‬وهو مس ول فقط أمام الشعب ‪ ،‬وليس أمام الكرون رس ‪ ،‬إد‬
‫أنه يمكن م اكمته إذا اقترف جرا م عظمى أمام الكون رس(‪. )3‬‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 417‬‬


‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 417‬‬
‫‪ - 3‬كمال ال الي ‪ ،‬مبادئ القانون الدستوري والنظم السياسية ‪ ،‬مطبعة دمشق ‪ ،‬ط‪ ، 2867 ، 2‬ص ‪. 112‬‬
‫‪155‬‬
‫وبناء على ما تقدم يكون ر يس الوديات المت دة ر يسا لدولرة ور يسرا لل كومرة‬
‫‪ ،‬يا يمارس السرلطة الفعليرة ‪ ،‬ويررى م مرود كامرل ليلرة " أن الر اسرة فري الوديرات‬
‫المت دة منصرب خطيرر تقرع علرى مرن يتروده مسر ولية كبيررة ‪ ،‬ت ترا فري المقابرل إلرى‬
‫سلطة قوية عن طريق القوانين التي صدرت في عام ‪. )1(" 2812‬‬
‫ويوكررل إلررى الررر يس مهمررة التعريررف بالشر ون السياسررية الخارجيررة مررع البرلمرران‬
‫والشيوخ‪ ،‬رغم أن السلطة العليا في هذا المجال هي لرر يس الدولرة ‪ ،‬فهرو الرذي يرسرم‬
‫السياسة الخارجية ‪ ،‬وقد ي يرها سب المتطلبات والظروف ‪ ،‬وباإلضافة إلى ذلك فران‬
‫القا رد األعلرى للقروات المسرل ة زمرن ال ررب والسرلم ويقرود الكرون رس باسرداء النصررح‬
‫والتوجيرره لرره ‪ ،‬رغررم أنرره يكرررس مبرردأ الم افظررة علررى الفصررل بررين سررلطاته والسررلطة‬
‫التشريعية ‪ ،‬فهو يعلم أن التشريع يخص الكون رس والنواب ‪.‬‬
‫" فررالر يس األمريكرري كمررا تشررير الدوريررة األمريكيررة المتخصصررة فرري القررانون‬
‫الدستوري يتمتع بو دانية السلطة التنفيذية "(‪ ، )2‬ويشير الكاتب ميد الساعدي إلرى أن‬
‫النظام الر اسي يتميز بالخصا ص اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -2‬انتخاب ر يس الدولة من الشعب مما يضمن مكانة موازية للمجلس ‪.‬‬
‫‪ -1‬عدم قدرة أي سلطة أخرى التدخل في وظيفة الر يس ‪ ،‬وكذلك د يمكن للرر يس‬
‫التدخل في مهام وظا ف السلطات األخرى عم بمبدأ فصل السلطات(‪. )3‬‬

‫ويعين الر يس مسراعديه ‪ ،‬لكرن ذلرك التعيرين يكرون خاضرعا لموافقرة الكرون رس‬
‫عمرر بالقاعرردة " اللياقررة المشرريخية " ‪ ،‬ولكررن م مررود مصررطفى يشررير إلررى " أن هررذه‬
‫الموافقة هري موافقرة شركلية ‪ ،‬ألن الكرون رس يوافرق غالبرا علرى التعيينرات المقدمرة مرن‬

‫‪ - 1‬م مود كامل ليلة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 961‬‬


‫‪ - 2‬مجلة القانون الدستوري ‪ ،‬ر يس الجمهورية األمريكية ‪ ،‬كيف اختياره ‪ -‬اختصاصاته ‪ ،‬السنة الرابعة ‪ ،‬العدد‬
‫الثالا ‪ ، 2851 ،‬ترجمة مبروك الصويعي ‪ ،‬شبكة اإلنترنيت ‪ ،‬ص ‪. 114‬‬
‫‪ - 3‬ميررد السرراعدي ‪ ،‬الوظيفررة التنفيذيررة لررر يس الدولررة فرري النظررام الر اسرري ‪ ،‬دار عطرروة للطباعررة ‪ ،‬ب ررداد ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2892‬ص ‪. 98‬‬
‫‪157‬‬
‫الر يس ‪ ،‬غير أن التطبيق العملي ومتطلبات السيادة ادت ادية قد خفضتا مرن ردة مبردأ‬
‫فصل السلطات ‪ ،‬وهذا يرجع إلى الطابع ادت ادي للنظام األمريكي "(‪. )1‬‬
‫فالمقصود هو ضمان قوق الدول األعضاء ‪ ،‬ومجلس الشيوخ هو الرذي يترولى‬
‫هذه الضمانة كونه ممرث لهرذه الردول ‪ ،‬ولهرذا السربب خرص مجلرس الشريوخ بامتيرازات‬
‫عدة ‪ ،‬سيرد ذكرها بالتفصيل منها ق الموافقة على المعاهدات التي يبرمهرا الرر يس ‪،‬‬
‫والمصادقة على التعيينات للوظا ف ادت ادية ‪ ، ،‬غير أن كليلرون روسريتر يمضري فري‬
‫القررول ‪ " :‬أن بوسررع ر رريس قرروي أن يكرربح جمرروح ومقاومررة مجلررس الشرريوخ ‪ ،‬كمررا فعررل‬
‫روزفلررت عنرردما وقررع اتفاقيررة مررع بريطانيررة عررام ‪ ، 2822‬يررا اكتفررى الررر يس برراع م‬
‫مجلس الشيوخ دون أن يطلب موافقته "(‪. )2‬‬
‫والس ال الذي يطرح نفسره ‪ ،‬مرا هري ليرة انتخراب الرر يس ؟ ومرا هري الشرروط‬
‫ال زمة دنتخابه ؟ ‪.‬‬
‫تذهب بعه الم لفات إلى التلكيد على أهمية التعرف على لية انتخاب الرر يس‬
‫فيرى إسماعيل ال زال أن عملية انتخاب الر يس ونا به تمر بالمرا ل اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -2‬تعيين مرش ي األ زاب ‪:‬‬
‫تجري هرذه العمليرة بتعيرين منردوبي األ رزاب علرى صرعيد كرل وديرة ‪ ،‬وتجتمرع‬
‫المندوبون دختيار مرشح ال زب للر اسة ‪ ،‬وفي بعه الوديرات يجرري تعيرين‬
‫المندوبين من مجموعة ناخبي ال زب ‪ ،‬بواسطة انتخابرات ر اسرية متتاليرة علرى‬
‫صعيد القرى والمدن والوديرات ‪ ،‬وفري الربعه اآلخرر يجرري تعيرين المنردوبين‬
‫من قبل اللجان ال زبية ‪ ،‬وبعرد ادنتهراء مرن هرذه العمليرة تبردأ المر لرة الثانيرة ‪،‬‬
‫وهررري أن يجتمرررع المنررردوبون فررري مررر تمر دختيرررار المرشرررح األفضرررل مرررن برررين‬
‫المرش ين ‪.‬‬

‫‪ - 1‬م مود مصطفى صفوة ‪ ،‬الجمهورية ال ديثة ‪ ،‬مطبعة ادسكندرية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬ط‪ ، 2878 ، 2‬ص ‪. 92‬‬
‫‪ - 2‬كليلون روستير ‪ ،‬النظام الر اسي األمريكي ‪ ،‬ترجمة على البطان ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2854‬ص ‪. 14‬‬
‫‪156‬‬
‫‪ -1‬اختيار مرشح الر اسة ونا به ‪:‬‬
‫في الواقع إن الشعب هو الذي يختار مرش ي ال زب الجمهوري والرديمقراطي‬
‫ر يس الوديات المت ردة ‪ ،‬غيرر أنره يسربق هرذا ادختيرار مر لرة تعيرين النراخبين‬
‫الر اسيين في األصل كانت المجالس التشريعية هي التي تترولى أمرر التعيرين إد‬
‫أنرره اسررتعيظ عررن هررذه الطريقررة بمررنح المررواطنين ررق اختيررار النرراخبين ‪ ،‬وكانررت‬
‫كاليفورنيا تتبع هذه الطريقة القديمة عام ‪2971‬م(‪. )1‬‬
‫وفي م اولة من البا ا للوقوف على أي ت يرات أو تطورات تتعلرق بالشرروط‬
‫األساسية‪ ،‬لتولي منصب الر اسة فري الوديرات المت ردة ‪ ،‬فقرد عثرنرا فري شربكة‬
‫ادنترنيررت علررى المواصررفات األساسررية الترري يجررب توافرهررا لمرشررح لمنصررب‬
‫الر اسة ‪ ،‬وهي على الن و التالي ‪:‬‬
‫يتم انتخاب الر يس من طرف الشعب ومن خ ل انتخابات عامرة‬ ‫‪-2‬‬
‫لفترة أربع سنوات لفترتين ر اسيتين فقط ‪.‬‬
‫يمررنح الررر يس ‪ 111‬ألررف دودر باإلضررافة إلررى ‪ 51‬ألررف دودر‬ ‫‪-1‬‬
‫مصررراريف ‪ ،‬و ررروالي ‪ 211‬ألرررف دودر معفيرررة مرررن الضررررا ب خاصرررة‬
‫بالسفر والترفيهات الرسمية ‪.‬‬
‫ينصررب الررر يس يرروم ‪ 11‬ينرراير عقررب انتهرراء انتخابررات نرروفمبر‬ ‫‪-4‬‬
‫العامة ‪.‬‬
‫أن يكون مواطنا أمريكري األصرل والمولرد ‪ ،‬وأد يقرل عمرره عرن‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ 45‬عام ‪ ،‬وعلى األقل ‪ 22‬عام إقامة في الوديات المت دة(‪. )1‬‬
‫وإذا أردنا أن نتوقف عند مدة ودية ر يس الوديات المت دة األمريكيرة ‪،‬‬
‫فانها كما جاءت في شروط الترشيح أربع سرنوات ‪ ،‬وفتررة تجديرد وا ردة فقرط ‪،‬‬
‫فقد نص دستور ‪ 2696‬في نصه األولى على إجازة إعادة انتخاب الرر يس دون‬
‫تعيين دا لهذا التجديد‪ ،‬غير أن جور واشنطن كران قرد رفره إعرادة انتخابره‬

‫‪ - 1‬إسماعيل ال زال ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 456‬‬


‫‪159‬‬
‫لوديررة ثانيررة سررنة ‪ " : 2626‬إنرري جررددت لرره مرررة وا رردة ‪ ،‬بمعنررى أنرره بقرري فرري‬
‫ال كم ‪ 9‬سنوات " فاعتبر هذا القرار ال كيم سابقة ‪ ،‬وجرى التقليد الطويل ضرد‬
‫ودية ثالثرة ‪ ،‬واسرتمر ال رال علرى ذلرك ‪ ،‬إد أن الرر يس روزفلرت الرذي انتخرب‬
‫ر يسا عام ‪ 2841‬وأعيد انتخابه ‪ ، 2847‬ثم خررق التقليرد عرام ‪ 2821‬لظرروف‬
‫اسررتثنا ية الترري سررادت العررالم وسررط رررب عالميررة ثانيررة نررذاك ‪ ،‬وانتخرراب مرررة‬
‫رابعررة عررام ‪ ، 2822‬وترروفي وهررو فرري منصررب الر اسررة ‪ ،‬ونررتر عررن ذلررك أدخررل‬
‫على الدستور التعديل الثراني والعشررون سرنة ‪ 2826‬وجررى تطبيقره ابترداء مرن‬
‫سنة ‪ ، 2852‬رم بموجبه إعادة انتخاب الر يس أكثرر مرن مررتين ‪ ،‬وفري رال‬
‫تطبيق إجراءات ادبتشمنت وفي ال صول فراك في منصرب الر اسرة ‪ ،‬فران‬
‫نا رررب الرررر يس يترررولى مكانررره ‪ ،‬وهرررذا النا رررب د يلعرررب دورا برررارزا فررري ال يررراة‬
‫السياسررية ‪ ،‬فقررط يصرربح نا بررا للررر يس إذا عجررز األخيررر عررن ممارسررة وظا فرره ‪،‬‬
‫وهذا النا ب هو فري نفرس الوقرت ر ريس مجلرس الشريوخ‪ ،‬وينتخرب مرع الرر يس‬
‫لمرردة أربررع سررنوات ‪ ،‬وتعررديل عررام ‪ 2826‬يررنص علررى أن الررذي يررلتي بعررد نا ررب‬
‫الر يس في الخ فة هو ر يس مجلس النواب ‪ ،‬ثم ر يس مجلس الشيوخ الم قت‬
‫‪ ،‬ثررم سرركرتير الخارجيررة ‪ ،‬فالماليررة ‪ ،‬فالرردفا ‪ ،‬فالعرردل ‪ ،‬فالبريررد ‪ ،‬فالداخليررة ‪،‬‬
‫فالزراعة ‪،‬‬

‫‪ - 1‬مجلة و*كالة المعلومات األمريكية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 10f1‬‬


‫‪158‬‬
‫فالتجارة ‪ ،‬وذلك تى ديخلو منصب الر اسة أبدا(‪.)1‬‬
‫‪ -1‬سلطات الرئيس وصالحياته ‪:‬‬
‫مكتب ر ريس الوديرات المت ردة هرو أ رد أقروى‪ ،‬المناصرب فري العرالم ‪ ،‬ويرنص‬
‫الدستور على أنه يجب على الر يس أن " يتلكد من أن جميع القوانين تنفرذ علرى‬
‫خير وجه " وللقيام بمهامه يتررأس الجهراز التنفيرذي لل كومرة الفيدراليرة ‪ ،‬وهري‬
‫منظمررة شاسررعة تضررم عرردة م يررين مررن األشررخاص ‪ ،‬وباإلضررافة إلررى ذلررك لهررا‬
‫سلطات تشريعية وقضا ية هامة ‪.‬‬
‫أ‪ -‬سلطات الر يس التشريعية ‪:‬‬
‫رغم إن الدسرتور األمريكري نرص علرى أن " جميرع السرلطات التشرريعية‬
‫من اختصاص الكون رس ‪ ،‬إد أن الر يس كصانع ر يسي للسياسة العامة يلعب‬
‫دورا تشرريعيا ر يسرري أيضرا ‪ ،‬فرريمكن للرر يس أن يصرروت ب رق الفيتررو ضرد أيررة‬
‫وثيقة يمررها الكون رس ‪ ،‬ومرا لرم يصروت ثلثران فري كرل مجلرس ألجرل الت لرب‬
‫على ق الفيتو الذي استخدمه الر يس فان الوثيقة د يمكنها أن تصبح قانونا ‪.‬‬
‫" والكثيررر مررن التشررريعات الترري يصرري ها الكررون رس قررد تمررت صررياغتها‬
‫بمبررادرة مررن الجهرراز التنفيررذي ‪ ،‬وفرري رسررا ل سررنوية وخاصررة للكررون رس يمكررن‬
‫للر يس أن يقترح تشريعات يرى أنها ضرورية "(‪. )2‬‬
‫" وإذا ما اعتره الكون رس وبدون النظر في هذه ادقترا ات ‪ ،‬في رق‬
‫للر يس وهذا من سلطاته أن يدعوا الكون رس إلى جلسة خاصة "(‪. )1‬‬
‫ولكررن بعيرردا عررن كررل هررذا فرران الررر يس كررزعيم ل ررزب سياسرري ‪ ،‬ومنفررذ‬
‫لسياسة ال كومة األمريكية ‪ ،‬فهو من موقع يمكنه من الترلثير فري الررأي العرام ‪،‬‬
‫وبالتالي التلثر في اتجاه التشريع داخل الكون رس ‪.‬‬

‫‪ - 1‬بخصوص مدة ر اسة الوديات المت دة راجع ‪:‬‬


‫‪ -i‬م مد عاطف البناء ‪ ،‬التنظيم السياسية ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ، 2887 ،‬ص ‪. 48-42‬‬
‫‪ -ii‬عبد هللا سن خوجة ‪ ،‬األنظمة السياسية المقارنة ‪ ،‬الجامعة المفتو ة ‪ ، 2886 ،‬ص ‪. 96‬‬
‫‪ -iii‬ميد الساعدي ‪ ،‬الوظيفة التقيدية لر يس الدولة في النظام الر اسي ‪ ، 2892 ،‬ص ‪. 218-214‬‬
‫‪ - 2‬كلليلون روسيتر ‪ ،‬النظام الر اسي األمريكي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 52‬‬
‫‪171‬‬
‫وفرري م اولررة إلصرر ح ع قرراتهم ال زبيررة مررع الكررون رس ‪ ،‬فقررد أنشررل‬
‫الر سرراء األمريكيررون األخرررون مكتررب ع قررات خرراص مررع الكررون رس داخررل‬
‫البيت األبيه ‪ ،‬يا ي اول مساعدو الر يس ال فاظ علرى األنشرطة التشرريعية‬
‫جنبررا إلررى جنررب مررع الكررون رس‪ ،‬وي رراولون ررا الشرريوخ والممثلررين لل رزب‬
‫الجمهوري والديمقراطي لتلييد سياسة إدارة الر يس ‪.‬‬
‫ب‪ -‬السلطات القضا ية ‪:‬‬
‫يات الرر يس القضرا ية تعرين المسر ولين العرامين الكبرار ‪،‬‬ ‫من بين صر‬
‫فالر يس يزكي القضاة الفيدراليين بما في ذلك أعضاء الم كمة العليا ‪ ،‬وهر دء‬
‫ية الهامررة األخرررى هرري‬ ‫يخضررعون للتصررديق مررن طرررف الكررون رس ‪ ،‬والصر‬
‫منح العفو الكامل ‪ ،‬أو المشرروط ألي شرخص يرتهم بانتهراك فيردرالي ‪ ،‬باسرتثناء‬
‫ية مرنح العفرو‬ ‫و يد فقط إذا كان ذلك ادتهام موجه ضد رجرال الدولرة ‪ ،‬وصر‬
‫يات تقصير فترة ال بس وتخفيه المخالفات(‪. )2‬‬ ‫صارت تشمل ص‬
‫‪ -‬السلطات التنفيذية ‪:‬‬
‫يات واسررعة‬ ‫مررن خ ر ل الجهرراز التنفيررذي نجررد أن الررر يس يتمتررع بص ر‬
‫إلدارة الش ون الوطنية ‪ ،‬وأعمال ال كومة الفيدرالية ‪ ،‬فيمكن للر يس استصردار‬
‫القرروانين والررنظم والتوجيهررات الترري تسررمى األوامررر التنفيذيررة ‪ ،‬الترري لهررا صررفة‬
‫اإلجبار أو اإللزام القانوني على الوكادت الفيدرالية(‪. )3‬‬
‫ويرى كليلون روسير " إن الر يس كقا د عرام أو أعلرى للقروات المسرل ة‬
‫‪ ،‬فرريمكن أن يسررتدعي و رردات ال رررس الرروطني للخدمررة العامررة ‪ ..‬وفرري ررادت‬
‫يات أوسرع إلدارة‬ ‫ال رب أو الكوارا الوطنية يمكن للكون رس أن يمنح صر‬
‫ادقتصاد الوطني ‪ ،‬و ماية أمن الوديات المت دة(‪. )4‬‬

‫‪ - 1‬ميد الساعدي ‪ ،‬الوظيفة التنفيذية لر يس الدولة في النظام الر اسي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 286‬‬
‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 111‬‬
‫‪ - 3‬نشرة وكالة المعلومات األمريكية ‪ ،‬شبكة ادنترنيت ‪ ،‬ص ‪. 20f12‬‬
‫‪ - 4‬كليلون روستر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 51‬‬
‫‪172‬‬
‫ولكررن مررا ي رردا مررن بعرره الر سرراء فرري الودي رات المت رردة هررو عرردم‬
‫التررزامهم بالضرروابط الترري ت ررد سررلطات الررر يس ‪ ،‬فري رران أغررار علررى طرررابلس‬
‫وبن ازي دون إع م الكرون رس ‪ ،‬ونيكسرون تجسرس علرى ال رزب الرديمقراطي‬
‫مخالفا الدستور ‪ ،‬وغيرهم كثير‪ ،‬األمر الذي ي كد أن مصير الشعوب يمكن أن‬
‫يقرره أفراد قليلون ت ت ض ط أهو هم ومواقفهم ونوازعهم كبشر ‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫د‪ -‬السلطات التي تتعلق بالش ون الخارجية ‪:‬‬
‫ب سررب الدسررتور فرران الررر يس هررو المس ر ول الفيرردرالي والر يسرري عررن‬
‫ع قررات الوديررات المت رردة مررع الرردول األجنبيررة ‪ ،‬والر سرراء يعينررون السررفراء‬
‫والرروزراء والقنصررليون‪ ،‬الررذين يخضررعون للتصررديق مررن قبررل مجلررس الشرريوخ ‪،‬‬
‫وكذلك فان الر ساء يقبلون السفراء األجانب وغيرهم من المسر ولين العرامين ‪،‬‬
‫بالتعاون مع وزير الخارجية يقوم الر يس بادارة كافرة ادتصرادت الرسرمية مرع‬
‫ال كومات األجنبية ‪.‬‬
‫ويرررى فرروزي أبررو ذيرراب أنرره فرري بعرره المناسرربات يشررارك الررر يس فرري‬
‫م تمرات قمة ‪ ،‬يا يلتقي زعماء الردول للتشراور المباشرر فيمرا بيرنهم "(‪" ، )1‬‬
‫وبناء عليه فقد ترأس ويلسون ر يس الوديرات المت ردة الوفرد األمريكري لمر تمر‬
‫برراريس ‪ ،‬الررذي عقررد عنررد نهايررة ال رررب العالميررة األولررى ‪ ،‬كمررا تقابررل الررر يس‬
‫روزفلت مع قادة دول ال لفاء في أفريقيا و سيا أثناء ال رب العالمية الثانية(‪. )2‬‬
‫ولهذا منذ عهد روزفلت أخذ الر ساء األمريكيون يجتمعون مع نظرا هم‬
‫مررن قررادة الرردول لمناقشررة القضررايا ادقتصررادية والسياسررية ‪ ،‬ألجررل الوصررول إلررى‬
‫اتفاقيات ومعاهدات ثنا ية متعددة ‪.‬‬
‫ومررررن خرررر ل وزيررررر الخارجيررررة يكررررون الررررر يس مسرررر ول عررررن مايررررة‬
‫األمريكيين فري الخرار ‪ ،‬و مايرة األجانرب داخرل الرب د ‪ ،‬والر سراء هرم الرذين‬
‫يقررون ما إذا كان يجب ادعتراف بدولة جديردة ‪ ،‬والتفراوه علرى المعاهردات‬
‫مررع الرردول األخرررى ‪ ،‬والترري تكررون ملزمررة علررى الوديررات المت رردة عنرردما يررتم‬
‫التصديق عليها بثلثي مجلس الشيوخ ‪ ،‬كما أنه ي ق للر يس التفاوه مع الردول‬
‫األجنبية على " اتفاقية تنفيذية " ‪ ،‬التي د تستدعي موافقة مجلس الشيوخ(‪.)3‬‬

‫‪ - 1‬فوزي أبو ذياب ‪ ،‬المفاهيم ال ديثة ل‪،‬نظمة وال ياة السياسية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪، 2862 ، 2‬‬
‫ص ‪. 296‬‬
‫‪ - 2‬ناعوم تشومسكي ‪ ،‬ما الذي يريده العام سام ‪ ،‬ترجمة موسى أدهرم ‪ ،‬دار الفكرر العربري ‪ ،‬عمران ‪ ، 2884 ،‬ص‬
‫‪. 11‬‬
‫‪ - 3‬فاضل زكي ‪ ،‬السياسة الخارجية ‪ ،‬مطبعة شفيق ‪ ،‬ب داد ‪ ،‬ط ‪ ، 2897 ، 2‬ص ‪. 272‬‬
‫‪174‬‬
‫‪ -2‬قيود على صالحيات الرئيس ‪:‬‬
‫يات غيررر عاديررة فرري يررد شررخص وا ررد ‪ ،‬قررد تعطرري لرره‬ ‫رغررم ترروفر هررذه الصر‬
‫سلطة دكتاتورية علرى جميرع المسرتويات ‪ ،‬وهرذا مرا فعلره شرخص مثرل ري ران ‪ ،‬عنردما‬
‫أ س بلنه يمتلك زمام األمور في الوديرات المت ردة ففعرل مرا أراد يرا ضررب ليبيرا ‪،‬‬
‫وغررزا غرينررادا ‪ ،‬و ررارب نيكررارغوا كلهررا ت ررت مايررة الدسررتور ‪ ،‬وموافقررة الكررون رس‬
‫يات‬ ‫يات ال متناهيررة المنوطررة لرره ‪ .‬ومررع وجررود قيررود علررى ص ر‬ ‫وفرري خضررم الص ر‬
‫الر يس ‪ ،‬والتي سنرد بعضرها هنرا ‪ ،‬إد أن منصرب الرر يس األخطرر فري العرالم يعطري‬
‫أهمية لكرل الشرعوب لمتابعرة ادنتخابرات األمريكيرة ‪ ،‬إنمرا لمرن سريكون علرى رأس هرذه‬
‫ظ ادهتمام الكبير بهذه ادنتخابات ‪.‬‬ ‫اإلدارة ‪ ،‬ولهذا السبب ن‬
‫يات الواسرررعة لررردور الرررر يس وضرررع الم للرررون السياسررريون‬ ‫" ونظررررا للصررر‬
‫تلكيرردات كثيرررة علررى سررلطات الررر يس ‪ ،‬تررى أن بعضررهم ذهررب إلررى وصررف منصررب‬
‫الر يس بالر اسة اإلمبراطورية أو ي الرر يس المسرتبد فري إشرارة إلرى الردور المتنرامي‬
‫الذي يمارسه روزفلت اثناء فترة كمه والذي مارسه ري ان بشكل واسع(‪. )1‬‬
‫وإ دى ال قا ق الهامة التي يواجهها الر ساء هي ميراا مشاكل ‪ ،‬أ يانا تكرون‬
‫بيروقراطيررة مررن سررلطة يصررعب لهررا ‪ ،‬أو التعامررل معهررا بسرررعة ‪ ،‬ودسرريما بعرره‬
‫القرارات التي تخص المواطنين العموميين الذين ي ميهم القرانون ‪ ،‬فقليرل مرن الر سراء‬
‫رفضوا التجديد لفترة ر اسرية ثانيرة ‪ ،‬وكرل ر ريس ي قرق علرى األقرل بعضرا مرن أهدافره‬
‫التشريعية ‪ ،‬ويمنع ب كم الفيتو بعه القوانين التي يعتقد أنها ليسرت فري صرالح األمرة ‪،‬‬
‫يات إجراءات في ال رب والسلم ‪ ،‬كما أنه ب كم منصبه يمكن أن يقرر‬ ‫كما أن له ص‬
‫سياسات و راء يكون لها خطرر علرى الخصروم السياسريين ‪ ،‬وعنردما يثيرر الرر يس ذلرك‬
‫فانه سوف يخضع لنقام الشعب العام ‪.‬‬

‫‪ - 1‬نشرة وكالة المعلومات األمريكية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 16f6‬‬


‫‪172‬‬
‫يررررى المررر رخ األمريكررري هنرررري مشررريل كومررراجر " أن ادن طررراط فررري القيرررادة‬
‫األمريكية ‪ ،‬وعجز الب د على إفراز قيادة كبيرة ‪ ،‬ليست ظاهرة تقتصرر علرى السياسرة‬
‫فقط ‪ ،‬بل تمتد إلى كل صعيد تقريبا في المجتمع األمريكي "(‪. )1‬‬
‫ويضرريف جررون سررتيرر الررذي أدار ال ملررة ادنتخابيررة للررر يس ري رران بلنرره – أي‬
‫ري ان – كان إنسانا غبيا ويقرول ‪ " :‬إن أهرم األشرياء التري تسرتوقف النظرر فري تاريخنرا‬
‫السياسي نجرد الطريقرة التري رشرح بهرا ري ران منرذ عرام ‪ 2867‬إلرى ‪ 2891‬وأنرا أ تقرر‬
‫إمكانته العقلية " ‪.‬‬
‫فكيررف يمكررن ألي رجررل يتميررز بليررة كرامررة أن يسررمح باسررتخدامه مررن قبررل رجررل‬
‫خر ‪ ،‬عبر تقريبا عن ا تقار واضح له ‪.‬‬
‫‪ " :‬إن رونالررد ري رران سرريكون أكثررر‬ ‫وعلررق لررورانس باريررت علررى ري رران قررا‬
‫ر سا نا سذاجة منذ الر يس ن هاردينر(‪. )2‬‬
‫والس ر ال هنررا رغررم عرردم وضرروح الخطرروط الفاصررلة والصررري ة الترري ت ررد مررن‬
‫يات الررر يس ‪ ،‬فمررا هرري ع قررة السررلطة التنفيذيررة بالتشررريعية ؟ بمعنررى خررر ‪ ،‬مررا‬ ‫صر‬
‫مدى تلثير الر يس على الكون رس رغم دسرتورية الفصرل برين السرلطتين ؟ وهرل ير ثر‬
‫ذلك على ال ياة السياسية ؟ ‪.‬‬

‫‪ -3‬عالقة الرئيس بالكونغرس ‪:‬‬


‫يجيررب فرروزي أبررو ذيرراب علررى التسررا ل الررذي نطر رره فيقررول ‪ " :‬بررالرغم مررن أن‬
‫النظام الر اسي األمريكي يعرف بلنه نظام الفصل بين السلطات ‪ ،‬نجد الر يس في هرذا‬
‫النظام يتدخل في السلطة التشرريعية " الكرون رس " عرن طريرق زبره ‪ ،‬الرذي يتزعمره‬
‫عندما يكون هذا ال زب هو المسيطر بلغلبية في الكون رس "(‪. )3‬‬
‫ويمكن أن نجمل تلثيرات الر يس على الكون رس في النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ - 1‬نيوزويك ‪. 2892/2/17‬‬
‫‪ - 2‬نيوزويك ‪. 2892/9/11‬‬
‫‪ - 3‬فوزي أبو ذياب ‪ ،‬المفاهيم ال ديثة ل‪،‬نظمة وال ياة السياسية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 11‬‬
‫‪175‬‬
‫‪ -2‬مررن ررق الررر يس مخاطبررة الكررون رس ‪ ،‬ويكررون الخطرراب الررذي يلقيرره الررر يس‬
‫األمريكي بمثابة عره لبرنامر ال كومة ‪ ،‬وقد در ر سراء الوديرات المت ردة‬
‫على إل اق بعه ادقترا ات التشرريعية بخطراب الر اسرة ‪ ،‬ويكرون هرذا التقليرد‬
‫بدي عن رمان الر يس من قه اقتراح القوانين ‪ ،‬بلن يكلف نا با برالكون رس‬
‫مررن أعضرراء ال ررزب ‪ ،‬بررلن يقرردم إلررى الكررون رس برراقتراح القررانون الررذي يرغررب‬
‫فيه(‪. )1‬‬
‫‪ -1‬من ق الر يس ادعتراه على التشريعات ‪ ،‬فكل مشررو قرانون يوافرق عليره‬
‫الكرررون رس‪ ،‬يعرررره علرررى الرررر يس لتصرررديق عليررره ترررى يكرررون نافرررذا أمرررا إذا‬
‫اعتره الرر يس " الفيترو " فانره يعيرده ثانيرة إلرى الكرون رس ‪ ،‬فراذا وافرق عليره‬
‫بلغلبيررة ثلثرري األعضرراء يصرربح المشرررو نافررذا(‪ . )2‬ويتضررح مررن ذلررك أن ررق‬
‫ادعتراه المخرول للرر يس هرو اعترراه تروفيقي‪ ،‬بمعنرى أنره د يمنرع صردور‬
‫القانون ونفاذه إذا أصر الكون رس عليه ‪.‬‬
‫إن سررلطة الررر يس بمررا ت رروزه مررن وسررا ل التررلثير علررى الجمرراهير ومررن خ ر ل وسررا ل‬
‫اإلع ر م‪ ،‬اسررتطاعت أن تخاطررب الجمرراهير مباشرررة وتقرريم اتصرراد معهررم ‪ ،‬دون مرررور‬
‫بالكون رس‪ ،‬وأض ت القرارات المصيرية في ياة الشعب ‪ ،‬تعلن للشعب من قبل أن‬
‫يخطر بها الكون رس(‪.)3‬‬
‫لقررد وقفنررا بكررل التفاصرريل علررى سررلطة الررر يس فرري النظررام السياسرري األمريكرري ‪،‬‬
‫ولكن بعرد هرذه الدراسرة الواسرعة ‪ ،‬والتعررف علرى التركيبرة السياسرية ‪ ،‬يمكرن أن ن كرد‬
‫بررلن هنرراك سررقوط للبنيررة السياسررية األمريكيررة ‪ ،‬وخاصررة سررقوط القي رادة السياسررية ‪ ،‬أي‬
‫ظ أن قيررادات السررنوات األخيرررة فرري‬ ‫غيرراب أو نرردرة القيررادة الكبيرررة والفعالررة‪ ،‬فررن‬
‫الوديررات المت رردة هزيلررة ضررعيفة انتهازيررة ‪ ،‬ود تلتررزم بقرريم أخ قيررة عاليررة ‪ ،‬وعرراجزة‬

‫‪ - 1‬كمال ال الي ‪ ،‬مبادئ القانون الدستوري والنظم السياسية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 287‬‬
‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 286‬‬
‫‪ - 3‬ليموند الفرنسية ‪. 2861/22/28‬‬
‫انظر جيمس بنيت ‪ ،‬توماس ديلوريتر ‪ ،‬األكاذيب الرسمية ‪ ،‬ترجمة م مود برهام ‪ ،‬نقود تامر ‪ ،‬دار الفكر للنشر ‪،‬‬
‫عمان ‪ ،‬ط‪ ، 2884 ، 2‬ص ‪. 218-211‬‬
‫‪177‬‬
‫بشكل خاص عن الر يا الكبيرة والدقيقة ل‪ ،‬داا ‪ .‬يا يست وذ على تركيبها الرذهني‬
‫هاجس الصور أو ادنطباعات الذهنية بدد من الجوهر أو المفاهيم الجوهرية ‪.‬‬
‫ويكتررب أ ررد المعلقررين المعررروفين رت كررارى ‪ " :‬أبطالنررا هررم اليررا ر سرراء مررن‬
‫أمثال كندي بولستون نيكسون وكارتر ‪ ،‬وري ان وبوم واآلن كلينتون " الذي بلرغ قمرة‬
‫التفاهة القيادية " … أد يردعو هرذا إلرى ادسرت راب ؟ كيرف يمكرن ألمرة كهرذه األمرة أن‬
‫تنررتر موكبررا يثيررر الشررفقة كهررذا الموكررب ؟ ويضرريف سرراخرا وهررو يعمررل علررى إبررراز‬
‫الظرررواهر فررري ادنتخابرررات بررروم أعلرررن المرشرررح الرررديمقراطي مايكرررل دوكررراكيس أن‬
‫ادنتخابرررات تررردور رررول المررر ه ت ‪ ،‬ولررريس رررول األيديولوجيرررة ولكرررن دووكررراكيس‬
‫ومسرراعديه ذوي المر ه ت ‪ ،‬خسرروا فرري بضررعة أسررابيع ‪ %26‬مررن المرشر ين‪ ،‬أمررام‬
‫بوم غير م هل(‪. )1‬‬
‫ونشرت مجلة التايم في ‪ 2898/22/8‬تسا د ‪ :‬هل ماترت ال كومرة األمريكيرة ‪،‬‬
‫أمام ظاهرة سقوط القيادات السياسية ؟ ‪.‬‬
‫ويقول الكاتب ‪ " :‬هناك نرو مرن المرره النفسري يسرود م سسراتها األساسرية ‪،‬‬
‫يررا إن الكثيررر مررن ال ماقررة السياسررية الترري مارسررها ري رران خلفررت عجررز الميزانيررة‬
‫الرهيب ‪ ،‬واإلف س ال الي الذي تعانيه "‪. 2‬‬
‫و خرر مررا نخررتم بره اإلشررارة إلررى اسرتبيان اتخذترره مجلررة ديرف األمريكيررة ‪ ،‬يررا‬
‫طلبت من أكثر من ستين م رخا ومفكررا إعرداد قا مرة بالما رة شرخص ‪ ،‬الرذين مارسروا‬
‫األثر األكبر في ياة األمة األمريكية في القرن العشرين ود يقتصر هنا باألسماء التري‬
‫ققت شهرة ونفوذ أكبر ‪ ،‬برل الرذين لعبروا دورا فري يراة الشرعب األمريكري ‪ ،‬وجراءت‬
‫النتا ر بلن لم تضم القا مة أي من ر ساء الوديات المت دة وعددهم ‪ 26‬ر يسا(‪. )3‬‬

‫‪ - 1‬نديم بيطار ‪ ،‬ان طاط النظام األمريكي وترلثيره علرى الع قرات األمريكيرة – األوربيرة – العربيرة ‪ ،‬مجلرة الو ردة‬
‫المجلس القومي للثقافة العربية ‪ ،‬السنة السابعة ‪ ،‬العدد ‪ ، 91/68‬أبريل مايو ‪ ، 2882 ،‬ص ‪. 245‬‬
‫‪ - 2‬مجلة التايم األمريكية ‪ ، 2898/22/8‬ص ‪. 15‬‬
‫‪ - 3‬نديم بيطار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 247‬‬
‫‪176‬‬
‫يا لم يسرتطع أي وا رد مرنهم ضرمان مكران لره فري هرذه القا مرة ‪ ،‬وهرذا كرافي‬
‫إلعطرراء فكرررة واض ر ة عررن النوعيررة الترري تميررز الرجررال فرري البيررت األبرريه ‪ ،‬ويقررول‬
‫المعلق جون تشانلر في كتاب "الخطرر واألمرل " " إن الوديرات المت ردة تنقراد بر سراء‬
‫غير راغبين أو غير قادرين على توجيه أمريكا في مواجهة القرن العشرين ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬السلطة التشريعية " الكونغرس " ‪: Congress‬‬


‫تلسس الكرون رس بموجرب المرادة األولرى مرن دسرتور الوديرات المت ردة ‪ ،‬الرذي‬
‫سررن عررام ‪ ،)1(2696‬ويتكررون الكررون رس كمررا سررنرى بالتفصرريل مررن مجلسررين مجلررس‬
‫النواب ومجلس الشيوخ ‪:‬‬
‫‪ -2‬مجلس النواب ‪:‬‬
‫وقد يسمى بمجلس الممثلرين ‪ ،‬يرا يشرير مالرك أبرو شرهيوة أن الممثلرين‬
‫يمثلون الشعب األمريكي ‪ ،‬وأعضاءه ينتخبون لمدة سنتين ‪ ،‬هذه المردة القصريرة‬
‫مقارنة بالفترة المعمول بها في بعه البرلمانات(‪. )2‬‬
‫ويبدو أن قصر هذه المدة قد ي دي إلى الديموغوجيرة ‪ ،‬إذ جررى العررف‬
‫فرري الوديررات المت رردة علررى القررول بررلن ممثررل الشررعب يقضرري السررنة األولررى مررن‬
‫وديته م اود نسيان الوعود المست يلة ‪ ،‬التي كان يطلقها فري ملتره ادنتخابيرة‬
‫‪ ،‬والسنة الثانية على إط ق وعود جديدة لكي يعاد انتخابه ‪.‬‬
‫ويشير د‪ .‬إسماعيل ال رزال أن أمرر ادقتررا بالنسربة لمجلرس النرواب قرد‬
‫ترررك أمررره للوديررات ‪ ،‬وقررد وضررع الدسررتور بعرره القيررود علررى ممارسررة ررق‬
‫ادنتخررراب ‪ ،‬إذ طلرررب مرررن الناخرررب اإللمرررام برررالقراءة والكتابرررة ‪ ،‬وتفسرررير مرررواد‬
‫‪.)3(Polltax‬‬ ‫الدستور ‪ ،‬ومن ثم دفع ضريبة ادقترا‬

‫‪ - 1‬رالف كتشام ‪ ،‬من مستعمرة إلى دولة مستقلة ‪ ،‬ترجمة ثابت رزق هللا ‪ ،‬دار الطباعة ال ديثرة ‪ ،‬القراهرة ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2862‬ص ‪. 62‬‬
‫‪ - 2‬مالك أبو شهيوة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 181‬‬
‫‪ - 3‬إسماعيل ال زال ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 452‬‬
‫‪179‬‬
‫غيررر أن اإلشررارة تجرردر هنررا إلررى أن هررذه الضررريبة ‪ ،‬قررد تررم إل اءهررا فرري‬
‫التعديل الرابع والعشرين لدستور ‪ ، 2872‬إذا ديمكن وصف هذه ادقترا بلنره‬
‫عررام وشررامل ‪ ،‬إن ال ايررة منرره كانررت إقصرراء السررود والهنررود مررن ممارسررة ررق‬
‫ادنتخاب(‪. )1‬‬
‫وقررد ترردخل التشررريع ادت ررادي مرررارا لتعررديل إجررراءات ادقترررا فرري‬
‫الوديات ‪ ،‬فقد استبدل نظرام القا مرة ادنتخابيرة برادقترا علرى أسراس القضراء ‪،‬‬
‫وينررتر عررن هررذا التبررديل إعطرراء مر لررة اختيررار المرش ر ين أهميتهررا فرري مرا ررل‬
‫عملية ادقترا ‪ ،‬وقد يجري تعيين المرش ين على مر لتين ‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬تفضي بتعيين المرش ين ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬ادقترا ‪.‬‬
‫ففرري المر لررة األولررى يبرررز دور اآللررة ادنتخابيررة لل ررزب ‪ ،‬وبرراألخص‬
‫الر ساء في اختيار المرشح ‪ ،‬وقد يتم هذا ادختيار في الجمعيات األولية ‪.‬‬
‫غيررر أن الشررروط الترري يكتبهررا الدسررتور كمررا يسرروق عبررد ال ميررد النعنعرري‬
‫ت كد على مبدأ المساواة مهما كانت اإلجراءات ادنتخابيرة المعمرول بهرا ‪ ،‬يرا‬
‫يترك المجال للوديات لت ردد تلرك الشرروط ‪ ،‬غيرر أنهرا د تخرر عرن أن ي ترل‬
‫نا ررب وا ررد لكررل ‪ 41‬ألررف مررواطن وأن يكررون قررد بلررغ ‪ 15‬عامررا ‪ ،‬وأن يكررون‬
‫أمريكيا منذ سبع سنوات على األقل(‪. )2‬‬

‫‪ -1‬مجلس الشيوخ ‪:‬‬


‫هذا المجلس يمثل الوديات األعضاء في أمريكا ‪ ،‬ويتكون مرن عضروين‬
‫عررن كررل وديررة مررن الوديررات األمريكيررة ‪ ،‬بصرررف النظررر عررن عرردد سرركانها ‪،‬‬
‫وكانت الهي ات التشريعية الرسمية في كل ودية هي التي تختار أعضاء مجلرس‬
‫الشيوخ في األصل غير أنه وبعد المصادقة في عام ‪ 2824‬على التعديل السرابع‬

‫‪ - 1‬فر ات زيادة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 78‬‬


‫‪ - 2‬عبد ال ميد النعنعي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 211‬‬
‫‪178‬‬
‫عشررر للدسررتور ‪ ،‬الررذي يقضرري بررلن ينتخررب سرركان كررل وديررة عضرروي مجلررس‬
‫الشررريوخ اللرررذين يمرررث ن وديرررتهم "(‪ ، )1‬وجررراء هرررذا التسررراوي فررري عررردد ممثلررري‬
‫الوديررات فرري مجلررس الشرريوخ لت قيررق المسرراواة بررين الوديررات للم افظررة علررى‬
‫قوق الوديات الص رى من ط يان الوديات الكبرى في الكون رس من نا يرة‬
‫‪ ،‬ولل يلولة دون ادتجاه ن و كومة مو دة ‪.‬‬
‫ولكن ذلك د يمثل في األصل الديمقراطية ترى برالمفهوم الليبرالري ‪ ،‬إن‬
‫مجررد وجرود شخصرين ينوبران عرن م رات األلروف مرن الشرعب فري ظرل مجتمررع‬
‫وا د ‪ ،‬ي ق له تشريع وسن القوانين التي تتعلق بالدولة لهرو زيرف ي كرد بجر ء‬
‫نظرية النيابة ‪.‬‬
‫ويذهب أ مد كمال إلى القول ‪ " :‬بلن مدة ودية السناتور ( الشيخ ) هي ست سنوات ‪،‬‬
‫ويجري انتخاب ثلا أعضاء مجلس الشيوخ مرة كل سنتين ‪ ،‬وقد قصد من ذلك الم افظة‬
‫على ادستمرار في سياسة المجلس وأعماله ‪ ،‬ويرأس المجلس نا ب ر يس الوديات‬
‫المت دة(‪. )2‬‬
‫وي كد التاريخ الدستوري للوديات المت دة ‪ ،‬أن ال ره من تلسيس مجلس الشيوخ هو أن‬
‫يت قق مما يتخذه مجلس النواب من قرارات على أن يشك ن معا الكون رس ‪ ،‬وهو‬
‫يات معينة ‪ ،‬إد‬ ‫الكون رس في ال كومة المركزية ‪ ،‬وقد أعطى الدستور الكون رس ص‬
‫يات على زيادة نفوذ أعضاءه ‪ ،‬وعلى جعله نظيرا‬ ‫أنه مع مرور الوقت عملت تلك الص‬
‫يا خول مجلس الشيوخ و ده بتقديم‬ ‫يا األهمية السياسية ‪،‬‬ ‫لمجلس النواب من‬
‫ية الموافقة عليها ‪ ،‬كذلك‬ ‫المشاورة لر يس الجمهورية ‪ ،‬فيما يخص المعاهدات وص‬
‫المصادقة على تعيينات الر يس وقد زادت هذه السلطات بعد ما تزايد انخراط الوديات‬
‫المت دة في السياسة الخارجية ‪ ،‬مما جعل منها قوة عالمية ‪ ،‬تتعهد بالتزامات ‪ ،‬وتت مل‬
‫مس وليات في الخار (‪. )3‬‬
‫وبعد أن أصبح الجانب التنفيذي أكثر أهمية ‪ ،‬يرى جون لينر أنه رغم أهمية الجانب‬
‫التنفيذي في ضبط اإلجراءات والمبادرات التي يقوم بها الر يس ‪ ،‬إد أن أعضاء مجلس‬

‫‪ - 1‬أ‪ .‬م ‪ .‬يوثر ‪ ،‬أمريكا ال كومة والسياسة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬
‫‪ - 2‬أ مد كمال ‪ ،‬التاريخ الدستور ‪ ،‬للوديات المت دة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 192‬‬
‫‪ - 3‬فاضل زكي ‪ ،‬السياسة الخارجية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 277‬‬
‫‪161‬‬
‫الشيوخ يمارسون نفوذا قويا ‪ ،‬مهما في ال ياة السياسية األمريكية ‪ ،‬يا أصبح مجلس‬
‫الشيوخ فريقا مهما للفوز بمنصب الر اسة(‪. )1‬‬
‫‪ -4‬عمل الكون رس ‪:‬‬
‫يتمتع أعضاء الكون رس بال صانة البرلمانية ‪ ،‬ويعقد في جلسة سنوية مدتها ‪ 6‬أشهر‪،‬‬
‫تبدأ من يناير وتنتهي في يوليو ‪ ،‬لكل من المجلسين أن ينعقد منفردا إلدارة جلساته ‪ ،‬ود‬
‫ي ق أل داهما أن ي جل انعقاد جلساته بشكل ي دي إلى تعطيل الجلسات دون موافقة‬
‫المجلس األخرى(‪. )2‬‬
‫وهنا علينا أن ن كد أن مناقشات الكون رس د تتسم بالنزاهة ‪ ،‬ألن ر يس مجلس الشيوخ‬
‫هو نا ب ر يس الوديات المت دة ‪ .‬كما أن النظام الداخلي للمجلسين د ينظم بصورة‬
‫منهجية إدارة الجلسات ‪ ،‬وقد يلجل الخطباء إلى تعطيل الجلسات ‪ ،‬وهذا ما صل سنة‬
‫‪ ، 2856‬إذ ش ل السيد ‪ .‬ستروم تورمز منبر المجلس لمدة ‪ 12‬ساعة و ‪ 29‬دقيقة ‪ ،‬دون‬
‫انقطا وقد سبقه إلى ذلك السناتور ويتي مورس سنة ‪ ، 2854‬يا بقي يخطب ‪11‬‬
‫من تعطيل الجلسات كلمة ‪Filibustering‬‬ ‫ساعة و ‪ 17‬دقيقة " وقد أطلق على هذا النو‬
‫(‪.)3‬‬
‫ويوجد في الكون رس لجان دا مة كبرى ‪ ،‬وبامكان هذه اللجان أن تنعقد في جلسات علنية‬
‫ياتها دعوة أي شخص أمامها لت قيق معه ‪،‬‬ ‫‪ ،‬وأن تشكل لجان ت قيق ‪ ،‬يكون من ص‬
‫فاذا رفه الشخص ال ضور ي ق لر يسها أن يصدر مذكرة جلب ب ق الشخص الممتنع‬
‫عن ال ضور ‪.‬‬

‫يات الكون رس ‪:‬‬ ‫‪ -2‬ص‬


‫ية يمارسها‬ ‫يات تشريعية ‪ ،‬هذه الص‬ ‫يات الر يسية للكون رس هي ص‬ ‫إن الص‬
‫المجلسان على قدم المساواة ‪ ،‬إد فيما يتعلق بقوانين الضرا ب ‪ ،‬يا يعود ق المبادرة‬
‫بالقانون لمجلس النواب ‪ ،‬وإذا اختلف المجلسان في التصويت على اقتراح القانون يعين‬

‫‪ - 1‬جون لينر ‪ ،‬مجلس الشيوخ األمريكي ‪ ،‬السياسة بين السا ل والمجيرب ‪ ،‬ترجمرة الناشرر ‪ ،‬منشرورات دم للنشررة‬
‫الم دودة ‪ ،‬مالطا ‪ ، 2882 ،‬ص ‪. 291‬‬
‫‪ - 2‬دافيد كوشمان كوبل ‪ ،‬النظام السياسي في الوديات المت دة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 244‬‬
‫‪ - 3‬م مود كامل ليلة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 471‬‬
‫‪162‬‬
‫ياتها إعداد مشرو قانون ي ظى بموافقة‬ ‫المجلسان " لجنة مصال ة " ‪ ،‬يكون من ص‬
‫المجلس ‪ ،‬وفي ال عدم اتفاق المجلسين على مشرو اللجنة يهمل مشرو القانون(‪. )1‬‬
‫كما أنه في بعه األ يان ‪ ،‬كما هو ال ال اآلن ‪ ،‬قد يتكون الكون رس من أغلبية زب‬
‫المعارضة للر يس ‪ ،‬األمر الذي يدفع النواب في الكون رس إلى تعطيل أي قوانين من‬
‫شلنها أن ترفع أسهم الر يس و زبه ال اكم ‪ ،‬وبذلك ينقل عمل الكون رس كما ينص‬
‫الدستور إلى لقة أخرى من لقات الصرا ال زبي ‪ ،‬التي تلتي نتا جه على ساب‬
‫الشعب األمريكي ‪.‬‬
‫ونتوقف هنا على لجنة المصال ة هذه التي تخفي مسللة في غاية األهمية ‪ ،‬تتعلق‬
‫بالضرا ب المفروضة على الشعب ‪ ،‬إن الشعب األمريكي في هذه ال الة اختار نوابا في‬
‫مجلس النواب ‪ ،‬وشيوخا في مجلس الشيوخ ‪ ،‬وقد سلم زمام األمور ليقرروا ما‬
‫نيابة عنه ‪ ،‬فهل ا تياجات المواطن األمريكي و كوماته متضاربة لدرجة تجعل مما‬
‫يختارهم ليمارس السلطة نيابة عنه في الة تضارب ‪ ،‬إن هذا التضارب يبرز قيقة‬
‫الصرا بين األفراد على المصالح الخاصة ‪ ،‬وليس على مصل ة الشعب األمريكي ‪،‬‬
‫الذي هو في األساس من اختار ه دء جميعا لينوب عنه ‪.‬‬
‫يات الكون رس في سن القوانين في المجادت التي تتعلق‬ ‫ويجمل م مود مصطفى ص‬
‫بالنوا ي الوطنية والسياسية الخارجية ‪ ،‬وعند القروه باسم ال كومة ادت ادية ‪ ،‬وصك‬
‫يات واسعة في‬ ‫العملة ‪ ،‬وت ديد الموازين ‪ ،‬وتنظيم التجارة الخارجية ‪ ،‬وللكون رس ص‬
‫ش ون الدفا ‪ ،‬وإع ن ال رب ‪ ،‬وتشكيل الجيوم ‪ ،‬كما أنه يتمتع ب ق قبول ودية جديدة‬
‫ل ت اد(‪. )2‬‬
‫غير أنه د ي ق للكون رس إ الة السلطة التشريعية إلى السلطة التنفيذية ‪ ،‬وقد أكدت عدم‬
‫ادست الة هذه الم كمة العليا ‪ ،‬ب كمها الصادر ‪ ، 2846‬فيما يتعلق بالنظام الجديد ‪ ،‬غير‬
‫أن الكثير من ال ادت تبين أن السلطة التشريعية تسرق بشكل أو ب خر من قبل الر يس‬
‫بتواط من الكون رس ‪ ،‬من أجل ت قيق مصالح الوديات المت دة ‪ ،‬خاصة فيما يختص‬
‫بالسياسة الخارجية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬إسماعيل ال زال ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 452‬‬


‫‪ - 2‬م مود مصطفى صفوة ‪ ،‬الجمهورية ال ديثة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 96‬‬
‫‪161‬‬
‫أهمها‬ ‫يات إضافية‪،‬‬ ‫يات التشريعية يتمتع الكون رس بص‬ ‫وباإلضافة إلى الص‬
‫يات التلسيسية ‪ ،‬يا يعود للكون رس ق إعداد مشاريع التعديل الدستورية ‪،‬‬ ‫الص‬
‫فهو الذي يتولى إعداد قانون التعديل ‪ ،‬وهو الذي يتولى اختيار طريق المصادقة عليه ‪.‬‬
‫أ‪ -‬إجراءات إعداد مشاريع التعديل تجري ‪ ،‬إما بناء على طلب الكون رس ذاته ‪ ،‬أو بناء على‬
‫طلب المجالس التشريعية الم لية ‪ ،‬إذا كان الكون رس هو الذي قام باعداد مشرو التعديل‬
‫على المجلسين اللذان يتللف منهما الكون رس ‪ ،‬إن يصوت على المشرو بلغلبية ثلثي‬
‫األعضاء لكل منهما ‪ ،‬أما إذا كان التعديل صادرا عن المجالس التشريعية للوديات‬
‫األعضاء‪ ،‬فاجراءات التعديل تكون أكثر تعقيدا ‪ ،‬فاقتراح التعديل يجب الموافقة عليه من‬
‫قبل المجالس التشريعية الم لية بلغلبية الثلثين ‪ ،‬ومن تم وجوب الدعوة إلى م تمر وطني‬
‫خاص ‪ ،‬يتولى صياغة مشرو التعديل(‪ . )1‬إن هذا الوضع يو ي بلن التركيبة السياسية‬
‫يا إن اقتراح تعديل من هي ة نيابية ‪ ،‬تكون‬ ‫األمريكية تبعد كثيرا على الديمقراطية ‪،‬‬
‫إجراءات إعداد الموافقة بشكل سريع ‪ ،‬بينما إعداد التعديل من قبل قاعدة شعبية أوسع‬
‫" المجالس التشريعية الم لية " يلخذ وقتا وإجراءات أعقد وأطول ‪ ،‬وكلن الكون رس ينوب عن‬
‫القاعدة تى في اإل ساس بالمشاكل التي ي تويها الدستور ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المصادقة على مشرو التعديل توجب هي األخرى ادختيار ‪ ،‬سواء أكان إعداد مشرو‬
‫التعديل قد قام به الكون رس ‪ ،‬أو الم تمر ادت ادي ‪ ،‬فمشرو التعديل يجب المصادقة‬
‫عليه‪ ،‬إما من قبل المجلس التشريعية الم لي ‪ ،‬أو من قبل م تمر الوديات ‪ ،‬واختيار‬
‫الطريقة تعود للكون رس ‪ ،‬غير أن مشرو التعديل د يدخل مر لة التطبيق العملي ‪ ،‬إد‬
‫إذا صادق عليه ث ثة أربا الوديات على األقل(‪. )2‬‬
‫إن اختيار الطريقة التي يتم بها الموافقة على التعديل ‪ ،‬أو إعداد مشرو له ‪ ،‬هي األخرى‬
‫ت قق سلطات الكون رس ‪ ،‬الذي تعرف إلى أي مدى ت ثر فيه جماعات المصالح الخاصة‬
‫‪ ،‬فان أي تعديل يرى أنه يشكل خطرا على هذا الجماعات فالكون رس كفيل بقتله ‪.‬‬

‫‪ -5‬وسا ل تلثير الكون رس على الر يس ‪:‬‬

‫‪ - 1‬إسماعيل ال زال ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 451‬‬


‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 151‬‬
‫‪164‬‬
‫طبقا للدستور األمريكي يختص الكون رس بالوظيفة التشريعية ‪ ،‬وقد خوله الدستور بعه‬
‫الوسا ل التي يستطيع بها أن ي ثر في السلطة التنفيذية من أوقد أجمع العديد من الكتاب‬
‫على الوسا ل اآلتية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬سلطة توجيه ادتهامات الجنا ي للر يس األمريكي ‪: The impeachment‬‬
‫تقدمت اإلشارة إلى أن السلطة التشريعية في النظام الر اسي د تملك س ب الثقة من‬
‫السلطة التنفيذية ‪ ،‬وبالتالي اإلطا ة بها ‪ .‬غير أن ذلك د يعني انتفاء كل وسيلة لمساءلة‬
‫ر يس الدولة ‪ ،‬فيملك الكون رس األمريكي توجيه ادتهام الجنا ي للر يس في الة ما إذا‬
‫ارتكب جريمة يتعين مساءلته عنها ‪ ،‬فيصدر مجلس النواب قرارا في هذا الصدد وتتم‬
‫م اكمة الر يس بمعرفة مجلس الشيوخ ‪ ،‬الذي يتعين أن يصدر قراره باإلدانة بلغلبية‬
‫الثلثين ‪ ،‬فاذا ما صدر القرار باإلدانة يتم عزله ‪ ،‬ففي عام ‪ 2879‬وجه الكون رس اتهاما‬
‫إلى الر يس األمريكي اندروجونسون ‪ ،‬إد أن ادتهام فشل في إدانة الر يس ‪ ،‬وكـان‬

‫‪162‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الذي ثر ادستقالة وأنقذه من‬ ‫الكون رس على وشك توجيه ادتهام للر يس نيكسون‬
‫الم اكمة صدور قرار خليفته فورد بالعفو عنه ‪ ،‬وهو قرار أثار سخط قطاعات عريضة‬
‫من الشعب األمريكي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬يجوز الكون رس وسا ل غير مباشرة ‪ ،‬يستطيع بواسطتها التلثير في نشاط‬
‫الر يس األمريكي ‪ ،‬ومثالها امتنا الكون رس عن سن التشريعات التي يتبناها‬
‫أعضاء ال زب ‪ ،‬الذي ينتمي إليه الر يس األمريكي ‪ ،‬إذ تمتنع عن اعتماد المبالغ‬
‫ال زمة لتنفيذ السياسة ال كومية‪ ،‬األمر الذي قد يسفر عنه عجزها عن تنفيذ‬
‫برامجها السياسية وادقتصادية ‪.‬‬
‫يات الر اسية ‪،‬‬ ‫‪ -‬يشارك مجلس الشيوخ ر يس الجمهورية في بعه الص‬
‫قوق الوديات ‪ ،‬باعتبار أن ذلك المجلس يمثلها على‬ ‫وقصد في ذلك كفالة‬
‫يات المقررة لمجلس الشيوخ في هذا‬ ‫المستوى ادت ادي ‪ ،‬وتتلخص الص‬
‫الصدد في اشتراط الموافقة على تعيين بعه كبار الموظفين ‪ ،‬مثل نا ب الر يس‬
‫‪ ،‬والوزراء ‪ ،‬والقضاة في الم كمة العليا ‪ ،‬والسفراء ‪ ،‬وينص الدستور كذلك على‬
‫ضرورة موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ على المعاهدات المبرمة التي يبرمها‬
‫رية الر يس األمريكي في رسم‬ ‫الر يس ‪ ،‬وينطوي هذا الشرط على تقييد‬
‫السياسة الخارجية وتنفيذها "(‪. )2‬‬
‫وبعد هذا العره ‪ ،‬هل يمكن اعتبار الكون رس األمريكي امي النظام السياسي في‬
‫الوديات المت دة ‪ ،‬وهل كل ما كفله الدستور لهذه السلطة تخدم الصالح الشعب األمريكي‬
‫‪ ،‬بصفة خاصة والعالم والس م بصفة عامة ؟ ‪.‬‬
‫إن عددا من الكتاب والم للين األمريكيين يرون عكس ما تقدم ‪ ،‬فهذا جان بيار فيشوا يرى‬
‫أنه بالنظر للكون رس األمريكي دشك أن المرء يصدم عندما يرى كيف أن توزيع السلطة‬
‫يتم فع لت قيق أهداف غير ديمقراطية ‪ ،‬فقد كتب الص فيون وعلماء السياسة بل تى‬

‫‪ - 1‬أوصت اللجنة العدلية في مجلس النواب األمريكي فري ‪ 16‬يوليرو ‪ 2862‬باسرتعمال إجرراءات ادمينشرمنت ب رق‬
‫الر يس نيكسون برـ ‪ 16‬صروت ديمقراطري و ‪ 7‬جمهروريين مقابرل ‪ 22‬جمهروري اعترضروا ‪ ،‬غيرر أن اسرتقالته تعرد‬
‫سابقة تاريخية أفشلت تطبيق اإلجراءات ياله ‪.‬‬
‫‪ - 2‬راجع في هذا الخصوص ‪:‬‬
‫‪ -i‬عبد الس م المزوغي ‪ ،‬ال بيب وداعة ‪ ،‬تطور الفكر السياسي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 112‬‬
‫‪ -ii‬إسماعيل ال زال ‪ ،‬القانون الدستوري واألنظمة السياسة ‪ ،‬ص ‪. 472-471‬‬
‫‪ -iii‬م مد عاطف البنا ‪ :‬النظم السياسية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 57-51‬‬
‫‪ -iv‬م مود كامل ليلة ‪ ،‬النظم السياسية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 418-419‬‬
‫‪165‬‬
‫أعضاء الكون رس األمريكي أنفسهم عيوب الكون رس ونقا صه ‪ ،‬فبنيته هدامة وقواعد‬
‫عمله تستهلك الكثير من الوقت إضافة إلى األصول المرعبة ‪ ،‬فيه تجعله يعيق العمل‬
‫التشريعي ‪ ،‬فلعضاء الكون رس يقضون فترة طويلة من وقتهم في األدعيب السياسية(‪. )1‬‬
‫ويشير الر يس األمريكي جيمي كارتر في هذا الصدد إلى فساد الكون رس ‪ ،‬يا يقول‪" :‬‬
‫ليس من الممكن أن أعبر كما يجب عن قلقي من األثر السيا الذي تمارسه المصالح‬
‫الخاصة في واشنطن ‪ ،‬ففي كثير من األ وال يمكن إقنا أعضاء الكون رس الذين يتم‬
‫شرا هم بالتهديدات السياسية من نا ية ‪ ،‬والمكاف ت المالية من نا ية أخرى ‪ ،‬بالتصويت‬
‫ضد مصالح الب د ‪ .‬إن الكون رس يتجه إلى أضعف الضوابط األخ قية في السياسة‬
‫األمريكية "(‪. )2‬‬
‫إن الفساد داخل الكون رس منتشر لدرجة دعت أ د البا ثين إلى القول ‪ :‬إن الفساد منتشر‬
‫في ال كومة كانتشار الجريمة في الشوار ‪ ،‬ولكن الع قة هو أنه د يوجد من يصوت‬
‫للمجرمين في الشوار ‪ ،‬ولكن الشعب مازال يصوت لل كومة ‪.‬‬
‫كما أن الكون رس يقوم من خ ل اإلفساد واألعمال السي ة بتضليل الجمهور ‪ .‬ومن‬
‫ادنتقادات الهامة " أن الكون رس تسوده البلوترقراطية "(‪. )3‬‬
‫إن السلطة في الكون رس تبقى بين أيدي األعضاء الكبار الهامين ‪ ،‬الذين يضعونها في‬
‫خدمة مصالح رجال األعمال ‪ ،‬ود ظ رالف نادفان " السلطة تبقي في أيدي أول ك‬
‫المشرعين الكبار ‪ ،‬الذين يخدمون أص اب المصالح الكبرى "(‪. )4‬‬
‫فالقوانين التي تمر في الكون رس دتصدر من داخل م سساتها ‪ ،‬فالمبادرة إلى صنع‬
‫تكارات ‪.‬‬ ‫القرار تكون بالكامل في أيدي ال كومات واألجهزة التنفيذية التابعة ل‬
‫ويشير أ د الكتاب عن اإلدارة األمريكية أن " من النا ية الشكلية دبد أن يتقدم أ د‬
‫الشيوخ أو النواب بمشرو القانون ‪ ،‬ولكن من النا ية العملية فان معظم المشاريع تقوم‬
‫أود بصياغتها األجهزة التنفيذية ‪ ،‬أو جماعات المصالح ‪ .‬ثم تسلم بعد ذلك للنا ب ‪ ،‬أو‬
‫عضو مجلس الشيوخ ‪ ،‬وينفق مجلس الشيوخ معظم وقته وجهده في النظر في مشاريع‬
‫القوانين المقدمة من اإلدارة ال كومية(‪. )5‬‬

‫‪ - 1‬جان بيار فيشوا ‪ ،‬ال ضارة األمريكية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪ - 2‬التايم ‪-22‬أكتوبر‪2891-‬‬
‫‪ - 3‬جان بيار فيشو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ ( ، 422‬البلوتوقراطية ‪ :‬كومة األغنياء ) ‪.‬‬
‫‪ - 4‬رالررف نادفرران ‪ ،‬م ظررات ررول السررلطة التنفيذيررة فرري الوديررات المت رردة ‪ ،‬وكالررة امعلومررات األمريكيررة ‪ ،‬شرربكة‬
‫ادنترنيت ‪ ، 2886 ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 10f3‬‬
‫‪ - 5‬نيويرك تايمز ‪ ، 2867/9/41‬ص ‪. 26‬‬
‫‪167‬‬
‫ويشير الكتاب األخضر لما تقدم به السياسيون والم للون بلن هذه الديمقراطية في‬
‫الوديات المت دة بما يكفله دستورها ‪ ،‬ولكن في الواقع األقوياء دا ما ي كمون " هذه هي‬
‫الديمقراطية من النا ية النظرية وأما من النا ية الواقعية األقوياء دا ما ي كمون "(‪. )1‬‬

‫رابعا ‪ :‬السلطة القضائية " المحكمة العليا " ‪:‬‬


‫(*)‬
‫الم كمة‬ ‫تمارس السلطة القضا ية في ال كومة ادت ادية بموجب الدستور‬
‫العليا‪ ،‬والم اكم الفدرالية األدنى ‪ ،‬التي يعينها الكون رس ‪ ،‬وتتللف الم كمة العليا من‬
‫ر يس وثماني قضاة خرين ‪ ،‬يعينهم ر يس الوديات المت دة ‪ ،‬بعد موافقة مجلس الشيوخ‬
‫‪.‬‬
‫ويشير فر ات زيادة أنه " يتوخى على ر يس الجمهورية في اختيار القضاة لهذه الم كمة‬
‫أن يمثل أعضا ها جميع أقاليم الب د ومذاهبها الذاتية قدر اإلمكان "(‪ )2‬ويعين ه دء لمدى‬
‫ال ياة ‪ ،‬مقابل مرتبات ضخمة ‪ ،‬وتنظر هذه الم كمة في النزاعات الناش ة بين الوديات‬
‫األمريكية ‪ ،‬وعلى الدعاوى المقامة على ال كومة ادت ادية من قبل الوديات ‪ ،‬أو األفراد‪،‬‬
‫وبصورة عامة تنظر في جميع الدعاوى التي تطبق عليها القوانين ادت ادية(‪. )3‬‬
‫ود يستطيع الكون رس أن يعدل نظام الم كمة العليا ادت ادية ‪ ،‬إد بعد اتبا الطريقة‬
‫الخاصة بتعديل الدستور ‪.‬‬

‫المحكمة العليا ‪:‬‬


‫تتمتع السلطة القضا ية في الوديات المت دة باستق ل تام بالنسبة للسلطات‬
‫األخرى ‪ ،‬ف يا يوجد كم القانون أو كومة القوانين ‪ ،‬تتولى الم اكم ماية ال قوق‬
‫الشخصية ‪ ،‬أضف إلى هذه المهمة مراقبة دستورية القوانين الصادرة من المجالس‬
‫التشريعية ‪ ،‬ومنع السلطة التعدي على اختصاصات السلطة األخرى ‪ ،‬هذا الدور تقوم به‬

‫‪ - 1‬معمر القذافي ‪ ،‬الكتاب األخضر ‪ ،‬الفصل األول ‪ ،‬ل المشكلة الديمقراطية ‪ ،‬ص ‪. 62‬‬
‫يات‬ ‫* ‪ -‬انظر المل ق رقم (‪ )2‬نص المادة (‪ )4‬القسم األول والثاني والثالرا مرن الدسرتور األمريكري ويشرمل صر‬
‫السلطة القضا ية ‪ ،‬شبكة ادنترنيت ‪ ،‬التركيبة السياسية األمريكية ‪. 20f4 ، 20f3 ، 2886 ،‬‬
‫‪ - 2‬فر ات زيادة ‪ ،‬تاريخ الشعب األمريكي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 61‬‬
‫‪ - 3‬عبد ال ميد النعنعي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 211‬‬
‫‪166‬‬
‫الم اكم في الوديات المت دة ‪ ،‬ي ول القضايا السياسية إلى قضايا قانونية تناقم أ كام‬
‫الم اكم(‪. )1‬‬
‫وي كد أ مد كمال على األهمية الخاصة للم كمة العليا نظرا لتركيبتها واختصاصاتها‪،‬‬
‫يات واسعة إذ أنها د تكتفي بدراسة المشاكل القانونية في القضايا‬ ‫فهي تتمتع بص‬
‫المرفوعة إليها ‪ ،‬إنما لها ق النظر في الوقا ع المادية ‪ ،‬خ فا لما هو معمول به في الب د‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬والتي يوجد فيها م كمة تميز يعود لها فقط ق النظر في الوقا ع القانونية "‬
‫فالم كمة العليا تنظر في جميع القضايا الخاصة والعامة و تى اإلدارية ‪.‬‬

‫‪ -2‬تكوين الم كمة العليا ‪:‬‬


‫تتكون الم كمة من ر يس الم كمة ‪ ، ،‬الذي يعتبر الشخصية الثانية بعد ر يس الدولة ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬وقد يرفه مجلس الشيوخ‬ ‫وثمانية أعضاء يعينهم الر يس بموافقة مجلس الشيوخ‬
‫بعه التعيينات ‪ ،‬وخاصة إذا كانت األكثرية تنتمي إلى ال زب الذي ينتمي إليه الر يس‬
‫ويشير دافيد فالمان إلى أن الكون رس رفه تعيين الر يس جونسون ‪ ،‬للقاضي ‪Abe for‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ .‬يرى جان‬ ‫‪ tas‬كر يس للم كمة العليا ‪ ،‬وقد أعيد اختياره كر يس لها في السنة الثانية‬
‫ماري جوثير أن قاضي الم كمة العليا د يتم اختياره على أساس األخ قيات‪ ،‬ومبادئ‬
‫القانون ‪ ،‬بل يتم اختياره باعتباره شارة ي لم بها المجتمع "(‪. )5‬‬
‫ففي النقام الذي جرى ول تثبيت وتعيين القاضي توماس في منصبه في الم كمة العليا‬
‫‪ ،‬وأمام شاشات التلفزيون تمت المواجهة على أساس الصورة المعبرة وذات العبرة للطفل‬
‫الزنجي ‪ ،‬الذي نجح في تسلق السلم ادجتماعي ‪ ،‬وبين صورة المرشح الذي قدم للجمهور‬
‫على اعتبار أنه زير نساء ‪ ،‬اول است ل وإغواء مساعدته‪.‬‬
‫إد أن العره الشفاف تى وإن كان مسر يا ‪ ،‬يشكل بذاته عقبة أمام تفاقم السلطة ‪ ،‬ود‬
‫أ د يمكنه ادعتراه على أن مضاعفة اإلجراءات والقواعد هي عملية كبح قوى للتعسف‬
‫‪ ،‬ولكن يتضح عبر تطور الم كمة العليا أن تكاثر القواعد في الل ظة نفسها التي تختصر‬

‫‪ - 1‬إسماعيل ال زال ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 478‬‬


‫‪ - 2‬أ مد كمال ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 195‬‬
‫‪ - 3‬م مود كامل ليلة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 996‬‬
‫‪ - 4‬دافيد فلمان ‪ ،‬السيادة القضا ية من مارشال إلى بيرجر ‪ ،‬أضواء علرى دسرتور دولرة الوديرات المت ردة ‪ ،‬ترجمرة‬
‫أ مد كامل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 217‬‬
‫‪ - 5‬جان ماري جويثر ‪ ،‬نهايرة الديمقراطيرة ‪ ،‬ترجمرة الناشرر ‪ ،‬الردار الجماهيريرة للنشرر والتوزيرع ‪ ،‬سررت ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2885‬ص ‪. 221‬‬
‫‪169‬‬
‫فيها المبادئ ‪ ،‬إنما تعبر عن ال اجة إلى طقوس اجتماعية ‪ ،‬مثلما تعبر عن ادهتمام‬
‫بال رية و مايتها ‪.‬‬
‫وقد ي صل أن يقدم بعه القضاة استقالتهم عن عمر يناهز السبعين عاما لكن نادرا ما‬
‫يستقيل ه دء القضاة ‪.‬‬
‫وقد علق أ د الص فيين في مجلة ‪ Life‬األمريكية ‪ ،‬بلن قضاة الم كمة العليا‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬وقضاة الم كمة‬ ‫" يشكلون جزءا من أول ك الرجال الذين يموتون ود يستقيلون أبدا "‬
‫غير قابلين للعزل ‪ ،‬إد إذا وكموا باجراءات ادمبتشمنت ‪ ،‬بلغلبية ثلثي مجلس الشيوخ‬
‫وإنها هم بثلثي مجلس النواب ‪.‬‬
‫‪ -1‬اختصاصات الم كمة العليا ‪:‬‬
‫الدور الر يسي للم كمة هو مراقبة ادت اد ‪ ،‬ومراقبة دستورية القوانين ‪ ،‬فاعادة النظر في‬
‫القانونية بلعمال الكون رس التي تقوم بها الم اكم تشير إلى سلطة الم كمة بتقدير قانونية‬
‫القوانين الصادرة من الكون رس ‪.‬‬
‫وقدرة السلطة القضا ية بمراقبة السلطة التشريعية ‪ ،‬أشار إليها القاضي ‪ Holmes‬إذ قال‪" :‬‬
‫د أعتقد بلن الوديات المت دة تتشرف على النهاية ‪ ،‬إذا فقدنا قدرتنا على إع ن بط ن‬
‫عمل الكون رس "(‪. )2‬‬
‫هذه القدرة قد تقلص في المسا ل السياسية ‪ ،‬فقد أعلنت الم اكم أن د سلطة لها في‬
‫معالجتها ‪ ،‬غير أنه في أغلب األ يان تلجل الم اكم إلى اتبا التفسير الواسع لسلطاتها‪،‬‬
‫مما يخولها ق تقدير المسا ل السياسية ‪ ،‬وفيما يلي مجمل دختصاصات الم كمة ‪.‬‬
‫أ‪ -‬مراقبة ادت اد ‪:‬‬
‫المقصود بذلك هو ا ترام توزيع ادختصاصات التي نص عليها الدستور بين الدولة‬
‫ادت ادية ‪ ،‬والوديات األعضاء أو بصورة واض ة ا ترام المجالس التشريعية للوديات‬
‫األعضاء لهذا التوزيع ‪ ،‬ومراقبة ادت اد ‪ .‬ومراقبة دستورية القوانين لم يكن منصوصا‬
‫عليه في الدستور ‪ ،‬يا انطلقت هذه الرقابة بمبادرة من قبل ر يس الم كمة مارشال ‪،‬‬
‫الذي أطلق عليه لقب الم سس الثاني للدستور سنة ‪.)3( 2914‬‬

‫‪ - 1‬هنري ‪ ، ،‬إبراهام ‪ ،‬الم كمة العليا في العملية السياسية المتطورة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 66‬‬
‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 69‬‬
‫‪ - 3‬في قضية ماريوري ‪ -‬ماديسون ‪ ،‬خلص مارشال إلى أنه في ال اعتمراد أ رد المترداعين علرى قرانون " الفريرق‬
‫اآلخر على مادة في الدستور على الم كمة أن ت قق ما إذا كانت هناك بالفعل تناقه بين القرانون العرادي والقرانون‬
‫الدستوري ‪ ،‬وأن تختار بينهما ‪ ،‬وأن يقع اختيارها بتطبيق الدستور ‪ ،‬وإغفال القانون العادي ‪ ،‬وبهذا ادجتهاد تكون‬
‫الم كمة العليا ‪ ،‬شيدت بناء مراقبة دستورية القوانين ‪.‬‬
‫‪168‬‬
‫وفي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ‪ ،‬اتبعت الم كمة نهجا جديدا‬
‫بمراقبتها دستورية للقوانين المتعلقة بالسياسة ادقتصادية الفردية ‪ ،‬داعية إلى ال فاظ على‬
‫المبادئ العامة ل قتصاد ال ر(‪ ،)1‬هذا الموقف دفع بالفقه إلى إط ق صفة كومة القضاء‬
‫‪ ،‬على الم كمة العليا ومراقبة ادت اد ‪ ،‬تتم بمراقبة األ كام الصادرة عن م اكم الدولة أي‬
‫الت قق ‪ ،‬ما إذا كانت م اكم الدولة قد أخذت على عاتقها مراقبة القوانين التي تتعاره‬
‫والدستور ادت ادي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرقابة القضا ية على دستورية القوانين ‪:‬‬
‫‪ .‬إبراهام هي الت قق ما إذا كانت القوانين‬ ‫إن ال اية من هذه الرقابة كما يشير هنري ‪.‬‬
‫العادية د تناقه نصوص الدستور ‪ ،‬خ فا لتلك التي تتعلق بادت اد ‪ ،‬وباألخص‬
‫التعدي ت العشرة األولى للدستور ‪ ،‬والتي تعرف باع ن ال قوق(‪. )2‬‬
‫فمطابقة القانون العادي للقانون الدستوري ‪ ،‬يمكن أن تثار على صعيد الودية ‪ ،‬العضو‬
‫بالنسبة لدستورها الخاص بها وعلى صعيد ادت اد ‪ ،‬وكل نزا يعره على القضاء‬
‫للنظر بدستورية ‪ ،‬يقصد به مراقبة السلطة التشريعية ‪ ،‬ومعرفة ما إذا كان يعود للقاضي‬
‫أن يلخذ التدابير التي يرت يها ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلجراءات التي يستعملها القاضي لمراقبة دستورية القوانين ‪:‬‬
‫إن هناك إجراءات م ددة للقاضي تى يقر بمدى دستورية القانون من عدمه وهي كالتالي‬
‫‪:‬‬
‫تفسير البناء للقانون ‪ :‬وتقضي هذه الطريقة بتفسير القوانين الصادرة عن المجالس‬ ‫‪‬‬

‫التشريعية الم لية أو الكون رس ‪ ،‬ب يا يلتزم المشر بادنصيا لتفاسير القاضي ‪،‬‬
‫ية ضمن دود ومبادئ الدستور ‪ ،‬هذا التفسير د يلخذ بعين ادعتبار إرادة‬ ‫ول صر ص‬
‫المشر ود شكل القانون ‪.‬‬
‫إع ن عدم دستورية القانون ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اآلراء ادستشارية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الوسا ل المتبعة لمراقبة القوانين(‪. )1‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬إسماعيل ال زال ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 461‬‬


‫‪ - 1‬مارتن ‪.‬م ‪ .‬شابيرو ‪ ،‬الدستور وال قوق ادقتصادية ‪ ،‬أضواء على الدستور دولة الوديات المت دة ‪ ،‬مرجع‬
‫سابق ‪ ،‬ص ‪. 87‬‬
‫‪ - 2‬هنري ‪ . .‬ابراهام ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 68‬‬
‫‪191‬‬
‫‪ - 1‬لمزيد من ادط بهذا الخصوص راجرع ‪ :‬هنرري ابراهرام ‪ ،‬الم كمرة العليرا فري العمليرة السياسرية المتطرورة ‪،‬‬
‫أضواء على دستور دولة الوديرات المت ردة ‪ ،‬ترجمرة أ مرد كامرل ‪ ،‬مكتبرة األنجلرو المصررية ‪ ،‬ط‪ ، 2891 ، 2‬ص‬
‫‪. 84-91‬‬
‫‪192‬‬
‫‪ -4‬الدور السياسي للم كمة العليا ‪:‬‬
‫يبين لنا إسماعيل ال زال أن الم كمة العليا لعبت دورا على المسرح السياسي ومازالت‬
‫تلعب رغم بعه النفي لهذا الدور ‪ ،‬فقد عبر عن ذلك ل اكم مدينة نيويورك ‪،Hughes‬‬
‫الذي أصبح فيما بعد قاضيا أعلى للم كمة ‪ ،‬إذ قال ‪ " :‬يقودنا دستورنا ‪ ،‬لكن هل هذا‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬كذلك أعلن القاضي هولمن ‪ " 2826‬إنني أقر دون‬ ‫الدستور هو ما يقوله القضاة ؟ "‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬كذلك القاضي جاكسون سنة‬ ‫تردد بلن القضاة يشرعون ‪ ،‬ويتوجب عليهم التشريع "‬
‫‪ " 2822‬يا شبه الم كمة العليا بم تمر دستوري دا ما بامكانه تعديل القانون األساسي‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ .‬هذا الدور السياسي الذي مارسته الم كمة العليا‪،‬‬ ‫دون خضو اقترا اته ألي تعديل "‬
‫قد اتخذ في بعه المرا ل طابعا تقدميا ‪ ،‬وفي مرا ل أخرى طابعا م افظا‪ ،‬وبذلك يقسم‬
‫د‪ .‬أ مد كمال مرا ل الدور السياسي للم كمة العليا إلى ث ا مرا ل(‪: )4‬‬
‫أ‪ -‬الفترة من ‪: 2954-2912‬‬
‫تتميز هذه الفترة بمراقبة ادت اد ‪ ،‬ودستورية القوانين ‪ ،‬وبنزعة قومية ‪ ،‬فقد برهنت‬
‫الم كمة عن وجودها كسلطة من سلطات الدولة العامة ‪ ،‬وكمنظم لل ياة الدستورية ‪،‬‬
‫والفضل في ذلك يعود للقاضي األعلى مارشال ‪ ،‬مدعوما من الجهاز القضا ي بلكمله ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الفترة من نهاية القرن التاسع عشر ‪: 2846 -‬‬
‫تتميز هذه الفترة بالدور الم افظ لنشاط الم كمة الخاص ‪ ،‬فيما يتعلق بالتشريع العالمي‪،‬‬
‫وقد تدخلة الدولة في عقود العمل داعية إلى ماية مبدأ رية العقود ‪ ،‬وفي هذه الفترة لم‬
‫تناد بالرقابة الدستورية فقط عن القوانين الصادرة من الكون رس والمجالس ‪ ،‬بل تمتد إلى‬
‫مراقبة التعدي ت الدستورية ‪ ،‬وبذلك بدأ القاضي ‪ ،‬وكلنه فوق القوانين الدستورية ‪ ،‬ألنه‬
‫يوجد فوق الجميع القانون الطبيعي ‪ ،‬هذه األسباب أدت إلى وصف الم كمة ب كومة‬
‫القضاة ‪.‬‬
‫‪ -‬الفترة الثالثة ‪:‬‬
‫تتسم هذه الفترة بالتقدمية خاصة بعد تنصيب ‪ 2854 Earlworren‬قاضيا أعلى ‪ ،‬ونقطة‬
‫كم براون الصادر في ‪ 26‬مايو ‪ ، 2852‬والمتعلقة بالمساواة بين‬ ‫ادنط ق كانت‬

‫‪ - 1‬إسماعيل ال زال ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 461‬‬


‫‪ - 2‬مالك أبو شهيوة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 184‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 184‬‬
‫‪ - 4‬أ مد كمال ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 197-192‬‬
‫‪191‬‬
‫األجناس ‪ ،‬هذا ال كـم قضى على الفكرة القا مة منذ بداية القرن العشرين ‪ ،‬والتي تقول "‬
‫منفصلون لكننـا‬
‫متساوون !! فمنذ هذا القرار تعهدت الم كمة باقامة المساواة قدر اإلمكان ‪ ،‬في الع قات‬
‫ادجتماعية ‪ ،‬وبناء عليه قضت الم كمة بدستورية قانون ال قوق المدنية الصادر في‬
‫قوق التصويت ‪ ، 2875‬مل ية بذلك التمييز العنصري ‪ ،‬كما أن‬ ‫‪ ،2872‬وقانون‬
‫الم كمة تعهدت ب ماية ال ريات العامة ‪ ،‬وذلك بال د من سلطة األكثرية لصالح األفراد‬
‫واألقليات عم بمبدأ " لكل رجل صوت " هذا مبدأ فصل السلطات ‪ ،‬كما ينادي به في‬
‫ظة الواجب علينا أن نسوقها هي أن مبدأ‬ ‫النظام الر اسي األمريكي ‪ ،‬غير أن الم‬
‫ظ أن الم كمة العليا ت ولت في بعه األ يان إلى‬ ‫الفصل غير واضح تماما ‪ ،‬إننا ن‬
‫مجلس سياسي ثالا ‪ ،‬يا أصبح هذا الفصل غير مطلق ‪ ،‬نتيجة التعاون بين السلطات‬
‫بشكل يخالف هذا المبدأ ‪ ،‬فالر يس األمريكي و كومته يشترك في التشريع ‪ ،‬ومجلس‬
‫النواب يتدخل في كثير من المسا ل والش ون التنفيذية ‪ ،‬والسلطة القضا ية تتولى مراقبة‬
‫التشريع للتلكد من مدى دستوريته كذلك فان السلطتين التشريعية والتنفيذية متضافران‬
‫وتت دان على وقف السلطة القضا ية عند دها ‪ ،‬خصوصا بعد أن سرقت رقابتها لمبدأ‬
‫دستورية القوانين ‪ ،‬بدرجة أصب ت توصف "بلنها مجلس سياسي ثالا "(‪. )1‬‬
‫ومن هنا يتضح الفرق بين النظام األمريكي المقر في الدستور ‪ ،‬وبين الواقع العملي يا‬
‫ي كد الدستور األمريكي على مبدأ الفصل بين السلطات ‪ ،‬وي كد التطبيق العملي على‬
‫تعاون بين سلطات ‪ ،‬وقبل أن نختم ال ديا عن التركيبة السياسية ‪ ،‬نجد أنفسنا ملزمين‬
‫بالتطرق إلى األ زاب التي تشكل عصب ال ياة السياسية األمريكية ‪ ،‬فمنها ينطلق ترشيح‬
‫الر اسة‪ ،‬ومرش ي مجلس النواب ‪ ،‬والكون رس ‪ ،‬فما هي التركيبة ال زبية في الوديات‬
‫المت دة ؟ هل هي تعددية أم ثنا ية ؟ وما هي لية األ زاب وهيكليتها ؟ ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬األحزاب األمريكية ‪:‬‬


‫تضاربت راء الفقهاء السياسية ول جدوى النظام ال زبي ‪ ،‬إذا رأى فريق أنه د‬
‫بديل عن الدور الم دود الذي تقوم به األ زاب في ال ياة السياسية ‪ ،‬والفريق األخر د ظ‬
‫التدهور التدريجي في أهمية األ زاب ‪ ،‬أما الفريق الثالا فيرى من الضرورة إيجاد‬
‫أ زاب مس ولة تعالر النظام ال زبي األمريكي على أنه ‪ " :‬نظام زبي رباعي يلزم‬

‫‪194‬‬
‫ال كومة بادتفاق والت الف‪ ،‬بدد من أن يكون نظاما زبيا ثنا يا تخول لل زب المنتصر‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬أن ي كم والخاسر أن يعاره "‬
‫ففكرة إيجاد أ زاب مس ولة دقت اعتراضا من قبل السياسيين الذين أكدوا على‬
‫مناخ أمريكي خاص ‪ ،‬وأن الخصا ص ال زبية مهما كانت‬ ‫أن األ زاب هي نتا‬
‫الصعوبات التي تثيرها في وجه ال كومة هي من ضرورات " ثمن ادت اد " المجتمع‬
‫‪ " :‬أية م اولة‬ ‫شديد التباين ‪ ،‬وقد كتب أ د المناهضين لفكرة إيجاد أ زاب مس ولة قا‬
‫إلص ح األ زاب لمن ها المس ولية السياسية ست ير التاريخ ‪ ،‬والم سسات السياسية‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ .‬وي اول بعه ف سفة العلوم السياسية أن يكرسوا جمود الثنا ية ال زبية في‬ ‫ال ديثة "‬
‫الوديات المت دة ‪ ،‬بتقديم تبريرات ت مل في طياتها م الطات جسيمة فيقول ل ‪ .‬ت ‪ .‬لو ‪:‬‬
‫" إن الع قة المعقدة بين اإلطار الدستوري لل كومة والتنظيم السياسي ال زبي وبين‬
‫األسس األيديولوجية للسلوك السياسي ‪ ،‬هي األساس في التكوين السياسي األمريكي ‪،‬‬
‫فالنظام ال زبي األمريكي هو نظام ثنا ي بشكل خاص ‪ ،‬وعليه د يجب النظر إليه من‬
‫معيارين فقط ‪ ،‬بل عدة معايير " ويوضح الكاتب هذه المعايير فيقول ‪:‬‬
‫" … فهو من جهة عبارة عن نظام زبي رباعي يرتكز على الكون رس والر اسة ‪ ،‬هذه‬
‫التعددية دفعت بالبعه إلى وصف النظام ال زبي على أنه يتللف من خمسين زبا م ليا‬
‫‪ ،‬تنافس فيما بينها كل أربع سنوات من أجل هدف ر يسي هو إيصال مرشح إلى سدة‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ .‬ولكن نود اإلشارة إلى عدم الم ادة في استق لية األ زاب ‪ ،‬إذ أن‬ ‫ر اسة الدولة"‬
‫تزايد قوة السلطة المركزية جعلها ت ثر على مجرى ال ياة السياسية في ال كومات الم لية‬
‫في الوديات ‪ ،‬رغم ما تملكه من الوظا ف الهامة ‪ ،‬ومن هنا فاننا نخلص إلى أن أ د أهم‬
‫ال قا ق الصارخة في السياسة األمريكية هي استمرار تلك القوة السياسية م ثرة على‬
‫السلطة ادت ادية األمر الذي جعل توجيه السياسة األمريكية ‪ ،‬يتم من قبل قوى نا بة ‪ ،‬د‬
‫تمثل القوى ال قيقية والفاعلة في الدولة ‪ ،‬ود ترتبط بالمسا ل ال يوية التي تتعلق‬
‫بالمصل ة العامة ‪.‬‬
‫والس ال الذي يطرح نفسه هنا ‪ :‬هل هناك أ زاب ر اسية وأخرى للكون رس ؟‬

‫‪ - 1‬م مود كامل ليلة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 982‬‬


‫‪ . - 2‬م‪ .‬برسون ‪ ،‬الديمقراطية واأل زاب ‪ ،‬جامعة نيويورك ‪ ،‬ترجمة المبروك الصويعي ‪ ،‬شبكة ادنترنيت ‪،‬‬
‫‪ ، 2874‬ص ‪. 6‬‬
‫‪ - 3‬ميشيل كرد زير ‪ ،‬أزمة الديمقراطية ‪ ،‬ترجمة م مد فاروق ‪ ،‬دار العلم للطباعة ‪ ،‬اإلسكندرية‪، 2865،‬ص‪41‬‬
‫‪ - 4‬أ‪ .‬لو ‪ ،‬األ زاب السياسية في أمريكا ‪ ،‬منشورات جامعة اكسفورد ‪ ، 2876 ،‬ترجمة مبروك الصويعي ‪ ،‬شبكة‬
‫ادنترنيت ‪ ،‬ص ‪. 122‬‬
‫‪192‬‬
‫ويجيب على هذا التسا ل دن دي بنوا " إن البناء ادت ادي هو أ د األسباب‬
‫الر يسية لهذا التوزيع في القوى السياسية في الوديات المت دة ‪ ،‬وأثناء ت ديد سلطة‬
‫ال كومة أمام الم سسين خلقت نظاما صارما لجهة الفصل بين إدارة الر يس وإدارة‬
‫الكون رس ‪ ،‬فنجد للر يس قاعدة انتخابية ‪ ،‬وسلطات دستورية مميزة عن تلك العا دة‬
‫للكون رس ‪ ،‬ونتيجة للتوزيع الدستوري للسلطات ال كومية انقسم كل زب سياسي إلى‬
‫جنا ين ‪ ،‬جناح الر يس وجناح الكون رس "(‪. )1‬‬
‫هذا التقسيم دفع بالبروفيسور بيرسون إلى وصف النظام ال زبي بالرباعية ال زبية ‪:‬‬
‫ال زب الجمهوري الر اسي ‪ ،‬وال زب الجمهوري الكون رس ‪ ،‬وال زب الديمقراطي‬
‫الر اسي‪ ،‬وال زب الديمقراطي الكون رس ‪ ،‬مشيرا إلى أنها أ زاب منفصلة رغم تداخلها‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬ولكننا نرى أن‬ ‫‪ ،‬لكل زب خصا صه الدستورية ‪ ،‬وعقيدته وأسلوبه السياسي "‬
‫البروفيسور ي اول دون أي تلسيس وصف النظام السياسي األمريكي بالتعددية ال زبية ‪،‬‬
‫لكن هذا األمر غير ممكن إط قا وفق ر يته ‪ ،‬األمر يبقي ص ي ا من نا ية وا دة فقط ‪،‬‬
‫وهي أن ال زب الديمقراطي الر يسي ‪ ،‬إذا صح التعبير ‪ ،‬يجد دعامة في التجمعات‬
‫السكنية في المناطق الصناعية ‪ ،‬أما األكثرية الديمقراطية في مجلس الشيوخ والنواب‬
‫فيعتمدون على األرياف والضوا ي ‪ ،‬وهذا د يعني إط قا وجود تعددية بالمعنى‬
‫المطروح ‪ ،‬أ زاب ت مل ر ية وأيديولوجية ‪ ،‬وأفكار تطر ها وتدافع عنها ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة ايضا إلى أن القوى المميزة لطبيعة النظام ال زبي األمريكي ‪،‬‬
‫تتركز على ث ا قوى هي الدستور والنظام ادنتخابي والنوا ي ادجتماعية ‪ ،‬فاأل زاب‬
‫األمريكية تعاني من عدم وجود أيديولوجية ‪ ،‬رغم كونها دولة صناعية ‪ ،‬ف وجود ل زب‬
‫اشتراكي ‪ ،‬أو زب عمال ‪ ،‬إن د مركزية األ زاب األمريكية تنتر عنها عدم اعتبار‬
‫األ زاب األمريكية أ زاب كومة ‪ ،‬إن ما يقدمه الدستور د تجمعه األ زاب ‪.‬‬
‫ال زبين ي من بالرأسمالية ‪ ،‬ولن صر‬ ‫ويشير روبرت ‪ .‬أ ‪ .‬داهل إلى أن ك‬
‫الخ ف بينهما منذ ال رب العالمية الثانية في مدى تطبيق النظام الذي أسسه روزفلت في‬
‫األربعينات أي نظام دولة الرفاهية(‪. )3‬‬

‫‪ - 1‬دن دي بنوا ‪ ،‬أزمرة الديمقراطيرة ال ربيرة ‪ ،‬مجلرة الو ردة ‪ ،‬المجلرس القرومي للثقافرة العربيرة ‪ ،‬السرنة األولرى ‪،‬‬
‫العدد ‪ ، 6‬أبريل ‪ ، 2895 ،‬ص ‪. 212‬‬
‫‪ - 2‬بيرسون ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 8‬‬
‫‪ - 3‬ــــــــ ‪ ،‬الديمقراطية في الوديات المت ردة ‪ ،‬المجلرد الثراني ‪ ،‬العردد ‪ ، 21‬منشرورات جامعرة بوسرطن ‪، 2867 ،‬‬
‫شبكة ادنترنيت ‪ ،‬ترجمة المبروك الصويعي ‪ ،‬ص ‪. 185‬‬
‫‪195‬‬
‫إن م اولة ادعاء وجود تعددية زبية في الوديات المت دة ‪ ،‬يفندها التاريخ‬
‫السياسي األمريكي ‪ ،‬فجذور الثنا ية ال زبية تمتد إلى بداية تكوين الدولة ‪ ، 2696‬يا‬
‫انقسم أعضاء الم تمر فريقين ول ت ديد اختصاصات السلطة ادت ادية ‪ ،‬فريق تم ور‬
‫ول هاملتون ‪ ،‬ينادي بادت ادية وتقوية السلطة المركزية ‪ ،‬وفريق اآلخر الديمقراطي‬
‫ول توماس جيفرسون يدعو منح الوديات مزيدا من السلطة‬ ‫الجمهوري المتم ور‬
‫وادستق لية غير أن السبب الواقعي يعود إلى خ ف ول مركز الر اسة بين أدارمز‬
‫وجيفرسون ‪ ، 2687‬وتعمق هذا الخ ف بين جاكسون وادارمز ‪ ،‬مما أدي إلى قسمة‬
‫الديمقراطيين ‪ -‬الجمهوريين إلى جنا ين يتنافسان على الر اسة ‪ ،‬فقد اختار مجلس النواب‬
‫أدارمز لر اسة رغم التلييد الشعبي لجاكسون ‪ ،‬وفي سنة ‪ 2919‬بعد انتخاب جاكسون‬
‫ر يسا ‪ ،‬شكل ال زب الديمقراطي وفي سنة ‪ 2941‬خاه المعركة ادنتخابية ضد هنري‬
‫ك ي كمرشح لل زب الوطني الجمهوري ‪ ،‬وفي سنة ‪ 2747‬شكلت القوى المعادية‬
‫لجاكسون زب الويغ ‪ Whig‬الذي أوصل هاريسون إلى ر اسة الدولة ‪ ، 2927‬برز‬
‫ال زب الجمهوري على أنقاه زب الويغ "(‪. )1‬‬
‫إن هذه المقدمة التاريخية التي قدمها إسماعيل ال زال ‪ ،‬جسيمة لد ه كل‬
‫اددعاءات بوجود تعددية زبية في أمريكا ‪ ،‬ولكن هذه التعددية توجد بينها خطوط تماس‬
‫ي ترمها ك ال زبان تى يتم أصول اللعبة السياسية ‪.‬‬
‫ويشير عبد الس م المزوغي و بيب وداعة إلى أن اصول اللعبة السياسية تفتره‬
‫ا ترام " قانون الصمت " ففي الوديات المت دة ي صل ال زبان الكبيران على تمويلهما‬
‫من المنش ت الرأسمالية ‪ ،‬ولو ظ أنه خ ل ال قبة ‪ 2861-2821‬سادت الة من الوفاق‬
‫الضمني بين زعماء ال زب الديمقراطي والجمهوري ‪ ،‬فيما يتعلق بمصدر تمويل ال زبين‬
‫اللذين تقاسما فيما بينهما هذه المصادر(‪. )2‬‬
‫ويشير البا ثون األمريكيون إلى أنه من الواضح إذا دد أ د ال زبين مصادر‬
‫ال زب اآلخر ‪ ،‬فان التوازن يختل ‪ ،‬ولن يكون هناك م ل إلعمال قانون الصمت ‪ ،‬بل إن‬
‫اإلفادات التي تفرضها األ زاب السياسية د تقتصر على المنش ت الرأسمالية ف سب ‪.‬‬
‫وإنما تشمل المواطنين كذلك ‪ ،‬ففي ودية انديانا األمريكية يوجد ما يسمى بنادي‬
‫الـ ‪ %1‬الشهير ‪ ،‬ويقصد به أنه يتعين على كل موظف في المجالس الم لية بالودية أن‬

‫‪ - 1‬إسماعيل ال زال ‪ ، ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 121‬‬


‫‪ - 2‬عبد الس م المزوغي ‪ ،‬بيب وداعة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 491‬‬
‫‪197‬‬
‫يسدد مبل ا من المال إلى اكم في دا رة الو دة الم لية ‪ ،‬أما بالنسبة لموظفي الودية‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬إن األ زاب األمريكية التي تشكل دعامة من‬ ‫فمازال هذا التقليد مطبقا إلى ادن‬
‫دعامات الم سسات السياسية األمريكيـة لم تخلو من الفضا ح والمشاكل ‪ ،‬التي تعلق عليها‬
‫وتهدر مستقبلها السياسي ‪ ،‬منهـا‬

‫‪ - 1‬لن ‪ ،‬ن ‪ ،‬يورتن ‪ ،‬ال كومة … األ زاب ‪ ،‬الديمقراطية ‪ ،‬لندن ‪ ،‬منشورات جامعة بوستون ‪ ،‬المجلد ‪، 24‬‬
‫الجزء ‪ ، 2869 ، 1‬ترجمة المبروك الصويعي ‪ ،‬ص ‪. 281‬‬
‫‪196‬‬
‫فضي ة ووتر – جيت لل زب الجمهوري ‪ ،‬كذلك تدخل جماعات المصالح في توجهات‬
‫األ زاب‪ .‬ومنها تقوم فان التركيبة السياسية األمريكية نظريا هي خطوة على الطريق إلى‬
‫الديمقراطية ولكنها من النا ية التطبيقية التي عملنا على ربطها باإلطار النظري أوض ت‬
‫مدى الدكتاتورية والتي تمارسها هذه الم سسات والمصل ية التي تعمل على أساسها ‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المؤسسات غير الرسمية في التركيبة السياسية األمريكية ‪:‬‬
‫يقوم بين هذه الم سسات واأل زاب السياسية تشابه لجهة التنظيم الداخلي ‪،‬‬
‫وغاياتها ادجتماعية تختلف عنها لجهة العنصر السياسي ‪ ،‬إذ أنها د تستهدف أص‬
‫كاأل زاب ادستي ء على السلطة ‪ ،‬بل ت قيق غاياتها وأهدافها عن طريق األ زاب ‪ ،‬ومن‬
‫هذه الم سسات جماعات الض ط ووسا ل اإلع م والرأي العام ‪.‬‬
‫أوال ‪ -‬جماعات الضغط ‪:‬‬
‫هي كما تدل عليها تسميتها عبارة عن تنظيمات تمثل مصالح خاصة لبعه‬
‫الناس‪ ،‬تمارس ض طا على ال كام والكون رس من أجل إصدار تشريعات ‪ ،‬تراعي‬
‫المصالح المشتركة لها ‪ ،‬وقد عرفها البروفيسور جان ميثو بقوله " هي … العدد الذي د‬
‫ي صى من الجماعات والجمعيات والنقابات أو الت ركات التي يدفعها عن المصالح‬
‫المشتركة ألعضا ها ‪ ،‬تجهد بكل ما أوتيت من وسا ل مباشرة أو غير مباشرة للتلثير على‬
‫التصرف ال كومي والتشريعي لتوجيه الرأي العام "(‪. )1‬‬
‫ظ جيمس لي راي " أن في نظام سياسي مفتوح وغير هيكلي مثل النظام‬ ‫وي‬
‫األمريكي فان جماعات المصالح جيدة التنظيم ‪ ،‬تستطيع أن تعطي راء األقل وزنا أكثر‬
‫من وزن الرأي العام واسع ادنتشار"(‪. )2‬‬
‫فقد شهدت الوديات المت دة األمريكية تلثيرا سافرا للمال في ادنتخابات التي‬
‫تجري هناك ‪ ،‬سواء كانت انتخابات ر اسية أو انتخابات نيابية ‪ ،‬تشير األرقام إلى الزيادة‬
‫المطردة في المبالغ التي تتفق في المعارك ادنتخابية ‪.‬‬
‫ويذكر أنه في عام ‪ 2879‬انفقت إ دى عشرة أسرة أمريكية األكثر ثراء مبالغ وصلت‬
‫‪ 411‬مليون دودر ‪ ،‬ووصلت تكلفة المعارك ادنتخابية ذروتها ‪ ،‬فبل ت في أعوام ‪2871‬‬
‫‪ 2861 ، 2879 ،‬مبلغ ‪ 111‬مليون و ‪ 411‬و ‪ 211‬مليون دودر على التوالي(‪. )3‬‬
‫و سبما أعلن جور رولد ال ا ز على جا زة نوبل للس م في الم تمر الدولي الذي عقد‬
‫في بروكسل بمقر الجماعة األوروبية في عام ‪ 2892‬لم اكمة الر يس ري ان وسياسته‬
‫الخارجية‪،‬‬

‫‪ - 1‬جان ميثو ‪ ،‬جماعات الض ط في الديمقراطية الفرنسية ‪ ،‬ترجمة دار عويدات ‪ ،‬دار عويدات للنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫ط‪ ، 2‬بيروت ‪ ، 2862 ،‬ص ‪. 27‬‬
‫‪ - 2‬جيمس لي راى ‪ ،‬مستقبل الع قات األمريكية اإلسرا يلية مفترق طرق ‪ ،‬ترجمة م مد مشعل ‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 256 ، 2896 ، 2‬‬
‫‪ - 3‬سعيد الشرقاوي ‪ ،‬األ زاب السياسية وجماعات الض ط ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 84‬‬
‫‪198‬‬
‫ذكر أن " الوديات المت دة د ي كمها نظام يقوم على زبين ‪ ،‬كما يدعي البعه ‪ ،‬بل‬
‫على زب وا د فقط ‪ ،‬يدعي بصفة التعدد لتضليل الرأي العام ‪ ،‬والر يس ري ان ليس‬
‫صا ب القرار ود يعدو أن يكون خادما ألص اب الكلمة الفصل ال قيقيين ‪ ،‬وه دء هم‬
‫أص اب الشركات المتعددة الجنسية ‪ ،‬التي تضم في هي ة مشهورة تعرف باسم اللجنة‬
‫الث ثية ‪ ، The trilecred commission‬وث ثيتها هذه ترجع إلى توزيع ساباتها بين‬
‫الوديات المت دة وأوروبا ال ربية واليابان "(‪. )1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن هذه اللجنة تلسست عام ‪ ، 2864‬ووقع على كاهلها اختيار‬
‫كل من كارتر ‪ ،‬ومديزيل ‪ ،‬وفاتسي ‪ ،‬وبريجنسكي ‪ ،‬في انتخابات ‪ ، 2868‬ثم قامت‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫بالتخلي عنهم جميعا ‪ ،‬بعد ذلك كي تختار ري ان دون أن يكون منتميا إلى عضويتها‬
‫(*)‬
‫للسياسات التي تريدها اللجنة‬ ‫أنه كان أكثر تمثي‬ ‫وكان هذا ادختيار لري ان بدعوى‬
‫الث ثية في ظروف إجراء ادنتخابات ‪ ،‬وتضم هذه اللجنة خمس عشر من أكبر ممثلي‬
‫الشركات المتعددة الجنسيات األمريكية ‪ ،‬و خرون هم رجال سياسة يلعبون دورا بارزا في‬
‫تسيير دفة ال كم ‪.‬‬
‫ووقع اختيار اللجنة على ري ان دنتخابات الر اسة ‪ 2892‬لمرة الثانية أمام منافسة‬
‫مونديل‪ ،‬الذي كان عضوا باللجنة ‪ ،‬ولكن دوره ت دد في تلك الل ظة بالذات في إجهاه‬
‫معارضة ال زب الديمقراطي للر يس ري ان ‪ ،‬وليس في تشكيل منافس قوي له(‪ ،)3‬ويشير‬
‫الكاتب الروسي ميتيشن إلى ما ورد في مجلة نيوزويك األمريكية عن وصف للع قة بين‬
‫النفوذ السياسية في أمريكا ‪ ،‬بلنها ع قة عضوية جدا " إن م اولة اإلص ح في هذا‬
‫المجال هي أشبه ما تكون بلن تطالب من الطبيب أن يجري لنفسه عملية جرا ة فتح قلب‬
‫!! "(‪. )4‬‬
‫وقد أشرنا في الفصل األول من المب ا الثالا إلى أ د أهم جماعات الض ط في‬
‫الوديات المت دة وهي جماعات اللوبي الصهيوني ‪.‬‬

‫‪ - 1‬م اكمة ري ان ‪ ،‬كتاب األهالي ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2895 ،‬ص ‪. 22‬‬


‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬
‫* ‪ -‬جاء ذلك بناء على توصية إ دى م سسي اللجنة ‪ /‬الدكتور هنري كسنجر ‪.‬‬
‫‪ - 3‬عقررد فرري بروكسررل فرري الفترررة مررن ‪ 19‬إلررى ‪ 41‬سرربتمبر ‪ 2892‬م اكمررة للررر يس ري رران وسياسررته الخارجيررة ‪-‬‬
‫م اكمة ري ان ‪ ،‬كتاب األهالي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 12‬‬
‫‪ - 4‬مينشين ‪ ،‬الديمقراطية والبرجوازية في النظرية والتطبيق ‪ ،‬دار الثقافة الجديدة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ب ت ‪،‬ص‪.281‬‬
‫‪181‬‬
‫ثانيا ‪ -‬وسائل اإلعالم ‪:‬‬
‫كومية في الوديات المت دة وتعمل في الدول التي تنادي‬ ‫هي وسيلة غير‬
‫"بالديمقراطية" كي تنقل هدف الشعب إلى ال كومة ‪ ،‬والعكس ‪ ،‬وهذا الوضع يجعلها‬
‫م ايدة في نقل األخبار الداخلية والخارجية ‪ ،‬ويمكن أن تكون أداة الديمقراطية الفعالة في‬
‫التوعية والمعرفة ‪ ،‬دسيما فيما يتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية ‪ ،‬ولكن إذا أسيء‬
‫استخدام تلك الوسا ل في غير أغراضها‪ ،‬فسرعان ما يزول عنها هذا الدور ‪ ،‬والقوانين‬
‫في الوديات المت دة د تعاقب من يسيء استخدام تلك الوسا ل ألنها أداة شعبية يعبر فيها‬
‫الشعب عن إراداته(‪. )1‬‬
‫إد أن وسا ل اإلع م في قيقتها في الوديات المت دة األمريكية تخضع لسيطرة‬
‫جماعات المصالح السياسية ‪ ،‬وغير السياسية ‪ ،‬التي توجهها ن و ت قيق مصال ها ‪.‬‬
‫ومما يزيد خطورة األمر ‪ ،‬فان جماعات الض ط تست ل ضعف الثقافة لبعه‬
‫المواطنين‪ ،‬وتوجههم بما يخدم مصال هم ‪ ،‬ود يخدم المصل ة العامة ‪ ،‬فبدد من أن‬
‫تكون الص افة الرقيب على أعمال ال كومة في الميادين كافة ‪ ،‬تست لها جماعات الض ط‬
‫والمصالح لتعبر عن مصال ها ورغباتها ‪ ،‬وهناك بعه الص ف سقطت في فخ تلك‬
‫الجماعات وبذلك " … يصبح صوت جماعات الض ط أعلى من صوت الشعب األمريكي‬
‫"(‪. )2‬‬
‫وهكذا نجد أن رسم سياسة الوديات المت دة تتعاون فيها أكثر من جهة وا دة ‪،‬‬
‫فهي عملية تدقيق موازنة من وجهة النظر األمريكية ‪ ،‬ولكنها تخضع من النا ية الفعلية‬
‫السلطتين ‪ ،‬وكذلك التاثير الخارجي والظروف‬ ‫إلى ذوي النفوذ والتلثير على ك‬
‫والمصالح التي يسمح بقياسها النظام في الوديات المت دة األمريكية ‪ ،‬وتتلثر السياسة‬
‫األمريكية بقوة الر يس ‪ ،‬وهذا ما صل بالفعل في قضية الصرا العربي ‪ -‬الصهيوني ‪،‬‬
‫والر يس ترومان الذي ي يد المخطط اإلسرا يلي‪.‬‬
‫ورغم تدني دور الص افة في التلثير على السلطة السياسية ‪ ،‬إد أن هناك بعه‬
‫الص ف األمريكية دتزال را دة في هذا المضمار ‪ ،‬منها ص يفة بوست التي كشفت‬
‫فضي ة وتر غيت والتي أدت إلى استقالة الر يس نيكسون ‪.‬‬

‫‪ - 1‬مالك أبو شهيوة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 228‬‬


‫‪ - 2‬سعيد الشرقاوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 68‬‬
‫‪182‬‬
‫ثالثا ‪ -‬الرأي العام ‪:‬‬
‫يعتبر الرأي العام من أفضل وسا ل تكوين السلوك اإلنساني ود يكفي المجال هنا‬
‫لل ديا عن دور الرأي العام في التلثير على التركيبة السياسية ألن ذلك ي تا إلى دراسة‬
‫منفصلة فالرأي ينقسم إلى رأي فردي وأخرى عام ‪.‬‬
‫والرأي العام كما يعرفه دكتور جاب هللا موسى سن ‪ " :‬هو رأي سط ي يعكس‬
‫الرأي الخاص الذي يتصف بالعمق والجدية "(‪ ،)1‬ويرى جبريل تراد بلن الرأي العام هو "‬
‫عبارة عن ع قة نية تقوم بين عدد من الناس من جراء كمهم المشترك على عدد من‬
‫القضايا ‪ ،‬في ين يعتبر أميل دور كايم الرأي العام عبارة عن جمع قيقي ينشل بفعل‬
‫و دة التضامن وو دة اإل كام التي تطلقها المجموعة "(‪. )2‬‬
‫ويعتبر الرأي العام من أفضل الوسا ل في ممارسة السلطة السياسية ‪ ،‬وتعتبر‬
‫ال كومة األمريكية من كومات رأي ‪ " ،‬ألن الدولة الشرعية التي تتجسد بالجسم‬
‫ادنتخابي تخول للرأي العام أن ي كم بوساطة الم سسات القا مة ‪ ،‬إذن على الرأي العام‬
‫أن ي كم ‪ ،‬وأن يعطي التوجيهات األساسية في جو من ال رية والمساواة ‪ ،‬ف رية تكوين‬
‫الرأي تسمح بتعدد اآلراء‪ ،‬والرأي األقوى يت لب على األضعف دون توسل العنف "(‪. )3‬‬
‫إن المساواة في الرأي ‪ ،‬تسمح بال وار أو باأل رى النقام ‪ ،‬واختيار األفضل من‬
‫بين مختلف اآلراء ‪ ،‬تى تتوصل إلى رأي عام ص ي ‪.‬‬
‫ويشير إسماعيل ال زال أنه من شروط كومة الرأي أن يكون الجسم ادنتخابي‬
‫متوازيا في تكوينه مع الرأي العام نفسه ‪ ،‬كما أن البرلمان يجب أن يكون على اتصال دا م‬
‫ومباشر معه‪ ،‬كذلك ال ال بالنسبة لل كومة التي يجب أن تنبثق بصورة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة عن الرأي العام‪ ،‬فهي تنبثق بصورة مباشرة عن الهي ة الناخبة في النظام الر اسي‬
‫األمريكي(‪. )4‬‬
‫وفي مر لة تكوين الرأي العام يلعب صانعوا اآلراء دورا ر يسيا في وضع‬
‫المعلومات في الجماهير بالطريقة التي تناسب أهدافهم ‪ ،‬وعدم اتسام صانعي اآلراء‬
‫بالموضوعية والنزاهة‪ ،‬فان ذلك يشكل خطرا على ال رية من الطاغية ذاته ‪.‬‬

‫‪ - 1‬جرراب هللا موسررى سر ن ‪ ،‬الرررأي العررام ‪ ،‬م اضرررات غيررر منشررورة ‪ ،‬الدراسررات العليررا ‪ ،‬قسررم اإلعر م ‪ ،‬جامعررة‬
‫قاريونس ‪ ، 2881 ،‬ص ‪. 8‬‬
‫‪ - 2‬زايد عبد الباقي ‪ ،‬علم النفس ادجتماعي في المجادت اإلع مية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬
‫‪ - 3‬جيمس بنيت ‪ ،‬األكاذيب الرسمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 81‬‬
‫‪ - 4‬إسماعيل ال زال ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 112‬‬
‫‪181‬‬
‫لقد ت ولت صناعة اآلراء إلى رفة تدر الم يين في الوديات المت دة ‪ ،‬فهي‬
‫تبتدأ من القمة ‪ ،‬ود دخل للقاعدة الشعبية بها ‪ ،‬ويمثل أن تمارس الجماهير تلثيرها على‬
‫القمة يكون قد جرى التلثير عل يها قبل أن ترغب في شيء ‪ ،‬تكون قد أعدت لترغب ذلك‬
‫الشيء ‪ ،‬وبالتالي ما يتم في أمريكا ليس إرادة شعبية أصلية ‪ ،‬بل مصنوعة ومجهزة ‪.‬‬
‫ظ هنا أن الديمقراطية تعترف للرأي العام بمكانة مهمة في ممارسة‬ ‫إن الم‬
‫السلطة السياسية ‪ ،‬ولكن يجب أن نذكر أن الديمقراطية تعني "ال كم الشعبي وليست‬
‫التعبير الشعبي"(‪. )1‬‬
‫لقد وقفنا بشكل واضح على لية صناعة القرار السياسي في الوديات المت دة‬
‫وهي اتها وبنيتها السياسية ‪ ،‬األمر الذي نخلص فيه أن الديمقراطية األمريكية هي‬
‫ديمقراطية جماعات الض ط ‪ ،‬وأن الر يس ت ت سيطرة جماعات الض ط والمصالح‬
‫والشركات المتعددة الجنسيات‪ ،‬وأن الكون رس كذلك ‪ ،‬فهل هذه ديمقراطية قيقية ؟ أم‬
‫كومة دكتاتورية يسيطر عليها األغنياء ‪ ،‬إن أ د أسباب الصدام الليبي األمريكي يعود‬
‫إلى اخت ف المصالح واإلرادات ‪ ،‬فالوديات المت دة ترى بمنظور القوة الخفية الم رك‬
‫لسياستها أن ليبيا دولة إرهابية وتدعم اإلرهاب ‪ ،‬وأن ليبيا ي كمها الجيم بزعامة القذافي‬
‫‪ ،‬موظفة في ذلك كل وسا ل اإلع م التي ساعدت في تشكيل رأي عام مشبع بهذه األفكار‬
‫‪ ،‬إن القذافي يعرف التركيبة األمريكية على قيقتها وبعين الناقد السياسي ‪ ،‬رأى أن‬
‫الر يس األمريكي أداة طيعة في يد الدوا ر الرسمية من الخارجية ‪ ،‬والبنتاغون ‪،‬‬
‫والمخابرات ‪ ،‬وأص اب الشركات فهل هذه هي الديمقراطية ال ربية ؟!! ‪.‬‬
‫س ال أجاب عنه القذافي بكل صرا ة األمر الذي دعى تلك األجهزة أن تضع‬
‫عليه الدا رة ال مراء ‪ ،‬فمن كارتر إلى ري ان إلى بوم لم تت ير السياسة األمريكية ن و‬
‫القذافي وليبيا‪ ،‬األمر الذي يعني أن ليس الر يس هو الم رك لدفة ال كم بل القوة الخفية ‪.‬‬
‫وبما أننا في صدد ال ديا على القذافي ‪ ،‬فان الضرورة تلح علينا الوقوف بشيء‬
‫من التفصيل على الع قات الليبية ‪ -‬األمريكية مرا لها وتطورها وأهم الم طات فيها ‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬العالقات الليبية ‪ -‬األمريكية حتى نهاية فترة حكم الرئيس ريغان‬

‫المــدخـــل ‪:‬‬

‫‪ - 1‬معمر القذافي ‪ ،‬الكتاب األخضر ‪ ،‬الفصل األول ‪ ،‬ل المشكل الديمقراطي ‪ ،‬ص ‪. 76‬‬
‫‪182‬‬
‫إن الب رررا فررري تررراريخ الع قرررات الليبيرررة ‪ -‬األمريكيرررة تمليررره ضررررورة أكاديميرررة‬
‫منهجية من نا ية ‪ ،‬وله أهمية وفا دة كبرى في دراسة الع قات بين البلدين فري الوقرت‬
‫الراهن من جهة أخرى‪.‬‬
‫فبالرغم من أن الكثيرر يتجنرب التتبرع التراريخي فري مثرل هرذه الدراسرات ‪ ،‬نظررا‬
‫لظرفية األ داا وت يرهرا ‪ ،‬مرن فتررة زمنيرة إلرى أخررى ويرجرع السربب إلرى أن أشرياء‬
‫كثيرة كانت مبا ة دوليرا فري وقرت مرا ‪ .‬وقرد أصرب ت م رنمرة اآلن خاصرة فيمرا يتعلرق‬
‫بتطور األ كام والقواعد التي تنظم الع قات الدولية ‪.‬‬
‫ظ تشابها‬ ‫إد أننا في الواقع من خ ل استقرا نا للع قات الليبية ‪ -‬األمريكية ن‬
‫كبيرررا فرري الوقررا ع واأل ررداا التاريخيررة وتكرررارا ل‪،‬سرراليب والوسررا ل المسررتخدمة فرري‬
‫ظ‪،‬‬ ‫الع قات بين البلردين فنجرد أن الع قرات ترارة تكرون فري مر لرة تعراون كمرا سرن‬
‫ظ بشركل عرام كمرا سرتبين األسرطر‬ ‫وتارة تكون في مر لة تدهور وتوتر ‪ .‬إد أن الم‬
‫القادمة أن الع قات برين البلردين لرم تصرل إلرى مر لرة التو رد إد فري عهرد فتررة ال كرم‬
‫الملكي الليبي ‪.‬‬
‫ويرجع هذا األمر إلى ثبات المفراهيم التري لرم تت يرر بت يرر الرزمن األمرر ‪ ،‬الرذي‬
‫دفع بالبا ا إلى التركيز على اإلطار التاريخي لهذه الع قات ‪.‬‬
‫ففرري الوقررت الررذي رردا فيرره صرردام بررين ليبيررا والوديررات المت رردة األمريكيررة ‪،‬‬
‫يصا ب ذلك الصدام ظر أو مقاطعة ‪ ،‬بل قد يصل األمر إلى ال صرار ادقتصرادي ‪،‬‬
‫وهذه األساليب دثت في بداية القرن التاسع عشر ‪ ،‬إبان الصدام األمريكي مع يوسرف‬
‫باشررا والرري طرررابلس ‪ ،‬ونفررس األسررلوب اتبررع فرري عهررد الررر يس ري رران ‪ ،‬بررل إن هررذه‬
‫األساليب مازالت مستمرة تى فترة إعداد هذه الدراسة ‪.‬‬
‫كما أن الوديات المت دة األمريكية في أغلب ادت الصدام التي مرت مع ليبيا‬
‫لم تواجههرا منفرردة ‪ ،‬برل كانرت تسرتعين بتلييرد ومناصررة دولرة أو أكثرر ‪ ،‬فقرد اسرتعانت‬
‫الوديات المت دة بالسويد في القرن التاسع عشر واستعانت ببريطانيرا فري عهرد الرر يس‬
‫ري ان في ال ارة على طرابلس وبن ازي في أبريل ‪2897‬ف ‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫ويمكن اإلشارة هنا إلى التطابق التاريخي األهم ‪ ،‬وهي األسباب والدواعي التي‬
‫استخدمتها الوديات المت دة ك جة لم اصرة الموانا الليبية ‪ ،‬أو إع ن ال ررب عليهرا‬
‫‪ .‬نفس األسباب التي استخدمها توماس جيفرسون هي التي استخدمها ري ان مرع تطرور‬
‫شكلي د ي ثر على المضمون ‪.‬‬
‫فقد كانت جة ري ان في العدوان على ليبيا هري مكاف رة اإلرهراب ‪ ،‬واسرتخدام‬
‫توماس جيفرسون جة م اربة القراصنة وتلديب الدول المتبربرة ‪.‬‬
‫وقد خاطب الر يس توماس جيفرسون مجلرس األمرة األمريكري فري ‪ 25‬ديسرمبر ‪2911‬‬
‫بقوله ‪" :‬دزلنرا ن ترا لبنراء بعره القروات فري الب رر المتوسرط ‪ ،‬لكري يسرتمر ضر طنا‬
‫على قراصنة طرابلس ‪ ،‬تى يقبلوا الس م برل يجرب أن نزيرد هرذه القروة ونكرون علرى‬
‫ذر من دول البربر األخر "(‪. )1‬‬
‫إن النظر إلى تاريخ الع قات الليبيرة ‪ -‬األمريكيرة سيوضرح لنرا جوانرب غامضرة‬
‫لرردى الكثيرررين ‪ ،‬ومعلومررات تفيررد الدراسررة بشرركل كبيررر ‪ ،‬منهررا أن أول إع ر ن لل رررب‬
‫صرردر مررن الوديررات المت رردة بعررد ادسررتق ل هررو إع ر ن ال رررب علررى ليبيررا ‪ .‬وأن أول‬
‫أسطول ب ري أمريكي تشكل عام ‪ 2682‬بقرار من الكون رس األمريكي ‪ ،‬والذي كان‬
‫يضم وقتها ست سفن ‪ ،‬قرام برلول مهمرة ب ريرة عسركرية لره فري الب رر المتوسرط ‪ ،‬هري‬
‫مهاجمررة قطعتررين ب ررريتين تابعررة ل كومررة طرررابلس ‪ ،‬كانتررا فرري مهمررة فرري مينرراء جبررل‬
‫طارق ‪ ،‬وقد كتب قا د إ دى السفن األمريكية السرت إلرى قا رد األسرطول القا رد دال فري‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪. 2912‬‬
‫إلى القا د دال ‪:‬‬
‫" أفيدكم بلنني اشتبكت في يروم ‪ 2‬أغسرطس مرع براخرة ليبيرة إسرمها طررابلس ‪ ،‬وعليهرا‬
‫‪ 22‬مدفعا يقودها م مد سوس ‪ ،‬ودام ادشتباك لمردة ثر ا سراعات بردون توقرف أبردا ‪،‬‬
‫بعد ذلك استسلمت الباخرة ‪ ،‬و اصررنها فوجردنها عبرارة عرن مذب رة مخيفرة ‪ ،‬فقرد قترل‬
‫عشرون رج … وجرح ث ثون ومن بين الجر ى ضابط م زم " ‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أندروستريت‬
‫وكرران القا ررد دال قررد خاطررب وزيررر الب ريررة األمريكيررة مررن جبررل طررارق فرري ‪28‬‬
‫يوليو ‪ 2912‬يبل ه أنه وصل مضيق جبرل طرارق ‪ ،‬وأن معره قا رد الب ريرة الطرابلسرية‬
‫ومعه سفينة بها ‪ 17‬مدفعا مرن عيرارات مختلفرة و ‪ 171‬رجر ‪ ،‬وضرمنت أن طررابلس‬
‫ليست في الة رب مع أمريكا وأنه جاء للتزود بالمياه والم ن(‪. )3‬‬
‫وسيتم التركيز على فترة ما بعد ال رب العالمية الثانيرة يرا وصرلت الع قرات‬
‫الليبيررة ‪ -‬األمريكيررة إلررى مر لررة التبعيررة الكاملررة ‪ ،‬أو اد تررواء فرري العهررد الملكرري بعررد‬
‫ادسررتق ل فرري ديسررمبر ‪2851‬م ‪ .‬ومر لررة الترردهور والترروتر والتصررادم فرري اإلرادات‬
‫والمصررالح بررين الرردولتين ‪،‬الترري كانررت فرري عهررد الررر يس ري رران والررذي وصررل إلررى ررد‬
‫المواجهة وال رب ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ -‬العالقات الليبية ‪ -‬األمريكية في القرن التاسع عشر ‪:‬‬


‫الع قات الليبية ‪ -‬األمريكية شلنها شلن ع قات الوديات المت دة مع براقي دول‬
‫شمال أفريقيا ‪ ،‬يا سلكت اإلدارة األمريكية نفس المسلك وميزت الع قرات فري شركل‬
‫معاهرردات مررع نهايررة القرررن السررابع عشررر ‪ ،‬و صررول الوديررات المت رردة علررى ال مايررة‬
‫الب ريررة لسررفنها التجاريررة فرري الب ررر المتوسررط ‪ .‬وتقرروم الوديررات المت رردة بموجررب هررذه‬
‫المعاهدات بدفع رسوم ومبالغ مالية‪ ،‬ووقعت أمريكا عرام ‪ 2911‬معاهردة مرع طررابلس‬
‫تدفع بموجبها ‪ 29‬ألف دودر سنويا ‪ ،‬مقابل ماية السفن األمريكية مرن القرصرنة التري‬
‫ظ أن الع قات بين البلدين كانرت اقتصرادية‬ ‫كانت سا دة وشا عة في ذلك الوقت ‪ ،‬ون‬
‫‪ ،‬ولكن بمجرد ظهور أول قطعة ب رية أمريكية ‪ -‬عسكرية ‪ -‬في الب ر المتوسرط ت يرر‬

‫‪ - 1‬من م اضر مجلس األمة األمريكي ‪ ،‬ررب القراصرنة برين دول الم ررب العربري والوديرات المت ردة ‪ ،‬تجميرع‬
‫وترجمة منصور عمر الشتيوي ‪ ،‬دار الفرجاني ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪ ، 2861 ، 2‬ص ‪. 25‬‬
‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 221‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 224‬‬
‫‪186‬‬
‫سير الع قات ‪ ،‬فبدأت ع قات متوترة أدت إلى ال رب ‪ .‬فرال رب هرو السرا د ‪ ،‬ومبردأ‬
‫فره الس م بالقوة هو المطروح(‪. )1‬‬

‫أوال ‪ -‬العالقات االقتصادية في القرن التاسع عشر ‪:‬‬


‫لم يكن للسفن األمريكية وجود مستقل بذاته في الب ر المتوسط ‪ ،‬فهري كمرا نعلرم‬
‫كانت مستعمرة بريطانية ‪ ،‬وبالتالي فان السرفن األمريكيرة كانرت ترفرع العلرم البريطراني‬
‫وتعطي جواز مرور إنجليزي ‪ ،‬يا أن بريطانيا كانت لها ع قرات جيردة فري القررنين‬
‫الثررامن عشررر والتاسررع عشررر مررع دول الم رررب العربرري ‪ ،‬نتيجررة التزامهررا بالمعاهرردات‬
‫المبرمة بينهم ‪ ،‬ودفعها للرسوم المقررة مقابل ماية السفن البريطانية ‪ ،‬هرذه الوضرعية‬
‫المستقرة في المعام ت انعكست ثارها مباشرة على السفن األمريكية التري ترفرع العلرم‬
‫البريطرراني(‪ )2‬ويمكررن أن نشررير إلررى جررم التبررادل التجرراري فرري هررذه الفترررة فرري منطقررة‬
‫الب ررر المتوسررط مررع الوديررات المت رردة سررب مررا ذكررره بلررن تيكررر فرري كتابرره معررارك‬
‫طررابلس " فرري تلرك السررنوات اشرت ل ‪ 2111‬ب ررار أمريكرري فري نقررل ‪ 11‬ألرف طررن مررن‬
‫ال مولررة مررا بررين المسررتعمرات ومرروانا المتوسررط ‪ ،‬وكرران مررا بررين ‪ 91‬إلررى ‪ 211‬سررفينة‬
‫تخر في هذه التجارة في العام ‪ ،‬وبذلك يعد وه الب رر المتوسرط وا ردا مرن أفضرل‬
‫األسواق األمريكية"(‪ .)3‬وبعد ادستق ل عام ‪ 2667‬عملت الوديات المت دة علرى ربرط‬
‫ع قات جيدة مع دول شمال أفريقيا ‪ ،‬فقرد شركل الكرون رس لجنرة للتفراهم والمفاوضرات‬
‫فرري مررايو ‪ 2692‬مررع دول شررمال أفريقيررا ‪ ،‬وتللفررت هررذه اللجنررة مررن بنجررامين فرررنكلين ‪،‬‬
‫وجون أدارمز ‪ ،‬وتوماس جيفرسرون(‪ ،)1‬ولكرن السر ال ‪ ،‬هرل نج رت اللجنرة فري توقيرع‬
‫اتفاقيات تضمن لها ماية سفنها في وه المتوسط ؟‪ .‬فالواقع وألسباب كثيررة فشرلت‬
‫اللجنة في ذلرك مرا عردا ادتفاقيرة مرع إمبراطرور الم ررب عرام ‪2697‬م‪ ،‬ويمكرن إعرزاء‬

‫‪ - 1‬توسرتاتز برنيرا ‪ ،‬طررابلس مرن ‪ 2521‬إلرى ‪ ، 2951‬ترجمرة خليفرة التليسري ‪ ،‬دار الفرجراني ‪ ،‬طررابلس ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2878‬ص ‪. 218 - 216‬‬
‫‪ - 2‬رودلفوميكاكي ‪ ،‬طرابلس العرب ت ت كم اسرة القرمانلي ‪ ،‬ترجمة طه فوزي ‪ ،‬منشورات الجامعة العربية ‪،‬‬
‫ط‪ ، 2872 ، 2‬ص ‪. 58‬‬
‫‪ - 3‬ـــــــــ ‪ -‬ترجمة عمر الدريدي ‪ ،‬دار درندوف ‪ ،‬لندن ‪ ،‬ط‪ ، 2894 ، 2‬ص ‪. 81‬‬
‫‪189‬‬
‫هذا الفشل إلى اعتبار ك من ليبيا والجزا ر الشروط األمريكية غيرر عادلرة‪ ،‬والمبرالغ‬
‫والرسوم غير كافية ‪ ،‬وغير مناسبة مع جم الوجود التجراري الب رري األمريكري ‪ ،‬ثرم‬
‫(‪)2‬‬
‫إنها بالمقارنة مع الرسوم واألتوات التي تدفعها الدول األوروبية ض يلة وغيرر كافيرة‬
‫‪ .‬أمررا مررن نا يررة ثانيررة فاننررا نجررد أسررباب هررذا الفشررل فرري النظرررة األمريكيررة لرردول شررمال‬
‫أفريقيا ‪ ،‬التي تعتبرها متبربرة وهمجية ود ت ترم العهود(‪ ،)3‬ود يمكن الررد علرى هرذا‬
‫الرأي إد باإلشارة إلى المقام األوروبي ‪ ،‬يرا ا تررام دول الم ررب العربري عهودهرا‬
‫اتجاههرررا باإلضرررافة إلرررى سررربب خرررر مهرررم هرررو اخرررت ف وجهرررات النظرررر للمفوضرررين‬
‫األمريكيين رول الوسريلة الناج رة ل رل هرذا الخر ف ‪ ،‬تومراس جيفرسرون لرم يلرق أبردا‬
‫بالس ح عند المفاوضات رأى أن يكون المفراوه علرى مسرتوى النرد ‪ ،‬برل كران يردعوا‬
‫إلررى الخيررار العسرركري ‪ ،‬واعتقررد " أن السر م يجررب أن يفررره بررالقوة ‪ ،‬وبالتررالي نبررذت‬
‫سررن النيررة فرري المفاوضررات وبرردأت الشرركوك تتسرررب للجانررب اآلخررر نقصررد بررذلك ليبيررا‬
‫والجزا ررر ررول مصررداقية ومرردى التررزام الوديررات المت رردة بالمعاهرردات فرري ررال عقررد‬
‫اتفاقيررات بهررذا الشررلن "(‪ ، )4‬وفرري ‪ 22‬يونيررو ‪ 2697‬كتررب ومرراس جيفرسررون إلررى جررون‬
‫أدارمررر المبعرروا المفرروه فرري بريطانيررا برسررالة جرراء فيهررا " أعتقررد أنرره مررن األفضررل‬
‫فره الس م عن طريق ال ررب "(‪ ، )5‬ونجرده فري رسرالة أخررى كترب جيفرسرون مرن‬
‫فرنسررا " إن شررجرة ال رررب يجررب أن تنررتعم بررين ال ررين واآلخررر برردماء الط رراة‪ ،‬إنرره‬
‫السماد الطبيعي لتلك الشجرة "(‪. )6‬‬
‫أما جون أدارمز وهو أ د أعضاء اللجنرة التري ألفهرا الكرون رس ‪ ،‬رأى أنره مرن‬
‫األفضل رفع المبالغ المالية والرسوم لكرل مرن ليبيرا والجزا رر ‪ ،‬وتجنرب ال ررب تمشريا‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 88‬‬


‫‪ - 2‬م اضر مجلس األمة األمريكي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 14‬‬
‫‪ - 3‬شارل فيرو ‪ ،‬ال وليات الليبية منذ الفتح العربي تى ال رزو اإليطرالي ‪ ،‬ترجمرة د‪ .‬م مرد عبرد الكرريم الروافي ‪،‬‬
‫المنشلة العامة للنشر والتوزيع ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪ ، 2894 ، 1‬ص ‪. 412‬‬
‫‪ - 4‬بلن تيكر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 212‬‬
‫‪ - 5‬م اضررر مجلررس األمررة األمريكرري ‪ ،‬مرجررع سررابق ‪ ،‬ص ‪ . 89‬هررذا تقريررر أعررده تومرراس جيفرسررون وقدمرره إلررى‬
‫مجلس األمة ‪ 41‬ديسمبر ‪ 2687‬ترجمة عمر الشتيوي ‪.‬‬
‫‪ - 6‬المرجررع السررابق ‪ ،‬ص ‪ ( 211‬رسررالة وجهررت إلررى مجلررس األمررة خاصررة بالتفرراوه مررع دول شررمال أفريقيرررا‬
‫‪. ) 2687/4/11‬‬
‫‪188‬‬
‫مع أفكار الشعب األمريكي ونواياه في ذلك الوقت ‪ ،‬وقال ‪ " :‬يبدو أن هنراك نزعرة برين‬
‫مواطنينررا ‪ ،‬هرري أن يطررردوا مررن ر وسررهم جميررع أفكررار اسررتخدام القرروة ‪ ،‬تررى د يقعرروا‬
‫ت ت ر مة ال رباء ‪ … ،‬علينا الخضو إليهم ‪ -‬يقصد دول شرمال أفريقيرا ‪ -‬ويسرتطرد‬
‫قا ل ‪ " :‬ألن خطتك في م اربتهم لن تبنى أكثر من خطتي في معالجة األمور بهردوء "‬
‫ويختم رسالته لكن د بد من ل األمور "(‪. )1‬‬
‫مما سبق يتضح لنا التباين بين أعضاء لجنة الكون رس ‪ ،‬وكان نتيجة ذلك فشرل‬
‫المفاوضررات ومررا ترتررب عررن ذلررك مررن اتسررام تلررك الفترررة مررن ترراريخ الع قررات الليبيررة ‪-‬‬
‫األمريكية بالشك وعدم الثقة في الجانب األمريكي من قبل الجانب الليبري ‪ ،‬وعردم تروفر‬
‫سن النية من الجانب األمريكي ‪ ،‬يا إن الوديات المت دة لم تكن تريد س ما قيقيا‬
‫دا ما وعادد وإنما أرادت س ما م قتا إلى ين بناء قواتهرا العسركرية الب ريرة ‪ ،‬يرا‬
‫إنها أثناء مفاوضراتها مرع الجانرب الليبري لرم يكرن لردى الوديرات المت ردة قروات أو قطرع‬
‫ب رية ‪ ،‬والجدير بالذكر أنه دا في نفس الوقت دثان هامان في الوديات المت ردة ‪،‬‬
‫عرفررت بهمررا منطقررة الب ررر المتوسررط ت يرررا خطيرررا فرري الع قررات ‪ ،‬فال رردا األول هررو‬
‫اسررتكمال بنرراء األسررطول الب ررري العسرركري األمريكرري ‪ ،‬وال رردا الثرراني هررو وصررول‬
‫توماس جيفرسون إلى سدة ال كم في الوديات المت دة ‪ ،‬وهو الرجل الرذي عررف عنره‬
‫الدعوة إلى استعمال القوة مع دول شمال أفريقيا ‪ ،‬وتلسيسرا علرى هرذين ال ردثين أخرذت‬
‫الع قات الليبية ‪ -‬األمريكية من ى خرر هرو التروتر الرذي وصرل فري كثيرر مرن األ يران‬
‫إلى صدام وإع ن ال رب ‪.‬‬

‫‪ - 1‬بلن تيكر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 281‬‬


‫‪411‬‬
‫ثانيا ‪ -‬العالقات الليبية ‪ -‬األمريكية " ذات الطابع الحربي في القرن التاسع عشر " ‪:‬‬
‫أشرنا إلى استكمال الوديات المت دة بناء قواتها الب رية العسكرية ‪ ،‬وبنراء هرذه‬
‫القرروات أدى إلررى زيررادة رغبررة الوديررات المت رردة فرري أن ت ررل مشرراكلها مررع الرردول عررن‬
‫طريق القوة ‪ ،‬ويمكن هنا اإلشارة إلى رسرالة السرفير األمريكري وليرام اتيرون المقريم فري‬
‫تررونس " أن ه ر دء النرراس د يفهمررون إد ل ررة وا رردة ‪ ،‬وهرري الترري يجررب أن نسررتخدمها‬
‫معهم ‪ ،‬هي ل ة الرعب "(‪. )1‬وهكذا كان في عام ‪2912‬م أول إع ن رب يصدر عن‬
‫أمريكا ‪ ،‬وكان هذا اإلع ن يخرص ليبيرا ‪ ،‬ويعتبرر هرذا اإلعر ن تتويجرا لسرلوك أمريكرا‬
‫بعررد أن كونررت قواتهررا الب ريررة ‪ ،‬األمررر الررذي أدى إلررى تراجررع الوديررات المت رردة عررن‬
‫التزامها بادتفاقيات الموقعة مع ليبيا(‪ ،)2‬وقد ارسلت وزارة الخارجية األمريكية رسرالة‬
‫في ‪2912/5/12‬م إلى قنصل أمريكا لدى طرابلس كاتاركات جاء فيها " إن التهديردات‬
‫الترري تقرروم بهررا السررفن الطرابلسررية ضررد تجررارة الوديررات المت رردة ‪ ،‬ترردل كمررا جرراء فرري‬
‫رسررالتكم علررى أن الباشررا نفسرره وراءهررا ‪ ،‬خاصررة بعررد الرسررالة الترري ترجمهررا فرررارة(*)‪،‬‬
‫الم رخة في ‪ 15‬مرايو الماضري وقررر الرر يس ارسرال قروات ب ريرة مكونرة مرن ثر ا‬
‫قطع ت ت قيادة دال … وقال ‪ … " :‬ونريد أن تكون القطع هناك لتبرهن لردول البربرر‬
‫على أننا قادرون على ت ديهم ‪ ،‬خاصة وأنه قرد سربق لرك ولقناصرل خررين أن طرالبوا‬
‫بوجود هذه القوات "(‪ ، )3‬وقد مل قا د السفن الث ثة رسالة م رخة في نفس اليوم إلى‬
‫يوسرررف باشرررا ‪ ،‬ونظررررا ألهميتهرررا فقرررد اكتشرررف يوسرررف باشرررا عررردم مصرررداقية الرررر يس‬
‫جيفرسون في التعامل مع ليبيرا ‪ ،‬وقرد جراء فري هرذه الرسرالة إلرى الصرديق الجليرل باشرا‬
‫طرابلس فظه هللا ورعاه ‪:‬‬
‫أيها الصديق الم ترم العظيم ‪:‬‬

‫‪ - 1‬الطاهر أ مد الزاوي ‪ ،‬جهاد األبطال في طرابلس ال رب ‪ ،‬دار الفتح ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ ، 2864 ، 4‬ص ‪. 28‬‬
‫‪ - 2‬توستانز برنيا ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 247‬‬
‫* ‪ -‬يهودي من أصل ليبري لعرب دور الرسرول برين الباشرا يوسرف القرمرالي والقنصرل األمريكري ‪ ،‬يرا اسرتفاد منره‬
‫كاتاكارت كثيرا واعتمد عليه في كل مراس ته مع الباشا مما جعل القنصل وال كومة األمريكية تتخذ قراراتهرا بنراء‬
‫على ما يقدمه فرفارة اليهودي إليهم ‪.‬‬
‫‪ - 3‬م اضر مجلس األمة األمريكي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 247‬‬
‫‪412‬‬
‫" لقد قمنا بارسال قوة ب ريرة إلرى الب رر المتوسرط ‪ ،‬لكري تقروم ب مايرة تجارتنرا وتلكيرد‬
‫س متها وفي نفرس الوقرت لكري تمكرن رجالنرا مرن التردريب ‪ ،‬ولكننرا لرم ننسري أن نرذكر‬
‫لهذه القروة كررم معراملتكم و سرن اسرتقبالكم ‪ ..‬وقرد أعطينرا أوامرر واضر ة لقا ردها برلن‬
‫يكون كيما في تصرفاته تجاه كل الدول التي ت من بالمساواة والعدالة "(‪. )1‬‬
‫لكن ما دا بعرد ذلرك يبرين عردم مصرداقية تومراس جيفرسرون ‪ ،‬ويوضرح النيرة‬
‫األمريكية اتجاه ليبيا ‪ ،‬يا بدأت ال ررب بشركل فعلري برين ليبيرا وأمريكرا فري أول يروم‬
‫تصل فيه القطع الب رية األمريكية إلرى المتوسرط ‪ ،‬وبالت ديرد فري جبرل طرارق فري يروم‬
‫‪ 2912/7/1‬ت رررت قيرررادة الكومنررردور ريتشرررارد دال ‪ ،‬كانرررت القطرررع هررري الفرقاطرررة "‬
‫الرا يسن ‪ ،‬ف دلفيا ‪ ،‬وانتربرايز " وقد قام هرذا األسرطول بم اصررة سرفينتين ليبيترين ‪،‬‬
‫كانررت ترسررو فرري مينرراء جبررل طررارق الخاضررع لسرريطرة بريطانيررا(‪ ،)2‬وفرري ‪ 12‬يوليررو‬
‫‪2912‬م بدأ صار ميناء طرابلس ‪ ،‬ولكرن ذلرك لرم يسرتمر طروي ‪ ،‬ويمكرن أن نقرول "‬
‫أن هذا ال صار على طرابلس لم يكن ذا جردوى ‪ ،‬يرا انفرك ال صرار بعرد ‪ 7‬ايرام أي‬
‫فرري ‪ 41‬يوليررو ‪ ، 2912‬وأب رررت القطررع الب ريررة إلررى مالطررا "(‪ ، )3‬وهكررذا كرران فشررل‬
‫هجوم و صار دال على طرابلس أول فشل عسكري أمريكي في المتوسط ‪ ،‬وبعرد هرذا‬
‫الفشل كان دبد من زيادة جم الوجود العسكري األمريكي في المتوسط ‪ ،‬للقيام بالدور‬
‫المطلرروب ‪ ،‬وفرري طريررق العررودة إلررى جبررل طررارق قابررل دال سررفينة يونانيررة متجهررة إلررى‬
‫طرررابلس م ملررة بالبضررا ع والركرراب‪ ،‬ومررن بررين الركرراب ضررابط طرابلسرري وعشرررون‬
‫جنديا وأربعة عشر تاجرا وخمس نساء وطفل والجميع من طرابلس وقد أخرذهم أسررى‬
‫تى يتم استبدالهم بلسرى أمريكيين ‪ ،‬إذا وقع أسررى أمريكيرون لردى الطرابلسريين(‪. )4‬‬
‫هذا التصرف د يمكن أن يصدر عن قا د عسكري يفهم أصول ال رب ‪ ،‬فهل يمكن أن‬
‫نلخذ جنودا ونساء أسرى ‪ ،‬قبل أن تقع المعركة ؟!‬

‫‪ - 1‬بلن تيكر ‪ -‬مرجع سابق ‪ -‬ص ‪. 112‬‬


‫‪ - 2‬رولفو ميكاكي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 61‬‬
‫‪ - 3‬الطاهر أ مد الزاوي ‪ ،‬مجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 14‬‬
‫‪ - 4‬عمر علي بن اسماعيل ‪ ،‬انهيار كم األسرة القرمانلية ‪ ،‬مكتبة الفرجاني ‪ ،‬ط‪ ، 2877 ، 2‬ص ‪. 216‬‬
‫‪411‬‬
‫يشررير الطرراهر أ مررد الررزاوي إلررى هررذا ال رردا بلنرره تصرررف يرردل علررى " عرردم‬
‫اكتراا الوديات المت دة بقوانين الب ار وال رب ‪ ،‬والتي د تسمح بلسرر ركراب سرفينة‬
‫أجنبي ة ت مل رعايا دولة أخرى هي في الة رب ‪ ،‬رغبة منها في اسرتبدالهم إذا وقرع‬
‫أمريكيين اسرى لدى الباشا"(‪.)1‬‬
‫وسرررعان مررا شررعر القا ررد األمريكرري بفدا ررة خطررله ‪ ،‬فررلطلق سررراح األسرررى ‪،‬‬
‫واعتبررر أن التجررار د يريررد اعتبررارهم أسرررى ‪ ،‬وأنرره د يرغررب فرري أن تعاملرره طرررابلس‬
‫بنفس سلوكه ‪ ،‬أي اتخاذ التجار كمبدأ تعامل في تبرادل األسررى ‪ ،‬ونظررا لهرذا اإلخفراق‬
‫المتكررر لررم ي رادر األسررطول السرادس منطقررة الب ررر المتوسرط إلررى يومنرا هررذا ‪ ،‬ويشررير‬
‫توستانز برنيا " أن األسطول األمريكي الذي عاد إلى الب ر المتوسط يتكون من السرفن‬
‫الضخمة ف دلفيا ‪ ،‬أسكس ‪ ،‬أدارمز ‪ ،‬ولكن هذه المرة ت ت قيرادة الكومنردور ريتشرارد‬
‫مورسررررين "(‪ )2‬وأرسررررلت هررررذه القرررروات بموجررررب قرررررار وزيررررر الب ريررررة سررررميا فرررري‬
‫‪2911/2/12‬م "(‪ ، )3‬وقررد أشررار شررارل فيرررو إلررى أن القرروات المرسررلة قامررت ب صررار‬
‫يات واسعة تصل إلى رد‬ ‫طرابلس على أكمل وجه ‪ ،‬يا صل مورسين على ص‬
‫ية تفترريم السررفن‬ ‫إعر ن ال رررب فعليررا علررى طررابلس ‪ ،‬كمررا أن األوامررر أعطترره صر‬
‫الداخلررة إلررى طرررابلس‪ ،‬وادسررتي ء علررى السررفن الليبيررة "(‪ ، )4‬وفرري ‪ 11‬يوليررو ‪2911‬‬
‫اسررتمر ال صررار العسرركري وادقتصررادي علررى مرروانا طرررابلس ‪ ،‬وقررد دارت معررارك‬
‫ب ريررة ترردخلت علررى إثرهررا قرروات الب ريررة الطرابلسررية‪ ،‬والترري بلررغ قوامهررا كم را تشررير‬
‫المصررادر إلررى ‪ 7111‬جنرردي تقريبررا(‪ ،)5‬وتررم تبررادل إط ر ق النررار علررى إثرهررا تراجررع‬
‫األسررطول األمريكرري إلررى عررره الب ررر ‪ ،‬وبررذلك فشررل ال صررار علررى طرررابلس مرررة‬
‫أخررررى(‪ ،)1‬وترجرررع المصرررادر التاريخيرررة سررربب تراجرررع القررروات األمريكيرررة فشرررلها فررري‬
‫معركتها هذه إلى استخدامها السفن الضخمة ‪ ،‬التي د تقوى على تتبع القطع والزوارق‬

‫‪ - 1‬الطاهر أ مد الزاوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬


‫‪ 2‬ــــــــ ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 222‬‬
‫‪ - 3‬شارل فيرو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 128‬‬
‫‪ - 4‬الطاهر أ مد الزاوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬
‫‪ - 5‬رودلفو ميكاكي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 62‬‬
‫‪414‬‬
‫الليبية الص يرة ‪ ،‬التي استمرت تدخل وتخر رغرم ال صرار ‪ ،‬وفري هرذا الصردد كترب‬
‫قا رررد القطعرررة الب ريرررة األمريكيرررة كوننلثيرررت الكسرررندر مررردى رسرررالة موجهرررة إلرررى قا رررد‬
‫األسررطول مرروريس جرراء فيهررا " إن ال صررار د جرردوى منرره ‪ ،‬فلرريس ل‪،‬مريكرران سررفن‬
‫مزدوجة الشرا ص يرة ‪ ،‬يمكنها ادقتراب من الشاطا‪ ،‬وتدمير مراكب الطرابلسيين‬
‫التي تظل تخر وتدخل من ال ين إلى خرر ‪ ،‬متلبردة ت رت سرتر الظر م "(‪ )2‬وفري هرذه‬
‫األثناء كان موقرف دول شرمال أفريقيرا تضرامنيا بدرجرة كبيررة ‪ ،‬يرا زودت طررابلس‬
‫الم اصرة بالمواد ال ذا ية ‪ ،‬و تى األسل ة وتطور األمر بعد ذلك إلى أن أعلنرت دول‬
‫الم رب العربي ال رب على أمريكرا ‪ ،‬وهرذا مرا كران يخشراه تومراس جيفرسرون ر ريس‬
‫الوديات المت دة األمريكية ‪ ،‬وما كان يتجنبه ت ديدا مع إمبراطور مرراكم ‪ ،‬يرا إن‬
‫هررذا األخيررر رغررم أنرره لررم يكررن لرره اسررطول مماثررل كررالجزا ر وليبيررا ‪ ،‬فرران ب ر ده تتمتررع‬
‫بشاطا على المتوسط ‪ ،‬و خر على الم يط ‪ ،‬األمرر الرذي يزيرد مرن متاعرب األمريكران‬
‫فري الرة ال ررب معهرا ‪ ،‬واإلجابرة علرى تسرا ل مرا هرو موقرف دول شرمال افريقيرا مررن‬
‫ال صار على ليبيا ؟‬
‫ويجيررب الطرراهر أ مررد الررزاوي بررلن " هنرراك سررلم لكنرره قلررق ‪ ،‬يررا يت ررين كررل‬
‫طرف فيه ال در بالطرف اآلخر ‪ ،‬ولهذا أمر الكومندور موريس السفينة أذارمز بالقيرام‬
‫بدورية دا مة في مضيق جبل طارق ‪ ،‬كي تراقب طنجة وميناءها "(‪ ، )3‬وهكذا يتطرور‬
‫األمر إلى ان يتم اإلع ن مرن قبرل هرذه الردول ال ررب علرى أمريكرا ‪ ،‬ويمكننرا اإلشرارة‬
‫إلى ما ذكره تيكر في كتابره معرارك طررابلس مرن أنره " إذا كانرت طررابلس لرم ت رارب‬
‫أمريكا منفردة ‪ ،‬فلمريكا هي األخرى لرم ت رارب ليبيرا و ردها ‪ ،‬فقرد كانرت مت الفرة مرع‬
‫السويد ‪ ،‬التي أعلنت ال رب هري األخررى علرى طررابلس "(‪ .)4‬ولرم يكترف الكومنردور‬
‫مرروريس بهررذا ‪ ،‬بررل عرراد مرررة ثانيررة إلررى م اصرررة طرررابلس فرري يونيررو عررام ‪، 2914‬‬
‫وكانت هذه الم اولرة لتردمير السرفن الم ملرة برالقمح ‪ ،‬مرع العلرم أن هرذه السرفن تونسرية‬

‫‪ - 1‬تيكر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 112‬‬


‫‪ - 2‬م اضر مجلس األمة األمريكي ‪ ،‬ترجمة عمر الشتيوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 229‬‬
‫‪ - 3‬ــــــــ ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 51‬‬
‫‪ - 4‬ــــــــ ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 125‬‬
‫‪412‬‬
‫تقدم القمح لسكان طرابلس الم اصرين ‪ ،‬ولما كانت الخطة تجويع طرابلس فقرد نشربت‬
‫معركررة قويررة بررين األهررالي البرردو الررذين يقرراتلون مررن أجررل ال ررذاء ‪ ،‬واألمريكرران الررذين‬
‫يهاجمون سرفن تجاريرة ‪ ،‬وبردأت الخطرة التري وضرعها الكومنردور مروريس تردخل يرز‬
‫التنفيذ والتي شملت تدمير السفن وإ رراق مولتهرا مرن القمرح ‪ ،‬وبرذلك كانرت هرذه هري‬
‫المعركة األولى التي يقاتل فيها الشعب الليبي األمريكان(‪. )1‬‬
‫وبعررد هررذه المعركررة الترري هزمررت فيرره القرروات األمريكيررة " رردا مصررال ة بررين‬
‫طرررابلس والسررويد ‪ ،‬بررلن ترردفع الثانيررة المبررالغ المتفررق عليهررا "(‪ ، )2‬غيررر أن الكومنرردور‬
‫موريس عره هو اآلخر السلم والتفاوه ‪ ،‬ففي ‪ 2‬يونيو ‪ " 2914‬كترب مروريس إلرى‬
‫باشررا طرررابلس عارضررا عليرره الرغبررة فرري التفرراوه ‪ ،‬وكرران جررواب الباشررا أنرره د يكررره‬
‫السلم ‪ ،‬غير أن هذه المفاوضات لرم تتوصرل إلرى أيرة نترا ر إيجابيرة "(‪ ، )3‬يرا طلبرت‬
‫طرررابلس مررن الوديررات المت رردة تقررديم مبررالغ ماليررة وجزيررة سررنوية ‪ ،‬وطالبررت طرررابلس‬
‫الوديات المت دة بردفع أضررار ال ررب ‪ ،‬وتعرويه كميرات السر ح ‪ ،‬وهكرذا بعرد فشرل‬
‫موريس في المفاوضات عادت األعمرال العسركرية مررة أخررى ‪ ،‬يرا وقعرت فري ‪11‬‬
‫يونيررو ‪ ، 2914‬وعلررى بعررد ‪ 11‬مرري شرررق طرررابلس معركررة ب ريررة كبيرررة ‪ ،‬انس ر بت‬
‫على إثرها القوات األمريكية ‪ ،‬وفشل برذلك الخيرار العسركري والمسراعي السرلمية علرى‬
‫ررد سررواء‪ ،‬وفرري ‪ 4‬أكترروبر ‪ 2914‬كرران ال صررار علررى وشررك أن يضرررب علررى مدينررة‬
‫طرررابلس مررن جديررد ‪ ،‬وفع ر كانررت القطعررة العسرركرية ‪ ،‬ف دلفيررا ترررابط أمررام السرروا ل‬
‫الليبيررة ‪ ،‬وتقرروم بمهمررة ال صررار ‪ ،‬ومعلرروم أن ف دلفيررا تعتبررر مررن القطررع الضررخمة ‪،‬‬
‫وتشرركل فرري ررد ذاتهررا قرروة ب ريررة ضرراربة ‪ ،‬وهرري إ رردى أهررم قطررع األسررطول الب ررري‬
‫األمريكي ‪.‬‬
‫وفي نفرس الشرهر أكتروبر ‪ 2914‬كانرت القطرع الب ريرة الطرابلسرية تنراور رول‬
‫استدرا في دلفيا لمنطقة ض لة ‪ ،‬يتيح فيها ادسرتي ء عليهرا ‪ ،‬أو هزيمتهرا فري معركرة‬

‫‪ - 1‬الطاهر الزاوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 54‬‬


‫‪ - 2‬تيكر ‪ ،‬معارك طرابلس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 125‬‬
‫‪ - 3‬رودلفو ميكاكي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 95‬‬
‫‪415‬‬
‫مضمونة ‪ ،‬وفع بعد أن " وصلت السفينة إلرى مسرافة ميرل ونصرف مرن الشراطا ‪ ،‬ترم‬
‫تطويقها من قبل القطع والزوارق الليبيرة الصر يرة ‪ ،‬وبعرد تبرادل إطر ق النرار ترم اسرر‬
‫جميع أفراد طاقم السفينة ‪ ،‬التي أعيرد تعويمهرا مرن جديرد رغرم األعطراب التري أصرابتها‬
‫"(‪ ، )1‬ونشررر منصررور عمررر الشررتيوي رسررالة موجهررة مررن وليررام ببنرررد قا ررد السررفينة‬
‫ف دلفيا ‪ ،‬التي تم اسرها إلى وزير ال ربية من طررابلس فري ‪ 2‬نروفمبر ‪ ، 2914‬يبل ره‬
‫فيها عن أسر في دلفيا " من الم لم أن أقول هذا الخبر ي فقدان الباخرة ف دلفيا السريا‬
‫‪ ،‬فقد تم أسر سفينتي بعد أن اصطدمت بالصخور على بعد خمسة أميال من طرابلس ‪،‬‬
‫وفيما يلي نص الكارثة ‪:‬‬
‫" لقد كانت الساعة التاسعة صبا ا عندما كنا على مقربة من طررابلس ‪ ،‬ورأينرا‬
‫قتهررا رراد ‪،‬‬ ‫برراخرة علررى مقربررة مررن الشرراطا متجهررة مررع الريرراح غربررا ‪ ،‬وقمنررا بم‬
‫ورفعت الباخرة العلم الطرابلسي ‪ ،‬واسرتمرت فري إب ارهرا بم راذاة الشراطا ‪ ،‬وأطلقنرا‬
‫النررار عليهررا … ولررم تجررد نيراننررا الترري اولنررا بهررا منررع البرراخرة مررن دخررول المينرراء ‪،‬‬
‫واضطررنا أن نتوقف عن الهجوم عند السراعة ال اديرة عشررة صربا ا ‪ ،‬وعنردما رأينرا‬
‫أنفسنا في خطر أنزلنا زورقا فاكتشفنا أن الماء غير عميق‪ ،‬وبدأنا م اولة جر السرفينة‬
‫إلررى الرروراء تررى نعيرردها إلررى الميرراه العميقررة ‪ ،‬ولكررن لررم نفلررح ‪ ،‬وبرردأنا فرري الرردفا عررن‬
‫سفينتنا ولم يصادفنا ال ظ وقع ما وقع "(‪. )2‬‬
‫ورغم أسر السرفينة ‪ ،‬وأسرر قا ردها ‪ ،‬ومرا عانتره طررابلس مرن ويرل ال ررب مرع‬
‫أمريكررا ‪ ،‬إد أن باشررا طرررابلس عامررل الجنررود وقا رردهم معاملررة جيرردة وقررد تررم مقررابلتهم‬
‫وتركهم يذهبون لإلقامة في بيرت القنصرل األمريكري كاتاركرات ‪ ،‬أمرا السرفينة فررغم مرا‬
‫أصابها من عطب ‪ ،‬فقد أعادها الليبيون إلى الب ر من جديد(‪. )3‬‬
‫لكن شارل فيرو يشرير فري إ ردى مصرادره أن المر زم سرتيفن ديكرانور قرام فري‬
‫‪ 26‬فبراير ‪ 2912‬باضررام النرار فري الفرقاطرة في دلفيرا ‪ ،‬يرا أوقرد فيهرا النرار وهري‬

‫‪ - 1‬م اضر مجلس األمة األمريكي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 111‬‬


‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 118‬‬
‫‪ - 3‬تيكر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 162‬‬
‫‪417‬‬
‫راسررية فرري مينرراء طرررابلس(‪ ،)1‬وقررد غضررب الباشررا كثيرررا ‪ ،‬وأمررر بوضررع األسرررى فرري‬
‫السجن ‪ ،‬وبذلك فقد فشلت ملة موريس على طرابلس مرة أخرى ‪ ،‬وكلفره ذلرك فقردان‬
‫فرقاطة ذات ‪ 41‬مدفعا ‪ ،‬وقعت فري األسرر(‪ )2‬وبعرد ذلرك لرم تهردأ ال كومرة األمريكيرة ‪،‬‬
‫فعينت وليام أيتون القنصل األمريكي في ترونس منصرب قيرادة األسرطول األمريكري فري‬
‫دول البربر ‪ ،‬يا مارس هذا القا د وألول مررة سياسرة جديردة فري الع قرات الدوليرة ‪،‬‬
‫وهي سياسة اإلطا ة بالزعماء الذين د يتفقون مع وجهات النظر األمريكية يرا عقرد‬
‫إيتون اتفاق مع أ مد باشا شقيق يوسرف باشرا والري طررابلس ‪ ،‬الرذي كران موجرودا فري‬
‫كومرة تومراس جيفرسرون بمسراعدته ‪ ،‬ودخرل فري مواجهرة‬ ‫تونس ‪ ،‬وعمل علرى إقنرا‬
‫مع الليبيين ‪ ،‬بعد أن نزل ايتون وأ مد باشا إلى درنة ‪ ،‬ودخلت السفن األمريكيرة خلرير‬
‫بومبا‪ ،‬واستخدمت الموانا المصرية في هذه ال ملة ‪ ،‬يا انطلقت ال ملرة مرن مينراء‬
‫اإلسكندرية ‪ ،‬يا ساعد األتراك والمماليك القوات األمريكية في صار درنرة ‪ ،‬الرذي‬
‫استمر عامين ‪ ،‬وقد ساهمت ص بة الليبيين في الدفا ضد ال ملة األمريكية(‪. )3‬‬
‫وتشير المصادر إلرى أن الوديرات المت ردة قامرت بعمليرة إنرزال عسركري بقيرادة‬
‫أتيررون فرري منطقررة غرررب طرررابلس ‪ ،‬وقررام مررع قواترره بادلتفرراف ررول طرررابلس مررن‬
‫الصر راء ‪ ،‬فيمررا كانررت سررفن األسررطول ت اصررر طرررابلس مررن الب ررر(‪ ،)4‬وتشررير نفررس‬
‫المصادر أنه وت ت ال صار المزدو من الب ر والبر ‪ ،‬اضرطرت طررابلس للتفراوه‬
‫مع أمريكا عن طريق امد باشرا ‪ ،‬وقرد وقعرت فري ‪ 2‬يونيرو ‪ 2915‬اتفراق علرى التبرادل‬
‫التجاري " ولكن الصدام ا تدم بعد هذا ادتفاق ‪ ،‬األمر الرذي دفرع بال كومرة األمريكيرة‬
‫ل نس اب ‪ ،‬وهرب أ مد باشا إلى ساركوزه في إيطاليا ‪ ،‬وترم طررد القروات األمريكيرة‬
‫في ‪ 22‬يونيو ‪. )5(" 2915‬‬

‫‪ - 1‬ـــــــــ ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 445‬‬


‫‪ - 2‬الطاهر الزاوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 56‬‬
‫‪ - 3‬تيكر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 191‬‬
‫‪ - 4‬م مد عبد الكريم الوافي ‪ ،‬العدوان على طرابلس بقيادة ايتون ‪ ،‬م اضرة غيرر منشرورة ‪ ،‬األسربو الثقرافي فري‬
‫كلية اآلداب ‪ ،‬جامعة قاريونس ‪ ، 2895 ،‬ص ‪. 6‬‬
‫‪ - 5‬الطاهر أ مد الزاوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 68‬‬
‫‪416‬‬
‫ولم تتوقف ال مر ت األمريكيرة علرى الب رر المتوسرط يرا عرادت ودخلرت فري‬
‫رررب ‪2925‬م مررع الجزا ررر ‪ ،‬واسررتمرت تررى عررام ‪ 2927‬بررل أدى بهررا األمررر إلررى‬
‫الدخول في روب مع دول ليفة لها من أوروبا من أجل السريطرة علرى هرذه المنطقرة‬
‫رظ فري هرذه الفتررة التاريخيرة مرن الع قرات الليبيرة األمريكيرة أنهرا‬ ‫ادسرتراتيجية ‪ ،‬ون‬
‫اتسمت بالتوتر الشديد الذي وصل إلرى اللجروء إلرى القروة وإعر ن ال ررب ‪ ،‬ولكرن قبرل‬
‫ادنتقررال إلررى فترررة مررا بعررد ال رررب العالميررة الثانيررة ‪ ،‬دبررد مررن أن نشررير إلررى أن السرربب‬
‫الر يسي في توتر الع قات لم يكن ممارسة القرصنة والدول البربريرة ‪ ،‬برل كران يردور‬
‫ول الرسوم التي تدفعها الوديات المت ردة فري اتفاقياتهرا مرع طررابلس ‪ ،‬وهرذه الرسروم‬
‫التي رفضت الوديات المت دة دفعها بعد أن بنت قوتها العسكرية الب رية ‪ ،‬األمر الذي‬
‫سبب في خرق المعاهدات المبرمة مع ليبيا ‪ ،‬هذه الرسوم تمثل عرفرا دوليرا معمرود بره‬
‫مع باقي الدول التري لهرا وجرود ب رري تجراري فري المتوسرط ‪ ،‬أمرا التهمرة الثانيرة وهري‬
‫القرصنة التي الصقتها الوديات المت دة بدول شمال أفريقيرا عمومرا ‪ ،‬ووصرفها بالردول‬
‫المتبربرة فهذا ودون الخوه فري األسرباب ‪ ،‬تعتبرره دول شرمال أفريقيرا جهرادا ويطلرق‬
‫عليرره " الجهرراد الب ررري " وهررذه الفكرررة الترري تجررد أبعادهررا فرري اشررتداد أطمررا ال رررب‬
‫التوسعية في المنطقة ‪ ،‬وبالتالي فانها من وجهة نظر دول الشمال األفريقي ردا شررعيا‬
‫على هذه األطما ‪.‬‬

‫‪419‬‬
‫المطلدددب الثددداني ‪ -‬العالقدددات الليبيدددة ‪ -‬األمريكيدددة مدددا بعدددد الحدددرب العالميدددة الثانيدددة‬
‫" مرحلة التبعية " ‪:‬‬
‫مع بداية هذا القرن كانت سلطة القرمالية فري ليبيرا تعراره بشركل كبيرر سياسرة‬
‫التوسع والسيطرة ال ربية ‪ ،‬هذه األسرة التري كمرت طررابلس كانرت شربه مسرتقلة ‪ ،‬أو‬
‫يمكررن القررول أنهررا مسررتقلة عررن ال كررم العثمرراني فرري تركيررا ‪ ،‬وقررد تررم القضرراء علررى هررذه‬
‫األسرة بشكل نها ي في عام ‪ ، 2941‬وأخضعت طرابلس لل كم العثماني مرة أخرى ‪،‬‬
‫وفي نهاية القرن التاسع عشر أصب ت النوايا ادستعمارية اتجاه منطقة المتوسط تظهر‬
‫بشرركل جلرري ‪ ،‬خصوصررا بعررد ا ررت ل فرنسررا للجزا ررر عررام ‪ ، 2942‬وفرري هررذا الخضررم‬
‫وقعت ليبيا ت ت السيطرة اإليطالية ‪ ،‬بعد أن اعترفت فرنسا إليطاليا عام ‪ 2814‬ب قها‬
‫في ا ت ل ليبيا ‪ ،‬وفي أكتوبر ‪ 2822‬قصفت القوات اإليطالية المدن السرا لية الليبيرة ‪،‬‬
‫األمررر الررذي أثررار المقاومررة الشررعبية لرردى الليبيررين ‪ ،‬وفرري عررام ‪ 2821‬انس ر بت القرروات‬
‫التركية من ليبيا بمقتضى اتفاقية " أوشي لروزان " الموقعرة برين إيطاليرا وتركيرا ‪ ،‬وبعرد‬
‫سنوات بسطت إيطاليا سيطرتها على ليبيرا ‪ ،‬خصوصرا بعرد وصرول الفاشرية لل كرم فري‬
‫إيطاليا بقيادة موسيليني ‪ ،‬إد أن األمر ت ير بعرد ال ررب العالميرة الثانيرة ‪ ،‬فبعرد هزيمرة‬
‫دول الم ررور فرري ال رررب‪ ،‬وانتصررار دول ال لفرراء الترري دخلررت فرري معررارك عنيفررة مررع‬
‫قوات رومل القا رد األلمراني فروق األراضري الليبيرة المصررية فري المنطقرة الصر راوية‬
‫الفاصررلة بينهمررا ‪ ،‬وبررردخول منت مررري القا رررد اإلنجليررزي وانسررر اب القرروات اإليطاليرررة‬
‫أصررب ت المنطقررة السررا لية فرري ليبيررا منطقررة برقررة ‪ -‬طرررابلس ت ررت سرريطرة القرروات‬
‫اإلنجليزيررة ‪ ،‬وقعررت فررزان ت ررت السرريطرة الفرنسررية ‪ ،‬وأصررب ت بريطانيررا تب ررا عررن‬
‫شخصية م لية تجعلها ولو شكليا على رأس الودية الليبية " برقة " ‪ ،‬مرن أجرل إضرفاء‬
‫نو من الشرعية على الوجود العسكري اآلخذ في ادزديراد فري هرذه المنطقرة بعرد بنراء‬
‫قاعدة ربية كبيرة في طبرق ‪ ،‬وما يعرف بقاعدة العدم " وجردت بريطانيرا غايتهرا فري‬
‫إدريس السنوسي الذي فاوه الطليران عرام ‪ ، 2825‬واتفرق معهرم فري ‪ ، 2826‬ودخرل‬

‫‪418‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وقد رفضرت ركرة المقاومرة المفاوضرات األولرى ‪،‬‬ ‫معهم مفاوضات أخرى ‪"2811‬‬
‫وعلى أثر الض ط المتزايد عليه من الوطنيين الليبيين بضرورة الجهاد ضرد اإليطراليين‬
‫" … فر إدريس السنوسري إلرى مصرر ب جرة المرره وفري يونيرو ‪ 2828‬ردا تطرور‬
‫هررام تمثررل فرري إعر ن اسررتق ل برقررة ذاتيررا ‪ ،‬واعترفررت بريطانيررا بررادريس السنوسرري(‪،)2‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنرا إلرى أن اعترراف بريطانيرا برادريس السنوسري جراء تتويجرا لمر لرة‬
‫طويلرررة مرررن التعررراون والت رررالف ‪ ،‬يرررا سررربق للقررروات البريطانيرررة أن دعرررت إدريرررس‬
‫السنوسي إلى جمع قوة سنوسية(*) من الليبيين في المنفى ‪ ،‬لمشاركة في الجهرد ال ربري‬
‫لل لفرراء ت ررت قيررادة سنوسررية مررع الرردعوة لقيررام إمررارة سنوسررية فرري برقررة وطرررابلس ‪،‬‬
‫وبالفعل تكونت خمس كتا ب مشاة ت ت اسم "القوة العربية الليبية " ‪ ،‬وكانت هذه القوة‬
‫تقرروم بلعمررال ال راسررة والشرررطة(‪ ،)3‬وقررد رفرره الوجهرراء الطرابلسرريون فرري المنفررى‬
‫زعامة إدريس السنوسي إلقليمهم ‪ ،‬بل عارضوا اتفاقه مع بريطانيا قبل ال صرول علرى‬
‫وعد صريح بادستق ل وقد استمر إدريس السنوسي في الض ط على مصر وبريطانيرا‬
‫مررن أجررل نيررل هررذا الوعررد ‪ ،‬غيررر أنرره لررم ي صررل علررى وعررد نهررا ي قبررل انتصررارهم فرري‬
‫ال رب(‪ ،)4‬وعندما أكمل الجيم الثامن ا رت ل برقرة أعلرن منت مرري فري بيران للشرعب‬
‫في ‪ 22‬نروفمبر ‪ 2821‬برلن إقلريم برقرة سريدر عرن طريرق اإلدارة العسركرية البريطانيرة‬
‫تررى نهايررة ال رررب ‪ ،‬ومررن األهميررة أيضررا اإلشررارة إلررى أن بريطانيررا نظرررت إلررى ليبيررا‬

‫‪ - 1‬سامي كيم ‪ ،‬قيقة ليبيا ‪ ،‬األنجلو المصرية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 2868 ، 1‬ص ‪. 211‬‬
‫‪ - 2‬مجيد خوري ‪ ،‬ليبيا ديثا ‪ :‬دراسة تطورها السياسي ‪ ،‬ترجمة نقود زيادة ‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2877‬ص‪. 96‬‬
‫* ‪ -‬تنتمي الطريقة السنوسية إلى تعاليم اإلس م السلفية ‪ ،‬التري تعرادي التبرر والمترع الزا ردة بمرا فيهرا شررب الخمرر‬
‫ولبس المجوهرات ‪ ،‬وقرد أسسرها م مرد برن علري السنوسري المولرود ‪2696‬م مرن األسررة البربريرة مرن أودد سريدي‬
‫يوسف ‪ ،‬ودرس ت ت إشراف أ مد بن إدريس والتي تتبع الطريقة القادريرة ‪ ،‬وبردأت الطريقرة السنوسرية فري الريمن‬
‫‪ 2946‬عندما أقام زاوية في جبل أبو تابيس وبدأ نشاطاته في ليبيا ‪ ، 2924‬وعندما بنى زاوية البيضاء وكانت برقة‬
‫تخضررع لل كررم العثمرراني أسررميا ‪ ،‬وبعررد نجرراح السنوسررية انضررمت إليهررا قبا ررل الزويررة ‪ ،‬ت ررت لررواء الطريقررة ‪ ،‬ومررن‬
‫المعروف أن تلك القبا ل تخصصت في التجارة الص راوية ‪ ،‬وتعرف م مد برن علري علرى هرذه القبا رل فري موسرم‬
‫ال ر بمكة فنقل عاصمته إلى الج بوب ‪2957‬م ‪ ،‬وقد واجهت السنوسية معارضة من قبل القبا ل ‪ ،‬وفي عهد م مد‬
‫المهدي الذي خلف م مد علي ‪ ، 2958‬وصل النظام السنوسي ذروته في القروة ‪ ،‬وفري إطرار ذلرك صرارت الزاويرة‬
‫العمود الفقري للنظام القبلي في برقة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬سامي كيم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 221‬‬
‫‪ - 4‬أ مد سر ان مرراد ‪ ،‬مروجز الع قرات الليبيرة األمريكيرة ‪ ،‬الثقافرة العربيرة ‪ ، ،‬أمانرة اإلعر م ‪ ،‬بن رازي ‪ ،‬السرنة‬
‫الخامسة عشر ‪ ،‬العدد ‪ ، 6‬يونيو ‪ ، 2896 ،‬ص ‪. 29‬‬
‫‪421‬‬
‫نظرة استراتيجية ‪ ،‬يا نظرت إلى برقرة وطررابلس بلنهرا ترلمين للطريرق الممتردة مرن‬
‫األطلسي إلى قناة السويس ‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أنه قبل النصف األول من عام ‪2828‬‬
‫دا اتفاق خراص برين األميرر إدريرس السنوسري والسرلطات البريطانيرة عررف باسرم "‬
‫اتفاقية الجنتلمان " تضرمنت أن بريطانيرا والوديرات المت ردة ت رتفظ بقواعرد عسركرية ‪،‬‬
‫وبمقتضى اتفاقيات تبرم بعد ادستق ل ‪ ،‬وقد تلكد هذا ادتفاق عندما تقررر إنشراء جريم‬
‫فرري برقررة عررام ‪ 2851‬قوامرره خمسررة دف جنرردي‪ ،‬ب يررا تتررولى السررلطات البريطانيررة‬
‫تجهيررزه وتدريبرره(‪ ،)1‬وفرري الجلسررة الرابعررة الترري عقرردتها الجمعيررة العامررة ل‪،‬مررم المت رردة‬
‫لمناقشرة قضررية ليبيررا فرري الفترررة مرا بررين ‪ 11‬سرربتمبر و تررى ‪ 7‬ديسررمبر ‪ ،2828‬وأيرردت‬
‫الوديررات المت رردة الموقررف البريطرراني بخصرروص ليبيررا ‪ ،‬وأعلررن الممثررل األمريكرري أن‬
‫كومته ت يد استق ل ليبيا وو دتها(‪ )2‬وقد تم إعطاء دور أكبر للقوى الكبرى لمسراعدة‬
‫ليبيا في بناء م سساتها ال كومية ‪ ،‬وتشكلت في برقرة كومرة برقاويرة فري ‪ 27‬سربتمبر‬
‫‪ 2822‬لرعاية الش ون الم لية ‪ ،‬دون أن يعني ذلرك التصررف فري مسرتقبل ليبيرا ككرل ‪،‬‬
‫ألن ذلك بيد الجمعية العامة ل‪،‬مم المت دة ولم تنظر بعد في هذه القصة ‪.‬‬
‫وقدمت بريطانيا تصورا مفاده أن تكرون ليبيرا مملكرة مت ردة ‪ ،‬ت رت كرم الملرك‬
‫إدريس السنوسي ‪ ،‬وفي فبراير ‪ 2851‬قام الفرنسيون بتكوين نظام انتقرالي فري فرزان "‬
‫وتررم انتخرراب ‪ 59‬عضرروا وتررم انتخرراب أ مررد سرريف النصررر كررزعيم لإلقلرريم(‪ . )1‬وبعررد أن‬
‫انتقلت السلطة إلى ال كومرة الليبيرة الم قترة فري ‪ 2852/21/12‬قامرت ال كومرة بتوقيرع‬
‫اتفاقيات مالية عسكرية م قترة ‪ ،‬ت رتفظ بالوضرع القرا م ‪ ،‬ويشرير أ مرد سرر ان إلرى أن‬
‫ال كومرررة الليبيرررة وقعرررت فررري ‪ 2852/21/24‬عرررن طريرررق م مرررود المنتصرررر والممثرررل‬
‫البريطاني في طرابلس اتفاقيات مالية ‪ ،‬يسرى مفعولها إلى ‪ ، 2854/4/42‬تتعهرد فيهرا‬
‫بريطانيا بتقرديم ‪ 511‬ألرف جنيره إسرترليني للم سسرة الليبيرة العامرة للتنميرة‪ ،‬و الشرركة‬
‫الليبية المالية ‪ ،‬وتقديم من ة مالية باإلسرترليني إلصردار األول مرن العملرة الليبيرة ‪ ،‬وترم‬

‫‪ - 1‬مجيد خوري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 81‬‬


‫‪ - 2‬من وثا ق جلسات الجمعية العامة ل‪،‬مم المت دة ‪ ،‬األمم المت دة ‪ ،‬اليونيسكو ‪ ،‬يوليو ‪ ، 2851‬ص ‪. 42‬‬
‫‪422‬‬
‫تعيررين موظررف سررابات بريطرراني ‪ ،‬ويشررمل ادتفرراق أن يكررون هنرراك موظررف بريطرراني‬
‫أعلى ‪ ،‬له ق في ادتصال بوزير المالية ور ريس الروزراء(‪ ،*)2‬وبرذلك كانرت المملكرة‬
‫الليبية نتاجا هشا للمساومات والموازنات للمصالح الخارجية والداخلية ‪ ،‬فقرد ترم إعر ن‬
‫ادستق ل ‪ ،‬وتم وضع الدستور قبل إجراء انتخابات عامة ‪ ،‬وقد قبل الدستور الذي أقر‬
‫في ‪ 2852/21/6‬من ‪ 124‬مادة مشروعا من السرلوك الرذي يجرب أن تتبعره ال كومرة ‪،‬‬
‫ولم يكن الدستور يعكس واقع المجتمرع القبلري التقليردي ‪ ،‬وا رتفظ الملرك ب رق اسرتعمال‬
‫الفيتو ضد القروانين ‪ ،‬و رل البرلمران(‪ ،)3‬ويتضرح مرن الدسرتور أن الملرك يتمترع بمركرز‬
‫الثقررل فرري ال يرراة السياسررية لليبيررا بعررد ادسررتق ل ‪ ،‬وسرريطر علررى السررلطات التشررريعية‬
‫والتنفيذيررة والقضررا ية ‪ ،‬وادعتمرراد علررى مررورا القبليررة وع قررات القربررى والتوازنررات‬
‫المصل ية الداخلية والخارجيرة ‪ ،‬وبرذلك يمكرن القرول أن إدريرس السنوسري كران شررطا‬
‫ر يسيا دستق ل ليبيا ‪.‬‬
‫وفرري ‪ 18‬يوليررو ‪ 2854‬وقعررت ليبيررا معاهرردة مررع بريطانيررا فرري بن ررازي ‪ ،‬شررملت‬
‫رق ماليرة ‪ ،‬ومردة‬ ‫على سبع مواد‪ ،‬واتفاقيرة عسركرية م لفرة مرن ‪ 45‬مرادة ‪ ،‬وثر ا م‬
‫هذه المعاهدة ‪ 11‬سنة‪ ،‬ونصت المعاهدة علرى الت رالف برين البلردين ‪ ،‬وعردم اتخراذ أي‬
‫من الطرفين موقف إزاء أي ب د أجنبية إد بعد أخذ رأي الطرف اآلخر ‪.‬‬
‫" وتعررود قصررة الت ررالف الليبرري ‪ -‬األمريكرري إلررى عررام ‪ ، 2824‬عنرردما سررم ت‬
‫ررة فرري طرررابلس(‪ ،)4‬ليكررون‬ ‫ال كومررة البريطانيررة للقرروات األمريكيررة بانشرراء مطررار الم‬

‫‪ - 1‬السيد عوه عثمان ‪ ،‬الع قات الليبية األمريكية ‪ ،‬مركز ال ضارة العربية لإلع م والنشرر ‪ ،‬القراهرة ‪ ،‬الطبعرة‬
‫األولى ‪ ، 2882 ،‬ص ‪. 45‬‬
‫‪ - 2‬سامي كيم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 216‬‬
‫* ‪ -‬من الم ظ أنه قبل مرداودت األمرم المت ردة اولرت بريطانيرا رل مشركلة ليبيرا فري خطرة نشررت فري ‪ 21‬مرايو‬
‫‪ ، 2822‬وتنص علرى وضرع برقرة ت رت ادنترداب البريطراني ‪ ،‬وطررابلس ت رت ادنترداب اإليطرالي ‪ ،‬وفرزان ت رت‬
‫ادنتداب الفرنسي ‪ ،‬وأن تستقل ليبيا بعد ‪ 21‬سنوات ‪ ،‬وقد عاره السوفيات والدول العربية والليبيرين هرذه الخطرة‪،‬‬
‫وعند عره المشرو على الجمعية العامة صوت مندوب هاييتي ضد القرار ‪ ،‬األمر الذي جعل الخطة لم ت صرل‬
‫على األغلبية المطلوبة ‪ ،‬وتلجل عره الموضو على الجمعية العامة إلى الخريف من نفس العام ‪.‬‬
‫‪ - 3‬السيد عوه ‪ ،‬مرجع سرابق ‪ ،‬ص ‪ . 22‬يرنص الدسرتور الليبري علرى أن ليبيرا ملكيرة وراثيرة ‪ ،‬تنقسرم إلرى ثر ا‬
‫وديررات ‪ ،‬وأن البرلمرران يتررللف مررن مجلررس النررواب والشرريوخ ‪ ،‬وأن للبرلمرران والملررك ال ررق فرري إصرردار القرروانين ‪،‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلرى مجلرس الشريوخ يتكرون مرن ‪ 12‬عضروا ‪ 9 :‬مرن كرل وديرة نصرفهم يخترارهم الملرك ‪ ،‬والنصرف‬
‫اآلخر يختارهم المجلس التشريعي ‪ ،‬أما البرلمان فكان يتللف من قاعدة نسبية للسكان من ‪ 45‬عضوا ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أ مد سر ان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 28‬‬
‫‪421‬‬
‫قاعدة للقوات الجوية األمريكية ‪ ،‬و تى تنرال ليبيرا اسرتق لها ‪ ،‬فران ال كومرة األمريكيرة‬
‫سررتدخل فرري مبا ثررات لتنظرريم الوجررود األمريكرري فرري ليبيررا وسرربل وأشرركال تق رديم العررون‬
‫المالي ‪ ،‬وعندما ت قرق ادسرتق ل فري ديسرمبر ‪ ، 2851‬ترولى م مرود المنتصرر ر ريس‬
‫ال كومة الم قتة في ليبيا ‪ ،‬ودخل المنتصر في مبا ثات مرع القرا م باألعمرال األمريكيرة‬
‫اندرو لتم ‪ ،‬وقد أسرفرت هرذه المبا ثرات علرى اتفاقيرة شراملة أقرهرا الملرك إدريرس ‪،‬‬
‫وأصرردر أوامررره إلررى ر رريس الرروزراء بررالتوقيع عليهررا ‪ ،‬وكرران ذلررك فرري يرروم إعرر ن‬
‫ادسررتق ل ‪ ، 2851/21/12‬وتللفررت هررذه ادتفاقيررة مررن ‪ 16‬مررادة و ‪ 2‬كتررب متبادلررة ‪،‬‬
‫من ت أمريكا بموجبهرا رق بنراء قاعردة هرويلس الجويرة مردة ‪ 11‬سرنة ‪ ،‬وكرذلك من رت‬
‫ق السيطرة الكاملة على األجواء والميراه الليبيرة ‪ ،‬و ريرة الوصرول وال ركرة للقروات‬
‫األمريكيررة فرري جميررع أن رراء ليبيررا‪ ،‬وأعفررت األمررريكيين المقيمررين فرري ليبيررا مررن الرسرروم‬
‫والضرا ب ‪ ،‬مع عدم سريان القانون الجنا ي الليبي على جميع أفراد القوات األمريكيرة‬
‫‪ ،‬وقد كانت كل هذه التسهي ت تقدم مقابل فقط مليون دودر تدفعره ال كومرة األمريكيرة‬
‫إلى الخزانة الليبية(‪. )1‬‬
‫وي كد الدكتور أ مد سر ان في مقالة نشرت له في مجلرة الثقافرة العربيرة علرى‬
‫هرررذه التفصررري ت الخاصرررة بادتفاقيرررة ‪ ،‬فلشرررار‪ " :‬دخلرررت الوديرررات المت ررردة شرررريكا‬
‫لبريطانيا في تقديم المسراعدات ادقتصرادية إلرى ليبيرا ‪ ،‬وبالترالي اتخراذ هرذه المسراعدات‬
‫كوسيلة ض ط على ال كومرة الليبيرة ‪ ،‬وكرلداة لرت كم فري سياسرتها ‪ ،‬واإلبقراء عليهرا فري‬
‫دا رة النفوذ ال ربي ‪ ،‬وفي هرذا ادتجراه من رت ليبيرا امتيراز إقامرة قاعردة هرويلس إ ردى‬
‫أكبر القواعد الجوية من الب ر المتوسط ‪ ،‬وأكبر قاعدة خار الوديات المت دة "(‪. )2‬‬
‫وفي إطار ال رديا عرن قاعردة هرويلس فران هرذه القاعردة تضرم عردد ث ثرة دف‬
‫جنردي‪ ،‬وتسررتخدم للترردريبات نصررف السررنوية ‪ ،‬ويترردرب فيهررا ‪ 12‬سررربا مررن الطررا رات‬

‫‪ - 1‬السيد عوه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 29-26‬‬


‫‪ - 2‬أ مد سر ان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 51‬‬
‫‪424‬‬
‫التي تقلع مرن القواعرد األوروبيرة ‪ ،‬وهري قاعردة أقامتهرا الوديرات المت ردة ضرد ادت راد‬
‫السوفيتي ‪ ،‬وتعتبر نقطة عبور مهمة في منطقة الب ر المتوسط(‪. )1‬‬
‫وفي ‪ 22‬ابريل ‪ 2852‬ترولى مصرطفى برن لريم ر اسرة الروزراء ‪ ،‬وكران يتمترع‬
‫بع قات طيبة وقوية في الب ط الملكري ‪ ،‬وع قرات صرداقة مرع إبرراهيم الشرل ي وعبرد‬
‫هللا عابد ‪ ،‬وكثيرا ما أشير إليه برالث ثي ‪ ،‬وقرد أضراف ورقرة جديردة للسياسرة الخارجيرة‬
‫الليبية ‪ ،‬تتمثل في إنشاء ع قات صداقة وتعاون ثابتة مرع الوديرات المت ردة ‪ ،‬وعليره "‬
‫تشرركلت سياسررة ابررن لرريم الخارجيررة ‪ ،‬وهرري تنطلررق وفررق ر يررة التعرراون والصررداقة مررع‬
‫أمريكا "(‪ ، )2‬وإن كان جروهر هرذه الر يرة هري مسرعى كرام ليبيرا لل ررب فري مواجهرة‬
‫طمو ررات ال ركررة الوطنيررة الليبيررة ‪ ،‬وضررمان دعررم ال رررب لمصررالح النخبررة ال اكمررة‬
‫الليبية(‪ ،)3‬واستلنفت في عهد ابن ليم أعمال اللجنة األمريكية الليبية للب ا في طلبرات‬
‫ال كومررة الليبيررة ‪ ،‬واسررتمرت المبا ثررات تررى مررايو ‪ ، 2852‬وسررافر ابررن لرريم إلررى‬
‫الوديات المت دة ‪ ،‬واجتمع مع إيزنهاور ‪ ،‬وكان من نتا ر تلرك المبا ثرات الخاصرة مرع‬
‫المس ولين األمريكيين ‪ ،‬ووافق الكون رس األمريكي على منح المساعدات المنصروص‬
‫عليهرا فري المرادة ‪ 41‬مررن ادتفاقيرة العسركرية الليبيررة ‪ -‬األمريكيرة(*)‪ ،‬ويتضرح أن الررنص‬
‫الجديرردة لمررادة ‪ 11‬مررن ادتفاقيررة بررلن د يجعررل للقضرراء الليبرري اختصاصررا عامررا علررى‬
‫الجرا م التي يرتكبها أعضاء القروات األمريكيرة‪ ،‬وكران ذلرك تصرري ا ي رد مرن سرلطة‬
‫الدولة لتنفيذ تشريعاتها وقوانينها ‪ ،‬ومن نا ية أخرى أبا ت ادتفاقية في مادتها األولرى‬
‫ل كومة الوديات المت دة استعمال المناطق التي تشر لها ل‪،‬غرراه العسركرية ‪ ،‬أو أي‬
‫أغراه أخرى يتفق عليها بين ال كومتين ‪ ،‬كما سم ت ادتفاقية في مادتها الثالثة برلن‬
‫تراقب ال كومة األمريكية السرفن والمراكرب الما يرة ‪ ،‬التري تردخل إلرى المنراطق المتفرق‬
‫عليها ‪ ،‬وأن تنشا في هذه المناطق أو خارجها وسا ل المواص ت السرلكية ‪ ،‬وسرم ت‬

‫‪ - 1‬سيتوارت سميا ‪ ،‬التدخل األمريكي في أفريقيا ‪ ،‬ترجمة د‪ .‬زياد على ‪ ،‬المركز األفريقي للب وا ادجتماعية ‪،‬‬
‫طرابلس ‪ ،‬ط‪ ، 2896 ، 2‬ص ‪. 447‬‬
‫‪ - 2‬قيقة إدريس السنوسي ‪ ،‬المنشلة الجماهيرية للنشر والتوزيع واإلع ن ‪ ،‬ط‪ ، 2‬طرابلس ‪ ، 2865 ،‬ص‪.212‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 214‬‬
‫*‪ -‬أنظر نص ادتفاقية العسكرية الليبية ‪ -‬األمريكية ‪ ،‬مل ق رقم (‪. )1‬‬
‫‪422‬‬
‫ادتفاقية في مادتها السادسة كجزء من التدابير الجماعيرة للم افظرة علرى األمرن الردولي‬
‫بررلن تتفررق ال كومترران الليبيررة واألمريكيررة علررى اسررتعمال منطقررة متفررق عليهررا باشررتراك‬
‫ال كومرة األمريكيرة ‪ ،‬بمعنرى جعررل األراضري الليبيرة مسررر ا للقروات األجنبيرة ‪ ،‬بررل إن‬
‫المعاهدة ذهبت إلى أكثر من هذا عندما أشارت فري مادتهرا الثامنرة إلرى مرا أطلرق عليهرا‬
‫اسررم الوصررول ال ررر للطررا رات والقرروات والمركبررات الما يررة األمريكيررة ‪ ،‬من هررا ررق‬
‫ال ركة عبر القطر الليبي ‪ ،‬كما أنها لم ت ردد عردد القروات التري يسرمح لهرا الردخول فري‬
‫ظ أن ابن ليم قيد اسرتق ل ليبيرا لقراء‬ ‫المادة السادسة عشر من ادتفاقية(‪ . )1‬وهكذا ن‬
‫مساعدة مالية تقدر بن رو ‪ 21‬مليرون دودر ‪ ،‬تقسرم علرى ‪ 11‬سرنة ‪ ،‬هري عردد السرنوات‬
‫الم ددة ل تفاقية إضافة إلى ‪ 2‬م يرين دودر أخررى ‪ ،‬وكران مرن الطبيعري أن توصرف‬
‫مثل هذه ادتفاقية من قبل الوديات المت دة بلنهرا جرر هرام فري بنراء الردفا عرن العرالم‬
‫ال ررر(‪ ،)2‬والملفررت هنررا أن فرري ‪ 15‬سرربتمبر ‪ 2852‬رفضررت ال كومررة األمريكيررة رفررع‬
‫مسررتوى التمثيررل الدبلوماسرري إلررى درجررة سررفارة‪ ،‬وعينررت جررون ترراين قا مررا باألعمررال‬
‫األمريكيررة فرري طرررابلس ‪ ،‬وفرري عررام ‪ 2856‬أعلررن الررر يس األمريكرري إيزنهرراور مبرردأه‬
‫المشرهور بمسرراعدة دول الشرررق األوسرط(*)‪ ،‬وقررد عررين إيزنهراور جرريمس ب ‪ .‬ريتشررارد‬
‫مسرراعدا خاصررا لرره ‪ ،‬وقبررل أن يصررل جرريمس إلررى ليبيررا كرران نا ررب الررر يس األمريكرري‬
‫نيكسون فري زيرارة إلرى طررابلس فري ‪ 25‬مرارس ‪ ، 2858‬وتبرادل مرع ر ريس الروزراء‬
‫وجهررات النظررر ررول المسرراعدات األمريكيررة وس ر مة الشرررق األوسررط وعنرردما وصررل‬
‫ريتشررارد برردأ فرري المبا ثررات مررع السياسرريين الليبيررين البررارزين مررع أن المسرراعدة الترري‬
‫عرضت على ليبيا ض يلة جدا ‪ ،‬فان ابن ليم قد قبل مبدأ إيزنهاور مرن يرا المبردأ د‬

‫‪ - 1‬لمزيد من المعلومات راجع كل من ‪:‬‬


‫‪ -i‬سامي كيم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 222-216‬‬
‫‪ -ii‬السيد عوه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 241-211‬‬
‫‪ -iii‬علي شعيب ‪ ،‬أسرار القواعد األمريكية في ليبيا ‪ ،‬المنشلة العامة للنشر والتوزيع ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫‪ ، 2891‬ص ‪. 75-24‬‬
‫‪ - 2‬سامي كيم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 426‬‬
‫* ‪ -‬مبدأ إيزنهاور ‪ :‬تقدم بطلب إلى الكرون رس لردعم دول الشررق األوسرط عسركريا وأمنيرا واقتصراديا منعرا للتوغرل‬
‫السوفياتي ‪ ،‬وهو ما يعرف بملء الفراك ‪ ،‬وقد أقر الكون رس ذلك في جلسة ‪ 8‬مارس ‪ 2856‬يرا فروه الرر يس‬
‫بانفاق مبلغ ‪ 111‬مليون دودر ‪ ،‬لتنمية ب د الشرق األوسط اقتصاديا وتلييدها ضد الشيوعية ‪.‬‬
‫‪425‬‬
‫مررن يررا المكافررلة الماديررة المنتظرررة ‪ ،‬وعنررد م ررادرة ريتشررارد طرررابلس فرري ‪ 11‬مررايو‬
‫‪ " 2856‬وقد ردا تجانسرا فري وجهرات النظرر فري صرالح البلردين واتفقرا علرى وجروب‬
‫العمل معا لتطبيق خطة الشرق األوسط تطبيقا ناج ا "(‪ )1‬ويشير السيد عوه إلى أهرم‬
‫الخطوات التي وضعتها الوديات المت دة للشرق األوسط ‪:‬‬
‫‪ -2‬التعهد بتقديم المساعدة والدفا ضد أي اعتداء مسلح قرد توجهره قروى الشريوعية‬
‫الدولية ‪ ،‬عن أي بلد من ب د الشرق األوسط ‪.‬‬
‫‪ -1‬العون من أجرل تقردم الرنظم ادقتصرادية فري بر د الشررق األوسرط ‪ ،‬التري تطلرب‬
‫على أساس أن هذه خير دفا ضد خطر التهديد ‪.‬‬
‫‪ -4‬مساعدة لتنمية قوات األمن في الشررق األوسرط التري تطلرب المسراعدة مرن أجرل‬
‫ال فاظ على ريتها واستق لها(‪. )2‬‬
‫فلتلييررد هررذه المبررادئ الموض ر ة تررم ادتفرراق علررى أن ليبيررا ب اجررة إلررى مسرراعدة‬
‫اقتصادية إضافية ‪ ،‬وقد اتخذت الوديات المت دة فورا على عاتقها الخطوات اإلجرا يرة‬
‫والقانونية ال زمة للبدء بمشاريع في ال قول اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -2‬دراسة عامة لل اجات ليبيا للتنمية ‪.‬‬
‫‪ -1‬تطوير اإلذاعة ‪.‬‬
‫‪ -4‬المساعدة في التعليم بما في ذلك المنح الدراسية والمواد التعليمية ‪.‬‬
‫‪ -2‬مساعدة إضافية لتنمية القوة الكهربا ية ‪.‬‬
‫‪ -5‬ت سين نظام توزيع المياه المنزلية ‪.‬‬
‫‪ -7‬تطوير نظام المواص ت البرقية(‪. )1‬‬
‫وبهذا فران ليبيرا ت صرلت بموجرب مبردأ إيزنهراور علرى مبلرغ سربع مليرون دودر‬
‫مسرراعدة‪ ،‬وبررذلك أصرربح مجمررل المسرراعدات الماليررة تررى ‪ 2856‬مررا قيمترره ‪ 14‬مليررون‬
‫دودر ‪.‬‬

‫‪ - 1‬على شعيب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 29‬‬


‫‪ - 2‬سالم مصطفى ‪ ،‬مبدأ إيزنهاور ‪ ،‬السياسة الدولية ‪ ،‬م سسة اإلهرام ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬العدد ‪ ، 51‬مارس ‪ ، 2894‬ص‬
‫‪. 224‬‬
‫‪427‬‬
‫وفري ‪ 17‬مرايو ‪ 2856‬ترولى عبرد المجيرد كعبرار ر اسرة ال كومرة الليبيرة ‪ ،‬يرا‬
‫أجرى مبا ثات مع ال كومة األمريكية إلتمام ادتفاقية العسركرية لتسرليح الجريم الليبري‬
‫وفرررق ادتفاقيرررة فررري ‪ 41‬يونيرررو ‪ ، 2856‬وعينرررت ال كومرررة األمريكيرررة بعررره رجالهرررا‬
‫العسرركريين الررذين الت قرروا بالسررفارة األمريكيررة فرري طرررابلس(‪ ،)2‬والجرردير بالرررذكر أن‬
‫ال كومة الليبية لم تعلن نصوص هذه ادتفاقية ‪ ،‬بل أبقتهرا طري الكتمران ‪ ،‬ويشرير السريد‬
‫عوه إلى " أن هذه ادتفاقية كانرت ت تروي علرى أشرياء خطيررة"(‪ )3‬أمرا مجيرد خروري‬
‫فيرررى ‪ " :‬أن ادتفاقيررة قررد نصررت فرري الفقرررة الثانيررة مررن المررادة األولررى‪ ،‬علررى ت ررريم‬
‫اسررتعمال المعرردات واألسررل ة العسرركرية األمريكيررة فرري غيررر األغررراه الترري أعرردت‬
‫(‪)4‬‬
‫وهذا يعنري أن تمتنرع ال كومرة الليبيرة عرن اسرتخدام األسرل ة إذا‬ ‫ادتفاقية من أجلها "‬
‫خاضررت معركررة دفررا عررن األراضرري العربيررة ‪ ،‬ونصررت المررادة السررابعة علررى اتخرراذ‬
‫الترردابير المشررتركة الترري يتفررق عليهررا الطرفرران لمراقبررة التجررارة الترري تهرردد فقررط الس ر م‬
‫العالمي لمصرل ة وأمرن الردولتين أمريكرا وليبيرا ‪ ،‬ومرن هنرا يمكرن القرول ‪ :‬إن الوديرات‬
‫المت دة قرد سرلبت اختصاصرات األمرم المت ردة فري هرذا الشرلن ‪ ،‬وربطرت أمرن وسر مة‬
‫ليبيررا بلمنهررا وس ر متها ‪ ،‬وهررذا ادرتبرراط غيررر المتكررافا الررذي د ترردعوا إليرره الظررروف‬
‫والذي يفره على ليبيا التزامات ضرخمة تر ثر علرى ع قاتهرا الدوليرة بردون أن يكرون‬
‫لها مصل ة قومية أو عربية ‪.‬‬
‫وبعررد عررامين مررن توقيررع ادتفاقيررة ‪ " ،‬تقرردم عبررد المجيررد كعبررار إلررى ال كومررة‬
‫األمريكية بطلب زيادة المعونة ‪ ،‬وجرت مبا ثات برين ال كرومتين عرن طريرق السرفارة‬
‫األمريكية في طرابلس‪ ،‬وانتهت بلن زيدت المعونة بواقع اربعة م يرين دودر توضرع‬
‫ت ت تصرف ال كومة الليبية "(‪. )5‬‬

‫‪ - 1‬مجيد خوري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 198‬‬


‫‪ - 2‬سامي كيم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 412-428‬‬
‫‪ - 3‬السيد عوه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 74‬‬
‫‪ - 4‬مجيد خوري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 242‬‬
‫‪ - 5‬السيد عوه ‪ ،‬التدخل األمريكي والفرنسي ‪ ،‬مركز ال ضارة العربية لإلع م والنشر ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪2881 ، 2‬‬
‫‪ ،‬ص ‪. 254‬‬
‫‪426‬‬
‫وجرررت فرري عررام ‪ 2871‬مفاوضررات بررين ر رريس الرروزراء بهرردف زيررادة نفقررات‬
‫الوجود األمريكي في ليبيرا ‪ ،‬وترم زيرادة المسراعدات إلرى ‪ 21‬م يرين دودر تردفع رأسرا‬
‫إلى ال كومة الليبية ‪.‬‬
‫وعنررردما وقعرررت ررررب يونيرررو ‪ 2876‬شررراركت قاعررردة هرررويلس األمريكيرررة برررلن‬
‫استخدمت لضرب مصر ‪ ،‬يا شاركت القاعدة فعليا باجهاه التجربة الناصررية فري‬
‫مصر ‪ ،‬األمر الذي دعا إلى ركة رفه شعبي فري ليبيرا ‪ " ،‬عنردما ترولى عبرد القرادر‬
‫البرردري ر اسررة الرروزراء فرري ‪/19‬يونيررو‪ 2876/‬طلررب ت ررت الضرر ط الشررعبي إجررراء‬
‫مبا ثات من أجل تصرفية القواعرد األمريكيرة‪ ،‬غيرر أن هرذه التصرفية ظلرت بررا علرى‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬ونشرت ص يفة التايمز اللندنية في عرددها الصرادر ‪ " 2876/9/9‬أنره مرن‬ ‫ورق "‬
‫غيررر الواضررح إذا كانررت ال كومررة الليبيررة تريررد فع ر تصررفية القواعررد ‪ ،‬أم أن الوجررود‬
‫العسكري دبد أن يبقى "(‪. )2‬‬
‫وعندما تزايد الضر ط الشرعبي للمطالبرة بتصرفية القواعرد العسركرية ‪ ،‬قرام الملرك‬
‫إدريررس بمنرراورة يررا أعلررن عررن عزمرره عررن التنررازل عررن السررلطة لظررروف ص ر ية ‪،‬‬
‫واعتكف فري قصرره بطبررق ‪ ،‬وكران المقصرود مرن هرذه المنراورة هري " … إفشرال إي‬
‫م اولة لتصفية الوجود األجنبي على أره ليبيا(‪. )3‬‬
‫وقبررل أن تنتهرري هررذه الفترررة التاريخيررة مررن الع قررات الليبيررة األمريكيررة والترري‬
‫أتسمت كما يوضح لنا السرد التاريخي بلنها كانت مر لة تبعية ‪ ،‬فان البا را رأى أنره‬
‫مررن الضررروري التعرررير علررى ال الررة السياسررية لليبيررا ت ررت ال كررم الملكرري ‪ ،‬ألن ذلررك‬
‫يعطي مبررات للفترة القادمة التي قامت فيها الثورة في ‪. 1282/2/1‬‬
‫ظات التي تتوقف عليها البا ا فري هرذه الفتررة التاريخيرة مرن عمرر‬ ‫ومن الم‬
‫ليبيا ما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬السيد عوه ‪ ،‬الع قات الليبية األمريكية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 72‬‬
‫‪ - 2‬ص يفة التايمز اللندنية ‪. 2876/9/9‬‬
‫‪ - 3‬مجيد خوري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 428‬‬
‫‪429‬‬
‫‪ -2‬أن طبيعة التركيبة السياسرية وادجتماعيرة التري تولرت مقاليرد ال كرم فري المملكرة‬
‫الليبيررة تبرررز الت ررالف بررين العررا ت الوجيهررة والمشررا خ والقبا ررل ذات النفرروذ‬
‫والمصالح ادقتصرادية ‪ ،‬وقرد فرره الملرك إدريرس علرى تكرريس اسرتمرار هرذه‬
‫النمطيررة فرري التركيبررة السياسررية ‪ ،‬وذلررك بررالتقرب إلررى العررا ت ذات المركررز‬
‫ادجتماعي وادقتصرادي ‪ ،‬وقرد أرسرى الملرك دعرا م هرذا التطرور عنردما ضررب‬
‫المعارضررة فرري المرا ررل األولررى ‪ ،‬وعلررى الرررغم مررن أن الصرررا ذو الطبيعررة‬
‫المصل ية ‪ ،‬فقد بدأ ال لف ال اكم أكثر تماسركا األمرر الرذي رال دون أن يتمترع‬
‫الشررعب بمررردود إيجررابي للتطررورات السياسررية وادقتصررادية ‪ ،‬الترري جرررت فرري‬
‫المجتمع الليبي بعد ادستق ل ‪.‬‬
‫‪ -1‬عملت البيروقراطيرة كت رالف فروقي تمثرل تلرك المنظومرة مرن الع قرات القبليرة‬
‫يا انتشر الفساد اإلداري موازيا لزيادة دخول رأس المال األجنبي‬ ‫والعا لية‪،‬‬
‫‪ ،‬وصرح سن الرضى لم كمة الشعب بعد الثورة ‪ " :‬لقد رأيت الفسراد ينتشرر‬
‫في جميع الدوا ر السياسية وادقتصادية ‪ ،‬وقد أبل ت الملك ‪ ،‬وأن الملك لم يفعل‬
‫شرري ا(‪ . )1‬وبررذلك لررم تررنجح م رراودت الت ررديا فرري المجتمررع الليبرري ‪ ،‬سررواء تلررك‬
‫الترري قررام بهررا م مررود المنتصررر ‪ ،‬أو م اولررة عبررد ال ميررد البكرروم الررذي دفعترره‬
‫م رراودت الت ررديا إلررى إقالترره مررن قبررل الملررك فرري ‪ 8‬أغسررطس ‪ ،2879‬وتررولى‬
‫منصب سفير ليبيا في فرنسا ‪.‬‬
‫‪ -4‬فشلت م اودت الت الف الم افظ لل كم في ليبيا في تجميل وجه النظام ‪ ،‬يرا‬
‫أخفررق الررنمط ال ربرري فرري الديمقراطيررة والبرلمانيررة ‪ ،‬فقررد تقلررص عرردد الرروزارات‬
‫الليبيررة ‪ ،‬وتسرراقطت الوا رردة تلررو األخرررى ‪ ،‬األمررر الررذي جعررل ليبيررا لررم تشررهد‬
‫اسررتقرارا سياسرريا ‪ ،‬والررذي يعكررس برردوره جانررب مررن جوانررب أزمررة ال كررم يررا‬
‫تعاقررب علررى ر اسررة الرروزراء الليبيررة عررامي ‪ 2874 - 2852‬م أكثررر مررن خمررس‬
‫وزارات ‪ ،‬وفيمررا بررين عررامي ‪2878-2874‬م فقررد تعاقررب سرربع كومررات ‪ ،‬بمررا‬

‫‪ - 1‬السيد عوه‪ ،‬الع قات الليبية األمريكية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 79‬‬
‫‪428‬‬
‫يعني أن ر لة ما بعد النفط قرد ألقرت بضر لها علرى عردم ادسرتقرار السياسري ‪،‬‬
‫ويكشف تقرير سري أعدته الوديات المت ردة " … ضررورة أن تكربح ال كومرة‬
‫الليبية إغراءات البذخ والنفوذ الموروا بسبب عا دات النفط الها لة(‪. )1‬‬
‫‪ -2‬رررص النظررام الملكرري علررى عرردم التررورط والمشرراركة فرري التطررورات العربيررة‬
‫والصراعات العربية ‪ ،‬فمنذ أن تولى الملك إدريس ال كرم فري ليبيرا سرم خيراره‬
‫بادرتباط بال رب ‪ ،‬وعندما تنفجرت ثورة ‪ 14‬يوليو ‪ 2851‬بكرل مرا ت ملره مرن‬
‫توجهررات ‪ ،‬ظررل النظررام الملكرري يتجنرررب التوجرره الثرروري فرري مصررر ‪ ،‬وظلرررت‬
‫الع قررات الرسررمية بررين ليبيررا ومصررر برراردة طيلررة الخمسررينات ‪ ،‬وبعررد رررب‬
‫السويس ‪ 2857‬ظهررت الرة التنراقه برين تبعيرة المملكرة الليبيرة لل ررب وبرين‬
‫السيادة الوطنية ‪ ،‬وقد تصاعد هذا التناقه بوضروح فري أ رداا ينراير ‪، 2872‬‬
‫وخاصررة فرري أعقررراب دعرروة عبرررد الناصررر إلرررى قمررة عربيرررة بالقرراهرة لمقاومرررة‬
‫المشرو الصرهيوني بت ويرل ميراه نهرر األردن ‪ ،‬يرا انفجرر الوضرع الرداخلي‬
‫في ليبيا ‪ ،‬ونجم عن ذلك مظاهرات ووجهت بقمع الشررطة والجريم ‪ ،‬ممرا دفرع‬
‫الملك إلى إقالرة م ري الردين فكينري ر ريس الروزراء ‪ ،‬وتعيرين م مرود الم يربري‬
‫ر يس الوزراء وإبراهيم الشل ي وزير الداخلية(‪. )1‬‬

‫ويمكررن القررول أن تررداعيات األ ررداا الداخليررة فرري ليبيررا والتررلثيرات اإلقليميررة ‪،‬‬
‫دسرريما بعررد رررب ‪ ، 2876‬سررارت عكررس مررا تتوقعرره الوديررات المت رردة ‪ ،‬كمررا أنرره مررن‬
‫قة للنظام الملكي الليبي ‪ ،‬يرا توجهرت‬ ‫الواضح أن فترة الستينات ملت أزمات مت‬
‫السلطة إلرى ل الشرل ي خاصرة بعرد تعيرين عمرر الشرل ي مستشرار الملرك فري ‪، 2878‬‬
‫وزاد تلييده بعد أن تزو ثرية سين مازن بنت ر يس الوزراء ‪ ،‬وتم تعيين أخوه عبرد‬
‫العزيررز الشررل ي ر يسررا ل‪،‬ركرران ‪ ،‬ممررا جعررل ل الشررل ي يشرركلون قبضررة علررى النظررام‬
‫الملكي ‪.‬‬

‫‪ - 1‬من الملفات السرية للخارجية البريطانية ‪ ،‬جريدة السياسة ‪. 2881/2/21 ،‬‬


‫‪411‬‬
‫وفرري يونيررو ‪ 2878‬خررر الملررك فرري ر لررة طويلررة ‪ ،‬كانررت هرري األخيرررة لرره فقررد‬
‫قامررت ثررورة بقيررادة ركررة الضررباط الو رردويين األ رررار فرري سددبتمبر ‪ 1282‬ممررا جعرل‬
‫الع قات الليبية األمريكية تدخل مر لة جديدة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬السيد عوه ‪ ،‬الع قات الليبية ‪-‬األمريكية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 79-75‬‬
‫‪412‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬العالقات الليبية ‪ -‬األمريكية في عهد ثورة الفاتح ‪:‬‬
‫تلسيسا على لما ذكرناه سرابقا رول التركيبرة ادجتماعيرة السياسرية لنظرام ال كرم‬
‫الملكي في ليبيا ‪ ،‬قامت مجموعة من الشباب الليبيين بتشركيل تنظريم عسركري ومردني ‪،‬‬
‫قامت بثورة على النظام الملكي فري سربتمبر ‪ ،)1(2878‬وقرد واجره مجلرس قيرادة الثرورة‬
‫مشك ت عديدة أرهقت المجلس‪ ،‬يا بلغ التردخل األجنبري ووجرود القواعرد العسركرية‬
‫األمريكية والبريطانيرة جمرا كبيررا‪ ،‬األمرر الرذي جعرل مجلرس الثرورة يشرعر برالخوف‬
‫من تدخل هذه القواعد لوأد الثورة ‪ ،‬وكانت قضية ترلمين الثرورة علرى قا مرة اجتماعرات‬
‫مجلس قيادة الثورة ‪ ،‬والذي شر في ادتجاه إلى المعسكر المناهه لوجرود األمريكري‬
‫والصررهيوني ‪ ،‬وطلررب مجلررس قيررادة الثررورة مررن عبررد الناصررر المعاونررة بخبراترره فرري‬
‫مواجهرة الموقررف بعررد نجرراح الثرورة لتلمينهررا ‪ ،‬واقترررح عبررد الناصرر علررى مجلررس قيررادة‬
‫الثورة أن يتوجه إلى ممثلي الوديرات المت ردة وبريطانيرا وفرنسرا وإقنراعهم برلن الثرورة‬
‫عمررل داخلرري‪ ،‬وطمررلنتهم علررى مصررال هم وم سسرراتهم ‪ ،‬فقررد اتخررذ عبررد الناصررر قرررار‬
‫الوقوف إلى جانب الثورة ودعمها بكل اإلمكانيات كمر لرة أولرى(‪ ،)2‬وفري ‪2878/8/5‬‬
‫اتصل القنصل البريطاني بمجلس قيادة الثورة وابل ه اعتراف بريطانيا بالوضع الجديرد‬
‫‪ ،‬كما أن الوديات المت دة اشترطت ل عتراف بالثورة شروط ث ا ‪:‬‬
‫‪ -2‬اد تفاظ بالقواعد األمريكية ‪.‬‬
‫‪ -1‬ادلتزام بادتفاقيات والمعاهدات القا مة بين البلدين ‪.‬‬
‫‪ -4‬استمرار التعاون بين البلدين ‪ ،‬والم افظة على المصالح األمريكية في ليبيا(‪. )3‬‬

‫‪ - 1‬لمزيد من المعلومات لتعرف عن قصة الثورة راجع ‪:‬‬


‫‪ -i‬أدراسيو كالديرون ‪ ،‬القذافي نقطة ادنط ق ‪ ،‬المركز العالمي لدراسات واب اا الكتاب األخضر ‪،‬‬
‫طرابلس ‪ ،‬ترجمة أنور سن ‪ ،‬ط‪. 2898 ، 4‬‬
‫‪ -ii‬م مد عبد المولى ‪ ،‬معمر القذافي اإلنسان القا د القضية ‪ ،‬إدارة التوجيه المعنوي ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ب ت ‪.‬‬
‫‪ -iii‬عبد هللا ب ل ‪ ،‬وجاء العقيد ‪ ،‬دار مكتبة الفكر ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بدون تاريخ ‪.‬‬
‫‪ -iv‬مير ببانكو ‪ ،‬القذافي رسول الص راء ‪ ،‬دار الشورى ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2866 ، 2‬‬
‫‪ -v‬القذافي ‪ ،‬ر لة ‪ 2111‬دف يوم من العمل السري ‪ ،‬إصدارات شعبة التثقيف ‪ ،‬ملتقى رفاق القا د ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2888‬‬
‫‪ - 2‬فت ي الديب ‪ ،‬عبد الناصر والثورة في ليبيا ‪ ،‬دار المستقبل العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 2897 ، 2‬ص ‪. 24‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬
‫‪411‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن مجلرس قيرادة الثرورة قرد وافرق علرى هرذه الشرروط شرفويا‬
‫تى د يبقى هذا التزاما نافذ التطبيق ‪.‬‬
‫ويضرريف فت رري الررديب أن أ ررد أعضرراء مجلررس قيررادة الثررورة فرري لقا رره بالسررفير‬
‫األمريكي بليبيا قال ‪ " :‬أن السفير قد عره تقديم مساعدات من معدات وأسل ة اتساقا‬
‫مع رغبة ليبيا في رفع قدراتها الدفاعية وكذلك إبقاء بعثة عسكرية للتدريب "(‪. )1‬‬
‫ولكررن السررفير األمريكرري جوزيررف بررالمر أسررس سياسررة المصررال ة ال ررذرة مررع‬
‫الثررورة الليبيررة‪ ،‬والترري قامررت علررى أسرراس اإلقرررار بررلن العقيررد القررذافي معاديررا بطبيعترره‬
‫للسوفيات ‪ ،‬والتركيز على المصالح بعيدة المدى بين البلدين ‪.‬‬
‫وبصفة عامة يمكن القول بلن المرونة التي أبدتها الوديات المت دة تجراه الثرورة‬
‫الليبيررة‪ ،‬إنمررا تتفررق مررع التوجرره العررام فرري السياسررة الخارجيررة األمريكيررة فرري النظررر إلررى‬
‫المصررالح الوطنيررة األمريكيررة اتجرراه األ ررداا العالميررة ‪ ،‬بمعنررى أن عردم قرردرة الوديررات‬
‫المت رردة علررى صررنع األ ررداا علررى خريطررة التطررورات السياسررية الدوليررة ‪ ،‬وم اولررة‬
‫استيعاب ردود الفعل ‪ ،‬وانتظار ما سوف تسفر عنه تداعيات األ داا في هذه المنطقرة‬
‫‪ ،‬أو تلك ويتم التعامل مع تلك التداعيات مما يكفل استمرارية الم افظرة علرى المصرالح‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫األمريكية‬
‫وهذا ما كانت تتصف به سياسة الر يس نيكسون في سياسرته الخارجيرة ‪ ،‬ولكرن‬
‫بعد تلمين الثورة ‪ ،‬شر مجلس قيادة الثورة في التعاطي مع موضو الوجود األجنبري‬
‫للقواعد يا أصدر مجلس قيادة الثورة قرارا لتلمين وضع الجريم ‪ ،‬يرا ترم ادتفراق‬
‫برررين مجلرررس قيرررادة الثرررورة والسرررفير البريطررراني علرررى مرررنح أعضررراء البعثرررة العسررركرية‬
‫البريطانية ‪ ،‬المتخذة من بن ازي وطرابلس والبيضاء مقرر نشراطاتها إجرازة لمردة ثر ا‬
‫أشهر ‪ ،‬تنتهي بنهاية عقودهم ‪ ،‬ورغم م اودت بريطانيا إبقاء عضو في كرل مدينرة إد‬
‫أن مجلس قيادة الثورة أصر على بقراء عضرو وا رد فقرط فري مدينرة بن رازي ‪ ،‬لمناقشرة‬
‫العقررود وتعررديلها ‪ ،‬كمررا اصرردر مجلررس قيررادة الثررورة قرررارا بايقرراف عمليررات الترردريب‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 279‬‬


‫‪ - 2‬السيد عوه ‪ ،‬الع قات الليبية األمريكية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 81‬‬
‫‪414‬‬
‫للطا رات األجنبية في القواعد الموجودة فري ليبيرا ‪ ،‬وكران هرذا ت رذي ير ذن بفرتح ملرف‬
‫قضية الج ء(‪. )1‬‬
‫وهذا يشكل بداية قيقية لتدهور الع قات الليبية األمريكية ‪ ،‬يرا تمثرل الثرورة‬
‫الليبية ك دا في د ذاتره منعطفرا خطيررا وهامرا فري سياسرة تطرور الع قرات الليبيرة –‬
‫األمريكية يا ت رخ بوضوح أكثر لبدايات التدهور الذي شهدته هذه الع قات ‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد هللا ب ل ‪ ،‬وجاء العقيد ‪ ،‬مكتبة الفكر ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬بدون تاريخ ‪ ،‬ص ‪. 28‬‬
‫‪412‬‬
‫أوال – تدهور العالقات الليبية – األمريكية " قضية الجالء " ‪:‬‬
‫بعررد قيررام الثررورة بشررهر وا ررد ‪ ،‬أعلررن العقيررد القررذافي فرري لقرراء تلفزيرروني فرري‬
‫‪ ، 2878/21/22‬أنه ما كان يمكن للقواعد األجنبية أن تبقى فروق أرضرنا بعرد الثرورة ‪،‬‬
‫ألن وجود القواعد األجنبية ينقص من ال رية السياسرية للشرعب الليبري ‪ ،‬ود يمكنره مرن‬
‫ادنط ق ‪ ،‬وأن ت طيم الملكية كران وسريلة لت قيرق ال ريرة السياسرية للروطن … ون رن‬
‫اليوم في معركة الت رير السياسي من الرجعية ومن القواعد األجنبية ‪ ،‬وعنردما نت ررر‬
‫سياسرريا برراذن هللا فرري الوقررت القريررب‪ ،‬سرروف نتجرره بكررل قرروة وتصررميم ن ررو ال ريررة‬
‫ادجتماعية وادقتصادية "(‪. )1‬‬
‫وكرران مجلررس قيررادة الثررورة وضررع خطررة اسررتراتيجية لتررلمين المجتمررع الليبرري ‪،‬‬
‫وبالتررالي يمكررن القررول بررلن النوايررا ال قيقيررة للثررورة تجرراه الوجررود األجنبرري برردأت تتضررح‬
‫عندما أعلن العقيد القذافي في ‪. 2878/21/27‬‬
‫موقف الثورة من القواعد األجنبية على الن و التالي ‪:‬‬
‫‪ -2‬ضرورة ج ء القواعد األمريكية والبريطانية ‪.‬‬
‫‪ -1‬عدم السماح ل‪،‬جنبي بالتواجد على أره ليبيا(‪. )1‬‬
‫ويعبررر القررذافي عررن موقفرره الرررافه للقواعررد ألجنبيررة ‪ ،‬عنرردما قررال ‪ " :‬الشررعب‬
‫العربي في ليبيا عندما هب ثا را في الفاتح من سبتمبر ‪ ،‬د يقبل بعد ذلك أن يعريم مرع‬
‫القواعد األجنبية جنبا إلى جنب ‪ ،‬وأن عمر القواعرد األجنبيرة برات م ردودا ‪ ،‬وأن عمرر‬
‫المسررتعمرات بررات قصرريرا … وأن مصررير القواعررد فرري أرضررنا بررات واضرر ا ‪ ،‬إننررا‬
‫سن رر أرضنا من القوى األجنبية مهما كلفنرا ذلرك مرن ثمرن ‪ ،‬إن ريرة الشرعب الليبري‬
‫ناقصررة ‪ ،‬مررادام هنرراك أجنبرري ي تررل جررزءا مررن أراضرريها … إن بقرراء القواعررد األجنبيررة‬
‫أصرربح معرردوما منررذ الثررورة … ود زلنررا نلمررل أن تصر ح الرردول موقفهررا‪ ،‬وأن تسر ب‬
‫قواعدها بس م ودزلنرا نلمرل برلن ن رتفظ بصرداقات مرع الشرعب األمريكري والبريطراني‬

‫‪ - 1‬لقرراء أجرترره اإلذاعررة المر يررة الليبيررة فرري ‪ ، 2878/21/22‬السررجل القررومي ‪ ،‬المجلررد رقررم (‪ ، )2‬إعررداد المركررز‬
‫العالمي لدراسات وأب اا الكتاب األخضر ‪ ، 2881 – 2898 ،‬ص ‪. 22،25‬‬
‫‪415‬‬
‫عندما تس ب القواعد ‪ ،‬ون ن نعلن سياسة ال ياد اإليجابي وعدم ادن ياز ‪ ،‬ون ن بهذا‬
‫د نفرق بين شرق وغرب "(‪. )2‬‬
‫ونتيجررة لهررذا الموقررف فقررد أعلنررت الجمرراهير فرري إشررارة واض ر ة الددلررة علررى‬
‫ضرررورة ادلتفرراف الشررعبي ‪ ،‬والمشرراركة فرري مسرر ولية تررلمين الثررورة ‪ ،‬يررا قامررت‬
‫الجماهير في ‪ 2878/22/1‬بمظاهر ضد القواعرد األجنبيرة األمريكيرة والبريطانيرة أمرام‬
‫السفارة األمريكية والبريطانية في طرابلس ‪ ،‬وقامت الجماهير بتخريب المباني و ررق‬
‫السرريارات ‪ ،‬ممررا دفررع بالقررا م باألعمررال األمريكرري والبريطرراني إلررى طل رب اعتررذار ليبرري‬
‫رسمي ‪ ،‬وتعرويه مرادي عرن الخسرا ر ‪ .‬ويشرير السريد عروه إلرى " أن مجلرس قيرادة‬
‫الثررورة بعررد أن نرراقم الوضررع ‪ ،‬أقررر تقررديم اعتررذار شررفوي للسررفارتين بعرردم التعررره‬
‫ل عتداء ‪ ،‬وقبول مبدأ التعويه عن الخسا ر سب تقديرات اللجنة في م اولة لتهدءة‬
‫األمور"(‪ ، )3‬وبذلك دخل مجلس قيادة الثورة ق جديدا فري مواجهرة القواعرد األجنبيرة‬
‫‪ ،‬يا بدأت المفاوضات مع بريطانيا في ‪ 2878/21/9‬وأعلرن فري طررابلس بعرد سرت‬
‫أيام على بدايرة المفاوضرات ‪ ،‬وأعطرى يروم ‪ 2861/4/42‬كمهلرة قصروى للجر ء ‪ ،‬كمرا‬
‫بدأت المفاوضات مع الوديات المت دة األمريكيرة إلجر ء قواعردها فري ‪2878/21/25‬‬
‫‪ ،‬ت ت شعار الج ء الفوري دون قيرد أو شررط ‪ ،‬وقرد صردر بيران يروم ‪2878/21/14‬‬
‫أعلن فيه " أنه قد تم ادتفاق على ج ء القوات األمريكية قبل نهاية يونيو ‪. )4(" 2861‬‬
‫وقد عمل الجانب األمريكي على الت جر والمماطلة ‪ ،‬كما أشار إلى ذلرك ر ريس‬
‫الوفد الليبي الرا د عبد الس م جلود عضو مجلس قيادة الثورة ‪.‬‬
‫وفرري هررذه األثنرراء عملررت الوديررات المت رردة فرري الرردخول فرري م رراودت إ برراط‬
‫للثورة عن طريق انق ب ‪ ،‬وقد أشارت صر يفة كريسرتيان سرانيس مونتيرور األمريكيرة‬

‫‪ - 1‬كلمة العقيد القذافي في م تمر شعبي بمدينة طرابلس ‪ ، 2878/21/27‬السجل القومي ‪ ،‬المجلد رقم (‪ ، )2‬إعداد‬
‫المركز العالمي لدراسات وأب اا الكتاب األخضر ‪ ،‬ص ‪. 246‬‬
‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 221-246‬‬
‫‪ - 3‬ــــــــــــ ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 81‬‬
‫‪ - 4‬عبد هللا ب ل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬
‫‪417‬‬
‫إلى أن " م اولة انق ب تعمل الوديات المت دة علرى القيرام بهرا فري ليبيرا(‪ ،)1‬غيرر أنهرا‬
‫فشلت مما أدى إلى خلرق متاعرب جديردة للوديرات المت ردة فري الشررق األوسرط ‪ ،‬يرا‬
‫كان يهدف هذا ادنق ب إلى عدم س ب القوات األمريكية من قواعردها فري ليبيرا ‪ ،‬كمرا‬
‫أشارت ص يفة ايفنر ستار في عددها الصادر ‪ 2878/21/22‬إلرى أن ليبيرا تمثرل أكبرر‬
‫ت دي للدبلوماسية األمريكية في الوطن العربي ‪ ،‬ويعتقرد فري طررابلس بلنره مرن الم رتم‬
‫أن يت قق طلب ال كومة الجديدة بس ب القروات األمريكيرة مرن قاعردة هرويلس بصرورة‬
‫مبكرة(‪ ،)2‬وعلقت مجلة أمريكا والعالم العربي الصادرة في أمريكا قا لرة ‪ " :‬إن الثرورة‬
‫الليبية بدأت في خلق المشراكل للوديرات المت ردة ‪ ،‬وأول ضر ية لهرا هري قاعرد هرويلس‬
‫الجوية ‪ ،‬وتلمل ال كومة األمريكية ادستجابة لرذلك مايرة لمصرال ها الكبررى فري ليبيرا‬
‫ودسيما النفط"(‪. )3‬‬
‫ومن نا ية أخرى لم تكتف الوديات المت دة بتلك المر امرات ‪ ،‬برل تروفرت فري‬
‫األيام الث ا األخيرة من شهر مارس ‪ 2861‬معلومات لدى مجلس قيادة الثرورة الليبيرة‬
‫فرصرة اد تفرادت‬ ‫عن وجود تنظيم سري ‪ ،‬يسعى للقيام بانق ب ضد الثورة ‪ ،‬مست‬
‫بعيد اإلج ء ومن أبرز ما تتضمنته المعلومات ‪:‬‬
‫‪ -2‬وجرررود تنظررريم للضرررباط المسرررر ين علرررى اتصرررال بالوديرررات المت ررردة ‪،‬‬
‫يمارس اتصادت ببعه الضباط وضباط الصف والو دات ‪.‬‬
‫‪ -1‬وجود اتصادت مشبوهة برين بعره الضرباط العراملين ‪ ،‬والمشركوك فري‬
‫ود هم للثورة ‪.‬‬
‫‪ -4‬ابلغ قا د الكلية ال ربية السابق وهو ضابط مسرح من القوات المسل ة ‪:‬‬
‫أن أ د ضباط الصف اتصل بره وطلرب منره ادنضرمام للتنظريم لإلطا رة‬
‫بمجلس قيادة الثورة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ص يفة كريستيان سانيس مونتيور ‪. 2861/4/29‬‬


‫‪ - 2‬عبد الر من شلبي ‪ ،‬تصفية القواعد العسكرية في ليبيرا ‪ ،‬السياسرة الدوليرة ‪ ،‬م سسرة اإلهررام ‪ ،‬القراهرة ‪ ،‬العردد‬
‫‪ ، 28‬يناير ‪ ، 2861‬ص ‪. 82‬‬
‫‪ - 3‬مجلة أمريكا والعالم العربي ‪2878/21/9‬ف ‪.‬‬
‫‪416‬‬
‫‪ -2‬وصررل للمخررابرات العامررة الليبيررة معلومررات م كرردة عررن وجررود اتصررال‬
‫مسرتمر ومشرربوه ومركررز خر ل يرومي ‪ 18 ، 19‬مررارس ‪ 2861‬بررين كررل‬
‫(‪)1‬‬
‫من السفير األمريكي والتونسي بطرابلس وبعه الضرباط المسرر ين‬
‫‪.‬‬
‫وتررم جر ء خررر جنرردي أمريكرري فرري ‪ 22‬يونيررو ‪ ، 2861‬وأنررزل العلررم األمريكرري‬
‫عررن قاعرردة هررويلس ‪ ،‬وتجرردر اإلشررارة أن الرا ررد عبررد السرر م جلررود قررد ابلررغ السررفير‬
‫األمريكرري بليبيررا جوزيررف بررالمر ‪ ،‬بلنرره إذا بقيررت واشررنطن ترردعم إسرررا يل ‪ ،‬فلررن تكررون‬
‫ظة ضربة قوية لسياسرة المصرال ة‬ ‫هناك ع قات طيبة بين البلدين ‪ ،‬وكانت تلك الم‬
‫‪ ،‬الترري دافررع عنهررا السررفير األمريكرري ‪ ،‬والررذي خررر علررى إثرهررا مررن ليبيررا لينتهرري عهررد‬
‫التمثيرررل الدبلوماسررري السياسررري المتبرررادل علرررى مسرررتوى السرررفراء(‪ ،)2‬ويشرررير أندريررره‬
‫أدزاتنسكي إلى أن تصفية قاعدة هويلس األمريكيرة تعرد ضرربة قاسرية لمواقرع واشرنطن‬
‫في القارة األفريقية(‪. )1‬‬
‫وعلى صعيد الع قات السياسرية برين الوديرات المت ردة وليبيرا فري عهرد الرر يس‬
‫نيكسون فان مجلس قيادة الثورة قرد عمرل علرى ت قيرق مزيرد مرن الت ررر ادقتصرادي ‪،‬‬
‫عندما فره نفسه‪ ،‬وأشرف على اد تكارات األمريكية في مجال النفط ‪ ،‬يرا دخرل‬
‫مجلس قيادة الثورة مفاوضات مع الشرركات األمريكيرة واألجنبيرة ‪ ،‬وفري ‪2861/2/11‬‬
‫أرسل وزير النفط الليبي رسالة إلى ممثلي الشرركات النفطيرة ‪ ،‬وتبعره اجتمرا بر سراء‬
‫الشركات النفطية في ‪ ، 2861/2/18‬ورغم أن الشركات رفضت فري البدايرة أي زيرادة‬
‫في سعر النفط ‪ ،‬فان العقيد القرذافي بردوره هردد باتخراذ إجرراءات مرن طررف وا رد مرع‬
‫الشررركات ‪ ،‬وقررد طالبررت ال كومررة الليبيررة مررن الشررركات ادعتررراف بررال قوق الليبيررة ‪،‬‬
‫وعلى الفور تقدمت بطلب أعلنت فيه بلنها د تقبل التفاوه بزيادة قدرها ‪ %5‬إضرافية‬
‫علرى المعرددت الضرريبية وسرعر أعلرى جديرد ‪ ،‬وردت الشرركات األمريكيرة مرن خر ل‬

‫‪ - 1‬م مد مصطفى زايد ‪ ،‬أيديولوجية الثورة الليبية ‪ ،‬مكتبة األندلس ‪ ،‬بن ازي ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 2864 ،‬ص‪82‬‬
‫‪ - 2‬السيد عوه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 89‬‬
‫‪419‬‬
‫اتفاقيررة توصررلت إليهررا فرري ينرراير ‪ 2862‬للمسرراعدة المتبادلررة فيمررا بررين الشررركات لتجنررب‬
‫الضررر ط الليبررري(‪ ،)2‬ومرررن هنرررا كررران دبرررد للشرررركات األمريكيرررة مرررن موافقرررة ال كومرررة‬
‫األمريكيررة علررى هررذه ادتفاقيررة قبررل أن تصرربح نافررذة وسررارية المفعررول ‪ ،‬وقررد أعلنررت‬
‫الشركات عن نيتها في أد تعقد اتفاقية ‪ ،‬أو أي عرره اتفراق مرع ال كومرة الليبيرة دون‬
‫موافقة الشرركات األخررى ‪ ،‬واسرتمرت فري المقابرل ال كومرة الليبيرة فري ضر طها علرى‬
‫الشركات األمريكية ‪ ،‬فقد بدأ العقيد القذافي هجوما على الشرركة المسرتقلة أكوسريد نترال‬
‫أون كاليفورنيا – أوكس وطلرب منهرا فري ‪ 2861‬خفره إنتاجهرا مرن ‪ 791‬ألرف برميرل‬
‫إلررى ‪ 511‬ألررف برميررل ‪ ،‬وهرري الشررركة الترري صررلت علررى امتيرراز التنقيررب علررى الررنفط‬
‫‪ 2872‬فرري منطقترري ‪ ، 214 ، 211‬اللترران تعررد أكثررر المنرراطق غنررا بررالنفط ‪ ،‬وقررد هرردد‬
‫العقيررد الق رذافي باسررتخدام القرروة لتنفيررذ قرررار تخفرريه اإلنتررا إلررى الثلررا ‪ ،‬وقررد دارت‬
‫مبا ثررات بررين إدارة الشررركة والرا ررد عبررد السر م جلررود ‪ ،‬واعلررن جلررود بعرردها علررى أن‬
‫الجيم الليبي سري تل موقرع برار الشرركة وسريخفه اإلنترا بنسربة ‪ ، %41‬ترى ولرو‬
‫بالقوة ‪ ،‬وقد رضخت شركة أوكس ل ل وسط ينص ‪:‬‬
‫‪ -2‬زيررادة سررعر البرميررل الررنفط بمقرردار ‪ 41‬سررنتا ‪ ،‬وزيررادة سررنوية إضررافية‬
‫مقدارها ‪ 1‬سنت تى عام ‪. 2865‬‬
‫‪ -1‬زيادة الضريبة الليبية على األرباح من ‪ %51‬إلى ‪ %59‬وبرذلك أعلنرت‬
‫الشركة ادتفاق في ‪. 2861/8/22‬‬
‫وتم في بداية شهر أكتوبر توقيع اتفراق مرع شرركة أوازيرس ممراث مرع ال كومرة‬
‫الليبية‪ ،‬وكان ذلك يعني زيادة سعر النفط الليبي من ‪ 1.12‬دودر إلرى ‪ 1.54‬دودر أي‬
‫بزيادة نسبتها ‪. )3(%26.8‬‬

‫‪ - 1‬ــــــــ ‪ ،‬الوديات المت دة األمريكية وأفريقيا ‪ ،‬ترجمة عماد اتم ‪ ،‬مركز الب وا والدراسات األفريقية ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫طرابلس ‪ ، 2897 ،‬ص ‪. 226‬‬
‫‪ - 2‬مررروان ب يرررري ‪ ،‬الرررنفط العربررري والتهديرردات األمريكيرررة بالتررردخل ‪ ، 2868-2864‬أوراق م سسرررة الدراسرررات‬
‫الفلسطينية ‪ ،‬رقم ‪ ، 22‬م سسة الدراسات الفلسطينية ‪ ،‬بيروت ‪ ، 2891 ،‬ص ‪. 277‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 261-278‬‬
‫‪418‬‬
‫وفري م اولرة كررد علرى تصررفات القيرادة الليبيرة كشرف الصر في د‪ .‬بوميردلتون‬
‫مراسل ص يفة النيويورك تايمز ‪ ،‬من أن الجهات والدوا ر ادسرتراتيجية فري واشرنطن‬
‫فضلت ادستي ء على بار نفط ليبيا علرى ادسرتي ء علرى برار نفرط الخلرير ‪ ،‬وذلرك أن‬
‫ال الة في ليبيا سهلة يا تتم توجيه ضربة جوية وب ريرة مشرتركة ‪ ،‬بيرد أن العمليرات‬
‫في تلك المنطقة من وه الب ر المتوسط م فوفة بالمخاطر(‪. )1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تصادم المصالح واإلرادات بين الواليات المتحدة وليبيا ‪:‬‬


‫رردا فرري فترررة كررم الررر يس نيكسررون أ ررداا جسررام أثرررت علررى الخارطرررة‬
‫السياسية العالمية‪ ،‬وكان من أكثرها تلثيرا ادتفاق المصري – اإلسرا يلي يا طالرب‬
‫العقيررد القررذافي بضرررورة طرررد إسرررا يل مررن عضرروية األمررم المت رردة ‪ ،‬ود ررق للررر يس‬
‫السررادات الت رردا باسررم العرررب ‪ ،‬ود تررى المصررريين(‪،)2‬وفرري ‪ 2865/8/2‬تررم توقيررع‬
‫ادتفاقية باأل رف األولى ‪ ،‬وكان هذا يوافق ذكررى عيرد الثرورة الليبيرة ‪ ،‬وأعلرن العقيرد‬
‫القذافي عن موافقة إلى جانب الثورة الفلسطينية ‪ ،‬ودعم كفا ها المسلح(‪ ،)3‬ولكن الدور‬
‫الليبي في تلك الفترة واجه بالقصور العام الذي اتسم به مشرو الرفه العربري للردور‬
‫السياسي األمريكي في المنطقة ‪ ،‬وفي ظرل هرذا القصرور لرم يرتمكن الموقرف الليبري مرن‬
‫أ داا أي توازن في الطمو رات ‪ ،‬ولكرن ذلرك انعكرس علرى ال مر ت الليبيرة المضرادة‬
‫للمشرررو األمريكرري لرردعم إسرررا يل ‪ ،‬وبالتررالي تصرراعد الترروتر فرري الع قررات الليبيررة ‪-‬‬
‫األمريكية ‪ ،‬ومن وقرا ع تلرك الترداعيات أزمرة الرعايرا األمرريكيين فري ليبيرا فري خريرف‬
‫‪ ، 2865‬عندما رفضت السلطات الليبية السماح بم ادرة ‪ 141‬موظفرا أمريكيرا يعملرون‬
‫بشركة اولسن وأسررهم أثنراء الصردام برين ال كومرة الليبيرة والشرركة ‪ ،‬بخصروص دفرع‬
‫ضرا ب المبيعات النفطية لل كومة الليبية وقرد وضرعت ال كومرة األمريكيرة العديرد مرن‬

‫‪ - 1‬نيويورك تايمز ‪. 2861/8/6‬‬


‫‪ - 2‬كلمة العقيد القذافي في ذكرى العيد السادس لثورة الفاتح ‪ – 2865/8/2‬السجل القومي – المجلد ‪ – 2‬المركز‬
‫العالمي لدراسات واب اا الكتاب األخضر – طرابلس – ‪ ، 2865 – 2862‬ص ‪. 215‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 217‬‬
‫‪441‬‬
‫الخيارات فيما بينها الخيار العسكري(‪ ،)1‬ولتوفير كافرة أدوات المواجهرة المتا رة قامرت‬
‫إدارة الر يس األمريكي فرورد فري عرام ‪ 2865‬بالردفع فري اتجراه سياسرة معارضرة غيرر‬
‫مباشرة لليبيا ‪ ،‬يرا فرضرت عقوبرات اقتصرادية ضرد ليبيرا ألول مررة بررفه السرماح‬
‫بتصدير ثمان طا رات نقل عسكرية من طراز ‪ ، Hercdes C-130‬كانت ليبيا سددت‬
‫قيمتها من قبل في عهد ال كومة الملكية ‪ ،‬ب يا أن العقيد القذافي استخدم هرذه فري نقرل‬
‫الفدا يين‪ ،‬الفلسطينيين لمساعدة عيدي أمين أثناء أزمرة األ رداا األوغنديرة ‪ -‬التنزانيرة‬
‫في مطلع ‪ ،)2(2861‬ويشير ع ء سالم في مقال نشر له في مجلة السياسة الدوليرة " أن‬
‫ال كومررة الليبيررة قامررت برردفع مبلررغ ‪ 71‬مليررون دودر أمريكرري قيمررة شررراء صررفقة ثمرراني‬
‫طا رات من نفس الطراز مرن شرركة لوكهيرد ‪ ،‬غيرر أن ترداعيات ررب ‪ 2864‬أخررت‬
‫تسليم الصرفقة فري انتظرار ت سرين الظرروف دسرت ناف التصردير ‪ ،‬قامرت الشرركة ومرن‬
‫خلفهررا بعررره الررردوا ر األمريكيررة البنتررراغون والخارجيرررة بتقررديم عرررره غريرررب علرررى‬
‫السرررررلطات الليبيرررررة برررررلن ت يرررررر لهرررررا الطرررررا رات بطرررررراز متطرررررور مرررررن طرررررا رات‬
‫‪ L-100‬التجاريرررة ‪ ،‬وهررري طرررا رات تفتقرررد إلرررى بررراب للمظررر ت والكترونيرررات للطيرررران‬
‫العسرركري ‪ ،‬مقابررل أن تتنررازل ليبيررا عررن الطررا رات السررابقة للسررادات ‪ ،‬غيررر أن العقيررد‬
‫ديثررررررره علرررررررى أن ذلرررررررك‬ ‫القذافي رفه ذلك العره(‪ ،)3‬وأكد القذافي في معره‬
‫العره ‪ " :‬أن من ق بر ده ال صرول علرى الصرفقة األصرلية "(‪ )4‬وشرملت المقاطعرة‬
‫أيضررا المعرردات ادلكترونيررة وأجهررزة ادتصررادت المتقدمررة‪ ،‬والرررادارات ‪ ،‬وقررد رراول‬
‫العقيررد القررذافي ادعتمرراد علررى القرروات غيررر رسررمية ‪ ،‬يررا تبنررى العقيررد القررذافي مفهرروم‬
‫الع قات الشعبية كبديل للع قات الرسمية ‪ ،‬ومرن بينهرا األقليرات المختلفرة فري المجتمرع‬

‫‪ - 1‬السيد عوه ‪ ،‬الع قات الليبية األمريكية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 241‬‬
‫‪ - 2‬عر ء سررالم ‪ ،‬تطررور الع قررات الليبيررة األمريكيررة ‪ ،‬السياسررية الدوليررة ‪ ،‬م سسررة اإلهرررام ‪ ،‬القرراهرة ‪ ،‬العرردد ‪، 71‬‬
‫إبريل ‪ ، 2898‬ص ‪. 128‬‬
‫‪ - 3‬السيد عوه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 241‬‬
‫‪ - 4‬ع ء سالم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 111‬‬
‫‪442‬‬
‫األمريكرري ‪ ،‬واختررراق صررفوف ال ررزب الررديمقراطي األمريكرري وعم ر ء ادسررتخبارات‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫األمريكيين السابقين ورجال األعمال ذو الصلة بالمخابرات المركزية األمريكية‬
‫واتخذت الع قات الليبية ‪ -‬األمريكية فري النصرف الثراني مرن السربعينيات من ري‬
‫جديرردا مررن الترردهور سرراعد علرري رردوا تبرراين واخررت ف التصررورات السياسررية للثررورة‬
‫الليبيررة تجرراه قضررية دعررم ركررات الت ريررر الرروطني ‪ ،‬وبصررفة خاصررة منظمررة الت ريررر‬
‫الفلسطيني من منطلق قناعة ليبيا من تردمير الهيمنرة األمريكيرة ‪ .‬يرا تزايرد دعرم ليبيرا‬
‫ل ركات الت رير وت ريه الجماعات على الثورة في عديد من المناطق لزيرادة قوتهرا‬
‫‪ ،‬وفقا لهذا األمر الذي اعتبرته الدوا ر األمريكية دعما متزايدا لإلرهاب الردولي ‪ ،‬وقرد‬
‫أكررد تقريررر صررادر عررن المخررابرات المركزيررة األمريكيررة فرري أبريررل ‪ 2867‬وتضررمن‬
‫اإلشارة إلى " أن القدافي قرد أصربح منرذ بضرعة سرنوات أكبرر مناصرر كرومي للصرف‬
‫الثوري ‪ ،‬وصف التقرير عما أسمته المخابرات المركزية األمريكية التورط الليبري مرع‬
‫الجماعات اإلرهابية ‪ ،‬وقدم لذلك نموذ عملية كارلوس ‪ ،‬واقت امه اجتماعرات منظمرة‬
‫األوبيررك فرري فيينررا(‪ . )2‬ونتيجررة لموقررف العقيررد القرردافي مررن إسرررا يل ‪ ،‬نشررطت جماعررات‬
‫اللوبي الصهيوني بصورة واض ة في توجيه األع م األمريكي تجاه الدور الرذي يلعبره‬
‫القررذافي بهررذا الشررلن ‪ ،‬وقررد أ سررنت هررذه الجماعررات توظيررف عمليررة مطررار عنتبرري فرري‬
‫‪ ، 2867‬وبرردأت الصر افة األمريكيررة تسررلط الضرروء والتركيررز علرري ليبيررا ‪ ،‬فاستشررهدت‬
‫ب ر راء السررادات والنميررري ونشرررت ص ر يفة النيويررورك تررايمز قا مررة طويلررة ررول مررا‬
‫أسمته بدعم القذافي لنشاطات اإلرهراب ‪ ،‬وخلصرت إلرى وجرود شربكة اإلرهراب الردولي‬
‫تمتد من الشرق األوسط فلفريقيا وأوروبا ‪ ،‬يتم تدريبهم وتسرلي هم بواسرطة القرذافي(‪. )3‬‬
‫برردورها اتهمررت اللجنررة اإلسرررا يلية األمريكيررة للش ر ون العامررة " إيبرراك " القررذافي بررلن‬
‫الهدف من دعمه وتدريبه شبكات اإلرهاب الردولي ‪ ،‬هرو قترل اإلسررا يليين(‪ . )4‬ونتيجرة‬

‫‪ - 1‬السيد عوه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 241‬‬


‫‪ - 2‬تقرير صادر عن وكالة المخبرات المركزية األمريكية نشرته جمعية شيكاغو بوست ‪/11‬أبريل ‪.2867 /‬‬
‫‪ - 3‬النيويورك تايمز ‪ 19 ،‬أغسطس ‪. 2867‬‬
‫‪ - 4‬بول فندلي ‪ ،‬الخدا ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 229‬‬
‫‪441‬‬
‫لرذلك فرضرت قضررية اإلرهراب نفسرها علرري إدارة الرر يس فرورد فرري الع قرات الليبيررة ‪-‬‬
‫األمريكية ‪.‬‬
‫وبررردأ الب رررا عرررن مررردي تررروافر األدلرررة الكافيرررة لترررورط ليبيرررا ‪ ،‬وبررردأت اإلدارة‬
‫األمريكية في التعاطي مع ظاهرة القذافي ودراسة الخيارات الممكنة والمتا ة لمواجهة‬
‫تلثيرات وانعكاسات الدور الذي يقوم به علري المصرالح األمريكيرة فري الشررق األوسرط‬
‫وأفريقيا ومناطق مختلفة من العالم ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬العالقات الليبية األمريكية يف عهد الرئيس كارتر‬

‫يمكن القول أن الفترة ما بين انتخاب الرر يس الجديرد جيمري كرارتر الرديمقراطي‬
‫لر اسررررة الوديررررات المت رررردة فرررري ‪ 2867/22/1‬وبررررين لررررف الرررريمن الدسررررتوري فرررري‬
‫‪ ، 2866/6/1‬قررد شرراهد الررة مررن الترروتر والقلررق ‪ ،‬بخصرروص مشرررو هيرمرران أيلررتس‬
‫بالترردخل العسرركري ضررد ليبيررا ‪ .‬ود سرريما أن ر يررة الررر يس كررارتر الخاصررة ‪ ،‬كانررت‬
‫تنصرف إلى الرغبة في إقامة ع قات طيبة ‪ ،‬مرع الجميرع بمرا فريهم القرذافي خاصرة أن‬
‫إدارة كررارتر وضررعت تنميررة قرروق اإلنسرران فرري صرردارة اهتماماتهررا(‪ . )1‬وقررد سرراءت‬
‫الع قات الليبية ‪ -‬المصرية في هذه الفترة وبسبب مشاكل داخلية خسر السادات بسرببها‬
‫شعبيته ‪ ،‬و اول الب ا عن مشجب يعلق علية أخطراءه فلتجره ‪ ،‬إلرى مواجهرة ليبيرا فري‬
‫يناير ‪ ، 2866‬وترددت أخبار ول ت ركات مصررية علري ال ردود الليبيرة ولكرن إدارة‬
‫كررارتر لررم تن نرري لررذلك ‪ ،‬بررل طلررب مررن وزيررر خارجيترره سرريروس فررانوس أثنرراء قيامرره‬
‫بزيرررارة إلررري مصرررر فررري ‪ 26‬فبرايرررر ‪ 2866‬بسررر ب الررردعم األمريكررري لخطرررة غرررزو‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬وفرري هررذه الزيررارة رراول السررادات ال صررول علرري دعررم مررن الوديررات‬ ‫طرررابلس‬
‫لضرب ليبيا سب خطرة ايلرتس ‪ ،‬غيرر أن فرانوس أوضرح للسرادات أن الرر يس كرارتر‬
‫يب را عررن الطريقرة الترري يمكرن مررن خ لهرا دفررع القرذافي ليتخلررى عرن مخططاترره ‪ ،‬وأن‬

‫‪ - 1‬السيد عوه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 242‬‬


‫‪ - 2‬ع ء سالم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 111‬‬
‫‪444‬‬
‫كارتر د يرغب في إغ ق الباب أمام الع قات المستقبلية بين ليبيرا والوديرات المت ردة‬
‫‪ ،‬وأشرررار إلرررى أن التوجررره العرررام لرررإلدارة األمريكيرررة الجديررردة د ي برررذ اسرررتخدام العنرررف‬
‫وتصعيد الصراعات الم لية(‪ ،)1‬ولكن على إثر إع ن ادت اد السوفياتي تقديم مسراعدة‬
‫عاجلة للنظام األثيوبي بزعامة مانجستو هي مريام ‪ ،‬وموقف ليبيا مرن ركرة الت ريرر‬
‫فري إرتريرا ‪ ،‬األمرر الرذي شرركل خناقرا علرى النظرام النميررري فري السرودان ‪ ،‬ولرم ت رررك‬
‫الوديات المت دة أي ساكن من أجل السادات ‪ ،‬وخوفا من وصول الصادق المهدي إلرى‬
‫السلطة في السودان ‪ ،‬وافقت اإلدارة األمريكية على تزويد السودان بعدد ست طرا رات‬
‫مررن طررراز ‪ ، C-130‬بتمويررل سررعودي ذات طررابع دفرراعي ‪ ،‬وتجرردر اإلشررارة أن هررذه‬
‫الطا رات هي نفسها التي كانت الوديات المت دة قد رفضت تصرديرها إلرى ليبيرا ‪ ،‬وقرد‬
‫أعلن العقيد القذافي موقفا صري ا مرن هرذه الصرفقة فري الخطراب الشرعبي بمناسربة عيرد‬
‫العمال يا قرال ‪ " :‬إن أمريكرا باعرت عرددا مرن الطرا رات لمصرر وباعرت عرددا خرر‬
‫يقرردر بسررت طررا رات لنظررام الخرطرروم ‪ … ،‬الطررا رات الليبيررة مرردفو ثمنهررا وموضررو‬
‫عليها العلم الليبي ‪ ،‬ولكن ال كومرة األمريكيرة تمنرع تسرليمهم ‪ ،‬والسربب أن ليبيرا تعرقرل‬
‫جهود الس م األمريكي في المنطقة(‪. )2‬‬
‫وفي ‪ 11‬نوفمبر ‪ 2866‬وقعت أكبر ال وادا غير المنتظرة في تاريخ الصررا‬
‫العربرري ‪ -‬اإلسرررا يلي ‪ ،‬يررا خطررب الررر يس المصررري أنررور السررادات فرري الكنيسررت‬
‫اإلسرا يلي ‪ ،‬وأعلن عن مبادرته للس م مع إسررا يل ‪ ،‬وفري رسرالة سررية كشرف عنهرا‬
‫أكبرر المقرربين مرن السررادات وهرو المليرونير عثمران أ مررد عثمران ‪ ،‬والتري وصرلت إلررى‬
‫السررادات مررن كررارتر فرري أغسررطس ‪ ، 2866‬تضررمنت يررلس كررارتر مررن م اودترره مررع‬
‫العرب ‪ ،‬والذي صل على موافقة السادات أثنراء زيارتره للوديرات المت ردة فري أبريرل‬

‫‪ - 1‬أسامة ال زال ‪ ،‬ر لة فانوس إلى الشرق األوسط ‪ ،‬السياسة الدولية ‪ ،‬م سسة اإلهرام ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬العدد ‪، 51‬‬
‫أكتوبر ‪ ، 2866‬ص ‪. 262‬‬
‫‪ - 2‬معمر القذافي ‪ ،‬اد تفال الشعبي بعيد العمال في طرابلس ‪ / 2 ،‬مايو ‪ ، 2866 /‬السجل القومي ‪ ،‬المجلد الثرامن‬
‫‪ ،‬المكتب الشعبي باريس ‪ ،‬ص ‪. 221‬‬
‫‪442‬‬
‫(‪)1‬‬
‫والقصد من وراء ذلك الوقيعة بين السادات والعررب ‪ ،‬يرا لعبرت الوديرات‬ ‫‪2866‬‬
‫المت دة دورا بارزا في ا تواء مصر وعزلها عن األمة العربية ‪.‬‬
‫وعنررد رردوا أزمررة الرهررا ن فرري طهررران ‪ ،‬اسررتدعى الررر يس كررارتر فرري ‪16‬‬
‫نررروفمبر ‪ 2868‬مستشررراره لشررر ون األمرررن القرررومي برجنيسررركي وطلرررب منررره ادتصرررال‬
‫بالقذافي ‪ ،‬وقد أبل ه بلنه فعل‪ ،‬ويعتقد أن القذافي سوف يبذل كل ما في وسعه من أجرل‬
‫التوسط لدى األمام الخميني لإلفررا عرن الرهرا ن األمرريكيين ‪ ،‬وأضراف لقرد اجتمعرت‬
‫بالقا م باألعمال الليبية الدكتور علي أ مد ال ضريري‪ ،‬وطلبرت منره ذلرك(‪ ،)2‬وفري يروم‬
‫‪ 2868/21/7‬تررم اسررتدعاء القررا م باألعمررال الليبيررة فرري الوديررات المت رردة للقرراء الررر يس‬
‫كارتر في البيت األبيه ‪.‬‬
‫ويرروي د‪.‬علرى أ مرد ال ضريري أن اللقرراء اسرت رق ث ثرين دقيقرة وتطررق فيهررا‬
‫الر يس كارتر إلى ث ا مسا ل ‪ :‬األولى والثانية تتعلق بقضية الرها ن ‪ ،‬وكان جروابي‬
‫ولهررا أن األخ معمررر القررذافي أرسررل وفرردا رفيررع المسررتوى إلررى إيررران مررن أجررل هررذا‬
‫الموضو ‪ ،‬ويضيف الردكتور علرى ‪ :‬أن الرر يس كرارتر طلرب منري أن أ كرد ا ترامره‬
‫للقررذافي ‪ ،‬وأن ابل رره شرركره وشرركر كومترره علررى مررا بذلرره مررن جهررود فرري سرربيل ضررمان‬
‫س مة الرها ن لل يلولرة دون م راكمتهم بتهمرة التجسرس ‪ ،‬أمرا المسرللة الثالثرة فتناولرت‬
‫الع قات الليبية األمريكية(‪ ،)3‬ولكن بعد ‪ 12‬يوما فقط وافق الر يس كارتر على مرذكرة‬
‫صادرة من الخارجيرة األمريكيرة تطلرب سر ب أربعرة دبلوماسريين ليبيرين مرن الوديرات‬
‫المت دة دون إبداء تفاصيل عن األسباب لهذا اإلبعاد(‪. )1‬‬
‫وقرد شررهدت فتررة كررم الرر يس كررارتر قيررام بيلري كررارتر شرقيق الررر يس باتخرراذه‬
‫موقفررا صررري ا مررن العرررب يررا ألررف جمعيررة جورجيررا للصررداقة األمريكيررة ‪ -‬الليبيررة ‪،‬‬
‫ولكن هذا الموقف أ دا خدم في التصور األمريكي الشعبي عرن ليبيرا ‪ ،‬برل أدى إلرى‬

‫‪ - 1‬جمررال علرري زهررران ‪ ،‬السياسررة الخارجيررة لمصررر ‪ 2892-2861‬طرررد الخبررراء السرروفيات إلررى زيررارة السررادات‬
‫للقدس ‪ ،‬مكتبة مدبولي ‪ ،‬القاهرة ‪2896 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 451‬‬
‫‪ - 2‬م مد المصري ‪ ،‬اإلرهاب اإلمبريالي ‪ ،‬سلسلة كتاب الشعب ‪ ،‬عدد ‪ ، 7‬المنشلة العامة للنشر والتوزيع‬
‫واإلع ن ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪ ، 2891 ، 2‬ص‪. 225‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 225‬‬
‫‪445‬‬
‫نترا ر عكسرية بفعرل اللروبي الصرهيوني(‪ ،)2‬ومرن هنرا يمكرن الخلروص إلرى نتيجرة وا رردة‬
‫ررول الع قررات الليبيررة األمريكيررة وهرري أن هررذه الع قررات كانررت طيبررة علررى المسررتوى‬
‫العلني ‪ ،‬غير أن العمل السري والدعم الذي تقدمه إدارة الر يس كارتر للردول المعاديرة‬
‫للقذافي يبين مدى سيطرة الدوا ر الرسمية والم سسات السياسية على قررارات الرر يس‬
‫كارتر ‪ .‬إن هذه الفترة كانت ت كد على مدى سعي اإلدارة األمريكية إلى إقامة ع قرات‬
‫سنة لكن الدوا ر الخفية لعبت دورهرا فري تروتر الع قرات ‪ ،‬وعنردما أ سرت بضررورة‬
‫ال ررد مررن التوجرره العررام لررإلدارة األمريكيررة ‪ ،‬عملررت علررى إخرررا كررارتر مررن ال ملررة‬
‫ادنتخابية الثانية له ودفعت برجل أكثرر غطرسرة منره ليعيرد السياسرة األمريكيرة للهيمنرة‬
‫العالمية من جديد ‪.‬‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 227‬‬


‫‪ - 2‬نديم بيطار ‪ ،‬هل يمكن اد تكام إلى الوديات المت دة األمريكية في الصرا العربي اإلسرا يلي ‪ ،‬ال لقة‬
‫السابعة ‪ ،‬مجلة الثقافة العربية ‪ ،‬أمانة اإلع م ‪ ،‬بن ازي ‪ ،‬السنة السادسة عشر ‪ ،‬العدد الثاني ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬
‫‪447‬‬
‫رابعا ‪ -‬دور المخابرات المركزية األمريكية في العالقات الليبية ‪ -‬األمريكية ‪:‬‬
‫تعد وكالة المخابرات المركزيرة األمريكيرة مرن أكبرر الوكرادت التابعرة لل كومرة‬
‫األمريكيرة‪ ،‬تعمرل فرري مجرال ادسررتخبارات الخارجيرة ‪ ،‬وقررد صردر قررانون تلسريس هررذه‬
‫الوكالة ‪ ،‬في عهد الر يس هراري ترومران ‪ .‬فري شرهر سربتمبر مرن عرام ‪ ، 2826‬وهري‬
‫كسرررواها مرررن أجهرررزة المخرررابرات ‪ ،‬تعمرررل فررري مجرررال التجسرررس العسررركري والسياسررري‬
‫والتجاري باألساليب التقليدية والمتطرورة ‪ ،‬فتجمرع المعلومرات وتضرعها ت رت تصررف‬
‫أصرر اب القرررار السياسرري ‪ .‬وتقرروم الوكالررة بعمليررات خاصررة كتنفيررذ أهررداف السياسررة‬
‫الخارجية األمريكية ‪ ،‬وتعرف باختصار ( ‪ ، ) CIA‬وتقسم الوكالة إلى أربع دوا ر هي‬
‫‪:‬‬
‫دا رة العمليات ‪ ،‬دا رة العلم والتكنولوجيرا ‪ ،‬دا ررة المعلومرات ‪ ،‬دا ررة اإلدارة ‪،‬‬
‫مقرها الر يسي في مدينة دنقلي في ودية فرجينيرا ويعمرل بهرا ‪ 27‬ألرف شرخص ‪ ،‬ومرا‬
‫ديقل عن ‪ 91‬ألف عميل ‪.‬‬
‫وقررد كشررف أخيرررا عررن ميزانيررة ‪ ، CIA‬فوصررلت إلررى ‪ 41‬مليررار دودر ‪ ،‬وبعررد‬
‫نهايرة ال رررب البراردة قللررت ‪ CIA‬مررن تركيزهرا علررى روسرريا ‪ ،‬وأصرب ت لهررا أولويررات‬
‫تتمثرررررل فررررري قضرررررايا األصرررررولية اإلسررررر مية ‪ ،‬المخررررردرات ‪ ،‬اإلرهررررراب ‪ ،‬والتجسرررررس‬
‫رررظ أن وكالرررة المخرررابرات المركزيرررة كررران لهرررا دور كبيرررر فررري‬ ‫ادقتصرررادي(‪ . )1‬ون‬

‫‪ - 1‬موسرروعة األخبررار ‪ ،‬قنرراة الجزيرررة الفضررا ية ‪ ،‬برنررامر مر رري ‪ ،‬الث ثرراء ‪ ، 2889/1/17‬لقررة بعنرروان " وكالررة‬
‫المخابرات المركزية األمريكية " ‪.‬‬
‫‪446‬‬
‫الع قررات الليبيررة األمريكيررة ‪ ،‬يررا تشررير المصررادر إلررى أنرره منرذ قيررام الثررورة والوكالررة‬
‫تعمل على رصد ت ركات الثورة ‪ ،‬و اولت في العديد من المرات اغتيال القذافي‪.‬‬
‫" في يوليو ‪ 2861‬وبعد شهر من ج ء القوات األمريكيرة عرن قاعردة هرويلس ‪،‬‬
‫قرررر جهرراز األمررن القررومي األمريكرري ضرررورة أن تضرراعف جهررود الوديررات المت رردة‬
‫لل فرراظ علررى جميررع المصررالح ادسررتراتيجية فرري الب ررر المتوسررط ‪ ،‬وأنرره قررد تررم ر يررل‬
‫القوات األمريكية من ليبيا ‪.‬‬
‫فلعرردت خطررة فرري ‪ 14‬مررارس ‪ ، 2861‬تررولى وضررعها جهرراز األمررن القررومي ‪،‬‬
‫ووزارة الرردفا وبعرره مستشرراري البيررت األبرريه ‪ ،‬وصرردق الررر يس األمريكرري علررى‬
‫الخطرة فري ‪ ، 2861/2/12‬وبرردأت المشراورات برين الوديررات المت ردة وبريطانيرا ررول‬
‫مضررمونها فرري ‪ ، 2861/8/24‬وبعررد ذلررك برردأت الخطرروات العمليررة لتنفيررذ الخطررة ففرري‬
‫‪ ، 2861/21/1‬قرردم جهرراز األمررن القررومي األمريكرري دراسررة ررول المرروقفين العربرري‬
‫والسوفياتي ‪ ،‬إذا ما ت رشت أمريكا بليبيا "(‪. )1‬‬
‫وفرري ‪ ، 2861/21/28‬كلررف الررر يس األمريكرري ‪ CIA‬بالقيررام بمهررام " التجسررس‬
‫علررى القررذافي ورفاقرره "(‪ . )2‬وفرري ‪ 2864/2/28‬رفعررت ‪ CIA‬أول تقريررر إلررى الررر يس‬
‫األمريكي ول نشاط القذافي‪ ،‬أما التقريرر الثراني فقرد ترم رفعره فري ‪ ، 2864/2/41‬أمرا‬
‫التقريرررر الثالرررا فقرررد ترررم رفعررره فررري ‪ ، 2864/1/21‬وتضرررمن معلومرررات رررول إمكانيرررة‬
‫الت ررررم بليبيرررا عسررركريا(‪ . )3‬وفررري ‪ 2864/1/17‬ترررم رفرررع تقريرررر إسررررا يلي أمريكررري‬
‫مشررترك ي رردد بعرره األغررراه والمنش ر ت العسرركرية فرري ليبيررا ‪ ،‬وجرررى تجميررع هررذه‬
‫التقرارير لرردى جهراز األمررن القررومي والبنتراغون ‪ ،‬يررا خضررعت لدراسرة عميقررة فرري ‪2‬‬
‫مررارس ‪ ، 2864‬وبنرراء علررى هررذه الخطررة برردأت الطررا رات األمريكيررة تقترررب مررن خلررير‬
‫سرررت فرري ‪ ، 2864/4/25‬كمررا برردأت ادختراقررات ل‪،‬جررواء الليبيررة ‪ ،‬بهرردف دفررع ليبيررا‬

‫‪ - 1‬رفعت السيد أ مد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 282‬‬


‫‪ - 2‬كرسيتيان سانيس موتير ‪. 2861/21/41‬‬
‫‪ - 3‬دونالدكودارد ‪ ،‬في قبضة األخطبوط ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 51‬‬
‫‪449‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬وقرد ردت ليبيرا علرى هرذه ادختراقرات برلن أطلقرت مردفعيتها فري‬ ‫لتورط فري صردام‬
‫‪ 2864/4/12‬على طا رة أمريكية مرن طرراز هرقرل ‪ ،‬لكنهرا لرم تصرب(‪ . )2‬وقرد فشرلت‬
‫الم اودت األمريكية والبريطانية أمام الدبلوماسية الليبية التي نج ت في نقرل الصرورة‬
‫ال قيقية للتجاوزات األمريكية في اختراق مجالهرا الجروي ‪ ،‬وعنردما اسرتلم وليرام كرايس‬
‫زمام اإلدارة لوكالة المخابرات في عهد الر يس ري ان ‪ ،‬وكان لهذا ادختيار هدف فري‬
‫إطررار الب ررا عررن برردا ل عمليررة وممكنررة لت قيررق الهرردف الم رروري والمركررزي لل ركررة‬
‫السياسية لإلدارة األمريكيرة الجديردة ‪ ،‬والتري تمثرل فري " إزا رة والرتخلص مرن القرذافي‬
‫"(‪. )3‬‬
‫وفي ‪ 17‬يناير ‪ ، 2892‬استلم كرايس تقريررا عرن اإلرهراب ‪ ،‬وهرذا التقريرر يعرد‬
‫تقييما خاصا أعدته ادستخبارات ‪ ،‬ول ما يمكن توقعه من القرذافي فري األشرهر التاليرة‬
‫‪ ،‬و مررل التقريررر عنرروان " ليبيررا األهررداف ومكررامن الضررعف "(‪ . )4‬والجرردير بالررذكر أن‬
‫وكالررة المخررابرات المركزيررة كانررت توظررف عررددا مررن األطبرراء النفسرريين مررن أجررل جمررع‬
‫بيانررات ادسررتخبارات العامررة ‪ ،‬وت ويلهررا إلررى دراسررة سرريكولوجية لشخصرريات معينررة ‪،‬‬
‫ومن نتا ر ت ليل شخصية العقيد القذافي ‪ ،‬يشير بوب ورودار " نظرا لبعه الظروف‬
‫الخاصررة الترري عاشررها فرري طفولترره ‪ ،‬تشرررب القررذافي وبصررورة مبررالغ فيهررا الخصررا ص‬
‫البدوية ‪ ،‬أي المثالية الساذجة ‪ ،‬والتعصب الديني ‪ ،‬والتقشف ‪ ،‬والكره لكل ما‬

‫‪ - 1‬أ مد رفعت السيد ‪ ،‬الع قات الليبية األمريكية (‪ )81-91‬قضية لوكربي مستقبل النظام العرالمي ‪ ،‬مرجرع سرابق‬
‫‪ ،‬ص ‪. 94‬‬
‫‪ - 2‬الفجر الجديد ‪ ، 2864/4/11 ،‬ص ‪. 2‬‬
‫‪ - 3‬م مد السماك ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 64‬‬
‫‪ - 4‬بوب ورودار ‪ ،‬ال جاب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 244‬‬
‫‪448‬‬
‫هو أجنبي ‪ ،‬وال ساسية اتجاه اإلهانة ‪ ،‬وقد خر التقرير بنتا ر " أن تمررده الشخصري‬
‫علررى السررلطة وتلييرده المطلررق لل ركررات الثوريررة فرري العررالم ‪ ،‬يررلتي نتيجررة طبيعيررة لتلررك‬
‫الخصا ص النفسية وادجتماعية التي عاشها القذافي "(‪ . )1‬وتجدر اإلشرارة هنرا إلرى أن‬
‫وكالررة المخررابرات المركزيررة قامررت بعمليررات تخررالف القرروانين األمريكيررة ‪ ،‬بخصرروص‬
‫عمليررة تشرراد الترري أعلررن عنهررا كررايس ‪ ،‬بلنهررا إدمرراء ألنررف القررذافي ‪ ،‬تعررره كررايس‬
‫دستجواب من قبل كليميا زايلوكي عضو لجنة ادسرتخبارات الترابع لمجلرس النرواب ‪،‬‬
‫ور ريس اللجنرة الخاصررة بالشر ون الخارجيررة ‪ " ،‬والرذي اطلررع علرى رسررالة موجهرة إلررى‬
‫ري ان وعلى تقرير خاص عن تشاد "(‪. )2‬‬
‫ونشرت مجلة نيوزويك األمريكية مقاد يشير إلى العملية األفريقيرة التري ت ردا‬
‫عنهررررا لررررم تكررررن إد مخطررررط لإلطا ررررة بالقررررذافي ويشررررير المقررررال " أن وكالررررة‬
‫ادستخبارات علي وشك البدء في عمليرة مكلفرة واسرعة ومتعرددة األطروار ‪ ،‬مرن‬
‫أجل قلب نظام كم القذافي " (‪. )3‬وقد تبين من المقرال لردى أعضراء الكرون رس‬
‫أن هررذا يعنرري اغتيررال القررذافي ‪ ،‬والررذي ي ظررر القررانون األمريكرري علرري الوكالررة‬
‫القيام به ‪ ،‬ومن هذا المقال وجدت الوكالة أن لطرح بديل أمرام اإلدارة السياسرية‬
‫في البيت األبريه دبرد مرن ادعتمراد ‪ ،‬أمرا علري المعارضرة الليبيرة ‪ ،‬أو تطبيرق‬
‫الخطة التي جاء بها كايس وهي اغتيال القذافي ‪.‬‬
‫‪ -1‬وكالة المخابرات األمريكية والمعارضة الليبية في الخارج ‪:‬‬
‫رظ وجرود مشراكل‬ ‫يشير السيد عوه أنه فري ردود المعلومرات المتروافرة ‪ ،‬ي‬
‫متعددة لدى اإلدارة األمريكية في التعامل مع الجماعات المعارضرة الليبيرة فري الخرار‬
‫‪ ،‬فقررد اعترضررت واشررنطن علرري التعرراون مررع الجبهررة الليبيررة الوطنيررة ‪ ،‬كمررا اعترضررت‬
‫بدرجررة أقررل علرري ال ركررة الوطنيررة ‪ ،‬نتيجررة ارتبرراط لجنتهررا المركزيررة ب ررزب البعررا‬
‫العراقرري ‪ ،‬وبعررد مطالعررة كررايس واسررتقراء لخريطررة المعارضررة الليبيررة بالخررار ‪ ،‬بررادر‬

‫‪ - 1‬السيد عوه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 126‬‬


‫‪ - 2‬م مد السماك ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 68‬‬
‫‪ - 3‬مجلة نيوزويك ‪. 2892/7/18‬‬
‫‪421‬‬
‫باستبعاد القوى المتطرفة ‪ ،‬سواء اليسرارية أو اليمينيرة‪ ،‬وقرع اختيراره فري ربيرع ‪2892‬‬
‫علررى منظمتررين ‪ ،‬علررى الرررغم مررن الم رراودت الت ري جرررت لرردمجهما‪ ،‬وعلررى عرردد مررن‬
‫العناصر المسرتقلة البرارزة ‪ ،‬وكانرت المنظمرة هري " ال ركرة الوطنيرة الليبيرة ‪ ،‬التري ترم‬
‫تكوينها في أبريل ‪ ، 2868‬وبرزت فاعليتها في تهريب دف النسخ من مجلتها صروت‬
‫ليبيا عبر ال دود التونسية والمصرية "(‪. )1‬‬
‫ورغررم ت فظررات كررايس علررى توجهررات هررذه ال ركررة ‪ ،‬إد أن اهتمامرره بهررا برردأ‬
‫واض ا في مساعي لردمجها مرع ركرة التجمرع الروطني الليبري ‪ ،‬والتري ترم تكوينهرا فري‬
‫‪ ، 2869‬بموافقررة م مررود الم ربرري ‪ ،‬وفرري ربيررع ‪ 2892‬سررمع كررايس مررن مصررادره فرري‬
‫الموساد " أن عددا من الشخصيات الليبيرة تقروم بتجميرع الفصرا ل المعارضرة للقرذافي ‪،‬‬
‫ومررن بينهررا عبررد ال ميررد البكرروم الررذي ي ظررى برردعم مصررري وتونسرري"(‪ . )2‬وعملررت‬
‫المخررابرات المصرررية علررى ادسرررتفادة مررن عبررد المرررنعم الهرروني‪ ،‬وعمررر الم يشررري ‪،‬‬
‫واسرررتبعدت المخرررابرات المركزيرررة األمريكيرررة منصرررور الكيخيرررا لرفضررره التعامرررل مرررع‬
‫المخابرات األمريكية ‪ ،‬رغم م اودت استدراجه ‪ ،‬لكن كايس ظل قلقا بهذا الخصوص‬
‫إلى أن قادته ر لة عمل إلى الم رب ‪ ،‬وعلم بوجود م مد المقريرف ‪ ،‬الرذي تمكرن مرن‬
‫تجميررع جررزء مررن المعارضررة الليبيررة ‪ ،‬ولديرره ع قررة وثيقررة تربطرره بررر يس المخررابرات‬
‫الم ربية ‪ ،‬وقد عمل ملك الم رب على دعم المعارضة بشكل سري ‪ .‬وعاد كرايس إلرى‬
‫واشنطن وهو قلق بخصوص رفه الكون رس األمريكي التعامل مع فصا ل متعرددة ‪،‬‬
‫واإلصرار على تو يد هذه الفصرا ل " لكرن كرايس أكرد للكرون رس أن دعرم المعارضرة‬
‫يتوقررف عنررد ررد الجوانررب الدعا يررة ‪ ،‬وبرررامر التثقيررف السياسرري ‪ ،‬وترردريب القيررادات‬
‫ظة إلى أي مدى لعبت ‪ CIA‬فري دفرع اإلدارة السياسرية إلرى‬ ‫وتلهيلها "(‪ . )3‬ويمكن م‬
‫اتخاذ قرارات بضرب ليبيرا ‪ ،‬ففري ‪ 41‬نروفمبر ‪ 2892‬جررى اجتمرا سرري برين فريرق‬
‫األمررن القررومي لشر ون التخطرريط ‪ ،‬وطلررب فيرره وضررع خطررة لضرررب ليبيررا ‪ ،‬وقررد ثررت‬

‫‪ - 1‬السيد عوه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 142-141‬‬


‫‪ - 2‬السيد عوه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 121‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 141‬‬
‫‪422‬‬
‫الوكالة والخارجية الر يس ري ان على إصدار أمر لتنفيذ عمل عسكري يعد دفاعا عرن‬
‫الررنفس ‪ ،‬وكشررفت الص ر ف األمريكيررة فرري مقررال نشرررته ص ر يفة نيويررورك تررايمز " أن‬
‫الموساد كان وراء فكرة زا فة عن وجود فرق ضاربة ليبية دغتيال شخصيات سياسية‬
‫أمريكيررة ‪ ،‬وذلررك لتبريررر غررارة جويررة لضرررب المفاعررل النررووي الليبرري "(‪ . )1‬لقررد كرران‬
‫كايس مهتما بالقذافي أكثر من اهتمامه بادت اد السوفياتي ‪ ،‬لدرجة أنه كان يسلل كثيررا‬
‫" ماذا يخطط القذافي هذا األسبو "(‪. )2‬‬

‫‪ -2‬المخابرات المركزية وخطط اغتيال العقيد القذافي ‪:‬‬


‫رغرم أن الرر يس ري ران قررد أصردر أمررا ر اسريا ي ظررر فيره ادغتيرال ‪ ،‬واعتبررر‬
‫ذلك قانون إجرا ي ‪ ،‬و مل هرذا القرانون رقرم ‪ 21444‬ي ظرر فيره أي ترورط مباشرر أو‬
‫غير مباشرر فري عمليرة مسراندة أو تخطريط دغتيرال شرخص مرا ‪ ،‬وقرد ورد فري القرانون‬
‫ي ظر ادغتيال وي ظر على أي إنسان يعمرل فري كومرة الوديرات المت ردة القيرام برلي‬
‫عملية اغتيال ‪ ،‬أو تواط للقيام بمثل هذه العملية ‪.‬‬
‫لكررن المخررابرات األمريكيررة لررم تتقيررد بهررذا القررانون ‪ " ،‬فقررد أعرردت المخططررات‬
‫لمجابهة القذافي‪ ،‬يا اطلع علرى هرذه الخطرط أربعرة وعشررون شرخص فري الوديرات‬
‫المت دة فقط ‪ ،‬بما فيهم كايس وري ان ‪ ،‬وقد أطلق اسم " تيوليب " على العملية السررية‬
‫الترري سررتقع علررى عرراتق وكالررة ‪ CIA‬لإلطا ررة بالقررذافي ‪ ،‬واسررم " روز " علررى ضررربة‬
‫وقا يررة عسرركرية لليبيررا "(‪ . )3‬وقررد رردا مناقشررات عديرردة ررول هررذه العمليررات ‪ ،‬فهرري‬
‫تتعاره مع قانون ظر ادغتيرادت المقررر فري الوديرات المت ردة ‪ ،‬غيرر أن الرر يس‬
‫ري ان تكفل ب مل مس ولية ما ي دا في ال قتل القذافي‪ ،‬وقد ردا نقرام كثيرر فري‬
‫الكررون رس األمريكررري ‪ ،‬فقرررد رفضرررت أغلبيرررة كبيررررة دعرررم الخطرررة الخاصرررة باإلطا رررة‬
‫بالقذافي ‪ ،‬واعتبر ذلك معراره لقرانون ظرر ادغتيرادت ‪ ،‬لكرن كرايس تمسرك بموقفره‬

‫‪ - 1‬نيويرك تايمز ‪. 2891/2/1‬‬


‫‪- 2‬بوب ورودار ‪ ،‬ال جاب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 275‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 722‬‬
‫‪421‬‬
‫بعد موافقة ري ان على الخطة ‪ ،‬غير أن الكون رس رأى أن كرل مرا يسرتطيع عملره هرو‬
‫منررع تمويررل تلررك الخطررة ‪ ،‬وقررد جرراء رد البيررت األبرريه علررى عضرروان مررن الكررون رس‬
‫طالب في رسالة موجهة إلى البيت األبيه التعرف على تفاصيل الخطة " فطالرب مرن‬
‫البيت األبيه ذف كلمة اغتيال ‪ ،‬ألنها تثيرر ال ساسرية ‪ ،‬ولرم يعررف أي مرن أعضراء‬
‫الكون رس شيء على الخطة "(‪. )1‬‬
‫لكررن الوكالررة سررارت فرري خررط خررر مرروازي ‪ ،‬يررا اسررت لت وسررا ل اإلعرر م‬
‫األمريكية في التروير لخطتها لقتل القذافي ‪ ،‬يا سربت إلرى الصر ف معلومرات عرن‬
‫رغبتها في اغتيرال القرذافي " يتمثرل فري تسرريب ذبابرة سروداء ت مرل سرما مرن شرلنه أن‬
‫يسرربب الشررلل الترردريجي ثررم ال يبوبررة فالوفرراة ‪ ،‬يررا أنهررا د ت رردا أعراضررا لمرردة ‪29‬‬
‫سرراعة "(‪ ، )2‬وهرري م اولررة قامررت بهررا المخررابرات المركزيررة األمريكيررة للض ر ط علررى‬
‫أعصررراب القرررذافي ‪ ،‬وتعرررود فكررررة اغتيرررال القرررذافي إلرررى عرررام ‪ 2861‬ينمرررا عرضرررت‬
‫المخابرات الفرنسية على المس ولين األمريكيين اقترا ا بتصفية القذافي تهيرلة أل رداا‬
‫ت يير في مجرى السياسة الليبية ‪ ،‬وقد رفضرت اإلدارة األمريكيرة ذلرك العرره ‪ .‬غيرر‬
‫أنها عادت كما يشير السيد عوه إلى ادتصال بالمخابرات الفرنسية بعرد عرام وا رد ‪،‬‬
‫لكن المخابرات الفرنسية رفضت العره ‪ ،‬م كدة أن القذافي أصبح اآلن م ميا بشكل‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ .‬والم اولرة الثانيرة هري التري قرام فيهرا‬ ‫أفضل ويصعب تنفيرذ أي عمليرة اغتيرال لره "‬
‫الررر يس أنررور السررادات ‪ ،‬بادتصررال بالمخررابرات الفرنسررية وطلررب منهررا المسرراعدة فرري‬
‫مارس ‪ ، 2869‬في تقديم النصا ح والمقتر ات رول كيفيرة الرتخلص مرن القرذافي ‪ ،‬إد‬
‫أن المخابرات الفرنسية اعتذرت عن تقديم النصح له(‪. )1‬‬
‫لكرررن الخطرررط التررري أعررردتها اإلدارة األمريكيرررة عرررن طريرررق وكالرررة المخرررابرات‬
‫المركزية األمريكية ‪ ،‬كانت أكثر تخطيطا ‪ ،‬ويمكن هنا اإلشارة إلى أربع خطط ‪:‬‬
‫الخطة األولى ‪:‬‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 752-725‬‬


‫‪ - 2‬نيويرك تايمز ‪. 2895/2/29‬‬
‫‪ - 3‬السيد عوه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 162‬‬
‫‪424‬‬
‫تررم وضررع هررذه الخطررة فرري خريررف ‪ ، 2892‬وضررعت بالتنسرريق مررع المخررابرات‬
‫المصرررية واإلسرررا يلية ومجموعررة مررن أجهررزة المخررابرات ال ربيررة وتررنص الخطررة فرري‬
‫مرن إ ردى القواعرد الجويرة‬ ‫مر لتها األولى " قيرام طرا رات مرو يرة مصررية براإلق‬
‫المصررية قررب ال رردود الليبيرة ‪ ،‬وعلرى متنهررا عربرات مصرف ة سرروفيتية ‪ ،‬ت مرل العلررم‬
‫الليبي وت مل جثا لمروتى ألبسروا الرزي العسركري الليبري ‪ ،‬وتفررك مولتهرا فري نقطرة‬
‫مصرية قريبة من ال دود الليبية ‪ ،‬ويتم اسرتدعاء أجهرزة اإلعر م العالميرة لت طيرة أنبراء‬
‫ادعتداء الليبي على مصر بهدف تبرير الرد العسكري المصري فيمرا بعرد ‪ .‬والمر لرة‬
‫الثانيررة مررن الخطررة يقرروم سرررب مررن الطررا رات اإلسرررا يلية مطليررة برراأللوان المصرررية‬
‫باإلغررارة علررى جميررع القواعررد الجويررة ‪ ،‬والمسررتودعات العسرركرية ‪ ،‬واثنرراء ذلررك تقرروم‬
‫طا رات إسرا يلية أخررى بال رارة علرى ثكنرة براب العزيزيرة فري طررابلس ‪ ،‬وهري مقرر‬
‫إقامة القذافي لتدميرها ‪ .‬أما المر لرة الثالثرة مرن الخطرة اقتر رت تنصريب ليبري يختراره‬
‫واضعوا الخطة على رأس النظام ‪ ،‬وتلمين ماية له ‪ ،‬على أن يقوم األسطول السرادس‬
‫بمراقبة السوا ل الليبية للرد على أي م اولة سوفيتية للتدخل ‪ ،‬غير أن تنفيذ الخطة قد‬
‫رررال أمامررره عررردة تطرررورات‪ ،‬منهرررا اغتيرررال السرررادات ‪ ،‬وخسرررارة ديسرررتيان ‪ ،‬وكرررارتر‬
‫ل نتخابات(‪. )2‬‬
‫الخطة الثانية ‪:‬‬
‫جاءت هذه الخطة بعد أن ت يرت اإلدارة األمريكية ووصل ري ان إلرى ال كرم ‪،‬‬
‫وكان خطابه السياسي للعالم كما اشرنا في السابق القضاء علرى اإلرهراب ‪ ،‬وقرد وضرع‬
‫وليام كايس ر يس مخابراته خطة دغتيال القذافي في فبراير ‪ ، 2892‬وذلك بلن تكرون‬
‫الخطة على شكل غرزو " برلن تشرن هجومرا انط قرا مرن جنروب السرودان يجتراح شرمال‬
‫تشاد ويتوغل داخل ليبيا ‪ ،‬ترى مدينرة سربها فري الجنروب ‪ ،‬ثرم يلترف علرى الت صرينات‬
‫الليبية القوية الممتدة على طول ال دود الليبية المصرية ‪ ،‬واثنراء ذلرك ترتم عمليرة إبررار‬
‫عسكري في مدينة طبرق على الب ر المتوسط ‪ ،‬وهدفت هذه الخطة إلى ا ت ل قرول‬

‫‪ - 1‬مجلة المستقبل ‪. 2897/8/24‬‬


‫‪ - 2‬السيد عوه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 164‬‬
‫‪422‬‬
‫الررنفط ‪ ،‬وتسررليم المنطقررة الم تلررة للمعارضررة الليبيررة ‪ ،‬وبررذلك يررتم خنررق ليبيررا اقتصرراديا‬
‫وتجريدها من أ د ابرز وسا لها "(‪. )1‬‬
‫الخطة الثالثة ‪:‬‬
‫وهذه الخطة لرم تكرن خطرة منفصرلة ‪ ،‬برل كانرت خطرة بديلرة لخطرة غرزو ليبيرا ‪،‬‬
‫وتعتمررد هررذه الخطررة علررى عناصررر م ليررة بعررد ترردريبها جيرردا فرري معسرركرات أعرردت‬
‫خصيصا لذلك في السرودان ‪ ،‬واختيرر لتنفيرذها شرهر مرايو ‪ ، 2892‬بعرد اسرتعانة وكالرة‬
‫المخابرات األمريكية بضابط ليبري معراره لسياسرة القرذافي ‪ ،‬وأوكلرت لره مهمرة تنفيرذ‬
‫العمليررة " وقررد مكنررت ‪ CIA‬المجموعررة مررن التسررلل إلررى ليبيررا ووفرررت لهررم اإلمكانررات‬
‫والوسا ل التي تضمنتها الخطة وهي أن يهاجم اربعة من العناصر ثكنرة براب العزيزيرة‬
‫‪ ،‬وفي الوقت نفسه تعلن المعارضة الليبية في الخار نجا ها في اغتيال القرذافي‪ ،‬مرع‬
‫علمهررا بررلن المجموعررة المهاجمررة لررم ت قررق هرردفها ‪ ،‬ووفقررا لررذلك تتناقررل وسررا ل اإلعر م‬
‫الخبرررر ممرررا يررردفع القرررذافي كمرررا رأى خبرررراء علرررم الرررنفس الترررابعين لوكالرررة المخرررابرات‬
‫المركزية إلى الظهور بين الجماهير الم تشدة لتكذيب الخبر ‪ ،‬وعندها تقروم المجموعرة‬
‫المسل ة باط ق النار عليه ‪ ،‬إد أن الخطرة فشرلت بعرد أن اعتقلرت قروات األمرن الليبيرة‬
‫قا د العملية متسل عبر ال دود الليبية ‪ -‬التونسية ‪ ،‬مما لفت ادنتباه(‪ . )2‬و سبما افادت‬
‫األنباء فان المجموعة المهاجمة لثكنة باب العزيزية بلغ عرددها ‪ 27‬فرردا(‪ ،)3‬وهرو عردد‬
‫كبيررر يرردل علررى وقرروف جهررة كبرررى خلررف العمليررة ‪ ،‬وهررذه العمليررة هرري مررا يعرررف فرري‬
‫وسا ل اإلع م الليبية بعملية " الك ب الضالة " ‪.‬‬
‫الخطة الرابعة ‪:‬‬
‫كشررفت صر يفة الواشررنطن بوسررت فرري عررددها ‪ 444‬بترراريخ ‪ 2895/22/4‬عررن‬
‫مخطررط دغتيررال القررذافي ‪ ،‬وقررد اعتمررد برروب ورودار الصر في الررذي كتررب المقررال علررى‬
‫تقرير سري عنوانه‪ ( :‬تقييم العنرف) معرد مرن اإلدارة األمريكيرة ‪ ،‬والتري قرررت تردبير‬

‫‪ - 1‬بوب ورودار ‪ ،‬ال جاب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 645-642‬‬


‫‪ - 2‬مجلة المستقبل ‪. 2897/22/27‬‬
‫‪ - 3‬التايم ‪. 2895/8/12‬‬
‫‪425‬‬
‫عمليررات تسررتهدف اغتيررال القررذافي‪ ،‬وتنفررذ هررذه الخطررة وكالررة المخررابرات المركزيررة ‪،‬‬
‫ورغررم أن التقريررر أكررد بترراريخ ‪ 2892/2/29‬إد أن المررذكرة الترري اشررارت إلررى تنفيررذ‬
‫الخطة ‪ ،‬قرد وقعرت فري شرهر نروفمبر ‪ ، 2895‬وأن وزيرر الخارجيرة جرور شرولتز قرد‬
‫أبلغ لجنة ادستخبارات التابعة للكون رس موافقته على الخطة في نهايرة أكتروبر ‪2895‬‬
‫‪ ،‬و سررب التفاصرريل الترري أشررارت إليهررا الصرر يفة " بعررد مضرري أربعررة سررنوات مررن‬
‫ال صار ادقتصادي على ليبيا ‪ ،‬بكونها تشركل خطررا علرى المصرالح األمريكيرة والرذي‬
‫يتمثل في س ب الخبراء األمريكيين من أجرل خنرق ليبيرا ‪ ،‬ممرا ير دي إلرى اضرطرابات‬
‫داخليررة " أشررارت الصر يفة إلررى أن الخطررة تقضرري برراغراء القررذافي فرري دخررول م ررامرة‬
‫بالخار ‪ ،‬أو كما أسمته الص يفة مخطط إرهابي بهدف إفساح الفرصرة أمرام عردد مرن‬
‫المعارضين داخل الم سسة العسكرية ل ستي ء على السرلطة ‪ ،‬أو إعطراء جيرران ليبيرا‬
‫فرصررة للرررد علررى القررذافي عسرركريا(‪ . )1‬ولكررن الوقررا ع الترري أوردهررا برروب ورودار فرري‬
‫كتابة ( الشرق األوسط الهدف ) تعكس قيقة األمر فقد أصدر البيت األبيه تصرري ا‬
‫يقررول فيرره " فرري الوقررت الررذي د يعررزو الررر يس أي مصررداقية للمررزاعم وادسررتنتاجات‬
‫الم رردودة الترري خلصررت إليهررا الواشررنطن بوسررت ‪ ،‬فقررد اصرردر الررر يس أوامررره برراجراء‬
‫ت قيق للكشف عرن الجهرة التري سرربت وثرا ق المخرابرات المركزيرة وذلرك ب يرة ت ديرد‬
‫المس ولية واتخاذ اإلجراء المناسب(‪ . )2‬وإذا كانت اإلدارة األمريكية لم تخطط دغتيال‬
‫القررذافي فلمرراذا تلررك ال ملررة الترري شررنتها بقيررادة ري رران مررن أجررل التقصرري وراء تسررريب‬
‫الوثا ق للص افة األمريكية ‪ ،‬وعلى الرغم من أننا د ننسب ألنفسرنا إدعراء قراطع رول‬
‫مصرررداقية هرررذه العمليرررات ‪ ،‬إد أن السرررياق العرررام واإلطرررار الرررذي ي كرررم الع قرررات برررين‬
‫واشررنطن وطرررابلس واسررتمرار التررداعي والترردهور فرري الع قررات يرررجح مضررمون مررا‬
‫ذهبت إليه هذه العمليات ‪ ،‬بصرف النظر على تفاصيلها وتفريعاتهرا ‪ .‬وتشرير الصر ف‬
‫األمريكية إلى أن وكالرة المخرابرات األمريكيرة لرم تتوقرف عنرد هرذا ال رد برل اسرتخدمت‬
‫طريقررة أخرررى دغتيررال القررذافي ‪ ،‬وهرري طريقررة أكثررر تطررورا وهرري إرهرراق أعصرراب‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/22/4‬‬


‫‪ - 2‬بوب ورودار ‪ -‬الشرق األوسط الهدف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 68‬‬
‫‪427‬‬
‫القررذافي ‪ ،‬يررا كشررفت التقررارير أن وكالررة المخررابرات المركزيررة قامررت بالتعرراون مررع‬
‫اإلدارة السياسرررررررررررررررررية بوضرررررررررررررررررع خطرررررررررررررررررة أطلرررررررررررررررررق عليهرررررررررررررررررا اسرررررررررررررررررم‬
‫" فيررل " وتتضررمن " شررن ملررة تضررليلية ضررد القررذافي ‪ ،‬وقررد برردأ التنفيررذ الفعلرري عنرردما‬
‫نشرررت صر يفة وول سررتريت جورنررال عنوانررا ر يسرريا " الوديررات المت رردة وليبيررا علررى‬
‫خط المواجهة من جديد " ‪ .‬وقد تضمن المقرال أن القرذافي يعرد لعمليرة إرهابيرة جديردة ‪،‬‬
‫وأن الوديررات المت رردة تخطررط ل ررارة جديرردة(‪ . )1‬وكررذلك نشرررت الواشررنطن بوس رت أن‬
‫القذافي يخطط للقيام بضربات إرهابية للرد على ال ارة فري أبريرل ‪ ، 2897‬وأنره رغرم‬
‫إ باط م اولة تفجير قاعدة عسكرية أمريكية وأن اربعة مجهرولين قرد أطلقروا النرار فري‬
‫‪ 2897/8/5‬على طا رة تابعة لشرركة البانرام وقتلروا ‪ 12‬شرخص(‪ ،)2‬ولرم يتوقرف األمرر‬
‫عنررد هررذا ال ررد بررل إن وزيررر الخارجيررة األمريكرري كشررف فرري مر تمر صر في عقررده فرري‬
‫واشنطن في ‪ 26‬أبريل ‪ ، 2897‬أن إسقاط القذافي من شلنه أن يفتح الطريق أمرام قروى‬
‫ليبيررة متعاونررة مررع الوديررات المت رردة دسررت م السررلطة ‪ ،‬وفرري إطررار الترردخل العسرركري‬
‫األمريكي ‪ ،‬قامرت الوديرات المت ردة باعرداد معسركر لتردريب عناصرر عسركرية ليبيرة ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ .‬وتلكيدا لذلك نشرت ص يفة ال ياة اللندنية ت قيرق‬ ‫إلعدادها لإلطا ة بالنظام الليبي‬
‫رررول معسررركرات التررردريب الخاصرررة بالعناصرررر المعارضرررة ‪ ،‬جررراء فيررره ‪ " :‬إن أ رررد‬
‫العسكريين الموجودين بالمعسكر أكد على وجرود ‪ 19‬ضرابطا ليبيرا ‪ ،‬اثنران مرنهم برتبرة‬
‫عقيد ‪ ،‬و ‪ 25‬نقيب ‪ ،‬وأن ‪ 65‬من أفراد القوات المسل ة نقلتهم الطا رات األمريكية من‬
‫تشاد إلي كينيرا ‪ ،‬ثرم إلرى الوديرات المت ردة(‪ . )4‬وفري روار مرع العقيرد خليفرة فترر فري‬
‫ص يفة ال ياة أكد " أنه يتم تدريب العسكريين على عمليات كومانردوس ‪ ،‬والمعارضرة‬
‫الليبية الموجودة في أمريكا اختارت األهداف العسكرية ‪ ،‬وعلى رأسها ضررب القرذافي‬

‫‪ - 1‬وول ستريت جورنال ‪. 2897/8/9‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2897/21/14‬‬
‫‪ - 3‬م مد السماك ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 221‬‬
‫‪ - 4‬ال ياة ‪ ،‬ت قيق ول معسكرات التدريب للمعارضة الليبية في الوديات المت دة ‪. 2882/21/29 ،‬‬
‫‪426‬‬
‫شخصريا‪ ،‬وأكررد أن الوديررات المت رردة أبرردت اسررتعدادها وقررالوا لنررا أطلبرروا مررا ت تاجونرره‬
‫ون ن اضرون "!!؟(‪.)1‬‬
‫ونخلص من هذا العره إلى أن وكالة المخابرات المركزية األمريكية في عهد‬
‫الررر يس ري رران ‪ ،‬لررم ترردخر وسررعا أو إمكانيررة لإلطا ررة بالقررذافي ‪ ،‬فقررد خاضررت جميررع‬
‫الميررادين بدايررة بالعسرركرية وادغتيررال وال رررب النفسررية ‪ ،‬وكرران شررعارها دا مررا مكاف ررة‬
‫إرهاب القذافي ‪.‬‬
‫ولكن بعد هرذا العرره مرن يمكرن وصرفه باإلرهرابي ؟ إننرا فري هرذه الدراسرة د‬
‫نب ررا عررن إجابررة عررن هررذا التسررا ل ‪ ،‬بقرردر مررا أن تررداخل األ ررداا والوقررا ع وتشررابك‬
‫األ داا السياسية في الع قات الليبية األمريكية ‪ ،‬هي التي دفعت الدراسة للخوه في‬
‫هذا المضمار ‪ ،‬إن ال اية من ذلك هو العمل على توضيح كل األطراف التري تر ثر فري‬
‫الع قررات الليبيررة األمريكيررة ‪ ،‬ومررا هررو الرردور الررذي تلعبرره كررل هررذه األطررراف فرري هررذا‬
‫المجال ؟ ولكن نررى مرن الضرروري أن نشرير إلرى أن نقطرة ادخرت ف برين اإلدارترين‬
‫الليبية واألمريكية هي تهمة اإلرهاب ‪ ،‬فكان دبد من التوجه إلى معرفرة األزمرات التري‬
‫ردثت بررين الوديرات المت رردة وليبيرا ‪ ،‬ومررا هرري قيقرة وطبيعررة ادتهرام األمريكرري لليبيررا‬
‫بوصفها دولة إرهابية ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬القذافي واستراتيجية العداء األمريكي‬


‫المطلب األول ‪ :‬تهمة اإلرهاب ‪.‬‬
‫مــدخـــل ‪:‬‬
‫د تعريررف لررـ " اإلرهرراب الرردولي " متفررق عليرره ‪ ،‬سررواء فرري القررانون الرردولي أو‬
‫المنظمات اإلقليمية والدولية ‪ ،‬غير أننا نجد دود أو جهرات تضرع تعريفرا لإلرهراب مرن‬

‫‪ - 1‬ال ياة ‪ ،‬لقاء مع عقيد خليفة فتر زعيم المعارضة في الوديات المت دة ‪. 2882/21/28‬‬
‫‪429‬‬
‫وجهة نظرها ‪ ،‬إد أنه في ال الرب نجرد أن التعريرف ي مرل سرمات وأوصرافا وسرمة بهرا‬
‫األعمال اإلرهابية ‪ ،‬باإلضافة إلرى أفكرار أ اطرت بمفهروم اإلرهراب ‪ ،‬والتري يمكرن مرن‬
‫خ لها تلمس بعه الم مح المميزة لمصطلح اإلرهاب ‪.‬‬
‫ف ينمررا عقرردت الرردول األوروبيررة األعضرراء فرري المجلررس األوروبرري " ادتفاقيررة‬
‫األوروبية لمكاف ة اإلرهاب ‪ " ، 2866 -‬لرم تعررف اإلرهراب ‪ ،‬واكتفرت بسررد أعمرال‬
‫م ررددة ‪ ،‬هرري فرري نظرهررا أعمررال اإلرهرراب ‪ ،‬ونجررد مجلررة عسرركرية أمريكيررة ‪Miliary‬‬
‫‪ Reviw‬فرري عررددها أكترروبر ‪ ،2892‬تعرررف اإلرهرراب بلنرره " ادسررتخدام غيررر القررانوني‬
‫للقرروة أو العنررف أو التهديررد بهمررا مررن منظمررة ثوريررة ضررد األفررراد أو الممتلكررات مررع نيررة‬
‫اإلكراه لل كومات أو المجتمعات لت قيق أغراه هي غالبا ايديولوجية "(‪ . )1‬وبرالنظر‬
‫إلررى هررذا التعريررف وترراريخ الوديررات المت رردة األمريكيررة ‪ ،‬فانرره يمكررن أن تعتبررر جررور‬
‫واشنطن إرهابي ‪ ،‬فهل الوديات المت دة تعراني مرن أزمرة التراريخ ‪ ،‬ترى تنكرر نضرال‬
‫مررن عمررل علررى ت ريرهررا مررن األسرربان واإلنجليررز ‪ ،‬والررذي كرران ثوريررا فرري وقررت مررا ‪،‬‬
‫وت ول بعد م ات السنين إلرى إرهرابي !!؟ وكرذلك أسرهمت وكالرة المخرابرات المركزيرة‬
‫األمريكية ‪ CIA‬في تعريف اإلرهاب فقالت " إنه العمل العنيف الذي يرتكبه أجنبري فري‬
‫دولة ما ‪ ،‬أو العمل العنيف الموجه ضد شخص أجنبي في بلرد المجررم "(‪ )2‬وهنرا تجردر‬
‫اإلشارة إلى أن وكالة المخابرات المركزيرة األمريكيرة هري الجهرة الو يردة فري العرالم ‪،‬‬
‫التي ليس من قها تعريف اإلرهاب أو اإلسهام في وضع مفهروم لره ‪ ،‬ألن مجررد ذكرر‬
‫اسررم الوكالررة يعنرري ادغتيررال وادنق بررات أو التصررفية الجسرردية ‪ ،‬إد إذا كرران تعريررف‬
‫الوكالة لإلرهاب يعود إلى م اولتها لكشرف سرتارها ‪ ،‬وإبرراز مرا تفعلره ‪ ،‬وثمرة خر ف‬
‫جروهري رول مفهروم اإلرهرراب ‪ ،‬يكمرن مرن جانبره السياسرري ‪ ،‬فكثيررا مرا يكرون للعمررل‬
‫الوا د تفسيران على األقل ‪ ،‬فهو سب التفسير األول الة من ادت اإلرهراب تجرب‬

‫‪ - 1‬السعيد المعتصم ‪ ،‬م اولة في المسللة اإلرهابية وأبعادها الدولية ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون‬
‫العام ‪ ،‬غير منشورة ‪ ،‬كلية ال قوق ‪ ،‬جامعة م مد الخامس ‪ ،‬الرباط ‪ ، 2895 ،‬ص ‪. 28‬‬
‫‪ - 2‬موسوعة بوثيق ساليس ‪ ، 29 ،‬ص ‪. 611‬‬
‫‪428‬‬
‫إدانترره ومكاف ترره ‪ ،‬و سررب التفسررير اآلخررر شرركل مررن أشرركال المعارضررة السياسررية ‪،‬‬
‫والكفاح من أجل ال قوق السياسية‬
‫وادقتصررادية وادجتماعيررة ‪ ،‬أو ررق لتقريررر المصررير ‪ .‬وهررذا الجانررب السياسرري‬
‫وادجتماعي وادقتصرادي يشركل م رور الخر ف ‪ ،‬الرذي يصرعب تجراوزه أو الت اضري‬
‫عنه في إطار النظام السياسي وادجتماعي وادقتصادي العالمي ‪ ،‬والمتجسرد فري األمرم‬
‫المت دة ‪.‬‬
‫وي اول د‪ .‬هيرثم كي نري ر ريس ت ريرر مجلرة شر ون عربيرة ‪ ،‬أن يضرع سرمات‬
‫للعمل اإلرهابي ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -2‬أنه عمل عنيف يعره األرواح والممتلكات للخطر أو يهدد بتعريضها ‪.‬‬
‫‪ -1‬موجه إلى افراد أو م سسات أو مصالح تابعة لدولة ما ‪.‬‬
‫‪ -4‬يقوم به أفراد أو جماعات مستقلة أو مدعومة من دولة ما ‪.‬‬
‫‪ -2‬قصده ت قيق أهداف سياسية(‪. )1‬‬
‫رررظ أن السرررمة األخيررررة " الهررردف " تشررركل اإلشررركالية الم وريرررة لمفهررروم‬ ‫ون‬
‫اإلرهاب ‪ ،‬ذلرك أن ت ديرد شررعية العمرل اإلرهرابي ‪ ،‬أو عردم شررعيته ‪ ،‬يررتبط بهردف‬
‫سياسي ‪ ،‬يكون هذا الهدف مشروعا أو غير مشرو ‪ ،‬فاذا كان مشروعا سقطت صرفة‬
‫اإلرهاب بمعناهرا اإلجرامري ‪ .‬وعرن العمليرات التري تقروم بهرا الجماعرات الممارسرة لهرا‬
‫مثل ركات الت رر والجماعات المناضلة ضد الميز العنصري واد ت ل والظلم ‪.‬‬
‫مما سلف فان ضرورة سرد المفاهيم والتعريفات المختلفة لإلرهاب أمرر تردعوه‬
‫الضررررورة‪ ،‬لرررذا فررران البا رررا عمرررل علرررى جمرررع أكثرررر التعريفرررات والمفررراهيم المتعلقرررة‬
‫باإلرهررررراب ‪ ،‬بشررررررط الشرررررمولية والخصوصرررررية ‪ ،‬أي شرررررمولية مفهررررروم اإلرهررررراب ‪،‬‬
‫وخصوصية القا م على تعريفه ‪ ،‬والذي يعكرس بالترالي وجهرة نظرره سرواء الخاصرة أو‬
‫الم سستية لهذا المفهوم الشا ك ‪.‬‬

‫‪ - 1‬هيثم كي ني ‪ ،‬إرهاب الدولة بديل ال رب في الع قات الدولية ‪ ،‬مجلة الو دة ‪ ،‬المجلس القومي للثقافة العربية‬
‫‪ ،‬السنة السادسة ‪ ،‬العدد ‪ ، 76‬أبريل ‪ ، 2881‬ص ‪. 45‬‬
‫‪451‬‬
‫فكلمرررة اإلرهررراب بالل ررررة العربيرررة يقابلهررررا كلمرررة ‪ Terrorisme‬بالفرنسرررري ‪،‬‬
‫‪ Terrorism‬باإلنجليزيررة ‪ ،‬وهرري كلمررات مشررتقة مررن الكلمررة ال تينيررة ‪ ، Terrere‬والترري‬
‫تعني أرعب أو ارهب أو أفز ‪ ،‬ويتفق اإليرديولوجيون اإلنجليرز والفرنسريين علرى أن‬
‫كلمة ‪ Terroriste - Terrorize‬لم تدخل قيد ادستعمال إد بعرد تطرور كلمرة ‪Terroriste‬‬
‫‪ Terrorisme‬عقب الثورة الفرنسية في الفترة ما بين ‪. )1(2689-2684‬‬

‫‪ - 1‬السعيد المعتصم به ‪ ،‬م اولة في المسللة اإلرهابية وأبعادها الدولية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 92‬‬
‫‪452‬‬
‫ويعرف القراموس الفرنسري الر روس الصر ير اإلرهراب منرذ أربعرين عامرا كمرا‬
‫يلي ‪:‬‬
‫" نظام من العنف ‪ ،‬ت سسه ال كومات ‪ ،‬أو المجموعات الثورية "(‪ . )1‬وينطلرق‬
‫هذا التعريف من تلثره بروح الثرورة الفرنسرية ‪ ،‬و مر ت التصرفية التري قرام بهرا أبررز‬
‫العناصررر المكونررة لظرراهرة اإلرهرراب السياسرري ‪ ،‬وتفسررير ذلررك أنرره فرري جميررع ال ررادت‬
‫تقريبا يمتنع الذين يمارسرون اإلرهراب عرن قبرول هرذه التسرمية ‪ ،‬أو األفرراد للجروء إلرى‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬وبالتالي فران اسرتق ل اإلرهراب كظراهرة متميرزة لهرا أسسرها ومعانيهرا‬ ‫هذه الوسيلة‬
‫السياسية واألخ قية المعينة يدعو إلى تمييز اإلرهاب عن بقيرة أشركال العنرف السياسري‬
‫ألن ذلررك يجعلنررا كلنررا إرهررابيون ‪ ،‬وأن اإلرهرراب لرريس سرروى عبررارة دعا يررة دون أي‬
‫موضو فعلري أو أساسري دافعري ‪ ،‬وينرتر عرن هرذا الخلرط المريرع أن اإلرهراب هرو مرا‬
‫يثبت دا ما لآلخرين ‪ ،‬وأساس هذا الخلط يرتكز سب ر ية البا ا على عنصرين ‪:‬‬
‫‪ -2‬الموقف اإلع مي الرسمي الذي يهدف إلى ت ويرل مفهروم اإلرهراب عرن واقعره‬
‫الصررر يح وادبتعررراد قررردر اإلمكررران عرررن نسررربه إلرررى الممارسرررة الرسرررمية للدولرررة‬
‫وأجهزتها ‪ ،‬وت ديده في نموذ وا د هو إرهاب الضعفاء ‪.‬‬
‫‪ -1‬اتسا اإلرهراب ليشرمل أعمراد عنيفرة مختلفرة ‪ ،‬لريس فيهرا مرن تلرك الظراهرة إد‬
‫معناها المجازي ‪.‬‬
‫ويررذهب األسررتاذ السرريد المعتصررم إلررى أن هنرراك فوضررى مفهوماتيررة يتخرربط فيهررا‬
‫اإلرهرراب ‪ ،‬وأن ادسررتعمال الواسررع لهررذه الكلمررة د يعنرري فرري شرريء ال سررم المسرربق فرري‬
‫المضمون الممثل للمصطلح ‪ ،‬ود يخفى ما للكلمة من ش نة معنوية تنابزية وسرجالية ‪،‬‬
‫ومن ثمة فان من يعتبر في نظر ه دء إرهابيا ‪ ،‬يعتبر في نظر أول ك مكاف ا من أجرل‬
‫ال رية ‪ ،‬لهذا " فان نعت إرهاب يعبر في ال قيقة عن موقع المت دا ‪ ،‬أكثر ما يكشف‬
‫عررن مرردلول النعررت نفسرره ‪ ،‬ومررن هنررا تنبررع الصررعوبة الترري تواجرره البا ررا فرري المشرركل‬

‫‪ - 1‬سير كادروياني ‪ ،‬إرهاب الدولة النموذ الفرنسي ‪ ،‬ترجمة الناشر ‪ ،‬دار العالمية للطباعة والنشر ‪ ،‬بيرروت ‪،‬‬
‫ط‪ ، 2881 ، 2‬ص ‪. 12‬‬
‫‪ - 2‬أودنيس العكرة ‪ ،‬اإلرهاب السياسي ب ا في أصول الظاهرة وأبعادها اإلنسانية ‪ ،‬دار الطليعة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪2‬‬
‫‪ ، 2894 ،‬ص ‪. 49‬‬
‫‪451‬‬
‫اإلرهابي ‪ ،‬األمر الذي جعل الجهود المبذولة ب ية ت ديد تعريف لإلرهراب ‪ ،‬قرد عمقرت‬
‫هذه الفوضى المفهوماتية التي يعاني منها مصطلح اإلرهاب"(‪ ، )1‬غيرر أن هرذا الطررح‬
‫الذي تقدم د ينفي أهمية العمل على م اولة إيجراد مفهروم ‪ ،‬أو تعريرف لإلرهراب ‪ ،‬ألن‬
‫ذلررك يسرراعد فرري ت ديررد ولررو جز يررة م ررددة مررن هررذه الفوضررى الترري أشررار إليهررا األسررتاذ‬
‫المعتصم ‪.‬‬
‫وفي اإلطار القانوني يعرف عبد العزيز سرر ان اإلرهراب الردولي بلنره ‪ " :‬كرل‬
‫اعتداء على األرواح واألموال والممتلكات العامة أو الخاصة بالمخالفة أل كرام القرانون‬
‫الدولي العام بمصادره المختلفة ‪ ،‬بما فري ذلرك المبرادئ العامرة للقرانون ‪ ،‬برالمعنى الرذي‬
‫ت دده المادة ‪ 49‬من النظام األساسي لم كمة العدل الدوليرة ‪ ،‬ويعرد الفعرل إرهابرا دوليرا‬
‫وبالتررالي جريمررة دوليررة سررواء قررام بهررا فرررد أو جماعررة أو دولررة كمررا يشررمل ذلررك أعمررال‬
‫التفرقة العنصرية التي تباشرها الدول "(‪. )2‬‬
‫أمررا الرردكتور ص ر ح عررامر فيرررى أن اصررط ح اإلرهرراب الرردولي يسررتخدم فرري‬
‫الوقت ال اضر لإلشارة إلى ادستخدام المنظم للعنف ‪ ،‬لت قيق هدف سياسري ‪ ،‬وبصرفة‬
‫خاصررة رروادا ادعتررداء الفرديررة والجماعيررة أو التخريررب الررذي تقرروم منظمررة سياسررية‬
‫بممارسته ‪ ،‬على المواطنين ‪ ،‬وخلق جو مرن عردم األمرن ‪ ،‬ويشرار فري هرذا الصردد إلرى‬
‫أعمال أبرزها أخذ الرها ن ‪ ،‬واختطاف األشخاص ‪ ،‬ووضع متفجرات ‪ ،‬وت يير مسار‬
‫الطا رات بالقوة(‪ ،)3‬ولو أردنا اعتماد هذا التعريف لوجدنا أنه ينطبق بشركل كبيرر علرى‬
‫الوديات المت دة األمريكية ‪ ،‬فقد مارسرت كرل هرذه الخصرا ص اإلرهابيرة ‪ ،‬التري أشرار‬
‫إليها التعريف والتي سيتم تناولها بشكل مفصل د قا ‪.‬‬
‫أمرررا أ مرررد جررر ل فيررررى أن فشرررل المجتمرررع الررردولي فررري الوصرررول إلرررى توثيرررق‬
‫موضوعي م ردد لإلرهراب يرجرع إلرى األقروال الشرا عة فري دراسرات اإلرهراب مرن أن‬

‫‪ - 1‬السعيد المعتصم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 82‬‬


‫‪ - 2‬عبد العزيز سر ان ‪ ،‬ول تعريف اإلرهاب الدولي وت ديد مضمونه من واقع قواعد القانون الدولي وقررارات‬
‫المنظمات الدولية ‪ ،‬المجلة المصرية للقانون الدولي ‪ ،‬مجلد ‪ ، 18‬العدد ‪ ، 2864 ، 128‬ص ‪. 262-264‬‬
‫‪ - 3‬ص ح الدين عامر ‪ ،‬المقاومة الشعبية المسل ة في القانون الدولي ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2866 ،‬ص‬
‫‪. 296-297‬‬
‫‪454‬‬
‫اإلرهابي في نظر الربعه م اربرا مرن أجرل ال ريرة بلنره " اذا كانرت ظراهرة اإلرهراب‬
‫الرردولي تعنررى ادسررتخدام المررنظم للعنررف المتصررل بقصررد أهررداف سياسررية فهررذا يعن رى أن‬
‫نجاح تلك ال ركات في إقنا الررأي العرام بمشرروعية وعدالرة ادعاءاهرا أو علرى األقرل‬
‫تبريررررررررررر الوسرررررررررريلة غيررررررررررر المشررررررررررروعة ب ايررررررررررة مشررررررررررروعة "(‪ ، )1‬ويرررررررررررى‬
‫د‪ .‬عصام صادق بلنره د يكفرى تعريرف عرام مثرل مراذكر جنيكرر برلن اإلرهراب هرو مرن‬
‫التهديررد بررالعنف أو األعمررال الفرديررة للعنررف ‪ ،‬الررذي يهرردف أود إلررى إشرراعة الخرروف‬
‫والرعرررب ‪ ،‬وان اإلرهررراب عنرررف مرررن أجرررل لررريس فقرررط الترررلثير علرررى الضررر ية ال اليرررة‬
‫لإلرهابيين ولكن في ال قيقة فان الض ية يمكرن أن د يكرون علرى صرلة إط قرا بقضرية‬
‫اإلرهابيين وإنما يهدف اإلرهاب إلرى العامرة الرذين يراقبرون ‪ ،‬وأن الخروف هرو الهردف‬
‫وليس اآلثار الجانبية لإلرهاب "(‪. )2‬‬
‫لقد عمل عصام صادق على جر مفهروم اإلرهراب إلرى أن الهردف مرن اإلرهراب‬
‫هو إثارة الخوف للعامة ‪ ،‬األمر الذي يجعل مفهوم استخدام اإلرهاب ترى فري النضرال‬
‫المشرررو مسررللة مرفوضررة ‪ ،‬لمررا لرره مررن ثررار علررى اآلخرررين الررذين لرريس لهررم ع قررة‬
‫بالهدف من اإلرهاب ‪ ،‬وقد يجانب هذا الك م قليل من الصواب ‪ ،‬ولكن ليس هنراك مرن‬
‫طريقة أخرى يسرعى المناضرلون والبرا ثون علرى ال ريرة دسرتخدامها مرن أجرل إنجراح‬
‫قضاياهم ‪ ،‬وإد ف أعتقد أن الثوار ي بون استخدام اإلرهاب كوسيلة ضرورية لت قيق‬
‫غاياتهم ‪.‬‬
‫ويرى ارنولد فري م لفره اإلرهراب السياسري أن اإلرهراب ظراهرة يمكرن وصرفها‬
‫أكثر من تعريفهرا ‪ ،‬ويسروق البا را م مرد عزيرز شركري تعريفرا شرميد الرذي يررى أنره‬
‫اقدم على م امرة وضع تعريف لإلرهاب يضم في رأيه العناصر المشتركة فري غالبيرة‬
‫التعريفات األخرى ‪ ،‬وجاء فيه ‪ " :‬اإلرهاب هو أسلوب من أساليب الصرا الرذي تقرع‬
‫فيه الض ايا الجزافية ‪ ،‬أو الرمزية كهدف عنف فعال ‪ ،‬وتشرترك هرذه الضر ايا الفعالرة‬

‫‪ - 1‬أ مد ج ل عز الدين ‪ ،‬األبعاد القانونية لإلرهاب الدولي ‪ ،‬األهرام ‪. 2895/21/17 ،‬‬


‫‪ - 2‬عصرام صرادق رمضرران ‪ ،‬األبعراد القانونيرة لإلرهرراب الردولي ‪ ،‬السياسرة الدوليررة ‪ ،‬م سسرة األهررام ‪ ،‬القرراهرة ‪،‬‬
‫العدد ‪ 95‬يوليو ‪ ، 2897‬ص ‪. 29‬‬
‫‪452‬‬
‫فرري خصا صررها مررع جماعررة أو طبقررة ‪ ،‬ممررا يشرركل أساسررا د يمكررن التخلرري عنرره ‪ ،‬ومررن‬
‫خ ل ادستخدام السابق للعنف أو التهديد الجريء بالعنف فان أعضاء تلك الجماعرة أو‬
‫الطبقة اآلخرين يوضعون في الة من الخوف المزمن‪ ،‬والرهبة هذه الجماعة التي ترم‬
‫تعويه إ ساس أعضا ها باألمن قصدا هي هدف الرهبة ‪ ،‬ويعتبر التض ية بمن اتخرذ‬
‫للعنف عم غير سوي من قبل معظم المراقبين من الجهود ‪ ،‬وعلى أساس مرن القسروة‬
‫‪ ،‬أو زمن وقت السلم مرث ‪ ،‬أو مكران فري غيرر ميرادين القترال عمليرة التضر ية أو عردم‬
‫التقيد بقواعد القتال المقبولة في ال رب التقليدية ‪ ،‬وانتهراك رمرة القواعرد ‪ ،‬هرذا يخلرق‬
‫جمهورا يقظا خار نطاق هدف الرهبة وي تمل أن تشركل قطاعرات مرن هرذا الجمهرور‬
‫بدورها دا ادست الة الر يس والعكس ‪ ،‬من هذا األسلوب غير المباشرر هرو إمرا شرل‬
‫ركة هدف الرهبة‪ ،‬وذلك من أجل إ داا إرباك أو إذعران ‪ ،‬وإمرا ل شرد أهرداف مرن‬
‫المطالررب الثانويررة ‪ ،‬أو الهرردف لفررت الرررأي العررام إلدخررال ت ييرررات علررى الموقررف أو‬
‫السلوك ‪ ،‬ب يا يصبح متعاطفا مع المصالح القصريرة ‪ ،‬أو الطويلرة المردى لمسرتخدمي‬
‫هذا األسلوب في الصرا "(‪. )1‬‬
‫إن مفهوم شرميد لإلرهراب جراء مفهومرا سياسريا ‪ ،‬فالرهبرة واإلرهراب كلمتران د‬
‫تشرريران إلررى مجموعررة مررن ال رروادا الواقعيررة المعرفررة جيرردا ‪ ،‬والم ررددة بوضرروح ‪،‬‬
‫فالرهبة واإلرهاب د تشيران لمفهوم مو د ‪ ،‬سواء كان ذلك في المجال الواقعي أم في‬
‫مجال القانون ‪.‬‬
‫ويرى نور نتوي بلن اإلرهاب " استخدام الرعب ‪ :‬كعمل رمرزي ‪ ،‬ال ايرة منره‬
‫التررلثير علررى السررلوك السياسرري ‪ ،‬بواسررطة وسررا ل غيررر اعتياديررة ‪ ،‬ينررتر عنهررا اسررتخدام‬
‫التهديد أو العنف "(‪.)2‬‬
‫يذهب بعه المفكرين إلى التركيز على النا ية األيديولوجية أو ادسرتراتيجية ‪،‬‬
‫لتعريررف اإلرهرراب ‪ ،‬فالسرريد تررورك ‪ ،‬يرررى أن اإلرهرراب " أيديولوجيررة أو اسررتراتيجية‬

‫‪ - 1‬عزيررز شرركري ‪ ،‬اإلرهرراب الرردولي دراسررة قانوني رة ناقرردة ‪ ،‬ترجمررة عصررام جميررل ‪ ،‬م مررود توفيررق ‪ ،‬دار العلررم‬
‫للم يين ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ ، 2881 ، 1‬ص ‪.27‬‬
‫‪ - 2‬إسماعيل ال زالي ‪ ،‬اإلرهاب والقانون الدولي ‪ ،‬الم سسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيرع ‪ ،‬القراهرة ‪ ،‬ط‪2‬‬
‫‪ ، 2881 ،‬ص ‪. 21‬‬
‫‪455‬‬
‫تبرر اإلرهاب الفتاك أو غير فتاك ‪ ،‬بقصد رد المعارضة السياسرية ‪ ،‬بزيرادة الخروف‬
‫لديها عن طريق ضرب أهداف عشوا ية "(‪. )1‬‬
‫ررظ والتررر دكيررر فرري كتابرره اإلرهرراب ‪ " ،‬إن ال ركررات اإلرهابيررة تكررون‬ ‫وي‬
‫ص يرة ال جرم عرادة ‪ ،‬وأن المر رخين وعلمراء ادجتمرا يركرزون فري دراسراتهم علرى‬
‫ال ركات الكبيرة ‪ ،‬بينما تت دى األجرزاء الصر يرة فري السياسرة ‪ ،‬كمرا فري الفيزيراء أي‬
‫تفسير ‪ ،‬ويرى أن اإلرهاب دا م الدفا عن مظاهر معينة من روح العصرر وأخ قياتره‬
‫‪ ،‬إد أن ثمرة قرروى غيرر منضرربطة تطفرو فرروق أعمراق التوجرره األيرديولوجي ‪ ،‬لجماعررات‬
‫اليسار أو اليمين ‪ ،‬مما يوفر دا ما أشخاصا مهتمين بالعنف أكثر مرن اهتمرامهم بال ريرة‬
‫والعدالة(‪. )2‬‬
‫ويرررى داردلررو اإلرهرراب السياسرري بلنرره " اسررتخدام العنررف أو التهديررد باسررتخدامه‬
‫من فرد أو جماعة تعمل إما لصالح سلطة قا مة ‪ ،‬أو ضدها ‪ ،‬عندما يكون ال ره من‬
‫ذلك العمل على خلق الة من القلق الشديد ‪ ،‬لدى مجموعة أكبر من الض ايا المباشررة‬
‫لإلرهرراب ‪ ،‬وإجبررار تلررك المجموعررة علررى الموافقررة علررى المطالررب السياسررية لمرتكبرري‬
‫العمل اإلرهابي(‪. )3‬‬
‫ويسرروق مصررطفى بررارة عررددا مررن التعريفررات فرري م لفرره اإلرهرراب يررا يعرررف‬
‫‪ ERICDAVD‬اإلرهاب بلنه " عمل عنيف أيديولوجي يرتبط بلهداف سياسرية ويقصرر‬
‫‪ SALDANA‬مفهرروم اإلرهرراب علررى أعمررال العنررف السياسرري يررا يعرررف الجريمررة‬
‫اإلرهابيررة بلنهررا كررل جنايررة أو جن ررة سياسررية يترتررب عليهررا الخرروف العررام(‪ ،)4‬ويعرررف‬
‫‪ LASIER‬وهو أ د كبرار المسر ولين األمرريكيين المكلفرين بدراسرة موضرو اإلرهراب‬
‫عرفه بلنه " النشاط اإلجرامي المتسم بالعنف الذي يهدف إلى التخويف من أجل ت قيق‬
‫أهداف سياسية "(‪. )5‬‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 24‬‬


‫‪ - 2‬م مد السماك ‪ ،‬العنف واإلرهاب السياسي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 12‬‬
‫‪ - 3‬إسماعيل ال زالي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 24‬‬
‫‪ - 4‬مصطفى بارة ‪ ،‬اإلرهاب ‪ ،‬منشورات جامعة قاريونس ‪ ،‬بن ازي ‪ ،‬ط‪ ، 2881 ، 2‬ص ‪. 219‬‬
‫‪ - 5‬المدني علي الصديق ‪ ،‬اإلرهاب الدولي ‪ ،‬جريدة الز ف األخضر ‪ ،‬السنة الثانية ‪ ،‬العدد ‪، 2892/8/6 ، 98‬‬
‫ص‪.2‬‬
‫‪457‬‬
‫ود شك أن هذا ادتجاه قد اتخذ أساسا لوصف األعمرال التري تخوضرها ركرات‬
‫الت رر الوطني باإلرهاب وتشويه عدالة قضاياها التي تناضرل مرن أجلهرا ‪ ،‬ومرن أكثرر‬
‫اآلراء الملفررت للنظررر والوقرروف ‪ ،‬هررو طرررح لينكررولن غرروردون ‪ ،‬وهررو ر رريس جامعررة‬
‫جون هربكيز ‪ ،‬وعضو سابق في هي ة استشارية ‪ ،‬تضرم ث ثرة أعضراء كبرار ‪ ،‬أسرندت‬
‫إليهم وكالة المخابرات المركزية مهمة إعادة النظر في التقييمات الرسمية ‪ ،‬مرن وجهرة‬
‫نظر غير استخباراتية ‪ ،‬بل علمية أكاديمية‪ ،‬ويكشف التقرير أن غروردون أوضرح فري‬
‫مذكرتررره التررري قررردمها إلرررى وليرررام كرررايس ر ررريس وكالرررة المخرررابرات المركزيرررة تعريفرررا‬
‫لإلرهابيين " الصرف " فقط يا أشار إلرى أن " … جماعرات الجريم األ مرر وبرادر‬
‫مررانيهوف واأللويررة ال مررراء ‪ ،‬كانررت تهرروى العنررف مررن أجررل العنررف أي أنهررا عديمررة "‬
‫نهلسية " ‪ ،‬ومن الخطل أن ن اول ت ديد مفهوم اإلرهاب استنادا إلى أهدافها ‪ ،‬فرالمفهوم‬
‫العلمي يقتضي بلن يعرف اإلرهاب بواسطة ما ينتر عنه من أعمال "(‪. )1‬‬
‫ومررن هنررا كرران دبررد مررن أن نسرروق بعرره التعريفررات الرسررمية لمفهرروم اإلرهرراب‬
‫يررا يرررى وزيررر الخارجيررة األمريكرري جررور شررولتز " فرري عهررد الررر يس ري رران "‬
‫اإلرهرراب بلنرره " فعررل عنيررف متعرردد ذو أسررباب سياسررية ‪ ،‬يررتم تنفيررذه ضررد أهررداف غيررر‬
‫ربية ‪ ،‬من قبل مجموعة قومية أجنبية ‪ ،‬أو من قبل عم ء الدولة السريين "(‪ . )2‬وفي‬
‫رد غير مباشر على هذا التعريف يعرف أمين اللجنة الشعبية العامة الليبري السرابق أبرو‬
‫زيررد دوردة اإلرهرراب " … وجررود القرروات األمريكيررة خررار اراضرريها ‪ ،‬هررو إرهرراب‬
‫وا تكار ثروات الشعوب ‪ ،‬إرهاب والهيمنة على ثروات الب ار والم يطرات ‪ ،‬إرهراب‬
‫وتزويد األنظمة العميلة باألسل ة المتطورة دضطهاد شرعوبها هرو إرهراب‪ ،‬واسرتخدام‬
‫القمح والذهب كوسيلة سياسية عندما تجو الناس هرو إرهراب "(‪ . )3‬إن كر التعرريفين‬
‫سياسي ينم على وجهة نظرر ال كرومتين الليبيرة واألمريكيرة ‪ ،‬ونظررة ك همرا لإلرهراب‬
‫والذي ينعكس في تطوير الع قات بين البلدين األمر الذي جعل الوديرات المت ردة ترتهم‬

‫‪ - 1‬مصطفى بارة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 294‬‬


‫‪ - 2‬سير كادروياني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 12‬‬
‫‪ - 3‬إسماعيل ال زالي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 27‬‬
‫‪456‬‬
‫ليبيا باإلرهاب الدولي ‪ ،‬واتهام ليبيا ألمريكا باإلرهاب الردولي ‪ ،‬ونتيجرة لهرذه الفوضرى‬
‫في ت ديد مفهوم اإلرهاب يرى البا ا أن الخررو مرن هرذه الفوضرى سريكون برلمرين‬
‫أولهما طرح إشكالية تعريف اإلرهاب‪ ،‬وثانيهما طرح ادخت فات األساسرية فري ت ديرد‬
‫مفهوم اإلرهاب الدولي ‪.‬‬

‫أوال إشكالية تعريف اإلرهاب الدولي ‪:‬‬


‫تتبلور أهم المبادرات الفقهية لتعريف ظاهرة اإلرهاب خ ل الم تمرات الهادفة‬
‫إلى تو يد القانون الجنا ي ‪ ،‬وذلك منذ سنة ‪ ، 2841‬وقد ركزت المبادرات األولرى فري‬
‫ت ديد مفهوم قانوني لإلرهاب على اعتباره بمثابة خطر شمولي ‪ ،‬يهدد اإلنسرانية ‪ ،‬فقرد‬
‫انبثررق عررن هررذه المبررادرة اتجاهرران أ رردهما يعتبررر اإلرهرراب خطرررا جماعيررا ‪ ،‬فقررد جرردد‬
‫المسراهمون فري مر تمر نوسرونيا ‪ 2841‬الجريمررة اإلرهابيرة بلنهررا " ادسرتعمال العمرردي‬
‫لكل وسيلة قرادرة علرى إ رداا خطرر جمراعي "(‪ )1‬أمرا ادتجراه الثراني فيعتبرر اإلرهراب‬
‫بمثابررة جريمررة المقوضررة ألسرراس كررل تنظرريم اجتمرراعي ‪ ،‬وقررد برررزت فكرررة الجرررا م‬
‫ادجتماعيررة ألول مرررة ‪ ،‬ضررمن إ رردى توجيهررات معهررد القررانون الرردولي بجنيررف سررنة‬
‫‪ ، 2891‬عندما اعتبرت " أن مفهروم الجررا م تبنرى علرى ارتكابهرا مرن أجرل قلرب أسرس‬
‫المجتمع ‪ ،‬كما هو منظم اليا "(‪ . )2‬وهكذا نجد الفقيه سوتيل يعررف اإلرهراب بلنره ‪" :‬‬
‫العمررل اإلجرامرري المقترررف عررن طريررق الرعررب أو العنررف أو الفررز الشررديد مررن أجررل‬
‫ت قيررق هرردف م رردد "(‪ . )3‬ويرررى الفقيرره الفرنسرري جررور دفاسررير أن اإلرهرراب " هررو‬
‫ادسررتخدام العمرردي والمررنظم لوسررا ل مررن شررلنها إثررارة الرعررب ‪ ،‬بقصررد ت قيررق بعرره‬

‫‪ - 1‬يبقى هذا التعريف غير شامل لكل مظاهر الجريمة اإلرهابية ود يتميز بالمعرفة المطلوبة ذلك برلن عردة أعمرال‬
‫عمدية مثل ‪ :‬استعمال ال را ق ‪ ،‬د يمكن أن تندر ضمن الجرا م اإلرهابية ‪ ،‬كما أن بعه مظاهر اإلرهراب مثرل‬
‫ادغتيادت ‪ ،‬د تسبب بالضرورة إ داا خطر جماعي ‪.‬‬
‫‪ . - 2‬أ‪ .‬توكلين ‪ ،‬القانون الدولي العام ‪ ،‬قضايا نظرية ‪ ،‬ترجمة أ مد راضري ‪ ،‬مراجعرة عرز الردين فرودة ‪ ،‬الهي رة‬
‫العامة للكتاب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 2861 ، 2‬ص ‪. 76‬‬
‫‪ - 3‬فريدريك انجلين ‪ ،‬دور العلنف في التاريخ ‪ ،‬ترجمة ف اد أيوب ‪ ،‬درا دمشرق للطباعرة والنشرر ‪ ،‬دمشرق ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2864‬ص ‪. 91‬‬
‫‪459‬‬
‫األهررداف "(‪ . )1‬ويعتمررد جيفررا نرروفيم تعريفررا يراعرري مركررز فيرره اإلرهرراب ‪ ،‬فيعتبررره "‬
‫بمثابة أعمال من طبيعتها أن تثير لدى شخص مرا األسراس بتهديرد أيرا كران‪ ،‬وترتمخه‬
‫عن اإل ساس بالخوف بلي صورة "(‪ . )2‬إن هذا ادتجاه المنطلق مرن الرعرب كعنصرر‬
‫اساسي في ت ديد مفهوم اإلرهاب ‪ ،‬ظهر واض ا في دورة كوبنهراغن للمر تمر الردولي‬
‫لتو يد القانون الجنا ي ‪ ،‬وتبناها عدة فقهاء ‪ ،‬مثل سالداني ‪ ،‬الذي يرى فيه اإلرهراب "‬
‫منهجا لتطويع الجماهير وشل ركة زعما ها بواسطة اإلكراه السسريولوجي والترهيرب‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ .‬ويمكن من خر ل مختلرف أعمرال المر تمرات الدوليرة لتو يرد القرانون‬ ‫اإلجرامي "‬
‫الجنا ي أن نستخلص مع اسيورسيكي‪ ،‬ث ثرة عناصرر ت ردد مفهروم اإلرهراب ‪ ،‬وهري "‬
‫الرعب والهيمنة والرهبة وادضرطرابات النفسرية الناتجرة مرن صرورة شرريرة أو خطرر‬
‫قرادم "(‪ ، )4‬ومرن هنرا فرران أسيورسريكي يجمرع العناصرر الث ثررة فري تعريفره لإلرهرراب ‪،‬‬
‫باعتباره منهر عمل يقوم الفاعل بواسطته ببرا الرعرب ‪ ،‬ل رره الهيمنرة ‪ ،‬وأن ت ديرد‬
‫هررذه العناصررر يعتبررر فرري نظرنررا أساسرريا مررن أجررل وضررع تعريررف لإلرهرراب الرردولي‬
‫فالتعريفات التي أشرنا إليها ل د اآلن تتناول اإلرهاب في إطاره العام‪ ،‬و ترى ن روص‬
‫أكثررر فرري ه رذا المفهرروم الشررامل وهررو ( اإلرهرراب الرردولي ) نجررد أنرره و تررى يطلررق هررذا‬
‫المفهوم دبد من توفر عنصرر خرارجي ‪ ،‬ويررى كرل مرن جيفرا نروفتم ودغاتسربورك ‪،‬‬
‫أن اإلرهاب الردولي يررتبط باسرتعمال وسرا ل تتجراوز اإلطرار الم لري ‪ ،‬وي كردان علرى‬
‫عاملين ‪ :‬توجه العمل اإلرهابي ن و الم سسات ‪ ،‬مما ي ثر على التعامل الدولي وعلرى‬
‫الس م العالمي ‪ ،‬ومن جهة أخرى ضرب ر ساء الدول ال كومات ‪ ،‬ويعتبرر ليترين مرن‬
‫جانبه أنه دبد من توافر عنصررين‪ ،‬لكري يكرون اإلرهراب دوليرا ‪ :‬فمرن جهرة ينب ري أن‬
‫يهدف العمل اإلرهابي إلى قلق واضرطراب فري الع قرات الدوليرة ومرن جهرة أخررى د‬

‫‪ - 1‬أ مد المالكي ‪ ،‬العنف في الع قات الدولية قراءة في تاريخ دددته المعاصرة ‪ ،‬مجلة الو دة ‪ ،‬السنة السادسة ‪،‬‬
‫أبريل ‪ ، 2881‬ص ‪. 8‬‬
‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬
‫‪ - 4‬هذا التعريف وضعته األكاديمية الفرنسية لمفهوم الرعب ‪.‬‬
‫‪458‬‬
‫ينب ي أن يكون هناك انسرجام برين جنسرية الجراني ‪ ،‬وإقلريم ارتكراب الجريمرة ‪ ،‬وجنسرية‬
‫الض ية ‪ ،‬أي أنه عندما يختلف أ د هذه العناصر فان اإلرهاب يصبح دوليا ‪.‬‬
‫وبعبارة أخرى لكي يعتبر اإلرهاب دوليا " ينب ي أن يهرم عنصرر مرن عناصرره‬
‫أو أكثر في ن وا د دولتين على األقل(‪ ،)1‬وقرد يكرون العمرل اإلرهرابي الردولي صرادرا‬
‫عن أفراد كلن يرتكب شخص أجنبي عم إرهابيا فوق إقليم دولة أخرى كما أن العمرل‬
‫اإلرهابي الدولي صادرا عن الدولة نفسها ‪ ،‬وهو ما ينب ي تمييزه بوضوح عن إرهراب‬
‫األفراد ‪ ،‬أو الجماعات ‪ ،‬ويطلق عليه إرهراب الدولرة وفري هرذه الصرورة مرن اإلرهراب‬
‫تمارس الدولة بم سساتها ‪ ،‬وبشركل مباشرر العمرل اإلرهرابي الرذي يفيرد مظراهر داخليرة‬
‫ظ أن اإلرهاب الردولي د‬ ‫وخارجية سنعالجها فيما بعد ‪ ،‬وانط قا من هذا المنظور ن‬
‫يختلررف عررن اإلرهرراب الررداخلي فرري طبيعترره ‪ ،‬فهمررا معررا يعتمرردان علررى اسررتخدام العنررف‬
‫لخلق الة من الرعب والفرز ‪ ،‬تمكرن مرن ت قيرق الخروف والفرز وتمكرن مرن ت قيرق‬
‫الهيمنة واإلذعان أما في مواجهة شخص وا د أو جماعرة مرن النراس ‪ ،‬أو فري مواجهرة‬
‫مجتمررع بلكملرره ‪ ،‬ويبقررى العنصررر األساسرري فرري التمييررز مرتكررزا علررى ارتبرراط الفعررل‬
‫اإلرهابي بعنصر ‪ ،‬أو عدة عناصر ‪ ،‬تهم أكثر من دولة ‪.‬‬
‫لكن الس ال الذي يطرح نفسه ‪ ،‬ما هو الموقف الدولي من اإلرهاب ؟ هل هناك‬
‫اتفرراق عررام ‪ ،‬أم هنرراك صرررا علررى المفرراهيم ؟ سرروف نرصررد هنررا أهررم التعريفررات الترري‬
‫نوقشت في إطار التنظيم العالمي وخاصة منظمة األمم المت ردة فهري مرن وجهرة نظرنرا‬
‫كفيلررة بت ديررد أوجرره الخر ف الترري يعرفهررا المجتمررع الرردولي ‪ ،‬بشررلن موضررو اإلرهرراب‬
‫الدولي ‪.‬‬
‫لقد عرفت أول مبادرة بهذا الشلن في سنة ‪ ، 2846‬عنردما أقرر المر تمر الردولي‬
‫الذي عقدته عصبة األمم اتفاقية دوليرة لقمرع ومنرع اإلرهراب(‪ ،)2‬وقرد وصرفت ادتفاقيرة‬

‫‪ - 1‬م مد تا الدين ال سيني ‪ ،‬مساهمة في فهم ظاهرة اإلرهراب الردولي ‪ ،‬مجلرة الو ردة ‪ ،‬المجلرس القرومي للثقافرة‬
‫العربية ‪ ،‬السنة السادسة ‪ ،‬العدد ‪ ، 76‬أبريل ‪ ، 2881‬ص ‪. 12‬‬
‫‪ - 2‬تم إعداد هذه ادتفاقية إثر اغتيال ملك يوغس فيا في مدينة مرسريليا الفرنسرية بتراريخ ‪ ، 2842/21/28‬وقرررت‬
‫أمانة عصبة األمم بطلب من كومة فرنسا ‪ ،‬تشكيل لجنة كومية من مجموعة مرن الخبرراء ‪ ،‬إلعرداد اتفاقيرة تمنرع‬
‫اإلرهاب السياسي ‪.‬‬
‫‪471‬‬
‫اإلرهاب بلنه " األعمرال اإلجراميرة الموجهرة ضرد دولرة ‪ ،‬ويكرون هردفها أو مرن شرلنها‬
‫إثررارة الفررز والرعررب لرردى شخصرريات معينررة ‪ ،‬أو لرردى جماعررات مررن النرراس ‪ ،‬أو لرردى‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬وباإلضافة إلى ذلك فان ادتفاقية نصرت علرى مجموعرة مرن األعمرال ‪،‬‬ ‫الجمهور "‬
‫التي تعتبر أفعاد إرهابية ‪ ،‬من بينها الجرا م العمدية ضد ر سراء الردول والمسر ولين ‪،‬‬
‫وأعمررال التخريررب ضررد األمرروال العامررة ‪ ،‬واأل ررداا العمديررة الترري تعررره اإلنسررانية‬
‫للخطررر(‪ . )2‬ويظهررر واض ر ا أن مثررل هررذا التعريررف يبقررى قاصرررا عنررد ت ديررد األم ر ك‬
‫العامررة ‪ ،‬أمررا منظمررة األمررم المت رردة فقررد قررررت منررذ سررنة ‪ 2861‬إنشرراء لجنررة خاصررة‬
‫لتعريررف اإلرهرراب الرردولي ‪ ،‬تتخرربط فرري نفررس الصرررا القررا م ررول القضررايا األساسررية‬
‫ظ مث في التقرير الصرادر عرن اللجنرة سرنة ‪، 2868‬‬ ‫داخل األمم المت دة‪ ،‬وهكذا ن‬
‫لقد رأى بعه ممثلي الدول ‪ ،‬أنه يجب على اللجنرة الخاصرة ‪ ،‬أن تقروم بدراسرة مل قرة‬
‫بقصررد وضررع تعريررف لإلرهرراب ‪ ،‬ي رريط بدقررة المفرراهيم القا مررة ‪ ،‬ويبقررى الخ ر ف القررا م‬
‫بشرلن المفرراهيم األساسررية مرتبطررا بتمسررك عردة وفررود‪ ،‬بضرررورة التمييررز بررين اإلرهرراب‬
‫الفردي ‪ ،‬وإرهراب الدولرة ‪ ،‬الشريء الرذي سرتكون لره ثرار مهمرة علرى مسرتوى معالجرة‬
‫الظرررراهرة ‪ ،‬وهررررو الموقررررف الررررذي أيدترررره ركررررة عرررردم ادن يرررراز اإلرهرررراب الرررردولي‬
‫أعمال العنف والقمع التي تمارسها األنظمة ادستعمارية أو األجنبية ضد الشعوب التري‬
‫تناضرررل مرررن أجرررل الت ررررر وال صرررول علرررى قهرررا المشررررو ‪ ،‬فررري تقريرررر المصرررير‬
‫وادستق ل ‪ ،‬ومرن أجرل قروق اإلنسران و رياتره األساسرية األخررى ‪ ،‬وتشرير ايضرا "‬
‫إلررى أن أعمررال العنررف الترري يرتكبهررا أفررراد أو مجموعررات والترري تعررره للخطررر يرراة‬
‫األبرياء ‪ ،‬أو تنتهك ال ريات األساسية دون إخ ل بال قوق غيرر القابلرة للتنرازل ‪ ،‬عرن‬
‫ق تقرير المصير وادستق ل لكرل الشرعوب الخاضرعة لسريطرة األنظمرة ادسرتعمارية‬
‫والعنصرررية ‪ ،‬أو أليررة أشرركال أخرررى مررن السرريطرة األجنبيررة ‪ ،‬أو ل قهررا المشرررو فرري‬
‫الكفاح ‪ ،‬وعلى وجه الخصوص كفاح ركات الت رر الوطني ‪ ،‬طبقا ألهداف ومبرادئ‬
‫الميثاق والقرارات الصرادرة عرن أجهرزة األمرم المت ردة ‪ " ،‬كمرا أنهرا تشرير إلرى أعمرال‬

‫‪ - 1‬نص المادة األولى من اتفاقية جنيف ‪ 2846‬المتعلقة بمنع القمع واإلرهاب السياسي ‪.‬‬
‫‪ - 2‬نص المادة الثانية من اتفاقية جنيف ‪.‬‬
‫‪472‬‬
‫العنررف الترري يرتكبهررا األفررراد أو الجماعررات لت قيررق كسررب شخصرري والترري د تن صررر‬
‫ثارها في نطاق دولة وا دة(‪. )1‬‬
‫والواضح من ذلك أن ركة عدم ادن ياز تميز بين اإلرهراب الفرردي وإرهراب‬
‫الدولة ‪ ،‬كما يظهر أنها تستثني نضال ركرات الت ررر(*)‪ ،‬الرذي تعتبرره مشرروعا وفرق‬
‫ميثرراق األمررم المت رردة وقراراتهررا ‪ ،‬أمررا ادتجرراه الثرراني والررذي تدعمرره الوديررات المت رردة‬
‫األمريكية وفرنسا وفنزوي ‪ ،‬والذي ينطلق من اإلرهاب الفردي ‪ ،‬مستثنيا أو مت اضريا‬
‫عن إرهاب الدولة ‪ ،‬يا يفسر ادقتراح الفنزويلري اإلرهراب أنره " اسرتخدام للعنرف أو‬
‫التهديررد بررالتعره للخطررر ‪ ،‬أو يهرردد يرراة األبريرراء ‪ ،‬أو يمررس ال ريررات األساسررية ‪،‬‬
‫يرتكبه فرد أو مجموعرة أفرراد علرى إقلريم دولرة أجنبيرة ‪ ،‬أو فري أعرالي الب رار أو علرى‬
‫متن الطا رات في الة طيران فوق الب ار المفتو ة بقصرد إثرارة الفرز لت قيرق هردف‬
‫سياسرري ‪ ،‬وذلررك باإلضررافة إلررى أعمررال اإلرهرراب الرردولي غيررر اإلنسررانية الترري تتخررذها‬
‫األنظمة ادستعمارية والعنصرية ‪ ،‬ويعرف ادقترراح الفرنسري اإلرهراب الردولي ‪ ،‬بلنره‬
‫عمررل همجرري يررتم ارتكابرره علررى إقلرريم دولررة أخرررى ‪ ،‬بواسررطة أجنبرري ‪ ،‬ضررد شررخص د‬
‫ي مل نفس جنسية الفاعل ‪ ،‬بهدف ممارسة الض ط في نزا د يعرد ذا طبيعرة داخليرة ‪.‬‬
‫أما الوديات المت دة األمريكية فقد قدمت مشرو اتفاقيرة ‪ ،‬إد أنهرا هري األخررى وكمرا‬
‫يتضح في المادة األولى للمشرو ترتكز على اإلرهاب الفردي ‪ ،‬يا تعتبرر ‪ ،‬أن كرل‬
‫شررخص يقرروم فرري ظررروف غيررر مشررروعة بقتررل شررخص خررر ‪ ،‬أو إ ررداا ضرررر برردني‬
‫فادح له ‪ ،‬أو يقوم باختطافه ‪ ،‬أو ي اول ارتكابه هذا الفعل فانه يرتكب جريمة ذات بعرد‬
‫دولي(‪ ،)2‬ومن الواضح أن المشرو األمريكي‬

‫‪ - 1‬م مد تا الدين ال سين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 18-15‬‬


‫* سوف نفرد جزءا خاصا للتفريق بين اإلرهاب والعنف الثوري الذي تمثله ركات الت رر الوطني ‪.‬‬
‫‪ - 2‬مقترح قدمت إلى لجنة تعريف اإلرهاب الدولي التابعة ل‪،‬مم المت دة ‪ ،‬التي أنش ت فري ‪ 2861‬وتعتبرر الجريمرة‬
‫وفق المقتررح األمريكري ذات بعرد دولري إذ كران العمرل ‪ :‬أ‪ -‬مرتكرب إلثرارة خرار إقلريم الدولرة التري ي مرل مرتكرب‬
‫الجريمة جنسيتها ‪ .‬ب‪ -‬مقترف أو م دا األثر خار إقليم الدولة وجه العمل ضدها إذا كان المعتدي اعتقد بلنره قرد‬
‫وجه ضد الفعل‪ .‬د ي مل جنسية تلرك الدولرة ‪ - .‬غيرر مرتكرب مرن طررف أو جهرة لهرا قردرات عسركرية تسرتهدف‬
‫نسف مصالح أو ال صول على تنازل من دولة معينة ‪.‬‬
‫‪471‬‬
‫يفضرري إلررى المررس بنضررال ركررات الت رررر الرروطني ‪ ،‬ذلررك أن الررت فظ الررذي يتضررمنه‬
‫التعريف في المادة األولى والمعبر عنه " وفي ظروف غير مشروعة " ‪ ،‬ويقضي هرذا‬
‫النررو مررن ال مرروه قررد يفسررر باهتمررام نضررال ركررات الت رررر وبصررفة عامررة يمكررن‬
‫ادعتقرراد أن الخ ر ف الرردا ر ضررمن اللجنررة المفوضررة بشررلن تعريررف اإلرهرراب الرردولي‬
‫يتم ور ول خمسة قضايا سياسية ‪:‬‬
‫‪ -2‬ت ديد ما إذا كان الفعل اإلرهابي يتعلق بفاعلين خصوصريين أو عمروميين ‪ ،‬أي‬
‫هررل الررذي قررام بفعررل اإلرهرراب ‪ ،‬أفررراد أو جماعررات أو يمكررن أن يصرردر عررن‬
‫كومات ‪.‬‬
‫‪ -1‬ت ديد ما هي األعمال الم رمة ‪.‬‬
‫‪ -4‬ت ديد عنصر التمويل ‪.‬‬
‫‪ -2‬ت ديد الباعا والنتيجة ‪.‬‬
‫‪ -5‬ت ديد الض ايا ‪.‬‬

‫ومما سبق نجد أن إشكالية ت ديد مفهوم اإلرهاب ظلت مرتبطة بمفاهيم سياسرية‬
‫وتنازدت سياسية بين دول العالم ‪ ،‬يا لعبت األيديولوجية والمفاهيم والمصرالح دورا‬
‫د يستهان به في إثارة قضية ت ديد مفهوم لإلرهاب ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬االختالفات األساسية في تحديد مفهوم اإلرهاب الدولي ‪:‬‬


‫لقد د ظنا من خ ل ما تقدم الخلط وادخت ط الواضح في معره التعامل مرع‬
‫ظاهرة اإلرهاب ‪ ،‬إرهاب الدولة بال رب المعلنرة ‪ ،‬اسرتعمال اإلرهراب كرلداة مزعومرة‬
‫لم اربة اإلرهاب كما اختلط نضال ركات الت رر مرع إرهراب الجماعرات واألفرراد ‪،‬‬
‫بل أصبح عامل القوة والمصل ة هو األداة الو يدة والفاعلرة لت ديرد المشررو ‪ ،‬وغيرر‬
‫المشرو في مجتمع الدولرة ‪ ،‬وفري إطرار الروعي الكامرل بالصرعوبات الم يطرة بت ديرد‬
‫مفهوم اإلرهاب الدولي ‪ ،‬ودون رضروخ للمفراهيم المسرتفزة التري تتفرنن أجهرزة اإلعر م‬
‫ال ربي في نسجها وتسخيرها ‪ ،‬لخدمة مصال ها فان كل م اولة لتقديم البديل ‪ ،‬تتطلرب‬
‫‪474‬‬
‫سررلفا السررعي انط قررا مررن واقررع الصرررا الرردولي فرري مختلررف مظرراهره ‪ ،‬ن ررو تبديررد‬
‫ادخت فات األساسية في ت ديد مفهوم اإلرهاب الدولي ‪ .‬إننا في هذا المقرام نعمرل علرى‬
‫إبررراز إرهرراب الدولررة وتمييررزه عررن إرهرراب األفررراد والجماعررات ‪ ،‬خاصررة وأن اإلعر م‬
‫ال ربي د يزال يرفه اإلقررار بوجرود وممارسرة فعليرة إلرهراب الدولرة علرى الصرعيد‬
‫الدولي‪ ،‬ويقتضي فرز إرهاب الدولة مع توضيح ممارسته وتميزه بين ال رب المعلنرة‬
‫واألعمال اإلرهابية الصادرة عن الدولة ‪ ،‬التي إذا كانت د تخضع لقانون ال رب فانها‬
‫ت ثر بقوة على توازن القوى على الصعيد اإلقليمي والشمولي ‪ ،‬وتعتبره تهديدا مباشررا‬
‫للس م ‪ ،‬فتعريف اإلرهراب ي ترا إلرى تبريرر ال مروه رول مفهروم ركرات الت ررر‬
‫الوطني ‪ ،‬التي أصب ت تنعت باإلرهاب ‪ ،‬والذي جندت له وسا ل اإلعر م ال ربيرة مرن‬
‫أجل تشويه قيقته وأهدافه ‪.‬‬

‫‪ -1‬التمييز بين إرهاب األفراد وإرهاب الدولة ‪:‬‬


‫لقد أوض نا في السرابق أهرم عناصرر تعريرف مفهروم اإلرهراب الردولي ‪،‬‬
‫وخاصرة التعرراره القرا م بررين موقررف البلردان ال ربيررة ‪ ،‬وعلرى رأسررها الوديرات‬
‫المت رردة ‪ ،‬وموقررف مجموعررة دول عرردم ادن يرراز ‪ ،‬وإذا كرران اإلجمررا مترروفرا‬
‫سواء على مستوى الفقه أو التنظريم الردولي ‪ ،‬علرى اعتبرار أن اإلرهراب مظراهر‬
‫فردية أو صادرة عن مجموعات من األفرراد ‪ ،‬أمرا الشريء الرذي نررى ضررورة‬
‫التفصيل فيره التسرليم بتمظهرر إرهراب الدولرة علرى الصرعيد الردولي ‪ ،‬ومرا يرزال‬
‫مثيرررا للكثيررر مررن الجرردل ‪ ،‬وهكررذا فقررد ذهبررت مجموعررة مررن الرردول داخررل اللجنررة‬
‫الفرعية المكلفة بتعريف اإلرهاب ‪ ،‬إلرى اعتبرار أن الرعرب الرذي يمرارس علرى‬
‫نطرراق واسررع بواسررطة وسررا ل ديثررة ضررد شررعوب بلكملهررا ‪ ،‬يهرردف للسرريطرة أو‬
‫الترردخل فرري الش ر ون الداخليررة ‪ ،‬يرردخل ضررمن صررميم األعمررال اإلرهابيررة ‪ ،‬كمررا‬
‫اعتبرت " أن األعمال المسل ة التي ترتكرب ب جرة الثرلر ‪ ،‬أو الردفا الوقرا ي ‪،‬‬
‫الذي تمارسه دول ضد س مة وسيادة الدول ‪ ،‬ينب ي كرذلك أن تردخل فري نطراق‬

‫‪472‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬ويظهر إرهاب الدولة على المستوى الردولي فري " أن الدولرة د‬ ‫اإلرهاب "‬
‫تكتفي بدعم الجماعات اإلرهابية أو تمكينها سرا من تنفيذ عملياتها ‪ ،‬برل تت رول‬
‫الدولررة إلررى فاعررل أصررلي ‪ ،‬وإذا كرران العمررل اإلرهررابي يتميررز بصررفته الفجا يررة ‪،‬‬
‫وطابعه التعسفي ‪ ،‬واثره التخريبي ‪ ،‬وعدم ا ترامه للقوانين ‪ ،‬وأخ قياته ‪ ،‬فران‬
‫عرردة نمرراذ توضررح كيررف أن دود مثررل الوديررات المت رردة وإسرررا يل أصررب ت‬
‫وبشكل مكشوف تمارس إرهاب الدولرة فري الع قرات الدوليرة (*) ‪ .‬وممرا د شرك‬
‫فيه أن تجربة إرهاب الدولة اإلسرا يلية ‪ ،‬أصربح مدرسرة لهرا تاريخهرا العريرق‪،‬‬
‫وذلك أن قيام إسرا يل كدولة لم يكن ليت قق ‪ ،‬لود نشاط قادتها اإلرهابي ‪ ،‬وإذا‬
‫كان المجال د يتسع للتذكير بممارسات إرهاب الدولة من طرف إسرا يل داخل‬
‫األراضي العربيرة الم تلرة(*) ‪ .‬إن تلرك الممارسرات اتخرذت أبعرادا دوليرة واسرعة‬
‫النطرراق ‪ ،‬ويمكررن اإلشررارة علررى سرربيل المثررال ف سررب إلررى لجرروء إسرررا يل سررنة‬
‫‪ 2892‬إلررى ضرررب مفاعررل تمرروز العراقرري المعررد خصيصررا دسررتخدام الطاقررة‬
‫النووية في األغراه السلمية ‪ ،‬وقيامها بخطف طا رة ليبية في األجواء الدولية‬
‫‪ ،‬باإلضرافة إلرى عمليرات واسرعة دختطرراف وا تجراز الرهرا ن داخرل األراضرري‬
‫اللبنانيرة ‪ ،‬وقصرف المقرات ت اإلسررا يلية لمقررر منظمرة الت ريرر الفلسرطينية فرري‬
‫تونس في أكتوبر ‪ . 2895‬وإذا كانت الوديات المت دة من جانبها تتمسك داخرل‬
‫اللجنة الخاصة لتعريف اإلرهاب الدولي باستبعاد إرهاب الدولة مرن اختصراص‬
‫اللجنررة ‪ ،‬ومررن التعريررف الخرراص بمفهرروم اإلرهرراب ‪ .‬فرران ذلررك يبقررى مفهومررا مررا‬
‫دامت تمارس اإلرهاب بشكل علني فري ع قاتهرا الدوليرة ‪ ،‬وتظهرر الممارسرات‬
‫األمريكيررة فرري هررذا الميرردان تشررابها كبيرررا مررع األسررلوب اإلسرررا يلي الممثررل فرري‬
‫اختطرراف الطررا رات والهجمررات المفاج ررة وعمليررات الكومانرردوس ‪ ،‬وهررذا رغررم‬
‫مشاركة الوديات المت دة في إصدار إع ن بون ‪ 2869‬المتعلقة بت ويل مسرار‬

‫‪ - 1‬م مد تا الدين ال سيني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 16‬‬


‫ول إرهاب الدولة انظر المل ق رقم (‪ ، )9‬إع ن جنيف ول اإلرهاب ‪ ،‬ص ‪. 1،4‬‬ ‫* ‪ -‬لمزيد من ادط‬
‫‪475‬‬
‫الطررا رات(‪ ،)1‬وإصرردار إع ر ن مونتلررو سررنة ‪ ، 2892‬ومصررادقتها علررى اتفاقيررة‬
‫شيكاغو وطوكيو ‪ ،‬فانها لم تتور عن القيام بشكل مباشر بعدة عمليات إرهابية‬
‫‪ ،‬فقررد عمرردت خ ر ل شررهر أكترروبر ‪ 2895‬علررى اختطرراف طررا رة مصرررية فرري‬
‫األجواء الدولية ‪ ،‬وأرغمتها على النزول في إ دى قواعرد ال لرف األطلسري فري‬
‫جزيرة صقلية اإليطالية ‪ ،‬وتتمسك الوديات المت دة بلن عملها يردخل فري إطرار‬
‫م اربة اإلرهاب ‪ ،‬أو بعبارة أخرى تمارس اإلرهاب بدريعة مكاف رة اإلرهراب‬
‫‪ ،‬مثرال ال ررارة علررى ليبيرا ‪ . 2897‬إن الم كررد أن العمررل اإلرهرابي الصررادر عررن‬
‫افراد أو جماعات د تلتزم بمبادئ قانونية أو مواثيق مكتوبرة ‪ ،‬يقرع ت رت طا لرة‬
‫العقرراب ‪ ،‬فكيررف إذا صرردر نفررس الفعررل عررن دولررة كبرررى ‪ ،‬شرراركت فرري وضررع‬
‫القواعد القانونية الم رمة لإلرهاب ‪ ،‬بل تت مل مس ولية خطيرة فري الم افظرة‬
‫علررى الس ر م العررالمي ؟ بوصررفها طرفررا أساسرريا فرري ترروازن القرروى الثنررا ي بررين‬
‫القطبين المرتكز على الرد النووي ‪ ،‬وبوصفها عضوا دا ما في مجلرس األمرن‬
‫؟ ومن جهة أخرى فقد عمدت الوديرات المت ردة خر ل شرهر إبريرل ‪ 2897‬إلرى‬
‫ضرب أهداف في األراضي الليبية ‪ ،‬مما أدى إلى وقو عشرات القتلى ‪ ،‬مرنهم‬
‫األطفال ‪ ،‬باإلضافة إلى خسا ر ماديرة جسريمة ‪ ،‬وقرد تمسركت الوديرات المت ردة‬
‫أثناء مناقشة الشكوى الليبية في مجلس األمرن برلن مرا قامرت بره إجرراء مشررو‬
‫للدفا عن النفس!!!؟ ‪.‬‬
‫مرررن الم كرررد أن مرررا أقررردمت عليررره الوديرررات المت ررردة يعتبرررر عمررر غيرررر‬
‫مشرو ‪ ،‬فميثاق األمم المت دة ي ررم اللجروء إلرى اسرتخدام القروة المسرل ة ضرد‬
‫استق ل وس مة الدول األعضاء ‪ ،‬كما أن الميثراق أعطرى ادختصراص لمجلرس‬
‫األمن الردولي لتردخل فري ال رادت التري يفترره أن فيهرا تهديردا ل‪،‬مرن والسر م‬

‫* ‪ -‬لمزيد من التفاصيل ول هذا الموضو أنظر إي ن هالبقي ‪ ،‬إسرا يل من اإلرهاب إلى مجازر الدولة ‪ ،‬ترجمة‬
‫منى عبد هللا ‪ ،‬م سسة األب اا العربية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2896 ، 2‬‬
‫‪ - 1‬هو إع ن وقعت عليه الوديات المت دة ‪ ،‬فرنسا ‪ ،‬المانيا ‪ ،‬كندا ‪ ،‬اليابان ‪ ،‬بريطانيا ‪.‬‬
‫‪477‬‬
‫العالميين ‪ ،‬إن هذه النماذ المعاصرة لممارسة إرهاب الدولة ‪ ،‬تظهرر بوضروح‬
‫ما يميز هذا األخير عن إرهاب األفراد والجماعات ‪:‬‬
‫أ‪ -‬فالدولرررة وخاصرررة الكبررررى تمتلرررك األسرررل ة الفتاكرررة ‪ ،‬واألسررراليب المتطرررورة‪،‬‬
‫واإلمكانيات المادية الها لة ‪ ،‬التي تتمكن عن طريق توظيفها مرن ت قيرق أقصرى‬
‫د ممكن من رغباتها في الهيمنة واإلذعان ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إن الدولرررة بوصرررفها الشرررخص الر يسررري فررري المجتمرررع الررردولي ‪ ،‬تت مرررل عررردة‬
‫التزامات تفرضها قواعد القانون الدولي ‪ ،‬التي أقرت بها والتزمت بتنفيذها عرن‬
‫طواعية واختيار وأن ممارسة العمل اإلرهابي من طرف الدولة ‪ ،‬يعني تنكرهرا‬
‫الصريح لتلرك القواعرد ‪ ،‬والمبرادئ القانونيرة ‪ ،‬التري شراركت فري وضرعها ‪ ،‬كمرا‬
‫يجعل كل التنظيمات والم سسات الدولية من ازة وغير ذات معنى ‪.‬‬
‫‪ -‬إن تررورط الدولررة فرري سلسررلة العمليررات اإلرهابيررة ب رره النظررر عررن المبررررات‬
‫الواهيررة ي ر دي إلررى إضررفاء مزيرردا مررن الترروتر علررى الع قررات الدوليررة ‪ ،‬وي ر دي‬
‫بصفة مباشرة إلى تهديد الس م اإلقليمي والدولي ‪.‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين إرهاب الدولة والحرب ‪:‬‬
‫تطرح النماذ السابقة والتي تستخدم الدولرة اإلرهابيرة عرادة فيهرا قواتهرا‬
‫المسررل ة‪ ،‬إشرركالية التمييررز بررين إرهرراب الدولررة وال رررب ‪ ،‬وفرري الواقررع فرران‬
‫التسرررا دت المرتبطرررة بهرررذا الموضرررو ‪ .‬شررر لت برررال الكثيررررين مرررن المهتمرررين‬
‫بالموضو ويرى اسيورسيكي بهذا الخصوص " أن ال رب تهدف إلى القضراء‬
‫المبرم علرى العردو ‪ ،‬بينمرا يسرتهدف اإلرهراب رد المدرهرب دون القضراء عليره‬
‫نها يررا "(‪ . )1‬ويبقررى هررذا التفسررير نظريررا إلررى ابعررد ال رردود ذلررك أنرره ليسررت كررل‬
‫ال ررروب إباديررة ‪ .‬كمررا أنرره مررن األعمررال اإلرهابيررة مررا يهرردف إلررى القضرراء علررى‬
‫المدرهب ‪ ،‬ويمكن القرول برلن هنراك عردة عناصرر تميرز إرهراب الدولرة بوضروح‬
‫عررن ال رررب ‪ ،‬فررال رب فرري أغلررب مظاهرهررا بمررا فرري ذلررك رررب ادسررتنزاف ‪،‬‬

‫‪ - 1‬م مد تا الدين ال سيني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 19‬‬


‫‪476‬‬
‫وال رررب الخاطفررة‪ ،‬تعتمررد علررى ررد أدنررى مررن المواجهررة والتفاعررل بررين أطررراف‬
‫الصرا ‪ ،‬بينما اإلرهاب ينطلق بشكل أ ادي في إطار السرية ‪ ،‬لي قرق أهدافره‬
‫عن طريق المفاجلة ‪ ،‬ومن ثمة فان اإلرهابي عادة مرا يبقرى سريد الموقرف طرول‬
‫العمليررة اإلرهابيررة ‪ ،‬أو علررى األقررل فرري مرا لهررا األساسررية ‪ .‬وقررد ظهرررت هررذه‬
‫الميزة بوضوح في كل من عمليرة مهاجمرة األراضري التونسرية مرن قبرل القروات‬
‫اإلسرررا يلية ‪ ،‬وال ررارة األمريكيررة علررى طرررابلس وبن ررازي ‪ ،‬ففرري كر العمليتررين‬
‫يظهر بوضوح أنه كان يست يل توقع العمل اإلرهابي‪ ،‬سواء من يرا الزمران‬
‫أو المكان ‪ ،‬كما أن تلك النماذ التي اثبتت أن إرهاب الدولة يتميز عرن ال ررب‬
‫ررظ أن‬ ‫مررن يررا المرردى الزمنرري الررذي تنفررذ فيرره العمليررات العسرركرية ‪ ،‬هكررذا ن‬
‫أغلب تلرك العمليرات تتميرز باإلضرافة إلرى المفاجرلة بالضرربات الخاطفرة ‪ ،‬وهري‬
‫الوسيلة الفعالة لتفادي رد الفعل في الميدان ‪ ،‬وكذلك دمتصراص مواقرف الررأي‬
‫العررام ‪ ،‬وعلررى العكررس مررن ذلررك فرران انرردد ال رررب يتميررز بع قررة تفاعررل بررين‬
‫أطراف النزا ‪ ،‬ت دي عادة إلى إطالة المدى الزمني للعمليات العسركرية ‪ .‬مرن‬
‫جهة أخرى فان إرهاب الدولة على هذا المستوى يختلف عن ال ررب ‪ ،‬باعتبرار‬
‫أن الدولة الضالعة فري السرلوك اإلرهرابي تضررب عرره ال را ط بكرل القواعرد‬
‫والمبررادئ القانونيررة ‪ ،‬وب رره النظررر عررن عرردم إعرر ن ال رررب فرران العمليررات‬
‫اإلرهابية تمرارس التخريرب لت قيرق الهيمنرة ‪ ،‬دون تمييرز برين األهرداف المدنيرة‬
‫والعسكرية ‪ ،‬ومن ثم فالعمل اإلرهابي يستمد قوته ويكتسب فعاليتره مرن طبيعتره‬
‫غيررر المقننررة ‪ ،‬فرري ررين أنرره يفتررره عنررد قيررام ال رررب أن تلتررزم األطرررراف‬
‫المت اربة بقواعد ال رب المعترف بها من طرف أعضاء المجتمع الدولي ‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلرهاب الدولي ونضال حركات التحرر ‪:‬‬


‫إن أكثر ادخت فات خطورة في التعامل مع الظاهرة اإلرهابية تكمن في‬
‫ت ديد نقطرة الفصرل برين ال رق المشررو فري ممارسرة النضرال ضرد ادسرتعمار‬
‫والميررز العنصررري‪ ،‬وممارسررة العمررل اإلرهررابي ‪ ،‬وتررزداد خطررورة التعامررل مررع‬
‫‪479‬‬
‫هذه الظاهرة بسبب التطور السريع الذي عرفته مواقف البلدان ال ربية ‪ ،‬وعلرى‬
‫رأسها الوديات المت دة ‪ .‬فقد أصب ت ركات الت رر الوطني بما فيها منظمرة‬
‫الت ريررر الفلسررطينية ‪ ،‬ومنظمررة المر تمر الرروطني األفريقرري ‪ ،‬ومنظمررة سرروابو ‪،‬‬
‫والجبهررة السررنديانية ‪ ،‬توصررف بلنهررا منظمررات إرهابيررة‪ ،‬رغررم اعتررراف المجتمررع‬
‫الرردولي بشرررعية نضررالها ‪ ،‬وقررد كانررت نتيجررة ال ملررة المعتمرردة فرري هررذا المجررال‬
‫تسجيل الكثير من التراجع بشلن المواقف الدولية ‪ ،‬التي كانت من قبيرل ال قروق‬
‫المكتسبة ‪ ،‬وتجدر اإلشارة بهذا الخصوص إلى أن مجموعة عدم ادن ياز سربق‬
‫لهررا ضررمن اللجنررة الخاصررة باإلرهرراب أن تمسرركت " برران العمررل اإلرهررابي غيررر‬
‫مستقل ‪ ،‬ود يمكن أن يعد دثا خارجيرا غريبرا عرن الكيران ادجتمراعي ‪ ،‬وطنيرا‬
‫كانت أم دوليا ‪ ،‬ذلك أن انتهاك قوق اإلنسان ومبادئ العدالة ‪ ،‬ومبادئ القانون‬
‫الرردولي ‪ ،‬والترري تقرروم عليهررا منظمررة األمررم المت رردة ‪ ،‬هررو السرربب فرري نشرروب‬
‫اإلرهاب ‪ ،‬كما أكدت ذلك عدة وفود فان اصل اإلرهراب يعرود إلرى كرون بعره‬
‫الدول تتبع سياسرة ادسرتعمار واد رت ل والعنصررية والهيمنرة وادسرت ل(‪. )1‬‬
‫أي أنه من بين اإلشكاليات الر يسية التي يعرضها هذا الموضرو التسرا ل عمرا‬
‫إذا كانررت شرررعية قضررية مررا ‪ ،‬يبرررر اللجرروء إلررى اسررتعمال القرروة بشرركل يتنررافى‬
‫والقواعد السارية في المجتمع الدولي ‪ .‬لقد سبق ل‪،‬مانة العامرة ل‪،‬مرم المت ردة ‪،‬‬
‫أن اتخذت موقفا بشلن هذه النقطة ‪ ،‬فقد أكد األمين العام فري تقريرره الرذي قدمره‬
‫أمام اللجنة القانونية على " أنه تى عنردما يكرون اسرتعمال القروة مبرررا قانونيرا‬
‫وأخ قيا‪ ،‬فان هناك بعه أشكال العنف خاصة عندما يتعلق األمرر باألبريراء ‪،‬‬
‫وهذا مبدأ معتررف بره فري إطرار قرانون ال ررب "(‪ . )2‬ويظهرر بوضروح أن هرذا‬
‫الموقررف د يلخررذ فرري عررين ادعتبررار األوضررا الخصوصررية ل ركررات الت رررر‬
‫الوطني ‪ ،‬التي توجد دا ما فري مركرز أضرعف فري مواجهرة الخصرم ‪ ،‬علمرا برلن‬

‫‪ - 1‬م مد تا الدين ال سيني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 18‬‬


‫‪ - 2‬نص تقرير األمين العام ‪ ،‬النمساوي كولدفالدهايم ‪ ،‬اللجنة السادسة لتعريف اإلرهاب ‪ ،‬منشورات األمم المت ردة‬
‫‪. 1212229‬‬
‫‪478‬‬
‫انعدام التكاف هرذا د يعطري الفرصرة نها يرا لتطبيرق قواعرد قرانون ال ررب ‪ ،‬برل‬
‫يدفع تلك ال ركات رغما عنها ن و استخدام الوسا ل الم ثرة لرديها ‪ ،‬وي رق لنرا‬
‫بالمناسبة أن نطرح س اد أكثر أهمية وهو ‪ :‬هرل يسرت ق الفعرل غيرر المشررو‬
‫أن يرتب أوضاعا مقبولة تست ق ماية القانون الدولي ؟ ‪.‬‬
‫إن ا ت ل أراضي ال ير بالقوة ‪ ،‬وطرد السركان ‪ ،‬وبنراء المسرتوطنات ‪،‬‬
‫والتنكيل بالمواطنين األصليين ‪ ،‬سواء في فلسطين ‪ ،‬أو جنوب أفريقيرا ‪ ،‬أعمرال‬
‫د يمكررن أن تسررت ق أي مايررة مررن المجتمررع الرردولي ‪ .‬ألجررل ذلررك د ظنررا أن‬
‫النقررام ررول ضرررورة الب ررا عررن األسررباب الكامنررة وراء السررلوك اإلرهررابي ‪،‬‬
‫معتقردة أنره مرن الصررعب دراسرة التردابير الوقا يرة الهادفررة إلرى معالجرة اإلرهرراب‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬وفري الواقرع فران مثرل هرذا الموقرف‬ ‫الدولي دون معالجة أسباب هذا السلوك‬
‫وجد صدى له ‪ ،‬تى في بعه البلدان األوروبية ‪ ،‬فقد أكد منردوب النمسرا بلنره‬
‫" مرن اإلج راف والريرراء أن يقتصرر علرى إدانررة اإلرهراب ‪ ،‬دون دراسرة أسرربابه‬
‫العميقة ‪ ،‬إن هذا من شانه أن يطبعنا بادن يراز ‪ ،‬والم افظرة علرى األمرر الواقرع‬
‫الذي يتجلى ليس فقط في ال يرف ادجتمراعي ولكرن أيضرا فري الظرروف التري د‬
‫تطرراق ‪ ،‬والترري تعيشررها الشررعوب المقهررورة والم رومررة مررن قوقهررا األساسررية ‪،‬‬
‫ومن إمكانيرة اتبرا رغباتهرا األساسرية(‪ . )2‬إن صرعوبة رل هرذه اإلشركالية تقرود‬
‫مررن وجهررة نظرنررا إلررى ضرررورة ت ديررد عرردة عناصررر أساسررية ‪ ،‬لمناقشررة هررذا‬
‫الموضو ‪ ،‬فمن جهة يجب استبعاد صفة اإلرهاب الدولي عرن نضرال ركرات‬
‫الت رررر المعترررف بهررا ‪ ،‬وفررق ميثرراق األمررم المت رردة ‪ ،‬وتوصرريات هررذه المنظمررة‬
‫ب قهررا فرري تقريررر المصررير ‪ ،‬وت قيررق ادسررتق ل ‪ ،‬كررذلك فرران المجتمررع الرردولي‬

‫‪ - 1‬يا قسم مشرو عدم ادن ياز أسباب اإلرهاب الدولي إلى ‪:‬‬
‫‪ -I‬أسباب ذات طابع سياسي ‪ :‬وتشرمل ادسرتعمار والعنصررية وإبرادة الجرنس البشرري والعردوان واسرتعمال‬
‫القوة وا ت ل األراضي ‪ ،‬والتدخل في الش ون الداخلية ‪ ،‬والرعب الجماعي ‪ ،‬والفاشية ‪،‬وسياسة التوسرع‬
‫والهيمنة‬
‫‪ -II‬أسباب ذات طابع اقتصادي واجتماعي ‪ :‬وتشمل النظرام ادقتصرادي غيرر العرادل ‪ ،‬وادسرت ل األجنبري‬
‫للثرررروات الطبيعيرررة ‪ ،‬والتخريررررب الهمجررري لثررررروات الوطنيرررة ‪ ،‬و قررروق اإلنسرررران ‪ ،‬الخررروف السياسرررري‬
‫وادجتماعي وادقتصادي ‪ ،‬الجو ‪ ،‬القهر الب س ‪ ،‬ال رمان ‪.‬‬
‫‪- 2‬م مد تا الدين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 11‬‬
‫‪461‬‬
‫ينب رري أن يررولي أكبررر قرردر مررن ادهتمررام ألسررباب الظرراهرة اإلرهابيررة‪ ،‬وقبررل‬
‫م اولة الب را عرن وسرا ل ع جهرا ‪ ،‬والقضراء عليهرا ‪ ،‬فالكشرف عرن األسرباب‬
‫السياسية وادقتصادية وادجتماعية الكامنة وراء السلوك اإلرهابي ‪ ،‬تفضي إلى‬
‫لقات مفرغة من عمليرات العنرف المضراد ‪ .‬وأخيررا فران التعامرل مرع الظراهرة‬
‫اإلرهابية في هذا ادتجاه د ينب ي أن ي فرل إرهراب الدولرة ك رافز أساسري علرى‬
‫تفجررر اإلرهرراب المضرراد مررن طرررف األفررراد والجماعررات ‪ ،‬وتبررين العديررد مررن‬
‫العمليات اإلرهابية الفردية أنهرا جراءت نتيجرة تميرة لممارسرة إرهراب الدولرة ‪،‬‬
‫وأن تلك العمليات موجهة أساسا ضد الكيان اإلرهابي ‪ .‬وتجدر اإلشارة هنا إلى‬
‫أن ق تقرير المصير وادستق ل ‪ ،‬جاء بموافقة المجتمع الدولي ‪ ،‬والرذي جراء‬
‫يرا كانرت األمرم‬ ‫على هي رة قررارات وتوصريات صرادرة عرن األمرم المت ردة‪،‬‬
‫المت دة تررفه ادسرتعمار ومظراهره ‪ ،‬وتعتررف برلن للشرعوب قرا طبيعيرا فري‬
‫النضال ضد ادستعمال بكل الوسا ل المتا ة ‪ ،‬وممارسة قها في تقرير‬

‫‪462‬‬
‫مصيرها الذي اعترف به ميثاق األمم المت دة ‪ ،‬وإع ن المبادئ للقانون الدولي‬
‫بشلن الع قات الودية والتعاون بين الدول ‪.‬‬
‫وقررررد اعترفررررت الجمعيررررة العامررررة ل‪،‬مررررم المت رررردة فرررري قرارهررررا ‪-4214‬‬
‫‪ ،2864/21/21‬الررردورة ‪ 19‬بمبرررادئ أساسرررية للمناضرررلين مرررن أجرررل ال ريرررة ‪،‬‬
‫و قوقهم في إطار التنظيم الدولي وجاء في موجز هذا القرار ‪:‬‬
‫أ‪ -‬نضرررال الشرررعوب الواقعرررة ت رررت السررريطرة ادسرررتعمارية األجنبيرررة ‪ ،‬واألنظمرررة‬
‫العنصرية ‪ ،‬في سبيل ت قيق قها في تقريرر المصرير وادسرتق ل ‪ ،‬هرو نضرال‬
‫شرعي ‪ ،‬يتفق مع مبادئ القانون الدولي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إن أيررة م اولررة لقمررع ه رذا النضررال ‪ ،‬مخالفررة لميثرراق األمررم المت رردة ‪ ،‬وإلع ر ن‬
‫مبادئ القانون الدولي ‪ ،‬الخاصة بالع قات الودية والتعاون الدولي ‪.‬‬
‫‪ -‬إن النزاعررات المسررل ة الترري تنطرروي علررى هررذا النضررال ‪ ،‬يجررب النظررر إليهررا‬
‫باعتبارها نزاعات دولية مسل ة ‪ ،‬بالمعنى الوارد فري اتفاقيرات جنيرف ‪، 2828‬‬
‫الخاصة بالنزاعات المسل ة لوضع القانون للمت اربين ‪.‬‬
‫د‪ -‬إن المناضلين ضد السيطرة ادستعمارية واألجنبية واألنظمة العنصرية ‪ ،‬إذا ما‬
‫وقعرروا فرري أيرردي أعرردا هم ‪ ،‬يعتبرررون أسرررى ‪ ،‬وتنطبررق علرريهم أ كررام القررانون‬
‫الرردولي المناسرربة ‪ ،‬وبخاصررة اتفاقيررة جنيررف الخاصررة بمعاملررة أسرررى ال رررب‬
‫‪. 2828‬‬
‫ه‪ -‬إن استخدام األنظمة ادستعمارية واألجنبية والعنصررية للجنرود والمرتزقرة ضرد‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ركات الت رر الوطني عمل إجرامي ‪ ،‬ويعامل ه دء كمجرمين‬
‫أن البلررردان ال ربيرررة ‪ ،‬وخاصرررة الوديرررات المت ررردة وبريطانيرررا ‪ ،‬ت ررراول‬
‫بصر بة منررع هررذا القرررار بالررذات ‪ ،‬يررا اربررت بريطانيررا الجرريم الجمهرروري‬
‫األيرلندي ‪ ،‬أما الوديات المت دة فقد عملت على القضاء على المر تمر الروطني‬
‫األفريقرري ‪ ،‬برردعم نظررام الميررز العنصررري فرري جنرروب أفريقيررا ‪ ،‬ومقاومررة منظمررة‬

‫‪ - 1‬هيثم كي ني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 24‬‬


‫‪461‬‬
‫سوابوا ‪ ،‬وكذلك دعم عصابات الكونترا في نيكراراغوا ‪ ،‬األمرر الرذي يردل علرى‬
‫عدم ا ترام الدول الكبرى لهذه المواثيق ‪.‬‬
‫كذلك أكدت األمم المت دة في رد على الدول ال ربية بلن استخدام العنف‬
‫الثررروري ( اإلرهررراب المضررراد ) يسرررتمد مشرررروعيته مرررن العديرررد مرررن ادتفاقيرررات‬
‫والقرررارات الدوليررة ‪ ،‬سررواء المتعلقررة ب ررق الرردفا عررن الررنفس ‪ ،‬أو ررق تقريررر‬
‫المصير ‪ ،‬ومن أهم هذه القرارات‪:‬‬
‫أ‪ -‬اتفاقية جنيف لعام ‪ : 1242‬المادة (‪ ) 4‬يا أكدت على ماية شعوب األقراليم‬
‫الم تلة الثا رة ‪ ،‬ضرد م تليهرا األجانرب ‪ ،‬وفري نفرس السرياق سرارت المرادة (‪)2‬‬
‫مرررن اتفاقيرررة جنيرررف الثالثرررة الخاصرررة بلسررررى ال ررررب ‪ ،‬يرررا اعترفرررت برررلن‬
‫المناضلين من أجل الت رر وادستق ل من ادستعمار هم اسرى رب ‪.‬‬
‫ب‪ -‬قدددرارات مدددؤتمر جنيدددف الدبلوماسدددي ‪ :‬العمرررل علرررى إنمررراء وتطررروير القرررانون‬
‫اإلنساني المطبق على النزاعرات المسرل ة عرام ‪ ، 2866‬يرا أكردت القررارات‬
‫ما ورد في اتفاقيات جنيف ‪ ،2828‬كما أعطى للنزاعات المسل ة الناجمرة عرن‬
‫نضررال الشررعوب مررن أجررل تقريررر المصررير صررفة النزاعررات المسررل ة الدوليررة ‪،‬‬
‫والتي تخضع لما ورد في اتفاقية جنيف والبروتوكودت التابعة لها‪.‬‬
‫‪ -‬االسدددتثناء الدددوارد فدددي االتفاقيدددة الدوليدددة المناهضدددة ألخدددذ الرهدددائن ‪ :‬والتررري‬
‫وضررعتها الجمعيررة العامررة عررام ‪ ، 2868‬فبعررد أن وصررفت الجمعيررة العامررة أخررذ‬
‫الرهررا ن بلنرره عمررل يعررره يرراة األشررخاص األبريرراء للخطررر ‪ ،‬وتنتهررك كرامررة‬
‫اإلنسان ‪ ،‬ذكرت في المادة (‪ )21‬ما يلي " د تسري هذه ادتفاقية على فعل مرن‬
‫أفعررال أخررذ الرهررا ن ‪ ،‬يرتكررب أثنرراء المنازعررات المسررل ة المعرفررة فرري اتفاقيررة‬
‫جنيررف لعررام ‪ ، 2828‬وبروتوكودتهررا ‪ ،‬بمررا فرري ذلررك المنازعررات المسررل ة الترري‬
‫يرررد ذكرهررا فرري الفقرررة الرابعررة مررن المررادة األولررى مررن البروتوكررول األول لعررام‬
‫‪ ، 2866‬والترري تخررص نضررال الشررعوب ضررد السرريطرة ادسررتعمارية واد ررت ل‬
‫األجنبرري ‪ ،‬وتضررم ال ركررة الثوريررة ممارسررة قهررا فرري تقريررر مصرريرها ‪ ،‬كمررا‬

‫‪464‬‬
‫يجسده ميثراق األمرم المت ردة وإعر ن مبرادئ القرانون الردولي المتعلقرة بالع قرات‬
‫الدولية ‪ ،‬والتعاون بين الدول وفقا لميثاق األمم المت دة ‪.‬‬
‫د‪ -‬التوضدديح الددوارد فددي توصدديات الجمعيددة العامددة للمددم المتحدددة عنددد مناقشددتها‬
‫لقضددية اإلرهدداب‪ :‬جرراء فيرره " علررى الرررغم مررن ال اجررة إلررى مكاف ررة اإلرهرراب‬
‫الرردولي وغيررره مررن وسررا ل العنررف الترري تهرردد األرواح ‪ ،‬أو ت رررم األفررراد مررن‬
‫رياتهم األساسية ‪ ،‬إد أن األمر يتطلب دراسة األسباب الكامنة وراء اإلرهاب‬
‫‪ ،‬والتي نجد جذورها في اإل ساس بالب س ‪ ،‬واإل باط ‪ ،‬والظلرم ‪ ،‬والرذي يردفع‬
‫الناس بالتض ية باألرواح اإلنسانية ‪ ،‬بما في ذلرك أروا هرم هرم أنفسرهم ‪ ،‬وذلرك‬
‫من أجل إ داا ت يرات راديكالية في معالم هذه الصورة القا مة(‪. )1‬‬

‫‪ - 1‬إبررراهيم أبرررام ‪ ،‬العنررف السياسرري بررين اإلرهرراب والكفرراح المشرررو ‪ ،‬مجلررة الو رردة ‪ ،‬السررنة السادسررة ‪ ،‬أبريررل‬
‫‪ ، 2881‬ص ‪. 84‬‬
‫‪462‬‬
‫وقررد أصرردرت الجمعيررة العامررة ل‪،‬مررم المت رردة العديررد مررن القرررارات ررول ررق‬
‫الشعوب في تقرير مصيرها ‪ ،‬وإن كان ميثراق األمرم المت ردة لرم يتطررق إلرى موضرو‬
‫ركات الت رر‪ ،‬ومشروعية نضالها بشكل واضرح مباشرر ‪ ،‬فمرجرع ذلرك عردم برروز‬
‫هررذه ال ركررات علررى المسرررح الرردولي ‪ ،‬وعرردم طرررح قضررية تصررفية ادسررتعمار علررى‬
‫واضعي الميثاق بشكل جدي ‪ ،‬إد أن ديباجة الميثاق يتضمن إشارات واضر ة فري رق‬
‫الشعوب في تقرير مصيرها ‪ ،‬و ق الدفا الشرعي‪ ،‬ورفه العدوان يعطي الشرعية‬
‫لنضررال ركررات الت رررر ‪ ،‬ومررا يعررزز هررذا الطرررح أن األمررم المت رردة ‪ ،‬ومررن خرر ل‬
‫جمعيتها العامة ‪ ،‬غطت مرا اعتررى الميثراق مرن نقرص رول الموضرو فري العديرد مرن‬
‫القرررارات والتوصرريات فرري ررق الشررعوب ‪ ،‬فرري تقريررر مصرريرها ‪ ،‬ومررن أهررم القرررارات‬
‫والتوصيات الواض ة ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬قرار الجمعية العامة رقم ‪ 1514‬في ديسمبر ‪: 1283‬‬
‫يرررا ورد فيررره أن لجميرررع الشرررعوب ال رررق فررري تقريرررر مصررريرها ‪ ،‬وأن ت ررردد‬
‫أوضاعها السياسية وتختار نمط التنمية ادقتصرادي وادجتمراعي والثقرافي الرذي‬
‫يوافررق أوضرراعها دون أي تررردخل خررارجي ‪ ،‬كمرررا طالررب القررررار بوقررف جميرررع‬
‫ادعتداءات المسرل ة ‪ ،‬واإلجرراءات القمعيرة ‪ ،‬مهمرا كران شركلها ‪ ،‬والتري توجره‬
‫ضد الشعوب ‪ ،‬التابعة وأن تتررك لهرا ال ريرة فري ممارسرة قهرا فري ادسرتق ل‬
‫الكامل ‪ ،‬وا ترام و دة أراضيها القومية ‪.‬‬
‫‪ -2‬قرار الجمعية العامة رقم ‪ 2531‬لعام ‪: 1285‬‬
‫والذي تضمن اإلع ن العرالمي بعردم جرواز التردخل فري الشر ون الداخليرة لدولرة‬
‫مررن الرردول و مايررة اسررتق لها ‪ ،‬وسرريادتها ‪ ،‬فقررد ررا فرري مادترره السادسررة جميررع‬
‫الدول على ا ترام ق شعوب األمرم فري تقريرر مصريرها ‪ ،‬وادسرتق ل ب ريرة‬
‫دون ض ط خارجي ‪.‬‬
‫‪ -3‬قرار رقم ‪ 3334‬لسنة ‪: 1272‬‬
‫وأهررم مررا تضررمنه التلكيررد علررى ال ررق الثابررت فرري تقريررر المصررير وادسررتق ل ‪،‬‬
‫وشرعية نضال هذه الشعوب ‪ ،‬الواقعة ت ت ادستعمار بكرل الوسرا ل المتا رة ‪،‬‬
‫‪465‬‬
‫بما فيها الكفاح المسلح ‪ ،‬ودعرم شررعية نضرالها ‪ ،‬خصوصرا ركرات الت ررر ‪،‬‬
‫كمررا أدان القرررار أعمررال القمررع واإلرهرراب الترري تقرروم بهررا األنظمررة اإلرهابيررة‬
‫والعنصررية فرري إنكرار ررق الشرعوب الشرررعي فري تقريررر مصريرها وادسررتق ل‬
‫وغيرها من قوق اإلنسان و رياته السياسية ‪.‬‬

‫‪467‬‬
‫‪ -4‬قرار قم ‪ 3373‬لسنة ‪: 1273‬‬
‫وقررد ررا جميررع الرردول علررى ادعتررراف ب ررق الشررعوب فرري تقريررر مصرريرها‬
‫واسرررتق لها ‪ ،‬وعلرررى تقرررديم الررردعم المعنررروي والمرررادي والمسررراعدات األخررررى‬
‫للشعوب ‪ ،‬التي تناضل من أجل قها الكامل في تقرير مصيرها واستق لها ‪.‬‬
‫‪ -5‬قرار رقم ‪ 3133‬لعام ‪: 1273‬‬
‫وقد نص على ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن نضال الشعوب الواقعة ت ت السيطرة ادسرتعمارية واألجنبيرة‬
‫‪ ،‬واألنظمة العنصرية ‪ ،‬في سربيل تقريرر مصريرها ‪ ،‬وادسرتق ل‬
‫نضال شرعي يتفق مع مبادئ القانون الدولي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن أي م اولة لقمع الكفاح ضد السيطرة ادسرتعمارية األجنبيرة ‪،‬‬
‫واألنظمرررة العنصررررية ‪ ،‬هررري مخالفرررة لميثررراق األمرررم المت ررردة ‪،‬‬
‫وإلع ن مبادئ القرانون الردولي الخراص بالع قرات برين الردول ‪،‬‬
‫مما يشكل خطرا على األمن والسلم الدوليين ‪.‬‬
‫‪ -8‬قرار الجمعية العامة رقم ‪ 4132‬لعام ‪: 1277‬‬
‫وكان لهذا القرار أهمية خاصة ‪ ،‬ألنه اتخرذ بلغلبيرة فري األصروات(‪ ،)1‬وقرد جراء‬
‫فيه " أن الجمعية العامة ت كد من جديد على اإلع ن العالمي ل ق الشرعوب فري تقريرر‬
‫مصررريرها ‪ ،‬والسررريادة والسررر مة اإلقليميرررة ‪ ،‬واإلسررررا فررري مرررنح ادسرررتق ل للبلررردان‬
‫والشررعوب المسررتعمرة ‪ ،‬لمررا لهررا مررن أهميررة بوصررفهما شرررطين دزمررين للتمتررع ب قرروق‬
‫اإلنسان ‪ ،‬واستنكر ادنتهاكات المسرتمرة ل قروق الشرعوب ‪ ،‬التري د ترزال واقعرة ت رت‬
‫السيطرة ادستعمارية واألجنبية ‪ ،‬والت كم األجنبي ‪ ،‬ومواصلة اد ت ل غير الشررعي‬
‫لناميبيا ‪ ،‬وم اودت تجز ة مرن قبرل جنروب أفريقيرا ‪ ،‬و رمران الشرعب الفلسرطيني مرن‬
‫قوقه الوطنية غير القابلة للتصرف ‪.‬‬

‫‪ - 1‬اتخذ بلغلبية ‪ 224‬صوت وعاره ‪ 24‬وامتنع عن التصويت ‪ 9‬أعضاء ‪.‬‬


‫‪466‬‬
‫أ‪ -‬تردعو جميررع الرردول إلررى التقيررد الكامرل بقرررارات األمررم المت رردة ‪ ،‬بشررلن ممارسررة‬
‫الشعوب التي ت ت السيطرة ادستعمارية واألجنبية ل ق تقرير المصير ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ت كد من جديد شرعية كفاح الشعوب في سربيل ادسرتق ل ‪ ،‬والسر مة اإلقليميرة‬
‫‪ ،‬والو رردة الوطنيرررة ‪ ،‬والت رررر مرررن السررريطرة ادسررتعمارية واألجنبيرررة ‪ ،‬ومرررن‬
‫الررت كم األجنبرري لجميررع مررا أترريح لهررذه الشررعوب مررن وسررا ل بمررا فرري ذلررك الكفرراح‬
‫المسلح ‪.‬‬
‫‪ -‬ت كررد مررن جديررد مررا لشررعبي ناميبيررا ‪ ،‬وزمبررابوي ‪ ،‬وللشررعب الفلسررطيني وسررا ر‬
‫الشعوب الواقعة ت ت السريطرة األجنبيرة وادسرتعمارية مرن قروق ‪ ،‬غيرر قابلرة‬
‫للتصرررف ‪ ،‬فررري تقريررر المصرررير ‪ ،‬وادسرررتق ل الرروطني والسررر مة اإلقليميرررة ‪،‬‬
‫والو دة الوطنية ‪ ،‬والسيادة دون تدخل خارجي ‪.‬‬
‫د‪ -‬ترردين بقرروة جميررع ال كومررات الترري د تعترررف ب ررق تقريررر المصررير وادسررتق ل‬
‫لجميع الشعوب ‪ ،‬التري مازالرت واقعرة ت رت السريطرة ادسرتعمارية واألجنبيرة ‪،‬‬
‫والت كم األجنبي ود سيما شعوب إفريقيا والشعب الفلسطيني(‪. )*()1‬‬
‫لقد بينت لنا القرارات والتوصريات وادتفاقيرات السرابقة الرذكر أن د مجرال أمرام‬
‫أي ادعاء بلن نضال ركات الت رر الوطني يعرد إرهابرا ‪ ،‬ذلرك أن لهرذا النضرال سرندا‬
‫قانونيا وإجماعا عالميا ‪ ،‬األمر الذي يعطي المجال أمام المراقبين السياسريين ‪ ،‬والررأي‬
‫العام أن د يقع ت ت تلثير التضليل اإلع مي ال ربري ‪ ،‬الرذي يروهم العرالم أن مرا تفعلره‬
‫ركات الت رر إرهابا ‪.‬‬
‫إن هذه المواثيق والقرارات والتوصريات أكردت أن البلردان ال ربيرة خارجرة عرن‬
‫اإلجما الدولي ‪ ،‬رغم توقيعها على هذه ادتفاقيات ‪ ،‬وإد فمراذا يعنري موافقرة المجتمرع‬
‫الدولي على هذه المواثيق والتوصيات والقرارات ‪ ،‬وتعنت الدول ال ربية ؟ إن أسرلوب‬

‫‪ - 1‬تم اقتباس هذه القرارات من ‪:‬‬


‫‪ -i‬توصيات الدورة السابعة عشر للجمعية العامة ل‪،‬مم المت دة عام ‪. 2864‬‬
‫‪ -ii‬قرار الجمعية العامة رقم ‪ 4161‬لعام ‪. 2864‬‬
‫‪ -iii‬قرار الجمعية العامة رقم ‪5( 1761‬د‪. 2861/21/9 ) 215-‬‬
‫‪469‬‬
‫الرفه العالمي الذي تنتهجه القوى ال ربية ‪ ،‬يجعلنا نسلط الضوء بشريء مرن التفصريل‬
‫على الوديات المت دة ‪ ،‬التي تقرود سياسريا رفضرا عالميرا ل ركرات الت ررر ‪ ،‬وتوسرمها‬
‫باإلرهاب ‪ ،‬وتستخدم على نطاق واسع كل القرارات التري تخردم سياسرتها ‪ ،‬و ترى نبردأ‬
‫هذا الجانب نطرح س اد كبيرا نعمل على اإلجابة عنره ‪ ،‬وهرو ‪ :‬مرن يمرارس اإلرهراب‬
‫الدولي ؟ أو بشكل أدق ‪ :‬ما مدى ممارسة الوديات المت دة األمريكية لإلرهاب ؟‬

‫ثالثا ‪ -‬الواليات المتحدة األمريكية واإلرهاب الدولي ‪:‬‬


‫‪ -1‬المفهوم األمريكي لإلرهاب ‪:‬‬
‫أصدرت قوات المهمات الخاصة ‪ ، The Task Force‬التري كران يرأسرها‬
‫جور بوم نا ب الر يس األمريكري ري ران فري نروفمبر ‪ ، 2899‬مرع تمهيرد لره‬
‫و خررر لررـ " فرانررك س كررارلوتم " ‪ ،‬وزيررر الرردفا ‪ ،‬وفرري ظررل إدارة ري رران ‪،‬‬
‫مفهوما واض ا لإلرهاب فقد وصف بوم اإلرهابيين بلنهم " أول رك المجرمرون‬
‫الررذين يهرراجمون م سسرراتنا ‪ ،‬الترري نعتررز بهررا ‪ ،‬وينتهكررون رمتنررا وقيمنررا "(‪. )1‬‬
‫وفي ين أن كارلوتم يعبر على المفهوم ال رامه‪ ،‬الرذي يلخرذ بره الرسرميون‬
‫األمريكيون منذ وقرت طويرل ‪ ،‬مرن أن اإلرهراب " فري جروهره تكنيرك … شركل‬
‫من أشكال ال رب السياسية ‪ ،‬يتوخى منه ت قيق غايات ‪ ،‬وهو يقع ت ت عنوان‬
‫‪ ،‬الصرا ذو ال دة ال قيقية ‪ ،‬والذي يمكن أن يوصف على أنه رب في أدنرى‬
‫مسررتويات طيررف العنررف ‪ ،‬والترري تلعررب فيهررا ادعتبررارات السياسررية وادقتصررادية‬

‫عن ق ركات الت رر الوطني في الكفاح المسلح انظر إع ن جنيف ول اإلرهاب مل ق‬ ‫* ‪ -‬لمزيد من ادط‬
‫رقم (‪ ، )9‬ص ‪. 4،2‬‬
‫‪ - 1‬م مد عزيز شكري ‪ ،‬اإلرهاب الدولي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 68‬‬
‫‪468‬‬
‫والنفسية دورا أكثرر أهميرة مرن الردور الرذي تلعبره القروة العسركرية التقليديرة(‪. )1‬‬
‫وقد نشرت وزارة الخارجيرة األمريكيرة فري تقريرر لهرا بعنروان نمراذ اإلرهراب‬
‫‪ ، 2896‬والذي نشر في أغسطس ‪ 2899‬تعريفا لإلرهاب بلنه " عنف عمدي ‪،‬‬
‫بواعثرره سياسررية ‪ ،‬ويرتكررب ضررد هرردف غيررر مماثررل مررن قب رل جماعررات وطنيررة‬
‫فرعية ‪ ،‬وعم ء سريين لدولة ما ‪ ،‬للتلثير على جمهرور مرا عرادة "(‪ . )2‬ونظررا‬
‫دنعدام الموضوعية القانونية في الوديات المت دة ‪ ،‬فقد قدمت اإلدارة تعريفرات‬
‫متنوعة لهذا المفهوم ‪ ،‬كما كان هرذا باعثرا لرإلدارة األمريكيرة للوقروف فري وجره‬
‫أي تعريف مقبول على السا ة الدولية ‪ ،‬وعلى سربيل المثرال فقرد أمراط روبررت‬
‫فريددندر اللثام عن أنه ‪ :‬طيلة فترة عهد ري ان ‪ ،‬التي جعلت مكاف ة اإلرهراب‬
‫جر الزاوية في سياستها الخارجية ‪ ،‬منذ اليوم األول لإلدارة فري ال كرم ‪ ،‬كران‬
‫موقف وزير العدل ‪ ،‬ومكتب الت قيقات الفيدرالية ‪ ،‬ومكترب المستشرار القرانوني‬
‫فرري وزارة الخارجيررة ‪ ،‬موقررف المعرراره بشرردة إلدخررال أي تعريررف لإلرهرراب‬
‫م ليا أو دوليا في صلب القانون ‪ ،‬وقد تم إنشاء هذا الموقرف الرسرمي للوديرات‬
‫المت رردة علررى ن ررو خررر مررن قبررل القاضرري " إبراهررام د‪ .‬صرروفير " المستشررار‬
‫القرانوني لرردى وزارة الخارجيررة ينمرا مثررل أمررام اللجنرة الفرعيررة الدسررتورية فرري‬
‫مجلس الشيوخ في ‪ 25‬نوفمبـر ‪ ، 2895‬وذلرك ردا علرى سر ال دذ وجره إليره‬
‫مررن قبررل السررناتور ( أوريررن فررـي هرراتم ) ممثررل وديررة أوترراه ‪ ،‬فرراعترف بكررل‬
‫صرا ة " أن وزارته لم تكن راغبة في تطوير التعريف ‪ ،‬ألسرباب تتعلرق برلمن‬
‫الوديرات المت رردة(‪ . )3‬وباإلضرافة إلررى مرا سررلف فران الوديررات المت ردة فرري أهررم‬
‫فترات ال كم لردى إدارة ري ران عملرت علرى وضرع مكاف رة اإلرهراب ‪ ،‬ك جرر‬
‫زاويررة فرري سياسررتها الخارجيررة ‪ .‬ولررم تطررور تررى تعريررف اإلرهرراب ‪ ،‬والسرربب‬
‫األمررن القررومي !! ولكررن السرربب ال قيقرري هررو أن عرردم تطرروير التعريررف يجعررل‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 68‬‬


‫‪ - 2‬تقرير نماذ اإلرهاب ‪ 2896‬نشر من قبل وزارة الخارجية األمريكية بتاريخ ‪ ، 2899/9/41‬ص ‪. 4‬‬
‫‪ - 3‬م مد عزيز شكري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 28‬‬
‫‪491‬‬
‫لل كومة األمريكية الفرصرة فري اسرتخدام القيراس المناسرب لمصرل تها ‪ ،‬مرع أي‬
‫موقف عنف فبامكانها وصف ما تشاء بلنه عمرل إرهرابي وبامكانهرا نفري الصرفة‬
‫على أي عمل خر …‬
‫وفي تقديرنا أنه ليس فقط اإلدارة األمريكية ساهمت في الوضرع العرالمي‬
‫الخررراص باإلرهررراب وتعريفررره ‪ ،‬ولكننرررا نجرررد أيضرررا أصرررنافا متطرررورة جررردا مرررن‬
‫اإلرهرراب ‪ ،‬تسرررتخدمها اإلدارة األمريكيرررة ‪ ،‬لكررن دون عنرررف أو دمررراء ‪ ،‬ويعبرررر‬
‫البا رررررررررررررررررررررررررررررررا عنررررررررررررررررررررررررررررررره بررررررررررررررررررررررررررررررراط ق مصرررررررررررررررررررررررررررررررطلح‬
‫( اإلرهاب األبيض ) عليها ‪ ،‬ألنه إرهاب فكري ي ثر على قرار سياسري ‪ ،‬دون‬
‫أن يسبب في دوا قتال أو دمار ‪.‬‬
‫يا يرتبط مفهوم اإلرهاب األبيه ‪ ،‬بما يطلق عليه الكرذب الرسرمي ‪،‬‬
‫يررا تعررد ممارسررة الكررذب السياسرري مررن الممارسررات غيررر األخ قيررة ‪ ،‬والترري‬
‫ت اول الوديات المت دة إسقاطها على العالم ‪ ،‬معتمدة في ذلك على قوة الدعايرة‬
‫مررن أجررل التبشررير بررالنموذ األمريكرري ‪ ،‬وتعمررل الدعايررة علررى إظهررار خلررل ‪،‬‬
‫وضعف النماذ األخرى ‪ ،‬أمام قوة ال ضرارة األمريكيرة ‪ ،‬يرا تتركرز عمليرة‬
‫التبشررير علررى تصرردير عظمررة أمريكررا ‪ ،‬وإظهارهررا كعمرر ق ‪ ،‬ويعتبررر الريرراء‬
‫والكررذب مررن أهررم نقرراط اإلرهرراب األبرريه ‪ ،‬الررذي تمارسرره الوديررات المت رردة ‪،‬‬
‫ويقررول لررن دادس مرردير المخررابرات المركزيررة األمريكيررة ‪ " :‬ال قيقررة هرري الترري‬
‫نصنعها ن ن"(‪.)1‬‬
‫مما أعطى كلود جوليان الكاتب األمريكري المعرروف ال جرة ال زمرة أن‬
‫يتميز في كتابه " ال لم والتاريخ " عن الكذب اإلرهرابي ‪ ،‬الرذي مارسره ر سراء‬
‫الوديررات المت رردة‪ ،‬وهررذا يوضررح أن لل كومررة ال ررق فرري أن تكررذب إذا دعررت‬
‫الضرررورة ‪ ،‬إلنقرراذ نفسررها ‪ ،‬وهررذا مررا أكررده ( ارتررر سررلفتن ) عنرردما كرران معاونررا‬
‫لوزير الدفا األمريكي السابق ( ماكنمارا)‬

‫‪ - 1‬م مد المصري ‪ ،‬اإلرهاب اإلمبريالي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 68‬‬


‫‪492‬‬
‫وهررو الررر يس ال ررالي للبنررك الرردولي فقررد كررذب الررر يس ( جونسررون ) فرري عررام‬
‫‪ ، 2871‬اص على موافقة معاونيره ‪ ،‬عنردما زعرم أن فيتنرام الشرمالية اعتردت‬
‫على سفن أمريكيرة فري خلرير تروتكن لتبريرر شرن عردوان علرى فيتنرام(‪ ،)1‬ومكنره‬
‫ذلك من ال صول على موافقة الكون رس‪ ،‬وبدأت ال رب األمريكية الفيتنامية ‪.‬‬
‫كما كذب ( نيكسون ) عندما أخفرى عرن الكرون رس المعلومرات الخاصرة‬
‫بقيام الطرا رات األمريكيرة بقصرف األراضري الكمبوديرة ‪ ،‬وكرذلك أيضرا شراركه‬
‫هنررري كسررنجر مرردير المخررابرات المركزيررة ‪ ،‬عنرردما أكررد أن د دور للوديررات‬
‫المت ررردة فررري األ رررداا التررري أدت إلرررى انقررر ب عسررركري فررري تشررريلي ‪ ،‬ومررروت‬
‫سلفادور اللندي(‪. )2‬‬
‫ود يفوتنررا هنررا اإلشررارة إلررى كررذب الررر يس ( إيزنهرراور ) ررول عمليررات‬
‫التجسس على روسيا ‪ ،‬بواسطة طا رات ادستكشاف (‪ )21-21‬السرية ‪ ،‬والتي‬
‫قامت بالطيران فوق روسريا ‪ ،‬وبعرد م راودت تضرليل وكرذب متعمردا ‪ ،‬اضرطر‬
‫إيزنهاور ل عتراف أمام العالم بلننا كنا نتجسس على روسيا ‪.‬‬
‫كما أن ( جون كنردي ) الرر يس األمريكري الرذي ترم اغتيالره فري تكسراس‬
‫أرغرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررم‬
‫( اددي ستفيوسرررن ) علرررى الكرررذب بدفعررره إلرررى التصرررريح ‪ ،‬برررلن معركرررة خلرررير‬
‫الخنازير د تلزم ود تعني الكوبيين ‪ ،‬وهذا الريراء والكرذب تسرهم فيره الشرركات‬
‫األمريكيررة ‪ ،‬الترري تسرريطر علررى ‪ 7611‬م طررة إذاعيررة تجاريررة ‪ ،‬ومررا يزيررد عررن‬
‫‪ 611‬مركز تلفزيوني ‪ ،‬و ‪ 2511‬ص يفة يومية ‪ ،‬يعتبر الكذب والدعاية أسراس‬
‫صررناعتها(‪ . )3‬إن اسررتعمال وسررا ل اإلع ر م فرري ال رررب النفسررية السياسررية لرريس‬
‫جديدا ففي عام ‪ ، 2897‬وضع مجلس األمن القومي األمريكي األميرال ( جرون‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 92‬‬


‫‪ - 2‬ندرو تومي ‪ ،‬قيقة الجاسوسية األمريكية ‪ ،‬ترجمة ف اد ايوب ‪ ،‬دار دمشق للطباعة والنشر ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2895‬ص ‪. 62‬‬
‫‪ - 3‬م مد جبر الريفي ‪ ،‬الموقف األمريكي والواقع العربي ‪ ،‬المنشلة العامة للنشرر والتوزيرع واإلعر م ‪ ،‬طررابلس ‪،‬‬
‫‪ ، 2891‬ص ‪. 45‬‬
‫‪491‬‬
‫بوندكستر ) خطرة إلسرقاط القرذافي ‪ ،‬كران مرن أسرس تلرك الخطرة " التوفيرق برين‬
‫ال روادا الخياليرة وال روادا ال قيقيرة وال روادا التري تقرع بالفعرل "(‪ ، )1‬وذلرك‬
‫إليهام القيادة الليبية بلن النظام يتداعى ‪ ،‬وبالتالي دفع القذافي إلى الت رك بهلع‪،‬‬
‫ورد فعل عصبي يبرر استعمال القوة العسكرية ضده ‪ ،‬وبموجب ذلك عهرد إلرى‬
‫المخابرات المركزية نشر أخبار كاذبة فري الصر افة الدوليرة عرن األوضرا فري‬
‫ليبيا ‪،‬‬
‫وعهررد إلررى وزارة الخارجيررة جررور شررولتز التررروير لهررذه األخبررار عررن طريررق‬
‫التعامررل معهررا بجديررة ‪ ،‬صر يفة اسررتريت جورنررال األمريكيررة كانررت أداة تررروير‬
‫لهررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررذه األخبررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررار ‪ ،‬وشررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررملت‬
‫" م رراودت انق ر ب – العمليررات اإلرهابيررة – ادسررتعدادات األمريكيررة للترردخل‬
‫العسكري ‪ ،‬القواعد السوفياتية في ليبيا " وكشفت ص يفة الواشنطن بوسرت فري‬
‫ت قيررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررق لهررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررا بعنرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررروان‬
‫( شبكة الكذب ) بينت فيه أهمية اخت ق األخبار ‪ ،‬والتصرديق عليهرا رسرميا فري‬
‫إطرار خطررة عمرل إلسررقاط القررذافي ‪ ،‬وكران نتيجررة ذلررك اسرتقالة النرراطق الرسررمي‬
‫باسم الخارجيرة األمريكيرة برنرارد كالرب ‪ ،‬بسربب اسرتعماله أداة رسرمية لترروير‬
‫ألخبار كاذبة مضللة للراي العام ‪.‬‬
‫وفي دراسة أعدها األستاذان الجامعيان الكنديان ( ميشال كيلي وتومراس‬
‫ميتشررل ) ررول الت طيررة اإلع ميررة للعمليررات اإلرهابيررة فرري ص ر يفتي نيويررورك‬
‫تايمز األمريكية والتايمز البريطانية ‪ ،‬ما ي كرد ذلرك ‪ ،‬فقرد اخترار البا ثران ‪259‬‬
‫ادثا إرهابيا في عدة مناطق مرن العرالم ‪ ،‬ودرسرا كيفيرة الت طيرة لهرذه األ رداا‬
‫فرري الص ر يفتين ‪ ،‬وخلصررت الدراسررة إلررى أن هنرراك تعمرردا واض ر ا فرري إبررراز‬
‫أ ررداا ‪ ،‬قررد تكررون واهيررة أو غيررر ذات قيمررة بررالتركيز عليهررا ‪ ،‬وإهمررال أ ررداا‬
‫أخرى تشكل خطرا على األمن والسلم الدوليين(‪. )2‬‬

‫‪ - 1‬م مد السماك ‪ ،‬العنف واإلرهاب السياسي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 65‬‬


‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 67‬‬
‫‪494‬‬
‫ومرررن هنرررا نجرررد أن الوديرررات المت ررردة قرررد اسرررتخدمت وسرررا ل اإلعررر م‬
‫استخداما سي ا في التلثير على الرأي العام ‪ .‬ويذهب ( جمعة بارة ) إلرى أن مرن‬
‫النقاشات التي تمت في ندوة بروكسل ‪ ،‬ول اإلرهاب في ‪ 11‬مرارس ‪، 2864‬‬
‫يا إن العديد من المراقبين د ظ أن وسا ل اإلع م تت مل المس ولية الكاملرة‬
‫فرري ساسررية موضررو اإلرهرراب‪ ،‬وخاصررة األمريكيررة ‪ ،‬والترري تختررار أعمرراد‬
‫معينررة لت طرري عليهررا الصررفة اإلرهابيررة ‪ ،‬فوسررا ل اإلع ر م تلعررب دورا ر يسرريا‬
‫وفعاد في تركيز انتباه الرأي العام على اإلرهاب رول بعره األعمرال ‪ .‬وهرذه‬
‫الوسا ل غالبا مرا تنسرى أن هنراك نروعين مرن اإلرهراب ‪ ،‬وأن أكثرهمرا خطرورة‬
‫ليس ذلك النو الرذي ت ررص علرى إظهراره فري جرم مكبرر ‪ ،‬برل إن الخطرورة‬
‫الفاد ة تكمن في النو اآلخر ‪ ،‬الذي د يثرار إد نرادرا ‪ ،‬وهرو إرهراب الدولرة ‪،‬‬
‫وبالنظر إلى ما ت ظى به مرن وسرا ل ‪ ،‬ومرا يرنجم عنره مرن نترا ر ‪ ،‬د يمكرن أن‬
‫تقررارن خطورتهررا أو جمهررا للنررو األول(‪ . )1‬لقررد اسررت دا الوديررات المت رردة‬
‫خر يضاف إلى‬ ‫األمريكية شك‬
‫أشركال اإلرهرراب المعروفرة إنرره إرهراب الكررذب الرسرمي أو اإلرهرراب األبرريه ‪،‬‬
‫ولكن السر ال الرذي نعمرل علرى إيجراد إجابرات لره ‪ ،‬هرل الوديرات المت ردة دولرة‬
‫تمررارس اإلرهرراب ؟ وإذا كرران كررذلك فكيررف تعاملررت مررع ركررات الت رررر ؟ ومررا‬
‫هي أوجه نشاطاتها اإلرهابية ؟‪.‬‬
‫يشير الكاتب ( عز الدين البشتي ) في كتابه تاريخ اإلرهاب األمريكري ‪،‬‬
‫أن سياسة اإلرهاب األمريكي تمر بث ا مرا ل ‪:‬‬
‫المرحلددة األولددى ‪ :‬وهرري مر لررة دعررم اإلرهرراب اإلسرررا يلي مررن خ ر ل‬
‫المساعدات مرن جهرة ومرن خر ل الفيترو الرذي كانرت تمارسره فري مجلرس األمرن‬
‫الدولي ضد إدانة العمليات اإلرهابية اإلسرا يلية من جهة ثانية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬جمعة بارة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 91‬‬


‫‪492‬‬
‫المرحلة الثاني‪ :‬هري مر لرة الممارسرة الم ردودة لإلرهراب ‪ ،‬وذلرك مرن‬
‫خ ل ادا اعتراه طا رة الركاب المدنيرة المصررية فروق الب رر المتوسرط ‪،‬‬
‫وإجبارها على الهبوط في قاعدة عسكرية أمريكية فري جزيررة صرقلية اإليطاليرة‬
‫‪.‬‬
‫المرحلددة الثالثددة ‪ :‬هرري مر لررة الممارسررة الواسررعة لإلرهرراب مررن خ ر ل‬
‫العدوان على الدول ذات سيادة مثل ليبيا ‪ ،‬وقصف أهرداف مدنيرة فري عاصرمتها‬
‫بالررذات ‪ ،‬ولررن يكررون مسررت ربا أن يكررون هنرراك مر لررة رابعررة باجتيرراح مباشررر‬
‫إلسرررقاط نظرررام سياسررري ‪ ،‬وفعلرررت ذلرررك فعررر فررري بنمرررا وغرينرررادا(‪ . )1‬إن تبنررري‬
‫الوديات المت دة لمثل هذه السياسة ‪ ،‬يعني التخلي عن كل القروانين واألخر ق ‪،‬‬
‫وتتبنرري المبرردأ التلمررودي الررذي يقررول ‪ " :‬إذا كنررت تعتقررد أن أ رردهم جرراء ليقتلررك‬
‫فسار أنت إلى قتله أود " ‪.‬‬
‫وفرري كترراب بعنرروان ( الثررورة ) للكاتبررة ( مررارى تشررارلز ) وهرري تتنرراول‬
‫ثورات الشعوب في العالم الثالا منذ ‪ ، 2865‬وقرد أوردت اإل صرا ية التاليرة ‪:‬‬
‫أمريكا ضربت الرقم القياسي فري إبرادة وإرهراب الشرعوب ‪ ،‬فكروي ن خران ابراد‬
‫‪ %25‬من شرعوب الشررق األدنرى ‪ ،‬واسربانيا أبرادت ‪ %25‬مرن الهنرود ال مرر ‪،‬‬
‫وهتلررر أبرراد ‪ %5‬مررن األوربيررين ‪ ،‬بينمررا أبررادت أمريكررا ‪ %8‬مررن الفيتنرراميين ‪ ،‬و‬
‫‪ %65‬من الهنود ال مر‪ ،‬هذا فض عن يفرا واللينردي ‪ ،‬ومرارثر لروثر كرنر ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬ولرم يقتصرر اإلرهراب األمريكري علرى إبرادة الشرعوب‬ ‫والشعب الفلسطيني "‬
‫بل نجرد أن الردعم كبيرر إمرا عرن طريرق كوماتره أو عرن طريرق م سسراته أدى‬
‫إلى نشوب ال روب بين الدول ‪ ،‬يا يعرف العالم أن الشركات األمريكية هي‬
‫فر للمخابرات ‪ ،‬تنفذ م امراتها واألمثلة على ذلك أكثر مرن أن ت صرى‪ ،‬ومرع‬
‫ذلك ففي إمكاننرا أن نقردم مثراد وا ردا نكتفري بره ‪ ،‬ألنره ير رخ لسرطوة اإلرهراب‬

‫‪ - 1‬عز الدين البشتي ‪ ،‬تاريخ اإلرهاب األمريكي ‪ ،‬المنشلة العامة للنشر والتوزيع واإلع ن ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2897‬ص ‪. 224‬‬
‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪47‬‬
‫‪495‬‬
‫األمريكي فري سرنة ‪ ، 2841‬قامرت ررب التشراكو برين أفقرر شرعبين فري أمريكرا‬
‫الجنوبية‪ ،‬البارغواي وبوليفيا وصفتها بلنهرا " ررب الهنرود العرراة " وفري ‪41‬‬
‫مرررايو ‪ 2842‬كشرررف السرررناتور ( هررروى لونرررغ ) مرررن وديرررة ألويزيانرررا أن شرررركة‬
‫سررتاندارد أويررل قررد فجرررت ربررا بررلن مولررت الجرريم البرروليفي ‪ ،‬ليطالررب ب قرروق‬
‫إقليميررة فرري إقلرريم التشرراكو ‪ ،‬التررابع للبررارغواي ‪ ،‬وذلررك بسرربب ا تمررادت الثررروة‬
‫النفطية في اإلقليم ‪ ،‬وكانت هرذه ال ررب بمثابرة مذب رة ‪ ،‬لرم تتخلرف شرركة شرل‬
‫المنافسة لشركة ستاندارد أويرل علرى تمويرل جريم البرارغواي(‪ . )1‬وهري ليسرت‬
‫وا دة فقط من العمليات التي ساهمت فيه ال كومة األمريكية في خلق الرة مرن‬
‫الرعررب العررام والخرروف واإلرهرراب ‪ ،‬بسرربب مصررل ة خاصررة ‪ ،‬سررواء للوديررات‬
‫المت رردة أو لشررركاتها ‪ ،‬وتشررير اإل صرراءات المسررجلة فرري عررام ‪ 2897‬وقعررت‬
‫والي ‪ 911‬ادثرة إرهراب دولري ‪ ،‬فيمرا يزيرد عرن ‪ 91‬دولرة ‪ ،‬أدت إلرى وقرو‬
‫‪ 1111‬إصابة ‪ " .‬إ صاء وزارة الخارجية األمريكية نشرة فري ‪، 2896/2/41‬‬
‫وادا اإلرهاب الدولي في العام ‪ 2892‬روالي ‪، 611‬‬ ‫وفي ين كان مجمو‬
‫وفي العام ‪ 2894‬م والي ‪ ، 511‬وبلغ عدد الضر ايا فري خمرس سرنوات (‪-68‬‬
‫‪ 1184 )94‬قترري ‪ 2428 ،‬جري ررا ‪ ،‬وقررد أ صررت وكالررة المخررابرات المركزيررة‬
‫األمريكيررة األعمررال الترري قامرت بهررا باعتبررار أنهررا ليسررت منظمررة إرهابيررة‪ ،‬يررا‬
‫اشررارت إلررى أن مررا بررين ‪ 2867-2879‬وقعررت ‪ 2251‬ادثررة ‪ ،‬منهررا ‪ 252‬فرري‬
‫أوربا ‪ ،‬أي والي ‪ . )1(%21‬وسردنا هنا هذه اإل صا يات لن كرد أن اإلرهراب‬
‫الدولي ظراهرة عالميرة تجتراح العرالم ‪ ،‬وقرد اسرتخدمت الوديرات المت ردة سياسرة‬
‫القواعد العسكرية الموجودة خارجها ‪ ،‬وأن وجود هذه القواعد جاء بما اعتبرتره‬
‫واشنطن ملء الفراك ‪ ،‬وهو المشرو ادستراتيجي ‪ ،‬الذي تبنراه إيزنهراور ‪ ،‬إن‬
‫الهرردف الر يسرري المعلررن مررن سياسررة القواعررد والتواجررد العسرركري هررو مواجهررة‬
‫الخطر الشيوعي ‪ ،‬فالوديات المت دة د تنتظر ربا عالمية للتصردي للسروفيات‬

‫‪ - 1‬النشرة ادستراتيجية ‪ ،‬العدد ‪ ، 18‬لندن ‪ ، 2897/21/15 ،‬ص ‪. 25‬‬


‫‪497‬‬
‫‪ ،‬ولكنهررا ترردخل دومررا فرري شر ون الرردول ب جررة الخطررر الشرريوعي ‪ ،‬يررا تشررير‬
‫اإل صاءات إلى " أنه يوجد خار الوديات المت دة ‪ 511‬ألف جندي في العالم‬
‫‪ ،‬منهم والي ‪ 75‬ألف على ظهر السفن ال ربية ‪ ،‬أما األسطول‬
‫السررادس الررذي يتواجررد فرري الب ررر المتوسررط قوامرره ‪ 16111‬جنرردي مسررلح بسررت‬
‫غواصررات نوويررة ‪ ،‬و رراملتي طررا رات و ‪ 21‬سررفينة قتررال سررط ي و ‪ 22‬سررفينة‬
‫إعداد ‪ ،‬ودعم خدمة برما ية ‪ ،‬لديها خمس سفن إنزال ‪ ،‬ويملك األسرطول ثر ا‬
‫سفن مخازن ‪ ،‬وله قواعد في إيطاليا في نيثار ونابولي ‪ ،‬يرا قيرادة األسرطول‪،‬‬
‫ويبلررغ عرردد القرروات األمريكيررة فرري إيطاليررا ن ررو ‪ ، 5151‬ويوجررد قاعرردة ردنررا‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬إن هذا التواجد الملفت للنظرر ي كرد مردى اسرتعداد‬ ‫األسبانية ‪ 1711‬جندي "‬
‫الوديات المت دة دستخدام القوة والتدخل في ش ون الدول األخرى ذات السريادة‬
‫‪ ،‬من أجل فره سياستها على الشعوب ‪ ،‬ومرن أبررز اسرتخدامات هرذه القواعرد‬
‫وهذا الكم الها ل من الجنود التدخل في ش ون الدول ‪ ،‬وم اولتهرا للقضراء علرى‬
‫ركررات الت رررر العررالمي ‪ ،‬واسررتخدامها لطرررق إرهابيررة مختلفررة‪ ،‬بدايررة مررن‬
‫ادغتيال إلى التدخل المباشر ‪ ،‬وقلب أنظمة ال كم ‪.‬‬

‫‪ -2‬نماذج اإلرهاب الدولي األمريكي ضد حركات التحرر العالمي ‪:‬‬


‫في الم تمر الثراني لإلرهراب الردولي ‪ ،‬الرذي نظمره وأقامره فري واشرنطن‬
‫معهد جوفاثان ‪ ،‬وقف جور شولتز وزير الخارجية األمريكي يقرول ‪ " :‬إن مرا‬
‫تعلمناه عن اإلرهاب قبل كل شيء هرو أنره عنرف عشروا ي ‪ ،‬وأنره موجره ‪ ،‬ولره‬
‫هدف ي وعندما اول شولتز أن يفسرر معنرى التوجيره ‪ ،‬أو ددلرة الهردف ‪ ،‬ردد‬
‫اإلرهاب أينما ي دا يكون موجها إلى د كبير ضدنا‬ ‫األمر بشكل قاطع قا‬
‫ن رررن الرررديمقراطيين ‪ ،‬ضرررد قيمنرررا األساسرررية ‪ ،‬وعلرررى األغلرررب ضرررد مصرررال نا‬
‫ادستراتيجية األساسية " ي بل إن شولتز لم تكن تنقصه الصرا ة ينما قال فري‬

‫‪ - 1‬عز الدين البشتي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 241‬‬


‫‪496‬‬
‫نفس الم تمر ‪ :‬إننا د يجب أن نتبرع اسرتراتيجية إيجابيرة ودفاعيرة قيقيرة ضرد‬
‫اإلرهرراب ف سررب ‪ ،‬إنمررا يجررب أن نقرروم بعمررل عسرركري شررجا ومباشررر تل رره‬
‫(‪)2‬‬
‫الضرورة ‪ ،‬ضد مراكز اإلرهاب كال ملة اإلسرا يلية على لبنان سرنة ‪2891‬‬
‫‪ .‬وفي نفرس المر تمر يقرف الردكتور ( بيرترون ريترر ) أسرتاذ القرانون والع قرات‬
‫الدوليرررة بجامعرررة نيويرررورك ‪ ،‬ليرررتكلم بصررررا ة أكثرررر ويقرررول ‪ " :‬إن اإلرهرررابيين‬
‫كمنظمة الت رير الفلسطيني ‪ ،‬يجب أن يوصفوا بصررا ة ووضروح أنهرم خطرر‬
‫على الس م والنظام العالميين وتهديد لل ضارة "(‪ . )3‬والس ال هنا بمراذا يرو ي‬
‫لنا ر ريس الدبلوماسرية األمريكيرة وأسرتاذ أمريكري فري القرانون الردولي ؟ إن هرذا‬
‫ات التي عرفها اإلرهراب ‪،‬‬ ‫الك م ب شك نو من أنوا التعاريف وادصط‬
‫فررررالمفهوم األمريكرررري لهررررذه الظرررراهرة هررررو العنررررف الررررذي يسررررتهدف المصررررالح‬
‫وادسررتراتيجية األمريكيررة و لفا هررا ‪ ،‬ف ررزو لبنرران فرري نظررر وزيررر الخارجيررة‬
‫األمريكي عمل شجا ومباشر ضد اإلرهاب ‪ ،‬وبذلك تنقلرب المعراني‪ ،‬وتخرتلط‬
‫األوراق ويت ررول المقتررول قاتررل ‪ .‬وكمررا يقررول أميررر اسرركندر ‪ " :‬مهمررا تعررددت‬
‫التعريفات ‪ ،‬وعبرت عن وجهرات نظرر مختلفرة ومتباينرة ‪ ،‬فراألمر الرذي د شرك‬
‫فيه أن هناك خل متعمدا وقصورا تفتعله الدوا ر اإلمبرياليرة – الصرهيونية برين‬
‫مفهررومي اإلرهرراب ‪ ،‬و ركررات الت رررر "(‪ . )4‬إن ال رررب األوروبرري والوديررات‬
‫المت رردة ي م ر ن عنصرررية زمنيررة تجرراه الشرررق ‪ ،‬وإن هررذه الشررعوب ليسررت إد‬
‫سررا ة ل سررت ل والنهررب وتلكيررد ذاتيترره ‪ ،‬مهمررا كرران شرركلها ‪ ،‬فعقرردة التفرروق‬
‫وادسرتع ء ومركزيررة ال ضرارة ال ربيررة‪ ،‬هري عمررق أيرديولوجيتها ‪ ،‬لررذلك فرران‬
‫عروم ال رب التي قامت على الجماجم والدم تنتهز الفرص وتلجرل علرى الفرور‬

‫‪ - 1‬عز الدين البشتي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 241‬‬


‫‪ - 2‬أمير اسكندر ‪ ،‬عن اإلرهاب والثورة ‪ ،‬مجلة المنار ‪ ،‬العدد ‪ 14-11‬أكتوبر نوفمبر ‪ 2897‬ص ‪. 6‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 6‬‬
‫‪ - 4‬أمير اسكندر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 8‬‬
‫‪499‬‬
‫إلررى ترسررانتها العسرركرية واأليديولوجيررة واإلع ميررة ‪ ،‬وتطلررق مررع صررواريخها‬
‫المدمرة كل غازات تزييف الوعي "(‪. )1‬‬
‫إننررا د يمكررن لنررا إد أن ن يررد مثررل هررذا الرررأي ‪ ،‬ونتفررق معرره ‪ ،‬فهررو رأي‬
‫يكشف سر نظرة ال رب إلى النضال الروطني ‪ ،‬التري تخوضره ركرات الت ررر‬
‫فرري العررالم الثالررا ‪ ،‬كمررا يبررين مرردى عدوانيررة السياسررة األمريكيررة إزاء ال ركررات‬
‫التقدميررة والمبررادرات الشررعبية الوطنيررة فرري العررالم الثالررا ‪ ،‬والواقررع أن عدوانيررة‬
‫السياسة األمريكيرة أصرب ت واضر ة للعيران ‪ ،‬ود ت ترا إلرى تبريرر وهري جرد‬
‫متلصلة في الشعب األمريكي ‪ ،‬ود تقتصر فقط على صانعي القرار السياسي ‪.‬‬

‫أ‪ -‬تأصيل العنف في المجتمع األمريكي ‪:‬‬


‫يقول الم رخ البريطاني الشهير ارنولد تونيني ‪ " :‬إن الشرعب األمريكري‬
‫يكاد يكون الشعب الو يد الذي قفز من مر لة التخلف إلرى مر لرة ادن طراط ‪،‬‬
‫دون أن يمر بمر لة ال ضارة "(‪ . )2‬وتعبيرر ادن طراط هنرا يردل علرى ان طراط‬
‫األخ ق ‪ ،‬واتسام‬
‫المجتمرررع بالنزعرررات الفرديرررة ادنعزاليرررة ‪ ،‬وشررريو أعمرررال العنرررف وسرررلوكيات‬
‫ادن راف‪ ،‬وفقدان التوازن ادجتماعي ‪ .‬إن المجتمع األمريكري يعرد فري قيقرة‬
‫األمررر خلرريط مررن شررعوب عديرردة ‪ ،‬توافرردت إلررى القررارة األمريكيررة ‪ ،‬كمررا أشرررت‬
‫سابقا ‪ ،‬ب ثا عن ال نى ‪ ،‬أو هربا من ادضطهاد السياسي والديني فري أوروبرا ‪،‬‬
‫وكان دبد لهذا الواقرع مرن أن يرنعكس علرى نفسرية الفررد األمريكري ‪ ،‬الرذي بقري‬
‫مت فظا في أعماقه ب رب الم رامرة بالنسربة ل‪،‬مريكري طريرق للب را الردا م عرن‬
‫مصالح مادية يا ت ول ادنعزال إلى نرو مرن ادكترراا بمشراكل اآلخررين ‪.‬‬
‫ورد الكاتررررب الفرنسرررري المعررررروف نرررردري مررررالر أسررررباب ذلررررك إلررررى كررررون‬

‫‪ - 1‬م لف جماعي ‪ ،‬اإلرهاب الدولي بين الواقع والتشويه ‪ ،‬المركز العربي للنشر والتوزيع والدراسات ‪ ،‬براريس ‪،‬‬
‫ط‪ ، 2‬فبراير ‪ ، 2892 ،‬ص ‪. 66‬‬
‫‪ - 2‬ميلود المهذبي ‪ ،‬قضية لوكربي وأ كام القانون الدولي جدلية الشرعية والمشروعية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪498‬‬
‫" اإلنسان بنظررهم هرو وسريلة ولريس غايرة … ‪ ،‬فهرم يتكلمرون عرن ال ررب فري‬
‫أيررام ادنتخابررات ‪ ،‬لكررنهم د يهتمررون إد ب مايررة أعمررالهم ‪ ،‬ويملكررون القليررل مررن‬
‫الررذوق ‪ ،‬ولرريس لهررم مزايررا إط قررا "(‪ . )1‬وإذا كرران األمريكيررون يتجهررون إلررى‬
‫الم امرة لتلمين مصال هم الماديرة ‪ ،‬ف برد أن تقتررن الم رامرة برالعنف والقروة ‪،‬‬
‫وهذا ما صل تاريخيا وي صل تى اآلن ‪.‬‬
‫" إن قصة الوديات المت دة مع العنرف واإلرهراب ليسرت قصرة ديثرة ‪،‬‬
‫إنها متلصلة في الضمير األمريكي ‪ ،‬ومن مسة في المجتمع األمريكري السياسري‬
‫وادقتصرررادي والفكرررري ‪ ،‬فمنرررذ قررردوم أول الم رررامرين إلرررى هرررذه األره بررردأ‬
‫اإلرهاب الرداخلي فري أمريكرا ينمرو ترى اصربح ظراهرة طبيعيرة ومللوفرة "(‪. )2‬‬
‫وتشير الدد ل إلى أن اإلرهاب األمريكي قد زاد فري النصرف الثراني مرن القررن‬
‫التاسع عشر اتجاه العبيد ‪ ،‬يا اعتبرت جنوب الوديات المت ردة العبيرد أدوات‬
‫وأشياء ‪ ،‬وقد رفضت الم كمة العليا األمريكية طلب اسرود ب ريتره ‪ ،‬وجراء فري‬
‫يثيات ال كم " أن العبد ليس مواطنا ‪ ،‬وبالتالي د يمكنره المثرول أمرام الم كمرة‬
‫‪ ،‬إنه ملكية مثل بقية الممتلكات "(‪ . )3‬وقد قاد الر يس األمريكي أبراهام لنكرولن‬
‫تيارا داخليا أطلق عليها رب ادنفصال ‪ ، 2975-2972‬ذهب ض يتها مليرون‬
‫قتيررل وجررريح ‪ ،‬وقررد " امترردت يررد اإلرهرراب إلررى الررر يس لنكررولن عنرردما صرررعه‬
‫إرهررررابي أمريكرررري‪ ،‬وكرررران بررررذلك أول ضرررر ية رسررررمية لإلرهرررراب األمريكرررري‬
‫الداخلي(‪ . )1‬وفي عام ‪ 2992‬أدى العنف إلرى مصرر ر ريس الوديرات المت ردة‬
‫األمريكية جيمس غارفيلد بعد أسابيع قليلة من‬
‫انتخابه ‪ .‬وفي مطلع القرن العشرين صر رصراص العنرف األمريكري الرر يس‬
‫وليام ماك كنيلري ‪ ،‬وهرو مرن أوا رل المنرادين بادسرتعمار األمريكري ‪ ،‬وفري سرنة‬
‫‪ 2874‬اغتيررل الررر يس جررون كنيرردي فرري دادس عاصررمة تكسرراس ‪ ،‬فكرران رابررع‬

‫‪ - 1‬اإلرهاب الدولي بين الواقع والتشويه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 69‬‬


‫‪ - 2‬مختار مطيع ‪ ،‬اإلرهاب األمريكي على الدول العربية ‪ ،‬مجلة الو دة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 61‬‬
‫‪ - 3‬اإلرهاب الدولي بين الواقع والنشوية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 67‬‬
‫‪481‬‬
‫ر يس يذهب ض ية العنف ‪ ،‬وفري أول ظهرور لره بعرد انتخابره تعرره الرر يس‬
‫ري ان إلى م اولة اغتيال فاخترقت الرصاصة صدره دون أن يموت!!؟‬
‫" إن هذه الهالة اإلرهابية قد دفعت بلدباء ومفكرين أمرريكيين إلرى انتقراد نوعيرة‬
‫الع قرات المسرريطرة فرري المجتمررع األمريكري ‪ ،‬وقررد وصررفها الكاتررب األمريكرري (‬
‫سنكلير لويس ) بلنهرا " قا مرة علرى الخبرا والريراء " وكران الروا ري األمريكري‬
‫الشهير ( ارنست همن واي ) قد وصف هذه الع قات بلنها تستند إلى " أخ قيرة‬
‫ومثل عليا لدى الشعب األمريكي "(‪ ، )2‬ولرم يقتصرر اإلرهراب فري أمريكرا علرى‬
‫الع قات القا مة داخرل المجتمرع فقرط ‪ ،‬برل إنره يوجرد كرذلك داخرل مراكرز اتخراذ‬
‫القرار ‪ ،‬والسلطة ال اكمة ‪ ،‬فالنظام األمريكي مرارس اإلرهراب داخرل الوديرات‬
‫المت ررردة وخارجهرررا ‪ ،‬إلسررركات أصررروات المطرررالبين بالعدالرررة ادجتماعيرررة ‪ ،‬أو‬
‫بال ريررات الفكريررة ‪ ،‬فقررد عرررف أسررلوب العنررف األمريكرري تصرراعدا فرري ‪2826‬‬
‫علررى إثررر تطرروير القنبلررة الذريررة السرروفياتية فقررام النظررام األمريكرري باضررطهاد‬
‫قة الشيوعيين واليساريين ‪ " ،‬وقرام الرر يس ترومران باسرتجواب ‪ 22‬ألرف‬ ‫وم‬
‫مواطن أمريكي ‪ ،‬ل شتباه بلنهم ذو ميول يسارية ‪ ،‬وقرام عضرو مجلرس الشريوخ‬
‫األمريكي ( جوزيف مراك كرارتي ) فري سرنة ‪ 2851‬ب ملرة معاديرة لكرل مرا هرو‬
‫يسرراري وشرريوعي ‪ ،‬فجمررع كررل الم لفررات الخاصررة بررالمفكرين اليسرراريين مررن‬
‫المكتبررات ‪ ،‬وتررم رقهررا فرري الشرروار (‪ . )3‬وإذا كرران اإلرهرراب قررد تلصررل فرري‬
‫المجتمع األمريكي على مر السنين فان الوديرات المت ردة عملرت علرى تصرديره‬
‫دودها ‪ ،‬فمنذ أواخر القرن التاسع عشر بدأت األفكرار ادسرتعمارية‬ ‫إلى خار‬
‫تنتشررر فرري الوديررات المت رردة ‪ ،‬وقررد دعررا أ ررد كبررار الم ر رخين وادسررتراتيجيين‬
‫األمرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررريكيين النقيرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررب‬
‫( ماهرران ) إلررى مررد النفرروذ األمريكرري إلررى كررل أرجرراء القررارة األمريكيررة ‪ ،‬وكتررب‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 92‬‬


‫‪ - 2‬المدني على الصديق ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 2‬‬
‫‪ - 3‬خليل سونة ‪ ،‬اإلرهاب األمريكي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 96‬‬
‫‪482‬‬
‫السرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررناتور‬
‫( كابوت لود ) " يجب أن د يكون مرن ريوغرانردي فري البرازيرل إلرى م ريط‬
‫اركنيك القطب الشمالي سوى علم وا د وبلد وا د "(‪ . )1‬ومرع تطرور األفكرار‬
‫ادسررتعمارية برردأت الوديررات المت رردة تمررارس سياسررة القرروة العسرركرية خررار‬
‫دودها ‪ ،‬مستخدمة جميع وسا ل العنف واإلرهاب والقتل ‪ ،‬إلخضرا الشرعوب‬
‫والسرريطرة عليهررا ‪ ،‬وبرردأ اإلرهرراب األمريكرري يتبررع علررم الوديررات المت رردة فرري‬
‫الخار ‪ ،‬األمر الذي أدى بالكاتب األمريكي (مارك توين) إلرى أن يقتررح علرى‬
‫الر يس (ماك كينلى ) " استبدال قمام العلم األمريكري األبريه بقمرام اسرود ‪،‬‬
‫ووضع جماجم الموت مكان النجوم التي تزين هذا العلم "(‪ . )2‬إنره مرن الصرعب‬
‫ت ديد الطابع اإلرهابي العلني في السياسة األمريكية إد فري زمرن ال ررب التري‬
‫تشرررنها ضرررد شرررعوب ضرررعيفة ‪ ،‬وباسرررتثناء هرررذا الجانرررب يجرررري طمرررس الطرررابع‬
‫اإلرهررابي لررنفس السياسررة فرري فترررات السررلم ‪ ،‬والررذي غالبررا مررا يرترردي أشرركاد‬
‫اقتصادية وسياسية وعسكرية مختلفة ‪ ،‬فقد كان الشركل العسركري هرو أكثرر تلرك‬
‫األشكال وضو ا ‪.‬‬
‫لقد تمثلت المهمة األساسية للوديات المت دة بعد ال ررب العالميرة الثانيرة‬
‫في إعادة بناء القدرة ادقتصرادية والعسركرية لل لفراء ال رربيين ‪ ،‬وتعزيزهرا مرن‬
‫أجرررل دمجهرررا أود فررري إطرررار ت رررالف خررراص ضرررد السررروفيات ‪ ،‬وفرررتح المجرررال‬
‫األمريكي ‪ ،‬ثانيا أمام تصريف الفا ه األمريكي من اإلنترا القرومي ‪ ،‬وهرو مرا‬
‫عرف في السياسرة األمريكيرة باسرم " خطرة مارشرال "(*) التري سرعت الوديرات‬
‫المت دة لتطبيقها في الدول المتخلفة من أجل توفير القروه الماليرة لهرذه الردول‬
‫‪ ،‬وإرهاقها لقاء ذلك بالفوا د وت ديد مشترياتها من اإلنتا األمريكي "(‪. )3‬‬

‫‪ - 1‬اإلرهاب الدولي بين الواقع والتشويه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 91‬‬


‫‪ - 2‬مختار مطيع ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 64‬‬
‫* ‪ -‬خطة مارشال هدفت إلى إعادة تعمير أوروبا كهدف علني ‪ ،‬بينما ا توت فري قيقتهرا علرى م راودت ادسرتفادة‬
‫من أوروبا لت قيق أهداف أمريكية ب ثة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬عبد ال ميد النعنعي ‪ ،‬تاريخ الوديات المت دة األمريكية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 46‬‬
‫‪481‬‬
‫ومن هذا المنطلق نجد أن الب د المتخلفة من النا ية ادستراتيجية د تهم‬
‫أمريكررا إد بمقرردار اعتبارهررا منرراطق يمكررن بنرراء قواعررد عسرركرية فيهررا ‪ ،‬وتكررون‬
‫قريبة قريبرة ج رافيرا مرن ادت راد السروفياتي ‪ ،‬ومرن هنرا فران الوديرات المت ردة‬
‫التررري اعتبررررت أمريكرررا ال تينيرررة وفقرررا لمبررردأ مرررونرو(**) تمثرررل عمقرررا ج رافيرررا‬
‫دسررتراتيجية القرروة األمريكيررة ‪ ،‬وعلررى المسررتوى الفكررري واأليررديولوجي ‪ ،‬فمبرردأ‬
‫مناهضة الشيوعية يعد قناعرا تختفري وراءه اإلدارة األمريكيرة بعقليتهرا و قيقتهرا‬
‫فرري أ كررام سرريطرتها علررى مصررادر المررواد األوليررة ‪ ،‬وزر القواعررد العسرركرية‬
‫مبرررررة كرررل القررررارات المتخرررذة علرررى الصرررعيد العرررالمي أو الرررداخلي مرررن قبرررل‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬فباسم مناهضة الشيوعية أطيح ب كومرة م مرد مصردق‬ ‫ال كومات المتعاقبة‬
‫فرري إيررران سررنة ‪ 2854‬عررن طريررق المخررابرات المركزيررة األمريكيررة ‪ ،‬ودخلررت‬
‫القوات المسل ة األمريكيرة لبنران سرنة ‪ 2859‬بطلرب مرن الرر يس اللبنراني كميرل‬
‫شررمعون ‪ ،‬وفرري يونيرررو ‪ 2851‬انرردلعت ال ررررب بررين الكررروريتين بررلمر الرررر يس‬
‫ترومان ‪ ،‬وتميرزا باعتبرار أن الدولرة األمريكيرة قرد كونرت قروة عسركرية خاصرة‬
‫بالتدخل في أي مكان تعتبر أن مصال ها مهددة فيه ‪ .‬إن هذا ليس الشكل الو يد‬
‫بل توجد أشكال أخرى مثل اإلرهاب السياسي الممارس ضد الشرعوب الم لوبرة‬
‫علرررى أمرهرررا مرررن طررررف األنظمرررة المواليرررة ألمريكرررا ‪ ،‬واإلرهررراب التخريبررري‬
‫الممررارس مررن قبررل دول مسررتقلة معارضررة ألمريكررا ‪ ،‬أو اإلرهرراب ادقتصررادي‬
‫الممررارس عررن طريررق ادسرت ل ادقتصررادي واد تكررارات األمريكيررة ‪ ،‬والررذي‬

‫** ‪ -‬مبدأ مونرو ‪ :‬الر يس جيمي مونرو تسلم السرلطة فري ‪ 2926‬وهرو خبيرر فري الشر ون الدوليرة ‪ ،‬وسربق أن عمرل‬
‫وزيرا لب ده في باريس ‪ ،‬ثم لندن ‪ ،‬وساهم في مفاوضات شرراء مقاطعرة الوبزيانرا مرن فرنسرا ‪ .‬عرره فري رسرالة‬
‫سنوية وجهها إلى الكون رس في ‪ 2914/7/1‬سياسته اتجاه أوروبرا وأمريكرا ال تينيرة ومبردأه المشرهور وأبررز نقراط‬
‫هذا المبدأ ‪ -2 :‬أن قرارتي أمريكرا بمرا تتمتعران بره وت افظران عليره مرن ريرة واسرتق ل ‪ ،‬أصرب تا غيرر خاضرعتين‬
‫دستعمار أي دولة أوروبية في المستقبل ‪ -1 .‬إن النظام السياسي للدولة المخالفرة يختلرف تمامرا عرن نظرام أمريكرا ‪،‬‬
‫ويجب أن تعتبر أي م اولة من جانب تلك الدول لفره نظامها على أي جزء من هذا النصف من الكررة األرضرية‬
‫خطر على س متنا وأمننا ‪ -4 .‬لرم نسراهم بتاترا برلي نصريب فري ال رروب التري نشربت برين الردول األوروبيرة ألمرور‬
‫خاصة بها ‪ ،‬كما أنه ليس مما يتفق مع سياستنا أن نفعرل ذلرك ‪ .‬وبهرذا أصربح هرذا المبردأ جرر الزاويرة فري السياسرة‬
‫الخارجية األمريكية منذ القر ن التاسع عشر و تى اآلن ‪ .‬راجع عبد ال ميد نعنعي ‪ ،‬تراريخ الوديرات المت ردة ‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية ‪ ، 2894 ،‬ص ‪.268-264‬‬
‫‪ - 1‬مختار مطيع ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 62‬‬
‫‪484‬‬
‫تطبررق فيرره سياسررة المقاطعررة وال صررار والتلررويح باسررتخدام القرروة العسرركرية ‪،‬‬
‫والعمل على تكوين تكتل دولي لم اربة بلرد مرا عرن طريرق ادمتنرا عرن شرراء‬
‫صادراته على غرار ما تفعله مع ليبيا ‪ ،‬ولمرا كران شري ا ثابترا ارتكرزت السياسرة‬
‫األمريكية منرذ البدايرة علرى اسرتراتيجية اسرتعمارية تهردف إلرى الهيمنرة والتسرلط‬
‫علررى قرردرات الرردول األخرررى ‪ ،‬فرران اإلرهرراب يمثررل شررك أساسرريا لتلررك الوسرريلة‬
‫باعتبررراره مجموعرررة مرررن اإلجرررراءات المتخرررذة مرررن أجرررل تررروفير الضرررمانات ‪،‬‬
‫والشروط الكافية لخدمة المصرالح األمريكيرة وتبنيهرا وال فراظ عليهرا ‪ .‬ونضريف‬
‫هنا ما أكده م مد المصري بلن " تجار المروت ‪ ،‬وهري التسرمية التري تطلرق فري‬
‫الوديات المت دة على منتجري األسرل ة ‪ ،‬يسرعون لكري د يتخلفرون عرن المجمرع‬
‫الصناعي العسكري ‪ ،‬و يا تجري الت قي بين نهر الوديات المت دة السياسري‬
‫الخررارجي والعنررف الررداخلي وبررين اإلرهرراب الرردولي واإلرهرراب باعتبرراره نمررط‬
‫لل ياة األمريكية(‪. )1‬‬

‫‪ - 1‬م مد المصري ‪ ،‬اإلرهاب اإلمبريالي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 449‬‬


‫‪482‬‬
‫ب‪ -‬اإلرهاب الرسمي أداة سياسة الهيمنة األمريكية ‪:‬‬
‫منرذ بدايرة ال ررب العالميرة الثانيرة أصرب ت الوديرات المت ردة األمريكيررة‬
‫قرروة العررالم الرأسررمالي برردون منرراز ‪ ،‬وأض ر ى الرردودر العملررة المهيمنررة علررى‬
‫السوق العالمية ‪.‬‬
‫فقد عملت القوات األمريكية الجوية والب رية على تقرديم ال طراء الجروي‬
‫‪ ،‬ودعررم كومررة كوريررا الجنوبيررة فرري الوقررت الررذي تكفررل فيرره األسررطول السررابع‬
‫ب ماية ( فورموزا ) ‪ ،‬وقد اتسمت هذه ال قبرة بالماكارثيرة لإلشرارة علرى الجرو‬
‫السا د في الوديات المت دة ‪ ،‬وانتهاء األمر إلى التردخل المباشرر فري كوريرا ‪29‬‬
‫سرربتمبر ‪ " ، 2851‬جرراءت ال رررب الكوريررة كفرصررة مناسرربة ألمريكررا مررن أجررل‬
‫تدمير الم سسات الصناعية ‪ ،‬والمدن والقرى الكورية الشمالية من أجرل تجربرة‬
‫س ح جديد هو النابالم(‪. )1‬‬
‫وفي الوقت الذي ركز فيه الر سراء السرابقون كرل جهرودهم علرى الثرورة‬
‫المضادة العالمية ‪ ،‬وبنوا ت لي تهم واستراتيجياتهم على أسراس إمكانيرة و تميرة‬
‫ال رب الثورية‪ ،‬مهملين بذلك األقطار التي أريد لهرا أن تكرون متخلفرة ‪ ،‬والتري‬
‫تعد مجرد بيرادق عسركرية ودبلوماسرية ‪ ،‬وجره الرر يس ( كنردي ) ادسرتراتيجية‬
‫العالميررررررررررررررررررررررررررررررة األمريكيررررررررررررررررررررررررررررررة فرررررررررررررررررررررررررررررري اتجرررررررررررررررررررررررررررررراهين‬
‫" االتجددا األول ‪ :‬تمثررل فرري اسررتمرار الم افظررة علررى ض ر ط عسرركري وعلررى‬
‫تهديررد نررووي دا ررم ضررد لررف وارسررو ‪ ،‬قصررد إجبررار الرردول المنضرروية فرري هررذا‬
‫ال لف على الجمود في السا ة العالمية ‪ ،‬دون أن يسبب ذلك مواجهرة عسركرية‬
‫مباشرررة ‪ .‬االتجددا الثدداني ‪ :‬يتمثررل فرري ت قيررق سياسررة ديناميكيررة إزاء دول العررالم‬
‫الثالا ‪ ،‬على أساس أنها الب رة الثورية التي يجب إخمادها "(‪. )2‬‬
‫وكانرررت الترجمرررة العمليرررة لرررذلك هرررو السرررعي إلقامرررة أ ررر ف عسررركرية‬
‫ومعاهدات دفا ملزمة ‪ ،‬لدول ذات األنظمة الموالية ألمريكا ‪ ،‬وقد عمرل كنردي‬

‫‪ - 1‬مختار مطيع ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 98‬‬


‫‪ - 2‬أ مد عزيز شكري ‪ ،‬اإلرهاب الدولي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 224‬‬
‫‪485‬‬
‫على وضرع جهراز عسركري ضرخم ‪ ،‬يسراعده علرى القيرام برلي شركل مرن أشركال‬
‫الترردخل العسرركري ‪ ،‬وال ررروب فرري مواجه رة ركررات الت رررر ‪ ،‬كمررا وفررر لتلررك‬
‫األغررراه وسررا ل وإمكانيررات عمررل ايديولوجيررة دقيقررة لل ايررة مررن أجررل اسررتمالة‬
‫األرواح والنفوس ‪ " .‬قد وسعت اإلدارة األمريكية ت رت ظرل ريتشرارد نيكسرون‬
‫‪ ،‬نطاق هذه السياسة القا مة على تقاسرم المسر وليات ‪ ،‬و را الردول التري تردور‬
‫في فلك الوديات المت دة على ممارسة القمرع الرداخلي وخروه ال رروب "(‪. )1‬‬
‫وأشرررفت الوديررات المت رردة بنفسررها علررى الترردخل العسرركري مباشرررة ‪ ،‬عنرردما‬
‫عجزت األنظمة الموالية عرن الوقروف أمرام موجرة الت ررر الروطني‪ ،‬وصرعدت‬
‫بذلك ال رب ضد فيتنام إلى نصف مليون جنردي ‪ ،‬اسرتخدموا الترسرانة ال ربيرة‬
‫المتطورة لب دهم ‪ ،‬وبدأت اإلدارة األمريكية عملياتها اإلرهابية ضرد السرلفادور‬
‫مررث ‪ ،‬يررا اعتبرررت الترردخل أداة ر يسررية لت ييررر ميررزان القرروى علررى السررا ة‬
‫العالميررة لصررال ها ‪ ،‬واسررتخدمت أسررلوب خلررق أعررداء للرردول الترري ترغررب فرري‬
‫التدخل فيها من جيرانها ‪ ،‬وهو الطور األول لسياسة اإلرهاب " وتلجل الوديات‬
‫المت دة إلى تكنيك استخدام الصنا ع‪ ،‬كلداة لإلرهاب الردولي ‪ ،‬ويردل ذلرك علرى‬
‫األطما التري تسرتهدف الردول الواقعرة ضرمن القروس الممترد مرن الهنرد الصرينية‬
‫تى جنوب أفريقيا(‪. )2‬‬
‫وقررد اسررتخدم مستشررارو الررر يس كنرردي اإلجررراءات العسرركرية والسياسررة‬
‫وادقتصادية لقهر ركات الت رر في العرالم الثالرا ‪ ،‬ولوضرع تلرك اإلجرراءات‬
‫موضع التنفيرذ ‪ ،‬أنشراء البنتراغون مجموعرة فررق خاصرة ‪ " ،‬يرا تشركلت مرن‬
‫القروات الخاصرة بجريم البرر القبعرات الخضرر ‪ ،‬والكومانردوس الب رري ‪ ،‬وقروة‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ .‬وقد استخدمت هرذه الو ردات فري بوليفيرا ‪،‬‬ ‫العمليات الخاصة لس ح الجو "‬
‫وغويتماد ‪ ،‬وهندوراس ‪ ،‬وأندونيسيا ‪ ،‬وتاي ند والفلبين ‪ ،‬إضافة إلرى ذلرك فران‬

‫‪ - 1‬ريتشارد نيكسون ‪ ،‬أمريكا الفرصة التاريخية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 281‬‬


‫‪ - 2‬م مد المصري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 448‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 428‬‬
‫‪487‬‬
‫الوديات المت دة تقوم بتشكيل مجموعات مسل ة معارضة ل ركات الت رر في‬
‫خرررررق لقرررررارات ‪ ،‬وتوصرررريات الجمعيررررة العامررررة فرررري قرارهررررا رقررررم ‪-4214‬‬
‫‪ 2864/21/21‬بلن إنشاء أنظمة مضادة ل ركات الت رر ‪ ،‬مثل نظام بول بوا‬
‫في كامبوديا ‪ ،‬وعصابات الكونترا في نيكاراغوا ‪ " ،‬فقد وصرلت مسراعدة إدارة‬
‫(‪)1‬‬
‫ري رران لعصررابات بررول برروا ( الخميررر ال مررر ) ن ررو ‪ 411‬مليررون دودر "‬
‫ويشررير المراقبررون أن عمليررات اإلرهرراب الرردولي الترري تمارسررها واشررنطن فرري‬
‫البلدان النامية ‪ ،‬إضافة إلى ما تم إع نه من مخططات جديدة للتقرديم مسراعدات‬
‫إلررى الثررورة المضررادة فرري اف انسررتان ‪ ،‬وأن ررود وكامبوديررا ‪ ،‬هرري انتهرراك لمبررادئ‬
‫القانون الدولي وميثاق األمم المت دة ‪.‬‬
‫ويشير م مد المصري إلى " أن تقييم الع قات ما بين أمريكرا و ركرات‬
‫الت رر فري السرتينات والسربعينات ‪ ،‬يمكننرا مرن التلكرد بمسر ولية أنهرا وقبرل كرل‬
‫شيء ياإلدارة‬
‫األمريكية قد تعاملت وتتعامل مع الدول النامية ليس ب سب مبادئ سياسرة مرن‬
‫موقع القوة ‪ ،‬بل إنها تميل بالذات وباسرتمرار ن رو مزيرد مرن اإلرهراب ال قيقري‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬ويمثل اإلرهاب السياسي الجزء األساسري مرن‬ ‫ضد التيار القومي التقدمي "‬
‫ممارسة الدولة األمريكية ‪ ،‬ويتخذ هذا اإلرهاب شكلين هما ‪:‬‬
‫" ادضررطهاد والقمررع الممررارس بواسررطة األنظمررة المواليررة ‪ ،‬ثررم أعمررال‬
‫العنف وادغتيادت والتصرفيات الموجهرة بشركل خراص ضرد الشرعوب ‪ ،‬والقرادة‬
‫المعارضررين ألمريكررا والمرردافعين عررن ريرررة واسررتق ل بلرردانهم ‪ ،‬ضررمن أهرررم‬
‫مميررزات ادسررتعمار األمريكرري الجديررد ‪ ،‬وضررع وتركيررب أنظمررة تكررون خاضررعة‬
‫كليا للنفوذ والهيمنة األمريكية‪ ،‬وتدين لها بالودء في دول العالم الثالا(‪. )3‬‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 471‬‬


‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 462‬‬
‫‪ - 3‬نصر المبرروك ‪ ،‬العنرف ضرروراته وم راذيره ‪ ،‬المنشرلة العامرة للنشرر والتوزيرع واإلعر ن ‪ ،‬طررابلس ‪ ،‬كتراب‬
‫الز ف األخضر ‪ ،‬لعدد ‪ ، 11‬ط‪ ، 2897 ، 2‬ص ‪. 25‬‬
‫‪486‬‬
‫وعند دخول ري ران إلرى البيرت األبريه جراء فري مقدمرة ملتره الدعا يرة‬
‫ضد اإلرهاب الدولي ‪ ،‬قولره ‪ … " :‬فيمرا يتعلرق باإلرهراب كظراهرة دوليرة فاننرا‬
‫سنشرر ذ كررل القرروى ونبلررغ النجرراح وسررنعمل علررى ترردمير كررل مراكررز وعقررول‬
‫اإلرهرراب الرردولي "(‪ . )1‬ويبرردو أن ري رران متررلثر جرردا بالدعايررة اإلع ميررة ‪ ،‬ألن‬
‫اإل صا يات العالمية ول اإلرهراب ‪ ،‬تشرير بددلرة واضر ة إلرى مردى الترورط‬
‫األمريكررري ‪ ،‬ولقرررد ر رررب العرررالم بهرررذه اآلراء المنقولرررة مرررن أن ري ررران سررروف‬
‫يستلصل اإلرهاب األمريكي مرن بيتره األبريه ‪ ،‬ولكرن رد ري ران كران اسرم ‪،‬‬
‫فدعم الكونترا ‪ ،‬وضرب ليبيا ‪ ،‬وأيد ضرب كل ركات الت رر العالمي ‪.‬‬
‫وقررد صرررح ( هيررغ ) للصرر افيين " برررلن قرروق اإلنسرران سرروف ت ترررل‬
‫المرتبة الثانية في أولويات اإلدارة األمريكية ‪ ،‬وأن مكاف رة اإلرهراب هري التري‬
‫سررتمثل المرتبررة األولررى‪ ،‬ومررا تقصررد باإلرهرراب الرردولي هررو العصرريان المسررلح‬
‫وال روب الثورية للشعوب "(‪. )2‬‬
‫وتجرررردر اإلشررررارة هنررررا إلررررى أن اإلدارة األمريكيررررة قررررد اتخررررذت عديررررد‬
‫اإلجراءات ضد ركات الت رر في عهد ري ان من بينها ‪:‬‬
‫‪ -2‬إنشاء هي ة األركان األمريكيرة المشرتركة ‪ ،‬قيرادة مشرتركة جديردة‬
‫للعمليرات الخاصرة ‪ ،‬مهمتهررا تنسريق العمرل بررين نشراطات مختلررف‬
‫الو دات الخاصة باألسل ة الث ثة ‪ ،‬وإنشاء مثل هذه القيادة التري‬
‫أسرررندت إلرررى الجنررررال ريتشرررارد شرررولتز ‪ ،‬يشرررير إلرررى األهميرررة‬
‫المتزايدة لمقاومة اإلرهاب لدى أعلى المستويات في البنتاغون ‪.‬‬
‫‪ -1‬انفقرررررت إدارة ري ررررران ‪ 41‬مليرررررون دودر كمسررررراعدة باألسرررررل ة‬
‫والرررذخا ر‪ ،‬لمقاومرررة الثررروار فررري السرررلفادور ‪ ،‬كمرررا يوجرررد بهرررا‬
‫مستشرراريون عسرركريون أكثررر تنظيمررا وتنسرريقا ‪ ،‬كمررا أنهررا زودت‬
‫مساعداتها العسكرية للهندوراس وغويتماد‪.‬‬

‫‪ - 1‬م مد المصري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 461‬‬


‫‪ - 2‬خليل سونة ‪ ،‬اإلرهاب األمريكي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 68‬‬
‫‪489‬‬
‫‪ -4‬تلقت بلدان أخرى في العالم الثالا التي تتعره لهجمرات الثروار‬
‫الم ليين مساعدات عسركرية جديردة ‪ ،‬وتتضرمن الموازنرة الماليرة‬
‫للعرررام ‪ 2891‬زيرررادة ملموسرررة للمسررراعدات المخصصرررة ‪ ،‬قررردرت‬
‫برررلكثر مرررن ‪ 561‬مليرررون دودر خصصرررة لهرررذه الررردول ‪ ،‬منهرررا ‪:‬‬
‫تاي ند وأندونيسيا والفلبين ‪.‬‬
‫‪ -2‬كشررف البنترراغون عررن دورات ترردريب لرجررال العصررابات ‪ ،‬يررا‬
‫أقامت القوات الب رية قواعد تدريب في جزيرة غوام وقيس البر‬
‫فرري قاعرردة خاصررة فرري بنمررا ‪ ،‬كمررا جرررت سلسررلة مررن العمليررات‬
‫لمقاومررة رجررال العصررابات فرري منرراطق جنرروب غربرري الوديررات‬
‫المت دة ‪.‬‬
‫‪ -5‬تشرركيل قرروات الترردخل السررريع ‪ ،‬فرران الوديررات المت رردة أصررب ت‬
‫مهيررلة للترردخل خررار نطرراق عمليررات قرروات ال لررف األطلسرري ‪،‬‬
‫و ماية النفط في الشرق األوسط(‪.)1‬‬
‫إن هررذه اإلجررراءات تبررين مرردى اهتمررام السياسررة األمريكيررة بقتررل وإنهرراء‬
‫ركات الت رر ‪ ،‬ففي الوقت الذي كران عردد الثروار وأنصرار هرذه ال ركرات د‬
‫يتجاوز الم ات‪ ،‬وبلسل ة تقليديرة ‪ ،‬تعمرل الوديرات المت ردة علرى توسريع نطراق‬
‫ادسررتعداد العسرركري للقضرراء علررى هررذه ال ركررات ‪ .‬وكرران نتررا لهررذه السياسررة‬
‫األمريكية وتدخلها المباشر فري مصرالح متعرددة فري العرالم فري عهرد ري ران إلرى‬
‫وقرررو ‪ 25‬عمليرررة إرهابيرررة ضرررد المصرررالح األمريكيرررة‪ ،‬ففررري أوروبرررا ت ركرررت‬
‫جماعات مختلفة ضرد المصرالح األمريكيرة ‪ ،‬يرا كانرت الوديرات المت ردة هري‬
‫الهررردف األول للعمليرررات اإلرهابيرررة ‪ ،‬فقرررد أكرررد تقريرررر أصررردرته وزارة الررردفا‬
‫األمريكيررة عررام ‪ " 2897‬أن أكثررر مررن ‪ 211‬أمريكرري قررد لقرروا مصرررعهم خ ر ل‬

‫‪ - 1‬ريتشارد نيكسون ‪ ،‬أمريكا الفرصة التاريخية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 451-451‬‬


‫‪488‬‬
‫‪95-64‬م ‪ ،‬بسبب اعتداءات إرهابية وقعت أساسا فري أمريكرا ال تينيرة والشررق‬
‫األوسط ثم أوروبا وأخيرا سيا "(‪. )1‬‬
‫ويذكر نا ب الر يس ري ان ( جور بوم ) أن عدد العمليرات التري قترل‬
‫فيها ض ايا أمريكيون قد ارتفع من ‪ 11‬قتري ‪ 2879‬إلرى ‪ 217‬فري عرام ‪2895‬‬
‫‪ ،‬وأكررد التقريررر أن األهررداف والرعايررا األمررريكيين كررانوا عرضررة للهجمررات ‪،‬‬
‫بمعرردل عمليررة وا رردة كررل ‪ 26‬يرروم‪ ،‬طرروال عشررر سررنوات مضررت ‪ ،‬وأن عرردد‬
‫الض ايا من الدبلوماسيين خ ل السنوات السبعة عشر ‪ ،‬يعرادل عردد القتلرى مرن‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬إن هذا يدل على أن اتهام دولرة م رددة مثرل ليبيرا‬ ‫هذه الف ة خ ل ‪ 291‬سنة‬
‫بلنها تعره مصالح الوديات المت دة للخطر ‪ ،‬هو مجرد افترراء‪ .‬فادعترداءات‬
‫علررى األمررريكيين هررو جنرري ثمررار لمررا تفعلرره السياسررة األمريكيررة ‪ ،‬وبررذلك فرران‬
‫الوديررات المت رردة هرري الترري تنررتهر سياسررة خاط ررة ‪ ،‬وعليهررا ت مررل مسر ولية مررا‬
‫تفعله بالعالم‪ ،‬فان ما ي صل للوديات المت دة هو ناجم عن سياسرة اتبعتهرا ضرد‬
‫ركرات الت ررر العرالمي‪ .‬فالوديررات المت ردة تتررجم اهتمامهررا بقروى األمرن فرري‬
‫الدول الصديقة لها عن طريرق التجهيرزات والمسراعدات ‪ ،‬وتكرون أجهرزة القمرع‬
‫واإلرهاب ‪ ،‬كما عمدت إلى تكروين وتخررير دفعرات مرن العناصرر المتخصصرة‬
‫في التعذيب والترهيرب ‪ ،‬وفري هرذا اإلطرار تمرد الوديرات المت ردة أجهرزة األمرن‬
‫المختلفررة فرري العررالم الثالررا ذات األنظمررة المرتبطررة بهررا بالعرردة ال زمررة لت قيررق‬
‫األهداف المرجوة في ال رب الداخلية ‪.‬‬
‫ولقد كتب الكاتب األمريكي ( مايكرل كليرر ) فري كتابره تصردير القمرع أن‬
‫" … الوديات المت دة و كومتهرا ومصرانع األسرل ة فيهرا متورطرة إلرى أقصرى‬
‫د في توريد تكنولوجيرا القمرع ل كومرات أجنبيرة ‪ ،‬بمرا فيهرا أكثرر الردكتاتوريات‬
‫في العالم سي ة السمعة … وهناك عدد من ال ادت يدل على أن هذه ال كومات‬

‫‪ - 1‬عز الدين البشتي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 245‬‬


‫‪ - 2‬تقريررر عررن اإلرهرراب ضررد الوديررات المت رردة األمريكيررة ‪ ،‬نشرررة وزارة الرردفا األمريكيررة ‪ 2895/5/41 ،‬عررن‬
‫ص يفة انترناشيول هيرالد تربيون األمريكية ‪. 2895/7/4‬‬
‫‪211‬‬
‫استخدمت معداتنا لقتل أو تشرويه ‪ ،‬أو قامرت بشركل خرر باضرطهاد المعارضرين‬
‫المدنيين ‪ ،‬خرقا للقانون الوطني والدولي"(‪. )1‬‬
‫ويشير الكاتب إلرى إذا مرا رغبنرا فري الوفراء بتعهرد أمريكرا ‪ ،‬برلن تت ردا‬
‫بقوة عندما تتعره قوق اإلنسان للتهديرد ‪ ،‬فلريس أمامنرا أي خيرار أخ قري إد‬
‫أن نبدأ بلنفسنا ‪ ،‬وأن نفكك أنابيب نقل تكنولوجيرة القمرع التري أسرهمت فري خلرق‬
‫و شررية واضررطهاد متناهيررة ‪ ،‬ومثررل هررذا العمررل مرهررون بمبرردأ أساسرري خررر ‪:‬‬
‫سياسة عدم التدخل في الش ون السياسية الداخلية لبلد خر(‪. )2‬‬
‫وينبه ( مايكرل كليرر ) إلرى أن تصردير القمرع األمريكري أدى إلرى مرردود‬
‫معاكس علرى أمريكرا نفسرها ‪ ،‬يرا يعرضرها ألعمرال عنرف فيقرول ‪ … " :‬إلرى‬
‫جانب هذه ادعتبرارات السياسرية واألخ قيرة ‪ ،‬فران ثمرة عقابرا شرديدا للتراخري ‪،‬‬
‫يررا إن أنابيررب القمررع سررت دي بشرركل متزايررد إلررى فررا ه معرراكس مررن العنررف‬
‫السياسرري ‪ ،‬ألنرره بررالتورط فرري خلررق وإنعررام األنظمررة القمعيررة والسررلطوية فرري‬
‫الخار ‪ ،‬د نستطيع أن تلمل التهرب من تخريبها عندنا ‪ ،‬فقد ارسلت كومرات‬
‫كوريا الجنوبية ‪ ،‬وتشيلي ‪ ،‬أتباعها للوديات المت دة إلفساد م سستنا ‪ ،‬بما فيهرا‬
‫الكرررون رس ‪ ،‬أو لقترررل مواطنينرررا وضررريوفنا ‪ ،‬فررراذا كررران علينرررا مايرررة رياتنرررا‬
‫واستق لنا من تدفق البربرية ‪ ،‬فانه يجب علينا التوقف عن تصدير أدوات القمع‬
‫إلى ال كومات ادستبدادية"(‪.)3‬‬
‫فهررل يمكررن بعررد هررذا أن تصرردق إدعرراءات أمريكررا نفسررها ‪ ،‬بلنهررا تقرراوم‬
‫اإلرهرراب ‪ ،‬وهررل تصرر ح اتهاماتهررا للرردول التقدميررة ‪ ،‬الترري تعرراره سياسررتها‬
‫بممارسررتها لإلرهرراب !!؟ إن فرري كلمررات هررذا الكاتررب األمريكرري مررا يفنررد تلررك‬
‫اددعاءات وادتهامات بشهادة شاهد من أهلها!!‬

‫‪ - 1‬مايكل كلير ‪ ،‬تصدير القمرع " أمريكرا ‪ -‬ادنظمرة ادسرتبدادية " ترجمرة خزامري نصرار ‪ ،‬دار ابرن الرشرد الناشرر‬
‫للطباعة والنشر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ ، 2891 ، 2‬ص ‪. 21‬‬
‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 211-212‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 214‬‬
‫‪212‬‬
‫فلو أخذنا الع قات األمريكية اإلسرا يلية كمثال لدعم األنظمرة اإلرهابيرة‬
‫‪ ،‬فانه من البديهي أن تكون هناك ع قات أمنية بين الوديات المت دة وإسررا يل‬
‫‪ ،‬وهي أكبرر المسرتفيدين مرن أدوات القمرع ‪ ،‬وادتصرادت السررية ‪ ،‬وتجهيرزات‬
‫القمع ‪ ،‬يا يشير (شارل ديقول) إلى ذلك بقولره ‪ " :‬إن ادعتقراد برلن إسررا يل‬
‫مسررتقلة عررن أمريكررا وهررم وسررراب"(‪ . )1‬وقررد أظهرررت األ ررداا الترري صررلت ‪،‬‬
‫وتمررررت متابعررررة تطوراتهررررا ‪ ،‬كيررررف تعاونررررت أجهررررزة المخررررابرات األمريكيررررة‬
‫واإلسرا يلية على شن عدوان واسع النطاق علرى ليبيرا ‪ ،‬لتردمير نظرام القرذافي ‪،‬‬
‫وقد ل قت العديد من الشخصيات قامت بتصفيتها نزود عند رغبة الموساد(‪. )2‬‬
‫ولرريس بخفرري أن الوديررات المت رردة تهرردف بالدرجررة األولررى مررن خرر ل‬
‫تشريعاتها في مقاومة اإلرهاب إلى م اربة ركات الت رر ‪ ،‬التري تناضرل مرن‬
‫أجل ادستق ل ‪ ،‬وتقرير المصير ‪ ،‬فلو كانت الوديات المت دة تهردف فعر إلرى‬
‫مقاومرة اإلرهرراب‪ ،‬لشرملت قوانينهررا أعمرال إسرررا يل ‪ ،‬باعتبارهرا مركررز أخطررر‬
‫العصابات اإلرهابية في العالم ‪ " ،‬إن الوديات المت ردة قردمت الردعم العسركري‬
‫والسياسررري وادقتصرررادي إلسررررا يل ‪ ،‬كاشرررفة برررذلك مرررن خررر ل سياسرررتها علرررى‬
‫اإلرهاب ضد الشعب العربي "(‪. )3‬‬
‫ومن جهة أخرى فان اإلدارة األمريكية التي تدعي مقاومتهرا لإلرهراب ‪،‬‬
‫تمارسرره مررن أجررل صررورتها ‪ ،‬وترردعيم مرتكبيرره بجميررع الوسررا ل اإلرهابيررة فرري‬
‫األرجنتررررين أيررررام كررررم الجنرررررادت ‪ ،‬وفرررري األورغررررواي واثيوبيررررا أيررررام كررررم‬
‫ادمبراطور هي س س ‪ ،‬وتاي ند والبرازيل وإيران أيام كم الشاه(‪. )4‬‬
‫لقد قدم ( الت ووسرتر) كمنظرر للسياسرة اإلرهابيرة األمريكيرة العديرد مرن‬
‫المقادت والكتب واألطرو ات‪ ،‬التي ركز فيها على أن الشيوعية شريطان كبيرر‬

‫‪ - 1‬مطيع مختار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 65‬‬


‫‪ - 2‬من يقف وراء اإلرهاب الدولي ‪ ،‬وثا ق ‪ ،‬شهادات ‪ ،‬وقا ع ‪ ،‬دار التقدم ‪ ،‬موسكو ‪ ،‬ط‪ ، 2894 ، 2‬ص ‪. 25‬‬
‫‪ - 3‬م مد عزيز شكري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 111‬‬
‫‪ - 4‬أ مد القاضي ‪ ،‬أمريكا واإلرهاب الدولي ‪ ،‬مجلة الب وا ‪ ،‬مركز الب وا والدراسات اإلع مية ‪ ،‬طرابلس ‪،‬‬
‫العدد ‪ ، 1‬ابريل ‪ ، 2891 ،‬ص ‪. 11-28‬‬
‫‪211‬‬
‫‪ ،‬يتربص باألمم المتخلفة التي تمر بفترة صعبة أطلق عليها ( فتررة الت رديا أو‬
‫عصرنة المجتمرع ) فالشريوعيون وفري نظرره ذبراب أو شررات ‪ ،‬هرذا الت رديا‬
‫وهذه العصررنة والوديرات المت ردة كمسر ولة عرن العرالم ال رر ليسرت مضرطرة‬
‫لتعب ة طاقاتها ومواردها الخاصة ف سب ‪ ،‬بل كل طاقات وموارد العالم ال ر ‪،‬‬
‫بهدف م اربة هذا الطاعون العالمي المتمثل في الشيوعية(‪.)1‬‬
‫هكرررذا يبررردو أن أنصرررار النمررروذ األمريكررري ينظررررون لكافرررة األشررركال‬
‫واألساليب والوسا ل التي تساعد على ترسيخ قيم هذا النمروذ ‪ ،‬ترى ولرو كران‬
‫ذلك على ساب ارواح البشر األبرياء من شعوب العالم(*) ‪.‬‬

‫‪ - 1‬اإلرهاب هو أداة السياسة الخارجية األمريكية ‪ ،‬دار نشر وكالة نوفوشي ‪ ،‬موسكو ‪ ، 2892 ،‬ص ‪. 41‬‬
‫* ‪ -‬لمزيد من التفاصيل ول ر ية اإلدارة األمريكية فري عهرد الرر يس ري ران وخاصرة التردخل فري شر ون الردول ‪،‬‬
‫انظر وثيقة كيريترتك مندوب الوديات المت دة في األمم المت دة ‪ .‬مل ق رقم (‪. )7‬‬
‫‪214‬‬
‫ج‪ -‬أجهزة المخابرات وممارسة اإلرهاب ‪:‬‬
‫لقررد أشررارنا فرري مب ررا سررابق إلررى المخررابرات المركزيررة ‪ ،‬وقرردمنا عنهررا‬
‫تفصي ت وقد أشرنا إلى أنهرا األداة الرسرمية ‪ ،‬التري تعمرل فري الخفراء مرن أجرل‬
‫ت قيق وتنفيذ األهداف األمريكية المعلنة والخفية أيضا ‪.‬‬
‫إن أهررم شرريء تعتمررد عليرره السياسررة األمريكيررة هررو اإلرهرراب التخريبرري ‪،‬‬
‫الرررذي يتجسرررد ويمرررارس فررري اإلطرررارين السياسررري واأليرررديولوجي ‪ ،‬ويتمثرررل فررري‬
‫مجموعة األعمال التي تنظمها أمريكا عرن طريرق أجهرزة البروليس والمخرابرات‬
‫السرية ‪ ،‬ضد دول أخرى ( قتل ‪ ،‬تخريرب ‪ ،‬اغتيرال ) فاإلرهراب التخريبري هرو‬
‫إرهاب تقوده جماعة تنتمي إلى منظمة مرابطة في الخار ‪ ،‬ومرتبطرة برلجهزة‬
‫المخابرات األمريكية ‪ ،‬التي ت رره علرى القيرام برلدوار إرهابيرة ‪ ،‬بعرد تردريب‬
‫وتلصيل أيديولوجي ‪ ،‬وتنفرد وكالة المخرابرات المركزيرة بتقرديم المثرال العرام ‪،‬‬
‫الذي ينضوي على كافة الممارسات والمهام الخاصة ‪ ،‬درتكاب الجرا م و يرك‬
‫الم ر امرات ‪ ،‬وترردبير ادنق بررات العسرركرية الدمويررة علررى صررعيد أقطررار العررالم‬
‫الثالا كافة ‪.‬‬
‫" فوكالررة المخررابرات المركزيررة تعررد الررذرا السرررية للسياسررة الخارجيررة‬
‫يرررا تشررركل عملياتهرررا الطريرررق المباشرررر والسررربيل للوصرررول إلرررى‬ ‫األمريكيرررة‪،‬‬
‫األهداف الم رددة منرذ تلسيسرها سرنة ‪ ، 2826‬ترم خضرم ال ررب البراردة ‪ ،‬ومنرذ‬
‫ذلرررك ال رررين عرفرررت الم سسرررة عررردة أدوار مسرررر ية ‪ ،‬قرررام بهرررا قتلرررة ومهربرررو‬
‫المخدرات ‪ ،‬كانوا يهدفون منها بيع الموت سب تعبير غولدن سودان(‪. )1‬‬
‫ود تكتفي المخابرات باألنشطة التقليدية كرصد المعلومرات والتجسرس ‪،‬‬
‫بررل قامررت بمر امرات كثيرررة ‪ ،‬فقلبررت كومررات ‪ ،‬وسرراعدت علررى تنصرريب رراكم‬
‫وديرررات أمريكيرررة(‪ .)2‬فقرررد دربرررت الوكالرررة الفررررق العسررركرية ‪ ،‬والمجموعرررات‬
‫المتخصصة في ال رب النفسية‪ ،‬و رب العصابات ‪ ،‬وتلجل أ يانرا إلرى وسرا ل‬

‫‪ - 1‬ص يفة ادت اد ادشتراكي ‪ ،‬الم رب ‪ ،‬العدد ‪ ، 2895/21/15 ، 924‬ص‪. 5‬‬


‫‪ - 2‬نفس المصدر ‪ ،‬ص ‪. 5‬‬
‫‪212‬‬
‫غير مباشرة فت ت خطوط جوية وتنشا جمعيرات دينيرة ‪ ،‬وإذاعرات ‪ ،‬ومردارس‬
‫‪ ،‬وشركات ‪ ،‬من أجل الت ضير ألعمال إرهابية ‪.‬‬
‫ويشير مجموعة من البا ثين إلى أن الوديات المت ردة تعمرل فري خطتهرا‬
‫للقضاء على ركات الت رر ‪ ،‬باستخدام المرلجورين فري تنفيرذ عمليرات مضرادة‬
‫لهذه ال ركات ‪،‬‬
‫الترري يجررري أعررردادها فرري المرردارس الخاصرررة بالمخررابرات المركزيررة ومكترررب‬
‫الت قيقررات الفدراليررة ‪ ،‬يررا يجررري بشرركل خرراص ترردريبهم فرري أكاديميررة مكتررب‬
‫الت قيقررات الفرردرالي‪ ،‬وأكاديميررة البرروليس الدوليررة فرري واشررنطن ‪ ،‬وفرري مدرسررة‬
‫وكالررة المخررابرات المركزيررة التابعررة ألكاديميررة رررس ال رردود فرري لرروس فيررر‬
‫سررينوس وديررة تكسرراس ‪ ،‬وفرري رروادا البرروليس الرردولي الخاصررة فرري جامعررة‬
‫أيلينوس الجنوبية(‪. )1‬‬
‫فتلجل الوكالة في البدء إلى رصد األشخاص الم هلين موضوعيا للتعامل‬
‫معهررا‪ ،‬وخصوصررا الجررامعيين ‪ ،‬وإلعطرراء فكرررة عررن أهميررة الوكالررة ‪ ،‬تكفرري‬
‫اإلشارة إلى قسم ادستع مات في واشنطن يرا ي صرل كرل يروم علرى م يرين‬
‫الكلمات من برامر اإلذاعات األجنبية ‪ ،‬وعلى اآلدف من التقارير مرن السرفراء‬
‫مرن المكالمرات الهاتفيرة ‪ ،‬لقرد‬ ‫والمل قين والدبلوماسيين ‪ ،‬كما يسجل عرددا هرا‬
‫أصرربح اسررم ‪ CIA‬فرري العررالم مرادفررا لجبررروت ودسررا س وم ر امرات الوديررات‬
‫المت دة األمريكية ‪ ،‬ب يا تشركل أنشرطتها ضررورة أساسرية للسياسرة الخارجيرة‬
‫األمريكية ‪ .‬وقد بدأت الفضا ح تكشف للعالم في مقال نشررته صر يفة نيويرورك‬
‫تررايمز بتوقيررع ( سرريمون هيرروتس ) جرراء فيرره ‪ " :‬إن وكالررة المخررابرات المركزيررة‬
‫أداة التجسررس الهامررة داخررل الوديررات المت رردة فرري عهررد الررر يس نيكسررون "(‪. )2‬‬
‫وهكذا بدأت ال ملة اإلع مية والص فية ضد وكالرة المخرابرات المركزيرة مرن‬
‫أجل إرجا األخ ق للسياسية الخارجية األمريكية ‪ ،‬خاصة بعرد فضري ة ووترر‬

‫‪ - 1‬مجموعة من البا ثين ‪ ،‬قانون القوة ‪ ،‬دار الشباب العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬بدون تاريخ ‪ ،‬ص ‪. 464‬‬
‫‪ - 2‬نيويورك تايمز ‪. 2862/21/11‬‬
‫‪215‬‬
‫غيررا‪ ،‬وبنرراء علررى مبرردأ قرروق اإلنسرران تررم انتخرراب جيمرري كررارتر الررديمقراطي‬
‫وقرررام مجلرررس الشررريوخ بتشررركيل لجنرررة خاصرررة للت قيرررق فررري نشررراطات ال كومرررة‬
‫األمريكيررة فرري ‪ ، 2865/2/16‬بر اسررة السرررناتور ( فرانررك تشررارم ) ومثرررل (‬
‫هنررري كسررنجير ) وزيررر الخارجيررة أمررام هررذه اللجنررة‪ ،‬واعترررف أمررام السررلطة‬
‫التشريعية أنه قام بتنفيذ عدة عمليرات إرهابيرة بنراء علرى طلرب الرر يس نيكسرون‬
‫نفسرررره ‪ ،‬وفرررري ‪ 2867/2/27‬نشرررررت اللجنررررة تقريرهررررا ‪ ،‬الكامررررل عررررن تررررورط‬
‫المخابرات األمريكيرة فري العديرد مرن المر امرات ‪ ،‬التري نظمرت دغتيرال العديرد‬
‫مررن رجررال الدولررة األجانررب ‪ ،‬غيررر المرغرروب فرريهم ‪ ،‬وأنهررا دعمررت انق بررات‬
‫وشددت على عمليات إرهابية متنوعرة فري بلردان مختلفرة ‪ ،‬وسروف نروجز عرددا‬
‫من تلك ادغتيادت وم اودت قلب أنظمة ال كم في العالم ‪.‬‬
‫والجدير بالذكر " أن وكالة المخابرات المركزية قامرت بقترل عم هرا ‪،‬‬
‫منهم نجودين ديم في جنوب فيتنام ‪ ،‬وترويللو في جمهورية الدومنيكان "(‪. )1‬‬
‫هذه ال قا ق الدام ة التي كشف عنها التقرير ‪ ،‬هري التري دفعرت صر يفة‬
‫هيراليررد تربيررون الدوليررة إلررى القررول بلنرره ‪ … " :‬طيلررة الخمررس وث ثررين سررنة‬
‫األخيرة استخدمت الوديرات المت ردة اإلرهراب كرلداة لسياسرتها الخارجيرة "(‪. )2‬‬
‫أما في عهد ري ران الرداعي لممارسرة اإلرهراب الردولي ‪ ،‬والرر يس الرذي ينتمري‬
‫للتيررار الم ررافظ اليمينرري فرري الوديررات المت رردة ‪ ،‬فقررد اتخررذت سياسررة اإلرهرراب‬
‫والعنررف الترري تمارسررها الوكالررة طابعررا يررا خصوصررا فرري امريكررا الوسررطى ‪،‬‬
‫وشمال افريقيا ‪ .‬ففي خطاب له أمام الكون رس األمريكي قال ري ران ‪ " :‬إذا لرم‬
‫تسرتطع الوديرات المت ردة الرردفا عرن نفسرها فري أمريكررا الوسرطى يتطبيقرا لمبرردأ‬
‫مونرو فانها د تستطيع الدفا عن نفسرها فري أي مكران فري العرالم ي وقرال فري‬
‫نفررس الخطرراب … إننررا د ن ررول دون رفرره الشررعب النيكرراراغوي لل كومررة‬

‫‪ - 1‬اإلرهاب أداة السياسة الخارجية األمريكية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 66‬‬


‫‪ - 2‬انترناشيونال هيراليد تربيون ‪. 2895/21/16‬‬
‫‪217‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬ويقصد بذلك كومرة الثرورة السرنديانية ‪ ،‬وي مرل هرذا الكر م مرن‬ ‫الراهنة "‬
‫أكبررر دولررة فرري العررالم تنررادي بمكاف ررة اإلرهرراب ‪ ،‬تهديرردا بالترردخل المباشررر ضررد‬
‫دولة نيكارغوا ‪.‬‬
‫ويمكررن القررول فرري هررذا الصرردد أن الوديررات المت رردة تقرردم علررى أي عمررل‬
‫إرهابي إذا تعرضت مصال ها للخطر ‪ ،‬فالوديات المت دة تعتبر أي ثرورة يقروم‬
‫بها بلد ما للت رر من ادستعمار تطاود على مصال ها ‪.‬‬
‫والسر ال المطررروح هنررا ‪ :‬هررل يمكررن أن يتصررور إرهرراب أسرروأ مررن هررذا‬
‫اإلرهاب على مستوى الدولة ؟ ‪.‬‬
‫مررررن المسررررتبعد أن تطرررررح إدارة الوديررررات المت رررردة ور سرررراء وكالررررة‬
‫هم‬ ‫المخابرات المركزية هذا الس ال على نفسها ‪ ،‬فاإلرهاب كان وديرزال سر‬
‫الو يررد والر يسرري فرري الصرررا مررن أجررل السرريطرة علررى العررالم " وعلررى هررذا‬
‫األسرراس وبنرراء علررى ايررديولوجيتهم ال ربيررة الرأسررمالية ‪ ،‬د يتوقررف عنررد رردود‬
‫ظررر النشرراطات السياسررية المعاديررة ‪ ،‬بررل يررذهبون إلررى تصررنيف ك رل اشررتراكي‬
‫ماركسي وضعه في قا مة الشاذين جنسيا عن الرجال "(‪. )2‬‬

‫‪ - 1‬م مد م ‪ ،‬قوات التدخل األمريكي من روزفلت إلى ري ان ‪ ،‬مطابع الجا ظ ‪ ،‬بدون تاريخ ‪ ،‬ص ‪. 26‬‬
‫‪ - 2‬من يقف وراء اإلرهاب الدولي ‪ ،‬ترجمة هشام زيان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 129‬‬
‫‪216‬‬
‫إن أي ركة ت ررية فري عررفهم هري ماركسرية ‪ ،‬وأي زعريم وطنري أو‬
‫ثررروري يعمرررل علرررى تخلررريص بررر ده مرررن هيمنرررة اد تكرررارات األمريكيرررة ‪ ،‬هرررو‬
‫ماركسي ‪ ،‬أو عميل للشيوعية الدولية ‪ ،‬ويجب على العالم ال ر أن ي اربه بكرل‬
‫الطرق المشروعة وغير المشروعة ‪.‬‬
‫وكتب الصر في األرجنتينري ( مرارلويتس ) فري كتابره وكالرة المخرابرات‬
‫المركزيررة برردون قنررا ‪ ،‬أن هنرراك واقعررين يررددن بشرركل د يقبررل الجرردل علررى‬
‫ممارسررة اإلبررادة ‪ ،‬باشررتراك الوكالررة وهرري ادنقر ب الررذي أطرراح بسرروكارنو فرري‬
‫أندونيسرريا ‪ ،‬والتهوتررة فرري فيتنررام الجنوبيررة ‪ ،‬وهررو مررا سررمي ببرنررامر فينرريكس ‪،‬‬
‫واستخدمت المخابرات المركزية جماعات سميا بفرو المخرابرات اإلقليميرة ‪،‬‬
‫تتكون من و دات فتنامية جنوبية غيرر نظاميرة ‪ ،‬قامرت ب مر ت علرى القررى ‪،‬‬
‫وعبررر ( ولرريم كررولبي ) فشررل برنررامر فينرريكس ‪ ،‬ممررا أدى األمررر بترردخل و رردات‬
‫عسرركرية أمريكيررة وفيتناميررة جنوبيررة ‪ ،‬واعترررف ولرريم كررولبي أمررام لجنررة مجلررس‬
‫الشرريوخ فرري ‪ 2862‬بررلن ‪ 11596‬مررن المشرربوهين ‪ ،‬قتلرروا نتيجررة تنفيررذ برنررامر‬
‫فينيكس‪ ،‬وبلغ عدد القتلى سب كومة ساي ون ‪ ، 21882‬وهو إبرادة جماعيرة‬
‫وقتل وإرهاب "(‪. )1‬‬
‫إن سياسررة اإلرهرراب الترري تمارسررها الوديررات المت رردة باسررتخدام وكالررة‬
‫مخابراتهرا المركزيرة متعررددة األنروا ‪ ،‬تنفرذ بلسرراليب مختلفرة ‪ ،‬ود تظهرر غالبررا‬
‫للسطح لكن الخفايا تصبح واض ة إما عاج أو ج ‪ ،‬فينتاب العرالم الهلرع مرن‬
‫غدر الوديات المت دة وقسوتها إن العرالم قرد تعلرم ر يرة البراطن القبريح للسياسرة‬
‫األمريكية الخارجية التي تخفيها األقنعة ‪.‬‬
‫إن إدارة ري رران المكاف ررة لإلرهرراب العررالمي أعطررت مبررررا لمررا تنرروي‬
‫اإلدارة األمريكية ارتكبره ضرد ركرات الت ررر الثوريرة ‪ ،‬يرا صرادق مجلرس‬
‫النررواب األمريكرري فرري ‪ 2895/6/21‬علررى تقررديم مسرراعدة بررـ ‪ 16‬مليررون دودر‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 212‬‬


‫‪219‬‬
‫لعصررابات الكررونترا المواليررة لهررا‪ ،‬لضرررب الجبهررة السررانديانية ‪ ،‬وخصصررت ‪25‬‬
‫مليون دودر للمتمردين في اف انستان واعطرت األمرر لوكالرة المخرابرات لتقرديم‬
‫النصح والمشورة(‪. )1‬‬
‫لقد نصح ( الكسند هيغ ) في لقاء مع مجلرة ادكسربريس فري ‪ 2892‬عرن‬
‫قد وعداء ال كومة األمريكيرة ل ركرات الت ررر ‪ ،‬يرا قرال ‪ " :‬لريس بوسرعي‬
‫أن أتصررور ررادت يمكررن أن تجبررر فيه را كررومتي ‪ ،‬أو تررى تطيررق مررا يسررمى‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬هذا تصريح لمس ول فري أكبرر دولرة تردعي الديمقراطيرة‬ ‫ركات الت رر "‬
‫وال رية ونست أنها قامت اص بفعل ركة ت ررية للقضاء على الظلم ‪.‬‬
‫إن م اولة اتهام الردول التقدميرة ‪ ،‬والرافضرة للسياسرة األمريكيرة ‪ ،‬بلنهرا‬
‫تشكل كونفدرالية اإلرهاب ( ليبيا ‪ ،‬كوبا ‪ ،‬إيران ‪ ،‬نيكاراغوا ‪ ،‬كوريرا الشرمالية‬
‫‪ ،‬ادت اد السوفياتي ) فيبدو أن الوديات المت دة نست أنها تورطرت فري لبنران ‪،‬‬
‫وفيتنام ‪ ،‬وأنها أعدت ‪ 25‬ألف جندي من الكوماندوس األمريكري لشرن ال رروب‬
‫الص ر يرة والقررذرة ‪ ،‬بموجررب توجيهررات مجلررس األمررن القررومي رقررم ‪ 242‬ررول‬
‫مكاف ررة اإلرهرراب الرردولي ‪ ،‬والررذي وقعرره مكررافح اإلرهرراب الرردولي ري رران فرري‬
‫‪. 2892/2/4‬‬
‫وإذا كانرت ال كومرة األمريكيرة قررد نسرت ‪ ،‬فاننرا نرروجز عردد مرن األفعررال‬
‫اإلرهابيررة المتمثلررة فررري الترردخ ت وادغتيرررادت ‪ ،‬لن كررد علرررى إرهرراب الدولرررة‬
‫األمريكرري ‪ ،‬وأن دعايتهررا بررلن لإلرهرراب كونفدراليررة ‪ ،‬يجررب أن يررتم ضر ده ألن‬
‫الوديات المت دة هي اإلرهاب بعينه‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬نماذج لإلرهاب األمريكي ‪:‬‬


‫‪ -1‬االغتياالت ‪:‬‬

‫‪- 1‬مجلة فلسطين عربية ‪ ،‬العدد ‪ ، 2895/9/9 ، 257‬ص ‪. 27‬‬


‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪27‬‬
‫‪218‬‬
‫لم يكن ادغتيال والتصفية الجسدية مسللة جديدة في القاموس السياسري ‪،‬‬
‫فقد عملت الثورة الفرنسية ‪ ،‬والثورة الروسية ‪ ،‬على استخدام هذا األسرلوب فري‬
‫تصفية الرموز المعارضة للثورتين ‪ ،‬غير أن الوديرات المت ردة اسرتخدمت هرذا‬
‫األسلوب بشكل ملفت للنظر ‪ ،‬فمرا أن يظهرر قا رد ثروري أو زعريم وطنري أو أي‬
‫شخصية تشكل خطرا على السياسة األمريكيرة فانره يكرون قرد وقرع شرهادة وفاتره‬
‫بيده ‪.‬‬
‫ونوجز هنا عددا من ادغتيادت لشخصيات كان لها دور بارز في إيقاظ‬
‫العالم من سطوة الوديات المت دة ‪.‬‬
‫‪ ‬في بوجاتا عام ‪ 2821‬قامت المخابرات المركزيرة بم اولرة اغتيرال خرورخي‬
‫البرجانيان الزعيم الكولومبي فري ‪ 22‬ابريرل ‪ 2829‬فري شرار بمدينرة بوجاترا ‪،‬‬
‫خ ل انعقاد الم تمر التاسع للردول األمريكيرة ‪ ،‬والرذي ضرره جرور مارشرال‬
‫وزير الخارجية األمريكي ‪.‬‬
‫‪ ‬قامت المخابرات المركزية بالت مر على الرزعيم األفريقري باتريسرا لومومبرا ‪،‬‬
‫كما كان لهرا ضرلع فري اغتيرال ر ريس جمهوريرة الردومينكا روفا يرل تروفوللرو ‪،‬‬
‫وخططررت دغتيررال الررر يس سرروكارنو فرري أندونيسرريا ‪ ،‬وفرانرروس بررادول دوفاليررد‬
‫ر يس جمهورية هاييتي ‪.‬‬
‫‪ ‬قامررت المخررابرات األمريكيررة بم اولررة اغتيررال عبررد الناصررر ‪ ،‬فقررد اعترفررت‬
‫ص يفة واشنطن نيوز في عدد ‪ 21‬فبراير ‪ 2867‬على لسان جورماركي عميل‬
‫المخررابرات المركزيررة ‪ ، CIA‬أنهررا قررد شرركلت فرري منتصررف الخمسررينات ثرر ا‬
‫مجموعررات دغتيررال عبررد الناصررر فرري إدارة إيزنهرراور ‪ .‬وأكررد وزيررر خارجيترره‬
‫جون فوستر دادس أن أمريكا تشعر بالقلق الذي يسببه عبرد الناصرر فري منطقرة‬
‫الشرق األوسط ‪.‬‬
‫‪ ‬كشررف تقريررر لجنررة شررارم أن ال كومررة األمريكيررة قررد خططررت منررذ ‪-2871‬‬
‫‪ 2875‬دغتيررال زعمرراء الثررورة الكوبيررة ‪ ،‬وقررد دمجررت الفصررا ل المعارضررة فرري‬

‫‪221‬‬
‫ركررة السررت ‪ ،‬ومنظمررة دكررردس المعاديررة للثررورة ‪ ،‬و ‪ 41‬نرروفمبر فرري منظمررة‬
‫وا دة أوثير اوريستينسيا القا مة في أمريكا ‪.‬‬
‫‪ ‬م اولررة اغتيررال األميررر سرريهانوك ‪ ،‬كمررا قامررت المخررابرات المركزيررة فعرر‬
‫باغتيال شادي جافان من ل غويات اإلنجليزية ‪.‬‬
‫‪ ‬في السنوات األخيرة طالت قا مة ادتهامات ‪ ،‬وبل ت دها األقصرى باغتيرال‬
‫المطران أوسكار روجر كبير اساقفة السرلفادور ‪ ،‬مرن قبرل عناصرر ترم تردريبهم‬
‫فرري معسرركرات ‪ CIA‬فرري عهررد كررارتر المرردافع عررن قرروق اإلنسرران ‪ ،‬ب جررة أن‬
‫الب د ض ية لعدوان شيوعي ‪.‬‬
‫‪ ‬اغتيررررال الرررردكتور رودفرررري زعرررريم لررررف الشررررعب العامررررل فرررري الجويرررران‬
‫‪ ، 2891/21/24‬وجدت كذلك م اولة دغتيال شاكرن زعيم الكتلة الثورية فري‬
‫السلفادور ‪ ،‬وقد تم اغتياله بالفعل في ‪ ، 2891/22/19‬وجرت م اودت عديدة‬
‫دغتيال ر يس وزراء جامايكا السابق ميكا يل مرانيللى ‪ ،‬ووزيرر األمرن الروطني‬
‫طوامسررون بترراريخ ‪ ، 2891/7/11‬باإلضررافة إلررى اغتيررال نا ررب وزيررر األمررن‬
‫الوطني مانيللى بتاريخ ‪. 2891/21/22‬‬
‫‪ ‬كشفت مجلة التايم والنيوزويك عن مخطط أعدته اإلدارة األمريكيرة بالتعراون‬
‫مع المخابرات اإلنجليزية واأللمانيرة والمصررية والموسراد ‪ ،‬يهردف إلرى اغتيرال‬
‫العقيد القذافي وشن هجوم على بيته ‪.‬‬
‫‪ ‬كشفت شبكة ‪ NBC‬المر ية األمريكية أن إدارة ري ان تردرس إمكانيرة تطبيرق‬
‫سياسة تقضي اغتيال أول ك الذين يصرنف أنهرم زعمراء اإلرهراب ‪ ،‬ويشرمل هرذا‬
‫كل ركات الت رر واألنظمة الوطنية المعادية ألمريكرا ‪ ،‬وذكررت الشربكة فعر‬
‫عررن مس ر ولين فرري اإلدارة األمريكيررة أن أ ررد ادقترا ررات المقدمررة إلررى ري رران‬
‫الموافقة على أن يقوم كوماندوس عسكري بتنفيذ عمليات ادغتيال(‪. )1‬‬

‫‪ - 1‬لمزيد من ادط يمكن الرجو إلى ‪:‬‬


‫‪ -i‬اإلرهاب الدولي بين الواقع والتشويه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 226-227‬‬
‫‪ -ii‬م مد المصري ‪ ،‬اإلرهاب اإلمبريالي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 217‬‬
‫‪222‬‬
‫‪ -2‬التدخل في الشئون الداخلية لدول أمريكا الالتينية ‪:‬‬
‫لقرد أشررنا سرالفا إلرى مبردأ مررونرو الرذي يردعو الردول األوربيرة إلرى عرردم‬
‫التدخل في أمريكا ال تينية ‪ ،‬واعتبرت أي تدخل في هذه األراضي يهردد سرب‬
‫الفقرة الثانية من المبدأ أمن وس مة الوديرات المت ردة ‪ ،‬ويعرود تردخل الوديرات‬
‫المت دة فري مشراكل القرارة األمريكيرة ال تينيرة إلرى ايرام الرر يس كليف نرد ‪ ،‬ففري‬
‫‪ ،‬وقررد وقعرت معاهرردة بررين‬ ‫الصررا علررى ترسريم ال رردود برين غويانررا وفنرزوي‬
‫الطرررفين فرري برراريس ‪ ، 2986‬وكرران ألزمررة فنررزوي هررـذه نتررا ر خطيرررة علررى‬
‫المرردى البعيررد ‪ ،‬فهرري مررن جهررة قررد كرسررت مبرردأ مررونرو‪ ،‬ومررا يعطيرره مررن ررق‬
‫للوديات المت دة ‪ ،‬لمنع تدخل الدول األوروبية في ش ون القارة ‪ ،‬وقرد أضرافت‬
‫مفهوما جديدا يعطي الوديات المت دة التفويه لرعاية ش ون براقي دول القرارة‬
‫ومررن جهررة ثانيررة كانررت هررذه األزمررة نقطررة ت ررول فرري ترراريخ السياسررة الخارجيررة‬
‫األمريكيررة ‪ ،‬فبعررد هررذا ال ررادا شرراهد الترراريخ األمريكرري ترردخ واسررع النطرراق‬
‫ومتزايدا في ش ون العالم كله(‪. )1‬‬
‫ويقدم ( بلينشنكو ) قا مة بالض ايا من أنصار نظرام اللينردي فري تشريلي ‪ ،‬الرذين‬
‫قتلوا وغدرت بهم وكالرة المخرابرات المركزيرة األمريكيرة ‪ ،‬أو إ ردى منظماتهرا‬
‫اإلرهابية العديدة‪ ،‬داخرل وخرار الوديرات المت ردة ‪ ،‬ومرن الم كرد أن ال كومرة‬
‫األمريكية ليست بري رة مرن زعزعرة اسرتقرار نظرام سرلفادور اللينردي نفسره قبرل‬
‫اإلطا ة به في نهاية المطاف(‪. )2‬‬

‫‪ -iii‬اإلرهاب أداة السياسة الخارجية األمريكية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬


‫‪ -iv‬من يقف وراء اإلرهاب الدولي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 82-96‬‬
‫‪ -v‬اإلمبريالية العالمية الم امرات والت ديات ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 71-55‬‬
‫‪ - 1‬فرانكلين اشير ‪ ،‬موجز تاريخ الوديات المت دة األمريكية مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 228‬‬
‫‪ - 2‬م مد عزيز شكري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪22‬‬
‫‪221‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن هناك عدة م اودت سررية وعلنيرة قرد جررت دغتيرال فيرديل‬
‫كاسترو(‪.)1‬‬
‫وأضف إلى ذلك كانت معلومات تشومسكي وفولك ‪ ،‬وهما خبراء فري اإلرهراب‬
‫الرردولي دقيقررة ‪ ،‬فرران وكالررة المخررابرات المركزيررة ومكاتررب ادسررتخبارات فرري‬
‫البنتاغون ‪ ،‬تت مل قسطا كبيررا مرن المسر ولية عرن الفضرا ع المرتكبرة مرن قبرل‬
‫الكونترا في نيكارغوا‪ ،‬والعم ء ال كروميين للردول الصرديقة مثرل ‪ :‬السرلفادور‬
‫وهندوراس واألرجنتين خ ل فترة كم الجنرادت فيها(‪. )2‬‬
‫ومع ذلك لم تتم اإلشرارة ترى إلرى عردد الضر ايا فري روايرات اإلرهراب‬
‫المضادة‪ ،‬والسبب على ما يبدو هرو أن أعمرال المروظفين توصرف بلنهرا نضرال‬
‫مررن أجررل ال ريررة وأن أعمررال الثرروار هرري و رردها الترري توصررف بلنهررا إرهرراب ‪،‬‬
‫وهذا هو السبب في أن سجل اإلرهراب إذا ترم إظهراره علرى قيقتره ‪ ،‬ترى ولرو‬
‫أعطى تسمية اجتماعية ‪ -‬سياسية سيكون غير جدير بادعتماد ‪.‬‬
‫أمررا فرري ادغرروارى فقررد عملررت ال كومررة األمريكيررة علررى الض ر ط علررى‬
‫ال كومة في تعميم ممارسة التعذيب مرن قبرل أجهرزة الدولرة ‪ ،‬األمرر الرذي جعرل‬
‫التعذيب عمل روتيني‪ ،‬وقد أعلنرت منظمرة العفرو الدوليرة فري تقريرهرا الصرادر‬
‫في ‪ 25‬أبريل ‪ 2892‬أن عدد المسجونين السياسيين في األرغواي ‪ ،‬هرو األكثرر‬
‫في العالم ‪ ،‬ومازالت ال كومة األمريكية تدعم وتقف مع هذا النظام(‪. )3‬‬
‫أما في كولومبيا فقد اولت المخابرات المركزية تشويه صورة كاسرترو‬
‫‪ ،‬إلبعرراده عررن المنظمررة األمريكيررة ال تينيررة للتعرراون ‪ ،‬وعملررت علررى اإلطا ررة‬
‫(جاكويا ارينتازغوزمان ) اليسارية في غويتماد ‪ ،‬وقد نج ت في ذلرك وعينرت‬
‫مكانه كارلوس رماس‪.‬‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬


‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬
‫‪ - 3‬م مد م ‪ ،‬قوات التدخل األمريكية من روزفلت إلى ري ان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 225‬‬
‫‪224‬‬
‫أما غرينادا فبعد الف ص والتدقيق تبين أن العدوان لم يخلو من البواعرا‬
‫‪ ،‬فقرد كتبررت صر يفة كريسررتيان سراينس مونيتررور " أن ادعتبرارات أشررارت إلررى‬
‫قرب الجزيرة من قناة بنمرا ‪ ،‬ومصرادر الرنفط فري فنرزوي ‪ ،‬كران لهرا أثرر كبيرر‬
‫على قرار غزو جرينادا "(‪. )1‬‬
‫وقامت وكالة المخابرات المركزية بادشتراك في انقر ب مرارس ‪2827‬‬
‫فرري نررزا هرراييتي ‪ ،‬وفرري عررام ‪ ، 2864-2862‬اشررتركت الوكالررة فرري انق بررات‬
‫مضادة للثورات في بوليفيا وشيلي ‪.‬‬
‫إن الوديات المت دة األمريكية مارست إرهاب الدول علرى نطراق واسرع‬
‫فرري أمريكررا ال تينيررة بصررفة عامررة ‪ ،‬وسرروف نركررز بشرريء مررن التفاصرريل فرري‬
‫األجررزاء القادمررة كيررف تعاملررت الوديررات المت رردة األمريكيررة مررع نيكرراراغوا ‪،‬‬
‫باعتبارها نموذجرا يرا ل ركرة ت رريرة وطنيرة ‪ ،‬تعمرل علرى ت ريرر الرب د مرن‬
‫الهيمنة األمريكية ‪.‬‬
‫ولكررن هررذا اإلرهرراب المباشررر الررذي مارسررته الوديررات المت رردة لررم يكررن‬
‫مقتصرا على أمريكا ال تينية فقط ‪ ،‬برل شرمل كرل أن راء العرالم ‪ ،‬وسروف نرورد‬
‫اآلن نمرروذ ليبيررا ‪ ،‬الررذي يشرركل من نررى خطيرررا ‪ ،‬يررا تررتهم الوديررات المت رردة‬
‫ليبيا باإلرهاب الدولي ‪ ،‬وسوف نرى من يمارس اإلرهاب على اآلخر ؟‬

‫‪ -3‬اإلرهاب األمريكي على ليبيا ‪:‬‬


‫س ال يطرح نفسه هل ال ارة على ليبيا إرهاب مضاد أم عردوان ؟ وهرل‬
‫لها ما يبررها ؟‪.‬‬
‫فرري رررادا رومرررا وفيينرررا وبرررلين ال ربيرررة أشرررارت أصرررابع المخرررابرات‬
‫األمريكية إلى القذافي ‪ ،‬ثم قامت بعمل عسكري ضد ليبيرا وسركانها المردنيين(‪،)2‬‬
‫وكانت الذريعة الفورية للهجوم األمريكي على ليبيا هو تورط ليبيا المزعوم فري‬

‫‪ - 1‬اندرو تومي ‪ ،‬قيقة الجاسوسية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 94‬‬


‫‪ - 2‬م مد عزيز شكري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 17‬‬
‫‪222‬‬
‫ادا انفجار ( ديسكو تيك ) في ألمانيا ‪ ،‬يتردد عليه جنرود أمريكيرون ‪ ،‬والرذي‬
‫قترل فيره جنردي أمريكري اسرود ‪ ،‬وقرد ادعرت كومرة الوديرات المت ردة فري ذلرك‬
‫الوقررت بررلن فرري وزتهررا دلرري ثابتررا علررى الرردور الررذي اضررطلعت برره ليبيررا فرري‬
‫ال ادا(‪ . )1‬الجدير باإلشارة هنا أن المخابرات المركزيرة قامرت بتوجيره التهمرة‬
‫أود إلى سورية ‪ ،‬ثم إيران ‪ ،‬وليس هناك تى هذه الل ظة ما ي كد أيا مرن هرذه‬
‫المزاعم ‪ ،‬وهناك مرن يقرول إلرى اآلن بلنره لريس هنراك دليرل مباشرر وثيرق يمكرن‬
‫د ضره كمرا ذكرر ري ران فرري تراريخ ‪ 22‬أبريرل ‪ ،)2(2897‬ورغرم إلقراء القرربه‬
‫على أردني فيما بعد ‪ ،‬ي مل جواز سفر سوري مزورا ‪ ،‬وأدلى براعتراف علرى‬
‫ما يبدو ‪ ،‬ولكن كومة الوديات المت دة لم تقدم دليلها أبدا(‪.)3‬‬
‫إن الوديررات المت رردة لررم تقرردم أي تبريررر للضرررر العررام الررذي تسرربب برره‬
‫غاراتها ‪ .‬وال قيقة فان جميرع ادتهامرات الموجهرة إلرى ليبيرا بشرلن تورطهرا فري‬
‫أعمررال إرهابيررة أخرررى (خطررف طررا رة شررركة ‪ ، T.W.E‬ررادا خطررف السررفينة‬
‫السيا ية أكي دوردفي في أكتوبر ‪ ، 2895‬رادا إطر ق نرار الرشاشرات فري‬
‫مطررار فيينررا ورومررا فرري ديسررمبر ‪ ، 2895‬و ررادا تفجيررر طررا رة نفاثررة أخرررى‬
‫لشركة ‪ T.W.E‬في الجو في مارس ‪ ) 2897‬إن جميع هرذه ادتهامرات بارتكراب‬
‫هذه األعمال إما ثبت بط نها أو أن أطرافا أخرى لهرا صرلة بهرذه األعمرال ‪ ،‬أو‬
‫أن تلررك ادتهامررات لررم تضررم أي دليررل علررى ص ر تها ‪ .‬بالتررالي فرران ال ررارة علررى‬
‫طرابلس وبن ازي لم تكن ردا على أي ت رشات ليبية ثبت صر تها باألدلرة ‪ ،‬أو‬
‫اية أعمرال غيرر قانونيرة وبنراء علرى ذلرك فران ذريعرة الردفا عرن الرنفس(*) التري‬
‫استخدمها األمريكيون ‪ ،‬وعلى رأسهم ري ان د أساس لها من الص ة بكاملها ‪.‬‬

‫‪ - 1‬فقد ذكر سفير الوديات المت دة في األمرم المت ردة بتراريخ ‪ 2897/2/25‬أمرام مجلرس األمرن أن ال رارة أصرب ت‬
‫ضرورية لرد ليبيا عن ادستمرار في هجومها ضد الوديات المت دة في انتهاك ميثاق األمم المت ردة ‪ ،‬وأنره يوجرد‬
‫دليل مباشر ودقيق د يمكن رفضه على أن ليبيا مس ولة عن وي ت اإلرهاب ‪.‬‬
‫راجع ‪ :‬المجلة األمريكية العالمية ‪ ، 2897 ،‬ص ‪. 447‬‬
‫‪ - 2‬م مد عزيز ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 16‬‬
‫‪ - 3‬تشومسكي ‪ ،‬القراصنة ‪ ،‬ترجمة الناشر ‪ ،‬دار اآلفاق ‪ ،‬ط‪. 221 ، 2884 ، 2‬‬
‫* ‪ -‬سوف يتم مناقشة دعوى الدفا عن النفس في جزء القادم بشيء من التفصيل ‪.‬‬
‫‪225‬‬
‫هذا ب ه النظر عن مناقشة قانونيرة الردفا عرن الرنفس مرن وجهرة نظرر‬
‫القانون الدولي السرا د ‪ ،‬ترى ولرو ألغرراه المناقشرة لرم يثبرت أن ليبيرا لهرا أي‬
‫صررلة بهررذه األعمررال اإلرهابيررة ‪ ،‬لقررد كرران الهجرروم األمريكرري علررى ليبيررا تنفيررذا‬
‫لدبلوماسية القوارب المسل ة ‪ GNU Boats diplomacy‬ضد هذه الدولرة ‪ ،‬التري‬
‫د تعجب سياستها الخارجية صانعي القرار السياسي في الوديات المت دة ‪ ،‬بمرا‬
‫ي تم أن تعاقب مرع األخرذ فري ادعتبرار شخصرية القرذافي فري السياسرة الدوليرة ‪،‬‬
‫وتصديه للقضايا العالمية الم قة ‪.‬‬
‫هذه هي قصة أمريكا ال قيقية ضد ليبيا ‪ ،‬وهي السبب في أن ليبيا ليست‬
‫إيرررران أو سررروريا مرررث ‪ ،‬كررران هررردف هرررذه الشرررجاعة األمريكيرررة ضرررد األبريررراء‬
‫(‪)1‬‬
‫وتجردر اإلشرارة إلرى أن سربب ال رارة علرى طررابلس وبن رازي هرو‬ ‫والمدنيين‬
‫ملهررى برررلين ‪ ،‬غيررر أن العديررد مررن الكترراب المعررروفين ‪ ،‬واسررتنادا إلررى نتررا ر‬
‫الب رروا الترري جرررت فيمررا بعررد بررلن جماعررات متنافسررة مررن تجررار المخرردرات أو‬
‫جماعات الـ ( كورك تس ) النازية الجديدة ‪ ،‬قد تكون الجهات المشتبه بها فعر‬
‫‪ ،‬والترري تقررف وراء ررادا مشرررب برررلين ال ربيررة ‪ ،‬األمررر الررذي ي كررد أنرره د‬
‫ري ان ‪ ،‬ود شولتز ‪ ،‬ود أي سياسي أمريكي خر ‪ ،‬وجد ضرورة لبيران الردليل‬
‫القرراطع الررذي اتخررذ ذريعررة لل ررارة الجويررة الكثيفررة علررى ليبيررا ‪ ،‬ثررلرا مررن مررزاعم‬
‫تورط القذافي في ادثة مشرب برلين ‪ ،‬ولكن هل كران ذلرك مهمرا قرا مادامرت‬
‫ال ارة قد انتهت في خر المطاف إلى أن يكرون دفاعرا عرن الرنفس ضرد هجمرات‬
‫مستقبلية !!!؟‬
‫إن ال ارة األمريكية علرى ليبيرا قرد ترم التخطريط لهرا ‪ ،‬وتنظيمهرا مرن قبرل‬
‫مجموعررة ص ر يرة مررن المرردنيين والعسرركريين ‪ ،‬األميرررال ‪، John Pomdexter‬‬
‫مستشررار ري رران ‪ ،‬ومرردير مجلررس األمررن ‪ ،‬وسرراعده المرر زم ‪، Oliver Nort‬‬
‫والجنرال ‪ ، John modering‬والقبطان ‪ James Jtark‬و خررون … يرا يمكرن‬

‫‪ - 1‬انظررر بيرران ممثررل الجماهيريررة الليبيررة أم رام مجلررس األمررن يرروم ‪ 2897/2/25‬علررى التريكرري وقررد علررق الكاتررب‬
‫األمريكي فولك في كتابه " ثوار وموظفون " على ذلك انظر ص ‪ ، 212-214‬ص ‪. 245-242‬‬
‫‪227‬‬
‫اعتبررارهم مسرر ولين عررن عمليررة العرردوان الررذي تسرربب فرري مقتررل الم ررات مررن‬
‫األبريرراء ‪ ،‬وهرري أكبررر م اولررة اغتيررال فرري العررالم ‪ ،‬تررتم لررزعيم ت رررري(‪ ،)1‬وقررد‬
‫اتخذت العملية التري خطرط لهرا منرذ شرهور شركل فريلم مرن أفر م العنرف وأعمرال‬
‫هوليررود الترري بررر فرري إخراجهررا وإدارتهررا را ررد أعمررال الكرراوبوي الهوليوديررة‬
‫رونالد ري ان ‪.‬‬
‫وتفيررد األخبررار أن ري رران قررد شرراهد فرريلم ( رامبررو ‪ ) 1‬قبررل اتخرراذه قرررار‬
‫الهجررروم علرررى ليبيرررا ‪ ،‬وبعرررد هرررذا الفررريلم الجرررزء الثررراني مرررن افررر م رامبرررو بطرررل‬
‫مسلس ت روكي ‪ ،‬ذي الخوارق العجيبة ‪ ،‬واألمريكري الرذي د تقرف أمامره أيرة‬
‫قوة ‪ ،‬و يدا ي طم الجماعات‪ ،‬ويهزم الم رات ‪ ،‬وبعرد خررو ري ران مرن قاعرة‬
‫العره ‪ ،‬سلله الص فيون عن سروره فابتسم ‪ ،‬وقال ‪ :‬اآلن عرفت مرا سرلفعله‬
‫! وكرران القرررار النهررا ي بالعرردوان علررى ليبيررا(‪ ،)2‬وقبررل شررهر ونصررف تقريبررا مررن‬
‫ال رررارة ‪ ،‬وفررري الوقرررت الرررذي كررران فيررره األسرررطول السرررادس األمريكررري يتلهرررب‬
‫ل قتراب من خلير سرت ‪ ،‬كان ري ان قد اجتمع سرا بمكتبه في البيت األبريه‬
‫لتدارس مختلرف اإلمكانيرات للهجروم علرى ليبيرا ‪ ،‬واغتيرال معمرر القرذافي ‪ ،‬وقرد‬
‫أشررارت فرري الجررزء الخرراص بالع قررات الليبيررة األمريكيررة ‪ ،‬بشرركل تفصرريلي عررن‬
‫خلفيات الصررا الليبري ‪ -‬األمريكري ‪ ،‬منرذ بدايرة المنراورات فري خلرير سررت ‪،‬‬
‫و تى ال ارة في أبريل ‪ ، 2897‬والجدير بالذكر أن التوتر تصاعد بين الدولتين‬
‫بتهديررد الوديررات المت رردة القيررام بعمررل عسرركري ضررد ليبيررا برردعوى ( م اربررة‬
‫اإلرهاب الليبي ) ومنرع ليبيرا مرن مسراندة اإلرهراب الردولي ‪ ،‬وت ردي مرا أسرمته‬
‫وزارة الردفا األمريكيرة المرزاعم الليبيرة فري خلرير سررت(*)‪ ،‬وفري الوقرت الررذي‬
‫يرجع فيه الجانب األمريكي هذه الهجمة على ليبيا إلى وقوف‬

‫‪ - 1‬ص يفة الب ك ‪ ،‬رونالد ري ان ‪ -‬رامبو ‪ ،‬الم رب ‪ ،‬العدد ‪ ، 245‬الجمعة ‪-29‬أبريل‪ ، 2897-‬ص ‪6‬‬
‫‪ - 2‬الخبر أذاعته القناة التلفزيونية الفرنسية الثانية في نشرة بعد الظهر األربعاء ‪ ، 2897/2/27‬وكالة الجماهيرية‬
‫ل‪،‬نباء ‪.‬‬
‫* ‪ -‬سوف يتم مناقشة هذه الدعوى بالتفصيل في الجزء القادم ‪.‬‬
‫‪226‬‬
‫ليبيا وراء ما أطلق عليه ري ان األوكار اإلرهابية(‪. )1‬‬
‫لقررد اشررار القررذافي إلررى أن ب ر ده تواجرره إرهرراب الدولررة ‪ ،‬وأن ري رران د‬
‫يملك دلي يدين ليبيا ‪ ،‬وقد فسر الجانب الليبي هذه السياسة العدوانيرة األمريكيرة‬
‫بلنها ترجع إلى أن الوديات المت دة ‪ ،‬ترى أن سياسة ليبيا موجهرة ضرد سياسرة‬
‫واشنطن في الشرق األوسط‪ ،‬والخلير العربي ‪ ،‬وافريقيرا ‪ ،‬وأمريكرا ال تينيرة ‪،‬‬
‫فرري ظررل ع قررات طيبررة بررين ليبيررا وادت رراد السرروفياتي ‪ .‬ونجررد أن تصررري ات‬
‫المس ولين األمريكيين لم تخف رغبة الوديات المت دة في التخلص مرن القرذافي‬
‫‪ ،‬بل إن الطا رات األمريكية قد قامت بالفعل بقصف مقر إقامة القرذافي وخيمتره‬
‫ودعررت الوديررات المت رردة األمريكيررة الجرريم الليبرري إلررى القيررام بررانق ب ضررد‬
‫القذافي(‪. )2‬‬
‫إن هذه اإلجراءات التري اتبعتهرا اإلدارة األمريكيرة ‪ ،‬تردل بشركل صرريح‬
‫على من يكرون اإلرهرابي ؟ ‪ .‬إن القرذافي دعرم ركرات الت ررر العرالمي اسرتنادا‬
‫إلى مقررات األمم المت دة والجمعية العامة بها ‪ ،‬وانط قا من ق الشعوب في‬
‫تقرير مصيرها ‪ ،‬وقد أسس ذلك في إع ن قيام سلطة الشعب ‪ ،‬وصدور قرانون‬
‫دعررم ركررات الت رررر فرري ‪ 2892‬فرري ليبيررا(*) ‪ .‬والوديررات المت رردة األمريكيررة‬
‫خالفررت كررل المواثيررق واألعررراف الدوليررة ‪ ،‬بم اربتهررا تلررك ال ركررات ‪ ،‬بررل إنهررا‬
‫خرقررت أهررم التوصرريات الترري صرردرت عررن الجمعيررة العامررة ‪ ،‬والترري ت رررم دعررم‬
‫وتشكيل قوات مضادة لل ركات الوطنية السراعية إلرى الت ررر وادسرتق ل ‪ ،‬إن‬
‫الوديات المت ردة وهري تقروم بهرذا العمرل العردواني إزاء ليبيرا ‪ ،‬فهرذه عرودة إلرى‬
‫خرررق صررريح لميثرراق األمررم المت رردة ‪ ،‬وقواعررد القررانون الرردولي ‪ ،‬ويتعلررق األمررر‬

‫‪ - 1‬إبراهيم ش اته ‪ ،‬المواجهة األمريكية ‪ -‬الليبية فوق خلير سررت ‪ ،‬السياسرة الدوليرة ‪ ،‬عردد يوليرو ‪ ، 2895‬يوليرو‬
‫‪ ، 2897‬ص ‪. 221‬‬
‫‪ - 2‬ورد هذا التعبير في ‪ :‬ميكا يل ‪ .‬ت ‪ .‬ك ر ‪ ،‬نظرية التدخل األمريكية الجديدة ‪ ،‬لوموند الدبلوماسية مارس‬
‫‪ ، 2897‬ص ‪. 264‬‬
‫* ‪ -‬ل ط على قانون دعم ركات الت رر انظر مل ق رقم (‪ )6‬نص القانون ‪.‬‬
‫‪229‬‬
‫ب ظر استخدام القوة أو التهديد بها في الع قرات الدوليرة(*)‪ ،‬والرذي تت ردا عنره‬
‫المادة الثانية من ميثاق األمم المت دة والتي تقول " يمتنرع أعضراء الهي رة جميعرا‬
‫فرري ع قرراتهم الدوليررة عررن اسررتعمال القرروة ‪ ،‬أو التلررويح باسررتخدامها ضررد سر مة‬
‫األراضررري ‪ ،‬أو ادسرررتق ل السياسررري ‪ ،‬ألي دولرررة‪ ،‬أو علرررى أي وجررره د يتفرررق‬
‫وميثررراق األمرررم المت ررردة " ‪ ،‬وإذا كانرررت أمريكرررا اولرررت الترررذر ب رررق الررردفا‬
‫الشرعي لتبرير عدوانها ‪ ،‬فران هرذا ال رق كمرا تتضرمنه المرادة (‪ )52‬مرن ميثراق‬
‫األمم المت دة ‪ ،‬يمثل ادستثناء الو يد على مبدأ ظر استخدام القروة الروارد فري‬
‫المادة الثانية‪ ،‬الفقرة الرابعة من الميثاق ‪ ،‬وكونه استنادا ‪ ،‬فان ق الردفا عرن‬
‫الررنفس يجررب أن د يفسررر تفسرريرا ضرريقا تررى د يفررتح البرراب علررى مصررراعيه‬
‫إلهدار األصل العام ‪ ،‬بمقولة إن استعمال القوة للدفا وإنما للدفا عن الرنفس ‪،‬‬
‫وفقا لهذا فان مشروعية استخدام القوة للدفا عرن الرنفس طبقرا للمرادة (‪ )52‬مرن‬
‫الميثاق مشروطة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬سبق وقو اعتداء مسلح على الدولة التي تريد تبرير استعمالها للقوة‬
‫على أساس المادة (‪ ، )52‬إذا جاء فيهرا ( إذا اعتردت قروة مسرل ة‬
‫… ) وقررد عرررف فقهرراء القررانون الرردولي ادعتررداء المسررلح الررذي‬
‫تررنص عليرره هررذه المررادة ‪ ،‬بلنرره " عبررور قرروات مسررل ة ال رردود‬
‫الدولية في صورة بينه بلعداد ضخمة " ‪.‬‬
‫وقرو أعمرال الردفا عرن الرنفس فرور ردوا ادعترداء المسررلح ‪،‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫وقبل انتهاء األعمرال العسركرية مرن قبرل قروات الدولرة المعتديرة ‪،‬‬

‫* ‪ -‬جاء في تقرير اللجنة الخاصة والمعنية بزيادة فعالية مبدأ عردم اسرتعمال القروة فري الع قرات الدوليرة بلنره "يمكرن‬
‫تعريف استعمال القوة أو التهديد باستعمالها دمن يا القوة العسكرية ف سب ‪ ،‬بل ايضرا مرن يرا أوجره اسرتخدام‬
‫القهر مثل القسر السياسي وادقتصادي أو الدعاية العدوانية ‪ ،‬وكرذلك اللجروء إلرى أنشرطة مثرل التخريرب والتخويرف‬
‫ودعم اإلرهاب ‪ ،‬والم اودت المستمرة الرامية إلى تقويه ال كومات ‪ ،‬أو استخدام مرتزقة وتمويلهم " كذلك جاء‬
‫في التقريرر " تمتنرع جميرع الردول عرن تنظريم أعمرال ال ررب األهليرة ‪ ،‬أو األعمرال اإلرهابيرة فري دولرة أخررى ‪ ،‬أو‬
‫الت ريه عليها ‪ ،‬أو مساعدتها ‪ ،‬أو ادشتراك فيها ‪ ،‬أو القبول بلنشطة منظمرة داخرل إقليمهرا موجهرة ن رو ارتكراب‬
‫مثل هذه األعمال ‪ ،‬لقد قامت الوديات المت دة بكل ما يمنعه هذا التقرير ‪.‬‬
‫تقريررر اللجنررة المعنيررة بزيررادة مطالبررة مبرردأ عرردم اسررتعمال القرروة فرري الع قررات الدوليررة ‪ ،‬الوثررا ق الرسررمية‬
‫للجمعية العامة ‪ ،‬الدورة ‪ 47‬وثيقة رقم ‪ A136/41‬منشورات األمم المت دة ص‪.62-61‬‬
‫‪228‬‬
‫ذلررك أن الرردفا عررن الررنفس إنمررا شررر لرررد ادعتررداء ومنعرره مررن‬
‫بلوك أهدافه ‪ ،‬فاذا انتهرى ادعترداء لرم يعرد هنراك مبررر دسرتخدام‬
‫القرروة بمقولررة الرردفا عررن الررنفس ‪ ،‬بررل إن اسررتخدامها يكررون علررى‬
‫سررربيل ادنتقرررام أو تلقررررين المعتررردي درسرررا ‪ ،‬أو غيررررر ذلرررك مررررن‬
‫األغراه التي د صلة لهرا برالمعنى القرانوني الردقيق للردفا عرن‬
‫النفس"(‪. )1‬‬
‫ومن هذا المنطلق إذا كانت الوديرات المت ردة قرد ادعرت أن مرا قامرت بره‬
‫هو عملية وقا ية للدفا الشرعي ت رزا من وقو أعمال أخرى ‪ ،‬فانه ليس فري‬
‫القررانون الرردولي شرريء إسررمه الرردفا الشرررعي الوقررا ي ‪ ،‬ألن أسرربقية ادعتررداء‬
‫المسررلح فرري الزمرران علررى أعمررال الرردفا هررو الشرررط األول مررن شررروط ذلررك‬
‫ادستثناء الوارد في قاعدة عدم استخدام القوة‪ ،‬والرذي ترنص عليره المرادة (‪)52‬‬
‫وذلرررك ترررى د يصررربح الرررزعم بالررردفا الشررررعي الوقرررا ي ذريعرررة لكرررل عررردوان‬
‫مسلح(‪. )2‬‬
‫ويشير عبرد القرادر القرادري أسرتاذ القرانون الردولي فري كليرة ال قروق فري‬
‫الم رررب إلرررى أن الكثيرررر كترررب رررول الررردفا الشررررعي عرررن الرررنفس ‪ ،‬باعتبررراره‬
‫األسرراس الجرروهري فرري الع قررات الدوليررة ‪ ،‬الررذي يكيررف اللجرروء للقرروة ‪ ،‬بيررد أن‬
‫الرجررو إلررى المررادة (‪ )52‬مررن ميثرراق األمررم المت رردة ‪ ،‬وم اولررة توسرريع شررروط‬
‫ررظ تجرراوزات لصررالح المطالبررة ب ررق‬ ‫تطبيقهررا ‪ ،‬أمررر ملفررت للنظررر ‪ ،‬يررا ن‬
‫الرردفا الشرررعي الررذي أتررى تلسيسررا علررى مقولررة القررانون الطبيعرري السررابقة عررن‬
‫القررانون الوضررعي المرردون فرري المررادة (‪ )52‬مررن الميثرراق األممرري ‪ ،‬يررا كانررت‬
‫مناقشات مجلس األمن إثر ال ارة على ليبيرا مناسربة لعرره ال جرر والرذرا ع ‪،‬‬

‫‪ - 1‬عبد القادر القادري ‪ ،‬العنف المضاد األ ادي الجانب ظاهرة في الع قات الدولية ‪ ،‬مجلة الو دة ‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪ ،‬ص ‪. 54‬‬
‫‪ - 2‬إبراهيم أبرام ‪ ،‬العنف السياسي بين اإلرهاب والكفاح المشرو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 69‬‬
‫‪211‬‬
‫القا مة على نظرية الدفا الشرعي الذاتي أو الوقا ي(‪ . )1‬والمشكلة األخررى أن‬
‫رجال القانون األمريكيين في التيار السا د استمروا في تبرير فعلة ري ان كعمل‬
‫من أعمال الدفا عن النفس ضمن معنى أمريكري خراص ‪ ،‬أعطرى للمرادة (‪)52‬‬
‫من ميثاق األمم المت دة ‪ ،‬وإن ت ليل ما يدعى بالتفسير الضيق أو الواسع للمادة‬
‫(‪ )52‬من الميثاق ‪ ،‬يقع خار نطاق أي ب را فري اإلرهراب كعمرل صرادر عرن‬
‫أفرررراد أو عرررن جماعرررات دون الدولرررة‪ ،‬ولكنررره ذو وقرررع علرررى أي رررديا عرررن‬
‫اإلرهرراب مررع ادفتررراه بررلن األعمررال اإلرهابيررة ‪ ،‬يمكررن أن ترعاهررا الدولررة ‪،‬‬
‫وبعبارة أخرى لو أن المجتمع الدولي منظم بطريقة تسرمح لمجلرس األمرن الترابع‬
‫ل‪،‬مم المت دة بممارسرة وظيفتره دون اللجروء إلرى رق الرنقه ‪ ،‬الرذي تتمترع بره‬
‫الدول دا مة العضوية ‪ ،‬وبعضها متورط على ن و خطيرر فري شركل اإلرهراب ‪،‬‬
‫األمررر األشررد خطررورة لكرران بامكرران ليبيررا أن تعتمررد علررى جهرراز األمررم المت رردة‬
‫التنفيذي ‪ ،‬هرذا دتخراذ إجرراء ضرد عردوان الوديرات المت ردة(‪ . )2‬وعر وة علرى‬
‫ذلك ففي ضوء بط ن اتهام أمريكا الموجه إلى ليبيا كداعيرة ل‪،‬عمرال اإلرهابيرة‬
‫‪ ،‬التي كانت مسرتندا فري تبريرر ال رارة األمريكيرة ‪ ،‬كران بامكران ليبيرا نظريرا أن‬
‫تلجررل إلررى المررادة (‪ )52‬مررن الميثرراق علررى أسرراس أن هجومررا أمريكيررا مسررل ا قررد‬
‫صل بالفعل ضد س مة ليبيا وسريادتها واسرتق لها ‪ ،‬ولكرن ذلرك كران مسرت ي‬
‫إذا أخررذنا فرري ادعتبررار عرردم الترروازن السياسرري ‪ ،‬وفرري ال قيقررة العسرركري بررين‬
‫الطرفين ‪ .‬وهذا يعني أن ما يردعي بفاعليرة اإلرهراب المضراد فري ظرل الشرروط‬
‫ال الية للمجتمع الدولي ‪ ،‬هو امتياز مخصص للدول األكثر قروة ‪ ،‬ويبقرى األمرر‬
‫متروكررا لجماعررة ال قرروقيين لترضرري نفسررها ‪ ،‬بتقررديم التبريررر ‪ :‬ثررلر ‪ ،‬انتقررام ‪ ،‬أو‬

‫‪ - 1‬عبد القادر القادري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 52‬‬


‫‪ - 2‬في ال قيقة سرعت ليبيرا إلرى اتخراذ إجرراء مرن قبرل مجلرس األمرن ‪ ،‬لكرن بسربب الرنقه الث ثري أمريكرا بريطانيرا‬
‫فرنسا لم يستطع مجلس األمرن ترى مجررد إدانرة ال رارة األمريكيرة ‪ ،‬إد أن الجمعيرة العامرة ل‪،‬مرم المت ردة بموجرب‬
‫القرار رقم ‪ 49/222‬بتاريخ ‪ ، 2897/22/11‬أدانت الهجوم على ليبيرا ‪ ،‬واعتبررت أن العردوان كران انتهاكرا لميثراق‬
‫األمم المت دة والقانون الدولي ‪ ،‬وكان التصويت بـ ‪ 68‬لصالح القرار ‪ 19‬ضده ‪ 44‬امتنعوا عن التصويت !! ‪.‬‬
‫‪212‬‬
‫دفا عن النفس ‪ ،‬دفا مسبق عن النفس ‪ ،‬أو ما بردا لهرم مرن إبردا مرن أدبيرات‬
‫القانون الدولي العام ‪.‬‬
‫وهكذا برغم مرن كرل اددعراءات األمريكيرة ‪ ،‬واد تمراء وراء تبريررات‬
‫م اربة اإلرهاب الدولي ‪ ،‬جراء عردوانها علرى ليبيرا لي كرد أنهرا تجراوزت مجرال‬
‫اإلرهرراب الرردولي ال مسر ول ‪ ،‬والم رردود العواقررب ‪ ،‬لتمررارس إرهرراب الدولررة ‪،‬‬
‫كلعلى مر لة من مرا ل العدوان ادستعماري المباشرر ‪ .‬وتشراء دورة التراريخ‬
‫أن يقررع هررذا العرردوان فرري أبريررل ‪ 2897‬وشررتان بررين إرهرراب الدولررة ‪ ،‬والعنررف‬
‫القاتررل الررذي تمارسرره أمريكررا ‪ ،‬وبررين األعمررال المشررروعة الترري تمارسررها ليبيررا ‪،‬‬
‫بدعمها ركات الت رر العالمي ‪.‬‬
‫إن اإلرهرراب األمريكرري ضررد ليبيررا يعررد أبشررع أنرروا اإلرهرراب الرردولي ‪،‬‬
‫وعبر عن العقلية العنصرية ال اقدة ضد العررب ‪ ،‬وفعر إثرر ال رارة األمريكيرة‬
‫انفجر اتون ال قد ضد العرب والمسلمين ‪ ،‬وعبر عن الكوامن العنصرية لل ارة‬
‫األمريكية مستشار اإلدارة األمريكية للش ون ادستراتيجية والعسكرية ( ادوارد‬
‫لوتواك ) يا قال ‪ " :‬إن الب ر األبيه هو د فاصل بين ضارتين السرا ل‬
‫المسي ي الذي يجيز ادخت فات في وجهات النظرر ‪ ،‬والسرا ل اإلسر مي الرذي‬
‫يبرز فيه كل من يهاجم ال ضارة ال ربية‪ ،‬ويكتسب اعترافا معنويا مرن الجميرع‬
‫) … أمررامكم فرري جنرروب أوربررا بررديل وا ررد ‪ ،‬فامررا أن ت لقرروا‬ ‫( ويسررتطرد قررا‬
‫رردودكم علرررى العررررب بشررركل كامرررل ‪ ،‬أو تستسررلموا علرررى أسررراس الواقرررع أمرررام‬
‫القرصنة الجديدة ‪ ،‬واعتبر لوتواك أن العربي كاذب تى ولو صدق "(‪. )1‬‬
‫وختررام لهررذا الجررزء بمرراذا يمكررن أن نصررف ال ررارة علررى ليبيررا ‪ ،‬هررل هرري‬
‫إرهرراب مضرراد ‪ ،‬أم عرردوان ‪ ،‬أم أن مررا أسررلفناه سررابقا مررل الجررواب علررى كررل‬
‫التسا دت ؟!! ‪.‬‬

‫‪ - 1‬سن العلوي ‪ :‬المواجهة العربية وادمبريالية من قنال السويس ‪ 2857‬إلى خلير سرت ‪ ، 2897‬جريدة الب ك‬
‫الم ربية عدد ‪ 245‬الجمعة ‪ ، 2897/2/29‬ص ‪. 5‬‬
‫‪211‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫موقف القذافي من قضايا التحرر في عهد الرئيس ريغان‬
‫لقررد د ظنررا أن الصرررا بررين الوديررات المت رردة وليبيررا أخررذ ركي رزتين أساسرريتين‬
‫األولى مكاف ة اإلرهاب والثانية فيما يتعلق بخلير سرت والسيادة عليه ‪ ،‬هل هو مياه‬
‫إقليميررة لليبيررا تطبررق عليرره قرروانين سرريادة الب ررار الداخليررة ؟ أمررا أنرره ميرراه دوليررة ت كمرره‬
‫قوانين ومعاهدات دولية ‪.‬‬
‫ونظررررا لخصوصرررية قضرررية السررريادة فررروق خلرررير سررررت ‪ ،‬ومرررا أدت إليررره مرررن‬
‫صرردامات عسرركرية ومجرراددت قانونيررة فقررد اتخررذها البا ررا كقضررية ت ريريررة ‪ ،‬كرران‬
‫للقذافي موقف ثابت منها‪ .‬تم نتوجه إلى دا ررة أفريقيرا ‪ ،‬والردور الرذي لعبره القرذافي فري‬
‫دعم قضايا الت رير انط قا إلى األممية ‪ ،‬ودعمه ل ركات الت رير العالمية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬قضية السيادة فوق خليج سرت‪:‬‬


‫يقع خلرير سررت برين مردينتي طررابلس وبن رازي ‪ ،‬وطولره ‪ 411‬ميرل وعرضره‬
‫‪ 211‬ميررل ب ررري تقريبررا(‪ . )1‬ويطلررق عليرره اسررم خلررير سرررت نسرربة إلررى مدينررة سرررت‬
‫السا لية ‪ ،‬وفي ‪ 2864/21/8‬أصدرت ليبيا إع نا بعثت بره إلرى األمرم المت ردة أبل تهرا‬
‫فيه أن خلير سرت الواقع في أراضيها والذي ت ده شرقا وغربا اليابسة الليبية ‪ ،‬وي ده‬
‫شماد خط العره ‪ 41‬درجرة و‪ 41‬دقيقرة‪ ،‬يعتبرر جرزء د يتجرزأ مرن إقليمهرا ‪ ،‬يخضرع‬
‫لكل سيادتها باعتباره مياه داخلية ‪ ،‬يبدأ بعدها ب رها اإلقليمي ب ه النظرر إلرى ت ل لره‬
‫في إقليمها ‪ ،‬وتداخله فيه وممارستها عليه قوق السيادة عبر التاريخ الطويرل مرن دون‬

‫‪ -1‬اللجنة اإلدارية لإلع م الثوري‪ ،‬غطرسة القوة األمريكية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المواجهة الليبية األمريكية فروق مياهنرا‬
‫الداخلية‪ ،‬وثا ق وشهادات عالمية‪ ،‬مطابع الثورة العربية‪ ،‬طرابلس‪ ،2892 ،‬ص‪.26‬‬
‫‪214‬‬
‫منازعررة باعتبرراره ملكررا لهررا‪ .‬فضرر عرررن يويترره بالنسرربة ألمررن الجمهوريررة الليبيرررة ‪،‬‬
‫وضرورة اإلشراف عليها إشرافا تاما لضمان أمرن وسر مة الرب د برالنظر إلرى وضرعه‬
‫الج رافي ‪ ،‬الذي يشرف على قلب الب د ‪ ،‬ود يجوز للسفن األجنبية العامة والخاصرة‬
‫دخول هذا الخلير ب ير إذن مسبق من السلطات الليبية(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬نص اإلع ن الذي وجه إلى األمم المت دة بخصوص خلير سرت المل ق رقم (‪.)7‬‬
‫‪212‬‬
‫أوال ‪ /‬األهمية الجغرافية لخليج سرت‪:‬‬
‫سرروف نتنرراول فرري هررذه الفقرررة الوضررع الج رافرري لخلررير سرررت ‪ ،‬مررن يررا‬
‫مسرراهمة فرري خلررق ع قررة اتصررال وثيررق بررين اإلقلرريم األرضرري والعررالم ‪ .‬أي أننررا سرروف‬
‫نتناول الظروف الج رافية التي جعلت الخلير جرزء مرن اإلقلريم األرضري الم ريط بره ‪،‬‬
‫بشكل مستمر على مر العصور التاريخية وذلك من خ ل النقاط اآلتية‪.‬‬
‫‪ .1‬أصل تسمية الخليج‪:‬‬
‫لقد استمد خلير سرت هذه التسمية من خ ل وضعه الج رافي والهيردروغرافي‬
‫‪ ،‬وشهرته السي ة عند قدماء اليونانيين ‪ ،‬فلقد أشار الج رافيرون والم رخرون اليونرانيون‬
‫القدماء إلى أصل هذه التسمية بلنها مستمدة من مصيدة السفن ‪ ،‬التي تردخل إلرى الخلرير‬
‫فمررن المرررجح أن أصررل هررذه التسررمية يرجررع إلررى الكلمررة اليونانيررة ( سررريتس ) والترري‬
‫ترجمها أستاذ الدراسات األثرية م مد الذويب بلنها تعنري " ب يررة ضر لة قليلرة العمرق‬
‫وملي ة بالرمال متصرلة برالب ر أو قريبرة منره "(‪ .)1‬وهرذه الكلمرة فري األصرل كمرا يشرير‬
‫الررذويب مشررتقة مررن الفعررل ( سرريرو ) والررذي يعنرري ( إجررذب أو شررد)(‪ . )2‬ونظرررا لصررفة‬
‫المياه الض لة القليلة التري إذا انجرذبت السرفن إليهرا صرعب الخررو منهرا‪ ،‬وعرن الل رة‬
‫اليونانية جاء التسمية ال تينية ‪.Surthai‬‬
‫وقد أطلرق هرذا ادسرم علرى خلرير سررت ‪ ،‬نظررا لضر الة مياهره وكثررة الشرعب‬
‫رة فري الخلرير ‪،‬‬ ‫المرجانية والصخور بهرا(‪ ،)3‬والتري كانرت بردورها تعروق ركرة الم‬
‫خصوصا بالنسبة للسفن الكبيرة‪.‬‬

‫‪ .2‬الوضع الهيدروغرافي لميا الخليج من حيث األعماق والمالحة‪:‬‬


‫يتضح من خ ل كتابات قدماء الج رافيين والم رخين اليونان أن خلرير سررت‬
‫رة‪ .‬وفقرا لدراسرات هر دء الج ررافيين فقرد‬ ‫كان مجرد ب يرة ض لة غير صرال ة للم‬

‫‪ -1‬م مد المبروك الذويب‪ ،‬ر يس قسم الدراسات األثرية‪ ،‬ترجمة مصطل ات يونانية‪.‬‬
‫‪ -2‬المرجع السابق نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬بطرس البستاني‪ ،‬كتاب دا رة المعارف‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬المجلد ‪ ،21‬بيروت‪ ،2894 ،‬ص‪.421‬‬
‫‪215‬‬
‫اتفقوا من استرابو الذي عام في القرن األول المي دي إلى ( برديكوبيوس القيصرري )‬
‫الررذي عررام فرري القرررن السررادس علررى وصررف الخلررير بضر الة مياهرره ‪ ،‬وكثرررة الشررعب‬
‫المرجانية فيها ‪ ،‬مما أدى إلى تجنب الب ارة المرور بالقرب من فت ته في ذلك الوقت‪.‬‬
‫وقررد أكررد الج رافيررون وجررود جررزر فرري الخلررير يررا يذكراسررترابو " أن أول مررا‬
‫يصادف المرأ بعد رأس كيفادي ي رأس الزروق إلى ال رب من مصرراته هري ب يرر‬
‫كبيرة تتصرل برالب ر‪ ،‬وتوجرد عنرد مصربها مجموعرة مرن الجرزر "(‪ . )1‬ويضريف علرى‬
‫فهمي خشريم إن هرذه الب يررة هري ب يررة تاورغراء ‪ ،‬إد أن ك وديروس بطليمروس ردد‬
‫مواقع هذه الجزر ‪ ،‬وأسماها في كتابه الج رافيرا ‪ .‬وبرالرغم مرن عردم إشرارة الج رافري‬
‫الروماني بديكوبيوس القصيري إلى وجود هذه الجزر ‪ ،‬إد أنه أشرار إلرى ضر الة ميراه‬
‫الخلررير ‪ ،‬وتوغلرره فرري اليابسررة وانتشررار النت ر ات الصررخرية برره‪ ،‬ممررا يعنرري اسررتمرار‬
‫الوضرررع الهيررردروغرافي لميررراه الخلرررير كميررراه ضررر لة مجصرررورة بررراإلقليم األرضررري‪،‬‬
‫ومتصلة به ج رافيا ‪ ،‬و يرا يقرول برديكوبيوس ‪ ... " :‬شراطا الب رر هنراك يأي خلرير‬
‫سرت الكبير يقسمه الب ر بداخله ربما كان م طى بالماء ‪ ،‬فانه يبدو وكلنه يختفري ود‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫يصبح واض ا ‪ ،‬فيشكل بان نا ه خليجا ه لي الشكل طوي جدا "‬
‫ومن خ ل هذا العرره يتبرين لنرا أن ميراه الخلرير كانرت فري ذلرك الوقرت القررن‬
‫السادس المي دي ض لة ‪ ،‬وملي ة بالصخور والرمال ‪ ،‬ود يمكرن اإلب رار فيهرا إد فري‬
‫قرروارب ص ر يرة ‪ ،‬والترري كانررت أهررم وسررا ل ادتصررال بررين جز رري الررب د شرررقا وغربررا‬
‫بالنسبة ألهالي هرذه المنطقرة‪ .‬وباسرتخدام هرذه ال قرا ق يتلكرد لنرا أن هرذا الجرزء ديمكرن‬
‫اعتباره جزءا من الب ر وبالتالي اعتباره عند ا تساب المياه األقليمية ‪.‬‬
‫أمررا فرري العصررر ادس ر مي فلررم يعتمررد البا ررا علررى أي دراسررة متعلقررة بلعمرراق‬
‫ررة فيرره ‪ ،‬إد " إن بعرره الج رررافيين المسررلمين أشرراروا إلررى‬ ‫الخلررير‪ ،‬وإمكانيررة الم‬

‫‪ -1‬علي فهمي خشيم‪ ،‬نصوص ليبية‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ط‪ ،2865 ،1‬ص‪94‬‬
‫‪ -2‬المرجع السابق ص‪.269‬‬
‫‪217‬‬
‫وجود الموانا على هذا الخلير ‪ ،‬والتي تشمل موانا مصرراته سررت اجردابيا وبن رازي‬
‫"(‪.)1‬‬
‫وفرري القرررن الثررامن عشررر يررورد الم رخررون األوروبيررون أن علرري باشررا ‪ ،‬وافررق‬
‫علررى إرسررال أ ررد الضررباط الفرنسرريين فرري عررام ‪ ، 2677‬لتخطرريط بررروز الشررواطا ‪،‬‬
‫وخاصة خلير سرت الكبير(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬علي م مد فهمي‪ ،‬التنظيم الب ري ادس مي في شرق المتوسط‪ ،‬ترجمة قاسم عبده قاسم‪ ،‬دار الو دة‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط‪ ،2892 ،2‬ص‪.64‬‬
‫‪ -2‬رودلفو ميكاكي‪ ،‬طرابلس العرب ت ت كم األسرة القرمانلية‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.56‬‬
‫‪216‬‬
‫ويشير شارل فيرو إلى أن الضرابط الرذي كلرف بالمهمرة هرو ‪ Pechabent‬والرذي‬
‫قام باعداد خريطة لخلير سرت(‪. )1‬‬
‫ويشير البا ا عمران الصفراني إلى بداية القرن التاسع عشرر ‪2912‬م ‪ ،‬يرا‬
‫قام الر الة ادنجليزي سميت بر لة سا لية مارا بمياه خلير سرت ‪ ،‬برفقرة ادخروان (‬
‫ظرات التري ترم تسرجيلها خر ل الر لرة ‪،‬‬ ‫بيتم ) يا ألف األخوان كتابا يتضمن الم‬
‫وقد خصص الم لفان الفصل العاشر من هذا الكتاب لدراسة خلير سرت(‪.)2‬‬
‫ي من قبل السفن‬ ‫وتعد منطقة خلير سرت في الوقت ال اضر منطقة نشاط م‬
‫الليبية‪ ،‬نظرا لوقع الكثير من المروانا الهامرة فري خلرير سررت ‪ ،‬إد أن الخلرير يشرتمل‬
‫على مناطق ب رية ذات أعماق كبيرة " أن أكثر من ثلا مسرا ة الخلرير دتزيرد عمقهرا‬
‫عن عشرين متر "(‪ . )3‬إن الخلير ديشتمل على عدد كبير مرن الصرخور ال اطسرة ت رت‬
‫المياه ‪ ،‬والتي توض ها الخرا ط ال ديثة باإلضرافة إلرى جرزر أو صرخور تن سرر عنهرا‬
‫المياه‪.‬‬

‫‪ .3‬الموقع الجغرافي لخليج سرت‪:‬‬


‫تبلغ المسا ة اإلجمالية لخلير سرت روالي ‪ 91‬ألرف كرم‪ 1‬تقريبرا ‪ ،‬منهرا روالي‬
‫‪ 41‬ألف م صورة بين خط األعماق ‪ 11‬متر وخط السا ل هذا وتترراوح األعمراق فري‬
‫الخلير بين خط الصفر على الشاطا وعمق ‪ 291‬متر في بعه مناطق الخلير(‪. )4‬‬
‫وت دد أبعاد خلير سرت كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬شارل فيرو‪ ،‬ال وليات الليبية منذ الفتح العربي تى ال زو اإليطالي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.218‬‬
‫‪ -2‬عمررران عبدالسرر م الصررفراني ‪ ،‬السرريادة علررى الخلجرران التاريخيررة ‪ ،‬والسرريادة العربيررة الليبيررة لخلررير سرررت‪.‬‬
‫منشورات جامعة قاريونس ‪ ،‬ط‪ ،2882 ، 2‬ص‪.421‬‬
‫‪ -3‬إدارة المعاهرردات و الش ر ون القانونيررة‪ ،‬أمانررة اللجنررة الشررعبية العامررة ل تصررال الخررارجي والتعرراون الرردولي‪ ،‬نبررذة‬
‫مختصرة عن خلير سرت ‪ ،‬وثيقة غير منشورة‪ ،‬صدرت بتاريخ ‪ ،2897 4 / 18‬ص‪.4‬‬
‫‪ -4‬المرجع السابق ص‪.1‬‬
‫‪219‬‬
‫أ‪ .‬فت ة الخلير من غرب مدينة العقورية ب روالي ‪25‬كرم فري الشررق ‪ ،‬إلرى ال ررب مرن‬
‫مدينررة زليررتن ب رروالي ‪ 25‬كررم ‪ ،‬وعلررى خررط عررره ‪ 41‬درجررة ‪ 41‬دقيقررة شررماد تبلررغ‬
‫‪ 188.6‬ميل ب ري‪.‬‬
‫ب‪ .‬أقصى عمق للخلير عند بلدة العقيلة والي ‪ 245‬ميل ب ري ‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫‪ .‬م يط الخلير من النقطة ‪ 25‬إلى ال رب من مدينة العقورية إلى النقطرة ‪ 25‬كرم إلرى‬
‫القررررب مرررن مدينرررة زليرررتن ررروالي ‪ 261.5‬ميرررل ب رررري(‪ .)1‬وعلرررى هرررذا فررران الوضرررع‬
‫الج رافي للخلير ‪ ،‬يجعله يشرف على مناطق شاسرعة مرن اإلقلريم األرضري الم ريط بره‬
‫كمررا يجعلرره المنفررذ الب ررري للمنرراطق الجنوبيررة والشرررقية وال ربيررة ‪ ،‬باإلضررافة إلررى أنرره‬
‫يمثررل لقررة اتصررال طبيعيررة لررربط السرروا ل المطلررة عليرره والترري ت ترروي فرري طرفيهررا‬
‫الشرقي وال ربي على أهم مناطق العمران السكاني للب د ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األهمية األمنية واالستراتيجية واالقتصادية لخليج سرت ‪:‬‬


‫نظرا لت ل ل الخلير في اإلقليم البري الليبي وموقعه فري وسرط السرا ل الليبري ‪،‬‬
‫فانرره يشرركل جررزء مررن أقلرريم الدولررة ‪ ،‬ب كررم ادتصررال الوثيررق بررين هررذا الخلررير واإلقلرريم‬
‫الم رريط برره ج رافيررا‪ .‬إضررافة إلررى أن الترراريخ الجيولرروجي والهيرردروغرافي لميرراه ه رذا‬
‫الخلير ‪ ،‬ثبت إتصاله باإلقليم األرضي هذا باإلضافة ادستعمال الطويل المتعدد ‪ ،‬الرذي‬
‫يرتبط بالسيادة على اإلقليم األرضي الم يط به ‪ ،‬ونظرا ل‪،‬همية ال يوية للخلرير سرواء‬
‫من النا ية األمنية وادستراتيجية ومن النا ية ادقتصادية نعرضها على الن و التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬األهمية االقتصادية‪:‬‬
‫تتضح األهمية ادقتصادية للخلير من خ ل اتصراله بالمنراطق الجنوبيرة للرب د ‪،‬‬
‫والتي تعد مصدر الثروات الطبيعية التي يقوم عليها ادقتصاد الليبي‪.‬‬
‫يا أن السروا ل الجنوبيرة للخلرير والتري يتخللهرا الكثيرر مرن المسرتنقعات التري‬
‫تتصل بمياه الخلير ‪ ،‬وتتسم بض التها ‪ ،‬وقد تكون جافة تماما فري بعره فصرول السرنة‬
‫‪ .‬وقد عرفرت منرذ فتررة طويلرة كمنراجم للكبريرت ‪ ،‬يرا يطلرق بعره المر رخين علرى‬
‫خلير سرت " اسم جون الكبريت "(‪ .)2‬وي كد عبد العزيز طريح عن وجود تلرك المرادة‬

‫‪ -1‬عمران عبدالس م الصفراني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.456‬‬


‫‪ -2‬سن الفقيه‪ ،‬اليوميات الليبيرة‪ ،‬الجرزء األول‪ ،‬ت قيرق م مرد األسرطى‪ ،‬منشرورات جامعرة الفراتح‪ ،‬طررابلس‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪2892‬م‪ ،‬ص‪ 48‬الهامم ( ‪) 2‬‬
‫‪241‬‬
‫على السوا ل الجنوبية للخلير ‪ ،‬بكميات كبيررة تقردر بن رو مرا تي ألرف طرن سرنويا(‪. )1‬‬
‫ويذكر الم رخ اإليطرالي كوسرتانزيورينا أن أ رد الشرركات الفرنسرية كانرت قرد تعاقردت‬
‫مع بعه الزعماء الوطنيين على است ل هذه المادة ‪ ،‬إد أن تصديرها قد توقرف سرنة‬
‫‪2978‬م نظرا لعدم اعتراف السرلطات التركيرة بادمتيرازات الممنو رة لهرذه الشرركة(‪.)2‬‬
‫وتذكر المراجع أن المناطق الواقعة جنوب خلير سرت عرفرت بوجرود مرادة البوتراس ‪،‬‬
‫التي كانت تستخر من وا رة مررادة فري فتررة اإل رت ل اإليطرالي ويرتم تصرديرها إلرى‬
‫(‪)3‬‬
‫العقيلرة‬ ‫إيطاليا عن طريق ميناء يقع على الشاطا الجنوبي للخلير بالقرب من منطقرة‬
‫‪ .‬وبعررد اكتشرراف الررنفط فرري المنرراطق الواقعررة جنرروب خلررير سرررت أصرربح الخلررير بمثابررة‬
‫ميناء نفطي كبيرر ‪ ،‬يرا أقيمرت علرى سروا له أربرع مروانا نفطيرة يصردر مرن خ لهرا‬
‫‪ %81‬من النفط الخام والمكرر‪ .‬وهي منتشرة لمسافة ‪ 411‬كرم علرى الشراطا الجنروبي‬
‫للخلررير ‪ ،‬وتشررمل مررروانا الزويتينررة والبريقرررة والسرردرة ورأس دنررروف باإلضررافة إلرررى‬
‫الموانا األخرى على هذا الخلير والتي تعد من أهرم مراكرز التبرادل التجراري لليبيرا مرع‬
‫الدول اإلجنبية مثل ميناء مصراته وبن ازي وسرت وطرابلس‪.‬‬
‫ورغررم هررذا فرران الخلررير لررم يشررتهر كمنطقررة صرريد ب ررري ‪ ،‬إد أنرره يمثررل منطقررة‬
‫مصررا د اإلسررفنر ‪ ،‬فالمسررتخر مررن هررذه المنطقررة يعررادل مررا يررتم اسررتخراجه مررن شرررق‬
‫وغرب الب د إد أن ادهتمام اإليطالي به عرف مبكرا‪.‬‬
‫ومررن هنررا فرران األهميررة ادقتصررادية لخلررير سرررت تبرردو واضر ة للعيرران ‪ ،‬و تررى‬
‫بمجرد النظر إلى الخارطة الليبية فالخلير يعد منفرذا ب ريرا مهمرا لليبيرا ‪ ،‬ثرم أن خررو‬
‫الخلررير مررن السررطرة الليبيررة يعنرري أن طرررابلس وبن ررازي سررتكون خررار نطرراق ال رردود‬
‫الب رية‪.‬‬

‫‪-1‬عبدالعزيز طريح شرف‪ ،‬ج رافية ليبيا‪ ،‬ط‪ ،2‬بدون دار طبع‪ ،2874 ،‬ص‪.627‬‬
‫‪ -2‬كوستانزيورينا‪ ،‬طرابلس من ‪ 2521‬إلى ‪ ، 2951‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.419‬‬
‫‪-3‬عبدالعزيز طريح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.628‬‬
‫‪242‬‬
‫‪ .2‬األهمية االستراتيجية لخليج سرت‪:‬‬
‫أنه بالنظر إلى الموقع الج رافي لخلرير سررت وأهميتره ادقتصرادية التري أشررنا‬
‫إليهررا سررلفا‪ ،‬فرران الخلررير يشرركل أهميررة خاصررة ألمررن ليبيررا واسررتراتيجيتها الدفاعيررة ‪،‬‬
‫وي صر البا ا ذلك ل‪،‬سباب التالية‪:‬‬
‫‪ .2‬ي تررل خلررير سرررت نظرررا ل جمرره ومقرردار توغلرره فرري السررا ل الليبرري علررى قلررب‬
‫الب د ‪ .‬ويفصل بين أكثر المناطق السركانية فري الرب د ‪ ،‬كمرا تقرع علرى شرواط ة‬
‫عرردة مرردن ومرروانا ومنش ر ت نفطيررة وصررناعية مهمررة‪ .‬هررذا باإلضررافة إلررى كونرره‬
‫وسرريلة اتصررال طبيعيررة ‪ ،‬سررواء للمواص ر ت الب ريررة أو الهاتفيررة بررين المنرراطق‬
‫الشرقية وال ربية لليبيا ‪ .‬ولهذا فان أي سفينة أو طا رة‬

‫‪241‬‬
‫‪ .1‬تتوغل في الخلير ‪ ،‬أو في أجوا ره ‪ ،‬بامكانهرا تهديرد المنراطق ال يويرة الموجرودة‬
‫على السا ل‪ ،‬سواء كانت عسكرية أو اقتصرادية ‪ ،‬كمرا أن ذلرك يهردد ادتصرال‬
‫ب ريا أو بريا بين المناطق الشرقية وال ربية للب د‪.‬‬
‫‪ .4‬وتلسيس على ما سبق فان ضرورة خضو خلير سرت للسيادة الليبيرة المطلقرة‬
‫‪ ،‬يمكنها من ضمان مصالح سياسية ألمن واستق ل الب د ‪ ،‬ويمكنها من الدفا‬
‫عررن هررذه المصررالح بشرركل أكثررر كفرراءة يضررمن الم افظررة علررى كيانهررا وو رردة‬
‫أراضررريها واقتصرررادها الررروطني‪ .‬والرررذي ديسررربب فررري نفرررس الوقرررت اي ضررررر‬
‫للمجتمع الدولي ‪ ،‬دنعدام المصالح الدولية المشتركة في اعتبار خلير سرت من‬
‫ررة الدوليررة واسررتمرارية السرريادة‬ ‫ضررمن أعررالي الب ررار ‪ ،‬لبعررده عررن طرررق الم‬
‫الكلية عليه عبر التاريخ ‪.‬‬
‫فالوضع القانوني كما سنرى لخلير سرت يوضح بانه جرزء مرن األقلريم ‪ ،‬سرواء‬

‫من يا وضعه الج رافي ‪ ،‬باعتباره يشكل توغ عميقا للب ر فري اإلقلريم األرضري ‪،‬‬
‫ة الب رية الدولية عبر الب ر المتوسط وذا أهمية ألمن‬ ‫مما جعله بعيدا عن طرق الم‬
‫الدولة ‪ .‬ولكن لنطرح هذا التسا ل من أين استمدت ليبيا هذه الشرعية القانونية باعتبرار‬
‫خلير سرت في نطاق سيادتها الوطنية ؟‬

‫ثالثا‪ :‬الموقف الليبي من خليج سرت ( حق السيادة )‪:‬‬


‫قبل اإلجابة على هذا التسا ل فاننا نرى من الضرورة إيضاح بعه التفسيرات‬
‫الخاصة بالب ار والخلجان ‪ ،‬بما يتمشى مع القانون الدولي‪ .‬فرالب ر قانونيرا يخضرع إلرى‬
‫ث ا مناطق مميزة تخضرع إلرى ث ثرة أنظمرة مختلفرة ‪ ،‬وهري الب رر العرام " إذا اتجهنرا‬
‫من عره الب ر ن و السا ل والميراه اإلقليميرة والميراه الداخليرة تسرمى الميراه الداخليرة‬
‫كذلك الب ر اإلقليمي وهي مسا ة من الب رر تقرع برين الميراه الداخليرة والسرا ل والب رر‬

‫‪244‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬ونجد أن اتفاقية األمم المت دة ول قانون الب ار لعام ‪2891‬م اكدت نظرية‬ ‫العام "‬
‫السيادة على المياه اإلقليميرة ‪ ،‬وتجمرع علرى " أن سريادة الدولرة تمترد مرن خرار إقليمهرا‬

‫ومياهها الداخلية إلى منطقة الب ر الم صقة لشواط ها ‪ ،‬تعرف باسم الب رر األقليمري ‪،‬‬
‫وسرريادة الدولررة علررى ب رهررا اإلقليمرري تشررمل السرريادة علررى مررا ت ررت هررذا الب ررر وعلررى‬
‫رررظ أن عررردد مرررن الررردول بعرررد فشرررل‬ ‫الطبقرررات ال يويرررة الممتررردة فررروق سرررط ه(‪ . )2‬ون‬
‫م تمرات قانون الب ار ‪ ،‬قد خولت لنفسه ق زيرادة مسرافة ب رهرا اإلقليمري إلرى أكثرر‬
‫من ‪ 21‬مي " فقد زادت نيجيريرا مرن مسرافة ب رهرا اإلقليمري ‪ 41‬مري ‪ ،‬وسروريا إلرى‬

‫‪ 45‬مي ‪ ،‬وباكستان إلرى ‪ 51‬مري ‪ ،‬والم ررب ‪ 61‬مري ‪ ،‬والجرابون إلرى ‪ 211‬مري ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫"‬ ‫واألرجنتين ‪ 111‬مي ‪ ،‬كم أن هناك عشرين دولة تعتمد عرضا يتجراوز ‪ 211‬مري‬
‫‪ .‬والخ صة أن العرف الدولي لريس مو ردا بشرلن ت ديرد مسرافة الب رر اإلقليمري ‪ ،‬وأن‬
‫القانون الدولي المعاصر ديتضمن أي قاعدة واض ة والزاميرة رول الموضرو ‪ ،‬وأن‬
‫غالبية الدول قد أصدرت تشريعات داخلية ددت بها عره ب رها اإلقليمي‪.‬‬
‫ومن هنا ليس بامكان أ د أن يدعي أن هذه التشريعات مخالفة للعرف الردولي ‪،‬‬
‫وقواعد القانون الدولي كما " أن الخلرير فري القرانون الردولي مسرا ة مرن الب رر الم لقرة‬
‫فرري إقلرريم دولررة سررا لية نتيجررة تعرجررات طبيعررة للسررا ل ‪ ،‬ويعتبررر خليجررا فرري مفهرروم‬
‫ادتفاقيات الدولية ال ديثة كل ان راف اد يكون عمقه وفت ته في وضع يجعله ي توي‬
‫مياه م بوسة باألره ‪ ،‬ود يعد ادن رراف خليجرا مرالم تكرن مسرا ته مسراوية أو تزيرد‬
‫على نصف دا رة يكرون قطرهرا الخرط المرسروم برين رأس فت رة هرذا ادن رراف "(‪. )4‬‬
‫ويشررير د‪ .‬م مررد المجررذوب عميررد كليررة ال قرروق بالجامعررة اللبنانيررة " بررلن الخلررير فرري‬

‫‪ -1‬م مد السماك‪ ،‬الج رافيا الساسية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.216‬‬


‫‪ -2‬سليم داد‪ ،‬الب ار الم لقة والب ار المفتو ة‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬م سسة اإلهرام ‪ ،‬القراهرة ‪ ،‬العردد ‪ 95‬سرنة‬
‫‪2897‬م‪ ،‬ص‪.261‬‬
‫‪ -3‬السيد عوه‪ ،‬الع قات الليبية ‪ -‬األمريكية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫‪ -4‬سالم ساسي ال ا ‪ ،‬قانون الب ار الجديد ‪ ،‬بين التقليد والتجربة ‪ ،‬معهد اإلنماء العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪2896 ، 2‬‬
‫‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪242‬‬
‫القانون الدولي العام مسا ة من الب ر مت ل لة في إقلريم دولرة سرا لية نتيجرة للتعرجرات‬
‫الطبيعية للسا ل ‪ ،‬ويعتبر خليجا بمفهوم اتفاقية جينيرف لعرام ‪ ،2859‬وللخلجران نوعران‬
‫النو األول وهو خلير وطني والثاني وهو الخلير الدولي "(‪. )1‬‬
‫والخلير الوطني كما يرى سن س مة " هو الذي يقع كله في إقليم دولة وا ردة‬
‫‪ ،‬وهررو يعررد جررزء مررن الميرراه الداخليررة للدوليررة السررا لية‪ ،‬أمررا الخلجرران الدوليررة فتشررمل‬
‫الخلجان التي تقع في أقليم دولة وا دة ‪ ،‬يزيد اتسا فت تها على ‪ 12‬مري ‪ ،‬كمرا تشرمل‬
‫الخلجان التي تقع في إقليم أكثر من دولة "(‪. )2‬‬
‫وهناك عدد من ادتفاقيات الدولية منها اتفاقية ‪ ، 2819‬التي ترنص فري مادتهرا (‬
‫‪ ) 6‬أن الخلررير تررى يعتبررر كررذلك أن تصررل فت ترره ‪ 12‬مرري ب ريررا ‪ ،‬واتفاقيررة جنيررف‬
‫‪ 2859‬والمرادة ( ‪ ) 21‬مررن اتفاقيررة األمررم المت ردة لقررانون الب ررار لعررام ‪ ، 2891‬وتررنص‬

‫على أنه إذا كانت المسافة بين دي أدنى الجرزر لنقطتري المردخل الطبيعري لخلرير مرا ‪،‬‬
‫د يتجررراوز ‪ 12‬مررري ب ريرررا ‪ ،‬جررراز أن يرسرررم خطرررا فاصرررل برررين ررردي أدنرررى الجرررزر‬
‫المذكورين ‪ ،‬وتعتبر المياه الواقعة داخل هذا الخط مياها داخليرة ‪ ،‬أمرا إذا زادت الفت رة‬
‫عن هذا القدر ‪ 12‬مي فانه يمرد خرط أساسري طولره ‪ 12‬مري ممكنرة داخرل هرذا الخلرير‬
‫األساسرري(‪ .)3‬وبررالنظر إلررى هررذه ادتفاقيررات والمواثيررق الدوليررة ‪ ،‬نجررد أن المررادة ( ‪) 21‬‬
‫فقرة ‪ 5‬من اتفاقية ‪ 2891‬الخاصة بقروانين الب رار أقررت " رين تتجراوز المسرا ة برين‬
‫مدى أدنى الجزر نقطتي المدخل الطبيعي ‪ 12‬مري ‪ ،‬يرسرم خرط أساسري مسرتقيم طولره‬
‫‪ 12‬مرري ب ريررا داخررل الخلررير بمنطقررة تجعلرره ي صررر أكبررر مسررا ة مررن الميرراه يمكررن‬
‫صرها بخط له هذا الطول‪.‬‬
‫ويضيف سليم داد أن للخلجان التاريخية شروط يجب توافرها‪:‬‬

‫‪ -1‬م مد المجذوب ‪ ،‬المواجهة األمريكية الليبية فوق خلير سرت ‪ ،‬ص يفة السفير ‪.97/7/26‬‬
‫‪ -2‬سن س مة‪ ،‬المواجهة الليبية األمريكية فوق خلير سرت في القانون الدولي‪ ،‬مجلة الكفاح العربي‪ ،‬العدد ‪،196‬‬
‫‪ ، 2898/2/1‬ص‪. 12‬‬
‫‪ -3‬السيد عوه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.498‬‬
‫‪245‬‬
‫‪ .2‬أن تمارس الدولة السا لية فعليا سيادتها على الخلير ‪.‬‬
‫‪ .1‬أن تستعمل الدولة السا لية هذا الخلير بصورة دا مة ومستمرة‪.‬‬
‫‪ .4‬أن تعترف الدول األخررى بهرذا الوضرع ‪ ،‬ويعتبرر عردم ادعترراه بمثابرة موافقرة ‪،‬‬
‫غيرررر أن بعررره المجررراميع الدوليرررة د تشرررير إلرررى الشررررط الثالرررا منهرررا معهرررد القرررانون‬
‫الدولي(‪.)1‬‬

‫ويرى الفقهاء في القانون الدولي أن الميزة للممارسة السيادة علرى الخلرير ‪ ،‬هرو‬
‫تصرف الدولة بناء على كونها سلطة سيادية على الخلير ‪ ،‬هذا الذي ي ردد الفرارق برين‬
‫الخلجان كمياه وطنية ومياه أعالي الب ار ‪ ،‬والتي تعتبر مياها رة قد تتمتع الدولة فيها‬
‫بسلطات ‪ ،‬بصفة يمن هرا القرانون الردولي ‪ ،‬ولكنهرا د ترقرى إلرى سرلطتها علرى مياههرا‬
‫الوطنيررة ‪ .‬بمعنررى خررر أن الدولررة يجررب أن تمررارس نشرراطات معينررة علررى الخلررير ‪ ،‬د‬
‫يمكنهررا ممارسررتها علررى أعلررى الب ررار ‪ ،‬ممررا يعنرري أنهررا تتعامررل مررع المنطقررة الب ريررة‬

‫الم صورة داخرل الخلرير ‪ ،‬علرى أنهرا جرزء مرن أقليمهرا ‪ ،‬وأنهرا تتمرع عليهرا بالسريادة ‪،‬‬
‫وتتعامل معها الردول األخررى علرى هرذا األسراس‪ .‬ويضريف بعره الفقهراء أن الخلجران‬
‫التاريخية ليست من أقليم الدولة ‪ ،‬وإنما اكتسبت الدولة السا لية السيادة عليها بناء على‬
‫ممارستها للسيادة لفترة طويلة ‪ ،‬إذ نظرا للمصالح ال يويرة التري تبررر للدولرة السرا لية‬
‫سيادتها اإلقليمية على هذه الخلجان أو أن سيادة الدولة السا لية علرى الخلرير التراريخي‬
‫تجد أساسها في قبول الجماعة الدولية ‪ ،‬إلدعاء الدولة بالسيادة على هذا الخلير ‪ ،‬وهرذه‬
‫ردود‬ ‫ادتجاهات الث ثة ‪ ،‬يجمع بينها النظرة إلى الخلجران التاريخيرة باعتبارهرا خرار‬
‫السرريادة اإلقليميررة للدولررة السررا لية ‪ ،‬وتررم اكتسرراب هررذه السرريادة بفعررل تصرررف الدولررة‬
‫السررا لية أو مصررال ها ال يويررة ‪ ،‬أو قبررول الرردول األخررر بهررذا ادكتسرراب " وقررد قامررت‬
‫الوديات المت دة برسم خط غلق برين رأس أي خلرير علرى أسراس مبردأ القرانون الردولي‬

‫‪247‬‬
‫العرفرري المعررروف بررـ ( الخلجرران التاريخيررة ) فبموجررب هررذا المبرردأ اسررتطاعت الدولررة‬
‫السا لية أن تثبت أنها تقليدا عاملت الخلير ‪ ،‬وكلنره جرزء ديتجرزأ مرن أراضريها ‪ .‬فانره‬
‫وعليه يصبح الخلير التاريخي بشكل كامل ت ت سريطرة وسريادة الدولرة السرا لية ‪ ،‬ود‬
‫يكون هناك أي ق في المرور البري عبره لسفن وطا رات الدول األخرى(‪.)2‬‬
‫وهكذا في الة سا ل الوديرات المت ردة يقراس الب رر اإلقليمري بمسرافة ‪ 4‬أميرال‬
‫من خط ال لق المرسوم من الخلير التاريخي ‪ ،‬وقد استعمل مبدأ الخلجان التاريخيرة مرن‬
‫قبررل الوديررات المت رردة لإل اطررة بمنرراطق مررن الميرراه تتجرراوز ضررعفي الب ررار اإلقليميررة‬
‫األمريكية على سا لي الم يط األطلسي والهادي(‪. )3‬‬
‫وباإلضررافة إلررى هرررذا فرران وجررود هرررذا المبرردأ فرري القرررانون الرردولي العرفرري ترررم‬
‫ادعتراف به في عدة قرارات من الم كمة العليا األمريكية ‪ ،‬غير أن هرذه ال قيقرة تعرد‬
‫هامشية ‪ ،‬ألن مبردأ الخلجران التاريخيرة مبردأ تقليردي معرروف فري القرانون الردولي ومرن‬
‫ق ليبيا أن تعتمد عليه على كل ال‪.‬‬
‫ولو طبقنا ما سرلف ذكرره مرن شرروط و راء قانونيرة دوليرة علرى خلرير سررت ‪،‬‬
‫فان هناك بعه ال وادا التي تردل علرى خضرو منطقرة خلرير سررت لنفروذ السرلطات‬
‫في طرابلس " مثل ادثة السفينة التي غرقت في الخلرير قبالرة مدينرة مصرراته ‪.2658‬‬
‫يرررررررررررررررررررررررررررررررررررررا أعتبرررررررررررررررررررررررررررررررررررررر باشرررررررررررررررررررررررررررررررررررررا طررررررررررررررررررررررررررررررررررررررابلس‬
‫( علي باشا القرمانلي ) إنقاذ السرفينة البريطانيرة الراسرية فري مينراء مصرراته ‪ ،‬لركراب‬
‫هذه السفينة خرقا للسيادة الوطنية علي مياهها اإلقليمية ‪ ،‬وأنره تجراوز عرن هرذا الخررق‬
‫رصا على الع قات مع بريطانيا(‪ . )4‬كذلك ادثة القنصل الفرنسي سنة ‪ 2687‬الرذي‬

‫‪ -1‬سليم داد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.264‬‬


‫‪ -2‬تعني عبارة الخلجان التاريخية عادة المياه التي عوملرت وكلنهرا مياهرا داخليرة لرم تكتسرب تلرك الصرفة إد بوجرود‬
‫سند تمليك تاريخي ‪.‬‬
‫‪ -3‬فرانسيس بويل ‪ ،‬مستقبل القانون الدولي والسياسة الخارجية األمريكية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 161‬‬
‫‪ -4‬انظررر رسررالة علرري باشررا القرمررانلي إلررى ملررك بريطانيررا ضررمن الوثررا ق المل قررة بكترراب عبررد هللا خليفررة الخيرراط ‪،‬‬
‫الع قات السياسية بين إيلة طرابلس ال رب واإلنجليز ‪ ،‬المنشلة الليبية للنشر والتوزيع واإلع ن ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2894‬ص ‪. 472‬‬
‫‪246‬‬
‫ألقت عليه القبه سفينة بريطانية اثناء ال رب البريطانيرة الفرنسرية فري خلرير سررت ‪،‬‬
‫وإعادته إلى طرابلس ‪ ،‬وهناك أمر يوسف باشا باط ق سرا ه وإعادة أمتعته إليه وترم‬
‫له ذلك(‪. )1‬‬
‫وممررا ي كررد خضررو خلررير سرررت للسرريادة الليبيررة فرري تلررك الفترررة ‪ ،‬مررا يررذكره‬
‫الم رخررون األوروبيررون مررن أن السررفن ال ربيررة لوديررة طرررابلس ‪ ،‬كانررت عنرردما تقررود‬
‫بص بتها السفن األوروبية التي تم ادستي ء عليها في الب ر المتوسرط تتجره إلرى مينراء‬
‫مصراته وتتوقف بها تى تستطلع أ وال مدينة طررابلس ‪ ،‬ومردى اسرتباب األمرن فيهرا‬
‫قبل ادتجاه إلى ميناء طرابلس(‪.)2‬‬
‫ويشير زهير ال سيني أستاذ القانون الدولي في جامعرة قراريونس ‪ ،‬إلرى أنره مرن‬
‫ضررمن األعمررال والتصرررفات القانونيررة الترري تررم ممارسررتها علررى خلررير سرررت ‪ ،‬تلررك‬

‫القرارات أو األنظمة اإلدارية مثل تعليمات ال اكم اٌإليطالي إلقليمري طررابلس وبرقرة ‪،‬‬
‫بشررلن صرريد اإلسررفنر الصررادر فرري ‪ .)3(2828/2/27‬كررذلك تعليمررات ال رراكم العسرركري‬
‫اإليطالي ‪ Glaoni‬بشلن ادشراف على الصيد الب ري في المياه الليبية الصرادر بتراريخ‬
‫‪ 2828/2/27‬يا تنص الفقرة الثانية من هذه التعليمات على أن دود المياه اإلقليمية‬
‫المقصودة في هرذه التعليمرات رددت بث ثرة أميرال مرن الشراطا ‪ ،‬فران القاعردة المقرررة‬
‫هي أن جميع مصا د اإلسفنر بمواجهة السوا ل الممتدة بدون عرا ق ترى خرار ث ثرة‬
‫أميال ‪ ،‬تشركل مياهرا إقليميرة وكرذلك صريد اإلسرفنر او الم رار فري هرذه المصرا د ب ره‬
‫النظر عن بعدها عن السا ل ب يا تخضع دمتياز التصريح المناسب(‪.)1‬‬
‫هذه التعليمات تدل بشركل واضرح علرى تنظريم السرلطات اإليطاليرة الم تلرة لليبيرا‬
‫لصرريد اإلسررفنر ‪ ،‬والم ررار بصررورة انفراديررة علررى طررول السررا ل الليبرري ‪ ،‬وأنهررا تعتبررر‬

‫‪ -1‬شارل فيرو ‪ ،‬ال وليات الليبية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 528‬‬


‫‪ -2‬كرستانزيو برنيا ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 248‬‬
‫‪ -3‬زهير ال سيني ‪ ،‬السيادة فوق الخلجان ‪ ،‬األسس القانونية للسيادة على الخلجان التاريخية ‪ ،‬وخلير سرت الكبير‬
‫‪ ،‬المجلة المصرية للقانون الدولي ‪ ،‬العدد ‪ ، 2897 ، 21‬ص ‪. 282‬‬
‫‪249‬‬
‫المياه التي تتواجد فيها المصرا د ميراه إقليميرة ‪ ،‬ومرن المعرروف أن منطقرة خلرير سررت‬
‫تعد من مناطق الصيد المستديمة سواء بالنسبة لصيد اإلسفنر أو الم ار‪.‬‬
‫كما صدر اإلع ن التشريعي الملكي رقم ‪ 2672‬الصرادر بتراريخ ‪2846/2/21‬‬
‫بشرلن إقرررار التنظيمررات الترري ت كررم صرريد اإلسررفنر فرري الميرراه الليبيررة ‪ ،‬وقررد تضررمن هررذا‬
‫اإلع ن تمديد منطقة للصيد غير مقيدة يا تنص المادة ( ‪ ) 4‬من هرذا اإلعر ن علرى‬
‫أنه " ت سس منطقة صيد غير مقيدة لطرابلس وبرقة تن در شرماد باتجراه الب رر ‪ ،‬خرط‬
‫العره المار عبر ال سون درجة ‪ 42‬و‪ 12‬دقيقة ومن الشرق خرط الطرول المرار عبرر‬
‫العقيلررة فرري خررط درجررة ‪ 28‬و‪ 24‬دقيقررة شرررقي غرررينتم‪ ،‬وتررنص المررادة (‪ )2‬مررن هررذا‬
‫اإلعر ن علررى أن الرردخول فرري منطقررة الصرريد غيررر المقيررد المشررار إليهررا فرري المررادة (‪)4‬‬
‫يكرون م سرمو ا بره ينمررا تكرون سرفينة صريد اإلسررفنر مجبررة ل رره ال صرول علررى‬
‫التمويل ‪ ،‬أو ألسباب القوة القاهرة على الدخول وراء ال ردود الموضروعة فري تصرريح‬
‫الصرريد‪ ،‬وتررنص المررادة (‪ )5‬علررى أنرره فرري الررة المررواردة فرري المررادة السررابقة األشررخاص‬
‫الررذين لهررم السرريطرة علررى سررفن الصرريد ‪ ،‬يجررب أن يقرردموا أنفسررهم للسررلطة الب ريررة فرري‬
‫سرررت ‪ ،‬ويقنعرروا هررذه السررلطات بالضرررورة الفعليررة فرري هررذه ال الررة لمجرراوزة ال رردود‬
‫الموضوعة في التصريح(‪.)2‬‬
‫كمرررا أن السرررلطات الليبيرررة مارسرررت بعرررد ادسرررتق ل الصررروري ديسرررمبر ‪2851‬‬
‫سرريادتها علررى منطقررة الخلررير ‪ ،‬يررا أصرردر تشررريع مررنظم لعمليررات الصرريد علررى طررول‬
‫السا ل الليبي بما فيها خلرير سررت ‪ ،‬نصروص صريد اإلسرفنر مثرل قرانون رقرم ( ‪) 21‬‬
‫بشلن صيد اإلسفنر الصادر ‪.)3(2858‬‬
‫كل هذه التصرفات سواء من السلطات اإليطالية التي ا تلرت ليبيرا ‪ ،‬أو مرن قبرل‬
‫السلطات الملكية ‪ ،‬تدل ددلة واض ة على ممارسة السريادة الليبيرة علرى خلرير سررت ‪.‬‬

‫‪ -1‬عمران عبد الس م ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 124‬‬


‫‪ -2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 422‬‬
‫‪ -3‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ 15‬السنة ‪. 2858/8/22 ، 16‬‬
‫‪248‬‬
‫وقد أكد ذلك مندوب ليبيا في لجنرة ادسرتعمال السرلمي لقرا الم يطرات والب رار خرار‬
‫دود الودية الوطنية من اجتماعهرا فري جنيرف بتراريخ ‪ 2862/9/24‬يرا أشرار " ‪...‬‬
‫أن ب ر ده تعتبررر خلررير سرررت خليجررا وطنيررا مملوكررا بصررورة كاملررة وخالصررة لررب ده ‪،‬‬
‫ويجب الم افظة على ثرواتها ادقتصادية وأمنها الوطني"(‪.)1‬‬
‫واستنادا إلى صفتي القدم وادستمرارية للسيادة الليبية على خلير سرت ‪ ،‬يمكرن‬
‫ادستددل على ذلك من خ ل تتبع المرا رل التاريخيرة ‪ ،‬والتري وضر ت لنرا أن مفهروم‬

‫ادستعمال الطويل ينطبق على خلير سرت تماما وعلى الوضع التاريخي لهذا الخلير ‪،‬‬
‫وهذا ما أشار إليه الفقيه الفرنسي شارل روسو بقولره " ‪ ...‬يبردو مرن الصرعب المجادلرة‬
‫فرري إدخررال خلررير سرررت الكبيررر ضررمن طا فررة الخلجرران التاريخيررة إن وجررود الممارسررة‬
‫العريقررة فرري القرردم ‪ ،‬وتررلثير السرريادة الصررادرة عررن ليبيررا‪ ،‬والشرركل الج رافرري للخلررير‬

‫والممارسررة الفعليررة للسرريادة مررن قبررل الدولررة السررا لية علررى ال يررز الب ررري الررذي برره ‪،‬‬
‫والقبول الضمني من قبل الدول اآلخرى ‪ ،‬والذي يمكن استخ صره مرن غيراب رد فعرل‬
‫من جانبها ‪ ،‬كل هذا يشكل عناصر د يمكن اإلق ل من أهميتها "(‪.)2‬‬
‫وعند قيام الثرورة أعلنرت ليبيرا سريادتها غلرى خلرير سررت بموجرب قررار مجلرس‬
‫قيادة الثورة الصادر ‪ ، 2864/21/8‬وقد استند هرذا اإلعر ن علرى الممارسرة التاريخيرة‬
‫للسرررريادة علررررى الخلررررير برررردون منازعررررة ‪ ،‬والظررررروف الج رافيررررة والمصررررالح األمنيررررة‬
‫وادستراتيجية ‪ ،‬يا ينص على أنه " تعلن الجمهورية العربية الليبية أن خلرير سررت‬
‫الواقع في أراضيها ‪ ...‬يعتبر جزءا ديتجزأ عن إقليمها‬

‫‪ -1‬ساسي سالم ال ا ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 81‬‬


‫‪ -2‬مختار مطيع ‪ ،‬النظام الدولي الجديد وتهديدات أمرن الجماهيريرة الليبيرة ‪ ،‬مجلرة الو ردة ‪ ،‬السرنة ‪ ، 9‬العردد ‪، 82‬‬
‫إبريل ‪ ، 2881‬ص ‪. 68‬‬
‫‪221‬‬
‫ويخضع بكامل سيادتها ‪ ...‬وذلك بالنظر إلى ت ل له في إقليمها وتداخله فيه وممارسرتها‬
‫عليه قوق السريادة عبرر التراريخ الطويرل دون منازعرة باعتبراره ملكرا لهرا فضر علرى‬
‫يويته بالنسبة ألمن الجمهورية الليبية "(‪. )1‬‬
‫وقد تم تبليغ هذا القرار إلى هي ة األمم المت دة عن طريرق مرذكرة شرفوية قردمها‬
‫المنرردوب الرردا م لرردى األمررم المت رردة إلررى األمررين العررام بترراريخ ‪ ، 2864/21/28‬وقررد‬
‫اعترضررت علررى هررذا اإلع ر ن كررل مررن الوديررات المت رردة وفرنسررا وألمانيررا ادت اديررة‬
‫واليونرران وإيطاليررا وتركيررا وبريطانيررا‪ ،‬اسررتراليا وبلجيكررا وبل اريررا‪ ،‬الرردانمارك‪ ،‬مالطررا‬
‫وتونس(‪.)2‬‬
‫إد أن هررذه ادعتراضررات لررم تكررن فرري مسررتوى وا ررد مررن يررا جررديتها ‪ ،‬فيمررا‬
‫استثنينا الوديات المت دة التي اتخذت من هذا اإلع ن ذريعة لتسروية سرابات سياسرية‬
‫بين البلدين‪ ،‬فان بقية الدول لم تبد أكثر من اد تجا الشكلي ‪ ،‬ويرجع ا تجرا أغلرب‬
‫هررذه الرردول إلررى ظررروف أو موانررع سياسررية واسررتراتيجية " ا تجررا دول لررف شررمال‬
‫األطلسرري " هررذا باإلضررافة إلررى أن اعتررراه الرربعه اآلخررر لررم يكررن مبنيررا علررى قرروق‬
‫ثابتة لهذه الدول أو مواطنيها في الخلرير ‪ ،‬وإنمرا كران اإلعترراه إجرراء ا ترازيرا ألن‬
‫هررذه الرردول تخشررى تررلثير هررذا اإلعر ن علررى ت ديررد المجررادت الب ريررة بررين هررذه الرردول‬
‫وليبيا مستقب ‪.‬‬
‫ويشير زهير ال سيني ‪ " :‬إن هذه ادعتراضات تفتقد للشروط ال زمرة توافرهرا‬
‫لإلعتراه الذي يمنع التسامح العام ‪ ،‬وذلك ألن هذه اإلعتراضرات صردرت بعرد تلكيرد‬
‫الع قة‬
‫الوثيقة ج رافيا وتاريخيا وامنيا بين الخلير واإلقليم الم يط "(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬انظر المل ق (‪ )7‬قرار مجلس قيادة الثورة الجريدة الرسمية عدد خاص (‪ )5‬السنة ‪. 2864/21/8 ، 22‬‬
‫‪ -2‬زهير ال سيني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 116‬‬
‫‪ -3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 118‬‬
‫‪222‬‬
‫كما أن هذه ادعتراضات لم تمنع من استمرار السيادة الليبية علرى خلرير سررت‬
‫‪ ،‬وخضو مواطني بعره هرذه الردول لتوقيرع عقوبرات قانونيرة علريهم بردخولهم منطقرة‬
‫الخلير بردون ا تجرا دولهرم ‪ ،‬هرذا باإلضرافة إلرى أنهرا دتقروم علرى وضرع مخرالف فري‬
‫السررابق ‪ ،‬كمررا أنرره ونظرررا ألن التسررامح العررام تجرراه إع ر ن السرريادة علررى خلررير سرررت‬
‫ديشترط فيه اإلجما ‪ ،‬وإنمرا تكفري فيره األغلبيرة لتروافر هرذا التسرامح ‪ ،‬فران إعترراه‬
‫هذه الردول ديمنرع تروافر التسرامح العرام تجراه إعر ن ليبيرا سريادتها علرى خلرير سررت ‪.‬‬
‫كذلك فان أغلب هذه الردول أسرقطت اعترافهرا سرواء بشركل صرريح أو ضرمني ‪ " ،‬فلقرد‬
‫أصدر م تمر القمة لر ساء الردول العربيرة فري اجتماعره بالربراط بتراريخ ‪2898/5/19‬‬
‫ي يد قوق ليبيا على خلير سرت "(‪ . )1‬ومن ضمن الردول المشرتركة فري هرذا المر تمر‬
‫تونس ‪ ،‬وبالتالي تكون قد اسقطت اعتراضها صرا ة كما أن بعره الردول المعترضرة‬
‫تعتبر قد اعترفت ضمنا بالسيادة الليبية علرى خلرير سررت عرن طريرق عردم اعتراضرها‬
‫على األ كام القضا ية الليبية المتضمنة لعقوبرات ال رامرة والمصرادرة التري توقرع علرى‬
‫الصيادين ‪ ،‬الذين ي ملون جنسيات هذه الدول ‪.‬‬
‫فاذا ما جراز تجراوزا األخرذ برالمنطق األمريكري القا رل أن ردود الميراه اإلقليميرة‬
‫‪ 21‬مي فان مدينة بن ازي وطرابلس سرتكون خلرف األسرطول المتواجرد فري ذلرك ال رد‬
‫الذي ترى الوديات المت دة اإللترزام بره مرن الطررف الليبري ‪ ،‬فران كرل ال قرول النفطيرة‬
‫ستكون في مرمى األسطول السادس‪.‬‬

‫‪ -1‬الفجر الجديد ‪ ،‬عدد ‪. 2898/5/19 ، 7271‬‬


‫‪221‬‬
‫رابعا‪ :‬اإلعتراض األمريكي على حق ليبيا في السيادة على خليج سرت‪:‬‬
‫لقد كانت الوديات المت دة األمريكية أكثر الدول المعترضة تشددا بشلن السيادة‬
‫الليبية على خلير سرت ‪ ،‬مما يسرتلزم شررح أبعراد اإلعترراه األمريكري وترلثيره علرى‬
‫التسامح العام تجاه إع ن ليبيا السيادة على خلير سرت‪.‬‬
‫‪ -1‬االعتراض القانوني ‪:‬‬
‫لقد اتخذ اإلعتراه األمريكي على إع ن ليبيا بلن خلرير سررت خلرير تراريخي‬
‫شكلين األول اعتراه بالوسا ل القانونية عن طريق اد تجا الدبلوماسري‪ ،‬وهرو ذلرك‬
‫اد تجا الذي سلمته اإلدارة األمريكية للقا م بلعمال السرفارة الليبيرة بواشرنطن بتراريخ‬
‫‪ ، 2862/1/22‬والثاني كان عن طريق التدخل باستخدام القوات المسل ة ‪ ،‬وقد تضمن‬
‫اإلعتراه القانوني األمريكري اعتبرار الوديرات المت ردة ل عر ن الليبري خرقرا للقرانون‬
‫الدولي ‪ ،‬وذلك بناء على األسس التالية ‪:‬‬
‫‪ .2‬إن هذا اإلع ن يلتزم بالمعايير الواردة في اتفاقية جنيرف لسرنة ‪2859‬م ‪ ،‬بشرلن‬
‫الخلجان القياسية وهذه ادتفاقية لم توقع عليها ليبيرا(‪ ،)1‬ومرا كانرت األ كرام التري‬
‫تناولتهرررا تعرررد ضرررمن القواعرررد العرفيرررة فررري ذلرررك الوقرررت ‪ 2864‬مسرررللة دتملرررك‬
‫الوديات المت دة الفصل فيها‪.‬‬
‫‪ .1‬أن خلير سرت دتتوفر بشلنه شروط الخلجان التاريخية ‪ ،‬وذلرك ألنره ديتضرمن‬
‫متطلبررات القررانون الرردولي مررن ماضرري عررام ‪ ،‬وشررهرة وممارسررة فعليررة للسرريادة ‪،‬‬
‫واسررتمرار هررذه الممارسررة‪ ،‬ورضررا الرردول األجنيررة الضرررورية دعتبرراره مياهررا‬
‫أقليمي أو داخلية ليبية تاريخية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنا أنه إذا توافرت السمات التاريخية للخلرير ‪ ،‬ليسرت موضرو‬
‫رأي دول وأنما يخضرع لقواعرد القرانون الردولي ‪ ،‬كمرا أن هرذه المتطلبرات التري ذكرتهرا‬
‫الوديات المت دة دتعرد قاعردة مرن قواعرد القرانون الردولي العرفري ‪ ،‬هرذا باإلضرافة إلرى‬
‫انتفاء الرضرى الردولي الرذي أشرارت إليره أمريكرا ديثبرت األمرن خر ل عرقلرة ممارسرة‬

‫‪ -1‬عمران عبد الس م ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 151‬‬


‫‪224‬‬
‫الدولة لسيادتها على الخلير التاريخي عن طريرق اإلعترراه " وهرذا ديمكرن للوديرات‬
‫المت رردة بالررذات اإلدعرراء برره نظرررا ألنهررا كانررت ترردفع رسرروما مقابررل مرورهررا بررالب ر‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬أما بالنسبة للعلنية فان الدولرة و سرب مرا دفعرت م كمرة العردل‬ ‫"‬ ‫األبيه المتوسط‬
‫الدولية بشرلن المصرا د التروي يرة ‪ ،‬ليسرت ملزمرة براإلع ن مباشررة لجميرع الردول عرن‬
‫ممارساتها الفعلية للسيادة فالدولرة التري تمرارس سريادتها علرى الخلرير بشركل فعلري دون‬
‫ا تجا من الدول األخرى ‪ ،‬فانها غير م مة باإلع ن عن ذلك(‪.)1‬‬
‫كما أن ليبيا أعلنت عن طريق مندوبها في لجنة ادستعمال السرلمي لقرا الب رار‬
‫في اجتماعها بجنيف سنة ‪ ، 2862‬أنها تعتبر خلير سرت جرزءا مرن مياههرا الداخليرة ‪،‬‬
‫ولررم تعتررره علررى ذلررك أي دولررة ‪ ،‬وهررذا يكفرري كرردليل علررى الشررهرة وبالنسرربة إلدعرراء‬
‫أمريكا بعدم ممارسة ليبيا سيادتها علرى خلرير سررت فعلرى فانره مجررد إدعراء والقاعردة‬
‫القانونيرة ( أن البينرة علرى مرن أدعرى ) ألن ممارسرة السريادة تقتضري فاعليتهرا مرالم يقرم‬
‫الدليل على وضع مخرالف ‪ ،‬ولرم ترورد الوديرات المت ردة دلري بردعوى عردم الممارسرة‬
‫الفعلية للسيادة من قبل ليبيا في الماضي على خلير سرت‪.‬‬
‫‪ .4‬تررم تسررتطرد الوديررات المت رردة فرري اعتراضررها باعتبررار أن تصرررف ليبيررا يعررد‬
‫م اولة لملكية منطقة واسعة من أعالي الب ار ‪ ،‬عن طريق تصررف انفررادي ‪،‬‬
‫يعد اختراقا لمبدأ رية أعالي الب رار ‪ .‬وهرذا اإلدعراء أيضرا ي ترا إلرى دليرل ‪،‬‬
‫على أن خلير سرت كان قبل اإلع ن جزءا من أعرالي الب رار ‪ ،‬فرالمعروف أن‬
‫ة والصيد بشكل أساسي‪ ،‬وخلرير سررت ديمكرن أن‬ ‫أعالي الب ار تستعمل للم‬
‫يا ي يط بره إقلريم‬ ‫ة ‪ ،‬وذلك نظرا لشكله الج رافي‪،‬‬ ‫يكون طريقا دوليا للم‬
‫دولة وا دة ‪ .‬وبالتالي فان أي سفينة تردخل خلرير سررت لريس لهرا أي اتجراه‪ ،‬إد‬
‫رة الدوليرة برالب ر المتوسرط ‪ ،‬نظررا‬ ‫ن و السوا ل الليبية ود تتاخم طررق الم‬
‫ألن السرا ل الليبرري بشرركل عرام يعررد تراجعررا فرري اليابسرة بالمقارنررة مررع السرروا ل‬

‫‪ -1‬إدريس الض اك ‪ ،‬قانون الب ار وتطبيقاته في الدول العربية ‪ ،‬بدون دار نشر ‪ ،‬ط‪ ، 2896 ، 2‬ص ‪ ، 245‬فقرد‬
‫رفضرت الرردول العربيررة التوقيررع بسرربب المررادة ‪ 6‬مررن ادتفاقيررة علررى شرررطي نصررف الرردا رة ومسررافة ‪ 12‬مرري لفت ررة‬
‫الخلير تى يقع ضمن المياه الداخلية للدولة السا لية ‪ ،‬المادة ‪ 2/27‬بشلن نظام المرور في المضايق ‪..‬‬
‫‪222‬‬
‫المجاورة ‪ .‬كما أن رأس الخلرير لريس فري موضرع م صرق للب رر العرالي ‪ ،‬ألن‬
‫أقصى نقاط السا ل الليبي باتجاه الشمال ‪ ،‬وهو الجبل األخضر في الشررق مرن‬
‫سرروا ل سوسررة ‪ ،‬ورأس ترراجوراء فرري ال رررب‪ ،‬بررالقرب مررن مدينررة طرررابلس ‪،‬‬
‫يقعان إلى الشمال من مدخل الخلير ‪ ،‬أما بالنسبة دستعمال الخلير فري نشراطات‬
‫الصرريد ‪ ،‬فرران منطقترره ليسررت منطقررة مشررهورة بالصرريد الب ررري ماعرردا مصررا د‬
‫اإلسفنر التي تمارس عليها الدولة الليبية اإلشراف الكامل منذ العهد العثماني‪.‬‬
‫وفرري ضرروء هررذه الوقررا ع ديجرروز قانونررا أن ترردعي الوديررات المت رردة أن ليبيررا‬
‫اعتدت على جزء من أعالي الب ار ‪ ،‬عن طريق تصرف انفرادي ‪ ،‬ألن هذا التصررف‬
‫لم يقطع جزء من أعالي الب ار ‪ ،‬ويضمه لإلقليم الليبي ‪ ،‬وإنما هرو إجرراء كاشرف عنرد‬
‫ممارسررة السرريادة الليبيررة علررى جررزء مررن إقليمهررا ‪ ،‬ود يعررد جررزءا مررن أعررالي الب ررار ‪،‬‬
‫ودتتعامل الدول مع منطقة خلير سرت على هذا األساس‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلعتراض السياسي ‪:‬‬
‫إن اإلعتراه السياسي على سيادة ليبيا على خلير سررت ‪ ،‬يوضرح بشركل أكيرد‬
‫الدوافع األساسية لإلعتراه األمريكي ‪ .‬بالنظر إلى المب ا الخاص بالع قرات الليبيرة‬
‫‪ -‬األمريكية فلقد صدر القرار في ظروف رب رمضران ‪ ، 2864‬برين الردول العربيرة‬
‫والكيرران الصررهيوني فرري فلسررطين ونظرررا لموقررف ليبيررا فرري ذلررك الوقررت مررن ال رررب ‪،‬‬
‫ووجود قواعد عسكرية تابعرة للوديرات المت ردة فري اليونران وقبررص ‪ ،‬والتري تقرع فري‬
‫مواجهة الشواطا الليبية ‪ ،‬كل هذه العوامل أدت إلى صدور إع ن ‪ 2864‬بشلن ردود‬
‫المياه اإلقليمية في خلير سرت ‪ .‬ونظرا لمواقف ليبيرا القوميرة واألمميرة فري تلرك الفتررة‬
‫فان إع ن ‪ 2864‬كان مناسبة لظهور تروتر فري الع قرات السياسرية فري شركل إتهامرات‬
‫لليبيا باختراق رية أعالي الب ار ‪ ،‬وإن كانرت أغلرب الردول المعترضرة علرى اإلعر ن‬
‫الليبي لم يتجاوز اإل تجا الدبلوماسري ‪ ،‬فران الوديرات المت ردة أظهررت مري واضر ا‬
‫دسررت ل هررذا الموضررو مررن أجررل ت قيررق أهررداف سياسررية‪ .‬وذلررك مررن خر ل اختررراق‬

‫‪ -1‬عمران عبد الس م ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 175‬‬


‫‪225‬‬
‫المجال الجوي الليبري وخلرير سررت مررتين ‪ ، 2897 / 2892‬ورغرم المواجهرات فروق‬
‫خلررير سرررت ‪ ،‬فقررد تراجعررت الوديررات المت رردة عررن هررذا اإلتهررام ‪ ،‬نتيجررة لتمسررك ليبيررا‬
‫ب قوقها على خلير سرت ‪ ،‬واستعدادها التام للدفا عنه ‪ ،‬ومرا أثراره هرذا اإلعترداء مرن‬
‫ا تجاجات دولية تكشف عن وضوح النوايا األمريكية تجراه ليبيرا ‪ ،‬باإلضرافة إلرى تلييرد‬
‫السيادة الليبية على خلير سرت "(‪.)1‬‬
‫ررول وضررعية خلررير سرررت ديرروفر أي عررذر‬ ‫ويرررى فرانسرريس بويررل أن النررزا‬
‫مشرو لل كومة األمريكية ‪ ،‬في أن ترسل األسطول السادس داخل ليبيا فري منراورات‬
‫عدا ية في اإلتجراه العرام ‪ ،‬ألهرم المروارد اإلقتصرادية الليبيرة الواقعرة فري قرول الرنفط ‪،‬‬
‫رول الوضرعية القانونيرة لخلرير سررت بشركل‬ ‫فاذا كان ري ان يرغب في تسوية النرزا‬
‫سلمي ‪ ،‬فران الليبيرين مسرتعدين للنظرر فري اقترراح أن يبررم برين الجرانبين تفاهمرا م رددا‬
‫يعره المسللة على م كمة العردل الدوليرة ‪ ،‬أو لردى هي رة ت كريم دوليرة ‪ ،‬وممرا دشرك‬
‫فيه أن ليبيا كانت ستتطلب أن يتسع مجال التفاهم ليشرمل األعمرال العسركرية ‪ ،‬مرن هنرا‬
‫فان رفه اإلدارة المريكية ‪ ،‬المقتر ات الليبية يفضح ببساطة أن هرذه اإلدارة لرم تكرن‬
‫تتصرف بروح غير مخلفة تجاه قضيتها مع ليبيا(‪. )2‬‬

‫‪ -1‬مصطفي الجفال ‪ ،‬المواجهة الليبية األمريكية فوق خلير سرت ‪ ،‬دارالموقف العربي ‪ ،‬نيقوسريا ‪ ،‬ط‪، 2896 ، 2‬‬
‫ص ‪. 22‬‬
‫‪ -2‬فرانسيس بويل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 164‬‬
‫‪227‬‬
‫إن المشرركلة تررى علررى افتررراه س ر مة ادعتررراه المريكرري ليسررت بررين ليبيررا‬
‫وامريكررا‪ ،‬وبالتررالي ينب رري أن ت ررل عررن طريررق الم سسررات الدوليررة ‪ ،‬فرراألمم المت رردة‬
‫والمنظمات الدولية واإلقليميرة األخررى ‪ ،‬هري المعنيرة بهرذه اإلشركالية ‪ ،‬ولرم يصردر أي‬
‫تفويه ألمريكا بالنيابة عن العالم في ل هذه المشكلة ‪ ،‬لكن أمريكا في كل تعام تها‬
‫مررع ليبيررا تختلررق الررذرا ع دفتعررال األزمررات مررع ليبيررا لتصررفية سررابات سياسررية بررين‬
‫الدولتين‪.‬‬
‫ويقول ( دجون كنيت غالبريت ) كبير مفكري الوديات المت دة " منرذ أن بردأت‬
‫عمليررة اسررتعراه القرروة الب ريررة والجويررة األمريكيررة فرري خلررير سرررت ‪ ،‬وعنرردما أخررذ‬
‫الوضوح يلقري ضروءه علرى نيرات كومرة ري ران العسركرية تجراه ليبيرا ‪ ،‬توصرلت إلرى‬
‫قنرري طرروال سررنوات ‪ ،‬منررذ أن رفضررت الوديررات‬ ‫إجابررة واض ر ة علررى س ر ال ظررل ي‬
‫إتفاقيررة وقررف إطرر ق النررار فرري فيتنررام فرري عررام ‪ ، 2864‬فقررد كنررت أسررلل نفسرري هررل‬
‫ستنس ب أمريكا بقواتها العسكرية فقط من فيتنرام ‪ ،‬وتبقرى متورطرة فري هرذه ال ررب ‪،‬‬
‫أم أنها دتنس ب إنس ابا دقيقرا ‪ ،‬برلن تخرر نفسرها مرن ورطرة سياسرية باسرتخدام القروة‬
‫ألغراه غير الدفا عن أراضيها "(‪.)1‬‬
‫ومررن األهميررة بمكرران اإلشررارة إلررى أن اتخرراد الجرردل القررانوني ررول خلررير سرررت‬
‫ك جرررة للمواجهرررة األمريكيرررة مرررع ليبيرررا ‪ ،‬د يتنررراغم مرررع المقرررودت األمريكيرررة برررا ترام‬
‫الشرررعية الدوليررة ‪ ،‬والترري أمكررن الب ررا والبررا وال سررم فيهررا ‪ ،‬داخررل الهي ررات الدوليررة‬
‫المعنية وذلك دختصاص ‪ ،‬وليس بتوظيف القوة ‪ .‬ويمكرن لدولرة عظمرى أن تسرتعره‬
‫قوتهررا ‪ ،‬والجميررع يرردرك تلررك القرروة فهرري قرروة ظرراهرة وفعالررة وم ر ثرة ‪ ،‬لكررن الت رردي‬
‫ديتمثل في استعراه قوتها‪ ،‬والجميع يدرك تلك القوة فهي قروة عنردما ي وزهرا المررء‬
‫تجعل منه قادرا على فعل أي شا ‪ ،‬فالقوة تمكنه أن يضيفها ب كمه‪ ،‬هرذا هرو مرا يميرز‬
‫بررين الدولررة الص ر رى والدولررة العظمررى ‪ .‬كمررا أن مررا ترررو لرره الوديررات المت رردة مررن‬
‫ررة‬ ‫مررزاعم ررول ضرررورة اقرررار الشرررعية الدوليررة المتثملررة فرري ضررمان ريررة الم‬

‫‪ -1‬الكفاح العربي ‪ ،‬اإلثنين ‪ ، 2897/7/41 ،‬العدد ‪. 227‬‬


‫‪226‬‬
‫الب ريررة فرري الميرراه الدوليررة يمكررن سررمها بوسررا ل سررلمية ومتعررارف عليهررا مررن خ ر ل‬
‫م كمررة العرردل الدوليررة ‪ .‬خاصررة وان الب ررار لررم تضرريق أمررام الوديررات المت رردة ‪ ،‬تررى‬
‫يكررون خلررير سرررت والررذي يبعررد دف األميررال هررو المنفررذ الو يررد إلجررراء المنرراورات‬
‫األمريكية الروتينية ‪ ،‬كما تزعم واشنطن ‪.‬‬
‫خ صررة القررول ان الخ ر ف ررول خلررير سرررت هررو خ ر ف ظرراهرى ‪ ،‬ب جمرره‬
‫ة الب رية يكمن في جوهر الصدام بين الوديات المت دة وليبيا الذي ديجد له في‬ ‫الم‬
‫القانون الدولى‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫وخ صة القول في هذه الجزء كالتالى‪-:‬‬
‫‪ .2‬من خ ل الوضرع الج رافري لخلرير سررت وتوغلره فري األقلريم األرضري الليبري‬
‫رة الدوليرة ‪ ،‬يتضرح ان خلرير‬ ‫مسافة ‪ 245‬ميل ب رى ‪ ،‬وبعده عرن طررق الم‬
‫سرت مررتبط ج رافيرا براألقليم األرضري منرذ أقردم العصرور ‪ ،‬يردل علرى السرمة‬
‫ة الدولية قديما و ديثا‪.‬‬ ‫ية الخلير للم‬ ‫التاريخية السي ة لعدم ص‬
‫‪ .1‬نظررا للوضررع الج رافرري المبررين لخلررير سرررت ‪ ،‬ومررا يترتررب عليرره مررن مصررالح‬
‫يوية وطنية ‪ ،‬فانه يظرل ضرمن اإلقلريم الليبري ‪ ،‬وخاضرعا للسريادة علرى اإلقلريم‬
‫منذ أقدم العصور ‪ ،‬و تى اآلن‪ ،‬ويردل علرى ادرتبراط الوثيرق برين خلرير سررت‬
‫واإلقليم األرضي الليبي‪.‬‬
‫‪ .4‬إن اعتراه بعه الدول على إع ن السمة التاريخية لخلير سرت منرذ ‪2864‬‬
‫‪ ،‬لرريس مررن شررلنه الترراثير علررى الوضررع القررانوني لهررذا الخلررير ‪ ،‬باعتبرراره خليجررا‬
‫تاريخيررا يخضررع للسرريادة الليبيررة‪ ،‬ونظرررا ألن هررذه اإلعتراضررات د تقرروم علررى‬
‫وجود استعمال هذا الخلير من قبل الدول المعترضة ‪ ،‬كجزء من أعرالي الب رار‬
‫قبررل ‪ ، 2864‬يررا إعر ن السررمة التاريخيررة لهررذا الخلررير وأنهررا سرريادة أصرريلة ‪،‬‬
‫تى بعد اعترراه بعره الردول علرى إعر ن ‪2864‬م ‪،‬‬ ‫استمرت بدون انقطا‬
‫ديعني انتفاء التسامح العام تجاه هذا اإلع ن ‪ ،‬ألن التسرامح د يقروم علرى عردم‬
‫اعتراه أغلبية الدول‪.‬‬
‫‪ .2‬أن اختراق الوديات المت دة ل‪،‬جرواء الليبيرة علرى خلرير سررت سرنتي ‪/ 2892‬‬
‫‪ 2897‬د ي ثر على الوضع القرانوني لهرذا الخلرير ‪ ،‬نظررا ألن هرذا اإلعترراه‬
‫د يتعرردى كونرره عمر عرردوانيا وانتهاكررا لسرريادة دولررة مسررتقلة لرريس مررن شررلنه أن‬
‫ي دا تلثيرا قانونيا ‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬قضية الميز العنصري في جنوب أفريقيا‪:‬‬
‫فرري منتصررف هررذا القرررن ‪ ،‬وصررل ررزب األفريكرران إلررى السررلطة ‪ ،‬وهررم بقايررا‬
‫المستوطنين الهولنرديين األصرليين ‪ ،‬الرذين وفردوا إلرى جنروب أفريقيرا فري القررن السرابع‬
‫عشر‪.‬‬
‫ودخلوا في رب طويلة مع المستعمرين البريطانيين ‪ ،‬وهي ررب الهرويز منرذ‬
‫عررام ‪2988‬م إلررى ‪2811‬م ‪ ،‬وفررازوا فرري النهايررة بتشرركيل ات رراد جنرروب أفريقيررا فرري عررام‬
‫‪ ، 2821‬و صلوا علرى نظرام كرم ألنفسرهم ولرم يعطروا رق اإلنتخراب أو أي قردر فري‬
‫التمثيررل النيررابي للم يررين مررن غيررر البرريه‪ .‬وسرررعان مررا انصررب اإلهتمررام لررديهم علررى‬
‫الم افظررة علررى سرريادة البرريه وامتيررازاتهم ‪ ،‬وشرركلوا ال ررزب الرروطني ‪ .‬ووجرردوا لهررم‬
‫زعيمررا فرري شررخص الجنرررال جرريمس هرتررزو الررذي كرران ير من إيمانررا راسررخا بررالتمييز‬
‫العنصري على الوقوف في وجه الخطر األسود ‪ .‬ونشلت سياسة التفرقة العنصرية في‬
‫السنوات األخيرة التي أعقبت تلك اإلنتخابات ‪ ،‬وكان هرتزو هو الذي ابتردعها ‪ ،‬وأن‬
‫غيررره امثررال الررر يس هنرردريك فزفررورد فرري السررتينات ‪ ،‬رراولوا صررقل تلررك السياسررة‬
‫وتعررديلها طبقررا للظررروف ‪ ،‬ولكررن المشرركلة لرردى األفريكرران كانررت هرري الفرروز بالسررلطة‬
‫السياسية ‪ ،‬إذ كانوا يواجهون مقاومة األ رار من زبهم مرن المسرتوطنين البريطرانيين‬
‫في جنوب إفريقيا‪.‬‬
‫وفاز ال زب بال كم ‪ ، 2829‬ب يا أصبح قادرا علرى تنفيرذ سياسرته العنصررية‬
‫‪ ،‬واعتنق خبراء الفصل بين األجناس والتمييز بينهرا واألخطرر مرن ذلرك انتهرا سياسرة‬
‫تقوم على إرسال اإلفرريقيين إلرى مروطن القبيلرة الخراص بهرم ‪ ،‬يرا يمكرنهم مرن إدارة‬
‫ش نهم بلنفسهم من النا ية النظرية ‪ ،‬ولكن من النا ية العمليرة يفترره أن يعريم ‪41‬‬
‫مليون من السود في ‪ %24‬من األراضي ‪ ،‬بينما يعيم ‪ 2‬م يين من البريه فري براقي‬
‫األره ‪ ،‬التي تتركز فيها الثروات الطبيعية والزراعية والصناعية(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬دن ريررك ‪ ،‬التمييررز العنصررري فرري جنرروب أفريقيررا ‪ ،‬ترجمررة الناشررر ‪ ،‬م سسررة دم الم رردودة ‪ ،‬مالطررا ‪ ،‬سلسررلة‬
‫السياسة بين السا ل والمجيب ‪ ،‬المجلد الثاني ‪ ، 2882 ،‬ط‪ ، 2‬ص ‪. 54‬‬
‫‪251‬‬
‫ويعتبر هذا امتدادا طبيعيا للتمييز العنصري ‪ ،‬أي سياسة الفصل بين األجناس ‪،‬‬
‫وإذا كانررت السياسررة التنمويررة المنفصررلة ل‪،‬جنرراس لررم تعررط نتيجررة علررى اإلط ر ق ‪ ،‬فقررد‬
‫أرادت كومررة البرريه أن تظهررر للعررالم أن الفرررص قررد أتي ررت أمررام األفارقررة لتطرروير‬
‫أنفسررهم داخررل منرراطقهم ‪ .‬ويشررير دن ريررك ر رريس مجلررة التنميررة اإلفريقيررة " إن عمليررة‬
‫الفصل بدأت بصدور قانون ال كومات الذاتية للسود عرام ‪2858‬م ‪ ،‬الرذي أقرر بالتقسريم‬
‫الطبيعي للسكان األفارقة ‪ ،‬إلى ثماني مناطق قومية ‪ ،‬على أمل توجه األفارقة إلى هرذه‬
‫المناطق ‪ ،‬وكانت هي ة إقليم ترانسكاي هي األولى ‪ ،‬التري شركلت كومرة ذاتيرة خاصرة‬
‫بهررا فرري عررام ‪ 2874‬وبررين عررامي ‪ 2861‬و‪2892‬م ‪ ،‬وكانررت الخطرروة الثانيررة هرري مررنح‬
‫ادستق ل الكامل لهذه المناطق(‪ . )1‬وكان الواضح من هذا القانون هو العمرل علرى دفرع‬
‫القبا ل إلى أن تصبح دود مستقلة ‪ ،‬وليس لديها أي مقومات قيام دولة ‪ ،‬بسربب سريطرة‬
‫البيه على الثروات الصناعية والمعدنية والزراعية‪ .‬وعندما أ س السود بهذا الخطرر‬
‫انبثق زب الم تمر الوطني اإلقريقي ‪ ،‬لينظم المواجهة مرع سياسرة الميرز العنصرري ‪،‬‬
‫يا تعرد هرذه ال ركرة أقردم ال ركرات الوطنيرة فري أفريقيرا ‪ ،‬فقرد أنشر ت عرام ‪، 2821‬‬
‫وهو نفس العام الذي ترأس فيه هرتزو ‪ .‬وقد تبنرى المر تمر منرذ نشرلته موقفرا مضرادا‬
‫للقبليرررة والعنصررررية ‪ ،‬وكانرررت موقرررف ال ركرررة أكثرررر تشرررددا فررري ظرررل سياسرررة التمييرررز‬
‫العنصررري ‪ ،‬وهررو يسررعى إلررى إقامررة مجتمررع متعرردد األجنرراس يكونرره السررود والبرريه‬
‫والملونين ‪ .‬ويعد نيلسون ماندي (*) ‪ ،‬الذي يعد من أقدر وأكثر الزعماء األفارقرة مردعاة‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 122‬‬


‫*‪ -‬نيلسون ماندي ‪:‬‬
‫ولد عام ‪ 2829‬في إقليم ترانسكاي ‪ ،‬وكان أبوه أ د شيوخ قبا ل تبميو ‪ ،‬تخلى عن زعامة القبيلة بعد وفاة‬
‫والده‪ .‬وبدأ ممارسة العمرل السياسري ‪ ، 2822‬بادنضرمام إلرى المر تمر الروطني اإلفريقري ‪ ،‬وتلسريس رابطرة لشرباب‬
‫الم تمر ‪ ،‬وفي عام ‪ 2851‬واجه ماندي أول اختبار قيقي لشجاعته وخبرته السياسية ‪ ،‬عندما تطو لترزعم ملرة‬
‫نظمت علرى مسرتوى الرب د كلهرا ‪ ،‬ت رديا للقروانين العنصررية فري جنروب أفريقيرا ‪ ،‬وقرد أسرفرت ال ملرة عرن دخرول‬
‫‪ 9511‬شخص السجن طواعية ‪ ،‬ا تجاجرا علرى سياسرة التفرقرة‪ ،‬وفري عرام ‪ 2857‬أتهرم مانردي بالخيانرة العظمرى ‪،‬‬
‫وقدم للم اكمة أمام م كمة استمرت القضية تى صل على براءتره فري ‪ ، 2872‬ونظرم مانردي بعرد ذلرك مباشررة‬
‫ملة ضخمة ل عتصام بالمنازل ‪ ،‬ا تجاجا على ادستفتاء الخاص باقامة جمهورية ‪ ،‬والتي اقتصر فيهرا التصرويت‬
‫على البيه ‪ ،‬فاعلنت الطوا رئ ‪ ،‬وألقي القبه على ماندي ‪ ،‬وأبقي في ادعتقال لعدة أشهر دون توجيه تهمة لره ‪.‬‬
‫وبعدها لجل إلى ادختفاء عن األنظار ‪ ،‬إد أن السلطات العنصرية قبضت عليه بعد أن عاد مرن أديرس ابابرا ‪ ،‬والقرى‬
‫خطابا أمام م تمر للزعماء الوطنيين األفارقة فري ‪ 2874/9/9‬و كرم عليره خمرس سرنوات سرجن‪ ،‬ثرم قردم للم اكمرة‬
‫بصفته زعيم ل ركة " رمح األمة " ‪ ،‬وهو الجناح القتالي للم تمر الوطني ‪ ،‬ونسربت إليره تهمرة التر مر للقيرام بثرورة‬
‫‪252‬‬
‫ترام موجود في السجن جنوب أفريقيا منرذ ‪ 2872‬و‪ ،‬ترى أطلرق سررا ه فري عرام‬ ‫ل‬
‫‪ ، 2882‬وهو رمز النضال الوطني ‪ ،‬وزعيما للم تمر الوطني اإلفريقي(‪. )1‬‬

‫دموية ‪ ،‬وعند الترافع عن نفسه ‪ ،‬ألقى ماندي كلمة است رقت اربع سراعات ونصرف ‪ ،‬طبعرت بعره الفقررات منهرا‬
‫على اسطوانات ‪ ،‬ورغم صدور ال كم رفه ادست ناف ‪ ،‬وقد عره عليه ر يس جنوب أفريقيرا بيترر بوترا إطر ق‬
‫سرررا ه ‪ ،‬ولكنرره رفرره ال صررول علررى ريترره الشخصررية ‪ ،‬بينمررا د يررزال ال ظررر مفروضررا علررى ررزب الم ر تمر‬
‫الوطني اإلفريقي‪.‬‬
‫لمزيرد مرن ادطر راجرع ‪ :‬الصررافي سرعيد ‪ ،‬د أنبيراء ود شررياطين ‪ ،‬ال مرى ‪ ، 21‬دار النقرروس العربيرة ‪ ،‬تررونس ‪،‬‬
‫‪ ، 2885‬الشخصية (‪ )29‬ويني ماندي ‪ ،‬ص ‪ ، 188‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ -1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 146-145‬‬
‫‪251‬‬
‫أوال‪ :‬الموقف األمريكي من حكومة األقلية البيضاء في جنوب إفريقيا‪:‬‬
‫تش ل قضية ع قة الوديرات المت ردة األمريكيرة مرع نظرام جنروب أفريقيرا مكانرة‬
‫خاصة فري ادسرتراتيجية األمريكيرة المتعلقرة بسياسرتها الخارجيرة فري أفريقيرا ‪ .‬فجنروب‬
‫أفريقيا أكثرر نقطرة متطرورة مرن يرا التصرنيع وفيهرا وظفرت رأس مرال ضرخم ويفسرر‬
‫ادهتمام األمريكي بالنظام العنصري في بريتوريرا إلرى رد بعيرد لتكرون جنروب أفريقيرا‬
‫م تلة لمراكز قيادية في المنطقة ‪.‬‬
‫يا يقول مدير مركز الب وا األفريقية فري جامعرة جرور تراون " إن جنروب‬
‫أفريقيا متكاملة في المنظومة ادقتصرادية ال ربيرة ‪ ،‬وتعرد جرزء د يتجرزأ منهرا ‪ ،‬و تمرا‬
‫سرروف تعرراني المصررالح األمريكيررة إذا مررا رردا فرري هررذه المنطقررة اي شرركل مررن اشرركال‬
‫الت يير "(‪.)1‬‬
‫وكتبررت صر يفة الصرراندي تررايمز فرري عررددها ‪ 5281‬م كرردة علررى أهميررة جنرروب‬
‫أفريقيررا " دبررد مررن ادعتررراف بضرررورة الع قررات العسرركرية المفتو ررة مررع جمهوريررة‬
‫جنوب أفريقيا ‪ ،‬ذلك اآلبق الذي يشررف علرى الطررق الم ديرة إلرى الم يطرين ‪ ،‬وأن ‪5‬‬
‫مليون طن من النفط ينقل يوميا عن طريق الب رر ‪ ،‬برالطريق الرذي يمرر بررأس الرجراء‬
‫الصالح ‪ ،‬وأن ‪ %22‬من جم التجارة الخارجية للدول ال ربية تمر من هرذا الطريرق ‪،‬‬
‫لذا فان الموقع ادستراتيجي لجنوب أفريقيا يكتسب أهمية دولية "(‪.)2‬‬
‫ومن هنا فان النظرام فري جنروب أفريقيرا يعتمرد علرى اد تكرارات األمريكيرة فري‬
‫هذه المنطقة‪ ،‬يعزز ادشتراك بين اهرداف جنروب أفريقيرا والوديرات المت ردة األمريكيرة‬
‫في صراعها مع ركات الت رر الوطني فيها ‪ ،‬وقد زادت م اودت الدول ال ربية في‬
‫دعررم النظررام العنصررري‪ ،‬خاصررة بعررد انهيررار البرت ررال وإع ر ن اسررتق ل المسررتعمرات‬
‫البريطانية عن جنوب إفريقيا(‪.)3‬‬

‫‪ . -1‬كروكرر ‪ ،‬فضرح تمويهرات الشرركات اد تكاريرة ‪ ،‬ترجمرة الناشرر ‪ ،‬مركرز الب روا والدراسرات األفريقيرة ‪،‬‬
‫طرابلس ‪ ،‬ط‪ ، 2895 ، 2‬ص ‪. 91‬‬
‫‪ -2‬صاندي تايمز ‪ ،‬العدد ‪. 2864/6/2 ، 5281‬‬
‫‪ -3‬أندريه أوزادرنسركي ‪ ،‬الوديرات المت ردة األمريكيرة وأفريقيرا ‪ ،‬ترجمرة عمراد راتم ‪ ،‬مركرز الب روا األفريقيرة ‪،‬‬
‫طرابلس ‪ ،‬ط‪ ، 2897 ، 2‬ص ‪. 281‬‬
‫‪254‬‬
‫وفرري معررره وقوفرره ضررد تصررفية كررم األقليررة والررنظم العنصرررية فرري جنرروب‬
‫أفريقيا ‪ ،‬أكد الر يس األمريكي نيكسون وفي إ دى رسا له إلى الكون رس األمريكري "‬
‫بلن على الوديات المت دة أن تستخدم ع قاتها مع جنوب أفريقيرا ‪ ،‬بهردف تشرجيع هرذه‬
‫األخيرة على الت يرات التمويلية"(‪.)1‬‬
‫أمرررا فيمرررا يخرررص الخرررط ادسرررتراتيجي للوديرررات المت ررردة فيمرررا يخرررص النظرررام‬
‫العنصري في جنوب أفريقيا ‪ ،‬فيكشف عنه ما يسرمى برـ ( المرذكرة رقرم ‪ 48‬فري ميردان‬
‫األمررن القررومي ) والترري نشرررتها الواشررنطن بوسررت فرري أكترروبر ‪ ، 2862‬وقررد أعررد هررذه‬
‫المذكرة العاملون في مجلرس األمرن القرومي ‪ ،‬وهري تمثرل المقتر رات فري إطرار الجررد‬
‫الواسررع للسياسررة األمريكيررة فيمررا يخررص جنرروب أفريقيررا ‪ .‬وقررد أقرررت جميررع التوصرريات‬
‫الواردة في المذكرة ‪ ،‬وبذلك أقر ذلك النهر كان من الضروري السير فيه ‪.‬‬
‫ورغم التوصيات والقرارات المتخذة من قبل الجمعية العامرة ل‪،‬مرم المت ردة فري‬
‫استنكارها دستمرار ادستثمارات الرأسمالية في جنوب أفريقيا ‪ ،‬يا زادت الوديرات‬
‫المت رردة مررن فرررص ادسررتثمارات مررع النظررام العنصررري ‪ ،‬بررل أن الشررركات المتعررددة‬
‫الجنسية ساهمت بدرجة كبيرة في نمو جنوب إفريقيا‪.‬‬

‫والسؤال الذي يطرح نفسه أين تؤدي التوجهات األساسية يف إطار ذلك النهج؟‬

‫‪ .2‬تضررمنت المررذكرة دعرروة إلررى اإلقرر ل الترردريجي مررن البرررود ن ررو ال كومررات‬
‫البيضرراء ‪ ،‬وفرري الوقررت نفسرره ن ررو الزيررادة المتواضررعة فرري مسرراعدة ال كومررات‬
‫السوداء ‪ ،‬ثم التلكيد على ضرورة ال فاظ على هذه السياسة طي الكتمران ‪ .‬كمرا‬
‫اشررير إلررى " إن هرردف سياسررة واشررنطن يتمثررل فرري إقنررا األفارقررة السررود بررلن‬
‫الوديات المت دة تتعاطف معهم ‪ ،‬وفي الوقت نفسه تطوير الع قات السرية مرع‬
‫النظم ال اكمة البيضاء في جنوب أفريقيا "(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬ريتشارد نيكسون ‪ ،‬الفرصة التاريخية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 121‬‬


‫‪ -2‬الواشنطن بوست ‪ ، 2862/21/16 ،‬ص ‪. 8‬‬
‫‪252‬‬
‫ويبين هذا النفاق السياسي المفضوح لإلدارة األمريكية ‪ ،‬فهي تتعراطف وجرداني‬
‫مع السود وتدعم البيه عسكريا واقتصاديا و تى سياسيا ‪.‬‬
‫‪ .1‬اقتررراح أن تقرروم الوديررات المت رردة باعررداد الخطررط لت قيررق رردة الرقابررة علررى‬
‫المقاطعرررات ادقتصرررادية ‪ ،‬التررري تفرضرررها منظمرررة األمرررم المت ررردة علرررى جنررروب‬
‫إفريقيا‪ .‬الوديات المت دة تعمرل هنرا علرى تردمير رسرالة األمرم المت ردة ‪ ،‬وتعيرق‬
‫جهودها ‪ ،‬وتضعف مواقفها اتجاه الميز العنصري‪.‬‬
‫‪ .4‬إضررعاف المقاطعررة علررى توريررد السرر ح إلررى جنرروب أفريقيررا ‪ ،‬والنظررر نظرررة‬
‫ليبرالية إلى التقنية التي يمكن أن تستخدم في األهداف العسركرية وفري األهرداف‬
‫المدنية(‪.)1‬‬
‫وهذا يوضح أن الليبرالية صارت في المفهوم األمريكي مفهوما مطاطيا ت ركره‬
‫مصالح أمريكا أود وقبل كل شا!!‪.‬‬
‫وتلكيدا لهذه السياسة المن ازة ن و النظام العنصري فري جنروب أفريقيرا ‪ ،‬يرا‬
‫أوردت الواشررنطن بوسررت استشررهادات مررن أقرروال العديررد مررن الشخصرريات األمريكيررة‬
‫المس ولة ‪ ،‬ممن اعترفوا أكثر من مرة وبطريقة تسلسلية بلن " كومرة نيكسرون أولرت‬
‫في ال قيقة اهمية كبرى إلقامة ع قات مع ال كومرة القا مرة فري جنروب أفريقيرا ‪ ،‬أكثرر‬
‫(‪)2‬‬
‫يا كانت شعوب العالم تدين النظرام‬ ‫"‬ ‫مما أولته لخصوم هذه ال كومات في أفريقيا‬
‫العنصري في جنوب أفريقيا ‪ ،‬وكان غالبية الشخصيات ال كومية والسياسية األمريكيرة‬
‫‪ ،‬دتتوقف عن الدفا على ذلك النظام العنصري بصورة مكشوفة‪.‬‬
‫وفري سرنة ‪ 2867‬كانرت ‪ 421‬شرركة أمريكيررة تملرك توظيفرات ماليرة فري جنرروب‬
‫أفريقيا ‪ ،‬مسجل إيرادات كبرى في صادرات ميزان المدفوعات األمريكري(‪ . )1‬والردور‬
‫األكبر في هذه ادسرتثمارات تل يره الشرركات األمريكيرة فري جنروب أفريقيرا ‪ ،‬هرو طلرب‬
‫الصررناعة العسرركرية المتزايررد علررى المررواد األوليررة ‪ ،‬يررا يررذهب الجررزء األكبررر مررن‬

‫‪ -1‬أ‪.‬ل‪ .‬شايدني ا ‪ ،‬الوديات المت دة األمريكية ‪ ،‬مصنع الفكر في خدمة ادستراتيجية ‪ ،‬ترجمة سالم الصالح ‪ ،‬مركرز‬
‫الب وا والدراسات األفريقية ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪ ، 2‬ب‪.‬ت ‪ ،‬ص ‪. 25‬‬
‫‪ -2‬الواشنطن بوست ‪ ، 2862/21/16 ،‬ص ‪. 8‬‬
‫‪255‬‬
‫ادستثمارات األمريكية في جنروب أفريقيرا فري الصرناعة التعدينيرة ‪ ،‬وقرد زاد الرأسرمال‬
‫األمريكي الموظف في الصناعة التعدينية في السنوات العشر األخيرة بصورة ملموسرة‬
‫‪ ،‬فلكثر من ‪ %51‬من ادستثمارات األمريكية فري جنروب أفريقيرا موظرف فري األعمرال‬
‫الخاصة باستخرا الرنفط ‪ ،‬فنصرف الرنفط المسرتهلك فري جنروب أفريقيرا تعرود مصرانعه‬
‫للشركات األمريكية ‪ ،‬ويورد إليها عن طريق بواخر أمريكية(‪.)2‬‬
‫إن هذا التوظيف الكبير ل‪،‬موال األمريكية ‪ ،‬شكل القاعدة ادقتصادية لعنصرري‬
‫جنوب أفريقيا المشبعين بالعنجهية ‪ ،‬وأساس سياستهم ادستعمارية القا مة علرى الت ردي‬
‫‪ ،‬مررا دشررك فيرره أن عنصررري جنرروب أفريقيررا مررا كررانوا قررادرين علررى ا تقررار ال البيررة‬
‫السا قة من الدول األعضاء في األمم المت دة ‪ ،‬لود اعتمرادهم علرى الردعم ادقتصرادي‬
‫والعسرركري ‪ ،‬ودبررد اإلشررارة هنررا إلررى أن الرردعم األمريكرري لررم يقتصررر علررى الجانررب‬
‫ادقتصادي ‪ ،‬فقط برل اشرتمل أيضرا تصرورات عسركرية واسرتراتيجية معروفرة إلرى رد‬
‫ما‪.‬‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 8‬‬


‫‪ -2‬س ‪ .‬سميا ‪ ،‬الرأسمالي األمريكي في أفريقيا ‪ ،‬نيويورك تايمز ‪. 21 ، 2862/5/17 ،‬‬
‫‪257‬‬
‫فالع قة بين البنتاجون وجنوب أفريقيا م لفة بستار كثيرف مرن السررية ‪ ،‬فخر ل‬
‫الفترة الواقعة برين ‪2862-2872‬م فقرد " باعرت الوديرات المت ردة مرا قيمتره ‪ 21‬مليرون‬
‫دودر ثمن صفقة طا رات لوكهيد "(‪ . )1‬مع العلم أن األمم المت ردة دعرت فري قراراتهرا‬
‫الكف عن توريد المواد العسكرية إلى جنوب أفريقيا ‪ ،‬غيرر أن الشرركات األمريكيرة لرم‬
‫تلتزم بهذه القرارات ‪ .‬إن القرار الذي اتخذته ال كومة األمريكية في يولو ‪ 2867‬بشلن‬
‫بيررع شررركة (جنرررال اليكتريررك األمريكي رة) جنرروب أفريقيررا مفرراعلين ذريررين اثررار أسررتياء‬
‫الدول اإلفريقيرة ‪ ،‬وهرذا يبررهن أن الوديرات المت ردة تنظرر إلرى الرنظم العنصررية علرى‬
‫أنها لقة هامة في سياستها الرامية لضرب ركات الت رر الوطني في أفريقيا ‪.‬‬
‫وفرري نرروفمبر ‪ 2861‬وجهررت األمررم المت رردة قرررارا ررول تطبيررق النررداء القاض ري‬
‫بمنح ادستق ل للبلدان والشعوب المستعمرة ‪ ،‬و رصرت الجمعيرة العامرة علرى وصرف‬
‫ممارسررات جنرروب أفريقيررا بلنهررا سياسررة د إنسررانية ‪ ،‬وتهرردد األمررن والسر م العررالمي ‪" .‬‬
‫وأدانت الجمعية العامة التعاون المستمر بين الوديات المت دة وجنوب إفريقيا(‪. " )2‬‬
‫وقرد انسر بت الوديرات المت رردة مرن اللجنررة الخاصرة برراألمم المت ردة والمختصررة‬
‫بمراقبررة تنفيررذ النررداء ‪ ،‬ررول مررنح ادسررتق ل للشررعوب المسررتعمرة ‪ ( ،‬اللجنررة ‪ ) 12‬ولررم‬
‫يكررن م رره صرردفة فمنررذ مشرراركتها كشررفت الوديررات المت رردة عررن نواياهررا ‪ ،‬وسياسررتها‬
‫العدوانية ‪ ،‬وظهرت كمناصرة ل ستعمار والعنصرية(‪.)3‬‬
‫وفرري ‪ 11‬مررايو ‪ 2864‬اسررتخدمت الوديررات المت رردة وبريطانيررا ررق الررنقه فرري‬
‫مجلس األمن‪ ،‬ضد قرار الخاص بتطبيق جميع أنوا المقاطعة ضرد جمهوريرة جنروب‬
‫أفريقيررا ‪ ،‬وذلررك يعنرري أن هرراتين الرردولتين د تترررددان فرري الوقرروف ضررد إرادة المجتمررع‬
‫الدولي ‪ ،‬عندما تشعر أن مصال ها يمكن أن تكون مهددة ب ه النظر عن انسجام هرذه‬
‫المواقف مع ال د األدنى من القيم واألخ ق التري يجرب أن ت ررك مثرل هراتين الردولتين‬

‫‪ . -1‬كروكر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 218‬‬


‫‪ - 2‬أندريرره أوزا ادرنسرركي ‪ ،‬وول سررتريت ضررد أفريقيررا ‪ ،‬ترجمررة عبررد الررر من ناصررر العررود ‪ ،‬منشررورات مركررز‬
‫الب وا األفريقية ‪ ،‬سبها ‪ ،‬ط‪ ، 2882 ، 2‬ص ‪. 214‬‬
‫‪ -3‬نيويورك تايمز ‪. 2861/8/18 ،‬‬
‫‪256‬‬
‫كقوى عظمى ‪ .‬وفي أبريرل ‪ 2864‬انعقرد فري أوسرلو عاصرمة النرروير المر تمر الردولي‬
‫لمناصرة ض ايا ادسرتعمار والتفرقرة العنصررية فري جنروب أفريقيرا ‪ ،‬وقرد شرارك فري‬
‫أعمالها ‪ 72‬دولة ‪ ،‬وعدد من المنظمات الدولية و ركات الت رر‬

‫‪259‬‬
‫األفريقية ‪ ،‬قد أتفق على برنامر فعال للعمل موجه للتمييز العنصري في جنوب أفريقيرا‬
‫‪ ،‬ورفضررت الوديررات المت رردة المشرراركة فرري هررذا الم ر تمر " وفرري عررام ‪ 2864‬أقرررت‬
‫الجمعيررة العامررة ل‪،‬مررم المت رردة نررص ادتفاقيررة الدوليررة المتعلقررة بوقررف جرررا م األقليررة‬
‫العنصرية ‪ ،‬ومعاقبتها وعرضت ادتفاقية للتوقيع والتصديق ‪ ،‬وفي هذه المرة صوتت‬
‫أمريكا وجنوب أفريقيا ضد القرار"(‪.)1‬‬
‫إن الوديات المت دة بتقديمها الدعم المرادي والعسركري إلرى جنروب أفريقيرا إنمرا‬
‫تسرراعدهم علررى إطالررة أمررد سرريطرتهم علررى األراضرري األفريقيررة ‪ ،‬إن سياسررة الوديررات‬
‫المت دة في دعم جنوب أفريقيا ‪ ،‬هي تصويرها بلنها سياسرة معاديرة ل سرتعمار ‪ ،‬ومرن‬
‫نا ية التطبيقية موجهة ضد ركات الت رر الوطني ‪.‬‬
‫لقد كانت جت اإلدارة األمريكية بلن العالم الثالا يتهردده اليروم الت يرر الثروري‬
‫‪ ،‬الررذي هررو الثررورة الشرريوعية ‪ ،‬وأهميررة القررول بررلن العررالم اليرروم يرردعم إرهرراب الم ر تمر‬
‫الرروطني األفريقرري ‪ ،‬الررذي تسرريطر عليرره الشرريوعية لرريس منطقيررا ‪ ،‬فررالم تمر الرروطني‬
‫األفريقرري لررم يتشرركل إد بعررد المجررازر والقرروانين العنصرررية واإلرهرراب األبرريه الررذي‬
‫فرضرره العنصررريون وم اولررة إلصرراقه تهمررة الشرريوعية إليجرراد الرردعم لجنرروب أفريقيررا‬
‫العنصرية فكانت عملية مفضو ة وغير ذات م زى ‪.‬‬
‫وي كد ذلك وزير دفا جنوب أفريقيا بوتا بقوله ‪ " :‬إن الوديات المت دة تعررف‬
‫جيدا ما يجرى في عمليات عسكرية تقوم بها جنوب أفريقيا في أن ود ‪ ،‬وكانت موافقرة‬
‫عليها كليا"(‪. )2‬‬
‫أمررا فرري عهررد الررر يس كررارتر فلررم ت يررر السياسررة األمريكيررة فرري دعمهررا لجنرروب‬
‫أفريقيا ‪ ،‬رغم ال ظر الردولي عليهرا يرا زادت مصرالح الوديرات المت ردة فري جنروب‬
‫أفريقيا ‪ ،‬فوصلت ما قيمتها ‪ %211‬من اليورانيوم و ‪ %28‬من المن نيز و ‪ %48‬من‬
‫الب تونيوم ‪ ،‬وقد صدرت الوديات المت دة ‪ %48‬من صرادراتها إلرى جنروب أفريقيرا ‪،‬‬

‫‪ -1‬أندريه أوزادونسكي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 124‬‬


‫‪ -2‬اناتولي غروميكرو ‪ ،‬النرزا فري جنروب أفريقيرا ‪ ،‬المظهرر الردولي ‪ ،‬ترجمرة م مرد سراري ‪ ،‬دار العلرم للم يرين ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ، 2868 ،‬ط‪ ، 2‬ص ‪. 248‬‬
‫‪258‬‬
‫(‪)1‬‬
‫دودر‬ ‫وبل ت استثمارات الوديات المت دة في جنوب أفريقيرا مرا قيمتره ‪ 26.9‬مليرون‬
‫‪.‬‬
‫وقررد وعررت الص ر ف األفريقيررة لهررذه اللعبررة األمريكيررة ‪ ،‬وأكرردت بقولهررا ‪ " :‬إن‬
‫البيت األبيه عندما يبدى اهتماما بلفريقيا ‪ ،‬فلنره يفعرل ذلرك منطلرق مرن ال فراظ علرى‬
‫أنظمررة األقلي رة البيضرراء فرري جنرروب أفريقيررا ‪ ،‬ودفاعررا عررن ادسررتثمارات األمريكيررة فرري‬
‫أفريقيا "(‪. )2‬‬
‫لقررد أوضررح (وبنتررر) العميررل السررابق فرري البرروليس السررري ‪ BOSS‬فرري جنرروب‬
‫أفريقيررا فرري كتابرره عررام ‪ ، 2892‬يررا أشررار إلررى التعرراون الكبيررر بررين ‪ BOSS‬ووكالررة‬
‫المخابرات المركزية ‪ ،‬إلطا ة بال كومات الت ررية في أفريقيا وخاصة ان ود(‪. )3‬‬
‫وقررد أوضرررح سررام نجومرررا ر ررريس المنظمررة الشرررعبية ألفريقيررا الجنوبيرررة ال ربيرررة‬
‫(سرروابو) ‪ ،‬معلقررا علررى سياسررة األمريكيررة فرري عهررد ري رران ‪ " :‬إن مررا يفعلرره ري رران فرري‬
‫أفريقيا الجنوبية د يثير دهشتنا‪ ،‬فقد صاك أهدافه في أفريقيا بدون مواربرة ‪ ،‬ترى قيرل‬
‫أن ينتخررب لمنصررب ر رريس الوديررات المت رردة فرري مسرراعدة األنظمررة العنصرررية علررى‬
‫مكاف ة ركات الت رر"(‪ . )4‬لقد قرر ري ان منذ اسرت مه السرلطة ( إ رداا ت ييرر مرن‬
‫أجل التصلب ) فقد أعلن خ ل ملته ادنتخابية األولى أنه سيمارس منهجا متصلبا في‬
‫أفريقيا يعيد النظر في سياسة جنوب أفريقيا ‪ ،‬وقد أدخل إلى قاموس واشرنطن السياسري‬
‫اعتبررار أن ركرررات الت ررررر األفريقيرررة ضرررد العنصررررية ‪ ،‬بمرررا فيهرررا المررر تمر الررروطني‬
‫األفريقرري فرري جنرروب أفريقيررا أصرربح فرري مصررطل ات البيررت األبرريه مرادفررا لإلرهرراب‬
‫الدولي مما جعل ر يس األقلية البيضاء في جنوب أفريقيا يعلن إن جنوب أفريقيا ليف‬
‫لواشنطن‪.‬‬

‫‪ -1‬ف ‪ .‬أ ‪ .‬كلنبرروك ‪ ،‬ف‪ .‬لرروكين ‪ ،‬ن‪ .‬دورنررين ‪ ،‬سياسررة الوديررات المت رردة األمريكيررة فرري البلرردان الناميررة إبرران‬
‫السبعينات ‪ ،‬ترجمة م مد أ مد شومان ‪ ،‬معهد اإلنماء العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ ، 2896 ، 2‬ص ‪. 186‬‬
‫‪ -2‬نقلت ذلك ص يفة الواشنطن بوست ‪ ، 2869/6/28 ،‬ص‪. 1‬‬
‫‪ -3‬من يقف وراء اإلرهاب الدولي ‪ ،‬ترجمة هشام مزيان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 121‬‬
‫‪ -4‬ص يفة ال ارديان البريطانية ‪. 2891/5/14 ،‬‬
‫‪271‬‬
‫وبهذا فان في كل نزا مسلح تقع الوديات المت دة عن ادلتزام ك د أدنى علرى‬
‫األقررل بعرردم مايررة أي مررن الطرررفين ‪ ،‬ولكنرره علررى العكررس مررن ذلررك فلررم تتوقررف إدارة‬
‫ري رران كمررا يشررير فرانسرريس بويررك إلررى أي جانررب مررن جوانررب ال يرراد بالمصررادقة علررى‬
‫ادفتراه المشبوه من قبل ال كومة المعنية مباشرة ‪ ،‬برلن ركرات الت ررر الروطني د‬
‫تعررد أن تكررون عصررابات مررن المجرررمين العررامين ‪ ،‬الررذين يجررب التعامررل معهررم كمسررللة‬
‫داخلية تخص السلطات المختصة بتنفيذ القانون في ب دهم و دها(‪ .)1‬ود شا أبعد عرن‬
‫ال قيقة من ذلك مهما كران الموقرف الرذي يتخرذه اإلنسران فري مشرروعية هرذه النزاعرات‬
‫المسل ة ‪ .‬وهذا في الواقع ينسجم مع مواقف ور ية الوديات المت دة وخطها السياسري‬
‫في دعم كل األنظمة التسلطية والعنصرية على مستوى العالم ‪.‬‬
‫فهري ت رت ادعرراء مقاومرة الشرريوعية والتصردي للمنراو ين لخطهررا السياسري ‪ ،‬لررم‬
‫تتوقف عن ارتكاب المزيد من الجرا م وال ماقات ب ق الشرعوب فري فلسرطين وأفريقيرا‬
‫وأمريكا ال تينيرة ‪ ،‬ويمتلرا تراريخ الوديرات المت ردة بالعديرد مرن الشرواهد التري دفعرت‬
‫فيها الشعوب ثمنا باهظا لمواجهة البربرية األمريكية التي د تتردد في إع نها بطريقرة‬
‫د تخلررو مررن الوقا ررة والنفرراق السياسرري ‪ ،‬ب رره النظررر عررن موقررف الشرار األمريكرري‬
‫الرررافه فرري أ يرران كثيرررة لسررلوك كوماترره ‪ ،‬والمعرراره لترردخلها لرردعم أنظمررة فقرردت‬
‫ع قتها بشعوبها ‪ ،‬ووجدت في الدعم األمريكي سندا يطيل عمر بقاءها‪.‬‬
‫وبررالعودة إلررى جنرروب أفريقيررا نجررد أنرره رغررم م اولررة عقررد لقرراءات بررين شررولتز‬
‫وأوليفرررر ترررامبو مرررن المررر تمر الررروطني األفريقررري ‪ ، 2896‬غيرررر أن وكالرررة المخرررابرات‬
‫المركزية استمرت في العمل مع كومة األقلية البيضاء(‪.)2‬‬
‫وهكرذا فرران التشرريعات للعقوبررات المفروضرة علررى كومرة جنرروب أفريقيرا الترري‬
‫صادق عليها الكون رس ‪2897‬م ‪ ،‬استثنت بكل وضوح التبادل المخرابراتي للمعلومرات‬

‫‪ -1‬فرانسيس بويل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 221‬‬


‫‪ -2‬الوديات المت دة تعطي معلومات ول الم تمر الوطني األفريقي ‪ ،‬نيويورك تايمز ‪. 2898/6/14‬‬
‫‪272‬‬
‫مررع جنرروب أفريقيررا ‪ ،‬ممررا مكررن إدارة ري رران مررن ترروفير المعلومررات ل كومررة األقليررة‬
‫البيضاء عن ت ركات أعضاء الم تمر الوطني اإلفريقي(‪.)1‬‬
‫إن ممارسة الوديات المت دة لسياسة التعاون البناء مع عنصري جنروب أفريقيرا‬
‫‪ ،‬تساعد على تدعيم نظام الميز العنصري وتشجيعه للقيام باعتداءات جديدة ضد أقطار‬
‫القررارة اإلفريقيررة‪ ،‬وي كررد ‪ .‬ماكرراتن المراقررب الرردا م للم ر تمر الرروطني اإلفريقرري فرري‬
‫جنوب أفريقيا لدى األمم المت دة مت دثا في أبريل ‪ 2892‬فري مر تمر صر في عقرد فري‬
‫مقررر المنظمررة الدوليررة ‪ " :‬أنرره خر ل مجرريء ال كومررة األمريكيررة بر اسررة ري رران أخررذت‬
‫أعمال النظام العنصري طابعا أشد وقا ة وعدا ية "(‪ . )2‬أما كروكي فقد أكد فري يونيرو‬
‫‪ 2894‬فرري اجتمررا اللجنررة الفرعيررة لش ر ون مجلررس النررواب األمريكرري هنرراك خطرروات‬
‫شاهدة على توسيع التعاون بين واشنطن وبريتوريا ‪ ،‬بداية بناء أسطول ل ماية سروا ل‬
‫جنوب أفريقيا ‪ ،‬ومساندة تبادل المل قين العسركريين ‪ ،‬رغرم وجرود قررار مجلرس األمرن‬
‫الصادر في ‪ 2‬يونيو ‪ 2866‬الذي يطالب " … أن تقطع الدول فورا أي نو مرن أنروا‬
‫تقررديم األسررل ة والقررذا ف ووسررا ط المواص ر ت العسرركرية ‪ ،‬والتجهيررزات البوليسررية ‪،‬‬
‫واألدوات اد تياطية‪ ،‬لما مرر ذكرره ‪ ،‬كرذلك يجرب التوقرف عرن جميرع أشركال المعردات‬
‫والتجهيزات وعقد اتفاق تراخيص إلنتا أو صيانة األسل ة "(‪. )3‬‬
‫وكرر مجلس األمن ذلك في ‪ 7‬يناير ‪ ، 2892‬بشلن شكاوي أن رود ضرد جنروب‬
‫أفريقيا‪ ،‬لكن الوديات المت دة لم تلتزم بذلك ‪ .‬وهذا السلوك يلقي األضواء علرى قيقرة‬
‫الدور األمريكي في تخريب العالم ‪ ،‬وأن الع قات الدولية لم تزل م كومة بعامرل القروة‬
‫‪ ،‬ولررريس بعامرررل ال رررق‪ ،‬خصوصرررا وأن السرررلوك األمريكررري تجررراه عررردد مرررن المسرررا ل‬
‫والقرارات الدولية ‪ ،‬كان مختلفا ‪ ،‬برل أنهرا عنردما تفشرل فري إقنرا األمرم المت ردة بتبنري‬
‫مواقفها د تتردد في اتخاذ مواقف منفردة معتمردة علرى قوتهرا ‪ ،‬وقروة لفاءهرا ‪ ،‬ب ره‬
‫النظر عن شرعية سلوكها أو عدم شرعيته‪.‬‬

‫‪ -1‬خلل في العقوبات األمريكية ضد بروتريا ‪ ،‬نيويرك تايمز ‪. 2897/21/4 ،‬‬


‫‪ . 2‬كروكر ‪ ،‬فضح تمويهات الشركات اد تكارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 91‬‬
‫‪ -3‬قرار مجلس األمن رقم ‪ 2 ، 229‬يونيو ‪. 2866‬‬
‫‪271‬‬
‫وفي وا دة من وثا ق الكون رس األمريكي المتعلقة بالتجارة مع بريتوريا ‪ ،‬أنره‬
‫في سبتمبر ‪ 2891‬جرى توريد م ات الهراوات البوليسية ذات الصردمة الكهربا يرة مرن‬
‫الوديات المت دة إلى جنوب أفريقيا‪.‬‬
‫وفي خريف ‪ 2894‬ذكرت الواشنطن بوست " أن إدارة ري ان أبرمت مشررو‬
‫عقد للشرركة ويسرتن هاوس اد تكاريرة األمريكيرة بقيمرة ‪ 51‬مليرون دودر ‪ ،‬علرى مردى‬
‫عشر سنوات‪ ،‬والذي يقضي بتقديم الخدمات لم طترين كهربرا يتين ذريترين فري جنروب‬
‫أفريقيررا ‪ ...‬وقررد مضررت رسررالة وزيررر التجررارة األمريكرري إلررى لجنررة الكررون رس لشر ون‬
‫األخبار ال كومية أنه منذ ‪ 2891 / 91‬أصدرت الوديرات المت ردة خمرس رخرص لنقرل‬
‫التقنيررة لبرررامر النوويررة لجنرروب أفريقيررا ‪ ،‬وقررد ضررمتها معرردات يمكررن اسررتخدامها عنررد‬
‫تجريررب ر وس ربيررة ومنررذ ‪ 2894 / 92‬ا تلررت جنرروب أفريقيررا المركررز الثررامن فرري‬
‫قا مة الدول ال اصلة على التقنية النووية األمريكية "(‪. )1‬‬
‫وممرررا تقررردم فانررره بفضرررل مسررراعدة الوديرررات المت ررردة والررردول ال ربيرررة يجرررري‬
‫عنصريو جنوب أفريقيا أعماد مكثفرة إلرسراء ترسرانة مرن األسرل ة النوويرة ‪ ،‬وبوجرود‬
‫الطررابع العرردواني لسياسررة التمييررز العنصررري ‪ ،‬فرران هررذا يضرراعف بمررا د يقرراس الخطررر‬
‫الناتر عنه على السلم واألمن الردوليين‪ ،‬وبخاصرة القرارة األفريقيرة ‪ " .‬إن عهرد ري ران‬
‫شرركل نقطررا سرروداء فرري ترراريخ الوديررات المت رردة فرري دعررم العنصرررية ‪ ،‬رغررم صرردور‬
‫قررررارات األمرررم المت ررردة ومجلرررس األمرررن الررردولي بوقرررف التعررراون وال ظرررر العسررركري‬
‫وادقتصرررررادي ضرررررد هرررررذه األقليرررررة ال اكمرررررة "(‪ . )2‬ويشرررررير البروفيسرررررور األمريكررررري‬
‫ب‪ .‬كيميرررل ‪ " :‬إن طررررق إل ررراق جنررروب أفريقيرررا إلرررى النررراتو ‪ ،‬وم اولرررة إقامرررة لرررف‬
‫عسكري في جنوب األطلسي ‪ ،‬والذي سيدخل فيه إلى جانب جنروب أفريقيرا العديرد مرن‬
‫األنظمررة الرجعيررة فرري أمريكررا ال تينيرررة ‪ ،‬وبعرره أقطررار أفريقيررا منفررردة ذات الرررنهر‬

‫‪ -1‬الواشنطن بوست ‪. 2894/21/11 ،‬‬


‫‪ -2‬مجدي ماد ‪ ،‬صرا القوى الكبرى في أفريقيا ‪ ،‬مركز الدراسات السياسية وادستراتيجية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫‪ ، 2896‬ص ‪. 67‬‬
‫‪274‬‬
‫الموالي لل رب صرا ة ‪ ،‬يشكل خطرا على المنطقة بلسرها "(‪ . )1‬إن تعاون الوديرات‬
‫المت رردة مررع نظ رام جنرروب أفريقيررا يملررك فرري ال الررب سررمة ت مريررة سرررية ضررد أفريقيررا ‪،‬‬
‫ويقرب بين شخصريات واشرنطن الرسرمية وبريتوريرا العرداء الجنروني للشريوعية ‪ ،‬وفري‬
‫السنوات األخيرة نشطت المنظمات المجابهرة الجنروب أفريقيرا ‪ ،‬بقيرادة صرندوق جنروب‬
‫أفريقيا في الوديات المت دة ‪ ،‬وي افظ عشرات األعضراء فري مجلرس الشريوخ والنرواب‬
‫األمريكي على ص ت وثيقة بر يس هذا الصندوق ( ماراتم ) وقد كان ذلرك أ رد تلرك‬
‫المكاتررب القانونيررة الترري تسررتخدم لمجابهررة النظررام العنصررري وهررو سياسرري ر يسرري فرري‬
‫م ت انتخاب ري ان ‪.‬‬
‫وأخيرا نطرح تسا د ‪ ،‬هل موقف الوديات المت دة مرن نظرام الميرز العنصرري‬
‫وم اولته إبادة الجنس األسود موقف منطقي ؟‬
‫إن أي م اولة ت جر بهذا مرفوضة عالميا ‪ ،‬سرواء علرى المسرتوى السياسري أو‬
‫المستوى األخ قي‪ .‬إن اإلدارة األمريكية وضعت مصال ها ادقتصادية وادسرتراتيجية‬
‫فرري مرتبررة أهررم مررن اإلنسرران اإلفريقرري ‪ ،‬وأنرره بررالنظر إلررى الجرروا ز واألوسررمة والتلييررد‬
‫العررالمي ‪ ،‬الررذي ت صررل عليرره نيلسررون مانرردي مررن العررالم فرري بريطانيررا وأمريكررا وليبيررا‬
‫والم رب وغيرها يدل على مدى وعي العالم ب قيقية وصدق نضرال السرود فري جنروب‬
‫أفريقيا ‪ ،‬ومدى غرابة ونفاق ادستراتيجية األمريكية في تعاملها مع القضرايا العالميرة ‪،‬‬
‫إن م اولة إلصاق اإلرهاب بالم تمر الروطني اإلفريقري مسرللة مرفوضرة ‪ ،‬باعتبرار أن‬
‫هذه المنظمة تب ا عن ال رية ‪ ،‬وإذا أجزمت اإلدارة األمريكية بلنها إرهابية فر شرك‬
‫أن رب الت ريرر التري قادهرا جرور واشرنطن لت ريرر الوديرات المت ردة إرهراب وأن‬
‫قيادة إبراهام لنكولن لقضية ت رير السود في أمريكا عم إرهابيا‪.‬‬
‫إن الدعم ال م دود مرن قبرل اإلدارة األمريكيرة لنظرام التمييرز العنصرري يظهرر‬
‫مدى فقردان تلرك اإلدارة لمصرداقيتها فري التعامرل مرع قضرايا ال ريرة والت ررر ‪ ،‬برل أن‬
‫مفهوم ال رية صار يفقد قيمتره عنردما يكرون طر را أمريكيرا ‪ ،‬وأن تمثرال ال ريرة الرذي‬

‫‪ -1‬أندريه اوزاودنسكي ‪ ،‬وول لستريت ضد أفريقيا ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 291‬‬


‫‪272‬‬
‫ينتصررب فرري مينرراء نيويررورك ‪ ،‬أصرربح يشرركل إدانررة متواصررلة ومسررتمرة لعمليررات القمررع‬
‫واإلبررادة والتخريررب والتر مر ‪ ،‬الررذي صررار مررن الثابررت أن الوديررات المت رردة األمريكيررة‬
‫مس ولة عليها على مستوى العالم ‪ ،‬والتي ستعمل بدون شرك فري تعراظم الشرعور برالظلم‬
‫علررى المسررتوى العررالمي ‪ ،‬ومقاومررة هررذا الط يرران ‪ ،‬الررذي برردأت ثرراره تطررول شررعوبا‬
‫بلكملها‪.‬‬
‫ولكررن عنرردما دعررم القررذافي ركررات الت رررر انط قررا مررن كونرره م يرردا ل ريررة‬
‫اإلنسان وجهت ادتهامات إليه على أنه يدعم اإلرهاب !! ولكن تعرود اإلدارة األمريكيرة‬
‫ل عتراف بلنها كانت على خطرل ‪ ،‬وتطلرب مرن مانردي الرذي اعتبرتره إرهابيرا فري يروم‬
‫من األيام بعدم إقامة ع قات مع ليبيا ‪ ،‬ولكنها فشلت ونج ت اإلرادة اإلفريقية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬موقف القذافي من قضية التمييز العنصري في جنوب إفريقيا ‪:‬‬


‫من نافلة القول أن القذافي عندما أعلن قيام الثورة في ليبيا عام ‪ ، 2878‬لم يكرن‬
‫ينسى أنه ابن القارة اإلفريقية السمراء ‪ .‬التي تعاني مرن ادضرطهاد والظلرم واإلج راف‬
‫من قبل المستعمر‪ ،‬لقد وجد القرذافي قارتره اإلفريقيرة تررزح ت رت نيرر التبعيرة السياسرية‬
‫وادقتصررادية لل رررب‪ ،‬ومررا زاد مررن معانرراة القررذافي كقا ررد لثررورة عالميررة تسررعى لت ريررر‬
‫اإلنسان في كل مكان من العالم‪ ،‬فقد أزعجه كثيرا وجود نظام ميز عنصري يفرق برين‬
‫اللررون والجررنس فرري جنرروب قارترره اإلفريقيررة ‪ ،‬وقررد كرران صررري ا فرري موقفرره إزاء هررذه‬
‫القضررية‪ ،‬فقررد كانررت مواقفرره ثابتررة وصررري ة بررل جري ررة فرري أ يرران كثيررر‪ ،‬فمنررذ أن كرران‬
‫ر يس مجلس قيادة الثورة أعلن اسرتعداده لقيرادة جريم إفريقري مرن أجرل ت ريرر قارتره‬
‫من ادسرتعمار " … الجمهوريرة العربيرة الليبيرة ت كرد أنهرا دزالرت علرى مرا ذكرتره فري‬
‫لجنة الت رير اإلفريقي التري عقردت فري شرهر ينراير ‪ 2861‬فري مدينرة بن رازي ‪ ،‬والتري‬
‫أكرردت فيهررا أنهررا مسررتعدة أن تخرروه معررارك وعمليررات عسرركرية نظاميررة ‪ ،‬إذ قررررت‬
‫الرردول اإلفريقيررة ذلررك ‪ ،‬فرري سرربيل طرررد ادسررتعمار األبرريه والمتسررلط العنصررري فرري‬

‫‪275‬‬
‫رظ مرن هرذا الموقرف أن القرذافي اعتمرد مرن البدايرة فري إعر ن‬ ‫جنوب القارة "(‪ .)1‬ون‬
‫موقفه الصريح في الوقوف في وجه التمييز العنصري باستخدام القوة لررد هرذا الظلرم‬
‫الواقع على أبناء إفريقيا‪.‬‬
‫بل أن القذافي ذهب إلرى أبعرد مرن ذلرك فري مواقفره يرا بردأ يفكرر فري الطريقرة‬
‫التي يتم بها تدريب المتطوعين لخوه رب الت رير في جنروب القرارة ‪ ،‬وقرد أعطرى‬
‫تفسرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررريرا لموقفرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررره هررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررذا ‪:‬‬
‫" إن ادقتررراح بت ريررر األراضرري اإلفريقيررة الترري ي كمهررا ادسررتعمار العنصررري فرري‬
‫جنوب أفريقيا د يمكننا من إرسال المدربين إليهرا لتردريب الثروار علرى أرضرهم ‪ ،‬وفري‬
‫نفس البي رة التري يعيشرون فيهرا ‪ ...‬إن غايرة التردريب ت ريرر المنراطق الم تلرة مرن قبرل‬
‫ادسررتعمار األبرريه ‪ ،‬الررذي ت رراول أفريقيررا الررتخلص منرره ‪ ،‬وإصرررارنا علررى الت ريررر‬
‫وطرد العنصرية البيضاء شعور بالصدق مع أنفسنا ومع اآلخرين "(‪. )2‬‬
‫إن موقرررف القرررذافي هرررذا ي كرررد مررردى إ ساسررره بالمسررر ولية الثوريرررة ‪ ،‬وصررردق‬
‫أطرو اته في إنقاذ هذه القارة‪ ،‬وسعيه الرد وب إلرى تو يرد جهرود القرارة اإلفريقيرة مرن‬
‫أجل طرد ادستعمار منهرا‪ .‬فتجرد أن القرذافي ي كرد علرى أن ‪ … " :‬العمرل علرى ت ريرر‬
‫أفريقيررا فرري هررذه المر لررة سرروف ي ر دي إلررى تو يررد ركررات الت رررر اإلفريقيررة ‪ ،‬الترري‬
‫ستنطلق وتتواجرد علرى أره ليبيرا ‪ ،‬والضررورة إذا نج رت هرذه الفكررة سرتت ول ليبيرا‬
‫إلى مركز ل ركات الت رر "(‪. )1‬‬
‫لقد عمل القذافي على جعل ليبيرا أرضرا للثروار ومكانرا لتردريب وتصردير الثرورة‬
‫إلرى أفريقيرا‪ ،‬وقرد نجرح فري م اودتره هرذه يرا درب وأهرل جنرودا للثروار فري زامبيرا‬
‫وجنوب أفريقيا وناميبيا‪ .‬غير أن المشكلة التي كانت تقف جررة عثررة أمرام طمو رات‬
‫القذافي ي ددها في ‪ …" :‬إننا راغبون في تقديم المساعدة مباشرة ‪ ،‬أو يجب علينا عمل‬
‫ذلك ‪ ،‬وهنا تبقى لدينا إمكانية تقديم الدعم األدبي على األقل ‪ ،‬فجنوب أفريقيرا لرو كانرت‬

‫‪-1‬كلمة العقيد القذافي خ ل زيارته إلى الر يس التشادي فرنسوا تومبلباي ‪ ،‬السرجل القرومي ‪ ،‬مرجرع سرابق ‪ ،‬شرهر‬
‫الكانون ‪ ، 2861‬ص ‪. 24‬‬
‫‪ -2‬مقابلة ص فية مع قا د الثورة في مجلة الدستور األردنية نشر ال وار في العدد ‪ 95‬في ‪. 2862/2/18‬‬
‫‪277‬‬
‫مجاورة لليبيا لقمنا ومنذ زمن بعيرد بارسرال قواتنرا المسرل ة لنصررة ركرات الت ررر ‪،‬‬
‫ومجابهة العنصريين هناك ‪ ،‬أن عقبات كبيرة تعتره طريقنا "(‪. )2‬‬
‫ولكن مع وجود هذه العقبات لم يقف القذافي عاجزا ‪ ،‬بل قدم كل ما يستطيع من‬
‫دعم ر ه مناسبا للثوار في جنوب أفريقيا سب ما تقتضيه ال اجة وتسمح بره الظرروف‬
‫فري المنطقررة وأكررد القررذافي علررى ‪ … " :‬إن بر دي تضررع كررل إمكانياتهررا ‪ ،‬وعبرررت عررن‬
‫ذلك مرارا ‪ ،‬وتضعها بالفعل اآلن ‪ ،‬وتضع كل إمكانياتهرا ت رت تصررف شرعب جنروب‬
‫أفريقيا الذي يقاتل العنصرية "(‪. )3‬‬
‫لقد كان هاجس القذافي الكبير هو نصرة شعب جنوب أفريقيا ومعاناتره مرن قبرل‬
‫العنصرية البيضاء ‪ ،‬وقد ره الدول اإلفريقية المجاورة لجنوب أفريقيرا للعمرل علرى‬
‫تطويق نظام الميز‬

‫‪ -1‬المصدر السابق ‪.‬‬


‫‪ -2‬مقابلة للعقيد القذافي مع مجلة دير شبيجل األلمانية ‪. 2867/6/17‬‬
‫‪ -3‬المر تمر الص ر في الررذي عقررده العقيررد القررذافي ررول جرردول أعمررال الم ر تمرات الشررعبية األساسررية فرري طرررابلس‬
‫‪. 2866/21/11‬‬
‫‪276‬‬
‫العنصري فيها ‪ … " :‬نقول إلخواننا في دول المواجهة للنظام العنصري مرن قهرم أن‬
‫يطلبرروا الرردعم العسرركري علنررا أو رسررميا مررن الرردول اإلفريقيررة لمواجهررة هجمررات الررنظم‬
‫العنصرررية كلهررا "(‪ . )1‬وقررد ركررز القررذافي فرري دعمرره للثرروار فرري جنرروب أفريقيررا علررى‬
‫الم تمر الوطني اإلفريقي‪ ،‬الرذي رأى أنره بامكانره قيرادة شرعب جنروب أفريقيرا للت ررر‬
‫من العنصرية ‪ ،‬وأكد في الجلسة ادفتتا ية دجتماعرات الردورة الث ثرين للجنرة التنسريق‬
‫لت ريررر أفريقيررا علررى ‪ … " :‬أن إخواننررا فرري الم ر تمر الرروطني اإلفريقرري مررن قه رم أن‬
‫يطلبوا كل شرا منرا‪ ،‬ومرن واجبنرا أن نقردم لهرم هرذا ‪ ،‬ألن الردفا عرنهم هرو الردفا عرن‬
‫أنفسنا ‪ ،‬وألن ريتنا ن ن لن تستكمل إد بانتزاعهم ريتهم "(‪. )2‬‬
‫لقد اول القذافي فري كرل الم افرل اإلفريقيرة أن يرذكر الردول اإلفريقيرة المسرتقلة‬
‫بررلن اسررتق لها د يعنرري شرري ا ‪ ،‬وهررو مهرردد إذا ظلررت جنرروب أفريقيررا تعرراني مررن الميررز‬
‫العنصري ‪ ،‬ألن القارة اإلفريقية مرتبطة ود يمكن فصل جزء من اآلخر‪.‬‬
‫وقررد واجرره القررذافي ضر طا أمريكيررا كبيرررا د بعرراده عررن دعررم الثرروار فرري جنرروب‬
‫أفريقيا في م اولرة إلفشرال هرذه ال ركرة ‪ ،‬غيرر أن القرذافي دخرل فري صررا المصرالح‬
‫وادرادات مرررة أخرررى‪ ،‬وعلررى جهررة أخرررى ضررد اإلدارة األمريكيررة " … لقررد قالررت‬
‫أمريكا لن نخرجكم من القا مة السوداء تى تتخلوا عن ت الفكم ومساعدتكم للثرورة فري‬
‫جنوب إفريقيا ‪ ... ،‬ون ن رفضنا ذلك ‪ ،‬وصممنا على المضي فري الت رالف مرع شرعب‬
‫جنوب أفريقيا ‪ ...‬ألن رية أفريقيا فوق كل ثمن "(‪. )1‬‬
‫لقد أ س القذافي باآلمال الملقاة على عاتقه في قيادة مشعل ت رير جنوب القارة‬
‫خ ل مسيرة تلييده لقضية السود في جنروب إفريقيرا‪ ،‬وعنردما بردأت قضرية دعرم جنروب‬
‫أفريقيا م ل المزايدات السياسية ‪ ،‬أعلن القذافي ما كان منتظرا منه كقا رد أممري ‪ ،‬ففري‬
‫م تمر القمة اإلفريقي التاسع أطلق صرخة ثورية ‪ ،‬بلن قال ‪ … " :‬إنني أقسم أمدامكم‬
‫بشرفي العائلي والعسكري ‪ ،‬إنني على استعداد شخصيا ‪ ،‬أن أذهب إلدى القتدال فدورا‬

‫‪ -1‬خطررراب العقيرررد القرررذافي فررري الجلسرررة ادفتتا يرررة لررردورة الث ثرررين للجنرررة التنسررريق لت ريرررر أفريقيرررا ‪ ،‬طررررابلس‬
‫‪.2869/1/22‬‬
‫‪ -2‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪279‬‬
‫بنفسددي ‪ ،‬وعلددى رأس أي قددوة كجندددي أو كقائددد‪ ،‬سددواء كددان فددي بيددروت أو جنددوب‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬لقد عمل القذافي خ ل هذه الفترة علرى ت مرل مسر ولية قيرادة الثرورة فري‬ ‫"‬ ‫أفريقيا‬
‫جنوب أفريقيا ‪ ،‬وعدم المبرادة بالتهديردات األمريكيرة ‪ ،‬وقردم فري مر تمر قمرة دول عردم‬
‫ادن ياز في هراري الدليل على جدية موقفه مرة أخرى ‪ ،‬فقال من فوق‬

‫‪ -1‬كلمة العقيد القذافي في المتدربين العسكريين من زيمبابوي ‪ ،‬طرابلس ‪. 2891/4/24 ،‬‬


‫‪ -2‬ديا العقيد القذافي في الجلسة الثانية لم تمر القمة األفريقي التاسع عشر ‪. 2891/9/9 ،‬‬
‫‪278‬‬
‫منصرررته ‪ … " :‬جئدددت ألرفدددع الدددرو المعنويدددة لمقددداتلي جندددوب أفريقيدددا األحدددرار ‪،‬‬
‫ومعتقليهم ‪ ،‬وعلدى رأسدهم ماندديال ‪ ،‬ولكدي أعلدن مدن هدذا المنبدر وضدع كدل إمكاندات‬
‫بالدي األدبية والمادية تحت تصرف قوى التحرر في العالم "(‪. )1‬‬
‫بل زاد القذافي فري ت ردي ادسرتعمار واإلدارة األمريكيرة عنردما أعلرن فري نفرس‬
‫القمة بلنه ‪ … " :‬أتيت للقاء بمقاتلي جندوب أفريقيدا ‪ ،‬وعلدى رأس هدذ القدوى الحيدة‬
‫المقاتلددة حركددة ‪ BMC‬المددؤتمر الددوطني اإلفريقددي ‪ ،‬الددذي تمكنددا مددن اللقدداء معهددم ‪،‬‬
‫ووضعنا باألمس الخطط الكفيلة بتصعيد القتال لتحرير جنوب أفريقيدا ‪ ،‬وأتيدت إلديهم‬
‫لكي أضع إمكانيات بالدي تحدت تصدرف شدعبنا اإلفريقدي فدي جندوب أفريقيدا ‪ ،‬ونعلدن‬
‫هنددا أن ليبيددا تفددتح كددل معسددكراتها لمقدداتلي جنددوب أفريقيددا‪ ،‬وتفددتح مخددازن األسددلحة‬
‫لتسليح هؤالء المقاتلين ‪ ،‬ولتسليح الجماهير الثورية فدي جندوب أفريقيدا التدي تواجده‬
‫(‪)2‬‬
‫لقرد أزعرر القرذافي بهرذه التصرري ات‬ ‫"‬ ‫الطغيان االستعماري العنصدري دون سدال‬
‫اإلدارة األمريكية و اولت إلصاق تهمرة وجرود معسركرات إرهابيرة تشركل خطررا علرى‬
‫األمن والسلم العالمي‪ ،‬ولكن هذه المعسكرات أعلن القذافي عن وجودها ألن هدفها هري‬
‫إعداد ثروار يردافعون عرن أرضرهم لت ريرهرا مرن ادسرتعمار والميرز العنصرري ‪ ،‬الرذي‬
‫أدانه المجتمع الدولي‪.‬‬
‫ولم ينس القذافي المناضل األفريقي نيلسون ماندي الذي كان معتق في سرجون‬
‫الميز العنصري فعمل على الض ط باستخدام ثوار الم تمر الوطني اإلفريقري مرن اجرل‬
‫إطر ق سرررا ه‪ ،‬وأكررد علررى ذلررك عنرردما أعلررن ‪ … " :‬نضددالنا أدى إلددى إطددالق سددرا‬
‫مانديال صدديقنا ‪ ،‬وقدد التقيدت بده مدرتين بعدد إطدالق سدراحه ‪ ،‬متفقدين علدى ضدرورة‬
‫المضدددي فدددي هدددذا االتجدددا ‪ ،‬وإطدددالق سدددرا ماندددديال أوجدددد عدددامال إيجابيدددا للمشدددكلة‬
‫فشخصية مانديال شخصية هامة نعول عليها كثيرا في انتصار قضية جنوب أفريقيدا ‪،‬‬
‫ويجب دعم مانديال دون حدود "(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬كلمة العقيد القذافي في م تمر القمة الثامنة لعدم ادن ياز ‪. 2897/8/2‬‬
‫‪ -2‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ -3‬كلمة العقيد القذافي في فل العشاء في كمباد أوغندا ‪. 2897/21/12‬‬
‫‪261‬‬
‫لقرد اسرتمر مانردي فري نضراله تررى تمكرن مرن إقامرة دولتره الديمقراطيرة ‪ ،‬الترري‬
‫يمثل السود فيها األغلبية دون أن يكرون فيهرا تمييرزا ل‪،‬جنراس ‪ .‬إن خررو مانردي مرن‬
‫المعتقل عجل بسرعة ت رير الب د فقضم ظهر النظام العنصري ‪ ،‬وبالنظر إلرى الردور‬
‫التاريخي والكبير الذي لعبه القذافي في دعرم جنروب أفريقيرا ترى ت ريرهرا مرن النظرام‬
‫العنصري ‪ ،‬وتقديرا لهذا الموقف فان‬

‫‪262‬‬
‫ماندي أصبح أول ر يس لدولة جنوب أفريقيرا الديمقراطيرة ‪ ،‬ولرم يرنس مانردي القرذافي‬
‫ومواقفه وقد قال ماندي " إن جنوب أفريقيا تنظر بداعتزاز وفخدر للمسداعدات والددعم‬
‫الذي قدمتده ثدورة الفداتح والعقيدد القدذافي لهدا خدالل مرحلدة النضدال ضدد نظدام الميدز‬
‫العنصددري‪ ،‬فددي حددين كددان األخددرون الددذين ال ترضدديهم هددذ العالقددات يدددعمون النظددام‬
‫العنص دري البغدديض ‪ ،‬وأن جمهوريددة جنددوب أفريقيددا تقدددر عاليددا هددذ المواقددف ولددن‬
‫تنسا أبدا "(‪. )1‬‬
‫بررل أن مانرردي أعلررن صرررا ة أن ع قاترره بالقررذافي د يمكررن أن تكررون مجررال‬
‫للمساومة من أي دولة ‪ ،‬وقد وجه كلمرات صراعقة خرجرت عرن كرل الطقروس المتوقعرة‬
‫مرن سياسرري م نررك عنرردما قررال ‪ … " :‬أن القدذافي صددديقي ومددن ال تعجبدده عالقتددي بدده‬
‫(‪)2‬‬
‫لقد قال ماندي هذه الكلمات أثناء زيارة الر يس األمريكري‬ ‫"‬ ‫فليشرب من ماء البحر‬
‫بل كلينتون إلى جنوب أفريقيا ‪ ،‬م اولة منه إلى إبعاد ماندي عن السا ة الليبية ‪.‬‬
‫لم يتنكر ماندي للجميل ‪ ،‬وكان صادقا عندما أعلن في فل عشراء أقريم للقرذافي‬
‫فرري كيررب ترراون فقررد وصررف مانرردي القررذافي بلنرره مررن الرجررال الررذين ‪ ... " :‬يضددحون‬
‫بأنفسهم مدن أجدل القضدايا العادلدة لماليدين مدن النداس ‪ ،‬ويتحددون مواقدف األعدداء ‪،‬‬
‫وهم الذين يملكون اإلدرا التام بالتاريخ ويسطرونه بمداد من نور "(‪.)3‬‬
‫إن ماندي أكد على أن لمواقف القذافي دورا بارزا في ت ريرر بر ده ‪ ،‬وأنره لرن‬
‫يدير ظهره إلى ليبيا والقذافي ‪.‬‬

‫‪ -1‬تصريح الر يس ماندي لدى استقبال العقيد القذافي في جنوب أفريقيا ‪ ،‬قناة الجماهيرية الفضا ية ‪ ،‬نشرة‬
‫األخبار ‪. 2888/7/24 ،‬‬
‫‪ -2‬كلمررة الرر يس مانرردي بعررد جلسررة مبا ثرات مررع الررر يس األمريكرري بيرل كلنتررون ‪ ،‬جوهنسرربرك ‪ ،‬مركررز تلفزيررون‬
‫الشرق األوسط ‪ ،‬نشرة األخبار ‪. 2886/5/11‬‬
‫‪ -3‬كلمة الر يس ماندي في فل غذاء جنوب أفريقيا ‪ ،‬قناة الجماهيرية الفضا ية ‪ ،‬نشرة األخبار ‪.2888/7/24 ،‬‬
‫‪261‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬قضية الجبهة السنديانية في نيكاراغوا‪:‬‬
‫يرتبط تاريخ الصرا السياسي المعاصر في نيكاراغوا باسمين بارزين ‪ :‬األول‬
‫انستاسيو سوموزا ‪ ، 2857 / 2987‬وكان معروفا بين أسرته باسم (تانسو) وهرو ب رق‬
‫يعتبر م سرس النظرام الردكتاتوري ‪ ،‬الرذي بره كمرت أسررته نيكراراغوا مردة تزيرد علرى‬
‫نصف قرن ‪ ،‬قامت خ لهرا بمشراركة الوديرات المت ردة فري نهرب خيررات نيكراراغوا ‪،‬‬
‫واضطهاد شعبها ‪ .‬ونيكاراغوا هي جمهوريرة صر يرة مرن جمهوريرات المروز الشرهيرة‬
‫في أمريكا الوسطى ‪ ،‬ويطلق اللقب ازدراء ورمزا د تكار السرلطة والثرروة وتوزيعهرا‬
‫بين شركات الفواكه األمريكية " ووقعت نيكاراغوا طوال أربعين عاما في قبضة أسرة‬
‫سرروموزا ‪ ،‬الررذي كمهررا بقرروة ال ديررد والنررار ‪ ،‬تررى أصرربح سرروموزا أشررهر اإلرهررابيين‬
‫والررديكتاتورين علررى اإلطر ق فرري القررارة ال تينيررة "(‪ . )1‬وادسررم الثرراني هررو (أوغسررطو‬
‫سانديانو) ‪ 2842 / 2985‬ان در مرن أسررة ريفيرة ‪ ،‬بردأ ياتره عرام ميكانيكيرا بسريطا‬
‫ضاق من الديكتاتوريرة السروموزية والتواجرد األمريكري ‪ ،‬وشركل جبهرة مقاومرة اتخرذت‬
‫من منطقة (دس سي وباس ) مقرا لهرا ترى ترم اغتيالره ‪ ،‬وظلرت الثرورة مسرتمرة ترى‬
‫سقط نظام سوموزا على يد ثوار الجبهة السنديانية في ‪.2868‬‬
‫ومنذ بداية المواجهة بين الثوار وسوموزا استخدمت الوديات المت ردة سياسرة (‬
‫العصا ال ليظة والدودر ) من أجل السيطرة علرى منطقرة الكراريبي ‪ ،‬وفري سرنة ‪2812‬‬
‫نزلرت القرروات األمريكيررة إلررى نيكرراراغوا وا تلررت الررب د وشرررعت فرري عمليررة اضررطهاد‬
‫للشعب النيكاراغوي د مثيل لها‪ .‬وكان سانيدو يعمل في المكسيك مرع إ ردى الشرركات‬
‫العاملة في أمريكا الوسطى ‪ ،‬هناك تعلم ساندينو دروسا في النضال النقابي ‪ ،‬وفري عرام‬
‫‪ 2817‬عاد إلرى نيكراراغوا مرن أجرل ادسرتقرار لكرن ظرروف الرب د والتواجرد األجنبري‬
‫فيها دفعه إلى ادلت اق بالجنرال ( مونكادوا ) والرذي كران يناضرل مرن أجرل ادسرتق ل‬

‫‪ -1‬عز الدين البشتي ‪ ،‬تاريخ اإلرهاب األمريكي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 282‬‬
‫‪264‬‬
‫ومن أشهر عباراته " على اليانكيين أن ير لوا عن نيكاراغوا " ‪ " ،‬أريد وطرن رر أو‬
‫أموت دون ذلك "(‪.)1‬‬
‫ومع اشتداد المقاومة ومطالبة أ رار العالم بلن مرا تفعلره الوديرات المت ردة ظلرم‬
‫فقد قامت أمريكا بتدعيم قواتها سنة ‪ ، 2816‬وفري هرذه األثنراء يترنح الجنررال مونكرادوا‬
‫ويررتم انتخرراب سرراندينو زعيمررا للثرروار ‪ ،‬فيلقررى مسرراندة كبيرررة مررن اليسررار العررالمي وكررل‬
‫األ رررار ‪ .‬وفرري رسررالة وجههررا سرراندينو إلررى الررر يس األمريكرري قررال فيهررا ‪ " :‬سرريادتكم‬
‫تملكون كل شا ولكن ينقصكم الضمير "(‪.)2‬‬
‫وفرري عررام ‪ 2844‬بعررد اشررتداد المقاومررة يررتم توقيررع اتفاقيررة الس ر م ‪ ،‬وانس ر اب‬
‫القرروات األمريكيررة ويررتم تعيررين ( ساكاسررا ) ر رريس للجمهوريررة وتعيررين سرروموزا ر رريس‬
‫لل رررس الرروطني ‪ ،‬وهررو تنظرريم سياسرري عسرركري ‪ ،‬وبانس ر اب القرروات األمريكيررة فرري‬
‫فبراير سنة ‪ 2844‬وعودة ساندينو إلى دس سري وباس يرا يعريم علرى قطعرة أره‬
‫من تها له ال كومة ‪.‬‬
‫وفرري ‪ 2848 / 1 / 12‬يرردعى سرراندينو ومجموعررة مررن رجررال للعشرراء فرري بيررت‬
‫ر رريس الجمهوريررة ‪ ،‬وبعررد العشرراء وفرري طريررق العررودة يررتم اعتقررالهم مررن قبررل ال رررس‬
‫الرروطني فرري طريررق (دلوخررا) ويررتم اغتيررال سرراندينو ورفقرره فرري صررباح اليرروم التررالي‬
‫هاجمت ط ع ال رس الوطني معسكر السانديانيين في دس سري وباس ‪ ،‬راح ضر يته‬
‫‪ 411‬رجررل وامرررأة وطفررل ‪ .‬وبعررد ذلررك كشررف سرروموزا عررن وجهرره ‪ ،‬وانتخررب ر يسررا‬
‫لنيكاراغوا ‪ ،‬وبهذا التاريخ بدأت عا لة سوموزا ت كم نيكاراغوا رسرميا بال ديرد والنرار‬
‫‪ ،‬ومررع ذلررك لررم يستسررلم رجررال سرراندينو ‪ .‬وبرردءوا يعرردون أنفسررهم ت ررت لررواء الجبهررة‬
‫السررنديانية للت ريررر الرروطني ‪ ،‬والترري اسررتمدت يويتهررا النضررالية مررن روح م سسررها‬
‫ساندينو ‪ ،‬تى انرت الفرصرة وقامرت الثرورة فري عرام ‪ ، 2872‬ولكرن سروموزا تمكرن‬
‫من وأدها وهي في مهدها ‪.‬‬

‫‪ -1‬لوي ديمانتم ‪ ،‬شرم فانيل ‪ ،‬نيكاراغوا عقد من الثورة ‪ ،‬ترجمة مركز إع م الوطن العربي " صاعد " دار‬
‫الملتقى للنشر ‪ ،‬قبرص ‪ ،‬ط‪ ، 2882 ، 2‬ص ‪. 21‬‬
‫‪ -2‬عز الدين البشتي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 282‬‬
‫‪262‬‬
‫"وفرري سررنة ‪ 2857‬يطلررق المناضررل النيكرراراغوي ( ري ررو بيرتولوبيررت ) النررار‬
‫علررى نرراتم سرروموزا وبمررا أن األخيررر كرران ر رريس منتخبررا ‪ ،‬فقررد تررم تعيررين ابنرره لررويس‬
‫سوموزا ديبايلي خلفا له"(‪.)1‬‬
‫وواصل ادبن طريقة أبوه تى توفي في ماناغوا ‪ ، 2879‬وقبرل وفاتره أجريرت‬
‫انتخابات صورية فاز فيها ادبن األص ر انستاسيو سوموزا ‪ ،‬يرا شراهد األخيرر قيرام‬
‫الثررورة السررنديانية ومررات ف ري صرريف ‪ 2891‬فرري منفرراه فرري األوروغررواى ‪ ،‬وبانتصررار‬
‫الثورة السنديانية قامت كومة ونظام جديد ضم كل القروى الوطنيرة التقدميرة ‪ ،‬وجراءت‬
‫الخطوات واإلجراءات معتدلة وأيدتها الجماهير‪.‬‬
‫" وإذا كانت ال كومة األمريكية لم ترفه النظام الجديد في بدايتره ‪ ،‬إد أنهرا لرم‬
‫تر ررب برره‪ ،‬وبع رد وضرروح خطررت عمررل الثرروار ‪ ،‬أصررب ت الثررورة السررنديانية نموذجررا‬
‫م م باألخطار على‬

‫‪ -1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 289‬‬


‫‪265‬‬
‫اإلدارة األمريكيرة ‪ ،‬األمرر الرذي دفرع بررالر يس ري ران باصردار قررار بضررورة تصررفية‬
‫النظام "(‪.)1‬‬

‫أوال‪ :‬موقف الواليات المتحدة من الثورة السنديانية ‪:‬‬


‫قبل أن ي ادر كارتر البيت األبريه بيرومين ترم إعرداد مسرودة مرذكرة تردعو إلرى‬
‫إيقاف الدعم األمريكي إلى نيكاراغوا ‪ ،‬ألن هنراك مرا يثبرت إثباترا دام را برلن نيكراراغوا‬
‫تساند الثوار في السلفادور‪.‬‬
‫غيررر أن هررذه المررذكرة الترري أشررار إليهررا عزيررز شرركري تركررت تررى جرراء عهررد‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬وتجدر اإلشارة هنا إلى أن إدارة كارتر قد ظيت وبعد كفاح مرير‬ ‫ان‬ ‫الر يس ري‬
‫خر ل سررنتها األخيرررة فرري ال كررم بموافقررة الكررون رس علررى تخصرريص مبلررغ ‪ 65‬مليررون‬
‫دودر ‪ ،‬كمسرراعدة لسرروموزا لكررن الكررون رس اشررترط قبررل تقررديم المسرراعدة أن يضررمن‬
‫الر يس بلن تتمتع نيكاراغوا عن مساعدة أي تمرد فري أمريكرا الوسرطى ضرد الوديرات‬
‫المت دة‪.‬‬
‫ويشررير الصررر في األمريكرري الشرررهير بررروب ورودادر إلررى أن اهتمرررام الوديرررات‬
‫المت دة انصب على نيكاراغوا بعد ثماني عشرة شهرا من وصول القيرادة الماركسرية ‪،‬‬
‫ي كما تدعوها ال كومة األمريكية السنديانية إلى ال كم‪ .‬فقد عملت ال كومة األمريكيرة‬
‫عررن طريررق وكالررة المخررابرات المركزيررة األمريكيررة علررى تشررجيع المعارضررة بلسررلوب‬
‫العمل السري‪ .‬يرا بردأت المخرابرات األمريكيرة باقامرة ع قرات فري الوسرط السياسري‬
‫المعرراره لل كومررة السررنديانية ‪ ،‬وقررد أنفقررت بصررورة سرررية م يررين الرردودرات لرردعم‬
‫المعارضررة "(‪ . )3‬وهررذا يرردل علررى شررعور اإلدارة الري انيررة بخطررر الثررورة السررنديانية ‪،‬‬
‫األمر الذي دفرع بري ران إلرى التعامرل ب رذر خاصرة فري الفتررة األولرى مرع الثروار وفري‬
‫المقابررل عقرردت الجبهررة السررنديانية بعررد شررهرين مررن النصررر اجتماعررا فرري ( مررارا تونيررا )‬

‫‪ -1‬وثيقة كير كباتريك ‪ ،‬المل ق رقم ( ‪ ) 6‬ص ‪ ، 8‬فبراير ‪. 2891‬‬


‫‪ -2‬م مد عزيز شكري ‪ ،‬اإلرهاب الدولي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 28‬‬
‫‪ -3‬بوب ورودادر ‪ ،‬ال جاب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 262‬‬
‫‪267‬‬
‫سريا دام ث ا أيام ‪ ،‬الهدف منه هو ت ديد األهداف وقد شمل التقرير الصادر عن تلك‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬وبررالنظر إلررى‬ ‫"‬ ‫ادجتماعررات ‪ 26‬صررف ة‪ .‬وأصرربح يعرررف باسررم وثيقررة ‪ 61‬سرراعة‬
‫التقرير فانه جاء ي مل تعابير جديدة مثرل ( الصررا الطبقري ) و ( رزب الطليعرة ) (‬
‫البرجوازيررة القررادرة ) و ( الثررورة األمميررة ) كمررا أكررد التقريررر بررلن معركررة السررنديانية‬
‫موجهة ضرد اإلمبرياليرة األمريكيرة العردو لجميرع الشرعوب المناضرلة فري سربيل الت ررر‬
‫النهررا ي وتضررمن التقريررر تصررري ا واضر ا بمسرراعدة السررنديانية ل ركررات الت رررر فرري‬
‫أمريكا الوسطى‪.‬‬
‫وفرري رد فعررل عررن هررذه الوثيقررة رأى السررفير األمريكرري فرري مانرراغوا (لررورتس‬
‫بترولررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررو ) ‪:‬‬
‫" إن باإلمكرران ضرربط مشرركلة السررنديانية علررى أنرره باإلمكرران لهررا دبلوماسرريا ‪ ،‬فقررد كرران‬
‫يعتبر السانديانيين زمرة من األودد ‪ ،‬وليس لهم م ه ت تمكنهم من إدارة وكالرة بقالرة‬
‫"(‪ . )2‬يررا رأى لررورتس أن مشرركلة السررانديانيين مشرركلة عمليررة ‪ ،‬وهررذا يعنرري سررب‬
‫تعبير الوسط الدبلوماسي اللجوء في لها إلى ( سياسة العصرا والجرزرة ) يرا راول‬
‫السفير الض ط على القيادة السنديانية بـ ‪ 65‬مليون دودر مساعدة ‪ ،‬غيرر أن رد القيرادة‬
‫جاء " بلن لنيكاراغوا ال ق في رسم سياستها الخارجية وأن المساعدة األمريكيرة يجرب‬
‫أن د توظف كوسيلة لإلبتزاز "(‪. )3‬‬
‫وبدأت اإلدارة األمريكية متمثلة في خارجيتها باع ن تعليق المسراعدات الماليرة‬
‫للعداء للوديرات المت ردة واعتبرتره وسرا ل‬ ‫لنيكاراغوا وقد شكل هذا اإلع ن دفعا ها‬
‫اإلعر م النيكاراغويررة عرردوانا أمريكيررا علررى ادقتصرراد ‪ ،‬بررل أن التلفزيررون النيكرراراغوي‬
‫أعتبرهرا " أن الهردف النهرا ي لمثيرري ال رروب هرو القضراء علرى السرلطة الشرعبية فرري‬
‫دولتنا "(‪. )4‬‬

‫‪ -1‬نيويورك تايمز ‪ ،‬خطر قادم من نيكاراغوا ‪. 2892/4/26 ،‬‬


‫‪ -2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/2/11 ،‬‬
‫‪ -3‬فوزي البشتي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 112‬‬
‫‪ -4‬م مد سونة ‪ ،‬اإلرهاب األمريكي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 84‬‬
‫‪266‬‬
‫وفرررري أول اجتمررررا لمسرررر ول أمريكرررري نا ررررب وزيررررر الخارجيررررة مررررع القيررررادة‬
‫النيكاراغوية وبعد أخذ ورد طالب المسر ول األمريكري مرن السرنديانية التعهرد بال رد مرن‬
‫نمو قواتهم العسكرية ‪ ،‬والتعهد بعدم التورط في شر ون البلردان المجراورة ‪ ..‬أي التعهرد‬
‫بعرردم تصرردير الثررورة ‪ ،‬وتعهررد الوديررات المت رردة فرري المقابررل بعرردم مسرراندة العناصررر‬
‫المناهضة للجبهة السنديانية ‪ ،‬أو عناصر الكوانتر(*) كما تتعهد الوديات المت دة بتوقيرع‬
‫معاهدة دفا مشترك ‪ ،‬وعدم اعتداء مع نيكاراغوا وقال فري هرذا ادجتمرا ‪ " :‬ن رن د‬
‫ن ب نظامكم لكننا د نستطيع فعل شا ومرع ذلرك علريكم برالخرو مرن السرلفادور"(‪. )1‬‬
‫لكن دانيال أورتي ا رفره ذلرك واعتبرر " أن الثرورة فري السرلفادور هري الردر الرواقي‬
‫الذي ي فظ ثورتنا "(‪.)2‬‬

‫*‪ -‬كلمة مختصرة " كونترا ريفول سيوناريو " ‪.‬‬


‫‪ -1‬الواشنطن بوست ‪ ، 2891/4/17 ،‬ص ‪. 1‬‬
‫‪ -2‬الواشنطن بوست ‪ ، 2891/4/17 ،‬ص ‪. 1‬‬
‫‪269‬‬
‫بعد هذا الصمود من الجبهرة السرنديانية فري وجره الوديرات المت ردة قردم (ادوارد‬
‫بودند) ر ريس لجنرة ادسرتخبارات فري مجلرس النرواب توصريات أقرهرا الكرون رس برين‬
‫عامي ‪.2897 /2891‬‬
‫ونجمل توصيات بودند في التالي ‪:‬‬
‫‪ .2‬الفترررة مررن ديسررمبر ‪ 2891‬ديسررمبر ‪ : 2894‬منعررت وكالررة المخررابرات‬
‫المركزية ووزارة الدفا من اسرتخدام المرال مرن أجرل اإلطا رة ب كومرة‬
‫نيكاراغوا وافق عليها " ‪ 2‬أصوات ضد د أ د"‪.‬‬
‫‪ .1‬ديسمبر ‪ 94‬إلى ينويو ‪ : 2892‬أكدت أنه ديمكن استعمال أكثرر مرن ‪12‬‬
‫مليررون دودر مررن قبررل ‪ CIA‬والبنترراغون أو أي وكالررة أخرررى تسرراهم فرري‬
‫نشاطات استثمارية لدعم العمليات العسكرية في نيكاراغوا‪.‬‬
‫‪ .4‬أكتوبر ‪ 92‬ديسرمبر ‪ : 95‬رددت أنره " د توضرع أي مخصصرات ماليرة‬
‫مرررن وكالرررة المخرررابرات المركزيرررة ‪ ،‬أو وزارة الررردفا تقررروم بنشررراطات‬
‫اسرررتخباراتية‪ .‬يمكرررن أن تفتقرررد لررردعم مباشرررر ‪ ،‬أو غيرررر مباشرررر لعمليرررات‬
‫عسكرية أو شبه عسكرية في نيكراراغوا مرن قبرل أي دولرة أو منظمرة أو‬
‫جماعة أو ركة أو فرد‪.‬‬
‫‪ .2‬أغسررررطس ‪ 95‬إلررررى مررررارس ‪ : 97‬رررردد القيررررود نفسررررها ‪ ،‬والمسرررراعدات‬
‫العسكرية ‪ ،‬ولكنها س بت بـ‪ 16‬مليون دودر مساعدات إنسانية ‪ ،‬ودعرم‬
‫وسا ل ادتصال وأعمال ادستخبارات‪.‬‬
‫‪ .5‬استمرت من أكتوبر ‪ : 97‬سم ت للكونترا بتلقي دعرم م ردود مرن ‪CIA‬‬
‫‪ ،‬وخولرررت الخارجيرررة طلرررب المسررراعدات اإلنسرررانية للكرررونترا مرررن دول‬
‫أخرى‪.‬‬
‫وقررد عملررت الوديررات المت رردة عررن طريررق مخابراتهررا علررى تنفيررذ مخطررط سررري‬
‫يهدف إلى خلق جبهة معارضة للسنديانية ‪ ،‬األمرر الرذي وقرع بمرديرها ولريم كرايس إلرى‬
‫طلب تخصيص مبلغ ‪ 28‬مليون دودر لمساعدة ال ج ين في تكوين مجموعة من ‪511‬‬

‫‪268‬‬
‫عنصررر ‪ ،‬وقررد وقررع ري رران تقريرررا بررالغ السرررية يسررمح بموجبرره القيررام بعمليررات سياسررية‬
‫وعسرركرية ‪ ،‬مررن شررلنها تقلرريص دور الجبهررة السررنديانية فرري دعررم ركررات الت رررر فرري‬
‫أمريكررا الوسررطى ‪ .‬مررن هنررا يطرررح الس ر ال نفسرره‪ ،‬هررل الوديررات المت رردة علررى وشررك‬
‫التدخل في نيكاراغوا؟‬
‫إن هذا الس ال يمثل ت ذيرا بالتدخل العسكري للوديرات المت ردة فري نيكراراغوا‬
‫‪ ،‬وأكدت وسرا ل اإلعر م األمريكيرة أن هنراك إمكانيرة رددت أكثرر مرن ذلرك … ولريس‬
‫ثمة الة يتضح منها خطرر ا تمرال التردخل الخرارجي علرى ن رو مباشرر وسرريع ‪ ،‬كمرا‬
‫ي رررردا بالنسرررربة لنيكرررراراغوا أن الوديررررات المت رررردة األمريكيررررة تقررررود ملررررة بزعامررررة‬
‫الص ر افيين والسياسرريين ضررد نيكرراراغوا بنشررر السررموم القويررة ‪ ،‬الترري كانررت السياسررة‬
‫األمريكية تنشرها في العالم أبان ياة الزعيم ساندينو ‪ ،‬وهم يسعون إلى نشر ستار من‬
‫الشا عات ول ما يصي ه الشعب النيكاراغوي والسنديانية " ودعرى الرر يس األمريكري‬
‫إلى فره ضرا ب على نيكاراغوا ضد مشاريعها النفطية "(‪.)1‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن نيكاراغوا اتجهت بعد قيام الثورة إلى إقامة مشاريع تنمية‬
‫كبيررة‪ ،‬وقرد عملررت علرى التخاطررب مرع الوديررات المت ردة وادت رراد السروفيتي ‪ ،‬ويرررى‬
‫سرريراجو راميرررز مررن ثرروار السررنديانية " أن السررنديانية د تسررعى لخلررق كوبررا أخرررى ‪،‬‬
‫ولكنها تسعى لخلق نيكاراغوا مختلفة"(‪.)2‬‬
‫ولررم يهرردأ الررر يس األمريكرري ري رران ‪ ،‬فقررد عمررل علررى تررروير الشررا عات بررلن‬
‫نيكاراغوا مس ولة عن سلسة من األ داا الدموية فري أمريكرا الوسرطى ‪ ،‬منهرا إصرابة‬
‫أ د اخامات اليهود في نيويورك ‪ ،‬وتدمير المعبد اليهودي في ماناغو ‪ ،‬غيرر أن الررد‬
‫هررذه المرررة جرراء مررن المبا ررا الفيدراليررة األمريكيررة ‪ ،‬الترري أنكرررت مسر ولية السررنديانية‬
‫على هذه األ داا ‪ ،‬األمر الذي خلق انطباعا عند الشعب األمريكي أن نيكاراغوا دولة‬
‫معتدية ‪ ،‬وأنها خطر يهدد دودهم‪.‬‬

‫‪ -1‬كرسيتان سينانس مونتير ‪. 2894/7/28‬‬


‫‪ -2‬لوى دمانتم ‪ ،‬شرم فانيل ‪ ،‬نيكاراغوا عقد من الثورة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 47‬‬
‫‪291‬‬
‫وقررد اتهررم المت رردا باسررم البيررت األبرريه الثررورة السررنديانية بلنهررا تقرروم باعتقررال‬
‫الهنود ال مر في معسكرات جماعية ‪ ،‬ويقدم مشاهد بشكل دوري إل دى المجازر التي‬
‫تعره لها الهنود ‪ ،‬غير أن وسا ل اإلع م أعلنت " أن المشراهد التري قردمها المت ردا‬
‫باسم البيت األبيه تعود إلى إ دى المرذابح التري قرام بهرا رجرال البروليس الترابعين لرـ "‬
‫سوموزا "(‪.)1‬‬
‫عنرردما طررردت نيكرراراغوا اثنررين مررن القساوسررة لوعظهمررا بررلن ادتهامررات الترري‬
‫يروجهررا ري رران مشرري ة الرررب قررام اإلع ر م األمريكرري بتضررخيم هررذا الموقررف ‪ ،‬غيررر أن‬
‫أورتي ا رد معلقا عن ذلك بقوله ‪ " :‬إن وكادت األنباء لم تقل شي ا أو ربما قالت القليرل‬
‫جدا ول مقتل ‪ ، 249‬واختطاف ‪ 197‬قسيسا في أمريكا ال تينية عام ‪ ، 2868‬كما لرم‬
‫تقل كلمة وا دة ول ال قيقة الواض ة التي تعلن أنه علرى مردار سربع سرنوات لرم يقترل‬
‫أو يخطف قسا وا دا في نيكاراغوا "(‪.)2‬‬
‫ونتيجة لل ملة األمريكية على نيكراراغوا أعلرن تومراس برورك أ رد قرادة الجبهرة‬
‫السنديانية " أن ري ان سوف ي ملنا قريبا مس لية انخفاه الدودر "(‪.)3‬‬
‫ويرررى الررر يس األمريكرري األسرربق نيكسررون ‪ ،‬أنرره علررى الرررغم مررن أن مصررالح‬
‫الوديات المت دة ال يوية د تتعره لخطر مباشر من جراء المنازعات في نيكراراغوا‬
‫فرران هررذه الصررراعات تمررس المصررالح األمريكيررة ال رجررة ‪ ،‬فيمررا يخررص منررع ادت رراد‬
‫السوفياتي من تلمين رأس الجسر لها في المنطقة " إن مصالح الوديات المت دة دخلرت‬
‫الموضررو عنرردما اتصررلت نيكرراراغوا بالكتلررة الشرريوعية ي ويضرريف نيكسررون … أن‬
‫سياسة العزلة على نيكاراغوا سروف تقروي مرن فرصرة مبردأ ( مرونرو ) برل أنره يعطيره‬
‫صي ة جديدة ‪ ،‬ألن ممارسة هذا الض ط يسراعد مانراغوا فري تردمير أمريكرا الوسرطى ‪،‬‬

‫‪ -1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬


‫‪ -2‬م مد سونة ‪ ،‬اإلرهاب األمريكي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 211‬‬
‫‪ -3‬ريتشارد نيكسون ‪ ،‬نصر ب رب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 242‬‬
‫‪292‬‬
‫ألننا نريد أن تكون نيكاراغوا ديقة سروفياتية خلرف البيرت األمريكري ‪ ،‬ف برد مرن دعرم‬
‫الكوانتر(‪. )1‬‬
‫وتمهيدا دستخدامه أقصى درجات اإلرهاب ‪ ،‬أعلن ري ران فري خطراب لره أمرام‬
‫الكررون رس ‪ " : 2892‬إذا لررم تسررتطع الوديررات المت رردة الرردفا عررن نفسررها فرري أمريكررا‬
‫الوسطى ‪ ،‬فانها دتستطيع الدفا عن نفسها في أي مكان في العالم فن ن د ن ول دون‬
‫رفه الشعب النيكاراغوي لل كومة الراهنة "(‪.)2‬‬
‫وبهذا تعاملت إدارة ري ان بشراسة من أجل اإلطا رة بال كومرة النيكاراغويرة ‪،‬‬
‫وأصرررب ت نيكررراراغوا أرضرررية ادختبرررار األساسرررية ل سرررتراتيجية األمريكيرررة ‪ ،‬وقرررد‬
‫انخفضررت المسرراعدات األمريكيررة أود لنيكرراراغوا مررن ‪ 221‬مليررون دودر إلررى صررفر‪،‬‬
‫وفي مارس ‪ 2892‬قام ري ان برالتوقيع علرى بردء عمليرات جهراز المخرابرات المركزيرة‬
‫السرية ضد نيكراراغوا ‪ ،‬وقرد فرزت الوديرات المت ردة األرجنترين إلرى تردريب وتجنيرد‬
‫رس سوموزا لخلق ركة الكوانتر ‪ ،‬وفي أغسرطس ‪ 2891‬قرام ري ران بتقرديم رسرالة‬
‫اسررتفزازية قرردمها مبعوثرره إلررى الجبهررة السررنديانية ‪ ،‬مفادهررا أنرره باإلمكرران خلررق صرري ة‬
‫للس م بين نيكاراغوا والوديات المت دة ‪ ،‬بشررط إعرادة السرلطة إلرى الم رافظين ‪ .‬وقرد‬
‫رفضت الجبهة هرذا اإلنرذار ‪ ...‬وبعرد هرذا الررفه أجررت القروات األمريكيرة منراورات‬
‫مشررتركة مررع هنرردوراس علررى ال رردود الشررمالية لنيكرراراغوا‪ .‬وفرري يونيررو ‪ 2891‬وافررق‬
‫الرررر يس ري ررران والكرررون رس علرررى تخصررريص مرررا يقررررب ‪ 11‬مليرررون دودر مسررراعدة‬
‫للكرروانترفي قاعرردة قرررب الهنرردوراس ‪ ،‬وبعررد عمليررات قامررت الوديررات المت رردة بجررر‬
‫نيكاراغوا إلى رب لم تكن مستعدة لها(‪. )3‬‬
‫ورغررررم م رررراودت دول الكونتررررادورا ‪ ،‬إدارة ال رررروار بررررين الوديررررات المت رررردة‬
‫ونيكاراغوا ‪ ،‬إد أن اإلدارة األمريكية صرممت علرى القضراء علرى الجبهرة السرنديانية ‪،‬‬

‫‪ -1‬ريتشارد نيكسون ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 251‬‬


‫‪ -2‬اإلرهاب الدولي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 89‬‬
‫‪ -3‬لوي ديمانتم ‪ ،‬شرم فايل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 78‬‬
‫‪291‬‬
‫وقام البنتراغون براجراء منراورات عسركرية كبيررة بادشرتراك مرع الهنردوراس ‪ ،‬شرملت‬
‫هذه المناورات عملية غزو صورية لبلدان أمريكا الوسطى ‪.‬‬
‫في سبتمبر ‪ 2894‬قامت املة الطا رات رانجرر و املرة الطرا رات نيوجرسري‬
‫باجراء أكبر مناورة عسكرية ب رية في تاريخ أمريكا الوسطى ‪ ،‬وقامت مجموعرة مرن‬
‫الو دات العسكرية التي تديرها المخابرات المركزية بمهاجمة بعه منش ت البترول ‪،‬‬
‫وفري ينراير ‪ 2892‬قامرت و ردات تابعرة للمخرابرات المركزيرة باسرتخدام قروارب ديثررة‬
‫مجهرررزة لتل ررريم أكبرررر ثررر ا مررروانا فررري نيكررراراغوا ‪ ،‬يرررا تعرضرررت سرررفن هولنديرررة‬
‫وسوفياتية وأخيرا يابانية إلى أضررار بال رة ‪ ،‬وقرد أدان المجتمرع الردولي هرذه العمليرة ‪،‬‬
‫وقررت بريطانيا إرسال كاس ة األل ام ‪ ،‬ورفعت نيكاراغوا القضية إلى م كمرة العردل‬
‫الدوليرررة(‪ . )1‬والتررري أدانرررت الموقرررف األمريكررري ‪ ،‬وعلرررق السرررناتور األمريكررري بررراري‬
‫غولدووتر ‪ " :‬إن هذا التصرف يت دى القانون الدولي ‪ ،‬وأنه عمل مرن أعمرال ال ررب‬
‫"(‪ .)2‬وقد دفع هذا األمر الكون رس إلى وقف مساعداته لعصابات الكوانتر‪.‬‬
‫ويعلررق فرانسرريس بويررل علررى أن قرررار م كمررة العرردل الدوليررة الصررادر فرري ‪17‬‬
‫نوفمبر ‪ 2892‬لعب دورا كبيرا فري دفرع الررأي العرام األمريكري ‪ ،‬لكربح عردوان ري ران‬
‫العسكري ضد نيكاراغوا‪ ،‬وخاصة فيما يتعلرق بتقلريص الكرون رس وتمويلره لعصرابات‬
‫الكرروانتر(‪ . )3‬ومهمررا كرران األمررر فرران وضررع القضررية فرري م كمررة العرردل الدوليررة أكسررب‬
‫نيكرراراغوا تعاطفررا عالميررا ‪ ،‬بعررد أن رفضررت ال كومررة األمريكيررة فرري أكترروبر ‪2895‬‬
‫ية القضا ية اإلجبارية لم كمة العدل الدولية‪.‬‬ ‫ادعتراف بالص‬
‫وتجدر اإلشارة هنا إلى أن الوديات المت دة رفضرت ترى المثرول أمرام م كمرة‬
‫العرردل الدوليررة فرري تطرراول ‪ ،‬لرريس جديررد علررى الهي ررات والم سسررات الدوليررة ‪ ،‬و ينمررا‬
‫أصدرت الم كمة ال كم في غير صالح الوديات المت دة وبلكثرية ‪ 24‬صروتا مقابرل ‪4‬‬

‫‪ -1‬أوليفرت نورا ‪ ،‬ت ت النار ‪ ،‬ترجمة إلياس فر ات ‪ ،‬دار المناهل ودار ال رف العربي ‪ ،‬ط‪ ، 2881 ، 2‬ص‬
‫‪ . 118‬قدم هذه الفكرة (ديوي كليرد ) بهدف اإلضرار بادقتصاد النيكراغوي ‪.‬‬
‫‪ -2‬نيويرك تايمز ‪. 2892/9/8 ،‬‬
‫‪ -3‬فرانسيس بويل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 177‬‬
‫‪294‬‬
‫أصوات ‪ ،‬دافع وزير الخارجية األمريكية جرور شرولتز مرن رفره الوديرات المت ردة‬
‫‪ " :‬لقد بينا أمام العرالم الررد‬ ‫ادعتراف بال كم بصي ة ال طرسة ‪ ،‬التي دنظير لها قا‬
‫علررى دعرروى نيكرراراغوا الزا فررة‪ ،‬فبالتررالي لررن نسررمح ألعرردا نا الررذين ي تقرررون سرريادة‬
‫(‪)1‬‬
‫"‬ ‫القررانون كمفهرروم برجرروازي أن يسررتمدوا ود نررا للقررانون واألخ ر ق كس ر ح ضرردنا‬
‫وليس خافي على العالم خرق أمريكا للقانون الدولي وتخريبها له واسرتهانتها بره مررات‬
‫عديرردة ‪ ،‬وأن مثررل هررذه اددعرراءات ليسررت سرروى م اولررة لتضررليل الرررأي العررام الم لرري‬
‫والعالمي لتبرير عدوانية السياسة األمريكية‪.‬‬
‫لقد رفضت م كمة العدل الدوليرة إدعراء الوديرات المت ردة برلن دعمهرا للكروانتر‬
‫كان عم من أعمال الدفا عن النفس ‪ ،‬وقررت " أن الوديات المت ردة باقردامها علرى‬
‫تررردريب وتسرررليح وتمويرررل قررروات الكررروانتر بطريقرررة أو برررلخرى تشرررجع دعرررم ومسررراعدة‬
‫النشاطات العسكرية ‪ ،‬وشبه العسكرية المواجهة ضد نيكاراغوا‪ ،‬تكون برذلك قرد عملرت‬
‫علررى ن ررو متنرراقه المترتررب عليهررا بموجررب القررانون الرردولي العرفرري والقاض ري بعرردم‬
‫التدخل في ش ون دولة أخرى "(‪. )1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه لم يقف أي قاضي أوروبي إلى جانب الوديرات المت ردة‬
‫في هذه القضية وقرد خرالف القاضريان البريطراني واليابراني أكثريرة القضراة علرى أسراس‬
‫ادختصررراص بصرررورة ر يسرررية ولررريس علرررى أسررراس موضررروعية ‪ ،‬تررراركين القاضررري‬
‫األمريكرري و يردا فرري مخالفاترره علررى أسررس موضرروعية ‪ ،‬وطبقررا للمعررايير القانونيررة فرران‬
‫رأيهم المخالف كان دفاعا سياسيا أكثر مما هو رأيا قانونيا‪.‬‬
‫إن رفه الوديات المت ردة لقررار م كمرة العردل الدوليرة ‪ ،‬يعبرر بصررا ة عرن‬
‫األ ادية العالمية فقرارات م كمرة العردل الدوليرة ملزمرة لكرل الردول ‪ ،‬ولكرن األمرر فري‬
‫هررذه القضررية يختلررف ألن الوديررات المت رردة طرررف فرري القضررية ‪ ،‬ولهررذا السرربب أعلنررت‬
‫اإلدارة األمريكيررة ال رررب علررى م كمررة العرردل الدوليررة وعلررى قواعررد القررانون الرردولي ‪،‬‬

‫‪ -1‬الواشنطن بوست ‪. 2892/22/18 ،‬‬


‫‪292‬‬
‫والتي تعتبر فيه عنصرا يتساوى مع بقية الدول األعضراء مرن النا يرة القانونيرة ‪ ،‬ومرن‬
‫هنا نجد أن دغرابرة فري ذلرك ألننرا نعريم عصرر السرلم األمريكري ‪، Pax Amerecana‬‬
‫يررا القضرررية أضررر ت أ اديررة فررري تسررريير شرر ون العرررالم‪ .‬لقرررد عبررر مجلرررس الشررريوخ‬
‫األمريكرري برردوره عررن اسررتيا ه مررن القررانون الرردولي ‪ ،‬الررذي أبدترره م كمررة العرردل الدوليررة‬
‫ولكن بعد أقل مرن أسربوعين مرن قررار م كمرة العردل الدوليرة ‪ ،‬صرادق مجلرس الشريوخ‬
‫بلغلبيررة سررا قة لصررالح صررفقة ري رران ‪ ،‬بتخصرريص مبلررغ ‪ 211‬مليررون دودر كمسرراعدة‬
‫عسكرية للكرونترا ‪ ،‬وقرد رفضرت وسرا ل اإلعر م األمريكري علرى اعتبرار " أن م كمرة‬
‫العدل الدولية تتصف بت امل ضد ال رب "(‪.)2‬‬
‫ورغم انس اب القاضي السوفياتي من م كمة العدل الدوليرة عنرد البرا فري هرذه‬
‫القضية ‪ ،‬فقد علق (روبرت ديكن) اللوبي الخاص بالكونترا فري مجلرس الشريوخ بقولره‬
‫‪ " :‬أن م كمة العدل الدولية تعاني من فهم أخذ فري ادزديراد بلنهرا علرى ع قرات وثيقرة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬وتجدر اإلشارة هنرا إلرى أن الوديرات المت ردة وجهرت صرفعة‬ ‫بادت اد السوفياتي "‬
‫أخرى للقانون الدولي عندما استخدمت ق الرنقه ضرد قررار مجلرس األمرن رقرم ‪-22‬‬
‫‪ 4-2‬الذي يدعو الدول إلى مراعاة أ كام القرانون الردولي‪ ،‬وقرد أخرذت الجمعيرة العامرة‬
‫ل‪،‬مم المت دة ذلك بلغلبية ‪ 82‬صروت قررارا يردعو الوديرات المت ردة إلرى التوقرف عرن‬
‫جميررع األنشررطة الترري كمررت بهررا م كمررة العرردل الدوليررة ‪ ،‬وبرردد مررن أن تنشررر وسررا ل‬
‫اإلع م األمريكي هذا الخبر قامت بنشر تقارير عن المرتبات العالية للعاملين في األمم‬
‫المت دة!!!‬
‫وفي هذه األثناء كانت نيكاراغوا تعد ل م ت انتخابية لر اسرة مجلرس النرواب ‪،‬‬

‫وقرررد فرررازت الجبهرررة السرررنديانية ‪ ، %76‬مرررن األصررروات وقرررد صررررح مبعررروا رررزب‬
‫الم افظين البريطاني أن التصرويت ررا وعردد ‪ ،‬ولكرن المخرابرات المركزيرة والبيرت‬

‫‪ -1‬م مد عزيز شكري ‪ ،‬اإلرهاب الدولي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ . 214‬نص كم م كمة العدل الدولية في الدعوى‬
‫المقدمة من نيكاراغوا ضد الوديات المت دة ‪-21 ،‬ديسمبر ‪. 2892‬‬
‫‪ -2‬نيويورك تايمز ‪. 2895/2/1‬‬
‫‪295‬‬
‫األبيه قاما بتسريب تقارير عن تواجرد طرا رات الميرغ الروسرية فري نيكراراغوا ‪ ،‬وقرد‬
‫نرراقم البنترراغون مررا يمررس بالضررربة الجرا يررة(‪ .)2‬ونتيجررة دنتصررار الجبهررة السررنديانية‬
‫على عصابات الكرونترا علرى ردود كوسرتاريكا‪ .‬قامرت الكرونترا بعمرل و ردة ( أوجرين‬
‫باستور ) ض ط ري ان على الكون رس لل صول على دعم للكونترا ‪.‬‬
‫فرري ‪ 5‬أكترروبر ‪ 2897‬برردأ إدراك أبعرراد ادسررتراتيجية األمريكيررة فرري المنطقررة ‪،‬‬
‫وتمكنت الجبهة السنديانية من إسقاط طا رة ش ن من طراز ‪-214‬ف وتم أسرر طاقمهرا‬
‫‪ ،‬الذي اعترف بتورط المخابرات المركزية في دعرم الكرونترا بالسر ح ‪ ،‬وهري العمليرة‬
‫التي دعا الكون رس إلى وقفها منذ ‪ ، 2892‬وأكدت الوثا ق تورط الكولونيل (أوليفررت‬
‫نورا) من مجلس األمن القومي األمريكري فري هرذه العمليرة ‪ ،‬وقرد كشرف النا رب العرام‬
‫األمريكي ‪ 15‬نوفمبر ‪ 2897‬ما يعرف بقضرية إيرران‪-‬غيرا‪ " .‬أن إيررادات الصرواريخ‬
‫التي تم بيعها إلى إيران ‪ ،‬يتم استخدامها بشكل غير قانوني لدعم الكونترا "(‪.)3‬‬
‫ودشك أن فضي ة إيرران ‪ -‬كرونترا أظهررت دون أدنرى شرك نفراق إدارة ري ران‬
‫في ربها غير المقدسة ضد اإلرهاب ادنتقا ي ‪ ،‬نتيجة لعدم تمكنها من الم افظة علرى‬
‫دعررم الكررون رس إلرهابهررا السررري فرري نيكرراراغوا ‪ ،‬قامررت إدارة ري رران بترردبير عمليررة‬
‫إرهابية متعددة الجوانب ‪ ،‬أكثر سوء تتمثل في قيام إسرا يل ببيرع أسرل ة إلرى إيرران ثرم‬
‫ت ويل العوا د إلى الكونترا التي كانت تقوم بارتكراب أعمرال إرهابيرة ضرد نيكراراغوا ‪.‬‬
‫إن وصررف هررذا الشرركل مررن أشرركال إرهرراب الدولررة ‪ ،‬بلنرره مهزلررة هررو وصررف أكثررر مررن‬
‫معتدل ‪ ،‬وهكذا جرى تصنيف بلد مثل نيكارغوا على أنها دولرة إرهابيرة مرن قبرل إدارة‬
‫ري ان ‪ ،‬رغم عدم وجود أساس قانوني ‪ ،‬فانه بادستناد إلى مثل هذا العمل فران أمريكرا‬
‫بلد اإلرهاب األولى ‪ .‬أن هذا ما ي كد أننا نعيم في عصر القانون األمريكي وبعد هرذه‬

‫‪ -1‬لوس انجليوس تايمز ‪. 2895/9/7 ،‬‬


‫‪ -2‬لوي ديماتيم ‪ ،‬شرس فايل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 62‬‬
‫‪ -3‬م مد عزيز شكري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 222‬‬
‫‪297‬‬
‫القضررية رفرره الكررون رس األمريكرري مرررة أخرررى تقررديم أي مسرراعدة للكررونترا ‪ ،‬رغررم‬
‫جهود الض ط التي بذلها ري ان من أجل ذلك‪.‬‬
‫وكان ذلرك فري مرارس ‪ 2899‬يرا كران لخطرة السر م التري وقعتهرا نيكراراغوا‬
‫لل رروار مررع عصررابات الكررونترا ‪ ،‬باإلضررافة إلررى فضرري ة إيررران ‪ -‬غيررت ‪ ،‬همررا اللررذان‬
‫أجهزا على م اولة ري ان ال صول علرى مسراعدات ‪ ،‬لكرن اإلدارة األمريكيرة لرم تقرف‬
‫عرراجزة أمررام زعزعررة ادسررتقرار فرري نيكرراراغوا ‪ ،‬وعلررى إيجرراد مصرردر تمويررل أخرررى‬
‫للكونترا ‪ ،‬وكان المطلوب فقط ‪ 12‬مليون دودر‪ .‬فموقف دعرم عصرابات الكرونترا كران‬
‫يشكل اخفاقا لسياسة ري ان في أمريكا الوسطى‪.‬‬
‫ويشررررير برررروب ورودادو إلررررى أن المخررررابرات المركزيررررة األمريكيررررة واإلدارة‬
‫األمريكية نج ت في إقنرا األميرر بنردر برن سرلطان سرفير السرعودية فري واشرنطن برلن‬
‫تقدم كومته ‪ 29‬مليون دودر بمعدل مليون دودر كل شهر لردعم الكرونترا(‪ . )1‬وتمثرل‬
‫هررذه الشررهامة العربيررة ال ررد الفاصررل بررين ال يرراة والمرروت لعصررابات الكررونترا‪ .‬وعنرردما‬
‫ا تاجررررت اإلدارة األمريكيررررة لمبلررررغ ‪ 21‬مليررررون دودر لرررردعم الكررررونترا قامررررت وزارة‬
‫الخارجية بتوفير المبلغ من سلطان بروناي ‪ ،‬ولم يست رق األمر أكثر من اجتمرا لمردة‬
‫ث ا ساعات بين السلطان وجور شولتز ‪.‬‬
‫واستمرت الوديات المت دة في سبيلها إلفساد الواقرع ادقتصرادي ‪ ،‬وخلرق أزمرة‬
‫ررادة ألن هررذا الموقررف ير دي إلررى صرردام بررين رجررال األمررن والشررعب ‪ .‬وكرران رد فعررل‬
‫ال كومررة السررنديانية منرره طرررد السررفير األمريكرري (ريتشررارد ملتررون) وقررد أكررد المت رردا‬
‫باسررم األغلبيررة الديمقراطيررة فرري مجلررس النررواب األمريكرري ‪ " :‬بررلن جهرراز المخررابرات‬
‫المركزيرررة قرررام بررربعه أفعرررال م رررددة دسرررتفزاز شرررعب نيكررراراغوا "(‪ )2‬وقرررد نج رررت‬
‫المخررابرات المركزيررة فرري عررودة الجبهررة السررنديانية إلررى ممارسررة سياسررة القرروة ضررد‬

‫‪ -1‬بوب ورودادر ‪ ،‬الشرق األوسط الهدف ‪ ، ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 227‬‬


‫‪ -2‬جورنال بوست ‪. 2899/21/2 ،‬‬
‫‪296‬‬
‫المعارضة ‪ ،‬األمر الذي دفع بالكون رس إلى إعادة مساعدة الكرونترا ‪ 95‬مليرون دودر‬
‫ت ت اسم مساعدة إنسانية‪.‬‬
‫واستمر القتال في نيكاراغوا بدعم أمريكي ‪ ،‬ترى بعرد أن انتخرب جرور بروم‬
‫ر يسا للوديات المت ردة ‪ ،‬يرا اسرتمر دعرم عصرابات الكرونترا ورغرم خسرارة الجبهرة‬
‫السررنديانية ادنتخابررات فرري عررام ‪ ، 2881‬أمررام السرريد شررامورا مررن المعارضررة ‪ ،‬إد أن‬
‫الجبهررة صررلت علررى ‪ %22‬مررن األصرروات جعلهررا أقرروى أ ررزاب المعارضررة وأعلررن‬
‫دانيال أورتي ا بلن السنديانية اآلن هي كومة الظل يا تعمرل لل فراظ علرى منجرزات‬
‫الثورة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬موقف القذافي من الجبهة السانديانية‪:‬‬


‫كرران موقررف القررذافي داعمررا للجبهررة السررنديانية منررذ بدايررة الثررورة الشررعبية فرري‬
‫نيكرراراغوا ‪ ،‬وكرران دعررم القررذافي لنيكرراراغوا منطلررق مررن إيمانرره بررالوقوف إلررى جانررب‬
‫الشعوب من أجل ال رية‪ ،‬والت رر من الهيمنة األمريكية‪.‬‬
‫وأكد القرذافي علرى التزامره اتجراه نيكراراغوا يرا قرال ‪ ... " :‬أنندا علدى التدزام‬
‫أيضا للمشاركة في الثورة في نيكاراغوا ‪ ...‬وفي القتال في كل مكان يقاتل فيده شدعب‬
‫مددن أجددل حريتدده ضددد االسددتعمار األمريك دي ‪ ،‬وأمريكددا البددد أن تددتحطم علددى صددخرة‬
‫مقاومة الشعوب‪.)1( " ...‬‬
‫إن القذافي ي كد علرى أن موقفره مرن نيكراراغوا هرو الترزام ثروري وأممري اتجراه‬
‫دعم الشعوب للوقوف في وجه اإلدارة األمريكية العاملرة علرى تطبيرق مبردأ مورنرو فري‬
‫أمريكرررا الجنوبيرررة والوسرررطى واعتبارهرررا منررراطق نفررروذ ‪ .‬ولرررم يخفررري القرررذافي دعمررره‬
‫لنيكاراغوا ‪ ،‬يا رأى أن دعم ليبيرا لنيكراراغوا نابعرا مرن موقفره الثروري مرن أجرل أن‬
‫تعرم الثرورة العالميرة ويت ررر الشرعب النيكراراغوي مرن هيمنرة عا لرة سروموزا واإلدارة‬
‫األمريكية ولم يخفي القذافي دعمه فلعلن ‪ … " :‬نعلن تأييددنا الكامدل اليدوم لنيكداراغوا‬

‫‪299‬‬
‫‪ ،‬ونبعث تأييدنا علدى األثيدر لتسدمعه أمريكدا ‪ ،‬ويسدمعه العدالم ‪ ،‬وأن كدل قواتندا تحدت‬
‫تصدددرف الجبهدددة السدددنديانية فدددي نيكددداراغوا فدددي وجددده التهديدددد األمريكدددي العسدددكري‬
‫الغاشم"(‪.)2‬‬

‫وبذلك تغري دعم القذايف للجبهة السنديانية من الدعم األدبي‬

‫واملعنوي إىل العمل على وضع اجليش اللييب حتت تصرف اجلبهة‬

‫السنديانية ‪ ،‬للوقوف يف مواجهة الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬


‫وقررد عمررل القررذافي علررى توضرريح فلسررفته الثوريررة فرري دعررم الجبهررة السررنديانية ‪،‬‬

‫عندما اول اإلعر م األمريكري إلصراق تهمرة اإلرهراب بالقرذافي ‪ ،‬وأنره يردعم ركرات‬
‫تمرد في ال ديقة الخلفية للوديات المت دة‪ .‬وأكد القذافي في تصريح له نشررته صر يفة‬
‫الجماهيريررة الليبيررة بخصرروص دعمرره للجبهررة السررانديانية ‪ … " :‬إن ثددورة الفدداتح تدددعم‬
‫وتساعد الثورة في نيكاراغوا من أجل الحرية في العالم ‪ ...‬وأن الجماهيرية ال تخفدي‬
‫وقوفهدا إلددى جانددب شدعب نيكدداراغوا‪ ،‬وأن اإلمبرياليددة األمريكيدة تعمددل علددى اسدتخدام‬
‫دول أمريكددا الالتينيددة ضددد بعضددها ‪ ،‬مثلمددا تفعددل اإلدارة األمريكيددة بالدددول العربيددة‬
‫واإلفريقية‪ ...‬إن شعب نيكاراغوا يخوض نضاال مشروعا ضدد اإلمبرياليدة األمريكيدة‪،‬‬
‫التي تقف بكل ثقلها لسلبه حريته وفرض الهيمندة علدى مقدراتده‪ ،‬وأن الشدعب الليبدي‬
‫فددي مسدداندته ووقوفدده مددع الشددعب المكددافح لإلمبرياليددة ‪ ،‬إنمددا يؤكددد إيماندده بقضددايا‬
‫الحريددة العادلددة للشددعوب…‪ .‬إن الشددعب الليبددي لددن يتددردد علددى التأكيددد علددى موقفدده‬
‫المبدددئي فددي الدددفاع عددن الحريددة فددي أي مكددان ونصددرة القضددايا العادلددة لإلنسددان‪،‬‬
‫وسيواصدل دعمده لشدعب نيكداراغوا كمدا فعددل ويفعدل مدع الشدعوب المكافحدة مدن أجددل‬
‫الحرية والسالم والتقدم(‪. )3‬‬

‫‪ -1‬خطاب العقيد القذافي في ا تفادت العيد الثاني عشر للثورة الليبية ‪. 2892/8/2‬‬
‫‪ -2‬خطاب العقيد القذافي في العيد الثالا عشر إلج ء القوات البريطانية ‪. 2892-4-19،‬‬
‫‪ -3‬تصريح العقيد القذافي لوكالة الجماهيرية ل‪،‬نباء نشرته ص يفة الجماهيرية ‪. 2894/2/11 ،‬‬
‫‪298‬‬
‫ويشررير القررذافي هنررا إلررى أن دعمرره للجبهررة السررنديانية يررلتي تلكيرردا علررى الموقررف‬
‫المبررد ي للشررعب الليبرري ولثررورة الفرراتح ‪ .‬يررا أصرردرت الم ر تمرات الشررعبية األساسررية‬
‫قانونا خاصا يدعم ركات الت رر والشعوب المكاف رة مرن أجرل ال ريرة(*) وبرذلك فران‬
‫دعم القرذافي لجبهرة السرنديانية‪ ،‬إنمرا يرلتي تلسريس علرى ذلرك القرانون ‪ ،‬ولرم يكرن م رل‬
‫اجتهاد شخصي منه‪.‬‬
‫وقد امتد دعم القذافي لنيكاراغوا ليشمل الدعم المادي والعسكري ‪ ،‬يا أوقفت‬
‫الوديات المت دة بالتعاون مع البرازيل تشركي مرن الطرا رات الليبيرة التري كانرت تعمرل‬
‫علررى إيصررال الرردعم إلررى الجبهررة فرري مواجهررة ال صررار ادقتصررادي ‪ ،‬الررذي فرضررته‬
‫الوديررات المت رردة‪ .‬وقررد أعلررن القررذافي فرري زيارترره إلررى جمهوريررة بنررين الشررعبية عررن‬
‫استمرار دعمه لجبهة السنديانية ‪ ،‬وللشعب النيكاراغوي وقال ‪ … " :‬نؤكد تحالفنا مدع‬
‫شعب نيكاراغوا المعرض للعدوان االسدتفزازي األمريكدي ‪ ،‬ومدع حركدات التحدرر فدي‬
‫أمريكا الالتينيدة ‪ ،‬عليندا أن نمدتن هدذا التحدالف ونعدزز بالفعدل ال بقدول ‪ ..‬لقدد انتدزع‬
‫الشعب الليبي هذ المبادرة وأن العالم كله يتحدث عن أزمدة تشدكيل الطدائرات الليبيدة‬
‫الذي عبر المحيط األطلسي إلى نيكاراغوا ‪ ،‬والذي اعترضدته اإلمبرياليدة‪ ،‬وحرضدت‬
‫عمالئهددا فددي البرازيددل إليقدداف االمدددادات الليبيددة عددن شددعب نيكدداراغوا‪ .‬ولكددن رغددم‬
‫المدددؤامرة ‪ ،‬واعتدددراض تشدددكيل الطدددائرات الليبيدددة ‪ ،‬نحدددن مصدددممون علدددى إيصدددال‬
‫مساعدتنا إلى شعب نيكاراغوا‪ .‬إن الشعب الليبدي شدعب حدر وشدعب نيكداراغوا شدعب‬
‫حر ‪ ،‬واليستطيع أحد أن يمنعهما من التحالف وأن يمنعهما من القتال جنبا إلدى جندب‬
‫ضد عدو مشتر "(‪.)1‬‬
‫إن هذا التعليق للقذافي ول أزمة تشكيل الطا رات الليبية فري البرازيرل يوضرح‬
‫أن القذافي مصمم على نقل الصدام مرع الوديرات المت ردة إلرى ردودها ‪ ،‬وإلرى منراطق‬
‫يقودهررا لسررنوات طويلررة‪ .‬لكررن القررذافي لررم يسررتخدم الجبهررة السررنديانية كرردر لمواجهررة‬

‫*‪ -‬لمزيد من التفاصيل ول قانون دعم ركات الت رر ‪ ،‬انظر المل ق رقم (‪. ) 8‬‬
‫‪281‬‬
‫الوديات المت دة ‪ ،‬بقدر ما أنه عمل على الوقروف مرع الشرعب النيكراراغوي إيمانرا منره‬
‫بلن الوديات المت دة العدو المشترك والب ا عن ال رية ‪ ،‬هو هدف الجبهة السرنديانية‬
‫والشعب النيكاراغوي‪.‬‬
‫وقد أدت مساعدة القذافي لجبهة السنديانية إلى إثارة اإلدارة األمريكيرة وقرد أدى‬
‫هذا إلى إلى أن يكون مرن األسرباب التري سراقتها إلرى العردوان األمريكري علرى ليبيرا فري‬
‫أبريل ‪ ، 2897‬وكانت اإلدارة األمريكية قد عملرت اسرتخدام اآللرة اإلع ميرة األمريكيرة‬
‫لت كد دعم القرذافي للجبهرة السرنديانية ‪ ،‬والتري تعتبرهرا اإلدارة األمريكيرة تشركل إرهابرا‬
‫عالميررا ‪ .‬ويمكررن أن نشررير هنررا إلررى أنرره فرري خطرراب ليلررة ال ررارة علررى ليبيررا أكررد الررر يس‬
‫األمريكي ري ان على ذلك بقوله ‪ " :‬لقد تم اليوم القضاء علرى زعريم اإلرهراب العرالمي‬
‫‪ ،‬وعلى العالم ال رر أن يطمر ن أننري سروف أقضري علرى اإلرهراب مررة وا ردة ونها يرا‬
‫"(‪.)2‬‬
‫لقررد ظررن ري رران أن ال ررارة قررد ققررت أهرردافها وأن طا راترره تمكنررت مررن القضرراء‬
‫على القذافي‪ ،‬غيرر أن القرذافي عراد وأكرد أن ال رق د يمروت ‪ ،‬وأكرد علرى أن ركرات‬
‫الت رر ومقاتليها أبدو رغبة في مواجهة الوديات المت دة في كل مكان ‪ ،‬وقرال القرذافي‬
‫تلكيدا على ذلرك ‪ " :‬لقدد اتصدل بندا بعدد الغدارة األمريكيدة مباشدرة قدادة بعدض حركدات‬
‫التحرر في العالم يطلبون منا السما لقواتهم بالقتال إلى جانبندا ضدد العددو األمريكدي‬
‫‪ ...‬لقد خاضت نيكاراغوا حربا مريرة ضد دكتاتوريدة سداموزا ‪ ،‬واآلن نواجده أمريكدا‬
‫بكاملهددا ‪ ،‬مثلمددا تواجهنددا‪ .‬لقددد لغددم األمريكددان مددوان نيكدداراغوا ‪ ،‬ودعمددوا الكددونترا‬
‫ضدها‪ ،‬لكن الشعب النيكاراغوي يقداوم ويصدمد بفعدل الجبهدة السدنديانية التدي لوالهدا‬
‫ففي نيكاراغوا كانت الجبهة السنديانية هدي التدي‬ ‫لكانت نيكاراغوا مستسلمة …‬
‫تعب الجماهير وتحرضها ضد أمريكا"(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬كلمة العقيد القذافي في المهرجان الشعبي بكوتوتو بجمهورية بنين الشعبية ‪. 2894/2/18‬‬
‫‪ -2‬كلمة الر يس ري ان ليلة العدوان على الجماهيرية ‪. 2897/2/25‬‬
‫‪ -3‬م اضرة العقيد القذافي في الملتقى التاسع ل ركة اللجان الثورية ‪ ،‬طرابلس ‪. 2897/9/18 ،‬‬
‫‪282‬‬
‫إن القذافي عمل خ ل فترة دعمه للجبهة السنديانية إلى التركيرز علرى دور هرذه‬
‫الجبهررة فرري ت ريررر لرريس نيكرراراغوا فقررط ‪ ،‬بررل أمريكررا الجنوبيررة بمررا يضررر بهررا مررن‬
‫ديكتاتوريات فاشية‪.‬‬
‫لقد أكد القذافي على أن ع قاته بالجبهة السنديانية لرم تكرن وليردة ربرط الع قرات‬
‫السياسية مع قروة منتصررة " ثدوار السداندانيا قبدل أن ينتصدروا فدي نيكداراغوا اتصدلوا‬
‫بينا ‪ ..‬ألن هندا ظداهرة جديددة اصدبحت تحدركهم ‪ ،‬وذات فاعليدة بالنسدبة لهدم ‪ ،‬هدي‬
‫الثورة في ليبيا "(‪.)1‬‬

‫وبذلك استمرت عالقات القذايف مع اجلبهة السنديانية ومل تنقطع ‪ ،‬فقد أرسلت‬

‫ليبيا معونات اقتصادية وصلت قيمتها ‪ 51‬مليون دوالر كوديعة مصرفية دعما القتصاد‬

‫نيكاراغوا احملاصر ‪ ،‬وارتفع التمثيل الدبلوماسي بني اجلانبني ‪ ،‬قد أنشئ‬

‫املكتب الشعيب يف ماناغوا والسفارة النيكاراغوية يف طرابلس‪.‬‬


‫ويعررود القررذافي لي كررد أن صررراعه مررع الوديررات المت رردة ووقوفرره مررع الجبهررة‬
‫السررنديانية أمررر ي تمرره منطلقرره الثرروري ‪ … " :‬إن المواجهددة مددع أمريكددا تصددبح واجبددا‬
‫إنسددددانيا عندددددما تهدددددد أمريكددددا السددددلم العددددالمي‪ ،‬وتهدددددد الشددددعوب اآلمنددددة كالشددددعب‬
‫النيكاراغوي وباقي شعوب أمريكا "(‪.)2‬‬
‫إن ما نفهمه من موقف القذافي في قضية الشعب النيكاراغوي ‪ ،‬أنره انطلرق مرن‬
‫ررس وقوفرره مررع الشررعوب المناضررلة ضررد ادسررتعمار والهيمنررة ‪ ،‬واعتبررر القررذافي أن‬
‫صراعه وصدامه مع‬

‫‪ -1‬المرجع السابق ‪.‬‬


‫‪ -2‬خطاب العقيد القذافي ‪ ،‬العيد الثامن عشر لثورة الفاتح ‪. 2896/8/2‬‬
‫‪281‬‬
‫الوديات المت دة في نيكاراغوا هو صرا مصالح وإرادات قبرل كرل شرا‪ .‬ففري الوقرت‬
‫الذي عملت فيره اإلدارة األمريكيرة علرى دعرم القروات التشرادية لخلرق أزمرة ال ردود فري‬
‫جنوب ليبيا ‪ ،‬عمرل القرذافي إلرى نقرل الصردام والقلرق علرى ردود الوديرات المت ردة فري‬
‫دعمه المادي والعسكري واألدبي لجبهة السانديانية‪.‬‬
‫إن النتيجررة الترري توصررلنا إليهررا مررن هررذه القضررايا الث ثررة أن الوديررات المت رردة‬
‫ودوا رها السياسية لم تستطع أبدا أن تستوعب مفهوم الت رر وادستق ل والتقدمية‪.‬‬
‫لقد عملت اإلدارة األمريكيرة فري مواجهرة ثروار العرالم الثالرا با ردى ادتهامرات‬
‫إمرا اإلرهراب أو الشريوعية ‪ ،‬وك همرا مشرجب تعلرق عليره اإلدارة األمريكيرة مصررال ها‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫إن المتف ص الجيد للسياسة األمريكية في عهد الر يس ري ان سوف يقرف علرى‬
‫عتبة مفاهيم جديدة ‪ ،‬لم تدخل السياسة الدولية إد بفعله فظهر مفهروم م اربرة اإلرهراب‬
‫‪ ،‬و ق الدفا عن النفس ‪ ،‬وم اربة الشيوعية ‪ ،‬ولكن بصيغ جديدة لريس لهرا معنرى إد‬
‫وفق المنظور األمريكي‪ .‬لقد تدخلت اإلدارة األمريكية في عهد الر يس ري ان في شتى‬
‫أن رراء العررالم ولررم تترررك مكرران إد وترردعي أنهررا و ررده تملررك ال ررل ‪ ،‬بال ررت فرري دعررم‬
‫المعارضة لكل كومة تقدمية لدرجة جعلرت الوديرات المت ردة تشرهد عجرزا خياليرا فري‬
‫ميزانيتها يدل ددلة قاطعة على سوء تقدير إدارة ري ان ل‪،‬مور السياسية وادقتصادية‪.‬‬
‫ولقد عرفنا كيرف تعاملرت اإلدارة األمريكيرة مرع القضرايا الرث ا السرالفة الرذكر‪.‬‬
‫وبمررا أن الدراسررة تخررص مواقررف القررذافي مررن هررذه القضررايا ‪ ،‬فاننررا قرردمنا هررذه المواقررف‬
‫بشكل مفصل تى يقف القارئ على مدى ادخرت ف والتبراين فري التعامرل مرع القضرايا‬
‫العالميررة ومرردى اخررت ف زاويررة الر يررة لرردى ري رران والقررذافي فرري تعرراملهم مررع قضررايا‬
‫الت رر العالمية‪.‬‬
‫إننا قرد بينرا موقرف القرذافي مرن هرذه القضرايا وللقرارئ ال كرم علرى أي المواقرف‬
‫تتصف بالعق نية والموضوعية وال كمة السياسية‪ .‬وأي منهرا يتصرف بالعجرفرة وسروء‬
‫التقدير‪.‬‬
‫‪284‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬افتعال األزمات ضد ليبيا ‪:‬‬
‫لقد أوض نا الخلفيات التاريخية التي شكلت لقة من لقات الصرا األمريكري‬
‫‪ -‬الليبررري ثرررم أوضررر نا الخلفيرررات ادسرررتراتيجية التررري ترتكرررز عليهرررا الوديرررات المت ررردة‬
‫األمريكية في تعاملها مع دول المنطقة وخصوصا ليبيا فاننا هنا سوف نقترب أكثر مرن‬
‫جوهر موضو الخ ف متقدمين في الزمن إلى مر لة ما بعد الثورة ومرا ترترب عنهرا‬
‫من ت يرات في المواقف السياسية لليبيا وخصوا سياسرتها الخارجيرة ‪ ،‬والتري نررى أنهرا‬
‫سررببا فرري ارتفررا وثيرررة المواجهررة بررين ليبيررا ‪ -‬والوديررات المت رردة وخصوصررا فرري عهررد‬
‫الجمهرروريين الررذي وصررلوا إلررى السررلطة فرري بدايررة الثمانينررات عررن طريررق مرش ر هم (‬
‫رونالررد ري رران ) سرروف نت رردا عررن األزمررات الترري نرررى أن ال كومررة األمريكيررة قررد‬
‫اختلقتها ضد ليبيا بداية من موقف القذافي مرن القضرية العربيرة واألفريقيرة والرتم كلرت‬
‫كما أشارت " كيد كينريك بلنها تهاجم المصالح األمريكية في المنطقة العربيرة والشررق‬
‫األوسط "(‪. )1‬‬
‫رة الب ريرة والتري تتعلرق بت ديرد الميراه اإلقليميرة الليبيرة‬ ‫مرورا إلى قضرية الم‬
‫في خلير سرت وقضية م اربة اإلرهاب الليبي الذي ركرزت عليره إدارة ري ران بشركل‬
‫ملفت للنظر ‪ ،‬وأخيرا قضية مصرنع الرابطرة واألسرل ة الكيميا يرة ‪ ،‬إن اقتصرارنا علرى‬
‫هررذه األزمررات د يعنرري عرردم وجررود ردود أفعررال لمواقررف ليبيررة م ررددة بررل إن اإلدارة‬

‫‪ - 1‬أنظر نص وثيقة كيرتيك ‪ ،‬ص‪ ، 21‬مل ق رقم ‪. 2‬‬


‫‪282‬‬
‫األمريكية كان لها ردود أفعال تتناقه مع قواعد القانون الدولي والع قات الدوليرة ود‬
‫ت ترم أي عرف دولي ‪.‬‬
‫فهررل فع ر تمررارس ليبيررا اإلرهرراب ؟ أو هررل مواقررف ليبيررا مررن القضررايا العربيررة‬
‫واألفريقية تشكل خطر على المصالح األمريكيرة ؟ وهرل مرن رق الوديرات المت ردة أن‬
‫تستخدم م‪ 52/‬من ميثاق األمم المت دة في الدفا عن نفسها ضد عدوان م تمل الوقرو‬
‫؟ هل يجوز منع ليبيا من ق امت ك األسل ة الكيميا ية ؟‬
‫أس لة نعمل علرى اإلجابرة عليهرا متخرذين مرن القرانون الردولي والمواثيرق الدوليرة‬
‫معيار للقياس ‪.‬‬

‫أوال ‪ -‬موقف ليبيا الواضح من القضايا العربية واألفريقية ‪:‬‬


‫نتيجة للت يرات التي دثت بعد الثرورة فري سرنة ‪ 2878‬فري المجرادت السياسرية‬
‫وادجتماعية والثقافية وكذلك ادقتصادية فان ادهتمامات كذلك ت يرات بالنسربة إلرى مرا‬
‫كانت عليه في العهد الملكي وبرذلك كانرت أولرى اهتمامرات الثرورة هري القضرية العربيرة‬
‫انسجاما واسرتجابة مرع موقعهرا القرومي وبرذلك فران القضرية الفلسرطينية وقضرية الو ردة‬
‫العربية كانت من ضمن الردوافع التري عجلرت برالثورة وهرم العنصرر الثابرت الرذي تبنرى‬
‫عليه مواقف ليبيا عربيا تم تخرص أفريقيرا والعرالم اإلسر مي باهتمرام د يقرل عرن سرابقه‬
‫يا يرتكز الموقف في أفريقيا علرى ممارسرة الوجرود ادسرتعماري الفرنسري فيهرا مرن‬
‫أجل ت قيق شرعار رفضرته الثرورة وهرو أفرريقيرا ل‪،‬فرريقيين ود لرف ألفريقيرا إد مرع‬
‫نفسها وم اربة الميز العنصري وكذلك م اربة الت ل ل الصهيوني في القارة األفريقيرة‬
‫ويرتكررز موقررف ليبيررا مررن أفريقيررا والعررالم اإلس ر مي كررذلك علررى دعررم ركررات الت رررر‬
‫الرروطني فرري أفريقيررا وعلررى رأسررها الم ر تمر الرروطني األفريقرري بقيررادة نيلسررون مانرردي‬
‫المناهه لنظام بريتوريا العنصرري كمرا دعرت ليبيرا المسرلمين المضرطهدين فري أن راء‬
‫العالم وفي الوديات المت دة نفسها أما علرى الصرعيد العرالمي فقرد رفضرت ليبيرا التقسريم‬
‫ال الي والراهن للعالم وذلك بوجود معسكر غربي و خر شرقي ومناطق نفوذ في براقي‬
‫العررالم نتيجررة تكتررل دول العررالم الثالررا ال يررر من ررازة شرركليا باإلضررافة للموقررف المعررادي‬
‫‪285‬‬
‫ل ستعمار وكذلك الموقف من ركات الت رر بشكل جروهر الخر ف الليبري األمريكري‬
‫ونبدأ أود من الموقف القومي ‪:‬‬
‫‪ -2‬الموقف القومي العربي ‪:‬‬
‫إن موقف ليبيا القومي يتجلى بوضوح منرذ أول يروم إلعر ن الجمهوريرة‬
‫في ‪ 2878/8/2‬صدر البيان األول للثورة والذي جاء فيه " ‪ ..‬سا رة في طريق‬
‫ال رية والو دة "(‪ )1‬كما نادت الثرورة بمبرادئ أساسرية هري ريرة … اشرتراكية‬
‫… و رردة ومررن هررذا الشررعار فرران الررنهر الليبرري ينضررم مررن خر ل الخيررار القررومي‬
‫وترتب على ذلك " ان اعتبررت قضرية الو ردة العربيرة القضرية الفلسرطينية همرا‬
‫القضرريتان المت زمترران الترري تمثررل هرراجس يجررب أن يت قررق مررن خر ل سياسررات‬
‫وبرامر الثورة "(‪. )2‬‬
‫فقضية الو دة أو الدعوة إلى ت قيقهرا فران ليبيرا تررى صرورة مثلرى لهرذه‬
‫الو دة " وهي الو دة التي ت ققها الجماهير برالثورة باعتبرار أن الو ردة مطلرب‬
‫جماهيري غير أن الواقع العربي الراهن وبعد الجماهير و ترى التنظيمرات التري‬
‫تدعي الشعبية بعدهم عن دا ررة الترلثير فري القررار السياسري وهرو مرا يميرز هرذه‬
‫ال قبة الزمنية في الوطن العربي ‪.‬‬
‫كذلك باعتبار أن فعل الت ير ادجتماعي الذي تقوم به الجماهير هرو أمرر‬
‫غيبي وغيرر م ردد مرن الزمران ونتيجرة ل‪،‬خطرار الم دقرة باألمرة العربيرة وهري‬
‫أخطار البلقنة واإلقليميرة الشرعوبية والتجز رة ثرم الخطرر اإلسررا يلي الرذي يرفرع‬
‫شعار إسرا يل الكبرى(‪. )3‬‬
‫لقررد عملررت ليبيررا علررى رفررع شررعار إنقرراذ مررا يمكررن إنقرراذه مررن جسررر األمررة‬
‫العربية الذي يقع ت ت وطلة التجز ة وبالتالي الدعوة إلرى ضررورة إيجراد عمرل‬
‫و دوي ثنا ي أو جهودي ينوب عن الو دة العربية الشاملة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬انظر البيان األول للثورة ‪. 2878/8/2‬‬


‫‪ - 2‬جان لوي فرى ‪ ،‬القذافي أنا معاره على الصعيد العالمي ‪ ،‬ترجمة يوسف الضبع ‪ ،‬دار األندلسي للطباعة‬
‫والنشر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ ، 2897 ، 2‬ص ‪. 82‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 4‬‬
‫‪287‬‬
‫ويقول القذافي تلكيدا لهذا " أن العردو رقرم وا رد ل‪،‬مرة العربيرة اآلن بعرد‬
‫إسرررا يل وأمريكررا هررو الطا فيررة ألن الطا فيررة تمهررد الطريررق دنتصررار إسرررا يل‬
‫وتوغل أمريكا في الوطن العربي "(‪. )1‬‬
‫وهكذا فاننا نعتبر أن موقف ليبيا الو دوي ا دى األسباب الر يسية التري‬
‫تدفع اإلدارة األمريكية إلى معادات ليبيا وهو ما أشار إليره وبشركل مربطن تقويرد‬
‫وزارة الخارجيرة األمريكيرة رول مرا تسرميه ليبيرا ت رت كرم القرذافي وجراء فرري‬
‫مقدمة التقرير " أن طمو ات القذافي د تقف عند ردود ليبيرا ولكنره يررى نفسره‬
‫كقا د لقوى تاريخية عليها أن تقيد تنظيم سياسات العرالم الثالرا سرب مزاجره "‬
‫ثم يضيف التقرير في فقرة أخرى ت ت عنروان الراديكاليرة فري العرالم العربري "‬
‫أن الطموح األكبر للقذافي هو أن يهيمن ويو د العالم العربي "(‪. )2‬‬
‫ومن الواضرح بردون شرك أن أمريكرا تررفه تكرت ت مرن هرذا القبيرل أي‬
‫علررى الشرركل القررومي أو الررديني يمكررن أن تكررون مضررادة لل رررب ألنهررا تعتبرهررا‬
‫مواجهة ل ستراتيجيات في المنطقة ‪.‬‬
‫ولكن القول بهذا الررأي أن الردور القرومي الليبري هرو أ رد األسرباب التري‬
‫أدت إلى اتخاذ أمريكا موقف عدا يا منها القرول بهرذا الررأي قرد د يقبلره الربعه‬
‫بل يذهبون إلى التشكيك في هذا الرأي مت ججين في ذلك بلن جميرع ال كومرات‬
‫العربية والدول العربية يرفعون شعار الو دة بل يذهب البعه اآلخر إلرى ابعرد‬
‫من ذلك يا يعتبر أن الخطاب القومي هو خطاب استه كي وعاطفي مقصود‬
‫به دغدغة عواطف الجماهير ‪.‬‬
‫غير أننا نرد على ذلك بمدى جديرة نوايرا مرن يرفعرون هرذا الشرعار رغرم‬
‫أننا نتفق مع التيار الذي يقول بصورية هذا الشعار عن كثير مرن األنظمرة رغرم‬
‫أننا لسنا في معره إثبرات الردور القرومي المتميرز الرذي تلعبره ليبيرا ونشرير هنرا‬

‫‪ - 1‬كلمة القا د في افتتاح الم تمر القومي للمعارضة العربية بطرابلس ‪ ، 2894/1/2‬السجل القومي المجلد ‪22‬‬
‫المركز العالمي لدراسات واب اا الكتاب األخضر ‪ ،‬ص ‪. 498‬‬
‫‪ - 2‬الواشنطن بوست األمريكية ‪. 2895/9/11 ،‬‬
‫‪286‬‬
‫إلى مقياس ادلتزام بالعمل وهو ادلتزام الذي لم تتخلى عنه ليبيا بل تمسركت بره‬
‫وبكل ما يترتب عنه من نتا ر فان ليبيرا تعتبرر أن الو ردة ليسرت مطلرب عراطفي‬
‫برل مطلررب تفرضررها ت ررديات العصررر مررن أجررل العرريم بكرامررة ومررا ي كررد الررنهر‬
‫القرررومي للثرررورة ابترررداء مرررن و ررردة مصرررر وليبيرررا والسرررودان إلرررى قيرررام ات ررراد‬
‫الجمهوريات العربية بين مصر وليبيا وسوريا إلى معاهدة جربرة الو دويرة برين‬
‫ليبيا وترونس وإعر ن الجمهوريرة العربيرة اإلسر مية بر اسرة ال بيرب أبرو رقيبرة‬
‫وإلررى اتفاقيررة اسرري مسررعود مررع الجزا ررر وصررود إلررى معاهرردة ادت رراد العربرري‬
‫األفريقي مع الم رب ورغم كل ما قيل عن أن هذه الم اودت لم تدم طروي أو‬
‫أنها امتهت قبل وددتها إد أنها أهميتها تظهر على سربيل المثرال مرن يرا أنهرا‬
‫تلتي في وقت تقلص فيه الب ا عن و دة شاملة وادكتفاء بتكت ت إقليميرة وأن‬
‫هذه التجارب اثبتت إمكانية اجتيراز الكثيرر مرن العقبرات التري يعتبرهرا الكثيررون‬
‫ظة هامرة هنرا أن هرذه المبرادرات‬ ‫تشكل عا ق في وجه الو دة الشاملة ‪ .‬والم‬
‫كانت دا مرا ترلتي مرن ليبيرا وكانرت تلقرى مرن الطررف اآلخرر وعلرى العمروم فران‬
‫الوديات المت دة ترفه بشدة التكرت ت القوميرة أو الدينيرة فري المنطقرة العربيرة‬
‫وأفريقيا خوفا مرن الترلثير علرى ادسرتراتيجية التري تنتهجهرا أمريكرا فري المنطقرة‬
‫وخصوصا أنها في الوقت ال الي تضمن منطقة عربية موالية لها أو على األقل‬
‫معاديررة للسرروفيات كمررا أنهررا تضررمن لهررا الوضررعية ال اليررة اسررتمرار ترردفق الررنفط‬
‫العربي(‪. )1‬‬
‫ونكتفي هنا باإلشارة إلرى موقرف الوديرات المت ردة مرن التقرارب العربري‬
‫في منطقة الم رب العربي فقرد عبررت الوديرات المت ردة بوضروح عرن رفضرها‬
‫للتقررارب الليبرري التونسرري فرري اآلونررة األخيرررة ‪ ،‬أمررا معاهرردة ادت رراد الم ربرري‬
‫األفريقي فقرد عبرر المت ردا الرسرمي للخارجيرة األمريكيرة عقرب توقيرع ادتفراق‬

‫‪ - 1‬جانسرون بالدويردن ‪ ،‬اسررتراتيجية ال رد ادسررتراتيجية األمريكيرة فرري السربعينات والثمانينررات و ترى سررنة ‪، 1111‬‬
‫ترجمررة م مررد خيررري بنونررة ‪ ،‬دار الدراسررات ادسررتراتيجية الدوليررة ‪ :‬القرراهرة ‪ ،‬المكتبررة األنجلررو المصررري ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2891‬ص ‪. 214‬‬
‫‪289‬‬
‫في أغسطس ‪ 2892‬عن قلق وانزعا اإلدارة األمريكية البالغ تجاه هذا ادت اد‬
‫وأشار إلى إمكانية قطع المساعدات األمريكية على الم رب كانتقام منه لتقرارب‬
‫مررع ليبيررا(‪ )1‬وقررد كرررر تشررارثر روبرردمان المت رردا باسررم الخارجيررة األمريكيررة‬
‫بتاريخ ‪ 2895/6/18‬تلكيد قلق ب ده تجاه ادت اد العربري األفريقري وذلرك أثنراء‬
‫تواجد ر يس الوزراء الم ربي بالوديات المت دة(‪. )2‬‬
‫وباعتبار الخيار القومي الذي يعتبر م رور السياسرات الليبيرة بعرد الثرورة‬
‫فانه يترترب عليره أن القضرية األولرى هري قضرية فلسرطين وبرذلك تعتبرر ليبيرا أن‬
‫فلسطين أره عربية واعتبرت أن على القومية العرب أن د يسم وا بالتنرازل‬
‫عن القضية الفلسطينية تى من طرف الفلسطينيين أنفسهم ‪.‬‬
‫وهكذا كان موقف القرذافي اتجراه القضرية الفلسرطينية يتمثرل بكرل وضروح‬
‫في خطين متوازيين التعامل مع الفلسطينيين ثم التعامرل مرع العررب فيمرا يخره‬
‫هذه القضية(‪. )3‬‬
‫فيما يخص التعامل مع الفلسطينيين أنفسهم فقد راهنت ليبيرا علرى الخيرار‬
‫العسررركري معتبررررة أن ال لرررول السرررلمية ليسرررت ذات جررردوى إيمانرررا منهرررا برررلن‬
‫الصررهاينة أنفسررهم د ي منررون بالسر م وهررذا إنتررا النظريررة الصررهيونية وبالتررالي‬
‫اعتمرردت ليبيررا الخيررار العسرركري يررا قامررت بترردريب وتسررليح والتمويررل وفرري‬
‫بعرره األ يرران المقرراتلين الفرردا يين مررن منظمررة الت ريررر الفلسررطيني ينمررا كرران‬
‫الخيررار العسرركري هررو المعتمررد مررن طرررف المنظمررة(‪ )4‬و ينمررا تررم التراجررع عررن‬
‫الخيار العسكري وخصوصا بعرد انسر اب مقراتلي منظمرة الت ريرر مرن بيرروت‬
‫عقب ادجتياح اإلسرا يلي للبنان عام ‪ 2891‬انتقردت ليبيرا موقرف المنظمرة الرذي‬

‫‪ - 1‬شررربل زعرررور ‪ ،‬التعرراون العربرري األفريقرري ‪ ،‬عقررد مررن التعرراون ‪ ، 2892-2865‬ترجمررة هاشررم بيرردر ‪ ،‬معهررد‬
‫اإلنماء العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ ، 2898 ، 2‬ص ‪. 82‬‬
‫‪ - 2‬الز ف األخضر الليبية ‪ ، 2895/9/2 ،‬ص‪. 2‬‬
‫‪ - 3‬فرنانرردو دتررورى فليررز ‪ ،‬الصررقر الو يررد ‪ ،‬ترجمررة م مررد جمعررة البلعررزي ‪ ،‬المركررز العررالمي لدراسررات وأب رراا‬
‫الكتاب األخضر ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪ ، 2‬ص ‪ ، 2897‬ص ‪. 88‬‬
‫‪ - 4‬عبد هللا ب ل ‪ ،‬رجاء العقيد ‪ ،‬دار مكتبة الفكر ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بدون تاريخ ‪ ،‬ص ‪. 74‬‬
‫‪288‬‬
‫اعتبرترره تفررريط فرري قرروق الشررعب الفلسررطيني و قرره فرري ت ريررر ارضرره كاملررة‬
‫بالقوة دون ادختصار على جزء منها(‪. )1‬‬
‫قامررت ليبيررا بعرردها بتمويررل الفصررا ل الترري د زالررت تتمسررك بمواقررع علررى‬
‫الخطوط األمامية في لبنان لمواجهة العدو ‪ ،‬ورغم ذلك عملت ليبيا علرى تو يرد‬
‫فصررا ل المقاومررة الفلسررطينية والرردليل علررى ذلررك مرر تمر طرررابلس الترري تبنترره‬
‫ودعمته ليبيا وقرد صردر عنره وثيقرة طررابلس قبرل اجتمرا الردورة الثامنرة عشرر‬
‫للمجلس الوطني الفلسطيني في الجزا ر وقرد نج رت وثيقرة طررابلس فري إنجراح‬
‫هذه الدورة وتو يد الفصا ل بعد الفشل وادنقسامات التي عرفتها مر تمر عمران‬
‫‪.‬‬
‫أمررا الم ررور الثرراني الررذي تت رررك فيرره ليبيررا تجرراه القضررية الفلسررطينية هررو‬
‫الموقررف العربرري ضررد الموقررف الررذي أصرربح يررراهن علررى الخيررار السررلمي يررا‬
‫قامرت ليبيررا بالتصرردي لكررل الم رراودت التصررفوية للقضررية الفلسررطينية ابتررداء مررن‬
‫رفه كامب ديفيد تلرك المعاهردة التري وقعهرا السرادات مرع إسررا يل والتري كران‬
‫الرد عليه من طريف ليبيا هو خلق الجبهة القومية للصمود والتصدي بالت رالف‬
‫مع القوى التقدمية في الوطن العربي(‪. )2‬‬
‫كما أن ليبيرا رفضرت نترا ر مر تمر فراس التري وقعرت كرل الردول العربيرة‬
‫والتررري تشرررير فررري أ رررد بنودهرررا بصرررورة ضرررمنية إلرررى ادعترررراف ب رررق الكيررران‬
‫الصهيوني في إقامة دولة إسرا يلية وعيم جميع دول المنطقة بس م(‪. )3‬‬
‫كما رفضت ليبيا اتفاق ‪ 25‬مايو الموقع بين ال كومرة اللبنانيرة وإسررا يل‬
‫وعملرت مرع سروريا والقرروى الوطنيرة اللبنانيرة علرى إل ا رره وهرو مرا صرل فعر‬
‫عقرب وصرول الرر يس أمري الجميرل ورفضرت ليبيرا ايضرا الصري ة التري توصرل‬
‫إليها ر يس منظمة الت رير الفلسطيني ياسر عرفات وملك األردن الملك سرين‬

‫‪ - 1‬فرناندو د ثوري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 214‬‬


‫‪ - 2‬جان لوى قدرة ‪ ،‬أنا معاره على الصعيد العالمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 25‬‬
‫‪ - 3‬فرناندو دثوري فليز ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 224‬‬
‫‪511‬‬
‫وهررو مررا يعرررف باتفرراق عمرران الموقررع فرري فبرايررر ‪ 2895‬والررذي تررم إل رراءه مررن‬
‫طرف الملك سين ‪.‬وقد رفضت ليبيرا بشردة ررب المخيمرات رغرم كرل ال جرر‬
‫التي قدمت في هذا الشلن وإن كانت بعه ال جر من طرف أصدقاء ليبيرا مثرل‬
‫القررول بتصررفية أنصررار ياسررر عرفررات ورغ رم ذلررك فرران ليبيررا تررتهم منظمررة أمررل‬
‫بتصفية الوجود الفلسطيني من خ ل رب المخيمات في لبنان وهري برذلك تنفرذ‬
‫المخطط الذي عجز على تنفيذه اإلسرا يليون رغم أن منظمة أمرل كانرت ت ظرى‬
‫باهتمام ليبيا قبل ادجتياح اإلسرا يلي لبنان و رب المخيمات(‪. )1‬‬
‫وبررالنظر إلررى كررل هررذا يتجلررى موقررف ليبيررا واض ر ا فيمررا يخررص القضررية‬
‫القوميررة وهرري قضررية فلسررطين وكررذلك الموقررف ممررا يرردور اليررا ررول إمكانيررة‬
‫(*)‬
‫يرا أن‬ ‫إجراء مفاوضات بين العرب واإلسرا يليين في إطار مر تمر للسر م‬
‫ليبيررا تقررف جرررة عثررر أمررام تنفيررذ المخططررات األمريكيررة فرري منطقررة الشرررق‬
‫األوسط والمتعلقة بتصفية القضية الفلسطينية ‪.‬‬
‫وهكذا يلتي تقرير وزارة الخارجية األمريكية السرالف الرذكر ليشرير إلرى‬
‫موقرف ليبيرا مرن القضرية الفلسرطينية فيشررير فري أ رد فقراتره إلرى أنره " يسررتهدف‬
‫القررذافي أيضررا ال كومررات العربيررة الرافضررة مواصررلة الصرررا العسرركري ضررد‬
‫إسرا يل وارتباطها بال رب"(‪. )2‬‬
‫كمررا يشررير أيضرا إلررى أنرره " تعرراره ليبيررا مشرررو السر م فرري الششرررق‬
‫األوسط بقوة والقذافي يعمل ما في وسعه لنسفه "(‪. )3‬‬
‫وهكذا يتضح من الرنص " الموقرف الليبري الررافه ل ستسر م للعردو ثرم‬
‫يشرررير التقريرررر فررري فقررررة أخررررى فيقرررول " إن الررردعم الليبررري الثابرررت للجماعرررات‬
‫الفلسررطينية المتطرفررة هررو فرري ازديرراد لقررد زود القررذافي هررذه المجموعررات بالرردعم‬

‫‪ - 1‬ص يفة الرأي العام اإلماراتية " القذافي إلى أين " ‪. 2897/6/12‬‬
‫* ‪ -‬كانت األ داا تشير إلى أن ا تمال دوا م تم س م دولي يجمع األطراف العربية وإسرا يل وهذا ما دا‬
‫في نوفمبر ‪ ، 2882‬وما يعرف بم تمر مدريد للس م ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الواشنطن بوست األمريكية ‪. 2895/9/11‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2895/9/11 ،‬‬
‫‪512‬‬
‫الملوى والمال والس ح بما فري ذلرك الجبهرة الشرعبية لت ريرر فلسرطين " القيرادة‬
‫العامررة " والمنبثقررين عررن فررتح وجماعررات أبررو نضررال ‪ ،‬إن ترردريب الفلسررطينيين‬
‫وغيرهم من المتطرفين يجري بطريقة متواصلة في عدة أماكن في ليبيا "(‪. )1‬‬
‫وهكذا فان ليبيرا علرى المسرتوى القرومي تعمرل فري خطرين متروازيين همرا‬
‫ت قيق الو دة العربية والعمل من أجل ت رير فلسرطين دون أن تعطري ألي مرن‬
‫القضيتين أولويرة عرن األخررى " هرذا الموقرف أكرده القرذافي فري رديا لره عبرر‬
‫اإلذاعة المر ية والمسموعة بعد ال ارة مباشرة جاء فيه " ن رن لرن نتراجرع عرن‬
‫تو يد األمة العربية وال رارات لرن تثنينرا عرن هرذه الردعوة هرذا أمرر يخصرنا ود‬
‫يخص األمريكان ود أي وا د في العالم ن ن لن نتراجع عرن الكفراح فري سربيل‬
‫ت رير فلسطين وال ارات د يمكن أن تثنينا عن هذا "(‪. )2‬‬
‫ثم يلتي بيران قيرادة الثرورة الموجره إلرى جمراهير األمرة العربيرة الرذي تر‬
‫ال ارة األمريكية ليوضح أسباب هذه ال ارة فلشار البيان في الفقرة الثالثة إلرى "‬
‫أن ليبيررا اآلن هرري ضر ية القضررية القوميررة الترري تقاتررل مررن أجلهررا وعلررى رأسررها‬
‫قضررية فلسررطين وقضررية الو رردة العربيررة وت ريررر الجمرراهير العربيررة وت قيررق‬
‫ادنبعاا ال ضاري ل‪،‬مة العربية "(‪.)3‬‬
‫هكررذا ف ران هررذا الموقررف الليبرري فرري وقررت تشررتد فيرره الرردعوة إلررى تكثيررف‬
‫المشاريع ادستس مية التفاوضية مرع إسررا يل األمرر الرذي يجعرل ليبيرا هري فري‬
‫مقدمة أو على رأس تيار الرفه العربي األمر الذي د تقبله أمريكا ‪.‬‬
‫أما موقف من الو دة العربية فان موقرف ليبيرا يكرون فري مواجهرة التيرار‬
‫العربي الرذي يردعو إلرى و ردة الصرف والتضرامن العربري ‪ .‬هرذا المفهروم الفاقرد‬
‫ل مفهوم العمرل العربري المشرترك‬ ‫للمضمون الذي ترفضه ليبيا وتدعوا إلى إ‬
‫م له هذا على الصعيد العربي ‪.‬‬

‫‪ - 1‬المرجع السابق ‪.‬‬


‫‪ - 2‬كلمة القا د بعد ادعتداء األمريكي على ليبيا ‪ ، 2897/2/27‬السجل القومي ‪ ،‬المجلد ‪ ، 22‬ص ‪. 995‬‬
‫‪ - 3‬بيان قيادة الثورة الليبية ‪ ،‬ص يفة الجماهيرية ‪ ، 2897/2/26 ،‬ص ‪. 1‬‬
‫‪511‬‬
‫‪ -1‬الصعيد األفريقي ‪:‬‬
‫لعبت ليبيا دورا كبيرا في مواجهة التواجد الفرنسي الذي يلخرذ األسرلوب‬
‫ادستعماري العسكري شك له كما تسعى ليبيا إلرى إبعراد أفريقيرا وشرعوبها عرن‬
‫األخطار التي يمكرن أن تل قهرا مرن جرراء قيامهرا واشرتراكها مرع الردول الكبررى‬
‫في مناورات عسكرية وكذلك مرن جرراء من هرا للتسرهي ت والقواعرد العسركرية‬
‫كما تقوم ليبيا بدور واضح في م اربة نظام الميز العنصري في جنروب أفريقيرا‬
‫وكذلك فهي ت راول جرادة منرع الت ل رل اإلسررا يلي إلرى القرارة السرمراء وكشرف‬
‫ت الفه مرع نظرام جنروب أفريقيرا العنصرري ‪ ،‬ف اربرة ليبيرا للوجرود ادسرتعماري‬
‫الفرنسرري فرري أفريقيررا يلخررذ عرردة أشرركال متنوعررة يبترردئ مررن م اربررة الوجررود‬
‫العسكري ‪ ،‬أما مباشرة كما هو ال ال فري تشراد وإمرا بالردعوة والت رريه علرى‬
‫إج ء الوجود الفرنسي العسكري من أفريقيا تم تمترد المواجهرة الليبيرة الفرنسرية‬
‫لتلخرررذ بعررردا ثقافيرررا و ضررراريا وذلرررك بم اربرررة التبعيرررة المتمثلرررة فررري م اربرررة‬
‫الفرنكفورتيررة وهرري المنظمررة الترري تجمررع فرنسررا مررع مسررتعمراتها والترري برردأها‬
‫الر يس الرا ل جور بمبيرد والتري تطرورت إلرى أن اصرب ت تضرم كرل الردول‬
‫الناطقة بالفرنسرية هرذه الفكررة التري دعرا إليهرا الرر يس السرابق للسرن ال سرنجور‬
‫والر يس التونسي السابق ال بيب أبو رقيبة " هذه المنظمة التي كانت قد اقيمرت‬
‫ت ررت شررعار قيررام فرنسررا بمتابعررة خطرروات التقرردم لمسررتعمرات السررابقة ‪ ،‬والترري‬
‫كانت تعاني من التخلف بسبب اد رت ل الفرنسري "(‪ )1‬لكرن هرذا المفهروم تطرور‬
‫يا أن الر يس الفرنسري فرانسرو ميترران كشرف بصررا ة عرام ‪ 2894‬الهردف‬
‫ال قيقي من هذه الم تمرات إذ قال " إن الهدف منها هو تقدير مردى اسرتمرارية‬
‫النفوذ الفرنسي في أفريقيا "(‪. )2‬‬

‫‪ - 1‬شربل زعرور ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 89‬‬


‫‪ - 2‬بررارى لونسررين ‪ ،‬مررن يهرردد أفريقيررا ‪ ،‬منشررورات ديقررول ‪ ،‬برراريس ‪ ، 2891 ،‬نقر عررن صر يفة العلررم الم ربيررة ‪،‬‬
‫‪. 2895/22/16‬‬
‫‪514‬‬
‫وليبيررا ترردعو لفاءهررا واصرردقاءها مررن الرردول األفيقيررة إلررى مقاطعررة هررذه‬
‫المنظمررات وأول نتررا ر هررذه الرردعوى غيرراب دولررة بوركينررا فاسررو عررن الرردورتين‬
‫األخيرتين في كر مرن برونردي وبراريس إن هرذه القمرة أي الفرانكفونيرة يصرفها‬
‫القذافي بلنها " جلبت العار ألفريقيا ومثلت نقضا دستق ل المستعمرات السرابقة‬
‫"(‪ )1‬ون ن نسرد هنا موقف ليبيا المواجه لفرنسرا فري أفريقيرا باعتبرار أن فرنسرا‬
‫تمثل المستعمر التقليدي لهذه القارة ففرنسرا مدفوعرة بلطمرا اسرتعمارية وكرذلك‬
‫هي مدفوعة من قبل ال رب وعلى رأسهم أمريكا من أجل خلق فراك في القرارة‬
‫األفريقيررة ‪ ،‬وقررد كانررت مخرراوف فرنسررا تتزايررد مررن أن ت ررل أمريكررا م لهررا فرري‬
‫مستعمراتها السابقة ب جة " الفراك قبل أن ي ل الشرق م ل ال رب هذه ال جة‬
‫الترري تلررروح بهررا دا مرررا أمريكررا فررري وجرره فرنسرررا "(‪ )2‬هررذه المخررراوف الفرنسرررية‬
‫أصب ت تتلكد بشكل فعلى هذا التلكيد جاء في التنافس والتسابق الم موم وغيرر‬
‫المعلن بين فرنسا وأمريكا على القارة األفريقية األمرر الرذي جعرل فرنسرا تسرمح‬
‫برردور مررا ألمريكررا وخلررق موطررل قرردم لهررا وهررذا مررا يتلكررد مررن الرردعم العسرركري‬
‫المزدو األمريكي الفرنسي ل سين بري في تشراد أمرا القواعرد األمريكيرة فري‬
‫عهد النميري فري السرودان فقرد اصرب ت قاعردة لطرا رات التجسرس األمريكيرة "‬
‫أواكررس " وكررذلك ال ررال بالنسرربة للصررومال يررا القواعررد الب ريررة فرري مقديشررو‬
‫وكذلك تسهي ت جديدة في قاعدة " بربرة "(‪ )3‬وتسرتخدم أمريكرا مينراء مومباسرا‬
‫فرري كينيررا وكررذلك بالنسرربة لزا يررر الترري أطلقررت تسررهي ت عسرركرية برردون رردود‬
‫للوديات المت دة وتعتمد الوديات المت دة فري األسراس علرى جنروب أفريقيرا فري‬
‫تنفيذ سياستها في القارة البكر ‪.‬‬
‫وهكذا فان ليبيا وهي ترفع شعار أفريقيرا ل‪،‬فرريقيين تردعوا إلرى تخلريص‬
‫القررارة مررن ادسررتعمار القررديم المتجرردد ذو األشرركال المتعررددة ‪ ،‬وجرراء فرري تقريررر‬

‫‪ - 1‬مقابلررة قا ررد الثررورة مررع اإلذاعررة المر يررة الفرنسررية ‪ 7 ،‬فبرايررر ‪ ، 2894‬المجلررد ‪ ، 22‬السررجل القررومي ‪ ،‬المركررز‬
‫العالمي لدراسات وأب اا الكتاب األخضر ‪ ،‬ص ‪. 241‬‬
‫‪-2‬‬
‫‪ - 3‬باري لوشتين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص يفة العلم الم ربية ‪ ،‬ص‪. 5‬‬
‫‪512‬‬
‫الخارجيررة األمريكيررة فرري تصررديره " إن سياسررة القررذافي العدوانيررة قررد تركررزت‬
‫بصورة متزايدة على تفويه مصالح الوديات المت دة وبقية الدول ال ربيرة فري‬
‫العالم الثالا يا يرى القذافي أن هذا يعتبر العا ق الر يسري ألهدافره التوسرعية‬
‫"(‪ )1‬وكمرا هرو معررروف فران مرن هررذه النظررة األمريكيرة تشرروبه لموقرف القررذافي‬
‫المعررادي للوجررود األجنبرري فرري أفريقيررا وإظهرراره بلنرره هررو الموقررف الخرراطا ذو‬
‫أألبعاد التوسعية وهكذا وفري إطرار قلرب ال قرا ق فري أفريقيرا أعلرن فري ‪ 9‬يوليرو‬
‫‪ 2892‬أعلن شيتركروكر مساعد وزيرر الخارجيرة األمريكيرة للشر ون األفريقيرة‬
‫أمام لجنرة الشر ون الخارجيرة فري الكرون رس األمريكري " أن اإلدارة األمريكيرة‬
‫مسررتعدة لتقررديم المزيررد مررن المسرراعدات العسرركرية للرردول األفريقيررة والترري تررزعم‬
‫(‪)2‬‬
‫بلنها مهددة من طرف القذافي وخاصة نظامي ال كرم فري مصرر والسرودان "‬
‫وقرد قرال شريتر كروكرر " أن سياسرة ليبيرا التخريبيرة فري أفريقيرا والعرالم العربري‬
‫تعتبر فريدة من نوعها في إعاقة مصال نا وأهدافنا"(‪. )3‬‬
‫كما قاومت ليبيا الميز العنصري في جنوب أفريقيا ودعت لمواجهرة هرذا‬
‫النظام تى بالدم يا قال القذافي في واجادجو عاصمة بوركينرا فاسرو " يجرب‬
‫أن قفل العنصرية بدم أفريقي نقري "(‪ )4‬وفري سربيل هرذا الهردف تقروم ليبيرا برربط‬
‫ت الفات مع كرل القروى التقدميرة فري افريقيرا مثرل الت رالف مرع اثيوبيرا ومرع دول‬
‫المواجهة وكذلك مع المنظمات الثورية وعلى رأسها الم تمر الروطني األفريقري‬
‫كما تقوم ليبيا بفضح المخططات ال رية في أفريقيرا وذلرك فضرح الع قرات التري‬
‫تررربط بريطانيررا وأمريكررا مررع جنرروب افريقيررا وكررذلك مررع منظمررة يونيتررا المواليررة‬
‫لجنرروب أفريقيررا ‪ ،‬وتبنرري ليبيررا ايضررا موقررف م اصرررة الت ل ررل الصررهيوني فرري‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/9/15‬‬


‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 6‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 6‬‬
‫‪ - 4‬كلمررة القا ررد فرري فررل العشرراء فرري مدينررة واجررادجو فرري بوركينررا ‪ ، 2894/2/41‬السررجل القررومي ‪ ،‬المجلررد ‪، 2‬‬
‫ص‪. 642‬‬
‫‪515‬‬
‫القارة األفريقية التي دخلها عن طريق بوابتها العربيرة مصرر بعرد اتفاقيرة كامرب‬
‫ديفيد هذه العودة التي كانت قد قطعت بعد رب رمضان ‪.2864‬‬
‫وتقوم ليبيا بدور نشرط فري هرذا يرا يتضرح الع قرات المتينرة برين نظرام‬
‫جنوب أفريقيا والكيان الصهيوني وتدعو األفارقة إلرى عردم ادنسرياق فري التيرار‬
‫يرا تعتبرر‬ ‫الصهيوني ت ت جة ي لن نكون عرب أكثر مرن العررب أنفسرهم‬
‫ليبيررا أن إقامررة دولررة أفريقيررة وا رردة ع قررات جيرردة مررع نظررام جنرروب أفريقيررا د‬
‫يعطي مبرررا بالمقابرل للردول العربيرة لرربط ع قرات عربيرة مرع جنروب أفريقيرا‬
‫وبالترررالي فانررره د مبررررر سرررب وجهرررة نظرررر ليبيرررا لعرررودة الع قرررات األفريقيرررة‬
‫اإلسرررا يلية ويتلكرررد الموقرررف المعرررادي للصرررهيونية فررري نرررص تقريرررر الخارجيرررة‬
‫األمريكية السالف الذكر ففي مقدمته وفي فقرة مستقلة يقول النص " أنه معرادي‬
‫ي يقصد القذافي بصفة خاصة إلسرا يل والوديات المت ردة "(‪ )1‬وتررفه ليبيرا‬
‫سياسة الم اور التي تنتهجها أمريكا في المنطقة بتلييرد طررف ضرد طررف خرر‬
‫فرري النزاعررات اإلقليميررة وتتمسررك ليبيررا بمنظمررة الو رردة األفريقيررة كاطررار يجمررع‬
‫األفارقة جميعا وذلك في مواجهة الدعوات التي أطلقها بعه الر ساء األفارقرة‬
‫في مقدمتهم موبوتو سيكيكو ر يس زا ير ‪ ،‬وذلرك يخلرق منظمرة خاصرة بلفريقيرا‬
‫السرروداء منفصررلة عررن شررمال القررارة هررذا الموقررف الررذي تلكررد عررام ‪ 2891‬أثنرراء‬
‫انقضاء م تمر القمة األفريقي في طرابلس الذي عملة أمريكرا جاهردة علرى منرع‬
‫انعقاده األمر الذي كاد يعصرف بالمنظمرة ‪ ،‬وعرن موقرف ليبيرا مرن أفريقيرا كترب‬
‫لويس أوربيان مردرس التراريخ بجامعرة ايلرورين بنجيريرا فري صر يفة كرسرتيان‬
‫سانيس مونيتور األمريكية يقول المقال " منذ قيام الثورة الليبيرة فري عرام ‪2878‬‬
‫اتسم موقف ليبيا بلنه هادف وشامل يا اتسم عهد ما بعرد الثرورة بازديراد عردد‬
‫السررفارات فرري أفريقيررا وصررل ‪ 41‬سررفارة كمررا تسرراهم ليبيررا بسررخاء فرري مصرررف‬
‫التنمية األفريقية الذي أنشله العرب وتساهم فري منظمرات أخررى مثرل الصرندوق‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/9/15‬‬


‫‪517‬‬
‫الخرراص ل‪،‬وابررك والصررندوق العربرري للمسرراعدات التقنيررة ألفريقيررا والمصرررف‬
‫اإلس مي للتنمية هذا وتنظم ليبيا برنامجا ثقافيا إلنشاء شركات مشتركة مع كر‬
‫من غانا وتوجو ومالى والصومال وغينيا واثيوبيا والكراميرون والكون رو وبنرين‬
‫ويشررير الكاتررب إلررى أن هررذه البلرردان تختلررف فرري أيررديولوجيتها وكررذلك دياناتهررا‬
‫ويشررير الكاتررب أيضررا إلررى أن ليبيررا قرردمت قررروه يسرريرة ويشررير المقررال إلررى‬
‫ادتهامررات الترري وجهررة إلررى ليبيررا وذلررك برعايررة جماعررات المعارضررة فرري غانررا‬
‫وغامبيا والسن ال والصومال وليبريا وفلوتا العليا وقرد صرلت فري غانرا وفولترا‬
‫العليا ت يات جدريرة جوهريرة ويشرير الكاترب فري نهايرة مقالره إلرى ادتهرام رول‬
‫قضية تشاد ويقول أن األفارقة د ينظرون إلى هذه القضية بهذه الطريقة "(‪. )1‬‬
‫وتلسس علرى كرل مواقرف ليبيرا مرن القضرايا األفريقيرة ناصربت الوديرات‬
‫المت دة األمريكية ليبيا العداء وصفتها بلنها تسعى لتوسع في القارة األفريقية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬كرستيان ساتيس لوتير ‪ ، 2891/21/1‬ص ‪. 21‬‬


‫‪516‬‬
‫وتشير الدد ل أن الرر يس ري ران مصرمم علرى المضري قردما فري انتهرا‬
‫سياسة توسعية في أفريقيا ب جة مواجهة التوسع السوفياتي ‪.‬‬
‫وفي شهر يوليو ‪ 2892‬قامت ركة ثورية في غامبيا بالثورة ضد نظرام‬
‫جرادارا الرذي كران فري لنردن ورغررم أن هرذا ال رادا شرلن داخلري إد أن الررر يس‬
‫السن الي عبدو ضريوف سرار إلرى إرسرال قروات غامبيرا للقضراء علرى ال ركرة‬
‫وإعررادة جرراوارا إلررى ال كررم برردعم مررن بريطانيررا كمررا أشررارت إلررى ذلررك مجلررة‬
‫ايكونوميست البريطانيرة اليمينيرة وبمباركرة أمريكيرة(‪ )1‬واسرتقل ري ران السركوت‬
‫العرالمي علرى أ رداا غامبيرا فرلمر قروات أسرطوله إلرى إجرراء منراورات وقالررت‬
‫ص يفة ال ارديان البريطانية " أن ري ان يريد مواجهة النفوذ الليبي فري أفريقيرا‬
‫وأعلنت واشنطن على استعدادها لمسراعدة أي بر د تقراوم التردخل الليبري وإقامرة‬
‫ع قات عسركرية وثيقرة مرع دول أفريقيرة عديردة "(‪ )2‬وتشرير التقريررات إلرى أن‬
‫عررردد عمررر ء المخرررابرات األمريكيرررة العررراملين فررري سررربع دول أفريقيرررة بلرررغ ‪87‬‬
‫عمي ت بالدرجة األولى ‪.‬‬

‫‪ - 1‬السياسة اإلماراتية ‪. 2892/8/2‬‬


‫‪ - 2‬اللجنررة اإلداريررة لإلع ر م الثرروري ‪ ،‬غطرسررة القرروة األمريكيررة (‪ ، )2‬مطررامع الثررورة العربيررة طرررابلس ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2892‬ص ‪. 115‬‬
‫‪519‬‬
‫ثانيا ‪ -‬قضية المالحة البحرية ( خليج سرت )* ‪:‬‬
‫الممرات الما ية عبر الب رار والم يطرات التري تشركل ‪ %61‬مرن مسرا ة الكررة‬
‫األرضية شكلت منذ القدم عنصر صرا وقتال بين القوى والدول انط قا مرن النظريرة‬
‫القا لررة ( مررن يسرريطر علررى الطرررق الب ريررة والممرررات والجررزر سرريطر علررى التجررارة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬وهكذا نجد أن أعظم اإلمبراطوريات في العالم كانرت تقروم علرى‬ ‫والعالم وشعوبه )‬
‫سوا ل الب ار والم يطات ل سرتفادة مرن خر ل التبرادل التجراري أود وإقامرة ع قرات‬
‫مع اآلخرين ثانيا ومبدأ ألساطيلها العسكرية وبسط النفوذ وإيجاد األسواق والب را عرن‬
‫المرررواد األوليرررة ثالثرررا ‪ .‬وهكرررذا مرررع مررررور الرررزمن أصرررب ت الب رررار وسررريلة ل سرررتعباد‬
‫وادسررتعمار تفررره الرردول سرريطرتها علررى ممراتهررا الما يررة لت قيررق أهرردافها ‪ ،‬ونصرريب‬
‫الب ررر المتوسررط كرران كبيرررا مررن أطمررا الرردول واإلمبراطوريررات العظمررى علررى مررر‬
‫العصور ‪ ،‬وبعد أن درسنا في الجزء السابق ما اعتبرناه سرببا جوهريرا للنرزا الليبري ‪-‬‬
‫األمريكرري ومررا يشرركل لقررة فرري لقررات الصرررا نقررف هنررا لدراسررة سرربب خررر ترردعي‬
‫الوديررات المت رردة األمريكيررة أنرره أسرراس فرري ع قاتهررا المترروترة مررع ليبيررا تررراه سرربب‬
‫لوجودها في منطقة الب ر المتوسط وخصوصا خلير سرت ب جة مايرة الميراه الدوليرة‬
‫ررررة الب ريررررة ‪ ،‬ويرجررررع أسرررراس الخرررر ف ررررول هررررذا الموضررررو إلررررى‬ ‫و مايررررة الم‬
‫‪ 2864/21/21‬ين أعلنت ليبيا في وثيقة بعثت بها إلى األمرم المت ردة معتبررة فيهرا أن‬
‫خلير سرت مياه داخلية ليبية وجزء د يتجزأ من إقليمها الوطني وجاء في الوثيقة(‪. )2‬‬
‫إذ ا فالمشكلة ت ديدا هو مشكلة السيادة على خلير ست هذا مرن النا يرة القانونيرة‬
‫لكننا نعتبر أن لهذه المشكلة طبيعرة سياسرية د تقرل إن لرم تفروق الطبيعرة القانونيرة يرا‬
‫يعتبر ق السريادة علرى الخلرير ورقرة ضر ط مهمرة قرد تسرتعملها الوديرات المت ردة فري‬
‫وجرره السياسررة الليبيررة إذا مررا أص رب ت هررذه السياسررة تتعرراره مررع أي وجرره كرران مررع‬

‫* ‪ -‬يعرف خلير سرت في المراجع األجنبية وخاصة األمريكية بخلرير الردرة وراء ورأى البا را اقتصرار اسرتخدام‬
‫خلير سرت ألنه التسمية الدارجة في ليبيا وأهل مكة أدرى بشعابها ‪.‬‬
‫‪ - 1‬م مد زاهر السماك ‪ ،‬الج رافيا السياسية ‪ ،‬دار الكتب للنشر والطباعة ‪ ،‬الموصل ‪ ،‬ط‪ ، 2899 ، 2‬ص ‪. 84‬‬
‫‪ - 2‬انظر المل ق رقم (‪ )1‬نص القرار الذي أصدرت ليبيا ول خلير سرت ‪. 2864/21/21‬‬
‫‪518‬‬
‫المصالح العليا للوديات المت دة األمريكية(‪ )1‬وهذا ما صل فعر واتضرح بشركل جلري‬
‫في ال قبة األخيرة من السبعينات ومرا ي كرد الطبيعرة السياسرية للمشركل ويعطيهرا أهميرة‬
‫كبيرة هو أن أمريكا اعترضت علرى اإلعر ن الليبري فري ينره والمتعلرق براع ن خلرير‬
‫سرت جزء د يتجزأ من المياه الليبية وخاضعا لسيادتها هذا ادعتراه برين أن موقرف‬
‫أمريكررا هررو سياسرري سرربه مواقررف ليبيررا وإذا كرران ال ر ف غيررر ذلررك فلمرراذا د تت رررك‬
‫البوار األمريكيرة فري ال رادت المشرابهة والتري تعتبرر كثيررا جردا وعلرى سربيل المثرال‬
‫يعرردد د‪ .‬م مررد المجرردوب الرردول الترري وسررعت مياههررا اإلقليميررة إلررى أكثررر مررن ‪ 21‬مرري‬
‫فيقول ‪:‬‬
‫‪ -2‬نيجيريا وغانا ‪ ،‬زادتا المسافة إلى ‪ 41‬مي ‪.‬‬
‫‪ -1‬الباكستان ‪ 51‬مي ‪.‬‬
‫‪ -4‬الم رب ‪ 61‬مي ‪.‬‬
‫‪ -2‬كوريا الجنوبية ‪ 71‬مي ‪.‬‬
‫‪ -5‬ال ابون ‪ 211‬مي ‪.‬‬
‫‪ -7‬غينيا ‪ 241‬مي ‪.‬‬
‫‪ -6‬األرجنتين والبرازيل ‪ 111‬ميل ‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 2891‬كان الوضع بالنسبة للب ر اإلقليمي للدول على الشكل التالي ‪:‬‬
‫ث ا أميال في ‪ 15‬دولة من ‪ 1111‬ميرل ‪ 22‬دولرة ومرا برين ‪ 21،111‬ميرل فري‬
‫(‪)1‬‬
‫ورغم الطبيعة السياسية الواض ة لهذه المشكلة فان ذلك د يمنع الب ا في‬ ‫‪ 12‬دولة‬
‫الطبيعة القانونية لهذا العمل ونود اإلشارة أود إلى أن المجموعرة الدوليرة توصرلت بعرد‬
‫جهررد اسررتمر سرربع سررنوات إلررى صررياغة قانونيررة تررنظم الع قررات بررين الرردول فرري المجررال‬
‫الب رري و رق السرريطرة علرى المروارد الطبيعيررة للشرعوب الناميرة وكررذلك واجرب الرردول‬
‫المتقدمة نقل التكنولوجيا إلى الدول النامية وقد وافقة علرى هرذه المعاهردة ‪ 251‬دولرة مرا‬
‫عدا الوديات المت دة األمريكية وقد كان من أسباب الرفه تخصيص وا تكرار بعره‬

‫‪ - 1‬سن س مة ‪ ،‬خلير سرت في القانون الدولي ‪ ،‬مجلة الموقف العربي ‪ ،‬العدد ‪ ، 2897 ، 196‬ص ‪. 26‬‬
‫‪521‬‬
‫الشررركات األمريكيررة التنقيررب فرري أعررالي الب ررار ‪ ،‬ويلقرري هررذا القررانون مررن واجررب علررى‬
‫الشركات نقل التكنولوجيا إلى العالم الثالا وتشير المعاهدة إلى أن المياه اإلقليميرة تمترد‬
‫مسررا تها ‪ 21‬ميررل ب ررري ابتررداء مررن بعرردها الميرراه ادقتصررادية الترري تمتررد ‪ 111‬ميررل‬
‫ب ري(‪. )2‬‬
‫وهكذا كان الرفه األمريكي لهذه المعاهدة الذي ال دون توقيعهرا بمثابرة فيترو‬
‫علرررى رررق الررردول الناميرررة فررري التكرررور والسررريطرة علرررى مواردهرررا ال ريرررة واسرررتعمال‬
‫التكنولوجيا المتطورة من أجل ادستفادة من مواردها ‪ ،‬وعليه فان الوضرعية تجعرل مرن‬
‫أمريكا تعطي نفسها ال ق أن تقرر بصفة منفردة ما إذا كانرت هرذه المنطقرة الب ريرة أو‬
‫تلررك خاضررعة بصررفة قانونيررة لسرريادة مررا أو د(‪ )3‬وبررذلك تكررون أمريكررا قررد من ررت لنفسررها‬
‫صفة القاضي والشرطي العالمي وهذه الصفة التي ترفضها بعه الردوال الناميرة وفري‬
‫مقدمتها ليبيا ‪.‬‬
‫ويرى سين س مة " سبما جاء في م‪ 21‬من قانون الب رار ‪ 2891‬فران الميراه‬
‫الداخلية الليبية والتي تعد جرزء مرن إقلريم الدولرة تمترد ترى ‪ 12‬مري ب ريرا وفري خلرير‬
‫سرت يبدأ بعردها ‪ 21‬مري ب ريرا أخررى ميراه إقليميرة تخضرع لسريطرة والسريادة الليبيرة‬
‫يرة‬ ‫وفقا للمادة ‪ 41‬من اتفاقية األمم المت دة ‪ 2891‬و ‪ 21‬مي ب ريا أخرى منطقة م‬
‫‪/2‬م ‪ 44 .‬فقرة ‪ 21‬تالية دمتداد الب ر اإلقليمي مرن رق ليبيرا أن تمرارس عليهرا تردابير‬
‫رقابية لمنع خرق قوانينها الجمركية والمالية والصر ية المتعلقرة برالهجرة داخرل إقليمهرا‬
‫األرضررري أو فررري ب رهرررا اإلقليمررري والمعاقبرررة علرررى خررررق القررروانين والرررنظم السرررابقة‬
‫وباإلضافة لقانون الب ار ‪ 2891‬المواد من (‪ )65-57‬والتي تمتد إلى ‪ 111‬مي ب ري‬
‫مررن خطرروط األسرراس فرران ليبيررا د تمرراس ادعرراءات علررى خلررير سرررت ولكنهررا تمررارس‬
‫قوقها التي اقرها ونظمها القانون الدولي "(‪. )4‬‬

‫‪ - 1‬م مد المجدوب ‪ ،‬المواجهة الليبية األمريكية ‪ ،‬السفير اللبنانية ‪ ، 2897/6/11‬ص‪. 27‬‬


‫‪ - 2‬م مد سعيد الخطيب ‪ ،‬الوضع القانون للب ر اإلقليمي ‪ ،‬دار المعارف اإلسكندرية ‪ ،‬ط‪ ، 2892 ، 2‬ص ‪. 71‬‬
‫‪ - 3‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 71‬‬
‫‪ - 4‬سين س مة ‪ ،‬خلير سرت في القانون الدولي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 26‬‬
‫‪522‬‬
‫وعندما تعلن ليبيا أن مياهها اإلقليمية تصرل إلرى خرط ‪41‬ه و ‪ 41‬دقيقرة فران هرذا‬
‫ليس عم شراذا ويسرت ق العقراب هرو يتمشرى مرع العررف الردولي يرا أن معظرم دول‬
‫العالم أعطت لنفسرها ال رق فري توسريع مياههرا اإلقليميرة بمرا يتماشرى مرع ضررورة أمرن‬
‫الب د وس متها ومن أجل السيطرة على مواردها الب رية ‪ ،‬ويمكن أن نشير هنا إلرى "‬
‫أن الوديات المت دة قرد قرررت فري ‪ 2848/8/25‬أن يكرون ب رهرا اإلقليمري ‪ 111‬ميرل‬
‫ب جرة سر مة سروا لها وفري عرام ‪ 2867‬مردة مسرافة ب رهرا اإلقليمري الخاضرع لقضرراء‬
‫الصيد إلى ‪ 111‬ميل ب جة ماية صرياديها كرذلك ‪ ،‬قامرت بمرد مسرافة ب رهرا اإلقليمري‬
‫في فترة رب فرنسا مع الجزا ر قامت فرنسرا بت ديرد مياههرا اإلقليميرة عرام ‪ 2862‬برـ‬
‫‪ 21‬مرري ثررم فرري عررام ‪ 2867‬أصرردرت قررانون اعتبررر أن المنطقررة الب ريررة ادقتصررادية‬
‫الفرنسية تصرل إلرى ‪ 111‬مري اعتبرار مرن الميراه الداخليرة وكرذلك ال رال بالنسربة لردول‬
‫أمريكررا ال تينيررة الترري تصررل مياههررا اإلقليميررة إلررى ‪ 111‬ميررل ب ررري "(‪ )1‬وبهررذا السرررد‬
‫هدفنا إلى إيضاح أن ليبيا ليست و دها التري وسرعت مياههرا اإلقليميرة برل تشراركها فري‬
‫ذلك معظرم الردول فري العرالم الثالرا مدفوعرة فري ذلرك بمرا قررتره األمرم المت ردة وعلرى‬
‫رأسها الجمعية العامة ل‪،‬مم المت دة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬م مد المجدوب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 27‬‬


‫‪521‬‬
‫ويرى الليبيون أن لهم ال ق في رسرم مرا يسرميه الم رامون الردوليون خرط القلرق‬
‫بمد رأسي الخلير وبالتالي اعتبار الخلير جزءا مرن ميراههم الداخليرة ولريس ميراه أعرالي‬
‫الب ار أو تى مياه إقليمية " بموجب القانون الدولي تعامل المياه الداخلية وكلنهرا جرزء‬
‫د يتجزأ من األره تخضع بالكامل لسيادة الدولة السرا لية "(‪ )1‬ويسررى نفرس الشريء‬
‫على األجرواء فروق الميراه الداخليرة وهكرذا د تكرون هنراك رق ( المررور البررئ ) عبرر‬
‫المياه الداخلية وهذا بعكس الميراه اإلقليميرة يرا يعتررف القرانون الردولي ب رق المررور‬
‫(‪)2‬‬
‫غير أنه تى هذا ال ق األخير د يتضمن في مجاله قيرام األسرطول السرادس‬ ‫البريء‬
‫بمناورات أو عمليات اجتيراز برلي شركل بنيرة تهديرد أمرن أو اسرتق ل دولرة سرا لية كمرا‬
‫(‪)3‬‬
‫وي كرد الليبيرون والوديرات المت ردة تعتررف لهرم بهرذا أن لهرم‬ ‫دا مررارا ضرد ليبيرا‬
‫ال ق في ‪ 21‬مي كمياه إقليمية وعليه وفقا لر ية الليبيين فان األسطول السرادس يمكرن‬
‫أن يعرب فقط المياه في أعالي الب ار الواقعة في ‪ 21‬مي من خط القلق المرسوم عبر‬
‫خلررير سرررت(‪ . )4‬ولررن ي رردا قبررل العبررور البررريء أن يعمررد األسررطول األمريكرري إلررى‬
‫مناورات داخل هرذه الميراه اإلقليميرة د ي رق للطرا رات ال ربيرة األمريكيرة التوغرل فري‬
‫األجواء فروق هرذه الميراه اإلقليميرة ألي سربب كران كمرا أن منراورات القروات األمريكري‬
‫خار الخلير في أعالي الب ار في الميراه الدوليرة ‪ ،‬كمرا تعتررف بهرا ليبيرا هري األخررى‬
‫انتهرراك واضررح للمررادة ‪ 2-1‬مررن ميثرراق األمررم المت رردة ألن هررذه المنرراورات يمثررل تهديرردا‬
‫باسررتعمال القرروة ضررد رمررة األراضرري الليبيررة " خلررير سرررت كميرراه داخليررة " وضررد‬
‫استق لها السياسي " اإلطا ة بالقذافي "(‪. )5‬‬
‫ومن جانب خر ترى كومرة الوديرات المت ردة أن الليبيرين لريس لهرم ال رق فري‬
‫رسم خط قلق عند خلير سرت ألن ذلك ينتهك قواعد القلق المنصوص عليها في المرادة‬

‫‪ - 1‬استعمال القوة في وقت السلم ‪ ،‬الواشنطن بوست ‪. 2897/2/1 ،‬‬


‫‪ - 2‬اتفاقية المياه اإلقليمية والمجادت المجاورة ‪. 2859/2/18 ،‬‬
‫‪ " - 3‬بعد المرور بري ا د يتعاره مع س مة ونظام أمن الدولة السا لية ‪ ،‬مادة ‪ 22‬اتفاقية المياه اإلقليمية‬
‫والمجادت المجاورة ‪ ، 2859/2/18 ،‬انظر فرانسيس بويل ‪ ،‬مستقبل القانون الدولي ‪.‬‬
‫‪ - 4‬القصف األمريكي لليبيا ‪ ،‬الواشنطن بوست ‪. 2897/5/41 ،‬‬
‫‪ - 5‬فرانسيس بويل ‪ ،‬مستقبل القانون الدولي والسياسرة الخارجيرة األمريكيرة ‪ ،‬ترجمرة الناشرر ‪ ،‬ط‪ ، 2884 ، 2‬ص‬
‫‪. 179‬‬
‫‪524‬‬
‫‪ 6‬دتفاقية جنيف ‪ 2859‬ول الب رر اإلقليمري والمنطقرة المجراورة(‪ )1‬ولكرن لسروء رظ‬
‫اإلدارة اإلدارة األمريكيررة فرران ليبيررا لررم تكررن طرررف موقعررا علررى هررذه ادتفاقيررة بخ ر ف‬
‫اتفاقية جنيف الخاصة بلعالي الب ار لسرنة ‪ 2859‬فران ادتفاقيرة األولرى بهرا تردعي أنهرا‬
‫تقرر قانونا دوليا عرفيا ول هذا الموضو وباإلضرافة إلرى ذلرك فران المرادة ‪ 6-7‬مرن‬
‫اتفاقية الب ر اإلقليمي تستثني بوضوح الخلجان التاريخية من القواعد الخاصة بالقلق ‪.‬‬
‫وبناء على تفسرير الوديرات المت ردة للقرانون الردولي فران الميراه اإلقليميرة الليبيرة‬
‫تمتد ‪ 21‬مي تجاه الب ر ابتداء من ال افة السا لية خلير سرت وعليه فان بقيرة الخلرير‬
‫تدهل في أعالي الب ار يا يستطيع األسطول السادس أن يعبر ويناور في ايرة إشركال‬
‫من العمليات العسكرية كانت التري ترروق لره ‪ .‬وفري هرذه ال الرة فران أفره مرا تسرتطيع‬
‫الوديات المت دة قوله يال ادنتهاكات الواض ة للمادتين ‪ 2-1 ، 4-1‬هو اإلشارة إلرى‬
‫ذلك المبدأ العرفي فري القرانون الردولي " اسرتعمله أو افقرده " ولكرن ترى هرذه ال جرة د‬
‫تتضمن ق إرسرال األسرطول السرادس فري منراورات عدا يرة فري ادتجراه العرام ل قرول‬
‫النفط الليبية بدعوى أنها لن تقترب أكثر من ‪ 21‬مي كبعد السا ل ‪.‬‬
‫وكانت أولى خطوة اتخذتها إدارة ري ان لمجرد وصولها إلى السرلطة هري تبنري‬
‫خطة ترمري إلرى اإلطا رة بالقرذافي وكجرزء مرن تلرك الخطرة برادرت إلرى نقره سياسرة‬
‫إدارة كارتر في عردم إرسرال األسرطول السرادس إلرى خلرير سررت ب رره ادعترراه‬

‫‪ - 1‬تقول المادة في جملتها ‪:‬‬


‫‪ -i‬تتعلق هذه المادة فقط بالخلجان التي تملك سوا لها دولة وا دة فقط ‪.‬‬
‫‪ -ii‬ألغراه هذه المواد يعرف الخلير بلنه فجوة واض ة المعالم يكون توغله بنسبة معينة عرن اتسرا ث رهرا‬
‫ت صر مجاد معينة من المياه وتشكل أكثر من مجرد ان ناء في السا ل وأية فجوة سوف لن تعتبرر خلرير‬
‫إد إذا كانت مسا تها في جم أو أكبر جما من شبه الدا رة التي يكون قطرهرا خطرا مرسروما عبرر ث رر‬
‫تلك الفجوة ‪.‬‬
‫‪ -iii‬الفره والقياس تعرف مسا ة الفجوة بلنها تلك الواقعرة برين ع مرة الميراه المنخفضرة رول سرا ل فجروة‬
‫والخط الذي يربط بين ع مات المياه المنخفضة لنقاط عردها الطبيعري ‪ ،‬و يرا يكرون وجرود الجرزر سرببا‬
‫في أكثر من ث ر المختلفة واجزر داخل الفجوة تعبر وكلنها جزء من مجادت مياه تلك الفجوة ‪.‬‬
‫‪ -iv‬إذا لم تتجاوز المسافة بين ع قات المياه المنخفضة لنقاط المردخل الطبيعري للخلرير أربعرة وعشررون مري‬
‫فمن الممكن رسم خط قلق بين ع متي المياه المنخفضة هذه وتعتبر المياه داخل ذلك مياها الداخلية ‪.‬‬
‫‪ -v‬وعندما تتجاوز المسافة المذكورة أربعة وعشرون مي يتم رسم خط مستقيم رول ‪ 12‬مري داخرل الخلرير‬
‫بشكل ي دي إلى ا تواء دا من المسا ة الما ية الممكنة عن طريق خط بذلك الطول ‪.‬‬
‫‪ -vi‬البنود السابقة د تنطبق على ما يسمى بالخلجان التاريخية ‪.‬‬
‫‪522‬‬
‫بقوة على ادعاء ليبيا بلن الخلرير ميراه داخليرة(‪ )1‬وكرذلك بردأت إدارة ري ران فري فبرايرر‬
‫‪ 2892‬تخطرط لمنرراورات ل‪،‬سررطول السرادس فرري ررين تلرك السررنة هررذه المررة عنررد خررط‬
‫‪41.41‬ه الرررذي أسرررماه القرررذافي خرررط المررروت(‪ )2‬وقرررد عبرررر أ رررد المسررر ولين فررري اإلدارة‬
‫األمريكية أن ري ان قرر اختراق الخلير ألن مبدأ الب ار المفتو ة مهم وألننا أردنرا أن‬
‫نقره أنف القذافي(‪. )3‬‬
‫وبخصوص ت ديد خط خلير سرت ف بد من اإلشرارة إلرى أن كومرة الوديرات‬
‫المت رردة نفسررها ت ررتفظ بمجررال دفررا جرروي ررول رردودها تمتررد فرري بعرره األ يرران إلررى‬
‫(‪)4‬‬
‫يررا يررتم اعتررراه أي طررا رة مجهولررة الهويررة بواسررطة‬ ‫‪ 411‬ميررل مررن شررواط ها‬
‫الطررا رات ال ربيررة األمريكيررة وإجبارهررا علررى الخرررو مررن المنطقررة وبنرراء علررى هررذه‬
‫السسابقة فان ال كومرة األمريكيرة كران عليهرا أن تمتنرع عرن إنكرار نفرس ال رق لليبيرا أن‬
‫تفعل الشيء نفسه في مجال الدفا عن قول نفطها من خطر التدمير الماثل وعلى كل‬
‫ال فان الوديات المت دة تدعي هذا ال ق على أسراس األمرن القرومي علرى الررغم مرن‬
‫بنود اتفاقية شيكاغو التي تمنع ذلك(‪. )5‬‬
‫ومهما كانت ال يثيات القانونية لنزا خلير سرت فان القانون الدولي بكل تلكيرد‬
‫د يوفر أي مبرر إلدارة ري ان بلن ترسل باستمرار األسطول السادس مرن أجرل إثرارة‬
‫مواجهررة عسرركرية بقصررد معلررن وهررو اإلطا ررة بالقررذافي و جررة اإلدارة األمريكيررة بلنهررا‬
‫مضطرة إلى غرسال األسطول السادس تبرهن علرى أنهرا د تعتررف بردعوى ليبيرا هري‬
‫جررة واهيررة تمامررا " وت ررت معررايير القررانون الرردولي المعاصررر كرران ذلررك تلكيررد كافيررا‬
‫(‪)6‬‬
‫تفاظ بلية قوق قد تكون ل كومة الوديات المت ردة بخصروص اسرتعمال الخلرير‬ ‫ل‬

‫‪ - 1‬في مفاوضات مع ليبيا وافقت إدارة كارتر على أن التدريبات األمريكية الب رية والجوية لن تدخل إلى منطقة‬
‫خلير سرت ‪ ،‬ليبيا وال رب والمواجهة ‪ ،‬الواشنطن بوست ‪. 2897/9/11‬‬
‫‪ - 2‬نيوزويك ‪. 2892/9/42‬‬
‫‪ - 3‬لماذا أطلق ري ان طا راته على أخطر رجل في العالم ‪ ،‬هنري تايمز ‪. 2892/9/14‬‬
‫‪ - 4‬رفه مقتر ات القذافي من جانب الوديات المت دة ‪ ،‬نيوزويك تايمز ‪. 2897/2/1‬‬
‫‪ - 5‬فرانسيس بويل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 166‬‬
‫‪ - 6‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 178‬‬
‫‪525‬‬
‫ولكن الوديات المت دة بررت مناوراتها العسكرية اعتماد على مبدأ تقليدي مزعوم فري‬
‫القانون الدولي والمعبر عنه شعبيا بعبارة " استعمله أو افقده "(‪. )1‬‬
‫ية أو معنى لهذا المبدأ المزعوم قبل نشر ميثاق األمم المت دة‬ ‫غير أن أي ص‬
‫سرررنة ‪ 2825‬لرررم تعرررد صرررال ة لتبريرررر اسرررتعمال القررروة العسررركرية العدوانيرررة وادنتهررراك‬
‫الصريح للمادتين ‪ 2-1 ، 4-1‬من الميثاق ‪ ،‬ولكرن الوديرات المت ردة لرم تكرن تمثرل هرذه‬
‫الف ات القانونية واعتمدت باستمرار وبمكر على ذلك المبدأ السابق للميثراق لرتفه شري ا‬
‫من ال رمة القانونية واد ترام على سياستها دسته ك الررأي العرام الم لري األمريكري‬
‫والمادة ‪ 44‬من ميثاق األمم المت دة ت كد القاعدة األساسية في القانون الدولي التي تفيرد‬
‫" بلن األطراف في أي نزا ي تمل فيه تعريه الس م واألمن الردوليين لخطرر ينب ري‬
‫أود أن تستفيد كل الطرق السلمية للوصول إلى رل(‪ )2‬وقرد رفضرت اإلدارة األمريكيرة‬
‫بتعمد كل عروه القذافي بشلن ال ل السلمي ل‪،‬زمرة المسرتمرة برين الوديرات المت ردة‬
‫وليبيا ول خلير ست وكذلك دعمها المزعوم لإلرهاب(‪. )3‬‬
‫وهكذا فانه يمكن القول وبتلكيرد جرازم أن الطبيعرة السياسرية للعمرل الرذي أقردمت‬
‫عليه الوديات المت دة األمريكية في معاركهرا فري خلرير سررت فري عرام ‪2897-2892‬‬
‫له دور مركرزي وجروهري فري ترلجير الخر ف ‪ ،‬كمرا أنره يمكرن أن نشرير إلرى األهميرة‬
‫ادستراتيجية وادقتصادية للخلير بالنسبة إلى ليبيا وغيرها من الدول ‪.‬‬
‫وخ صررة القررول إن كررل عمررل أقرردمت عليرره أمريكررا لضرررب ليبيررا ب جررة مايررة‬
‫ة الب رية هو عمل عدواني د يستند إلى أي مبرر في القانون الردولي برل يسرتمد‬ ‫الم‬
‫أسسرره مررن عقليررة رجررل الشرررطة الرردولي الررذي ينررزل العقوبررة علررى كررل مررن يخررر عررن‬
‫طاعته وأن ق ليبيا فري السريطرة علرى خلرير سررت هرو رق ي كرده القرانون والعررف‬
‫الدولي وت دي القذافي ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ديلى جورنال بوست ‪ ،‬الدفا عن النفس كمفتاح المشروعية في الهجوم على ليبيا ‪. 2897/2/27‬‬
‫‪ - 2‬فرانسيس بويل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 175‬‬
‫‪ - 3‬دعوة إلى التشدد خطة ري ان ‪ ،‬نيوزويك ‪ ، 2897/2/21‬ص ‪. 14‬‬
‫‪527‬‬
‫ثالثا ‪ :‬محاربة ما يسمى " اإلرهاب الليبي " ‪:‬‬
‫برردأت إدارة الررر يس ري رران م ترره ادنتخابيررة رافعررة شررعار مكاف ررة اإلرهرراب‬
‫الدولي وقد أشارت باصبع ادتهام إلى كونفدراليرة اإلرهراب الدوليرة فري قا مرة لرم تخلرو‬
‫منهرررا ليبيرررا ‪ .‬فقرررد عملرررت الم سسرررات األمريكيرررة مرررن البيرررت األبررريه إلرررى الخارجيرررة‬
‫والبنتررراغون وجماعرررات الضررر ط علرررى تمويررره الرررراي العرررام األمريكررري بالصررراق تهمرررة‬
‫اإلرهرراب بليبيررا ووصررف القررذافي بلنرره أخطررر رجررل فرري العررالم واإلرهررابي الجديررد وفرري‬
‫تلكيد على ما تكنه اإلدارة األمريكية قال ر يس الوزراء اإليطرالي األسربق كرراكس فري‬
‫رررديا لررره لصررر يفة ايجيرررت السررربانية " إن اإلدارة األمريكيرررة تصرررر علرررى أن جميرررع‬
‫الكوارا التي تعاني منها العالم ‪ -‬باستثناء الزدزل ‪ -‬خ ل السرنوات األخيررة يجرب أن‬
‫تت مل مس وليتها ليبيا "(‪. )1‬‬
‫وكانررت جررة اإلدارة األمريكيررة البراقررة هرري أن اإلرهرراب يشرركل قمررة الج ررود‬
‫ل قوق اإلنسان ولذلك وفي استنباط غريب د يتفق مرع المقردمات برررت تجديرد دعمهرا‬
‫العسررركري وادقتصرررادي ل‪،‬نظمرررة القهريرررة نرررذاك فررري األرجنترررين وجواتيمررراد وشررريلي‬
‫والفلبرررين(‪ )2‬وكرررذلك زعزعرررة العقيرررد القرررذافي فررري ليبيرررا إلرررى غيرررر ذلرررك مرررن المشررراريع‬
‫المنكرة(‪. )3‬‬
‫وقررد شررنت الوديررات المت رردة األمريكيررة ملررة ضررد ليبيررا والترري تزامنررت مررع‬
‫اإلع ن أن القذافي إرهابي من الدرجة األولى وهذه قضيته تست ق الدراسرة وادهتمرام‬
‫‪.‬‬
‫ففي ديسمبر ‪ 2892‬زعم المس ولون األمريكيون بشكل رسرمي أن فرقرة اغتيرال‬
‫ليبية قد دخلت الب د وهي ت مل تعليمات باغتيال الر يس ري ران وأفرراد عا لتره وربمرا‬

‫‪ - 1‬ياسين د شين ‪ ،‬تلثير النشر على عدالة الم اكمة لروكربي دراسرة الرة ‪ ،‬الب روا اإلع ميرة ‪ ،‬مركرز الب روا‬
‫والتوثيق اإلع مي ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬العدد العاشر ‪ ،‬السنة الخامسة ‪ ، 2887 ،‬ص ‪. 44‬‬
‫‪ - 2‬جيوكوبتر ‪ ،‬انق ب ري ان على قوق اإلنسان ‪ ،‬مجلة الش ون الدولية عره سالم صقر ‪ ،‬العدد ‪ ، 72‬سنة‬
‫‪ . 2897‬ص ‪. 77‬‬
‫‪ - 3‬هيرم ‪ ،‬الهدف القذافي ‪ ،‬نيويورك تايمز ‪ 11 ،‬فبراير ‪ ، 2896‬ص ‪. 26‬‬
‫‪526‬‬
‫أيضررا نا برره برروم ومرروظفي البيررت األبرريه الرسررميين وكررذلك مرروظفي وزارة الرردفا‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫األمريكية‬
‫ورغم أن هرذا اإلعر ن الرسرمي قرد فضر ته بسررعة وسرا ل اإلعر م األمريكيرة‬
‫نفسررها واعتبرترره ترردبيرا خادعررا د أسرراس لرره مررن الصر ة ‪ ،‬ومررن ذلررك مررا ذكرترره مجلررة‬
‫نيوزويك األمريكية في عددها الصادر في ‪ 2892/21/22‬عن " أن معلومات ال كومة‬
‫جاءت أص من مخبر لبنراني كران فري السرابق إرهابيرا وأنره اآلن ت رت سريطرة وكالرة‬
‫المخررابرات المركزيررة األمريكيررة "(‪ )2‬وقررد برردأت اإلدارة الري انيررة باسررتخدام القرروة ضررد‬
‫اإلرهرراب الرردولي وكرران ال ررره مررن وراء ذلررك واضر ا إذا كرران الهرردف مررن كررل تلررك‬
‫الفكرة العظيمة هو الت طية على سلسلة من الهجمات اإلرهابية ال م ردودة التري قامرت‬
‫وتقوم بها وكالة ادستخبارات األمريكية وبعه الوكادت السرية األمريكيرة األخررى ‪،‬‬
‫فوق اراضري أجنبيرة بهردف زعزعرة الع قرات الدوليرة ثرم ال راء التبعيرة بعرد ذلرك علرى‬
‫ركات الت رر فري م اولرة منهرا لعرره وتسرويق فكرتهرا الخاصرة عرن ال ررب ضرد‬
‫اإلرهاب الدولي فان إدارة ري ان قاومت شرعية القانون الردولي ومواثيقره فري م اولرة‬
‫منهرا لتقررديم مرا أسررمته " األشرركال القانونيرة للعنررف " وإدرا ذلررك فري الع قررات الدوليررة‬
‫كسررلوك ومعيررار وكانررت هررذه الم اولررة تهرردف هرري األخرررى إلررى تعترريم الررروابط الجيرردة‬
‫والع قات بين الدول(‪. )3‬‬
‫وقرد اقررر الررر يس ري ران بعررد ررادا مطرار فيينررا ورومررا أنره بينمررا تقررع مسر ولية‬
‫الهجومين على منظمرة أبرو نضرال إد أن " هر دء القتلرة لرم يكونروا ليقردروا علرى تنفيرذ‬
‫(‪)4‬‬
‫جرا مهم دون الم ذ والدعم الذي توفرهما لهرم أنظمرة مثرل نظرام القرذافي فري ليبيرا "‬
‫وقد اقترح السناتور هاورد متر بنادم في مقابلة تلفزيونيرة برلن الوديرات المت ردة ينب ري‬
‫أن تعطي اهتماما جادا لمشرو اغتيال القذافي(‪. )5‬‬

‫‪ - 1‬بلنشيكو وزاداتوت ‪ ،‬اإلرهاب والقانون الدولي ‪ ،‬ترجمة المبروك الصويعي ‪ ،‬الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع‬
‫واإلع ن ‪ ،‬مصراته ط‪ ، 2882 ، 2‬ص ‪. 219‬‬
‫‪ - 2‬مجلة نيوزويك ‪ ، 2892/1/22‬ص ‪. 11‬‬
‫‪ - 3‬بلشيكو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪ ، 2895/21/18 ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪ - 5‬تضليل العالم ول ليبيا ‪ ،‬الواشنطن بوست ‪ ، 2897/1/24 ،‬ص‪. 8‬‬
‫‪529‬‬
‫وكلن هذا السرناتور لرم يكرن يعررف أن إدارة ري ران قرد سربق وأن قرررت القيرام‬
‫بذلك بكل تلكيد(‪. )1‬‬
‫ويقول فرانسيس بويل أستاذ القانون الردولي فري جامعرة البنروى األمريكيرة " …‬
‫إن اإلطا ة بالقذافي د تساوي ياة جندي أمريكي وا رد فضر عرن األمرريكيين الرذين‬
‫فقدوا في غارة ‪ 2897‬وأنا أت دى أي عضو من أعضاء إدارة ري ان أن يقدم أية جة‬
‫منطقية ومقنعة تثبرت العكرس دون التربجح برلن لردى أمريكرا أمرر لهيرا بتردمير اإلرهراب‬
‫الدولي رغرم أنرف القرانون الردولي واسرتمرار إدارة ري ران فري سياسرتها العدوانيرة تجراه‬
‫ليبيررا دون رد مررن الشررعب األمريكرري كرران بسررهولة سرري ول خلررير سرررت ‪ 2897‬إلررى‬
‫شيء مماثل لخلير تونكين في فيتنام(‪. )2‬‬
‫واتبعت إدارة ري ان سياسة منفردة ضد اإلرهاب بشكل عرام مبنيرة علرى أسراس‬
‫التهديررد باسررتعمال القرروة العسرركرية للوديررات المت رردة واسررتعمالها فرري انتهرراك صررريح‬
‫(‪)3‬‬
‫يا تضمنت إجراءاتها المتصرلة بمجاريرة‬ ‫ومقصودة للمادة ‪ 2-1‬من األمم المت دة‬
‫اإلرهاب أعماد مثل ادنتقرام العسركري والهجمرات الوقا يرة وخطرف المشربكة فريهم مرن‬
‫اإلرهاب وخطرف الطرا رات فري المجرال الجروي الردولي وزعزعرة ال كومرات وإثرارة‬
‫ادنق بات العسكرية وادغتيرادت والقصرف العشروا ي لمراكرز تجمرع المردنيين وإ ردى‬
‫المفارقات ال ربية في إدارة ري ان تتجلى في ن وزير خارجيتهرا جرور شرولتنر كران‬
‫أكثر عبرقة من وزيرر الردفا واتيرغرر برل أن القليرل مرن ضربط الرنفس الرذي أظهرتره‬
‫إدارة ري رران يررال النزعررة غيررر المشررروعة للتهديررد باسررتعمال القرروة أو اسررتعماد جرراء‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ .‬فكرران كلمررا فشررل شررولتتر فرري ت قيررق أهررداف فرري السياسررة‬ ‫عمومررا مررن النرراب ون‬
‫الخارجية عن طريق الدبلوماسية كان يرجع إلى الردعوة إلرى التهديرد والقروة المسرل ة‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬


‫‪ - 2‬فرانسيس بويل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 156‬‬
‫‪- 3‬اتفاقية األمم المت دة ‪ ،‬مادة (‪ : )1‬يمتنع كل األعضاء في ع قاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو‬
‫استعمالها ضد رمة أراضي أي دولة أو أي است لها السياسي أو باشكال د تنسجم مع مقاصد األمم المت دة ‪.‬‬
‫‪- 4‬فرانسيس ريل‪ ،‬مستقبل القانون الدولى والسياسة الخارجية األديكرى ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.242‬‬
‫‪528‬‬
‫األمريكية سواء فى لبنران أو الخلرير العربري أو فري أمريكرا الوسرطى أو فري ليبيرا عنرد‬
‫مكاف ة اإلرهاب الدولي(‪. )1‬‬
‫ومستمر فرانسيس بويل أن ما يسمى مذهب شرولتتر عمليرا هرو ان إدارة ري ران‬
‫(‪)2‬‬
‫يجرب ان ت رارب اإلرهراب الليبري عرن طريرق اإلرهراب المعتراد الممرول مرن أمريكررا‬
‫وخررر ل فتررررة كمررره ري ررران أقمرررت الوديرررات المت ررردة إرهابيرررة فررري إدراتهرررا للسياسرررة‬
‫الخارجيررة فالمستشررار القررانوني الثرراني والقاضرري ادت ررادي فرري كومررة ري رران ابراهررام‬
‫سوفير ت ظى المثال النموذجي لم اولة تقليد إدارة ري ران لإلرهراب الردولي يرا قرال‬
‫في كلمة له أقام الم تمر الجمعية األمريكية للقانون الردولي والمتخصصرة فري الم كمرة‬
‫الدولية في ‪ 21‬أبريل ‪2897‬ف‪ ،‬تمثل قررار ري ران لقصرف طررابلس وبن رازي ‪ .‬يرا‬
‫أبرردي القاضرري كررل مررا فرري وسررعه لتبريررر بدعرره مت رقررة فرري نظريررة القررانون الرردولي‬
‫وتطبيقها في الع قات الدوليرة مفادهرا " أن ال كومرة الوديرات المت ردة تملرك قرا أليهرا‬
‫فري اللجروء إلرى اسرتعمال القروة العسركرية فري الرة الردفا عرن الرنفس كمرا تعرفره هري‬
‫نفسرررها بصرررورة انفراديرررة"(‪ )3‬وقرررد عملرررت األجهرررزة األمريكيرررة علرررى أن تضرررع خررر ف‬
‫وارتباك بشلن ت ديد مفهوم اإلرهاب ‪ ،‬فمن الواضح أن القذافي يساند ركات الت رير‬
‫فرري بلرردان العررالم الثالررا ضررد األنظمررة ادسررتبدادية المرش ر ة ‪ ،‬أو ضررد أنظمررة أخرررى‬
‫متعاطفة مع ال رب " استعداد القذافي لتشجيع ودعرم ركرات الت ررر كران ينطروي فري‬
‫ذاته على العنف واإلرهاب فمن الطبيعي أن ت قق نسبة اإلرهاب باستعمال القوة ضرده‬
‫يا ي جم عن تصدير الثورة إلرى الخرار (‪ )4‬وكانرت األسرل ة الروسرية التري صرلت‬
‫عليها ليبيا دافعا خرر لجعرل القرذافي هردفا أمريكيرا ر يسريا وخاصرة بعرد أن صرنف بلنره‬
‫على رأس الكونفدرالية اإلرهابية فاتبعت سياسة التشرهير بره وبسياسرته دسرتخدام القروة‬

‫‪- 1‬كمثال على ذلك ا شولتتر الوديات المت دة من أجل تكاليف األرهاب نيويو‪ ،‬تاغ ير ‪2897/2/24‬م‪.‬‬
‫‪ - 2‬فرانيم بويل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.246‬‬
‫‪ - 3‬منشورات الجمعية األمريكية للقانون الدولي ‪ ،‬شاكير ال كم الذاتي على الدفا النفسي واتخاذ قرار بقصف ليبيا‬
‫‪ ،‬العدد ‪ ، 91‬السنة ‪ ، 2897‬ص ‪. 118‬‬
‫‪ - 4‬بوب دوروارد ‪ ،‬ال جاب ال رب السرية لوكالة المخابرات المركزية ‪ ،‬ترجمة الناشر دار بن زراند ناشيول ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬ط‪ ، 2881 ، 4‬ص ‪. 286‬‬
‫‪511‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وفي رسالة وجهها ري ان إلى الكون رس قال فيها " إن ليبيا ي بزعامرة القرذافي‬ ‫ضده‬
‫تشرركل خطرررا علررى المصررالح األمريكيررة وذلررك بسرربب السياسررة الترري تتبعهررا ضرردنا‬
‫ووقوفها في وجه الت ركات والطرو ات التي نبادر بهرا ‪ ،‬إنهرا تردعم اإلرهراب الردولي‬
‫وتشكل خطرا على العالم "(‪. )2‬‬
‫وعقررب ال ررارة األمريكيررة علررى ليبيررا ادعررت الوديررات المت رردة عبررر تصررري ات‬
‫البيرررت األبررريه وزارتررري الخارجيرررة والررردفا اتهامرررات بهرررذا العمرررل بررردعوى م اربرررة‬
‫اإلرهاب الليبي وهذه ليسرت أول مررة ترتهم فيهرا اإلدارة األمريكيرة با تضرانها ودعمهرا‬
‫لإلرهرراب الرردولي فقررد قامررت أمريكررا ب ملررة إع ميررة واسررعة النطرراق مسررخرة لررذلك كررل‬
‫وسا ل اإلع م التي تخضع لها من أجل تشويه صورة القذافي وليبيا وقد ابتدأت ال ملة‬
‫مع نهاية النصف األول من السربعينات يرا أصرب ت اإلدارة األمريكيرة " تعررب عرن‬
‫قلقهررا المتزايررد باقتنرراء ليبيررا الس ر ح "(‪ )3‬ثررم تطررورت هررذه ال ملررة اإلع ميررة فرري اتجرراه‬
‫التصعيد إلى أن بلغ التوتر ذروته في أعقراب مرا أطلعره عليره عمليتري رومرا وفيينرا فقرد‬
‫تعرضت مكاتب شركة العال اإلسرا يلية في ديسمبر ‪ 2895‬إلى هجومرات مسرل ة مرن‬
‫قبل مجهولين وسارعت الوديات المت دة في اتهام ليبيا بالقيام بهذه األعمرال أو وقوفهرا‬
‫وراءها وكذلك األمرر بالنسربة إلرى انفجرار ملهرى بررلين ال ربيرة(‪ 84‬فقرد كانرت الوديرات‬
‫المت رردة تسررتبق تررى الت قيقررات أو التشرراور مررع ليفاتهررا مررن البلرردان الترري تقررع فيهررا‬
‫ادنفجارات والعمليات لتعلن للعالم أن ليبيا تقرف وراء هرذه العمليرات برالرغم مرن النفري‬
‫الليبي وكذلك عدم تلكيد أجهزة المخابرات ال ربية من تورط ليبيا في هذه العمليات ‪.‬‬

‫‪ - 1‬نظام شرابي ‪ ،‬أمريكا والعرب ‪ ،‬رياه ر يس المكتب والنشر ‪ ،‬لندن ‪ ،‬ط‪ ، 2882 ، 2‬ص‪. 77‬‬
‫‪ - 2‬عماد يوسف ‪ ،‬أروى الصباك ‪ ،‬مستقبل السياسات الدولية في الشرق األوسط ‪ ،‬مركز دراسات الشررق األوسرط‬
‫‪ ،‬دراسة (‪ ، )26‬عمان ط‪ ، 2887 ، 2‬ص ‪. 412‬‬
‫‪ - 3‬فرانسرريس بويررل ‪ ،‬مسررتقبل القررانون الرردولي والسياسررة ال كوميررة األمريكيررة ‪ ،‬ترجمررة الناشررر ‪ ،‬مركررز دراسررات‬
‫المعالم اإلس مية ‪ ،‬سلسلة الدراسات القانونية ‪ ،‬ط‪ ، 2884 ، 2‬ص ‪. 112‬‬
‫‪ - 4‬نيويورك األمريكية ‪ ، 2897/2/15‬ص ‪. 41‬‬
‫‪512‬‬
‫وهكذا يف إطار سياسة التشويه قامت اخلارجية األمريكية وبضع تقرير حول‬

‫ليبيا حتت حكم القذايف جيعل القارئ هلذا التقرير من الوهلة األوىل يعترب‬

‫أن أي عمل عنيف يف العامل مسؤول عليه ليبيا حيث تقول املذكرة يف‬

‫صفحتها األوىل " إن نظرته [ أي القذايف ] تنطلق من مبدأ ودوافع‬

‫لتزويد األنظمة املتطرفة باملواد العسكرية واملساعدات املالية إىل جانب تطويق‬

‫احلكومات املعتدلة عن طريق تدعيم أو خلق مجاعات هدامة وحتريض‬

‫اإلرهابيني "(‪ )1‬ثم تضيف املذكرة " إن اقرتاحات القذايف السياسية‬

‫واالقتصادية والتموين واالعتداء العسكري مستمرة دون حتفظ " ويف‬

‫نفس املذكرة حتت عنوان التورط اللييب يف اإلرهاب تقول املذكرة " دأب‬

‫القذايف على استخدام اإلرهاب كأحد الوسائل الرئيسية يف جمال السياسة‬

‫اخلارجية ويدعم مجاعات متطرفة بكل الوسائل اإلرهابية … وتشري املذكرة إىل‬

‫هتديد ليبيا لألنظمة العربية املعتدلة كذلك وصف السياسة الليبية يف أفريقيا بأهنا‬

‫إرهابية ‪ ،‬وحتت عنوان االرتباط الليبية باملتطرفني يف الشرق األوسط‬

‫اعتربت املذكرة " إن الدعم اللييب الثابت للجماعات الفلسطينية املتطرفة يف‬

‫‪ - 1‬يبدو أن معد التقرير تجاهل الدور األمريكي في دعرم العصرابات المناهضرة للثروار فري العرالم وسياسرة ادغتيرال‬
‫وادنق بات وإد فما أعد هذا التقرير بهذه الروح العدا ية ‪ ،‬انظر الواشنطن بوست ‪. 2895/9/15‬‬
‫‪511‬‬
‫ازدياد ‪ ،‬كذلك حتاول إلصاق بعض التهم الناجتة عن بعض األعمال الدموية دون‬

‫أن تقدم دليل منطقي على اهتام ليبيا مثل اختطاف الطائرة املصرية ونقلها‬

‫إىل مالطا(‪. )1‬‬

‫واحلقيقة أن هذه الوضعية أي حال ليبيا وأمريكا تعكس بوضوح اختالف‬

‫وتباين اآلراء حول قضية مهمة وجوهرية تأثر على العالقات الدولية وهي ما‬

‫أطلق عليه مشكل اإلرهاب ومدى اختالفه مع الكفاح الشرعي والعادل الذي‬

‫ختوضه الشعوب املناضلة ضد االستعمار وامليز العنصري فإذا كانت نظرة أمريكا‬

‫إىل ليبيا بأهنا هتدف إىل زعزعة االستقرار وتدعيم األعمال اإلرهابية اليت تقوم‬

‫هبا جمموعات مسلحة فإن ليبيا هلا نظرة أخرى هي التمييز بني ما هول‬

‫عمل إرهابي يقوم به بعض األفراد بدون دوافع شرعية وبني األعمال‬

‫العنيفة اليت تقوم هبا مجاعات مسلحة من أجل حتقيق قضية وسوف نشري‬

‫بشيء من التفصيل إىل هذه اجلزئية يف اختالف النظرة إىل مشكل‬

‫اإلرهاب بني الدول الغربية ودول العامل الثالث يف اجلزء القادم ‪.‬‬

‫ويف كلمة القذايف بعد الغارة قال " إن ريغان يتبجح بكل وقاحة‬

‫أنه أصدر أوامر بقتل أطفال القذايف وقتل أطفال الليبيني مبعنى أنه عليه التهمة‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست األمريكية ‪. 2895/9/15 ،‬‬


‫‪514‬‬
‫أنه األوامر لقوات نظامية بقتل األطفال واهلجوم على املنازل ‪ ،‬حنن مل نصدر األوامر‬

‫لقتل أي إنسان ولن نصدر أوامر بقتل إنسان لكن حنرض على‬

‫الثورة والتحريض على الثورة وقيام الثورة الشعبية يف مجيع أحناء العامل " … ويضيف‬

‫القذايف … " إن مسئوليتنا عن الثورة ال يستطيعون أثناءها عنها‬

‫وحنن مسؤولني عن القتال وأي عملية يف املاضي أما‬

‫العملية الفردية مسؤول عنها صاحبها لكن الثورة عندما حتدث حنن‬

‫مسؤولني عنها حنن حرفنا على الثورة يف السودان ومل نتنصل‬

‫من هذه املسؤولية أمام العامل وأمام أمريكا "(‪. )1‬‬

‫إن الواليات املتحدة مل تكن حتارب اإلرهاب استنادا إىل مقياسية‬

‫يف اعتداءها على ليبيا ألهنا ضربت األبرياء ثم إهنا بعملها هذا مل ختدم قضية احلرية‬

‫بل إهنا هدفت إىل إسكات صوت ثائر من العامل الثالث ‪ ،‬هذا الصوت املعارض‬

‫ألمريكا واملطالب حبقه يف العيش بكرامة ويف اختيار النهج السياسي‬

‫الذي يرغبه ثم إن الواليات املتحدة بعملها هذا أحدثت وعبأ كبري ليس فقط‬

‫بالنسبة لليبيني بل لكل الشعوب اليت ختتلف معها يف قضايا سياسية وهي‬

‫‪ - 1‬كلمة األخ قا د الثورة بعد ال ارة مباشرة في ميدان السا ة الخضراء طرابلس ‪ ، 2895/2/27‬المجلد ‪، 27‬‬
‫مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 991‬‬
‫‪512‬‬
‫أخريا قامت بعمل بشع مرفوض يف كل القوانني واألعراف الدولية وكذلك عمل‬

‫منبوذ من قبل اإلنسانية اليت ترفض استخدام العنف ضد األبرياء ثم إنه أخريا إذا‬

‫كان العمل الذي أقدمت عليه أمريكا بدعوى حماربة اإلرهاب فإن ذلك‬

‫ال يتم باستخدام القوة ألن استخدام اإلرهاب ال ينتج عنه إال املزيد من العنف‬

‫الذي يستقي مشروعيته من حقه يف رد العدوان وبالتايل‬

‫فإن اإلرهاب خيلق املزيد من اإلرهاب ويساهم يف تعقيد هذه املشكلة وإمنا‬

‫حل مشكلة اإلرهاب تتم بالتعاون الدويل والبحث العميق يف أسباب هذه‬

‫الظاهرة ودواعيها ومربراهتا ‪.‬‬

‫‪515‬‬
‫رابعا حق الواليات املتحدة األمريكية يف الدفاع عن النفس ‪:‬‬

‫هذا اخلالف قانوني حق الدفاع عن النفس فهل الغارة األمريكية على‬

‫ليبيا يف ‪ 2897‬كان دفاعا عن النفس أم عمل إرهابي ؟‬

‫كما هو معلوم فإن سياسي البيت األبيض األمريكي ادعوا عقب‬

‫الغارة على ليبيا أهنم قاموا بعمل وقائي مشروع دفاعا عن النفس‬

‫مرتكزين يف ذلك على نص املادة (‪ )52‬من ميثاق األمم املتحدة‬

‫واليت تقول " ليس يف هذا امليثاق ما يضعف أو ينقص احلق الطبيعي للدول‬

‫فرادى أو مجاعات يف الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على‬

‫أحد أعضاء األمم املتحدة وذلك إىل أن يتخذ جملس األمن التدابري الالزمة‬

‫حلفظ السلم واألمن الدويل والتدابري اليت اختذهتا األعضاء استعماال حلق‬

‫الدفاع عن النفس تبلغ إىل اجمللس فورا وال تؤثر تلك التدابري بأي حال حتما‬

‫للمجلس مبقتضى سلطته ومسئوليته املستمدة من أحكام هذا امليثاق من‬

‫احلق يف أن يتخذ يف أي وقت املستمدة حلق ما يرى ضرورة الختاذه‬

‫من األعمال حلفظ السالم واألمن الدوليني"(‪. )1‬‬

‫‪ - 1‬نص المادة (‪ )52‬من ميثاق األمم المت دة ‪.‬‬


‫‪517‬‬
‫نرى أنه قبل اخلوض مباشرة يف تكيف الغارة العسكرية على ليبيا‬

‫وإخضاعه لنص املادة (‪ )52‬والتأكد هل هو فعال دفاعا مشروع عن النفس أم هو عمل‬

‫من أعمال العدوان ؟ سوف نلقي نظرة موجزة عن مبدأ حتريم اللجوء‬

‫إىل القوة وكذلك االستنفادات الواردة عليه وصوال إىل دعوى الدفاع عن‬

‫النفس ‪.‬‬

‫فخالفا لعصبة األمم اليت مل حترم استعمال القوة حترميا قاطعا بل قامت فقط باحلد‬

‫من هذا االستعمال إال بعد اتباع إجراءات معينة وهذا كان ميثاق عصبة األمم‬

‫يشري إىل ضرورة اللجوء إىل التحكيم أو القضاء وال جيوز للدول املتنازعة استخدام‬

‫القوة إال بعد انقضاء فرتة زمنية حمددة بثالثة أشهر على قرار التحكيم وبعد فشل مجيع‬

‫هذه املساعي السلمية ميكن للدول اللجوء إىل القوة " ‪.‬‬
‫(‪)*( )1‬‬

‫وعلى الرغم من هذه النظرة القانونية اليت متثل نقضا قانونيا كبريا إال‬

‫أن ميثاق عصبة األمم يأتي يف سياق تطور تدرجيي عرفه مبدأ حتريم‬

‫اللجوء إىل القوة ابتداء بفكرة احلرب العادلة مرورا باتفاقية الهاي عام ‪ 2816‬ثم‬

‫اتفاقية باريس لنبذ احلرب سنة ‪. )2(2899‬‬

‫‪ - 1‬ا ميرردة الزليطنرري ‪ ،‬منظومررة األمررم المت رردة ‪ ،‬الرردار الجماهيريررة للنشررر والتوزيررع واإلعر ن ‪ ،‬طرررابلس ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2897‬ص ‪. 55‬‬
‫* ‪ -‬انظر ميثاق عصبة األمم المادة ‪. 21‬‬
‫‪ - 2‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 69‬‬
‫‪516‬‬
‫وتتوجيا هلذا التطور التارخيي قامت هيئة األمم املتحدة على مبادئ‬

‫ومرتكزات إساسية أمهها ما جاء يف الفصل األول من امليثاق حتت عنوان‬

‫مقاصد اهليئة ومبادئها وحتديدا املادة الثانية الفقرة الرابعة بعد أن نصت املادة الثالثة‬

‫على ضرورة فض املنازعات بني أعضاء اهليئة بالطرق السلمية تأتي الفقرة‬

‫الرابعة لتحرم استعمال القوة يف العالقات الدولية وتقول الفقرة من املادة الثانية "‬

‫ميتنع أعضاء اهليئة مجيعا يف عالقاهتم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو‬

‫استخدامها ضد سالمة األراضي أو االستغالل السياسي ألية دولة أو على‬

‫وجه آخر ال يتفق مع مقاصد األمم املتحدة "(‪. )1‬‬

‫ومن هنا جند أن هذه املادة تضع حدا ملختلف النقاشات اليت تثار‬

‫حول مشروعية استخدام القوة يف العالقات الدولية كذلك فهي مل حترم استعمال‬

‫القوة فقط لكنها منعت على اجملموعة الدولية حتى جمرد التهديد باستخدام القوة‬

‫يف العالقات بني الدول ‪ ،‬لكن هذا املنع ال يعين التحريم النهائي‬

‫والكامل الستخدام القوة بل جند يف ميثاق األمم املتحدة بعض االستثناءات وهي‬

‫حمددة على سبيل احلصر ‪:‬‬

‫‪ - 1‬انظر نص ميثاق األمم المت دة الفصل األول المادة الثالثة والرابعة ‪.‬‬
‫‪519‬‬
‫‪ -2‬تدابري حفظ األمن يف فرتة االنتقال ‪ ،‬وهو عمل مقصود به أو موجه ضد‬

‫الدول املعادية للدولة املوقعة على امليثاق والدول هي أملانيا ‪ ،‬النمسا ‪،‬‬

‫إيطاليا ‪ ،‬بلغاريا ‪ ،‬اليابان ‪ ،‬رومانيا ‪ ،‬اجملرد ‪ ،‬فنلندا ‪ ،‬وتقول املادة ‪216‬‬

‫من ميثاق األمم املتحدة " ليس يف هذا امليثاق ما يبطل أو مينع أي عمل‬

‫إزاء دولة كانت يف إثناء احلرب العاملية الثانية معادية إلحدى الدول املوقعة‬

‫على هذا امليثاق إذا كان هذا العمل قد اختذ أو رخص به نتيجة لتلك‬

‫احلرب من قبل احلكومات املسؤولة عن القيام هبذا العمل "(‪. )1‬‬

‫وميكن القول أن هذا االستثناء أصبح ساقط بعدم االستعمال وكذلك‬

‫باعتبار أن مجيع الدول املشار إليها أعاله هي اآلن أ‘ضاء يف‬

‫هيئة األمم املتحدة وهذا االستثناء أجيز تربيره يف فرتة احلرب اليت كانت‬

‫سائدة وهو مؤقت وغري دائم ومنهي اآلن ‪.‬‬

‫‪ -1‬حق جملس األمن يف استخدام القوة ‪ ،‬وذلك إذا كان هناك هتديد‬

‫للسلم واألمن الدوليني باعتبار أن جملس األمن هو السلطة‬

‫العاملية املخولة استخدام القوة واللجوء إىل أعمال القهر من أجل احلفاظ‬

‫على السلم واألمن الدوليني وغري ذلك يف الفصل السابع من‬

‫‪ - 1‬انظر ميثاق األمم المت دة ‪ ،‬المادة ‪ 216‬منه ‪.‬‬


‫‪518‬‬
‫ميثاق األمم املتحدة املادة ‪ 21 ، 22‬فاملادة ‪ 22‬من الفصل السابع تقول "‬

‫جمللس األمن أن يقرر ما جيب اختاذه من التدابري اليت ال تطلب‬

‫استخدام القوات املسلحة لتنفيذ قراراته وله أن يطلب إىل األعضاء [ األمم‬

‫املتحدة ] تطبيق هذه التدابري وجيوز أن يكون من بينها وقف‬

‫الصالت االقتصادية واملواصالت وقفا جزئيا أو كليا وقطع العالقات الدبلوماسية‬

‫"(‪ )1‬ثم تأتي املادة ‪ 21‬فتقول " إذا رأى جملس األمن أن‬

‫التدابري املنصوص عليها يف املادة ‪ 22‬ال تفي بالغرض أو ثبت أهنا مل تف به‬

‫جاز أن يتخذ بطريقة القوات اجلوية والبحرية والربية من األعمال ما يلزم‬

‫حلفظ األمن والسلم الدويل أو إلعادته إىل وجيوز أن نتناول هذه‬

‫األعمال واملظاهرات واحلصار والعمليات األخرى بطريق القوات اجلوية‬

‫والبحري والربية التابعة ألعضاء األمم املتحدة "(‪ . )2‬وهكذا يكون جملس‬

‫األمن قد كلف مبهمة خطرية هي حفظ السلم واألمن الدوليني‬

‫ومنح يف سبيل حتقيق ذلك احلق يف اختاذ التدابري املالئمة اليت يراها‬

‫مناسبة ومن بينها استخدام اإلكراه واإلجبار باستعمال القوة وهذه التدابري قد‬

‫‪ - 1‬انظر الفصل السابع من ميثاق األمم المت دة ‪ ،‬المادة ‪. 22‬‬


‫‪ - 2‬انظر أيضا الفصل السابع من ميثاق األمم المت دة المادة ‪. 21‬‬
‫‪541‬‬
‫تعهد ألعضاء بتوقيعهم على امليثاق بقبوهلا ويضعون من أجل ما ذلك‬

‫ما يلزم من القوات حتت تصرف جملس األمن ‪ ،‬وعلى الرغم من‬

‫هذا احلق فإن جملس األمن مل ينجح يف استخدام هذا احلق إال نادرا‬

‫ذلك بفعل التعصب الذي تنتهجه بعض الدول الدائمة العضوية يف جملس‬

‫األمن وكذلك اللجوء إىل حق النقض " الفيتو " األمر الذي أدى‬

‫إىل توسيع أهلية اجلمعية العامة وذلك مبمارسة مهام جملس األمن يف‬

‫حالة هتديد السلم واألمن الدويل إذا ما عجز اجمللس عن القيام مبهامه‬

‫نتيجة لألسباب املبينة أعاله وذلك استنادا إىل ما يعرف بتوصية اجلمعية العامة‬

‫توصية احتاد من أجل السالم(‪. )1‬‬

‫‪ -4‬التنظيمات والوكاالت اإلقليمية وهي ما جاء يف املادة ‪ 51‬و ‪ 54‬حيث‬

‫تقول املادة (‪" )51‬ليس يف هذا امليثاق ما حيول دون قيام تنظيمات أو‬

‫وكاالت إقليمية تعاجل من األمور املتعلقة حبفظ السلم واألمن الدويل ما‬

‫يكون العمل اإلقليمي صاحلا فيها ومناسبا مادامت هذه لتنظيمات أو‬

‫الوكاالت اإلقليمية ونشاطها متالئمة مع مقاصد األمم املتحدة ومبادئها "(‪ . )2‬وتقول‬

‫‪ - 1‬م مد الشافعي م مد بشير ‪ ،‬المنظمات الدولية دراسات قانونية سياسية ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫‪ ، 2862‬ص ‪. 95‬‬
‫‪ - 2‬انظر ميثاق األمم المت دة نص المادة ‪. 51‬‬
‫‪542‬‬
‫املادة (‪ " )54‬يستخدم جملس األمن تلك التنظيمات والوكاالت اإلقليمية‬

‫يف إكمال القمع … اخل "(‪ )1‬وهكذا فإنه بإمكان جملس األمن أن‬

‫يستخدم هذه املنظمات والوكاالت اإلقليمية للقيام بأعمال القمع وتكون هذه‬

‫التنظيمات يف مثل هذه األحوال خاضعة جمللس األمن وحتت تصرفه ‪،‬‬

‫وميكن أن تباشر هذه املنظمات أعمال القمع بنفسها شرط أن‬

‫يكون ذلك بإذن من اجمللس كما تقول املادة (‪ … " )54‬أما‬

‫التنظيمات والوكاالت نفسها فإنه ال جيوز مبقتضاها أو على يدها القيام بأي‬
‫(‪.)2‬‬
‫عمل من أعمال القمع بغري إذن اجمللس … اخل "‬

‫وإذا كنا قد عددنا االستثناءات فإن هتدف أوال إىل الوصول إىل أمهها‬

‫وهو حق الدفاع الشرعي وما يعرف بالدفاع عن النفس املستند أساسا إىل‬

‫نص املادة (‪ )52‬من امليثاق ولكن ملاذا هو أهم االستثناءات ؟ ‪.‬‬

‫فهو كذلك ألن كل االستثناءات السابقة منها ما أصبح األن غري صاحل‬

‫لالستعمال ومنها ما هو صعب االستعمال أو ال يستخدم إال نادرا بفعل الظروف السياسية ‪،‬‬

‫‪ - 1‬انظر ميثاق األمم المت دة نص المادة ‪. 54‬‬


‫‪ - 2‬عبد الس م صالح عرفة ‪ ،‬التنظيم الدولي ‪ ،‬منشورات الجامعة المفتو ة ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪، 2881 ، 2‬ص‪.217‬‬
‫‪541‬‬
‫غري أن ما يسمى حبق الدفاع عن النفس على ما يبدو اآلن هو‬

‫املربر األكثر استعماال يف احلروب ‪.‬‬

‫ويقول د‪ .‬سعد الرجراجي " لقد استعملت هذه املادة [ أي املادة ‪] 52‬‬

‫مرات متعددة منذ احلرب العاملية الثانية فقد بررت الواليات املتحدة عملها يف فيتنام‬

‫من سنة ‪ 2864-2872‬تركيزا على هذه املادة وكذلك بالنسبة للتدخل‬

‫األمريكي يف لبنان ‪ 2859‬ويف اجملر ‪ 2857‬ويف‬

‫تشيكوسلوفاكيا ‪ 2879‬من طرف االحتاد السوفييت " ويضيف " … ميكننا‬

‫أن نعترب أن مبدأ الدفاع عن النفس ميثل يف العالقات الدولية املعاصرة‬

‫األساس األول للجوء إىل القوة فكل استعمال للقوة ميكن أن تكون له‬

‫دوافع وتربيرات دفاعية وكل عدوان ميكن أن يعرض على الرأي‬

‫العاملي يف صفة دفاع عن النفس ضد عدوان سابق "(‪. )1‬‬

‫ولكن وجد الباحث نفسه ملزما بضرورة عرض اإلدعاء األمريكي يف‬

‫عدواهنا على ليبيا وقياسه على منضدة القانون الدويل ملعرفة مدى‬

‫صحة هذا اإلدعاء ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬سعيد الرجراجي ‪ ،‬القانون الدولي ‪ ،‬دار اآلفاق ‪ ،‬الم رب ‪ ،‬ط‪ ، 2898 ، 2‬ص ‪. 41‬‬
‫‪544‬‬
‫ففي بادئ األمر جيب اإلشارة إىل أن القانون الدويل‬

‫وحتديدا ميثاق األمم املتحدة حيرم استعمال القوة يف العالقات الدولية وهو ما تنص‬

‫عليه املادة الثانية الفقرة الرابعة من امليثاق ‪ ،‬ثم إن ميثاق األمم املتحدة حدد‬

‫الوسائل السلمية الكفيلة حبل املنازعات الدولية بطرق عديدة وذلك كله من أجل‬

‫جتنب احملظور وهو استعمال القوة ضد دولة صغرية مدفوعة يف ذلك برغبة اهليمنة‬

‫والسيطرة ‪ ،‬أما عن حق الدفاع الشرعي فإنه وحتى ال يهدر هذا احلق "‬

‫إن جل رجال القانون الدويل فسروا هذا احلق تفسريا ضيقا وقصد فيه‬

‫على رد العدوان املسلح دون األعمال الوقائية اليت مل يسبقها‬

‫عدوان مسلح واشرتطوا ليكون هذا احلق مشروعا الشروط التالية ‪:‬‬

‫‪ -2‬جيب أن يكون هناك هجوم مسلح سابق على الدولة اليت‬

‫تدعي أهنا متارس حق الدفاع باعتبارها ضحية العدوان ‪ ،‬حيث جاء‬

‫يف نص املادة (‪ )52‬من امليثاق " … ليس يف هذا امليثاق ما يضعف‬

‫أو ينقض احلق الطبيعي للدول فرادى أو مجاعات يف الدفاع عن‬

‫أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على إحدى أعضاء األمم املتحدة … اخل "‬

‫إذ تشرتط اعتداء قوة مسلحة هو أساس حق الدفاع الشرعي باعتبار أن‬

‫هذا األخري هو لردع العدوان وهذا الشرط غري متوفر بالنسبة حلالة قيام‬
‫‪542‬‬
‫الواليات املتحدة بالعدوان جوا وحبرا على ليبيا حيث أن ليبيا مل‬

‫تكن قد باشرت بإرسال قوات جوية أو حبرية أو برية إىل الواليات املتحدة‬

‫لالعتداء عليها واملقصود هنا هو ما عرب عنه صالح إبراهيم " قد عرف فريق‬

‫من رجال القانون االعتداء املسلح الذي تنص عليه م‪ 52/‬بأنه عبور‬

‫القوات املسلحة احلدود الدولية يف صورة بينة وبأعداد ضخمة مع املثابرة‬

‫على ذلك "(‪ )1‬هذا ما مل حيدث من اجلانب اللييب ‪.‬‬

‫‪ -1‬وقوع أعمال الدفاع الشرعي فور حدوث العدوان وذلك ملنع‬

‫العدوان من الوصول إىل غاياته وحتقيق أهدافه أي قبل أن‬

‫تنتهي األعمال العسكرية العدوانية وإذا ما انتهت هذه األخرية فإن هذا‬

‫املربر يصبح الغيا ألن كل عمل تقوم به الدولة بعد ذلك هو من قبل‬

‫االنتقام اليت مينعها القانون الدويل(‪ . )2‬وإذا كانت الواليات املتحدة‬

‫ادعت أن كل ما قامت به من أعمال عسكرية ضد ليبيا هدفها الدفاع‬

‫الشرعي الوقائي فإن هذا املفهوم ال جيد أساس له يف القانون‬

‫الدويل العام " ألن أسبقية االعتداء املسلح يف الزمان على‬

‫‪ - 1‬ص ح إبراهيم ‪ ،‬المواجهة األمريكية الليبية فوق خلير سرت ‪ ،‬السياسة الدولية ‪ ،‬اإلهرام ‪ ،‬العدد ‪ ، 95‬يوليو‬
‫‪ ، 2897‬ص ‪. 27‬‬
‫‪ - 2‬د‪ .‬امد سلطان ‪ ،‬عا شة راتب ‪ ،‬ص ح الدين بن عامر ن القانون الدولي العام ن دار العلرم للم يرين ‪ ،‬بيرروت‬
‫‪ ،‬ط‪ ، 2896 ، 2‬ص‪. 15‬‬
‫‪545‬‬
‫أعمال الدفاع هي الشرط األول من شروط ذلك االستناد الوارد على‬

‫قاعدة عدم استخدام القوة "(‪ . )1‬وذلك حتى ال يصبح كل استعمال للقوة مربره‬

‫الدفاع النفسي ‪ ،‬وتكون مبادرة جملس األمن هي العنصر‬

‫األساسي يف ردع العدوان وليس للدولة إال أن تقوم‬

‫بالتصدي للعدوان إىل حني اختاذ جملس األمن التدابري‬

‫الالزمة لوقف العدوان ويكون عمل الدولة يف هذه احلالة عمال مؤقتا‬

‫وعامل مساعد ملا يتخذه جملس األمن من تدابري ‪ ،‬وذلك باعتبار أن‬

‫الدفاع الشرعي " ضرورة آنية ال تنتج وفقا للرتوي وال جماال الختيار‬

‫الوسائل "(‪ )2‬وتؤكد على ذلك املادة (‪ )52‬من ميثاق األمم املتحدة‬

‫واليت تقول أن " … وذلك إىل أن يتخذ جملس األمن‬

‫التدابري الالزمة حلفظ السلم واألمن الدويل … اخل ‪.‬‬

‫والواليات املتحدة األمريكية مل خترب جملس األمن مبا تنوي عمله من‬

‫أعمال عسكرية لردع عدوانا ما باعتبار أن هذا العدوان قائم ‪.‬‬

‫وبالتايل كيف للواليات املتحدة األمريكية أن ترد عدوانا غري قائم ؟‬

‫‪ - 1‬عبد القادر القادري ‪ ،‬القانون الدولي العام ‪ ،‬دار اآلفاق ن الرباط ‪ ،‬ط‪ ، 2884 ، 2‬ص ‪. 421‬‬
‫‪ - 2‬عبد القادر القادري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 422‬‬
‫‪547‬‬
‫إمنا هي اكتفت مبا تدعيه وتروج له من احتمال قيام اعتداءات على‬

‫مصاحلها وهذا األخري ادعاء سياسي وغري مسؤوال من القانون الدويل‬

‫وتنفيه ليبيا ‪ ،‬وعلى العموم وكما أشرنا سابقا على ط ما يسمى بالعمل‬

‫الوقائي فإن التهديد باستعمال القوة ال يعطي مربرا باستخدامها من‬

‫طرف اآلخر باعتباره يرد عدوانا حمتمل الوقوع وإذا كان التهديد باستخدام القوة‬

‫يعطي شرعية للطرف املتعرض للتهديد حق اللجوء إىل جملس األمن‬

‫ولكن ال يعطيه حق استعمال احلقوق لغرض الدفاع عن النفس "(‪. )1‬‬

‫وجتدر اإلشارة هنا أن عدد يوم ‪ 11‬يناير ‪ 2897‬من جملة نيوزويك قد‬

‫محل رواية مفادها " إن مساعد مستشار األمن القومي جون بونيد‬

‫كسيد صرح بأن إدارة ريغان كانت تعد لعمل عسكري ضد القذايف‬

‫وستقوم به حاملا يتم العثور على دليل وذريعة "(‪ )2‬وقد حاول ريغان نفسه تربير‬

‫عملية القصف يف ‪ 22‬أبريل ‪ 2897‬على أساس الدفاع الشرعي عن‬

‫النفس املعرتف به يف مادة ‪ 52‬من ميثاق األمم املتحدة(‪ )3‬ويف املؤمتر‬

‫الصحفي استشهد وزير اخلارجية شولتز أيضا حبق الدفاع عن النفس(‪ )4‬وقد‬

‫‪ - 1‬مصطفى عبد هللا خشيم ‪ ،‬قضايا وأزمات دولية ‪ ،‬الجامعة المفتو ة ن طرابلس ‪ ،‬ط‪ ، 2881 ، 2‬ص ‪. 61‬‬
‫‪ - 2‬دعوة إلى التشدد ‪ ،‬خطة ري ان ن نيوزويك ‪ 11 ،‬يناير ‪ ، 2897‬ص‪. 17-11‬‬
‫‪ - 3‬نص خطاب الر يس ري ان إلى األمة ‪ 22‬أبريل ‪. 2897‬‬
‫‪ - 4‬م تمر ص في اشترك فيه وزير الخارجية ووزير الدفا ‪ ، 2897/2/22‬نيوزويك تايمز ‪ ،‬ص ‪. 8‬‬
‫‪546‬‬
‫كان ذلك تأويال خاطئا ملبدأ الدفاع عن النفس كما تعرتف به حكومة الواليات‬

‫املتحدة نفسها " فاالنتقام ال يعترب دفاعا عن النفس "(‪ )1‬ومع ذلك فإن قصف‬

‫أهداف ليبية وصف بشكل واضح بأنه انتقام لتفجري ملهى برلني يف ‪ 5‬أبريل‬
‫(‪)2‬‬

‫والتربير املزعوم مبوجب املادة ‪ 52‬من ميثاق األمم املتحدة مل يكن سوى‬

‫مراوغة قانونية استغلتها احلكومة األمريكية ولكن هذه املرة لالستهالك احمللي‬

‫يف بريطانيا وليس يف أمريكا فقد كشفت صحيفة نيويورك تاميز " أن‬

‫مسئويل إدارة ريغان خططوا للغارة ثم سعوا بعد ذلك فقط لالستهالك ‪.‬‬

‫ويف بداية عام ‪ 2897‬سئلت تاتشر عما إذا كان االنتقام العسكري‬

‫ضد ليبيا مقبوال لديها فأجابت بالنفي على أساس أن ذلك ميثل انتهاك‬

‫للقانون الدويل(‪ )3‬وحبلول ‪ 25‬أبريل شعرت تاتشر أهنا حتتاج على األقل إىل‬

‫بعض املربرات القانونية املعقولة من جانب الواليات املتحدة حتى ميكنها شرح‬

‫الرتاجع الواضح يف رأيها السابق واملعلن والصحيح حول عدم مشروعية االنتقام‬

‫العسكري وكأفضل ما ميكن أن يستنبط هو أن احلكومة األمريكية قد‬

‫أيدت بريطانيا يف حرب الفوكاالتال ‪ /‬مالفيناس ولذلك فهي تتوقع من تتاشر رد‬

‫‪ - 1‬انظر نشرة وزارة الخارجية يونيو ‪. 2897‬‬


‫‪ - 2‬نيوزويك تايمز ‪. 2897/9/12‬‬
‫‪ - 3‬نيويورك تايمز ‪ ، 2897/2/27‬ص ‪. 24‬‬
‫‪549‬‬
‫اجلميل بإعطائها اإلذن باستعمال قواعد احللف األطلسي يف بريطانيا بغرض‬

‫قصف ليبيا ‪.‬‬

‫" وقد كان لدى تاتشر حتفظات جدية حول حكمة هذا النوع من‬

‫العمل ومربراهتا عارضة بقوة القصف إىل أن طلب منها الرئيس ريغان‬

‫شخصيا تأييده يف العمل العسكري الذي كانت احلكومة الريغانية مصممة‬

‫عليه‪. )11‬‬

‫أضف إىل ذلك أن جلنة العالقات اخلارجية يف جملس الشيو‬

‫األمريكي كانت يف ذلك الوقت تدرس مقرتحا خاص مبلف معاهدة تسليم‬

‫اجملرمني بني الواليات املتحدة وبريطانيا يلغى بأثر رجعي استثناء‬

‫املعاهدة الراهنة حلاالت اجلرائم السياسية وكانت تاتشر تريد بإحلاح تسليم أعضاء اجليش‬

‫اجلمهوري األيرلندي الذين فروا إىل الواليات املتحدة(‪ )2‬غري أن تربير‬

‫الغارة بأهنا دفاعا عن النفس خلقت أزمة سياسية خطرية ملارجريت تاتشر وقد كافأة‬

‫اإلدارة األمريكية تاتشر باملوافقة على ملحق املعاهدة(‪. )3‬‬

‫‪ - 1‬صنداي تل راف ‪ ، 2897/5/41‬ص ‪. 22‬‬


‫‪ - 2‬اتفاقية مكملة لتبادل المجرمين بين الوديات المت دة والمملكة المت دة ‪ ،‬تاتشر تنفرذ سياسرة الرعرب األمريكيرة ‪،‬‬
‫نيويورك تايمز ‪ 2897/4/19‬ن ص‪. 4‬‬
‫‪ - 3‬وافق مجلس الشيوخ على المعاهدة بـ ‪ 96‬صوت ضد ‪ 211‬بعد ال ارة على ليبيا بث ا أشهر فقط ‪.‬‬
‫‪548‬‬
‫إذا افرتضنا جدال أن ليبيا كانت مسؤولة عن تفجري ملهى برلني‬

‫" والذي أثبتت التحقيقات بعد ذلك براءهتا منه " وأن الواليات املتحدة مل‬

‫يكن لديها نوايا مسبقة لتدمري القذايف حتت أية ذرائع وبأية وسائل " وبدون‬

‫شك فقد كانت لديها هذه النوايا " فتحت هذه الظروف احملدودة وغري املوجودة بكون‬

‫الدمار الذي حل بطرابلس وبنغازي واقعا حتت ما يسميه أساتذة القانون‬

‫الدويل " باألعمال الثارئة االنتقامية يف أوقات السلم "(‪ )1‬وتأسيسا على كل ما‬

‫تقدم فإن الواليات املتحدة ختالف ما أشارت إليه املادة (‪ )52‬حيث أهنا تعاونت مع‬

‫بريطانيا يف العدوان على طرابلس وبنغازي تعرضته للعدوان جملس‬

‫األمن مبا تتخذه أو تنوي أن تتخذه من تدابري وأكثر من ذلك‬

‫واستخفافا من الواليات املتحدة بالقانون الدويل وأيضا باجملموعة الدولية‬

‫قامت الواليات املتحدة بالغارة على ليبيا اثناء اجتماع جملس األمن للنظر يف‬

‫التصعيد األخري يف املتوسط واملتعلق بالتوتر اللييب األمريكي وهبذا‬

‫التزامن تكون اإلدارة األمريكية قد أخلت مببادئ امليثاق اليت تعهدت‬

‫باحرتامه باعتبارها أحد أعضاء األمم املتحدة واملتعلق باللجوء إىل الطرق‬

‫السلمية لفض املنازعات بني الدول ‪.‬‬

‫‪ - 1‬فرانسيس بويل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 126‬‬


‫‪521‬‬
‫وهكذا فإننا نرى أنه ال يوجد أي سند للواليات املتحدة األمريكية يف‬

‫القانون الدويل يؤكد حقها يف الدفاع الشرعي وكذلك فإنه من املؤكد‬

‫وفقا للمواثيق واألعراف الدولية خبالف مفهوم العمليات الوقائية وكذلك فإن سلوك‬

‫اإلدارة األمريكية العدواني ال جيد أي مربر يف نص املادة (‪ )52‬من‬

‫امليثاق بل هو يقع خمالف لكل ما تتضمنه هذه املادة من حيث أن عمل الدولة هو‬

‫عمل مؤقت لردع العدوان وأن جملس األمن يف األصل مشمول بردع‬

‫العدوان وكذلك ضرورة تبليغ جملس األمن مبا اختذته الدولة املعتدى عليها‬

‫من تدابري لصد العدوان وكذلك الشرط األساسي الذي يتطلب قيام قوة‬

‫مسلحة بأعمال العدوان على دولة أخرى ‪.‬‬

‫ويف النهاية ميكن أن نقول أنه إذا كانت فكرة احلرب العادلة اليت‬

‫كانت سائدة منذ القدم قد انتهت وأصبحت غري مشروعة يف تربير قيام احلروب‬

‫بني الدول باعتبار أن كل من الطرفني املتحاربني يعترب أن‬

‫احلرب مشروعة بالنسبة له فإن األمر كذلك بالنسبة حلالة الدفاع عن النفس إذ‬

‫كثريا ما يرى املتطرفني املعتدى واملعتدي عليه أنه يف حالة دفاع‬

‫شرعي بل كثري ما يسمع العامل صوت املعتدي فقط نظرا ملا هلذا األخري من‬

‫الوسائل واإلمكانيات اليت متكنه من ترويج الدعائه الباطل ‪.‬‬


‫‪522‬‬
‫رابعا ‪ :‬أزمة األسلحة الكيماوية " مصنع الرابطة " ‪:‬‬

‫بدأت مرحلة التهديد هلذه األزمة خالل شهر سبتمرب ‪ 2899‬واستمرت إىل‬

‫حوايل منتصف ديسمرب ‪ 2899‬وفيها بدأت اإلدارة األمريكية باستخدام أدوات‬

‫الضغط االتصالية والتصاعد هبا شيئا فشيئا فسربت معلومات لالحتاد السوفييت‬

‫وحلفائها الغربيني " بأن ليبيا تبين مصنعا لألسلحة الكيميائية ووجهت‬

‫واشنطن اهتاماهتا إىل أملانيا الغربية واليابان بتقديم العون إىل ليبيا‬

‫يف بناء املصنع "(‪ )1‬وأخذت أجهزة املخابرات األمريكية والبنتاغون ووكالة‬

‫االستعالمات األمريكية متطر املؤسسات الصحفية يف الواليات املتحدة والعامل مبعلومات‬

‫وتقارير عن " أكرب مصنع لألسلحة الكيميائية يف العامل " وعن هتديد ذلك‬

‫لألمن القومي األمريكي وأمن إسرائيل !! وأمن الدول‬

‫األوروبية والدول العربية واألفريقية اجملاورة لليبيا(‪ )2‬ويف خطاب ألقاه مدير وكالة‬

‫املخابرات املركزية األمريكية ‪ CIA‬أمام جملس الشئون العاملية يف الواليات املتحدة‬

‫قال " أن ليبيا يف صدد بناء أكرب مصنع لألسلحة الكيميائية يف الشرق‬

‫األوسط وأفصح عن خماوف اإلدارة األمريكية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ص يفة السفير اللبنانية ‪. 2899/8/26‬‬


‫‪ - 2‬مجلة الكفاح العربي ‪ ، 2898/2/1‬ص ‪. 11‬‬
‫‪521‬‬
‫‪؈‬اتي وصلت إىل حد املواجهة‬
‫ويف مرحلة تصعيد أزمة مصنع الرابطة‬

‫اجلوية احملدودة ولكن إدارة ريغان استمرت يف تزويد اهتاماهتا ويف ‪12‬‬

‫ديسمرب ‪ 2899‬اختذ ريغان خطوة تصعيدية أخرى عندما أعلن أن‬

‫الواليات املتحدة تدرس إمك‪ ؈촧‬القيام بعمل عسكري ضد ليبيا لوقف تطوير مصنع‬

‫األسلحة الكيميائية وتصادف هذا اليوم مع سقوط طائرة ركاب أمريكية تابعة لشركة‬

‫بان أمريكان فوق لوكربي ورغم عدم توجيه االهتام وقتها مباشرة على‬

‫ليبيا بشأن احلادث إال أن الشبهات اليت روجت هلا أجهزة اإلعالم الغربية مل‬

‫تستثنها ولذلك فقد اعترب املراقبون أن حادث لوكربي يزيد من احتمال‬

‫قيام الواليات املتحدة بعمل عسكري ضد ليبيا وركز ريغان على استخدام‬

‫أدوات الضغط التصعيدية عندما ذكر يف مقابلة مع شبكة ‪ ABC‬التلفزيونية األمريكية "‬

‫إن واشنطن تقوم مبشاورات مع حلفائها الغربيني حول احتمال القيام بعمل‬

‫عسكري ضد منشآت ليبية نعتقد أهنا تصمم مصنعا لألسلحة الكيميائية "(‪ )1‬ويف‬

‫اليوم التايل قال املتحدث باسم البيت األبيض مارلني فيتز ووتر " إن‬

‫الواليات املتحدة قلقة جدا بشأن بناء ليبيا ملصنع قادر على إنتاج كميات هائلة‬

‫من األسلحة الكيميائية وأضاف أن ريغان كان واضح عندما أشار‬

‫‪ - 1‬السفير اللبناني ‪. 2899/21/14‬‬


‫‪524‬‬
‫إىل احتمال اللجوء إىل عمل عسكري ملنع ليبيا من استخدام هذا‬

‫املصنع ليس مستبعدا "(‪ )1‬ومل تنف وزارة الدفاع األمريكية احتمال القيام بعمل عسكري‬

‫ضد ليبيا بل أكدت أن اإلدارة األمريكية ط مصممة على القيام بكل ما يف‬

‫وسعها لتضمن عدم توفر معدات واملواد الضرورية لدى احلكومة الليبية لتطوير‬

‫قدرات تصنيع األسلحة الكيميائية "(‪ )2‬ومل يستبعد ( دان هوارد ) املتحدث باسم‬

‫وزارة الدفاع األمريكية شن هجوم على املصنع اللييب(‪ )3‬كما سربت اإلدارة‬

‫األمريكية معلومات مفادها " أن لدى واشنطن اخلطط اجلاهزة لتدمري املصنع‬

‫وتلقني طرابلس درسا "‪ )41‬وتطور األمر إىل أن انتقلت اإلدارة األمريكية‬

‫يف استخدامها ألدوات الضغط اإلكراهية إىل اختذا إجراءات مادية ذات‬

‫مضمون اتصايل فأعلنت عن مغادرة حاملة الطائرات األمريكية روزفلت يوم‬

‫‪ 2899/21/41‬إىل البحر املتوسط كما أمر ريغان بتجديد فرض العقوبات‬

‫االقتصادية على ليبيا وكرر اهتاماته بأهنا تواصل استخدام ومساندة اإلرهاب‬

‫الدويل وقال " إن هذه األعمال تشكل هتديدا لألمن القومي‬

‫األمريكي واملصاحل احليوية للسياسة اخلارجية للواليات املتحدة "(‪ )5‬وحدث مواجهة‬

‫‪ - 1‬السفير اللبناني ‪. 2899/21/12‬‬


‫‪ - 2‬السفير اللبناني ‪. 2899/21/16‬‬
‫‪ - 3‬السفير اللبناني ‪. 2898/2/22‬‬
‫‪ - 4‬ال وادا ‪ ، 2898/2/24‬ص ‪. 19‬‬
‫‪ - 5‬األسبو العربي ‪ ، 2898/2/1‬ص ‪. 8‬‬
‫‪522‬‬
‫حمدودة يف ‪ 2898/2/2‬وكان هذا االنزالق يف املواجهة بني الطائرات‬

‫الليبية واألمريكية ليس خمطط له ‪ ،‬ويف مكان غري مناسب ويف وقت مل يوضع‬

‫يف احلساب وقد سارع الطرف األمريكي إىل نفي صلة احلادث باحلملة‬

‫املثار ضد مصنع الرابطة وقد وصف املتحدث الرمسي باسم اخلارجية األمريكية ما‬

‫حدث بأنه " حادث مؤسف بل إن اإلدارة األمريكية اعتربت أن ملف احلادث قد‬

‫أغلق " وقد عملت ليبيا عن طريق جملس األمن إىل جلسة طارئة وقد طالب‬

‫مشروع القرار بأن توقف الواليات املتحدة مناوراهتا العسكرية يف مواجهة الساحل‬

‫اللييب من أجل اإلسهام يف ختفيف حدة التوتر يف املنطقة غري أن‬


‫(‪)1‬‬
‫أمريكا وفرنسا وبريطانيا استخدموا حق الفيتو ملنع مترير القرار يوم ‪2898/2/22‬‬

‫ودالئل هذه تصرحيات البيت األبيض تشري إىل أن الطرف األمريكي عمل‬
‫(*)‬
‫جاهدا بعد احلادث على هتدئة الرأي العام الذي بدأ يتفاعل مع املوقف‬

‫وعلى تربير األجواء قبل بداية انعقاد مؤمتر باريس حتى تستمد اخلطة‬

‫األمريكية يف الطريق املرسوم هلا ‪.‬‬

‫‪ - 1‬نيوزويك ‪ ، 2898/2/27‬ص ‪. 8‬‬


‫* ‪ -‬تشير الدد ل أن إدارة الر يس ري ان أخرذت تفقرد سريطرتها علرى مجريرات األمرور تردريجيا لصرالح إدارة بروم‬
‫وقررد لعررب الزعمرراء الجمهرروريين فرري الكررون رس دور فاجررل إلدارة ري رران لصررالح إدارة برروم وعملرروا علررى مرمرررة‬
‫ادندفا الذي كان باديا على تصرفات ري ان منذ بداية أزمة الرابطة ‪ ،‬وهرذا األمرر لريس هينرا إنمرا يردل علرى الرة‬
‫استخفاف بالمجتمع الدولي ويبدو أن ري ان غلبه عدا ه الشخصي للقذافي وم اولة اقتناص أزمة الرابطرة كم رامرة‬
‫أخيرة ‪.‬‬
‫‪525‬‬
‫ويف ظل هذه الظاهرة الدبلوماسية بدأ مؤمتر باريس أعماله ‪ ،‬وكذلك بدأ جملس‬

‫األمن الدويل مداوالته ‪ ،‬وحتول امليزان الدوليان أيضا إىل‬

‫ساحتني إلدانة الواليات املتحدة والتنديد باستفزازاهتا وقبل أن تنتهي‬

‫اجتماعات مؤمتر باريس أو مداوالت جملس األمن كانت الواليات املتحدة قد بدأت‬

‫عملية الرتاجع … وسرعان ما أتت الضغوط الدبلوماسية مبردودها فأعقبها سلسلة‬

‫من اخلطوات أدت إىل هتدئة املوقف وقد بدأها القذايف يوم ‪2898/2/6‬‬

‫بتوجيه دعوة إىل الرئيس املنتخب بوش إلجراء حمادثات مباشرة بشأن النزاعات‬

‫اليت تشوب العالقات وكرر القذايف رغبة بالده يف االشرتاك يف مجيع‬

‫مفاوضات نزع السالح وأهنا حتبذ تفتيش مجيع مصانع األسلحة شريطة أن تقبل مجيع‬

‫الدول هذه الشروط نفسها مبا يف ذلك الواليات املتحدة وإسرائيل ورفض أن تعامل‬

‫ليبيا بشكل خمتلف(‪ )1‬ويف يوم ‪ 2898/2/9‬صرح مسؤول كبري يف اإلدارة‬

‫األمريكية لصحيفة الواشنطن بوست بأن الرئيس ريغان قرر " أن القيام‬

‫بعمل عسكري ضد معمل الرابطة سيؤدي إىل حدوث محلة هياج دويل‬

‫تضر باملصاحل العريضة للواليات املتحدة "(‪ )2‬ويف ‪ 2898/2/21‬أعلن مندوب‬

‫‪ - 1‬السفير اللبناني ‪. 2898/2/8‬‬


‫‪ - 2‬الوشانطن بوست ‪. 2898/2/24‬‬
‫‪527‬‬
‫ليبيا لدى األمم املتحدة عبد السالم الرتيكي أن املناورات األمريكية يف‬

‫املتوسط تشكل حتديا سافرا وتثري القلق ومل ميضي وقت حتى أعلنت مصادر‬

‫البنتاغون على قرارها بإلغاء املناورات يف املتوسط قرب شواطئ‬

‫ليبيا وقد صرح وزير اخلارجية األمريكي نفسه بأن " ليبيا مل ختالف أي‬

‫قانون من جراء إنتاج األسلحة الكيميائية بل إن تاريخ سياسة القذايف‬

‫اخلارجية يثري بشدة القلق واملخاوف واالهتمامات لدينا "(‪. )1‬‬

‫ويف ‪ 2898/2/21‬نشرت صحيفة بواس ايه توداى حديثا للقذايف‬

‫ذكر فيه " إنه يتوقع عالقات أفضل مع إدارة الرئيس بوش "(‪ )2‬وهكذا تبادل الطرفان‬

‫اللييب – األمريكي وسائل التعايش التوفيقي مع استخدام وسائل الضغط‬

‫يف بعض األحيان إال أن اجتاه الطرفني كان يسري حنو التهدئة وهو‬

‫األمر الذي حتقق بانسحاب األسطول األمريكي ومل متض ايام حتى بدأ عهد‬

‫جديد يف الواليات املتحدة يتوىل جورج بوش مقاليد احلكم وبذلك انطوت صفحة‬

‫ريغان وأزمته اليت أثارها يف األيام األخرية من عهد خمالفا كل األعراف‬

‫الرئاسية اليت متت يف هناية فرتة الواليات بشيء من اهلدوء ‪.‬‬

‫‪ - 1‬اسرار التراجع األمريكي ‪ ،‬الكفاح العربي ‪ ، 2898/2/27‬ص ‪. 11‬‬


‫‪ - 2‬بواس ايه توداي ‪. 2898/2/27 ،‬‬
‫‪526‬‬
‫وهكذا وبعد أن استعرضنا خمتلف االدعاءات " األزمات " األمريكية ابتداء‬

‫من املوقف اللييب من قضية األمة العربية والغارة األمريكية إىل الدفاع‬

‫عن النفس اليت أتثبتنا فيما سبق بطالن تنفيذها لعدم احتواء العمل‬

‫العدواني الذي أقدمة عليه أمريكا ألي شرط من شروط الدفاع‬

‫عن النفس املبينة يف ميثاق األمم املتحدة ‪ ،‬مرورا بدعوى املالحة البحرية‬

‫وقضية خط املوت ‪ ،‬والذي أثبت بالدليل القاطع والربهان الذي ال يقبل الشك‬

‫حق ليبيا يف السيادة على مياهها اإلقليمية وصوال إىل دعوى حماربة‬

‫اإلرهاب اللييب هذا االدعاء الذي مل تستطيع الواليات املتحدة بأجهزهتا العلنية‬

‫والسرية وتعاوهنا مع أجهزة حلفائها الغربيني أن تقدم للعامل دليل على أن‬

‫ليبيا تقف وراء العمليات اإلرهابية اليت تقع يف مناطق متفرقة من العامل ‪،‬‬

‫وعندما تصل إىل دحض هذه االدعاءات فإننا نصل إىل نتيجة جوهرية هامة وهو‬

‫بطالن هذه االدعاءات وأن الدافع اخلفي هو غري الدافع املعلن فالدفاع‬

‫األساسي لكل هذه االدعاءات هو ذلك الدافع اخلفي الذي ال تستطيع‬

‫أمريكا أن تعلنه للعامل أنه السبب الرئيسي وراء قيامها مبثل هذا العمل هذا الدافع‬

‫املتمثل يف موقف ليبيا القوي ورفضها لسياسات اهليمنة واالحتواء والسيطرة‬

‫والدور الريادي الذي تلعبه ليبيا ووقوفها إىل جانب حركات التحرر يف‬
‫‪529‬‬
‫العامل … ونقدم هنا ملخصا لألحداث اليت قامت هبا احلكومة األمريكية اجتاه الثورة‬

‫الليبية واليت جاءت كردود أفعال غري حمسوبة وال حترتم القواعد واألعراف‬

‫والقوانني الدولية ‪.‬‬

‫إنه بالنظر إىل تاريخ العالقات األمريكية الليبية منذ عهد الثورة فإننا جنمل املوقف‬

‫األمريكي من ليبيا بشكل عام والقذايف خصوصا يف اآلتي ‪:‬‬

‫‪ -2‬أن كل ما حتتاجه أمريكا إلعالن هجومها هو ما يسمى‬

‫عادة السبب املباشر الذي مل تستطع إدارة كارتر إجياده بالرغم من‬

‫كل االستفزازات اليت مورست يف عهده اليت وصلت إىل‬

‫حد التدخل لدى شركة بوينغ ملنعها من تسليم طائرات مدنية‬

‫إىل طرابلس كان قد دفع مثنها ‪.‬‬

‫‪ -1‬احلرب النفسية اليت تشنها اإلدارة األمريكية ضد الثورة الليبية‬

‫وتشوبه مواقفها عن طريق التضليل واستخدام اآللة اإلعالمية األمريكية‬

‫الضخمة ‪.‬‬

‫‪ -4‬التحرك األمريكي االستفزازي بإغالق املكتب الشعيب‬

‫اللييب يف واشنطن الذي جاء ليفضح موقف وتصرفات‬

‫دولة عظمى ‪.‬‬


‫‪528‬‬
‫‪ -2‬اعرتاض الطائرة الليبية املدنية يف ‪ 21‬أبريل ‪ 2868‬املتوجهة‬

‫من طرابلس إىل دمشق يف سابقة هتدد أمن وسالمة‬

‫الركاب املدنيني ‪.‬‬

‫‪ -5‬مناورات األسطول السادس األمريكي يف املياه اإلقليمية الليبية‬

‫يف ‪ 9،8‬أغسطس ‪ 2862‬وذلك يف املنطقة الواقعة مشال خط‬

‫عرض ‪41‬ه و ‪41‬ه من البحر املتوسط ‪.‬‬

‫‪ -7‬مضايقة أعضاء املكتب الشعب اللييب الباقون يف‬

‫واشنطن وطرد أربع دبلوماسيني منهم ‪ ،‬وأشار القذايف ردا‬

‫على هذا بأن أمريكا جتهل ماهية السياسة الدولية(‪. )1‬‬

‫‪ -6‬إعالن اخلارجية األمريكية عن استعداد الواليات املتحدة‬

‫تقديم أي مساعدة عسكرية إىل أي نظام مستعد للصدام مع‬

‫القذايف وأعلن ذلك نائب وزير احلرب األمريكي ‪. 2892‬‬

‫‪ -9‬اخرتاق طائرة جتسس أمريكية اجملال اجلوي اللييب‬

‫‪ 2864/2/41‬مما اضطر طائرات املرياج الليبية إىل إطالق النار‬

‫على الطائرة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬مقابلة القا د مع اإلذاعة المر ية األسبانية ‪ 21‬مايو ‪. 2892‬‬


‫‪551‬‬
‫‪ -8‬عدم احرتام كارل ماردين سكرتري أول السفارة األمريكية‬

‫للقانون لذي يلزم بإضافة اللغة العربية على جوازات السفر‬

‫واضطرت السلطات الليبية إىل اعتباره شخص غري مرغوب فيه ورأت‬

‫بتسفريه يف ‪ 8‬مايو ‪. 2864‬‬

‫‪ -21‬أضاف البنتاغون األمريكي عام ‪ 2866‬ليبيا إىل‬

‫قائمة أعداء أمريكا متهما غيها باإلرهاب الدويل ‪.‬‬

‫‪ -22‬إعالن اخلارجية األمريكية يف ‪ 12‬يناير ‪ 2869‬بأن‬

‫ليبيا تأتي يف مقدمة الدول اليت تعتزم أمريكا اختاذ إجراءات‬

‫ضدها وذلك ملساعدهتا للفلسطينيني الذين وصفتهم باإلرهاب‬

‫‪.‬‬

‫‪ -21‬يف ‪ 11‬ابريل ‪ 2869‬شن الكونغرس األمريكي محلة‬

‫من جانب األعضاء املؤيدين إلسرائيل على دراسة الطلبة‬

‫الليبيني يف الواليات املتحدة للتقنية املتقدمة واستنكروا ارتفاع‬

‫نسبة الطلبة الليبيني إىل ‪ %21‬الذين يدرسون يف‬

‫أمريكا علوم نووية ‪.‬‬

‫‪552‬‬
‫ومما سبق فإن اإلدارة األمريكية مهما تعترب من على رأسها فإهنا‬

‫تفتعل األزمات وجتد املربرات واحلجج وكأن ليبيا والقذايف هي من‬

‫يقض نوم الرئيس األمريكي مهما كان مجهوري أو دميقراطي ‪.‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬تفسير نتائج تحليل المضمون ‪:‬‬
‫لقد أوض نا في اإلطار المنهجي الطريق الرذي سرلكه البا را ترى توصرل إلرى‬
‫هذه البيانات‪ ،‬والتي نفسح المجال اآلن لتقديم تفسريرات علميرة منطقيرة لهرا ‪ ،‬وم راولين‬
‫برذلك ادبتعراد عرن الذاتيرة المفرطرة فرري تقرديم تفسريرات لهرذه النترا ر ‪ ،‬واد تفراظ بقرردر‬
‫كبير من الموضوعية غير أن األمر الواجب التذكير به في هرذا المقرام أن جرل البيانرات‬
‫الترري تررم ال صررول عليهررا تعطرري معنرراه دون اجررة كبيرررة إلررى تقررديم تفسرريرات غيررر أن‬
‫الضرورة العلمية د تجيز ذلك ‪ ،‬ومن هنا فران مرا سروف نقدمره مرن بيانرات وتفسريرات‬
‫عنهررا ‪ ،‬ت كررد بمررا د يررد مجرراد للشررك أن هررذه البيانررات قررادرة علررى تفسررير نفسررها دون‬
‫ال اجة إلى جهد مضاعف لذلك ‪.‬‬
‫وقد عهد البا ا إلى تفسير نتا ر الدراسة وفق استمارة ت ليل المضمون المعدة‬
‫سررلفا‪ ،‬والترري ت رردد ف ررات الت ليررل ‪ ،‬وفررق أولويررات الدراسررة ‪ ،‬وترفررق كررل جرردول مررن‬
‫جداول الت ليل بتفسيرات وتلكيدات وردت في متن الص يفة عينة الدراسة ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬االهتمام بمواقف القذافي ‪:‬‬


‫يعررد القررذافي الشخصررية األبرررز فرري ترراريخ الصرررا الليبرري ‪ -‬األمريكرري‬
‫ال ررديا ‪ ،‬فالقررذافي قررام بالعديررد مررن المواقررف ولعررب العديررد مررن األدوار الترري أزعجررت‬
‫اإلدارة األمريكيررة‪ ،‬واعتبرتهررا مر ثرة بشرركل كبيررر علررى اسررتراتيجية الوديررات المت رردة‬
‫ومصال ها ‪.‬‬
‫فالقررذافي أسررس مبرردأ ثابتررا فرري سياسررته الخارجيررة ‪ ،‬تقرروم علررى تقررديم المسرراعدة‬
‫والدعم ل ركات الت رر ‪ ،‬لمناصرة قضاياه في تقرير مصيرها وإع ن استق لها ‪.‬‬
‫‪551‬‬
‫ويعد هذا المبدأ جزء من سيكولوجية القيادة الليبية بزعامة القذافي ‪ ،‬األمر الذي‬
‫جعررل اإلدارة األمريكيررة تترصررد كررل مواقررف وت ركررات القررذافي ‪ ،‬سررواء علررى السررا ة‬
‫الدولية أو السا ة الداخلية ‪ ،‬وفي م اولة منها لمعرفة خطوة القذافي القادمة ‪.‬‬
‫وبررالنظر إلررى نتررا ر الدراسررة يظهررر لنررا الجرردول رقررم (‪ )2‬مرردى اهتمررام ص ر يفة‬
‫الواشنطن بوست بمواقف القذافي ‪ ،‬وشملت ف ات الت ليل ف ات فرعيرة د يمكرن فصرلها‬
‫عن بعضها ‪ ،‬لشدة تقاربها وقوة ددلتها على مدى ادهتمرام اإلخبراري بمواقرف القرذافي‬
‫‪.‬‬

‫‪554‬‬
‫جدول رقم (‪)2‬‬
‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار ف ة اهتمام الص يفة بمواقف القذافي‬
‫اإلجمالي‬
‫االهتمام بمواقف القذافي‬ ‫ر‪.‬م‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬

‫‪%41.82‬‬ ‫‪416‬‬ ‫اهتمام واسع بكل المواقف‬ ‫‪2‬‬


‫‪%22.84‬‬ ‫‪227‬‬ ‫اهتمام بمواقف م ددة‬ ‫‪1‬‬
‫‪%5.12‬‬ ‫‪51‬‬ ‫اهتمام بشخصية القذافي‬ ‫‪4‬‬
‫‪%11.16‬‬ ‫‪128‬‬ ‫اهتمام بسياسات القذافي‬ ‫‪2‬‬
‫‪%211‬‬ ‫‪881‬‬ ‫اإلجمالـــــي‬

‫وقد جاءت التكرارات فري الجردول المشرار إليره رول اهتمرام الواشرنطن بوسرت‬
‫بمواقف القذافي ‪ ،‬بنسربة م ويرة بل رت ‪ %9.7‬مرن إجمرالي المعالجرة اإلخباريرة لمواقرف‬
‫القذافي ‪.‬‬
‫وقد جاءت النتائج كما وردت من خالل فئات التحليل ‪:‬‬
‫ف ة ادهتمام الواسع بكل المواقف ‪ " ،‬نعني بها أن الص يفة تسجل كل المواقرف‬
‫التي تصدر عن القذافي ولها ع قة بسياسته الخارجية "‬
‫وكشررفت النتررا ر فرري هررذه الف ررة أن ‪ %41.8‬مررن أخبررار الص ر يفة ‪ ،‬قررد اهتمررت‬
‫بشكل واسع بلغلب مواقف القذافي ‪ ،‬سواء منها من له صلة بدعم ركات الت رر ‪ ،‬أو‬
‫تى السياسة الداخلية الليبية ‪.‬‬
‫ونشرت الص يفة " … أقام القذافي تحالفا سياسيا مدع الجزائدر ‪ ،‬يعمدل بشدكل‬
‫يهدف إلى إحداث انتكاسة للحملة األمريكية الرامية لعزل هذا الزعيم … "(‪. )1‬‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح انظر الشكل رقم (‪)2،5‬‬


‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2896/2/18 ،‬‬
‫‪552‬‬
‫فقررد اعتبرررت الواشررنطن بوسررت أن إقامررة أي ت ررالف للقررذافي ي ر ثر بشرركل كبيررر‬
‫على طوق العزلة المفروضة عليه األمر الذي ي دي إلى خلق مشراكل أخررى للوديرات‬
‫المت دة ‪.‬‬
‫كما اهتمت الصر يفة بقضرية ال ررب الليبيرة ‪ -‬التشرادية ‪ ،‬وموقرف القرذافي منهرا‬
‫فقررد عملررت الصر يفة خر ل معالجتهررا أخبررار هررذه القضررية إلررى إعطرراء القررذافي صررورة‬
‫المسررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررتعمر الم تررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررل‬
‫"… مسدئول أمريكدي يقدول ‪ :‬االحدتالل الليبددي يواجده تحدديا بوقدوع انتصدار تشددادي ‪،‬‬
‫والواليات المتحدة تعتقد بوجود آمال بإرغام القذافي على االنسحاب … "(‪. )1‬‬
‫كما اهتمت الص يفة بموقف القذافي مرن القضرية الفلسرطينية ‪ ،‬واعتبرر صرول‬
‫القررذافي علررى أسررل ة ودعررم منظمررة الت ريررر الفلسررطينية يشرركل خطرررا علررى إسرررا يل‬
‫والمنطقررة ‪ … " ،‬عمليددة مقايضددة مسدداجين فاشددلة فددي قبددرم ‪ ،‬وانقسددام فددي منظمددة‬
‫التحرير الفلسدطينية ‪ ،‬وانتقدام مدن الواليدات المتحددة وبريطانيدا بعدد الغدارة األمريكيدة‬
‫على ليبيا ‪ ،‬كل هذ األشياء وراءها القذافي…"(‪. )2‬‬
‫كما ركزت ص يفة الدراسة على العديد من القضايا بشكل مركز ‪ ،‬منها قضية دعم السود‬
‫والهنود ال مر في الوديات المت دة ‪ ،‬والجيم الجمهوري األيرلندي ‪ ،‬واعتبرت كل تلك المواقف‬
‫خطيرة تهدد األمن والسلم العالمي ‪.‬‬
‫كمررا ررازت بعرره المواقررف علررى ت طيررة متميررزة وخاصررة ودوريررة ‪ ،‬وبل ررت‬
‫نسررربتها ‪ %22.8‬مرررن إجمرررالي اهتمرررام الواشرررنطن بوسرررت بمواقرررف القرررذافي ‪ ،‬وشرررملت‬
‫التركيز على دعم القرذافي للجبهرة السرنديانية ‪ ،‬والمنظمرات ( والمتمرردين ) فري أفريقيرا‬
‫وقضية السيادة فوق خلير سرت الليبي ‪.‬‬
‫ونشرررت الص ر يفة " … الواليددات المتحدددة تبحددث عددن تأييددد ومسدداندة قددانون‬
‫المالحة وراء األقاليم ( … ) وإعالن القذافي خط ‪ 32‬درجة و ‪ 33‬دقيقة ميا داخليدة‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2899/1/21‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2896/4/41 ،‬‬
‫‪555‬‬
‫في خليج سرت مخالفا للقوانين المالحة البحريدة ‪ ،‬سدنمنع القدذافي مدن عرقلدة حريدة‬
‫المالحة والطيران ‪ ،‬صر بذل مسؤول في إدارة الرئيس ريغان … "(‪. )1‬‬
‫كمررا اهتمررت الص ر يفة بموقررف القررذافي مررن الجبهررة السررنديانية فرري نيكرراراغوا ‪،‬‬
‫ونشرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررت‬
‫" … نائددب الددرئيس األمريكددي يددتهم أورتيغددا باسددتالم دعددم مددن ليبيددا ‪ ،‬والقددذافي يقدددم‬
‫السندياني رغم العقوبات األمريكية … "(‪. )2‬‬ ‫أمواال للجي‬
‫وعملررت الص ر يفة علررى تلكيررد خطررورة موقررف القررذافي مررن دعررم نيكرراراغوا ‪،‬‬
‫ونشرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررت‬
‫" … لقد ربط ريغان بين المسافة البعيدة التي تفصل بين اثنين من أهدافه المفضلة ‪،‬‬
‫القذافي والسنديانية أثناء حملته على اإلرهاب … "(‪. )3‬‬
‫وبل ت نسبة اهتمام الص يفة بشخصية القذافي وتلثيرهرا علرى اتخراذ القررار فري‬
‫ت طيته التي وصلت ‪ %5.12‬من إجمالي اهتمرام الصر يفة بمواقرف القرذافي ‪ ،‬ونشررت‬
‫" لقد أثرت الصحراء على القذافي وجعلته حالما "(‪. )4‬‬
‫وفرري تصررريح نشرررته الواشررنطن بوسررت ت رردا ال رر يس ري رران عررن شخصررية‬
‫القذافي ‪ ،‬قا ‪ …" :‬إن القذافي يذهب إلى فراشه وهو يفكر عمدا عسدى أن نفعلده …‬
‫"(‪. )5‬‬
‫وجاء ادهتمام بسياسات القذافي وتلثيرهرا علرى دعرم ركرات الت ررر كبيرر فري‬
‫الواشنطن بوست ‪ ،‬يا بل ت نسبتها ‪ %11.16‬من إجمالي ادهتمرام بمواقرف القرذافي‬
‫ونشرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررت الصرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر يفة‬
‫" … إلى وقت قريب رفض النظام الليبي أن يخفض من وارداته للسلحة ‪ ،‬في سعيه‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/28‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2897/6/14 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2897/2/26 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2891/2/4 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2892/2/12 ،‬‬
‫‪557‬‬
‫وراء مددا يدددعى أندده قيددادة للعددالم الثالددث ‪ ،‬ومقاومددة الشددرق أوسددطية ‪ ،‬ولالسددتعمار‬
‫الجديد واإلمبريالية الغربية"(‪. )1‬‬
‫ويتضح من نتا ر الجدول رقرم (‪ )2‬أن الواشرنطن بوسرت فري اهتمامهرا بمواقرف‬
‫القذافي مرن دعرم ركرات الت ررر ‪ ،‬قرد بال رت كثيررا يرا خلقرت صرورة مركبرة لهرذه‬
‫المواقررف ‪ ،‬تعكررس فرري األولررى أن القررذافي يرردعم اإلرهرراب ‪ ،‬وأن كررل ال ركررات الترري‬
‫يدعمها هي ركات إرهابية ‪ ،‬وثانية أن هذه ال ركات تشكل خطرا على األمن والسرلم‬
‫العررالميين ‪ .‬لقررد أظهرررت الصر يفة أن القررذافي م ررب للقتررل والخررراب ‪ ،‬ود يرغررب فرري‬
‫العيم بس م ‪ ،‬وأن أي أره تطله قدم القذافي يعمها الخراب والق قل ‪.‬‬
‫لقد ركزت الصر يفة علرى كرل المواقرف ولرم تسرتثني ترى المواقرف اإلنسرانية ‪،‬‬
‫التررري قررردم فيهرررا القرررذافي وليبيرررا مسررراعدات إنسرررانية للشرررعوب المتضرررررة مرررن الهيمنرررة‬
‫األمريكيررة ‪ ،‬بررل اعتبرررت أن هررذه األمرروال تشرركل كسرررا لطرروق العزلررة الترري تفرضررها‬
‫اإلدارة األمريكيررة علررى هررذه ال ركررات ‪ ،‬الترري نعتتهررا باإلرهابيررة " … ذكددرت مصددادر‬
‫استخبارتية أن القذافي بعث إلى نيكاراغوا ما ال يقل عن ‪ 23‬مليون دوالر لدفع مهايا‬
‫جنودها … "(‪. )2‬‬
‫لقد أوض ت لنا هذه النسب عميق ادهتمام بمواقف القذافي ‪ ،‬وهذا ادهتمام يعكس بالتالي‬
‫س اد يتعلق بمدى ضرورة ادهتمام بهذه المواقف ؟ وما الهدف من هذا ادهتمام ؟ ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬عوامل اإلبراز في معالجة مواقف القذافي ‪:‬‬


‫" يقصددد بعوامددل اإلبددراز هنددا مكددان نشددر الصددحيفة للخبددار المتعلقددة بمواقددف‬
‫القذافي " ‪.‬‬

‫حيث تعد الصفحة األوىل يف الصحيفة الواجهة األساسية ‪ ،‬بل إهنا‬

‫األساس الذي يدفع القارئ القتناء الصحيفة أو تركها ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2899/2/11 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2896/8/5 ،‬‬
‫‪556‬‬
‫وقد عملرت الم سسرات الصر فية علرى اخرت ف إمكانياتهرا إلرى تركيرز اهتمامهرا‬
‫على إخرا الصف ة األولى بطريقة ملفت للنظرر ‪ ،‬تردفع إلرى خلرق رغبرة لردى القرارئ‬
‫من أجل شراء الص يفة‪.‬‬
‫رررظ أن الصرررف ة األولرررى مرررن صررر يفة الواشرررنطن بوسرررت أخرررذت طرررابع‬ ‫والم‬
‫الصف ة اإلخبارية ‪ ،‬يا تركز على أخبار تل قها بتتميمات في الصف ات الداخلية ‪.‬‬
‫وبهذا يعد الخبر األكثر أهميرة وفقرا لمقومرات نشرر الخبرر الصر في هرو الم ترل‬
‫لمسا ة النشر في الص يفة ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)1‬‬
‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار استخدام عوامل اإلبراز‬
‫تقسيم الصفحة الركن األيمن الركن األيمن الركن األيسر الركن األيسر اإلجمالي‬
‫السفلي‬ ‫العلوي‬ ‫السفلي‬ ‫العلوي‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫عوامل اإلبراز‬

‫الصف ة األولى ‪72.9 282 78.72 48 56.98 99 66.16 42 51.74 41‬‬


‫‪2‬‬
‫‪19.2 96 28.72 22 44.55 52 24.74‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪44.44 28‬‬ ‫الصف ة‬
‫‪5‬‬ ‫الداخلية‬
‫‪21.1 42 21.62 7‬‬ ‫‪9.55 24 8.18‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪22.14 9‬‬ ‫الصف ة‬
‫‪4‬‬ ‫األخيرة‬
‫النسبة الم وية‬
‫‪211 418‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪251‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪56‬‬
‫المجمو‬

‫ظ فري الجردول رقرم (‪ )1‬أن األخبرار التري رازت علرى فرصرة النشرر فري‬ ‫ون‬
‫الصرف ة األولررى ومتعلقررة بالقرذافي وصررلت نسربتها ‪ ، %72.9‬وهري نسرربة كبيرررة جرردا ‪.‬‬
‫ت كررد علررى رررص الواشررنطن بوسررت علررى إبررراز هررذه األخبررار عررن غيرهررا ‪ .‬وجرراءت‬

‫‪559‬‬
‫األخبار ومتممات األخبار فري الصرف ات الداخليرة بنسربة ‪ ، %19.2‬وأكردت النترا ر أن‬
‫أخبار القذافي قلما نشرت في الصف ة األخيرة بنسبة ‪. %21.14‬‬
‫ررظ تركيررز الواشررنطن بوسررت كرران أساسرريا فرري ممارسررة رسررم‬ ‫وممررا سرربق ن‬
‫قرة نشرر‬ ‫صورة خاصة للقذافي ‪ ،‬من خ ل ملة ص فية في سلسلة من األخبار المت‬
‫عدد كبير منها في الصف ة األولى ‪ ،‬وذلك لترك انطبا لدى الرأي العام ول خطورة‬
‫ياتها د ت ل هذه الصف ة ‪.‬‬ ‫وأهمية األخبار المنشورة وص‬
‫ووفقا لدراسات اإلنقرا ية(*) ‪ ،‬فان صف ة الجريدة تقسم إلى أربع أجزاء ت مرل‬
‫كل منها ددلة إخراجيرة خاصرة تبررز مردى أهميرة الخبرر المنشرور فيهرا ‪ ،‬وفرق اتجراه (‬
‫الست المقلوبة )(**) للقراء الص ف ‪ ،‬فان التركيز على أهم جزء داخرل الصرف ة يكرون‬
‫بررالتركيز علررى الررركن األيسررر العلرروي ‪ ،‬الررذي يلفررت نظررر القررارئ إليرره عنررد قراءترره‬
‫للص ر يفة ‪ ،‬وفرري أخبررار الصررف ة األولررى جرراءت نسرربة األخبررار المنشررورة فرري الجررزء‬
‫األيسر العلوي ‪ %56.9‬أما الركن األيمن العلوي فقد بل ت نسبة األخبار المنشورة فيره‬
‫من الصف ة األولرى ‪ %51.7‬والجرزء األيسرر السرفلي بنسربة بل رت ‪ %78.7‬ثرم الجرزء‬
‫الرابع وهو األيمن السفلي بنسبة بل ت ‪. %66.1‬‬
‫ويتضررح مررن خرر ل متابعررة توزيررع أخبررار القررذافي علررى الصررف ة األولررى مررن‬
‫ص يفة الواشرنطن بوسرت ‪ ،‬إن المخرر الصر في عمرل علرى إ رداا ت ريرك ل‪،‬خبرار‬
‫على الصف ة ‪ ،‬بشكل يجعل القارئ د يلتفت إلى كثرة نشر األخبار المتعلقة بالقرذافي ‪،‬‬
‫فمن خ ل النسب السابقة يتضح لنا أن توزيع األخبار على هرذه األجرزاء كران متقرارب‬
‫‪ ،‬بشكل كبيرر أي أن كرل جرزء فري الصرف ة األولرى ‪ ،‬نشرر فيره عردد مرن األخبرار تكراد‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال ( ‪)7،6،9،8،21،22،21،24،22،25‬‬


‫‪ - ‬دراسررات ذات اتجرراه يتعلررق بطريقررة قررراءة الصر يفة لإلجابررة علررى سر ال كيرف يقرررأ ؟ وهررذا النررو مررن‬
‫الدراسات يركز على تقسيم الصف ة الوا دة وتلثير هذا التقسيم على سلوك القراءة لدى القارئ ‪.‬‬
‫لمزيررد مررن ادطرر راجررع ‪ :‬م مررد عبررد ال ميررد ‪ ،‬ب رروا الصرر افة ‪ ،‬عررالم الكترراب ‪ ،‬ط‪ ، 2‬القرراهرة ‪، 2884 ،‬‬
‫ص‪. 279-275‬‬
‫** ‪ -‬هو اتجاه إخراجي ذو طبيعة ادنقرا ية يا يتعلق بسلوك القراءة لدى القارئ و ركة العين والبر رة البصررية‬
‫داخرل الصرف ة ‪ .‬وهري مرن األسرس الفسريولوجية الخاصرة براإلخرا الصر في ‪ ،‬ويركرز اتجراه السرتة المقلوبرة علرى‬
‫ركة عين القارئ ويرى أنها تبدأ من الركن األيسر العلوي ثم األيمن العلوي ثم األيمن السرفلي ثرم اليسرر السرفلي ‪،‬‬
‫وأخيرا وسط الصف ة ‪ -‬وهي الب رة البصرية داخل الصف ة ‪ -‬ثم يخر القارئ من الصف ة ‪.‬‬
‫‪558‬‬
‫تكررون متسرراوية لبرراقي األجررزاء ‪ ،‬والهرردف اإلخراجرري مررن هررذه العمليررة هررو عرردم خلررق‬
‫شعور لدى القارئ ‪ ،‬بلن هناك ملة ص افية مكثفة تقوم بها الص يفة ضد القذافي ‪.‬‬
‫لكررن الدراسررة أكرردت أن عوامررل اإلبررراز لعبررت دورا كبيرررا فرري تقررديم مواقررف‬
‫القرررذافي بالصرررورة التررري رسرررمتها الصررر يفة ‪ ،‬وهرررو التكامرررل برررين الت ريرررر واإلخررررا‬
‫الص في إلعطاء الخبر كل تقنيات وأسباب النجاح والتلثير على القارئ ‪.‬‬

‫‪571‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تأثيرات مواقف القذافي ‪:‬‬
‫بعد قيام الثورة الليبية بقيادة القرذافي الرذي لره ر يرة سياسرية واسرتراتيجية لكثيرر‬
‫من القضايا‪ ،‬تميرزت هرذه الر يرا بالثبرات ومخالفرة ادسرتراتيجية األمريكيرة ‪ ،‬فقرد عمرل‬
‫القذافي على مستويات مترابطرة فري دعمره ل ركرات الت ررر ‪ ،‬فعلرى المسرتوى العربري‬
‫دعررم القررذافي قضررية الو رردة العربيررة ‪ ،‬وأكررد علررى ضرررورة ت ريررر فلسررطين ‪ ،‬ودعررم‬
‫منظمة الت رير الفلسطيني سياسريا وعسركريا ‪ ،‬األمرر الرذي دفرع الوديرات المت ردة إلرى‬
‫م اولة فره عزلة سياسرية واقتصرادية علرى القرذافي ‪ ،‬لكنهرا فشرلت ‪ ،‬وعلرى الصرعيد‬
‫األفريقي قام القذافي بدعم جرل ال ركرات والمنظمرات الثوريرة التري تسرعى إلرى الت ررر‬
‫وادستق ل الوطني ‪ ،‬كما عمل على طرد النفوذ الصهيوني من القارة األفريقية ‪.‬‬
‫وعلى الصعيد الردولي لرم يتروانى القرذافي فري إعر ن موقفره صررا ة لردعم رق‬
‫الجرريم الجمهرروري األيرلنرردي فرري نضرراله ضررد ادسررتعمار البريطرراني ‪ ،‬و ررق الجبهررة‬
‫السنديانية في نيكاراغوا في ت قيق استق لها ‪ ،‬ودعرم بنمرا إيمانرا منره أن الشرعوب ررة‬
‫فرري تقريررر مصرريرها ‪ ،‬لقررد شرركلت ال ركررة الثوريررة للقررذافي علررى تررلثيرات بررارزة علررى‬
‫السررا ة الدوليررة أدت إلررى أ ررداا ص ر وة لرردى شررعوب العررالم ‪ ،‬ف ملررت كررل ركررات‬
‫الت رر همومها وأفرغتها على كاهل القذافي ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)4‬‬
‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار تلثيرات مواقف القذافي على األوضا الدولية‬
‫اإلجمالي‬
‫تأثريات مواقف القذايف على األوضاع الدولية‬ ‫ر‪.‬م‬
‫‪%‬‬
‫‪15.84‬‬ ‫‪118‬‬ ‫يشكل خطرا على األمن والسلم العالمي‬ ‫‪2‬‬
‫‪22.52‬‬ ‫‪226‬‬ ‫يشكل تهديدا لمصالح الوديات المت دة ‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪21.19‬‬ ‫‪88‬‬ ‫يعتبر امتدادا للشيوعية‬ ‫‪4‬‬
‫‪8.91‬‬ ‫‪68‬‬ ‫يشكل خطرا على اسرتراتيجية الوديرات المت ردة فري الشررق‬ ‫‪2‬‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)27،26‬‬


‫‪572‬‬
‫األوسط‬
‫‪46.27‬‬ ‫‪411‬‬ ‫يعتبر داعما لإلرهاب ‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪211‬‬ ‫‪917‬‬ ‫المجمــــــــــــــو‬

‫ونقصد هنا بتلثيرات مواقرف القرذافي " التدأثيرات التدي تدرى الواشدنطن بوسدت‬
‫أن دعم القذافي للحركات التحرر ( اإلرهابية ) يحدثها على األوضاع الدولية " ‪.‬‬
‫وقد قسم البا ا هذه الف ة إلى خمس ف ات فرعية وأظهررت نترا ر الجردول رقرم‬
‫(‪ )4‬ما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تشكل خطر على األمن والسلم العالمي ‪:‬‬
‫لقد أظهرت ص يفة الدراسة أن مواقف القذافي تشكل خطرا على األمن والسرلم‬
‫العالمي بنسبة ‪ %15.8‬ونشرت " … أن القذافي يملد لكدل مدواطن مدن السدال أكثدر‬
‫مما اشترى الشا من الواليات المتحدة … "(‪. )1‬‬
‫وتظهر الص يفة جم اآللة العسكرية الليبية فنشرت " … أنفقت ليبيا ‪ 120325‬بليون‬
‫دوالر على األسلحة ‪ ،‬وهي أكثدر دولدة فدي الشدرق األوسدط ‪ ،‬وجيشدها يقددر بحدوالي‬
‫‪ 68‬ألددف جندددي ‪ ،‬بتكلفددة مذهلددة ‪ 402‬بليددون دوالر للمحافظ دة عليدده وهددو مددا يددوازي‬
‫‪ %2808‬من إنفاق الحكومة ‪ ،‬إنهدا أرقدام تددعوا إلدى التأمدل ‪ ،‬فحيداة العدالم خطدر بيدد‬
‫هذا الرجل … "(‪. )2‬‬
‫ونشرت " … أن الزعيم الليبي يهدد العالم بأسر … "(‪. )3‬‬
‫وتشير الص يفة إلى " … أعلنت الواليات المتحدة احتجاجها على تسدليم ليبيدا‬
‫صواريخ سام‪ ، 5-‬واعتبرت ذل بأنه يهدد األمن والسلم العالميين … "(‪. )1‬‬
‫لقد بينت لنا الدراسة أن الواشنطن بوست عملت على إبراز خطر تسليم القذافي‬
‫وامت كه ل‪،‬سل ة ‪ ،‬وأعطت إشارة واض ة بلن امت ك القرذافي ل‪،‬سرل ة سروف يشركل‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2892/6/16 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/6/16 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2895/5/8 ،‬‬
‫‪571‬‬
‫خطرا على العالم ‪ ،‬وذهبت إلى التلكيد على هذا الخطر عندما نشرت " … هل ستأتي‬
‫الحرب القادمة من ليبيا؟…"(‪.)2‬‬
‫لقررد ركررزت الواشررنطن بوسررت علررى ذكررر أرقررام تفصرريلية ‪ ،‬تقررول إنهررا لكميررات‬
‫األسررل ة الموجررودة فرري طرررابلس ‪ ،‬واسررتخدمت اإلدارة األمريكيررة هررذه المعلومررات فرري‬
‫تعليقهررا علررى سياسررة القررذافي ‪ ،‬وكررلن مررا يكتررب هررو قيقررة ملموسررة ‪ ،‬وم كرردة ‪ .‬يررا‬
‫ذكر ت كيركباتريك سفيرة الوديات المت دة األمريكيرة فري األمرم المت ردة فري كلمرة لهرا‬
‫أمررام الجمعيررة العامررة " إن القتددل شددائع فددي ليبيددا‪ ،‬ولدديس مددن الصددعب برهنددة ذل د ‪،‬‬
‫فالصحافة العالمية تكلم عنه "(‪. )3‬‬
‫ويبردو أن الواشررنطن بوسررت نسرريت أن الترسرانة اإلسرررا يلية ل‪،‬سررل ة تفرروق ررد‬
‫التصررور‪ ،‬وتشرركل خطرررا وتهديرردا للمنطقررة ‪ ،‬لكررن الصرر يفة عملررت علررى تكرررار أن‬
‫امت ك القذافي ل‪،‬سل ة التقليدية أكثر خطورة من امت ك إسرا يل ل‪،‬سل ة النووية ‪.‬‬

‫ب‪ -‬تهديد مصالح الواليات المتحدة ‪:‬‬


‫" يقصد بها مدى تأثير مواقف القدذافي علدى المصدالح السياسدية واالقتصدادية‬
‫للواليات المتحدة " ‪.‬‬
‫لقد روجت اإلدارة األمريكية بكل م سساتها ‪ ،‬أن القذافي يهدد مصالح الوديات المت دة‬
‫بشكل عام ‪ ،‬فدعم القذافي ل زب الم تمر الوطني األفريقي يشكل تهديدا على استثمارات الوديات‬
‫المت دة وشركاتها العاملة في جنوب أفريقيا ‪ ،‬وأن دعم القذافي للقوى الت ررية في أمريكا‬
‫الوسطى وال تينية ‪ ،‬ي ثر على مستقبل ادقتصاد األمريكي إضافة إلى التلثير على استراتيجية‬
‫مرنو في أمريكا ال تينية ‪.‬‬
‫وقد أظهرت نتا ر الجدول رقم (‪ )4‬أن ما نسبته ‪ %22.5‬من مواقرف القرذافي ‪،‬‬
‫تررر ثر بشررركل مباشرررر علرررى السياسرررة األمريكيرررة ‪ ،‬وتهررردد مصرررالح الوديرررات المت ررردة ‪،‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2899/1/21 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/21/2 ،‬‬
‫‪ - 3‬روبير شان فان ‪ ،‬جاك فنيه ‪ ،‬ال رب والظاهرة القذافية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 228‬‬
‫‪574‬‬
‫ونشرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررت الصرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر يفة‬
‫" … القذافي يهدد مصالح الغرب ألن القنبلة النووية ستكون بين يديه … "(‪. )1‬‬
‫لقد عملت الص يفة على تسويغ بعه البيانات والمعلومات ‪ ،‬لت كد مدى خطورة دعم‬
‫القذافي لل ركات التي تسميها الص يفة ( إرهابية ) على الوديات المت دة ومصال ها ‪.‬‬

‫ج‪ -‬امتداد للشيوعية ‪:‬‬


‫لقد عجرزت اإلدارة األمريكيرة علرى إطر ق تهمرة الشريوعية علرى القرذافي ‪ ،‬ألن‬
‫هذا األخير كانت له مواقف واض ة وم ددة من ادت اد السوفياتي ‪ ،‬فقرد رفضرت ليبيرا‬
‫إقامررة قواعررد عسرركرية روسررية علررى أرضررها ‪ ،‬بررل إنهررا تعاملررت مررع ادت رراد السرروفياتي‬
‫تعامل الصادقة الخاليرة مرن التبعيرة‪ ،‬فقرد كانرت للقرذافي وجهرة نظرر فلسرفية عميقرة مرن‬
‫الماركسية وتركيبتها و تميتها التاريخية ‪ ،‬لكن‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2891/22/21 ،‬‬


‫‪572‬‬
‫القذافي ركز في ع قاته مع ادت اد السروفياتي علرى أسراس الصرداقة ‪ ،‬برل إن ع قرات‬
‫القذافي بادت اد السروفيتي شرابتها العديرد مرن ادخت فرات فري وجهرات النظرر ‪ ،‬وأكردت‬
‫الدر اسة أن الواشنطن بوست رأت أن القرذافي بدعمره ل ركرات الت ررر ‪ ،‬يمثرل امتردادا‬
‫للشيوعية بنسبة ‪ %21.1‬من إجمالي تلثيرات مواقف القذافي علرى األوضرا الدوليرة ‪،‬‬
‫وركزت الص يفة على إظهار التعاون الوثيق بين القذافي وادت راد السروفياتي فنشررت‬
‫" … طلب أورتيغا دعما عسكريا من السوفيات وليبيا … "(‪. )1‬‬
‫وعن تزويد ادت اد السروفياتي لليبيرا باألسرل ة الروسرية نشررت الصر يفة " …‬
‫زود االتحاد السوفياتي ليبيا بأسلحة قيمتها ‪ 506‬بليون دوالر … "(‪. )2‬‬
‫ولتدعيم صورة امتداد القذافي للشيوعية ‪ ،‬أبرزت الواشنطن بوست " … أعلدن‬
‫القذافي بأن اللغة اإلنجليزية سوف توقف لصدالح اللغدة الروسدية ‪ ،‬كجدزء مدن حملتده‬
‫ضد الغرب ‪ ،‬ويحتمل أن يقدر االتحاد السوفياتي هذ المجاملة الضمنية … "(‪. )3‬‬
‫وبخصررروص التعررراون العسررركري نشررررت الصررر يفة " … يوجدددد فدددي طدددرابلس‬
‫‪ 2333‬فني سوفياتي ‪ ،‬وهؤالء الفنيون ال يشاركون في العمليات بفاعلية … "(‪. )4‬‬
‫وبعرررد ال رررارة األمريكيرررة علرررى طررررابلس وبن رررازي نشررررت الوشرررنطن بوسرررت‬
‫تصري ا على لسان القذافي بقولها ‪ … " :‬سوف نعزز عالقاتندا مدع الكتلدة السدوفياتية‬
‫… "(‪. )1‬‬
‫ومع أن الواشنطن بوست لم تنس اإلشارة إلى الخ فات التي ت دا بين ليبيا وادت اد‬
‫السوفياتي ‪ ،‬غير أن هذه اإلشارة لم تكن من قبيل الموضوعية ‪ ،‬بقدر ما كانت م اولة ل ستفادة‬
‫من هذا التصد في الت الف ‪.‬‬
‫فلشارت الواشنطن بوست في صورة تلكيديرة علرى أن الخبرراء الرروس ‪ ،‬كرانوا‬
‫على علرم بال رارة ‪ ،‬غيرر أنهرم لرم يخبرروا القروات الليبيرة عنرد العردوان األمريكري " …‬
‫العالقددات الليبيددة السددوفياتية مفيدددة جدددا ‪ ،‬وتعتمددد كثيددرا علددى االعتبددارات التجاريددة ‪،‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2897/21/17 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/9/21 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2897/2/26 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2897/2/11 ،‬‬
‫‪575‬‬
‫والسياسية ‪ ،‬ولم تحذر موسكو طرابلس من الغارات األمريكية على الرغم من علمها‬
‫بها مسبقا … "(‪. )2‬‬
‫وأشررارت الصر يفة إلررى فقرردان القررذافي ثقترره فرري ادت رراد السرروفياتي " … اتجدده‬
‫الزعيم الليبي إلدى الصدين للحصدول علدى األسدلحة ‪ ،‬ردا علدى رفدض موسدكو إرسدال‬
‫أسلحة إضافية … "(‪. )3‬‬
‫ولقررد بينررت لنررا نتررا ر الدراسررة أن الواشررنطن بوسررت عملررت علررى إلصرراق تهمررة‬
‫الرردوران فرري فلررك الشرريوعية بالقررذافي ‪ ،‬لكنهررا فشررلت عنرردما رردا تصررد فرري الت ررالف‬
‫الليبي السوفياتي التي رسمته الص يفة ‪.‬‬
‫فع قات القذافي بادت اد السوفياتي لم تكن مرتبطرة بع قرات مصرير ‪ ،‬بقردر مرا‬
‫كانررت ع قررات ذات مصررل ة وا رردة ‪ ،‬وهرري مواجهررة ال رررب اإلمبريررالي ‪ ،‬وال صررول‬
‫على أسل ة روسية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنا أن األسل ة التي صل عليهرا القرذافي لرم تقتصرر أبردا علرى‬
‫األسل ة الروسية ‪ ،‬فقد اقتنى القذافي أسل ة من فرنسرا وإيطاليرا والبرازيرل ‪ ،‬ألنره يعلرم‬
‫أن ال صول على األسل ة من مصدر وا د قد يعرقل ركته في ت دي سياسة الهيمنرة‬
‫األمريكية ‪.‬‬

‫د‪ -‬خطر على استراتيجية الواليات المتحدة في الشرق األوسط ‪:‬‬


‫مررن البررديهي التعرررف علررى سياسررة القررذافي فرري منطقررة الشرررق األوسررط ‪ ،‬يررا‬
‫يعتبر القذافي القضية الفلسطينية قضية مصيرية ‪ ،‬وأن الصرا مع الصهيونية صررا‬
‫وجود ‪ ،‬وقد نبد القذافي كل سياسات ادستس م العربية مع إسرا يل ‪ ،‬فهاجم السادات ‪،‬‬
‫و ره على الثورة في السودان‪ ،‬وشرن هجومرا دذعرا علرى أبرو رقيبرة والملرك سرين‬
‫العاهل األردني ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2897/2/15 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2897/6/14 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2896/4/41 ،‬‬
‫‪577‬‬
‫واعتبر القذافي أن ادعتراف باسرا يل قسم ظهر األمة العربية ‪ ،‬وخررق دءات‬
‫الخرطوم الث ثة ‪ ،‬وضرب بعره ال ا ط بكل التض يات التي قدمها العرب من أجرل‬
‫فلسطين ‪.‬‬
‫وتشير نتا ر الدراسة أن ما نسربته ‪ %8.9‬مرن إجمرالي ترلثيرات مواقرف القرذافي‬
‫على األوضا الدولية ‪ ،‬ي ثر على السياسة وادستراتيجية األمريكية في منطقة الشررق‬
‫األوسررط ‪ ،‬يررا عملررت الواشررنطن بوسررت علررى إبررراز مواقررف القررذافي مررن القضررية‬
‫الفلسطينية على أنهرا تهديرد ل سرتراتيجية األمريكيرة والسر م فري المنطقرة ‪ ،‬ونشررت "‬
‫… يعد القذافي العدو األول للسالم في الشرق األوسط … "(‪. )1‬‬
‫" … إن ليبيا تدعم اإلرهابيين الفلسطينيين منذ زمنا طويل … "(‪. )2‬‬
‫وقد عمدت الواشرنطن بوسرت إلرى التركيرز علرى دعرم القرذافي لمنظمرة الت ريرر‬
‫الفلسطينية‪ ،‬واعتبررت ذلرك تهديردا ل‪،‬مرن فري المنطقرة ونشررت " … القدذافي مدتهم ‪،‬‬
‫فقد سلح وأعطى المال للكوماندوس الفلسطيني … "(‪. )3‬‬
‫" إن عمالء القذافي ناشطون بصورة خاصة في العالم العربي … "(‪. )4‬‬
‫وفي إشارة إلى العزلة المفروضة على القذافي ‪ ،‬وأن مواقفه من قضرايا الشررق‬
‫األوسط مرفوضة من كل القادة العرب لفراء الوديرات المت ردة ‪ ،‬فنشررت الصر يفة "‬
‫… السادات وأبو رقيبة يتهمان القذافي بممارسة اإلرهاب ‪ ،‬والنميري صدديقه القدديم‬
‫قطع عالقاته به … "(‪. )5‬‬
‫لقد ربطت الص يفة كل ادنتفاضات والثورات التي دا فري المنطقرة بالقرذافي‬
‫‪ ،‬بل ذهبرت إلرى أنره يقرف وراءهرا جميعرا ‪ ،‬فنشررت " … مدن المؤكدد أن القدذافي هدو‬
‫المحرض على االنقالب ضد النميري … "(‪. )6‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2891/2/4 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/5/4 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2892/5/4 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2895/21/27 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2892/5/15 ،‬‬
‫‪ - 6‬الواشنطن بوست ‪. 2895/2/5 ،‬‬
‫‪576‬‬
‫إن الواشنطن بوست لم تترك المجرال م ردودا فري منطقرة الشررق األوسرط ‪ ،‬برل‬
‫فت ررت مسررا ات النشررر لكررل اآلراء المتعلقررة بالقررذافي ‪ ،‬واسررتخدمت كررل اإلمكانيررات ‪،‬‬
‫واست لت كل الفرص من أجل إكمال الصورة النمطية التري ت راول خلقهرا ولره ‪ ،‬ففري‬
‫قصررة الهبررة الترري قرردمتها السررلطات الليبيررة إلررى جامعررة جررور كررارن ‪ ،‬ت رررك اللرروبي‬
‫الصررهيوني بقرروة وضر ط علررى الصر يفة بشرركل كبيررر ‪ ،‬ملهررا علررى نشررر سرربع تقررارير‬
‫إخباريررة ررول دور القررذافي فرري دعررم ( اإلرهرراب الفلسررطيني ) كمررا أسررمته الصر يفة ‪،‬‬
‫واعتبررررت الواشرررنطن بوسرررت قبرررول الجامعرررة للهبرررة الليبيرررة مخالفرررا ل‪،‬عرررراف العلميرررة‬
‫واإلنسانية ‪ ،‬ونشرت " … قددمت الحكومدة الليبيدة هبدة ماليدة لجامعدة جدورج تداون (‬
‫… ) لكن تساؤالت تطر في األوساط الجامعية على مددى تدورط الجامعدة فدي خدمدة‬
‫النظام الليبي…"(‪. )1‬‬
‫لقد اتهمت جامعة جور تاون بلنها تقع ت ت ترلثير القرذافي وسياسرته اإلرهابيرة‬
‫‪ ،‬ولررم تررنس الص ر يفة أنهررا فرري ملتهررا ضررد جررور ترراون وقعررت ت ررت تررلثير اللرروبي‬
‫الصهيوني ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2892/2/22 ،‬‬


‫‪579‬‬
‫هـ‪ -‬يعتبر داعما لإلرهاب ‪:‬‬
‫أتهررم القررذافي بلنرره داعمررا لإلرهرراب ‪ ،‬لرريس وليررد الموقررف ‪ ،‬بررل هررو اخررت ف فرري‬
‫ر ية النضرال المشررو ‪ ،‬فوصرف دعرم القرذافي لمر تمر الروطني األفريقري ضرد الميرز‬
‫العنصررري بلنرره دعمررا لإلرهرراب ‪ ،‬ودعمرره للجرريم الجمهرروري األيرلنرردي ‪ ،‬والجبهررة‬
‫السنديانية ‪ ،‬وثوار الشعب الفلسطيني‪ ،‬اعتبرته الواشنطن بوست إرهابا ‪.‬‬
‫لقد عملت وسا ل اإلع م ال ربية بصفة عامة على توجيه هذا ادتهرام للقرذافي ‪،‬‬
‫بل إن مجرد ذكر اسم القذافي يعني بالضرورة إرهاب ‪.‬‬
‫وفي الجدول رقم (‪ )4‬يبرز لنا مدى رص الواشنطن بوست على إظهار تلثير‬
‫مواقررف القررذافي فرري األوضررا الدوليررة ‪ ،‬باعتبرراره داعمررا لإلرهرراب ‪ ،‬بل ررت مررا نسرربته‬
‫‪ ، %46.2‬وهرري النقطررة األساسررية فرري المعالجررة اإلخباريررة لمواقررف القررذافي ‪ ،‬والترري‬
‫سوف تظهر بوضوح في هذه الدراسة ‪.‬‬
‫فعملت الواشنطن بوست فري مختلرف الفتررات إلرى إعرادة صرورة نمطيرة وا ردة‬
‫ول صورة القذافي بلنه إما إرهابي أو داعما لإلرهاب ‪ ،‬وك هما د يختلف ‪ .‬غير أن‬
‫الو اشنطن بوست رأت أن استمرار وصف القذافي باإلرهابي قرد يعطيره صرورة البطرل‬
‫لرردى الرافضررين للسياسررات األمريكيررة ‪ ،‬فعملررت علررى اسررتخدام لفررظ داعمررا لإلرهرراب‬
‫وي جر القتلة لتنفيذ أغراضه ‪.‬‬
‫فنشرت الص يفة " … أنه ال يكتفدي بمسداعدة اإلرهداب ‪ ،‬بدل هدو الدذي يخلقده‬
‫… "(‪. )1‬‬
‫" … ممول للمنظمات اإلرهابية العالمية … "(‪. )2‬‬
‫" … إن زهد القذافي وتقشفه في عصدر االسدتهال داللدة ثقافيدة علدى رغبتده‬
‫اإلرهابية…"(‪.)3‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/2/27،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/5/2 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2891/6/9 ،‬‬
‫‪578‬‬
‫" … إن شعوب العالم مشدوهة باكتشاف اإلرهداب ‪ ،‬فالقدذافي يددير مافيدا هدو‬
‫الرأس المدبر لها ‪ ،‬يدير خدمات القتلة المأجورين الذين ينفذون األوامدر التدي تصددر‬
‫لهم منه … "(‪. )1‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنا أن الواشرنطن بوسرت تناولرت إرهراب القرذافي كلنره قيقرة ‪،‬‬
‫غير أن الذي أظهرته الدراسة أن وصف القذافي باإلرهاب خرالي مرن األدلرة واألسرانيد‬
‫‪.‬‬
‫برل إنره كران فرري أغلرب األ روال رأي الصر يفة ‪ ،‬الررذي تمزجره برالخبر ‪ ،‬بشرركل‬
‫يجعل القارئ يخر بنتيجة مفادها أن ما تقوله الواشنطن بوست هو الواقع وال قيقة ‪.‬‬
‫ولم تقتصر الص يفة على ذلك ‪ ،‬بل إنها نشرت على أعرداد متقاربرة أن القرذافي‬
‫يرردفع األمرروال مررن أجررل تنفيررذ عمليررات القتررل " … دفددع القددذافي مبلد ‪ 3‬مليددون دوالر‬
‫الغتيال موظدف بمكتبدة الجامعدة األمريكيدة بيدروت ‪ ،‬مدن قبدل المختطفدين لده ‪ ،‬وذلد‬
‫انتقاما إلسقاط الواليات المتحدة طائرات القذافي في المتوسط … "(‪. )2‬‬
‫ولم تنفك الص يفة أن تنتشر التقارير الصادرة عن الخارجية والبيرت األبريه ‪،‬‬
‫الترري تررتهم فيهررا ليبيررا باإلرهرراب بررين الفترررة واألخرررى ‪ ،‬وقررد نشرررت " … اسددتنادا إلددى‬
‫تقرير الخارجية األمريكية فإن ليبيا مازالت تدعم اإلرهاب الدولي … "(‪. )3‬‬
‫وقد نشرت الواشنطن بوست تصريح الر يس ري ان عن اإلرهراب الليبري " …‬
‫دعددم القددذافي لإلرهدداب بصددورة نشددطة ‪ ،‬هددو السددبب الددذي منعددت مددن أجلدده الشددركات‬
‫األمريكية من مزاولة نشاطاتها هنا … "(‪. )4‬‬
‫إن ما يلفت النظر في تلثير دعم القذافي لإلرهاب ‪ ،‬هو المصادر ال امضة التي‬
‫ترد منها األخبرار ‪ ،‬يرا إن أكثرر األخبرار لرم ت مرل اعترافرات أو أدلرة قويرة إنمرا هري‬
‫مجرد تخمينات أو خطروط مرسرومة لت قيرق غايرة مرن ورا هرا ‪ ،‬فقرد نشررت الواشرنطن‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/7/21 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2897/21/19 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2896/2/18 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2899/21/12 ،‬‬
‫‪561‬‬
‫بوسررت " … عمدديال ليبيددا مزعومددا يدددير وكالددة سددفر بواشددنطن ‪ ،‬كددان متددورط فددي‬
‫مؤامرة محتملة ترمي إلى اغتيال مسؤول حكومي بالواليات المتحدة … "(‪. )1‬‬
‫إن هذا الخبر وغيره من األخبرار كمرا سرنرى فري ف رة المصردر الشربح أعرد فقرط‬
‫لت ذية الجرعات السابقة ‪ ،‬التي نشرت عن القذافي ‪ ،‬ودعمه لإلرهاب ‪ ،‬فهذا النو مرن‬
‫األخبار د يمكن نشره تى في ص يفة ا طية ‪ ،‬ألنه د ي مل معلومات ود مصردر ‪،‬‬
‫أي أنه د ي مل أي قيمة إخبارية تهرم القرارئ ‪ ،‬بقردر مرا تعمرل الواشرنطن بوسرت علرى‬
‫م اولة ادستفادة من هذا ال موه المفتعل رول الخبرر ‪ ،‬مرن أجرل إ رداا ترلثير علرى‬
‫المتلقي ‪.‬‬
‫إن دعرررم القرررذافي لإلرهررراب كررران أ رررد أهرررم الركرررا ز األساسرررية التررري اعتمررردها‬
‫الواشنطن بوست في ت ذية الرأي العام األمريكي ‪ ،‬ودفعتره إلرى القبرول برلي عمرل ضرد‬
‫القذافي ‪ ،‬علرى أنره اسرتبقاء لخطرر م كرد ال ردوا ‪ ،‬وقرد نج رت الواشرنطن بوسرت فري‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫ممررا سرربق يتضررح لنررا أن الواشررنطن بوسررت عملررت علررى تقررديم تررلثيرات مفتعلررة‬
‫لمواقف القذافي من دعم ركات الت رر ‪ ،‬فقد عمدت إلى إظهار كل اد تمرادت التري‬
‫تشرركل خطررورة علررى األوضررا الدوليررة بسرربب مواقررف القررذافي تلررك ‪ ،‬وأن الرررأي العررام‬
‫خررر عررن القررذافي دون الوقررو ت ررت هررذا‬ ‫األمريكرري د يمكررن أن يخررر بررلي انطبررا‬
‫التلثير المفتعل وال ير قيقي ‪ ،‬وأن أي ادعاء برلن الواشرنطن بوسرت قرد تناولرت أخبرار‬
‫القذافي بشكل موضوعي هو ادعاء يدعو إلى الخجل ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الصفات التي تعكسها الصحيفة عن القذافي ‪:‬‬


‫" ويقصد بها الصفات والنعوت التي تطلقها الواشنطن بوسدت علدى القدذافي ومواقفده‬
‫"‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2896/9/2 ،‬‬


‫‪562‬‬
‫أظهرت لنا نتا ر الدراسرة فري الجردول رقرم (‪ )2‬أن أكثرر الصرفات التري عملرت‬
‫الواشررنطن بوسررت علررى تكرارهررا ونعتررت القررذافي بهررا ‪ ،‬هرري صررفة اإلرهرراب بنسرربة‬
‫‪ %12.2‬مررن إجمررالي الصررفات الترري تعكسررها الصرر يفة عررن القررذافي وصررفة عررراب‬
‫اإلرهاب بنسبة ‪. %26.9‬‬
‫ف يكاد يخلو خبر من األخبار التي نشرتها الص يفة عينة الدراسة عن القرذافي‬
‫من إل اق صفة اإلرهابي به ‪ ،‬في م اولة من الص يفة اقتران اسمه باإلرهاب ‪ ،‬وهرذا‬
‫ما نج ت فيره فعر ‪ .‬يرا أن مجررد ذكرر اسرم القرذافي يررتبط لردى ذهرن الررأي العرام‬
‫األمريكي والعالمي باإلرهاب ‪ ،‬والقتل والدمار ‪.‬‬
‫وباإلشرررارة إلرررى الجررردول رقرررم (‪ )4‬وجررردنا أن ترررلثيرات مواقرررف القرررذافي علرررى‬
‫األوضا الدولية بلنره داعمرا لإلرهراب ‪ ،‬جراءت كرلعلى نسربة ‪ ، %46.2‬وبالترالي فران‬
‫صفة اإلرهرابي وعرراب اإلرهراب جراءت أيضرا أعلرى نسربة فري ت ليلنرا للصرفات التري‬
‫تعكسها الواشنطن بوست للقذافي ‪.‬‬
‫وإضررافة إلررى هرراتين الصررفتين عملررت الص ر يفة إلررى إطر ق صررفات أخرررى لهررا‬
‫ع قة بشخصية القرذافي ‪ ،‬وترم توظيفهرا فري إطرار الخبرر توظيرف جيرد ‪ ،‬فنجردها تشرير‬
‫إليه بصفة الزعيم بنسبة ‪ ، %8.5‬من إجمالي الصفات التي عكسرتها الواشرنطن بوسرت‬
‫للقذافي ‪ ،‬ولكن هذه الصفة د ت مل معناه القيادي التاريخي بقدر ما ترتبط باإلرهراب ‪،‬‬
‫وزعامة القذافي له كما تعري الص يفة‪ .‬كما نشرت الص يفة صفات أخرى متعددة ‪.‬‬

‫‪561‬‬
‫جدول رقم (‪)2‬‬
‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار الصفات التي تعكسها الص يفة لشخصية القذافي‬
‫اإلجمالي‬
‫الصفات التي تعكسها الص يفة‬ ‫ر‪.‬م‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬
‫‪12.25‬‬ ‫‪286‬‬ ‫إرهابي‬ ‫‪2‬‬
‫‪9.49‬‬ ‫‪66‬‬ ‫متطرف‬ ‫‪1‬‬
‫‪1.48‬‬ ‫‪11‬‬ ‫مسلم‬ ‫‪4‬‬
‫‪5.66‬‬ ‫‪54‬‬ ‫عميل للشيوعية‬ ‫‪2‬‬
‫‪4.29‬‬ ‫‪41‬‬ ‫دكتاتوري‬ ‫‪5‬‬
‫‪8.59‬‬ ‫‪99‬‬ ‫زعيم‬ ‫‪7‬‬
‫‪4.15‬‬ ‫‪19‬‬ ‫جريء‬ ‫‪6‬‬
‫‪1.26‬‬ ‫‪11‬‬ ‫متعصب‬ ‫‪9‬‬
‫‪1.94‬‬ ‫‪17‬‬ ‫عبقري‬ ‫‪8‬‬
‫‪26.97‬‬ ‫‪272‬‬ ‫عراب اإلرهاب‬ ‫‪21‬‬
‫‪5.66‬‬ ‫‪54‬‬ ‫مثير للفتن‬ ‫‪22‬‬
‫‪7.72‬‬ ‫‪72‬‬ ‫مثير للجدل‬ ‫‪21‬‬
‫‪4.29‬‬ ‫‪41‬‬ ‫مزاجي‬ ‫‪24‬‬
‫‪5.66‬‬ ‫‪54‬‬ ‫متقلب‬ ‫‪22‬‬
‫‪2.4‬‬ ‫‪21‬‬ ‫صفات أخرى‬ ‫‪25‬‬
‫‪211‬‬ ‫‪829‬‬ ‫المجمـــــــــــو‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)29،28‬‬


‫‪564‬‬
‫" … الليبيون ال يرون أي بديل لتأييد قائدهم المزاجي الطباع … "(‪. )1‬‬
‫" … القذافي يبحث عن تأييد محلي ودولي ‪ ،‬فهذا الزعيم المثير للجدل "(‪. )2‬‬
‫" … تشعر ليبيا بأنها معزولة عن العرب والمسلمين ‪ ،‬بسبب تطدرف زعيمهدا‬
‫… "(‪. )3‬‬
‫" … إنه عبقري أو مضطرب الشخصية … "(‪. )4‬‬
‫" … يخضددع اللقددذافي ليبيددا ألحكددام القددرآن الصددارمة فددالكحول ممنوعددة تحددت‬
‫طائلددة الضددرب بالعصددا ‪ ،‬والزانيددة تددرجم ‪ ،‬وتقطددع يددد السددارق كيددف يمكددن للمددرء أن‬
‫في ليبيا…"(‪.)5‬‬ ‫يعي‬
‫"… يتددر القددذافي الحكددم ويددذهب إلددى الصددحراء تحددت خيمتدده وبجددوار اإلبددل‬
‫يتأمل … "(‪.)6‬‬
‫" … إن طائرات القذافي الروسية تطير باسم اإلسالم … "(‪. )7‬‬
‫" … أكثر ما يهم القذافي هو انتصار اإلسالم فهو الذي يحركه … "(‪. )8‬‬
‫" … إن النساء في ليبيا لسن موافقات على هذا التحرر اإلجبداري سدواء كدان‬
‫القذافي مسلما أو ثوريا … "(‪. )9‬‬
‫" … عنددد القددذافي عددرب رحددل فددي كددل مكددان يرحلددون لددزرع خيددامهم عنددد‬
‫اآلخرين من أوغندا إلى تونس فالقذافي يتصف بعقلية العربي المسلم … "(‪. )10‬‬
‫إن تركيز الواشنطن بوست على صفة اإلرهابي قد تكون غير ذات ددلة قوية ‪ ،‬ألن‬
‫ادخت ف في هذا المفهوم يعود في األساس إلى اخت فات سياسية في ر ية ال رية والت رر ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/2/27 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/8/41 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2892/8/41 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2895/2/5 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2895/7/21 ،‬‬
‫‪ - 6‬الواشنطن بوست ‪. 2891/21/22 ،‬‬
‫‪ - 7‬الواشنطن بوست ‪. 2892/1/15 ،‬‬
‫‪ - 8‬الواشنطن بوست ‪. 2891/21/22 ،‬‬
‫‪ - 9‬الواشنطن بوست ‪. 2892/21/15 ،‬‬
‫‪ - 10‬الواشنطن بوست ‪. 2894/21/14 ،‬‬
‫‪562‬‬
‫لكن التركيز األكثر خطرورة هري م اولرة اسرتخدام صرفة المسرلم ‪ ،‬يرا تعكرس‬
‫هذه الصرفة ال قرد الردفين مرن قبرل المسري ية علرى اإلسر م والمسرلمين ‪ ،‬فرالتركيز علرى‬
‫صررفة مسررلم رغررم ص ر ر نسرربته بررين الصررفات الترري عكسررتها الواسررنطن بوسررت ‪%1.4‬‬
‫وصررفة متطرررف ‪ %9.4‬وصررفة متعصررب ‪ %1.2‬كلهررا أرجعتهررا إلررى جررذوره العربيررة‬
‫واإلس مية ‪ ،‬وظهور را ة العداء لإلس م ‪ ،‬واتخاذ القذافي الرذي يقرود ثرورة إسر مية‬
‫عدوا لل رب له ددلة أكثر خطورة ‪.‬‬

‫‪565‬‬
‫ففري إشرارة واضر ة نشرررت الصر يفة " … الليبيدون بدددو رحدل والقدذافي سدديد‬
‫الغاب فهو لديه حدس عربي أصيل يالحظ أعداء في أرجاء العالم … "(‪. )1‬‬
‫فهذه الصورة عن الخطر اإلس مي الذي يمثله القذافي لل ضارة ال ربية يمثل الجز ية‬
‫األهم في الصرا بين المسي ية واإلس م ‪.‬‬
‫فقررد بال ررت الواشررنطن بوسررت فرري األمررر ونشرررت " … لقددد تعلددم القددذافي مددن‬
‫اإلسالم المغامرة الروحية والدور الذي لعبده السدال فدي حيداة محمدد والغدزو العربدي‬
‫… "(‪. )2‬‬
‫ومرن هنرا فقرد ترم اسرتخدم البعرد الرديني للثرورة الليبيرة اسرتخداما مر ثرا علرى كرل‬
‫القيادات السياسية ‪ ،‬بما في ذك الدول المسلمة وأظهر خطورة القذافي ‪ ،‬وأنه لريس فقرط‬
‫عدو للوديات المت دة بل لكل البشرية ‪.‬‬
‫وقد بل ت ف ة الصفات األخرى نسبة ص يرة ‪ %2.4‬يا ظهرت صفات غيرر‬
‫أخ قيررة كوصررف القررذافي بلنرره ( كلددب الشددرق األوسددط المسددعور ) ‪ ( ،‬ذبابددة الشددرق‬
‫األوسط المزعجة ) وهذا اإلسفاف في الل ة الصر فية كران يمكرن أن يكرون مقبرود مرن‬
‫ص يفة شعبية أو ص يفة صرفراء ‪ ،‬لكنره بالتلكيرد غيرر مقبرول مرن الواشرنطن بوسرت ‪،‬‬
‫ألن مررن تت رردا عنرره يمثررل رمررزا وزعيمررا لدولررة مسررتقلة ي فررظ لهررا القررانون الرردولي‬
‫ولزعيمها قوق على الدول األخرى ا ترامها ‪.‬‬
‫لكن ال ملة األمريكية ضد القذافي استخدمت كل األسل ة واألساليب المشرروعة‬
‫منها وغير المشروعة و تى غير األخ قية في سبيل ت قيق غاياتها ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬صورة مواقف القذافي كما تعكسها الواشنطن بوست ‪:‬‬


‫ونقصد بالصورة التي ترسرمها الصر يفة لموقرف القرذافي مرن قضرايا الت ررر "‬
‫الشكل والطريقة التي تقدم بها الصحيفة مواقف القذافي " ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2894/21/14 -،‬‬


‫‪ -- 2‬الواشنطن بوست ‪. 2894/212/14 ،‬‬
‫‪567‬‬
‫ولقد أوض نا في بداية هذه الدراسة أننا سوف نقتصر في دراستنا على ث ا قضايا‬
‫ت ررية دعمها القذافي بشكل كبير وهي على الن و التالي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬قضية السيادة فوق خليج سرت ‪:‬‬
‫أظهرررت لنررا النتررا ر اإلجماليررة مررن الجرردول رقررم (‪ )5‬أن الصررورة الترري رسررمتها‬
‫الواشنطن بوست لموقف القذافي من قضرية خلرير سررت ‪ ،‬بل رت ‪ %26.7‬مرن إجمرالي‬
‫الصورة التي رسمتها‬

‫‪566‬‬
‫الص يفة لموقف القرذافي مرن القضرايا الت رريرة ‪ ،‬ومقارنرة بالقضرايا األخررى يعرد هرذا‬
‫الم شر عاليا األمر الذي يدل على أن ادهتمام األبرز كان بهرذه القضرية ‪ .‬وذلرك نظررا‬
‫درتباطهررا مباشرررة بالقررذافي ذلررك أن القررذافي ي كررد علررى أن خلررير سرررت هررو جررزء د‬
‫يتجزأ من المياه اإلقليمية الليبية ‪ ،‬وقد عملت اإلدارة األمريكيرة مرن خر ل هرذه القضرية‬
‫إلى نقل الصرا مع ليبيا إلى دودها‪ ،‬ونشرت الواشنطن بوست " … يعتقدد القدذافي‬
‫أنه يرسم الحدود الدولية كما يشاء … "(‪. )1‬‬

‫جدول رقم (‪)5‬‬


‫يبين معدل تكرار الصورة التي ترسمها الص يفة لموقف القذافي من قضية خلير‬
‫(*)‬
‫سرت‬
‫اإلجمالي‬
‫النسبة الم وية‬ ‫التكرار‬ ‫صورة قضية سرت كما ترسمها الص يفة‬ ‫ر‪.‬م‬
‫(‪)%‬‬
‫‪11.26‬‬ ‫‪286‬‬ ‫ة الب رية‬ ‫اعتداء على رية الم‬ ‫‪2‬‬
‫‪41.11‬‬ ‫‪421‬‬ ‫ة الب رية‬ ‫تهديد س مة الم‬ ‫‪1‬‬
‫‪6.26‬‬ ‫‪78‬‬ ‫إع ن خلير سرت مياه داخلية سابقة تاريخية‬ ‫‪4‬‬
‫‪6.49‬‬ ‫‪62‬‬ ‫خلير سرت مياه دولية‬ ‫‪2‬‬
‫‪11.12‬‬ ‫‪122‬‬ ‫ليس من ق القذافي اعتبار خلير سرت مياه‬ ‫‪5‬‬
‫داخلية‬
‫‪21.28‬‬ ‫‪212‬‬ ‫تعدي على قانون الب ار والم يطات الدولي‬ ‫‪7‬‬
‫‪211‬‬ ‫‪871‬‬ ‫المجـــــــــــمو‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2892/22/11 ،‬‬


‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)11،12‬‬
‫‪569‬‬
‫وقد أظهرت الدراسة أن اعتبار خلير سرت مياه داخلية تقرع ت رت سريطرة ليبيرا‬
‫أمر غير مقبول دوليا ‪ ،‬واعتبرت أن إعر ن ليبيرا خلرير سررت جرزء مرن اإلقلريم الليبري‬
‫ررة الدوليررة ‪ ،‬جرراء بنسرربة ‪ %41.1‬مررن إجمررالي الصررورة الترري‬ ‫بلنرره يهرردد س ر مة الم‬
‫رسمتها الص يفة لموقف القذافي من قضية خلرير سررت ‪ ،‬وفري إشرارة إلرى أن القرذافي‬
‫قد خرق القوانين والمعاهردات الدوليرة ‪ ،‬ويعمرل علرى بسرط نفروذه علرى ميراه دوليرة مرن‬
‫ق المجتمع الدولي ‪ ،‬نشرت " … قبل ‪ 175‬سنة كان يحكم ليبيا باشدا اسدمه يوسدف‬
‫‪ ،‬يمارس القرصنة على السفن األمريكية ‪ ،‬واآلن يبددو أن القدذافي يسدير علدى خطدى‬
‫أسالفه … "(‪. )1‬‬
‫كمررا أظهرررت النتررا ر أنرره لرريس مررن ررق القررذافي اعتبررار ميرراه خلررير سرررت ميرراه‬
‫داخلية بنسبة ‪ %11.1‬من إجمالي الصورة التي ترسمها الصر يفة لموقرف القرذافي مرن‬
‫قضية خلير سرت ‪ .‬لكن الصر يفة لرم توضرح لمراذا لريس مرن رق القرذافي إعر ن ذلرك‬
‫بشكل مباشر ؟ وقرد أظهررت بعره اإلشرارات التري تردل علرى مردى الهيمنرة األمريكيرة‬
‫فنشرررت الصر يفة " … االسددتراتيجيون يددرون أن زيددادة حدددود خلدديج السدددرة سددوف‬
‫يددؤثر علددى حركددة السددفن وحريددة تنقلهددا ‪ ،‬كمددا أن دول جنددوب أوروبددا لددن تسددلم مددن‬
‫إرهاب الليبيين … "(‪. )2‬‬
‫وبالنظر إلى هذه اإلشارة ترى الص يفة أن الوديات المت دة ترغب في أن يبقى األسطول‬
‫األمريكي بالب ر األبيه متمتعا ب رية ركة كبيرة جدا تمكنها من بسط نفوذها وتلمين ال لفاء‬
‫والموالين لها ‪ ،‬وأن سيطرة ليبيا على خلير سرت سوف يقوه ادستراتيجية األمريكية ‪.‬‬
‫كما أظهررت النترا ر أن إعر ن ليبيرا خلرير سررت ميراه داخليرة يعرد اعترداء علرى‬
‫ررة الب ريررة ‪ ،‬جرراء بنسرربة ‪ %11.2‬مررن إجمررالي الصررورة الترري ترسررمها‬ ‫ريررة الم‬
‫الواشررنطن بوسررت لموقررف القررذافي مررن قضررية خلررير سرررت ‪ ،‬فنشرررت الص ر يفة " …‬
‫جهود الواليدات المتحددة لحفدظ حريدة وحقدوق المالحدة فدي ربدوع العدالم ‪ ،‬دفعهدا إلدى‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2892/21/42 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/9/21 ،‬‬
‫‪568‬‬
‫إجدراء مندداورات فددي خلدديج السدددرة ‪ ،‬فددإعالن ليبيدا خلدديج السدددرة ميددا داخليددة يشددكل‬
‫خطرا على حرية المالحة العالمية … "(‪. )1‬‬
‫"… هدددل جددداء الوقدددت الدددذي تسدددتأذن فيددده السدددفن األمريكيدددة القدددذافي لعبدددور‬
‫المتوسط … "(‪.)2‬‬
‫" … هدددف مندداورات المتوسددط حمايددة حريددة المالحددة والمسدداواة بددين جميددع‬
‫الدول وحفظ الحقوق ‪ ،‬هو أساس التجارة البحرية والمالحة العالمية … "(‪. )3‬‬
‫كما أظهرت النتا ر أن إع ن خلير سررت ميراه داخليرة لليبيرا ‪ ،‬يعرد تعردي علرى‬
‫القانون الدولي للب ار والم يطات ‪.‬‬
‫جاء بنسبة ‪ %21.2‬من إجمالي الصورة التي ترسمها الواشنطن بوست لموقف‬
‫القذافي من قضية خلرير سررت ‪ ،‬ونشررت الصر يفة برلن هرذا التعردي يتضرح " … لقدد‬
‫ضمت ليبيا إقليم بحري زائد ‪ ،‬مخالفة بذل لقانون المالحة البحرية … "(‪. )4‬‬
‫" … تبحث الواليات المتحدة عن تأييد ومساندة قدانون المالحدة وراء األقداليم‬
‫لحماية حرية وحق المالحدة التقليديدة ‪ ،‬وأن إعدالن خلديج سددرة ميدا داخليدة يخدالف‬
‫القانون الدولي…"(‪. )5‬‬
‫وأظهرت النتا ر أن اعتبار خلرير سررت ميراه داخليرة يعرد سرابقة تاريخيرة بنسربة‬
‫‪ ، %6.2‬ويبدو أن الواشنطن بوست لم تعرف أن الوديرات المت ردة قرد زادت ردودها‬
‫ة الب رية ‪ ،‬يرا‬ ‫الب رية إلى ‪ 111‬ميل ب ري ‪ ،‬وهو ق يكفله القانون الدولي للم‬
‫يشير إلى أنه من ق الدولة رفرع الطلرب إلرى ‪ 111‬ميرل ب رري كميراه إقليميرة ‪ ،‬كمرانع‬
‫منطقررة اقتصررادية ‪ ،‬والترري يمكررن أن تسررتعمل كمررورد قررانوني ‪ ،‬لكررن الواشررنطن بوسررت‬
‫قدمت وجهة النظر وفق ما تمليه السياسة األمريكية ‪ ،‬وليس كما تمليه األمانة الص فية‬
‫‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/9/21 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/21/27 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2897/6/29 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2895/21/27 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2895/21/22 ،‬‬
‫‪591‬‬
‫ررظ أن الواشررنطن بوسررت ركررزت فرري كررل أخبارهررا المتعلقررة بخلررير سرررت‬ ‫ون‬
‫باط ق اسم خلير السدرة عليه ‪ ،‬في م اولة منهرا إلرى اقتصرار طرول الخلرير علرى ‪21‬‬
‫ميل ب ري ‪ ،‬وهو مقابل لمنطقة السدرة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬قضية الميز العنصري في جنوب أفريقيا ‪:‬‬


‫لقد أوضر نا أن القرذافي قرد أعلرن أنره يردعم رزب المر تمر الروطني األفريقري ‪،‬‬
‫وكل األ رار الذين ي اربون ضد نظام الميز العنصري في جنوب أفريقيا ‪ ،‬كمرا أعلرن‬
‫أنرره يمررد الثرروار باألسررل ة والرردعم السياسرري والمررادي ‪ ،‬إيمانررا منرره بقضررية ت ريررر هررذا‬
‫الجزء األفريقي ‪.‬‬

‫‪592‬‬
‫جدول رقم (‪)7‬‬
‫يبين معدل تكرار الصورة التي ترسمها الص يفة لموقف القذافي‬
‫(*)‬
‫من قضية الميز العنصري في جنوب أفريقيا‬
‫اإلجمالي‬ ‫صورة موقف القذافي من قضية الميز العنصري في جنوب‬
‫ر‪.‬م‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫أفريقيا‬
‫‪25.7‬‬ ‫‪91‬‬ ‫السعي لإلطا ة ب لفاء الوديات المت دة‬ ‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪25.1‬‬ ‫‪68‬‬ ‫دعم اإلرهابيين‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪29.1‬‬ ‫‪87‬‬ ‫تدخل في ش ون جنوب أفريقيا‬ ‫‪4‬‬
‫‪9‬‬
‫‪11.4‬‬ ‫‪216‬‬ ‫إعداد معسكرات لتدريب اإلرهابيين‬ ‫‪2‬‬
‫‪9‬‬
‫‪22.2‬‬ ‫‪67‬‬ ‫تسليح ودعم المرتزقة من الم تمر الوطني‬ ‫‪5‬‬
‫‪6‬‬
‫‪27.2‬‬ ‫‪95‬‬ ‫الم تمر الوطني األفريقي ذو توجهات شيوعية‬ ‫‪7‬‬
‫‪8‬‬
‫‪211‬‬ ‫‪515‬‬ ‫المجـــــــــــــــــــــمو‬

‫وقد أظهررت النترا ر اإلجماليرة فري الجردول رقرم (‪ )7‬أن الصرورة التري رسرمتها‬
‫الواشنطن بوست لموقف القذافي من قضية الميز العنصري كما جراء بنسربة ‪%17.11‬‬
‫من الصورة التي ترسمها الواشنطن بوست لمواقف القذافي من القضايا األخرى ‪.‬‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)11،14‬‬


‫‪591‬‬
‫وأظهرت النتا ر أن أعداد معسكرات تدريب اإلرهرابيين بل رت نسربتها ‪%11.4‬‬
‫من إجمالي الصورة التي ترسمها الواشنطن بوست لموقف القذافي من هذه القضية ‪.‬‬
‫ونشرت الص يفة " … مصدادر اسدتخبارتية أكددت وجدود معسدكرات فدي ليبيدا‬
‫لتدريب المتمردين والمرتزقة … "(‪. )1‬‬
‫"… اسددتهدفت الضددربة الجويددة األمريكيددة علددى طددرابلس وبنغددازي أهددداف‬
‫استراتيجية داعمة لإلرهاب ‪ ،‬وكان أهمها معسكرات تدريب اإلرهابيين … "(‪. )2‬‬
‫وقد اولت الص يفة تكرار وجرود معسركرات لتردريب اإلرهرابيين بشركل برارز‬
‫من أجل التلكيد على صفة عراب اإلرهاب والداعم لإلرهاب الخاصة بالقذافي ‪.‬‬
‫ويبردو أن الواشرنطن بوسررت نسرت وتجاهلررت مخريم ‪ FAM‬فرري فرجينيرا للبرروليس‬
‫السياسي‪ ،‬ومخيم باناما للعسكريين ال تينيين إلعرداد الكروادر فري مهمرات فرظ النظرام‬
‫الموالي للوديات المت دة‪.‬‬
‫وكشررفت النتررا ر أن موقررف القررذافي مررن قضررية الميررز العنصررري يعررد ترردخ فرري‬
‫ش ون جنروب أفريقيرا بنسربة ‪ %29.1‬مرن إجمرالي الصرورة المرسرومة لموقرف القرذافي‬
‫من القضية ‪ .‬يا نشرت الواشنطن بوست " … إن رغبدات القدذافي التوسدعية دفعدت‬
‫به إلى رأس الرجاء الصالح ‪. )3("..‬‬
‫وأظهرت النتا ر أن زب الم تمر الوطني األفريقي ‪ ،‬يعد ذا توجهات شيوعية بنسبة‬
‫‪ %27.2‬من إجمالي الصورة المرسومة لموقف القذافي من القضية ‪ .‬وأن القذافي هو ذرا‬
‫ادت اد السوفياتي في أفريقيا ويعمل لت قيق سياستها ‪.‬‬
‫" … هل ينفذ القذافي سياسة االتحاد السوفياتي في جنوب أفريقيا … "(‪. )4‬‬
‫" … حزب المدؤتمر الدوطني األفريقدي منظمدة إرهابيدة تددعمها الشديوعية …‬
‫"(‪. )5‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/28 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/28 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2899/1/21 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2895/5/2 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2892/1/15 ،‬‬
‫‪594‬‬
‫" … ذكر مسدؤولون فدي وزارة التجدارة األمريكيدة أن وصدول الشديوعية إلدى‬
‫جنوب أفريقيا يعني ضربة القتصاديات السوق … "(‪. )1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫" … ريغان ‪ :‬لن نتوقف عن دعم حلفاءنا في جنوب القدارة األفريقيدة … "‬
‫‪.‬‬
‫وإذا ربطنا بين هذه الف ة وف ة القذافي يعد امتدادا للشيوعية ‪ ،‬في الجدول رقم (‪ )4‬فان‬
‫الواشنطن بوست اولت إلصاق تهمة الدوران في فلك الشيوعية بك هما ‪ ،‬غير أنها لم تكن‬
‫صري ة مع القذافي وكانت أكثر وضو ا مع زب الم تمر الوطني األفريقي ‪ ،‬ولكن لم تنس‬
‫الواشنطن بوست أن ت كد على أن القذافي دعم هذه المنظمة اإلرهابية ‪ ،‬لت قيق رغبات ادت اد‬
‫السوفياتي ‪.‬‬
‫وجرررراء ف ررررة اإلطا ررررة ب لفرررراء الوديررررات المت رررردة بنسرررربة ‪ ، %25.7‬ونشرررررت‬
‫الواشنطن بوست "… أن جنوب أفريقيا أقوى من أن تسقطها بنادق القذافي المرسلة‬
‫عن طريق سام انجوما…"(‪.)3‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2896/2/18 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2896/4/41 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2895/1/7 ،‬‬
‫‪592‬‬
‫" … ماذا يريد القذافي من حكومة جنوب أفريقيا … "(‪. )1‬‬
‫" … زادت اإلدارة األمريكيددة حجددم المعونددات والدددعم للحكومددات الديمقراطيددة‬
‫في القارة األفريقية وعلى رأسها جنوب أفريقيا … "(‪. )2‬‬
‫وكشفت النتا ر أن صورة موقف القذافي من قضية الميز العنصري ‪ ،‬تعد دعما لإلرهاب‬
‫بنسبة ‪ %25.12‬وأن القذافي يستخدم لدعم هذه المنظمة الس ح واألموال ‪.‬‬
‫ونشرررت الصرر يفة " … القددذافي يقسددم بشددرفه العسددكري بأندده سددوف يقددود‬
‫الحرب ضد جنوب أفريقيا … "(‪. )3‬‬
‫" … ليبيا تقدم األسلحة والخبرات الروسية لضرب الحكومدة الديمقراطيدة فدي‬
‫جنوب أفريقيا … "(‪. )4‬‬
‫" الددرئيس ريغددان يعلددن بأندده علددى القددذافي أن ينهددي دعمدده المددالي والعسددكري‬
‫للجماعددات اإلرهابيددة ‪ ،‬ويغلددق معسددكرات التدددريب الخاصددة بهددم ‪ ،‬قبددل أن تتراجددع‬
‫واشنطن عن موقفها إزاء …"(‪.)1‬‬
‫مما سبق يتضح أن الواشنطن بوست اولت أن ترسم موقف القذافي من دعمره‬
‫للثوار في جنوب أفريقيا ‪ ،‬بلنه مساندة لإلرهاب ‪ ،‬ودعما له بل إنها أكدت كما أظهررت‬
‫النتا ر بلن القذافي يسعى لإلطا ة ب كومة ديمقراطية ‪ ،‬ويتدخل فري شر ون هرذه الدولرة‬
‫‪.‬‬
‫ودشك أن الواشنطن بوست عملت على تكرار كلمرة ال كومرة الديمقراطيرة فري‬
‫جنرروب أفريقيررا فرري م اولررة منهررا علررى قلررب صررورة الثرروار السررود فرري جنرروب أفريقيررا ‪،‬‬
‫بلنهم متمردين وإرهابيين ‪ ،‬وبما أن القرذافي يردعم هرذه القضرية فانره بالترالي مرن وجهرة‬
‫نظر الص يفة عراب اإلرهاب وفي الوقت الذي عزل فيه المجتمع الدولي نظام جنوب‬
‫أفريقيا ‪ ،‬لما ارتكبه هذا النظام من جرا م في ق السود ‪ ،‬فان اإلدارة األمريكية عملت‬
‫على الدفا عن هذا النظام ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2892/21/2 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/1/15 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2895/22/25 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2897/21/19 ،‬‬
‫‪595‬‬
‫ج‪ -‬قضية الجبهة السنديانية ‪:‬‬
‫تظهر لنا نتا ر الجردول رقرم (‪ )6‬أن موقرف القرذافي مرن دعرم الجبهرة السرنديانية‬
‫بصورة كبيرة دعم إرهراب السرنديانية ضرد الشرعب النيكراراغوي ‪ ،‬والردول المجراورة ‪.‬‬
‫وبل ررت نسرربة موقررف القررذافي بلنرره دعررم لإلرهرراب الجبهررة السررنديانية ‪ %28.9‬ونشرررت‬
‫الص يفة " … قدم الليبيون األسلحة الالزمة واألموال لدعم السنديانيين لقهر الشعب‬
‫النيكاراغوي … "(‪. )2‬‬
‫جدول رقم (‪)6‬‬
‫يبين معدل تكرار الصورة التي ترسمها الص يفة لموقف القذافي‬
‫(*)‬
‫من قضية الجبهة السنديانية في نيكاراغوا‬
‫اإلجمالي‬
‫صورة موقف القذافي من الجبهة السنديانية‬ ‫ر‪.‬م‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬
‫‪28.92‬‬ ‫‪215‬‬ ‫دعم إرهاب الجبهة السنديانية‬ ‫‪2‬‬
‫‪27.89‬‬ ‫‪81‬‬ ‫تقديم أمواد ودعم عسكري للمرتزقة‬ ‫‪1‬‬
‫‪27.11‬‬ ‫‪97‬‬ ‫ك هما يدور في فلك الشيوعية‬ ‫‪4‬‬
‫‪5.77‬‬ ‫‪41‬‬ ‫م اولة لنقل الصدام إلى مناطق نفوذ الوديات‬ ‫‪2‬‬
‫المت دة‬
‫‪6.45‬‬ ‫‪48‬‬ ‫ضرب ادستراتيجية األمريكية في أمريكا‬ ‫‪5‬‬
‫الوسطى‬
‫‪27.11‬‬ ‫‪97‬‬ ‫اإلضرار بمصالح الوديات المت دة‬ ‫‪7‬‬
‫‪26.64‬‬ ‫‪82‬‬ ‫تهديد األمن القومي األمريكي‬ ‫‪6‬‬
‫‪211‬‬ ‫‪541‬‬ ‫المجــــــــــــمو‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2899/9/27 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/21/1 ،‬‬
‫‪597‬‬
‫كما رأت الص يفة أن دعرم القرذافي لجبهرة السرنديانية يعرد تهديردا ل‪،‬مرن القرومي‬
‫األمريكرري بنسرربة ‪ %26.6‬ونشرررت الص ر يفة " … القددذافي يخلددق موطددأ قدددم لدده فددي‬
‫الحديقة الخلفية للبيت األبيض … "(‪. )1‬‬
‫" … سوف يصحو ريغان على أصوات القدذافي والسدنديانية علدى حددودنا …‬
‫"(‪. )2‬‬
‫كمررا أبرررزت النتررا ر أن القررذافي قررد دعررم الجبهررة السررنديانية برراألموال والرردعم‬
‫العسكري بنسبة ‪ %27.8‬ونشرت " … القذافي يقددم ‪ 23‬مليدون دوالر مهايدا للجدي‬
‫السندياني "(‪. )3‬‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)12،15‬‬


‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/5/28 ،‬‬
‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/22/4 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2897/5/12 ،‬‬
‫‪596‬‬
‫ونشرت " … ليبيا تدفع مئات الماليين من الدوالرات واألسدلحة والتكنولوجيدا‬
‫العسكرية لنيكاراغوا … "(‪. )1‬‬
‫" … القدددذافي يحددداول انقددداذ اقتصددداد نيكددداراغوا بإنشددداء مشددداريع اقتصدددادية‬
‫مشتركة … "(‪.)2‬‬
‫وبهررذا رأت الواشررنطن بوسررت أن اإلدارة األمريكيررة عملررت مررن خ ر ل فررره‬
‫عقوبات اقتصادية على نيكاراغوا ‪ ،‬وم اصرتها ‪ ،‬وبالتالي اإلذعان لإلرادة األمريكيرة‬
‫‪ ،‬غيررر أن الواشررنطن بوسررت رأت فرري األمرروال الليبيررة كسرررا وتهديرردا لمصررالح وأمررن‬
‫الوديات المت دة ‪.‬‬
‫وأظهرت النتا ر أن ك من القذافي أورتي ا يدوران في فلرك ادت راد السروفياتي‬
‫بنسبة ‪ ، %27.1‬وهري نفرس النسربة التري أظهررت الواشرنطن بوسرت برلن دعرم القرذافي‬
‫يسربب إضررارا لمصررالح الوديرات المت ردة ‪ ،‬ورأت الصر يفة " … صدر وينبرغيددرا‬
‫أن الواليات المتحدة لن تسمح بنصب صواريخ سوفياتية في نيكاراغوا … "(‪. )3‬‬
‫"… إن كاسددترو والقددذافي يحدداوالن زرع خنجددر فددي ظهددر الواليددات المتحدددة‬
‫تنفيذا لسياسة االتحاد السوفياتي … "(‪. )4‬‬
‫كما أظهرت الدراسرة تطرابق اتهرام السرنديانية بالشريوعية ‪ ،‬واإلضررار بمصرالح‬
‫الوديات المت دة ‪ ،‬وأكد الر يس ري ان في خبر نشررته الواشرنطن بوسرت " … إذا لدم‬
‫تسددتطع الدددفاع عددن مصددالحنا فددي أمريكددا الوسددطى ‪ ،‬فإننددا لددن نسددتطيع الدددفاع عددن‬
‫مصالحنا في أي مكان في العالم…"(‪. )5‬‬
‫ونشرت الص يفة " … إن محاولة السنديانية شن حروب في أمريكا الوسطى‬
‫يدفعنا الستخدام الخيار العسكري … "(‪. )6‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2897/5/12 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/5/8 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2896/8/25 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2895/21/27 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2895/21/27 ،‬‬
‫‪ - 6‬الواشنطن بوست ‪. 2897/6/14 ،‬‬
‫‪599‬‬
‫وتشررير النتررا ر إلررى أن موقررف القررذافي مررن الجبهررة السررنديانية جرراء م اولررة مررن‬
‫القذافي لنقل الصرا إلرى ردود الوديرات المت ردة فري منراطق نفوذهرا بنسربة ‪، %6.4‬‬
‫ونشرررت الواشررنطن بوسررت " … أن مددن تددداعيات المواجهددة فددي خلدديج السدددرة يدددعم‬
‫القددذافي نيكدداراغوا فددي محاولددة مندده إلبعدداد األسددطول السددادس األمريكددي عددن مرمددى‬
‫طرابلس … "(‪. )1‬‬
‫وبذلك فان الواشنطن بوست رسمت صورة نمطية لموقف القذافي من الجبهة السنديانية‬
‫فاعتبرته خطر يهدد السلم واألمن في منطقة أمريكا الوسطى ‪ .‬وأن ال ل لهذه المشكلة يلتي في‬
‫عزل نيكاراغوا األمر الذي دفع بالوديات المت دة إلى استخدام القوة بشكل مخالف للقانون الدولي‬
‫‪.‬‬
‫قد اولت الص يفة تبرير ذلرك الموقرف بلنره رق الوديرات المت ردة فري الردفا‬
‫عن نفسها‪.‬‬
‫ممررا سرربق يتضررح أن صر يفة الواشررنطن بوسررت قررد رسررمت موقررف القررذافي مررن‬
‫القضررايا الررث ا ‪ ،‬يعتبررر داعمررا لإلرهرراب وتشرركل تهديرردا لمصررالح الوديررات المت رردة‬
‫األمريكية ‪ ،‬وبالتالي تهديدا ل‪،‬من والسلم العالمي ‪.‬‬
‫لقد عملت الص يفة على اتبا أسلوب التكرار بدد من الت ليل في رسم مواقف‬
‫القذافي في دعمه لهرذه القضرايا ‪ ،‬يرا ركرزت علرى الردعم العسركري والسياسري الرذي‬
‫يقدمه القذافي في صورة دعم اإلرهاب والتشجيع عليره ‪ .‬وأن المعسركرات التري تردرب‬
‫الثوار هي معسكرات إلعداد المرتزقة والقتلة لتنفيذ سياسة القذافي ‪.‬‬
‫وال قيقة التي د يمكن تجاهلها في القضايا الرث ا أن الوديرات المت ردة خرقرت‬
‫القانون الدولي ‪ ،‬فاجتازت المياه الداخلية ‪ ،‬ودعمرت نظرام الفصرل العنصرري ‪ ،‬وخلقرت‬
‫عصابات الكونترا لزعزعة ادستقرار في نيكاراغوا ‪.‬‬
‫إن مواقف القذافي تتصادم مع ر ية الواشرنطن بوسرت ‪ ،‬التري هري فري األسراس‬
‫تمثل وجهة نظر ال كومة األمريكية ‪ ،‬فالقذافي يعتبر مواقفه هذه دعم ل ركات الت ررر‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2897/7/21 ،‬‬


‫‪598‬‬
‫لتقرير مصريرها‪ ،‬والوديرات المت ردة تعتبرر هرذه المواقرف إرهراب تشركل خطررا علرى‬
‫البشرية ودبد من قمعه ‪.‬‬
‫إن ادخت ف الواضح فري األسرس يبررز لنرا أن الصررا برين الوديرات المت ردة‬
‫والقذافي وهو صرا مصالح وإرادات ‪ ،‬فالقذافي يدافع عن إرادة وقضية يراهرا عادلرة‬
‫‪ ،‬وهي قضية رية الشعوب بينما تعمل الوديات المت دة لمواجهة القذافي وفق نظريرة‬
‫المصل ة ‪ ،‬سواء في خلير سرت أو في جنوب أفريقيا و تى نيكاراغوا ‪.‬‬
‫دبد أن المتتبع للسياسة اإلع ميرة األمريكيرة ‪ ،‬د رظ هرذا ادخرت ف الجروهري‬
‫فرري الر يررة لهررذه المواقررف ‪ ،‬ولكررن الرررأي العررام األمريكرري وقررف عرراجزا أمررام الماكينررة‬
‫اإلع مية األمريكية ‪ ،‬التي صورت له القذافي ومواقفه بلنها تهدد اإلنسانية ‪.‬‬

‫‪581‬‬
‫سادسا ‪ -‬أسباب دعم القذافي لقضايا التحرر ‪:‬‬
‫نقصد بها " األسباب والدواعي التدي دفعدت بالقدذافي إلدى تقدديم دعدم للحركدات‬
‫التحرر ‪ ،‬سواء كانت سياسية أو شخصية كما تراها الصحيفة " ‪.‬‬

‫وقد قام الباحث بتقسيم هذه الفئة إىل فئتني أسباب شخصية ‪ ،‬وأسباب‬

‫سياسية ‪.‬‬
‫أ‪ -‬األسباب الشخصية ‪:‬‬
‫" نقصد بها األسباب المتعلقة بالقذافي شخصيا وتدفعه إلى تقديم دعدم لهدذ الحركدات‬
‫"‪.‬‬
‫يررا يكشررف لنررا الجرردول رقررم (‪ )9‬أن األسررباب الشخصررية هرري الترري دفعرررت‬
‫بالقذافي لدعم ركات الت رر جاءت بنسبة ‪ %25.1‬من إجمرالي األسرباب التري دفعرت‬
‫بالقررذافي إلررى دعررم ركررات الت رررر ‪ ،‬وقررد أظهرررت نتررا ر الت ليررل أن أكثررر األسررباب‬
‫الشخصررية الترري ترردفع بالقررذافي إلررى دعررم ركررات الت رررر هررو شررعور القررذافي بجنررون‬
‫العظمررة ‪ ،‬وجرراءت بنسرربة ‪ %24.4‬مررن األسررباب الشخصررية ‪ ،‬وهررو م شررر عررالي جرردا‬
‫في عالم آخر ‪ ،‬عندما يعمل علدى‬ ‫يا نشرت الص يفة " … الش أن القذافي يعي‬
‫دعم السنديانية بالسال من أجل محاربة الواليات المتحدة … "(‪. )1‬‬
‫" أكددد خبددراء السددلو النفسددي فددي وكالددة المخددابرات المركزيددة ‪ :‬أن القددذافي‬
‫(‪)2‬‬
‫يعاني من اضطرابات في الشخصية تجعله يشعر بأنه أعظدم رجدل فدي العدالم … "‬
‫‪.‬‬
‫" مصادر الخارجية األمريكية ‪ ،‬تؤكد أن محاولة القذافي السديطرة علدى خلديج‬
‫السدرة راجع إلى رغبات شخصية ونفسية مضطربة … "(‪. )3‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2892/8/41 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/9/19 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2891/4/4 ،‬‬
‫‪582‬‬
‫إن الواشنطن بوست عملت على رسم شخصية القذافي بلنره مضرطرب ‪ ،‬وغيرر‬
‫سوي كمبرر منطقي ‪ ،‬عندما تشرح أسباب دعمه لل ركات الت رر التي تعتبر إرهابيرة‬
‫فالصر يفة نشرررت " … القددذافي ال يختلددف مددع هتلددر فكالهمددا يشددع بعظمددة زائفددة …‬
‫"(‪. )1‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2892//9/42 ،‬‬


‫‪581‬‬
‫جدول رقم (‪)9‬‬
‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار األسباب الشخصية لدعم القذافي قضايا الت رر‬
‫اإلجمالي‬
‫األسباب الشخصية وراء دعم القذايف حلركات التحرر‬ ‫ر‪.‬م‬
‫التكرار النسبة ‪%‬‬
‫‪27.97‬‬ ‫‪221‬‬ ‫م اولة الظهور بصفة ثوري‬ ‫‪2‬‬
‫‪24.46‬‬ ‫‪471‬‬ ‫جنون عظمة‬ ‫‪1‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪128‬‬ ‫إعطاء نفسه دور أكبر من إمكانياته‬ ‫‪4‬‬
‫‪8.65‬‬ ‫‪92‬‬ ‫تلثير البي ة ادجتماعية والبدوية عليه‬ ‫‪2‬‬
‫‪211‬‬ ‫‪941‬‬ ‫المجــــــمو‬

‫إن اإلع ر م األمريكرري أعطررى لنفسرره ال ررق فرري أن يرجررع المواقررف إلررى أسررباب‬
‫يراها من وجهة نظره أساسية ‪ ،‬ولكن ال قيقة تشير إلى أن هذه األسباب ابعد مرا تكرون‬
‫مقبولة ‪ ،‬فالقذافي لم ي ز الوديات المت دة ‪ ،‬ولم ي تل أي دولة ترى يرتم تشربيهه بهتلرر‬
‫‪ ،‬أو أنه يعاني من جنون العظمة ‪.‬‬
‫وإشررارة الواشررنطن بوسررت إلررى أن القررذافي يسررير برأسرره مرفوعررا ‪ ،‬يرردل علررى‬
‫جنررون العظمررة‪ ،‬ف ر شررك أن األمررريكيين يسرريرون ور وسررهم إلررى األره ‪ ،‬ونشرررت‬
‫الص ر يفة " … عندددما نددزل القددذافي مطددار الربدداط ‪ ،‬ظددل ينظددر برأسدده إلددى السددماء ‪،‬‬
‫وكأن ال سماء في طرابلس … "(‪. )1‬‬
‫لقد اولت الص يفة وصف شموخ القذافي بلنه جنون عظمة ‪ ،‬وأن هذا الجنون‬
‫بالعظمة هو الدافع األساسي وراء دعم القذافي لل ركات الت رر ‪ ،‬وال قيقرة توضرح أن‬
‫هذا السبب د يمكن ادعتداد به كسبب ر يسي وهام لدعم القذافي لهذه ال ركات ‪.‬‬
‫كمررا أظهرررت النتررا ر فرري الجرردول رقررم (‪ )9‬أنرره مررن األسررباب الشخصررية لرردعم‬
‫القذافي لل ركات الت رر ‪ ،‬هو إعطاء نفسره دورا أكبرر مرن إمكانياتره ‪ ،‬وجراءت بنسربة‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)17،16‬‬


‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/8/24 ،‬‬
‫‪584‬‬
‫‪ ، %41‬ونشرت الص يفة " … الليبيون يبحثون عن قوتهم في الشوارع ‪ ،‬والقدذافي‬
‫يرسل األموال إلى الجماعات اإلرهابية…"(‪. )1‬‬
‫" … ماذا لو لم يكن لدى القذافي بتروال … "(‪. )2‬‬

‫‪ - - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2891/22/21 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2891/22/21 ،‬‬
‫‪582‬‬
‫" … رغددم صددغر مسدداحة ليبيددا ‪ ،‬فإنهددا تقددوم بعمليددات متنوعددة علددى السدداحة‬
‫الدولية…"(‪.)1‬‬
‫لقد اولت الص يفة إظهار العجز في ادقتصراد الليبري ‪ ،‬وكرذلك صر ر مسرا ة‬
‫ليبيا ‪ ،‬وقلة اإلمكانيات البشرية ‪ ،‬وعجز القذافي على أن يقدم نموذجا لما يطر ه ‪ ،‬كرل‬
‫هذه الجز يات جاءت في م اولة من الص يفة للتلكيد على أن القذافي يلعب دورا أكبرر‬
‫ممررا هررو عليرره ‪ ،‬ونشرررت الصر يفة " … مدداذا لددو كددان لدددى القددذافي إمكانيددات االتحدداد‬
‫السوفياتي … "(‪. )2‬‬
‫لقد عملت الواشنطن بوست إلى التقليل من جم الدور واإلمكانيات التي يمتلكها القذافي‪،‬‬
‫وقد ددت مسالة اإلمكانيات في الجانب ادقتصادي فقط ‪ .‬ولكن الواشنطن بوست لم تت دا عن‬
‫اإلمكانيات الفكرية ‪ ،‬والدور القيادي ‪ ،‬الذي يلعبه القذافي ‪ ،‬والذي يعتبر األساس في المواجهة مع‬
‫الوديات المت دة ‪ ،‬فالمقارنة بين إمكانيات القذافي ‪ ،‬وإمكانيات الوديات المت دة فان الفرق سيكون‬
‫واض ا ‪.‬‬
‫ولكن الشيء غير الواضح لدى وسا ل اإلع م األمريكيرة ‪ ،‬وخاصرة الواشرنطن‬
‫بوست‪ ،‬هي لماذا يواجه القذافي الوديات المت دة ‪ ،‬رغم علمه بلنه م دود اإلمكانيرات‬
‫؟‬
‫إن الواشنطن بوست ركزت على أن من أسباب القذافي الشخصرية لردعم قضرايا‬
‫الت رررر يرجررع إلررى أن القررذافي يب ررا عررن دور علررى السررا ة العالميررة ‪ ،‬ويقرردم نفسرره‬
‫كشخصررية قياديررة ‪ ،‬ولكررن الواشررنطن بوسررت لررم تتطرررق إلررى أن ليبيررا تعررد رمررزا لكررل‬
‫ركات الت ررر ‪ ،‬والقيرادات السياسرية التري وصرفتها وقتهرا بلنهرا إرهابيرة ‪ ،‬واآلن هري‬
‫على ع قة جيدة بالوديات المت دة ‪ ،‬وبذلك فان القذافي رغم قلة إمكانياته وم ردوديتها‬
‫قد نجح في إعطاء نفسه دورا كبيرا على السا ة الدولية ‪.‬‬
‫ويكشرف لنرا الجردول رقرم (‪ )9‬أن األسررباب الشخصرية التري دفعرت بالقرذافي إلررى‬
‫دعرم ركرات الت ررر ‪ ،‬هرو م اولرة القرذافي الظهرور بصرفة الثروري بنسربة ‪، %27.9‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2896/1/18 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2891/21/8 ،‬‬
‫‪585‬‬
‫ونشرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررت الصرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر يفة‬
‫" … القدذافي يعلددن أنده مددع المضددطهدين ورجدل الشددارع والفقدراء … إندده يحدداول أن‬
‫يكون ثوريا… "(‪. )1‬‬
‫" … هل تغير مفهوم الثورة ليجعدل مدن أورتيغدا ونوريغيدا والقدذافي ثدوار …‬
‫"(‪. )2‬‬
‫لقد عملت الواشنطن بوسرت علرى إنكرار صرفة الثروري علرى القرذافي مرن خر ل‬
‫األخبار المنشورة عنه ‪ ،‬برل إنهرا عملرت علرى صربغ مفهروم الثرورة لردى القرذافي بصرفة‬
‫العنررف واإلرهرراب ورأت الواشررنطن بوسررت " … يمددول القددذافي حركددات ومنظمددات‬
‫تشيع القتل والعنف باسم الثورة…"(‪. )3‬‬
‫إن البا ا في تاريخ الوديات المت دة نفسها ‪ ،‬سوف يجد أن جور واشنطن وإبراهام‬
‫لنكولن ك هما قاد ثورة ‪ ،‬و ملت معها الدماء من أجل ت قيق النصر ‪ .‬غير أن اإلع م األمريكي‬
‫د ينظر إلى تاريخه بعين اد ترام ‪ ،‬عندما يتعاره مع سياسة الهيمنة التي تفرضها الوديات‬
‫المت دة على الشعوب ‪ .‬إن م اولة ربط صفة الثوري لدى القذافي بالقتل ‪ ،‬يعتبر أسلوبا مكشوفا‬
‫من أساليب الدعاية الدولية ‪ ،‬والتي تقوم على تقديم الرأي على أنه قيقة ‪ ،‬فدعم القذافي لموقف‬
‫ب ده من قضية خلير سرت ‪ ،‬وقضية الميز العنصري في جنوب أفريقيا ‪ ،‬كان دبد من أن يتوجه‬
‫إلى صدام ‪ ،‬لكن الواشنطن بوست ركزت فقط على أن ثورية القذافي مرتبطة باإلرهاب ‪ ،‬وليس‬
‫ق يكفله الكفاح من أجل ال رية ‪.‬‬
‫وأبرزت النتا ر أن من األسباب الشخصية لدعم القذافي ل ركات الت ررر ‪ ،‬هرو‬
‫تلثير البي ة ادجتماعية البدويرة عليره ‪ ،‬وجراءت بنسربة ‪ %8.6‬ونشررت الصر يفة " …‬
‫لقد ولد في الصحراء ويجب أن يرى العالم من خالل صحراء … "(‪. )4‬‬
‫ونشررت أيضرا " … يرتددي القدذافي جلبدداب أبديض ‪ ،‬ويجلدس تحدت خيمدة فددي‬
‫صحراء ليبيا ويفكر فيما يمكن أن يفعله … "(‪. )5‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/8/24 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/28 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2897/7/16 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2891/6/29 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2891/7/5 ،‬‬
‫‪587‬‬
‫لقرد اولررت الصر يفة هنررا الررربط برين البي ررة الصر راوية البدويررة ‪ ،‬الترري عاشررها‬
‫القذافي‪ ،‬وعاشها العرب جميعا ‪ ،‬ومن أهم خصالها ب اإلغارة ‪ ،‬ونشرت الواشرنطن‬
‫بوسررت " … ظهددر الصددعالي فددي التدداريخ العربددي قددديما ‪ ،‬ويبدددو أن القددذافي يددؤمن‬
‫بفلسفتهم … "(‪. )1‬‬
‫ود شك أن جهل الواشنطن بوسرت بفلسرفة الصرعاليك ‪ ،‬جعلهرا تستشرهد بهرا ألن‬
‫الصعاليك لم يكونوا أبدا إرهابيين أو ط اة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2894/1/24 ،‬‬


‫‪586‬‬
‫ب‪ -‬أسباب سياسية ‪:‬‬
‫أبرررز الجرردول رقررم (‪ )8‬أن األسررباب السياسررية الترري دفعررت القررذافي إلررى دعررم‬
‫ال ركات اإلرهابية كما تسميها الواشنطن بوست ‪ ،‬بل ت نسبتها ‪ %52.6‬وأكدت نترا ر‬
‫الدراسة أن الواشنطن بوست أبررزت أن رغبرة القرذافي فري ترزعم القرادة العررب ‪ ،‬هري‬
‫الترري تدفعرره إلررى دعررم ال ركررات اإلرهابيررة ‪ ،‬وجرراء ذلررك بنسرربة ‪ %14.17‬مررن إجمررالي‬
‫األسباب السياسية التي قدمتها الص يفة‪.‬‬
‫فالسرا ة السياسرية العربيررة خلرت فري هررذه الفتررة مرن وجررود أي زعريم معرراره‬
‫للسياسة األمريكية ‪ ،‬وقد اولت الواشرنطن بوسرت أن تخفرت أضرواء القرذافي السراطعة‬
‫على السا ة السياسية العربية ‪ ،‬يا يعتبر التيار القومي والتقردمي العربري أن القرذافي‬
‫زعيم وقا د هذه األمة ‪.‬‬
‫لكن الواشرنطن بوسرت عملرت علرى تقرديم إسرهامات القرذافي فري دعرم ال ركرات‬
‫الت رريررة‪ ،‬علررى أنهررا جررزء مررن رغبترره فرري الهيمنررة علررى العرررب ‪ ،‬والسرريطرة علرريهم‬
‫نشرت " … لدى القذافي ناشطون في العالم العربي … "(‪. )1‬‬
‫" … يحاول القذافي أن يصنع من نفسه زعيما للعرب … "(‪. )2‬‬

‫جدول رقم (‪)8‬‬


‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار األسباب السياسية لدعم القذافي قضايا الت رر‬
‫اإلجمالي‬ ‫األسباب السياسية وراء دعم القذافي ل ركات‬
‫ر‪.‬م‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫الت رر‬
‫‪14.17‬‬ ‫‪141‬‬ ‫تزعم العرب‬ ‫‪2‬‬
‫‪8.12‬‬ ‫‪84‬‬ ‫اد تذاء بالقادة الكبار‬ ‫‪1‬‬
‫‪21.65‬‬ ‫‪221‬‬ ‫رغبة الهيمنة‬ ‫‪4‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2894/21/12 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/4/6 ،‬‬
‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)19،18‬‬
‫‪589‬‬
‫‪27.68‬‬ ‫‪278‬‬ ‫منفذ للسياسة الشيوعية‬ ‫‪2‬‬
‫‪21.24‬‬ ‫‪211‬‬ ‫بناء إمبراطورية إس مية‬ ‫‪5‬‬
‫‪211‬‬ ‫‪2117‬‬ ‫المجــــــــــــــــــــمو‬

‫وبالتركيز على القضايا التي تناولتها الدراسة ‪ ،‬فاننا لم نتناول أي قضية عربيرة‬
‫أو قضية تتعلق بسياسة القذافي في المنطقة ‪ ،‬غير أن الت ليل أظهر لنا أنه عند معالجرة‬
‫أي قضرية إخباريرة لهرا ع قرة ب ركرات ت رريرة ‪ ،‬فران الواشرنطن بوسرت تقردم ت رذيرا‬
‫م لفا للعررب وخصوصرا قرادتهم المروالين لل ررب ‪ .‬مرن ا تمرال أن القرذافي يسرعى إلرى‬
‫فرررررررررررررررررررررررررره سررررررررررررررررررررررررريطرته علررررررررررررررررررررررررريهم فنجررررررررررررررررررررررررردها تنشرررررررررررررررررررررررررر‬
‫"… يوجد معسدكرات لتددريب اإلرهدابيين فدي ليبيدا … البدد أن القدذافي أصدبح يشدكل‬
‫خطرا على الجميع…"(‪.)1‬‬
‫" … إن سدديطرة القددذافي علددى خلدديج السدددرة ‪ ،‬سددوف يغلددق البحددر المتوسددط‬
‫أمام جيرانه…"(‪.)2‬‬
‫" … القذافي يسعى إلى احتالل تونس بعد هزيمته في تشاد … "(‪. )3‬‬
‫لقرررد تجررراوزت الواشرررنطن بوسرررت فررري طر هرررا لهرررذه المسرررللة الزعامرررة األدبيرررة‬
‫والسياسررية للقررذافي علررى العرررب ‪ ،‬بررل أخررذت تركررز علررى إمكانيررة أن يز ررف القررذافي‬
‫عسرركريا علررى الرردول المجرراورة لرره ‪ ،‬فنشرررت " … لدددى القددذافي بدددو رحددل يحطددون‬
‫رحالهم في أي مكان من أوغندا إلى تونس …"(‪.)4‬‬
‫لقد عملت الص يفة علرى التركيرز علرى سرعي القرذافي لترزعم العررب ‪ ،‬بصرورة‬
‫فجة لكنها وجدت رواجا عند بعه الموالين للوديات المت دة في المنطقة العربية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2894/21/27 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/8/24 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2895/7/21 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2894/21/14،‬‬
‫‪588‬‬
‫وجاءت رغبة القذافي في الهيمنة كسبب سياسي لدعم القرذافي ل ركرات الت ررر‬
‫‪ ،‬بنسبة ‪ %21.6‬من إجمالي األسباب السياسية التي قدمتها الص يفة ‪ ،‬فنجدها تنشرر "‬
‫… رغبته الجامحة في القتل ‪ ،‬تدفع به إلى محاولة السيطرة على العالم … "(‪. )1‬‬
‫" … طموحات القذافي تصل إلى غرينادا … "(‪. )2‬‬
‫" … القددذافي يقاتددل فددي تشدداد جنوبددا ‪ ،‬وفددي خلدديج السدددرة شددماال ‪ ،‬وعالقاتدده‬
‫سيئة مع مبار ‪ ،‬ومتوترة مع تونس … إلى أين يسير هذا الرجل … "(‪. )3‬‬
‫الليبي يرفضدون أوامدر القدذافي بداحتالل تدونس بعدد أزمدة‬ ‫" … ضباط الجي‬
‫طرد العمال العرب من ليبيا … "(‪. )1‬‬
‫لقد عمدت الص يفة إلرى طررح فكررة رغبرة القرذافي فري الهيمنرة كسربب ر يسري‬
‫لدعم ال ركات التي تسرميها اإلرهابيرة ‪ ،‬وعنرد الوقروف علرى هرذه المسرللة دبرد مرن أن‬
‫تطرح س ال هنا ‪ ،‬ماذا يريد القذافي من الهيمنة على نيكاراغوا فري أمريكرا الوسرطى ؟‬
‫وماذا يريد القذافي من الهيمنة على جنوب أفريقيا ؟ ‪.‬‬
‫فاذا سلمنا جدد بالر ية األمريكية بلن جنوب أفريقيا م رية بما تملكه الب د مرن‬
‫قرروة اقتصررادية ‪ ،‬وموقررع اسررتراتيجي ‪ ،‬فر شررك أنرره لرريس مررن المقنررع أن تكررون مانرراغوا‬
‫مقنعة لهيمنة عليها‪ ،‬تى يندفع القذافي لسيطرة عليها ‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بخلير سرت فران الممارسرة التاريخيرة لسريادة علرى هرذا الجرزء ‪،‬‬
‫كفيلة ألن يعلن القذافي خلير سرت خطا للموت ‪.‬‬
‫وتظهررر لنررا نتررا ر الجرردول المشررار إليرره أن رغبررة القررذافي فرري بنرراء إمبراطوريررة‬
‫إس ر مية يعررد سرربب هامررا لرردعم القررذافي لل ركررات اإلرهابيررة ‪ ،‬كمررا تسررميها الواشررنطن‬
‫بوست ‪.‬‬
‫وقررد بل ررت هررذه النسرربة ‪ %21.2‬مررن إجمررالي األسررباب السياسررية الترري قرردمتها‬
‫الص يفة لدعم القذافي لهذه ال ركات ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2891/5/2 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/5/8 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2897/2/26 ،‬‬
‫‪711‬‬
‫فنجدها تنشر " … طائرات القذافي الروسية تطير باسم اإلسالم … "(‪. )2‬‬
‫" … القذافي يدفع ‪ 533‬مليون دوالر لخلق طابور خامس ‪ ،‬لمحاربدة القدارات‬
‫الكافرة…"(‪.)3‬‬
‫لقد ناقشنا في مكان سابق من هذه الدراسة أن التركيز على كون القرذافي مسرلما‬
‫‪ ،‬يعررد امتررداد للصرررا األزلرري ‪ ،‬الترري يفترضرره ال رررب بررين المسرري ية واإلسر م ‪ .‬لكررن‬
‫طرح فكرة بناء إمبراطورية إس مية كسبب سياسي ‪ ،‬يردعم مرن أجلره القرذافي ركرات‬
‫الت رر ليس له سند ي كده ‪.‬‬
‫فبالنظر إلى جنوب أفريقيا فان تعداد سركانها ‪ 21‬مليرون نسرمة ‪ ،‬مرنهم ‪ 1‬مليرون‬
‫مسرلم فقرط‪ .‬وأن دعرم القررذافي للمر تمر الروطني األفريقري كرران مرن أجرل مسراندتهم ضررد‬
‫الميز العنصري بين األجنراس واأللروان ‪ ،‬فكيرف يعمرل القرذافي علرى بنراء إمبراطوريرة‬
‫إس ر مية فرري جنرروب أفريقيررا ‪ ،‬ثررم إن نيكرراراغوا كمررا تقرردمها الواشررنطن بوسررت دولررة‬
‫شيوعية " … لن نسمح أن تكون نيكاراغوا كوبا ثانية في المنطقة … "(‪. )1‬‬
‫ويعلم العالم أن نيكاراغوا لرن تكرون جرزء مرن إمبراطوريرة إسر مية وإن ردا‬
‫هذا فهو نصر لإلس م ‪ ،‬لكن الواقع يفره نفسه بلن نسبة اإلس م كديانة تكاد د ترذكر‬
‫في نيكاراغوا فهري دولرة كاتولوكيرة ‪ ،‬وقرد أشرارت الواشرنطن بوسرت إلرى الصردام برين‬
‫الثوار السنديانيستا والكنيسة‪.‬‬
‫واددعررراء برررلن القرررذافي يررردعم كررر مرررن جنررروب أفريقيرررا ونيكررراراغوا مرررن أجرررل‬
‫إمبراطورية إس مية ‪ ،‬إدعاء زا ف تكذبه ال قا ق الدام ة ‪.‬‬
‫إن الدراسة بينت لنا أن األسباب التي رأتها الواشرنطن بوسرت أساسرية فري دعرم‬
‫القذافي ل ركات الت رر ‪ ،‬سواء كانت شخصرية أو سياسرية ‪ ،‬ت كرد علرى أن الواشرنطن‬
‫بوست لم تخر من تلثير اإلدارة األمريكية عند تناول القرذافي فري قصصرها اإلخباريرة‬
‫‪ ،‬وهذا ما يفند ادعاء الص افة األمريكية بادستق لية وال رية الكاملة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2892/9/4 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/1/15 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2892/9/19 ،‬‬
‫‪712‬‬
‫سابعا ‪ :‬التغطية اإلخبارية لمواقف القذافي ‪:‬‬
‫يظهررر لنررا الجرردول رقررم (‪ )12‬أن ف ررة الت طيررة اإلخباريررة لمواقررف القررذافي قررد‬
‫ازت الترتيب األول في توزيع الص يفة على ف ات الت ليل ‪ ،‬يرا بل رت التكررارات‬
‫‪ 4168‬تكرارا ‪ ،‬بنسبة ‪ %17.17‬من إجمالي المعالجرة اإلخباريرة لمواقرف القرذافي مرن‬
‫قضايا الت رر العالمي ‪ ،‬وهذا م شر يردل علرى مردى اهتمرام الواشرنطن بوسرت بت طيرة‬
‫أخبار القذافي ‪.‬‬
‫وقد قسم البا ا ف ة الت طية اإلخبارية لمواقف القذافي إلى قسمين ‪:‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/8/24 ،‬‬


‫‪711‬‬
‫أوال ‪ :‬اختالف التغطية باختالف القضية التي يدعمها القذافي ‪:‬‬
‫" يقصد بها مدى تركيز الصحيفة على معالجة مواقف القدذافي إخباريدا ومددى‬
‫اختالف المعالجة من قضية إلى أخرى " ‪.‬‬
‫‪ -1‬جنوب أفريقيا ‪:‬‬
‫بالنظر إلى القضايا التي ركرزت عليهرا الدراسرة ‪ ،‬فران النترا ر فري الجردول رقرم‬
‫(‪ )21‬يبين مدى اهتمام الص يفة بت طية قضية جنوب أفريقيا ‪ ،‬يا ركزت الصر يفة‬
‫علررى الخطررر الشرريوعي فرري جنرروب القررارة ‪ ،‬الررذي بل ررت نسرربته ‪ %46.5‬م رن إجمررالي‬
‫الت طية لقضية جنوب أفريقيا ‪ ،‬فنشرت "…ماذا لو نصبت الصدواريخ السدوفياتية فدي‬
‫رأس الرجاء الصالح … "(‪. )1‬‬
‫" … القدددذافي يددددعم المتمدددردين فدددي جندددوب أفريقيدددا باألسدددلحة السدددوفياتية ‪،‬‬
‫والكرملين يقدر للقذافي موقفه اإليجابي … "(‪. )2‬‬
‫" … جنددوب أفريقيددا اختيددار لمصددداقية اإلدارة األمريكيددة فددي مكافحددة الخطددر‬
‫الشيوعي…"(‪. )3‬‬
‫لقد عملت الواشنطن بوست على التركيز على خطرورة وصرول رزب المر تمر‬
‫الرروطني األفريقرري إلررى السررلطة ‪ ،‬ألنرره مررن منظررور الصرر يفة سرروف يكررون فرري فلررك‬
‫الشيوعية ‪ ،‬وبالتالي سوف يمكن ادت راد السروفياتي مرن الوصرول إلرى أخطرر المنراطق‬
‫ادستراتيجية في العالم ‪.‬‬
‫وبررذلك لررم تنفررك الصر يفة فرري ت طيررة جنرروب أفريقيررا ‪ ،‬ودعررم القررذافي لهررا ‪ ،‬فرري‬
‫التلكيد على الخطر الشيوعي وأن القذافي " … منفذ لسياسدة موسدكو فدي أفريقيدا …‬
‫"(‪. )4‬‬
‫وبرالنظر إلرى الجرردول رقرم (‪ )7‬الررذي يوضرح الصرورة الترري ترسرمها الواشررنطن‬
‫بوست لموقف القذافي من قضية الميز العنصري في جنوب أفريقيا ‪ ،‬أكردت النترا ر أن‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2899/9/27 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/5/19 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2892/5/11،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2895/1/7 ،‬‬
‫‪714‬‬
‫‪ %46.5‬من الصورة اإلجماليرة التري ترسرمها الواشرنطن بوسرت لموقرف القرذافي يمثرل‬
‫تنفيذه للسياسة الشيوعية في جنوب القارة ‪.‬‬
‫ولكررن الواقررع أثبررت عكررس ذلررك ‪ ،‬فبعررد انهيررار نظررام الفصررل العنصررري ‪ ،‬وصررل‬
‫زب الم تمر الوطني األفريقي إلى السلطة ‪ ،‬وإرساء مبدأ الديمقراطية والمساواة برين‬
‫جميع األجناس‪ ،‬واتبع سياسة أقرب ما تكون إلى اقتصاد السوق منها إلى الشيوعية ‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)21‬‬


‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار الت طية اإلخبارية لقضية الميز العنصري في جنوب أفريقيا‬
‫اإلجمالي‬
‫الت طية اإلخبارية لقضية جنوب أفريقيا‬ ‫ر‪.‬م‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرار‬
‫‪12.14‬‬ ‫‪245‬‬ ‫التركيز على الجانب ادقتصادي لمصالح الوديات‬ ‫‪2‬‬
‫المت دة‬
‫‪21.49‬‬ ‫‪78‬‬ ‫التركيز على انتقام السود من البيه‬ ‫‪1‬‬
‫‪46.51‬‬ ‫‪118‬‬ ‫الخطر الشيوعي في جنوب القارة‬ ‫‪4‬‬
‫‪27.44‬‬ ‫‪82‬‬ ‫البيه أقدر على كم الب د‬ ‫‪2‬‬
‫‪8.52‬‬ ‫‪54‬‬ ‫زب الم تمر متمردين على ال كومة الديمقراطية‬ ‫‪5‬‬
‫‪211‬‬ ‫‪556‬‬ ‫المجمــــــــــــو‬

‫وتبررز النترا ر مررن الجردول المشرار إليرره أن الت طيرة اإلخباريرة قررد ركرزت علررى‬
‫الجانب ادقتصادي للوديات المت دة األمريكية في جنوب أفريقيا ‪ ،‬والدعم الرذي تقدمره‬
‫اإلدارة األمريكيررة لنظررام ال رراكم مررن أجررل الم افظررة علررى المصرالح األمريكيررة ‪ ،‬سررواء‬
‫ادقتصررادية أو ادسررتراتيجية فرري المنطقررة ‪ ،‬والترري بل ررت نسرربتها ‪ %12.1‬مررن إجمررالي‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)41،42‬‬


‫‪712‬‬
‫الت طيررة اإلخباريررة لجنرروب أفريقيررا ‪ ،‬فنشرررت الص ر يفة " … تجدداوزت االسددتثمارات‬
‫األمريكية في جنوب أفريقيا ‪ 37‬بليون دوالر … "(‪. )1‬‬
‫" ‪ ..‬لدى الواليات المتحدة العديد من الشدركات العاملدة فدي جندوب أفريقيدا …‬
‫"(‪. )2‬‬
‫" … قدمت اإلدارة األمريكية المعونات المطلوبة منها لبروتيريا من أجل دعدم‬
‫الحلفاء هنا … "(‪. )3‬‬
‫لقد أظهرت الواشنطن بوست مدى عمق الت الف برين اإلدارة األمريكيرة ونظرام‬
‫الفصررل العنصررري فرري جنرروب أفريقيررا ‪ ،‬رغررم العقوبررات الدوليررة الترري فرضررها المجتمررع‬
‫الدولي على جنوب أفريقيا ‪ ،‬غير أن هذا الت الف ظل غير معلن إلى أن ا تلت جنروب‬
‫أفريقيا جارتها ناميبيا وأعلن ر يس ال كومة البيضاء في خبر نشرته الواشنطن بوسرت‬
‫" … بوتا ‪ :‬الواليات المتحدة كانت على علم بكل ما سنفعله في ناميبيا … "(‪. )4‬‬
‫وبهذا فان الص يفة ركرزت علرى مصرالح الوديرات المت ردة أكثرر مرن تركيزهرا‬
‫على قوق السود ‪ ،‬واألجناس األخرى ‪ ،‬وهذا ليس مست ربا فان الشرعار الرذي انتخرب‬
‫به ري ان كان " إعادة عظمة وهيبة الواليات المتحدة " ‪.‬‬
‫ويبرز لنا الجدول رقم (‪ )21‬أن الت طية اإلخبارية لجنوب أفريقيرا شرملت أيضرا‬
‫التركيررز علررى أن البرريه أقرردر علررى كررم جنرروب أفريقيررا مررن السررود ‪ ،‬بنسرربة بل ررت‬
‫‪ ، %27.4‬ونشرررت الص ر يفة "… عندددما يتقدددم الرجددال البدديض فددي مسدديرتهم فددذل‬
‫أفضل للعالم … "(‪. )1‬‬
‫من هنا فان الواشنطن بوست أعلنت تلييدها للميز العنصري بشكل م لف ‪ ،‬وإد فما هو‬
‫تفسير الص يفة لدعوتها إلي أن البيه أقدر على كم الب د ؟‬
‫غير أن الص يفة بررت هذه النزعرة العنصررية بطريقرة لرم تكرن ذكيرة ‪ ،‬عنردما‬
‫كشفت النتا ر أن الت طيرة اإلخباريرة لجنروب أفريقيرا ‪ ،‬تظهرر أن السرود سروف ينتقمرون‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2892/2/4 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2896/22/11 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2896/5/2 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2897/9/12 ،‬‬
‫‪715‬‬
‫مررن البرريه إذا كمرروا الررب د ‪ ،‬وجرراء ذلررك بنسرربة ‪ %21.4‬ونشرررت الص ر يفة " … ال‬
‫نعتقددد أن سددالم سددوف يحددل فددي جنددوب أفريقيددا ‪ ،‬إذا مددا وصددل حددزب المددؤتمر إلددى‬
‫السلطة … "(‪. )2‬‬
‫" … هل تغرق البالد في بحر من الدماء … "(‪. )3‬‬
‫" … مستقبل جنوب أفريقيا القادم حرب أهلية "(‪. )4‬‬
‫لقد كانت الواشنطن بوست تقفز دا ما إلى نتا ر األمور وتصدر أ كاما تسروغها‬
‫داخرل الخبرر الصر في ‪ ،‬الرذي هررو مقدسرا ود يجرروز مهنيرا الت عررب بره أو إدخررال راء‬
‫عليه ‪ .‬فقرد وصرل رزب المر تمر إلرى السرلطة ‪ ،‬ونسرف التنظيرر األمريكري القا رل برلن‬
‫رب أهلية هي مستقبل الب د القادم ‪.‬‬
‫ويكشررف لنررا الجرردول المشررار إليرره أن الم ر تمر الرروطني األفريقرري متمرررد علررى‬
‫ال كومررة البيضرراء الديمقراطيررة ‪ ،‬جرراء كجررزء مررن الت طيررة اإلخباريررة لجنرروب أفريقيررا ‪،‬‬
‫بنسرربة ‪ %8.5‬مررن إجمررالي الت طيررة اإلخباريررة لجنرروب أفريقيررا ورغررم صر ر جررم هررذا‬
‫الم شر إد أنه ي مل دددت على الموقرف األمريكري الصرريح مرن المر تمر الروطني ‪،‬‬
‫فقرررد وصرررفتهم أنهرررم ( متمرررردين ) ( يتررردربون علرررى السررر ح بمعسررركرات فررري ليبيرررا ) ‪.‬‬
‫فالص يفة أعطت صورة نمطية لثوار الم تمر الوطني بلنه على صلة بالقرذافي ‪ ،‬الرذي‬
‫هو سرب وجهرة نظرر الواشرنطن بوسرت عرراب اإلرهراب ‪ ،‬وبالترالي فوجرود صرلة بره‬
‫يعني أنهم إرهابيون ‪.‬‬
‫" … ال نسدددتطيع التأكيدددد علدددى أن المدددؤتمر الدددوطني سدددوف يسدددعى إلدددى حدددل‬
‫المشكالت في بالد … فما تفسير وجود معسكرات له في طرابلس … "(‪. )5‬‬
‫وبرررالرجو إلرررى الجررردول رقرررم (‪ )7‬نجرررد أن الصرررورة التررري رسرررمتها الصررر يفة‬
‫للم تمر الوطني األفريقي بلنهم إرهابيين ومتمردين ‪ ،‬يتدربون على الس ح فري ليبيرا ‪،‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2891/21/25 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/1/7 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2895/22/25 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2897/21/17 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2892/2/11 ،‬‬
‫‪717‬‬
‫جاءت بنسربة ‪ ، %11.4‬وأنهرم ذو ميرول شريوعية ‪ ،‬جراء بنسربة ‪ ، %27.2‬فالواشرنطن‬
‫بوسررت هنررا كشررفت علررى قيقررة أساسررية تطر هررا اإلدارة األمريكيررة مفادهررا أن صررديق‬
‫القذافي بالضرورة سيكون عدو ري ان ‪ ،‬وهي نفس فلسفة الكاوبوي ( من لم يكن معدي‬
‫فهو ضدي ) ‪.‬‬
‫إن ت طيرررة الواشرررنطن بوسرررت لجنررروب أفريقيرررا كانرررت مرتكرررزة علرررى م رررددات‬
‫واضررر ة ‪ ،‬هررري المصرررالح األمريكيرررة واإلطا رررة ب لفررراء الوديرررات المت ررردة والخطرررر‬
‫الشيوعي في القرارة األفريقيرة‪ ،‬واألهرم مرن ذلرك ع قرات الثروار مرن المر تمر الروطني‬
‫بالقذافي في مساندته لهم ‪.‬‬

‫‪ -2‬نيكاراغــوا ‪:‬‬
‫تظهر لنا نتا ر الجدول رقرم (‪ )22‬أن الواشرنطن بوسرت قامرت بت طيرة إخباريرة‬
‫لنيكاراغوا‪ ،‬وموقف القذافي منها بنسبة بل ت ‪ %19.2‬من إجمالي الت طيرة اإلخباريرة‬
‫لنيكرراراغوا ركررزت الصر يفة علررى اإلرهرراب الررداخلي الررذي تمارسرره الجبهررة السررنديانية‬
‫ضرررد الشرررعب النيكررراراغوي ‪ ،‬ونشررررت الصررر يفة " … نجدددح النظدددام الشددديوعي فدددي‬
‫نيكدداراغوا إلددى تصدددير االضددطرابات إلددى المنطقددة بكاملهددا ‪ ،‬والندداس يهربددون إلددى‬
‫الشمال … "(‪. )1‬‬
‫" … السنديانيون متورطون في تجارة المخدرات … "(‪. )2‬‬
‫جدول رقم (‪)22‬‬
‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار الت طية اإلخبارية لقضية الجبهة السنديانية‬
‫اإلجمالي‬
‫الت طية اإلخبارية للجبهة السنديانية‬ ‫ر‪.‬م‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرار‬
‫‪22.95‬‬ ‫‪218‬‬ ‫استبداد السنديانية‬ ‫‪2‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/5/8 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/21/22 ،‬‬
‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)41،44‬‬
‫‪716‬‬
‫‪18.12‬‬ ‫‪124‬‬ ‫اإلرهاب الداخلي‬ ‫‪1‬‬
‫‪22.41‬‬ ‫‪94‬‬ ‫عم ء للسوفيات‬ ‫‪4‬‬
‫‪26.24‬‬ ‫‪219‬‬ ‫انتهاك قوق اإلنسان وال ريات‬ ‫‪2‬‬
‫العامة‬
‫‪16.49‬‬ ‫‪112‬‬ ‫اقتصاد منهار‬ ‫‪5‬‬
‫‪211‬‬ ‫‪642‬‬ ‫المجــــــــــــــــمو‬

‫" … أعدم أمس جودي ساالزار رميا بالرصام في ساحة عامة فدي مانداغوا‬
‫‪. )1(" ..‬‬
‫" … قدام شددباب السنديانيسددتا بتدددمير المعبدد اليهددودي فددي ماندداغوا ‪ ،‬وإصددابة‬
‫إحدى كبار الحاخامات في نيويور … "(‪. )2‬‬
‫" … اعتقلت الحكومدة النيكاراغويدة اآلالف مدن الهندود الحمدر فدي معسدكرات‬
‫جماعية…"(‪.)3‬‬
‫" … طردت نيكاراغوا أمس اثنين من القساوسة لوعظهما بأن ما قاله ريغدان‬
‫يمثل مشيئة الرب … "(‪. )4‬‬
‫لقد أعطت الواشنطن بوست مما سبق صورة اإلرهاب للثورة السنديانية ‪ ،‬خاصة وأن‬
‫الجبهة السنديانية تتلقى دعما سياسيا وماديا من القذافي ‪ ،‬فهو من جهة نظرها عراب اإلرهاب‬
‫فنشرت الص يفة ‪:‬‬
‫السندياني "(‪. )1‬‬ ‫" القذافي يدفع ‪ 23‬مليون دوالر مهايا لجي‬
‫وتظهر لنا نتا ر نفس الجدول السرابق أن الت طيرة اإلخباريرة لنيكراراغوا ركرزت‬
‫على اقتصاد الب د المنهار بنسبة ‪ %16.4‬ونشرت الص يفة ‪:‬‬
‫" … إن السنديانية قد دمرت الناتج القومي للبالد … "(‪. )2‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2892/22/4 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/9/21 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2892/21/1 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2892/21/1 ،‬‬
‫‪719‬‬
‫" … أحد زعمداء الكدونترا يصدف نيكدارغوا بأنهدا دولدة لديس لدديها شديء …‬
‫"(‪. )3‬‬
‫لقد أظهرت الواشنطن بوست أن اقتصاد نيكاراغوا كان قا م بسبب الدعم األمريكي الذي‬
‫وصل إلى ‪ 65‬مليون دودر سنويا ‪ ،‬وتجدر اإلشارة أن هذا الدعم كان يدفع رغبة منها في ال فاظ‬
‫اولت نيكاراغوا ادستق ل عن اإلدارة‬ ‫على تبعية نيكارغوا لإلدارة األمريكية ‪ ،‬فبعد أن‬
‫األمريكية فرضت إدارة ري ان عقوبات اقتصادية عليها ‪ ،‬وكانت الذريعة هي اإلرهاب الداخلي‬
‫والتورط مع الشيوعية ‪.‬‬
‫ويكشف لنا الجدول رقم (‪ )22‬أن الجبهرة السرنديانية قرد انتهكرت قروق اإلنسران‬
‫وال ريررات العامررة ‪ ،‬بنسرربة بل ررت ‪ %26.2‬مررن إجمررالي الت طيررة لنيكرراراغوا ‪ ،‬ونشرررت‬
‫الص يفة " … أجبر المتعلمون على الدخول إلى الغابات لتعليم المزارعين … "(‪. )4‬‬
‫" … منعت الجبهة السدنديانيتا الصدحف مدن الصددور ولدم تسدما إال بصددور‬
‫صحيفة البرنسا… "(‪. )5‬‬
‫" … رحل السنديانيسدتا ثمانيدة آالف وخمسدمائة هنددي ‪ ،‬تدم إشدعال الندار فدي‬
‫بيوتهم وكنائسهم ومحاصيلهم "(‪. )6‬‬
‫" … صدام بين السنديانيستا والكنيسة الكاثولوكية … "(‪. )7‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2897/9/5 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2899/2/26 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2896/21/7 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2895/1/27 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2895/7/21 ،‬‬
‫‪ - 6‬الواشنطن بوست ‪. 2892/21/12 ،‬‬
‫‪ - 7‬الواشنطن بوست ‪. 2897/6/14 ،‬‬
‫‪718‬‬
‫لقد أبرزت الواشنطن بوست أن السنديانيستا قد انتهكت قوق اإلنسان وال ريرة‬
‫العامة‪ ،‬وكانت الص يفة تقرن ذلك بالهمجية باعتبارها عمليرة للشريوعية ‪ .‬وجراء نسربة‬
‫اعتبار السنديانيستا عم ء للشيوعية ‪ %22.9‬فالتدخل الكوبي والسوفياتي كان واضر ا‬
‫فترى الص يفة " … كانت تسعى لتحويل الكنيسدة إلدى كيدان يمكدن صدهر فدي الفكدر‬
‫الماركسي … "(‪. )1‬‬
‫وأشارت إلى الدعم الكوبي والسوفياتي نشرت الصر يفة " … ال يمكنندا تجاهدل‬
‫الدور الكوبي ‪ ،‬الذي لوال لما استمر هؤالء في حكم نيكاراغوا … "(‪. )2‬‬
‫" … تقدم االتحاد السدوفياتي دعمده إلدى بعدض الددول الفقيدرة ‪ ،‬ومدن الصدعب‬
‫أن نفهم لماذا يصرون على دعم نيكاراغوا … "(‪. )3‬‬
‫وباإلشارة إلرى الجردول رقرم (‪ )6‬فران الصرورة التري رسرمتها الواشرنطن بوسرت‬
‫ررول الجبهررة السررنديانية ‪ ،‬بلنهررا ترردور فرري الفلررك الشرريوعي ‪ ،‬جرراءت بنسرربة ‪، %27.1‬‬
‫األمر الذي مكن الواشنطن بوست من تقديم المبررات المنطقيرة للررأي العرام األمريكري‬
‫على ضرورة الرتخلص مرن هرذا النظرام‪ ،‬لمرا يشركله مرن خطرر علرى الوديرات المت ردة‬
‫وسياستها ‪.‬‬
‫ويبرررز لنررا الجرردول رقررم (‪ )22‬أن اسررتبداد الجبهررة السررنديانية كرران أساسررية فرري‬
‫الت طية اإلخباريرة لنيكراراغوا ‪ ،‬وبل رت النسربة ‪ %22.9‬مرن إجمرالي الت طيرة الخاصرة‬
‫بنيكاراغوا ‪.‬‬
‫فنشرت الص يفة " … قام أورتيغا بتعيين أخدو همبرتدو وزيدرا للددفاع ‪ ،‬كمدا‬
‫فعل كاسترو مع أخو رؤول من قبل … "(‪. )4‬‬
‫" السنديانيستا فرضت سيطرتها على خصومها في الداخل ‪ ،‬ويقومون بسدجن‬
‫المعارضين الذين يشكون في والءهم للثورة … "(‪. )5‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2899/6/25 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2896/1/21 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2896/7/8 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2895/22/25 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2899/8/26 ،‬‬
‫‪721‬‬
‫" … يحتجز المعارضون للثورة في نيكداراغوا دون محاكمدة لمددة أسدابيع …‬
‫"(‪. )1‬‬
‫مما سبق يتضح أن الت طية المتعلقة بقضية الجبهة السنديانية تظهر عدم تروازن‬
‫فررري موضررروعية الصررر يفة ‪ .‬فالواشرررنطن بوسرررت لرررم تشرررر أبررردا إلرررى موقرررف األغلبيرررة‬
‫الديمقراطيررة فرري مجلررس النررواب األمريكرري ‪ ،‬الررذين كررانوا يرررون فرري الجبهررة السررنديانية‬
‫ي ‪ ،‬ولريس شريوعيا ‪ ،‬وأن مرن قهرم أن يردافعوا عرن أفكرارهم ‪،‬‬ ‫نظام اشرتراكي إصر‬
‫وأن الوديات المت دة هي التي بدأت بالعردوان ممرا كران مرن الجبهرة إد أن دافعرت عرن‬
‫نفسها ‪.‬‬
‫إن هذه الت طية مبالغ فيها أكثر من سرواها ‪ ،‬ألن نيكراراغوا والجبهرة السرنديانية‬
‫تمثل ضرب ادستراتيجية الخارجية األمريكيرة فري المنطقرة ‪ ،‬تعررف باسرم اسرتراتيجية‬
‫مورنو ‪ ،‬لذا فقد عملت الص يفة على التركيز بشكل واضح على خطورة استمرار هذا‬
‫النظام في ال كم ‪ ،‬فعملت على إنشاء الكونترا للتخلص من هذا النظام الثوري ‪.‬‬

‫‪ -3‬ليبيــــا ‪:‬‬
‫تكشف لنا النتا ر كما تظهر في الجدول ‪ ( 21‬أ ‪ ،‬ب ) أن الواشرنطن بوسرت قرد‬
‫ركزت في ت طيتها على ليبيا ول قضايا اإلرهاب ‪ ،‬وخلير سرت بشكل أكثرر مرن أي‬
‫يررا بل ررت نسرربة الت طيررة اإلخباريررة ررول ليبيررا ‪ %54.4‬مررن إجمررالي‬ ‫قضررية أخرررى‪،‬‬
‫الت طية اإلخبارية لمواقف القذافي من القضايا الث ا ‪.‬‬
‫وقررد قررام البا ررا بتقسرريم الت طيررة اإلخباريررة ررول ليبيررا إلررى قسررمين ‪ .‬السياسررة‬
‫الداخلية‪ ،‬والسياسة الخارجية ‪.‬‬

‫أ‪ -‬السياسة الداخلية ‪:‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2899/8/26 ،‬‬


‫‪722‬‬
‫يبين الجدول رقم (‪-21‬أ) أن نسبة الت طية اإلخباريرة لسياسرة الداخليرة عرن ليبيرا‬
‫بل ت نسبتها ‪ %55.2‬من إجمالي الت طية اإلخبارية عن ليبيا ‪.‬‬
‫التركيررز علررى أن نظررام القررذافي نظررام عسرركري فاشرري ‪ ،‬بنسرربة ‪ %22.17‬مررن‬
‫إجمالي الت طية اإلخبارية لسياسة الداخلية الليبية ‪.‬‬
‫ونشرت الص يفة " … يدر الليبيون أن أحد األسباب في التأكيد على الخدمة‬
‫العسكرية ‪ ،‬فهو أن القذافي ال يثق في القوات النظامية … "(‪. )1‬‬
‫" … وصل القدذافي إلدى السدلطة عدن طريدق مدؤامرة عسدكرية فدي ‪… 1282‬‬
‫"(‪. )2‬‬
‫" … القذافي يقود نخبة من المتطرفين الشباب باسدم حركدة اللجدان الثوريدة ‪،‬‬
‫وحتى عام ‪ 1265‬كانت حركة سرية … "(‪. )3‬‬
‫" … السلطة في ليبيا يديرها مجلس قيادة الثورة القديم … "(‪. )4‬‬
‫قد دخلت الواشنطن بوست في مناطق لها ع قرة بالتركيبرة السياسرية فري ليبيرا ‪،‬‬
‫والتي بينت األخطاء الفاد ة التي ساقتها في أخبارها ‪ ،‬لم تكن عرن جهرل برل ربمرا عرن‬
‫علم بما ي دا يا نشرت " … القدذافي أوقدف دور الحكدومي الرسدمي فدي مدارس‬
‫‪ ، 1277‬عندما أصبحت ليبيا (جماهيرية) … "(‪. )5‬‬
‫ونقف هنا على أن الواشنطن بوست تعرف أن القذافي د يمرارس دورا كوميرا‬
‫رسميا داخل ليبيا ‪ ،‬بل إنها نشرت " … مرشدا للثورة وفيلسوفها وحارسها "(‪. )6‬‬

‫جدول رقم (‪)21‬‬


‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار الت طية اإلخبارية لليبيا‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2894/6/29 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2894/21/14 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2895/1/7 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2897/1/29 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2897/1/29 ،‬‬
‫‪ - 6‬الواشنطن بوست ‪. 2897/1/29 ،‬‬
‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)42،45‬‬
‫‪721‬‬
‫اإلجمالي‬
‫الت طية اإلخبارية ليبيا‬ ‫ر‪.‬م‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرار‬

‫سياسة داخلية ( أ )‬

‫‪22.17‬‬ ‫‪119‬‬ ‫نظام عسكري فاشي‬ ‫‪2‬‬

‫‪2.15‬‬ ‫‪74‬‬ ‫اقتصاد منهار‬ ‫‪1‬‬

‫‪4.89‬‬ ‫‪58‬‬ ‫سيطرة قبيلة وا دة‬ ‫‪4‬‬

‫‪5.99‬‬ ‫‪96‬‬ ‫ضعف نظام التعليم‬ ‫‪2‬‬

‫‪6.14‬‬ ‫‪216‬‬ ‫تنامي المعارضة الداخلية‬ ‫‪5‬‬

‫‪211‬‬ ‫‪512‬‬ ‫المجمـــــــــــــــــــو‬

‫‪724‬‬
‫وبررذلك فرران اسررتخدام عبررارات ( النظددام الليبددي ‪ ،‬القددذافي يحكددم نخبددة ‪ ،‬مجلددس قيددادة‬
‫الثورة يقود البالد) كلها عبارات تسرتخدم لت قيرق ترلثير علرى الررأي العرام برلن القرذافي‬
‫دكتاتور ‪ ،‬ي كم ب ده بقوة الجيم ‪.‬‬
‫وباإلشارة إلى الجدول رقم (‪ )4‬فان صفة الدكتاتور تكرر ذكرهرا بنسربة ‪%4.2‬‬
‫من إجمالي الصفات التي أطلقتها الص يفة على القذافي ‪.‬‬
‫كمررا يكشررف لنررا جرردول رقررم (‪-21‬أ) أن الواشررنطن بوسررت ركررزت علررى تنررامي‬
‫المعارضة الداخلية ضد القذافي بنسربة ‪ %6.1‬مرن الت طيرة اإلخباريرة لسياسرة الداخليرة‬
‫الليبددي‬ ‫الليبيررة ‪ ،‬ونشرررت الصر يفة " … محاولددة انقددالب هامددة مسددتوحاة مددن الجددي‬
‫عام ‪ ، 1275‬تضم العقيد عمر المحيشي عضو مجلس قيادة الثورة … "(‪. )1‬‬
‫" القذافي يعدم ‪ 33‬ضابطا في محاولة المحيشي الغتياله "(‪. )2‬‬
‫" … المخددابرات المركزيددة األمريكيددة كانددت لهددا علددم مسددبق بمحاولددة الضددباط‬
‫الليبيين الفاشلة الغتيال القذافي عام ‪. )3(" … 1261‬‬
‫"… اللجددان الثوريددة تقددوم بإعدددام مجموعددة مددن األشددخام يشددتبه فددي أنهددم‬
‫متورطون في محاولة االنقالب الفاشلة في مايو ‪. )4(" … 1264‬‬
‫" … الليبيون كانوا دائما صبورين بشكل مثير للدهشة مع قادتهم … "(‪. )5‬‬
‫" … اتصدددل حسدددن أشدددكال أحدددد أقدددارب القدددذافي بالسدددلطات المصدددرية السدددنة‬
‫الماضية ليرى عما إذا كانت ستدعم حكومة جديدة في ليبيا يقودها هو … "(‪. )6‬‬
‫" … المطاردة الليبية ‪ :‬الحرب في الداخل … "(‪. )1‬‬
‫ظ هنا أن الص يفة عملت على فترات متباعدة إلى تركيز على المعارضة الداخلية‪،‬‬ ‫ون‬
‫وإظهارها بالصورة التي يمكن أن تفعل شيء ‪ ،‬غير أن ما ينقص هذه المعارضة هو التنظيم ‪،‬‬
‫وكلن الواشنطن بوست تقوم على ت ريه هذه المعارضة المزعومة ‪ ،‬لكي تتشكل في تنظيم تى‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/28 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/28 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2897/2/26 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2897/1/29 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2897/21/2 ،‬‬
‫‪ - 6‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/28 ،‬‬
‫‪722‬‬
‫تستطيع ت قيق غاياتها ‪ .‬إن استخدام أسلوب الت ريه إذا سلمنا جدد بصدق هذه الروايات يعد‬
‫من األساليب غير األخ قية المستخدمة في الدعاية الدولية ‪ .‬والتي تعمل على ت ريه الرأي العام‬
‫ضد شخصية أو قضية م ددة ‪.‬‬
‫لقد قدمت الواشنطن بوست هذا األسرلوب بطريقرة فجرة ‪ ،‬يرا جراءت أخبارهرا‬
‫ملي ة بالمعلومات وتقفز إلى نهايات مقتر ة للوصول إلى نتا ر مرجوة ‪.‬‬
‫إن المعارضة التي ت ردثت عنهرا الواشرنطن بوسرت لرم تشركل فري تراريخ الثرورة‬
‫الليبية أي أزمة ‪ ،‬بل إن إط ق لفظ المعارضة علرى هرذه ال ركرات يعرد تجراوزا ‪ ،‬فران‬
‫ما قام به الم يشي وغيره من م اولة لسرقة الثورة يعد م امرة وخيانرة ‪ ،‬والفررق برين‬
‫المعارضة والخيانة كبير جدا‪.‬‬
‫ويكشف لنا الجدول رقرم (‪-21‬أ) أن الت طيرة اإلخباريرة للسياسرة الداخليرة الليبيرة‬
‫أيضا نظام التعليم ‪ ،‬والتي رأت الص يفة سب النتا ر التي بل رت ‪ %5.4‬مرن إجمرالي‬
‫الت طيررة للسياسررة الداخليررة الليبيررة أنرره كرران ضررعيفا ‪ ،‬ونشرررت الصرر يفة " … حددول‬
‫القذافي المدارس والجامعات إلى مؤسسات عسكرية ‪ ،‬والتددريب علدى السدال يعتبدر‬
‫من ضمن المنهاج … "(‪. )2‬‬
‫" … يسددتخدم القددذافي التعلدديم كوسدديلة لضددمان التطددرف السياسددي ‪ ،‬ويددرى‬
‫معظم الليبيين أنه وسيلة للتطور الشخصي واالجتماعي … "(‪. )3‬‬
‫" … الطالب المعارضون يتأرجحون في حبل المشنقة داخل جامعة الفاتح فدي‬
‫طرابلس…"(‪. )4‬‬
‫" … انقسدددامات بدددين الطدددالب والحكومدددة الليبيدددة بسدددبب تددددخل األخيدددرة فدددي‬
‫الجامعات ‪ ،‬مما يثير الغضب الشعبي … "(‪. )1‬‬
‫" … ردا علددى الغددارة األمريكيددة الحكومددة الليبيددة تعمددل علددى تدددمير مكتبددات‬
‫القسم اإلنجليزي والفرنسي في جامعة الفاتح طرابلس … "(‪. )2‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2897/5/12 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/22/4 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2892/22/4 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2892/21/2 ،‬‬
‫‪725‬‬
‫" … تسدييس النظدام التعليمددي فدي ليبيددا يثيدر االمتعداض مهمددا كدان مبددررا …‬
‫"(‪. )3‬‬
‫لقد عمدت الواشنطن بوست من خ تركيزها على إظهار ضعف نظام التعليم في ليبيا إلى‬
‫عدم استطاعة القذافي وليبيا السير في طريق التقدم ‪ ،‬وأن ما ذكرته الص يفة ول انقسام الط ب‬
‫والسخط الشعبي وتسييس النظام التعليمي ‪ ،‬لم نر له واقعا في ال ياة الليبية ‪ ،‬وقد شاهد البا ا هذه‬
‫الفترة التي تقصدها الص يفة ‪.‬‬
‫وبالنسبة للتدريب على الس ح ‪ ،‬فان ما د يريح اإلدارة األمريكيرة لريس اعتبرار‬
‫الجامعررات كم سسررات عسرركرية ‪ ،‬بقرردر مررا تعنيرره ترردريب وتلهيررل الطرر ب عسرركريا‬
‫للمواجهة ‪.‬‬
‫إن الواشرنطن بوسرت ترردد مرا يردور فري دوا رر السياسرة األمريكيرة ومصررادرها‬
‫المخابراتية من ت طية أخبار القذافي ‪ ،‬وبالتالي ف غرو أن يكون ادنطبا السلبي عرن‬
‫القذافي وليبيا هو السا د لدى الرأي العام ‪.‬‬
‫ويكشف لنا الجدول رقم (‪-21‬أ) أن اقتصاد ليبيرا منهرار ‪ ،‬وبل رت نسربة الت طيرة‬
‫اإلخبارية ل قتصاد الليبي ‪ %2.1‬مرن إجمرالي الت طيرة اإلخباريرة لسياسرة الداخليرة فري‬
‫ليبيا ‪.‬‬
‫فقد نشرت الواشنطن بوست " … إلغاء عطلة عيدد الفطدر دلديال علدى التقشدف‬
‫والتضحيات التي يدعو القذافي الليبيين إلى تقديمها … "(‪. )4‬‬
‫" … انخفدداض هائددل فددي المشدداريع الزراعيددة الليبيددة بسددبب اخددتالط الميددا‬
‫بالملوحة … و ‪ %73‬من الغذاء الليبي المستهل يتم استيراد … "(‪. )5‬‬
‫" … ليبيا تخفدض مدن ميزانيدة االسدتثمارات بنسدبة ‪ ، %23‬وتصدل إلدى ‪103‬‬
‫بليون دوالر…"(‪. )6‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2892/21/2 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2897/21/21 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2892/22/4 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2897/8/15 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2897/21/19 ،‬‬
‫‪ - 6‬الواشنطن بوست ‪. 2897/21/19 ،‬‬
‫‪727‬‬
‫" … الحكومة الليبية تقوم بجباية سنوية من المرتب الشهري للقدوى العاملدة‬
‫الليبية الستكمال المرحلة األولى من نهر القذافي … "(‪. )1‬‬
‫" … انهارت شركة بناء كبيرة بسبب عدم دفع ليبيا لفواتيرها … "(‪. )2‬‬
‫" … يتوقع أن يكون لليبيا حوالي ‪ 4‬بليون دوال ديدن تجداري قصدير األمدد …‬
‫"(‪. )3‬‬
‫" … بسبب األزمة المالية الحكومة الليبية تطرد ثالث آالف عامل تونسي ‪ ،‬و‬
‫‪ 633‬عامل مصري دون إنذار … "(‪. )4‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2896/7/8 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2899/6/25 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2896/22/11 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2896/21/19 ،‬‬
‫‪726‬‬
‫لقررد عمرردت الواشررنطن بوسررت إلررى إظهررار العجررز ادقتصررادي وادنهيررار الكامررل‬
‫ل قتصراد الليبري ‪ ،‬وترجررع مبرراتهرا إلررى سروء اإلدارة لل كومرة الليبيررة ‪ .‬وقرد تجاهلررت‬
‫الواشنطن بوست أن ما تت دا عنه من أزمة في ادقتصاد الليبي يرجع سببه إلى قررار‬
‫ال ظر ادقتصادي الرذي أصردره ري ران فري ‪ 9‬ينراير ‪ ، 2892‬وقررار تجميرد األرصردة‬
‫الليبية ‪ ،‬وقرار ظر استيراد النفط الليبي ‪.‬‬
‫إن ادقتصاد الليبي تى وإن سلمنا أنه يعاني من انهيرار ‪ ،‬كمرا تررى الواشرنطن‬
‫بوست‪ ،‬فان السبب لم يكرن داخليرا ‪ ،‬برل يعرود إلرى أسرباب خارجيرة ‪ ،‬وت كرم الوديرات‬
‫المت دة في ادقتصاد العالمي‪.‬‬
‫ويكشررف لنررا الجرردول رقررم (‪-21‬أ) أن الواشررنطن بوسررت رأت أن النظررام الليبرري‬
‫تسرريطر عليرره القبليررة ‪ ،‬فبل ررت نسرربة الت طيررة اإلخباريررة لهررذه الف ررة ‪ %4.8‬مررن إجمررالي‬
‫الت طية اإلخبارية لسياسرة الداخليرة لليبيرا ‪ ،‬ونشررت الصر يفة " … الحدرس الرئاسدي‬
‫للقذافي مصطفين من جماعته العرقية القذاذفة ليحمي القذافي نفسه … "(‪. )1‬‬
‫" … لقد وضع القذافي رجاله وأعضاء قبيلته في المواقع الحساسة … "(‪. )2‬‬
‫" … يمثل الرائد جلود مصالح المقارحة ويعتمد على تأييدهم … "(‪. )3‬‬
‫اولت الواشنطن بوست أن تبرز أن الدولة في ليبيا دولة قبلية ‪ ،‬ت ركها المصالح‬
‫الخاصة ‪ ،‬وليست مصالح الدولة ككل ‪ .‬ود يمكن ادست راب من هذا األسلوب ‪ ،‬فالواشنطن‬
‫بوست تستخدم هذا األسلوب في م اولة منها لت ريه الرأي العام على عدم القبول بسيطرة قبيلة‬
‫وا دة ‪ .‬لكن الص يفة واإلدارة األمريكية لم تفهم التركيبة السياسية ‪ ،‬والمنظور القبلي الذي‬
‫يطر ه القذافي في فلسفته الجماهيرية ‪ ،‬فالقذافي يركز على القبيلة بكونها مظلة اجتماعية ‪ ،‬وليست‬
‫أداة سياسية لل كم كما تطر ها الواشنطن بوست ‪.‬‬

‫ب‪ -‬السياسة الخارجية ‪:‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/2/5 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/2/5 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2895/22/25 ،‬‬
‫‪729‬‬
‫أظهرت النترا ر فري الجردول رقرم (‪-21‬ب) أن السياسرة الخارجيرة للقرذافي نالرت‬
‫ت طيررة إخباريررة أكثررر مررن السياسررة الداخليررة بنسرربة وصررلت إلررى ‪ %72.5‬مررن إجمررالي‬
‫الت طية اإلخبارية لليبيا‪.‬‬

‫‪728‬‬
‫وقد رازت ف رة دعرم اإلرهراب ادهتمرام األكبرر فري الت طيرة اإلخباريرة للسياسرة‬
‫الخارجية للقذافي بنسبة ‪ %12.7‬من إجمالي الت طية للسياسة الخارجية الليبية فنشررت‬
‫الص يفة ‪:‬‬
‫" أنه ال يكتفي بممارسة اإلرهاب بل هو الذي يخلقه … "‪. )1(-‬‬
‫" … القذافي يدير مافيا هو الرأس المدبر لها … "(‪. )2‬‬
‫وتتطابق هذه الت طية مع اعتبار دعم القذافي لقضايا الت رر ‪ ،‬بلنها تشكل داعما لإلرهاب‬
‫والذي بل ت نسبته ‪ %46.2‬من تلثير هذا الدعم على األوضا الدولية ‪ ،‬انظر الجدول رقم (‪، )4‬‬
‫وبذلك فان الواشنطن بوست لم تتوقف على إلصاق تهمة اإلرهاب به ‪.‬‬
‫(*)‬
‫جدول رقم (‪-21‬ب)‬
‫اإلجمالي‬
‫الت طية اإلخبارية ليبيا‬ ‫ر‪.‬م‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرار‬
‫سياسة خارجية ( ب )‬
‫‪12.74‬‬ ‫‪411‬‬ ‫دعم اإلرهاب‬ ‫‪2‬‬
‫‪2.58‬‬ ‫‪79‬‬ ‫الت الف مع ادت اد السوفيتي‬ ‫‪1‬‬
‫‪5.11‬‬ ‫‪66‬‬ ‫خطر على إسرا يل‬ ‫‪4‬‬
‫‪24.58‬‬ ‫‪112‬‬ ‫دعم المتمردين‬ ‫‪2‬‬
‫‪7.28‬‬ ‫‪87‬‬ ‫الض ط على لفاء ال رب‬ ‫‪5‬‬
‫‪7.67‬‬ ‫‪211‬‬ ‫تدخل في ش ون البلدان المجاورة‬ ‫‪7‬‬
‫‪7.19‬‬ ‫‪84‬‬ ‫تنامي المعارضة الخارجية‬ ‫‪6‬‬
‫‪72.5‬‬ ‫‪855‬‬ ‫المجـــــــــــــــــــــمو‬
‫‪133‬‬ ‫‪1427‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/2/27 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/7/21 ،‬‬
‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)42،45‬‬
‫‪711‬‬
‫ويكشف الجدول المشار إليه أن دعم المتمردين قد از على نسبة ‪ %24.5‬مرن‬
‫إجمالي الت طية اإلخبارية لسياسة الخارجيرة الليبيرة ‪ ،‬ونشررت الصر يفة " … القدذافي‬
‫يمول المنظمات اإلرهابية … "(‪. )1‬‬
‫و از التدخل في شر ون الردول المجراورة علرى نسربة بل رت ‪ %7.6‬مرن إجمرالي‬
‫الت طيررة اإلخباريررة لسياسررة الخارجيررة الليبيررة ‪ ،‬ورأت الص ر يفة " … تنددامي الوجددود‬
‫الليبي هدفه تعزيز تحر وشي على الساحة التشادية … "(‪. )2‬‬
‫" … ريغددان يؤكددد دعددم الواليددات المتحدددة االقتصددادي والعسددكري فددي حملتدده‬
‫الليبي ‪ ،‬الذي يحتل شمال تشاد … "(‪. )3‬‬ ‫الرامية إلخراج الجي‬
‫" … النفوذ الليبي يقلل من فدرم عدودة األمدريكيين المهجدرين مدن السدودان‬
‫‪. )4(" ..‬‬
‫" … ريغان يوافق على ما يزيد عن ‪ 15‬مليون دوالر من المسداعدات لصدالح‬
‫القتال الجديد الدائر ضد ليبيا … "(‪. )5‬‬
‫رظ أن الردول التري تررى الواشرنطن بوسرت أن القرذافي قرد تردخل فري‬ ‫ومن الم‬
‫ش ونها‪ ،‬تتمثل في أنظمة كان للقذافي موقرف صرريح وواضرح منهرا ‪ ،‬مصرر فري عهرد‬
‫السررادات ومبررارك‪ ،‬وتررونس بقيررادة أبررو رقيب رة ‪ ،‬وتشرراد وعنرردما ترردخل مررن أجررل جبهررة‬
‫فروالينا ‪ ،‬ودخول القذافي رب استنزاف على الجبهة الجنوبية ‪.‬‬
‫فقد أبرزت النتا ر في الجدول ‪-21‬ب أن القذافي عمل على الض ط على لفراء‬
‫الوديات المت دة ‪ ،‬والتي جاءت بنسبة بل ت ‪ %7.2‬وهي نسبة تكاد تكون متطابقة مرع‬
‫التدخل في الش ون الداخلية للدول المجاورة ‪ ،‬فنشررت الصر يفة " … يحدرض الشدعب‬
‫على االنتفاضة ضد حكومته…"(‪. )6‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/5/28 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2896/2/18 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2896/9/2 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2899/7/22 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2896/9/2 ،‬‬
‫‪ - 6‬الواشنطن بوست ‪. 2899/7/22 ،‬‬
‫‪712‬‬
‫فقررد أوضررح القررذافي الخيانررة العظمررى فرري ررق األمررة العربيررة ‪ ،‬والترري ارتكبهررا‬
‫السررادات‪ ،‬وم رراودت أبررو رقيبررة السررعي فرري ركرراب السرراداتية ‪ ،‬أمررا تشرراد فالواشررنطن‬
‫بوست أعرف بمن كان وراء إرغام القيادة الليبية على الدخول في رب داخرل تشراد ‪،‬‬
‫عنرردما ترردخلت المخررابرات المركزيررة األمريكيررة ‪ ،‬وقرردمت تصررورها بضرررورة وجررود‬
‫مسلك ثاني إلضعاف قوة القذافي وتكشف لنرا الدراسرة فري الجردول السرابق إن السياسرة‬
‫الخارجية الليبيرة تشركل خطررا علرى إسررا يل ‪ ،‬وقرد بل رت نسربة هرذه الف رة ‪ %5.1‬مرن‬
‫إجمالي الت طيرة للسياسرة الخارجيرة الليبيرة ‪ ،‬ونشررت الصر يفة " … هدؤالء القتلدة لدم‬
‫يكونوا قادرين على تنفيذ جرائمهم دون الحصول على الدعم الذي تدوفر لهدم أنظمدة‬
‫مثل نظام القذافي في ليبيا "(‪. )1‬‬
‫" … يعد القذافي العدو األول للسالم في الشرق األوسط … "(‪. )2‬‬
‫وهنا يظهر تلثير اللوبي الصهيوني في مل الص يفة على شن مر ت تشرهير‬
‫ضد القذافي ‪ ،‬والتي أظهرت رأي الواشنطن بوست و قردها الردفين عليره ‪ ،‬ألنره ير من‬
‫بضرورة ت رير فلسطين ‪ ،‬وفي المقابل قدمت الواشنطن بوست السادات بوصفه رجل‬
‫س م وبطل رب … وهنا المفارقة !!؟ ‪.‬‬
‫ويكشررف لنررا الجرردول رقررم (‪-21‬ب) أن المعارضررة الخارجيررة وتناميهررا قررد رراز‬
‫علررى ت طيررة إخباريررة بل ررت نسرربتها ‪ %7.1‬مررن إجمررالي الت طيررة اإلخباريررة لسياسررة‬
‫الخارجيرة الليبيررة ‪ ،‬ونشرررت الصر يفة " … منفيددون ليبيددون يخشدون اإلحبدداط ‪ ،‬فددرغم‬
‫قتلة القذافي وهزاء الغرب ‪ ،‬فإنهم قد يكونون ذو فائدة … "(‪. )3‬‬
‫" … القذافي يكلف اللجان الثورية بتصفية الكالب الضالة … "(‪. )4‬‬
‫" … جبهة إنقاذ ليبيا الوطنية تنظم محاولة الغتيال القذافي … "(‪. )5‬‬
‫" … عبد المنعم الهوني رفيق القذافي السابق يزور واشنطن سرا … "(‪. )1‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2892/5/4 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/5/4 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2895/22/25 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2895/2/24 ،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2895/9/24 ،‬‬
‫‪711‬‬
‫" … الهوني يقود معارضة مفتوحة ضد القذافي … "(‪. )2‬‬
‫" … القذافي يصدر أوامر الغتياالت بالجملة ضد المعارضدة فدي الخدارج …‬
‫"(‪. )3‬‬
‫لقد ركزت الواشنطن بوست على اإلرهاب الموجه ضد المعارضة في الخار من قبل‬
‫القذافي ‪ ،‬لكننا هنا نختلف أص مع الواشنطن بوست في التسمية ‪ ،‬فاط ق اسم المعارضة على‬
‫الخونة نعت به إج اف ‪.‬‬
‫ألن القرذافي طلررب بالسررماح لليبيررين الموجررودين فري الخررار بررالعودة إلررى ليبيررا ‪،‬‬
‫وأن مبدأ المعارضة كما تصور الواشنطن بوست مرفوه ‪ ،‬ألنه ليس من المنطقي أن‬
‫تعرراره الشررعب الليبرري بلكملرره ‪ ،‬فقررد أشررارت الواشررنطن بوسررت إلررى أن القررذافي أوقررف‬
‫دوره السياسرري فرري مررارس ‪ ، 2866‬فرران المعارضررة إذا ليسررت موجهررة للقررذافي ألنرره د‬
‫ي كم أص ‪ ،‬وبالتالي فان وجدت من تعارضه فان الشعب الليبي ‪ ،‬والمعارضة الليبيرة‬
‫تررى إن سررلمنا جرردد بوجودهررا ‪ ،‬فانرره لرريس مررن المقبررول سياسرريا أن تكررون‬ ‫فرري الخررار‬
‫موجودة في الوديات المت دة ‪ ،‬وتدعمها وتخطط لها المخابرات المركزيرة األمريكيرة ‪،‬‬
‫لقد اولت اإلدارة األمريكية جمع ما أسمتهم بالمعارضة الليبيرة فري الخرار علرى أمرل‬
‫أن تنفررذ خططهررا فرري اغتيررال القررذافي ‪ ،‬لكنهررا فشررلت ‪ .‬وتجرردر اإلشررارة هنررا أن م اولررة‬
‫الواشنطن بوست اإلصرار علرى أن القرذافي يقترل المعارضرة فري الخرار ‪ ،‬هرو ادعراء‬
‫غير ص يح ‪ ،‬ألن من قرر تصفية الخونة في الخار هو الشعب الليبري فري م تمراتره‬
‫الشعبية ‪ ،‬ولم يكن القذافي صا ب القرار في هذا الخصوص ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2897/21/19 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2897/21/19 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2895/8/4 ،‬‬
‫‪714‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أساليب التغطية اإلخبارية لمواقف القذافي ‪:‬‬
‫يكشررف لنررا الجرردول رقررم (‪ )24‬الررذي ي ترروي علررى أ ررد عشررر أسررلوبا ص ر فيا‬
‫للت طية اإلخبارية ‪ ،‬والتي تستخدم بشكل كبير في اإلع م السياسي ‪.‬‬
‫قررد بل ررت نسرربة أسررلوب التعررريه بررال مز علررى ‪ %9.18‬مررن إجمررالي أسرراليب‬
‫الت طيررة لمواقررف القررذافي ‪ ،‬وبل ررت نسرربة اسررتخدام هررذا األسررلوب مررع أخبررار الجبهررة‬
‫السرررنديانية ونيكررراراغوا ‪ %2.6‬مرررن إجمرررالي أسررراليب الت طيرررة الخاصرررة بنيكررراراغوا ‪،‬‬
‫ونشرت الص يفة " … يبدو أن هنا شيئا ما يحددث فدي أمريكدا الوسدطى يهددد أمدن‬
‫الواليات المتحدة … "(‪. )1‬‬
‫ويعررود نشررر هررذا الخبررر إلررى بدايررة ال ملررة الصر افية األمريكيررة ضررد نيكرراراغوا‬
‫وجاء أسرلوب التعرريه وال مرز بنسربة ‪ %7.17‬مرن إجمرالي الت طيرة لمواقرف القرذافي‬
‫من الم تمر الوطني األفريقي ‪ ،‬ونشرت الواشنطن بوست " … أكددت مصدادر مطلعدة‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2894/21/12 ،‬‬


‫‪712‬‬
‫في الخارجية أمس أن هنا دورا خفيا يلعبه القذافي في ناميبيدا قدد يدؤثر علدى الددول‬
‫المجاورة في المنطقة … "(‪. )1‬‬
‫فقررد كانررت الواشررنطن بوسررت تعمررل علررى ادبتعرراد عررن توجيرره ادتهررام مباشرررة‬
‫للم تمر الوطني األفريقي بلنه يتلقى دعما سياسيا أو عسكريا من القذافي ‪.‬‬
‫وجاء أسلوب التعريه برال مز بنسربة ‪ %21.12‬مرن إجمرالي الت طيرة الخاصرة‬
‫بليبيا ‪ ،‬نشرت الواشنطن بوست " … أن سياسدة إدارة كدارتر فدي التعامدل مدع قدانون‬
‫حرية المالحة في العالم كان يشوبه الكثير من التراخي … "(‪. )2‬‬
‫ففرري هررذه الفترررة كانررت اإلدارة األمريكيررة تبتعررد عررن توجيرره ادتهررام إلررى ليبيررا‬
‫بخصوص خلير سرت ‪ ،‬فانها قدمت لذلك بامكانية أن تقوم اإلدارة األمريكية بمراجعرة‬
‫ة الب رية ‪.‬‬ ‫موقفها من رية الم‬
‫كما يكشف لنا الجدول رقرم (‪ )24‬أن أسرلوب تقرديم الررأي علرى أنره قيقرة جراء‬
‫بنسربة ‪ %21.7‬مرن إجمرالي أسراليب الت طيرة لمواقررف القرذافي ‪ ،‬يرا بل رت نسربة هررذا‬
‫األسلوب ‪ %6.12‬مرن إجمرالي أسراليب الت طيرة اإلخباريرة لموقرف القرذافي مرن الجبهرة‬
‫السررنديانية ‪ ،‬يررا نشرررت الواشررنطن بوسررت تصررري ا للررر يس ري رران ‪ … " :‬إذا لددم‬
‫نسدتطع أن نددافع عدن مصدالحنا فدي أمريكددا الوسدطى ‪ ،‬فإنندا لدن نسدتطيع الددفاع عددن‬
‫مصالحنا في أي مكان في العالم … "(‪. )3‬‬
‫يا قدمت الواشنطن بوست رأي الر يس ري ران علرى أنره قيقرة برلن مصرالح‬
‫الوديات المت ردة مهرددة فري أمريكرا الوسرطى ‪ ،‬بفعرل الجبهرة السرنديانية ‪ .‬و صرل هرذا‬
‫األسلوب على نسربة قردرت ‪ %21.2‬مرن إجمرالي أسراليب الت طيرة لموقرف القرذافي مرن‬
‫جنرروب أفريقيررا ‪ ،‬ورأت الواشررنطن بوسررت " … مصددادر دبلوماسددية أكدددت أن القددذافي‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/1/7 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/6 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2895/21/27 ،‬‬
‫‪715‬‬
‫يسعى لمحاربة جنوب أفريقيدا مدن أجدل أطماعده فدي الحصدول علدى تقنيدات الدذرة …‬
‫"(‪. )1‬‬
‫لقد عملت الواشنطن بوست على تقديم رغبة القرذافي فري ال صرول علرى القنبلرة‬
‫الذرية‪ ،‬وكلن هذا الرأي الذي قدمته الص يفة هرو قيقرة يسرعى إليهرا القرذافي ‪ ،‬ولريس‬
‫دعم شعب جنوب أفريقيا للتخلص من الميز العنصري ‪.‬‬
‫وجاء أسلوب تقديم الررأي علرى أنره قيقرة بنسربة ‪ %22.2‬مرن إجمرالي أسراليب‬
‫الت طية لموقف القرذافي مرن قضرية خلرير سررت ‪ ،‬ورأت الواشرنطن بوسرت " … لديس‬
‫من حق القذافي السيطرة على أكثر من ‪ 12‬ميال بحريا … "(‪. )2‬‬
‫" … القددذافي يعلددن بأندده سدوف يحددول منطقددة البحددر المتوسددط إلددى بركددة مددن‬
‫الدماء …" ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫" … يظن القذافي أن الفندق الكبير في طرابلس قد يصبح قلدب العدالم … "‬
‫‪.‬‬
‫ول القذافي في قضية خلير سرت‪،‬‬ ‫لقد عملت الواشنطن بوست عند نشر األخبار‬
‫وخرجت أغلب األخبار ب راء المراسلين وقدمت را هم الشخصية التي تعكس ر يتهم الخاصة‬
‫للقضية ‪ ،‬وليس ال قا ق الج رافية التي يفرضها التاريخ بل قية ليبيا في سيطرتها على خلير سرت‬
‫وإع نه مياه داخلية ‪.‬‬
‫وفرري تقررديرنا أن أخطررر األسرراليب المسررتخدمة فرري الت طيررة اإلخباريررة لمواقررف‬
‫القذافي هي تقديم راء القادة والسياسريين ‪ ،‬علرى أنهرا قيقيرة ‪ ،‬األمرر الرذي يخلرق الرة‬
‫من اإلبهرام فري ت ديرد أيرن تبردأ ال قيقرة ؟ وأيرن تبردأ اآلراء ؟ لقرد عمرل المراسرلون فري‬
‫الواشنطن بوسرت علرى تقرديم أخبرار القرذافي مدعومرة بر راء قرد ترم تسرريبها بشركل جيرد‬
‫أ يانا ‪ ،‬وفر أ يانا أخرى ‪ ،‬في ثنايا الخبر في م اولة منهم إعطاء األخبرار انطباعرات‬
‫شخصية ت ثر على الموضوعية الص فية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2897/21/19 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/1/7 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2897/1/29 ، ،‬‬
‫‪717‬‬
‫جدول رقم (‪)24‬‬
‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار أساليب الت طية اإلخبارية لمواقف القذافي‬
‫اإلجمالي‬ ‫نيكاراغوا جنوب أفريقيا خلير سرت‬ ‫القضية التي يدعمها‬ ‫ر‪.‬م‬
‫القذافي‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫أساليب الت طية‬
‫‪9.0. 15 21.1 11 7.17‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2.65‬‬ ‫‪2‬‬ ‫التعريه وال مز‬ ‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪21.7 48 22.2 42 21.2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6.12‬‬ ‫‪2‬‬ ‫تقديم الرأي على أنه‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫قيقة‬
‫‪2.54 22 2.57 21 7.17‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4.51‬‬ ‫‪1‬‬ ‫التجاهل المتعمد‬ ‫‪4‬‬
‫‪2.18‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7.17‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4.51‬‬ ‫‪1‬‬ ‫التعصب‬ ‫‪2‬‬
‫‪8.17 19 21.1 11 4.14‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9.61‬‬ ‫‪5‬‬ ‫النسب المت يز‬ ‫‪5‬‬
‫‪2‬‬
‫‪6.67 12 9.76 28 8.18‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4.51‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اختيار المعلومات‬ ‫‪7‬‬
‫‪2.72‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7.17‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5.17‬‬ ‫‪4‬‬ ‫السلبية‬ ‫‪6‬‬
‫‪12.1 65 17.8 58 25.2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪28.1 22‬‬ ‫التسويغ‬ ‫‪9‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪24.8 24 21.6 19 29.2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪25.6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫دس وتشويه ال قا ق‬ ‫‪8‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪9.64 16 9.12 29 2.18‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪21.5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الوضوح المسلم به‬ ‫‪21‬‬
‫‪1‬‬
‫‪9.18 15 2.57 21 8.18‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 22‬الت ريه على المواجهة ‪26.5 21‬‬
‫‪2‬‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)47،46،49،48،21،22،21،24‬‬


‫‪716‬‬
‫‪418‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪56‬‬ ‫المجمـــــــو‬

‫وتكشررف نتررا ر الجرردول رقررم (‪ )24‬أن أسررلوب التجاهررل المتعمررد قررد جرراء بنسرربة‬
‫م ويررة ‪ %2.5‬مررن إجمررالي أسرراليب الت طيررة اإلخباريررة لمواقررف القررذافي ‪ ،‬ويقرروم هررذا‬
‫األسلوب على عدم تكذيب الص ف ل تهامرات التري تنشرر ضرد الدولرة ‪ ،‬لكنهرا ببسراطة‬
‫يررتم تجاهلهررا بشرركل كبيررر ‪ .‬وقررد جرراء هررذا األسررلوب بنسرربة بل ررت ‪ %4.5‬مررن إجمررالي‬
‫أسرراليب الت طيررة لمواقررف القررذافي مررن الجبهررة السررنديانية‪ ،‬وجرراء هررذا األسررلوب بنسرربة‬
‫‪ %7.17‬من إجمالي األساليب لت طية مواقف القذافي من قضية جنوب أفريقيا ‪ ،‬وجراء‬
‫هذا األسلوب بنسبة ‪ %2.5‬من أساليب الت طية لموقف القذافي من قضرية خلرير سررت‬
‫‪.‬‬
‫وال قيقررة الواضر ة هنررا أن الواشررنطن بوسررت تجاهلررت بشرركل كبيررر تصررري ات‬
‫القذافي بلن ليبيا تقع ت ت وطلة ملة إمبريالية شرسة ‪ ،‬ولم تنتبه إليها وسرا ل اإلعر م‬
‫بررل إنرره اسررتخدم كررلداة لت قيررق هررذه ال ملررة ‪ ،‬ولررم يكشررف عنهررا إد بعررد العرردوان علررى‬
‫طرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررابلس وبن ررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررازي ورأت الصرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر يفة‬
‫" … شنت إدارة ريغان حملة تضليلية سرية غير معهودة إلقنداع القدذافي بأنهدا علدى‬
‫وش الهجوم عليه … "(‪. )1‬‬
‫" … وزارة الخارجية تضع خطة تحث على انقالب ليبدي ‪ ،‬واإلدارة األمريكيدة‬
‫تنفي إثارة اغتيال القذافي … "(‪. )2‬‬
‫" … نشر معلومات مصنفة ( سري ) حول حملة الحكومة الراميدة إلدى تحييدد‬
‫القذافي يعمل في واقع األمر على خدمة العدو دون مقابل ‪ ،‬ويقددم صدكا دعائيدا رائعدا‬
‫للقذافي … "(‪. )3‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2897/5/12 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/28 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2897/5/12 ،‬‬
‫‪719‬‬
‫وقد كشف القذافي من بدايرة األزمرة مرع الوديرات المت ردة أن اإلدارة األمريكيرة‬
‫تشن ملة ضد ليبيا من أجل قمع الثرورة فيهرا ‪ .‬وقرد تجاهلرت الواشرنطن بوسرت ذلرك ‪،‬‬
‫وكشرررفت عنررره بعرررد عررردوان أبريرررل ‪ ، 2897‬وهرررذا لررريس جديرررد علرررى وسرررا ل اإلعررر م‬
‫األمريكية ‪ ،‬ففي رب فيتنام خ ل الشهور األولى التي سبقت ادثة خلير تونكين عرام‬
‫‪ ، 2872‬قد تم تجاهلها فري ذلرك الوقرت ‪ ،‬ولرم تكشرف تفاصريلها إد عنرد نشرر مرذكرات‬
‫البنتاغون عام ‪. 2862‬‬
‫ويكشف لنا الجدول رقم (‪ )24‬إن أسلوب التعصب الذي يقوم بنشر األخبار عن‬
‫طريق تكرارها بشكل منتظم وتقرديم األ رداا والشخصريات مرن خر ل بعرد وا رد غيرر‬
‫ون الصرورة الذهنيرة برل ي راولون التلصريل الردا م‬ ‫مت ير ‪ ،‬كما أن الص فيين د يص‬
‫لهذه الصورة بالتكرار والتركيرز ‪ ،‬وهرذه الطريقرة يسرتخدمها الصر فيون بسرهولة نظررا‬
‫لقوة تلثيرها لت قيق الهدف ‪.‬‬
‫وجرراء هررذا األسررلوب بنسرربة م ويررة بل ررت ‪ %2.1‬مررن إجمررالي أسرراليب الت طيررة‬
‫اإلخباريررة لمواقررف القررذافي مررن قضررايا الت رررر ‪ ،‬وتجرردر اإلشررارة هنررا إلررى إن تررداخل‬
‫أساليب الت طية وعدم إمكان القياس النها ي على هذا األسلوب ‪ ،‬ترى د ترتهم الدراسرة‬
‫بررالت يز ‪ ،‬لررذا فقررد جرراء فرري المرتبررة األخيرررة مررن بررين األسرراليب بعررد أن تررم م مررة كررل‬
‫األخبررار علررى هررذه األسرراليب بصررورة تكرراد تكررون مقاسرره لتجنررب افتعررال تررداخلها خر ل‬
‫ت ليل النتا ر ‪ .‬وجاء هذا األسلوب بنسبة ‪ %4.5‬من إجمرالي أسراليب الت طيرة لمواقرف‬
‫القررذافي مررن الجبهررة السررنديانية ‪ ،‬يررا عملررت الص ر يفة بشرركل مسررتمر علررى تلصرريل‬
‫صورة الشيوعية والدعم المالي والعسكري المقدم من ليبيا ‪.‬‬
‫" … إن الواليددات المتحدددة لددن تسددمح بددأن تكددون نيكدداراغوا كوبددا ثانيددة فددي‬
‫المنطقة …"(‪.)1‬‬
‫" … قام حلفاؤنا في البرازيدل بإيقداف شدحنة مدن األسدلحة متوجهدة مدن ليبيدا‬
‫إلى نيكاراغوا… "(‪. )1‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2896/9/2 ،‬‬


‫‪718‬‬
‫وهي أكثر الصور تكرارا عملت الص يفة علرى تلصريلها فري ذهرن القرارئ برلن‬
‫القررذافي والجبهررة السررنديانية لهررا ع قررة بادت رراد السرروفياتي ‪ ،‬وأن القررذافي يقرردم السر ح‬
‫دعما لنيكاراغوا ‪.‬‬
‫وفي تقديرنا أن استخدام هذا األسلوب يدفع الرأي العام إلى قبرول هرذه الصرورة‬
‫بشكل م كرد غيرر قابرل للمناقشرة ‪ .‬لكرن الواشرنطن بوسرت بعرد إع نهرا ووقوعهرا ت رت‬
‫تضرررليل اإلدارة األمريكيرررة ‪ ،‬اولرررت أن ت كرررد مررردى مصرررداقيتها فررري نشرررر األخبرررار‬
‫وا ترامها لسمعتها ‪ ،‬باعتبارها من أكبر الم سسات الص افية داخل الوديرات المت ردة‬
‫‪ ،‬األهم من ذلك فان م اولة تلصيل صورة مواقف القذافي بهذه الطريقة نج رت بشركل‬
‫كبيرر ‪ ،‬يررا لررم يسررت رب الرررأي العررام األمريكري قيررام ملررة عسرركرية علررى ليبيررا ‪ ،‬بررل‬
‫اعتبر أن ما قالته اإلدارة األمريكية كان يجب أن ي دا منذ وقت طويل ‪.‬‬
‫وجرراء هررذا األسررلوب بنسرربة ‪ %7.17‬مررن إجمررالي أسرراليب الت طيررة اإلخباريررة‬
‫لمواقف القذافي من قضية جنوب أفريقيا ونشرت الص يفة ‪:‬‬
‫" … توجد معسكرات لتدريب المتمردين في ليبيا … "(‪. )2‬‬
‫" … القذافي يعلن بأنه سيقود جيشا بنفسه لغزو جنوب أفريقيا … "(‪. )3‬‬
‫فبالنظر إلى ما سبق فانه في تقديرنا أن الواشنطن بوست استخدمت أسلوب اآلراء‬
‫العاطفية المقبولة ( التعصب ) من أجل التلثير على الرأي العام ‪ ،‬فانه بالعودة إلى تصريح القذافي‬
‫بلنه سوف يقود جيشا فقد جاءت كلمة ( ت رير ) وليس كما نشرتها الص يفة ( غزو ) والفارق‬
‫شاسع بين الكلمتين ‪.‬‬
‫لقررد اسررتخدمت الواشررنطن بوسررت أسررلوب مخاطبررة غريررزة القطيعررة فرري تلثيرهررا‬
‫العرراطفي علررى الرررأي العررام األمريكرري ‪ ،‬بررلن المررواطن الموجررود فرري جنرروب أفريقيررا‬
‫يتعره ل زو ‪ ،‬وبالتالي دبد من التضامن معه في وجه من يعلن غزو لب دهم ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/21/27 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/28 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2895/22/25 ،‬‬
‫‪741‬‬
‫ويكشف لنا الجدول رقم (‪ )24‬أن أسلوب النسب المت يرز الرذي يقصرد بره الفعرل‬
‫المستخدم بنسرب القرول إلرى المصردر ‪ ،‬وجراء هرذا األسرلوب بنسربة بل رت ‪ %8.17‬مرن‬
‫إجمالي أساليب الت طية اإلخبارية لمواقف القذافي من قضايا الت رر العالمي ‪.‬‬
‫وجاء هذا األسلوب بنسبة ‪ %9.6‬من إجمالي أساليب الت طية اإلخبارية لموقرف‬
‫القذافي من الجبهة السنديانية ‪ ،‬يا نشرت الص يفة " … القذافي ‪ :‬نحن مدن أرسدلنا‬
‫األسلحة إلى نيكاراغوا… "(‪. )1‬‬
‫" … في مقابلة تلفزيونية يصر القذافي على أنه لن يتراجدع عدن تقدديم الددعم‬
‫للجبهة السنديانية … "(‪. )2‬‬
‫وجرراء أسررلوب النسررب المت يررز بنسرربة ‪ %4.14‬مررن إجمررالي أسرراليب الت طيررة‬
‫اإلخباريررة لموقررف القررذافي مررن قضررية الميررز العنصررري فرري جنرروب أفريقيررا ‪ ،‬نشرررت‬
‫الص ر يفة " … يجتمددع القددذافي بددالمتمردين فددي طددرابلس ‪ ،‬ويحرضددهم علددى إحددداث‬
‫اضطرابات في جنوب القارة … "(‪.)3‬‬
‫و از نفس األسلوب علرى نسربة م ويرة ‪ %21.12‬مرن إجمرالي أسراليب الت طيرة‬
‫لموقف القذافي مرن قضرية خلرير سررت ‪ ،‬ونشررت الصر يفة " … القدذافي يبحدر علدى‬
‫متن زورق فرنسي إلى ميا المتوسط متحدديا األسدطول السدادس … ويعلدن ‪ :‬سدوف‬
‫نحول هذ الميا إلى بركة دماء دفاعا عن سيادتنا … "(‪. )4‬‬
‫" … سنحول منطقة المتوسط إلى حرب شاملة … "(‪. )1‬‬
‫لقد استخدمت الواشنطن بوست أفعال ربط لها ثار عاطفية ‪ ،‬يا صممت الص يفة هذه‬
‫األفعال دستدرار عاطفة المتلقين إلعطاء أ كام سلبية عن مواقف القذافي ‪.‬‬
‫وتكشف لنا نترا ر الجردول رقرم (‪ )24‬أن أسرلوب اختيرار المعلومرات جراء بنسربة‬
‫‪ %6.6‬مررن إجمررالي أسرراليب الت طيررة اإلخباريررة لمواقررف القررذافي مررن قضررايا الت رررر (‬
‫ويقوم هذا األسلوب على اختيار الصر يفة جمرل وفقررات م رددة مرن أقروال المصردر )‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/21/27 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/21/27 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/28 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2895/2/5 ،‬‬
‫‪742‬‬
‫وقررد بل ررت نسرربة اسررتخدام هررذا األسررلوب ‪ %4.5‬مررن إجمررالي أس راليب الت طيررة لموقررف‬
‫القرررررررررررررررررذافي مرررررررررررررررررن الجبهرررررررررررررررررة السرررررررررررررررررنديانية ونشررررررررررررررررررت الصررررررررررررررررر يفة‬
‫" … أعلن القذافي أمس أنه البد أن تستمر الثورة في أمريكا الوسطى ‪ ،‬ولن نتوقدف‬
‫عن دعم نيكاراغوا… "(‪. )2‬‬
‫وجرراء أسررلوب اختيررار المعلومررات بنسرربة ‪ %8.18‬مررن إجمررالي أسرراليب الت طيررة‬
‫اإلخباريررة لموقررف القررذافي مررن قضررية الميررز العنصررري فرري جنرروب أفريقيررا ونشرررت‬
‫الص يفة تصريح للقذافي جاء فيه " … البد مدن الثدأر للشدرف األفريقدي الدذي انتهكده‬
‫المستعمرون البيض في جنوب أفريقيا… "(‪. )3‬‬
‫وبل ت نسبة هذا األسلوب ‪ %9.7‬من إجمالي الت طية اإلخبارية لموقف القذافي‬
‫من قضية خلير سرت ‪ ،‬نشرت الص يفة ‪ … " :‬القذافي يعلن خليج سدرة خط للموت‬
‫"(‪. )1‬‬
‫بررالنظر إلررى هررذا األسررلوب فرران الواشررنطن بوسررت عملررت علررى تعمرريم األخبررار‬
‫بطريقرة قردمت فيهرا جز يرات مرن تصرري ات القرذافي علرى أنره يردعم اإلرهراب ‪ ،‬وهررذا‬
‫طبيعي ألنها تستنكر مواقف القرذافي مرن دعرم ركرات الت رر مرن يرا المبردأ ‪ ،‬فررغم‬
‫جهل الواشنطن بوست وتعمدها إيرراد معلومرات غيرر قيقيرة فري األخبرار ‪ ،‬فقرد قردمت‬
‫أغلب أخبارها في قالب دعا ي يظهر فيره ادختيرار واضر ا ‪ .‬فقرد ركرزت علرى اختيرار‬
‫كلمات وتصري ات م ددة ‪ ،‬وأعدتها في أخبار ذات صلة بموضرو التصرريح ‪ ،‬ومرن‬
‫الطبيعرري أن د يكتشررف الرررأي العررام األمريكرري هررذا األسررلوب ‪ ،‬ألنرره يتطلررب دراسررة‬
‫ظة دقيقة يصعب على القارئ المتعجل القيام بها ‪.‬‬ ‫وم‬
‫كمررا تكشررف لنررا نتررا ر الجرردول رقررم (‪ )24‬أن أسررلوب السررلبية قررد بل ررت نسرربته‬
‫‪ %2.7‬مررن إجمررالي أسرراليب الت طيررة اإلخباريررة لمواقررف القررذافي مررن قضررايا الت رررر‬
‫العالمي ‪ ،‬ويقدم أسلوب السلبية علرى أن عرره األخبرار يكرون فقرط مرن أجرل مصرل ة‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/4/6 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2897/7/21 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2892/1/15 ،‬‬
‫‪741‬‬
‫فرررد أو شرريء مررا ‪ ،‬ولهررذا تركررز علررى الجوانررب السررلبية ألي فعررل وتظهررر كعرردو بشرركل‬
‫واضح ‪.‬‬
‫و از أسلوب السلبية على نسبة ‪ %5.1‬من إجمرالي أسراليب الت طيرة اإلخباريرة‬
‫لموقف القذافي من قضية الجبهة السرنديانية ‪ ،‬ونشررت الصر يفة " … أسدلحة القدذافي‬
‫المرسلة إلى نيكاراغوا تشكل خطرا على األمن القومي األمريكي … "(‪. )2‬‬
‫و از أسلوب السلبية بنسبة بل ت ‪ %7.17‬من إجمالي أسراليب الت طيرة لموقرف‬
‫القررذافي مررن قضررية جنرروب إفريقيررا ‪ .‬ونشرررت الص ر يفة "… علددى اإلدارة األمريكيددة‬
‫االهتمددام بمددا يجددرى فددي جنددوب القددارة األفريقيددة … فأندده يش دكل تهديدددا لمصددالحنا‬
‫االقتصادية …"(‪. )3‬‬
‫ونظرا ألن كل أخبار الواشنطن بوست ول خلير سرت أظهرته بصورة العدو لها‪ .‬فكان‬
‫على البا ا تقريب األساليب األخرى لت ليل األخبار ‪ ،‬تى د تظهر عجزا في عملية الت ليل ‪،‬‬
‫فكل األخبار التي تناولت موقف القذافي من قضية خلير سرت لم تخ دل من السلبية لكنها كانت‬
‫اقرب إلى غيرها من أساليب الت طية األخبارية األخرى‪.‬‬
‫وبرالعودة إلرري أسرلوب السررلبية فران الواشررنطن بوسرت قررد عمردت إلرري أن تظهررر‬
‫موقف القذافي بلنه يشكل خطرا على الوديات المت دة ‪ ،‬وبالتالي فان القذافي يعد عدوا‬
‫لها ولمصال ها‪.‬‬
‫وقد عملت الص يفة إلى أنره دبرد أن تكرون الصرورة السرلبية ضرد شرخص مرا ‪،‬‬
‫وبما أن القذافي هو الشخصية التي تدور ولها الدراسة ‪ ،‬وتركز عليها الص يفة ‪ ،‬فقد‬
‫عملت على تقديمه بلنه عدو للوديات المت دة بل أ يانا عدو اإلنسانية ‪.‬‬
‫وهرررذا األسرررلوب يعرررد ذا فعاليرررة إذ أ سرررنت الصررر يفة اسرررتخدامه ‪ ،‬وقرررد نج رررت‬
‫الواشررنطن بوسررت الررى ررد مررا فررى رسررم صررورة القررذافي ‪ ،‬بلنرره عرردو لإلنسررانية ‪ .‬وقررد‬
‫أظهرت بلنه إرهابي بنسبة عالية فى الجدول رقم ‪ 2‬بل ت ‪ ، %12.2‬وأكدت الصر يفة‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/4/6 ،‬‬


‫‪ - - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2895/1/27 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2896/2/18 ،‬‬
‫‪744‬‬
‫أيضررا علررى أن هررذا اإلرهرراب يشرركل تهديرردا علررى الوديررات المت رردة بنسرربة بل ررت فرري‬
‫الجدول رقم (‪.%22.5 )4‬‬
‫ومررن هنررا فقررد قرردمت الواشررنطن بوسررت القررذافي باسررتخدام أسررلوب السررلبية فرري‬
‫الت طية األخبارية بطريقة ناج ة إلي د ما‪.‬‬
‫وتكشف لنا النتا ر في الجدول رقرم (‪ )24‬أن أسرلوب التسرويغ قرد أ ترل المرتبرة‬
‫األولررى بررين أسرراليب الت طيررة األخباريررة بنسرربة ‪ %12.1‬مررن إجمررالي أسرراليب الت طيررة‬
‫األخبارية لمواقف القذافي من قضايا الت رر العالمي‪.‬‬
‫"‪ ..‬ويقوم أسلوب التسرويغ علرى تقرديم الصر يفة لتبريرر ترراه منطقيرا مرن وجهرة‬
‫نظرها ‪ ،‬لما تقوم به من أفعال‪ "..‬وجاءت نسربة أسرلوب التوسريع ‪ %28.1‬مرن إجمرالي‬
‫أسررراليب الت طيرررة األخباريرررة لموقرررف القرررذافي مرررن الجبهرررة السرررنديانية ‪ ،‬يرررا نشررررت‬
‫السندياني…"(‪.)1‬‬ ‫الص يفة "… القذافي يدفع ‪ 23‬مليون دوالر مهايا للجي‬
‫وجاء أسلوب التسويغ والتبرير يا بل ت نسبة األسلوب ‪ %25.2‬من إجمالي أساليب‬
‫الت طية األخبارية لموقف القذافي من قضية الميز العنصري في جنوب إفريقيا‪.‬‬
‫"… مصدادر اسدتخبارية أكدددت وجدود معسدكرات فددي ليبيدا لتددريب المتمددردين‬
‫والمرتزقة من المؤتمر الوطني اإلفريقي …"(‪. )2‬‬
‫وقد جاء أسلوب التسويغ في المرتبة األولى بنسبة ‪ %17.8‬من إجمالي أسراليب‬
‫الت طيررة األخباريررة لموقررف القررذافي مررن قضررية خلررير سرررت‪ .‬وهررذا م شررر عررالي ي مررل‬
‫دددت كبيررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررة جرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررردا‬
‫"… القذافي يسعى إلي احتالل تونس بعد هزيمته في تشاد "(‪. )3‬‬
‫لقد عمدت الواشنطن بوست إلي ادستفادة مرن هرذا التكنيرك فري كتابرة األخبرار ‪،‬‬
‫فعملت إلى تقديم معلومات وأخبار غير قيقية هدفت منها أى تقديم فكرة غير قيقية‬
‫تسهم في تقديم خطورة مواقف القذافي من هذه القضايا‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2897/5/12 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/2/12 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2897/2/26 ،‬‬
‫‪742‬‬
‫إن الواشنطن بوسرت ركرزت علرى هرذا األسرلوب إلعطراء مبرررات منطقيرة لمرا‬
‫تقدمه مرن صرور عرن مواقرف القرذافي ‪ ،‬وقرد نج رت الصر يفة فري خلرق صرورة ذهنيرة‬
‫واض ة لدى الرأى العام األمريكي باستخدام هذا األسلوب عن القذافي ‪.‬‬
‫ويكشف لنا الجردول رقرم (‪ )24‬أن أسرلوب دس وتشرويه ال قرا ق قرد جراء بنسربة‬
‫بل ررت ‪ %24.8‬مررن إجمررالي أسرراليب الت طيررة األخباريررة لمواقررف القررذافي مررن قضررايا‬
‫الت رر‪.‬‬
‫ويعررد أسررلوب دس وتشررويه ال قررا ق مررن أكثررر تكنيكررات الدعايررة الدوليررة غيررر‬
‫األخ قية خطورة ‪ .‬يا يعمد على شو األخبار بمعلومات مشوهة الهدف منها تقرديم‬
‫وجهة نظر الص يفة على أنها قيقة ‪.‬‬
‫وقررد رراز أسررلوب دس وتشررويه ال قررا ق علررى نسرربة م ويررة بل ررت ‪ %25.6‬مررن‬
‫إجمررالي أسرراليب الت طيررة األخباريررة لموقررف القررذافي مررن قضررية الجبهررة السررنديانية‪ .‬فقررد‬
‫عمدت الص يفة إلى تشويه قيقة موقف القذافي من هذه القضرية فنشررت "…أورتيغدا‬
‫يسعى إلي الحصول على دعم مإلي من االتحاد السوفيتي وليبيا ‪ ،‬ويعمل بشدكل أوثدق‬
‫مع الجماعات المناهضة للواليات المتحدة في أمريكا الوسطى …‪.1".‬‬
‫وجراء أسرلوب دس وتشررويه ال قرا ق بنسرربة بل رت ‪ %29.2‬مررن إجمرالي أسرراليب‬
‫الت طية لموقف القذافي من قضية جنوب أفريقيا ونشرت الصر يفة "… القدذافي يددعم‬
‫المتمردين من جنوب أفريقيا باألسلحة السدوفياتية ‪ ،‬والكدرملين يقددر للقدذافي موقفده‬
‫اإليجابي…"(‪.)2‬‬
‫وقد صل أسلوب دس وتشويه ال قا ق علرى نسربة بل رت ‪ %21.6‬مرن إجمرالي‬
‫أساليب الت طية األخبارية لموقف القذافي من قضية خلير سرت ونشرت "…ليس مدن‬
‫حق الليبيين رسم خط غلق يحد خليج السدرة ‪ ،‬ألن ذل ببساطة ينته قواعد الغلدق‬
‫المنصوم عليها في اتفاقية جنيف … "(‪. )3‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2897/6/14 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2892/2/12 ،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/28 ،‬‬
‫‪745‬‬
‫لقررد عمرردت الواشررنطن بوسررت علررى تقررديم ال قررا ق المتعلقررة بمواقررف القررذافي‬
‫بصررورة مشرروهة‪ ،‬فبررالنظر إلررى تشررويه ال قررا ق فرري قضررية خلررير سرررت فقررد قامررت‬
‫الصر يفة فرري م اولررة منهررا دس المعلومررات أن تشررير لمخالفررة ليبيررا ل تفاقيررات الدوليررة‬
‫ول الخلجان والمياه الدولية ‪ ،‬من أجل دعم وجهة نظرها ول خلرير سررت ‪ .‬وقامرت‬
‫من خ ل تمرير المواد القانونية في تلك ادتفاقيات‪ ،‬لت كد للرأي العام عدم أ قية ليبيرا‬
‫بما تطلبه من سيادة على خلير سرت ‪.‬‬
‫وبالنظر إلى الجدول رقم (‪ )5‬فقد كشفت النترا ر أن الواشرنطن بوسرت رأت فري‬
‫إع ن القذافي خلير سرت مياه داخلية يخالف القانون الردولي للب رار والم يطرات ‪ ،‬قرد‬
‫جاء بنسبة ‪ %6.4‬من إجمالي الصورة التي رسمتها الص يفة لموقف القرذافي مرن هرذه‬
‫القضية في م اولة مرن الصر يفة ادعتمراد علرى أسرلوب التكررار بردد مرن الت ليرل فري‬
‫تقديم موقف القذافي من قضية خلير سرت ‪.‬‬
‫وتظهر نتا ر الجدول رقم (‪ )24‬أن أسرلوب الوضروح المسرلم بره قرد جراء بنسربة‬
‫‪ % 9.6‬من إجمرالي أسراليب الت طيرة لمواقرف القرذافي مرن قضرايا الت ررر ‪ ،‬ويقروم هرذا‬
‫التنكيك على جعل الخبر يقدم بصي ة مسلم بها ‪ ،‬ود ت تا إلرى مناقشرة أو أدلرة ‪ ،‬ذلرك‬
‫باسررتخدام نعرروت ثابتررة وقررد بل ررت نسرربة هررذا األسررلوب ‪ %21.5‬مررن إجمررالي أسرراليب‬
‫الت طية اإلخبارية لموقف القذافي من قضية الجبهرة السرنديانية ‪ ،‬ورأت الصر يفة " …‬
‫القذافي يرسل أسلحة إلى نيكاراغوا … "(‪. )1‬‬
‫وجرراء هررذا األسررلوب بنسرربة ‪ %8.18‬مررن إجمررالي أسرراليب الت طيررة اإلخباريررة‬
‫لموقف القذافي من قضية الميز العنصري فري جنروب أفريقيرا ‪ ،‬نشررت الصر يفة " …‬
‫أنه يدعم اإلرهابيين والمتمردين في جنوب أفريقيا … "(‪. )2‬‬
‫وجرراء أسررلوب الوضرروح المسررلم برره بنسرربة بل ررت ‪ %9.1‬مررن إجمررالي أسرراليب‬
‫الت طيرة اإلخباريرة لموقرف القرذافي مرن قضرية خلرير سررت ‪ .‬نشررت الصر يفة ‪… " :‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2892/21/1 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/28 ،‬‬
‫‪747‬‬
‫اسدتراتيجيون يدرون أن زيددادة حددود خلدديج السددرة يددؤثر علدى حركددة السدفن وحريددة‬
‫تنقلها ‪ ،‬كما أن دول جنوب أوروبا لن تسلم من إرهاب ليبيا … "(‪. )1‬‬
‫" … قددررت إدارة ريغددان اختددراق الخلدديج ألن مبدددأ البحددار المفتوحددة مهددم ‪،‬‬
‫والبد من قرم أنف القذافي … "(‪. )2‬‬
‫لقد عمدت الواشنطن بوست على تقديم بعه أخبارها باستخدام هذا التنكيك ‪ ،‬فعند تقديمها‬
‫أخبار القذافي فانها لم ترفق هذه األخبار باي أدلة أو مناقشات تدل على ص ة وصدق ما تطر ه‬
‫الص يفة من مواقف القذافي ‪ ،‬ودعمه ل ركات اإلرهابية ‪ ،‬كما تصورها ‪ ،‬بل إنها عمدت على‬
‫استخدام صفات ونعوت م ددة وثابتة ‪ ،‬مثل ( عراب اإلرهاب ) الذي كررته الواشنطن بوست‬
‫بنسبة ‪ ، %26.2‬وصفة اإلرهاب بنسبة بل ت ‪ %12.2‬كما جاء في الجدول رقم(‪. )2‬‬
‫واستنادا إلى هذه النعوت فان أغلب أخبرار الواشرنطن بوسرت قرد اسرتخدمت هرذا‬
‫التنكيك في ت طيتها اإلخبارية لمواقف القذافي ‪ ،‬فلرم تقردم أدلرة أو أسرانيد لتقويرة موقفهرا‬
‫فيما تطر ه ‪ .‬إنما اعتمدت على أن ما تقوله قيقة وغير قابلة لمزيد من التلكيد ‪.‬‬
‫وأخيرا يكشف لنا الجدول رقرم (‪ )24‬أن تكنيرك الت رريه علرى المواجهرة جراء‬
‫بنسبة بل ت ‪ %9.18‬من إجمالي أساليب الت طية اإلخبارية لمواقف القذافي مرن قضرايا‬
‫الت رر ‪.‬‬
‫يقوم هذا التكنيك على ت ريه الص يفة للراي العام أو اإلدارة األمريكيرة علرى‬
‫ضرورة القيام يعمل ما ضد القذافي ‪ ،‬لدعمه ال ركات الت ررية ‪.‬‬
‫و رراز تكنيررك الت ررريه علررى المواجهررة نسرربة بل ررت ‪ %12.15‬مررن إجمررالي‬
‫أسرراليب الت طيرررة اإلخباريرررة الموقررف القرررذافي مرررن قضررية الجبهرررة السرررنديانية ‪ ،‬ونسررربة‬
‫‪ %8.18‬مررن إجمررالي أسرراليب الت طيررة اإلخباريررة لموقررف القررذافي مررن قضررية الميررز‬
‫العنصري في جنوب أفريقيا ‪ ،‬وما نسبته ‪ %8.5‬من إجمالي أساليب الت طية اإلخبارية‬
‫لموقف القذافي من قضية خلير سرت ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/4/21 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/28 ،‬‬
‫‪746‬‬
‫وقد عمدت الواشنطن بوست على نشر أخبار ت ره على القيام بعمل مرا ضرد‬
‫القذافي ‪ .‬فنشرت الص يفة ‪:‬‬
‫" … دخلددت اإلدارة األمريكيددة حددرب أعصدداب مددع القددذافي علددى أمددل تخويفدده‬
‫ودفعه إلى رد فعل غير عقالني "(‪. )1‬‬
‫" … ذكدر مسدئولون فدي إدارة ريغدان أنهدم رفضدوا عددة مبدادرات دبلوماسددية‬
‫مددن جانددب القددذافي خددالل األشددهر األربعددة األولددى مددن العددام الماضددي ‪ ،‬واإلدارة تفكددر‬
‫باإلطاحة به … "(‪. )2‬‬
‫" … من المحتمل أننا وصلنا إلى النقطة التي يجب فيها تصفية القذافي "(‪. )3‬‬
‫" … وجود خطة للبيت األبيض لإلطاحة بالقذافي … "(‪. )4‬‬
‫" … البد أن تعطدي الواليدات المتحددة اهتمامدا جدادا لمشدروع اغتيدال القدذافي‬
‫… "(‪. )5‬‬
‫ظ مما تقدم أن الواشنطن بوست دعت بشكل صريح إلى ضرورة اغتيال القذافي‬ ‫والم‬
‫أو اإلطا ة به ‪ ،‬مخالفة بذلك أخ قيات مهنة الص افة التي تمنع استخدام وسا ل اإلع م وصف ات‬
‫الجرا د لدعوة إلى القتل ‪ ،‬لكن الواضح أن الواشنطن بوست عكست رغبة اإلدارة األمريكية‬
‫بلسلوب ص في أكثر قبود ‪.‬‬
‫ومرع هررذا فران تكنيررك الت رريه علررى المواجهرة الخرراص بمواقرف القررذافي رغررم‬
‫خطورترره فرري أسرراليب الدعايررة وتلثيرات ره العكسررية علررى الررراي العررام ‪ ،‬خلررق نوعررا مررن‬
‫النجاح ‪ ،‬ألن كل األساليب الص فية السابقة استخدمت وترم توظيفهرا بطريقرة تردعو فري‬
‫النهايررة إلررى نتيجررة وا رردة ‪ ،‬وهرري أن وجررود القررذافي علررى قيررد ال يرراة يعررد خطرررا علررى‬
‫الوديات المت دة ‪ ،‬وما ي كد نجاح الص يفة فيمرا قامرت بره أنره بعرد العردوان األمريكري‬
‫على بيت القذافي ‪ ،‬واعتبرر مرا فعلتره الوديرات المت ردة أشرهر واضرخم م اولرة اغتيرال‬
‫عرفتها البشرية ‪ ،‬ومخالفة بذلك كل األعراف والقوانين الدولية ولم ي رك الررأي العرام‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/21/22 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2897/6/14،‬‬
‫‪ - 3‬الواشنطن بوست ‪. 2897/1/29 ،‬‬
‫‪ - 4‬الواشنطن بوست ‪. 2897/1/29،‬‬
‫‪ - 5‬الواشنطن بوست ‪. 2897/22/16 ،‬‬
‫‪749‬‬
‫األمريكي ساكنا ‪ ،‬ألن الواشنطن بوست وغيرها من وسا ل اإلع م قامت بعمليرة تهيرلة‬
‫نفسية للرأي العام لتقبل أي فعل أمريكي اتجاه القذافي ‪.‬‬
‫وفي تقديرنا إن المبال ة التي عمدت إليها الواشنطن بوسرت فري اسرتخدام أخطرر‬
‫أساليب الت طيرة اإلخباريرة لكونهرا أسراليب دعا يرة وغيرر أخ قيرة ‪ ،‬فري ت طيرة مواقرف‬
‫القذافي للرأي العام العالمي واألمريكي ‪.‬‬
‫ي كد ما طر ته في الجانب النظري لهذه الدراسة ‪ ،‬والذي قردمنا فيره أن وسرا ل‬
‫اإلع م األمريكية هي أ د أدوات اإلدارة األمريكية في تنفيذ سياستها ‪.‬‬
‫و تى وإن تبجح الص فيون األمريكيون بلنهم أكثر رية من غيرهم ‪ ،‬ف شرك‬
‫أن اإل صا يات والنتا ر التي كشرفت عنهرا الدراسرة أكردت بمرا د يرد مجراد للشرك أن‬
‫الواشررنطن بوسررت وقعررت ك يرهررا مررن وسررا ل اإلع ميررة األمريكيررة رهينررة السرريطرة‬
‫الري انية عليها ‪.‬‬
‫إن الدراسرررة قرررد أثبترررت أن الواشرررنطن بوسرررت قررردمت كرررل إمكانياتهرررا وخبراتهرررا‬
‫الص فية لت قيق ت طية سرلبية لمواقرف القرذافي مرن ركرات الت ررر العرالمي ‪ .‬مركرزة‬
‫في ت طيتها على أن هرذه المواقرف تشركل فري مجملهرا إرهابرا ير ثر علرى األمرن والسرلم‬
‫العالمي من جهة ‪ ،‬وعلى مصالح الوديات المت دة من جهة أخرى ‪.‬‬
‫كما بينرت لنرا أن هرذه الت طيرة قرد افررزت لنرا أسراليب دعا يرة جديردة وخطيررة ‪،‬‬
‫تمثلت في أسلوب التسويغ لت كد على مدى إمكانيات الواشنطن بوسرت فري ت يرر وقلرب‬
‫ال قا ق ‪.‬‬
‫لقررد أظهرررت الواشررنطن بوسررت فرري تصررويرها لمواقررف القررذافي وموقررف اإلدارة‬
‫األمريكيرة منرره أن الصرررا بررين القررذافي وري رران اتجرره إلررى أن يلخررذ الطررابع الشخصرري‬
‫ك قيقة لم تتطرق إليها الص يفة ‪ ،‬بل ركزت على أنه صرا القضاء على اإلرهاب ‪.‬‬
‫ولكن الم كد أن مواجهة القذافي للوديرات المت ردة جراءت لت كرد عمرق الخر ف‬
‫في المصالح ‪ ،‬وعمق تصادم اإلرادات ‪ ،‬فليس للر يس المنتخرب فري الوديرات المت ردة‬
‫ع قة بخ فات القذافي مع اإلدارة األمريكية ‪.‬‬

‫‪748‬‬
‫ثامنا ‪ :‬مصادر التغطية اإلخبارية لمواقف القذافي ‪:‬‬
‫أوضررر ت لنرررا نترررا ر الجررردول رقرررم (‪ )12‬أن ف رررة مصرررادر المعالجرررة اإلخباريرررة‬
‫لمواقف القذافي قد جاءت فى المرتبة الرابعة بنسربة م ويرة بل رت ‪ %21.9‬مرن إجمرالي‬
‫المعالجة األخبارية لمواقف القذافي من قضايا الت رر العالمي‪.‬‬
‫ونظرا لخصوصرية هرذه الف رة الت ليليرة ‪ ،‬فقرد قسرم البا را ف رة مصردر الت طيرة‬
‫األخباريررة الررى أربررع ف ررات ر يسررية تنقسررم برردورها الررى ف ررات فرعيررة أخرررى ‪ .‬ونقصررد‬
‫بالمصدر هنا الجهة أو األداة التي نسب إليها أ داا الخبر‪.‬‬
‫‪ -1‬المصدر اإلعالمي‪:‬‬
‫ويقصد بها " األخبار التى نشرتها الصحيفة وكان مصدرها أما بشرية أو إعالمية " ‪.‬‬
‫يكشف لنا الجدول رقم (‪ )22‬أن إجمالي األخبار التي كان المراسلون مصدرها ‪ ،‬قد بل ت‬
‫ما نسبته ‪ %52.7‬من إجمالي مصادر األخبار التي تناولت مواقف القذافي من قضايا الت رر‬
‫العالمي ‪ .‬ويتضح من ذلك أن الص يفة استخدمت شبكة مراسليها في ت طية أخبار القذافي ‪،‬‬
‫وه دء المراسلون اعتمدو على مصادر خاصة بهم ‪ ،‬وصاغوا األخبار وفق ر يتهم ل‪ ،‬داا‪.‬‬
‫وهذا ما جعل المعالجة األخبارية لمواقف القذافي تتسم بالت يز وعدم الموضوعية وإدخال اآلراء‬
‫فى صلب الخبر ‪ .‬فالمراسلون اعتمدوا على مصادرهم ور يتهم ‪ ،‬ولم يعتمدوا على ال قا ق التى‬
‫تضعها األ داا ‪.‬‬
‫وجرراءت وكررادت األنبرراء األمريكيررة فرري المرتبررة الثانيررة مررن إجمررالي المصررادر‬
‫اإلع مية التي اعتمد عليها المراسرلون مرن وكالرة اليونانيترد بررس بنسربة ‪ %29.2‬مرن‬
‫إجمرررالي المصرررادر اإلع ميرررة‪ ،‬ووكالرررة األسوشررريد بررررس فرررى المرتبرررة الثالثرررة بنسررربة‬
‫‪ ، %42.1‬ويتضح من هذه األرقام أن األخبار التي نشرت عن القذافي اتسمت بصرب ة‬
‫ور يررة أمريكيررة صرررفة ‪ ،‬فالمراسررلون ووكررادت األنبرراء الترري اعتمرردوا عليهررا كانررت‬
‫أمريكية‪ .‬وبالتالي فان مبدأ الموضوعية وعدم الت يز فرى نشرر معالجرة مواقرف القرذافي‬
‫من قضايا الت رر يعد عام مفقود بشكل كبير‪.‬‬
‫ويكشررف لنررا نفررس الجرردول ن ف ررة وكررادت أنبرراء أخرررى قررد جرراء فرري المرتبررة‬
‫األخيرة ‪ ،‬بنسبة ‪ %1.8‬من إجمالي المصدر اإلع ميرة ‪ ،‬وجراءت هرذه الوكرادت علرى‬

‫‪721‬‬
‫الن و التالي نشرت الواشنطن بوست خبران عن نيكاراغوا كان مصدرهما وكالة أنبراء‬
‫هنرردرواس وكالررة األنبرراء األرجنتينيررة ‪ .‬أمررا جنرروب أفريقيررا فقررد جرراء خبررر وا ررد كرران‬
‫مصدره وكالة أنباء كانسيشا من زا ير ‪.‬‬

‫‪722‬‬
‫جدول رقم (‪)22‬‬
‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار ف ة المصادر اإلع مية في المعالجة اإلخبارية‬

‫القضية اليت يدعمها‬


‫اإلجمالي‬ ‫جنوب أفريقيا قضية خليج سرت‬ ‫نيكاراغوا‬

‫القذايف‬ ‫ر‪.‬م‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫المصدر اإلعالمي‬

‫‪52.7 278 58.4 241 29.2 27 21.4 14‬‬ ‫المراسلون‬ ‫‪2‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪5.91 29 4.75‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7.17 1 22.1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫وكالة األنباء الفرنسية‬ ‫‪1‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5.26 27 4.28‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7.17 1 21.1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫وكالة رويتر‬ ‫‪4‬‬

‫‪9‬‬

‫‪2.72‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2.47‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7.17 1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وكالة الشرق األوسط‬ ‫‪2‬‬

‫‪29.2 56 29.1 21‬‬ ‫‪12.1 6 26.5 21‬‬ ‫وكالة اليونايتد برس‬ ‫‪5‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪24.1 22 22.2 42‬‬ ‫‪8.18 4 21.1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫وكالة ادسوتم برس‬ ‫‪7‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)22،25،27،26،29،28،51،52‬‬


‫‪721‬‬
‫‪1.86‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4.14 2 4.51‬‬ ‫‪1‬‬ ‫وكادت أخرى‬ ‫‪6‬‬

‫‪211 418‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪56‬‬ ‫المجمـــــو‬

‫‪724‬‬
‫‪ -2‬المصدر الجغرافي "العواصم"‪:‬‬
‫ويقصد بها " المدن التي أشارت أليها الصحيفة عند نشرها للخبار المتعلقة بمواقف‬
‫القذافي "‪.‬‬
‫يكشرف لنررا الجرردول رقرم (‪ )25‬أن اكثررر المرردن الترري جراءت منهررا األخبررار كانررت‬
‫نيويررورك‪ ،‬بنسرربة بل ررت ‪ %42.7‬مررن إجمررالي المصررادر الج رافيررة ‪ .‬وجرراءت مدينررة‬
‫واشررنطن فرري المرتبررة الثانيررة بنسرربة ‪ %12.7‬مررن إجمررالي المصررادر الج رافيررة ‪ .‬وهررذا‬
‫ي كررد مررا تقرردمنا برره فرري ت ليلنررا لجرردول رقررم (‪ )22‬بررلن الصر يفة اعتمرردت علررى الر يررة‬
‫األمريكية في معالجة مواقف القذافي من قضايا الت رر العالمي ‪ .‬وبهذا يمكرن أن ننفري‬
‫مصرداقية الصر يفة فري تقرديمها ر يرة موضروعية و قيقيرة ل‪،‬خبرار‪ .‬فلمرام هرذه النسرب‬
‫المرتفعررة للمرردن األمريكيررة جرراءت مدينررة طرررابلس بنسرربة بل ررت ‪ %12.14‬رغررم أنهررا‬
‫الطرف الثاني من المواجهة مع الوديات المت دة ‪ ،‬فقرد عمردت الواشرنطن بوسرت علرى‬
‫تكثيف األخبار الصادرة من الوديات المت دة في مواجهة األخبار القادمة من طررابلس‬
‫‪ .‬وهذا ما أكدناه في قضية عدم التوازن فري التردفق األخبراري برين الشرمال والجنروب ‪،‬‬
‫وجاءت لندن في المرتبة الرابعرة بنسربة ‪ %22‬مرن إجمرالي المصرادر الج رافيرة ‪ .‬وإذا‬
‫ما جمعت هذه النسب الم وية بين الوديات المت ردة وبريطانيرا ‪ ،‬فاننرا سروف نقرف أمرام‬
‫الهيمنة الكبيرة لدول الشمال في مواجهرة دول الجنروب فري ت طيرة أخبرار القرذافي ‪ .‬فقرد‬
‫بل ررت النسرربة الم ويررة للمرردن ال ربيررة نيويررورك واشررنطن لنرردن ‪ %77.8‬مررن إجمررالي‬
‫المصرررادر الج رافيرررة التررري عالجرررت مواقرررف القرررذافي أمرررام ‪ %12.14‬مصرررادرها مرررن‬
‫طرابلس ‪ .‬إن هذا الفرق الذي يصل إلى ث ا أمثال يوضرح أن تلرك المعالجرة لرم تتسرم‬
‫بالموضوعية ‪ ،‬فقد ركزت على نقرل وجهرة نظرر طررف وا رد مرن المواجهرة الوديرات‬
‫المت رردة الترري تمتلررك اإلمكانيررات والتقنيررات الترري تسرراعدهم فرري رسررم أي صررورة نمطيررة‬
‫للقذافي ‪.‬‬
‫لقد عمدت الواشنطن بوست على ادستفادة من هرذه اإلمكانيرات بدايرة مرن شربكة‬
‫المراسلين الذين اعتمدوا علرى مصرادرهم الخاصرة وكرادت األنبراء األمريكيرة ‪ ،‬ونقلروا‬

‫‪722‬‬
‫وجهات نظر واشنطن ونيويورك ول مواقف القرذافي ‪ ،‬يوصرلنا إلرى نتيجرة مفادهرا أن‬
‫هذه المعالجة لم تكن موضوعية على اعتبار سيطرة وجهة نظر الوديات المت دة علرى‬
‫الواشنطن بوست عند تقديمها لمواقف القذافي ‪.‬‬

‫‪725‬‬
‫جدول رقم (‪)25‬‬
‫(*)‬
‫يبين تكرار ف ة المصدر الج رافي في المعالجة اإلخبارية‬

‫اإلجمالي‬ ‫نيكاراغوا جنوب أفريقيا خلير سرت‬ ‫القضية التي يدعمها‬

‫القذافي‬ ‫ر‪.‬م‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫المصدر الج رافي‬

‫‪12.1 75 15.5 57 7.17‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪21.1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫طرابلس‬ ‫‪2‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2.11 24 5.24 24‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪1‬‬

‫‪4.55 22 2.21‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4.51‬‬ ‫‪1‬‬ ‫روما‬ ‫‪4‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪42 7.48 22 16.1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪28.1 22‬‬ ‫لندن‬ ‫‪2‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪42.7 216 47.8 92 41.4 21 19.1 27‬‬ ‫نيويورك‬ ‫‪5‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪12.4 77 29.1 21 12.1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪49.4 28‬‬ ‫واشنطن‬ ‫‪7‬‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)51،54،52،55،57،56،59،58‬‬


‫‪727‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪2.11 24 1.64‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪25.2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4.51‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مدن أخرى‬ ‫‪6‬‬

‫‪5‬‬

‫‪211 418‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪56‬‬ ‫المجمو‬

‫‪726‬‬
‫‪ -3‬المصادر المؤسساتية ‪:‬‬
‫يقصد بها " األخبار التي نسبت إلى مؤسسة حكومية تابعة لإلدارة األمريكية " ‪.‬‬
‫وقد عمد البا ا إلى تقديم هذه الف ة للتعرف على أي من هذه الم سسات األكثر تلثيرا‬
‫على المعالجة اإلخبارية لمواقف القذافي ‪ ،‬وكشف لنا الجدول رقم (‪ )27‬أن البيت األبيه قد جاء‬
‫في المرتبة األولى بين الم سسات األمريكية التي نسبت إليها الواشنطن بوست أخبار تتعلق‬
‫بمواقف القذافي ‪ ،‬يا بل ت النسبة ‪ %44.7‬من إجمالي المصادر الم سساتية ل‪،‬خبار المتعلقة‬
‫بمواقف القذافي ‪ .‬وي كد هذا على أن البيت األبيه عمل على انسياب األخبار إلى الواشنطن‬
‫بوست سواء عن طريق ناطقه الرسمي ‪ ،‬أو موظف يعمل به ‪ ،‬ووقعت الص يفة بالتالي ت ت‬
‫تلثير الم سسات الرسمية األمريكية ‪ ،‬والتي أثرت بدورها في معالجتها األخبارية المواقف القذافي‬
‫لدرجة جعلت الواشنطن بوست تفقد استق ليتها المزعومة ‪ ،‬وتبدو كلنها لسان ال ال كومة‬
‫األمريكية ‪.‬‬
‫وقد فجر تقرير نشرته الواشنطن بوسرت بقلرم الصر في األمريكري الشرهير بروب‬
‫ورودادر برلن اإلدارة األمريكيرة قرد أعردت ملررة تضرليل إع ميرة للقرذافي ‪ ،‬لتبريررر أي‬
‫عمل تقوم به اإلدارة األمريكية ضد القذافي ‪.‬‬
‫هررذا التقريررر كشررف لنررا إلررى أي مرردى تسرريطر اإلدارة األمريكيررة بكرل م سسرراتها‬
‫على الواشنطن بوست في تقديم أخبار كاذبة عن القذافي ‪.‬‬
‫وإن كان هذا التقرير قد كشفت عنه الواشرنطن بوسرت ‪ ،‬فران ذلرك د يعفيهرا مرن‬
‫مس ولياتها اتجاه الررأي العرام العرالمي واألمريكري ‪ ،‬واتجراه القرذافي بالدرجرة األولرى ‪،‬‬
‫فكان على الواشنطن بوست تقديم اعتذار لمس وليتها على المسراهمة فري تضرليل الررأي‬
‫العام ‪ ،‬وتقديم اعتذار للقذافي‪ ،‬والشعب الليبي ‪ ،‬عما اقترفتره فري قره بسربب معالجتهرا‬
‫غير موضوعية لها ‪.‬‬
‫ويكشف لنرا الجردول أن الخارجيرة األمريكيرة قرد جراءت فري المرتبرة الثانيرة برين‬
‫الم سسررات األمريكيررة الترري تررزود الواشررنطن بوسررت بلخبررار عنررد القررذافي بنسرربة بل ررت‬
‫‪ ، %12.5‬وهررذا التضررامن بررين الخارجيررة والبيررت األبرريه اسررتخدام بشرركل م ر ثر فرري‬
‫المعالجة اإلخبارية لمواقف القذافي ‪ ،‬فكانت الخارجية تسير وفرق خطرة رسرمها ري ران‬
‫مررع مستشرراريه فجرراءت األخبررار م كرردة مررن البيررت األبرريه ومفصررلة مررن الخارجيررة‬
‫‪729‬‬
‫ومصاغة بلسلوب ص في أمريكي ‪ ،‬وجراءت ف رة م سسرات أخررى فري المرتبرة الثالثرة‬
‫بنسرربة ‪ %11.7‬وتصرردرت وكالررة المخررابرات المركزيررة األمريكيررة هررذه الف ررة بنسرربة‬
‫‪ %11.51‬مما ي كد هيمنتها أيضا على األخبار المتعلقة بمواقف القذافي ‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)27‬‬


‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار ف ة المصادر الم سساتية في المعالجة اإلخبارية‬

‫اإلجمالي‬ ‫خليج سرت‬ ‫جنوب‬ ‫نيكاراغوا‬ ‫القضية التي يدعمها‬

‫أفريقيا‬ ‫القذافي‬ ‫ر‪.‬م‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫اسم المؤسسة‬


‫‪44.7 212 42.5 78 12.1 6 28.2 19‬‬ ‫البيت األبيه‬ ‫‪2‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪12.5 67 16.9 72 21.2 2 28.1 22‬‬ ‫وزارة الخارجية‬ ‫‪1‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪25.5 29 27.9 46 16.1 8 4.51 1‬‬ ‫وزارة الدفا‬ ‫‪4‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪4.55 22 1.64‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7.17 1 5.17 4‬‬ ‫مجلس األمن القومي‬ ‫‪2‬‬

‫األمريكي‬

‫‪11.7 61‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪27 44.4 22 11.9 24‬‬ ‫م سسات أخرى‬ ‫‪5‬‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)71،72،71،74،72،75،77،76‬‬


‫‪728‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪211 418‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪56‬‬ ‫المجمو‬

‫‪751‬‬
‫‪ -4‬المصادر الشبح ‪:‬‬
‫قدم البا ا تعريفا تفصيليا لمفهوم المصدر الشبح فري الجرزء الخراص بمصرادر‬
‫األخبار في اإلطار النظري لهذه الدراسة ‪ ،‬ويقصد بره نسرب األخبرار إلرى مصردر غيرر‬
‫المصادر التي سبق ذكرها ‪ ،‬وقد قام البا را بتقسريم هرذه الف رة إلرى ف رات فرعيرة تشرير‬
‫إلى مصادر غير واض ة ومبهمة‪ .‬ويوضح لنا الجدول رقم (‪ )26‬ا رت ل ف رة مصرادر‬
‫مطلعة المرتبة األولى بنسبة ‪ %12.9‬من إجمالي مصادر الشبح ‪ ،‬فنشرت الص يفة ‪:‬‬
‫" … الواليات المتحددة علدى وشد الهجدوم بواسدطة القاذفدات األمريكيدة علدى‬
‫ليبيا ‪ ،‬وربما اإلطاحة بالقذافي ‪ ،‬هذا ما ذكرته مصادر مطلعة أمس … "(‪. )1‬‬
‫وجاءت ف ة مس ولين بادارة ري ان فري المرتبرة الثانيرة بنسربة ‪ %18.2‬فنشررت‬
‫الص يفة ‪:‬‬
‫" … ذكددر مسددؤولون بددإدارة ريغددان أن هنددا إرهابيددا يابانيددا يشددتبه فيدده أندده‬
‫يعمل سرا مع ليبيا … "(‪. )2‬‬
‫وجاء ف ة مصادر دبلوماسية بنسبة ‪ %27.2‬من إجمالي مصادر الشبح ‪ ،‬التي نسب إليها‬
‫المراسلون األخبار المنشورة عن القذافي ونشرت الص يفة ‪:‬‬
‫" … تحتفظ ليبيا بعمليات دعدم للمتمدردين فدي جندوب أفريقيدا ‪ ،‬هدذا مدا أكدتده‬
‫مصادر دبلوماسية في واشنطن "(‪. )1‬‬
‫وتجرردر اإلشررارة أن مصرردر الشرربح يعررد مررن أكثررر مصررادر األخبررار خطررورة فرري‬
‫العمل الص في ‪ ،‬ففي الوقرت الرذي يخرول فيره القرانون األمريكري للصر في رق مايرة‬
‫مصدره ‪ ،‬فان هذه ال ادت إجماد تنطبق على المعالجة اإلخبارية لمواقف القذافي ‪.‬‬
‫والواضح من هذه النتا ر أن المراسلين اعتمدوا على نسب األخبار إلى مصادر‬
‫قد تكرون وهميرة ‪ ،‬رغبرة مرنهم فري تلكيرد مرا ت ملره مرن معلومرات ‪ .‬فمرن المعرروف أن‬
‫قضية نسب الخبرر الرى مصردره تعطرى الخبرر مصرداقية لردى القرارئ ‪ ،‬فكلمرة مصرادر‬
‫مطلعررة ومصررادر خاصررة ‪ ،‬ومصرردر لررم يررذكر أسررمه ‪ ،‬صرا بة األخبررار المنشررورة عررن‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2895/2/16 ،‬‬


‫‪ - 2‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/28 ،‬‬
‫‪752‬‬
‫مواقرررف القرررذافي بشررركل كبيرررر وهرررذا يررردل علرررى أن اإلدارة األمريكيرررة قرررد اسرررتخدمت‬
‫المراسررلين فرري الواشررنطن بوسررت فرري نشررر أخبررار دون إسررنادها إلررى مصررادر م ررددة‬
‫وواض ة ‪ .‬وكشفت الواشنطن بوست عن ملة التضليل التي شرنتها إدارة ري ران ضرد‬
‫القذافي ‪ .‬ي كد عن أن الواشنطن بوست نفسها عمدت إلري نشرر األخبرار دون أن تكرون‬
‫لها مصادر واض ة في م اولة منها إعطاء طابع مبهم لهذه األخبار‪.‬‬
‫ان دستخدام مصدر الشبح فرى المعالجرة األخباريرة لمواقرف القرذافي مرن قضرايا‬
‫الت رر أثر بطريقة سلبية على المعالجة األخبارية لهرذه المواقرف ‪ .‬وبالترالي فران الشرك‬
‫في مصداقية الواشنطن بوست أصربح أمررا مقبرود طالمرا أن مصردر أخبارهرا لرم ي ردد‬
‫بطريقة واض ة للقارئ‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)26‬‬


‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار ف ة المصدر الشبح في المعالجة اإلخبارية‬

‫اإلجمالي‬ ‫خليج سرت‬ ‫جنوب‬ ‫نيكاراغو‬ ‫القضية التي يدعمها‬

‫أفريقيا‬ ‫ا‬ ‫القذافي‬ ‫ر‪.‬م‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫المصدر الشبح‬

‫‪17.9 94 41.5 76 16.1 8 21.1 6‬‬ ‫مصادر مطلعة‬ ‫‪2‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪9.64 16 5.11 22 25.2 5 28.1 22‬‬ ‫مصادر موثوقه‬ ‫‪1‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ - 1‬الواشنطن بوست ‪. 2896/5/2 ،‬‬


‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)62،61،64،62،65،79،78،61‬‬
‫‪751‬‬
‫‪27.2 51 25.1 44 21.2 2 11.9 24‬‬ ‫مصادر دبلوماسية‬ ‫‪4‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪18.2 81 41.2 62 12.1 6 12.1 21‬‬ ‫مس ولون بادارة ري ان‬ ‫‪2‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪8.61 41 6.41 27 25.2 5 25.6 8‬‬ ‫مصدر لم يذكر اسمه‬ ‫‪5‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪8.49 18 8.59 12 8.18 4 9.66 5‬‬ ‫مصادر خاصة‬ ‫‪7‬‬

‫‪418‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪56‬‬ ‫المجمـــــو‬

‫‪754‬‬
‫تاسعا‪ :‬الشخصيات األكثر ظهورا في المعالجة اإلخبارية لمواقف القذافي‪:‬‬
‫في الجردول رقرم (‪ )12‬صرلت ف رة الشخصريات علرى المرتبرة األخيررة ‪ ،‬يرا‬
‫بل ت نسبتها ‪ %4.5‬من إجمالي المعالجة األخبارية لمواقف القذافي من قضايا الت ررر‬
‫العالمي ‪.‬‬
‫ونقصد بالشخصيات هنا " أكثر الشخصيات القيادية ظهورا وتأثيرا في المعالجة‬
‫األخبارية " ‪.‬‬
‫وقد قسم البا ا هذه الف ة إلي ث ا ف ات فرعية‪:‬‬
‫‪ -1‬الشخصيات األمريكية‪:‬‬
‫يكشررف لنررا جرردول رقررم (‪ )29‬أن شخصررية الررر يس ري رران قررد ا تلررت المرتبررة‬
‫األولررى بنسرربة ‪ %12.6‬مررن إجمررالي الشخصرريات األمريكيررة ‪ ،‬وزيررر الرردفا األمريكرري‬
‫واينبيرغيرررر فررري المرتبرررة الثانيرررة بنسررربة بل رررت ‪ ، %28.6‬وجررراءت شخصرررية وزيرررر‬
‫الخارجية جور شولتز في المرتبرة الثالثرة بنسربة ‪ ، %28.5‬وأ ترل ولريم كرايس مردير‬
‫وكالة المخابرات المركزية األمريكية فري المرتبرة الرابعرة ‪ ،‬بنسربة ‪ ، %26.8‬ويتضرح‬
‫من هذا الجردول أن الردوا ر السياسرية واألمنيرة األمريكيرة شراركت بفعليرة فري المعالجرة‬
‫األخباريررة لمواقررف القررذافي مررن قضررايا الت رررر ‪ ،‬سررواء عررن طريررق تفريررع األخبررار أو‬
‫التعليرق عليهرا‪ .‬فرالر يس ري ران أعتبرر أن صرراعه مرع القرذافي يرلتي فري إطرار سياسررة‬
‫مكاف ة اإلرهاب الدولي ‪ ،‬التي يعتمد عليها في سياسته الخارجية ‪ ،‬وبذلك لرم ينفرك فري‬
‫التعليرررق أو التصرررريح رررول أي موقرررف أو تصرررريح يصررردر للقرررذافي ‪ ،‬وقرررد سررراهمت‬
‫الخارجية ووزارة الدفا والمخابرات المركزيرة األمريكيرة ري ران فري ت قيرق أهدافره ‪،‬‬
‫ومستخدمين الواشنطن بوست وسيلة لتقديم ر ية اإلدارة األمريكية اتجاه القذافي ‪.‬‬
‫وبرررالنظر إلرررى الجررردول رقرررم (‪ )27‬الخررراص بالمصرررادر الم سسررراتية لمعالجرررة‬
‫اإلخبارية لمواقف القذافي ‪ ،‬جاء البيت األبيه في المرتبة األولرى كمصردر م سسراتي‬
‫ل‪،‬خبررار الخاصررة بالقررذافي‪ ،‬بنسرربة ‪ ، %44.7‬وجرراء الخارجيررة األمريكيررة فرري المرتبررة‬
‫الثانية بنسبة ‪ ، %12.5‬وجاءت وكالة المخابرات المركزية في المرتبرة الرابعرة بنسربة‬

‫‪752‬‬
‫‪ ، %11.91‬وبالربط بين الجدولين فان ذلرك ي كرد أن الواشرنطن بوسرت اعتمردت علرى‬
‫هذه الشخصيات كمصادر ل‪،‬خبار المتعلقة بمواقف القذافي من قضرايا الت ررر العرالمي‬
‫‪.‬‬

‫‪755‬‬
‫جدول رقم (‪)29‬‬
‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار الشخصيات األمريكية األكثر تلثيرا في المعالجة اإلخبارية‬
‫اإلجمالي‬ ‫الشخصيات األمريكية األكثر‬
‫ر‪.‬م‬
‫‪%‬‬ ‫تأثيرا‬
‫‪12.68‬‬ ‫‪216‬‬ ‫رونالد ري ان‬ ‫‪2‬‬
‫‪28.55‬‬ ‫‪87‬‬ ‫جور شولتز‬ ‫‪1‬‬
‫‪26.81‬‬ ‫‪99‬‬ ‫وليام كايس‬ ‫‪4‬‬
‫‪2.16‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الكسندر هيغ‬ ‫‪2‬‬
‫‪28.65‬‬ ‫‪86‬‬ ‫كاسبار واينبيرغير‬ ‫‪5‬‬
‫‪4.15‬‬ ‫‪25‬‬ ‫دونالد ري ان‬ ‫‪7‬‬
‫‪7.61‬‬ ‫‪44‬‬ ‫أوليفرت نورا‬ ‫‪6‬‬
‫‪7.81‬‬ ‫‪42‬‬ ‫جون بوند كسبير‬ ‫‪9‬‬
‫‪211‬‬ ‫‪282‬‬ ‫المجمــــــــــــو‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)67،66‬‬


‫‪757‬‬
‫‪ -1‬شخصيات جنوب أفريقيا ‪:‬‬
‫صرلت علرى المرتبرة‬ ‫يكشف لنا الجدول رقم (‪ )28‬أن شخصية نيلسون ماندي‬
‫األولى بين الشخصيات التي قدمتها الواشنطن بوست في معالجتهرا لموقرف القرذافي مرن‬
‫قضررية جنرروب أفريقيررا ‪ ،‬يررا بل ررت النسرربة ‪ %74.7‬مررن إجمررالي شخصرريات جنرروب‬
‫أفريقيررا ‪ ،‬والترري قرردمتها الصر يفة ‪ .‬وقررد جرراءت شخصررية ر رريس ال كومررة البيضرراء فرري‬
‫المرتبة الثانية بنسبة ‪ ، %12.1‬يا قدمت الص يفة بوتا بلنه ليف لواشرنطن ي ظرى‬
‫برردعم الوديررات المت رردة ‪ ،‬وجرراءت شخصررية أ مررد كرراتروا فرري المرتبررة الثالثررة بنسرربة‬
‫‪ %25.2‬من إجمالي شخصيات جنوب أفريقيا ‪ .‬ويعد ظهور شخصية كراتروا باعتبراره‬
‫زعيم المسلمين لتلكيد على ر ية الص يفة في رغبة القذافي بناء إمبراطوريرة إسر مية‬
‫‪ ،‬والتي جاءت بنسبة ‪ %21.2‬في الجدول رقم (‪ )8‬الخاص بتلثير مواقف القذافي على‬
‫األوضا الدولية ‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)28‬‬


‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار الشخصيات الجنوب أفريقية األكثر تلثيرا في المعالجة اإلخبارية‬

‫اإلجمالي‬ ‫الشخصيات الجنوب‬


‫ر‪.‬م‬
‫‪%‬‬ ‫أفريقية‬
‫‪74.74‬‬ ‫‪12‬‬ ‫نيلسون ماندي‬ ‫‪2‬‬

‫‪25.25‬‬ ‫‪5‬‬ ‫أ مد كاتروا‬ ‫‪1‬‬

‫‪12.12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫بوتا‬ ‫‪4‬‬

‫‪211‬‬ ‫‪44‬‬ ‫المجمــــــــو‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)69،68‬‬


‫‪756‬‬
759
‫‪ -3‬شخصيات نيكاراغوية ‪:‬‬
‫تظهر لنا نترا ر الجردول رقرم (‪ )11‬أن شخصرية دانيرال أورتي را ا تلرت المرتبرة‬
‫األولى بين الشخصيات النيكاراغوية ‪ ،‬بنسبة بل رت ‪ ، %24.7‬وقرد ظري بهرذه النسربة‬
‫باعتباره زعيم الجبهة السرنديانية ‪ ،‬وقرد جراءت شخصرية وزيرر الداخليرة تومراس برورك‬
‫في المرتبة الثانية بنسبة ‪. %18.6‬‬

‫جدول رقم (‪)11‬‬


‫(*)‬
‫يبين معدل تكرار الشخصيات النيكاراغوية األكثر تلثيرا في المعالجة اإلخبارية‬
‫اإلجمالي‬
‫الشخصيات النيكاراغوية‬ ‫ر‪.‬م‬
‫‪%‬‬
‫‪24.52‬‬ ‫‪22‬‬ ‫دانيال أورتي ا‬ ‫‪2‬‬
‫‪18.69‬‬ ‫‪19‬‬ ‫توماس بورك‬ ‫‪1‬‬
‫‪26.11‬‬ ‫‪27‬‬ ‫همبورتو اورتي ا‬ ‫‪4‬‬
‫‪8.56‬‬ ‫‪8‬‬ ‫أوجين باستور‬ ‫‪2‬‬
‫‪211‬‬ ‫‪82‬‬ ‫المجمـــــــو‬

‫رررظ ممرررا سررربق فررري ف رررات الشخصررريات أن الواشرررنطن بوسرررت قرررد قررردمت‬ ‫وي‬
‫الشخصريات األكثرر ارتباطرا باأل رداا ‪ ،‬فالشخصرريات األمريكيرة كانرت صرانعة القرررار‬
‫السياسررري فررري الوديرررات المت ررردة‪ ،‬وأثررررت علرررى مسرررار المعالجرررة اإلخباريرررة ‪ ،‬أمرررا‬
‫الشخصيات األخرى فقد عمدت الواشرنطن بوسرت إلرى التركيرز علرى الشخصريات ذات‬
‫الع قة بالقذافي ‪ ،‬رغبة منها في تلكيد الدور الذي يلعبه في دعم ه دء المتمردين ‪.‬‬

‫* ‪ -‬لمزيد من اإليضاح أنظر األشكال (‪)91،92‬‬


‫‪758‬‬
‫لقد اثرت الشخصيات األمريكية بصورة واسعة علرى األ رداا وعلرى المعالجرة‬
‫اإلخبارية أما الشخصيات األخرى فظهرت بشكل مردعم للصرورة النمطيرة التري قردمتها‬
‫الواشنطن بوست لمواقف اقذافي من قضايا الت رر العالمي ‪.‬‬

‫‪771‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬نتائج وتوصيات ومقترحات الدراسة‬
‫أوال ‪ -‬نتائج الدراسة ‪:‬‬
‫اتضررح لنررا مررن نتررا ر ت ليررل المضررمون الخرراص باألخبررار الترري نشرررتها صر يفة‬
‫الواشنطن بوست األمريكية عند معالجتها لمواقف القذافي من قضايا الت ررر العرالمي ‪،‬‬
‫اتض ت العديد مرن ادسرتدددت والم شررات التري مكنرت البا را مرن الخررو بنترا ر‬
‫هامة وإجابات نعتقد أنها شاملة عن التسا دت التي طر ة في بداية هذه الدراسة ‪.‬‬
‫ونجمل هنا أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة ‪:‬‬
‫‪ -2‬أن الواشررنطن بوسررت األمريكيررة وخ ر ل فترررة الدراسررة الترري ررددها البا ررا ‪،‬‬
‫أظهرررت اهتمامررا كبيرررا بمواقررف القررذافي الداعمررة ل ركررات الت رررر العالميررة ‪،‬‬
‫واستخدمت الص يفة عوامل اإلبراز إلعطاء أهمية أكبر لمواقرف القرذافي ‪ .‬فقرد‬
‫قامت الص يفة بتوزيع األخبار الخاصة بالقذافي على الصف ة األولرى بشركل د‬
‫يلفت نظرر القرارئ رول مسرللة التركيرز اإلخبراري ووضرع المعالجرة اإلخباريرة‬
‫موضع ادهتمام ‪ ،‬وخلقت الص يفة بذلك تكام مطلقرا برين الت ريرر واإلخررا‬
‫الص في في معالجة أخبار القذافي ‪ ،‬مستخدمة في ذلك كل التقنيات التي تسراعد‬
‫الص يفة في التلثير على القارئ ‪.‬‬
‫‪ -1‬أرجعت الص يفة أسباب دعم القرذافي ل ركرات الت ررر إلرى أسرباب شخصرية ‪،‬‬
‫وأسررباب سياسررية ‪ ،‬وابرررز ت ليررل المضررمون تركيررز الصرر يفة علررى األسررباب‬
‫السياسية أكثر من األسباب الشخصية ‪ ،‬وأكدت الدراسرة علرى أن رغبرة القرذافي‬
‫فرري السرريطرة والهيمنررة كرران هرري السرربب الشخصرري األهررم فرري دعمرره ل ركررات‬
‫الت ررررر ‪ ،‬وأن رغبتررره فررري بنررراء إمبراطوريرررة إسررر مية كررران اخطرررر األسرررباب‬
‫السياسية لدعم القذافي ل ركات الت رر العالمي ‪ .‬وتكشف الدراسة أن الص يفة‬
‫عمدت إلى التركيز على الجز يات والتفصي ت الخاصة بالقرذافي ‪ ،‬سرواء علرى‬
‫المسررتوى السررلوكي أو الفكررري ‪ ،‬ومررع ذلررك تجاهلررت الواشررنطن بوسررت الرردور‬
‫القيادي الذي يلعبه القذافي في قيادة الت رر ‪ ،‬بل ركزت علرى التقليرل مرن جرم‬

‫‪772‬‬
‫إمكانياته ‪ ،‬و صرت النظرة المتوقعة لمواقفه من قضرايا الت ررر ‪ ،‬بلنهرا تشركل‬
‫خطرا على األمن والسلم العالمي ‪.‬‬
‫‪ -4‬صرت الص يفة تلثيرات مواقف القذافي على األوضا الدوليرة ‪ ،‬بلنهرا دعمرا‬
‫لإلرهاب وبذلك فان التلثيرات التري قردمتها الصر يفة تعرد مفتعلرة ومبرالغ فيهرا ‪،‬‬
‫فررران كرررل الترررلثيرات التررري قررردمتها الصررر يفة تخلرررق انطباعرررا لررردى الررررأي العرررام‬
‫بضرورة القيام باجراء ما ضد القذافي ‪.‬‬
‫‪ -2‬إن الصورة النمطية والمتلصلة لمواقرف القرذافي تمثلرت فري كونره يشركل إرهابرا‬
‫وخطرا على العرالم ‪ ،‬وقرد عمردت الصر يفة علرى ت ذيرة الررأي العرام األمريكري‬
‫بهذه الصورة كلما تناولت أخبارا عن القذافي ‪.‬‬
‫‪ -5‬أطلقت الص يفة صفات اإلرهرابي وعرراب اإلرهراب علرى القرذافي بشركل كبيرر‬
‫وواضح‪ ،‬األمر الذي ي كد على وجود صرلة برين الصرورة النمطيرة التري تعمرل‬
‫الص ر يفة علررى تقررديمها للقررذافي والصررفات الترري تعكسررها عنرره ‪ ،‬وبررين موقررف‬
‫اإلدارة األمريكية مرن القرذافي ‪ ،‬األمرر الرذي ي كرد أن سياسرة ت ريرر الواشرنطن‬
‫بوسررت لررم تت رررر مطلقررا مررن سرريطرة السياسررة العامررة لررإلدارة األمريكيررة ضررد‬
‫القذافي ‪.‬‬
‫‪ -7‬أثرت الم سسات السياسرية والردوا ر األمنيرة علرى المعالجرة اإلخباريرة لصر يفة‬
‫الواشنطن بوست لمواقف القرذافي ‪ ،‬ويتضرح ذلرك فري أن البيرت البريه ووزارة‬
‫الخارجيررة األمريكيررة ووزارة الرردفا ووكالررة المخررابرات المركزيررة األمريكيررة‬
‫كانررت المصرردر األساسرري دسررتقاء األخبررار ‪ ،‬والتعليررق علررى األ ررداا المتعلقررة‬
‫بالقذافي ‪.‬‬
‫‪ -6‬اتسررمت المعالجررة الترري قامررت بهررا الواشررنطن بوسررت لمواقررف القررذافي مررن دعررم‬
‫ركات الت رر بعدم الموضوعية ل‪،‬سباب التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اعتمررراده واقتصرررارها علرررى المصرررادر األخباريرررة األمريكيرررة كمصررردر ر يسررري‬
‫ل‪،‬خبار المنشورة ول القذافي ومواقفه ‪.‬‬

‫‪771‬‬
‫ب‪ -‬اسررتخدام أسرراليب وطرررق ت طيررة غيررر أخ قيررة ‪ ،‬ذات تررلثير خطيررر فرري الدعايررة‬
‫الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬ادعتمراد علررى مبرردأ التكرررار فرري تناولهرا ومعالجتهررا لمواقررف القررذافي ‪ ،‬برردد مررن‬
‫استخدام مبدأ وأسلوب الت ليل ‪.‬‬
‫د‪ -‬المبال ة في المعالجرة بطريقرة أظهررت فيهرا مواقرف القرذافي بشركل خطيرر علرى‬
‫البشرية ‪.‬‬
‫‪ -9‬لم يكن هناك اخت فا بين معالجة الواشنطن بوست ألي مرن مواقرف القرذافي مرع‬
‫أي قضررية ت رريررة ‪ ،‬فقررد كرران التركيررز علررى كررل قضررايا الدراسررة بشرركل يظهررر‬
‫وكررلن المعالجررة اإلخباريررة لهررا كانررت وا رردة فرري األهميررة ‪ ،‬مررع ظهررور بعرره‬
‫ادخت فات البسيطة والمتعلقة بخصوصية كل قضية من القضايا ‪ ،‬فقد اعتبررت‬
‫الصر يفة قضررية خلررير سرررت شررك مررن أشرركال انتهرراك القررانون الرردولي للب ررار‬
‫والم يطررات ‪ ،‬وقضررية جنرروب أفريقيررا تهديرردا للمصررالح ادقتصررادية األمريكيررة‪،‬‬
‫وقضية الجبهة السنديانية تهديدا ل‪،‬من القرومي األمريكري وضررب دسرتراتيجية‬
‫مورنو األمريكية في منطقرة أمريكرا ال تينيرة وأمريكرا الوسرطى ‪ .‬وخر ف ذلرك‬
‫كانررت القضررايا الررث ا ت رروز نفررس ادهتمررام فرري المعالجررة الصرر فية ‪ ،‬وذلررك‬
‫بررالتركيز علررى المعالجررة السررلبية لهرا مررن خر ل إبررراز خطررورة كررل منهررا وشرردة‬
‫اتصافها باإلرهاب ‪.‬‬
‫‪ -8‬كررل أسرراليب الت طيررة اإلخباريررة الترري اسررتخدمتها الواشررنطن بوسررت فرري معالجررة‬
‫أخبار القذافي كانت طرق وأساليب غير أخ قية ‪ ،‬تركز علرى الجوانرب السرلبية‬
‫مررن خ ر ل دس وتشررويه ال قررا ق علررى سرراب ال قررا ق نفسررها ‪ .‬ويعررد أسررلوب‬
‫التسررويغ مررن أخطررر األسرراليب الدعا يررة فرري ت طيررة األخبررار ‪ ،‬وأكثررر األسرراليب‬
‫استخداما في المعالجة اإلخبارية لمواقف القذافي ‪.‬‬
‫‪ -21‬يعرررد مصررردر الشررربح أكثرررر المصرررادر األخباريرررة اسرررتخداما لررردى صررر يفة‬
‫الواشنطن بوست في معالجتها اإلخباريرة لمواقرف القرذافي مرن قضرايا الت ررر ‪،‬‬
‫كمررا كرران لمصررادر الج رافيررة واإلع ميررة والم سسرراتية دورا إضررافيا فرري تقررديم‬
‫‪774‬‬
‫معالجررة سررلبية لمواقررف القررذافي ‪ ،‬فظهرررت السرريطرة األمريكيررة علررى مصررادر‬
‫األخبررار األمررر الررذي أظهررر المعالجررة بشرركل غيررر موضرروعي ومن رراز للر يررة‬
‫األمريكية ‪.‬‬
‫‪ -22‬أجزمت الصر يفة أن جميرع مواقرف القرذافي مرن قضرايا الت ررر تعرد مواقفرا‬
‫إرهابية وتساعد على ادمتداد الشيوعي ‪.‬‬
‫‪ -21‬أوض ت الدراسة أن المواجهة األمريكية الليبية بين ري ان والقذافي لم يكرن‬
‫ناجمة على اخت فات ذات طابع شخصي ‪ .‬بقدر ما كانرت اخت فرات فري الر يرا‬
‫وفي اإلرادات وهو األمر الذي عمدت الواشنطن بوست إلري عردم التطررق إليره‬
‫بشكل واضح‪.‬‬
‫‪ -24‬عكست الواشنطن بوست مفهروم اإلدارة األمريكيرة للت ررر ‪ ،‬والرذي يختلرف‬
‫عرن مفهرروم القررذافي مرن هررذه القضررية ‪ ،‬لدرجررة جعلرت الصر يفة القررذافي مقياسررا‬
‫لتفرقة بين الت رر واإلرهاب‪.‬‬
‫أن الم صررلة النها يررة الترري عملنررا مررن بدايررة هررذه الدراسررة الوصررول إليهررا هرري‬
‫التعرف علرى الطريقرة التري عالجرت بهرا الواشرنطن بوسرت مواقرف القرذافي مرن‬
‫قضرايا الت ررر العررالمي‪ .‬ومجمرو النتررا ر السرابقة للدراسررة توضرح أن الطريقررة‬
‫التري عالجررت بهرا الصر يفة مواقررف القرذافي كانررت بررلبلغ تعبيرر سررلبية وغامضررة‬
‫وغير دقيقة ومبال ا فيها‪.‬‬
‫وبمعنى أدق أن المعالجة األخبارية لم تكن موضوعية ‪ ،‬األمر الذي ي ثر بشركل‬
‫جازم على أن الصر افة األمريكيرة د يمكرن لهرا أن تكرون مسرتقلة عرن ترلثيرات اإلدارة‬
‫األمريكيررة ‪ ،‬لقررد دمرررت المعالجررة األخباريررة لمواقررف القررذافي إدعرراء األمررريكيين بررلن‬
‫ص فهم وإع مهم مستقل وموضوعي في تناول األ داا والقضايا‪ .‬وبالتالي فاننا نقردم‬
‫وجهررة نظررر لعلمرراء الصر افة وأسرراتذتها األمررريكيين بررلن يقومرروا بالعمررل علررى التنظيررر‬
‫للصرررر افة األمريكيررررة للخرررررو بنظريررررة أمريكيررررة للصرررر افة د تكررررون للموضرررروعية‬
‫وادستق لية ع قة بها‪.‬‬

‫‪772‬‬
‫ثانيا‪ :‬مقترحات وتوصيات الدراسة‪:‬‬
‫لقد عملرت الدراسرة علرى ت طيرة كرل الجوانرب التاريخيرة والسياسرية واإلع ميرة‬
‫المتعلقة بهذا الموضو ‪ .‬لكن ذلك كان يتطلب إمكانيات مادية وبشررية أكثرر مرن قردرة‬
‫البا ررا ‪ .‬وقررد أظهرررت الدراسررة أن هنرراك جوانررب كبيرررة يمكررن أن يررتم ت طيتهررا فرري‬
‫دراسات أخرى ‪ .‬فان البا ا هنا يقدم جملرة مرن المقتر رات التري يررى أنهرا هامرة فري‬
‫مجال الع قات الليبية ‪ -‬األمريكية التي تعد مجاد واسع وخصبا للعديد من الدراسات ‪،‬‬
‫يمكن البا ثين من التقاط أي مشكلة علمية ويعمل على دراستها والب ا فيها ‪.‬‬
‫وإذ نخررتم هررذه الدراسررة فاننررا نقرردم مقتر ررات لرربعه الموضرروعات التررى يمكررن‬
‫دراستها في إطار الع قات الليبية األمريكية ‪.‬‬
‫‪ -2‬الصورة النمطية للقذافي من وسا ل اإلع م األمريكية‪.‬‬
‫‪ -1‬الدور القيادي للقذافي وانعكاساته في وسا ل اإلع م أمريكية‪.‬‬
‫‪ -4‬المقارنررة بررين الت طيررة األخباريررة لمواقررف القررذافي مررن قضررايا الت رررر فرري فترررة‬
‫الر يس ري ان والر يس بوم‪.‬‬
‫‪ -2‬توسيع هذه الدراسة لتشمل كافة أشكال المعالجة الص فية‪.‬‬
‫ونتقرردم هنررا بعرره التوصرريات الترري نرررى أنهررا تخرردم مسررللة الع قررات الليبيررة ‪-‬‬
‫األمريكية بشكل كبير ‪:‬‬
‫‪ -2‬إنشررراء مركرررز متخصررررص للدارسرررات ادسررررتراتيجية والسياسرررية وادجتماعيررررة‬
‫واإلع مية المتعلقة بر ية القذافي لهذه المجادت‪.‬‬
‫‪ -1‬إنشاء مكاتب ب وا ودراسرات فري المكاترب الشرعبية الليبيرة المنشررة فري العرالم‬
‫لتعرف على الصورة التي تقدمها وسرا ل اإلعر م العالميرة للقرذافي‪ .‬وتقرديم هرذه‬
‫النتا ر ل‪،‬خوة في اإلع م الخارجي‪.‬‬
‫‪ -4‬إصدار مطبوعات ونشرات تفصيلية متخصصة عن األدوار التي يلعبها القذافي‬
‫في العالم‪ ،‬يكون مصدرها اإلع م الخارجي الليبري ‪ ،‬تعرد مرن قبرل متخصصرين‬
‫فرري الش ر ون السياسررية وادقتصررادية واإلع ميررة ‪ ،‬تررى تكررون فرري مواجهررة مررا‬
‫يقدمه اإلع م ال ربي من تشويه لهذه األدوار‪.‬‬
‫‪775‬‬
‫‪ -2‬إنشاء مركز إع مي متخصص يعمل على جمع كل مرا يتصرل بمواقرف القرذافي‬
‫مررن قضررايا الت رررر العررالمي ‪ ،‬وإعررداد مراجررع لكررل مررا كتررب عنرره فرري الصر افة‬
‫ال ربيررة إلفسرراح المجررال أمررام البررا ثين إلعررداد دراس رات متخصصررة عررن هررذه‬
‫المواقف ‪ ،‬وتلثيراتها الدولية والسياسية والصورة التي يرسمها اإلعر م ال ربري‬
‫لها‪.‬‬

‫‪777‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الخـــاتمــــة‬
‫ون ن نصل إلى الم طة األخيرة في هذه الدراسة التي قصدت أن أقدمها للقراء‬
‫والبا ثين والدارسين والمهتمين في مجرال اإلعر م الردولي والع قرات الدوليرة ‪ ،‬أود أن‬
‫أنوه إلى قيقة هامة د جدال ولهرا ‪ ،‬أد وهري أن الوصرول إلرى الكمرال فري أي عمرل‬
‫يتعهده اإلنسان مسللة مست يلة ‪ ،‬فالكمال هلل و ده … ولكنني قد بذلت الجهد ما أمكنني‬
‫لتقديم هذه الم اولة المتواضعة‪.‬‬
‫وإنني إذ اقدم هرذا الجهرد أكرون قرد فت رت أمرام اآلخررين فرصرة لدراسرات أكثرر‬
‫توسعا وتفصي في مجادت هذه الدراسرة ‪ ،‬إن هرذه الدراسرة تعتبرر م سسرة أو ومضرة‬
‫في مجال واسرع ‪ ،‬ومازالرت ت ترا إلرى جهرود البرا ثين ‪ ،‬ود غررو فري ذلرك فالمعرفرة‬
‫نترررا ر لعمليرررة تراكميرررة قابلرررة للزيرررادة ‪ ،‬وكلمرررا ازدادت األب ررراا والدراسرررات رررول‬
‫اختصاص معين ‪ ،‬كلما ازدادت وتشعبت مجادت المعرفة فيه ‪.‬‬
‫فقررد اولنررا فرري هررذه الدراسررة أن نتعرررف علررى الطريقررة والررنهر الررذي تمررت بهررا‬
‫المعالجة اإلخبارية لمواقف القذافي مرن قضرايا الت ررر العرالمي ‪ ،‬باسرتخدام أداة ت ليرل‬
‫المضررمون وفررق اسررتمارة ثررم إعررداد ف اتهررا " مرراذا قيررل ؟ وكيررف قيررل ؟ " وفررق األصررول‬
‫العلمية لدراسة ت ليل المادة المنشورة ول مواقف القذافي من قضرايا الت ررر ‪ ،‬بنسربة‬
‫الت ليل ‪ ،‬لقد خلقت المعالجة الموغلة في التشرويه والزيرف والكرذب فري خلرق الرة مرن‬
‫الكره الجمراعي لشخصرية القرذافي لردى الررأي العرام العرالمي واألمريكري ‪ ،‬األمرر الرذي‬
‫جعل لكل ما تقوم به اإلدارة األمريكية ضد ليبيا والقذافي له مبرر مقنع للرأي العام ‪.‬‬
‫لقررد كشررفت لنررا الدراسررة العديررد مررن الموضرروعات المطرو ررة الترري ت تررا إلررى‬
‫الدراسررة والنقررام ‪ ،‬والترري جرراء فرري مقرردمتها ‪ :‬مررن يصررنع أجنرردة السياسررة الخارجيررة‬
‫األمريكية ؟ هل هي الص افة أم اإلدارة األمريكية ؟‬
‫إن الدراسة أعطت لنا إشارة بال ة الخطورة تخص الصر افة األمريكيرة بكونهرا‬
‫أداة مررن أدوات ال كومررة األمريكيررة فرري رسررم وت طيررة السياسررة الخارجيررة األمريكيررة ‪،‬‬

‫‪776‬‬
‫سواء علمت الص افة بلن اإلدارة تستخدمها ك صان طروادة أما لم تعلرم !! فران كانرت‬
‫الص افة األمريكية د تعلم فهذه مصيبة وإن كانت تعلم فالمصيبة أكبر ‪.‬‬
‫وكشفت الدراسة عن ماهية المنهر األمريكي في التعامل مرع القرذافي وليبيرا منرذ‬
‫وصول ري ان للسلطة ‪ ،‬ذلك النهر الذي أوضرح عجرز اإلدارة األمريكيرة عرن مواجهرة‬
‫الوضع الدولي باستخدام الدبلوماسية والع قات الدوليرة ‪ ،‬برل جن رت اإلدارة األمريكيرة‬
‫في هذا النهر إلى خرق المبادئ األخ قية العالمية في السياسة واإلع م ‪.‬‬
‫فقد استخدمت اإلدارة األمريكيرة أسرلوب الكرذب والخردا والتضرليل والتشرويه ‪،‬‬
‫مستخدمة كل مهارات سياسييها والناطقين الرسميين لمختلف م سساتها ‪.‬‬
‫وكشفت الدراسة بشكل واضح مدى عدم تمتع الص افة األمريكية بالموضوعية‬
‫‪ ،‬أو تى المصداقية في تناولها لمواقف القذافي ‪ ،‬رغم أن الص افة األمريكيرة اولرت‬
‫أن تلصق سبب عدم مصداقيتها في تناول مواقف القذافي إلى وقوعها ت ت تلثير كرذب‬
‫ال كومررة األمريكيررة ‪ ،‬لكننررا هنررا د نجررد لهررا مبررررا ‪ ،‬فكرران عليهررا ت ررري الصرردق قبررل‬
‫الوقو في مصيدة السبق الص في ‪.‬‬
‫فلررو ركررز الصر فيون فرري صر يفة الواشررنطن بوسررت علررى القصررص اإلخباريررة‬
‫التي أطلقتها‪ ،‬اإلدارة األمريكية لوجدت أنها مجهولة المصدر فاقردة للصردق ومشركوك‬
‫في ص تها ‪.‬‬
‫وقد دعت األخبار المنشورة في ص يفة الدراسة إلى ضرورة إعرادة النظرر فري‬
‫النظرررة المثاليررة للص ر افة األمريكيررة علررى أسرراس أنهررا ص ر ف مسررتقلة ‪ ،‬ود تخضررع‬
‫لل كومة ‪ ،‬ود إلى أي تلثير خارجي عند تناولها للقضايا السياسية ‪.‬‬
‫لقررد بينررت لنررا الدراسررة أن جماعررات المصررالح (الضر ط) والمخررابرات المركزيررة‬
‫أثرررت بشرركل تضررامني مررع اإلدارة األمريكيررة فرري معالجررة الص ر افة األمريكيررة للقررذافي‬
‫وليبيا ‪ ،‬بل إن م رري األخبار في ص يفة الواشنطن بوست ذهبروا إلرى أبعرد مرن ذلرك‬
‫في استخدام العناوين المثيرة التري ت مرل أ كامرا مطلقرة ‪ ،‬ومر ثرة علرى الررأي العرام ‪،‬‬
‫دون التلكررد مررن مصررداقية األخبررار مررن عرردمها ‪ ،‬لقررد كشررفت الدراسررة أن الصرررا بررين‬
‫القذافي واإلدارة األمريكية لم يكن صراعا سياسري ‪ ،‬يرتلخص فري مكاف رة اإلرهراب أو‬
‫‪779‬‬
‫دعررم القررذافي ل ركررات إرهابيررة ‪ ،‬بقرردر مررا أن الت ليررل والقررراءة المتلنيررة بررين السررطور‬
‫توضررح بقرردر كرراف أن الصرررا كرران صرررا مصررالح وإرادات ‪ ،‬إرادة القررذافي ال رررة‬
‫الساعية للتخلص من الهيمنة األمريكيرة ‪ ،‬واإلرادة األمريكيرة السراعية إلخمراد الصروت‬
‫المزعر لسياستها في العالم ‪.‬‬
‫وهنرراك فرري النهايررة عرردد مررن األشررياء الترري دبررد مررن قولهررا عررن كيفيررة معالجررة‬
‫الص افة األمريكيرة لمواقرف القرذافي مرن قضرايا الت ررر ‪ ،‬ففري رين أن أغلرب وسرا ل‬
‫اإلع م األمريكيرة تردرك دور اإلدارة األمريكيرة فري معالجرة األخبرار ‪ ،‬فقرد كران هنراك‬
‫ت ديا قلي لمعالجة مواقف القذافي فقد كانت الص افة ببسراطة سراذجة لل ايرة ‪ ،‬وكانرت‬
‫تنشررر بشرركل عرردواني أيررة معلومررات أو قصررص تختارهررا ال كومررة ‪ ،‬وتقرردمها للصر افة‬
‫دون أي س ر ال ‪ ،‬فرري ررين أن بعرره م رررري الواشررنطن بوسررت قررد شررعروا بلنفسررهم‬
‫قصروا في مس وليتهم للتلكد من قيقة ما ينشر ‪ ،‬فقد كان من السرهل اللجروء إلرى كلمرة‬
‫اإلرهابي لوصف القذافي ‪ ،‬وتجاهل قصة يريد أغلب القراء قراءتها‪.‬‬
‫إن العنرراوين الر يسررية هرري الترري لهررا أكبررر تررلثير وعنرردما يتعلررق األمررر بالقررذافي‬
‫وليبيا فقد كانت إدارة ري ان هي التي تسيطر عليها وال قيقة ‪ :‬أن الص فيين قرد وقعروا‬
‫في الفخ ‪ ،‬كما ي دا غالبا بالنشر الذي يتسرم بعردم العنايرة واإلهمرال فري غمررة السرعي‬
‫وراء قصة أو سبق ص في ‪.‬‬
‫ففي قصة فرقة ادغتيال الليبية قد أعطيت مصرداقية بواسرطة اإلدارة األمريكيرة‬
‫‪ ،‬وعمل الص فيون على تجميلها بالخيال الذي كان النشر األكثر رصا سروف يتفراداه‬
‫‪ ،‬وليس هناك أي عذر في عدم مراعاة ال ذر لمجرد أن قصة القذافي سراخنة وموضرع‬
‫منافسة ‪.‬‬
‫وهذا يرسم أمامنا طبيعة المناخ الذي تمرارس فيره وسرا ل إعر م أكبرر دولرة فري‬
‫العالم رسرالتها ‪ ،‬ويجعلنرا نقرف باشرم زاز أمرام ذلرك الترراا النظرري الرذي يمر‪ ،‬أرفرف‬
‫عشررات المجلرردات عرن ال يرراة الديمقراطيرة فرري هرذه الدولررة ‪ ،‬والترراا الليبرالرري الررذي‬
‫يمجررد ال ريررة ‪ ،‬وكيررف ت ولررت كررل تلررك األدبيررات إلررى أشرركال مررن الهررراء واإلسررفاف‬
‫وادستعراه الجذاب ألفكار فشل أص ابها في تطبيقها ‪ ،‬مما جعرل هرذه الردول تت رول‬
‫‪778‬‬
‫إلى سجن واسع أمام أول ك المفكرين والف سفة الذين ظلوا ي لمون بلمريكا قا دة للعرالم‬
‫‪ ،‬ومث ونموذجا ‪ ،‬فاذا بها تت ول إلى شرطي شرس وظالم فليس بالقوة فقرط يمكرن أن‬
‫تررردار الشرررعوب ‪ ،‬وأن عصرررى الجررر د سررروف ترررت طم علرررى صرررخرة مقاومرررة الشرررعوب‬
‫وإرادتها في ال رية وادنعتاق ‪.‬‬

‫وختاما فانني أقول من اجتهد وأصاب فله أجران ‪ ،‬ومن اجتهد ولم يصب فله أجر‬
‫وا د ‪.‬‬

‫البــاحـــــث‪‬‬

‫المراجــــع‬
‫أوال دراسات وبحوث غير منشورة ‪:‬‬
‫‪ .2‬إدارة المعاهدات والش ون القانونية‪ ،‬أمانة اللجنرة الشرعبية العامرة ل تصرال الخرارجي والتعراون‬
‫الدولي ‪ ،‬نبذة مختصرة عن خلير سرت ‪ ،‬وثيقة غير منشورة ‪ ،‬صدرت بتاريخ ‪.2897/4/18‬‬
‫‪ .1‬السعيد المعتصم ‪ ،‬م اولة في مسللة اإلرهابية وأبعادها الدولية ‪ ،‬رسرالة لنيرل دبلروم الدراسرات‬
‫العليررا فرري القررانون العررام ‪ ،‬كليررة ال قرروق ‪ ،‬جامعررة م مررد الخررامس ‪ ،‬الربرراط ‪ ،‬غيررر منشررورة ‪،‬‬
‫‪.2895‬‬
‫‪ .4‬السيد أ مد مصطفى ‪ ،‬الت رير اإلع مي ‪ ،‬م اضرات غير منشورة ‪ ،‬جامعة قاريونس ‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب ‪ ،‬قسم اإلع م ‪. 2882 ،‬‬
‫‪ .2‬جاب هللا موسى سن ‪ ،‬ادتصال الدولي والع قات الدولية ‪ ،‬جامعة قاريونس ‪ ،‬قسم اإلع م ‪،‬‬
‫الدراسات العليا ‪ ،‬م اضرات غير منشورة ‪. 2884 ،‬‬
‫‪761‬‬
‫‪ .5‬جاب هللا موسى سن ‪ ،‬الرأي العام ‪ ،‬قسم اإلع م ‪ ،‬جامعرة قراريونس ‪ ،‬قسرم اإلعر م ‪ ،‬السرنة‬
‫الثانية ‪ ،‬الدراسات الجامعية ‪ ،‬م اضرات غير منشورة ‪. 2881 ،‬‬
‫‪ .7‬م مد المبروك الذويب‪ ،‬ر يس قسم الدراسات األثرية ‪ ،‬ترجمة مصطل ات يونانية‪.‬‬
‫‪ .6‬م مد سرالم المنفري ‪ ،‬الخبرر العسركري ‪ ،‬دراسرة عرن التقنيرة اإلخباريرة ل ررب الخلرير الثانيرة ‪،‬‬
‫رسالة ماجستير ‪ ،‬غير منشورة ‪ ،‬جامعة قاريونس ‪ ،‬مكتبة كلية اآلداب ‪. 2885 ،‬‬
‫‪ .9‬م مد عبد الكريم الوافي ‪ ،‬العدوان على طرابلس بقيادة أيتون ‪ ،‬م اضرة في األسربو الثقرافي‬
‫في كلية اآلداب والتربية ‪ ،‬جامعة قاريونس ‪. 2895 ،‬‬

‫ثانيا ‪ :‬دراسات وبحوث منشورة في الدوريات ‪:‬‬


‫‪ .2‬أ ‪ .‬لو ‪ ،‬األ زاب السياسية في أمريكا ‪ ،‬منشورات جامعة اكسفورد ‪ ،‬المجلد التاسع ‪ ،‬السنة‬
‫الخامسة عشر ‪ ،‬العدد ‪. 2871 ، 12‬‬
‫‪ .1‬أ‪ .‬م ‪ .‬يرروثر ‪ ،‬أمريكررا ال كومررة والسياسررة ‪ ،‬مجلررة جامعررة بيررل ‪ ،‬المجلررد ‪ ، 2‬العرردد ‪، 112‬‬
‫‪. 2851‬‬
‫‪ .4‬إبراهيم أبرام ‪ ،‬العنف السياسي بين اإلرهاب والكفاح المشرو ‪ ،‬مجلة الو دة ‪ ،‬المجلرس‬
‫القومي للثقافة العربية ‪ ،‬العدد ‪ ، 76‬أبريل ‪. 2881‬‬
‫‪ .2‬إبراهيم ش اته ‪ ،‬المواجهة األمريكية ‪ -‬الليبية فوق خلير سرت ‪ ،‬السياسة الدولية ‪ ،‬م سسرة‬
‫اإلهرام ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬العدد ‪ ، 95‬يوليو ‪. 2897‬‬
‫‪ .5‬أ مد أبو زيد ‪ ،‬اإلع م والرأي العام ‪ ،‬مجلة عالم الفكر ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬المجلرد ‪ ، 22‬العردد ‪،2‬‬
‫يناير – مارس ‪ ،‬أبريل ‪. 2892‬‬
‫‪ .7‬أ مررد القاضرري ‪ ،‬أمريكررا واإلرهرراب الرردولي ‪ ،‬مجلررة الب رروا ‪ ،‬مركررز الب رروا والدراسررات‬
‫اإلع مية ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬العدد ‪ ، 1‬ابريل ‪. 2891 ،‬‬
‫‪ .6‬أ مد المالكي ‪ ،‬العنف فري الع قرات الدوليرة ‪ ،‬قرراءة فري تراريخ دددتره المعاصررة ‪ ،‬مجلرة‬
‫الو دة ‪ ،‬المجلس القومي للثقافة العربية ‪ ،‬السنة السادسة ‪ ،‬العدد ‪ ، 76‬أبريل ‪. 2881‬‬
‫‪ .9‬أ مررد ج ر ل عررز الرردين ‪ ،‬األبعرراد القانونيررة لإلرهرراب الرردولي ‪ ،‬ال لقررة السررابعة ‪ ،‬ص ر يفة‬
‫اإلهرام المصرية ‪ ،‬العدد ‪. 2895/21/17 ، ، 5121‬‬
‫‪ .8‬أ مد سر ان مراد ‪ ،‬موجز الع قات الليبيرة األمريكيرة ‪ ،‬الثقافرة العربيرة ‪ ،‬أمانرة اإلعر م ‪،‬‬
‫بن ازي ‪ ،‬السنة الخامسة ‪ ،‬العدد ‪ ، 6‬يونيو ‪. 2896 ،‬‬

‫‪762‬‬
‫‪ .21‬أ مد ف اد ‪ ،‬اإل مبريالية األمريكيرة كيرف تنظرر للمرواطن العربري ‪ ،‬مجلرة الو ردة ‪ ،‬المجلرس‬
‫القومي للثقافة العربية ‪ ،‬السنة الثامنة عشر ‪ ،‬العدد ‪ ، 81‬مارس ‪. 2881‬‬
‫‪ .22‬أ مد كمال أبو المجرد ‪ ،‬التراريخ الدسرتوري للوديرات المت ردة ‪ ،‬مجلرة القرانون وادقتصراد ‪،‬‬
‫العدد الثاني ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬جامعة بيروت العربية ‪ ،‬العدد الثاني ‪ ،‬يوليو ‪.2872‬‬
‫‪ .21‬أسرامة ال زالري ‪ ،‬ر لرة فرانس إلرى الشرررق األوسرط ‪ ،‬السياسرة الدوليرة ‪ ،‬م سسرة اإلهرررام ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬العدد ‪ ، 51‬أكتوبر ‪.2866‬‬
‫‪ .24‬ل هستر ‪ ،‬وكرادت األنبراء ال ربيرة مشراكل وفررص فري األنبراء العالميرة ‪ ،‬دوريرة وكرادت‬
‫األنباء العربية ‪ ،‬ب داد ‪ ،‬مارس ‪. 2866‬‬
‫‪ .22‬دن دي بنوا ‪ ،‬أزمة الديمقراطية ال ربية ‪ ،‬مجلة الو دة ‪ ،‬المجلس القومي للثقافة العربية ‪،‬‬
‫السنة األولى ‪ ،‬العدد ‪ ، 6‬أبريل ‪. 2895 ،‬‬
‫‪ .25‬لن ‪ ،‬م ‪ ،‬يورتن ‪ ،‬ال كومة واأل زاب والديمقراطية ‪ ،‬منشورات جامعة بوسطن ‪ ،‬المجلرد‬
‫‪ ، 24‬الجزء ‪. 2869 ، 1‬‬
‫‪ .27‬أميررر اسرركندر ‪ ،‬عررن اإلرهرراب والثررورة ‪ ،‬افتتا يررة مجلررة المنررار ‪ ،‬الم رررب ‪ ،‬العرردد ‪14-11‬‬
‫أكتوبر نوفمبر ‪.2897‬‬
‫‪ .26‬أمين هويدي ‪ ،‬السياسة األمريكيرة والسرعي ن رو السريطرة ‪ ،‬مجلرة شر ون عربيرة ‪ ،‬ترونس ‪،‬‬
‫العدد ‪/16‬مايو‪. 2894/‬‬
‫‪ .29‬اشرف راضي ‪ ،‬قرراءة فري األزمرة التشرادية ‪ ،‬الفكرر ادسرتراتيجي العربري ‪ ،‬معهرد اإلنمراء‬
‫العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬عدد ‪ ، 42‬أكتوبر ‪.2881‬‬
‫‪ .28‬الجنرررال هيررغ ‪ ،‬نشرررة م سسررة الدراسررات الفلسررطينية ‪ ،‬م سسررة الدراسررات الفلسررطينية ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬السنة ال ادية عشر ‪ ،‬العدد وا د ‪ ،‬يناير ‪. 2892‬‬
‫‪ .11‬المدني علي الصديق ‪ ،‬اإلرهاب الدولي ‪ ،‬ال لقة الثانية ‪ ،‬جريدة الز رف األخضرر ‪ ،‬مكترب‬
‫ادتصال باللجان الثورية ‪ ،‬السنة الثانية ‪ ،‬العدد ‪. 2892/8/6 ، 98‬‬
‫‪ .12‬المهدي المنجرة ‪ ،‬مفهوم اقتصاديات اإلع م وأهميتها في إطار المجتمع اإلع مي المتوقرع‬
‫‪ ،‬ب ا مقدم إلى ندوة روما ‪ ،‬منشورات الندوة ‪.2892 ،‬‬
‫‪ .11‬اليس كارتز ‪ ،‬أصل وأسس تطور الفيدرالية األمريكية ‪ ،‬مجلة وكالة المعلومات األمريكية‪،‬‬
‫المجلد الثاني ‪ 1 ،‬أبريل ‪. 2886‬‬
‫‪.‬م‪ .‬بيرسررون ‪ ،‬الديمقراطيررة واأل ررزاب ‪ ،‬منشررورات جامعررة نيويررورك ‪ ،‬المجلررد الرابررع ‪،‬‬ ‫‪.14‬‬
‫الجزء األول ‪ ،‬العدد الخامس عشر ‪. 2874 ،‬‬

‫‪761‬‬
‫‪ .12‬جررابر م فرروظ ‪ ،‬أهميررة توسرريع فرراق التبررادل للمعلومررات واألخبررار بررين األقطررار العربيررة ‪-‬‬
‫أمريكا ال تينية ‪ ،‬دورية ات اد وكادت األنباء العربية ‪ ،‬ب داد ‪ ،‬مارس ‪. 2869‬‬
‫‪ .15‬جاك شاهين ‪ ،‬صورة العررب كمرا تبرزهرا أجهرزة اإلعر م األمريكيرة ‪ ،‬مشرك ت و لرول ‪،‬‬
‫دراسررة قرردمت فرري نرردوة الما رردة المسررتديرة ررول قضررايا اإلع ر م العربرري ‪ ،‬منشررورات معهررد‬
‫الص افة وعلوم األخبار تونس ‪-21‬أبريل‪. 2897-‬‬
‫‪ .17‬جان الكسان ‪ ،‬اإلع م ‪ ..‬وسا ل ادتصال ال ديثة ‪ ،‬مجلة الو دة ‪ ،‬المجلرس القرومي للثقافرة‬
‫العربية ‪ ،‬السنة الثامنة عشر ‪ ،‬العدد ‪ ، 81‬مارس ‪. 2881‬‬
‫سن الزين ‪ ،‬الهيمنة اإلمريكية على اإلع م العالمي ‪ ،‬مجلة الشاهد ‪ ،‬م ويرة ‪ ،‬العردد ‪211‬‬ ‫‪.16‬‬
‫‪ ،‬ديسمبر ‪. 2884‬‬
‫سن العلوي ‪ :‬المواجهرة العربيرة وادمبرياليرة مرن قنرال السرويس ‪ 2857‬إلرى خلرير سررت‬ ‫‪.19‬‬
‫‪ ، 2897‬جريدة الب ك الم ربية عدد ‪ 245‬الجمعة ‪. 2897/2/29‬‬
‫‪ .18‬خالد الهمداني ‪ ،‬معوقات التدفق اإلخباري ‪ ،‬مجلة المستقبل العربري ‪ ،‬بيرروت ‪ ،‬العردد ‪115‬‬
‫السنة ‪ ، 29‬مارس ‪. 2887‬‬
‫ظررات ررول السررلطة التنفيذيررة فرري الوديررات المت رردة ‪ ،‬مجلررة وكالررة‬ ‫‪ .41‬رالررف قادفرران ‪ ،‬م‬
‫المعلومات األمريكية ‪ ،‬المجلد الثاني ‪ ،‬العدد ‪ 1 ، 1‬أبريل ‪.2886‬‬
‫‪ .42‬رمررزي زكرري ‪ ،‬الرأسررمالية العالميررة الراهنررة وع قتهررا بالررديون الخارجيررة لرردول المتخلفررة ‪،‬‬
‫ال لقة الثانية ‪ ،‬مجلة الثقافة العربية ‪ ،‬أمانة اإلع م ‪ ،‬بن ازي ‪ ،‬العدد ‪ ، 1‬السنة السادسة عشرر‬
‫‪ ،‬فبراير ‪. 2898 ،‬‬
‫‪ .41‬روبرت ‪ .‬أ ‪ .‬ادهل ‪ ،‬الديمقراطية في الوديات المت دة ‪ ،‬منشورات جامعة بوسطن‪ ،‬المجلرد‬
‫الثاني ‪ ،‬العدد ‪. 2867 ، 21‬‬
‫‪ .44‬ريتشررارد دشرروردر ‪ ،‬ال كومررة ادت اديررة ‪ ،‬وكالررة المعلومررات األمريكيررة ‪ ،‬المجلررد الثرراني ‪،‬‬
‫العدد ‪ 1 ، 1‬أبريل ‪. 2886‬‬
‫‪ .42‬ريميد يوس ‪ ،‬س ‪ .‬بالين ‪ ،‬مفهوم الكتاب األخضر الديمقراطية كصورة للعدل ادجتماعي ‪،‬‬
‫رول مفهروم الديمقراطيرة فري الكتراب األخضرر ‪ ،‬المركرز العرالمي‬ ‫ب ا مقردم فري نردوة مراني‬
‫لدراسات واب اا الكتاب األخضر ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬سبتمبر ‪. 2881‬‬
‫‪ .45‬زهير ال سيني ‪ ،‬السيادة فوق الخلجان ‪ ،‬األسس القانونية للسيادة على الخلجان التاريخيرة ‪،‬‬
‫وخلير سرت الكبير ‪ ،‬المجلة المصرية للقانون الدولي ‪ ،‬العدد ‪. 2897 ، 21‬‬

‫‪764‬‬
‫‪ .47‬زيد اياد ‪ ،‬التداول ال ر والمتوازن للمعلومات فري النظرام اإلع مري الجديرد ‪ ،‬دوريرة ات راد‬
‫وكادت األنباء العربية ‪ ،‬ب داد مارس ‪. 2866‬‬
‫‪ .46‬سالم مصطفى ‪ ،‬مبدأ إيزنهاور ‪ ،‬مجلة السياسة الدولية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬م سسة اإلهررام ‪ ،‬العردد‬
‫‪ 51‬ماس ‪.2894‬‬
‫‪ .49‬سرا أ مد سرا ‪ ،‬الصر افة األفريقيرة ‪ ،‬مجلرة الثقافرة العربيرة ‪ ،‬أمانرة اإلعر م والثقافرة ‪،‬‬
‫بن ازي ‪ ،‬السنة الثامنة عشر ‪ ،‬العدد ‪ ، 21‬أكتوبر ‪. 2882‬‬
‫‪ .48‬سرررا أ مررد سرررا ‪ ،‬قضررية المصرردر اإلع م ري ‪ ،‬مجلررة الثقافررة العربيررة ‪ ،‬أمانررة اإلع ر م‬
‫والثقافة ‪ ،‬بن ازي ‪ ،‬السنة السادسة عشر ‪ ،‬العدد ‪ ، 18‬سبتمبر ‪. 2898‬‬
‫‪ .21‬سليم داد ‪ ،‬الب ار الم لقة والب رار المفتو رة‪ ،‬مجلرة السياسرة الدوليرة ‪ ،‬م سسرة اإلهررام ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬العدد ‪ ، 95‬يوليو ‪2897‬م‪.‬‬
‫‪ .22‬ص ح إبراهيم ‪ ،‬المواجهة األمريكية ‪ -‬الليبية فوق المتوسط ‪ ،‬الفكر ادستراتيجي العربي ‪،‬‬
‫معهد اإلنماء العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬العدد ‪ 18‬يوليو ‪. 2898‬‬
‫‪ .21‬ص ح إبراهيم ‪ ،‬ت ركات النميتيز واألواكرس فري جنروب الب رر المتوسرط تكشرف المخطرط‬
‫األمريكري ضررد الجماهيريرة ‪ ،‬الفكررر ادسرتراتيجي العربرري ‪ ،‬معهرد اإلنمرراء العربري ‪ ،‬بيررروت ‪،‬‬
‫عدد ‪ 7،6‬يناير ‪ -‬مايو ‪. 2894‬‬
‫‪ .24‬عبد الر من شلبي ‪ ،‬تصفية القواعد العسكرية في ليبيا ‪ ،‬السياسة الدولية ‪ ،‬م سسة األهررام‬
‫‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬عدد ‪ ، 28‬يناير ‪.2861‬‬
‫‪ .22‬عبررد العزيررز سررر ان ‪ ،‬ررول تعريررف اإلرهرراب الرردولي وت ديررد مضررمونه مررن واقررع قواعررد‬
‫القرانون الردولي وقررارات المنظمرات الدوليرة ‪ ،‬المجلرة المصررية للقرانون الردولي ‪ ،‬مجلرد ‪، 18‬‬
‫العدد ‪. 2864 ، 128‬‬
‫‪ .25‬عبرد العزيررز شرررف ‪ ،‬ماهيررة الت ريررر اإلع مرري ‪ ،‬مجلررة عررالم الفكررر ‪ ،‬بيررروت ‪ ،‬السررنة ‪22‬‬
‫العدد ‪ - 41‬يوليو ‪ ،‬سبتمبر ‪. 2891 ،‬‬
‫‪ .27‬عبد القادر القادري ‪ ،‬العنف المضاد األ ادي الجانب ‪ ،‬ظاهرة في الع قات الدولية ‪ ،‬مجلرة‬
‫الو دة ‪ ،‬المجلس القومي للثقافة العربية ‪ ،‬السنة السادسة ‪ ،‬العدد ‪ ، 76‬أبريل ‪. 2881‬‬
‫‪ .26‬عبد الكريم العجمي ‪ ،‬وهم الموضوعية وأخطاء المصداقية ‪ ،‬صر يفة الشرمس ‪ ،‬طررابلس ‪،‬‬
‫العدد ‪. 2885-4-4 ، 686‬‬
‫‪ .29‬عبد هللا أبو ج ل ‪ ،‬اإلع م والرأي العرام فري األقطرار الناميرة والعربيرة ‪ ،‬المجلرة الجزا ررة‬
‫ل تصال ‪ ،‬معهد اإلع م وادتصال ‪ ،‬جامعة الجزا ر ‪ ،‬العددان ‪ ، 7،8‬ربيع وخريف ‪. 2881‬‬

‫‪762‬‬
‫‪ .28‬عبد هللا عبد الدا م ‪ ،‬الشركات المتعددة الجنسيات ‪ ،‬المال والتقنية ‪ ،‬مجلة السياسة الدوليرة ‪،‬‬
‫م سسة اإلهرام ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬السنة الثالثة والث ثون ‪ ،‬العدد ‪ ، 19‬أبريل ‪2886‬ف ‪.‬‬
‫‪ .51‬عبد المرنعم سرعيد ‪ ،‬معركرة واشرنطن ‪ ،‬المواجهرة العربيرة اإلسررا يلية فري واشرنطن ‪ ،‬مجلرة‬
‫الموقف العربي ‪ ،‬نيقوسيا ‪ ،‬العدد ‪ ، 18‬يونيو ‪. 2894‬‬
‫‪ .52‬عصررام صررادق رمضرران ‪ ،‬األبعرراد القانونيررة لإلرهرراب الرردولي ‪ ،‬مجلررة السياسررة الدوليررة ‪،‬‬
‫م سسة األهرام ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬العدد ‪ 95‬يوليو ‪. 2897‬‬
‫‪ .51‬ع ء سالم ‪ ،‬تطور الع قات الليبية األمريكية ‪ ،‬مجلة السياسرية الدوليرة ‪ ،‬م سسرة اإلهررام‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬العدد ‪ ، 71‬أبريل ‪.2898‬‬
‫‪ .54‬فاروق سنقاري ‪ ،‬النظرية العالمية الثالثرة ومفهروم الديمقراطيرة التقليديرة ‪ ،‬دراسرة مقارنرة ‪،‬‬
‫مجلررة الفكررر الجمرراهيري ‪ ،‬المركررز العررالمي لدراسررات وأب رراا الكترراب األخضررر ‪ ،‬طرررابلس ‪،‬‬
‫العدد ‪ ، 2‬يناير‪ -‬فبراير ‪. 2898‬‬
‫‪ .52‬فوزي أ مد تيم ‪ ،‬الهجرة ادستيطانية اليهودية إلى فلسرطين ‪ ،‬مجلرة الثقافرة العربيرة ‪ ،‬أمانرة‬
‫اإلع م والثقافة ‪ ،‬بن ازي ‪ ،‬السنة السادسة عشر ‪ ،‬العدد ‪ ، 1‬فبراير ‪. 2898‬‬
‫‪ .55‬كو فواد ارير ‪ ،‬من هو جور بوم ‪ ،‬أخ قيات إسقاط ال كومة ‪ ،‬ص يفة السفير ‪ ،‬بيروت‬
‫‪. 2892 ،‬‬
‫‪ ،‬سلسررى ‪ ،‬السياسررة فرري الوديررات المت رردة األمريكيررة ‪ ،‬منشررورات جامعررة‬ ‫‪ .57‬ماديسررون ‪،‬‬
‫بوسطن ‪ ،‬المجلد الثاني ‪ ،‬العدد ‪. 2867 ، 21‬‬
‫‪ .56‬مجلة القرانون الدسرتوري ‪ ،‬ر ريس الجمهوريرة األمريكيرة ‪ ،‬كيفيرة اختيراره ‪ -‬اختصاصراته ‪،‬‬
‫السنة الرابعة ‪ ،‬العدد ‪. 2851 ، 4‬‬
‫‪ .59‬م مررد الرمي رري ‪ ،‬نمررور شرسررة مررن الررورق ‪ ،‬مجلررة العربرري ‪ ،‬وزارة األع ر م الكويتيررة ‪،‬‬
‫الكويت ‪ ،‬العدد ‪ ، 226‬فبراير ‪. 2887‬‬
‫‪ .58‬م مررد تررا الرردين ال سرريني ‪ ،‬مسرراهمة فرري فهررم ظرراهرة اإلرهرراب الرردولي ‪ ،‬مجلررة الو رردة ‪،‬‬
‫المجلس القومي للثقافة العربية ‪ ،‬السنة السادسة ‪ ،‬العدد ‪ ، 76‬أبريل ‪. 2881‬‬
‫‪ .71‬م مد جمال عرفرة ‪ ،‬الموقرف األوروبري مرن العردوان علرى الجماهيريرة ‪ ،‬السياسرة الدوليرة‪،‬‬
‫م سسة اإلهرام ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬العدد ‪ ، 95‬يوليو ‪.2897 ،‬‬
‫‪ .72‬م مد نجيب الصراير ‪ ،‬التدفق اإلخباري الدولي مشكلة التوازن أم اخت ف مفراهيم ‪ ،‬مجلرة‬
‫العلوم ادجتماعية ‪ ،‬السنة السابعة عشر ‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬ربيع ‪. 2898‬‬

‫‪765‬‬
‫‪ .71‬م مررود عزمرري ‪ ،‬ادشررتباك فرروق خلررير سرررت ‪ ،‬مجلررة الفكررر ادسررتراتيجي ‪ ،‬معهررد اإلنمرراء‬
‫العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬العدد ‪ ، 8‬يوليو ‪. 2897‬‬
‫‪ .74‬مختار مطيع ‪ ،‬اإلرهاب األمريكي ‪ ،‬نمراذ علرى الردول العربيرة ‪ ،‬مجلرة الو ردة ‪ ،‬المجلرس‬
‫القومي للثقافة العربية ‪ ،‬السنة السادسة ‪ ،‬العدد ‪ ، 76‬أبريل ‪. 2881‬‬
‫‪ .72‬مختار مطيع ‪ ،‬النظام الدولي الجديرد وتهديردات أمرن الجماهيريرة الليبيرة ‪ ،‬مجلرة الو ردة ‪، ،‬‬
‫المجلس القومي للثقافة العربية ‪ ،‬السنة ‪ ، 9‬العدد ‪ ، 82‬إبريل ‪. 2881‬‬
‫‪ .75‬موسى السيد ‪ ،‬موقع اإلع م في النموذ الشامل لل زو اإلمبريالي ‪ ،‬مجلة للشاهد الم وية ‪،‬‬
‫قبرص ‪ ،‬العدد ‪ ، 211‬ديسمبر ‪. 2884‬‬
‫‪ .77‬ميكا يل ‪ .‬ت ‪ .‬ك ر ‪ ،‬نظرية التدخل األمريكية الجديدة ‪ ،‬مجلة لوموند الفرنسية ‪ ،‬باريس ‪،‬‬
‫مارس ‪. 2897‬‬
‫‪ .76‬ميكوبتر ‪ ،‬انق ب ري ان على قوق اإلنسان ‪ ،‬عره سالم نفي ‪ ،‬مجلرة السياسرة الدوليرة‬
‫م سسة اإلهرام ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬العدد ‪ ، 95‬يوليو ‪. 2897‬‬
‫‪ .79‬ن ‪ .‬اجيررراروا د ‪ ،‬ماهيرررة األخبرررار التنمويرررة ‪ ،‬ترجمرررة خالرررد الهمرررذاني ‪ ،‬مجلرررة الصررر افة‬
‫وادتصال ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬المجلد ‪ ، 18‬العدد ‪ ، 1‬أكتوبر ‪. 2868‬‬
‫‪ .78‬نادية رميس ‪ ،‬كيفيرة النفراذ إلرى النظرام السياسري األمريكري ‪ ،‬الفكرر ادسرتراتيجي العربري ‪،‬‬
‫معهد اإلنماء العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬العددان ‪ 29-26‬أكتوبر ‪. 2897‬‬
‫‪ .61‬نديم البيطار ‪ ،‬ان طاط النظام األمريكي وتلثيره على الع قات األوروبية – العربية ‪ ،‬مجلة‬
‫الو دة المجلس القومي للثقافة العربية ‪ ،‬السنة السابعة ‪ ،‬العدد ‪ ، 91/68‬أبريل مايو ‪. 2882 ،‬‬
‫‪ .62‬نررديم البيطررار ‪ ،‬هررل يمكررن اد تك ر ام إلررى الوديررات المت رردة األمريكيررة فرري النررزا العربرري‬
‫اإلسرررا يلي ‪ ،‬ال لقررة السررابعة ‪ ،‬مجلررة الثقافررة العربيررة ‪ ،‬أمانررة اإلعر م والثقافررة بالجماهيريررة ‪،‬‬
‫بن ازي ‪ ،‬السنة السادسة عشر ‪ ،‬العدد ‪ ، 12‬فبراير ‪. 2898‬‬
‫‪ .61‬نصير غاردي ‪ ،‬األكاديميرة األمريكيرة ت رت القمرع ‪ ،‬التطرور اإلسررا يلي ‪ ،‬ب را مقردم إلرى‬
‫ندوة الما دة المستديرة ول قضايا اإلع م العربي ‪ ،‬منشورات معهد الص افة وعلوم األخبار‬
‫تونس ‪-21‬أبريل‪.2897-‬‬
‫‪ .64‬نفان فليرك ‪ ،‬إعرادة بنراء الفيدراليرة األمريكيرة ‪ ،‬مجلرة وكالرة المعلومرات األمريكيرة ‪ ،‬المجلرد‬
‫الثاني ‪ ،‬العدد ‪ 1 ، 1‬أبريل ‪. 2886‬‬
‫‪ .62‬نهرى ترادرس ‪ ،‬إدارة ري ران مشررو يمينري دسرتعادة عظمرة أمريكرا ‪ ،‬الفكرر ادسررتراتيجي‬
‫العربي ‪ ،‬معهد اإلنماء العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬السنة الرابعة ‪ ،‬العدد ‪ ،2‬يوليو ‪. 2892‬‬

‫‪767‬‬
‫‪ .65‬نهى تادرس ‪ ،‬السياسة الخارجية إلدارة الر يس ري ان ‪ ،‬الفكر ادستراتيجي العربي ‪ ،‬معهد‬
‫اإلنماء العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬السنة الرابعة ‪ ،‬العدد ‪ ، 1‬أكتوبر ‪. 2892‬‬
‫‪ .67‬نور دفع هللا ‪ ،‬الكتابة الص فية ‪ ،‬تطورات في األسس والمفاهيم ‪ ،‬مجلة الب روا اإلع ميرة‬
‫‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬السنة الثانية عشر ‪ ،‬العدد ‪ ، 75‬أبريل ‪. 2899‬‬
‫‪ .66‬نور دفرع هللا ‪ ،‬الكتابرة الصر فية ‪ ،‬مجلرة الثقافرة العربيرة ‪ ،‬أمانرة اإلعر م ‪ ،‬بن رازي ‪ ،‬السرنة‬
‫الثامنة عشر ‪ ،‬العدد ‪ ، 8‬مايو ‪. 2882‬‬
‫‪ .69‬هاكوب هوفتسيان ‪ ،‬ال ارات األمريكية علرى الجماهيريرة الليبيرة ال ردا أبعراده العسركرية ‪،‬‬
‫الفكر ادستراتيجي ‪ ،‬معهد اإلنماء العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬العدد ‪ 29 ، 26‬أكتوبر ‪. 2897‬‬
‫‪ .68‬هيثم كي ني ‪ ،‬إرهاب الدولة برديل ال ررب فري الع قرات الدوليرة ‪ ،‬مجلرة الو ردة ‪ ،‬المجلرس‬
‫القومي للثقافة العربية ‪ ،‬السنة السادسة ‪ ،‬العدد ‪ ، 76‬أبريل ‪. 2881‬‬
‫‪ .91‬ياسين دشين ‪ ،‬الت عب بالرأي العام األمريكي ‪ ،‬مجلة الب وا اإلع مية ‪ ،‬مركز الب روا‬
‫والتوثيق اإلع مي والثقافي والفكري ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬السنة الثانية ‪ ،‬العدد ‪. 2884 ،5‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الكتب العربية ‪:‬‬


‫‪ .2‬إبررراهيم إمررام ‪ ،‬دراسررات فرري الفررن الص ر في ‪ ،‬مكتبررة األنجلررو المصرررية ‪ ،‬القرراهرة ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2869‬‬
‫‪ .1‬إبراهيم عبدو ‪ ،‬تاريخ الص افة األمريكية ‪ ،‬مكتبة سجل العرب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪.2852 ، 2‬‬
‫‪ .4‬إ سان عسكر ‪ ،‬الخبر ومصادره ‪ ،‬دراسة في اقتناء ونشر األخبار ‪ ،‬دار العربي ‪ ،‬القراهرة‬
‫‪ ،‬ط‪. 2898 ، 2‬‬
‫‪ .2‬أ مد السيد النجاري ‪ ،‬ال ملة ال ربية ضد ليبيا ‪ ،‬العقوبات الم تملة وإمكانيرات المواجهرة ‪،‬‬
‫قضية لوكربي ومستقبل النظام الدولي ‪ ،‬مركز الدراسات اإلس مية ‪ ،‬سلسلة رقم (‪ )4‬نقوسيا ‪،‬‬
‫ط‪. 2881 ، 2‬‬
‫‪ .5‬أ مررد برردر ‪ ،‬اإلع ر م الرردولي ‪ ،‬دراسررات فرري ادتصررال والدعايررة الدوليررة ‪ ،‬مكتبررة غريررب ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2866 ، 2‬‬
‫‪ .7‬أ مد رفعت ‪ ،‬الطريق إلى طرابلس لوكربي والع قات الليبية األمريكية ‪ ،‬دار القادة للنشرر‬
‫‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2884 ، 2‬‬

‫‪766‬‬
‫‪ .6‬أ مد رفعت السيد ‪ ،‬أزمرة لروكربي والصررا مرع ال ررب ‪ ،‬ب را مقردم فري الملتقرى الثالرا‬
‫رول فكرر معمررر القرذافي الكتراب األخضررر ‪ ،‬الجرزء الثراني ‪ ،‬مركررز دراسرات واب راا الكترراب‬
‫األخضر ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪. 2885 ، 2‬‬
‫‪ .9‬أ مد رفعت السيد ‪ ،‬الع قات اليبية ‪ -‬األمريكية ‪ ، 2881-2891 ،‬قضية لوكربي ومستقبل‬
‫النظام الدولي ‪ ،‬مركز الدراسات اإلس مية ‪ ،‬سلسلة رقم (‪ )4‬نقوسيا ‪ ،‬ط‪.2881 ، 2‬‬
‫‪ .8‬أ مد عاشور اكس ‪ ،‬ري ان قاتل األطفال ‪ ،‬الردار الجماهيريرة للنشرر والتوزيرع واإلعر ن ‪،‬‬
‫مصراته ‪ ،‬ط‪. 2897 ، 2‬‬
‫‪ .21‬أ مررد عاشررور اكررس ‪ ،‬لكرري تكررون صر فيا ناج ررا ‪ ،‬مطررابع الفرراتح ‪ ،‬الشررركة العامررة للررورق‬
‫والطباعة ‪ ،‬مصراته ‪ ،‬ط‪. 2885 ، 2‬‬
‫‪ .22‬إدريررس الض ر اك ‪ ،‬قررانون الب ررار وتطبيقاترره فرري الرردول العربيررة ‪ ،‬برردون دار نشررر ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2896‬‬
‫‪ .21‬أدموند غريب ‪ ،‬أثر الت يز اإلسرا يلي في الت طيرة اإلع ميرة األمريكيرة للشررق األوسرط ‪،‬‬
‫المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ‪ ،‬إدارة اإلع م ‪ ،‬تونس ‪ ،‬ط‪. 2895 ، 2‬‬
‫‪ .24‬أديب خضور ‪ ،‬الخبر الص في ‪ ،‬مكتبة الدراسات اإلع مية ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬ط‪. 2894 ، 2‬‬
‫‪ .22‬إسرررماعيل ال رررزال ‪ ،‬اإلرهررراب والقرررانون الررردولي ‪ ،‬الم سسرررة الجامعيرررة للدراسرررات والنشرررر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2881 ، 2‬‬
‫‪ .25‬إسررماعيل ال ررزال ‪ ،‬القررانون الدسررتوري والررنظم السياسررية ‪ ،‬الم سسررة الجامعيررة للدراسررات‬
‫والنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2891 ، 2‬‬
‫‪ .27‬إسماعيل صبري مقلرد ‪ ،‬الع قرات السياسرية الدوليرة ‪ ،‬المكتبرة األكاديميرة ‪ ،‬القراهرة ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2882‬‬
‫‪ .26‬أنور الجندي ‪ ،‬الص افة واألق م المسومة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار ادعتصام ‪ ،‬ط‪. 2894 ، 2‬‬
‫‪ .29‬أودنيس العكرة ‪ ،‬اإلرهاب السياسري ‪ ،‬ب را فري أصرول الظراهرة وابعادهرا اإلنسرانية ‪ ،‬دار‬
‫الطليعة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2894 ، 2‬‬
‫‪ .28‬ا م يدة الزليطني ‪ ،‬منظومة األمم المت دة ‪ ،‬الردار الجماهيريرة للنشرر والتوزيرع واإلعر ن ‪،‬‬
‫طرابلس ‪ ،‬ط‪. 2897 ، 2‬‬
‫‪ .11‬اإلرهرراب هررو أداة السياسررة الخارجيررة األمريكيررة ‪ ،‬دار نشررر وكالررة نوفوشرري ‪ ،‬موسرركو ‪،‬‬
‫‪.2892‬‬

‫‪769‬‬
‫‪ .12‬السيد أ مد مصطفى ‪ ،‬اإلع م المتخصص ‪ ،‬منشورات جامعة قاريونس ‪ ،‬بن ازي ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2887‬‬
‫‪ .11‬السيد أ مد مصطفى ‪ ،‬الب ا اإلع مي ‪ ،‬مفهومه وإجراءاته ومفاهيمه ‪ ،‬منشورات جامعرة‬
‫قاريونس ‪ ،‬بن ازي ‪ ،‬ط‪. 2882 ، 2‬‬
‫‪ .14‬السيد أ مد مصطفى ‪ ،‬م اضرات في الص افة المتخصصة ‪ ،‬منشورات جامعرة قراريونس‬
‫‪ ،‬بن ازي ‪ ،‬ط‪. 2884 ، 2‬‬
‫‪ .12‬السيد عوه ‪ ،‬التردخل األمريكري والفرنسري ‪ ،‬مركرز ال ضرارة العربيرة لإلعر م والنشرر ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2881 ، 2‬‬
‫‪ .15‬السيد عوه عثمان ‪ ،‬الع قات الليبية األمريكية ‪ ،‬مركز ال ضارة العربية لإلع م والنشر‬
‫‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2882 ، 2‬‬
‫‪ .17‬الشرررافعي م مرررد بشرررير ‪ ،‬المنظمرررات الدوليرررة دراسرررات قانونيرررة سياسرررية ‪ ،‬دار المعرررارف ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ،‬ط‪. 2862 ، 1‬‬
‫‪ .16‬الصافي سرعيد ‪ ،‬مرى ‪ ، 21‬د أنبيراء ود شرياطين ‪ ،‬دار النقروم العربيرة ‪ ،‬ترونس ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2881‬‬
‫‪ .19‬الطاهر أ مرد الرزاوي ‪ ،‬جهراد األبطرال فري طررابلس ال ررب ‪ ،‬دار الفرتح ‪ ،‬بيرروت ‪ ،‬ط‪، 4‬‬
‫‪. 2864‬‬
‫‪ .18‬اللجنة اإلدارية لإلع م الثوري ‪ ،‬غطرسة القوة األمريكية‪ ،‬الجرزء األول‪ ،‬المواجهرة الليبيرة‬
‫األمريكيررة فرروق مياهنررا الداخليررة‪ ،‬وثررا ق وشررهادات عالميررة‪ ،‬مطررابع الثررورة العربيررة‪ ،‬طرررابلس‪،‬‬
‫‪.2892‬‬
‫‪ .41‬بطرس البستاني‪ ،‬كتاب دا رة المعارف‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬المجلد ‪ ،21‬بيروت‪.2894 ،‬‬
‫‪ .42‬جمال علي زهران ‪ ،‬السياسة الخارجية لمصر ‪ ، 2892 – 2861 ،‬طرد الخبراء السوفيات‬
‫إلى زيارة السادات إلى القدس ‪ ،‬مكتبة مدبولي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2896 ، 2‬‬
‫‪ .41‬جمال علي زهران ‪ ،‬السياسة الخارجية لمصر ‪ 2892-2861‬طرد الخبرراء السروفيات إلرى‬
‫زيارة السادات للقدس ‪ ،‬مكتبة مدبولي ‪ ،‬القاهرة ‪2896 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .44‬جيهرران رشررتي ‪ ،‬األسررس العلميررة لنظريررات اإلعر م ‪ ،‬دار الفكررر العربرري ‪ ،‬القرراهرة ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪.2865‬‬
‫‪ .42‬جيهان رشتي ‪ ،‬نظم ادتصال واألعر م فري الردول الناميرة ‪ ،‬دار الفكرر العربري ‪ ،‬القراهرة ‪،‬‬
‫ط‪. 2861 ، 2‬‬
‫‪768‬‬
‫امررد سررلطان ‪ ،‬عا شررة راتررب ‪ ،‬ص ر ح الرردين عررامر ‪ ،‬القررانون الرردولي العررام ‪ ،‬دار العلررم‬ ‫‪.45‬‬
‫للم يين ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2896 ، 2‬‬
‫سرن الفقيرره‪ ،‬اليوميرات الليبيررة‪ ،‬الجرزء األول ‪ ،‬ت قيررق م مرد األسررطى ‪ ،‬منشرورات جامعررة‬ ‫‪.47‬‬
‫الفاتح‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ط‪2892 ،2‬م ‪.‬‬
‫سين غرا ‪ ،‬أ مرد سرالم ‪ ،‬قاسرم مفيرد ‪ ،‬ادسرتراتيجية الجديردة ‪ ،‬الم سسرة العربيرة للدراسرة‬ ‫‪.46‬‬
‫والنشر ‪ ،‬بيروت ‪. 2894 ،‬‬
‫سين صعب ‪ ،‬علم السياسة ‪ ،‬دار العلم للم يين ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2894 ، 2‬‬ ‫‪.49‬‬
‫قيقة إدريس السنوسي ‪ ،‬الردار الجماهيريرة للنشرر والتوزيرع واإلعر ن ‪ ،‬طررابلس ‪ ،‬ط‪، 2‬‬ ‫‪.48‬‬
‫‪. 2865‬‬
‫مدي سن ‪ ،‬الوظيفة اإلخبارية ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2896 ، 2‬‬ ‫‪.21‬‬
‫ميد الساعدي ‪ ،‬الوظيفة التنفيذية لر يس الدولة في النظام الر اسي ‪ ،‬دار عطوة للطباعة ‪،‬‬ ‫‪.22‬‬
‫ب داد ‪ ،‬ط‪. 2892 ، 2‬‬
‫‪ .21‬خليل سونة ‪ ،‬اإلرهاب األمريكي ‪ ،‬الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع واإلع ن ‪ ،‬مصراته‬
‫‪ ،‬ط‪. 2897 ، 2‬‬
‫‪ .24‬خليل صابات ‪ ،‬الص افة رسالة وفن وعلم ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬القاهرة ‪. 2876 ،‬‬
‫‪ .22‬خليررل عيرراد ‪ ،‬اسررتفهامات مررن وعررد بلفررور إلررى وعررد إيبرراك ‪ ،‬دار النقرروم ‪ ،‬تررونس ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2898‬‬
‫‪ .25‬زيدان عبد الباقي ‪ ،‬علم النفس ادجتماعي في المجادت اإلع مية ‪ ،‬مكتبة غريب ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ،‬ط‪. 2897 ، 4‬‬
‫‪ .27‬سالم ساسي ال ا ‪ ،‬قرانون الب رار الجديرد‪ ،‬برين التقليرد والتجربرة ‪ ،‬معهرد اإلنمراء العربري ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬ط‪. 2896 ، 2‬‬
‫‪ .26‬سامي كيم ‪ ،‬قيقة ليبيا ‪ ،‬األنجلو المصرية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2861 ، 1‬‬
‫‪ .29‬سامي ذبي ان ‪ ،‬الص افة اليومية واإلع م ‪ ،‬الموضو التقنية التنفيذية ‪ ،‬دار المسيرة بيروت‬
‫‪ ،‬ط‪.2869 ، 2‬‬
‫‪ .28‬سامي عزيز ‪ ،‬الص افة مس ولية وسلطة ‪ ،‬دار التعراون للطباعرة والنشرر ‪ ،‬القراهرة ‪ ،‬ط‪2‬‬
‫‪.2892،‬‬
‫‪ .51‬سعيد الرجراجي ‪ ،‬القانون الدولي ‪ ،‬دار األفاق ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬ط‪. 2898 ، 2‬‬
‫‪ .52‬سعيد الشرقاوي ‪ ،‬األ زاب وجماعات الض ط ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2894 ، 2‬‬
‫‪791‬‬
‫‪ .51‬سمير سين ‪ ،‬ب وا اإلع م ‪ ،‬األسس والمبادئ ‪ ،‬دار الشعب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪.2867 ، 2‬‬
‫‪ .54‬سمير سين ‪ ،‬ت ليل المضمون ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2894 ، 2‬‬
‫‪ .52‬شمس الدين الرفاعي ‪ ،‬الص افة العربية العلمية ‪ ،‬منشورات جامعرة قراريونس ‪ ،‬بن رازي ‪،‬‬
‫ط‪. 2869 ، 2‬‬
‫‪ .55‬ص ح الدين جوهر ‪ ،‬علم ادتصال ‪ ،‬المفاهيم ونظرياته ومجادتره ‪ ،‬القراهرة ‪ ،‬مكتبرة عرين‬
‫شمس ‪ ،‬ط‪. 2867 ، 2‬‬
‫‪ .57‬ص ح الدين عامر ‪ ،‬المقاومرة الشرعبية المسرل ة فري القرانون الردولي ‪ ،‬دار الفكرر العربري ‪،‬‬
‫القاهرة ‪. 2866 ،‬‬
‫‪ .56‬ص ح قبضايا ‪ ،‬ت ريرر وإخررا الصر ف ‪ ،‬المكترب المصرري ال رديا ‪ ،‬القراهرة ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2895‬‬
‫‪ .59‬طلعررت همررام ‪ ،‬ما ررة س ر ال مررن الص ر افة ‪ ،‬موسرروعة اإلع ر م والص ر افة ‪ ،‬دار الفرقرران ‪،‬‬
‫م سسة الرسالة ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط‪. 2894 ، 2‬‬
‫‪ .58‬عبد ال ميد النعنعي ‪ ،‬تاريخ الوديات المت دة األمريكية المعاصرر ‪ ،‬دار النهضرة العربيرة ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬ط‪.2894 ، 2‬‬
‫‪ .71‬عبد ال ميد زهران ‪ ،‬علم ادجتما اإلع مي ‪ ،‬دار بدران للنشر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .72‬عبد الس م المزوغي ‪ ،‬بيب وداعرة ‪ ،‬تطرور الفكرر السياسري ‪ ،‬المركرز العرالمي لدراسرات‬
‫وأب اا الكتاب األخضر ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪. 2885 ، 4‬‬
‫‪ .71‬عبد الس م صالح عرفة ‪ ،‬التنظيم الدولي ‪ ،‬منشورات الجامعة المفتو ة ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2881‬‬
‫‪ .74‬عبد العزيز ال نام ‪ ،‬مدخل إلى عالم الص افة ‪ ،‬دار النجاح ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .72‬عبد العزيز شرف ‪ ،‬فن الت رير اإلع مي ‪ ،‬الهي ة العامة للكتاب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪.2891 ، 2‬‬
‫‪ .75‬عبد العزيز طريح شرف ‪ ،‬ج رافية ليبيا ‪ ،‬بدون دار نشر ‪.2874 ،‬‬
‫‪ .77‬عبد الفتاح عبد النبي ‪ ،‬سوسيولوجيا الخبر الص في ‪ ،‬دراسات فري انتفراء ونشرر األخبرار ‪،‬‬
‫دار العرب للنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2898 ، 2‬‬
‫‪ .76‬عبد القادر القادري ‪ ،‬القانون الدولي العام ‪ ،‬دار اآلفاق ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬ط‪. 2884 ، 2‬‬
‫‪ .79‬عبد اللطيف مزة ‪ ،‬أزمة الضمير الص في ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪2871 ، 2‬‬
‫‪ .78‬عبد اللطيف مزة ‪ ،‬اإلع م تاريخه ومذاهبه ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر الجديدة‬
‫‪ ،‬ط‪. 2875 ، 2‬‬
‫‪792‬‬
‫‪ .61‬عبد اللطيف مزة ‪ ،‬المدخل فري الت ريرر الصر في ‪ ،‬دار الفكرر العربري ‪ ،‬القراهرة ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2879‬‬
‫‪ .62‬عبد هللا ب ل ‪ ،‬وجاء العقيد ‪ ،‬دار مكتبة الفكر ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بدون تاريخ ‪.‬‬
‫‪ .61‬عز الدين البشتي ‪ ،‬تاريخ اإلرهاب األمريكي ‪ ،‬المنشلة العامة للنشرر والتوزيرع واإلعر ن ‪،‬‬
‫طرابلس ‪ ،‬ط‪. 2897 ، 2‬‬
‫‪ .64‬علي شعيب ‪ ،‬أسرار القواعد األمريكية في ليبيا ‪ ،‬المنشلة العامة للنشر والتوزيع ‪ ،‬طرابلس‬
‫‪ ،‬ط‪. 2891 ، 1‬‬
‫‪ .62‬علي فهمي خشيم‪ ،‬نصوص ليبية‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ط‪2864 ،1‬‬
‫‪ .65‬عمر السنوسي ‪ ،‬ر لة خبر ‪ ،‬دار العلوم العربية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2895 ، 2‬‬
‫‪ .67‬عمررر السنوسرري ‪ ،‬فررن الممكررن دراسررات فرري الص ر افة ‪ ،‬طرررابلس ‪ ،‬دار الخبررولي ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2881‬‬
‫‪ .66‬عمر علي بن اسماعيل ‪ ،‬انهيار كم األسرة القرمانلية ‪ ،‬مكتبة الفرجاني ‪ ،‬ط‪.2877 ، 2‬‬
‫‪ .69‬عمران عبد الس م الصفراني ‪ ،‬السيادة للخلجان التاريخية ‪ ،‬والسيادة العربيرة الليبيرة لخلرير‬
‫سرت‪ .‬منشورات جامعة قاريونس ‪ ،‬بن ازي ‪ ،‬ط‪.2882 ، 2‬‬
‫‪ .68‬عواطف عبد الرر من ‪ ،‬قضرايا التبعيرة اإلع ميرة والثقافيرة فري العرام الثالرا ‪ ،‬سلسرلة عرالم‬
‫المعرفة ‪ ،‬المجس الوطني للثقافة والفنون ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬رقم ‪. 2892 ، 69‬‬
‫‪ .91‬عواطف عبد الر من ‪ ،‬نجوى سرالم ‪ ،‬ليلرى عبرد المجيرد ‪ ،‬ت ليرل المضرمون فري الدراسرات‬
‫اإلع مية ‪ ،‬دار العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2892 ، 2‬‬
‫‪ .92‬فاروق أبو زيد ‪ -‬فن الخبر الص في ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2896 ، 2‬‬
‫‪ .91‬فاضل زكي ‪ ،‬السياسة الخارجية ‪ ،‬مطبعة شفيق ‪ ،‬ب داد ‪ ،‬ط ‪. 2865 ، 2‬‬
‫‪ .94‬فت رري الررديب ‪ ،‬عبررد الناصررر والثررورة فرري ليبيررا ‪ ،‬دار المسررتقبل العربرري ‪ ،‬القرراهرة ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2897‬‬
‫‪ .92‬فر ات زيادة ‪ ،‬تاريخ الشعب األمريكي ‪ ،‬دار العلم للم يين ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪.2892 ، 2‬‬
‫‪ .95‬فرروزي أبررو ديرراب ‪ ،‬المفرراهيم ال ديثررة ل‪،‬نظمررة وال يرراة السياسررية ‪ ،‬دار النهضررة العربيررة ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬ط‪.2862 ، 2‬‬
‫‪ .97‬كمال ال الي ‪ ،‬مبادئ القانون الدستوري والنظم السياسية ‪ ،‬مطبعة دمشق ‪ ،‬ط‪.2867 ، 2‬‬
‫‪ .96‬ليلى أبو زيد ‪ ،‬أمريكا الوجه اآلخر ‪ ،‬مطبعة النجاح ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬ط‪. 2882 ، 1‬‬

‫‪791‬‬
‫‪ .99‬م لف جماعي ‪ ،‬اإلرهاب الردولي برين الواقرع والتشرويه ‪ ،‬المركرز العربري للنشرر والتوزيرع‬
‫والدراسات ‪ ،‬باريس ‪ ،‬ط‪. 2892 ، 2‬‬
‫‪ .98‬مالررك أبررو شررهيوة ‪ ،‬م مررود م مررد خلررف ‪ ،‬مصررطفى أبررو خشرريم ‪ ،‬األيديولوجيررة السياسررية ‪،‬‬
‫دراسة في األيديولوجية السياسية المعاصرة ‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع‬
‫واإلع م ‪ ،‬سرت ‪ ،‬ط‪. 2885 ، 1‬‬
‫‪ .81‬مجدي ماد ‪ ،‬صرا القوة الكبرى في أفريقيا ‪ ،‬مركز الدراسات السياسية وادستراتيجية ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬ص‪. 2896 ، 4‬‬
‫‪ .82‬مجموعة من البا ثين ‪ ،‬قانون القوة ‪ ،‬دار الشباب العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬بدون تاريخ ‪.‬‬
‫‪ .81‬م اكمة ري ان ‪ ،‬كتاب األهالي ‪ ،‬القاهرة ‪. 2895 ،‬‬
‫‪ .84‬م مد الدروبي ‪ ،‬الص افة والص في المعاصر ‪ ،‬دار النفا س ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2887 ، 2‬‬
‫‪ .82‬م مد السماك ‪ ،‬العنف واإلرهاب السياسي ‪ ،‬دار النفا س ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2882 ، 1‬‬
‫‪ .85‬م مررد المصررري ‪ ،‬اإلرهرراب اإلمبريررالي ‪ ،‬سلسررلة كترراب الشررعب ‪ ،‬عرردد ‪ ، 7‬المنشررلة العامررة‬
‫للنشر والتوزيع واإلع ن ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪. 2891 ، 2‬‬
‫‪ .87‬م مررد الوفررا ي ‪ ،‬منرراهر الب ررا فرري الدراسررات ادجتماعيررة واإلع ميررة ‪ ،‬مكتبررة األنجلررو‬
‫المصرية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2898 ، 2‬‬
‫‪ .86‬م مد جبر الريفري ‪ ،‬الموقرف األمريكري والواقرع العربري ‪ ،‬المنشرلة العامرة للنشرر والتوزيرع‬
‫واإلع ن ‪ ،‬طرابلس ‪. 2891 ،‬‬
‫‪ .89‬م مد زاهر السماك ‪ ،‬الج رافيا السياسية أسسها وتطبيقاتهرا ‪ ،‬دار الكترب للطباعرة والنشرر‪،‬‬
‫الموصل ‪ ،‬ط‪. 2899 ، 2‬‬
‫‪ .88‬م مد سعيد الخطيب ‪ ،‬الوضع القانوني للب ر اإلقليمي ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬اإلسركندرية ‪ ،‬ط‪2‬‬
‫‪. 2892 ،‬‬
‫‪ .211‬م مد سلماوي ‪ ،‬م رر الش ون الخارجيرة ‪ ،‬سلسرلة صر افة وصر فيون ‪ ،‬رقرم ‪ ، 8‬مطبعرة‬
‫أطلس ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2867 ، 2‬‬
‫‪ .212‬م مد عبد ال ميد ‪ ،‬ب وا الص افة ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2881 ، 2‬‬
‫‪ .211‬م مد عبرد ال ميرد ‪ ،‬دراسرة الجمهرور فري ب روا اإلعر م ‪ ،‬عرالم الكترب ‪ ،‬القراهرة ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2884‬‬
‫‪ .214‬م مد عزت فريد ‪ ،‬وكادت األنباء في العالم العربي ‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬جدة ‪. 2894 ،‬‬

‫‪794‬‬
‫‪ ،‬قوات التردخل األمريكري مرن روزفلرت إلرى ري ران ‪ ،‬مطرابع الجرا ظ ‪ ،‬بردون‬ ‫‪ .212‬م مد م‬
‫تاريخ ‪.‬‬
‫‪ .215‬م مررد مصررطفى زيرردان ‪ ،‬ايديولوجيررة الثررورة الليبيررة ‪ ،‬مكتبررة األنرردلس ‪ ،‬بن ررازي ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2864‬‬
‫‪ .217‬م مد معوه ‪ ،‬الخبر التلفزيوني ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2897 ، 2‬‬
‫‪ .216‬م مود أدهم ‪ ،‬دراسات في فن الت رير اإلخباري ‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪.2897 ،2‬‬
‫‪ .219‬م مود فهمري ‪ ،‬فرن ت ريرر الصر ف الكبررى ‪ ،‬الهي رة المصررية للكتراب ‪ ،‬القراهرة ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2891‬‬
‫‪ .218‬م مود كامل ‪ ،‬الدعاية الدولية ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬بدون تاريخ ‪.‬‬
‫‪ .221‬م مود كامل ليلة ‪ ،‬النظم السياسية الدولة وال كومة ‪ ،‬دار النهضة ‪ ،‬بيروت ‪،‬ط‪.2878، 2‬‬
‫‪ .222‬م مود مصرطفى صرفوة ‪ ،‬الجمهوريرة ال ديثرة ‪ ،‬مطبعرة ادسركندرية ‪ ،‬اإلسركندرية ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2878‬‬
‫‪ .221‬م مررود نجيررب أبررو الليررل ‪ ،‬ترراريخ الص ر افة فرري أوروبررا وأمريكررا ‪ ،‬مكتبررة سررجل العرررب ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2852 ، 2‬‬
‫‪ .224‬مرررروان ب يرررري ‪ ،‬الرررنفط العربررري والتهديررردات األمريكيرررة بالتررردخل ‪ ، 2868-2864‬أوراق‬
‫م سسة الدراسات الفلسطينية ‪ ،‬رقم ‪ ، 22‬م سسة الدراسات الفلسطينية ‪ ،‬بيروت ‪. 2891 ،‬‬
‫‪ .222‬مصررطفى الجفررال ‪ ،‬المواجهررة الليبيررة األمريكيررة فرروق خلررير سرررت ‪ ،‬دار الموقررف العربرري ‪،‬‬
‫نيقوسيا ‪ ،‬ط‪. 2891 ، 2‬‬
‫‪ .225‬مصطفى المصمودي ‪ ،‬النظام اإلع مي الجديرد ‪ ،‬سلسرلة عرالم المعرفرة ‪ ،‬المجلرس الروطني‬
‫للثقافة والفنون ‪ ،‬الكويت ‪. 2895 ، )82( ،‬‬
‫‪ .227‬مصطفى جمعة بارة ‪ ،‬اإلرهاب ‪ ،‬منشورات جامعة قاريونس ‪ ،‬بن ازي ‪ ،‬ط‪. 2881 ، 2‬‬
‫‪ .226‬مصطفى عبد هللا خشيم ‪ ،‬قضايا وأزمات دولية معاصرة ‪ ،‬الجامعرة المفتو رة ‪ ،‬طررابلس ‪،‬‬
‫ط‪. 2887 ، 2‬‬
‫‪ .229‬مصررطفى و يررد ‪ ،‬ال ملررة األمريكيررة ضررد ليبيررا وال رررب علررى الجنرروب ‪ ،‬قضررية لرروكربي‬
‫ومستقبل النظام الدولي ‪ ،‬مركز الدراسات اإلس مية ‪ ،‬سلسلة الدراسات ادستراتيجية ‪ ،‬نقوسيا‬
‫‪ ،‬ط‪. 28881 ، 4‬‬
‫‪ .228‬معمررر القررذافي ‪ ،‬الكترراب األخضررر ‪ ،‬الفصررل األول ‪ ،‬ررل المشرركلة الديمقراطيررة ‪ ،‬المركررز‬
‫العالمي لدراسات وأب اا الكتاب األخضر ‪.‬‬
‫‪792‬‬
‫‪ .211‬مكتب ادتصال باللجان الثورية " تشاد ت رت المجهرر " ‪ ،‬قسرم التثقيرف والتعب رة واإلعر م‪،‬‬
‫رقم ‪.2892 ، 8‬‬
‫‪ .212‬ميلود المهذبي ‪ ،‬قضية لوكربي وأ كام القانون الدولي جدلية الشرعية والمشروعية ‪ ،‬الدار‬
‫الجماهيرية للنشر ‪ ،‬ط‪ ، 1‬سرت ‪. 2215 ،‬‬
‫‪ .211‬نصر المبروك ‪ ،‬العنف ضروراته وم اذيره ‪ ،‬المنشلة العامة للنشرر والتوزيرع واإلعر ن ‪،‬‬
‫طرابلس ‪ ،‬كتاب الز ف األخضر ‪ ،‬العدد ‪ ، 11‬ط‪. 2897 ، 2‬‬
‫‪ .214‬نظام شرابي ‪ ،‬أمريكا والعرب ‪ ،‬رياه الرايس للكتب والنشر ‪ ،‬لندن ‪ ،‬ط‪. 2882 ، 2‬‬

‫رابعا ‪ -‬الكتب المعربة ‪:‬‬


‫‪ .2‬أ‪ .‬كوبلتر ‪ ،‬فن الص افة ‪ ،‬ترجمة أنيس الصايغ ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪.2895 ، 2‬‬
‫‪ .1‬أ‪ .‬ميشيل كروزير ‪ ،‬أزمرة الديمقراطيرة ‪ ،‬ترجمرة م مرد فراروق ‪ ،‬دار نيويرورك للطباعرة ‪،‬‬
‫ط‪2865 ، 2‬‬
‫‪ .4‬أ‪.‬ل‪ .‬شريرنيا ‪ ،‬الوديات المت دة األمريكية ‪ ،‬مصنع الفكر في خدمة ادستراتيجية ‪ ،‬ترجمة‬
‫سالم الصالح ‪ ،‬مركز الب وا والدراسات األفريقية ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪. 2865 ، 2‬‬
‫‪ .2‬أدجار ويل ‪ ،‬كيرف تقررأ الجريردة ‪ ،‬وكيرف تعمرل بهرا ‪ ،‬ترجمرة سرن سرلومة ‪ ،‬دار العربري‬
‫للنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪. 2891 ،‬‬
‫‪ .5‬إدوارد لتبوراك ‪ ،‬انهيار ال لم األمريكي ‪ ،‬األزمة ادقتصادية في مجتمع متدهور ‪ ،‬ترجمرة‬
‫ليلى غانم ‪ ،‬الدار الجماهيرية لنشر والتوزيع ‪ ،‬سرت ‪ ،‬ط‪. 2885 ، 2‬‬
‫‪ .7‬أشيع كنن ‪ ،‬خط إسرا يل الدفاعي ‪ :‬أصدقا ها وأعدا ها في واشنطن ‪ ،‬ترجمة زايد الروافي‬
‫‪ ،‬شركة الخدمات للنشر المستقلة ‪ ،‬نيقوسيا ‪ ،‬ط‪. 2892 ، 2‬‬
‫دن ريك ‪ ،‬التمييز العنصري في جنوب أفريقيا ‪ ،‬ترجمة الناشر ‪ ،‬م سسرة دم الم ردودة ‪،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫مالطا ‪ ،‬ط‪. 2882 ، 2‬‬
‫تسرو ‪ ،‬دليرل الصر في فري العرالم الثالرا ‪ ،‬ترجمرة كمرال عبرد‬ ‫‪ .9‬ألبرت ل‪ .‬هسرتر ‪ ،‬أي د ن‬
‫الر وف ‪ ،‬الدار الدولية للنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2899 ، 2‬‬
‫‪ .8‬ألفن ترفل ‪ ،‬ت ول السلطة ‪ ،‬ترجمة نبيل عثمان ‪ ،‬فت ري شرتوان ‪ ،‬الردار الجماهيريرة للنشرر‬
‫والتوزيع واإلع ن ‪ ،‬مصراته ‪ ،‬ط‪. 2884 ، 2‬‬
‫‪ .21‬أنرردرو تررومي ‪ ،‬ق يقررة الجاسوسررية األمريكيررة ‪ ،‬ترجمررة ف ر اد أيرروب ‪ ،‬دار دمشررق للطباعررة‬
‫والنشر ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬ط‪. 2895 ، 2‬‬
‫‪795‬‬
‫‪ .22‬أندريرره أوزادرنسرركي ‪ ،‬وول سررتريت ضررد افريقيررا ‪ ،‬ترجمررة عبررد الررر من ناصررر السررعود ‪،‬‬
‫منشورات مركز الب وا األفريقية ‪ ،‬سبها ‪ ،‬ط‪. 2882 ، 2‬‬
‫‪ .21‬أندريرره هوريررو ‪ ،‬القررانون الدسررتوري والررنظم السياسررية ‪ ،‬ترجمررة عبررد ال ميررد برردوي ‪ ،‬دار‬
‫الكتاب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2872 ، 2‬‬
‫‪ .24‬أوليفرت نورا ‪ ،‬ت ت النار ‪ ،‬ترجمة إلياس فر ات ‪ ،‬دار المناهل ودار ال رف العربية ‪،‬‬
‫ط‪. 2881 ، 2‬‬
‫‪ .22‬ادراسيو كالدريون ‪ ،‬القذافي نقطرة ادنطر ق ‪ ،‬ترجمرة الناشرر ‪ ،‬المركرز العرالمي لدراسرات‬
‫وأب اا الكتاب األخضر ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪. 2898 ، 2‬‬
‫‪ .25‬ارمان ماني ‪ ،‬الشرركات المتعرددة الجنسريات وأنظمرة ادتصرادت ‪ ،‬منشرورات انتربررس ‪،‬‬
‫المعهد العربي الفرنسي ‪ ،‬باريس ‪ ،‬ط‪. 2867 ، 2‬‬
‫‪ .27‬افيريت هاجن ‪ ،‬اقتصاديات التنمية ‪ ،‬ترجمة جور خوري ‪ ،‬مركز الكتب األردني ‪ ،‬عمان‬
‫‪ ،‬ط‪. 2899 ، 2‬‬
‫‪ .26‬الفريد ليلتنال ‪ ،‬هكذا يقمع الشرق األوسط ‪ ،‬ترجمة الناشر ‪ ،‬العلم للم يرين ‪ ،‬بيرروت ‪ ،‬ط‪2‬‬
‫‪. 2898 ،‬‬
‫‪ .29‬الفررن ترفلررر ‪ ،‬ضررارة المواجررة الثالثررة ‪ ،‬ترجمررة عصررام الشرريخ قاسررم ‪ ،‬الرردار الجماهيريررة ‪،‬‬
‫طرابلس ‪ ،‬ط‪. 2881 ، 2‬‬
‫‪ .28‬اناتولي غروميكو ‪ ،‬النزا في جنوب أفريقيا ‪ ،‬المظهر الدولي ‪ ،‬ترجمة م مد ساري ‪ ،‬دار‬
‫العلم للم يين ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪.2868 ، 2‬‬
‫‪ .11‬اندريرره ادراونسرركي ‪ ،‬الوديررات المت رردة وافريقيررا ‪ ،‬ترجمررة عمرراد رراتم ‪ ،‬مركررز الب رروا‬
‫والدراسات األفريقية ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪. 2897 ، 2‬‬
‫‪ .12‬ب‪ .‬هـ‪ .‬بعدل هارف ‪ ،‬المنراورات ال ربيرة الدفاعيرة ‪ ،‬ترجمرة إبرراهيم جزي ري ‪ ،‬دار العلرم‬
‫للم يين ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬بدون تاريخ ‪.‬‬
‫‪ .11‬بلن تيكر ‪ ،‬معارك طرابلس ‪ ،‬ترجمة عمر الدريدي ‪ ،‬دار دارندوف ‪ ،‬لندن ‪ ،‬ط‪2894 ، 2‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ .14‬بلينشررريكو زادانررروف ‪ ،‬اإلرهررراب والقرررانون الررردولي ‪ ،‬ترجمرررة المبرررروك الصرررويعي ‪ ،‬الررردار‬
‫الجماهيرية للنشر والتوزيع واإلع ن ‪ ،‬مصراته ‪ ،‬ط‪. 2882 ، 2‬‬
‫‪ .12‬بوب وروارد ‪ ،‬الهدف الشرق األوسط ‪ ،‬ترجمة سرامي الرزار ‪ ،‬دار سرينا للنشرر ‪ ،‬القراهرة‪،‬‬
‫ط‪. 2881 ، 2‬‬

‫‪797‬‬
‫‪ .15‬بررروب ورودادر ‪ ،‬ال جررراب ‪ ،‬ال ررررب السررررية لوكالرررة المخرررابرات المركزيرررة األمريكيرررة ‪،‬‬
‫‪ ، 2896-2892‬ترجمة الناشر ‪ ،‬دار سيدرز انترناشيونال ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2881 ، 2‬‬
‫‪ .17‬بول فندلي ‪ ،‬الخدا جديد الع قات األمريكية اإلسرا يلية ‪ ،‬ترجمرة م مرود يوسرف ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2884‬‬
‫‪ .16‬بول فندلي ‪ ،‬من يجر على الك م ‪ ،‬ترجمة الناشر ‪ ،‬شركة المطبوعات للتوزيرع والنشرر ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬ط‪. 2887 ، 4‬‬
‫‪ .19‬بررول كنيرردي ‪ ،‬ادسررتعداد للقرررن الوا ررد والعشرررين ‪ ،‬ترجمررة م مررد عبررد هللا غررازي ‪ ،‬دار‬
‫الشروق للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪. 2884 ،‬‬
‫‪ .18‬بير البير ‪ ،‬الصر افة ‪ ،‬سلسرلة األلرف كتراب ‪ ،‬الثراني ‪ ،‬رقرم ‪ ، 22‬ترجمرة ‪ :‬فاطمرة عبرد هللا‬
‫م مود ‪ ،‬الهي ة المصرية للكتاب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2896 ، 2‬‬
‫‪ .41‬توستاتز برنيا ‪ ،‬طرابلس من ‪ 2521‬إلى ‪ ، 2951‬ترجمة خليفرة التليسري ‪ ،‬دار الفرجراني ‪،‬‬
‫طرابلس ‪ ،‬ط‪. 2878 ، 2‬‬
‫‪ .‬أ‪ .‬توثكين ‪ ،‬ال قانون الدولي العام ‪ ،‬قضايا نظرية ‪ ،‬ترجمة أ مد راضري ‪ ،‬مراجعرة عرز‬ ‫‪.42‬‬
‫الدين فودة ‪ ،‬الهي ة العامة للكتاب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2861 ، 2‬‬
‫‪ .‬كروكررر ‪ ،‬فضررح تمويهررات الشررركات اد تكاريررة ‪ ،‬ترجمررة الناشررر ‪ ،‬مركررز الب رروا‬ ‫‪.41‬‬
‫والدراسات األفريقية ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪. 2895 ، 2‬‬
‫‪ .44‬جاز الشمري ‪ ،‬الص افة والقانون في الوطن العربي والوديات المت دة ‪ ،‬ترجمة الناشر‪،‬‬
‫الدار الدولية للنشر والتوزيع ‪،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2884 ، 2‬‬
‫‪ .42‬جامعة لويزنا ‪ ،‬المدخل إلى ب وا ادتصال ‪ ،‬ترجمرة الناشرر ‪ ،‬المركرز العربري للب روا ‪،‬‬
‫ب داد ‪ ،‬ط‪. 2899 ، 2‬‬
‫‪ .45‬جان ‪ -‬بيار فيشو ‪ ،‬ال ضارة األمريكية ‪ ،‬ترجمة خليل أ مد ‪ ،‬دار الفكر اللبنراني ‪ ،‬بيرروت‬
‫‪ ،‬ط‪. 2881 ، 2‬‬
‫‪ .47‬جان لوي فوري ‪ ،‬القذافي أنا معاره على الصعيد العالمي ‪ ،‬ترجمة يوسف الضربع ‪ ،‬دار‬
‫األندلس للطباعة والنشر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2897 ، 2‬‬
‫‪ .46‬جان ماري جويتر ‪ ،‬نهاية الديمقراطية ‪ ،‬ترجمة الناشر ‪ ،‬الدار الجماهيرية للنشر والتوزيرع‬
‫واإلع ن ‪ ،‬سرت ‪ ،‬ط‪. 2885 ، 2‬‬
‫‪ .49‬جرران ميثررو ‪ ،‬جماعررات الضر ط فرري الديمقراطيررة الفرنسررية ‪ ،‬ترجمررة الناشررر ‪ ،‬دار عويرردات‬
‫للنشر والتوزيع ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2862 ، 2‬‬

‫‪796‬‬
‫‪ .48‬جوزيف شومبير ‪ ،‬الرأسمالية ‪ ،‬ادشتراكية الديمقراطية ‪ ،‬ترجمة الناشر ‪ ،‬دار دارنردوف ‪،‬‬
‫لندن ‪ ،‬ط‪. 2862 ، 1‬‬
‫‪ .21‬جون ر‪ .‬ماك اثر ‪ ،‬الجبهة الثانية ‪ ،‬التضليل اإلع مي في رب الخلرير ‪ ،‬ترجمرة ‪ :‬م مرود‬
‫برهوم ‪ ،‬ونقود ناصر ‪ ،‬دار الفكر للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط‪. 2884 ، 2‬‬
‫‪ .22‬جون بيرل ‪ ،‬رالف لوينشاتين ‪ ،‬اإلع م وسريلة ورسرالة ‪ ،‬ترجمرة سراعد خضرر ال رارثي ‪،‬‬
‫دار المريخ للنشر ‪ ،‬الرياه ‪ ،‬ط‪. 2898 ، 2‬‬
‫‪ .21‬جررو ن لينررر ‪ ،‬مجلررس الشرريوخ األمريكرري ‪ ،‬السياسررة بررين السررا ل والمجيررب ‪ ،‬منشررورات دم‬
‫للنشرة الم دودة ‪ ،‬مالطا ‪. 2882 ،‬‬
‫‪ .24‬جون هومنبر ‪ ،‬الصر في الم تررف ‪ ،‬ترجمرة كمرال عبرد الرر وف ‪ ،‬الردار الدوليرة للنشرر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2881 ، 5‬‬
‫‪ .22‬جير هرارمون ‪ ،‬أضرواء علرى دسرتور أمرة الوديرات المت ردة ‪ ،‬ترجمرة أميرر كامرل ‪ ،‬مكتبرة‬
‫األنجلو المصرية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2891 ، 2‬‬
‫‪ .25‬جيم ريتشارد ‪ ،‬التدفق اإلخباري الدولي ‪ ،‬ترجمة كمال عبد الر وف ‪ ،‬الدار الدوليرة للنشرر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2899 ، 2‬‬
‫‪ .27‬جيمس بينت ‪ ،‬توماس ديلورفتير ‪ ،‬األكاذيب الرسمية ‪ ،‬ترجمة م مود برهام ‪ ،‬نقرود ترامر‬
‫‪ ،‬دار الفكر للنشر ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط‪. 2884 ، 2‬‬
‫‪ .26‬جرريمس لرري راى ‪ ،‬مسررتقبل الع قررات األمريكيررة اإلسرررا يلية مفترررق طرررق ‪ ،‬ترجمررة م مررد‬
‫مشعل ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2896 ، 2‬‬
‫‪ .29‬د‪ .‬ر ‪ .‬مكيكانار ‪ ،‬التدفق المر من جانب وا د ‪ ،‬الجماهيرية ‪ ،‬بدون دار نشر ‪ ،‬بدون تاريخ‬
‫‪.‬‬
‫‪ .28‬دانيد كوشمان كويل ‪ ،‬النظام السياسي في الوديات المت دة ‪ ،‬ترجمرة الناشرر ‪ ،‬دار النهضرة‬
‫العربية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2894 ، 1‬‬
‫‪ .51‬رالررف كتشررام ‪ ،‬مررن مسررتعمرة إلررى دولررة مسررتقلة ‪ ،‬ترجمررة ثابررت رزق هللا ‪ ،‬دار الطباعررة‬
‫ال ديثة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2862 ، 2‬‬
‫‪ .52‬رنييره ديمررون ‪ ،‬نقرد العررالم المعاصررر ‪ ،‬ترجمرة جررور طرررابيم ‪ ،‬الم سسرة العربيررة للنشررر‬
‫واإلبدا ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬ط‪.2884 ، 2‬‬
‫‪ .51‬روبرررت شررمول ‪ ،‬مس ر وليات الص ر افة ‪ ،‬ترجمررة الفرررد عصررفور ‪ ،‬دار الكتررب ‪ ،‬األردن ‪،‬‬
‫عمان ‪. 2881‬‬

‫‪799‬‬
‫‪ .54‬روبيررر شررارفان ‪ ،‬جرراك فنيرره ‪ ،‬ال رررب والظرراهرة القذافيررة ‪ ،‬ترجمررة معررن زيررادة ‪ ،‬المركررز‬
‫العالمي لدراسات وأب اا الكتاب األخضر ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪. 2898 ، 2‬‬
‫‪ .52‬رودلفوميكررراكي ‪ ،‬طررررابلس العررررب ت رررت كرررم اسررررة القرمرررانلي ‪ ،‬ترجمرررة طررره فررروزي ‪،‬‬
‫منشورات الجامعة العربية ‪ ،‬ط‪. 2872 ، 2‬‬
‫‪ .55‬ريتشرارد نيكسرون ‪ ،‬أمريكرا والفرصررة التاريخيرة ‪ ،‬ترجمرة م مررد زكريرا إسرماعيل ‪ ،‬مكتبررة‬
‫نيسان ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بيروت ‪. 2881 ،‬‬
‫‪ .57‬ريتشررارد نيكسررون ‪ ،‬سررت أزمررات عالميررة ‪ ،‬ترجمررة الناشررر ‪ ،‬دار الكتررب ‪ ،‬القرراهرة ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2874‬‬
‫ررب ‪ ،‬ترجمرة عبرد الرر يم أبرو غزالرة ‪ ،‬مركرز اإلهررام ‪،‬‬ ‫‪ .56‬ريتشارد نيكسرون ‪ ،‬نصرر بر‬
‫القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2882 ، 4‬‬
‫‪ .59‬س فوري هاتشكوفيتم ‪ ،‬وبارد س ن فرست ‪ ،‬مدخل إلى الص افة ‪ ،‬ص افة وكالة األنباء‬
‫‪ ،‬ترجمة جابر ميت ‪ ،‬دار الفارابي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2892 ، 2‬‬
‫‪ .58‬سيتوارت سميا ‪ ،‬التدخل األمريكي في أفريقيا ‪ ،‬ترجمة د‪ .‬زيراد علرى ‪ ،‬المركرز األفريقري‬
‫للب وا ادجتماعية ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪. 2896 ، 2‬‬
‫‪ .71‬سير كادرويان ‪ ،‬إرهاب الدولة النموذ الفرنسي ‪ ،‬ترجمة الناشر ‪ ،‬دار العالميرة للطباعرة‬
‫والنشر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2881 ، 2‬‬
‫‪ .72‬سير دتوم ‪ ،‬ت ريب العالم ‪ ،‬ترجمة هاشرم صرالح ‪ ،‬الم سسرة العربيرة للنشرر واإلبردا ‪،‬‬
‫الدار البيضاء ‪ ،‬ط‪. 2884 ، 2‬‬
‫‪ .71‬سيمون سيرفاتي ‪ ،‬وسا ل اإلع م والسياسة الخارجية ‪ ،‬ترجمة م مرد مصرطفى ‪ ،‬الجمعيرة‬
‫المصرية للنشر والمعرفة العالمية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2885 ، 2‬‬
‫‪ .74‬شارل فيرو ‪ ،‬ال وليات الليبية منرذ الفرتح العربري ترى ال رزو اإليطرالي ‪ ،‬ترجمرة د‪ .‬م مرد‬
‫عبد الكريم الوافي ‪ ،‬المنشلة العامة للنشر والتوزيع ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪. 2894 ، 1‬‬
‫‪ .72‬شربل رغرور ‪ ،‬التعاون العربي األفريقي ‪ ،‬عقرد مرن التعراون ‪ ، 2892 ، 2865 ،‬ترجمرة‬
‫هاشم يدر ‪ ،‬معهد اإلنماء العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2898 ، 2‬‬
‫‪ .75‬شون ماكبرايد ‪ ،‬أصوات متعددة وعالم وا د ‪ ،‬تقرير اللجنة الدولية لدراسة مشكلة ادتصال‬
‫‪ ،‬الشركة الجزا رية للطباعة والنشر ‪ ،‬ط‪. 2896 ، 2‬‬
‫‪ .77‬علي م مد فهمي‪ ،‬التنظيم الب ري ادس مي في شرق المتوسط‪ ،‬ترجمرة قاسرم عبرده قاسرم‪،‬‬
‫دار الو دة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.2892 ،2‬‬

‫‪798‬‬
‫‪ .76‬ف ‪ .‬أ ‪ .‬كلنيوك ‪ ،‬ف‪ .‬لوكين ‪ ،‬ن‪ .‬دورنين ‪ ،‬سياسة الوديات المت دة األمريكية في البلردان‬
‫النامية إبان السبعينات ‪ ،‬ترجمة م مد أ مرد شرومان ‪ ،‬معهرد اإلنمراء العربري ‪ ،‬بيرروت‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2896‬‬
‫‪ .79‬فرانز فانون ‪ ،‬معذبو األره ‪ ،‬ترجمة سامي الدروبي ‪ ،‬جمال ادتاس ‪ ،‬دار القلم ‪ ،‬بيروت‬
‫‪ ،‬ط‪. 2861 ، 2‬‬
‫‪ .78‬فرانسيس فرير ‪ ،‬ادتصرال ادجتمراعي ‪ ،‬ترجمرة الناشرر ‪ ،‬دار العلرم ‪ ،‬ادسركندرية ‪ ،‬بردون‬
‫تاريخ ‪.‬‬
‫‪ .61‬فرانكلين اشير ‪ ،‬مروجز تراريخ الوديرات المت ردة األمريكيرة ‪ ،‬ترجمرة هنيرة الدسروقي ‪ ،‬دار‬
‫الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2895 ، 2‬‬
‫‪ .62‬فرانيس بويرل ‪ ،‬مسرتقبل القرانون الردولي والسياسرة الخارجيرة األمريكيرة ‪ ،‬ترجمرة الناشرر ‪،‬‬
‫مركز دراسات العالم اإلس مي ‪ ،‬مالطا ‪ ،‬ط‪. 2884 ، 2‬‬
‫‪ .61‬فرنانرردو دترروبى فليررز ‪ ،‬الصررقر الو يررد ‪ ،‬ترجمررة م مررد جمعررة البلعررزي ‪ ،‬المركررز العررالمي‬
‫لدراسات وأب اا الكتاب األخضر ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪. 2897 ، 2‬‬
‫‪ .64‬فرنسرروا تيررر ‪ ،‬بيررار البيررر ‪ ،‬ترراريخ الص ر افة ‪ ،‬ترجمررة عبررد هللا نعمرران ‪ ،‬دار المنشررورات‬
‫العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬سلسلة ماذا تعرف (‪ )11‬بدون تاريخ ‪.‬‬
‫‪ .62‬فريرردريك انجلتررر ‪ ،‬دور العنررف فرري الترراريخ ‪ ،‬ترجمررة ف ر اد أيرروب ‪ ،‬دار دمشررق للطباعررة ‪،‬‬
‫دمشق ‪ ،‬ط‪. 2864 ، 2‬‬
‫‪ .65‬فيل وايت ‪ ،‬وراء األخبار لي ونهارا ‪ ،‬ترجمة أ مد قاسم ‪ ،‬دار النهضة العربيرة ‪ ،‬القراهرة‬
‫‪ ،‬ط‪. 2872 ، 2‬‬
‫‪ .67‬فيليب غايار ‪ ،‬تقنية الص افة ‪ ،‬ترجمة فادي ال سيني ‪ ،‬منشورات عويدات ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪2‬‬
‫‪. 2864 ،‬‬
‫‪ .66‬ك ‪ .‬جون مارتن ‪ ،‬انجو جروند ترودري ‪ ،‬نظرم اإلعر م المقرارن ‪ ،‬ترجمرة علرى درويرم ‪،‬‬
‫الدار الدولية للنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2882 ، 2‬‬
‫‪ .69‬ك‪ .‬س ‪ .‬ستافريا توس ‪ ،‬التصد العالمي ‪ ،‬العالم الثالا يشب عن الطوق ‪ ،‬ترجمة موسرى‬
‫الزغبي ‪ ،‬عبد الكريم م فوظ ‪ ،‬المجلد الثاني ‪ ،‬دار ط س لدراسات والترجمة والنشر ‪ ،‬دمشق‬
‫‪ ،‬ط‪. 2899 ، 2‬‬
‫‪ .68‬كليلون روستير ‪ ،‬النظام الر اسي األمريكي ‪ ،‬ترجمة على البطان ‪ ،‬دار النهضرة العربيرة ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬ط‪. 2854 ، 2‬‬

‫‪781‬‬
‫‪ .91‬لورنا لديد ‪ ،‬الع قة بين ال كومة الفيدرالية وال كومات الم لية للوديات المت دة األمريكية‬
‫‪ ،‬ترجمة الناشر ‪ ،‬م سسة دم للنشر الم دودة ‪ ،‬المجلد األول ‪ ،‬السياسة برين السرا ل والمجيرب‬
‫‪ ،‬مالطا ‪ ،‬ط‪. 2882 ، 2‬‬
‫‪ .92‬لوى ديمرانتم ‪ ،‬شررمس فايرل ‪ ،‬نيكراراغوا عقرد مرن الثرورة ‪ ،‬ترجمرة مركرز إعر م الروطن‬
‫العربي صاعد ‪ ،‬دار الملتقى للنشر ‪ ،‬قبرص ‪ ،‬ط‪. 2882 ، 2‬‬
‫‪ .91‬لي أوبرين ‪ ،‬المنظمات اليهودية األمريكيرة ونشراطاتها فري دعرم إسررا يل ‪ ،‬ترجمرة م مرود‬
‫زايد ‪ ،‬م سسة الدراسات الفلسطينية ‪ ،‬ط‪. 2897 ، 2‬‬
‫‪ .94‬ليونادر راي تيل ‪ ،‬رون تيلور ‪ ،‬مدخل إلى الص افة ‪ ،‬جولرة فري قاعرة الصر افة ‪ ،‬ترجمرة‬
‫مدي عباس ‪ ،‬الدار الدولية للنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2881 ، 2‬‬
‫‪ .92‬مارجوري ك ين ‪ ،‬المرشد والدليل في معرفة وكرادت المخرابرات ‪ ،‬الردار الدوليرة للنشرر ‪،‬‬
‫ترجمة الناشر ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2895 ، 2‬‬
‫‪ .95‬مررارجوري ك يررن ‪ ،‬تعلرريم المخررابرات فرري أواسررط الثمانيررات ‪ ،‬ترجمررة الناشررر ‪ ،‬دار العلررم‬
‫للم يين ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2892 ، 2‬‬
‫‪ .97‬مايكل كلير ‪ ،‬تصدير القمع " أمريكا ‪ -‬ادنظمة ادسرتبدادية " ترجمرة خزامري نصرار ‪ ،‬دار‬
‫الناشر للطباعة والنشر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2891 ، 2‬‬
‫‪ .96‬مجيد خوري ‪ ،‬ليبيا ديثة ‪ ،‬دراسة في تطورها السياسي ‪ ،‬ترجمة نقود زيادة ‪ ،‬دار الثقافة‬
‫‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2877 ، 2‬‬
‫‪ .99‬م مررد عزيررز شرركري ‪ ،‬اإلرهرراب الرردولي ‪ ،‬دراسررة قانونيررة ناقرردة ‪ ،‬ترجمررة عصررام جميررل ‪،‬‬
‫م مد توفيق ‪ ،‬دار العلم للم يين ‪ ، ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪.2881 ، 1‬‬
‫‪ .98‬مقتطفات توماس جيفرسون ‪ ،‬رسا ل الزعماء ‪ ،‬ترجمة علي عبد ال فيظ ‪ ،‬دار ادعتصام ‪،‬‬
‫القاهرة ‪. 2892 ،‬‬
‫‪ .81‬من م اضر مجلس األمة األمريكي ‪ ،‬رب القراصنة بين دول الم رب العربي والوديات‬
‫المت دة ‪ ،‬تجميع وترجمة منصور عمر الشتوي ‪ ،‬دار الفرجاني ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ط‪. 2861 ، 2‬‬
‫‪ .82‬من يقف وراء اإلرهاب الدولي ‪ ،‬وثا ق ‪ ،‬شرهادات ‪ ،‬وقرا ع ‪ ،‬دار التقردم ‪ ،‬موسركو ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2894‬‬
‫‪ .81‬ميري بيانكو ‪ ،‬القذافي رسول الص راء ‪ ،‬ترجمة الناشر ‪ ،‬دار الشورى ‪ ،‬بيرروت ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2866‬‬

‫‪782‬‬
‫‪ .84‬ميشانك كونجيك ‪ ،‬مشرك ت تردفق األخبرار علرى المسرتوى الردولي وصرور األمرم ‪ ،‬ترجمرة‬
‫خالد الهمداني ‪ ،‬منشورات قانا ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2898 ، 2‬‬
‫‪ .82‬مي نشين ‪ ،‬الديمقراطية والبرجوازية في النظرية والتطبيق ‪ ،‬دار الثقافرة الجديردة ‪ ،‬بيرروت ‪،‬‬
‫بدون تاريخ ‪.‬‬
‫‪ .85‬ناعوم تشومسكي ‪ ،‬القراصنة ‪ ،‬ترجمة الناشر ‪ ،‬دار اآلفاق ‪ ،‬ط‪. 2881 ، 2‬‬
‫‪ .87‬ناعوم تشومسكي ‪ ،‬ما الرذي يريرده العرام سرام ‪ ،‬ترجمرة موسرى أدهرم ‪ ،‬دار الفكرر العربري ‪،‬‬
‫عمان ‪ ،‬ط‪. 2884 ، 2‬‬
‫‪ .86‬هاتسون بالدويرن ‪ ،‬استراتيجية ال د ‪ ،‬اإلستراتيجية األمريكية في السربعينيات والثمانينيرات‬
‫و تررى سررنة ‪ ، 1111‬ترجمررة م مررد خيررري بنونررة ‪ ،‬دار الدراسررات الدوليررة ‪ ،‬مكتبررة األنجلررو‬
‫المصرية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2891 ، 2‬‬
‫‪ .89‬هارلد دسكي ‪ ،‬تلم ت في ثرورات العصرر ‪ ،‬ترجمرة الناشرر ‪ ،‬دار القلرم ‪ ،‬القراهرة ‪ ،‬بردون‬
‫تاريخ ‪.‬‬
‫‪ .88‬هاملتن مادسن ‪ ،‬الدولة ادت اديرة أسسرها ودسرتورها ‪ ،‬ترجمرة م مرد أ مرد ‪ ،‬دار الكتراب ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬ط‪.، 2858 ، 2‬‬
‫‪ .211‬هربرت شللير ‪ ،‬المت عبون بالعقول ‪ ،‬ترجمة عبد الس م رضوان ‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة ‪،‬‬
‫المجلس الوطني لثقافة والفنون ‪ ، 217 ،‬الكويت ‪ ،‬ط‪.. 2897 ، 2‬‬
‫‪ .212‬هربررت شرللير ‪ ،‬امبراطوريررة اإلعر م ‪ ،‬سلسررلة عرالم المعرفرة ‪ ،‬ترجمررة الناشرر ‪ ،‬المجلررس‬
‫الوطني للثقافة والفنون ‪ ،‬رقم (‪ ، )19‬الكويت ‪. 2892 ،‬‬
‫‪ .211‬هنري فورد ‪ ،‬اليهودي العالمي ‪ ،‬المشكلة األولى التي تواجه العالم ‪ ،‬ترجمة خيري ماد ‪،‬‬
‫إدارة التوجيه المعنوي ‪ ،‬الجمهورية العربية الليبية ‪ ،‬بدن تاريخ ‪.‬‬
‫‪ .214‬وكالة المخابرات األمريكية ‪ ،‬وثا ق سرية ‪ ،‬ترجمة طلعت غيم ‪ ،‬مكتبة مدبولي ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫ط‪. 2884 ، 2‬‬
‫‪ .212‬ولبررر شرررام ‪ ،‬أجهررزة األع ر م والتنميررة الوطنيررة ‪ ،‬ترجمررة م مررد فت رري ‪ ،‬الهي ررة المصرررية‬
‫العامة للتلليف والنشر ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2861 ، 2‬‬
‫‪ .215‬وليام ريفير ‪ ،‬تيودر بترسون ‪ ،‬ماي وجنس ‪ ،‬وسا ل اإلع م في المجتمع ال ديا ‪ ،‬ترجمة‬
‫إبراهيم أمام ‪ ،‬دار المعرفة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬بدون تاريخ ‪.‬‬
‫‪ .217‬ولرريم د ‪ .‬جررارفي ‪ ،‬ادتصررال اسرراس النشرراط العلمرري ‪ ،‬ترجمررة سررن قاسررم ‪ ،‬الرردار العربيررة‬
‫للموسوعات ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2894 ، 2‬‬

‫‪781‬‬
‫‪ .216‬وليم ميري ‪ ،‬األخبار ‪ ،‬ترجمة الناشر ‪ ،‬األنجلو المصرية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 2879 ، 2‬‬

‫خامسا ‪ -‬الكتب األجنبية ‪:‬‬


‫‪ .2‬أوليفر جرديمان ‪ ،‬الص افة األمريكية ‪ ،‬نيويورك ‪.2826 ،‬‬
‫‪ .1‬أوليفر جريمان ‪ ،‬ادت اد والص افة ‪ ،‬نيويورك ‪. 2821 ،‬‬
‫‪ .4‬جيمي بلورد ‪ ،‬الص افة والر يس ‪ ،‬نيويورك ‪. 2846 ،‬‬
‫‪ .2‬ستيوران ‪ ،‬يوهن تبيل ‪ ،‬صناعة الص افة ‪ ،‬نيويرك ‪. 2851 ،‬‬
‫‪ .5‬فرانك ليتر ‪ ،‬الص افة األمريكية ‪ ،‬بوسطن ‪. 2847 ،‬‬
‫‪ .7‬ميرى بيفرى ‪ ،‬قصة النيويورك تايمز ‪ 2852 - 2952‬نييورك ‪. 2852 ،‬‬
‫‪ .6‬وليم ارسيكون ‪ ،‬رية الص افة األمريكية ‪ ،‬شيكاغو ‪.2826 ،‬‬

‫‪784‬‬
‫سادسا ‪ :‬الصحف والمجالت العربية ‪:‬‬
‫‪ .2‬األت اد األمارتية ‪. 2895/6/8‬‬
‫‪ .1‬ادت اد اإلمارتية ‪. 2897/2/21 ،‬‬
‫‪ .4‬الجماهيرية الليبية ‪. 2897/2/22 ،‬‬
‫‪ .2‬الجماهيرية الليبية ‪. 2897/2/21 ،‬‬
‫‪ .5‬الجماهيرية الليبية ‪. 2897/2/26 ،‬‬
‫‪ .7‬ال ياة اللندنية ‪. 2882/21/29 ،‬‬
‫‪ .6‬ال ياة اللندنية ‪. 2882/21/28 ،‬‬
‫‪ .9‬الرأي العام اإلماراتية ‪. 2897/6/12 ،‬‬
‫‪ .8‬الز ف األخضر الليبية ‪. 2895/9/2‬‬
‫‪ .21‬الز ف األخضر الليبية ‪. 2895/9/22‬‬
‫‪ .22‬السفير اللبنانية ‪.2892/1/25 ،‬‬
‫‪ .21‬السفير اللبنانية ‪.2897/4/17 ،‬‬
‫‪ .24‬السفير اللبنانية ‪. 2897/7/26 ،‬‬
‫‪ .22‬السفير اللبنانية ‪. 2897/6/11 ،‬‬
‫‪ .25‬السفير اللبنانية ‪. 2899/8/26 ،‬‬
‫‪ .27‬السفير اللبنانية ‪. 2899/21/16،‬‬
‫‪ .26‬السفير اللبنانية ‪.2899/21/14 ،‬‬
‫‪ .29‬السفير اللبنانية ‪.2899/21/12 ،‬‬
‫‪ .28‬السفير اللبنانية ‪. 2898/2/8 ،‬‬
‫‪ .11‬السفير اللبنانية ‪. 2898/2/22 ،‬‬
‫‪ .12‬السياسة اإلمارتية‪. 2892/8/2 ،‬‬
‫‪ .11‬السياسة اإلماراتية ‪. 2897/2/2 ،‬‬
‫‪ .14‬السياسة اإلماراتية ‪. 2897/2/26‬‬
‫‪ .12‬السياسة اإلماراتية ‪. 2897/2/28 ،‬‬
‫‪ .15‬الشرق األوسط ‪. 2892/9/9 ،‬‬
‫‪ .17‬الشرق األوسط ‪. 2895/21/42 ،‬‬
‫‪ .16‬الشرق األوسط ‪. 2897/2/2 ،‬‬
‫‪782‬‬
‫‪ .19‬الشرق األوسط ‪. 2897/2/8 ،‬‬
‫‪ .18‬العلم الم ربية ‪. 2895/22/16 ،‬‬
‫‪ .41‬الفجر الجديد الليبية ‪. 2864/4/11 ،‬‬
‫‪ .42‬الفجر الجديد الليبية ‪. 2891/4/18 ،‬‬
‫‪ .41‬الفجر الجديد الليبية ‪. 2891/21/42 ،‬‬
‫‪ .44‬الفجر الجديد الليبية ‪. 2897/2/22 ،‬‬
‫‪ .42‬الفجر الجديد الليبية ‪.2898/5/19 ،‬‬
‫‪ .45‬القبس الدولية الكويتية ‪. 2897/2/8 ،‬‬
‫‪ .47‬القبس الدولية الكويتية ‪. 2898/2/7‬‬
‫‪ .46‬القبس الدولية الكويتية ‪. 2898/22/26‬‬
‫‪ .49‬النهار اللبنانية ‪. 2892/1/2 ،‬‬
‫‪ .48‬النهار اللبنانية ‪. 2892/1/14 ،‬‬
‫‪ .21‬النهار اللبنانية ‪. 2892/9/11 ،‬‬
‫‪ .22‬النهار اللبنانية ‪. 2897/4/15 ،‬‬
‫‪ .21‬تشرين السورية ‪. 2892/4/4 ،‬‬
‫‪ .24‬اللواء البيروتية ‪. 2894/21/14 ،‬‬
‫‪ .22‬مجلة أمريكا والعالم العربي ‪.2878/21/9 ،‬‬
‫‪ .25‬مجلة األسبو العربي ‪. 2898/2/1 ،‬‬
‫‪ .27‬مجلة ال وادا ‪. 2898/2/24 ،‬‬
‫‪ .26‬مجلة ال وادا اللبنانية ‪. 2897/2/18 ،‬‬
‫‪ .29‬مجلة الكفاح العربي ‪.2897/7/41 ،‬‬
‫‪ .28‬مجلة الكفاح العربي ‪. 2898/2/1 ،‬‬
‫‪ .51‬مجلة الكفاح العربي ‪. 2898/2/27 ،‬‬
‫‪ .52‬مجلة الكفاح العربي ‪. 2898/2/27 ،‬‬
‫‪ .51‬مجلة المستقبل ‪.2898/2/22 ،‬‬
‫‪ .54‬مجلة المستقبل السورية ‪. 2897/8/24 ،‬‬
‫‪ .52‬مجلة المستقبل السورية ‪. 2897/22/27 ،‬‬
‫‪ .55‬مجلة الموقف العربي ‪. 2894/2/12 ،‬‬
‫‪785‬‬
‫‪ .57‬مجلة الموقف العربي ‪. 2894/7/12 ،‬‬
‫‪ .56‬مجلة الهدف الفلسطينية ‪.2892/22/28 ،‬‬
‫‪ .59‬نشرة وكالة الجماهيرية ل‪،‬نباء ‪. 2894/1/28 ،‬‬
‫‪ .58‬نشرة وكالة الجماهيرية ل‪،‬نباء ‪. 2897/2/11 ،‬‬
‫‪ .71‬نشرة وكالة الجماهيرية ل‪،‬نباء ‪. 2897/2/17 ،‬‬

‫‪787‬‬
‫سابعا ‪ :‬الصحف والمجالت األجنبية‬
‫‪ .2‬أديوت أ رنوت اإلسرا يلية ‪. 2895/21/16 ،‬‬
‫‪ .1‬أديوت ا رنوت اإلسرا يلية ‪. 2897/2/8 ،‬‬
‫‪ .4‬األكسبريس البريطانية ‪.2895/9/1 ،‬‬
‫‪ .2‬البرافد الروسية ‪.2897/2/21 ،‬‬
‫‪ .5‬التايمز األمريكية ‪.2897/1/2 ،‬‬
‫‪ .7‬التايمز األمريكية ‪.2897/8/19 ،‬‬
‫‪ .6‬التايمز البريطانية ‪.2898/2/25،‬‬
‫‪ .9‬التايمز اللندنية ‪. 2876/9/9 ،‬‬
‫‪ .8‬ال ارديان البريطانية ‪. 2891/5/14 ،‬‬
‫‪ .21‬ال ارديان البريطانية ‪. 2897/2/8 ،‬‬
‫‪ .22‬المجلة األمريكية العربية ‪ ،‬عدد خاص ‪. 2897‬‬
‫‪ .21‬النيوزويك األمريكية ‪. 2892/1/22 ،‬‬
‫‪ .24‬الواشنطن بوست ‪. 2896/1/18 ،‬‬
‫‪ .22‬الواشنطن بوست ‪. 2892/2/22 ،‬‬
‫‪ .25‬الواشنطن بوست ‪. 2892/5/15 ،‬‬
‫‪ .27‬الواشنطن بوست ‪. 2892/6/16 ،‬‬
‫‪ .26‬الواشنطن بوست ‪. 2892/9/19 ،‬‬
‫‪ .29‬الواشنطن بوست ‪. 2892/8/41 ،‬‬
‫‪ .28‬الواشنطن بوست ‪. 2892/22/11 ،‬‬
‫‪ .11‬الواشنطن بوست ‪. 2892/21/42 ،‬‬
‫‪ .12‬الواشنطن بوست ‪. 2891/4/4 ،‬‬
‫‪ .11‬الواشنطن بوست ‪. 2891/5/2 ،‬‬
‫‪ .14‬الواشنطن بوست ‪. 2891/7/5 ،‬‬
‫‪ .12‬الواشنطن بوست ‪. 2891/6/9 ،‬‬
‫‪ .15‬الواشنطن بوست ‪. 2891/6/29 ،‬‬
‫‪ .17‬الواشنطن بوست ‪. 2891/21/8 ،‬‬
‫‪ .16‬الواشنطن بوست ‪. 2891/22/21 ،‬‬
‫‪786‬‬
‫‪ .19‬الواشنطن بوست ‪. 2891/21/22 ،‬‬
‫‪ .18‬الواشنطن بوست ‪. 2891/21/25 ،‬‬
‫‪ .41‬الواشنطن بوست ‪. 2894/1/24 ،‬‬
‫‪ .42‬الواشنطن بوست ‪. 2894/21/12 ،‬‬
‫‪ .41‬الواشنطن بوست ‪. 2894/21/14،‬‬
‫‪ .44‬الواشنطن بوست ‪. 2894/21/27 ،‬‬
‫‪ .42‬الواشنطن بوست ‪. 2894/21/14 ،‬‬
‫‪ .45‬الواشنطن بوست ‪. 2892/2/4 ،‬‬
‫‪ .47‬الواشنطن بوست ‪. 2892/2/11 ،‬‬
‫‪ .46‬الواشنطن بوست ‪. 2892/2/12 ،‬‬
‫‪ .49‬الواشنطن بوست ‪. 2892/1/15 ،‬‬
‫‪ .48‬الواشنطن بوست ‪. 2892/5/4 ،‬‬
‫‪ .21‬الواشنطن بوست ‪. 2892/5/11،‬‬
‫‪ .22‬الواشنطن بوست ‪. 2892/5/19 ،‬‬
‫‪ .21‬الواشنطن بوست ‪. 2892/9/4 ،‬‬
‫‪ .24‬الواشنطن بوست ‪. 2892/21/1 ،‬‬
‫‪ .22‬الواشنطن بوست ‪. 2892/22/4 ،‬‬
‫‪ .25‬الواشنطن بوست ‪. 2892/21/2 ،‬‬
‫‪ .27‬الواشنطن بوست ‪. 2892/21/15 ،‬‬
‫‪ .26‬الواشنطن بوست ‪. 2895/2/5 ،‬‬
‫‪ .29‬الواشنطن بوست ‪. 2895/2/16 ،‬‬
‫‪ .28‬الواشنطن بوست ‪. 2895/1/7 ،‬‬
‫‪ .51‬الواشنطن بوست ‪. 2895/1/27 ،‬‬
‫‪ .52‬الواشنطن بوست ‪. 2895/4/6 ،‬‬
‫‪ .51‬الواشنطن بوست ‪. 2895/4/21 ،‬‬
‫‪ .54‬الواشنطن بوست ‪. 2895/2/24 ،‬‬
‫‪ .52‬الواشنطن بوست ‪. 2895/2/27 ،‬‬
‫‪ .55‬الواشنطن بوست ‪. 2895/2/27،‬‬
‫‪789‬‬
‫‪ .57‬الواشنطن بوست ‪. 2895/5/2 ،‬‬
‫‪ .56‬الواشنطن بوست ‪. 2895/5/8 ،‬‬
‫‪ .59‬الواشنطن بوست ‪. 2895/5/28 ،‬‬
‫‪ .58‬الواشنطن بوست ‪. 2895/9/21 ،‬‬
‫‪ .71‬الواشنطن بوست ‪. 2895/9/24 ،‬‬
‫‪ .72‬الواشنطن بوست ‪. 2895/8/4 ،‬‬
‫‪ .71‬الواشنطن بوست ‪. 2895/8/24 ،‬‬
‫‪ .74‬الواشنطن بوست ‪. 2895/21/22 ،‬‬
‫‪ .72‬الواشنطن بوست ‪. 2895/22/25 ،‬‬
‫‪ .75‬الواشنطن بوست ‪. 2895/21/27 ،‬‬
‫‪ .77‬الواشنطن بوست ‪. 2897/2/26 ،‬‬
‫‪ .76‬الواشنطن بوست ‪. 2897/1/29 ، ،‬‬
‫‪ .79‬الواشنطن بوست ‪. 2897/1/29 ،‬‬
‫‪ .78‬الواشنطن بوست ‪. 2897/1/29،‬‬
‫‪ .61‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/28 ،‬‬
‫‪ .62‬الواشنطن بوست ‪. 2897/4/28‬‬
‫‪ .61‬الواشنطن بوست ‪. 2897/2/11 ،‬‬
‫‪ .64‬الواشنطن بوست ‪. 2897/2/15 ،‬‬
‫‪ .62‬الواشنطن بوست ‪. 2897/5/12 ،‬‬
‫‪ .65‬الواشنطن بوست ‪. 2897/7/16 ،‬‬
‫‪ .67‬الواشنطن بوست ‪. 2897/6/14 ،‬‬
‫‪ .66‬الواشنطن بوست ‪. 2897/6/14،‬‬
‫‪ .69‬الواشنطن بوست ‪. 2897/9/5 ،‬‬
‫‪ .68‬الواشنطن بوست ‪. 2897/9/12 ،‬‬
‫‪ .91‬الواشنطن بوست ‪. 2897/8/21 ،‬‬
‫‪ .92‬الواشنطن بوست ‪. 2897/8/15 ،‬‬
‫‪ .91‬الواشنطن بوست ‪. 2897/21/21 ،‬‬
‫‪ .94‬الواشنطن بوست ‪. 2897/21/17 ،‬‬
‫‪788‬‬
‫‪ .92‬الواشنطن بوست ‪. 2897/22/16 ،‬‬
‫‪ .95‬الواشنطن بوست ‪. 2897/21/2 ،‬‬
‫‪ .97‬الواشنطن بوست ‪. 2897/21/19 ،‬‬
‫‪ .96‬الواشنطن بوست ‪. 2896/2/18 ،‬‬
‫‪ .99‬الواشنطن بوست ‪. 2896/1/21 ،‬‬
‫‪ .98‬الواشنطن بوست ‪. 2896/4/41 ،‬‬
‫‪ .81‬الواشنطن بوست ‪. 2896/5/2 ،‬‬
‫‪ .82‬الواشنطن بوست ‪. 2896/5/2 ،‬‬
‫‪ .81‬الواشنطن بوست ‪. 2896/7/8 ،‬‬
‫‪ .84‬الواشنطن بوست ‪. 2896/9/2 ،‬‬
‫‪ .82‬الواشنطن بوست ‪. 2896/8/5 ،‬‬
‫‪ .85‬الواشنطن بوست ‪. 2896/8/25 ،‬‬
‫‪ .87‬الواشنطن بوست ‪. 2896/21/7 ،‬‬
‫‪ .86‬الواشنطن بوست ‪. 2896/22/11 ،‬‬
‫‪ .89‬الواشنطن بوست ‪. 2896/21/19 ،‬‬
‫‪ .88‬الواشنطن بوست ‪. 2899/1/21 ،‬‬
‫‪ .211‬الواشنطن بوست ‪. 2899/1/21‬‬
‫‪ .212‬الواشنطن بوست ‪. 2899/2/26 ،‬‬
‫‪ .211‬الواشنطن بوست ‪. 2899/7/22 ،‬‬
‫‪ .214‬الواشنطن بوست ‪. 2899/6/25 ،‬‬
‫‪ .212‬الواشنطن بوست ‪. 2899/9/27 ،‬‬
‫‪ .215‬الواشنطن بوست ‪. 2899/8/26 ،‬‬
‫‪ .217‬الواشنطن بوست ‪. 2899/21/12 ،‬‬
‫‪ .216‬الواشنطن بوست ‪. 2892/9/42 ،‬‬
‫‪ .219‬انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية ‪. 2892/4/2 ،‬‬
‫‪ .218‬انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية ‪. 2892/4/27 ،‬‬
‫‪ .221‬انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية ‪. 2892/5/9 ،‬‬
‫‪ .222‬انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية ‪. 2892/5/8 ،‬‬
‫‪611‬‬
‫‪ .221‬انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية ‪. 2892/21/7 ،‬‬
‫‪ .224‬انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية ‪.2891/9/26 ،‬‬
‫‪ .222‬انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية ‪. 2895/7/4 ،‬‬
‫‪ .225‬انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية ‪. 2895/21/16،‬‬
‫‪ .227‬انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية ‪. 2895/21/42 ،‬‬
‫‪ .226‬انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية ‪. 2897/2/22 ،‬‬
‫‪ .229‬انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية ‪. 2897/4/16 ،‬‬
‫‪ .228‬انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية ‪. 2897/4/18 ،‬‬
‫‪ .211‬بارى ماتم الفرنسية ‪.2897/2/12 ،‬‬
‫‪ .212‬جورنال بوست األمريكية ‪.2891/22/2،‬‬
‫‪ .211‬جورنال بوست األمريكية ‪.2894/5/16 ،‬‬
‫‪ .214‬جورنال بوست األمريكية ‪. 2899/21/2 ،‬‬
‫‪ .212‬دويتش ند األلمانية ‪. 2897/2/21 ،‬‬
‫‪ .215‬ديلي جورنال بوست األمريكية ‪. 2897/2/21 ،‬‬
‫‪ .217‬رجوزاليم بوست ‪.2892/22/16 ،‬‬
‫‪ .216‬ساندي تايمز البريطانية ‪. 2864/6/2 ،‬‬
‫‪ .219‬شيكاغو بوست األمريكية ‪. 2861/8/6 ،‬‬
‫‪ .218‬شيكاغو بوست األمريكية ‪. 2897/2/7 ،‬‬
‫‪ .241‬شيكاغو تربيون األمريكية ‪.2892/9/11 ،‬‬
‫‪ .242‬صنداي تايمز البريطانية ‪. 2897/9/14 ،‬‬
‫‪ .241‬صنداي تل راف البريطانية ‪. 2897/5/41 ،‬‬
‫‪ .244‬فانيشال تايمز البريطانية ‪. 2892/22/25 ،‬‬
‫‪ .242‬كرستيان سانيس مومنيتر األمريكية ‪. 2861/4/29 ،‬‬
‫‪ .245‬كرستيان سانيس مونيور األمريكية ‪.2861/21/11‬‬
‫‪ .247‬كرستيان سانيس مونيتر األمريكية ‪. 2891/21/1 ،‬‬
‫‪ .246‬كرستيان سانيس مونيتر األمريكية ‪. 2894/7/28 ،‬‬
‫‪ .249‬كريستان سانيس مونيور األمريكية ‪.2898/2/9 ،‬‬
‫‪ .248‬لموند الفرنسية ‪.2861/22/28 ،‬‬
‫‪612‬‬
‫‪ .221‬لوس أنجيلوس تايمز األمريكية ‪.2867/5/24‬‬
‫‪ .222‬لوس أنجلوس تايمز األمريكية ‪.2894/6/41 ،‬‬
‫‪ .221‬لوس أنجيلوس تايمز األمريكية ‪.2892/21/7 ،‬‬
‫‪ .224‬لوس انجيلوس تايمز األمريكية ‪. 2895/9/7 ،‬‬
‫‪ .222‬لوس انجيلوس تايمز األمريكية ‪. 2897/2/5 ،‬‬
‫‪ .225‬لوس أنجيلوس تايمز األمريكية ‪.2897/2/26 ،‬‬
‫‪ .227‬مجلة التايم األمريكية ‪.2892/2/18 ،‬‬
‫‪ .226‬مجلة التايم األمريكية ‪. 2892/4/7 ،‬‬
‫‪ .229‬مجلة التايم األمريكية ‪. 2892/4/41 ،‬‬
‫‪ .228‬مجلة التايم األمريكية ‪.2892/9/42 ،‬‬
‫‪ .251‬مجلة التايم األمريكية ‪.2894/8/28 ،‬‬
‫‪ .252‬مجلة التايم األمريكية ‪. 2897/2/16 ،‬‬
‫‪ .251‬مجلة التايم األمريكية ‪.2898/22/8 ،‬‬
‫‪ .254‬مجلة التيوبليك ‪.2891/21/1 ،‬‬
‫‪ .252‬مجلة نيوزويك األمريكية ‪.2868/21/21 ،‬‬
‫‪ .255‬مجلة نيوزويك األمريكية ‪.2892/9/42،‬‬
‫‪ .257‬مجلة نيوزويك األمريكية ‪. 2894/4/7 ،‬‬
‫‪ .256‬مجلة نيوزويك األمريكية ‪. 2894/4/41 ،‬‬
‫‪ .259‬مجلة نيوزويك األمريكية ‪.2897/2/19 ،‬‬
‫‪ .258‬مجلة نيوزويك األمريكية ‪. 2897/2/19 ،‬‬
‫‪ .271‬مجلة نيوزويك األمريكية ‪. 2897/9/42 ،‬‬
‫‪ .272‬مجلة نيوزويك األمريكية ‪. 2898/2/27 ،‬‬
‫‪ .271‬مجلة واشنطونيان‪.2892/2/12 ،‬‬
‫‪ .274‬مجلة يو أس نيوز أندرو ريبورت ‪.2868/6/18 ،‬‬
‫‪ .272‬ميدل السبت األمريكية ‪. 2892/4/11 ،‬‬
‫‪ .275‬ميدل ايست جورنال ‪2869/21/41‬‬
‫‪ .277‬مينابولس ند تيربيون ‪.2891/2/11 ،‬‬
‫‪ .276‬ناشيول جورنال ‪.2891/21/17 ،‬‬
‫‪611‬‬
‫‪ .279‬ناشيول ريفيو ‪.2894/21/2 ،‬‬
‫‪ .278‬نيويورك تايمز األمريكية ‪. 2861/8/6 ،‬‬
‫‪ .261‬نيويورك تايمز األمريكية ‪. 2861/8/18 ،‬‬
‫‪ .262‬نيويورك تايمز األمريكية ‪. 2862/5/17 ،‬‬
‫‪ .261‬نيويورك تايمز األمريكية ‪. 2862/21/11 ،‬‬
‫‪ .264‬نيويورك تايمز األمريكية ‪.2865/22/41،‬‬
‫‪ .262‬نيويورك تايمز األمريكية ‪. 2892/4/26 ،‬‬
‫‪ .265‬نيويورك تايمز األمريكية ‪.2892/7/18 ،‬‬
‫‪ .267‬نيويورك تايمز األمريكية ‪.2892/8/15 ،‬‬
‫‪ .266‬نيويورك تايمز األمريكية ‪.2891/2/1 ،‬‬
‫‪ .269‬نيويورك تايمز األمريكية ‪.2891/2/18 ،‬‬
‫‪ .268‬نيويورك تايمز األمريكية ‪.2894/1/17 ،‬‬
‫‪ .291‬نيويورك تايمز األمريكية ‪.2894/2/29 ،‬‬
‫‪ .292‬نيويورك تايمز األمريكية ‪.2894/21/21،‬‬
‫‪ .291‬نيويورك تايمز األمريكية ‪. 2892/9/8 ،‬‬
‫‪ .294‬نيويورك تايمز األمريكية ‪. 2895/2/1 ،‬‬
‫‪ .292‬نيويورك تايمز األمريكية ‪.2895/2/29،‬‬
‫‪ .295‬نيويورك تايمز األمريكية ‪.2897/2/21 ،‬‬
‫‪ .297‬نيوزويك تايمز األمريكية ‪. 2897/2/24 ،‬‬
‫‪ .296‬نيويورك تايمز األمريكية ‪. 2897/2/24 ،‬‬
‫‪ .299‬نيوزويك تايمز األمريكية ‪. 2897/2/11 ،‬‬
‫‪ .298‬نيوزويك تايمز األمريكية ‪. 2897/2/15 ،‬‬
‫‪ .281‬نيويورك تايمز األمريكية ‪. 2897/4/19 ،‬‬
‫‪ .282‬نيويورك تايمز األمريكية ‪. 2897/2/1 ،‬‬
‫‪ .281‬نيويورك تايمز األمريكية ‪. 2897/2/6 ،‬‬
‫‪ .284‬نيوزويك تايمز األمريكية ‪. 2897/2/25 ،‬‬
‫‪ .282‬نيويورك تايمز األمريكية ‪. 2897/2/27 ،‬‬
‫‪ .285‬نيويورك تايمز األمريكية ‪. 2897/7/11 ،‬‬
‫‪614‬‬
‫‪ .287‬نيويورك تايمز األمريكية ‪. 2897/6/14 ،‬‬
‫‪ .286‬نيويورك تايمز األمريكية ‪. 2897/9/12 ،‬‬
‫‪ .289‬نيويورك تايمز األمريكية ‪. 2897/21/4 ،‬‬
‫‪ .288‬نيويورك تايمز األمريكية ‪. 2896/1/11 ،‬‬
‫‪ .111‬نيويورك تايمز األمريكية ‪. 2896/8/18 ،‬‬
‫‪ .112‬نيويورك تايمز األمريكية ‪.2899/21/9 ،‬‬
‫‪ .111‬واشنطن شارديو ‪.2864/4/11‬‬
‫‪ .114‬وول ستريت جورنال األمريكية ‪. 2892/1/27 ،‬‬
‫‪ .112‬وول ستريت جورنال األمريكية ‪.2897/8/9 ،‬‬
‫‪ .115‬يو أس أي توداي األمريكية ‪.2895/9/5 ،‬‬
‫‪ .117‬يو أس ى توداى األمريكية ‪.2898/2/21 ،‬‬
‫‪ .116‬يو أس ي توداي األمريكية ‪.2898/2/25 ،‬‬
‫‪ .119‬يو أس أي توداي األمريكية ‪. 2898/2/27 ،‬‬

‫‪612‬‬
‫ثامنا ‪ :‬خطب ووثائق ‪:‬‬
‫‪ -2‬اتفاقية جنيف المتعلقة بمنع اإلرهاب السياسي ‪. 2846 ،‬‬
‫‪ -1‬اتفاقية جنيف وبرتوكودتها ‪. 2828‬‬
‫‪ -4‬الم تمر الص في الذي عقده العقيد القذافي ول جدول أعمال الم تمرات الشعبية األساسية في‬
‫‪. 2866/21/11‬‬
‫‪ -2‬بيان مجلس قيادة الثورة الليبية بعد ال ارة ‪ ،‬السجل القومي المجلد ‪. 27‬‬
‫‪ -5‬بيران ممثرل الجماهيريررة فري األمررم المت ردة ‪ ،‬علري التريكرري ‪ ، 2897/2/25 ،‬مكترب اإلعر م ‪،‬‬
‫اللجنة الشعبية العامة ل تصال الخارجي والتعاون الدولي ‪.‬‬
‫‪ -7‬تصريح الر يس نيلسون ماندي لدى استقبال العقيد القذافي في جنوب أفريقيا ‪ ،‬قناة الجماهيرية‬
‫الفضا ية ‪ ،‬نشرة األخبار ‪. 2888/7/24 ،‬‬
‫‪ -6‬تصريح العقيد القذافي لوكالة الجماهيرية ل‪،‬نباء ‪. 2894/2/11 ،‬‬
‫‪ -9‬تقرير أعمال األمانة العامة دت اد وكادت األنباء العربية ‪ ،‬الدورتين ‪ ، 22-24‬منشورات قانا‬
‫‪ ،‬بيروت ‪. 2894 ،‬‬
‫‪ -8‬تقرير اللجنة المعنية بزيادة فعالية مبدأ عدم استعمال القوة في الع قرات الدوليرة ‪ ،‬وثرا ق األمرم‬
‫المت دة ‪ ،‬الدورة ‪ ، 47‬وثيقة رقم ‪. A136141‬‬
‫تقريررررر عررررن اإلرهرررراب ضررررد الوديررررات المت رررردة األمريكيررررة ‪ ،‬وزارة الرررردفا األمريكيررررة‬ ‫‪-21‬‬
‫‪. 2895/5/41‬‬
‫تقرير نماذ اإلرهاب ‪ 2896‬وزارة الخارجية األمريكية ‪. 2899/9/41 ،‬‬ ‫‪-22‬‬
‫توصيات الدورة السابعة عشر للجمعية العامة ل‪،‬مم المت دة عام ‪. 2864‬‬ ‫‪-21‬‬
‫خطاب العقيد القذافي في ا تفادت العيد الثاني عشر للثورة الفاتح ‪. 2892/8/2‬‬ ‫‪-24‬‬
‫خطاب العقيد القذافي في الجلسة ادفتتا ية لدورة الث ثين للجنة التنسريق لت ريرر افريقيرا ‪،‬‬ ‫‪-22‬‬
‫طرابلس ‪. 2869/1/22 ،‬‬
‫خطاب العقيد القذافي في العيد الثالا عشر إلج ء القوات البريطانية ‪. 2892/4/19‬‬ ‫‪-25‬‬
‫خطاب العقيد القذافي في العيد الثامن عشر للثورة الليبية ‪. 2896/8/2‬‬ ‫‪-27‬‬
‫قرار الجمعية العامة رقم ‪ 416‬لعام ‪. 2864‬‬ ‫‪-26‬‬
‫قرررار الجمعيررة العامررة رقررم ‪ 49/22‬بترراريخ ‪ ، 2897/22/11‬إدانررة ال ررارة األمريكيررة علررى‬ ‫‪-29‬‬
‫ليبيا‪.‬‬
‫قرار الجمعية العامة رقم ‪ 5221761‬د ‪. 2868/1/9 215 -‬‬ ‫‪-28‬‬
‫‪615‬‬
‫قرار مجلس األمن رقم ‪ 229‬الصادر في ‪ 2‬يونيو والخاص بفره المقاطعرة علرى جنروب‬ ‫‪-11‬‬
‫أفريقيا ‪.‬‬
‫كلمة الر يس ري ان ليلة العدوان األمريكي على الجماهيرية ‪. 2897/2/25‬‬ ‫‪-12‬‬
‫كلمة الر يس ماندي بعد جلسة مبا ثات مع الر يس األمريكي بيل كلينتون ‪ ،‬جوهنسبرك ‪،‬‬ ‫‪-11‬‬
‫مركز تلفزيون اشرق األوسط ‪ ،‬نشرة األخبار ‪. 2886/5/11 ،‬‬
‫كلمة الر يس ماندي فري فرل ال رذاء عنرد زيرارة العقيرد القرذافي إلرى جنروب أفريقيرا ‪ ،‬قنراة‬ ‫‪-14‬‬
‫الجماهيرية الفضا ية ‪ ،‬نشرة األخبار ‪. 2888/7/24 ،‬‬
‫كلمرة العقيرد القرذافي خر ل زيرارة الرر يس التشرادي فرنسروا توملبراي ليبيرا ‪ ،‬شرهر الكررانون‬ ‫‪-12‬‬
‫‪. 2861‬‬
‫كلمة العقيد القذافي في الجلسة الثانية لم تمر القمة األفريقي التاسع عشر ‪. 2891/9/9 ،‬‬ ‫‪-15‬‬
‫كلمة العقيد القذافي في المتدربين العسكريين من زمبابوي ‪ ،‬طرابس ‪. 2891/4/24 ،‬‬ ‫‪-17‬‬
‫كلمررررة العقيررررد القررررذافي فرررري المهرجرررران الشررررعبي بكوتوكررررو بجمهوريررررة بنررررين الشررررعبية ‪،‬‬ ‫‪-16‬‬
‫‪.2894/2/18‬‬
‫كلمة العقيد القذافي في فل العشاء في العاصمة كمباد في أوغندا ‪. 2897/21/12‬‬ ‫‪-19‬‬
‫كلمة العقيد القذافي في م تمر القمة الثامنة لدول عدم ادن ياز ‪. 2897/8/2‬‬ ‫‪-18‬‬
‫كلمة العقيد معمر القذافي بعد ال ارة األمريكية علرى الجماهيريرة ‪ ، 2897/2/27 ،‬السرجل‬ ‫‪-41‬‬
‫القومي ‪ ،‬المجلد ‪. 27‬‬
‫كلمررة قا ررد الثررورة العقيررد معمررر القررذافي فرري افتترراح مرر تمر القرروى المعارضررة العربيررة ‪،‬‬ ‫‪-42‬‬
‫طرابلس ‪ ، 2894/1/2 ،‬السجل القومي ‪ ،‬المجلد رقم ‪. 22‬‬
‫كلمرررة قا رررد الثرررورة الليبيرررة فررري فرررل عشررراء فررري مدينرررة واجرررادجو فررري بوركينرررا فاسرررو ‪،‬‬ ‫‪-41‬‬
‫‪ ، 2894/2/41‬السجل القومي ‪ ،‬المجد ‪. 22‬‬
‫م اضرررررة العقيررررد القررررذافي فرررري الملتقررررى التاسررررع ل ركررررة الجرررران الثوريررررة ‪ ،‬طرررررابلس ‪،‬‬ ‫‪-44‬‬
‫‪.2897/9/18‬‬
‫م ضررر ادجتمررا الخررامس للجنررة متابعررة اإلع ميررين وكررادت األنبرراء العربيررة والعالميررة ‪،‬‬ ‫‪-42‬‬
‫الدار البيضاء ‪ ،‬منشورات قانا ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬نوفمبر ‪. 2884‬‬
‫مقابلة ص فية مع العقيد القذافي مجلة دير شبي األلمانية ‪. 2867/6/17 ،‬‬ ‫‪-45‬‬
‫مقابلة ص يفة مع العقيد القذافي مجلة الدستور األردنية ‪ ،‬نشر ال وار في العدد ‪ 95‬بتاريخ‬ ‫‪-47‬‬
‫‪. 2862/2/18‬‬
‫‪617‬‬
‫مقابلة قا د الثورة مع اإلذاعة الفرنسية ‪ ، 2894/1/7 ،‬السجل القومي ‪ ،‬المجلد ‪. 22‬‬ ‫‪-46‬‬
‫موسررروعة األخبرررار ‪ ،‬قنررراة الجزيررررة الفضرررا ية ‪ ،‬برنرررامر مر ررري ‪ ،‬لقرررة بعنررروان (وكالرررة‬ ‫‪-49‬‬
‫المخابرات المركزية ) الث ثاء ‪2889/1/17 ،‬ف ‪.‬‬
‫ميثاق األمم المت دة المادة الثانية والمادة (‪. )52‬‬ ‫‪-48‬‬
‫نررص تقريررر األمررين العررام لجنررة السادسررة لتعريررف اإلرهرراب ‪ ،‬منشررورات األمررم المت رردة ‪،‬‬ ‫‪-21‬‬
‫‪. 12172229‬‬
‫وثا ق جلسات الجمعية العامة ل‪،‬مم المت دة ‪ ،‬اليونيسكو ‪،‬يوليو ‪. 2851‬‬ ‫‪-22‬‬

‫‪616‬‬
‫المالحق‬

‫‪619‬‬
‫ملحق رقم (‪)1‬‬

‫دستور الواليات المتحدة األمريكية‬

‫المادة (‪)3‬‬

‫القسم األول ‪:‬‬


‫تتمثل السلطات القضرا ية للوديرات المت ردة األمريكيرة فري الم كمرة العليرا وفري‬
‫م اكم تنبثق عنها ‪ ،‬أقل منها قوة ‪ ،‬والتي يمكن للكون رس أن ينش ها من ين آلخر ‪.‬‬
‫ويتولى القضاة مناصبهم في الم كمة العليا وفي الم اكم األص ر منها وهم فري‬
‫الة سلوكية د قة وجيدة ‪ ،‬ويتلقون تعويضات عن خدماتهم ‪.‬‬

‫القسم الثاني ‪:‬‬


‫يات الم كمرة العليرا القضرا ية لتشرمل جميرع القضرايا ‪ ،‬طبقرا للقرانون‬ ‫تمتد ص‬
‫والعدالررة النررابعين مررن هررذا الدسررتور ‪ ،‬وأيضررا لتشررمل جميررع القضررايا وادتفاقيررات بررين‬
‫الوديات طبقا للقانون األمريكي ‪ ،‬وإلرى جميرع القضرايا التري تتعلرق بالسرفراء ومرا فري‬
‫كمهم ‪ ،‬وإلى القضايا الب رية وإلى النزاعات والخ فات التي تكون الوديات المت ردة‬
‫جررزءا منهررا ‪ ،‬وإلررى الخ فررات بررين وديتررين أو أكثررر أو بررين وديررة ومررواطن أو بررين‬
‫مررواطني وديررات مختلفررة ‪ ،‬وبررين مررواطني نفررس الوديررة الترري ترردعي ملكيررة األراضرري‬
‫الواقعة في نطاق وديرة أخررى ‪ ،‬أو برين مرواطني وديرة وا ردة أو برين مرواطني وديرة‬
‫ومرررواطني دولرررة أجنبيرررة ‪ ،‬وفررري جميرررع ال رررادت أو القضرررايا التررري تتعلرررق بالبعثرررات‬

‫‪618‬‬
‫الدبلوماسررية أو مررن يترربعهم مررن المرروظفين العمرروميين أو القناصررلة ‪ ،‬وفرري جميررع تلررك‬
‫ال ررادت الترري تكررون الدولررة األمريكيررة جررزءا منهررا ‪ ،‬سرروف تكررون السررلطات القضررا ية‬
‫األساسية كاملة للم كمة العليا ‪.‬‬
‫وأمررا فرري برراقي القضررايا الترري ذكرررت أع ر ه سرروف يكررون للم كمررة العليررا ررق‬
‫ية النقه ) ب كم القانون وال قرا ق باإلضرافة إلرى ادسرتثناءات التري‬ ‫ادست ناف (ص‬
‫ي ددها الكون رس وفقا للنظم المتبعة ‪.‬‬
‫وسرروف تكررون جميررع الم اكمررات علررى الجرررا م باسررتثناء قضررايا الررتهم المتعلقررة‬
‫برجررال الدولررة بنرراءا علررى هي ررة م لفررين وسرروف تعقررد هررذه الم اكمررة فرري الوديررة الترري‬
‫وقعت فيها الجريمة وعندما د تكرون الجريمرة قرد وقعرت فري أي مرن الوديرات ‪ ،‬ينهرا‬
‫يقرر الكون رس بقانون يصدره مكان الم اكمة ‪.‬‬

‫القسم الثالث ‪:‬‬


‫سوف يسري الت مر ضرد الوديرات المت ردة علرى الرتهم التري تتعلرق بشرن ررب‬
‫ضد الوديات المت دة أو ادنضمام إلى أعدا ها ومن هم المساعدة والرا ة ‪ .‬وسوف لن‬
‫يوجه إلى أي شخص تهمة الت مر ما لم يكن ذلك بناءا على شاهدي عيران لرنفس التهمرة‬
‫أو برررادعتراف ع نيرررة أمرررام م كمرررة صرررورية ( علنيرررة ) وسررروف يكرررون للكرررون رس‬
‫ية إع ن العقوبة على الخيانة أو الت مر ‪ ،‬ولكن سوف لن يتم تجريده مرن قوقره‬ ‫ص‬
‫المدنية أو مصادرة أم كه ‪.‬‬

‫‪621‬‬
‫ملحق رقم ( ‪)13‬‬

‫استمارة حتليل مضمون‬

‫ف ة الت ليل ‪ :‬ماذا قيل " الت طية اإلخبارية لقضية الجبهة السنديانية "‬
‫اسم الص يفة ‪:‬‬
‫العــــدد ‪:‬‬
‫التاريــخ ‪:‬‬

‫وحدة التحليل‬
‫فئة التحليل‬ ‫ر‪.‬م‬
‫الموضو‬ ‫الكلمة‬
‫استبداد السنديانيستا‬ ‫‪2‬‬

‫اإلرهاب الداخلي‬ ‫‪1‬‬

‫عم ء للسوفيات‬ ‫‪4‬‬

‫انتهاك قوق اإلنسان وال ريات العامة‬ ‫‪2‬‬

‫اقتصاد منهار‬ ‫‪5‬‬

‫اجملمـــــــــوع‬

‫‪622‬‬
621

You might also like