Professional Documents
Culture Documents
رسالة مقدمة لنيل درجة اإلجازة العالية " املاجستري " يف دراسات اجملتمعات النامية والصحراوية
إشراف :
األستاذ الدكتور :محمد فرج الملهوف ( مشرف أول ) . -1
الدكتــــور :على أحمـد عطيـة ( مشرف ثاني ) . -2
للعام الجامعي 2241-2218م
يريدون أن يطفئوا نور هللا بأفواههم
،ويأبى هللا إال أن يتم نوره ولو كره
الكافرون
" اآلية ( )41من سورة التوبة "
2
اإلهـــــــداء
1
إهداء خاص
وأخيرا :
4
شكر وتقدير
ما كان لهذه الدراسة أن تظهرر بهرذا الشركل لرود الردعم والمسراعدة مهمرا صر ر جمهرا أو
واألخ /التررواتي المبررروك ،مررن المركررز القررومي للدراسررات والب رروا العلميررة بجهررودهم
المشكورة .
وكل الشكر واد ترام إلى األخت /ربيعة الشارف ،التي ت ملت إل ا ي وطلبي المستمر
لها بتوفير عينات الدراسة عن طريق شبكة ادنترنيت ،فقدمت أغلب العينات تقريبا .
كما د ننسى األخرت سرليمة م مرد صرالح التري تولرت طباعرة اسرتمارات ت ليرل المضرمون
والمهندس يوسف عثمان ال رويزي الرذي ترولى مشركورا مسر ولية طباعرة هرذه الدراسرة وإخراجهرا
و تى أنصف كل ذي جهرد ،فكرل الت يرة والشركر والتقردير إلرى أبري الردكتور علرى عطيرة
الباحث
2
مقدمة الدراسة :
تتسم طبيعة الب ا والدراسة األكاديمية للقضرايا والمسرا ل التري تردخل فري إطرار الع قرات
الدوليررة بالتررداخل والتعقيررد والتشررابك ،فالع قررات الدوليررة الترري تشرركل أ ررد فرررو العلرروم السياسررية
تشتمل على ث ا جز يات ر يسية ،أولهما ال قل القانوني ،وثانيها ال قل ادقتصرادي ،وأخطرهرا
وأهمها ال قل السياسي .
فهررذه الدراسررة تركررز فرري األسرراس علررى دراسررة الرردور الررذي تلعبرره ال كومررة األمريكيررة فرري
است ل وسا ل اإلع م المقروءة ،لطرح ر يتها ومواقفهرا مرن سياسرات القرادة ،والتردخل السرافر
لفررره هررذه الر يررة فرري معالجررة المشرراكل الدوليررة ،والب ررا فرري مجررادت الع قررات الدوليررة بررين
الجماهيرية العظمى والوديات المت دة األمريكية وكيرف اسرتخدمت وسرا ل اإلعر م كرلداة للسياسرة
الخارجية األمريكية ن و القذافي؟ هو موضو شا ك ومعقد متداخل وثري وبالغ األهميرة فري ذات
الوقت .
فالموضو يجبر البا ا على العودة بالدراسة والف ص إلى بدايات القرن التاسع عشر أي
منررذ أن تشرركلت الوديررات المت رردة األمريكيررة ،وإع ر ن اسررتق لها كجمهوريررة مسررتقلة عررن التررا
البريطاني ،وع قتها الخارجية مع ليبيا .
ونظرا ل تفاق العام ول أهميرة ودور وسرا ل اإلعر م المقرروءة ،وخاصرة الصر افة فري
الترلثير علررى الررأي العررام الم لرري والردولي ،فاننررا هنرا نب ررا عررن الردور الررذي قامرت برره الصر افة
األمريكية في معالجة مواقف القرذافي مرن القضرايا الت رريرة العالميرة ،ونب را عرن اإلجابرة رول
س ال مهم وهو هل كانت الص افة األمريكية مستقلة وم ايدة ونزيهة فري معالجرة هرذه القضرايا أم
أنها بدأت كلداة في يد اإلدارة األمريكية تعكس الر ية المن ازة ول القذافي ؟
وفي هذه الخصوص يقول البا ا األمريكي روجرر يجروري فروكس " أن اإلدارة المراهرة
تستطيع أن تمارس سلطاتها على الص افة ،وذلك خر ل إذاعرة معلومرات منتقراة علرى الجمهرور ،
ومنع معلومات أخرى ،ويمكن أيضا ادستفادة من توقيت نشر المعلومات(. )1
فرالر يس األمريكري أي كران وهررو يت ردا مرن المنبرر العررالي للبيرت األبريه ،يسررتطيع أن
يجعرررل أي المواضررريع ي ظرررى باهتمرررام الصررر افة ،وي ترررل الصرررف ات فيهرررا ،وقرررد تكرررون تلرررك
الموضوعات أو القضايا غير صال ة أص إلثارة ادهتمام .
- 1سرريمون سرريرفاتي ،وسررا ل اإلعر م والسياسررة الخارجيررة ،ترجمررة م مررد مصررطفى ،الجمعيررة المصرررية للنشررر
والمعرفة العالمية ،القاهرة ،ط ، 2885 ، 2ص. 67
5
والجدير بالذكر هنا ،أن مسللة اسرت ل الصر افة األمريكيرة فرن لرم تبتكرره إدارة ري ران،
غير أن إدارته أثبتت منذ أن كان مرش ا براعة خاصة في است ل الص افة لتوصيل رسالته .
ظ في هذه المسللة أنه ليس هناك في الوديات المت دة نص يضمن عدم استخدام أيرة ون
إدارة بشكل يفقدها مصداقيتها بطريقة أمينة أو مخادعة لتشكيل األخبار من أجل غايات ليست هري
المعلنة.
ولعررل أكثررر مررن يصررور هررذه ال الررة اسررت ل إدارة ري رران للص ر افة األمريكيررة فرري تقررديم
سياستها اتجاه ليبيا .
وي كد الدبلوماسي األمريكي سول لينوفيتز مبعوا الر يس كارتر إلى الشرق األوسط ذلك
،بقوله " :إن معاملة إدا رة ري ان لرجرل ليبيرا القروي كانرت الرة واضر ة إلدارة األخبرار … لقرد
وجدت اإلدارة أنه ما ي م هدفها هو جعرل ليبيرا تبردو باعتبارهرا " بعبرع " الشررق األوسرط ورمرزا
لإلرهابي الشرير "(. )1
ومما يلفت النظر ول مسللة إدارة األخبار ول ليبيا أثناء فترة ري ان ،ذلك التناقه في
الر ية ول دور القذافي وليبيا لدى المس ولين األمريكيين .
فعنرردما كرران جررون هيرروز يعمررل مت رردثا باسررم الخارجيررة األمريكيررة قررال " أن القررذافي يلجررل
ألساليب غير قانونية ،وليست هناك أية مشكلة في لفت األنظار لتلك ال قيقة "(. )2
وعندما ترك هويز منصبه قال في ديا نشرته مجلة التايم األمريكيرة " كنرت أعتقرد فعر
أن هنرراك تناقضررات … .إذ أن هنرراك خررارجيين علررى القررانون خرررين فرري أن رراء العررالم ،ون ررن د
نستخدم معهم نفس المعايير ،وكنت اعتقد دا ما أنه كان نوعا من عدم اإلنصاف … "(. )3
لقد نج ت الص افة األمريكية بفعل إدارة األخبار من قبل إدارة ري ان في خلرق الرة مرن
الكره الجماعي ضد القذافي ،وهو الذي جعل منه على األرجح هدفا م ري وجذاب لإلدارة ،فبداية
من الصدام األولى على ردود ميراه خلرير سررت بردأت الصر افة األمريكيرة تسرت ل بفعرل توجهرات
إدارة ري ان هذا الموقف .فقد شرح جيوفري كيمب خبيرر الشررق األوسرط بمجلرس األمرن القرومي
في الفترة الر اسية األولى لري ان .لماذا وقع ادختيار على القذافي فقرال " :إن ليبيرا هردف أسرهل
من إيران ،وأعتقد أنه عقب ادنتخابرات مباشررة كران هنراك شرعور عرام برلن الوديرات المت ردة قرد
تعرضت لإلذدل(*) ،وأنه دبد من عمل شيء ما إلعادة بعه اإل ساس ألهمية الوضع األمريكي
9
نسأل هللا التوفيق
8
األمريكية .رغم أنها لم تظهر إد منذ ما تي عام ،وخر ل هرذه الفتررة لرم يقرف أ رد فري وجره هرذه
اآللة الرهيبة لو استثنيا من ذلك بعه الدول التقدمية الثورية التي ت ارب الهيمنة اإلمبريالية .
تعد ليبيا من أكثر الدول مواجهة مع الوديات المت دة على امترداد عشررين عامرا ،وزادت
ذروة هذه المواجهرة عنردما وصرل رونالرد ري ران فري مطلرع 2892إلرى سردة الر اسرة ،فقرد كانرت
الع قات متوترة ،ولكنها لم تصل إلرى الصردام المسرلح والعردوان المباشرر ،إد فري عهرد ري ران .
فالصرا بين ليبيا وأمريكا يضرب بجذوره منذ بداية القرن التاسع عشر ،ولنفس األسرباب عرادت
المواجهة في القرن العشرين .إن األسباب التي دعت جور واشنطن وتوماس جيفرسون للدخول
في رب مع ليبيرا عرام 2915م هري نفرس الرذرا ع واألسرباب التري دفعرت ري ران إلرى ال رارة علرى
الجماهيرية ، 2897ولكن رغم اخت ف الطريقة والوسا ل فالهدف وا رد ،إن أكثرر مرا يهمنرا هرو
أن الض ط األمريكي في مواجهته مع الجماهيرية وصل منذ ما يزيد عن ربع قرن ذروته .ما هي
األسباب ؟ وما هي النتا ر ؟
منرذ قيررام الثرورة فرري ليبيرا فرري الفراتح 2878رردا الصردام بررين الثرورة والوديررات المت رردة
بسبب طرد خمس قواعد عسكرية أمريكية كانت على األراضري الليبيرة ،وتزايردت ردة المواجهرة
وافتعال األزمات والمواقف إلى أن وصلت إلى العدوان المباشر على الجماهيرية فري عرام 2897م
.
وفي تاريخ الع قات الدولية لم تلق أي دولة فري العرالم -إذا مرا اسرتثنينا ادت راد السروفيتي
وما كان يعرف بال رب الباردة – ادهتمام الذي عنيت به الجماهيرية من اإلدارة األمريكية لدرجة
أن وصل فيها هوس اإلدارة األمريكية إلى أن تنصب نفسها إدارة لمعالجة العدو األول الجماهيرية
،فما األسرباب وراء هرذا العرداء ؟ ولمراذا اسرتف ل فري عهرد الرر يس ري ران؟ ومرا دور الم سسرات
اإلع مية واألمنية وادقتصادية في الوديات المت دة في هذه المواجهة ؟ .
إننا في هذه الدراسة نسلط الضوء على مواقف العقيد معمر القرذافي بوصرفه الم رور الرذي
شكل العداء لدى الوديات المت دة .
فقبل قيام الثورة كانت أجزاء من المملكة الليبية أره أمريكية بموجب ادتفاقيات الموقعرة
برين الملرك وال كومررة األمريكيرة ،فت ولرت نفررس األره إلرى جرر عثرررة فري وجره ادسررتراتيجية
األمريكية في الوطن العربي والب ر المتوسط وأفريقيا والعالم .
إن هررذه الدراسررة تب ررا عررن قيقررة وسررا ل اإلع ر م األمريكرري ،و قيقررة تمتررع الص ر افة
األمريكية بموضوعية في تناولها ألخبار العالم ،فسوف نردرس نشرلة وتطرور الصر افة األمريكيرة
21
وفلسفتها ،ومدى التلثر الذي ت دثه في الرأي العام العالمي عامة ،والرأي العام األمريكي خاصرة
.
وستركز الدراسة علرى المعالجرة اإلخباريرة " األخبرار " باعتبارهرا عمرود البيرت الصر في
وأساس األشكال الص فية من يا مفهومه ووظا فه ومصرادره ،وتعرر الدراسرة علرى المعالجرة
اإلخبارية ،وقوالب صياغة الخبر ،وما هي القيم اإلخباريرة ،ومقومرات نشرر الخبرر فري النمروذ
ال ربي ،وسوف يركز البا ا على األساليب والم شرات التي ت ثر على المعالجة اإلخباريرة فري
ص ف هذا النموذ ،وإلى أي مدى تر ثر ؟ وهرل هرذا الترلثير ير دي بالموضروعية والعق نيرة فري
المعالجات اإلخبارية ؟
وسنركز في اإلطار النظري على جدلية ال وار برين الشرمال والجنروب مرن يرا الت طيرة
اإلخبارية ألخبار الجنوب ،ما هي مقردمات نشرر الخبرر ؟ ومرا هري مصرادره ؟ ونوعيرة األخبرار ،
وأساليب وطرق الت طية األخبارية الخاصة بلخبار الجنوب ،وسوف تتطرق الدراسة إلى التركيبة
السياسررية فرري المجتمررع األمريكرري ،والترري تفيررد فرري إعطرراء صررورة عررن المجتمررع الررذي تعرريم فيرره
ص يفة الدراسة ،ونتبين مرن خر ل دراسرة وصرفية لمواقرف الصر افة األمريكيرة مرن القرذافي فري
فترة كم الر يس ري ان .
إن هررذه الدراسررة تب ررا عررن قيقررة الصرر افة األمريكيررة ،ومرردى تمتعهررا بالموضرروعية
وادستق لية ،وستركز الدراسة على جز ية وا دة فقط من هذا العداء القا م ،وهو موقرف القرذافي
من قضايا الت رر العالمي .وكيف نظرت إليه الص ف األمريكيرة ؟ ولمراذا هرذه النظررة وإلرى أي
مدى اتسمت بالموضوعية ؟
إن البا ا باختياره ص يفة الواشنطن بوست األمريكية كنموذ للصر ف األمريكيرة كران
أمرا مقصودا ولم يلت بم ه الصدفة ،فهذه الص يفة تعد من أكبر الص ف األمريكيرة ،وتتمترع
بموقع متميز فري الوسرط اإلع مري األمريكري والتري تعرد مصردر مهرم ألغلرب النشررات اإلخباريرة
العالميررة ،فهرري عامررل مررن عوامررل تشرركيل الرررأي العررام األمريكرري ،وأداة مررن أدوات صررنع القرررار
السياسي ،ويعكس وجهة نظر ال كومة ول القضايا الدولية ،وتتميز بوجرود طراقم مرن الم ررين
والمراسررلين والم للررين المعررروفين بقرروة تررلثيرهم علررى الرررأي العررام ،وامررت كهم لمصررادر األخبرار
والمعلومات .فكيف ترى الواشنطن بوست مواقف القذافي من قضايا الت رر العرالمي ؟ وهرل هري
تصدير للثورة ؟ أم إرهاب عالمي ؟ .
21
إن ت ديد مجال الدراسة في األخبار السياسية مهم لدى البا ا على اعتبار أن هذه األخبار
تعكس وجهة نظر الم سسة اإلع مية .
يررا يعتبررر الخبررر السياسرري فرري هررذا العصررر أكثررر األخبررار أهميررة ،فهررو صررانع العنرراوين
الر يسة في الص ف ،وأكثر األخبار تلثرا بالرأي ،يا يذوب داخل األخبار السياسرية الخطروط
الفاصلة بين الخبر والرأي والتفسير .ويعد الخبر السياسي فري كثيرر مرن المجرادت انعكاسرا للخرط
السي اسرري أو الفكررري للدولررة وتعبيرررا عنرره ،فررالخبر د ينشررر لذاترره ،وإنمررا ينشررر بهرردف تعليمرري
وسياسي فري ن وا رد ،ويسرتخدم الخبرر السياسري إمرا لتوجيره الررأي العرام ،أو لتكروين وصرياغة
اآلراء بطريقة معينة ،أو إبراز جانب مرن زاويرة خاصرة ترى ولرو أدى األمرر إلرى إهمرال قرا ق
أخرى ،ويمكن تصنيف الخبر السياسي في إطار الدعاية السياسرية التري تتجره ن رو ت قيرق أهرداف
وغايات معينة ،كما يمكن النظر إليه على أنه العامل المشترك بين اإلع م والدعاية .
وتتميز هذه الدراسة بلنها سوف تتناول المدخل الوظيفي تى يمكرن الكشرف عرن سياسرات
الت رير التي كثيرا ما تكون غير معلنة ،أو تتفرق مرع ادتجاهرات الخاصرة للقرا مين علرى الت ريرر
الذين يتولون بلنفسهم ترتيب األولويات بالنسبة لما ينشر أو ما د ينشر ،وت ديرد موقعره ومسرا ته
في الص يفة ،وبالتالي التلثير في إدراك القارئ ل،خبار واآلراء بما د يتفق مع اتجاهات القا مين
بادتصال "(. )1
24
-قلوب ميل الكندية .
وقام بت ليل 2125قصة إخبارية تم دراستها وت ليلها مرن الصر ف الث ثرة المشرار إليهرا،
وفي الفترة الزمنية من 21فبرايرر إلرى 41يونيرو . 2897يرا تمرت دراسرة المعالجرة الصر فية
لهذه القصص من خ ل دراسة األخبرار ،وادفتتا يرات ،واألعمردة الصر فية ،والرسرم السراخر ،
ورسا ل القراء ،وأية مواضيع لها ع قة بليبيا وسياستها ،وع قتها مع الوديات المت دة وال رب
.
-1إياد القزاز " صورة الصرا العربي اإلسرا يلي في كترب التراريخ األمريكري لطر ب المر لرة
الثانوية في الوديات المت دة " مجلة المستقبل العربي ،العدد ، 87السنة ، 8فبراير . 2896
قررام البا ررا وهررو أسررتاذ علررم ادجتمررا فرري جامعررة وديررة كاليفورنيررا فرري سرركرنتو بت ليررل
م تويررات سررت وث ثررين كتابررا مدرسرريا للعلرروم ادجتماعيررة المقررررة للترردريس فرري المرردارس
الثانوية األمريكية في ودية كاليفورنيا خ ل السرنة الدراسرية 2865-2862وركرز القرزاز
في ت ليل مضمون الكتب على :
أ -الصور والخرا ط .
ب -النعوت المستعملة لوصف العرب .
-إغفال الك م التلطيفي أو المعلومات المخففة ،التي تعطي صورة إيجابية عن العرب .
د -إغفال الصور المشوهة وغير الص ي ة والزا فة .
وقد خرجت الدراسة بلن هذه الم لفات قدمت الصهاينة على أنهم أمرة أناسرها يقومرون عرن
طريررق التفكيررر الواسررع والخيررال والتخطرريط الرردقيق والعمررل الشرراق علررى زراعررة األراضرري
الص راوية في م اولة لرسم صرورة أن فلسرطين هري أره قا لرة وخاليرة مرن السركان ،
عرردى الق ررل الررذين يعيشررون فيهررا كسررالى ويصررف الصرررا بلنرره بررين أمررم عربيررة وأمررة
إسرررا يلية وا رردة .وأظهرررت النتررا ر تركيررز الكتررب علررى عنصررر البررداوة فرري م اولررة إلررى
اإلي اء للتلميذ األمريكي أن العرب بدو يعيشون في ص راء قا لة .
-4مايكررل سرررليمان " الت طيرررة اإلخباريرررة ل ررررب األيررام السرررتة فررري المجررر ت األمريكيرررة " مجلرررة
الدراسات الفلسطينية ،المجلد الثالا ،العدد الرابع ،ربيع . 2894
- 1م مد عبد ال ميد ،ب وا الص افة ،عالم الكتب ،القاهرة ،ط ، 2881 ، 2ص. 44
22
قام البا ا بت ليل مضمون المج ت األمريكية يو.أس.نيواند ،ورلد ربرورت ،نيوزويرك
يرا كشرفت الدراسرة ،تايم ،ديف ،مجلة نيويورك تايمز " عن ث ا مرا رل ،2857
عررن تركيررز علررى الررنمط البرردوي للعرررب ،وعرردم األمانررة .ووصررف العرررب بررلنهم غيررر
ديمقراطيين ،وأكثر ما توصل إليه البا ا في ت ليل المضمون في هذه المر لة هرو عردم
رغبة العرب في العيم بس م .
وفي مر لة ، 2876لم تشهد هذه المر لة أي ت ير فري ت يرز المجر ت إلسررا يل ،رغرم
وجود ت سن طفيف في اتجاه الت طية اإلخبارية .
وفي مر لة 2864كانت ادتجاهات في جميع المج ت مناهضة للعرب ،خصوصرا عبرد
الناصررر ،باسررتثناء التررايم ،وأكرردت الدراسررة صررورة عبررد الناصررر الرردكتاتور ،والمسرربب
للمشاكل في المنط قة ،وعن صر ته بالشريوعية ،وأن الصرور األكثرر شريوعا للعررب هري
البداوة واإلرهاب والجبن وعدم الكفاءة .
-2شارون أبو لين " ت ليل م توى الكتب المنهجية المقررة في مدارس يوم األ د البروتسرتانية "
.
يا قام البا ا بدراسة م توى منهجين م افظين ومت ررين ،لمعرفرة كيرف يرتم تنراول
شعوب الشرق األوسط .
وقد وجد البا ا التمييز والتعرريه بشركل واضرح ،ونظررا لخطرورة الكنرا س فري عمليرة
التنش ة ادجتماعية ،فللمرء أن يقدر الدور الخطير الذي قد تلعبه في تشركيل معرفرة زا فرة
عن العرب والمسلمين ،وكشفت الدراسة تخليد المنراهر للصرور الكاذبرة والعرره السريء
والمعلومات المت يزة عن اإلس م(. )1
- 1نشر ملخص هذه الدراسة في أطرو ة الدكتوراة ،لمي نصر ساري ،صورة العرب في الص افة البريطانية
،مركز دراسات الو دة العربية ،ترجمة عطا عبد الوهاب ،بيروت . 2899 ،
25
فبشكل عرام فري هرذه القرارة يسرقط ال راكم إذ يسرقط دكتراتوري عسركري بواسرطة خصرومه
المتعطشين للسلطة هذا الرجل الجديد معمر القذافي من يكون ؟ .
بالتلكيد إنه وا د من الضباط ادنق بيين من مجموعة غير راضية نقلته األ داا فجلة إلى
السطح وبعد كم قصير األمد سوف ي اكم أمام القضاء العسكري(. )1
لكررن العررالم كرران عليرره أن يررتعلم نتيجررة كمرره المتسررر ،وكرران عليرره أن يعرررف أن معمررر
القذافي لريس م رامرا سياسريا يمكرن بسرهولة إعادتره مررة أخررى مرن يرا جراء ،ألنره رغرم شربابه
ناضجا سياسيا وأيديولوجيا ،يعرف قيمة المس ولية ،جاء بخطة جاهزة إلعادة مجررى ال يراة فري
ليبيا .
لم يرق القذافي دما غيرر ضرروري ،ولرم يسرتخدم العنرف الجنروني أو األعمرال ادنتقاميرة،
ولم يسيء إلى ثورته وسمعتها .
انطلرق القرذافي فرري إرسراء دعرا م ادقتصرراد الليبري ،أعررد نظريرة أ ردا صرردمة فكريرة فرري
الفكررر اإلنسرراني ،و رررص علررى مررد يررد المسرراعدة والوقرروف مررع كررل مررن يطمررح فرري ال يرراة ب ريررة
وكرامة ،فكان له موقف واضح من كل قضايا ركات الت رر العالمي.
إن القذافي هو الشخصية القيادية العالمية ،التي استطاعت أن تدل شعوب العالم المظلومرة
عل ى طريق الت رر ،فالروح الت ريرية لدى القذافي دفعت به إلرى أن يتخرذ موقرع القيرادة للشرعوب
الطام ة للت ررر ،فت مرل القرذافي علرى عاتقره مسر ولية نقرل ريراح ال ريرة إلرى كرل مكران موجهرا
جهوده إلى رية اإلنسان(. )1
لقررد جعررل القررذافي نصررب عينيرره عرردوا وا رردا فقررط هررو اإلمبرياليررة األمريكيررة ،و ليفتهررا
إسرا يل ،وقد عاملت اإلمبريالية العالمية القذافي بنفس الطريقة .
إن وسا ل اإلع م المنتشرة اليوم في العالم ،ليسرت فري الواقرع وسرا ل نقرل األ رداا ،برل
عامل م ثر على الرأي العام ،كما أنها اعتادت نقل صور غير قيقية أل داا القادة مثل ما تفعله
م ع القذافي ،رغم وجود عدد من الص ف واإلذاعات التي تلتزم ال يراد والموضروعية فري تناولهرا
لهذه الشخصيات .
فقد عملت تلك الوسا ل على تقديم صورة مشوهة لمواقف القذافي ،كلما أدلى بتصريح ،أو
استقبل زعيما ،أو ساند قضية ما .فما ي دا أن هذه الوسا ل ت كرم عرن عمرد أو غيرر عمرد عليره
خطا خاصة وأن أهم الخصال التي يتمتع بها القذافي هي الصدق فيقول عنه روجيه دنردي الكاترب
- 1ميري بيانكو ،القذافي رسول الص راء ،دار الشورى ،بيروت ،ط ، 2866 ، 2ص. 14
27
الص في في ص يفة ادكسبريس في عددها الصادر يوم 12نوفمبر " 2862إن القذافي د يعرف
ال لول الوسط ،ود يعرف ادلتواء ،صريح "(. )2
وي كرد الكاتررب الصر في اإليطررالي ونيلرروا جيلررو الصر في فرري صر يفة ادسبيروسرروني فرري
عررددها الصررادر فرري 16مررايو " 2864إن ل ررز القررذافي د يرجررع إلررى الصرردفة ،إنمررا هررو اسررتجابة
مقصودة "(. )3
وقلة من األشخاص يستطيعون فره جاذبيتهم على أي ص في في العالم ،عكس القذافي
الرجل المجهول ،وال امه واإلرهابي بالنسبة للبعه ،واألمل بالنسبة للبعه اآلخر .
وفرري هررذا المجررال روجررت دوا ررر الصر ف األمريكيررة خبرررا مفرراده أن القررذافي قررد خصررص
أمواد طا لة من أجل ت سرين صرورته علرى المسرتوى العرالمي ،فالقرذافي بالنسربة لل ررب وأمريكرا
رجل مقلق ،وإرهابي غامه مضطرب نفسيا "(. )4
وكثيرا ما عملت الص افة على رمي القذافي باأللقاب التي ت لمره ،مثرل :الولدد المجندون
الذي أطلقه عليه السادات ،واإلرهابي رقم واحد ،الذي أطلقه عليه ري ان ،هذه األلقاب كما يرى
الصافي سعيد " كثيرا ما يواجهها القذافي بالض ك والسخرية مثل المثير للفرتن ،المتزمرت ،رمرز
الشر المطلق ،القاسي ،رسول الص راء نبي العررب ،الشراب الجديرد ،النبري اإلرهرابي ،فرارس
هللا ،رجل هللا الم ب لل را ق ،ذ ب ليبيا ،سيد الص راء "(. )5
إن القذافي يقدم نفسه أود وأخيرا علرى أنره ثروري مرن العرالم الثالرا ،وينشرر أفكرار ثرورة
أممية د تعرف التعصب والكراهية ،وأ يانا يشعر بلنه منذور لهذه الثورة العالمية فقد مرد القرذافي
يده لكل ركات الت ررر فري أفريقيرا و سريا وأمريكرا ال تينيرة ،وأوروبرا ،وهرو ير من برلن الثرورة
دا مة ،ويجب أن تستمر ،ويمكن أن نطلق عليه خر الثروريين فري القررن العشررين ،ولرذلك فانره
من الصعب أن يجد من يفهمه ،ولكرن ال ررب لرم يسرترح لهرذه ال الرة ،فلعرداء القرذافي كثيررون ،
على رأسهم الوديات المت دة ،فقد اعترفت الوديات المت ردة أن القرذافي لرم يردر فري فلرك السياسرة
- 1روبير شان فان ،جاك فنيه ،ال رب والظاهرة القذافية ،ترجمة معن زيادة ،بالمركز العالمي لدراسات
وأب اا الكتاب األخضر ،طرابلس ،ط ، 2898 ، 2ص. 54
- 2ميري بيانكو ،مرجع سابق ،ص. 51
- 3اوراسيو كالدريرون ،القذافي نقطة ادنط قة ،ترجمة الناشر ،المركز العالمي لدراسات وأب اا الكتاب
األخضر ،ط ، 2898 ، 2ص. 28
- 4الصافي سعيد ،مى 21د أنبياء ود شياطين ،دار النقوم العربية ،تونس ،ط ، 2881 ، 2ص. 91
- 5المرجع السابق ،ص . 91
26
األمريكية ،فقد وصلت شدة العداء بلن أعلرن الرر يس ري ران فري عرام 2891بلنهرا " سرنة التعقرب
الساخن لعدو أمريكا رقم وا د "(. )1
وفي تقديرنا قلما ظيت دولة ص يرة مثل ليبيا بهذا القدر من ال قد األمريكري ،إلرى ال رد
الذي يجعلنا نتساءل هل اإلدارة األمريكية ت ولت إلى إدارة لمعالجة اإلدارة الليبية ؟ .
فقد كتب وليم بثمان خبير في الش ون الليبية م ذرا منذ عدة سنوات ،أن ليبيا ليست قطعة
،إنها يمكن أن تكبد كل من ي راول لمسرها ،الكثيرر ي ويضريف إن ليبيرا بلرد لوى سهلة ادبت
في ذروة الت ول الثوري ،فقد يكون من السهل إسقاط نظام عسكري في تشيلي أو في الباكستان ،
ولكن من الصعب إسقاط نظام ديقع ضمن التصنيفات "(. )2
وي كد الص في األمريكي ،الشهير الكاتب في ص يفة الواشرنطن بوسرت األمريكيرة بروب
ورودار " لقد صممت اإلدارة األمريكية على قتل القرذافي بيرد أن كرل شريء يسرقط بمرا فيهرا عمليرة
الوردة وقصف الخيمة وكلن القذافي م روسا من العناية اإللهية "(. )3
إن هذه األسباب تظهر بوضروح علرى السرطح ولكرن التعبيرر الرذي يصردر عرن أمريكرا فري
إدانتهررا و م تهررا المتواصررلة عررن القررذافي هررو أنرره الراعرري لإلرهرراب ،لقررد عملررت وسررا ل اإلعر م
بصررورة دا مررة بوصررف ليبيررا بلنهررا إ رردى مراكررز اإلرهرراب الرردولي ،وتشررير إلررى أن هنرراك ترردريب
وتسليح للعناصر اإلرهابية تقوم بلعمال على مستوى دولي .
إن وسا ل اإلع م األمريكية تعد عام ر يسيا في تشكيل الررأي العرام الم لري والعرالمي ،
وإذ نخص بالدراسة إ دى الم سسات الص فية الكبرى ،فان الواشنطن بوست األمريكية تعرد مرن
أكبر الص ف الصادرة في الوديات المت دة األمريكية ،يا إنهرا تصردر وتبرا عرن طريرق قنراة
بنرك النصرروص والموضروع ات ،وهررى تتعرراطف مرع الجمهرروريين ،ويعمررل بطراقم ت ريرهررا أبرررز
الكتاب والم ررين الذين يتميزون بع قات وشبكة مصادر في جميع المستويات(. )1
والبا ا إذ يقدم هذه الدراسة فانه يعمل لإلجابة على الس ال مرا هرو الرنهر والطريقرة التري
تسير عليها الص افة األمريكية في تقديم مواقف القذافي لردعم ركرات الت ررر ؟ وتمثرل الصر افة
األمريكية في هذه الدراسة ص يفة الواشنطن بوست ،ونب ا للتعرف على مردى موضروعية هرذه
الوسا ل في تناولها لمواقف القادة والثوار الذين د يمكن تصنيفهم في دا رة السيطرة األمريكية .
- 1بير البير ،الص افة ،سلسلة األلف كتاب ،رق ، 22ترجمة فاطمة عبد هللا ،الهي ة المصرية العامة للكتاب ،
القاهرة ،ط ، 2896 ، 2ص. 82
28
مواقف القذافي :أي تصريح أو دعم أو تلثير أو زيارة ألي جبهة أو منظمة أو ركة ترفرع شرعار
الت رر من الهيمنة وادستعمار .
قضايا الت رر العالمي :تقتصر الدراسة على ث ا قضرايا ر يسرية كران لره معهرا مواقرف واضر ة
وصري ة في فترة كم الر يس ري ان :
-السيادة فوق خلير سرت الليبي .
-الميز العنصري في جنوب أفريقيا .
-الجبهة السنديانية في نيكاراغوا .
11
-8ما هي مصادر األخبار التي تعتمد عليها الص يفة عند معالجتها اإلخبارية لمواقف القذافي من
قضايا الت رر العالمي ؟
- 1السيد أ مد مصطفى ،الب ا اإلع مي ،مفهومه وإجراءاته ومفاهيمه ،الكتاب األول ،منشورات جامعة
قاريونس ،بن ازي ،ط ، 2882 ، 2ص . 118
- 2المرجع السابق ،ص . 121
12
-1قاعدة التعميم :
وتقرروم علررى إصرردار ال كررم علررى الظرراهرة فرري إطررار العينررة الترري تررم إخضرراعها
للدراسة( ،)1ومجتمع الب ا الذي س بت منه العينة .
ويقتصر استخدام المنهر الوصفي في هذه الدراسرة علرى مسرتوى وا رد مرن يرا
تعمقه في جمع المعلومات والبيانات ،ووصف الظاهرة ،يا د يكتفري البا را بوصرف
الظاهرة التي يقوم بدراستها ،وإنما يتعمق فري معرفرة الع قرات التري تربطهرا ب يرهرا مرن
الظواهر .
ويستند البا ا في دراسته هرذه علرى تصرنيف فران دالرين لطررق وأسراليب المرنهر
الوصفي ،وذلك بادعتماد على طريقة الدراسات المسر ية ( فالمسرح ينصرب علرى دراسرة
أشياء موجودة بالفعل وقت إجراء الدراسة وفي مكان معين وزمان معين(. )2
يا اعتمد البا ا في دراسته هذه على المستوى الثاني لدراسات المس ية وهري
المسح الوصفي التفسيري الذي د يقف عند د الوصف وإنمرا يصرل إلرى إصردار األ كرام
وتقديم ال لول .
واقتصر البا ا في دراسته هذه علرى اسرتخدام المسرح بالعينرة علرى أن تمثرل هرذه
العينة مجتمع الب ا وتعمم نتا ر هذا المسح على مفردات المجتمع .
أسلوب ت ليل المضمون : أ-
يعد من أشهر أساليب الدراسات المس ية يا يعد ت ليل المضرمون أسرلوبا للب را يهردف
إلى وصف الم توى للظاهرة ادتصالية وصفا موضوعيا وكميا ومنتظما(. )1
فت ليررل المضررمون لكرري يعطرري نتررا ر صررادقة يفررره علررى البا ررا أن يصررمم إجراءاترره،
واستخدامه بصورة دقيقة ومنظمة ومنسقة مع المشكلة العلمية م ل الب ا .
ورغم ادخت فات في تعريف ت ليل المضمون بلنه منهر تارة وطريقة لب ا ترارة أخررى
وأسلوب ب ثي تارة ثالثة ،إد أن معظرم اآلراء أجمعرت علرى أن هنراك سرمات معينرة لهرذا
األسررلوب ،كمررا أنهررا اتفقررت علررى صررفة الكررم أو المقرردار ،الترري يمكررن ت ديرردها باألرقررام ،
وعليه فان ت ليل المضمون أسرلوب يعنري الطريقرة التري يتبعهرا البا را لتصرنيف إشرارات
ودددت المادة اإلخبارية من خر ل معاينتهرا وفرق ف رات ي رددها موضرو الب را والقيمرة
هي تكرار تواتر اإلشارات أو مجموعة الدددت في كل ف ة ضمن نظام التصنيف .
- 1سمير سين ،ب وا اإلع م ،األسس والمبادئ ،دار الشعب ،القاهرة ،ط ، 2867 ، 2ص. 214
- 2م مد عبد ال ميد ،ب وا الص افة ،مرجع سابق ،ص . 91
11
ويتميز ت ليل المضمون بمميزات أربعة ر يسية :
-2ادنتظام :بمعنى أنه نظام ثابت يختلف بناءه من ب ا إلى خر ،فعندما يجري با ا
دراسة باستخدام ت ليرل المضرمون ،فانره ينشرا لهرا نظامرا متكرام ي ردد فيره و ردات
الت ليل والتسجيل والمقاييس وغيرها .
-1الوصف :يعد الهدف األساسي لت ليل المضمون يا يتم توجيره وتصرنيف الم تروى
إلى ف ات من أجل التعرف على الخصا ص والم شرات التي ي تويها المضمون .
-4الموضوع ية :وتعني التقليل قدر اإلمكان من أن يعمرم البا را ذاتيتره علرى المضرمون
ف بد أن نضمن أن ال كم على المضمون كم غير مت يز برل هرو موضروعي .لرذلك
دبد من إجراء اختيار الثبات في ت ليل المضمون بصفة خاصة.
-2الكمية :فت ليل المضمون هو وصف كمي وليس كيفي ب ثا(. )2
- 1سمير م مد سين ،ت ليل المضمون ،عالم الكتب ،القاهرة ،ط ، 2894 ، 2ص. 81
- 2عواطف عبد الر من ،نجوى سالم وليلى عبد المجيد ،ت ليل المضمون في دراسة اإلع مية ،دار العربي ،
القاهرة ، 2892 ،ص.72
- 3المرجع السابق ،ص. 75
14
المراد ت ليله ومعرفة الكلمات والجمل والمعاني التي صلت على تكرارات متعددة ،واستنباط من
معاني الجمل التي تم معرفة تكرارها من نماذ موضو الدراسرة ،وبالترالي فران الف رات الممترازة
تشمل على تقديرات كل عناصرر الموضرو م رل الدراسرة ب يرا تكرون شراملة ومعبررة عرن كافرة
جوانبه .
وقد رص البا ا على أن تنبع ف ات الت ليل من التسا دت الر يسة التي يقردمها البا را
في دراسته والتي في م شرات م ددة تتناسرب مرع معراني الف رة وأغرراه الت ليرل ،وبالترالي فران
النتا ر د ينب ي أن تعمم إد على مستوى الف ات التي استخدمت في الدراسة .
ويعتمد تعريف الف ات " الم شرات " في كثير من األ يان على ثقافة البا ا على اعتبرار
أنه هو الذي يقرر بنفسه أي الف ات أنسب للموضو الذي يتناوله .
وأخيرا فان ف ات الت ليل مثلت التطبيق العلمي ألسلوب ت ليرل المضرمون ،وقرد ترم تقسريم
وتصنيف المادة الخاضعة للت ليل إلى ف ات ر يسية وف ات فرعية .
وهدف البا ا منها إلى الوصول إلى األهداف المتوقعة التي تبرزها األخبرار فري صر يفة
الدراسررة خ ر ل الفترررة الزمني ر ة المتعلقررة بالمعالجررة اإلخباريررة لمواقررف القررذافي مررن قضررايا الت رررر
العالمي .
وجاءت ف ات الت ليل على الن و التالي :
-2ف ات كيف قيل " الشكل " :
وتضمنت ف ة وا دة فقط هي :
-ف ة موقع الخبر :أي مكان نشر الخبر في الص يفة ومكان نشره في الصف ات .
-1ف ات ماذا قيل "المضمون" ويقصد بهرا مراذا قيرل فري المضرمون الرذي يخضرع للت ليرل ويشرمل
على ما يلي :
أ -ف ة موضو الخبر أي على ما يدور م توى الخبر .
ب -ف ة اتجاه مضمون الخبر " م يد ،م ايد ،معاره " .
-ف ة القيم المتوقعة من الموضو واألهداف .
د -ف ة الفاعلية ،أي من هم الشخصيات الفاعلة في هذا الموضو ؟
ه -ف ة المرجع المصدر اإلخباري الذي ينقل المادة اإلخبارية .
و -ف ة المكان أي المصدر الذي ينقل منه المادة اإلخبارية .
- 1م مد الوفا ي ،مناهر الب ا في الدراسات ادجتماعية واإلع مية ،األنجلو المصرية ،القاهرة ،ط، 2
، 2898ص . 251
12
ز -ف ة السمات " خصا ص الشخصيات الر يسية في الص يفة عينة الدراسة .
ح -ف ة األساليب المتبعة " تبين الطرق واألساليب المتبعرة فري المعالجرة اإلخباريرة لت قيرق الهردف
من يا هي ت ليلية أو دعا ية .
17
دودر ،وترم ت جهيررزه بل رردا تقنيررات الطباعررة .وقرد انرردفع صررا ب الواشررنطن بوسررت فرري
شراء القنوات التلفزيونية ،فاشترى م طة WMBRفي منطقرة جاكسرون فري فلوريردا فري
عام ،2854وم طة CBCكما اشترت الواشنطن بوست صر يفة خرر الصرباح المنافسرة
لها في مدينة واشنطن ،واشترت أيضا ص يفة واشنطن تايمز هارلد المسا ية ،وفي عرام
2872اشترى فليب جراهام مجلة نيوزويك ،وأصب ت جزء من شركة الواشنطن بوست
،وفي عام 2871انضرمت صر يفة لروس أنجلروس ترايمز وجريردة الخدمرة األخباريرة إلرى
الواشنطن بوست ،وشكلت معهرا أكبرر مركرز عرالمي لتوزيرع األخبرار ،وفري عرام 2876
أسسررت الواشررنط ن بوسررت مررع نيويررورك هارلررد تربيررون ،وشررركة وتننرري ص ر يفة هارلررد
تربيون الدولية ،وفي عام 2878اشترت الص يفة م طة ABCفي ودية ميرامي ،وبلرغ
عدد جنسيات المراسرلين كتراب األعمردة فري الواشرنطن بوسرت عرام 12 ( 2864جنسرية )
وهم اآلن نقابيين دوليين من خ ل مجموعرة كتراب البوسرت ،وقرد بنرت الواشرنطن بوسرت
مقرا جديدا لها في نيويورك بتكلفة 15مليرون دودر ،وفري عرام 2881ترم تعيرين رونالرد
جراهرررام مرررديرا تنفيرررديا لهرررا ،وفررري شرررهر مرررايو 2884طرررورت الواشرررنطن بوسرررت مرررن
استخداماتها للتقنية المعلومرات ،وا تلرت صرف ة علرى شربكة ادنترنرت ،والتري تقردم فيهرا
الصر يفة بشرركل يررومي ،وفرري عررام 2888ظهرررت ألول مرررة صررور ملونررة فرري الصررف ة
األولى على ص يفة الواشنطن بوست .
16
قرررام البا رررا باختيرررار العينرررة ال زمرررة إلجرررراء ت ليرررل المضرررمون علرررى صررر يفة
الواشنطن بوست في فترة كم الر يس ري ان ،والتي بدأت من 12يناير 2892إلرى 12
يناير . 2898
وقام البا ا باختيار العينرة مرن المجتمرع األصرلي للدراسرة ،بواقرع 87عرددا مرن
ص يفة الدراسة والتي صدرت في الفترة الم ددة .
وعند بدء اختيار العينة ،فان البا ا ركز فري إجرراء ت ليرل المضرمون علرى 66
عررددا فقررط مررن 87عررددا وهررذه األعررداد 66تررم اختيارهررا ه ألنهررا نشرررت أخبررار تتعلررق
بموضو الدراسة وجاءت نسبة األعداد التي ت مل أخبارا عرن مواقرف القرذافي إلرى نسربة
األعداد الكلي للعينة ، %91.1واألعداد التي تم استبعادها نظرا لعدم اشتمالها على أخبار
تتعلق بمواقف القذافي من قضايا الت رر كانت على الن و التالي :
- 12إبريل 2892 -
- 17يونيو 2892 -
- 18سبتمبر 2892 -
- 2فبراير 2891 -
- 4إبريل 2891 -
- 6أغسطس 2891 -
- 9سبتمبر 2891 -
- 21يناير 2894 -
- 27مايو 2894 -
- 28أغسطس 2894 -
- 11نوفمبر 2894 -
-17مارس 2892 -
- 18يونيو 2892 -
- 2سبتمبر 2892 -
- 22يوليو 2895 -
- 22أكتوبر 2895 -
- 25يوليو 2896 -
- 21ديسمبر 2896 -
19
- 29أكتوبر 2899 -
وعند اختيار عينة الدراسة وقعت جملة من العقبات أمام البا ا ،جاء من ضمنها أنه عند
ت ديد تاريخ العدد الذي سيكون ضمن العينة ،فان البا ا لم يتمكن من ال صول على نفرس العردد
،إما لعدم وجوده في األرشيف ،أو أنه لم يكن ضمن م تويات المجلد السرنوي ،األمرر الرذي دفرع
البا ا إلى اعتماد قاعدة ادستبدال عند تعذر ال صول على أي عدد من األعداد التي شملتها العينة
،وتقضرري هررذه القاعرردة باسررتخدام أقرررب يرروم يلرري اليرروم األصررلي ،أو األسرربو المختررار بالطريقررة
العشوا ية المنتظمة ،وقد صرت األعداد التي استخدمت معها قاعردة ادسرتبدال فري عشررة أعرداد
فقط ،وبلغ أعلى نسبة استبدل مدة خمسة عشر يوما وجاءت األعداد المستبدلة على الن و التالي :
-14مارس 2892-استبدلت بالعدد -2ابريل 2892-بواقع ستة ايام .
-41ديسمبر 2892-استبدلت بالعدد -42ديسمبر 2892-بواقع يوم وا د .
-7يوليو 2891-استبدلت بالعدد - 9يوليو 2891 -بواقع يومين .
-41سبتمبر 2894-استبدلت بالعدد -5أكتوبر 2894-بواقع خمسة عشر يوم .
-16إبريل 2892-استبدلت بالعدد -4مايو 2892-بواقع ستة ايام
-41يوليو 2892-استبدلت بالعدد -4أغسطس 2892-بواقع أربعة أيام .
-9أبريل 2895-استبدلت بالعدد -27مايو 2895-بواقع ستة أيام .
-1يونيو 2896-استبدلت بالعدد -8يونيو 2896-بواقع سبعة ايام .
-2نوفمبر 2896-استبدلت بالعدد -11نوفمبر 2896-بواقع إ دى عشر يوما .
-28سبتمبر 2899-استبدلت بالعدد 2899-8-18بواقع عشرة أيام .
وتبدأ الفترة الزمنية للدراسة منذ بداية است م الرر يس ري ران ال كرم ،وتنتهري بنهايرة فتررة
وديته الثانية .بهذا فان فترة الدراسة كانت جديرة بالب را وادهتمرام العلمري ،رغبرة مرن البا را
في إضافة علمية ذات ع قة بالر ية األمريكية لسياسات ومواقف العقيد القذافي ،والع قات الليبية
األمريكية ،كما تطر ها الص ف األمريكيرة ،يرا تعرد هرذه الدراسرة مرن الدراسرات القليلرة التري
تناولت الع قات الليبية -األمريكية في عهد الرر يس ري ران ،وكيرف عالجرت الصر ف األمريكيرة
هذه الع قات إع ميا من خ ل ما عرضته إ دى أكبر الم سسات الص فية األمريكية .
واسررتنادا إلررى أن مجتمررع العينررة فرري الدراسررة متجانسررا ،ونظرررا ألهميررة العينررة ونجا هررا،
خاصة فري الدراسرات المسر ية ،والتري مرن بينهرا ت ليرل المضرمون ،اعتمردت هرذه الدراسرة علرى
اختيار العينة ،إذ يشير " سثمبل" في الدراسة التي قارن بها نتا ر خمس عينات بل جام ، 21 ، 7
18
29 ، 12 ، 29عددا ،وأوض ت هذه العينات الخمسة أنها متفقة النتا ر أي أنها تر دي إلرى نترا ر
متشابهة(. )1
وبناء عليه ،اعتمد البا ا في دراسته هذه على استخدام الطريقة العشروا ية المنتظمرة فري
اختيرار العرردد المطلرروب مررن الصر يفة كعينررة للدراسرة ،فجرراءت علررى مسررتويات وأبعرراد ثابتررة علررى
اعتبار أن هذه الطريقة تتناسب مع مجتمع الدراسة الذي يسوده تجانس باإلضافة إلى مراعاة البعرد
الزمني بين كل عدد و خر ،تبعا لنسبة التمثيل إلى المجتمع األصلي للدراسة .
وقد اعتم د البا ا في س ب العينة وفقا لمرا يعررف بالردورة الصرناعية ،يرا يرتم اختيرار
عدد اليوم األولى من الشهر األول ،لفترة الدراسة ،ثم عدد اليوم الثاني من الشهر الثاني وهكذا.
وفرري دراسررتنا هررذه أعتبررر اليرروم األول فرري اختيررار العينررة هررو وصررول الررر يس ري رران إلررى
الر اسة ،وتكون بذلك مشكلة الدراسة العلمية قد بدأت ،وبالتالي تم اختيار العينة في هذه الدراسرة
بطريقة الدورة الصناعية ،وذلك باختيار أول يوم بدأ فيه ري ان ر يس للوديات المت دة " ،اليروم
األول للمشكلة العلمية " من الشهر األول مرن السرنة األولرى ،واليروم الثراني مرن الشرهر الثراني مرن
السنة األولى وهكذا تى تنتهي السنة ويكرون اإلجمرالي ( )21عرددا فري السرنة ،وعلرى اعتبرار أن
فترة الدراسة كانت ثماني سنوات ،جاء إجمالي العينرة المسر وبة مرن المجتمرع األصرلي 87عرددا
فقط .
- 1م مد سالم المتقي ،الخبر العسكري دراسة عن التقنية اإلخبارية ل رب الخلير الثانيرة ،رسرالة ماجسرتير غيرر
منشورة ،جامعة قاريونس ،مكتبة األداب قسم اإلع م ، 2885 ،ص . 27
- 2جامعة ليزونا ،المدخل إلى ب وا ادتصال الجماهيري ،ترجمة المركز العربي للب وا ،ب داد ، 2899 ،
ص . 28
41
مختلف دول العالم ،فقد استخدم كثير من علماء ادتصال أمثال هارت HARTدايكر ECKIR
وبعد تصميم استمارة الت ليل وت ديد ف اتها تم وضع التعريفات اإلجرا ية الخاصة بكل ف ة
من ف ات الت ليل الواردة فري ادسرتمارة وذلرك بهردف ت ويرل المفراهيم المجرردة فري ادسرتمارة إلرى
مفاهيم إجرا ية يمكن معرفتها وقياسها على الص يفة موضع الدراسة والت ليل من نا ية ولضمان
ضبط أ كام عملية الت ليل وتسهيل إجراءات قياس الصدق فيما بعد من نا ية أخرى.
وكاجراء وقا ي يسعى إليه أي با ا دوما لكي يتلكرد مرن سر مة اسرتمارة الت ليرل وكرذلك
يتها للقيراس ،قرام التعريفات الخاصة بكل ف رة مرع أهرداف الدراسرة وفروضرها وتسرا دتها وصر
رأيهرم فري البا ا بعره هذه ادستمارة على بعه المتخصصين في ت ليل المضمون دستط
يتها لمثل هذا النو من الدراسات . س متها وص
44
الثالث عشر :تطبيق إختباري الصدق والثبات :
بعد إعداد استمارة ت ليل المضمون ،ترم تطبيرق اختبراري الصردق والثبرات عليهرا ،للتلكرد
يتها للتطبيق في الت ليل ،وكانت على الن و التالي : من ص
-2صدق الت ليل :
بعد ت ديد الف رات وو ردات الت ليرل وتعريفهرا ،قرام البا را بعرره مقيراس الت ليرل علرى
ية ادستمارة ،ووفقا ألداء الم كمين ثرم م كمين للتعرف على ص ة القياس ومدى ص
ذف وتعديل وإضافة بعه الف ات ،ليصبح المقياس في صرورته ال اليرة مناسربا لت قيرق
أهداف ت ليل المضمون ،وتبين أن درجة الصدق للمقياس = 81درجة وهي درجة عالية
يته للتطبيق في هذه الدراسة . تدل على صدق المقياس ،وص
-1ثبات الت ليل :
ية مقيررا س الت ليررل دبررد أن يكررون ثابتررا يصررلح ل سررتخدام بررين م للررين للتلكررد مررن ص ر
مختلفين ،وعلى فترات مختلفة ،والثبات يعني إمكان تكرار الت ليل وال صول على نتا ر
ثابتة ،وللتلكد من وجرود درجرة ثابترة مرن ادتسراق برين البرا ثين القرا مين بالت ليرل أي أن
يتوصل كل با ا إلى نفس النتا ر بتطبيق نفس الف ات والو دات علرى نفرس المضرمون ،
وفي اتساق زمنري مرع هرذه النترا ر إذا ترم الت ليرل فري أوقرات مختلفرة ،وكلمرا قرق ت ليرل
المضمون درجة عالية من ادتساق على هرذين البعردين ،ازدادت درجرة الثقرة وادسرعتماد
على استمارة ت ليل المضمون(. )1
وفي هذا الصدد قام البا ا بتطبيق اختبار الثبات هوليستي مع نفسه علرى فتررتين
متباعدتين ،للتلكد من الثبات في هذا المقياس ،فتم إجراء اختبار الثبات على عينة عامين
من إجمالي الفترة الزمنية للدراسرة ،وبنسربة %42.1مرن إجمرالي العينرة الكلري 66عرددا
وبعد أسبوعين من إجراء اختبار الثبات األول ،تم تطبيق ادختبار على نفس العينة للتلكد
من ثبات الت ليل بين البا ا ونفسره ،تبرين أن درجرة الثبرات تصرل إلرى %85وهرذا يردل
يته للتطبيق والقياس. على ثبات المقياس ،ووضو ه وص
42
الفصل االول:
تاريخ الصحافة األمريكية
- 1وليام ريفير ،تيودربتيرسون ،ماي رجنس ،وسا ل اإلع م في المجتمع ال ديا ،ترجمرة إبرراهيم إمرام ،دار
المعرفة ،القاهرة ،بدون تاريخ ،ص. 72
49
الص افة منذ 2651وهي تناقم المسا ل السياسية ،وتشارك بالرأي ،وتهاجم القوانين التي سرنها
1
البرلمان البريطاني "( ) .
وامررت،ت فرري تلررك الفترررة الص ر ف األمريكيررة بالنقررد والرردعوة إلررى ادنفصررال عررن التررا
البريطاني ،وكان أكثر القوانين التي أثارت الص افة األمريكية وقتها ،هو قانون (الدم ة) والرذي
يفره هذا القانون على المستوطنين أن يضعوا الص ف والوثا ق واألوراق الرسرمية علرى ورقرة
مدموغة ،عليه ضريبة معينة ،وصدرت أيضا قوانين تفره ضرا ب على ادع نات التي تنشر
2
في الص ف( ) .
وقبيل تطبيق القانون ظهرت الص ف لمدة أسبو مجللرة بالسرواد ،ثرم ظهررت بكرل جررأة
دون أن تكون مطبوعرة علرى الرورق المردموك ،كمرا ظهررت صر ف لريس عليهرا اسرم ود تراريخ،
فلصب ت أمام القانون نشرة عادية وليست ص يفة .
ويشير م مود نجيب إلى أن الت زر بين الص ف فريد في تراريخ الصر افة األمريكيرة ،إذ
اجتمعرت علرى ت ردي هررذه القروانين ،سرواء كانررت صر ف ملكيرة ،أو صر ف وطنيرة ،فلرم تظهررر
3
جريدة وا دة على الورق المدموك "( ) .
وف ر ي تقررديرنا أن لهررذه الص ر ف فض ر كبيرررا فرري قيررام الثررورة الترري انتهررت بقيررام الوديررات
المت دة في التاريخ ،وإنهاء الصلة األساسية التي كانت تربطها بالتا البريطاني .
فقبل أن يصل جور واشنطن إلى سردة ال كرم كرلول ر ريس للوديرات المت ردة األمريكيرة،
أ اط نفسه بمجموعة من ال ص افيين ،وكران أشرهرهم تومراس برين ،والرذي كران يكترب فري مجلرة
يا دعا من خ ل مقادته إلى تطو الشباب األمريكي في الجيم األمريكي ،و ثهم بنسلفانيا ،
على ماية الثورة " .وكانت ص ف بوسطن أقوى ص ف الثورة ،وخاصة بوسطن غازيت التي
كان ي ررها بنجامين أيدز وجون جيل يا اربا بمقادتهما الملكية ،األمرر الرذي زاد فري روا
4
الص يفة إلى أن وصل توزيعها إلى ألف نسخة نذاك "( ) .
- 1إبراهيم عبدو ،تاريخ الص افة األمريكية ،مكتبة سجل العربي ،القاهرة ،ط ، 2852 ، 2ص . 11-28
- 2طلعت همام ،ما ة س ال من الص افة ،موسوعة اإلع م والص افة ،دار الفرقان ،م سسة الرسالة ،عمان
،ط ، 2894 ، 2ص. 46
- 3م مود نجيب أبو الليل ،تاريخ الص افة في أوروبا وأمريكا ،مكتبة سجل العرب ،ط ، 2القاهرة ، 2852 ،
ص. 26
- 4إبراهيم عبدو ،مرجع سابق ،ص . 12
48
وفي سنة 2661ظهرت في بوسطن جريدة هامة ،فاقت الجازيت وهي ص يفة جاسروس
ماسوتشسي ،لصا بها الص في الشاب ايزايا توماس ،وكان شعار الصر يفة أنهرا " مفتو رة لكرل
األ زاب ،لكنها د تخضع ألي زب " .
ورغررم م رراودت جاسرروس ماسوتشسرري البقرراء فرري ال يرراد ،إد أنرره اختررار ادتجرراه ن ررو
الوطنيين ،وأصب ت ص يفته سج للثورة ،يا دعت إلى ادستق ل والكفاح من أجل ال ريرة،
األمر الذي زاد في أسهمها لردى القرراء ،وارتفعرت مبيعاتهرا إلرى أربعرة دف نسرخة يوميرا ،وهرو
قدر لم توزعه جريدة من قبل .
وفي تلك الفترة لم يكن في بوسطن ص ف ثورية فقط ،برل كران هنراك صر ف تميرل إلرى
ال كومة البريطانية والملك ،ألن الثورة لم تعلرن ادنفصرال فري البدايرة علرى الروطن األم ،وكانرت
ص يفتا بريد المساء وبوست بروي صر يفتين متعراونتين بشركل ملفرت للنظرر ،ممرا جعرل األ ررار
1
يطلقون عليهما اسم " توأم سيام في ص افة القرن الثامن عشر "( ) .
وكان في في دلفيا ص ف ثورية ،من أكبرها ص ف بنسلفانيا جورنال ،وبنسلفانيا باكرت
،بنسلفانيا غازيت .
وكرران م رررر الجورنررال وليررام برادفررورد الثالررا ،يررا كرران صرر فيا وصررا ب ترراريخ
عسكري ،وترقى في الجيم ترى وصرل إلرى رتبرة كولونيرل ،وكران يرسرل إلرى صر يفته أخبرار
ال رب ،وش ل بذلك ألول مرة في تاريخ الص افة األمريكية وظيفة المراسل ال ربي .
ويشير فرانسوا تير أن " الص افة خ ل الثورة ترلثرت بال الرة التري سرادت المسرتعمرات،
فرغم نجاح الصر ف الثوريرة وال ياديرة ،إد أنهرا تعرضرت لضر ط مرن الصر ف الملكيرة و رزب
الملك ،األمر الذي اضطرها إلى الفرار والمهاجرة ،كما دا للص ف بوسطن .
ومن أكثر العقبات التي واجهت الص ف الثورية كما يررى فرانسروا هري اجاتهرا للرورق،
الذي منع األسطول البريطاني اسرتيراده ،ولكرن مرالكي الصر ف اتجهروا إلرى بنراء مصرانع للرورق
2
خاصة بهم م ليا ،رغم رداءة الورق ،إد أن الص ف استمرت ولم تتوقف "( ) .
وتجدر اإلشارة هنا إلى أن ص افة الجيل من 2694-2675لم تقتصر في نشراطاتها علرى
أخبار السياسرة وال ررب ،برل كانرت لل روادا المثيررة التري تقرع فري المردن والوديرات نصريب فري
- 1لمزيد من ادط على الص افة األمريكية فترة الثورة راجع :
-Iأوليفر جريمان ،الص افة األمريكية ،نيويورك ، 2821 ،بالل ة اإلنجليزية ،ص 84وما بعدها .
-IIجيمي بلورد ،الص افة والر يس ،نيويورك ، 2846 ،بالل ة اإلنجليزية ،ص. 221-58
22
فرري عررام 2944وصررل عرردد الصر ف فرري الوديررات المت رردة ن ررو 1111صر يفة
ومجلة من بينها ن و 411ص يفة يومية .
وهذا العدد من الص ف جميعا يعادل ما عرفتره بريطانيرا وفرنسرا فري تلرك ال قبرة
1
ث ا مرات( ) .
وقد سبق ظاهرة الص ف الرخيصة م اودت عديدة بدأت في بوسطن ،لكنهرا لرم
تكلل بالنجاح ،ولكن ظهر في بوسطن خمس ص ف ثمن الص يفة 2بنسات ،وهو سعر
منخفه وإن كان د يزال مرتفع .
وكانت الص ف في تلك الفترة تعتمد في مبيعاتها علرى نظرام ادشرتراكات ،يرا
كان هذا النظام أكثر ضمانا من عره الص ف للبيع يوميا .
ظلت فكرة البنس تراود عقول الناشرين خاصرة فري نيويرورك ،وقراد هرذه ال ملرة
أ ررد اص ر اب المطررابع ويرردعى بنيررامين داي ،فلصرردر ص ر يفته اليوميررة The sunفرري 4
سبتمبر 2944في اربع صف ات .وركزت الصر يفة فري أخبارهرا علرى األخبرار الم ليرة
والشخصية وال وادا المثيرة ،فجذبت القراء الذين تهافتوا عليها إعجابا بطريقة ت ريرها
،ورخص ثمنها ( أي بنس وا د للنسخة وا دة ) .
وزاد توزيعهررا خ ر ل أربعررة أشررهر أربعررة دف نسررخة يوميررا ،وهرري أعلررى نسرربة
توزيع في ص ف نيويورك .
وبذلك خطا داى والصن أولى الخطروات فري تراريخ الصر افة األمريكيرة ال ديثرة،
التي تعتمد على اإلثارة وجذب القارئ ،بصرف النظر على ماهية الخبر وهدف عرضره،
يا عره أخبار ادنت ار و وادا الشرطة والموضوعات الم لية التافهة .
ويرى وليام ريفير أنه في عام 2945عندما ساعدته المطابع التجارية على طباعة
مررا يكفرري مررن النسررخ لسررد اجررة الطلررب ،كرران داي يتفرراخر بررلن ص ر يفته الصررن ترروز
28.471نسررخة ،وهررو أعلررى توزيررع فرري العررالم ألي صر يفة ،وكرران لهررذا الررنمط أن دفررع
2
الناشرين إلى توجيه ص فهم ن و أغوار الجماهير( ) .
وقد أدى ظهور ص ف البنس الوا د إلى المنافسة لل صول على نقرود الجمراهير،
األمررر الررذي جعررل تفضرريل أخبررار اإلثررارة والسرررعة فرري ت طيررة األ ررداا ،هررو هرردف تلررك
- 1جيمي بلورد ،الص افة والر يس ،نيويورك ، 2846 ،ص 22بالل ة اإلنجليزية .
- 2إبراهيم عبدو ،مرجع سابق ،ص . 222
27
1
تنافس أمهات الص ف األمريكية( ) .
ويمكن اعتبار نيويورك تايمز النموذ األمثل للص ف اليومية األمريكية الرخيصرة الرثمن
منذ أن عرفت الوديات المت دة ص افة البنس .
ي ا كان ريموند يرى " أن الص افة رسالة اجتماعية ،لذلك لم يعرف علرى الترايمز أنهرا
لجلت إلرى اإلسرفاف أو الهبروط بالمسرتوى الفنري الصر في ،رغرم مرا عررف عنهرا أن م ررهرا قرد
ذهب إلى صفوف ال زب الجمهوري .
وقد شهدت ص افة الوديات المت دة تطورا مل وظا على مستوى الت ريرر واإلخررا فري
هررذه الفترررة ،وكانررت األخبررار الهامررة تنشررر ت ررت عنرراوين متعررددة ،وكررذلك برردأت الص ر ف تنشررر
2
ق كلما جاءها خبر هام يست ق أن يعرفه الرأي العام قبل النوم( ) . الم
غير أن الصورة كانت وما تزال تى نهاية هذه الفترة قليلة ادستخدام نظرا لما تتطلبه من
وقررت وتكلفررة فرري ف رهررا علررى الخشررب وقررد أفررردت هررذه الفترررة صررف ة دفتتا ياتهررا وتنصررب هررذه
ادفتتا يات على مشاكل الرأي العام وإ داا سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية .
وتميزت أخبار تلك الفترة بترداولها األخبرار السياسرية والداخليرة و ررب المكسريك والب را
3
عن الذهب وأخبار ت رير العبيد وانتخابات الر اسة( ) .
كمررا تميررزت هررذه الفترررة بتعررره ريررة الصر افة إلررى قيررود مررديري البريررد الررذين رراربوا
الص ف التي تنادي بت رير العبيد وقد طلبوا من الر يس جاكسون إعطاء مديري البريد ال رق فري
رفه الص ف الكريهة التي تعمل على ت رير العبيد في الوديرات الجنوبيرة وأ رال جاكسرون هرذا
ادقتراح إلى الكون رس إلصدار قانون غير أنه اعتبر غير دستوري .
وكانت قصرة الصر ف التري تردافع عرن ت ريرر العبيرد فري الوديرات الجنوبيرة م كرا لقيراس
تقدير السلطات الدستورية ل رية الصر افة وهري سرلطات تركرت ال كرم علرى ريرة الصر افة إلرى
الشعب و ده .وقد دلت التجربة ينها أن الشعب كان منصفا إد فري رادت اسرتثنا ية يشرير إليهرا
إبراهيم عبدو " فري وديرة في دلفيرا وكنتكري وهري مرن أشرهر الوديرات كرره ل ريرة الصر افة التري
4
تنادي بت رير العبيد يا تم رق بنايات الص ف وقتل الص فيين وإلقاء المطابع في النهر( ) .
- 1ميري بيفرى ،قصة النيويورك تايمز ، 2852-2952نيويورك ، 2852ص 86بالل ة اإلنجليزية .
- 2لمزيد من ادط الرجو كينت ستيورات ،يوهن تبيل ،صناعة الص افة ،نيويورك ، 2851 ،ص 41
وما بعدها بالل ة اإلنجليزية .
- 3لمزيد من ادط عن الموضو راجع :وليم ارسيكون ،رية الص افة األمريكية ،شيكاغو ، 2826 ،ص
56-51بالل ة اإلنجليزية .
- 4إبراهيم عبدو ،مرجع سابق ،ص . 224
26
والجديد في ص افة الرأي هي ص ف األ د التي اول الص فيون في أول القررن التاسرع
عشر إصدارها وفشلوا ،غير أن وضع فكرة ص ف األ د موضع التنفيرذ يعرود إلرى جريمس بنيرت
في 2945وقد لقي متاعب دفعتره إلرى إيقراف إصردار صر يفته مررتين ،إد أنره منرذ عرام ، 2922
والعدد األسبوعي من الجريدة يصدر بانتظام رغم معارضة رجال الدين لها .
29
األلوا ن ص يفة جديدة مثل العناوين الضخمة ( المنشيات ) ،وهري عنراوين سروداء كبيررة بعرره
1
الصف ة األولى كلها "( ) .
وجديد هذه الص افة هو اإلسراف في استخدام الصور والخد في خلق القصص المثيرة.
ويقول ريفير " إن الص افة الصرفراء اتسرمت باإلسرراف فري اسرتخدام الصرور وال مر ت
ال تي تناصر الضعيف بروح يسودها الل م أكثر من الكرم ،والعنراوين الصرارخة ب رروف ضرخمة
2
وبللوان زاهية أ يانا ،واألخبار الخادعة المصنوعة "( ) .
ق األ د التي تصدر عن الص ف الصفراء أمرا بالغ األهمية في هذه المر لرة، وتعد م
ق أ يانا ثمانين صف ة باأللوان والرسوم الجميلة ،ويشرير فرانرك لتيرر يا بل ت صف ات الم
مر رخ الصر افة األمريكيررة " إن روح الصر افة الصررفراء ربمررا كانررت هرري المسر ولة عررن نشرروب
3
ال رب األسبانية -األمريكية "( ) .
وهناك موقف يدعم هذا الرأي ،يرا أرسرل هيرسرت الرسرام الشرهير فردريرك رمنجترون
إلى كوبا ،لكي يرسم صرور ال ررب ،وقرد أبررق رمنجترون يقرول " كرل شريء هرادئ ،ود توجرد
مشك ت هنا ،لن تكون هناك رب ،وأرغب فري العرودة " .وأجابره هيرسرت " أرجرو أن تبقرى،
وعليك أن تمدنا بالصور ،وسوف أمدك بال رب " .
وفي تقديرنا أن ما يهمنا هنا أن الوديات المت ردة شرهدت الصر افة الصرفراء ،التري بردأت
بالجورنال في نيويورك ، 2787ثم انتشرت في كل الرب د عرام . 2989وقرد أثبترت الدراسرات أن
ثلررا الص ر ف فرري المراكررز الص ر فية الكبرررى فرري الوديررات المت رردة ،والترري يبلررغ عررددها إ رردى
وعشرون ودية ،قد ت ولت في عام 2811إلى ص ف صفراء .
وفي عام 2812بدأ خط ادن دار في الص ف الصفراء ،وظهر ذلك في ص يفة نيويورك ورلرد،
التي بدأت تقلع نها يا عن سمات الص افة الصفراء .
" ويرجع الم رخرون للصر افة األمريكيرة السربب فري ذلرك إلرى اغتيرال الرر يس األمريكري
ماكنلي على يد فوضوي ،اعترف أنه تلثر بمقادت هيرست والجورنال الذي كران يردعو إلرى قترل
4
السي ين الذين يقفون في وجه ال رب األسبانية األمريكية( ) .
- 1م مد سلماوي ،م رر الش ون الخارجية ،سلسلة ص افة وص فيون ،رقم ، 8مطبعة أطلس ،القاهرة ،ط2
، 2867 ،ص. 51
- 2لمزيد من ادط راجع :
-Iأوليفر جرديمان ،الص افة األمريكية ،نيويورك ، 2826 ،بالل ة ادنجليزية .
-IIإبراهيم عبدو ،تاريخ الص افة األمريكية ،مرجع سابق ،ص . 285
51
خامسا :صحافة التابلويد ( النصفية ) :
لهررذه الصر افة ترراريخ وم رراودت منررذ مررا يقررارب القرررن " ففرري عررام 2811زار الوديررات
المت دة لورد نورا تكليف صا ب مج ت وصر ف مشرهورة فري بريطانيرا ،بردعوة مرن برولتزر
صا ب الورلد وأ د أساتذة الفن الص في الخالدين في تاريخ الص افة األمريكية .
وقد أجررى الررج ن تجربرة علرى نسرخة مرن جريردة " ورلرد " ترم إصردارها بنصرف جرم
1
الصف ة المعروفة في الورلد ،وسميت النسخة تابلويد كما سميت " جريدة القرن العشرين "( ) .
وكانررت التابلويررد زاخرررة بالصررور ،مركررزة فرري مقادتهررا وأخبارهررا ،وتضررمنت موادهررا
تلخيصا أل د الكتب ،و ثار ظهور الورلد على هذه الصرورة مناقشرات وتعليقرات خلفرت أثررا سري ا
عند صا بها .وبذلك عادت الورلد إلى جمهرا الطبيعري ،وفشرلت الم اولرة ،وعراد لرورد نرورا
ثكليف إلى لندن بفكرة ص ف التابلويد ،وأسس بعد سنوات جريدة " لندن ديلي ميرور " .وعندما
اندلعت ال رب العالميرة األولرى ظهررت فري ركابهرا صر ف التابلويرد لتكتسرح الصر ف والمجر ت
األخرى ،اول الص فيان جوزيف ميديل وجوزيف باترسون إصدار صر يفة فري جرم التابلويرد
واستطاعا ذلك في عام ، 2828وأصدرا ص يفة ( ديلري نيروز ) ووجرد القرراء فري صر ر جمهرا
شي ا عمليا ،فهي خفيفة ال مل ،يمكن قراءتها بسرعة ،فزاد اإلقبال عليها .
وفي عام 2811صدر لد يلري نيروز عرددا أسربوعيا يروم األ رد وسريطرت فري عرام 2812
على سوق الص افة ،فلصبح توزيعها أعلى توزيع في الوديات المت دة األمريكية .
إذ وصررل توزيعهررا إلررى أكثررر مررن 1مليررون نسررخة يوميررا عررام ، 2821ثررم أخررذت ص ر ف
التابلويد في ادنتشار وبدأ الصر افيون يقلردون ال باترسرون فيمرا ابتردعوه مرن ذوق صر في جديرد،
فظهررت الرديلي ميررور فري عرام ، 2812لصرا بها هيرسرت ،وديلري جرافيرك للصر في ماكفاونرا
بنفس جم التابلويد .
ويرجع وليرام ريفيرر انتشرار وظهرور الصر افة النصرفية فري ت ليلره للواقرع األمريكري عنرد
ظهورها في قوله " :نظرا لزيادة إيقرا ال يراة بعرد ال ررب العالميرة األولرى ،وظهرور اختراعرات
أل ت المسافات ،ووصف هذا الزمن بزمن رقصات الجاز الم مومة التري بل رت المسيسربي قادمرة
مررن نيررو اورليرراتز ،فرري هررذا المنرراخ ظهرررت الص ر افة النصررفية ب جمهررا الص ر ير ،وسررخا ها فرري
استخدام الصور ،واهتمامها باإليجاز والوضوح فري األسرلوب ،ممرا جعلهرا مناسربة تمامرا للقرارئ
المسرتعجل ،فقررد ارتبطرت بررالجمهور منررذ بردايتها ،وكانررت تشررتهر بموضروعات الجررنس والجريمررة
- 1روبرت شمول ،مس وليات الص افة ،ترجمة الفرد عصفور ،دار الكتب األردنية ،عمان ،2881،ص27
52
والمواليد والوفيات والعنف أما صورها فكانرت زا فرة غالبرا ،تعتريهرا الرتروم بطريقرة ترنم بشركل
واضح على فسراد الرذوق وكثيررا مرا كانرت قصصرها األخباريرة تقرارير ذاتيرة بصري ة المرتكلم ،أمرا
1
عناوينها فقد كانت ترمي إلى ادستي ء على النقود( ) .
وكررران لهرررذ ا الوضرررع الرررذي عليررره الصررر ف التابلويرررد أن يررردفع برجرررال الررردين والقساوسرررة
والمصل ين إلى مهاجمة التابلويد .
وكرران لهررذه الهجمررات أثرهررا فرري ت طرريم جريرردة جرافيررك ،والميرررور أمررا الررديلي نيرروز فقررد
أقلعت على نشر ما يثير الناس عليها ،فبقيت ت دي رسالتها .
ونظرا لنجاح ص ف التابلويد ،وصل عددها في عام 2842إلى 21ص يفة ،وفري عرام
2821بلغ عددها 51جريدة ،وكانت أهم ما يميزها ص ر ال جم وصورها الكثيررة ،خاصرة فري
الصف ة األولى وقد غطت الصور %21من مسا ة الص يفة ،وهي ميزة لم ت ثر على الص ف
2
القديمة ،بل امتازت بالتركيز في أخبارها( ) .
و مما سربق اولنرا أن نعطري صرورة واضر ة وم رددة عرن أهرم مميرزات تراريخ الصر افة
األمريكيررة ،و لقررات تطرروره بشرركل نرررى أنرره يفيررد فرري دراسررتنا ،فالص ر افة األمريكيررة الضرراربة
ادطناب في القدم ،لم تخر في سياستها الت ريرية وم اودتها التجديدية عرن الخطروط األساسرية
األولى ،لعدة اع تبارات ،أهمها أنه إلى نهاية القرن العشرين مازال يتم التعامل مع الص ف علرى
أنها مشرو تجاري أكثر من كونها رسالة أخ قية اجتماعية ،ومازال تلثير المر ك فري الصر ف
واض ر ا بشرركل قررد يكررون ملفتررا للنظررر اآلن أكثررر ممررا سرربق .أمررا بخصرروص الصررور والقصررص
األخبارية غير الدقيقة ف ان دراستنا هذه تعمل إلى كشرف أمرهرا ،هرل مازالرت الصر افة األمريكيرة
متلثرة بالتاريخ السابق ،أم أنها تطورت بشكل يسمح لدارسي تاريخ الص افة األمريكيرة أن يل رظ
هذا الت ير ؟ .
54
وبالنظر إلى نظرية السلطة في الصر افة األمريكيرة ،فران صر يفة بابليرك أوكرنشرن التري
أشرنا إليها بلنها أولى الصر ف التري صردرت فري المسرتعمرات األمريكيرة ،تعرضرت للمروت بعرد
صدور العدد األول منها ،نتيجة لما كانت ت مله من افكرار أزعجرت السرلطات ،والسربب فري ذلرك
هررو مررا نشرررته مررن أخبررار ررول الفضررا ع الترري ارتكبهررا الهنررود المت ررالفون مررع القرروات العسرركرية
3
ادستعمارية( ) .
وكان رد السلطات ينها بلن منعت الناشرين من إصدار أية صر يفة دون ال صرول علرى
إذن مسبق من ال كومة ،وكانرت تلرك الرقابرة تقروم علرى أسراس رق الترا الملكري البريطراني فري
مراقبة الص افة .
ويرى ريفير " انطلق ذلك من فكرة راسخة عن الصر افة ،بلنهرا ينب ري أن تراقرب خدمرة
4
لمصالح ال كومة التي تتولى السلطة "( ) .
هذا المثال لم نسقه لكونه مجرد دا تاريخي ،إنما لفهم جوهر التجربة األمريكية ،إذ أن
ادعتبار األول في تقييم دور الص افة بلنها كانت أداة في يد ال كومة .
إن تطور الص افة في األره الجديدة قد تلخر كثيرا ،نتيجرة لموقرف ال كومرة ،ذلرك أن
أص اب السلطة يسيطرون على الص افة سيطرة قوية ،فقد سيطرت الكنيسة على أولى مطبعترين
في المستعمرات كانتا تصدران نشرات دينية ومطبوعات رسمية ،قرد أدت م اولرة إنشراء صر يفة
تجارية في منتصف القرن السابع عشر إلى ظهور قانون يقضي بانشاء مجلرس مرن ثر ا أعضراء
للتراخيص باصدار الص ف ،وف ص م تواها قبل النشر .
" وفرري وديررة ف دلفيررا كرران ولرريم برادفررورد هررو أول ناشررر يقرروم بطبررع القرروانين والتقررارير،
5
وكان يعره كل شيء على ال كومة قبل النشر "( ) .
وفي عام 2612استطا جون كامبل أن ي سس ص يفة خاصة ،وي افظ على استمرارها
6
في الصدور نتيجة عدم إزعا ال كومة( ) .
- 1جيهان رشتي ،نظم ادتصال واألع م في الدول النامية ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،ط ، 2861 ، 2ص79
.
- 2المرجع السابق ،ص. 98
- 3وليام ريفير ،مرجع سابق ،ص . 219
- 4المرجع السابق ،ص. 219
- 5المرجع السابق ،ص . 218
- 6إبراهيم عبدو ،تاريخ الص افة األمريكية ،مرجع سابق ،ص . 224
52
وتر جررع سرريطرة المسررتعمرين علررى الصر افة بلسرراليب مسررتوردة مررن بريطانيررا ،تررلتي فرري
مقدمتها تهمة الخيانة العظمى التي كانت أسلوبا م تم للتهديد ،لكنه كان أسرلوبا قليرل ادسرتخدام.
كذلك استخدام األمريكيين المستعمرين أسلوب ضر نشر جلسات البرلمان ،وهو أسلوب مستخدم
*
على نطاق واسع ،كما أنهم استوردوا التهديد بادتهام بالقذف المثير للفتنة( ) كوسيلة للسيطرة على
(**)
التري ثرارت بسربب هرذا القرانون ،األمرر الرذي قلرل مرن فاعليرة الص افة ،وقرد كثررت ال روادا
السرريطرة علررى الص ر افة باسررتخدام تهمررة القررذف المثيررر للفتنررة ،وبررذلك لررم تعررد هررذه التهمررة تهديرردا
للص فيين في عهد المستعمرات بعد عام . 2645
ويجمع د .عبد اللطيف مزة القيود التي تفرضرها السرلطة علرى الصر افة والتري تمثرل فري
اآلتي :
-2قيد التراخيص :
وهو أبسط القيود على اإلط ق ،ففي وسع ال كومة أد تمنح الرخصة لشخص د تطمر ن
إليرره وترترراب فرري إخ صرره لسياسررتها ،ورغرم إيمرران ال كومررة بنظريررة السررلطة لررم تشررل أن
ت تكر لنفسها الص افة ،بل تركتها ل،فراد أو الرذين تثرق بهرم ،وأنشرلت هي رات كران مرن
صررميم عملهررا أن تضررع عقوبررات علررى الناشرررين ،الررذين يبرردون مررن تصرررفاتهم أنهررم غيررر
مخلصين لل كومة .
وتولد عن نظام التراخيص هذا نظام اد تكار ،يرا ظهرر هرذا النظرام فري القررن السرابع
عشررر وكانررت لرره ثررار سرري ة علررى العامررل والمسررتهلك ،فكثرررت ادنتقررادات الموجهررة إليرره،
وكان أكثرها صادرا من الكنيسة ومن أص اب السياسات المخالفة لسياسة ال كومة .
-1قيد الرقابة :
ظهرررت ال اجررة إلررى نظررام جديررد ي ررل م ررل قيررد التررراخيص ،وهررو نظررام الرقابررة علررى
الص ف.
يا " إن الناشر لم يسر في الواقع سب راء ال كومة ،فيم يتصل بالسياسة العليا
- تهمة القذف المثير للفتنة :هي عبارة عن أي مادة منشورة توجه اللوم دون تبرير قانوني إلى أي شخصية
عامة أو أي قانون أو أي م سسة منشلة بمقتضى القانون .
لمزيد من ادط أنظر الص افة والقانون في الوطن العربي والوديات المت دة ،ت رير د .جاز الشمري ،
الدار الدولية للنشر ،القاهرة ، 2884 ،ص. 254-226
** -قضية جون بيتر زنجر سنة 2645الذي رأت الم كمة أنه مذنب رغم رفه الم لفين لهذه التهمة .
55
للدولررة ،كمررا أنرره لررم يكررن علررى مسررتوى عررالي مررن الثقافررة تررى يفهررم ويراعرري الدولررة فرري
1
سياستها "( ) .
من خر ل ذلرك عملرت الدولرة علرى إخضرا المسرا ل السياسرية والدينيرة عرن طريرق تعيرين
ممثلين للدولة ،لإلشراف الدقيق على ما ينشرر فري الصر ف ،ولرم يكرن األمرر صرعبا ألن
عدد المطبوعات في المستعمرات وقتها كان م دودا .
غير أنه بظهور عوامل عدة ،جاء فري مقردمتها األ رزاب السياسرية ،فشرل برنرامر الدولرة
فرري الرقابررة علررى الص ر ف .يررا ظهرررت األ ررزاب السياسررية فرري القرررن السررابع عشررر،
ومارست هذه األ زاب نشاطها السياسي على أسراس الديمقراطيرة ،وكران ال رزب ال الرب
هررو الررذي يسرريطر علررى الصر ف ،غيررر أن األ ررزاب السياسررية اتفقررت فيمررا بينهررا علررى أد
ينفرررد ررزب وا ررد منهررا بالسرريطرة علررى الص ر ف ونظرررا ألهميررة فررره الرقابررة علررى
الص ر ف وفررق منظررو ر نظريررة السررلطة ،فاننررا سررنتناول الرقابررة الترري تفرضررها ال كومررة
األمريكية بشكل مفصل في الجزء القادم .
-4قيد الم اكمات العامة :
تعتبر تهمة الخيانة العظمى من أخطر التهم التي توجهها ال كومة للص ف ،و اليا تطبق
المواد الخاصة بالخيانة أو الت ريه على نطاق أوسع مرن ذي قبرل ،وبنرو خراص علرى
األفراد الذين ثبت أنهم يساعدون األعداء وقت ال رب ،أو الص فيين الذين ي اولون نشر
روح اليلس وروح الهزيمة عن طريق الشا عات أو المقادت أو المنشورات .
-2طريقة األموال السرية :
توصررلت ال كومررة فرري القرررن الثررامن عشررر إلررى فشررل الطرررق السررابقة فرري ال صررول علررى
ص افة موالية لها ،ولرذلك عهردت إلرى طريقرة جديردة تسرتولي بهرا علرى الررأي العرام عرن
طريق الص افة .
هذه الطريقة توض ها جيهان رشتي " تقوم ال كومة بمنح أموال سرية ألص اب الص ف
وبذلك تشتري ال كومة ذمم الص فيين وضما رهم ،وتضمن انضواء ه دء ت ت رايتهرا
،والتروير لسي استها ،فبدد أن تصردر صر يفة رسرمية برلق م رسرمية ،فانهرا تعتمرد علرى
2
شراء ص ف مشهورة بالمال ،فتضمن وصول صوتها إلى أكثر عدد من القراء "( ) .
- 1عبد اللطيف مزة ،اإلع م تاريخه ومذاهبه ،دار الفكر العربي ،مصر الجديدة ،ط ، 2875 ، 2ص -212
. 212
- 2جيهان رشتي ،األسس العلمية لنظريات اإلع م ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،ط ، 2865 ، 2ص. 242
57
القيود المفروضة على الصحافة األمريكية :
تلسيسا على نظرية السلطة ،فاننا نرى أنه عند ال ديا عن موضو الرقابة والرت كم فري
الص افة ،دبد أن نستبعد ال يل والوسا ل التي يقوم بها أفراد ال كومة األمريكيرة ،بدايرة
من الر يس األمريكي و تى أص ر موظف فيها .
وهذه ال يل تستهدف إخفاء وكثمران المعلومرات وال قرا ق ،وكرذلك اسرتبعاد األنشرطة التري
يقوم بها الص افيون والم سسات الص فية لل د من تدفق األخبار .
وعند استبعادنا لهذين العاملين الكبيرين ،فان مجادت الت كم في المعلومات وال قا ق فري
الوديات المت دة ،يمكن تقسيمها إلى ث ا مجادت ر يسية هي :
-1قوانين العقوبات للمطبوعات الضارة :
هناك عدد من القوانين التي تجعل من الص افة امية لسمعة و قوق الفرد ،عر وة علرى
أن القوانين تعمل أيضا من أجل ماية األمن العام .
فعندما يضيع ق من قوق الفرد ،فان المجتمع يتيح قنوات للتعويه ،بردد مرن اللجروء
للعنف ،ومن هذه القوانين :
أ -القذف والتشهير .
ب -ق النشر والخصوصية .
وهنرراك قرروانين أخرررى صرردرت ل مايررة المجتمررع ممررا يعتبررر اتصراد ضررارا وهررذه القرروانين
تشمل :
أ -ادمتثال .
ب -الت ريه .
1
ت -الفا شة( ) .
- 1لمزيد من ادستزادة على هذه القوانين راجع :الص افة والقانون في الوطن العربي والوديات المت دة ،جاز
الشمري ،مرجع سابق ،ص . 287-261
56
-2قوانين تمنع الحصول على المعلومات :
دود جميرع أو وفقا لتقاليد القانون ،هناك عدد من ادجتماعات العامة ،التي تكون خار
بعه الص ف ،وهذا يشمل جميع مستويات ال كومرة ،بدايرة مرن اجتماعرات البلديرة إلرى
1
اجتماعات مجلس الشيوخ( ) .
ويجررب اإلشررارة هنررا إلررى وجررود قررانون ادجتماعررات المفتو ررة المعمررول برره فرري عرردد مررن
الوديات ،إد أن هناك بعه ادستثناءات ،ويشير هربرت شللير إلى " أن هناك م اولرة
إعطاء أسباب دجتماعات م لقة ،فمث لجان مجلس الشيوخ يمكن أن ت كد أنها تناقم في
اجتماعاتها مسا ل األمن القومي ،أو السياسة الخارجية السرية ،ومجرالس البلرديات ت رتر
على أن الت طية الص فية دجتماعاتها على أساس أنها تربك العاملين الذين سوف يناقشون
1
"( ) .
ولهررذه األسررباب وغيرهررا مررن األسررباب ال كوميررة والت ايررل ،فرران المعلومررات الترري ي ررق
للص افة معرفتها د ترى النور أبدا .
ومرن الجانررب اآلخرر فرران األسرباب ذاتهررا التري أوردناهررا عرن ادجتماعررات العامرة ،تنطبررق
أيضا على الوثا ق العامة التي ت جب عن الص افة .
إد أن الص افيين كانوا أكثر نجا ا في صدور قوانين " السج ت أو الوثا ق المفتو رة "،
وفي بعه الوديات ورغم هذه القوانين فان هنراك بعره ال رادت التري د ي رق ادطر
عليهررا أو الترردخل فيهررا ،األمررن القررومي ،أسرررار السياسررة الخارجيررة ،المررذكرات المرروجزة
المهمة التي تقع ضمن أوراق الوكادت ،والتي تنطوي على اتخاذ موقف م دد ،الملفرات
الشخصية والطبية ،وملفات الب ا والت قيقات المصنفة ألغراه قانونية .
-3ضغوط المطبوعات غير الضارة :
إضافة إلى القوانين التي تعاقب الص افة بسبب النشر الضار والقوانين واألنظمة التي ت د
مررن الوصررول إلررى األخبررار ،هنرراك مجموعررة مررن الضر وط فرري الوديررات المت رردة إلعاقررة
اإلع م من نشر األخبار غير الضارة قانونيا .إد أنها قد تكون مربكة لل كومة أو لرجال
الص ر افة أو لرربعه األفررراد ،ويشررير جررون ميرررل إلررى عوامررل ت ر دي إلررى تسررهيل مهمررة
الض ط على الص افة والتي د تكون واض ة بشكل دا م .
- 1جون ميرل ،رالف ينشانين ،اإلع م وسيلة ورسالة ،ترجمة ساعد خضر ال ارثي ،دار المريخ للنشر ،
الرياه ،ط ، 2898 - 2ص . 156
59
ملكية الدولة لوسائل اإلعالم : أ-
إن ال كومة ادت ادية تدخل فري مجرال ملكيرة المطبوعرات أكثرر ممرا يظرن الربعه ،ومرن
مكتب المطبوعات ال كومي تعتبر الوديات المت دة من أكبر الناشرين للكتاب ،باإلضرافة
إلررى أنهررا تملررك وكررالتين ل،نبرراء ،وا رردة للش ر ون الزراعيررة ،والثانيررة ل ،رروال الجويررة ،
وتصرردر م ررات المجرر ت عررن طريررق وكادتهررا ادت اديررة ،وتنشررر عررددا مررن الصرر ف
للمعسكرات ال ربية والخدمات العامة .
يا تقوم ال كومة األمريكية هنا بدور ارس البوابة فيما تملكه من وسا ل إع م .
ب -اإلعالن الحكومي :
إن إع نرررات القطاعرررات ال كوميرررة تعرررد مصررردرا مرررن المصرررادر المهمرررة لبقررراء واسرررتمرار
الص ر ف األسرربوعية ،يررا ت رردد هررذه اإلع نررات إلررى ررد كبيررر مرردى ربررح أو خسررارة
الصررر ف ،لهرررذا فررران مقررردرة الدولرررة هنرررا تكمرررن فررري جرررب هرررذه اإلشرررعارات القانونيرررة ،
وإعطاءها لص يفة ما ،تخص بع قة خاصة معها ،ود توجد ص يفة تملك فقدان كومة
الودية تى د تخسر هذا الدعم .
ج -قوة الضرائب :
تصبح الضرا ب قوة ضاربة في يد ال كومة ،وهي س ح خفي ،يا يلخرذ هرذا السر ح
أشكاد شتى ،فالضرا ب تفره على المنشلة والتجهيزات التري ت تويهرا أكثرر ممرا تتعلرق
باإلنتا ،وإذا ت ققت لص يفة معاملة خاصة وتفضيلة ،فان ذلك سوف ينعكس على مبدأ
ال ياد والموضوعية في العمل الص في .
د -وحدات الصحافة الهامشية :
إن التقليد األمريكي يقول " إن المنافسة شيء ميد ،ولكن في الة الص ف فان المنافسة
ال ادة أمر مكروه " .
بعه الص ف الضعيفة اقتصاديا معرضة لكل أنوا الض وط ،سواء مرن المشرتركين أو
من المعلنين أو منها نفسها .
ومن هنا فان خطر إل اء ادشتراكات أو اإلع ن ،وهي المصادر األساسية ،للردخل ي يرد
عدم النقد الشديد أو المبالغ فيه ،وباختصار تتم ممارسة الرقابة الذاتية وهي دا ما تصا ب
الشعور بعدم األمان اقتصاديا .
- 1هربرت شللير ،المت عبون بالعقول ،ترجمة عبد الس م رضوان ،سلسلة عالم المعرفة ، 217 ،المجلس
الوطني للثقافة والفنون واآلداب ،الكويت ، 2897 ،ص. 121
58
هـ -مجالس الصحافة :
بدأت تجربة مجالس الص افة الم لية فري أوريجرون كاليفورنيرا ،كولرورادوا ،والنيروى ،
وذلك في أواخر الستينات ،وفي عام 2864تم إنشراء مجلرس األخبرار الروطني ،ومركرزه
الر يسرري نيويررورك ،ويرردعم أساسررا مررن هي ررات .وهررذا المجلررس الو يررد الررذي يعمررل فرري
الوديات المت دة األمريكية .
رظ وتصردر ويلخذ المجلس الوطني ل،خبرار شركلين أساسريين ،فريمكن أن يكرون لجنرة ت
تقررارير عررن أداء الص ر افة فرري كررل سررنة ،أو يكررون مجلسررا يسررتمع إلررى الشرركاوي الفرديررة
ويصدر أ كاما م ددا .
أما الشكل الثاني فان هناك من ي يد مجلس الص افة ،يا يرون " أن المجلس يساهم في
توسيع مجال رية الص افة ،ويقف فري وجره ادتهامرات الباطلرة ضرد الصر افة ،وعلرى
1
الرغم من ذلك فان مجلس الص افة يشكل نوعا من السيطرة الممكنة على الص ف "( ).
في تقديرنا لم تكرن ريرة الصر افة م ترمرة دا مرا منرذ ادسرتق ل ترى اليروم ،لقرد خلقرت
أزمة مكارثية ،لكن كثرة الص ف في الوديات المت دة تردل علرى واقعهرا الرراهن ،يرا
تسررهر رابطررة ال ريررات المدنيررة األمريكيررة نظريررا ،علررى ريررة التعبيررر ألقصررى اليمررين
وأقصى اليسار معا .
- 1لمزيد من ادستزادة ول القيود المفروضة على الص افة األمريكية يمكن الرجو إلى :
-iجون ميرل ،رالف ينشتانين مرجع سابق ،ص . 177-171
-iiأنور الجندي ،الص افة واألق م المسمومة ،القاهرة ،دار ادعتصام ، 2894 ،ص. 221-86
-iiiهربرت شللير ،المت عبون بالعقول ،مرجع سابق ،ص 122وما بعدها .
71
ثانيا -نظرية الحرية " الفلسفة الليبرالية " :
تطور الدميقراطية السياسية ،واحلرية الدينية ،واتساع نطاق التجارة ،وقبول مبدأ
احلرية االقتصادية ،جعل اجلماهري ترفض نظرية السلطة أتاح الفرصة لكي تظهر نظرية
جديدة يف الصحافة ،بدأت تلك النظرية تكافح للظهور أواخر القرن السابع عشر
- 1جيهان رشتي ،األسس العلمية لنظريات اإلع م ،مرجع سابق ،ص . 248
2م مود نجيب أبو الليل ،مرجع سابق ،ص . 89
72
ووفقا لهذا الطررح عملرت الصر افة فري أوروبرا وأمريكرا الشرمالية كسرلطة رابعرة ،تراقرب
السلطة التنفيذية والتشريعية ،وأصب ت الص ف ملك ل،فراد يتنافس فيما بينهرا فري السروق ال ررة
ل،فكار .
-2نظرية الحرية في الصحافة األمريكية :
تررلثر تشرركيل نظررام الصر افة فرري الوديررات المت رردة بالبي ررة الفكريررة إلررى ررد مررا .فاألفكررار
السا دة في مجتمع ما تشكل م سساته ،كمرا تشركلها بالتلكيرد القروى السياسرية وادقتصرادية
وادجتماعية .
" ففي اثناء الثورة األمريكية لم تكن في المستعمرات رية تعبير ،فقد كانت هنراك ريرة
لتلييررد القضررية الوطنيررة ،وكرران هنراك إسرركات سررريع لكررل مررن ينرراقم القضررية ،أو يرردعوا
1
لمسار خر لها "( ) .
وبعررد ال رررب لررم ت رراول الوديررات أن تخلررص نفسررها مررن قرروانين القررذف وإثررارة الفررتن عررن
طريق نشر الكتب ،وعندما بررز الترراا األمريكري ،الرذي جراء نتيجرة تفاعرل مريرر برين
المصالح المتصارعة ،فكان كل فريق يعمل ل ماية نفسه ،وكان ذلك بدايرة انتعرام رول
قضية ميثاق ال قوق ،ترم فري خضرم ال ماسرة رول قروانين األجانرب وقروانين إثرارة الفرتن
ررظ أن النظررام اإلع مرري األمريكرري قررد وقررف وراء ميررراا الصررادر 2689م وسرروف ن
إنجليرررزي قررروي ،ذلرررك أن أهرررالي المسرررتعمرات األمريكيرررة كرررانوا قرررد نقلررروا مرررن البلرررد األم
الم سسات والثقافة ،وأسسوا ص ف وفقا لنماذ البريطاني .
ويرررى ريفيررر " أن األمررريكيين عنرردما صررلوا علررى ال ريررة ،أخررذوا ينقلررون كثيرررا عررن
2
المفكرين اإلنجليز واألوربيين "( ) .
ووفقا لنظرية ال رية ينب ي أن تكون للص افة قاعدة كبيرة من ال رية ،كي تساعد الناس
في ب ثهم عن ال قيقرة ،ولكري يصرل اإلنسران إلرى المعلومرات واألفكرار وهرو بمقردوره أن
يميز فيما تقدمه له ،ويرى تشارلس بيدو أن رية الص افة فري ظرل الدسرتور هري أصر
ال ق في أن تكون منصفا أو غير منصف مت يزا أو غير مت يز ،صادقا أو كاذبا ،سواء
في أعمدة الص ف أو في عمود التعليق .
ووفق منظور نظرية ال رية فان الرقابة على الص ف مرفوضة لث ا أسباب هي :
-2أنها تنتهك ال ق الطبيعي لإلنسان في رية القول .
* -مقتطفات توماس جيفرسون ،رسا ل الزعماء ،ترجمة علي عبد ال فيظ ،دار ادعتصام ،القاهرة ، 2892 ،
ص. 51
* -مقتطفات توماس جيفرسون ،رسا ل الزعماء ،ترجمة علي عبد ال فيظ ،دار ادعتصام ،القاهرة ، 2892 ،
ص. 51
- 1جون ميرل ،مرجع سابق ،ص. 141
72
-2الص افة كسلطة رابعة .
-1ق الناس في المعرفة .
فمن النا ي ة النظرية فان الناس في الوديرات المت ردة لهرم نظرام إعر م يراقرب أداء الدولرة،
وي افظ على مبدأ األمانة فيها ،وللناس ق معرفة ما ي ديه الجهاز ال كومي .
ررظ أن هرراتين الفكرررتين أصررب تا مقبررولتين ك جررر األسرراس فرري الفلسررفة الليبراليررة والم
للص افة .
-2مفهوم السلطة الرابعة للص افة :
يتركز هذا المفهوم على أساس كرون الصر افة جرزء أساسري مرن نظرام ال كرم ،بمعنرى أن
الص افة جزء مكمل للسلطات التشريعية والقضا ية والتنفيذية .
ويشير ميرل إلى افتراه خر هو كون " الص افة تعمل كمراقب على أداء الدولة ،وهذا
يعزلها على ال كومة ،ويناقه فكرة السلطة الرابعة "(. )1
وإذا مررا سررلمنا با رردى الفكرررتين السررابقتين ،يجررب أن ن كررد علررى أن النرراس د ينتخبررون
الص ر افة لتمثرريلهم بررلي طريقررة ،فالص ر افة هرري الترري طررورت مفهرروم السررلطة الرابعررة ،
وعينت نفسها كجزء من ال كومرة ،وكمراقرب علرى أدا هرا .فالدسرتور األمريكري لرم يعرط
الص افة األمريكية المس ولية ،أو ألزمها بمراقبة ال كومة ومعرفة أعمالها .
لكررن دعرراة السررلطة الرابعررة يرررون مررن خر ل الممارسررات " الوظررا ف " التقليديررة للصر افة
األمريكيررة باإلضررافة إلررى الضررمير العررام ،فرران الصر افة لررديها هررذه المسر ولية وادلتررزام،
وبالتلكيد فان ه دء يصرون على أن للص افة التزام ،ويجب أن تمارسه ،ولكن السر ال
الذي يطرح نفسه علنيا ،هو هل تعترف الص افة األمريكية قيقة بهذا ادلتزام؟
ويجيب هربررت شرللير بقولره " :إذا كران هنراك نتيجرة يمكرن الوصرول إليهرا ،بخصروص
مفهوم السلطة الرابعة للص افة أو مراقبة ال كومة .
فان الصر افة ليسر ت فرعرا رابعرا لل كومرة ،ود يوجرد أي سربب يردعوها أن تعتبرر نفسرها
ناصرررا أو مراقبررا لل كومررة ،وإد فبمرراذا تفسررر الصرر افة كثرررة الصرر ف الترري د تعمررل
كمراقب على أداء الدولة "(. )2
ربما كانت م اولة لت ديد ماهية الص افة الليبرالية لت د بشكل لي من ريتها .
-2حق الناس في المعرفة :
77
-6قد أديرت من قبل طبقة اجتماعية اقتصادية توصف عموما بلنها طبقة األعمال ،التري
جعلت السبيل إلى الص افة صعبا أمام القادمين الجدد للمهنة ،وبالتالي عرضت سوق
األفكار ال رة والمفتو ة للخطر(. )1
1روبرت شمول ،مس وليات الص افة ،مرجع سابق ،ص. 51
- 2ولرريم ولبرشرررام ،أجهررزة األع ر م والتنميررة الوطنيررة ،ترجمررة م مررد فت رري ،الهي ررة المصرررية العامررة للتررلليف
والنشر ،القاهرة ، 2861 ،ص. 57
- 3جيهان رشتي ،نظم ادتصال واإلع م في الدول النامية ،مرجع سابق ،ص. 82
76
وادجتماعيين في الوديات المت ردة ذاتهرا للتعبيرر عرن مخراوفهم ،وانتهرى بهرم األمرر بعقرد
لجنة رية اإلع م 2826بر اسة . Pref. Hutchens
وقرد قرردم هتشررنز تقريرررا فرري ختررام أعمررال لجنترره أطلررق عليرره العلمرراء وخبررراء اإلعر م اسررم
المسر ولية ادجتماعيررة ،واألسرراس الررذي تقرروم عليرره نظريررة المسر ولية ادجتماعيررة هررو أن
ال رية ق وراءه واجب ،دبد أن يشعر به المستمتع بال رية "(. )1
أي بمعنررى أن ال ريررة ت مررل فرري طياتهررا تبعررات كثيرررة ي ،جررب أن تطلررع بهررا الص ر يفة
المس ولة أمام المجتمع عند القيام بالوظا ف التالية :
-2خدمة النظام السياسي القا م ،وذلك عن طريق اإلع م وعن طريق المناقشرة ال ررة ،
المفتو ة في جميع المسا ل التي تهم المجتمع .
-1تنويرا الجمهور بال قا ق واألرقام تنوير يجعل من السهل عليره أن ي كرم بنفسره كمرا
ص ي ا على األ داا العامة .
-4صيانة مصالح األفراد والجماعات ،والم افظة على سمعة ه دء ،وذلك عن طريرق
المراقبة التامة ألعمال ال كومة وأعمال الشركات والهي ات وغير ذلك .
-2خدمة ال ياة ادقتصادية عن طريق اإلع نات التي تهم ك من المستهلك والبا ع على
السواء .
-5خدمة القراء عن طريق التروير والتسلية ،تخفيضا ألعباء ال ياة على الناس وتروي ا
لنفوسهم .
-7رعايررة المصررالح العامررة ،وتفضرريلها علررى المصررالح الخاصررة ،أو ال يلولررة دون هررذه
األخيرة تى د تضر بالصالح العام(. )2
إن الص افة المبنية على هذه النظرية ص افة د تثير غرا ز القراء ،بقدر ما تثير عقولهم
،وتشبع هذه العقول .إنها ص افة تسد اجات القرارئ السرريعة ،وهري فري الوقرت نفسره
ت افظ فقط علرى القريم األخ قيرة لره وللمجتمرع ،ود تهمرل الب را عرن ال قيقرة ،وت راول
توصيلها إلى القراء وت ملهم على السعي وراءها ود هدف لها من وراء ذلرك غيرر تنروير
القارئ ،وتثقيفه بكل الطرق الممكنة .
- 1عبد اللطيف مزة ،أزمة الضمير الص في ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،ط ، 2871 ، 2ص. 211
- 2عبد اللطيف مزة ،اإلع م تاريخه ومذاهبه ،مرجع سابق ،ص. 249
79
لقد أ دا كتاب صر افة ررة ومسر ولة ،الرذي نشررته لجنرة ريرة الصر افة عرام 2826
اهتماما متجددا في األبعاد األخ قيرة للعمرل الصر في ،فقرد دعرا الكتراب إلرى تلسريس هي رة
مستقلة لتقييم وسا ل األخبار ،وا توى على شكاوي عديدة بشلن وسا ل األخبار .
ورغم التوصيات التي وردت في الكتاب ،إد أن عضو لجنة رية الص افة رينو لدنييور
رأى أنرره " مررن الصررعوبة ت قيررق المس ر ولية التقليديررة الفرديررة ضررمن وسررا ل أخبررار رررة
ومتنوعة"(.)1
ظ نييور أن بعه وفي مقدمة طبعة ، 2856من كتاب المس ولية في وسا ل اإلع م ي
الفلسرفة الشررام لة لوسرا ل ادتصررال مطلوبرة ،وأقررر بررلن جعرل مثررل هرذه الفلسررفة ذات معنررى
بالنسبة للعاملين في الص افة كانت أي شيء ما عدا أن تكون بسيطة .
ويشررير ربررروت شررمول فرري كتابرره الطريقررة إلررى المس ر ولية إلررى أن " نظريررة المس ر ولية
ادجتماعية م قة في ت ميل المنتر مسر ولية أخ قيرة إلنترا األخبرار والترفيره فري وسرا ل
اإلع م عامة ،كما يصعب فره سلوك مس ول "(. )2
لكررن نيرروبر يعررود ويعرررف بجر ء معضررلة نظريررة المسر ولية ادجتماعيررة ،والمررلزق الررذي
يواجه القراء في أنظمة وسا ل األخبار ،يا يعتبر الص افة ال رة قا دستوريا وأساسيا
لمجتمررع ديمقراطرري ،والصر افة المسر ولة هرردف جرردير برراد ترام ولكنهررا تعتمررد بصررورة
كبيرة على كيفية تعريف الص فيين والم سسات الص فية للمس ولية .
ولررم يتوقررف األمررر عنررد هررذا ال ررد بررل إن الجمعيررة األمريكيررة لم رررري الصر ف فرري عررام
2865وجمعيررة الص ر فيين الم ترررفين سرريجما دلتررا م قامررت بتنقرريح قواعرردها األخ قيررة،
ويمكن لهذه المبادئ التي تساعد علرى تعريرف الصر افيين وتروجيههم وجعرل هرذه المبرادئ
متوفرة لكافة طواقم األخبار .
وقد أصدرت الجمعية كتاب ( اعمل باستقامة ) عرام 2892وفري هرذا الكتراب ادسرتفزازي
القصير يناقم جون هولتنغ فهم قضرايا معينرة ،وع قتهرا بسرت مسرا ل هري م رط اهتمرام
جرررى التركيررز عليهررا ،وهرري المسر ولية ،ريررة الصر افة ،ادسررتق ل ،الدقررة ،الصرردق
وال ياد ،واإلنصاف "(. )3
- 1عبد اللطيف مزة ،أزمة الضمير الص في ،مرجع سابق ،ص. 242
- 2وليام ريفير ،مرجع سابق ،ص. 211
- 3ص ح الدين جوهر ،مرجع سابق ،ص . 46
61
المبحث الثالث :وظائف الصحافة األمريكية :
يرى المهتمون بدراسة الص افة األمريكية ،أن الص ف تقوم بوظا فها التي د تخر عن
وظيفترررين أساسررريتين ،اإلعررر م والترفيررره ،ويضررريف إليهرررا بعررره البرررا ثين وظيفرررة اإلعررر ن ،أو
المبيعات من أجل ت قيق ادستق ل المالي للص يفة .
وبما أن الهدف األساسي للص يفة هو المساعدة على اكتشاف ال قيقة ،والمعاونة في نجاح عمليرة
ال كم عن طريق تقديم اآلراء ،دتخاذ القرارات ادجتماعية والسياسية ،فنظرية ال رية التي تقوم
عليها الص افة األمريكية ترى أن للص افة ست وظا ف اجتماعية تلتي في مقدمتها :
-2تنوير الرأي العام ،فمنذ عصر ملتون يرى اصر اب نظريرة ال ريرة أن الصر افة شرريك هرام
في الب ا عن ال قيقة ،فالص افة تستطيع أن تقدم المعلومات للقراء ،والذين هم ب اجة إليهرا
لصياغة أفكارهم الخاصة .
-1خدمررة النظررام السياسرري ،فال كومررة الديمقراطيررة تضررع مس ر ولية كبيرررة علررى عرراتق كررل مررن
المررواطن والصر افة ،ودبررد للفرررد أن يعرري المشررك ت والقضررايا الترري تواجرره الدولررة ،وكررذلك
لولهررا ونتا جهررا الم تملررة ،فال كومررة تسررتند علررى الرررأي العررام ،والصرر افة تررزود القررراء
بالمعلومات واألفكار التي ي تاجون إليها دتخاذ قرارات سليمة .
-4الم افظة على ال ريات المدنية ،ذلك أن فكرة ادسرتق ل الرذاتي للفررد تقرع فري صرلب نظريرة
ال رية ،ويرى أص اب هذه النظرية أن ال كومة هي عدو ال ريرة ،ومرن ثرم فران الليبرراليين
يسندون مهمة مراقبة ال كومة للص افة ،وعبر عن ذلرك تومراس جيفرسرون ينمرا كترب عرام
" 2927أن موظفي كل كومة يميلون إلى الت كم بمشكلتهم في رية النراخبين وممتلكراتهم ،
و ينما تكون الص افة رة ،وكل شخص يستطيع القراءة ،يكون كرل شريء فري أمران "(، )1
فالص افة وفقا لهذا المنظور د ت مي ريتها فقط بل رية الشعب ايضا ..
-2ال صول على الربح ،وفقا لنظرية ال رية ،فانه يمكن فقط للص افة ال رة أن تقوم بوظا فهرا
السابقة ،ألنها د تدين بفضل لل كومة ،أو أي جماعة في المجتمع ،لذلك فان الص افة ال رة
في تقديم اآلراء والمعلومات ،ويجب أن تكون مشروعا تجاريا خاصا ومستق ،وبهذه الجهة
أصب ت الس سل الص فية واإلمبراطورية الضخمة ،التي تكون قادرة على مقاومة الض وط
.
-5خدمة النظام ادقتصادي مرتبطة بظهور اإلع ن ،فقد كانت الص افة األمريكية منرذ طفولتهرا
تخدم النظام ادقتصادي إلى د ما ،فالص افة في عصر المستعمرات األمريكية كانرت ت مرل
62
في أعمدتها األخبارية معلومات عن التجارة والسفن ،كما كانرت ت مرل بيانرات علرى التجرار ،
وهذه البيانات والمعلومات التجاريرة تشركل شرقا هامرا فري الصر افة .وبعرد زيرادة اإلنترا بفعرل
الثورة الصرناعية ،ارتبطرت الصر افة بالنظرام ادقتصرادي يرا ت مرل الصر افة موضروعات
ول الش ون ا لتجاريرة وادقتصرادية ،واألهرم مرن ذلرك أن الصر افة تلعرب مرن خر ل اإلعر م
دورا بارزا في التعريرف بالسرلع والخردمات ،وهري برذلك تسرهم فري ت قيرق مسرتوى عرالي مرن
ادسته ك ،وتشجيع اإلنتا المتنرو ،والمسراعدة علرى تروفير األسرعار المناسربة للمسرتهلك ،
فهي ترتبط بالنظام ادقتصادي الذي تخر فيه "(. )2
وعنرردما ظهرررت نظريررة المسر ولية ادجتماعيررة ،رأت لجنررة ريررة الصر افة بر اسررة د .هنشررر أن
للص افة بصفة عامة خمس وظا ف :
-2إعطاء تقرير صادق وشامل وذكي عن األ رداا اليوميرة فري سرياق يعطري لهرا معنرى ،فيجرب
على الص يفة أن تكون دقيقة وأن د تكذب ،كما أنه عليهرا أن تميرز برين ال ردا والررأي قردر
اإلمكان ،يا أن علرى الصر ف أن تتمسرك بمبردأ الموضروعية مرع تخفريه صرف ة اآلراء ،
فنقل األخبار دون تعليق عليها ،يساعد فري عمليرة التصر يح الرذاتي ،برلن تيسرر علرى القرارئ
إدراك ال قيقة .
-1أن تعمل كمنبر لتبادل التعليق والنقد ،ذلك برلن تعتبرر الصر يفة نفسرها وسريلة لمواصر ت فري
مجال النقام العام .أي أن تنقل اتجاهرات تختلرف عرن اتجاهاتهرا دون أن تتخلرى عرن مهماتهرا
األساسية في اتخاذ موقف لها ،فالص ف ممثلة للشعب ككل ،وليس للمصالح الخاصة لم كها
قيقيا . ،ذلك أنه على الص يفة أن تمثل الشعب كله تمثي
-4أن تقدم صورة مماثلة للجماعات المتنوعة ،التي تكون المجتمع أي أنها يجب أن تصرور بدقرة
ررظ أن األداء الص ر في فرري هررذا المجررال الضررعيف جرردا ، جميررع الف ررات ادجتماعيررة .والم
ظ ت لب ف ات ذات األصول األنجلو سكسونية واليهوديرة عرن غيرهرا مرن ف رات المجتمرع ون
األمريكي .
الفصل الثالث
املعاجلة اإلخبارية يف الصحافة األمريكية
- 1فاروق أبو زيد ،فن الخبر الص في ،مرجع سابق ،ص. 96
65
" المدرسة الليبرالية " المبحث االول -:مقومات نشر الخبر الصحفي في صحافة العالم الرأسمالي
كانت الكلمة في البدء تكترب علرى صرف ات الصر ف برالخط العرادي دون وجرود المطبعرة،
وبعد ادخترا العجيب الذي قدمه يوهان جوتنبر فري رروف الطباعرة المت ركرة ،أصرب ت لرة
الطباعة تستخدم في عالم األخبار ،وهذا مما ساعد في عملية نجاح ادتصال الجماهيري ال قيقري،
فض عن دور الثرورة ادقتصرادية التري سرادت أوروبرا نرذاك ،والتري أصرب ت تسراهم فري عمليرة
انتشار األخبار ،وكذلك بيعها للناس من قبل أص اب المشاريع ادقتصادية ،وكذلك بتطور وسا ل
نقل األخبار وظهور وكادت األنباء وأهميتها في نقرل األخبرار عرن طريرق التطرورات التكنولوجيرة
المتقدمة.
أصبح العالم متص اتصاد وثيقا ،وأصب ت المعلومات تصل إلى جميع أن اء العرالم فري
سرعة فا قة .
ومررن هنررا برردأ التمييررز عنررد نشررر األخبررار ،فظهرررت شررروط ومقومررات يجررب أخررذها فرري
ال سرربان قبررل أن تلخررذ األخبررار طريقهررا للنشررر .ولررم تختلررف الكتررب والكتابررات الترري ت رردثت عررن
()1
مقومات نشر الخبر من العالم الرأسمالي من ت ديدها .ولكنها اختلفت في ترتيب هرذه المقومرات
الليبرالية المتمثلة في ال رية الفردية ،والسعي لت قيق الربح والمصل ة الفردية وغيرها .
وكرران مررن بررين مررا قررام برره البا ررا فرري دراسررة مقومررات نشررر الخبررر فرري صر افة المدرسررة
الليبرالية ،هو إعادة النظر في التقسيمات المتتالية والمتداخلة لمقومات نشر الخبر ،التري عالجتهرا
الكتب(*) لقيم إخبارية تقدم على أساسها األخبار الص فية للنشر ،كما تتداخل في عملية انتقا ها من
بين العديد من األخبار التي تصل إلى الم سسة الص فية .
وتتضح ر ية البا ا لهذه المقومات من إعادة توزيعه لها على أساسين هما:
-2األساس المهني .
-1األساس المادي .
- 1م مود فهمي ،فن ت رير الص ف الكبرى ،مرجع سابق ،ص . 95
- 2عبد العزيز شرف ،فن الت رير اإلع مي ،القاهرة ،الهي ة المصرية للكتاب ، 2891 ،ص . 229-227
66
بها وتقف كل مقومات نشر الخبر عاجزة أمام سياسة الت رير على مستوى وسا ل اإلع م
المختلفررة ووكررادت األنبرراء ،علررى أسرراس أن سياسررة الت ريررر للم سسررة هرري الترري ت رردد
األخبار التي سيتم نشرها أو إذاعتها ،واألخرى التي د يتم نشرها أو إذاعتها .
أي أن سياسرررة الت ريرررر هررري القررريم والمبرررادئ األساسرررية التررري عرررن طريقهرررا تقررروم
الم سسة الص فية أو اإلع مية بلعمالها وأدوارها في انتقاء األخبار ،واختيارها وأسلوب
معالجتهررا ،وبهررذا تكررون هرري األسرراس الررذي يكسررب الخبررر قابليررة للنشررر علررى أسرراس نشررر
األخبار وصرياغتها ،يعتمرد ا عتمرادا كليرا علرى سياسرة الت ريرر التري تتمترع ب رق ادختيرار
النها ي ل،خبار من بين الكم الها ل منها(. )1
ب -الصحة والصدق :
يعد مقوم الص ة أو الصدق من المقومات الر يسرية التري تر ثر فري عمليرة اختيرار
األخبار للنشر ،وهي التي تربط بين القارئ والص يفة ،وعن طريقها يتم كسب القراء أو
فقرردانهم ،والص ر ة فرري نقررل األخبررار مطلوبررة التزامررا بالقاعرردة الترري تقررول " :الرررأي ررر
والخبر مقدس"(. )2
ويرى الكثير من المتخصصين في الص افة ،والعاملين في هذا المجال أن ص ة
الخبر تلتي في مقدمة مقومات نشر األخبار وعن طريقها يكون الخبر ص فيا بالفعل(. )1
ومن هذا المنطلرق تعرد صر ة الخبرر ذات أهميرة بال رة فري عرالم األخبرار ،إذ عرن
طريقها تتوقف ع قة القارئ بالص يفة ،ومدى ثقته بها ،أو فقدانه لهذه الثقرة بالصر يفة،
باإلضافة إلى أن مدى ص ة الخبر ت ثر بشركل مباشرر علرى الصر يفة مرن نا يرة التوزيرع
والقيررام بوظا فهررا ،ولهررذا علررى الم سسررة الصر فية أن تراعرري صر ة الخبررر عنررد م اولررة
تكرروين أو اقتبرراس األخبررار أو إخضرراعه للرقابررة اإلع ميررة ،وكررذلك يتطلررب ت قيررق صر ة
الخبر مراعاة الدقة عند تقصي ال قا ق والمعلومات عن األ داا والوقرا ع واألخبرار التري
ت دا في العالم ،دون م اولة التدخل في مضامين األخبار وم تواها .
- 1السيد أ مد مصطفى ،م اضرات في فن الت رير اإلع مي مرجع سابق ،ص . 47-45
- 2عبد العزيز ال نام ،مرجع سابق ،ص . 41
69
بالناس العاديين ،وأوجه ادخت ف والتشابه بينهم … ،أي أن كل مصدر فخرر أو خرزي
للنفس اإلنسانية ،يمكن أن يكرون خبررا فري الصر افة ال ربيرة ،فيقردم البررت هسرتر قصرة
وقعررت فرري مدينررة نيويررورك سررنة 2892م تمثررل هررذه القيمررة اإلخباريررة " ففرري أ ررد المقرراهي
انتهررى أ ررد رجررال الشرررطة مررن تنرراول وجبررة ال ررذاء ،واسررتدعى الفترراة الترري تقرروم بخدمررة
الزبا ن قال لها :أنه بدد من أن يعطيها بقشيشا فسوف يم ،ورقة يانصيب معهرا علرى أن
يقتسما مناصفة أي مكاسب ت ققه الورقة .ففازت ورقة اليانصيب ووفرى الشررطي بوعرده
واقتسم الم يين مع الفتاة واسرتمرت القصرة علرى عنراوين الصر ف فري نيويرورك أسربوعا
كام "(. )2
ومن طبيعة القراء أنهم يريدون أن يشعروا برلهميتهم واهتمرام الصر يفة برغبراتهم
وا تياجاتهم ،ولهذا فان الخبرر مرن الضرروري أن يخاطرب اهتمامراتهم ويتنراول قضراياهم
اليومية ،وكل ما يتعلرق ب يراتهم ،فضر عرن عرره األ رداا والوقرا ع التري تر ثر فريهم
بشكل أو ب خر ،وكذلك ت رص الص ف على معرفة مراكز اهتمام القرراء والطررق التري
يمكررن اتباعهررا للتررلثير فرري عررواطفهم وعقررولهم ،يررا إن األخبررار الترري تتنرراول الجوانررب
المتصلة بال اجات األساسية لإلنسان تثير اهتمام القارئ وتجذب انتباهه ،ويجد هذا النو
من األخبار طريقه للنشر -كما د ظ هستر في قصة الشرطي والفتاة -ألنهرا تعرد أخبرارا
ذات أهمية وقيمة إخبارية تست ق النشر ،وبت قيق هذا المفهوم تلجل الص ف إلى األخبرار
التي تستهوي النزعة اإلنسانية لردى القرراء ،وكرذلك عرره م بسرات األخبرار التري تثيرر
()3
.وقدم ولترر لبمران أسرباب اسرت قاقيه مثرل هرذه اهتمام الجمهور والقارئ بشكل أو ب خر
القصص اإلخبارية ألن تكون أخبارا " إن القارئ يريد أن يشعر بادندما العاطفي الوثيق
في القصص التي يقرأها واألخبار التي د تتيح للمرء فرصرة ادنردما فري الصررا الرذي
تضريفه أو تصروره ،د يمكررن أن ترروق لجمهررور كبيرر مرن القررراء .إن الجمهرور دبررد أن
يشررارك فرري األخبررار بررنفس القرردر الررذي يشررارك برره فرري المسررر ية عررن طريررق ادنرردما
العاطفي(. )4
د -الواقعية :
-اإلثارة : EXITEMENT
- 1عبد الطيف مزة ،المدخل في ت رير الص ف ،مرجع سابق ،ص . 79
- 2المرجع السابق ،ص . 92
- 3فاروق أبو زيد ،فن الخبر الص في ،مرجع سابق ،ص . 81
- 4م مود أدهم ،مقدمة في الت رير اإلخباري ،مرجع سابق ،ص . 51
- 5عبد العزيز ال نام ،مرجع سابق ،ص . 245
91
على الررغم مرن أهميرة هرذا المفهروم فري الصر افة الليبراليرة التري تتعردد نظرتهرا وفقرا لوجهرة نظرر
الص يفة ،إد ان كل التوجهات الص فية للصر ف الليبراليرة تر من بلهميرة هرذا العنصررمن قابليرة
األخبار التي يتضمنها للنشر ،والنشر المرغوب لدى القراء .
فعلررى سرربيل المثررال يختلررف مفهرروم اإلثررارة فرري الصر افة الصررفراء عررن مفهرروم اإلثررارة فرري
ص افة الصفوة ففي ين أن المقصود بها عند الص افيين إثارة القراء ،إد أن يلتي فري موضرو
اإلثررارة ومادترره يررا الص ر افة الصررفراء تثيررر ال را ررز بينمررا يهررتم فرري الص ر افة األخرررى باثررارة
العواطررف ررول المسررا ل الوطنيررة والقضررايا اإلنسررانية وغيرهررا ،وتسررتند المدرسررة الليبراليررة فرري
اهتمامهرا بنشررر األخبرار الترري تعتمررد علرى هررذا المفهرروم ألهميتره فرري جررذب القرراء وإثررارة اهتمررامهم
بصفة متصلة بالص يفة ،ومنها يتجره ادهتمرام باإلثرارة إلرى األثرر الرذي يترترب علرى نشرر الخبرر
المثير مرن خرواطر وأفكرار( ، )1وبينمرا يررى فراروق أبرو زيرد مرن أن اإلثرارة خاصرية توجرد بعره
الوقررا ع واأل ررداا فتكسرربها جاذبيررة شررديدة ،قررد تكررون اإلثررارة هنررا مخاطبررة لل را ررز ،أو قررد تكررون
موضوعية كالفضا ح السياسية( ،)2وكذلك تظهر اإلثرارة فري األخبرار مرن خر ل األ رداا والوقرا ع
التي ينمء عنها سلسلة متصلة من األخبار واأل داا ،التي ت ثر في عدد كبير من الناس وتشدهم
إلى الص يفة يوما بعد يوم .
وهنا يت قق األساس المرادي الرذي يسرتند إليره مقروم اإلثرارة ،فمرن النا يرة التجاريرة تعتبرر
اإلثارة من أهم مقومات نشر الخبر في الص افة الليبرالية ،على أسراس أن األخبرار سرلعة تجاريرة
قابلة للبيع والشراء ،ولهذا يجب أن تكون األخبرار مثيررة للقرراء الرذين يشرترون الصر يفة لمتابعرة
األخبار التي تهمهم ،وت ثر فيهم ،وهم ليسوا مجبرين على قبول ما يفرضه الناشر(. )3
ويرتبط مقوم اإلثارة بمقوم خر وهو التشويق ، Supenseفهما مكم ن لبعضهم البعه ،يا إن
األخبار التي تتناول موضوعات مشوقة جنبا إلى جنب مرع الموضروعات واأل رداا الجرادة ،تتريح
للقررراء فرصررة ال صررول علررى اسررترا ة أو التقرراط األنفرراس بررين األخبررار الجررادة ،ولهررذا يصررنف
الدارسون تلك األخبار التي تتنا ول الموضوعات ال ريبة أو المشروقة أو الخارجرة عرن المللوفرة أي
تلك األخبار التي تقوم على مقوم ال رابة ضمن األخبار التي تقوم على مقوم اإلثارة ،ومتكامل مع
مقوم التشويق ،يا إن هذه المقومات مجتمعة تثير اهتمام القراء ،وتستجيب لرغباتهم و اجاتهم
من التسلية ،يا إن هذه المقومات تكسب األخبار جاذبية ،وتعكس بعه المواقف التي يمر بهرا
- 1م مود فهمي ،فن ت رير الص ف الكبرى ،مرجع سابق ،ص . 29
- 2ــــــ ،فن الخبر الص في ،مرجع سابق ،ص . 212
- 3أ .كوبلتر ،فن الص افة ،مرجع سابق ،ص .172-174
94
الناس في ياتهم اليومية ،بما يرضي غريزة الفضول عند القراء ،كمرا أنره يسراعد الصر يفة مرن
الخرو عن القوالب الجامدة المعروفة عن األخبار الجادة(. )1
ورغم ما تقردم فران هرذا المفهروم يعرد أكثرر القريم الرذي تعرره ل نتقراد ال راد ،فقرد عرره جريمس
رستون هذه المشكلة في قوله ،إننا نفتتن بال وادا ،وليس باألشياء التري تسربب ال روادا ،علرى
الرغم من هذا ادنتقاذ إد أن السياسي األمريكي ولتر لبمان يقدم لنا دعما لهذه القيمة اإلخبارية فري
كتابة الراي العام فيقول " أن المسللة هي أنه قبل ان تصبح سلسلة من األ رداا أخبرارا ،ف برد أن
ظرة وادهتمرام مرن عمرل صرريح تقريبرا .وبوجره عرام أيضرا فري عمرل تجعل نفسرها جرديرة بالم
صريح بدرجة كبيرة ويضيف أن الخبر هو وصف للمظاهر التي تثير ادهتمام(. )2
- 1عبد الفتاح عبد النبي ،سيولوجيا الخبر الص في مرجع سابق ،ص . 221
96
ول ذلك " فقرد ارتبطرت الدراسرات التري تناولرت قواعرد الخبرر ،بدراسرات الجمهرور المتلقري
للخدمة اإلع مية "(. )1
وقررد أجمعررت الدراسررات علررى جملررة مررن القواعررد ،إد أنهررا بالتلكيررد ليسررت قوالررب ثابتررة أو
جامدة تلتزم بها الم سسات الص افية على اخت ف أنواعها وتوجهاتها .وإنما تشكل أساسا أخ قيا
ألي نظام ص في ،وإن اختلفت درجة ادلتزام بها من نظام إلى خر .
ومن أهم قواعد الخبر الص في ما يلي(: )2
أ -ادلتزام بال قيقة عند كتابة الخبر .
ب -كتابة األخبرار وعرضرها بوضروح -والوضروح هنرا يعنري أن تلخرذ الكلمرات مردلولها ومعانيهرا
ال قيقية في السياق العام للجملة اإلخبارية -فالص في مطالب باختيار الكلمات المعبرة ،التري
تصف ال دا ،ب يا ت دد المعنى المراد توصيله للمتلقري ت ديردا دقيقرا ،بمعنرى إبعراد الخبرر
عن أي م اولة للتلثير عليه باستخدام كلمات تعطي معني خرر ،يسرعى الم ررر إلرى إيصرالها
للقارئ .
-التزام األخبار ال واقع واإلمكانيات الموجودة ،ألن هناك أخبارا تنشرر وفقرا لسياسرات ت ريريرة
معينة ،ت دا تلثيرا إخباريا خاصة إذا كانت هذه األخبار من ذلك النو الذي يرفع من درجة
التطلعات لدى القراء ،بينما إمكانيات الواقع د تتيح هذه الدرجة من التطلعات .
د -عرردم المبال ررة فرري وصررف األ رداا واتبررا الموضرروعية فرري تصرروير األ ررداا ،فالصر في د
يصنع األ داا وإنما يشتقها من الواقع بكل أبعاده الموضوعية ،فالمبال ة ت دا ضررا يعطي
الخبررر جمررا غيررر جمرره الطبيعرري ،يررا الخبررر بصررورته المبال ررة فيرره نوعررا مررن التضررليل.
وتجرردر اإلشررارة إلررى أن الصر ف األمريكيررة د تلتررزم بهررذه القاعرردة ،وتعتمررد أسررلوب التضررليل
خاصررة فرري ت طيررة أ ررداا المواجهررة الليبيررة األمريكيررة فرري خلررير سرررت ،وفرري رررب الخلررير
و رب البلقان ،األمر الذي جعل استخدام أسلوب المبال ة والتهديرد سياسرة متفرق عليهرا بشركل
ضمني بين الص في ووسيلته اإلع مية .
ه -مراجعة األخبار من يا الصياغة التي ت دا تلثيرا ضارا ،فت ير المسميات د يتيح للقرارئ
معرفررة ال قيقررة الترري تشرروه عمرردا أو عررن غيررر عمررد ،ويظهررر ذلررك واض ر ا فرري ت طيررة مجلررة
- 1م مد عبد ال ليم ،دراسة الجمهور في ب وا اإلع م ،عالم الكتب ،القاهرة ،ط ، 2884 ، 2ص . 221
- 2تم تجميع هذه العناصر من مراجع متعددة منها :
-iسامي عزيز ،الص افة مس ولية وسلطة ،القاهرة ،دار التعاون للطباعة ، 2892 ،ص . 74-49
-iiم مد معوه ،الخبر التلفزيوني ،دار الفكر العربي ،ط ، 2897 ، 2ص . 81-98
-iiiالسيد أ مد مصطفى ،مدخل إلى الت رير اإلع مي ،مرجع سابق ،ص . 68
99
نيوزويك في عدد الصادر 42أغسطس 2892لشخصرية العقيرد القرذافي وضرعت عنوانرا علرى
ال ف (القذافي أخطر رجل في العالم ) ،إن القارئ يخر بانطبا مسبق تتوه وراءه ال قيقة
التي عملت المجلة على إخفا ها ،كما أنها عملت على تسويغ معلومرات بشركل رذر يردل علرى
عدم ادلتزام بهذه القاعدة األخ قية .إن إعطاء األشياء وتسميتها ب ير مسمياتها يعطي انطباعا
()1
. م ددا لدى القارئ من الصعب إزالته من ذاكرته
و -نشر األخبار الم ققة وادبتعاد عن غير الموثوق بها ،ذلك أن القارئ بامكانه أن يعررف مردى
مصداقية الخبر ،األمر الذي قد يدفع به إلى عدم الثقة في الص يفة .
ز -ال صول على األخبار والبيانات والوثا ق والمعلومات بالصور المشروعة .
ح -تص يح المعلومات الخاط ة قبل النشر وبعده .
ط -اإلفصاح عن مصدر الخبر ،ما لم يطلب المصدر إخفراء نفسره ،وهرذه القضرية د ترزال تترلثر
داخل الم اكم في الوديات المت دة أمام الرأي العام ،وهي إلى أي مدى يمكن للص في إخفاء
مصادره عن الم اكم والقراء.
إن هذه القواعد د تعني بالضرورة قوالب جامدة يقاس عليها مدى التزام الخبر وص ته أم
د ،لكررن اولنررا أن نجمررع أكثررر القواعررد الترري تسرراعد علررى جعررل الخبررر الص ر في أكثررر صرردقا،
والمعالجة اإلخبارية لل دا أكثر موضوعية ،ولكرن دبرد مرن اإلشرارة هنرا أن هرذه القواعرد ليسرت
شرراملة ود كاملررة فهنرراك مجررال أوسررع متررروك للص ر يفة والص ر في ،تررى يضررع قواعررد خاصررة
بالم سسة تتمشى مع سياسة ت ريرها عند كتابة وت رير الخبر .
الذي يتسم باستخدام اجلمل والفقرات القصرية ،ويبتعد عن األلفاظ الصعبة ،
وينسب األخبار إىل مصادرها ،كما أن هذا األسلوب يتميز بالبساطة .
ويراعى عند كتابة األخبار بهذا األسلوب أد تزيد كلمات الفقررة الخبريرة الوا ردة عرن 65
كلمة ،ألن الفقرات والجمل الطويلة تبعا على الملل ،وعلى الص في أن ي رص دا ما على ذكر
الشخصية التي يدور عليها الخبر في مطلعه .
ولل ديا على طرق ت رير الخبر الصر في نجرد عرددا مرن القوالرب الفنيرة التري يكترب بهرا
الخبررر الصر في علررى مختلررف أن واعرره وأشرركاله ،وسرروف نتنرراول هنررا القوالررب األكثررر انتشررارا فرري
الص افة األمريكية وهي على الن و التالي :
القوالب الفنية لتحرير الخبر الصحفي :
-1قالب الهرم المقلوب :
- 1إبراهيم عبدو ،تاريخ الص افة األمريكية ،مرجع سابق ،ص . 57
* -ي رراول إبررراهيم عبرردو أن ي كررد فرري كتابرره ترراريخ الص ر افة األمريكيررة علررى أن الخبررر الص ر في فرري الص ر افة
األمريكية يمتاز عن غيره بلنه موضوعي وأنه عبارة عن تقرير دقيق ومصنف ومتوازن عن ال دا .
لمزيد من ادط راجع إبراهيم عبدو ،تاريخ الص افة األمريكية ،مرجع سابق ،ص 57وما بعدها.
81
للهرم المقلوب صرفة وا ردة هامرة جردا ،ينب ري تطبيقهرا فري كرل أشركال الكتابرة الصر فية،
هررذه الصررفة تتمثررل فرري أن تكررون أول فقرررة بال ررة القررول لكررل الموضرروعات الصر فية ،ثررم
الفقرة األولى فيها أيضا جيدة ،وفي الهرم المقلوب تلخص الفقرة األولى كل شيء ،بينمرا
في األشكال األخرى تكتفي الفقرة األولى بتقديم الشخوص أو بالتركيز الشرديد علرى بعره
التفاصيل ال ريبة ،وينب ي كتابة الفقرة األولى دا ما بنعومة وثقة ليشرعر القرارئ أن هنراك
كاتبررا م ترفررا ،وأفضررل الفقرررات األولررى هرري الترري تجعررل القررارئ ي ررس وكلنرره يرررى،
وبالتفاصيل السليمة وبالتطورات يمكن الوصول إلى الهرم المقلوب(. )1
ويشير فاروق أبو زيد بلنه على الص في الذي يستخدم هذا األسلوب ،أن يراعي الشروط
اآلتية :
أ -أن تكررون فقرررات الخبررر قصرريرة ،سررواء كانررت ذلررك المترردر فرري المقدمررة أو تفاصرريل الخبررر،
ويفضل أن يكون جم الفقرة الوا دة ثمانية أسطر ،ذلك ألنه من النا يرة الفسريولوجية يسراعد
عين القارئ أن تستريح عند نهاية كل فقرة .
ب -دبد أن يكون لكل فقرة موضو م دد أو واقعة م ددة ف يجب أن يخلرط الصر في برين أكثرر
من موضو أو أكثر من واقعة في فقرة وا دة ،ألن ذلك من شلنه أن ي دا غموضا في ذهن
القارئ ،وي ول دون وضوح موضو كل فقرة .
-ال رص على ربط الخبر ببعضه ،ب يا يصبح للخبر سياق وا د ،وي دي تسلسل أفكاره من
فقرة إلى الفقرة التي تليه(. )2
وفي تقديرنا أن هذه الشروط والتجربة العمليرة لربعه الصر فيين ،أثبترت أن هرذا
القالب أنسب القوالب الفنية لكتابة األخبار القا مة على سرد األ رداا والمعلومرات ،األمرر
الذي دفع ولبر شرام للقول " :إن هذا القالب ينفع ل،خبار المركبة واألخبار البسيطة " .
ويشررير م مررد الرردروبي إلررى " أن قاعرردة الهرررم المقلرروب تركررز علررى أخررذ ال قررا ق
األكثر أهمية فالمهم فاألقل أهمية بالنسبة ل قا ق الخاصة بالخبر ،وتلتي هذه األخيرة في
- 1م مد الدروبي ،الص افة والص في المعاصر مرجع سابق ،ص. 216
- 2ليونادر راي تيل ،رون تيلور ،مرجع سابق ،ص . 115-112
- 3أديب خضور ،الخبر الص في ،مرجع سابق ،ص . 18
81
اإلجابة عن ستة أس لة ،رول ردا أو ظراهرة وهري مراذا ،لمراذا ،مترى ،كيرف ،مرن ،
أين(. )1
غير أن مبدأ 5W`Sيسجل اليوم للص افة ادنجلو أمريكية ،فانه يعود وفق معظم
الدراسررات التاريخيررة للصر افة إلررى ايرردرين لرري شررومان ،الررذي أصرردر أول كترراب جررامعي
متخصررص لطلبررة الصرر افة فرري الوديررات المت رردة األمريكيررة فرري عررام 2982بعنرروان "
الص في العلمي " وقد أكد شومان " بلن الممارسات الص فية في أمريكا ت كد على إيرراد
ال قيقة األساسية في الخبر في جملته األولى .وفي سنة 2814في كتاب خر دد شومان
موضو األس لة التي على الخبر أن يجيب عنهرا برـ ،مرن ،مراذا ،كيرف ،مترى ،لمراذا ،
وفق هذا المبدأ بـ ( . )2() 5WS
ومن األهمية بمكان اإلشارة إلى أن الخبر يتطلب اإلجابة على األخوات الخمسة ،غير أن
قسما كبيرا من علماء الصر افة يطرالبون بضررورة اإلجابرة عرن سر ال خرر لردى صرياغة
الخبر ،وهو كيف ( ) HOWويسمون علمراء الصر افة هرذا المبردأ برـ ( )5WS Hغيرر أن
فريقا ثالثا يرون بلن اإلجابة عن مسللة ( لماذا ) يمكنها أن تعره عن اإلجابة عن مسللة
ك يررف ،والعكررس كررذلك ص ر يح ،بينمررا يطالررب خررر الخبررر باإلجابررة عررن سرربعة أس ر لة أي
األس لة الست السابقة إضافة إلى اإلجابة عن مسللة مصدر الخبر .
وي كد إبراهيم إمام على أن هذا المبدأ ي دي وظيفتين في تشكيل الخبر :
أولهما :إرضاء اجات القارئ للمعرفة الكاملة الجوانب ول ال ديا أو الظاهرة .
ثانيهما :تعره الدقة في ت طية أهم ال قا ق ول ال دا أو الظاهرة(. )3
والس ر ال الررذي يطرررح نفسرره أمامنررا اآلن ،هررل هنرراك مررن معنررى أو أهميررة لكيفيررة تسلسررل
اإلجابات عن هذه األس لة ؟
في رأينا قد ساد ادعتقاد لفترة طويلة نسبيا بلن اإلجابة عن األس لة الخمسة ،ب يا تكون
مشمولة في الفقرة األولى من الخبر ،وهي ما أشار إليه األسرتاذ شرومان ،ولكرن فري عرام
2852كشفت ص يفة نيويورك تايمز األمريكية عن معلومة تفيد بلنره " لرم يعرد وربمرا لرم
- 1ليورناد راى تيل ،جولة في قاعة الت رير ،مرجع سابق ،ص. 111
- 2م مد الدروبي ،مرجع سابق ،ص . 216
- 3د .نور دفع هللا ،الكتابة الص فية تطورات في األسس والمفراهيم ،مجلرة الب روا اإلع ميرة ،القراهرة ،العردد
، 75السنة ، 21أبريل ، 2899ص . 18
85
ترى نهايتره الكتب ،فلو توافرت لك السيطرة كم رر على القراء فيمكنهم تتبع الموضو
،تى لو ابتعدت عرن ال ردا الر يسري مرن أجرل مشركلة جانبيرة ،وهري الفقررة القويرة فري
الموضررو ،والترري تلخررص الموضررو كلرره ،أو لررب الموضررو ،ومررع ذلررك فلررن يقرررءوا
الموضو كله ،تى نهايته بمجرد أن يكتشفوا عن أي شيء يت دا الموضو (. )1
ومع ذلك فاألسلوب الروا ي له مكانة ،ود ينفك الص فيون يدافعون عن فا دته العظمى ،
وهررذا األسررلوب الروا رري يصررلح تمامررا مررع القصررص الفرعيررة ،وهرري القصررص القصرريرة
المرتطبة بقصة وا دة كبيرة ،فاذا كان القارئ يعرف جيردا مرا يردور ولره ،فانره ي ترا
لمعرفة بعه التفاصيل الزمنية أو التاريخية ،واألسلوب الروا ي دا ما أسلوب يقترب من
ال ادثة بشكل مهزوز وينصح أساتذة الص افة أد يستخدم الشكل الروا ي ما لم تكن تعنري
جيدا ما تسعى إليه .
- 1م مود أدهم ،دراسات في فن الت رير اإلخباري ،القاهرة ،دار الثقافة ، 2897 ،ط ، 2ص. 81
- 2سامي عزيز ،الص افة مس ولية وسلطة ،القاهرة ،دار التعاون للطباعة والنشر ،ط ، 2892 ، 2ص. 47
- 3خليل صابات ،الص افة رسالة وفن وعلم مرجع سابق ،ص . 65
87
الخضم من األخبار ،وهي التي تهمل بعه مقومات الخبر عرن عمرد أو تقردم إ رداها علرى خرر ،
طالما أن نشره ي قق هدفا مرن أهرداف سياسرة الت ريرر ،فقرد يكرون الخبرر هامرا إد أن إبررازه فري
الص يفة ليس كافيا ،وقد ي دا العكس ،فاألمر مرده إلى سياسة الت رير في الص يفة ،فقد نجد
خبرا معينا ي تل صدر ص يفة ما ،ولكننا نجده في الصف ات الداخلية ،أو ربما غير منشرور فري
ص يفة أخرى .
وتجدر اإلشارة هنرا أن الصر يفة تعتمرد علرى رراس البوابرات الرذين يتولرون تنفيرذ سياسرة
ق وتتابع األ داا الم لية والعالمية في سررعة مذهلرة يجعرل فري كثيرر مرن الت رير ،ذلك أن ت
األ يان أن يكون للص يفة فيه زاخر وكمية كبيرة من األخبار الهامرة ،وتصربح مهمرة ادختيرار
صعبة .
ماذا ينشر من األخبار والمسا ة الم ددة ؟ عادة مرا يكرون هنراك شرخص أو أكثرر يسرمونه
ارس البوابة يعمل في داخل الص يفة أو خارجها ،هرو الرذي يقروم بعمليرة ادختيرار وادختصرار
وال ذف واإلضافة في بعه األ يران ،ونهجهرا فري الت ريرر وتنراول القضرايا والموضروعات مرن
يا الصياغة والعره .
" وتعتبر العمليات التي يقوم بها ارس البوابة في رد ذاتهرا رأيرا بردء باختيرار الخبرر مرن
بين األخ بار األخرى ،وانتهراء بطريقرة صرياغته وعرضره تكرون هنراك بعره الضروابط السياسرية
وادقتصادية والثقافية وادجتماعية غير المنظرورة تضرع بصرماتها علرى عمليرة النشرر مرن عدمره ،
وفرري كيفيررة النشررر ،ودرجررة اإلبررراز وكيفيررة العررره وتررت كم كررذلك فرري قالررب الصررياغة الل ويررة
والن وية(. )1
ويمارس راس البوابات عملهم وفقا لنظرية معروفة هي نظرية المعلومات التي تقول " :
إن ادتصال هو مجرد سلسلة تتصل لقاتها ضمن ال قا ق األساسية ،إن هناك في كل لقرة علرى
طول السلسلة فردا يتمتع بال ق في أن يقرر ما إذا كانت المعلومات ( الرسالة ) التي تلقاها سينقلها
أو لررن ينقلهررا إلررى ال لقررة الثانيررة بررنفس الشرركل الترري جرراءت برره ،أم سرريدخل عليهررا بعرره الت يرررات
والتعدي ت "(. )2
و راس البوابة بهرذا المعنرى تعطري السريطرة لل رارس علرى مكران اسرتراتيجي فري سلسرلة
ادتصال ب يا يصربح ل رارس البوابرة سرلطة اتخراذ القررار فيمرا سريمر مرن خر ل بوابتره ،وكيرف
- 1جيهان رشتي ،األسس العلمية لنظريات اإلع م ،مرجع سابق ،ص . 114
- 2البرت ل .هستر ،مرجع سابق ،ص. 68
86
سيمر ؟ وما هو قدر المعلومات المسموح بمرورها عبر البوابرة ،برذلك فران رارس البوابرة يتمترع
ب ق فتح البوابة وغلقها أمام أي رسالة أو خبر ومن قه إجراء تعدي ت عليها .
- 1سامي ذبيان ،الص افة اليومية واإلع م ،مرجع سابق ،ص . 142
- 2م مود أدهم ،مقدمة في الت رير اإلخباري ،مرجع سابق ،ص . 64
89
" وبدأت الموضوعية تترسخ كاتجاه إع مي منذ القرن الثامن عشر ،إذ شراهد هرذا القررن
تركيررزا كبيرررا علررى ال ريررة ا لدينيررة ،وال قرروق السياسررية ،وتطررور ادتجرراه العق نرري ن ررو التفكيررر
العلمي ،وفي القرن التاسع عشرر تردعمت الجوانرب الفلسرفية للموضروعية بعوامرل اقتصرادية ،فقرد
كانت الموضوعية أمرا جوهريا بعد إنشاء وكرادت األنبراء العالميرة وغيرهرا مرن الجهرود التعاونيرة
في جميع األخبار .
أ ما في القرن العشرين ومع تزايد دور وكرادت األنبراء ،واتسرا مجرال نشراطها ،وتزايرد
دة المنافسة والتسابق بجذب القارئ ،تزايد التمسك بالموضوعية كقيمة إخبارية مهنية(. )1
وقد دعا مايكل شود سن إلى الموضوعية المثالية ،والتي رأى " أنها وجهت تفكير ونشاط
الص فيين األ مريكيين بدءا في الث ثينات ،وانبثقت هذه المثاليرة مرن التوجره ن رو اد ترراف الرذي
دعا إليه عدد من المتخصصين في دوا ر وكليات الص افة ،وبممارستهم الموضروعية مرن توجيره
التسررا دت الداخليررة افترضررت أسرررة األخبررار بسررذاجة أن علرريهم تكررريس اهتمررام ض ر يل ل خ قيررة
الص فية(. )2
وقد بردأ ر سراء الت ريرر الصر فيين يتسراءلون إذا مرا غطينرا األخبرار بموضروعية ،فمراذا
علينا أن نقلق بشلن موضوعات هي وراء القصص اإلخبارية نفسها ؟ .
فالسرررخرية والتجررررد المسررررف اللرررذان غالبرررا مرررا يصررروران فررري األداء األدبررري والسرررينما ي
للص افة األمريكية يتفقان مع توجهات كثيرين داخل الص افة ،األمر الذي أدى إلرى تنراقص عردد
الص ف اليوميرة مرن 1119فري عرام 2815إلرى 2628عرام 2825والنمرو فري مجر ت األخبرار
الوطنية وشبكات البا ودوا ر الص افة فري الجامعرات ،نرتر عنره فري المفهروم الشرعبي الواسرع أن
أصب ت الم سسات اإلخبارية الكبيررة تملري المعلومرات التري يتلقاهرا القرارئ بطريقرة م رايرة لتلرك
التي كانت في الماضي .
ويرى روبرت شمول أن الموضوعية لم تعد هدفا للص افة األمريكية بعرد عرام 2826أي
بعد ظهور لجنة هنشتر للص افة(. )1
وفرري تقررديرنا أن الموضرروعية فرري ررد ذاتهررا يمكررن اعتبارهررا وهررم صررعب المنررال ،لررذلك
فاألجدى أن ي وز الم رر على قدر كبير من المصداقية في التعامل مع األ داا ،ويطرح سرامي
ذبيان عدة نقاط ول موضرو الموضروعية انط قرا مرن األهميرة الكبررى لهرذا المفهروم فري العمرل
الص في ،ويطرح النقاط من خ ل ث ا أس لة .
- 1عبد الكريم العجمي ،أخطاء المصداقية ووهم الموضوعية ،مرجع سابق ،ص . 21
- 2روبرت شمول ،مس وليات الص افة ،مرجع سابق ،ص. 22
88
ما هو الخبر الذي يجب نشره ؟
ما هي الصي ة التي يجب أن ينشر بها الخبر ؟
أين يجب أن ينشر الخبر ؟
وعندما يجيرب الم ررر علرى هرذه التسرا دت ،فكلنره قرد وضرع أمرام مفتررق الطررق الرذي
ي دد مدى تمتع الخبر الذي يكتبه بمقدار من الموضوعية(. )2
إن مسللة الموضوعية رهن ب تميات نسبية عامة ،وخاصة بمعنى أن نسبية ال تميات هنا
وهي الدوافع والمشجعات لنشر الخبر ،والتي تخضع بدورها لكل المعطيات السياسية وادقتصادية
وادجتماعية للم سسة وللمجتمع الذي توجد فيه ،ويمكن هنا أن نقدم مقومات للموضروعية ترتكرز
على الجوانب التالية :
-2التقرير اإلخباري هو نقل لل قا ق .
-1د ت يز في إرسال األخبار إذ أضيفت التعليقات عليها .
-4األخبار م ايدة في الجوانب السياسية والخ فات بين الدول .
-2نقل التصري ات واأل اديا دون أدنى إج اف آلراء المت دا .
ويمكن إرجا دوافع الموضوعية في الص افة ال ربية بصفة عامة واألمريكية خاصة إلى
الدافع ادقتصادي ،فما هو مصير موضوعية تكمن وراء هذا الدافع ؟!! .
- 1سامي ذبيان ،الص افة اليومية واإلع م ،الموضو التقنية التنفيدية ،دار المسيرة بيروت ، 2869 ،ط، 2
ص . 117
2السيد أ مد مصطفى ،م اضرات في الص افة المتخصصة ،منشورات جامعة قاريونس ،بن ازي ،ط، 2
، 2885ص . 48
212
وبالتركيز على تعريف السيد مصطفى للعنوان ،نرى أن الم ررر مطالرب بشركل كبيرر أن
يقدم للقارئ أبرز جزء في الخبر في أقل قدر من الكلمرات المعبررة ،والتري توصري بتلرك األهميرة،
شرط أن تكون ددلتها على هذه الجز ية كبيرة وبشكل ملفت دنتباه .
إن الس ال الذي يطرح نفسه أمامنا هنرا :مرا األهميرة الكبررى للعنروان كلسراس فري النسرير
الص في ؟ وهل لهذه األهمية تلثير على عملية ت رير الخبر بشكل خاص ؟ .
يقدم ل نا ادجار ديل إجابة قد تكون أكثر وضو ا على األهمية الكبررى للعنروان فري العمليرة
الص فية ،يا يرى أن العنوان نصف الخبر وأ يانا الخبر كلره ،هرذا فري مجرال ت ريرر الخبرر،
أما في مجال إخراجه ،فان العنوان هو الطريق إلرى المرادة الصر فية ،والعنراوين ليسرت بمسرتوى
وا د من ا ألهمية ،فالموضو والصف ة هما اللذان ي رددان الشركل والثروب العرام للعنروان وكيفيرة
إخراجه(. )1
لقد قصد ادرجار من ذلك أن مسللة إخرا العنوان تتعلرق براللون وال جرم واأل ررف التري
تكتب بها ،وكرذلك المسرا ة التري يلخرذها علرى الصرف ة ،والعمرود ،وتجردر اإلشرارة هنرا إلرى أن
ال عناوين الر يسية ل دا العدد أو الموضو الر يسي " تكرون أقرل وأصر ر كلمرا اتجهنرا إلرى أسرفل
الصرف ة األولرى ،تررى تكرون أ يانررا فري عمررود أو جرزء مرن عمررود ،أمرا فرري الصرف ات الداخليررة
فت كمها قاعدة أخرى على أنها صف ات متخصصة "(. )2
وفي تقديرنا أن هذه القاعدة تقوم على أساس أن الموضو والمسا ة و جم العنوان ي دده
جم المادة المراد نشرها ،وتكون في ال الب أكثر وفرة في العناوين ،فهي ت مرل عنوانرا ر يسريا
باإلضافة إلى عناوين جانبية ،وت مل تعليقات ص يرة فري شركل عنروان قصرير ،يكرون مصر وبا
بالصورة .
- 1أدجار ديل ،كيف تقرأ الجريدة ،وكيف تعمل بها ؟ ترجمة سن سلومة ،ادجار موصلى ،القاهرة ،العربي
للنشر والتوزيع ، 2891 ،ص . 56
- 2إبراهيم امام ،دراسات في الفن الص في ،مرجع سابق ،ص. 248
211
ويمكن أن نجمل أهمية العنوان في النقاط التالية :
-2العنوان واجهة للخبر تجذب القارئ وتش ذ همته للمتابعة .
-1العنوان يساعد المتلقي على اإل اطة علما بلهم دددت الخبر .
-4العنوان يضع القارئ موضع ادختيار عند القراءة ل،خبار دون غيرها .
-2العنوان يختصر الخبر ويبرز أهم ما فيه وي دي وظيفة إع مية .
-5العنوان يعكس شخصية الوسيلة اإلع مية وطابعها الخراص وأسرلوبها فري إعرداد العنراوين
وت ريرها .
-7العنوان يعبر عن ال قيقة البارزة في الخبر أو الواقعة األكثر أهمية في ال دا .
214
-2تكوين شخصية مستقلة ومميزة للص يفة دون غيرها ،ألن عناوين الصف ة األولى تشرد نظرر
القارئ وذهنه فكلما كانت أنيقة وبلي ة كلما جذبت إليها نظر القارئ(. )1
ومما سبق يتضح لنا أن وظيفة العناوين تعكس لنا فوا د عدة ،فالعناوين تخلق تنافسا فيمرا
بينها من أجل إغراء القارئ ،فالقصة اإلخبارية الجيدة قد يتجاهلها الكثيرون إذا فشرل عنوانهرا فري
اجتررذاب اهتمررام القررراء ،يررا أن التنررافس بررين العنرراوين يعطرري شخصررية واسررتقرار ذلررك ،ألن
ادستخدام المتواصل ألساليب معينة في العناوين يضرفي علرى الصر يفة شخصرية مللوفرة ،تسراعد
على تروير الص ف ،وخاصة تلك التي تبا أساسا في أكشاك بيع الص ف أو على األرصفة .
215
فعلى الرغم من أن مبادئ صياغة العناوين متعارف عليها في العمل الص في عموما ،إد
أن هناك اتجاهات ديثة في صياغة العنوان ،والتري اتخرذت مرن العنروان يرزا لريس للتعبيرر عرن
واقع ال ردا أو الخبرر ،إنمرا للتعبيرر عرن رأي الصر يفة فري ال ردا ،ومرن األخطراء الشرا عة فري
كتاب ة العناوين مسللة كتابة عنوان ول فقرة ذفت من الخبر ،أو دوا تطورات في الخبر دون
إعادة صياغة العنوان بالصورة التي تواكب هذا التطور .
" ونجررد أن القاعرردة الص ر فية تعررالر العنرراوين الكبيرررة علررى أسرراس األخبررار الطويلررة ذات
التفاصيل المتشعبة ،إد أن هذه القاعدة د يصلح تطبيقها في كل ال ادت "(. )1
فهناك أخبار صر يرة ال جرم ،إد أن أهميتهرا وقيمتهرا اإلخباريرة تفرره إبرازهرا كعنروان
ر يسي ،وفي بعه أنوا الص ف الشعبية تصاك العناوين على أساس اهتمامات القراء ،د على
أساس قيمة الخبر وسعة انتشاره .
وفري كرل األ روال فرران الصر يفة تتعامرل مررع العنراوين علرى أسرراس دورهرا وتلثيرهرا علررى
المتلقي للمتابعة ،ولذلك " فان صياغة العناوين تتطلب سا دقيقا بلهمية الخبر مع القدرة على بناء
الجمل المركزة التي تبتعد عن ال موه واإلبهام "(. )1
ولضرررورة الموازنررة بررين الخبررر والعنرروان ،فرران الصر يفة تهررتم كثيرررا بصررياغة العنرراوين
اإلخبارية ،وت ديد أ جامها ،وقد يتدخل مس ول الت رير في بعه األ يان إلبداء وجهات نظره
،تررى تررلتي العنرراوين فرري انسررجام ،يتفررق مررع الوسرريلة ،ويخرردم وظيفتهررا اإلع ميررة ،وتوجهاتهررا
اإلع مية.
فقد تصل توجيهات ر يس الت ريرر إلرى ت ديرد جرم البرنط للعنروان ،وثقرل ال برر فري كرل
العنرراوين الترري ت تويهررا الصررف ة إل ررداا الموازنررة المطلوبررة بررين أهميررة األخبررار والمواصررفات
المطلوبة للتصميم واإلخرا .
ويمكن أن نجمل عدد من المبرادئ التري يجرب علرى الصر في أن يضرعها فري اعتبراره عنرد
صياغة العنوان :
-2أن يدور ول الم ور األساسي للخبر .
-1أن يعبر كل سطر فيه عن نفسه ،وأد ي مل أكثر من معنى .
-4أن يكون دقيقا ومعبرا عن قيقة الخبر في أقل قدر من الكلمات ،مع تجنرب اسرتخدام الكلمرات
الشاملة والمصطل ات ال امضة .
219
أ -العنوان الخفي :
وهو العنوان الذي يعبر عن المضمون الخفي للخبر ،وليس عرن م ترواه الظراهر ،وتلجرل
الص ف إلى مثل هذا ال نو من العناوين عنردما تريرد وضرع رأيهرا رول الخبرر ،دون أن
تتدخل في م تواه ووقا عه .
ب -العنوان الساخر :
ويسررتخدم هررذا العنرروان بصررفة خاصررة مررع األخبررار ذات المضررمون ال ريررب أو المثيررر أو
الطريف .
-العنوان المقتبس :
وهو أكثر العناوين رسوخا في ذهن المتلقي ،وعادة ما يبرز جملة أو تعبير ورد في ثنايرا
الخبررر أو التصررريح ،الررذي أدلررى برره المصرردر ،ويسررتخدم كررذلك مررع األخبررار الترري تعكررس
بعه تعبيرات القادة والزعماء ،مقتبسة من رسالة تعكس وجهة نظر م ددة لصا بها .
د -عنوان التسا ل :
رردا ،أو إمكانيررة وقوعرره ،نتيجررة لتطررورات وهررو العنرروان الررذي يستفسررر عررن وقررو
األ داا واتجاهاتها ،ويلجل الم رر إلى هرذا العنروان عنردما يتعراره اتجاهرات األ رداا
ب يا يصعب ت ديد اتجاه معين لها ،ويستخدم بصفة خاصة مع األخبار التي تهتم بابراز
عامل التوقع .
ه -العنوان الناقص أو عنوان اإلشارة :
وهو عنوان د يعني في د ذاته شي ا م ددا ،ود ي مل معنرى متكرام ولكنره يهردف إلرى
تهي ة األذهان إلى ما هو أهم ،لذلك يلتي مشتركا مع عناوين أخرى ،أو ملت ما مع الخبر
،أو مع عنوان خر يكمل معناه ويزيد من وضو ه ،وبالتالي فهو عنوان ناقص ود يردل
على معنى م دد من الخبر ،ولكن إذا الت م بالجملة التالية وضح معناه .
و -العنوان الوصفي :
يهدف إلى معاونة القرارئ علرى تخيرل الواقعرة أو ال ردا ،برابراز أهرم صرفاته ،ويسرتخدم
بصفة خاصة فري الصر ف الشرعبية ،وعنرد اسرتخدام العنروان الوصرفي ينب ري ال رذر ألنره
مثلمررا يهرردف إلررى معاونررة القررارئ علررى تخيررل ال رردا وادسررتيعاب ،يعمررل أيضررا علررى
اإلضرار به وتضليله عندما د يكون الوصف موضوعيا ودقيقا ومبال ا فيه .
ز -العنوان ال امه :
- 1عبد اللطيف مزة ،المدخل في فن الت رير الص في مرجع سابق ،ص . 215-212
218
ينررادي أنصررار هررذا العنرروان بررلن ال مرروه يرردفع القررارئ إلررى متابعررة الخبررر لمعرفررة سرربب
ال موه فيه ،أو ليفهم مقاصد ال موه وأسبابه ،بينما األصل في الت رير هو الوضوح
وبلوك ال قيقة بلقصر الطرق .
ح -عنوان الكلمة الوا دة :
إن استخدام هذا النو من العناوين نادر ،ألنه يتطلب الدقة تى يكون له انعكاس إع مي
وظ ل إخبارية واض ة تدل عليه ،ومن عيوبه أنه ي تمل أكثر مرن معنرى لكرل كلمرة مرن
الكلمات السابقة .
ط -العبارات :
استخدمت هذه العناوين في الماضي بكثرة ،عندما لم تكن هذه المسا ل اإلخراجية متطورة
بالقدر الكافي ،والتي تبرز األخبار الهامرة ،فكانرت عبرارات مثرل ي بردون عنروان ،بردون
تعليق تدل على أهمية الخبر ،وتثير القارئ وتدفعه للقراءة .
ي -العنوان الجانبي أو الفرعي :
يستخدم بكثرة في العمل الص في ،إذ يكون في بعه األ يران العنروان الر يسري د يكفري
للددلة على أهمية الخبر ،أو إبراز كل النقاط الر يسية ،والوقا ع المهمة ،التي تتضرمنه،
وهنررا يكررون للعنرروان الفرعرري أو الجررانبي وظيفررة هامررة خاصررة للقررارئ ال ررديا ،أد وهرري
تسهيل القراءة والتعرف على الم تويات األساسية للخبر .
ومن هنا ظه رت أهمية العنوان الجرانبي والفرعري ،والتري تقردم فري كرل فرر منهرا قيقرة
خبرية جديدة ،تست ق اإلبراز ،وتشجع القارئ على متابعة أجزاء الخبر .
وقد استخدمت العناوين الجانبية بكثرة فري الصر افة ال ديثرة ،ب رره الت لرب علرى الملرل
الذي يصيب القارئ ،ولفت نظره إلرى مكونرات القصرة الخبريرة ،ممرا يسرهل عليره عمليرة
القراءة وادنتقاء ،وعادة ما يظهر مجرد تكرار للعنوان الر يسري ،وإن كران مرن المقبرول
أن يكون موض ا وشار ا له في إطار السياق العام للقصة اإلخبارية .
ومن جهة أخررى فالعنراوين الجانبيرة أو الفرعيرة ت ردثنا عرن نرو المعلومرات التري تتردر
ت تها النهر الذي اتبعه الص في في خطة الموضو ،الذي قام باعرداده ،كمرا أنهرا تسرهل
مهمة الكتابة والت رير من يا منع التكرار ،وتداخل المعلومرات ب صررها ودمجهرا فري
اتجاه وا د .
ك -العنوان الر يسي أو الممتد " المانشيت " :
221
وهو إبراز العناوين وأهمها وأكثرها ددلة على الخبر الذي يتقدمه ،وهو الذي تتجه إليه
األذهان بسرعة ،ويمثل العنوان الر يسي في الص افة واجهة الصف ة اإلخبارية ،ولذلك
فان روفه أو خطوطه تكون أكبر وأكثر بروزا من بقية العناوين في الصف ة ،وقد يكون
العنوان سطرا أو أكثر بنفس ال جم أو ب جم أص ر ،وذلك وفقا للمضمون اإلخباري
الذي يطر ه كل سطر في العنوان .
ومن الضروري أن يتصل العنوان الر يسي علي الصف ة األولى بالخبر الر يسي وغالبا
ما يكون ملونا باأل مر أو األخضر أو األزرق ،وفي بعه األ يان يعبر عن سبق ص في أو
انفراد بنشر الخبر ،إد أن هناك بعه المدارس الص فية د تلجاء إلى استخدام العناوين الر يسية
في كل ال ادت ،دن ذلك يجعلها تنفرد عن غيرها من الص ف .لذلك د تلجاء هذه الص ف إلى
استخدام العنوان الممتد ،إد عند وقو أ داا هامة ،وتستخدم مثل هذه الص ف في األ وال
ظ في الص افة ال ديثة العادية العناوين الر يسة ،التي توزعها على جانبي الص يفة ،وت
ازدياد جم العناوين الممتدة بصورة ابتلعت الصف ة األولى بلكملها ،وفي بعه األ يان في
المناسبات تلجاء الص ف إلى ت طية الصف ة األولى بلكلها بالعناوين الممتدة وتكون في أغلب
األ وال منتقاة من خطاب هام وخطير يلقيه زعيم أو قا د ،تت ول الصف ة األولى العادية إلى
الصف ة الثالثة وهي ت مل كل معالم الصف ة األولى من عناوين و أخبار وصوره ودفتة
الص يفة والمعلومات األساسية التي توجد فيها .وترجع البداية ال قيقية للعناوين الي بدايات
الص افة الشعبية ،وقد تطورت فكرتها أثناء ال رب العالمية األولى ،وفترة الصراعات الدولية
وال رب الباردة ،وت ولت من عنصر جذب إلى يا ال دا األكثر أهمية على الصف ة األولى ،
ولكن من عيوب هذا النو من العناوين أنها تعود بصر القارئ على العناوين الكبيرة ،ف تشده
العناوين الص يرة ،ويرى البعه أنها تشوه
منظر الصف ة التي يمكن أن تست ل لنشر مزيد من المواد الص يفة(. )1
الفصل الرابع
مدخل :
إن أهمية الوقوف على ترلثير جملرة مرن الم شررات أو الم سسرات أمرر ضرروري ،دفعرت
إليه ال اجة إلى معرفة مدى ما تتمترع بره الصر افة األمريكيرة مرن اسرتق لية فري معالجرة أخبارهرا،
وت طيتها الص فية بشكل عرام .ونقصرد بالم شررات هنرا مرا تعطيره الم سسرات ال كوميرة أو غيرر
الرسمية من دد ل تشير إلى تلثيرها على الصر افة ،ونظررا إلرى تعردد هرذه الم سسرات واخرت ف
منطلقاتها ،فان هذا الجانب من الدراسة يركز على ث ا م شررات ،رأي البا را التوقرف عنردها
والتركيز عليها ،في مقدمتها ،أن عددا كبيرا من األب اا والدراسات اإلع مية الم ايردة ،سرواء
تلك التي في الوديرات المت ردة أو فري غيرهرا مرن دول العرالم ،ي كرد بشركل قراطع علرى ترلثير هرذه
الم سسات على الص افة والرأي العام األمريكي ،وأخطر هذه األسباب هي اعتراف أعضاء مرن
تلك الم سسات بمدى تلثيرهم على الص افة والرأي العام األمريكري ،لرذا فالضررورة الب ثيرة هري
التي جعلت من هذه الم شرات أمرا إلزاميا للب ا فيه ومن هذه الم شرات :
- 1نادية رميس ،كيفية النفاذ إلى النظام السياسي األمريكي ،الفكر ادستراتيجي العربي ،معهد اإلنماء العربي،
بيروت ،العددان 29-26أكتوبر ، 2897ص . 127
221
وتعتبررر جماعررات الض ر ط ظرراهرة مميررزة للنظررام السياسرري األمريكرري ،وهرري عبررارة عررن
جماعات تنظم ول بعه المصالح ادقتصادية المشتركة بين أعضا ها ،وتعررف تلرك الجماعرات
باسررم جماعررات المصررالح ادقتصررادية ،أو ررول بعرره األهررداف والقضررايا العامررة ،وتعرررف باسررم
جماعررات المصررالح العامررة ،كمررا يطلررق عليهررا أسررماء أخرررى مثررل جماعررات المررواطنين Citizens
، groupsأو جماعرررات القضرررايا ، Cause groupsويررررى لرررى أوبررررين " أن اللررروبي عبرررارة عرررن
مجموعة مصل ية خاصة تعمل ضمن النظام السياسي ،لكي ت ثر في وضع السياسات علرى وجره
يتفررق مررع أهرردافها ،ويمكررن لنشرراط " اللرروبي " أن يتخررذ أشرركاد مختلفررة مررن الترردخل السياسرري فرري
المناقشات مع زعماء الكون رس وسواهم من الزعماء ،وإعداد المختصرات والمذكرات والخطب
والت اليل التشريعية ،و تى وضع مشاريع قوانين من أجل اللجران والنرواب فري الكرون رس إقامرة
ع قات بالمعاونين التشريعيين الر يسيين وسواهم من الشخصيات الفاعلة "(. )1
ونشلت هذه الجماعات نتيجة للجمود النسبي للنظرام البرلمراني األمريكري ،فوجرود رزبين
كبيرين فقط قد رم كثيررين مرن الجماعرات التري تختلرف مرع وجهرة نظرر ال رزبين الر يسريين مرن
فرصررة تكرروين أ زابهررا السياسررية الخاصررة ،وبالتررالي تكونررت تلررك الجماعررات بفررره التررلثير علررى
سياسات ال زبين فيما يتفق مع مصال ها المباشرة .
" وتنتظم جماعات المصالح ادقتصراد ية والمعروفرة باسرم جماعرات المنتجرين رول المهرن
والوظا ف ألعضا ها ،ومن أهم هذه الجماعات الرابطة القومية للمنتجرين ،والتري تمثرل أكثرر مرن
، 27.511م سسرة اقتصرادية وال رفرة التجاريرة للوديرات المت ردة والتري يبلرغ أعضرا ها 5مليرون
عضو ،ينتشرون فري 2111رابطرة 221ألرف م سسرة اقتصرادية م ليرة ،وتعرد هرذه ال رفرة مرن
أقوى المجموعات العمالية فري أمريكرا والعرالم ،يرا تمثرل ادرسرتقراطية العماليرة لتميزهرا داخرل
النظرررام اإلنتررراجي األمريكررري ،ومرررن أهمهرررا ادت ررراد األمريكررري للعمرررال والنمرررو ،ويشرررار إليررره
( )AFL-C10ويمثل هذا ادت اد 22مليون عضو( . )2ومن نا ية أخرى هنراك جماعرات المصرالح
التي يصعب تعريفها ،فهري د ترتكرز علرى مصرالح اقتصرادية مباشررة ،وإنمرا تتكرون للردفا عرن
قضررية وا رردة تشرركل اهتمامررا عامررا لقطاعررات اجتماعيررة معينررة ،ومررن اشررهرها الرابطررة القوميررة
للشعوب الملونة والتي تشمل 265ألف عضو ،وهي تعمرل إلزالرة التفرقرة العنصررية( . )3ويشرير
سعيد الشرقاوي في دراسرته عرن األ رزاب وجماعرات الضر ط إلرى أن عردد جماعرات الضر ط فري
- 1لرري أوبرررين ،المنظمررات اليهوديررة األمريكيررة ونشرراطاتها فرري دعررم إسرررا يل ،ترجمررة م مررود زايررد ،م سسررة
الدراسات الفلسطينية ،ط ، 2897 ، 2ص . 266
- 2نادية رميس ،مرجع سابق ،ص . 111
- 3المرجع السابق ،ص . 111
224
()1
.وتروز هرذه الجماعرات برين الجماعرات الوديات المت دة " ما برين 2511و 1111جماعرة "
ادقتصررادية مثررل ادت رراد القررومي لرجررال الصررناعة ،وجماعررات وطنيررة مثررل الرابطررة األمريكيررة
للم اربين القدماء .
وجماعات مهنية مثل الرابطة األمريكية للم امين ،وجماعات دينية مثل الم تمر اليهودي
األمريكي ،وجماعات سياسية مثل ادت اد الديمقراطي ل،مريكيين ،ويرى سرعيد الشررقاوي " أن
هذه الجماعات بلغ تلثيرها على القرار السياسي لدرجة دت ببعه الكتاب إلى تسرميتها برالمجلس
الثالا ،تعبيرا عن هذه الجماعات تعبيرا مجازيرا ،مجلسرا ثالثرا مرن مجلرس الكرون رس األمريكري
والذي يتكون أص من مجلس النواب والشيوخ(. )2
ومررا يهمنررا فرري هررذا اإلطررار هررو دراسررة سررلوك جماعررات الض ر ط اليهوديررة ،يررا تشررير
جماعررات الضر ط فرري المجتمررع األمريكرري " بلنهررا مررن أنشررط الجماعررات سياسرريا واجتماعيررا ،علررى
الرغم من أن عدد اليهود الفعلري د يتجراوز فري عرام 2891سرتة م يرين ونسربة %1.9مرن جرم
السكان"(.)3
وأصوات الناخبين اليهود تمثل %2إد أن تلثير اليهود على الرأي العام األمريكي يتعردى
بكثيرر قيقرة نسربة أصرواتهم ادنتخابيرة ،يرا تسررتخدم هرذه الجماعرات تلثيرهرا برذكاء شرديد علررى
السياسة األمريكية ،وعلرى وسرا ل اإلعر م وأسراليب اإلرهراب الفكرري ،مرن أجرل فرره صرار
على الرأي العام األمريكي "(. )4
وهذا يعني أن تلثير هذه الشري ة في مجمل القضايا السياسية وادقتصادية يفوق ويتجراوز
ج مها ال قيقي ،ويرسم م شرا واض ا ل جم الض ط الذي يمكن أن تشركله علرى صرناعة القررار
في دولة تتصار فيها القوى والمصالح وادتجاهات .
وممرا تقرردم فرران التركيرز سرريكون علررى أخطرر هررذه الجماعررات ،وهري اللرروبي اليهررودي فرري
الوديات المت دة ،ومن هنا دبد من اإلشارة أود إلى أشهر وأهم المنظمات اليهودية .
- 1سعيد الشرقاوي ،األ زاب وجماعات الض ط ،دار المعارف ،القاهرة ، 2894 ،ص . 22
- 2المرجع السابق ،ص . 61
- 3فوزي أ مد ميتم ،الهجرة ادستيطانية اليهودية إلى فلسطين ،الثقافة العربية ،العدد ، 9السنة ، 27ص.56
- 4عبد المنعم سعيد ،معركة واشنطن المواجهرة العربيرة اإلسررا يلية فري أمريكرا ،الموقرف العربري -18 ،يونيرو -
2894ص. 42
222
-1أشهر المنظمات اليهودية في الواليات المتحدة :
اللجنة اإلسرائيلية -األمريكية للشئون العامة : AIPAC أ-
تلسست سنة 2858م ،ومديرها التنفيذي اليا تومراس أدايرن نا رب المردير أرثرر تشروتن ،
أما ر يس اللجنة فهو روبررت اسرتر ،والنا رب األول لره مايكرل شرتاين ،ومقرهرا كرابيتول
ستريت واشنطن " .ولم يستخدم اسم اللجنة اإلسرا يلية األمريكية تى سنة ، 2858رغم
()1
وتقول نادية رميس با ثة في ادقتصاد السياسي والعلوم أن هذا اللوبي قا ما منذ 2852
السياسية في مركز الدراسات السياسية وادستراتيجية في اإلهرام " إن هذه اللجنرة سرجلت
بصفة رسمية في الكون رس األميركي عام ، 2852كجماعة مصرالح قانونيرة ،وبموجرب
قانونهررا فهرري ترردافع عمررا يسررمى بالمصررالح واألهررداف الخاصررة برراليهود األمررريكيين "(. )2
ويرى بول فندلي عضو الكون رس األمريكي السابق أن منظمة إيباك هي اللوبي الر يسي
الموالي إلس را يل في واشرنطن ،وتعرد هرذه المنظمرة صرورة مرادفرة للسرلطة المرعيرة فري
أمريكا(. )3
يا كان اللروبي يهردف فري البدايرة إلرى زيرادة المسراعدة األمريكيرة ادقتصرادية إلسررا يل
ويعبر كنن في كتابره " خطرر إسررا يل الردفاعي :أصردقا ها وأعردا ها فري واشرنطن " إن
إسرررا يل ت تررا إلررى مسرراعدات اقتصررادية أمريكيررة ،تررى تررتمكن إسرررا يل مررن اسررتيعاب
المهرراجرين ،ويقررول " :لسرروء ال ررظ كانررت وزارة الخارجيررة تعرراره أيررة من ررة أمريكيررة
إلسرا يل ،ألنها كانت تخشى إغضاب العرب الذين لم يطالبوا المساعدة أمريكيرة نرذاك ،
وكانت السياسة األمريكية مترج رة نتيجرة الخروف مرن أن ين راز العررب إلرى موسركو فري
ال رب الباردة ،فلجبرنا موقف وزارة الخارجية السلبي على أن نستنجد بالكون رس"(.)4
وفرري عررام 2852كرران كررنن ممثررل واشررنطن فرري المجلررس الصررهيوني األمريكرري تررى سررنة
، 2854وفي سنة 2852أعاد كنن تسمية الجنة الضاغطة ،اللجنة الصهيونية األمريكية
للش ون العامة ،م تفظا بالقيادة والعضوية دون أن يوافق على قبرول التمويرل المعفري مرن
()5
.ويشير أشيع كنن أنه تم ت يير اسم اللروبي الضرا ب من المجلس الصهيوني األمريكي
إلررى اللجنررة اإلسرررا يلية األمريكيررة للش ر ون العامررة سررنة 2858نتيجررة ض ر ط التنظيمررات
ولكننا وجدنا أفضل منه إنه جونسون افضل صديق عرفته الدولة اليهودية في البيت األبريه"(. )7
- 1خليل عياد ،استفهامات من وعد بلفور إلى وعد إيباك ،دار النقوم ،تونس ،ط ، 2898 ، 2ص. 26-27
- 2بول فندل ،من يجر على الك م ،مرجع سابق ،ص . 28
- 3لى أوبرين ،مرجع سابق ،ص . 267
- 4خليل عياد ،مرجع سابق ،ص . 15
- 5بول فندل ،الخدا ،مرجع سابق ،ص . 226
- 6سعيد الشرقاوي ،األ زاب جماعات الض ط ،مرجع سابق ،ص. 218
- 7المرجع السابق ،ص . 218
211
ومن المعروف أن جونسون هو مهندس عمليات العدوان اإلسرا يلي على عدد من األقطار العربية
سنة ، 2876وأن الوثا ق التي اهتمت بهذه ال رب كشفت فيما د يد مجاد للشك الدور الر يسري
والهام الذي لعبته اإلدارة األمريكية في عهرده فري دعرم العردو اإلسررا يلي وترلمين ا رت ل إسررا يل
ألجزاء من األقطار العربية المواجهة باسرا يل وإ كام سريطرتها علرى كامرل الترراب الفلسرطيني ،
وأن اإلدارة األمريكيررة لررم تتررردد فرري عهررده فرري مررد الكيرران اإلسرررا يلي بكررل المقومررات العسرركرية
وادقتصادية ،التي هيلتها لها الظروف المناسبة لتصبح قوة إقليمية م ثرة ،خصوصرا فيمرا يتعلرق
بالنشرراط النررووي اإلسرررا يلي الررذي صررادف فرري هررذه الفترررة وددترره ال قيقيررة وتطرروره ،وأعطررى
إلسرا يل قوة تهديدية بال ة األهمية نقلرت الصررا معهرا مرن الرة الرروح التقليردي إلرى مرا يعررف
ب الة الرد النووي ،وبصفة عامة فان مسللة اللوبي اإلسرا يلي في الوديات المت دة مسللة معقدة
،يا تعتبر هذه القوى المس ولة عن إرغام ال كومة في أمريكا على انتها سياسة موالية لهرا د
تتعاره مع مصال ها ومناقبها الماضية ،ويشرح بدل دابرم الذي عمرل معراون سرناتور قبرل أن
يصبح م ل سياسيا نقود جماعات الض ط " لديهم نظام مدهم فاذا صوتت إلرى جرانبهم أو أدليرت
بتصريح أعجبهم فانهم ينشرون الخبر بسرعة عن طريق مطبوعاتهم ،وإذا نطقت بمرا د يريردون
فقد عرضت نفسك للشجب والتشهير عبرر هرذه الشربكة ذاتهرا " وهرذا النرو مرن الضر ط كفيرل برلن
ي ثر على تفكير الشيوخ ،خصوصا إذا كانوا مترددين أو ب اجة إلى تلييد "(. )1
وتختلررف إيبرراك عررن غيرهررا مررن جماعررات الضرر ط األخرررى فرري أنهررا ت رراول مناصرررة
المرش ين جهارا ،وتجمع األموال وتنفقها في سبيل ال م ت ال زبية ،وهي الرسمية إنمرا تتررك
ادشررتراك فرري مر ت اللجرران العمررل السياسرري " برراك " وأكثررر مررن ث ثررة دف لجنررة منهررا مسررجلة
بموجب القانون ادت ادي ،وهم جميعا مرتبطين بمجموعات ضر ط ذات مصرالح خاصرة ،وبينهرا
أربع وخمسون لجنة تركز على تلثير إسرا يل ،ولكن أي منها د تعلن أنها مرتبطة بايباك أو برلي
منظمة يهودية أخرى(. )2
ونشرت ص يفة ناشريونال جورنرال األمريكيرة برلن لجنرة العمرل السياسري الوطنيرة ،وهري
لجنة غير عمالية وغير تجارية " أنفقت في عام 2891ما يقرب 7مليون دودر على 218مرشح
للكرون رس ،وأعطرت المبلرغ األقصررى المسرموح بره قانونررا وهرو 5دف دودر لكرل ( )42مرشررح
لمجلرس الشريوخ ،فراز مرنهم ، 19أمرا مجلرس النرواب فقرد فراز 56مرشر ا مرن أصرل 64مرشر ا
- 1نادية رميس ،كيفية النفاذ إلى النظام السياسي األمريكي ،مرجع سابق ،ص . 126
- 2خليل عياد ،مرجع سابق ،ص . 61
212
()1
.وي كد بول فندلي " إن السرناتور الجمهروري ديفيرد دور نيرغرر مرن متسروتا، ساندتهم اللجنة "
تلقررى فرري معركررة إعررادة ادنتخابررات عررام 2891مبلررغ 56ألررف دودر مررن 11لجنررة عمررل سياسرري
()2
.وقد نشررت صر يفة ناشريول موالية إلسرا يل ،منها عشرة دف دودر من لجنة كاليفورنيا "
ريفيوا إع نرا فري صرف ة كاملرة يهردف إلرى اجترذاب الم يرد مرن غيرر اليهرود ،وجراء فري اإلعر ن
بل رف كبيرة " إن دعم المرش ين الذين ي منون باسرا يل ليس مفيردا إلسررا يل ف سرب ،برل هرو
مفيد ل،مريكيين أيضا " وجاء ب روف ص يرة ت ت ذلك :ي سب بعه النراس فري أمريكرا اليروم
أن عل يك أن تكون يهوديا ،كي تدعم مرش ي الكون رس الذين ي منون باسرا يل ،لكن ليس عليك
أن تفعل ذلك ،كل ما عليك عمله هو أن ت من بلمريكا .فلنرت تررى أن مصرالح الوديرات المت ردة
في الشرق األوسط إذا تتعره لل ظر ،فقد يست رق أمر إنقاذها أشهر ،لكن بوجود إسرا يل فلرن
يست رق ذلك إد أياما(. )3
ويشررير نا ررب مررن اوهررايو " أن إيبرراك أكثررر المجموعررات الضرراغطة علررى الكوبتررول هيررل
(الكون رس) ،وهذه المنظمة لها المال والرجرال ،وهري تعررف مراذا تفعرل ،وأن مرا ي سرفني هرو
عجز مخططي السياسية الخارجية األمريكية بسبب ض وط إيباك ،لهذا فان اليهرود يسرتطيعون أن
()4
.وكتبررت فرري هررذا الصرردد الم للررة السررابقة لوكالررة يصررنعوا جرردول أعمررال سياسررتنا الخارجيررة "
المخابرات المركزية األمريكية كاتلين كرسيتون في ص يفة الواشنطن يوست " لقد أصب ت إيباك
في عهد الر يس ري ان شريكة في صنع القرار السياسي ،وأن اإليباك مت ل لة فري البيرت األبريه
والكررون رس إلررى ررد يسررت يل معرره معرفررة أيررن ينهرري ضر ط اللرروبي ،وأيررن يبرردأ التفكيررر الر اسرري
()5
.وقد وصف هدرك سميا مراسل النيويورك تايمز ت ل ل اللروبي اليهرودي فري إدارة المستقل "
الر يس ري ان واللوبي األكبر " … لقد تعاظمت عض ت إيباك السياسية إلرى رد أنهرا عنردما رل
عام 2895استطاعت مع لفا هرا أن تررغم الرر يس ري ران علرى التراجرع عرن صرفقة أسرل ة كران
وعررد بهررا األردن ،واسررتطا اللرروبي أن ي مررل الررر يس ري رران علررى وقررف صررفقة طررا رات مقاتلررة
أخرى للسعودية واضطر جور شولتز وزير الخارجية إلى أن يجتمع مع المدير التنفيذي إليباك ،
.
-6نج ررت اللجنررة فرري ررا ال ررزب الررديمقراطي علررى نقررل سررفارتهم مررن تررل أبيررب إلررى القرردس،
وادعتراف بالقدس عاصمة إسرا يلية رغم المعارضة السابقة لها(. )1
إن هررذا العررره الررذي تررم تقديمرره يبررين إلررى أي مرردى ير ثر اللرروبي اليهررودي علررى السياسررة
األمريكية ،بل على الهي ات السياسية والعلمية في الوديرات المت ردة ،فهرذه الشرهادات تبرين بشركل
كبير أن يد جماعات الض ط واض ة في تلثيرها على ال يراة األمريكيرة ،ولكرن السر ال هرل ير ثر
اللوبي اليهودي على الص افة األمريكية التي تشكل الرأي العام الداخلي والعالمي ؟ وإلى أي مدى
يتضح هذا التلثير ؟ .
- 1هنررري فررورد ،اليهررودي العررالمي ،المشرركلة األولررى الترري تواجرره العررالم ،ترجمررة خيررري مرراد ،إدارة التوجيرره
المعنوي ،الجمهورية العربية الليبية ،ب .ت ،ص . 92
- 2نررديم البيطررار ،هررل يمكررن اد تكررام إلررى الوديررات المت رردة األمريكيررة فرري النررزا العربرري اإلسرررا يلي ،ال لقررة
السابعة ،مجلة الثقافة العربية ،أمانة اإلع م ،بن ازي ،العدد ، 1السنة ، 27ص . 12
218
،ثم هناك ذرا من خسارة الص افة لإلع نات ال يوية بالنسبة إليها ،والذي ي ول مفهروم ريرة
الص افة األمريكية إلى عبارة ساخرة( . )1ويضيف نديم البيطار أن الض ط اليهودي األساسي على
ما يكتبه الص افيون د يلتي من ملكية يهودية للص يفة ،ولكن من هي ات ور اسات الت رير على
جميع المستويات ،فعندما قامت ال ملة الص فية ول اللرواء برروان ر ريس هي رة األركران ،الرذي
اتهم في خطاب ألقاه في جامعة دوك اليهودية بلنهم يمارسون نفوذا غير طبيعي عن طريق ملكيتهم
للص افة ،وأعلرن أن اليهرود يملكرون نسربة ضر يلة %4.2مرن الصر ف اليوميرة ،ولكرن العنصرر
ال اسررم كرران دا مررا سرريادة الصر ف ولرريس ملكيتهررا( ،)2فالضر ط والخرروف همررا اللررذان يت كمرران فرري
وسا ل اإلع م األمريكية ،وقد صدر بيان على الكون رس اليهودي األمريكي Ajangressجاء فيه
" أن وسا ل اإلعر م الجماهيريرة تبنراه المجلرس القرومي ال راكم فري ، 2894/4/7وذلرك لررد علرى
الت طية غير الدقيقة والمن ازة هي ت د كبير ولكنها أمر خطر في معركة للردفا عرن أمرن ورخراء
()3
ومن توصيات الكون رس التي وردت في هذا البيان : إسرا يل واليهود في كل مكان "
-2اجتذاب ناشرين وم ررين وتنفيذيين في وسا ل اإلع م األخرى خ ل الفترات التي تخلو مرن
األزمررات ،فهررذا يرروفر الفرصررة لتزويرردهم بخلفيررات واسررعة ويترريح الوصررول إلرريهم فرري أوقررات
األزمات .
-1عندما تقع أخطاء سهوا أو عمدا ألفت نظر المراسلين الم ررين إليها في أسر وقرت ممكرن ،
د تنتظر تى يفقد األمر قيمته ،ويجب توثيق التهم بعدم الدقة .
-4استخدام الرسا ل للم رر كوسيلة أولى لتص يح أخطاء الصر ف ،فزاويرة الرسرا ل هري التري
يقبل عليها القراء أكثر من غيرها .
-2يجررب إصرردار البيانررات إلررى الص ر افة المكتوبررة ،فمررن شررلن هررذا أن يررنقص مجانيررة الصررواب،
وي كد أن المعلومات المقدمة هي في إطارها الص يح .
-5أسس أنظمة قومية وم ليرة للرصرد ولفرت نظرر أعضراء الطا فرة اليهوديرة إلرى أهميرة مثرل هرذا
النشاط ،باعداد القوى الفعالة الجاهزة من أجل ت قيق الهدف .
-7لما كان الرصرد الفعرال يتطلرب مردققين مطلعرين وجرب علرى المنظمرات اليهوديرة ،أن تسرتخدم
نشرات إخبارية ،وخطوطا مارة ،وتصري ات ص فية ،د كمال المادة المتوافرة لدى اليهود
في الص ف اليهودية الم لية الصادرة باإلنكليزية .
أنه يشير إلى بعه المج ت التي يمتلكها اليهود مثل كنتيري ،ويسينت ونيرو ويبيليرك ويعلرق برلن
هذه المج ت تمتنع تماما على أي وار أو أي مقال د ي م مصل ة إسرا يل ،وأشار أن كتابرات
نوام شوسكي الفرد لينتنال مفكرين اليهود ،والذين ينتقد إسررا يل تعطري مقرادتهم إلرى ذوي الترزام
صهيوني لمراجعتها ،إذ يكتب مقاله مص وب بعبارة " إنه من المناصرين القدماء لقضرية العررب
()1
وتقدم هنا بعه الكت اب والصر فيين الرذين كترب ضرد التجراوزات اإلسررا يلية ،وكيرف تعامرل "
معهم اللوبي اإلسرا يلي ومع م سساتهم الص فية .
ت رردا الم ررامي كلوتزتيررك وزيررر ادقتصرراد السررابق والررر يس السررابق لمنظمررة بنررت ب رررى
والمنظم الر يسي السابق للم تمر المنظمات اليهودية العالمية في ص يفة لوس أنجلوس ترايمز "إن
على إدارة الر يس ري ان أن تواجه ال قرا ق فري الشررق األوسرط بمثرل جررأة إدارة كرارتر ،وأول
خطوة هي وقف ال رب في لبنان فورا ،وس ب القوات اإلسرا يلية على أن يتبع ذلك عملية س م
م سسة تشمل جميع األطراف وبدون اعتذار ،ويقدم تصرميم أمريكرا ومراعراة أفضرل مصرال ها ،
ودعم رفاهية إسرا يل الطويلة األجل و ماية الس م العالمي( )2ورد على كلوتزتيك نددت القيرادات
اليهودية ع نية به ،يا قال اجون روزن مدير رابطة مكاف ة ادفتراء في شيكاغوا " إن اقتراح
الكلوتزتيك بادخال منظمة الت رير الفلسطينية في عملية س م ،وإنشاء دولة فلسطينية .وانظم إليه
روبرت شربار من إيباك يعني تفاوه إسرا يل على دمارها "(. )3
ونشرررت فيررار انسرريت ريبررورت وهرري نشرررة إخباريررة أسرربوعية مقرراد افتتا يررا ضررد راء
كلوتزتيك واتهم بتروير اإلشاعات المضللة والخبيثة " األمر الذي دفرع كلوتزتيرك إلرى نقرل نشراطه
إلى باريس( . )4وقد عانى الص في اليهودي أ.ف .ستون من را ه ومواقفه ادستق لية ،فقرد كترب
في الواشنطن بوست مقاد أعرب فيه عن تخوفه من دبلوماسية الثورة ودسيما م اولرة ادستشرهاد
بررالتوراة ،وتبريررر سرريطرة إسرررا يل علررى الضررفة ال ربيررة ،فلرريس تمررت مررن يجهررل أن الترروراة فرري
تشروم أفكرارهم ،ويكرون القرون الوسطى كانت ت فظ بالكهنة إلبقا ها بعيدة عن الجمراهير ،لر
بينهم شقاق وفتنة .فقد يكون الوقت قد ان ل فظ الكتاب المقدس من ضرر جديد على األقل ،إلى
- 1بول فندلي ،من يجر على الك م ،مرجع سابق ،ص . 515-512
- 2المرجع السابق ،ص . 515
- 3بول فندلي ،المرجع السابق ،ص . 517
- 4ياسين دشين ،مرجع سابق ،ص ، 27نق عن الواشنطن بوست . 2894/2/22
- 5بول فندلي ،مرجع سابق ،ص . 517
247
وتلسيسا على ما سبق فران جماعرات الضر ط د تمرارس دورهرا فري الضر ط علرى
الم سسات الص افية بشكل فر أو مباشر ،إد فيما ندر بل على العكس فهي تلجل إلى خلق
صورة نمطية عن العرب ،واليهود من خ ل الص ف على جميع المستويات .
ظ أن الصررور واألشرركال الت ريريررة بدايررة مررن الخبررر إلررى الرسرروم السرراخرة فررن
النمطية لليهود متمثلة في صورة المضطهد المطارد الم ب لل ياة العا ليرة ،وهرو ليبرالري
مدافع عن قوق األقليات ،والمنادي بالمساواة ،والم من بالديمقراطية ،أما العربي فهرو
همجرررري إرهررررابي د يتفرررراهم إد بالسرررر ح ،قليررررل الوفرررراء متخلررررف متعصررررب ،د يرررر من
بالديمقراطية ،ود يتعاطف مرع قريم التسرامح والمشراركة أو علرى النقريه ،مرن ذلرك فهرو
الشيخ الذي جمع ما له عن طريق رفع أسعار النفط والمبذر لهذه األموال ب ثا عن الملذات
()1
.ود عجب أن يتعاطف األمريكي العادي مع اليهودي وتبعا ،وهو يتميز بانعدام الذوق
لهذه الصفات التي تعمرل علرى ترسريخها اآللرة الصر افية األمريكيرة اليوميرة الرهيبرة ،ود
يتوقف نشاط جماعات الض ط عند هرذا ال رد برل إنهرا تعمرل علرى مراقبرة نشراط السياسرين
وصانعي الرأي ،وهم معرضون لرد فري الرة خرروجهم عرن الخرط الم يرد إلسررا يل ،
فلرن يجررد أي صر في مكانررا مناسربا لمقررال أو قصره إخباريررة ضرد اليهررود فري أي صر يفة ،
و تى إن وجدت فهو معره ل عتذار أو الطرد التعسرفي ،إرضراء لهرذا اللروبي القروي .
إن اللرروبي يسررتخدم أسررلوب كتابررة وعررره يبررين مرردى ال اجررة فرري الررت كم بالص ر افة فرري
مخاطبة الرأي العام األمريكي ،لقد بلغ التركيرز علرى مصرالح جماعرات الضر ط اليهرودي
في شهر أكتوبر 2894ذروته فنجد ص يفة النيويورك تايمز تنشر صورة ياسر عرفات "
السنة المقبلة في القدس" ثم تلتي القصة اإلخبارية " صرح ياسرر عرفرات ع نيرة أنره يرود
أن يرى شعب إسرا يل ،وقد م ي عن سطح األره ،إن هرذا التهديرد لريس موجهرا ن رو
شعب إسرا يل فقط ،بل ن و أمريكا أيضا .إن إسرا يل أقوى ليف عسكري لنا في ذلرك
الجرزء مررن العررالم غيررر أن الررروابط بررين البلرردين أعمرق مررن ذلررك " فاسرررا يل هرري المر لررة
الديمقراطية الو يدة في الشرق األوسط ،وشعبها يشاركنا القريم واألهرداف عينهرا( . )2فلرو
استخدمنا الطرا ق التقنية لت ليل الرسا ل اإلع مية فري ت ليرل األخبرار ،فاننرا سروف نجرد
أن الم رر لهذه القصة اإلخبارية قد استخدم أسلوبين في معالجة الخبر ،أسرلوب التروريط
- 1جاك شاهين ،صورة العرب كما يبرزها واجهة اإلع م األمريكية ،مشك ت و لول ،دراسة قدمت فري نردوة
الما دة المستديرة ول مشرو التقر ير النها ي الصادر عن اللجنة العربية لدراسة قضرايا اإلعر م بمعهرد الصر افة
واإلع م األخبار تونس -21أبريل ، 2897-ص . 51
- 2نيويورك تايمز . 2894/21/21
246
باألفعررال يررا اعتبررر إسرررا يل وأمريكررا متررورطين فرري مواجهررة اإلرهرراب الفلسررطيني ،
وأسلوب غريزة القطيع باستخدام كلمرة " م ري " وكلنره يرو ي برلن دافرع منظمرة الت ريرر
الفلسطينية إرهابيا ،وسوف يطال أمريكا لذا يجب عليها أن تت رك( )1ختاما لهذه الجز يرة
نق ول إذا تمكن لوبي من خنق رية الك م في الوديات المت دة ول موضو هرام ومثيرر
للجدل كالشرق األوسط فان رية الك م كلها أصب ت مهددة ،لقد قال إبراهام لنكولن " :
ت طم الروح التي تمثل ال رية كتراا لكل البشر في كل مكران و يثمرا كران إنمرا يقومرون
ب رس بذور الط يان عنرد غيرابكم فالديمقراطيرة تتعطرل عرن العمرل فري الجرو الرذي يخراف
المواطنون في ظله التكلم ب رية .
كام الوديات
المجالس التشريعية في الوديات
اللوبي الصهيوني : مستشار الر يس
-2إيباك ال كومات في الوديات
-1بنا ي بريت .
-4الكون رس اليهودي األمريكي رابطة أص اب المصالح النقابات
-2منظمات الهجرة إلى إسرا يل
-5المنظمة الصهيونية -األمريكية الف ات القيادية غير ال كومية الكون رس
ول الطرق التقنية لكتابة األخبار الدولية راجع :أ مد بدر ،اإلع م الدولي دراسات في - 1لمزيد من ادط
ادتصال والدعاية الدولية ،مكتبة غريب ،القاهرة ،ط ، 2866 ، 2ص . 194-161
- 2م مد زاهر السماك ،الج رافية السياسية أسس وتطبيقات ،دار الكتب ،الموصل ،ط ، 2899 ، 2ص.127
249
المبحث الثاني :المخابرات المركزية األمريكية CIA
مـدخــل :
وكالررررررررة المخررررررررابرات المركزيررررررررة أو مررررررررا يعرررررررررف بررررررررـ ( ) CIAاختصررررررررارا لررررررررـ
Central Intelligence's Agencyولقررد برررزت الوكالررة إلررى الوجررود عررام 2826م ألول مرررة فرري
التاريخ األمريكي تم ظلت وكالة مخابرات تعمل في زمن السلم وال رب .اعترافرا وإقررار رسرميا
بلنها س ح ضروري لتقديم الخدمات ادستخبارية للدولرة فري عرالم غيرر مسرتقر وعرضرة للتقلبرات
السياسية .
" جررراء تكررروين الوكالرررة فررري أعقررراب مررروت مكترررب الخررردمات ادسرررتراتيجية ،وهرررو جهررراز
المخابرات والجاسوسية في زمن ال رب العالمية الثانية ،والذي كان يعمل ت ت القيادة الديناميكية
للسيد ويليام دونو نوفان وبعرد تفكيرك المكترب ترم اسرتيعاب وظا فره فري وزارتري الخارجيرة والدولرة
األمريكية ،وذلك قبل عام تقريبا من إع ن دونوفان لمعتقداته الخاصة ب اجة الب د لجهاز خدمات
248
()1
،وتشرير المراجرع إلرى أن دونرو نوفران للمخابرات المركزية ،تعمل في فتررة مرا بعرد ال ررب "
اقترح برلن تقردم وتنرتر المخرابرات تقرارير التجسرس بلسراليب علنيرة وأخررى خفيرة وتقردم فري نفرس
الوقت النصح واإلرشراد ،وت ردد أهرداف المخرابرات علرى المسرتوى الروطني والقرومي ،ثرم تو رد
ادرتباطات بين المواد ادستخباراتية التي تقدمها كافة الوكادت التابعة للدولة عن المخابرات .
" واقتررح دونرو نوفران أيضرا أن يكرون للوكالرة سرلطة القيرام براجراء عمليرات تخريبيرة فرري
()2
،ويبدو أن تاريخ المخابرات المركزية ال ديا ي كد أن ال كومة األمريكية قد عملرت الخار "
بهذه المقتر ات ،وخاصة القيام بعمليات تخريبية في العالم .
" وبناء على هذه المقتر ات اصردر هنررى ترومران توجيهرا ر اسريا فري 11ينراير 2827
بتلسيس هي ة المخابرات القومية التي تكونت من وزراء الخارجية ،وال رب والب رية وممثل عن
()3
،وت رت بنرود قرانون األمرن القرومي لعرام ، 2826والرذي الر يس وهو األميررال ويليرام ليهري "
أصبـح نافـذا يوم 29سبتمبر 2826تم تلسيس مجلس األمن القومي ،ووكالة المخابـرات
- 1وكالة المخابرات المركزية األمريكية ،وثا ق سرية ،ترجمة أشرف طلعت ،مكتبة مدبولي ،القاهرة ،ط، 2
، 2884ص . 75
- 2المرجع السابق ،ص . 76
- 3دونالد كودارد ،ليند كولمان ،في قبضة األخطبوط ،م سسة دم للنشر ،مالطا ،ترجمة الناشر ، 2884 ،
ص . 82
221
المركزية ،وكران " دري هيوسرتن " الرذي خردم لسرنوات عديردة مستشرارا عامرا لوكالرة المخرابرات
ومسراعده األ ول جررون واريررز كانرا الضررابطين األساسررييين المعنيررين عرن صررياغة التشررريع الخرراص
بوكالة المخابرات المركزية الجديدة .
والذي كلف وكالة املخابرات املركزية بتنسيق أنشطة املخابرات املتفرقة يف البالد ،
وإجياد أوجه االرتباط بينها ،وتقيم ونشر وبث التقارير االستخبارتية يف أروقة احلكم ،
222
سنوات اول وولتر سميا إدخال ت يرات دورية على الجهاز ،ونجح تى يرتمكن مرن أن يصربح
جهازا فعاد في قل المخابرات السرية "(. )1
غير أنه في عام 2865ال ي القانون الذي يعفي من نشر هياكل وتنظيم وكالرة المخرابرات
المركزية ،يا بدأ الكرون رس والجهراز فري نشرر ع نيرة ،وللعامرة ،وبصرورة رسرمية األسراس
التنظيمي لوكالة المخابرات وتراكيب هياكلها الفرعية .
وبنشر مجموعرة مرن الكترب رسرما توضري يا لهيكليرة المخرابرات المركزيرة األمريكيرة فري
وقتها ال الي ،وبالنظر إلى هذه الهيكلية يتضح مدى اعتماد القيادة األمريكية على هذه الوكالرة فري
الق يام بمهامه تتعدى تقديم المعلومات والتقارير إلى القيام بما يعرف بالنشاط الخفي .
()2
مدير المخابرات المركزية
نا رررررررب المررررررردير نا ب مدير المخابرات نا ب المدير للعلوم نا ب المدير للعمليات
للش ون اإلدارية والتكنولوجيا
- 1مارجوري ك ين ،المرشد والدليل في معرفة وكادت المخابرات ،ترجمة الناشر ،الدار الدولية للنشر ،
القاهرة ،ط ، 2895 ، 2ص . 121
- 2وكالة المخابرات األمريكية ،وثا ق سرية ،ترجمة طلعت غيم ،مكتبة مدبولي ،القاهرة ،ط ، 2884 ، 2ص
. 94-91
221
المركز القومي لتفسير
الصور الفوتوغرافية
شكل رقم ( )1رسم توضي ي للهيكل التنظيمي لوكالة المخابرات المركزية األمريكية
فنجد أن وجود وكالة المخابرات المركزية كلداة أساسية في كوكبة المخابرات األمريكية د
يل ى دورها الر يسي باعتباره البوثقة التي تصب فيها كل أجهزة وإدارات المخابرات في الوديات
المت دة .إن النظر إلى هذه الهيكلية يفصح بما د يد مجال للشك أن وكالرة المخرابرات المركزيرة
تتعدى مجال المخابرات وجمع البيانات إلى أخطر من ذلك ،فهرل يمكرن أن يتركرز نشراط كرل هرذه
اإلدارات والمكاتررب والمختبرررات علررى تجميررع البيانررات وتقررديم التقررارير والمعلومررات ،د شررك أن
اإلجابة المقنعة وأكيدة على هذا التسا ل في هذه الوكالة ت مل كل األخطار الم دقة باإلنسانية وكل
الم سي اإلنسانية .
في الشكل التالي نوضح كوكبة المخابرات أو مجمع المخابرات األمريكية ،وكيرف يصرب
كله في إناء وا د ،وهو وكالة المخابرات المركزية ،األمر الذي يعني أن كل ما هرو اسرتخباراتي
يجب أن يذهب إلى هذه الوكالة ذات السمعة السي ة عالمية(. )1
لة
ت ال ب
األم
ل قوا
تا
ن ال ق
ابرا
مخ
ومي
الجو
سالح
م
خاب
رات
ر
مخ اب
ات
س
الح
ال
جو
مدير AIC
وكال ة
AIC مجتمع المخابرات مكتب جمع المعلومات للمخابرات
األمريكية
مخ
الية
اب
رات
در الفي
حث
وز ا
لمبا
با
رة ال
مكت
انة
خ ار
خز
ة ال
جية
ز ار
تو
ب را
خا
م
شكل رقم ( )4رسم توضي ي لكوكبة أجهزة المخابرات في الوديات المت دة األمريكية
دشك أن الجزء القادم سوف يشير إلى المهام الخطيرة التي قامت بها كل هرذه الوكالرة فري
إق ق را ة اإلنسانية ،ودفعها للعيم في الة رب وقلق وصرا ،ولكرن أيرن يقرع مبنرى وكالرة
المخابرات ،وما هي مواصفات بناء الموقع الذي تخر منه كل الجرا م والعمليات اإلرهابية .
أوال :مبنى وكالة المخابرات المركزية :
يقع مبنى وكالة المخابرات المركزية على بعد 9أميال من وسط المدينة العاصمة واشنطن
، D.Cوقد اختار أره المبنى الذي تش له اليا وكالة المخرابرات المردير السرابق لهرا الرين دادس
، 2872-2854أمررا المبنررى فقررد تررم بنررا ه علررى هي ررة ال رررم الجررامعي ،أو رررم إ رردى الكليررات
الجامعية .فقد تم تصميمه في أواسط الخمسينات باشراف شركة هاريسون وابد اموفينر التي تتخذ
من نيويورك مقرا لها ،وهي نفس الشركة التي صممت مبنى األمم المت دة .
وفي أكتوبر 2856تم البدء في تشييد المقر الجديرد للوكالرة ،وكران الرر يس إيزنهراور هرو
الذي وضع جر األساس للمبنى فري نروفمبر ، 2858وترم تشرييد المبنرى وادنتهراء منره 2878م ،
وقد افتتح المقر ال الي في عهد الر يس ترومان ،ويتكون المبنى مرن مليرون مترر مربرع ،و يثمرا
222
تقرريس المسررا ة الكليررة للمقررر نجررد أن المبنررى واألره الم يطررة برره تبلررغ 128فرردان ،وقررد وضررع
الرواق الر يسي والردهة من الخرسانة المقاومرة للقصرف والقنابرل ،وقرد جلرب رخرام المقدمرة مرن
ودية جورجيا األمريكية(. )1
لقد كان القصد من إعطاء لم ة عن مب نى الوكالة لره سرببان فري نظرر البا را :األول هرو
م اولة رسم هالة طقوسية باضافة الشكل الجامعي بكل ما ي مله من معاني عن المبنى ،وم اولة
إعطاء صورة على أن الوكالة تقتصر في أعمالها كم سسة علمية تصدر عنها التقرارير واألب راا
والدراسررات ،والسرربب الثرراني وهررو األهررم أن اإلدارة األمريكيررة اولررت بوضررع هررذا الشرركل لوكالررة
إعطاء هالة أكبر لوكالة المخابرات األمريكية ،وأنها القدر الموجرود فري كرل مكران ،وأن لهرا مرن
اإلمكانيات ما د يسرتطيع معره أي معراره لسياسرة األمريكيرة الصرمود أمرام هرذه القروة الخارقرة ،
ولكن ما هي مهام وكالة المخابرات المركزية األمريكية ؟
- 1رسررالة تلقاهررا البا ررا عبررر شرربكة ادنترنررت مررن متخصررص فرري العلرروم األمنيررة مررن وديررة اركنسررو بترراريخ
، 2889/9/12ترجمررة طرراهر قبيررة ،توجررد نفررس هررذه المهررام فرري كترراب مررارجوري ك يررن " تعلرريم المخررابرات فرري
أواسط الثمانينات " . 2898
227
ولكن ما يهمنا بعد هذه المقدمة المروجزة عرن وكالرة المخرابرات المركزيرة األمريكيرة التري
يمكن إن جاز القول أن تعتبر سلطة أخرى تضاف إلى الهيكرل السياسري فري الوديرات المت ردة فري
تعاملها مع العالم .
كيف ت ثر هذه الم سسة األمنية على وسا ل اإلع م وخصوصا الص افة األمريكية ؟
- 1جاب هللا موسى سرن ،ادتصرال الردولي والع قرات الدوليرة ،م اضررات غيرر منشرورة ،جامعرة قراريونس ،
قسم اإلع م ، 2884 ،ص . 11
226
عن خررير أو قا رد وطنري بلنره دكتراتور ،فران ليرة الدعايرة د تقرف عرن رسرم هرذه الصرورة ،
األ مر الذي يجعل مجرد ذكر اسم ذلك الزعيم أو المناضل يقترن باإلرهاب أو بالدكتاتورية .
ولكن يمكن تقييم نشاطات الوكالرة فري أنهرا تخردم ادتجاهرات السياسرية الخارجيرة للوديرات
المت دة األمريكية .
ويشير موسى السيد إلرى جرم الهيمنرة التري تفرضرها وكرادت المخرابرات األمريكيرة علرى
السا ة اإلع مية العالمية ،ويقدم لنا أرقام مذهلة ت كد بمرا د يرد مجراد للشرك أنره بامكران وكالرة
المخابرات إ داا انق ب في دولة بدون استخدام الجيوم ،بل يكفي تسخير وسرا ل اإلعر م التري
لديها إل داا زعزعة داخلية لهذه الدولة ،فيقول " تمتلك وزارة الدفا األمريكيرة 12مليرون ميرل
مرن نظررام ادتصررادت األمريكرري ،وللقرروات الب ريرة األمريكيررة و رردها ع قررات منتظمررة مررع 711
م طة تلفزيونية 5111م طة إذاعية .ويملك البنتاغون 151م طة إذاعية في شتى أن اء العالم،
ويصدر ما يقررب مرن 2111صر يفة و 211مجلرة وعردد 21مليرون نسرخة سرنويا مرن النشررات
()1
.وي كد سن الزين أنه في عام 2897بلغ عمر الدا رة األمريكيرة المعروفرة المختلفة في العالم
بـ " وكالة أنباء الوديات المت دة 44 UIASعاما ،وفري وديرة ري ران الثانيرة جررت إعرادة تنظريم
هذه الدا رة الدعا ية ال كومية بتلسيس مقسم للبا التلفازي من أجرل الدعايرة الخارجيرة ،ولردى هرذا
اد تكار كما يشير الزين 122ممثلية في 18بلدا تزود الدا رة المرذكورة برالمواد اإلع ميرة ،كرل
يوم والي 21دف ص يفة 5111م طة إذاعية .وتنفق على الدعاية الخارجية مبلغ 5مليارات
دودر سررنويا .وفرري عهررد ري رران أيضررا مرردير الوكالررة ال كوميررة عضررو فرري مجلررس األمررن القررومي
األمريكررري ،وتخضرررع هرررذه الوكالرررة لم اسررربة لجنرررة فرعيرررة تابعرررة للكرررون رس مختصرررة بررراإلع م
الخارجي(. )2
وهذا يبرين أن أغلرب وسرا ل اإلعر م الموجرودة فري العرالم اآلن ،د تخلرو برالنظر إلرى هرذا
الدعم الها ل من المخابرات األمريكية من وجود دعرم مباشرر أو غيرر مباشرر ،يقردم لهرذه الوسرا ل
اإلع ميررة األمررر الررذي يجعلنررا نشرركك فرري موضرروعيتها والتزامهررا بلخ قيررات العمررل اإلع مرري،
فالقاعدة اإلع مية المعروفة تقول " من يملك يوجه " .فال كومة األمريكية تملك أكثر مرن نصرف
الخارطة اإلع مية ،وبامكانها ت ريك هذه اآللة في ادتجاه الذي ي م سياستها الخارجية .
- 1موسررى السرريد ،موقررع اإلعر م فرري النمرروذ الشررامل لل ررزو اإلمبريررالي ،م ويررة للشرراهد ،العرردد ، 211ديسررمبر
، 2884ص. 42
- 2سن الزين ،الهيمنة اإلمريكية على اإلع م العالمي ،م وية الشاهد ،العدد ، 211ديسمبر ، 2884ص.12
229
ولم يخف مساعد مدير الوكالة األمريكيرة ل،نبراء أهرداف الوكالرة ،عنردما قرال أمرام اللجنرة
التابعة للكرون رس " :إن رسرالة الوكالرة اإلع ميرة هري السرعي لت قيرق مصرالح الوديرات المت ردة
األمريكية في الخار "(. )1
وتعرررف هررذه الوكالررة باسررم " مكتررب ادسررتع مات األمريكيررة " ،تقرروم سررفارات
الوديات المت دة في جميرع دول العرالم باصردار نشررات إع ميرة ،بادتفراق مرع وزارة الخارجيرة،
ووكالرة المخرابرات المركزيرة ،وتقروم الوكالرة باصردار وتمويرل عشررات المجر ت والصر ف فرري
أكثر من 11دولة .
وفي جانب هام من جوانب العمل اإلع مي للوديات المت دة األمريكية في الخار ،ومن
مجمو فرو أجهزة اإلع م ،تتكون إمبراطورية متراميرة األطرراف ،تخردم علرى مردار السراعة
استراتيجيات واشنطن ،يا ت تكر وكالة المخابرات المركزية م طرات خاصرة فري 11بلردا فري
أمريكا ال تينية " ،تشارك الوكالة مع شركات م لية في 757م طة إذاعية من أصل 616تردار
من قبل ث ا م سسات في المكسيك ،وتسيطر شركة وا دة على اربع قنوات تلفزيونية من أصل
ست قنوات في مكسيكو سيتي .وفي كولومبيا تمتلرك اربرع م سسرات 142إذاعرة مرن أصرل 497
أما التلفزيون فتسيطر عليه ث ا م سسات فقط "(. )2
إن هررذه السرري طرة المباشرررة وغيررر المباشرررة لوكالررة المخررابرات المركزيررة دشررك فرري أنهررا
تجعلهررا الم رررك الر يسرري إلعر م العررالمي ،وقررد اسررت لت اإلدارة األمريكيررة هررذا المجررال اسررت د
سنا يا عملت إذاعة صوت أمريكا على مواجهة الخطر الشريوعي ،وكشرف كرل مرا يردور فري
ادت اد السوفياتي ،وخاطبت المجتمع الشيوعي بمواد وبرامر معدة سلفا من المخابرات المركزيرة
،جعل الكثير من الجماهير في داخرل ادت راد السروفياتي يضرع ع مرة اسرتفهام علرى هرذا النظرام ،
وسياسته ،فانهيار ادت اد السوفيتي يمكن إرجا أ د أسبابه إلى استخدام اآللة اإلع ميرة مرن قبرل
الوديات المت د ة ضده من خ ل با رسا ل إع مية ،ت دا الشك فري هرذا النظرام لردى الجمراهير
في ادت اد السوفيتي .
ويررى الصر في األمريكري برروب ورودار " أنره فري جانرب العمليررات الم طراة أو مرا يطلررق
عليها أ يانا اسم األعمال القذرة ،والخاصة بجمع المعلومات وت ليلها ،نجد أن وكالرة المخرابرات
- 1بوب ورودار ،الهردف :الشررق األوسرط ،ترجمرة سرامي الرزار ،دار سرينا للنشرر ،ط ، 2القراهرة ، 2881 ،
ص. 271
251
األمريكيررة تتلقررى ت ررذيرا ،لترروخي ال ررذر مررن الدعايررة السرروداء الترري يروجهررا عم ر ء وكالررة
المخابرات األمريكية في الخار .
-7أكررد ولرريم كررروليمي المرردير السرررابق لوكالررة المخرررابرات أن الوكالررة كانرررت تسررتخدم الصررر فيين
األمريكيين الم ليين ،وكثيرا ما كانت أندية الص افة ونقابات وات رادات الصر فيين المنتشررة
في العالم تستخدم كلماكن للقاء جمع المعلومات ،وفي ماني ومكسيكو سيتي كان ر يس نرادي
الص افة في كل منها عمي للوكالة .
-6أقررر ث ثررة سررفراء أمررريكيين كررانوا يمثلررون ب دهررم فرري أفريقيررا ،بررلن وكالررة المخررابرات كانررت
ت يطهم علما باألخبار المفبركة ،التي تنشر في الص ف الم لية( ،)1ففي أنجرود ت ردا جرول
ستوكويل الذي عمل في الوكالرة لمردة اثنتري عشررة سرنة ترى وصرل إلرى ر اسرة فريرق العمرل
الخرراص بررلنجود ،ثررم ألررف كتابررا ي مررل اسررم الب ررا عررن أعررداء ، 2869يررا ت رردا عررن
األساليب اإلع مية التي كان يلجل إليهرا ب شرد التلييرد لجبهتري فرن ويونيترا التري كانرت تمرولهم
المخررابرات المركزيررة ،فيقررول أن خبررراء الدعايررة فرري الوكالررة كررانوا يقومررون بتررلليف األخبررار
مفبركة ،أخبار معينة وتسريبها إلى الص ف الم لية في العاصمة الزا يرية كينشاسا ،وعند ذ
تقرروم بعرره الصر ف األوروبيررة بنقررل هررذه األخبررار عررن صر ف كينشاسررا ،علررى أنهررا قررا ق
ليصبح ممكنا بعد ذلك أن تنقلها وكادت األنباء الكبرى إلى العالم "(. )2
وهي تفسر الطريقة التي أشار إليها دونالدكودارد في كتابه في قبضة األخطبوط فيقول " :
أرسلت و كالة المخابرات المركزية إلى عميلها تروني أسرمر قا رد شربكة التجسرس فري لبنران شرريطا
ي تروي علرى معلومرات تتعلرق بعمليرة إيرران -جيررا ،ف رول هرذا العميرل المعلومرات إلرى صر يفة
الشرا ،وهي مجلة إخبارية تصدر في بيرروت بالعربيرة ،مواليرة لسروريا بتراريخ ،2897/8/14
وعندما نشر تفص يل صفقة بيع األسل ة إلى إيرران مقابرل الرهرا ن ،نقلرت وسرا ل اإلعر م ال ربيرة
الخبر ،فل دا فضي ة عالمية أضطر الر يس ري ان مرن شردة ال رر الرذي نرتر عنهرا إلرى فصرل
أوليفر نورا من منصبه ،كما قبل استقالة األدميرال جون بند كسير خليفة مراكفرلين مرن منصرب
المستشار في األمن القومي "(. )1
وي كد ليدل هارا على أن الص ف الكبررى فري الوديرات المت ردة درجرت علرى سياسرات
إصدار طبعات خاصة بالدول العربية ،وذلك بادتفراق مرع مكترب ادسرتع مات األمريكيرة ،وعرن
طريررق هررذه الطبعررات تعررره وجهررة النظررر األمريكيررة ،وهرري وجهررة نظررر أمريكيررة ب ثررة يعرردها
- 1م مد المصري ،اإلرهاب اإلمبريالي ،كتاب الشعب ،العدد ، 7الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع ،طررابلس
،ط ، 2891 ، 2ص . 497
- 2لررن ترروفلر ،ت ررول السررلطة ،ترجمررة نبيررل عثمرران ،فت رري بررن شررتوان ،الرردار الجماهيريررة للنشررر والتوزيررع ،
مصراته ،ط ، 2885 ، 2ص . 412
* -تم المصادقة على القرار في 11نوفمبر 2897وثيقة األمم المت دة رقم . A22/54/2896
- 3الواشنطن بوست . 2897/9/16 ،
- 4الواشنطن بوست ،الوديات المت دة تقرر الض ط على القذافي . 2897/9/18 ،
254
ري ان ومخابراته المركزية ل ملرة التضرليل ضرد القرذافي ،برادرت الصر افة بسريل مرن ادنتقرادات
ضد مديري تلك ال ملة(. )1
فالص افة األمريكية لم تشرح للرأي العام األمريكري أن اإلدارة األمريكيرة بكرل م سسراتها
كانررت متورطررة فرري ملررة تضررليل منظمررة ضررد ليبيررا والقررذافي منررذ عررام ، 2892والسرربب سررب
اعتقررادي هررو عرردم رغبررة وسررا ل اإلعر م فرري ادعتررراف بلنهررا خرردعت ،وتررم جرهررا إلررى أن تكررون
شريكة غير واعية في خطط اإلدارة لإلطا ة بالقذافي طول خمس سنوات.
والص يفة التري كشرفت هرذه ال ملرة هري الواشرنطن بوسرت ،وقرد نشررت فري مقادتهرا فري
2897/21/1مقاد عن مذكرات هذه ال ملة ت رت عنروان " القرذافي هردف لخطرة تضرليل أمريكيرة
سرية " ،وتتضمن هذه المذكرات معلومات مضللة قدمتها وسا ل اإلع م علرى أنهرا قرا ق ،وقرد
رراول ري رران إعطرراء مبرررر لهررذه ال م ر ت ،برردافع إق ر ق القررذافي وإرباكرره دون األخررذ فرري عررين
ادعتبررار الرررأي العررام األمريكرري والعررالمي ،الررذي بنررا فكرررة علررى القررذافي بخطررة مضررللة وغيررر
قيقية"(. )2
إن هرذه الواقعررة وغيرهرا تقرردم لنرا دليررل التشرركيك فري مصررداقية وسرا ل اإلعر م األمريكرري،
خاصررة عنرردما اكتشررفنا الرردور الكبيررر الررذي تلعبرره وكالررة المخررابرات المركزيررة فرري الت عررب بهررذه
الوسا ل اإلع مية ،خدمة لمصال ها ،والس ال الذي تطر ه اليوم ،هل يمكن الوثوق فيما تقدمره
وسا ل اإلع م ،سواء األمريكية أو ال ربية ،بعد ما تعرفنا على اليد الطولى لمخابرات األمريكية
فيها ؟
د شك أن هذا الس ال يضعنا في مفترق طرق صعب ،ألن اإلجابة عنه بنعم يدفع بنا إلى
التصديق على كل ما تطر ه هذه الوسا ل ،واإلجابة ب يعنري أننرا سروف نقرف فري شرك أمرام كرل
قيقرري أم إن بصررمات المخررابرات صر يفة عنرردما تقرردم لنررا موضرروعا هامررا ،فهررل هررذا الموضررو
واض ة عليه ؟
ويكفررري أن تعررررف أن المعالجرررة اإلخباريرررة فررري الصررر افة األمريكيرررة تترررلثر بشررركل كبيرررر
بالمخابرات المركزية ،أما عن طريق المعلومات أو الص فيين .
- 1لمزيد من ادط ،فرانسيس بويل ،السياسة الخارجية األمريكية ،دار المستقبل اإلس مي،ص.415-412
- 2بوب ورودار ،ال ساب ال رية السرية لوكالة المخابرات المركزية ، 2896-92مرجع سابق ،ص . 652
252
المبحث الثالث :الشركات المتعددة الجنسيات
مـدخل :
أدى ادسررتقرار الررذي جرراء بعررد ال رررب العالميررة الثانيررة كضرررورة إلررى إعررادة البنرراء فرري
ادقتصاد نتيجة الخراب الذي دا بفعل ال رب ،األمر الذي أدى لتخفريه معردل نمرو عرالي فري
الناتر الصناعي ،في الفترة ما بين 2865-2854م .
وكان إلعادة بناء ادقتصراديات أثرر كبيرر فري إ رداا اخرت ل التروازن المرزمن برين الردول
الم تطورة واألخرى النامية ،فقد زادت الثورة الصناعية إلرى ظهرور الشرركات المتعرددة الجنسريات
، MNCSالتي نقلت التقنية الجديدة من الزراعة والصناعة من ال رب إلى العالم الثالا .
وفي هذا اإلطار يشير س.ف .ستافر فرانيوس إلرى انتقرال نمرط الزراعرة األمريكيرة إلرى مرا
وراء الب ررار ،وأشررهرها باسررم الثررورة الخضررراء غيررر أن تصرردير هررذه الثررورة قررد أهمررل مصررالح
ين في دول العالم الثالا( ،)1والمهم هنا فري هرذا الجرزء أن فشرل اسرتراتيجية التصرنيع البرديل الف
ل ستيراد ،أدى إلى اعتماد استراتيجية اقتصادية جديدة ،فرضرتها الشرركات المتعرددة الجنسريات،
التي ت سار نموها بشكل مذهل بعرد ال ررب العالميرة الثانيرة ،بسربب مرا رل عردة أتا رت لهرا ذلرك
النمو ،فالعامل األول كان التقدم التقني الثابت في المركز(*) ،وهو الشرط ال زم الكرامن خلرف كرل
موجة من موجات التوسع عبر الب ار ،بدء من أيام ال زاة األسبان إلى أيام الموظفين التنفيرذيين ،
ولم يكن باإلمكان إدارة عمليات تلك الشركات في هرذه األيرام ،بشركل مركرزي مباشرر علرى نطراق
علمرري ،لررود بعرره المبتكرررات التقنيررة الترري جرراءت بهررا الثررورة الصررناعية كادتصررادت بواسررطة
األقمار الصناعية ،واستعمال ال اسبات اإللكترونية ،باإلضافة إلى تقسيم عملية اإلنتا إلى فرو
ر يسية وثانوية ،إلى ال د الذي يجعل ممارسة العمليات الثانوية ،د يستلزم إد الشيء اليسير من
المهارة التي يمكن تعلمها خ ل فترة وجيزة جدا .
أما خر العوامل التي سهلت نمو الشركات متعددة الجنسيات ،فهو قيام ال واجز الجمركية
ل ماية الصناعات البديلة ل ستيراد( ،)2ولكن عندما اكتشفت تلك الشركات أن التعريفات الجمركيرة
تعرقل تصدير منتجاتها إلى البلدان النامية ،عمدت إلى إقامرة مصرانعها خلرف أسروار التعريفرات ،
- 1س .ف .ستافر فانيوس ،التصد العالمي ،العالم الثالا يشب عن الطوق ،المجلد الثاني ـ ترجمة موسى
الزعبي ،دار الط س ،بيروت ،ط ، 2899 ، 2ص . 556
* -يقصد بالمركز الدول ال ربية الوديات المت دة ،بريطانيا ،فرنسا .
- 2افيريت هاجن ،اقتصاديات التنمية ،ترجمة جور خروري ،مركرز الكترب األردنري ،عمران ،ط، 2899 ، 2
ص . 549
255
وبدأت باإلنتا مباشرة ل،سواق الم لية والخارجية ،التي كان بمقدور تلك الشركات أن تنفذ إليهرا
نظرا دنخفاه تكاليف األيدي العاملة وبراعة العمليات .
ويجدر بنا أد نت افل عن الدور الذي تلعبه كومات العالم الثالا في تشجيع نمو الشركات
متعددة الجنسيات ،ألنها مت فزة دجتذاب رأس المال األجنبي ،والصناعة األجنبية ،لتخفيف شدة
البطالة في بلدانهم ،ونالت تلك الشركات ادمتيرازات السرخية ك يرازة المواقرع بلسرعار رخيصرة أو
مجانررا ،و قرروق اسررتخدام مرافررق الهيكررل األساسرري ،والمعاملررة الضررريبية التفضرريلية وإبا ررة رد
األرباح إلى أوطانهم ،وليس مست ربا كما يشير رينه ديمون إلى نمو الشركات متعددة الجنسيات ،
بدءا من عام 2851فصاعدا بمعردل ، %21وفري عرام 2891عمردت المنظمرة التجاريرة المردعوة
هي ة الم تمر إلى تنصيب أكبر الو دات ادقتصادية الما رة فري العرالم ،وا تلرت الوديرات المت ردة
المقدمة ،وتبين أن 48و دة من الو دات الما ة لرم تكرن دود ،إنمرا شرركات متعرددة الجنسريات ،
وجاء في مقدمتها شركة اكسكسون األمريكية ،والتي يزيد مبيعاتها عن منتو كل البلدان الخمسرة
عشر التي ت تل طليعة التصنيف ،وتبين فقط أن ادت اد السوفيتي والصين تتفوق علرى الشرركة ،
كما أن بلدين من العالم الثالا يتفوقان على الشركة هي الهند والبرازيل(. )1
والقول إن الشركات متعددة الجنسيات تتيح فرص العمل للبلدان التي هي في أمس ال اجرة
إليها قد ينطوي على تجاهل مطلق تماما " فهناك شركات أمريكية إقامت معاملها في هونغ كونغ ،
يررا أن نسرربة % 71مررن القرروى العاملررة تمررارس أعمالهررا فيهررا طيلررة سرربعة أيررام"( . )2وفرري هررذا
الخصوص أكدت األمم المت دة " أن الشركات متعددة الجنسيات ذات األساس األمريكي مولت بين
عام 2856وعام 2875ما يقارب %94من استثماراتها في أمريكا ال تينيرة تمروي م ليرا "(، )3
إن هذا األمرر نرتر عنره تردفق صرافي رأس المرال كرل عرام مرن البلردان الفقيررة إلرى البلردان ال نيرة ،
وبرهنررت الشررركات علررى أنهررا لررم تسررتطع إنهرراء الررة التبعيررة دقتصرراد العررالم النررامي لل رررب ،بررل
ضاعفت من تعميرق التبعيرة ألن معظرم رأس المرال كران يصردر مرن المركرز إلرى التخروم ،لتمويرل
المشاريع الم لية ،أما اليوم فان الشركات تقيم المشاريع وتشرف على تش يلها ضمن بلردان العرالم
الثالا ،مما يتيح قدرا من السيطرة على اقتصاد البلدان النامية ،والسبب الثاني الكامن وراء عردم
- 1رنييرره ديمررون ،نقررد العررالم المعاصررر ،ترجمررة جررور طرررابيم ،الم سسررة العربيررة للنشررر واإلبرردا ،ال ردار
البيضاء ،ط ، 2884 ، 2ص . 72
- 2افريت هاجن ،اقتصاديات التنمية ،مرجع سابق ،ص . 521
- 3رمزي زكي ،الرأسمالية العالمية الراهنرة وع قتهرا بالرديون الخارجيرة لردول المتخلفرة ،ال لقرة الثانيرة ،مجلرة
الثقافة العربية ،العدد الثاني ،السنة السادسة عشر ،فبراير ، 2898 ،ص. 211
257
إقامة تلك الشركات أي منفذ أمام بلدان العالم الثالا هو أن هذه الشركات عمقرت درجرة ادسرت ل
والتبعية على د سواء .
وتجرردر اإلشررارة هنررا إلررى أن الشررركات متعررددة الجنسرريات تخرروه صررراعا مررع الشررركات
المنافسة على ال صرص فري السر وق العالميرة ،وقرد تمكنرت هرذه الشرركات مرن تطروير اسرتراتيجية
تستطيع بموجبها أن توجه ادستثمار واإلنتا من مكان إلى خر في العالم .
ويرررى بررول كينرردي " أن ازدهررار الشررركات متعررددة الجنسرريات فرري السرربعينات ،يعررود إلررى
تخلي الوديات المت دة على قاعدة الذهب .ثم ت ه ت ريرر عرام لمراقبرة النقرد فري عردد مرن الردول،
فقد ققت هذه الخطوة توفير مزيد من السيولة النقدية للتجارة العالمية "(. )1
إن هررذه الخطرروة قررد عررززت ترردفق ادسررتثمارات الرأسررمالية العررابرة للقررارات ،وعملررت
الشركات متعرددة الجنسريات علرى فرره شرروطها علرى البلردان والردول التري تتعامرل معهرا سرب
تعمل على فتح باب ادستثمار والتصنيع ،شرط أن يكون مص وبا بخفه مذهل للقيرود ،بمرا فري
ذلك الضرا ب(*) ،ويضيف كيندي إلى أن " الشركات متعرددة الجنسريات تسرتخدم سريطرتها الكاملرة
على الدول النامية من خ ل استخدامها المتقن لوسرا ل اإلعر م وادتصرال ،فري عرالم ينتشرر 711
مليررون جهرراز تلفزيررون يصرربح المشرراهدون مسررتهلكين ل،خبررار واألفكررار ،بقرردر اسررته كهم للسررلع
()2
.وبمعنى خر فان بعه الشركات متعددة الجنسيات تعمل في إنتا وسا ل ادتصال التجارية "
،فانها تقوم بالتوجيه والت كم في هذه الوسا ل عن طريق العمل على توافرهرا لكرل فررد فري العرالم
بقصد توصيل رسالتها إليهم .
ومما سبق نطرح الس ال التالي هل يقتصر دور الشركات متعرددة الجنسريات علرى الهيمنرة
ادقتصادية فقط ؟
- 1بول كنيدي ،ادستعداد للقرن ال ادي والعشرين ،ترجمة م مد عبد القادر ،دار الشروق للنشر ،عمان ،ط2
، 2884 ،ص . 64
* -لقد كانت هذه الشركات تى وقت قريب تنتمي إلرى دولرة معينرة ترى ولرو كانرت تعمرل فري كرل أرجراء العرالم ،
فشرركة IBMكانرت د ريرب أمريكيرة إد أن ت ديررد جنسرية الشرركات برات اآلن أصرعب فرري ظرل نظرام خلرق الثررروة
الجديد يا ترتبط شركات بعدة اقطار في شكل ت الفات بمجموعات فر شركة IBMفي اليابان يعد شركة يابانية
مرزدوة أوجره وشرركة فرورد للسريارات تملرك %15مرن شرركة مرازدا وشرركة هونردا تصرنع سريارات فري الوديررات
المت دة يكتب كينم أو هما ي المستشار اإلداري العرالمي فري هرذا الخصروص يقرول " مرن الصرعوبة ت ديرد جنسرية
الشركات الدولية أنها ت مل علم عم تها وليس علم ب دها " .
- 2بول كنيدي ،نفس المصدر ،ص . 65
256
أوال الشركات المتعددة الجنسيات والصحافة األمريكية :
لقد لعبت الشرركات متعرددة الجنسريات دورا هامرا جردا فري الهيمنرة ال ضرارية أو السريطرة
والتدخل في وسا ل اإلع م ،إن المركز الديناميكي أو ال رسمي في شكل اإلمبريالية ال ضرارية،
هررو الوديررات المت رردة بسرربب توسررعها فرري التجررارة الخارجيررة وادسررتثمارات اإلع ميررة فرري البلرردان
األجنبية ،منذ ال رب الكونية توسعا د مثيل له .فبين عامي 2865-55تضاعفت قيمة صرادرات
الوديات المت دة خمسة أضعاف تى بل ت سرنويا 816بليرون دودر فري رين أن القيمرة ادسرمية
ل ستثمارات الوديات المت دة بليون دودر فهذا التوسرع العرالمي الها رل تررك بصرماته علرى العرالم
الثالا على شكل ثار ضارية عميقة وأدت إقامة المشراريع الصرناعية ضرمن بلردان العرالم الثالرا
إلى الت ل ل ال ضاري أعقد مما كان عليه قديما .
وأشار الكاتب الهندي " أ .ك .ن بدراوي " إن لنقل التقنية عدة مضامين ضارية عميقة
ألن التقنية تشبه المادة الموروثة فقال " :إنها ت مل معها قوانين المجتمع الرذي ولردت فيره وأ دثره
بلسباب ال ياة ،وت اول نسخ صورة ذلك المجتمع … في بي ة الطبقة والقيمة ادجتماعيرة فاقتبراس
الهند ل ضارة غربية ذات توجه ترف ،وإنتا كثيف لرأس المال ،أدى إلرى قيرام مجتمرع ثنرا ي ،
مجتمع المدن المتفرنجة ذات التوجه ال ربي المترف ،ضمن القطاعرات الها لرة ذات الفقرر الفرردي
والبطالة الجما عية والهجرات الكبيرة إلى المدن وتفاوت الدخول تفاوتا كبيرا "(. )1
إن الم سسرررات الفرعيرررة التابعرررة للشرررركات متعرررددة الجنسررريات نسرررخت صرررور مجتمعاتهرررا
األصلية في البلدان المضيفة ،فهي التي تقرر ما يجب تصنيعه وهي التي ت فز الطلب ادسته كي
دمتصرراص اإلنتررا المصررنو مررن خر ل مجررادت الدعايررة المللوفررة ،وهكررذا فرران نشرروء الشررركات
العالميرررررة والبنررررروك العالميرررررة أفضرررررى بشررررركل د منررررراص منررررره إلرررررى تعمررررريم ت ركرررررات شرررررار
" ماديسون " ،مركز الدعاية في مدينة نيويورك على مستوى العالم بلكمله .
ففي عام 2852كانت وكادت اإلع ن الث ثون األولى في الوديات المت دة د تستثمر إد
% 5من مجمل إيراداتهرا مرن ت ركاتهرا فيمرا وراء الب رار ،وفري عرام 2861إزدادت هرذه النسربة
()2
.هذا األمر جعل ثلا إيراداتها اإلجماليرة البال رة 6بليرون دودر يرلتي مرن سبعة أضعاف تقريبا
الخار .
- 1ارمان ماني و ،الشركات المتعددة الجنسيات وأنظمة ادتصادت ،منشورات انتربرس ،براريس ، 2867ص
. 47
- 2عبد هللا عبد الدا م ،الشركات متعددة الجنسيات ،المال والتقنية ،السياسة الدولية ،القاهرة ،السنة ، 44العدد
، 219أبريل ، 2886ص .95
- 3المرجع السابق ،ص . 97
258
،فاد تكاك بالمدرسة ا تكاك عرضي في ين أن المواظبة علرى بررامر وسرا ل اإلعر م مواظبرة
أبدية "(. )2
ويضيف سير دتوم قوله إن دعاية ال كومة د تضاهي نفوذ اإلع نرات ،ففري شروار
مكسيكو سيتي الر يسية تنافس دفتات ال كومة التي ت ه المواطن على النظافة دسرتقطاب انتبراه
الجمهور مع لو ات اإلع نات الضخمة عن البيرة وأدوات التجميل والثياب األنيقة(. )3
إن استخدام الشركات لهذه اإلع نات وعرضها للصور الزاهية ،والتي تعبرر عرن التررف
وال ب والقوة ،تبين مستوى الهيمنة الفكرية أو استعمار العقول ،ترى وإن كران هرذان التعبيرران
د يقعرران الموقررع ال سررن فرري ال رررب ،فرراذا أدخلنررا فرري اعتبارنررا مضررامين الموقررف المتمثررل فرري
مم ارسررات الشررركات متعررددة الجنسرريات قرردرا مررن التررلثير علررى عقررول المررواطنين أكبررر مررن تررلثير
كوماتهم ومدارسرهم ،فران النتيجرة الو يردة لرن تكرون إد عرفيرة تردفع بشرعوب العرالم الثالرا إلرى
اإلسرراءة إلررى تاريخهررا بنفسررها ،فلو ررات اإلع نررات والمجر ت تواصررل رسررم اإلنسرران األشررقر ذي
األعين الزرقاء رجل كان أو امرأة على أنه هو من يبتكرر ال يراة السرعيدة ،يفررز د م الرة شرعور
عقدة النقص التي هي جوهر دهنية الهيمنة ،فلقد وصف ( فرانزفانون) ادغتراب ومركب النقص
اللذين طبعتهما ادستعمارية على األذهان " إن اإلنسان المستعمر د ينال ادرتقاء إلى مرتبة أعلرى
من مرتبة البربرية إد بمقدار اقتباسه ال ضاري من البلد األم "(. )4
ونتيجة أخرى تنجم عن تصميم دعايات الشرركات متعرددة الجنسرية أد وهري تفرم النزعرة
ادسته كية ،التي تقف عا قا في سبيل ا ترام أي ت ير اجتمراعي ،ألنهرا تردفع برالفرد إلرى التوقرع
ضمن ذاته ،مما يعزز استمرار ال الة الراهنة .
إن بول كنيدي ما ينفك ي كد على " إن انتشار التكنولوجيا من شلنه أن ي دي إلى ت ودت
()5
.وبذلك فان وجرود الشرركات المتعرددة الجنسريات مرن شرلنه أن ير ثر سرلبا فري مماثلة في القيم "
التكامل المفتره لدولة القومية ،وسبب هذا القلق فان تدويل ادقتصاد والمال بفعل هذه الشرركات
ي دي إلى تراجع قدرة الناس على الت كم في ش ونهم الخاصة .
- 1م مد الرمي ي ،نمور شرسة من الورق ،مجلة العربي ،العدد ، 226فبراير ، 2887الكويت ،ص . 27
- 2لستافر يافوس ،مرجع سابق ،ص . 527
- 3سير دتوم ،ت ريب العالم ،ترجمة هاشم صالح ،الم سسة العربية للنشر واإليدا ،الدار البيضاء ،ط، 2
، 2884ص . 75
- 4فرانز فانون ،معذبو األره ،ترجمة سامي الدروبي وجمال اآلتاسي ،مجال ادتاس ،دار القلم ،بيروت ،
ط ، 2861 ، 2ص . 41
- 5بول كنيدي ،مرجع سابق ،ص . 65
271
ويقول عبده سعيد ولرويز سريمونز فري دراسرتهما المعنونرة " :الملروك الجردد " التري تردور
ول الشركات المتعددة الجنسيات " تمر طبيعة السلطة والقوة اليا بت رول جرذري قرا ،أو ينرتر
تفري ها اآلن بدرجة متزايدة من نا ية سروء توزيرع المعلومرات " ،إن التفراوت الرذي ظرل مرتبطرا
ألمرررد طويرررل بالررردخل اساسرررا يجرررري اآلن ربطررره بالعوامرررل التكنولوجيرررة ،وبرررالت كم السياسررري
وادقتصادي في وسا ل اإلع م "(. )1
إن ثررورة اإلع ر م وظهررور الشررركات متعررددة الجنسررية أدى إلررى زيررادة الفجرروة بررين الرردول
األغنررى واألفقررر ،تررى فرري إطررار العررالم النررامي ذلررك التخلررف البنيرروي فرري مجررال ادتصررادت فلقررد
اتهمت لعدد من البلردان الناميرة الردول الكبررى بالهيمنرة الثقافيرة مرن خر ل سريطرتها علرى مصرادر
جمع المعلومات ،ومن خ ل تدفق إنتاجها الثقافي غير المقيد ،ومن خ ل سلطة وكادتها الدعا ية
،وس سل ص افتها الدولية ،وشركات نشر األخبار ومن تمكنها من صناعات الراديرو واألجهرزة
المر ية .
ويشير تقرير ماكبرايد إلى أن " الشركات متعرددة الجنسرية قرد فزهرا مرا جنتره مرن أربراح
عالية على المزيد من ادستثمار في وسا ل اإلع م ،فهناك كما يشير التقرير خمس عشررة شرركة
تسيطر منها عشر شركات أمريكية تسيطر على الجزء األكبر من عمليات اإلع م الردولي ،وتتخرذ
هذه الشركات مقرا لها في أمريكا وبريطانيا واليابان وفرنسا "(. )2
وكادت اإلع ن عبر الشركات متعددة الجنسية ثر ا منهرا أمريكيرة ،تسريطر علرى سروق
اإلع ن التجاري ،يا تنفق هذه الوكادت م يين الدودرات بطريقة مباشرة ،أو عبر الص ف
والمج ت التي تملكها في كثير من مدن العالم .هذا الدعم المالي الكبير يشكل عا قا أمام الص افة
الموضروعية فري تنرراول قيقرة الهيمنرة الثقافيررة ،التري يفرضرها منطررق الشرركات المتعرددة الجنسررية
األمر الذي يمكن هذه الشركات من التلثير في المعالجات اإلخبارية ،بل ير ثر بدرجرة تصربح فيهرا
هذه الص ف والمج ت ووسا ل اإلع م لسان ال تلك الشركات ،لتعبر عن مواقفها إزاء قضرايا
سياسية أو اقتصادية أو عسكرية عالمية .
ظ افريت هاجن أن الشركات متعددة الجنسية تمارس نفوذا كبيرا في إرسراء األنمراط وي
،وتشكيل ادتجاهات ،وت ديد السلوك المتبادل في ذلك وقد يفوقهرا فري بعره األ يران ال كومرات
الوطنية بسبب ما تستثمره من موارد مالية(. )3
274
عن طريق وكادت األنباء ،التري لرم تكرن ترولي أنبراء العرالم الثالرا أهميرة ترذكر .وإذا
أراد بعرره منهررا مررث أن ينشررر خبرررا ف بررد أن تدخلرره عمليررة ت رروير وتشررويه ،فتظهررر
المجتمعررات الناميررة فرري مظهررر غيررر د ررق ،باإلضررافة إلررى ذلررك ا تكررار اإلعر ن الررذي
تمارسه وكادت اإلع ن الكبرى فري أجرزاء عديردة فري العرالم ،يرا تعمرل باألسرلوب
ذاته الذي تتبعه شركات وسا ل اإلع م العالمية ،وفري ذلرك مضرار لمعارضرة التطرور
ادجتمرراعي الررذي تمارسرره الم سسررة الترري تعمررل فرري الدعايررة " ،هررذا فضر عمررا يمثلرره
اإلعر ن فرري الصر ف والمجر ت فهررو نررو مررن السرريطرة الثقافيررة يررلتي مررن الخررار ،
()1
فيسيء إلى ثقافات المجتمعات الناميرة الوطنيرة ،ويتعراره مرع جهودهرا اإلنما يرة "
وقد طرح بعه العلماء أكثرهم أمريكيون أمثرال دانيرال ليرنرر ،داينرل دي سرودبول ،
ولوسيان براى ،راء رول كيفيرة الجمرع برين التكنولوجيرا ال ربيرة المتقدمرة واد تفراظ
بو دة الثقافات القومية في العالم الثالا .
أي نقل وسا ل اإلع م في الدول النامية من النمط التقليدي إلرى الت رديا " .إن
التررردفق ال رررر ل،نبررراء الرررذي أرسرررت مباد ررره الوديرررات المت ررردة بعرررد كسررررها اد تكرررار
األوروبي لإلع م في أعقاب ال رب العالميرة الثانيرة ،أضراف شري ا جديردا ل خرت ل ،
هو تدفق األنباء مرن الردول الشرمال إلرى دول الجنروب ممرا سراعد علرى ترسريخ الصرور
العديدة للتبعية الثقافية "(. )2
ود يقتصررر هررذا ادخررت ل كمررا تشررير عواطررف عبررد الررر من فرري الترردفق علررى
النطاق الدولي ف سب ،بل يمتد ليشمل " النطاقات القومية علرى المسرتوى الج رافري ،
وعلى المستوى ادجتماعي والسياسي ،وعلى المستوى ال ضاري والثقافي "(. )3
- 1مصطفى المصمودي ،النظام اإلع مي الجديد ،سلسلة عالم المعرفة ،رقم ، 82المجلس الوطني للثقافة
والفنون واآلداب ،الكويت ،أكتوبر ، 2895ص . 9
- 2عواطف عبد الر من ،قضايا التبعية اإلع مية والثقافية في العالم الثالا ،سلسلة عالم المعرفة ،رقم ، 69
المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب ،الكويت ،يونيو ، 2892ص . 61
- 3سان الكسان ،اإلع م … وسا ل ادتصال ال ديثة ،مجلة الو دة ،السنة 9العدد ، 2881 ، 81ص .224
272
لقد أدى مبدأ التدفق اإلع مي ال رر إلرى مرا يسرمى بالتردفق فري اتجراه وا رد مرن
أعلى إلى أسفل ،أي التدفق الذي يتخذ شك رأسيا ،ويتجه هذا التدفق سواء كان على
شكل معلومات أو
275
أخبررار ،أو برررامر إع ميررة ،أو منتجررات ثقافيررة فرري معظمرره مررن الرردول المتقدمررة الترري
تملررك اإلمكانررات إلررى األخرررى الفقيرررة الترري تشرركل غالبيررة العررالم الثالررا ،ويشرركل هررذا
التدفق ذو ادتجاه الرأسي " ضررا بال ا على ال قوق القومية للشعوب النامية "(. )1
وقررد عانررت الوديررات المت رردة نفسررها فرري فترررة مررن الفترررات عنررد برردايات تشرركلها
كدولة مرن مخراطر وعيروب التردفق ال رر ل،نبراء ،ولرم يتوقرف كتابهرا ورجرال األعر م
فيها عن الشكوى من اخت ل الة التدفق ،التي كانت الوديات المت دة ضر يتها أمرام
ال ضررور اإلع مرري البريطرراني فرري ذلررك الوقررت .مررن يطلررع علررى كترراب كنررت كرروبر "
بعنوان سقوط ال واجز " يدرك جم المررارة التري كران األمريكيرون يشرعرون بهرا مرن
سرريطرة اإلع ر م األوروبرري وسرريادته ،لكررن الوديررات المت رردة األمريكيررة ،ت رراول فرري
العديد من القضايا المعاصرة أن تقفرز فروق التراريخ ،ود تسرتفيد مرن دروسره برل إنهرا
في أ يان كثيرة تعمد تجاهل بعه لقاته وتشويهها بما يخدم المصالح األمريكية وبمرا
ينسجم مع الر ية والموقف السياسي األمريكي الراهن .
إن مررن المسررلم برره أن مبرردأ الترردفق ال ررر قررد أسرريء اسررتخدامه مررن جانررب دول
الشمال ،ما استخدمته هرذه الردول كرلداة اقتصرادية وأيديولوجيرة للسريطرة علرى شرعوب
الدول النامية يا كثيرا ما اتخرذت ال كومرات ال ربيرة بالتعراون مرع الشرركات متعرددة
الجنسيات مبدأ التدفق ال ر ،كمظلة للتدخل فري الشر ون الداخليرة لردول العرالم الثالرا ،
وضرب سياستها اإلنما ية ،وتخريب ثقافتهرا ،وسروف نتعررف فري هرذا المب را علرى
إشكالية التدفق ال ر ل،خبار ،وكيف يتم ت طية أخبار العالم الثالا ،ومرا هري أسراليب
الت طية اإلخبارية ؟ .
- 1جاب هللا موسى سن ،ادتصال الدولى والع قات الدولية ،م اضرات غير منشورة ،قسم اإلع م ،
الدراسات العليا ،جامعة قاريونس ، 2884 ،ص . 51-51
279
-2جدلية احلوار لدى دول الشمال " الغرب " :
هناك موقفان ول جدلية ال وار بين الشمال والجنوب ،فدول الشرمال تررى أن
هنرراك شرررعية لمطالررب دول الجنرروب ،ود ترررى أي تعرراره بينهررا وبررين مبرردأ ريررة
اإلع م ،وتبارك اآلراء والمعرفة الذي تبناها الشمال ،وخاصة أن هذه المبادئ ترفرع
من قبل دول الجنوب كشعار ال رية والديمقراطية ،و رية التعبير ،و رية اإلع م ،
والترري د يختلررف عليهررا الطرفرران ،أمررا تطبيررق وعرردم تطبيررق هررذه الشررعارات فرري دول
الجنرروب ،فهررو خررار عررن دا رررة مسر ولية دول الشررمال ،إمررا رغبررة مررن الجنرروب فرري
ال فاظ على الشخصية القومية لشعوبه من وجهة نظر الشمال د تبلور إد بتبنري عقليرة
ال رروار ،و ريررة اإلعر م ،والتعبيررر عررن الررذات فرري إطررار رأسررمالي ،والترري غالبررا د
تتعاره مع مبدأ التنروير ،وتبرادل المعلومرات ،والنقرد كمبردأ مرن المبرادئ اإلنسرانية ،
أما الموقف الثاني فهو قا م على شجب الر ية القا مة على الثقافة ،ويتخرذ أنصرار هرذا
ادتجاه تجربة الهند مرث لهرا ينمرا طرردت الهنرد الصر فيين األجانرب ،الرذين رفضروا
عره تقاريرهم على الرقابة ،وهناك ر ية ثالثرة ،وهري د تقرل أهميرة عرن المروقفين
السابقين ،وهي التي تبناها بعه المتخصصين اإلع ميين في الشمال ،ومرن أبررزهم
فرررانيس بررال ،يررا يرررى " أنرره د يمكررن تجاهررل موقررف المعارضررة للنظررام اإلع مرري
الجديررد ،إن أي م اولررة للتجاهررل مررن قبررل دول الشررمال لمررا يجررري فرري الجنرروب يعتمررد
على رية الرأي في الشمال ،وإذا اولنا تطبيق هذه القاعدة على إ ردى دول الشرمال
فان نعتقرد أن م اولرة ال كومرة الفرنسرية الضر ط علرى الصر فيين للكتابرة علرى هولنردا
ب يا أنها دولة أوروبية وتربطها معها مصالح قد تصطدم ب رية اإلع م"(.)1
- 1فرانيس بال ،وثيقة رقم ( )7اللجنة الدولية لدراسة مشك ت ادتصال .
278
أ -سياسررة الصررمت ررول القضررايا ال يويررة فرري العررالم الثالررا ،مثررل :قضررية التجربررة
السياسررية وادقتصررادية والثقافيررة ال يويررة ومشررك ت التنميررة ،وعلررى الرررغم مررن أن
هررذه الجدليررة قديمررة ولكنهررا تعتبررر وثيقررة يويررة فرري الم افررل الدوليررة ،خاصررة فرري
ال وار الدا ر بين الشمال والجنوب ،فمن وقت ليس بقريرب رأت دول الجنروب أن
وسرررا ل اإلعررر م فررري الشرررمال د تخصرررص مسرررا ات كافيرررة ترررت ءم مرررع األهرررداف
والطمو ات التي ي خذ بها الجنوب .
261
ب -التشويم الذي تتعره له األخبار المنشورة في صر ف الشرمال عرن دول الجنروب
،وهررذه الجدليررة تتعلررق بعنصرررين سررب تعبيررر دول الجنرروب ،أولهمررا :سرريطرة
وكادت األنباء العالمية على ركة األخبار في العالم ،وثانيهما يترتب على الجزء
األول مررن هررذه الجدليررة ،وهررو التشررويه المتعمررد لكررل مررا يرردور فرري الجنرروب " .
والجنوب يشكوا من هيمنرة األجهرزة اإلع ميرة ال ربيرة ،وسريطرة اإلعر م الردولي
عن طريق وكادت األنباء األربعرة "( ، )1برل إن دول الجنروب يرذهبون إلرى التلكيرد
على أن هذه الوكادت تفرز وفق مصالح وأسرلوب تفكيرهرا ال ربري أهميرة الخبرر ،
وهي التي تفسر األ داا ،وتقود العملية اإلع مية ،تى بالنسبة لوكرادت األنبراء
الم لية والص ف في دول الجنوب .
-الدعاية الثقافية المضادة الموجهة من دول الشمال إلرى دول الجنروب ،وتتميرز هرذه
الجدلية على ما سبقها فري أنهرا طر رت علرى نطراق واسرع فري المنظمرات الدوليرة ،
وتتلخص في " أن رية تردفق األنبراء مرن الشرمال إلرى الجنروب يترترب عليره غرزو
الجنوب باألف م والبرامر مما يساعد على سيطرة الثقافة والمفاهيم ال ربيرة الممثلرة
في دول الشمال ،وهجرة الثقافة الم لية بدول الجنوب ،مما ي دي في النهايرة إلرى
()2
إسهام دول الشمال في تكريس أخطر أشكال ادستعمار ،وهو ادستعمار الثقرافي
.
واجلنوب:
- 1أ مد ف اد ،اإلمبريالية كيف تنظر للمرواطن العربري ،مجلرة الو ردة ،العردد ، 81السرنة 9مرارس 2891ص
. 229
261
ثالثا :التدفق اإلخباري العاملي :
سر ال نطر ره لإلجابرة عنره بشريء مرن التفصريل ،كيرف يمكرن رسرم شركل هررذا
التدفق اإلخباري ؟ .
ت كد لجنة ماكبرايد على أن ادخت ل في توزيع األخبار ظاهرة معقد متشرعبة ،
فقد يكون ادخت ل في الكم ،وقد يكرون فري الكيرف وقرد ي ردا علرى مسرتويات مختلفرة
ويتخذ أشكاد معينة .
-2بررين الررب د المتقدمررة والررب د الناميررة بقرردر مررا يت رردد الترردفق اإلع مرري بوجررود البنررى
األساسية الم مة أو عدم وجودها .
-1بين الب د ذات النظم السياسية وادقتصادية وادجتماعية المختلفة .
-4بررين الرردول المتقدمررة المنتميررة إلررى نفررس النظررام السياسرري وبخاصررة بررين الص ر رى
والكبرى منها .
-2بين بلدان العالم الثالا ذاتها .
-5بين األخبار السياسية ،واألخبار المتعلقة بال ياة ادجتماعيرة وادقتصرادية والثقافيرة
للب د ،والتي تناضل ضد مساوئ التخلف .
-7بين ما جرى العرف على تسرميته برالخبر السرار ،والخبرر السريا مثرال ذلرك أخبرار
الكوارا والصرا وادنتكاس وال ماقات والتصرفات المتطرفة .
-6بين األخبار المتعلقة باأل داا الجارية ،والمعلومات التي تتناول بمزيد مرن العمرق
موضوعات لها أهميتها في ال ياة اليومية للشعوب واألمم(. )1
وفي دراسة قدمت إلى نادي روما فري عرام 2866رأت " أنره يجرب ادعترراف
بلن النشرر الردولي ل،خبرار ظرل طروي خاضرعا للممارسرات التميرز ولرن تتروافر للررأي
ال قيقري علرى المعلومرات كاملرة رول العرالم العام في الب د الصناعية فرصة ادطر
الثالا ،ومطالبه ومعطياته وا تياجاتره ترى يرلتي الوقرت الرذي تت ررر فيره مرن أنمراط
اإلعرر م وادتصررال ،ممررا يسرروده اليررا مررن روح اإلثررارة وأسرراليب عررره األخبررار
264
الموجهة ن و المستوى ،و تى تتخلص على ن و وا مرن الت يرزات العرقيرة ،يتعرين
اعتبار توسيع المقدرة على اإلعر م عنصررا جوهريرا مرن م راودت إقامرة نظرام دولري
جديد ،ويتعين إدانة الممارسات اد تكارية والتميزية المفترضة بنظام اإلعر م ال رالي
،باعتبارها من أسوأ السمات المميزة للنظام( )2وتمثل وكادت األنباء موقعا معتبرا فري
النظررام العررالمي لوسررا ل اإلعرر م الجماهيريررة ،يررا تعررد عصررب العمليررة اإلع ميررة
وم ورها ،وأهم منابعهرا ،وأغزرهرا علرى اإلطر ق ،وعلرى الررغم مرن أن الصر ف
وم طات اإلذاعة والتلفزيون تلعب دورا هاما في المجتمع " ،فان الدور األكبر ت ديره
وكادت األنباء ،التي تقرف وراء تلرك األجهرزة جميعرا ،باعتبارهرا جهراز اإلعر م األم
"( )3فالوكرررادت هررري التررري تمرررد مرررن دون توقرررف وسرررا ل اإلعررر م باألخبرررار ،والمرررواد
الص فية المختلفة ،وتتضاعف أهمية وكالة األنباء في نظام وسا ل اإلع م لمشراركتها
في :
-2وسا ل اإلع م األخرى فري تجسريد الترلثير المكثرف لإلعر م الجمراهيري فري الررأي
العررام ررول قضررايا ماسررة ،تنرردر فرري الجررزء الم رردد مررن البرررامر الترري تتنرراول
معلومات سياسية وتفسرها .
-1كون وكالة األنباء تلعب دور ادختصاص والم ور الر يسري للمعلومرات اإلخباريرة
اآلنية ،ذات األهمية وخلفياتها ومسار تطورها .
وبالتررالي تقرروم نشرررات األنبرراء المبرقررة للوكررادت الموجهررة إلررى المشررتركين مررن
وسررا ل اإلع ر م الجماهيريررة ،برردور ص ر افة الص ر فيين "( )4فررالمعروف أن الوظيفررة
األولى للص افة هي األخبار ،أي نقل األنباء وتفسريرها والتعليرق عليهرا علرى مسرتوى
كل من األ داا الصر يرة والكبيررة ،ويمثرل " الخبرر جروهر الت ريرر اإلع مري الرذي
بدوره يمثل صلب العملية اإلع مية ادتصالية "(. )5
265
الص ر في ،والررزمن المعكوسررين التقليررديين اللررذين واكبررا ظهررور وكررادت األنبرراء ،
وم اودت ت ديد صيغ ت رير األخبار منذ قرن ونصف(. )1
وتعرررف اللجنررة العربيررة لدراسررة قضررايا اإلعر م وادتصررال فرري البلرردان العربيررة
الترردفق اإلع مرري بلنرره " :ترردفق المنتجررات اإلع ميررة والمعلومررات الترري تعتمررد عليهررا
وسررا ل ادتصرررال الجمرراهيري ،ويررردخل فرري هرررذا النطرراق الخبرررر والتعليررق والصرررورة
والبرنامر اإلذاعي والبرنامر التلفزيوني والفيلم السينما ي والمعلومات والبيانات "(. )2
وفي دراسة ول ت طية األخبرار الخارجيرة فري الصر ف النيجيريرة أكرد نروبيلي
واودو أن المسررا ة المخصصررة ألفريقيررا ،تجرراوزت نصررف الصررف ة المعطرراة ل،خبررار
الخارجية ،كما توضح دارسة أخررى بعنروان تردفق األخبرار األجنبيرة إلرى أفريقيرا ،أن
اختيار األخبار يتم مرن وجهرة نظرر م ليرة ب ثرة ،وتشرير إلرى أن نظرم وسرا ل اإلعر م
المختلفررة فرري أفريقيررا ومثي تهررا فرري أمريكررا ال تينيررة ،يتجاهررل كررل منهررا اآلخررر بشرركل
منتظم ،وتوضح الدراسة أن أخبرار أوروبرا تلري األخبرار اإلفريقيرة ،ثرم أخبرار الشررق
األوسط ،ثم أمريكا الشمالية ،وأخيرا أمريكا ال تينية ،وأوروبا الشررقية ،فقرد ظيرة
بلقل قدر من ادهتمام على المستوى العالمي وقت إجراء الدراسة(. )3
وتلخررص الدراسررات الترري تررم إعرردادها " مديريررة الب رروا " فرري الكررون رس إلررى
القرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررول برررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررلن :
" علينا أن ندرك أن تدفق اإلع م يعاني مرن خلرل علرى المسرتوى العرالمي ،كمرا يجرب
أن تردرك أن الوديرات المت رردة هري المصرردر الر يسري لنشروء ذلررك اإلعر م ،وأن هررذه
الظاهرة مقرونرة ب يرهرا مرن المسراعي الضرخمة والمتنوعرة التري تنهمرك بهرا الوديرات
المت رردة ضررمن إطررار عررالمي ،وت كررد صر ة ادنطبررا اآلن عررن قيررام ضررارة عالميررة
مدموغة بعبارة صنع في أمريكا "(. )4
- 1م مد نجيب الصراير " التدفق اإلخباري الدولي مشكلة توازن أم اخت ف مفاهيم " مجلة العلوم ادجتماعية ،
السنة ، 26العدد ، 2ربيع ، 2898ص . 154
- 2تقرير اللجنة العربية لدراسة قضايا اإلع م وادتصال في البلدان العربية ،تونس ، 2896 ،ص . 55
- 3ميشررانك كونجيررك ،مشررك ت ترردفق األخبررار علررى المسررتوى الرردولي وصررور األمررم ،ترجمررة خالررد الهمررداني ،
منشورات فانا ،بيروت ، 2898 ،ط ، 2ص. 42
- 4ل .ستافر يافوس ،التصد العالمي ،مرجع سابق ،ص . 528
267
إن هذه ال ضارة العالمية المصرنوعة فري أمريكرا ناجمرة عرن عردم تروازن تردفق
اإلع م تتعره لت ديات متزايدة من قبل العرالم الثالرا ،غيرر أن األسرباب ترجرع إلرى
الخلرررل المشرررار إليررره فهرررو يمثرررل تهديررردا مباشررررا وخطيررررا لتطرررور ال ضرررارة القوميرررة
وادقتصاد الوطني .
ويشير الصر في الهنردي نارنردا غرا فري دوريرة اليونسركو ،المسرماة UNSCO
COURIERفي عـدد إبريل 2866والتي كانرت مكرسرة لمناقشرة قضرايا عالميرة رول
اإلع م ،فلشـار أن
مستعمرة غويانة الهولندية أصب ت دولة مسرتقلة فري 15ينراير 2865ت رت اسرم سرير
نيام ومرع ذلرك فران ال ردا لرم ي رظ برين 12و 16ينراير برلكثر مرن %4مرن المسرا ة
المخصصررة ل،خبررار فرري سررت عشرررة صر يفة يوميررة ر يسررية فرري ث ثررة عشررر بلرردا مررن
بلرردان أمريكررا ال تينيررة ،وهررذه النسرربة الض ر يلة %4جرراءت كلهررا مررن وكررادت األنبرراء
العالمية ،على الرغم من أن سيرنيام أكبر مسا ة من بريطانيا ،وهي أكبر ثالا دولرة
منتجة للبوكسيت ،وخ ل األربع األيام نفسها كانت نسربة %61مرن األنبراء المنشرورة
في الص ف الست عشر تدور رول البلردان المصرنعة ،كمرا أن أربعرة أخمراس األنبراء
كان مصدرها وكادت األنباء في البلدان نفسها(. )1
وفي دراسة أخرى على تسع ص ف عربيرة ،اعتمردت هرذه الصر ف فري نشرر
أخبارها على الوكادت األربع الكبار رويتر ،الفرنسرية ،اسوشريد بررس يونايترد بررس
بنسرربة إجماليررة وصررلت إلررى ، %27.6ونسرربة تراو ررت بررين %58.9ك ررد أعلررى ،و
%12.6ك د أدنى(. )2
وتشير اإل صاءات إلى وجود 217وكالة أنباء عالمية في العالم ،تبلرغ طاقتهرا
اإلجماليررة أكثررر مررن 51مليررون كلمررة ،ترروز علررى وسررا ل اإلعرر م فرري 251بلررد ،
وبمختلرررف الل رررات ،ولهرررذه الوكرررادت م رررات المكاترررب ،واأللرررف المراسرررلين الررردوليين
- 1نارندا غا ،دورية اليونيسكو ،أبريل ، 2866شبكة ادنترنيت ـ ترجمة الطاهر قبية ،ص . 21-7
- 2خالد الهمداني ،معوقات التدفق اإلخباري ،المستقبل العربي ،العدد ، 115السنة ، 9مارس ، 2887ص
. 242
266
والم ليين في مختلرف أن راء العرالم( ،)1وفري رين يتمثرل ال جرم اإلجمرالي ل،نبراء التري
تبثه الوكادت الدولية األربعة الر يسية The big fourبن و 41.951.111كلمة يوميرا
موزعة كما يلي :
ادسوشيد برس األمريكية 26 :مليون كلمة .
اليونايتد برس األمريكية 21.511 :مليون كلمة .
وكالة الص افة الفرنسية 4.451 :مليون كلمة .
رويتر البريطانية 1 :مليون كلمة .
وتسيطر هذه الوكادت و دها ب سب إ صاءات األمم المت دة على %91ممرا
ينشر من مادة إع مية يوميا في العالم ،وت كد اللجنرة السياسرية الخاصرة التابعرة ل،مرم
المت دة أن الدول النامية %65من سكان العالم ،د يتوفر لديها سوى %21فقرط مرن
مصادر معالجة المعلومات(.)2
- 1سان الزين ،م وية الشاهد ،مجلة الشاهد ،قبرص ،العدد ، 211يناير ، 2884ص . 21
- 2اللواء ،بيروت . 2894/21/14
269
ويقول فريد إياد إن وكالة األنباء الر يسية قرد وزعرت مراسريلها فري العرالم علرى
الن و التالي %42أمريكا الشمالية %19 ،أوروبا %26 ،سريا ومنراطق الباسرفيك ،
%22أمريكا ال تينية %7 ،الشرق األوسط %2 ،أفريقيا(. )1
وهررذا يوضررح مرردى التركيررز علررى دول الشررمال فرري الت طيررة اإلخباريررة ،وعرردم
ادهتمررام برردول الجنرروب ،فالمراسررل الصر في فرري دول الجنرروب عليرره أن يعرررف مرراذا
يكتب قبل أن يبدأ في ت طية األ داا .
ويشير الص في الليبي أ مد عاشور إلى ليرة عمرل وضرخامة الوكرادت األربرع
الكبررار ،باعتبارهررا المسرريطرة علررى سرروق األخبررار العالميررة ،يررا ي كررد أن وكالررة
ادسوشيد برس تعمل في 219دولرة ،وتصرل خردماتها اإلع ميرة إلرى 5611صر يفة
ومركز إع مي ومشترك ،وتملرك 74مكتبرا ،ولرديها 558مراسر عالميرا ،و1111
مراسرل م لرري ،وتصرررف سررنويا مررا قيمترره 81مليررون دودر ،أمررا وكالررة يونايترردبرس
فتعمررل فرري 21دولررة وتقرردم خرردماتها 6168م سسررة إع ميررة ومسررتخدمة ،و1127
وكرري إع ميررا ،وتملررك 47وكالررة أخبررار وطنيررة ،و 92مكتررب إع ميررا ولهررا 569
مراسر عالميرا ،وتسررتخدم 2914مراسر م ليررا .أمرا وكالررة فررانس برررس تعمرل فرري
251دولة ،تصل قدرتها في تقديم األخبار إلرى 21صر يفة ومجلرة ،وتسرتخدم 2881
مراس فرنسيا وأجنبيا في الخار ،أما وكالة رويتر تعمرل فري 226دولرة ،وتتعامرل
في خدماتها اإلع ميرة مرع 7511صر يفة و 211م طرة إذاعيرة ،وتملرك 254مكترب
وتستخدم ما مجموعه 1111مراسل(. )2
وتسرريطر الوديررات المت رردة و رردها علررى %65مررن األنبرراء العالميررة ،إن جررم
البررا وسرراعات اإلرسررال إلررى دول العررالم الثالررا يبلررغ مررا مجموعرره 2125.25سرراعة
أسرربوعيا ،وتصرردر الرردول ال ربيررة %84مررن المنتجررات الثقافيررة ،بينمررا تنررتر الرردول
- 1فريد إياد ،التدوال ال ر والمتوازن للمعلومات ضمن النظام اإلع مي دولي جديد ،دورية ات اد الوكادت
األنباء العربية ،مارس ، 2869ص . 17
- 2أ مررد عاشررور أكررس ،لكرري تكررون صر فيا ناج ررا ،مبررادئ أساسررية للصر في والصر افة فرري العصررر ال ررديا ،
مطابع الفاتح ،الشركة العامة للورق والطباعة ،مصراته ،ط ، 2885 ، 2ص . 61
268
النامية ، %6وأكثر من %85من ادستثمارات في ميادين اإلع م تنتر من الشرمال ،
واقل من %5من الجنوب "(. )1
ويقول ريتشرارد نيكسرون فري كتابره سرت أزمرات " إن القروة العسركرية يويرة ،
ولكنها إن لم تدعم ببرامر اقتصادية وسياسية ودعا ية فانها ليست كافية أبدا "(. )2
- 1جابر مل وظ ،أهمية توسيع إقامة تبادل المعلومرات واألخبرار برين األقطرار العربيرة وأمريكرا ال تينيرة ،دوريرة
دت اد وكادت األنباء العربية ،مارس ، 2896 ،ص . 27
292
المظاهر السلبية للصرورة النمطيرة للعررب خاصرة ،ويقرول بيلكرا نيرر مردير عرام وكالرة
ادسوشرريد برررس فرري ادجتمررا الخررامس للجنررة التابعررة لل رروار بررين الوكررادت العربيررة
والعالميررة المنعقرردة فرري الرردار البيضرراء عررام " 2884لرردينا مشررتركون كثررر فرري اإلذاعررة
والتلفزيون ولدينا 2711ص يفة يومية تشترك بنشراتنا ،لذلك نريرد أن تكرون أخبارنرا
()1
كاملة وذلك باعتناء م توى الخبر ،باضافة الخلفية ،وت ديد المصردر ومقتطفرات "
.
ويقول مكولهم هيروز المردير التنفيرذي لوكالرة يونايترد بررس انترناشريونال :إنره "
يكتب القليل عن العالم الثالا في الص افة ال ربية ،وبناء على ت ليل أجراه لمدة ث ثة
أسابيع فلنه لم ينشر فري الصر افة األمريكيرة ،سروى %16مرن األخبرار التري تنشررها
وسا ل اإلع م األمريكية هي تلك الصادرة عن الوديات المت دة األمريكيرة ،وقرال إن
العديد من الص افيين يشعرون باألسى ألن جهودهم د تظهر في الص افة "(. )2
ويصررل فرنسرريس دوردي إلررى نفررس النتيجررة ،وهررو المس ر ول عررن قسررم الشرررق
األوسط في وكالة رويتر ،يرا أجررى دراسرة للصر ف ال ربيرة قرام بهرا عرن الشررق
األوسررط ،أشررارت إلررى أنرره مررا بررين 11إلررى 61فقرررة فقررط مررن أخبررار الشرررق األوسررط
نشرت فيها(. )3
ويقول م مد المصمودي " تتضح مثل هذه الهيمنة والسيطرة فري عردم ادهتمرام
المل رروظ لرردى وسررا ل اإلع ر م فرري دول الشررمال ،ودسرريما ال رررب ،بمشررك ت الررب د
الناميررة واهتماماتهررا وتطلعاتهررا ،فهرري تقرروم علررى القرروة الماديررة والصررناعية والثقافيررة
والتكنولوجية ،ونتر عن ذلرك اعتبرار معظرم الرب د الناميرة مجررد مسرتهلكة للمعلومرات
واألخبار التي تبا إليها مثل أية سلعة أخرى(.)4
- 1م ضر ادجتما الخامس للجنة متابعة إع ميين وكادت األنباء العربية والعالمية ،الدار البيضاء ،منشورات
فانا ،بيروت ،نوفمبر ، 2884ص . 12
- 2تقرير عن أعمال األمانة العامة دت اد وكادت األنباء العربية بين الدورتين ، 22-24منشورات فانرا ،بيرروت
، 2894 ،ص . 28
- 3خالد الهمداني ،معوقات التدفق األخباري ،مرجع سابق ،ص . 52
- 4م مد المصمودي ،النظام اإلع مي العالمي الجديد ،مرجع سابق ،ص . 218
291
إن التدفق من جانب وا د ينتر من المجتمعات ال ربية جما كبيرا مرن األخبرار
والمعلومات التي تقدم مادة بدون تمييز ،األمر الذي دفع بعه المراقبين إلرى اإلشرارة
إلرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررى
" فررررط اللعرررب اإلع مررري " ،وهررري ظررراهرة قرررد تررر دي إلرررى اضرررطراب التفكيرررر ،أو
ادغتراب ،أو ادنزواء والسلبية ،فعردم وجرود تردفق إع مري رر ،وعمليرة ادتصرال
في اتجاه وا رد وا تكرارات اإلعر م يسربب انهيرار فري الجهراز العصربي للمجتمرع الرذي
ي ر دي إلررى نكسررات ضررارية ،إن رردوا اضررطرابات فرري الجهرراز العصرربي البشررري
يشيع التشويم في ادخت دت في الشخصية ،ونفس الشيء ي دا للمجتمرع ذلرك " أن
دوا اضطرابات فري شربكة ادتصرال يشروه إدراك ال قرا ق مرن جانرب ال كومرات أو
أعضاء المجتمع وسوف يصاب الرأي العام بالشلل لفقدانه المعلومات وبالترالي التوقرف
عن العمل(. )1
وكذلك انتقد روبير جالي وزير التعراون الفرنسري السرابق فري كومرة ديسرتان ،
وسررا ل اإلع ر م ال ربيررة يررا قررال " :أنهررا تصررور بلرردان العررالم الثالررا كمررا لررو كررانوا
مس ولين ،عندما يسعون لل صرول علرى معونرات ماليرة ،أو أنهرم هرم المسر ولون عرن
غ ء المعيشة لدينا ،عندما يستمر ارتفا أسعار البترول أو أنهم يخلقون البطالة عندنا
،عندما يطورون صناعاتهم "(. )2
ويقول ر.م.نكو لوما ،وزير الدولة الزامبي ،في كلمة له في البرلمران الزامبري
" :إنررره مرررن األفضرررل أن يسرررمى التلفزيرررون الزامبررري بررراألمريكي ،إذ أن األفررر م التررري
تعره فيه تتجاوب مع مصالح واشنطن ،د مع المصالح األفريقية الزامبية "(. )3
إن وسا ل اإلع م تجد تضمينا لمبدأ المصنع األساسي ،فكلهرا ترسرل معلومرات
مماثلة لم يين العقول – بفعل وكادت األنباء – و قا ق مو دة قياسريا ،وبصرفة جمليرا
ونسخا لمنتجات مو دة تصرب إلرى م يرين المسرتهلكين مرن صرور المصرنع المركرزة ،
- 1جيم ريتشارد ،التدفق اإلخباري الدولي ،ترجمة جمال عبد الر وف ،الدار العربية للنشر ، 2898 ،ص
. 67-65
292
-2مساعدة المواطن األفريقي على معرفة ما يدور في العالم وفي بلده .
على ما يدور في العالم . -1مساعدة ال كومات األفريقية على ادط
باقي دول العالم على ما يجري في أفريقيا(. )1 -4اط
ظ أن من بين هذه الوظا ف الث ا فقد اقتصرت اثنتان منهرا علرى ون
وكادت األنباء العالمية دون غيرها .
إن دول العالم الثالا تقف موقفا اقتصاديا من مذهب التدفق ال ر ل،نباء
،يا تعتبره بمثابة لية للت ل رل اإلع مري ،والسريطرة الثقافيرة ،وادسرت ل
ادقتصررادي وت ررت شررعار الترردفق ال ررر ل،نبرراء نجررد الوديررات المت رردة ودول
الشررمال تبرررر تبريرررا فاشرر سياسررتها العدوانيررة ،وم اولتهررا فررره مررذاهبها
المعاديرررة للبشررررية ،إن وكرررادت األنبررراء األمريكيرررة والعالميرررة وجررردت لخدمرررة
مصالح هيمنة خاصة ،فتقذف إلى سوق األخبرار مست ضررات خاصرة وأخبرار
م تملة عن األ داا العالمية ،وهي تشوة بدرجة كبيرة الرأي العام بمرا يرت ءم
واتجاه الدعاية ال ربية .
" إن الترردفق الراسرري غيررر مترروازن مررن قبررل العررالم الثالررا ،يررت كم فرري
رغبررات المسررتقبلين وا تياجرراتهم ،وأشرركال سررلوكهم بدرجررة ت ر ثر بشرركل كبيررر
على الثقافة الم ليرة ،لردى هرذه الشرعوب "( )2فر أ رد يسرتطيع أن ينكرر وجرود
ع قة بين التدفق ال ر والتبعية بشكل عام ،فكلمرا كران تردفق األنبراء ررا كلمرا
ت ققت فرص تنمية أكبر لدول الجنوب .
إن نفس ما تعاني منه دول الجنوب اليوم ،عانرت منره الوديرات المت ردة
منذ ستين سنة ،يا دخلت الوديات المت دة في صررا ،لكري يعتررف العرالم
بهررا ،يررا كانررت أمريكررا ضررمن الرردول الترري د تملررك شرري ا فرري مجررال اإلع ر م
واألخبار الدولية ولود ملة كنت كوبر مردير عرام وكالرة ادسوشريد بررس التري
هردفت إلرى ررق وكالتره فرري ادتصرال برردول العرالم ،وتكسررير اد تكرار ل،خبررار
- 1د .د .مانكيكار ،التدفق ال ر من جانب وا د ،الجماهيرية ،بدون تاريخ ،بدون دار نشر ،ص . 25
- 2سير دتوم ،ت ريب العالم ،مرجع سابق ،ص . 47
295
الدوليررة الررذي ظررل كرررا علررى الوكررادت األوروبيررة ،يررا وجهررت الوديررات
المت دة اتهامها إلى وكالة رويتر ،وهافاس الفرنسية ،واتهمتهما بلنهما يقردمان
صررورة الوديررات المت رردة بلنهررا بلررد غررارق فرري الصررراعات العنصرررية ،وهرري
مسررررح ل ،رررداا والعواصرررف والفيضرررانات والجريمرررة " .إن رجرررال اإلعررر م
األمريكيين ينتقردون ادسوشريد بررس ،ألنهرا سرم ت لرويترر أن تفعرل مرا تشراء
بصورة الوديات المت دة في العالم "(. )1
إن قراء الص ف واألخبار اليوم يخرجون بانطبا أن العنرف والجريمرة
والصرا إلرى الجانرب العمرل الشراذ والمفراجا ال ريرب ،هرو كرل األخبرار التري
ت دا في الدول النامية وقرد أتفرق كثيرر مرن المراسرلين ورجرال مكاترب األخبرار
في الدول النامية مع ما ذهب إليره دكترور ال هسرتر ،علرى أن ر سراء الت ريرر
الكبررار والم ررررين فرري وكررادت األنبرراء األمريكيررة واألوروبيررة غالبررا مررا يكررون
لديهم نماذ وأنمراط معردة سرلفا ،ومفراهيم مشروهة ل عتبرارات يجرب مراعاتهرا
من جانب الم رر ،وهو يرسل األخبار إلى ب ده(.)2
وكثيرا ما كانت هرذه األخبرار تعرالر الجوانرب السرلبية فري الردول الناميرة ،فنجرد
اهتماما أكبر بلخبار ادنق بات والفوضى واإلرهراب والمجاعرات فري ال يرز اإلخبراري
المخصص للدول النامية ،لدى أخبار الوكادت العالمية ،يا يركز المراسرلون علرى
موضو اإلرهاب مث ،ألنهرم يعلمرون برلن هرذه القصرة اإلخباريرة سروف تلقرى تلكيردا
وتر يبا في المكتب في نيويورك ولندن ،كما أن الكتابة في هرذا الموضرو أسرهل مرن
الكتابة على المشاريع الزراعية وخطط الت ول والثورة ادجتماعية .
- 1ليلى أبو زيد ،أمريكا الوجه اآلخر ،مطبعة النجاح ،الدار البيضاء ،ط ، 2882 ، 1ص . 55
296
ويفسررر دكتررور ال هسررتر عمليررة الت طيررة اإلخباريررة للرردول الناميررة " بررلن الترردفق
اإلخباري ودراسات راس البوابات(*) تصبح ذات أهمية قصوى ،عندما يتبرادل تردفق
:إن جرم الرسرا ل اإلخباريرة التري تنقرل األنباء إلى الدول النامية منها .ويضيف قا
إلى الدول النامية ،ومنها يقل كثيرا عن األخبار المتداولة بين الدول الصناعية ال ربيرة
الكبرررى ،وهكررذا فرران عمليررة ادختبررار الترري ت رردد مررا يترردفق مررن خ ر ل البوابررات ،قررد
ت جب التدفق اإلخباري تماما ،إذ كان جم الرسا ل اإلخبارية قلي "(. )1
وبهرررذا عرفنرررا أن التررردفق اإلخبررراري لرررم يكرررن ررررا ومتبرررادد برررين دول الشرررمال
والجنوب ،بل أخذ في جميع ادتها شكل المثلا ،الذي يرسرل معلومرات وأخبرار مرن
القمررة والقاعرردة ،تكررون دا مررا هررـي المسررتقبل فرري ررادت كثيرررة ،بشرركل مشرروه وغيررر
ص يح تنافي بذلك أدنـى مس وليرـة وأخ قيرات العمرل اإلع مري ،ومرن هنرا كران دبرد
من اإلشارة إلى األسراليب التري تتبعهرا هرذه الوكرادت عنرد صرياغة أخبرار تتعلرق بردول
العالم الثالا .
رابعا :أساليب التغطية الصحفية لبلدان العامل الثالث يف الصحافة األمريكية :
تركز الص افة فري عمليرات الت طيرة الصر فية لردول العرالم الثالرا علرى بعره
األساليب الص فية ،التي تستخدمها الص ف األمريكية وهي متمثلة فيما يلتي :
-2أسلوب التخويف :
يسررتخدم هررذا األسررلوب عررن طريررق تررروير األخبررار الكاذبررة والشررا عات
واألخبار ذات المصدر غير الموثوق ،وفي ال الب تكون هرذه المعلومرات غيرر
دقيقة ،ويتم نشرها في أكثر من وسيلة إع مية بهدف تلكيد مصرداقيتها ،وذلرك
من أجل تخويف دول العالم الثالا من خطر م اودت التنميرة وادنفصرال علرى
ال رب ،وقد ذكررت صر يفة الواشرنطن بوسرت فري مواجهرة اتهامرات لل كومرة
* -ارس البوابة :هو المس ول اإلخباري الذي يقرر مرا هري األنبراء التري يرتم بثهرا وفرق خطرة وسياسرة الم سسرة
اإلع مية أو الدولة .
299
الهندية ،بلن م اودتها إقامة قوة اقتصادية سوف يعود بالترلثيرات السري ة علرى
مستقبل اقتصادياتها(. )2
كذلك اسرتخدام أسرلوب التخويرف فري المواجهرة العسركرية مرع ليبيرا فروق
خلير سرت ،عندما أشارت مجلة التايم أن قوات مشاة الب رية بامكانهرا ا رت ل
شررراطا ليبيرررا ،واعتقرررال القرررذافي فررري عمليرررة عسررركرية د تسرررت رق سررراعات
معدودة( )3م اولة بذلك إثارة الخوف في نفوس الشعب الليبي .
- 1كلمة الر يس ري ان ، 2897/2/25ليلة العدوان على الجماهيرية ،نص الكلمة وكالة األنباء الجماهيرية .
- 2التايم 2 ،يناير . 2897
281
فرري هيمنتهررا علررى دول الجنرروب ،ومررن أبرررز األكاذيررب الترري روجتهررا الصر افة
األمريكيررة ،هرري أن القررذافي أرسررل فرقررة دغتيررال ري رران ،وبعرره مسرر ولي
اإلدارة األمريكية ،في م اولة مفهومة إللصاق تهمة اإلرهاب بالقذافي(. )1
إن هرررذه األسررراليب تبرررين بشررركل صرررريح مررردى صررردق جدليرررة دول الجنررروب ،
ومطالبهم في أن يكون التدفق اإلخباري عادد ومتوازنا برين الشرمال والجنروب ،ولكرن
وبعد استخدام األقمار الصناعية وشربكات ادنترنيرت ،أصرب ت المسرللة تقراس بمقيراس
خررر ،وهرري م اولررة إنقرراذ ال ررق الم تصررب مررن دول الجنرروب فرري أن تظهررر نفسررها
وتجاربها وأخبار على خارطة اإلع م الدولي ،ولكن هيمنة وكادت األنبراء واسرتخدام
األقمار الصناعية وشبكات المعلومات ،كلها دد ل تشير إلى عدم إمكانيرة قلرب معادلرة
التدفق الرأسي للمعلومات إلى أي صي ة أخرى ،و تى وإن ظهرت فري األفرق قنروات
فضا ية ووكرادت أنبراء أقرل وظيفرة فانهرا تبقرى مجررد أداة قاصررة علرى ت قيرق الهردف
الموجودة من أجله .
فصر يفة مثررل النيويررورك تررايمز والواشررنطن بوسررت ودفي ررارو لررديها إمكانيررات
وأساليب وتجهيزات وميزانيات ،تضاهي ميزانية وزارات اإلع م في دول الجنروب ،
فليس من اليسير أن يوقف هذا التدفق الها ل ،لمجرد توفير األموال والكوادر ،بل إنره
ب اجررة إلررى خطررة إع ميررة تفصرريلية ،لوقررف هررذا السرريل العرررم مررن األنبرراء ،ولتعررديل
الصورة المشوهة عن دول الجنوب .
281
جدول رقم ()2
(*)
يبين معدل تكرار ف ة اهتمام الص يفة بمواقف القذافي
اإلجمالي
التكرار
النسبة المئوية االهتمام بمواقف القذافي ر.م
وقررد جرراءت التكرررارات فرري الجرردول المشررار إليرره ررول اهتمررام الواشررنطن بوسررت بمواقررف
القذافي ،بنسبة م وية بل ت %9.7من إجمالي المعالجة اإلخبارية لمواقف القذافي .
وقد جاءت النتائج كما وردت من خالل فئات التحليل :
ف ررة ادهتمررام الواسررع بكررل المواقررف " ،نعنرري بهررا أن الص ر يفة تسررجل كررل المواقررف الترري
تصدر عن القذافي ولها ع قة بسياسته الخارجية "
وكشفت النتا ر فري هرذه الف رة أن %41.8مرن أخبرار الصر يفة ،قرد اهتمرت بشركل واسرع
بلغلب مواقف القذافي ،سواء منها من له صلة بدعم ركرات الت ررر ،أو ترى السياسرة الداخليرة
الليبية .
ونشرت الص يفة " … أقام القذافي تحالفا سياسيا مع الجزائر ،يعمدل بشدكل يهددف إلدى
إحداث انتكاسة للحملة األمريكية الرامية لعزل هذا الزعيم … "(. )1
فقد اعتبرت الواشرنطن بوسرت أن إقامرة أي ت رالف للقرذافي ير ثر بشركل كبيرر علرى طروق
العزلة المفروضة عليه األمر الذي ي دي إلى خلق مشاكل أخرى للوديات المت دة .
كما اهتمت الص يفة بقضية ال ررب الليبيرة -التشرادية ،وموقرف القرذافي منهرا فقرد عملرت
الصررر يفة خررر ل معالجتهرررا أخبرررار هرررذه القضرررية إلرررى إعطررراء القرررذافي صرررورة المسرررتعمر الم ترررل
72.92 282 78.72 48 56.98 99 66.16 42 الصف ة األولى 51.74 41
19.25 96 28.72 22 44.55 52 24.74 7 الصف ة الداخلية 44.44 28
21.14 42 21.62 7 9.55 24 8.18 2 22.14 9 الصف ة األخيرة
النسبة الم وية
211 418 57 251 22 56
المجمو
ررظ فرري الجرردول رقررم ( )1أن األخبررار الترري ررازت علررى فرصررة النشررر فرري الصررف ة ون
األولررى ومتعلقررة بالقررذافي وصررلت نسرربتها ، % 72.9وهرري نسرربة كبيرررة جرردا .ت كررد علررى رررص
الواشرنطن بوسرت علررى إبرراز هررذه األخبرار عررن غيرهرا .وجرراءت األخبرار ومتممررات األخبرار فرري
الصررف ات الداخليررة بنسرربة ، %19.2وأكرردت النتررا ر أن أخبررار القررذافي قلمررا نشرررت فرري الصررف ة
األخيرة بنسبة . %21.14
- درا سرات ذات اتجرراه يتعلررق بطريقررة قررراءة الصر يفة لإلجابررة علررى سر ال كيررف يقرررأ ؟ وهررذا النررو مررن
الدراسات يركز على تقسيم الصف ة الوا دة وتلثير هذا التقسيم على سلوك القراءة لدى القارئ .
لمزيررد مررن ادطرر راجررع :م مررد عبررد ال ميررد ،ب رروا الصرر افة ،عررالم الكترراب ،ط ، 2القرراهرة ، 2884 ،
ص. 279-275
** -هو اتجاه إخراجي ذو طبيعة ادنقرا ية يا يتعلق بسلوك القراءة لدى القارئ و ركة العين والبر رة البصررية
داخرل الصرف ة .وهري مرن األسرس الفسريولوجية الخاصرة براإلخرا الصر في ،ويركرز اتجراه السرتة المقلوبرة علرى
ركة عين القارئ ويرى أنها تبدأ من الركن األيسر العلوي ثم األيمن العلوي ثم األيمن السرفلي ثرم اليسرر السرفلي ،
وأخيرا وسط الصف ة -وهي الب رة البصرية داخل الصف ة -ثم يخر القارئ من الصف ة .
286
ثالثا :تأثيرات مواقف القذافي :
بعد قيام الثورة الليبية بقيادة القذافي الذي له ر ية سياسية واستراتيجية لكثير من القضرايا،
تميررزت هررذه الر يررا بالثبررات ومخالفررة ادسررتراتيجية األمريكيررة ،فقررد عمررل القررذافي علررى مسررتويات
مترابطة في دعمه ل ركات الت رر ،فعلى المستوى العربي دعم القرذافي قضرية الو ردة العربيرة ،
وأكد على ضرورة ت رير فلسطين ،ودعم منظمة الت ريرر الفلسرطيني سياسريا وعسركريا ،األمرر
الذي دفع الوديات المت دة إلى م اولة فره عزلة سياسية واقتصادية على القذافي ،لكنهرا فشرلت
،وعلررى الصررعيد األفريقرري قررام القررذافي برردعم جررل ال ركررات والمنظمررات الثوريررة الترري تسررعى إلررى
الت رر وادستق ل الوطني ،كما عمل على طرد النفوذ الصهيوني من القارة األفريقية .
وعلررى الصررعيد الرردولي ل ر م يترروانى القررذافي فرري إع ر ن موقفرره صرررا ة لرردعم ررق الجرريم
الجمهوري األيرلندي في نضاله ضد ادستعمار البريطاني ،و ق الجبهة السنديانية في نيكراراغوا
فرري ت قيررق اسررتق لها ،ودعررم بنمررا إيمانررا منرره أن الشررعوب رررة فرري تقريررر مصرريرها ،لقررد شرركلت
ال ركررة الثوريررة للقررذافي علررى تررلثيرات بررارزة علررى السررا ة الدوليررة أدت إلررى أ ررداا صر وة لرردى
شعوب العالم ،ف ملت كل ركات الت رر همومها وأفرغتها على كاهل القذافي .
جدول رقم ()4
(*)
يبين معدل تكرار تلثيرات مواقف القذافي على األوضا الدولية
ونقصررد هنررا بتررلثيرات مواقررف القررذافي " التددأثيرات التددي تددرى الواشددنطن بوسددت أن دعددم
القذافي للحركات التحرر ( اإلرهابية ) يحدثها على األوضاع الدولية " .
117
جدول رقم ()2
(*)
يبين معدل تكرار الصفات التي تعكسها الص يفة لشخصية القذافي
اإلجمالي
الصفات التي تعكسها الص يفة ر.م
% ك
12.25 286 إرهابي 2
9.49 66 متطرف 1
1.48 11 مسلم 4
5.66 54 عميل للشيوعية 2
4.29 41 دكتاتوري 5
8.59 99 زعيم 7
4.15 19 جريء 6
1.26 11 متعصب 9
1.94 17 عبقري 8
26.97 272 عراب اإلرهاب 21
5.66 54 مثير للفتن 22
7.72 72 مثير للجدل 21
4.29 41 مزاجي 24
5.66 54 متقلب 22
2.4 21 صفات أخرى 25
211 829 المجمـــــــــــو
وقد أظهرت الدراسة أن اعتبار خلير سرت مياه داخليرة تقرع ت رت سريطرة ليبيرا أمرر غيرر
مقبررول دوليررا ،واعتبرررت أن إع ر ن ليبيررا خلررير سرررت جررزء مررن اإلقلرريم الليبرري بلنرره يهرردد س ر مة
ة الدولية ،جاء بنسبة %41.1من إجمالي الصورة التي رسرمتها الصر يفة لموقرف القرذافي الم
من قضية خلير سرت ،وفي إشارة إلى أن القذافي قد خرق القوانين والمعاهدات الدوليرة ،ويعمرل
على بسط نفوذه على مياه دولية من ق المجتمع الدولي ،نشرت " … قبل 175سنة كدان يحكدم
ليبيا باشا اسمه يوسف ،يمارس القرصنة على السفن األمريكية ،واآلن يبدو أن القدذافي يسدير
على خطى أسالفه … "(. )2
وقد أظهرت النترا ر اإلجماليرة فري الجردول رقرم ( )7أن الصرورة التري رسرمتها الواشرنطن
بوسرت لموقرف القرذافي مرن قضررية الميرز العنصرري كمرا جرراء بنسربة %17.11مرن الصرورة الترري
ترسمها الواشنطن بوست لمواقف القذافي من القضايا األخرى .
وأظهرت النتا ر أن أعداد معسكرات تدريب اإلرهابيين بل ت نسبتها %11.4من إجمالي
الصورة التي ترسمها الواشنطن بوست لموقف القذافي من هذه القضية .
ونشرررت الص ر يفة " … مصددادر اسددتخبارتية أكدددت وجددود معسددكرات فددي ليبيددا لتدددريب
المتمردين والمرتزقة … "(. )1
"… اسددتهدفت الضددربة الجويددة األمريكيددة علددى طددرابلس وبنغددازي أهددداف اسددتراتيجية
داعمة لإلرهاب ،وكان أهمها معسكرات تدريب اإلرهابيين … "(. )2
وقد اولت الصر يفة تكررار وجرود معسركرات لتردريب اإلرهرابيين بشركل برارز مرن أجرل
التلكيد على صفة عراب اإلرهاب والداعم لإلرهاب الخاصة بالقذافي .
كما رأت الص يفة أن دعرم القرذافي لجبهرة السرنديانية يعرد تهديردا ل،مرن القرومي األمريكري
بنسبة %26.6ونشرت الصر يفة " … القدذافي يخلدق موطدأ قددم لده فدي الحديقدة الخلفيدة للبيدت
األبيض … "(. )2
" … سوف يصحو ريغان على أصوات القذافي والسنديانية على حدودنا … "(. )3
كما أبرزت النتا ر أن القذافي قد دعم الجبهة السرنديانية براألموال والردعم العسركري بنسربة
السندياني "(. )4 %27.8ونشرت " … القذافي يقدم 23مليون دوالر مهايا للجي
129
سادسا -أسباب دعم القذافي لقضايا التحرر :
نقصد بها " األسباب والددواعي التدي دفعدت بالقدذافي إلدى تقدديم دعدم للحركدات التحدرر ،
سواء كانت سياسية أو شخصية كما تراها الصحيفة " .
وقد قام الباحث بتقسيم هذه الفئة إىل فئتني أسباب شخصية ،وأسباب
سياسية .
أ -األسباب الشخصية :
" نقصد بها األسباب المتعلقة بالقذافي شخصيا وتدفعه إلى تقديم دعم لهذ الحركات " .
يرا يكشرف لنرا الجردول رقرم ( )9أن األسررباب الشخصرية هري التري دفعرت بالقرذافي لرردعم
ركات الت رر جاءت بنسبة %25.1من إجمالي األسباب التي دفعت بالقرذافي إلرى دعرم ركرات
الت رررر ،وقررد أظهرررت نتررا ر الت ليررل أن أكثررر األسررباب الشخصررية الترري ترردفع بالقررذافي إلررى دعررم
ركات الت رر هو شعور القذافي بجنون العظمة ،وجاءت بنسبة %24.4من األسباب الشخصية
فددي عددالم آخددر ، ،وهرو م شررر عررالي جرردا يرا نشرررت الصر يفة " … الشد أن القدذافي يعددي
عندما يعمل على دعم السنديانية بالسال من أجل محاربة الواليات المتحدة … "(. )1
" أكددد خبددراء السددلو النفسددي فددي وكالددة المخددابرات المركزيددة :أن القددذافي يعدداني مددن
اضطرابات في الشخصية تجعله يشعر بأنه أعظم رجل في العالم … "(. )2
" مصددادر الخارجيددة األمريكيددة ،تؤكددد أن محاولددة القددذافي السدديطرة علددى خلدديج السدددرة
راجع إلى رغبات شخصية ونفسية مضطربة … "(. )3
إن الواشررنطن بوسررت عملررت علررى رسررم شخصررية القررذافي بلنرره مضررطرب ،وغيررر سرروي
كمبرر منطقي ،عندما تشرح أسباب دعمه لل ركات الت رر التي تعتبر إرهابية فالص يفة نشرت
" … القذافي ال يختلف مع هتلر فكالهما يشع بعظمة زائفة … "(. )4
إن اإلع م األمريكي أعطى لنفسه ال ق في أن يرجع المواقف إلى أسباب يراها من وجهة
نظره أساسية ،ولكن ال قيقة تشير إلرى أن هرذه األسرباب ابعرد مرا تكرون مقبولرة ،فالقرذافي لرم ي رز
الوديات المت دة ،ولم ي تل أي دولة تى يتم تشبيهه بهتلر ،أو أنه يعاني من جنون العظمة .
وإشارة الواشنطن بوست إلى أن القذافي يسير برأسه مرفوعا ،يردل علرى جنرون العظمرة،
ف ر شررك أن األمررريكيين يسرريرون ور وسررهم إلررى األره ،ونشرررت الص ر يفة " … عندددما نددزل
القذافي مطار الرباط ،ظل ينظر برأسه إلى السماء ،وكأن ال سماء في طرابلس … "(. )1
لقد اولت الص يفة وصف شموخ القذافي بلنه جنون عظمرة ،وأن هرذا الجنرون بالعظمرة
هو الدافع األساسي وراء دعم القذافي لل ركات الت رر ،وال قيقة توضح أن هرذا السربب د يمكرن
ادعتداد به كسبب ر يسي وهام لدعم القذافي لهذه ال ركات .
كما أظهرت النتا ر في الجدول رقم ( )9أنه من األسباب الشخصية لدعم القذافي لل ركات
الت رر ،هو إعطاء نفسه دورا أكبر مرن إمكانياتره ،وجراءت بنسربة ، %41ونشررت الصر يفة "
… الليبيدددون يبحثدددون عدددن قدددوتهم فدددي الشدددوارع ،والقدددذافي يرسدددل األمدددوال إلدددى الجماعدددات
اإلرهابية…"(. )2
" … ماذا لو لم يكن لدى القذافي بتروال … "(. )3
"(. )3
" … هل تغير مفهوم الثورة ليجعل من أورتيغا ونوريغيا والقذافي ثوار … "(. )4
لقررد عملررت الواشررنطن بوسررت علررى إنكررار صررفة الثرروري علررى القررذافي مررن خر ل األخبررار
المنشورة عنه ،بل إنها عملت على صبغ مفهوم الثورة لدى القذافي بصفة العنف واإلرهاب ورأت
الواشنطن بوست " … يمول القذافي حركات ومنظمات تشيع القتل والعنف باسم الثورة…"(. )1
117
الفصل الثالث
العالقات الليبية – األمريكية
خلفيات الصراع ونتائج المواجهة
116
119
المبحث األول :التركيبة السياسية في الواليات المتحدة األمريكية :
يعتبررر الدسررتور األمريكرري الصررادر فرري 2696مررن اقرردم الدسرراتير المكتوبررة فرري
العصر ال ديا ،غير أن هذا الدستور لرم يبرق علرى مرا كران عليره رين صردوره ،برل
عدل مرارا وتكرارا تى بلغ عدد التعدي ت الداخلة عليه ستة وعشرين تعدي .
ويمكن النظر إلى التركيبة السياسية فري الوديرات المت ردة علرى أنهرا مرن الردول
ادت اديرررة المركبرررة – المركزيرررة – ،التررري تكرررون السرررلطة فيهرررا فررري يرررد ر ررريس الدولرررة
وال كومة ادت ادية .
" وقد نجح الدستور األمريكي قدر المستطا في تقليص وسا ل عمرل السرلطات
،ب يا د يتعاره و ريات األفراد .
يررا يررتم بموجررب فصررل السررلطات الترري نررص عليهررا دسررتور ادت رراد ،مايررة
الوديررات األعضرراء ،وذلررك بتقسرريم السررلطة ادت اديررة إلررى فرررو ثر ا ،ب يررا يمكررن
منهررا مراقبررة األ ررزاب ،وكررذلك تقسرريم الكررون رس إلررى مجلسررين ،مررن شررلنه أن يجنررب
الض وط التي يمكن أن يمارسها المجلس الممثل للشرعب علرى السرلطات األخررى ،أي
م اولة إقامة توازن بين السلطات "(. )1
ويتميز النظام الر اسي عن غيره من األنظمة السياسية األخرى باألركان اآلتيرة
:
صر السلطة التنفيذية في يد ر يس الدولة . -2
خضو الوزراء خضوعا تاما لر يس الدولرة و رده ،ممرا جعرل لهرذا الخضرو -1
مظاهر سلبية أبرزها رية الرر يس فري عرزل وزرا ره ،كمرا يشراء و سرب تقرديره
الشخصي .
فصل السلطات في الدولة إلى أقصى د ممكن . -4
ظ " أن هذا الفصل البعيد المدى في نصوص الدسرتور ولكن أندريه هوريو ي
،ينتهي من النا يرة العمليرة إلرى التعراون برين مختلرف السرلطات ،ترى يمكرن أن يرنظم
- 1أ مد كمال أبو المجد ،التاريخ الدستوري للوديات المت دة ،مجلة القانون وادقتصاد ،جامعة بيروت العربيرة
،العدد الثاني ،يوليو ، 2872بيروت ،ص . 191
118
سير العمل في الدولة بطريقة مرضية ،ت قق الصالح العرام للشرعب "( . )1وكمرا سريرد
بالتفصيل فان للوديرات المت ردة مجلرس نرواب يترللف مرن 245عضروا ،وقرد بنري هرذا
العدد بمقتضى قانون صدر هناك في 2818بتقسيم الوديات بنسبة لعدد سكانها ،ومدة
عضويته سنتان ،وهو غير قابل لل ل ،وهناك مجلس الشيوخ يتللف مرن 211عضرو
،بواقررع عضرروين عررن كررل وديررة( ،)2أي أن الوديررات تمثررل فرري هررذا المجلررس تمثرري
متساويا ،بصرف النظر عن عدد سكانها(. )3
ررظ أن الوديررات المت رردة تجررري انتخابررات عامررة كررل سررنتين ، وممررا سرربق ن
لتجديد مجلس النواب تجديدا كرام ،وتجديرد ثلرا أعضراء مجلرس الشريوخ ،وهرذا هرو
تشكيل السلطة التشريعية بالوديات المت دة األمريكية التي من مهامها سن القوانين .
ود يملررك النظررام السياسرري األمريكرري القرردرة علررى دمررر السياسررات وسلسررلتها
األولوية ،تى ولو كانت موجودة .هذا الفراك السياسي يعكس انهيرار صرنع القررار ،
تى أنه أرغم الر يس جيمي كرارتر علرى إدانرة " الفشرل والركرود وادن رراف " الرذي
تتصف به كومته .
إن انهيار صنع القرار ليس صفة ل زب وا د أو ر يس وا د ،فقد كان يتعمرق
منذ أوا ل الستينات يعكس مشاكل البني الت تية ،ف يسرتطيع أي ر ريس " جمهروري ،
ديمقراطي " أن يعارضرها ضرمن إطرار النظرام السياسري ال رالي ،وأدت هرذه المشراكل
السياسية إلى زعزعة ادستقرار في الم سسات الر يسية في المجتمع األمريكي .
وي كد الفن توفلر على أن النظام السياسي األمريكي تا ره ،يعقرد بصرورة كبيررة
عمل الم سسات الر يسية في المجتمرع ،وتواجره ميكانيكيرة صرنع القررار فري الوديرات
المت رردة إجهرراد وإرهاقررا و مر ثقرري مررن المعطيررات ،وأخطرراء غيررر عاديررة ،وبالتررالي
يقف صانعوا السياسة ال كومية عاجزين أمرام مسر ولية صرنع القررارات ذات األولويرة
- 1ــــــــ ،القانون الدستوري والنظم السياسية ،ترجمة عبد ال ميد بدوي ،دار الكتاب ،القاهرة ، 2872 ،ص
. 176
- 2م مود كامل ليلة ،النظم السياسية الدولة وال كومة ،دار النهضة ،بيروت ، 2878 ،ط ، 2ص . 979
- 3هرراملتن رمادسررن ،الدولررة ادت اديررة أسسررها ودسررتورها ،ترجمررة م مررد أ مررد ،دار الكترراب ،القرراهرة ،ط، 2
، 2858ص . 772
141
المرتفعررة " ،أو يضررعونها بلسرروأ مررا يكررون " يررا نررراهم يتسررابقون لصررنع قرررارات
سط ية وقليلة القيمة(. )1
ويعلق مذيع تلفزيوني أمريكي عند أزمة السياسة وصنع القرار األمريكري قرا
" :أشعر بلن األمة ي يقصد األمريكية ما هي إد عربة أسفار ،تجرها جيراد مسررعة
،قلما ي اول قا دها جذب العنان إليه ،لكن الخيل د تستجيب له "(. )2
لقرد شرعر األمريكيرون برلن النظرام السياسرري الرذي وجرد ،ليكرون موجهرا وعامررل
استقرار لهم في المجتمع متخربط ومتقلرب ،هرو نفسره قرد ت طرم وتشررذم ،وفقرد اتزانره
يررا قررام فريررق مررن العلمرراء السياسرريين باسررتبيان فرري واشررنطن لمعرفررة مررن يرردير هررذا
المكان ؟ وجاءهم الجواب بسيط
وصاعق ،فقد نشر معهد المشراريع األمريكري بقولره " سريكون الجرواب المفترره :د
أ رد ،د يوجررد أ ررد هنررا يتررولى المسر ولية "( ، )3فالوديررات المت رردة تعرراني مررن خررواء
وفراك سلطوي سا د في المجتمع .
إن التركيبررة السياسررية األمريكيررة كمررا سررترى ،تعرراني مررن د ديمقراطيررة ال يرراة
السياسية ،بدرجة أن فقدان هذه الصفة دمرت بصورة أبعد قدرة السياسيين على صرنع
القرار ال يوي ،ونظرا للت ودت العالميرة السرريعة ،فقرد عجرز الكرون رس األمريكري
على الل اق بسرعة العصر ،واتخذ قرارات م جلرة ،ولهرذه القررارات الم جلرة ترلثير
سررلبي أكثررر مررن عمليررة عرردم اتخرراذ القرررار علررى اإلطر ق ،ويعلررق النا ررب الررديمقراطي
األمريكي ف.و .مينبا من كاليفورنيا " يجتمع األشخاص في الكون رس فري كرل جي رة
،وفرري كررل ذهرراب ،وهررذا د يسررمح أبرردا بمسررار متماسررك للتفكيررر "( . )4إن الم سسررة
الخاصة بصنع القررار تعكرس بشركل مطررد الفوضرى السرا دة فري المجتمرع األمريكري ،
يررا يت رردا سررتيورات ايزنتشررات مستشررار الررر يس كررارتر عررن تقسرريم المجتمررع إلررى
- 1الفن توتلر ،ضارة الموجة الثالثة ،ترجمة عصام الشيخ قاسم ،الدار الجماهيريرة ،طررابلس ،ط2881 ، 2
،ص . 245
- 2المرجع السابق ،ص . 245
- 3ادوارد لينو راك ،انهيار ال لم األمريكي :األزمة ادقتصادية في مجتمع متردهور ،ترجمرة ليلرى غرانم ،الردار
الجماهيرية للنشر والتوزيع ،طرابلس ،ط ، 2885 ، 2ص . 415
- 4الفن ترفلر ،ضارة الموجة الثالثة ،مرجع سابق ،ص . 251
142
جماعررات لهررا مصررال ها الخاصررة ،وبالتررالي تقسرريم السررلطة التشررريعية إلررى جماعررات
قانونيررة ،وبهررذا د يسررتطيع أي ر رريس فررره إرادترره علررى الكررون رس ،بعررد أن كرران
الر يس بصورة تقليدية قادرا على ادتفاق مع األكبر سرنا مرن ر سراء اللجران مرن ذوي
النفوذ ،ليقدموا له األصوات ال زمة للموافقرة علرى برنامجره التشرريعي ،ود يسرتطيع
ر سرراء اللجرران التشررريعية إد أن ي صررلوا علررى أصرروات األعضرراء األص ر ر سررنا فرري
الكون رس ،كل هذا يجعل من غير الممكرن للكرون رس أن ي صرر ادنتبراه ألي قضرية
أو أن يستجيب بسرعة ل اجة األمة األمريكية ،وهرو فري هيكليتره ال اليرة ومشريرا إلرى
جدول األعمال المسعور( ،)1ويشير في مقرال لره نشرر فري مجلرة يرو .أس .نيروز بفعرل
قة ،ت ول الكرون رس الرذي كران منترزه المرداودت المترويرة وال رذرة األ داا المت
إلى هي ة بلهاء ،فالوديات المت دة ليست البلد الو يرد فري العرالم الرذي يبردوا مضرطربا
وراكدا(. )2
ويقول العالم السياسي والتر دين برنهام مرن معهرد ماساتسروتم للتكنولوجيرا " :
أنا د أرى الوديات المت دة أية قاعدة إيجابية ل،غلبية تجمع علرى اثرر مرا مطلقرا ،ألن
شرررعيتها تعتمررد علررى ذلررك ،فقررد ادعررت الم سسررات النخبويررة دا مررا أنهررا لسرران ررال
األغلبيررة ،فكانررت كومررة الوديررات المت رردة مررن الشررعب لكنهررا د تعبررر عنرره "( . )3إن
الر يررة الترري يطر هررا برنهررام يقصررد بهررا عجررز النظررام النيررابي فرري ت قيررق الديمقراطيررة
بمعناهررا ال قيقرري ،وهرري كررم الشررعب نفسرره بنفسرره ،إن اختيررار مررواطن أو مررواطنين
شخص ينوب عنهم في ممارسة قه الطبيعري ت رت أي تسرمية أو إطرار سياسري ،هري
خدعة يضلل بها اإلنسان ،غير أن هذا اإلطار السياسي قد وصل إلى هذه القناعة بلنره
النظام النيابي كم غيابي ،وان انتخاب مرن ينروب عنرك د يعنري أبردا ممارسرة قيقيرة
للديمقراطيرررة ،إن النرررواب يعملرررون لت قيرررق مصرررال هم ورغبررراتهم فقرررط ،وإنهرررم برررذلك
يشكلون لقة منفصلة عن الجماهير النا بين عنهم ،وبذلك يصب ون زمرة للسلطة .
- 1ريميد بوس ،س .بالين ،مفهوم الكتاب األخضر للديمقراطية كصورة للعدل ادجتماعي ،ب ا مقدم في نردوة
ماني ول مفهوم الديمقراطية في الكتاب األخضرر ،سربتمبر ، 2899المركرز العرالمي لدراسرات واب راا الكتراب
األخضر ،ط ، 2881 ، 2ص . 297
- 2مالك أبو شهيوة ،م مود م مد خلف ،مصطفى أبو خشيم ،األيديولوجية السياسرية ،دراسرة فري األيديولوجيرة
السياسية المعاصرة ،الجزء األول ،الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع ،سرت ،ط،1،2885ص.181
- 3المرجع السابق ،ص . 182
144
بالموافقررة ،وغالبررا مررا نجررد مصررالح مجموعررات الضرر ط الخاصررة تهررزم فرري أمريكررا
م اودت إيجاد لول للمشك ت الجدية .
ويطرح روجز بيل مسللة ذات م زى فري هرذا اإلطرار ،فيقرول " :مرا هرو رظ
وقدرة الفقير الجا ع ،وهو م تمل لدى مجموعة الض ط القوية الذي لم يساهم في دعم
ال م ت ادنتخابية ماديا ،ما هي قدرته على مقاومة مصالح المزارعين الكبار القويرة
،ومصررالح مصررانع األغذيررة الواسررعة ،والسر ال ذاترره يمكررن إعررادة طر رره فيمررا يتعلررق
بالمشك ت ادجتماعية "(. )1
ويناقم توركز غتز النظام السياسي األمريكي فيقرول " :إن المشركلة المركزيرة
بررل ربمررا أكبررر وأولررى المشرراكل ،تعتررره السياسررة األمريكيررة هرري درجررة الت كررل الترري
بدأت تعاني منهرا األسرس ال قيقيرة للديمقراطيرة األمريكيرة ،إن مشرروعية الديمقراطيرة
وص ية العملية الديمقراطية ،تتوقفران بشركل أساسري علرى مشراركة النراخبين مشراركة
فعالة ،و صولهم على كل المعلومات المتعلقة برذلك ،فري رين أن مسرتوى المشراركة
السياسية قد انخفه جدا اآلن ،ويبردو أن ادن طراط هرذا غيرر قابرل لإلصر ح( ،)2ففري
انتخابررات عررام 2891الر اسررية لررم يصرروت لرونالررد ري رران إد نسرربة م ويررة ص ر يرة ،
%28من الناخبين الذين لديهم رق التصرويت ،ويعتقرد أن السربب فري ت يرب النراخبين
عرررن التصرررويت يعكرررس ضرررعفا فررري النظرررام السياسررري األمريكررري ،وهرررذا يعنررري فسررراد
الم سسرررات السياسرررية وادجتماعيرررة ،وبشررركل خررراص فسررراد ال رررزب ،ويعنررري شرررعور
المواطن المتزايد بالعجز تجاه الم سسات الخاصة ،والم سسرات الجماهيريرة الواسرعة
،وكذلك اتجاه المشاكل المعقدة المتزايدة ،والدور الذي تلعبه وسا ل اإلعر م فري خلرق
التشويم في أذهان البعه .
إن خيررر مررا نخررتم برره هررذه الجز يررة ،هررو مررا قالرره المعلررق التلفزيرروني األمريكرري
الشررهير جررون تشانسررلور عررن رأيرره ررول البنيررة السياسررية األمريكيررة وتلثيرهررا علررى
- 1فررراروق سرررنقاري ،النظريرررة العالميرررة الثالثرررة ومفهررروم الديمقراطيرررة التقليديرررة ،دراسرررة مقارنرررة ،مجلرررة الفكرررر
الجماهيري ،المركز العالمي لدراسات وأب اا الكتاب األخضر ،العدد األول ،يناير-مارس ، 2892 ،ص.28
- 2المرجع السابق ،ص . 49
142
المجتمررع " القرروة موجررودة ولكنهررا مقوضررة بشرريء مررن الضررعف ،فررذلك جرررح د يمكننررا
شفا ه ،لقد أضعفنا أنفسنا بنفس الطريقرة التري نمرارس بهرا السياسرة ،ونردير أعمالنرا ،
ونعلررم أطفالنررا ،ونعررين فقراءنررا ،ونعتنرري بكبارنررا ،ونرردخر أموالنررا ،ون مرري بيتنررا ،
وندير كوماتنا "(. )1
وبعد هذا المدخل لتركيبة السياسية في الوديات المت دة ،اتضح أمامنا أن لهرذه
التركيبة م سسات رسمية ،وأخررى غيرر رسرمية ،تر ثر فري هرذه التركيبرة ،وتشركلها
قه في الب ا سوف نتجه أود لدراسرة الم سسرات الرسرمية ، ولكي نعطي الموضو
وهررري علرررى الن رررو الترررالي :الدسرررتور ،والرررر يس ،والكرررون رس ،والم كمرررة العليرررا ،
والم سسرات غيرر الرسرمية مرن جماعرات ضر ط ووسرا ل إعر م وتلثيرهرا علرى الرررأي
العام ،ولكن قبل كل ذلك ،ما هو مفهوم الديمقراطية؟ وما هري قصرة الدولرة ادت اديرة
الفيدرالية ؟ أس لة نعمل على اإلجابة عليها د قا .
- 1بول كنيدي ،ادستعداد للقرن الوا د والعشرين ،مرجع سابق ،ص . 465
145
،و قهم في التطلع صوب السعادة ،ولم تقم ال كومات ولن تسرتمر سرلطانها مرن غيرر
إرادة الم كومين إد لضمان ممارسة هذه ال قوق"(.)1
ويررى هارلررد دسركي فرري م لفره تررلم ت فري ثررورات العصرر " أن الديمقراطيررة
هي استق ل اإلرادة الفردية ،ويقوم النظام الليبرالي علرى ال كرم النيرابي الرذي يعتررف
ل،فراد ب ق المشاركة في سن تشريعات الدولة "(. )2
ومع ذلك فران الليبرراليين يرفضرون مفهروم الديمقراطيرة ،كمرا يعرفهرا روسرو ،
بلنه كم الشرعب مرن الشرعب ،أو مفهروم كرم الشرعب ،وتررى أنره د يمكرن أن تتوقرع
ال رية والسعادة من وجود الشعب في السرلطة ،وإنمرا تت قرق الديمقراطيرة فري مقاومرة
المواطنين للسلطة ،ولكفالة فعالية هذه المقاومة يتعين أن تكون منظمرة ،وخيرر وسريلة
للتنظيم ومن وجهة النظر الليبرالية
- 1عبررد الس ر م المزوغرري ،بيررب وداعررة ،تطررور الفكررر السياسرري ،المركررز العررالمي لدراسررات واب رراا الكترراب
األخضر ،طرابلس ،ط ، 2885 ، 4ص . 111
- 2جان -بيار فيشو ،ال ضارة األمريكية ،دار الفكر اللبناني ،ترجمة خليل أ مد ،ط ، 2881 ، 2ص . 17
- 3مالك أبو شهيوة ،م مود م مد خلف ،األيديولوجية السياسية المعاصرة ،مرجع سابق ،ص . 182
- 4جوزيف شومبير ،الرأسمالية ،ادشتراكية الديمقراطية ،ترجمة الناشر ،دار دارندوف ،لندن ، 2862 ،ص
. 252
146
إن ذلررك يعنرري أن السياسرريين الررذين ي صررلون علررى أكبررر عرردد مررن األصرروات ،
قرة ،إنهرم د يسرتطيعون ادسرتمرار يقيمون ال كام المخولين ترى فري ادنتخابرات ال
في ال كم ما لم يت صلوا علرى أكبرر أصروات ،إن المسراومة فري عمليرة بنراء الوديرات
المت دة قد أدركها مبكررا فري القررن التاسرع عشرر المر رخ الفرنسري الريكس دو توكفيرل
عنرردما كتررب أن أمريكررا " جنررت ثمررار الثررورة والديمقراطيررة برردون أن تكررون فيهررا تلررك
الثورة "(. )1
ود ررظ دو توكفيررل أن هنرراك عرراملين معنررويين هررامين همررا اللررذان ررددا طبيعررة
التطور الديمقراطي في أمريكا في العقد الثالا من القررن التاسرع عشرر ،وهمرا الرروح
الذاتيرة ،وروح ال ريررة ،األولررى تعطرري عالمررا م رددا مررن المبررادئ األخ قيررة ،والررذي
يكرون فيره كرل شريء مصرنفا ومنتظمرا ومتلنيرة ،ومقرررا بعقرل اإلنسران ،والثانيرة تقرردم
عالما يقيني ومطاو ،والذي يكون فيه كل شيء متجها ومتنازعا عليره ،وغيرر م كرد
وهي روح مجددة(. )2
-1رؤية نقدية للديمقراطية األمريكية :
لقرد عبرر ارنسررتو تشري غيفررارا عرن أن الديمقراطيرة ال ربيررة تكشرف عررن
طبيعتهررا ال ديمقراطيررة ،فقررال " :الديمقراطيررة الليبراليررة هرري شرركل ل كومررة
برجوازية ،عندما تكون مطم نة ألوضاعها ،وهي مناسربة عنردما تخراف علرى
مصيرها "(. )3
ويعبررر الررر يس األمريكرري السررابق إيزنهرراور علررى مخاوفرره مررن سرريطرة
رجال الصناعة أو المخابرات علرى مقاليرد السرلطة فري الوديرات المت ردة ،وقرد
نبه إلى ذلك في رسالة رادعة وجهها إلى الشعب األمريكي فري ، 2872/2/26
يا قال " :يتوجب علينا أن ن ذر من اكتساب المركب العسكري والصرناعي
- 1رغم أن الخمسين ودية تعد أقل سيادة لكنها د تزال فردية المبدأ .
* -تتضمن الفدرالية الرودء المردني لكرل سياسري ولمكوناتره المتمرايزة دون أن تكرون متناقضرة وهري تتضرمن أيضرا
تقييم دستوري للسلطات بين الكل والمكونات :راجع جان بيار فيشو ،مرجع سابق ،ص . 211-212
122
ويمكررن اإلشررارة هنررا إلررى أن مررواد ادت رراد الرردا م أو الو رردة الترري صرردقت سررنة
، 2666لم تبرم إد سنة ، 2692نظرا لت فظات ت ول دون القبرول ب كومرة مشرتركة
،فعنرردما يعرررف المرررء نقطررة ضررعف ال كومررة ،الترري تررنص هررذه المررواد عليهررا ،فانرره
يدرك مدى قوة القوى المركزية في أمريكا .
إن هذه المواد أعطت اسمها للوديات المت دة األمة الجديدة ،لكنها تسرار إلرى
التلكيررد علررى أن كررل وديررة يمكنهررا اد تفرراظ بسرريادتها ،صر يح أن مررواطني كررل وديررة
يعتبررررون مرررواطنين فررري الوديرررات األخررررى ،إذ كررران مرررن المنصررروص عليررره انتخررراب
المندوبين ،وعدم استطاعة الوديات توقيع معاهدات فيما بينها ،وامت كهرا " خزينرة "
مشررتركة لرردفا عررن ذاتهررا ،إد أن الكررون رس د يسررتطيع جبايررة الضرررا ب ،فقررد كرران
يمثررل الوديررات ،ولرريس الشررعب ،ولررم يكررن ر رريس السررلطة التنفيذيررة ينتخررب إد لعررام
وا د(. )1
إن هرررذا يبرررين بررر شرررك مررردى ت كرررل النظرررام السياسررري األمريكررري منرررذ بدايتررره ،
فالكون رس كما سرنرى يتكرون مرن عضروين عرن كرل وديرة ،وبهرذا الشركل فران هرذين
العضرروين د يمكررن بررلي ررال مررن األ رروال ،أن ينوبررا عررن شررعب الوديررة ،خاصررة أن
هناك وديات يزيد عددها عن المليون مواطن أمريكي .
فهل من الديمقراطية أن يمارس شخصان السلطة نيابة عن مليرون مرواطن ،إن
الكون رس في هذه ال الة ب شك يبين مدى فشل التعدديرة التري يمارسرها نا بران فقرط ،
وبذلك تكون المصل ة الفردية لهما ال البة عن مصالح الشعب ،الذي اختار مرن ينروب
عنه تى في اآلمال والمفاوضات .
وبخصرروص الدسررتور الررذي ررل م ررل ادت رراد عررام ، 2699فقررد عررزز السررلطة
المركزية لكنه لم يبرم ،إد بعد سلسلة مرن التسرويات أجراهرا واضرعوه ،فقرد كران مرن
الصرعب جرردا فررره سرلطة مركزيررة قيقيررة ،أمرا التعررديل الثرراني األخيرر كمررا يسررمى "
- 1أ .م .يوثر ،أمريكا ال كومة والسياسة ،مجلة جامعة بيل ،المجلد ، 2العدد ، 2851 ، 112ص . 47
121
إع ر ن ال قرروق " فقررد ولررف بررين تلررك التسررويات والت فظررات :إن كررل السررلطات غيررر
يات الوديات(. )1 الموكولة صرا ة للسلطة ادت ادية تدخل في ص
وعمليا لكي يبقى ادت اد قاب لل ياة ،دبد من قبول كل من أطرافه المكونة لره
،بقاعدة قانونية تناسب أكثرية األطرراف ،وخصوصرا دبرد مرن عردم تعراره دسرتور
كرررل وديرررة إط قرررا مرررع الدسرررتور ادت رررادي ،ولكرررن بمرررا أن التشرررريع راح يتزايرررد ،
والتعدي ت أخذت تتكاثر ،فان نقاط الخ ف أخذت تتكاثر بدورها(. )2
وإذا نظرنا إلى قرارات الم كمة العليا(*) ،فهنرا يعتبرر انتهاكرا سرلطة الوديرات :
فهي مث إذ تعلق د دستورية الضريبة التي تفرضرها بعره الوديرات علرى النراخبين ،
فانمررا تتطرراول بر جرردل علررى سررلطة الررودة " صر يح أن هررذه القرررارات يمكنهررا التررلثير
بكيفية عكسية ،يا تكفل السلطة الم لية في مواجهة السلطة المركزية ،ومثرال ذلرك
أن الم كمة العليا أعلنت سنة 2845د دستورية " )3(" NIRAالذي وضرعه روزفلرت
،ألنه كان تطاول على سلطة الوديات .
إن الفدرالية األمريكية ت ترم قوق الوديات على الدوام ،لكن مرن الم قرق أن
السلطة المركزية تتوسع على الرغم من ردود فعل الرأي العام .
فاأل زاب السياسية الر يسية في الوديات المت ردة " الرديمقراطي +الجمهروري
" انتظمررا عم ر علررى مسررتوى الوديررات يشررك ن صررونا متبعررة ل ت اديررة ،تررى أن
تعاره أ يانا ول األهمية المناطة بالسلطة الم ليرة ،فقرد كران الجمهوريرون يميلرون
تقليديا إلى السلطة المركزيرة القويرة " تمركرز " " ،تصرنيع " بينمرا كران الرديمقراطيون
بشكل عام أشد مي إلى ال مركزية .
فكارتر وهو ديمقراطي كان بكل تلكيد أشد مركزة من ري ان الجمهوري ،وقرد
تبادل ال زبان عقيدتهما ول هذه النقطة ،ويمكرن مرن خر ل ذلرك القرول " أن فري كرل
- 1فر ات زيادة ،تاريخ الشعب األمريكي ،دار العلم للم يين ،بيروت ، 2892 ،ط ، 2ص . 51
- 2جان بيار فيشوا ،مرجع سابق ،ص . 214
* -سوف يلتي تفصيل شامل على السلطة القضا ية " الم كمة العليا في الجزء القادم " .
- 3إن قانون " National industrial requireسنة 2844الرامي إلى مكاف ة البطالة كان ي دد الع قات بين أرباب
العمل والعاملين في الب د وقد رفضته الوديات لما اعتبرته تدخل في سيادتها .
124
وديررة يوجررد ررزب ديمقراطرري ،و ررزب جمهرروري ،أصررليين نسرربيا ،ويتخررذان مررن
قضررايا تفصرريلية مواقررف د تكررون دا مررا المواقررف نفسررها ،الترري يجررري اتخاذهررا علررى
الصعيد ادت ادي م ليا(. )1
ونخلص هنا إلى أن جل الوديات كانت تدافع على ماية اسرتق لها التري يكفلهرا
لها الدستور األمريكي ،وهي تعراني فري ذلرك متاعرب كثيررة ،لدرجرة يتعرين عليهرا أن
تستعين بالسلطة المركزية على ن و متكرر ،قد تعودت الوديات أن تطلرب مسراعدات
للقيام بلعمال كبرى ،ولمساعدة المعوزين ،وهي تعرف أنها فري كرل مررة تتخلرى عرن
مزيد من ريتها .
وإذا أردنررا أن نرردخل فرري تفصرري ت تتعلررق بالع قررة بررين ادت رراد والوديررات فرران
لورنالدير يشير إلى أن الوديات الفردية ،تتخصص في جميرع األمرور التري لرم ي رتفظ
بهررا الدسررتور األمريكرري لل كومررة ادت اديررة يررا تكلررف ال كومررة ادت اديررة ل مايررة
الوديررات مررن ال ررزو الخررارجي وأعمررال العنررف ،مسررتخدمة بررذلك السررلطة التنفيذيررة (
الر يس ) والتشريعية ( الكون رس ) والقضا ية (الم كمة العليا) لتنفيذ تلك المهام .أما
سررلطات الوديررة فيمكنهررا أن تتصرررف فرري جميررع األمررور األخرررى ولهررذا نرررى أن لكررل
ودية هي ة تنفيذيرة وسرلكها المردني وم اكمهرا ،وبامكران الوديرة وضرع قروانين خاصرة
بها في التعليم والضمان واألمن والنظام " ،ويجوز للودية إما أن تعهد إلرى مقاطعاتهرا
الترري تتررللف منهررا برربعه السررلطات ،ولرريس هنرراك اخررت ف فرري بعرره قرروانين التعلرريم
والص ة بين مقاطعات الودية الوا دة "(. )2
وفي تقرير نشرته وكالة المعلومرات األمريكيرة " " USIAفري شربكة ادنترنيرت
، 2889ول موضو ال كومة ادت ادية نرى أن الدستور األمريكي هرو الرذي ي ردد
يات برررين ال كومرررة أو يضرررع النظرررام الفيررردرالي مرررن خررر ل تقسررريم السرررلطات والصررر
- 1لورنا لدير ،الع قة بين ال كومة الفيدرالية وال كومات الم لية للوديات المت دة األمريكيرة ،ترجمرة الناشرر ،
م سسة دم للنشر الم دودة ،مالطا ،المجلد األول ،السياسة بين السا ل والمجيب ، 2882 ،ص . 291
- 2دانيد كوشمان كويل ،النظام السياسي في الوديات المت دة ،دار النهضة العربية ،بيروت ،ط، 2894 ، 2
ص218
122
المركزيرررة ،و كومرررات الوديرررات ،وال كومرررات الم ليرررة ،ويبررررز التقريرررر أن هنررراك
خاصتين أساسيتين يميزان هذا النظام ال كومي األمريكي الث ثي هما :
-2المواطنون يختارون المس ولين للعمل في كل هرذه ال كومرات الرث ا ،وتكمرن
مس ولية كل مسرتوى فري خدمرة النراس .وفري تقرديرنا أن عمليرة ادختيرار غيرر
ديمقراطيررة ،ألنهررا تررلتي ت ررت تررلثيرات كبيرررة ،تسررتخدم فيهررا وسررا ل اإلع ر م
والدعاية بشركل ملفرت ل نتبراه ،ممرا يجعرل الررأي العرام يقرع ت رت ترلثيره ،ود
يستطيع بعدها ادعتراف برلن اختيراره كران غيرر ديمقراطري إنمرا ترم توجيره مرن
م سسات م دودة تعمل لت قيق أهدافها .
-1كل مستوى كومي يعمل على ت صيل األمروال مرن خر ل الضررا ب التري يرتم
جبايتهررا مررن المررواطنين الررذين يقيمررون فرري المنرراطق الترري تقرردم مرروارده الماليررة
السنوية ،فانه ليس بامكانه التصرف مستق "( . )1وتجدر اإلشارة إلى األعبراء
الضريبية التي تثقل كاهل المواطن ،
وإلى المبرالغ الخياليرة التري ترم إنفاقهرا علرى قطرا الردفا والتسرليح ،ودعرم المر امرات
الخارجية ،وأعمال التجسرس ،والتخريرب والمعونرات المشرروطة ذات الطرابع األمنري
والسياسرري ،وانعكرراس هررذا اإلنفرراق علررى مسررتوى يرراة م يررين الفقررراء وأبنرراء الشررعب
األمريكرري علررى ضرروء العرردد القليررل الررذين يتربررع علررى قمررة الهرررم ادقتصررادي فرري هررذه
الدولة .
يات ،ونشرها بين عدة عناصر كومية ،ال اية منها كمرا وفكرة فصل الص
يرى ريتشارد شروردر هرو ت ديرد سرلطات ال كومرة ومنرع ادنتهاكرات ،فكرل مرا أمكرن
ذلك فان الم سسين بنروا نظرام " صركوك و سرابات " ضرمن الدسرتور ،ترى د يمكرن
ألي جزء من ال كومة أن ي ل م ل اآلخر(. )2
- 1وكالة المعلومات األمريكية ،ال كومة ادت ادية ،شبكة ادنترنيت ،ترجمرة مبرروك الصرويعي 2889/2/17 ،
،ص . 48
- 2ريتشارد شوردر ،ومجلة وكالة المعلومات األمريكية ،شبكة ادنترنيت ،ال كومة ادت ادية ،المجلرد الثراني ،
العدد 1 ، 1أبريل ، 2886 ،ص ، 1161ترجمة مبروك الصويعي .
125
وفي موقع خر علرى شربكة المعلومرات ،وجردنا مجلرة قضرايا ديمقراطيرة وفيهرا
موضررو بقلررم الكاتررب األمريكرري نفرران فليررك ،ررول اعررادة بنرراء الفيدراليررة األمريكيررة ،
يا يشير إلرى أن ادت اديرة قرد مررت بتطرورات ثابترة ،فقرد استشرهد الكاترب بمرا قالره
الر يس بيل كلينتون عندما قال
" إن الضرورة التي ت تم ادبتكارات والتجديد في ال كومة نابعة من الندرة فري مروارد
التمويل وال اجة المل ة ،ألن ي ل الناس مشاكلهم بلنفسهم "(. )1
ويشرررح الررر يس كلينتررون كيررف ررل نظررام الشررراكة ،الررذي يترريح فاعليررة أكبررر ،
ويعطري نتررا ر أفضرل علررى المسررتوى الم لري ،م ررل نظررام الع قرات بررين ال كومررات ،
الررذي يعمررل مررن أعلررى إلررى أسررفل .رغررم أن مررا يقولرره الررر يس كلينتررون مسررالة إيجابيررة
توضررح مرردى ضرررورة ادشررتراك الفعلرري للشررعب فرري ممارسررة قرره فرري السررلطة الترري
عجررزت كررل األشرركال واألنظمررة علررى أن ت ررل مشرراكله ،ولكررن ألرريس مررن ال ريررب فرري
مجتمررع ديموغرروجي يعتمررد علررى النجرراح التلفزيرروني لشررخص الررر يس ،أن يقرردم هررذا
الطرح فللوهلة األولى يمكرن الجرزم أن هرذا القرول يميرل إلرى طررح البرديل الثالرا ل رل
مشركلة ال كرم ،ولكررن برالنظر إلرى مررا تعرضره ال كومرة األمريكيررة علرى وزارة الرردفا
ووكالة المخابرات وكالة ناسا للفضاء وبين أي م اولة لن ترنجح فري أن ي رل المرواطن
مشاكله بنفسه ،سوف يقف عاجزا أمام طمو ات الهيمنة .
إن عقليررة السرريطرة والهيمنررة تخرريم علررى اإلدارة األمريكيررة ،ودمكرران فيهررا لمررا
يطر ه الر يس كلينتون على أره التطبيق .
ويشررح فرري هرذه الدوريررة البروفيسرور ألرريس كراتز التررابع إلرى مركررز الدراسررات
الفيدراليرة بجامعررة " تمبررل " ،أصرل وأسررس تطررور الفيدراليرة األمريكيررة وي لررل القرروى
التي تظهر أنها ت ررك هرذه ادت اديرة فري اتجاهرات جديردة ،ونجرده أيضرا يستشرهد بمرا
قالرره ميشرريل ليفيررت رراكم وديررة يوتررا " دبررد مررن إعررادة ترروازن الجمهوريررة األمريكيررة ،
- 1نفان فليك ،إعادة بناء الفيدرالية األمريكية ،مجلة قضايا ديمقراطية ،شبكة ادنترنيت ،المجلد الثاني ،العدد
1 ، 1أبريل ، 2886ص . 20f2
127
يات واألدوات الت ري ررددها اآلبرراء الررذين وادسررتفادة أكثررر وبفاعليررة أكبررر مررن الص ر
وضعوا هذا الدستور للوديات داخل النظام الفيدرالي(. )1
وأن النظام الفيدرالي األمريكي يوضح إلى أي مدى تت كل الم سسرات السياسرية
فرري الوديررات المت رردة ،وكيررف أن هررذه الم سسررات تلخررذ جانررب الرردفا والهجرروم مررن
الم سسات األخرى المقابلة لها ،وكلنها في الة رب ،فلي ديمقراطيرة هرذه التري د
يعرف فيه الفرد موقعه من الخارطة السياسية ؟!! .
وإذا سلمنا جدد بوجود دولة م سسات ،فان علينا أن نف ص هذه الم سسات ،
لنعرررف فلسررفتها ووظا فهررا وتركيبهررا ومصررادرها فرري العمليررة السياسررية وصررنع القرررار
األمريكي .
- 1اليس كارتز ،أصل وأسس تطور الفيدرالية األمريكية ،مجلة المعلومات األمريكية ، USIA ،المجلد ، 1
أبريل ، 2886ترجمة مبروك الصويعي ،ص . 20f31
126
أوال :الدستور األمريكي :
عقد الم تمر القاري األمريكي األول -الكون رس -في سنة 2662وكان يضم
مندوبي من المستعمرات ،التي كانت في الة رب مع بريطانيا ،وكانرت كرل وا ردة
منها تنظر إلى نفسها كو دة مستقلة ،وتنظر بكثير من ال ذر إلرى فكررة ادت راد ،وقرد
عمل هذا الم تمر تى سرنة 2692بشركل هي رة عليرا ،تترولى إدارة ال ررب ،وتنسريق
التعاون بين الدول دون أن يكون لها صفة تمثيل الشعب األمريكي .
وعره ديسكتنون وبعه أعضاء هذا المر تمر صرياغة نظرام علرى المر تمر ،
بتشكيل كومة ات ادية ،غيرر أنهرا جابهرت بمعارضرة مسرتعمرة ماري نرد ،وبعرد ذلرك
تم الموافقة على المقترح مع مراعاة أسرباب معارضرته المسرتمرة ،وترم الموافقرة أيضرا
علررى دسررتور نظررام ال كررم المقترررح الررذي عرررف باسررم شررروط " ادت رراد التعاهرردي " ،
والررذي يقضرري بضررم الرردول األمريكيررة فرري ات رراد ،ويعرررف باسررم " الرردول األمريكيررة
المت دة " ،ويشير فرانكلين أشير في كتابه موجز تاريخ الوديرات المت ردة إلرى مشركلة
وضرررررررررررررررررررع ادت اد التعاهدي ،فقال " :لقد برزت في السنوات القليلة التي تلت
الت ررالف موضررع التنفيررذ ضررعف مررواده واضررطرابها ،كمررا ظهرررت عرردم تلبيررة اجررات
الب د ،وعدم قدرته على ل مشاكلها "(. )1
وتجررردر اإلشرررارة هنرررا إلرررى أن العمرررل بمرررواد ادت ررراد أدى إلرررى ررردوا كارثرررة
اقتصادية ،بسبب بقاء السيطرة على التجارة والتشرريعات فري ايردي الردول التري سرنت
المجالس التشريعية .
ويقدم لنا عبد ال ميد النعنعي مثاد على هذه المشرك ت ،عنردما عقرد فري مدينرة
أنابوليس سنة 2697مر تمرا اشرتركت فيره خمرس دول أمريكيرة للنظرر فري نرزا علرى
ة في نهر البوتوماك ،قام بين فرجينيا وماري ند ،ولم يعره علرى الكرون رس الم
- 1فرانكلين اشير ،موجز تاريخ الوديات المت دة األمريكية ،ترجمة هنيرة الدسروقي ،دار الفكرر العربري ،ط، 2
، 2895ص . 87-85
129
،ألنه كان قد وصل إلى مر لة من الضعف ،لم يعد معها قادرا على القيرام برلي عمرل
إيجابي في ال ياة األمريكية(. )1
وفي ادجتمرا األول تمكرن الرزعيم الكسرندر هراملتون مرن ت ويرل المر تمر عرن
هدفه األساسي ،وطرح قضية الرب د كلهرا ،لقرد صرارح المجتمعرين برلن موقرف الرب د
خطررر ،ب يررا إنرره د يمكررن معالجترره علررى يررد م ر تمر ص ر ير ،وأقنررع المجتمعررين بررلن
يطلبوا من جميع الدول تعيين ممثلين عنها لوضرع النصروص الضررورية ،التري تجعرل
دستور ال كومة ادت ادية مناسبا ل اجات هذا ادت اد "(. )2
وفي مايو 2696التقى في دار ال كومة في في دلفيا خمسرة وخمسرون منردوبا ،
يمثلون اثنتا عشرة ودية ،وكران أكثرر هر دء المنردوبين مرن ذوي الخبررة فري الشر ون
العسكرية والقانونية ومن عملوا في كومات المستعمرات .
" وقرررد اخترررار الجميرررع جرررور واشرررنطن نظررررا لنزاهتررره وسرررمعته أثنررراء ررررب
ادستق ل ر يسا للم تمر "(. )3
ومنذ البداية تمكن زعماء من أمثال ماديسون وهاملتون ومروريس مرن السريطرة
على األكثرية ،وتوجيه الم تمر ن و ت قيق نظام كرومي جديرد ،متجراهلين أن هردف
الم تمر األساسي كان " مراجعة بنرود ادت راد " ،لرذا فقرد اقرروا إل راء شرروط ادت راد
الكونفدرالي ،وأخذوا يعملون لوضع دسرتور جديرد للرب د ،يناسرب كرل ف رات المجتمرع
األمريكي على اخت ف س دلتهم وجنسياتهم ومصال هم ادقتصادية(. )4
وي كد جيرهارمون على أنه في اثناء جلسات عمل الم تمر " في دلفيرا الثراني ،
واجررره ال اضررررون صرررعوبات كثيررررة فررري التوفيرررق برررين مصرررالح الوديرررات المختلفرررة
المتضررراربة ،وخاصرررة فررري التوفيرررق برررين ررررص بعررره الوديرررات علرررى اسرررتق لها ،
- 1عبررد ال ميررد النعنعرري ،ترراريخ الوديررات المت رردة األمريكيررة المعاصررر ،دار النهضررة العربيررة ،بيررروت ،ط، 2
، 2894ص . 98
- 2فرانكلين اشير ،مرجع سابق ،ص . 211
- 3فر ات زياده ،تاريخ الشعب األمريكي ،دار العلم للم يين ،بيروت ،ط ، 2892 ، 2ص . 11
- 4فرانكلين شير ،مرجع سابق ،ص . 211
128
والرغبررة العامررة فرري تقويررة السررلطة ادت اديررة المركزيررة ،يررا عررره علررى الم ر تمر
مشروعين للدستور األمريكي يختلفان اخت فا جدريا هما:
-2مشرو فرجينيا :
قدم هرذا المشررو ماديسرون المعرروف باسرم أب الدسرتور الجديرد ،ويمثرل هرذا
قيقيرا ل كومرة المشرو مصالح الوديات الكبرى ،لقد اقترح ماديسرون شرك
وطنيررة ،يتررولى السررلطة التشررريعية فيهررا مجلسرران ،المجلررس األعلررى ،ويمثررل
الوديات بما يناسب مع جمهرا وثروتهرا ،وينتخرب الشرعب األمريكري المجلرس
اآلخر ،ويهردف مشررو فرجينيرا فري األسراس إلرى اإلقر ل مرن سرلطة مجرالس
الوديات ،وجعل المواطنين يمثلون في الكرون رس ،وي كمرون مرن قبلره أيضرا
،وفي هذا تجاوز السلطة الدولة .
151
-1مشرو نيوجرسي :
وكان هذا المشررو أكثرر رذرا ،ويمثرل مصرالح الوديرات الصر يرة المتخوفرة
مررن ط يرران الوديررات الكبيرررة ،لقررد طالررب منرردوب نيوجرسرري بمجلررس وا ررد
تتساوى فيه الوديات في التمثيل ،كما كران الوضرع فري شرروط ادت راد ،علرى
أن يمنح الكون رس السلطة لفره الضرا ب وتنظيم التجارة (.)1
وعلى الرغم من تعاره المشروعين وتباعردهما ،فران المجتمعرين تمكنروا بعرد
اجتماعات طويلرة وسلسرلة مرن التنرازدت وال لرول الوسرطى مرن إيجراد أسراس د تفراق
يقضي بلن يتللف الكون رس الجديد مرن مجلسرين ،كمرا ارادت الوديرات الكبررى علرى
أن يمثررل كررل وديررة بعضرروين فرري المجلررس األعلررى ،مهمررا بلررغ عرردد سرركانها ومسررا ة
اراضيها ،أما في المجلرس اآلخرر فالشرعب ينتخرب نوابره مباشررة ،وترسرل كرل وديرة
عددا من النواب يناسب مع عدد سكانها .
ورغررم الصررعوبات الترري واجههررا هررذا الدسررتور ،فقررد أمكررن فرري سرربتمبر 2696
تررذليل العقبررات وتوصررل المرر تمرون إلررى صرري ة دسررتور جديررد للررب د ،يقرريم كومررة
فيدرالية قوية ،دون أن يقضي على كيانات الوديات واستق لها .
وفي 2696/8/26وقع جميع المندوبين على وثيقرة الدسرتور ،ولكرن بقرى علرى
ه دء المندوبين أن يعملوا على جعرل وديراتهم تقرر هرذا الدسرتور ،يرا اشرترطوا أن
هذا الدستور لن يوضع موضع التنفيذ تى توافق عليه تسع وديات على األقل(. )2
وكرران علررى كررل وديررة أن تعقررد م ر تمرا خاصررا بهررا إلقرررار الدسررتور الجديررد ،
وكانرت وديررة بنسرلفانيا أول وديررة ترررفه الدسرتور ،ثررم وديرة ماساستوشرري ،وعنرردما
وجه الدستور بمعارضة قام ماديسون وهراملتون ب ملرة إع ميرة واسرعة لشررح أهرداف
- 1جير هارمون ،أضواء على دستور أمة الوديات المت دة ،ترجمة أمير كامل ،مكتبة األنجلرو المصررية ،ط2
، 2891 ،ص . 221-218
- 2فر ات زيادة ،مرجع سابق ،ص . 222
152
الدستور ،وفي عام 2619بلغ عدد الوديات التي وافقرت علرى الدسرتور تسرعة ،وهرذا
العدد المطلوب إلقرار الدستور نها يا(. )1
ولوضع الدستور موضع التنفيذ كان دبد من انتخاب ر ريس لل كومرة الفيدراليرة
،فاتخذ الكون رس التدابير ال زمة إلجراء أول انتخابات ر اسية في الوديرات المت ردة
،وأعلن أن ال كومة التي نص عليها الدسرتور الجديرد سروف تبردأ عملهرا فري 6مرارس
، 2678رغم اختيار
عنرردما كانررت جميررع الرردول األوروبيررة الر يسررية تتبررع النظررام الملكرري الرروراثي ،
كانررت فكرررة وجررود ر رريس ي كررم لفترررة زمنيررة م ررددة هرري فرري ررد ذاتهررا شرريء إبررداعي
ثرروري ،والدسررتور ي رردد المسر ولية التنفيذيررة للررر يس ،كمررا أنرره يتطلررب انتخرراب نا ررب
يات الر يس بدقة ،وفي المقابل د يضع أيرة للر يس ،وي دد الدستور األمريكي ص
154
شرررروط أو ررردود معينرررة علرررى سرررلطات نا رررب الرررر يس ،أو الررروزراء أو المسررر ولين
الفيدراليين اآلخرين .
ويرى إسماعيل ال زال أن النظام الر اسري مثراد للنظرام الرذي يلخرذ علرى األقرل
من النا ية النظرية ،بفكرة الفصرل برين السرلطات ،بمرا تنطروي عليره هرذه الفكررة مرن
عنصري التخصص الوظيفي وادستق ل العضوي "(. )2
ويعين الر يس مسراعديه ،لكرن ذلرك التعيرين يكرون خاضرعا لموافقرة الكرون رس
عمرر بالقاعرردة " اللياقررة المشرريخية " ،ولكررن م مررود مصررطفى يشررير إلررى " أن هررذه
الموافقة هري موافقرة شركلية ،ألن الكرون رس يوافرق غالبرا علرى التعيينرات المقدمرة مرن
- 1م مود مصطفى صفوة ،الجمهورية ال ديثة ،مطبعة ادسكندرية ،اإلسكندرية ،ط ، 2878 ، 2ص . 92
- 2كليلون روستير ،النظام الر اسي األمريكي ،ترجمة على البطان ،دار النهضة العربية ،بيروت ،ط، 2
، 2854ص . 14
156
-1اختيار مرشح الر اسة ونا به :
في الواقع إن الشعب هو الذي يختار مرش ي ال زب الجمهوري والرديمقراطي
ر يس الوديات المت ردة ،غيرر أنره يسربق هرذا ادختيرار مر لرة تعيرين النراخبين
الر اسيين في األصل كانت المجالس التشريعية هي التي تترولى أمرر التعيرين إد
أنرره اسررتعيظ عررن هررذه الطريقررة بمررنح المررواطنين ررق اختيررار النرراخبين ،وكانررت
كاليفورنيا تتبع هذه الطريقة القديمة عام 2971م(. )1
وفي م اولة من البا ا للوقوف على أي ت يرات أو تطورات تتعلرق بالشرروط
األساسية ،لتولي منصب الر اسة فري الوديرات المت ردة ،فقرد عثرنرا فري شربكة
ادنترنيررت علررى المواصررفات األساسررية الترري يجررب توافرهررا لمرشررح لمنصررب
الر اسة ،وهي على الن و التالي :
يتم انتخاب الر يس من طرف الشعب ومن خ ل انتخابات عامرة -2
لفترة أربع سنوات لفترتين ر اسيتين فقط .
يمررنح الررر يس 111ألررف دودر باإلضررافة إلررى 51ألررف دودر -1
مصررراريف ،و ررروالي 211ألرررف دودر معفيرررة مرررن الضررررا ب خاصرررة
بالسفر والترفيهات الرسمية .
ينصررب الررر يس يرروم 11ينرراير عقررب انتهرراء انتخابررات نرروفمبر -4
العامة .
أن يكون مواطنا أمريكري األصرل والمولرد ،وأد يقرل عمرره عرن -2
45عام ،وعلى األقل 22عام إقامة في الوديات المت دة(. )1
وإذا أردنا أن نتوقف عند مدة ودية ر يس الوديات المت دة األمريكيرة ،
فانها كما جاءت في شروط الترشيح أربع سرنوات ،وفتررة تجديرد وا ردة فقرط ،
فقد نص دستور 2696في نصه األولى على إجازة إعادة انتخاب الرر يس دون
تعيين دا لهذا التجديد ،غير أن جور واشنطن كران قرد رفره إعرادة انتخابره
- 1ميد الساعدي ،الوظيفة التنفيذية لر يس الدولة في النظام الر اسي ،مرجع سابق ،ص . 286
- 2المرجع السابق ،ص . 111
- 3نشرة وكالة المعلومات األمريكية ،شبكة ادنترنيت ،ص . 20f12
- 4كليلون روستر ،مرجع سابق ،ص . 51
172
ولكررن مررا ي رردا مررن بعرره الر سرراء فرري الودي رات المت رردة هررو عرردم
التررزامهم بالضرروابط الترري ت ررد سررلطات الررر يس ،فري رران أغررار علررى طرررابلس
وبن ازي دون إع م الكرون رس ،ونيكسرون تجسرس علرى ال رزب الرديمقراطي
مخالفا الدستور ،وغيرهم كثير ،األمر الذي ي كد أن مصير الشعوب يمكن أن
يقرره أفراد قليلون ت ت ض ط أهو هم ومواقفهم ونوازعهم كبشر .
171
د -السلطات التي تتعلق بالش ون الخارجية :
ب سررب الدسررتور فرران الررر يس هررو المس ر ول الفيرردرالي والر يسرري عررن
ع قررات الوديررات المت رردة مررع الرردول األجنبيررة ،والر سرراء يعينررون السررفراء
والرروزراء والقنصررليون ،الررذين يخضررعون للتصررديق مررن قبررل مجلررس الشرريوخ ،
وكذلك فان الر ساء يقبلون السفراء األجانب وغيرهم من المسر ولين العرامين ،
بالتعاون مع وزير الخارجية يقوم الر يس بادارة كافرة ادتصرادت الرسرمية مرع
ال كومات األجنبية .
ويرررى فرروزي أبررو ذيرراب أنرره فرري بعرره المناسرربات يشررارك الررر يس فرري
م تمرات قمة ،يا يلتقي زعماء الردول للتشراور المباشرر فيمرا بيرنهم "(" ، )1
وبناء عليه فقد ترأس ويلسون ر يس الوديرات المت ردة الوفرد األمريكري لمر تمر
برراريس ،الررذي عقررد عنررد نهايررة ال رررب العالميررة األولررى ،كمررا تقابررل الررر يس
روزفلت مع قادة دول ال لفاء في أفريقيا و سيا أثناء ال رب العالمية الثانية(. )2
ولهذا منذ عهد روزفلت أخذ الر ساء األمريكيون يجتمعون مع نظرا هم
مررن قررادة الرردول لمناقشررة القضررايا ادقتصررادية والسياسررية ،ألجررل الوصررول إلررى
اتفاقيات ومعاهدات ثنا ية متعددة .
ومررررن خرررر ل وزيررررر الخارجيررررة يكررررون الررررر يس مسرررر ول عررررن مايررررة
األمريكيين فري الخرار ،و مايرة األجانرب داخرل الرب د ،والر سراء هرم الرذين
يقررون ما إذا كان يجب ادعتراف بدولة جديردة ،والتفراوه علرى المعاهردات
مررع الرردول األخرررى ،والترري تكررون ملزمررة علررى الوديررات المت رردة عنرردما يررتم
التصديق عليها بثلثي مجلس الشيوخ ،كما أنه ي ق للر يس التفاوه مع الردول
األجنبية على " اتفاقية تنفيذية " ،التي د تستدعي موافقة مجلس الشيوخ(.)3
- 1فوزي أبو ذياب ،المفاهيم ال ديثة ل،نظمة وال ياة السياسية ،دار النهضة العربية ،بيروت ،ط، 2862 ، 2
ص . 296
- 2ناعوم تشومسكي ،ما الذي يريده العام سام ،ترجمة موسى أدهرم ،دار الفكرر العربري ،عمران ، 2884 ،ص
. 11
- 3فاضل زكي ،السياسة الخارجية ،مطبعة شفيق ،ب داد ،ط ، 2897 ، 2ص . 272
174
-2قيود على صالحيات الرئيس :
يات غيررر عاديررة فرري يررد شررخص وا ررد ،قررد تعطرري لرره رغررم ترروفر هررذه الصر
سلطة دكتاتورية علرى جميرع المسرتويات ،وهرذا مرا فعلره شرخص مثرل ري ران ،عنردما
أ س بلنه يمتلك زمام األمور في الوديرات المت ردة ففعرل مرا أراد يرا ضررب ليبيرا ،
وغررزا غرينررادا ،و ررارب نيكررارغوا كلهررا ت ررت مايررة الدسررتور ،وموافقررة الكررون رس
يات يات ال متناهيررة المنوطررة لرره .ومررع وجررود قيررود علررى ص ر وفرري خضررم الص ر
الر يس ،والتي سنرد بعضرها هنرا ،إد أن منصرب الرر يس األخطرر فري العرالم يعطري
أهمية لكرل الشرعوب لمتابعرة ادنتخابرات األمريكيرة ،إنمرا لمرن سريكون علرى رأس هرذه
ظ ادهتمام الكبير بهذه ادنتخابات . اإلدارة ،ولهذا السبب ن
يات الواسرررعة لررردور الرررر يس وضرررع الم للرررون السياسررريون " ونظررررا للصررر
تلكيرردات كثيرررة علررى سررلطات الررر يس ،تررى أن بعضررهم ذهررب إلررى وصررف منصررب
الر يس بالر اسة اإلمبراطورية أو ي الرر يس المسرتبد فري إشرارة إلرى الردور المتنرامي
الذي يمارسه روزفلت اثناء فترة كمه والذي مارسه ري ان بشكل واسع(. )1
وإ دى ال قا ق الهامة التي يواجهها الر ساء هي ميراا مشاكل ،أ يانا تكرون
بيروقراطيررة مررن سررلطة يصررعب لهررا ،أو التعامررل معهررا بسرررعة ،ودسرريما بعرره
القرارات التي تخص المواطنين العموميين الذين ي ميهم القرانون ،فقليرل مرن الر سراء
رفضوا التجديد لفترة ر اسرية ثانيرة ،وكرل ر ريس ي قرق علرى األقرل بعضرا مرن أهدافره
التشريعية ،ويمنع ب كم الفيتو بعه القوانين التي يعتقد أنها ليسرت فري صرالح األمرة ،
يات إجراءات في ال رب والسلم ،كما أنه ب كم منصبه يمكن أن يقرر كما أن له ص
سياسات و راء يكون لها خطرر علرى الخصروم السياسريين ،وعنردما يثيرر الرر يس ذلرك
فانه سوف يخضع لنقام الشعب العام .
- 1نيوزويك . 2892/2/17
- 2نيوزويك . 2892/9/11
- 3فوزي أبو ذياب ،المفاهيم ال ديثة ل،نظمة وال ياة السياسية ،مرجع سابق ،ص . 11
175
-2مررن ررق الررر يس مخاطبررة الكررون رس ،ويكررون الخطرراب الررذي يلقيرره الررر يس
األمريكي بمثابة عره لبرنامر ال كومة ،وقد در ر سراء الوديرات المت ردة
على إل اق بعه ادقترا ات التشرريعية بخطراب الر اسرة ،ويكرون هرذا التقليرد
بدي عن رمان الر يس من قه اقتراح القوانين ،بلن يكلف نا با برالكون رس
مررن أعضرراء ال ررزب ،بررلن يقرردم إلررى الكررون رس برراقتراح القررانون الررذي يرغررب
فيه(. )1
-1من ق الر يس ادعتراه على التشريعات ،فكل مشررو قرانون يوافرق عليره
الكرررون رس ،يعرررره علرررى الرررر يس لتصرررديق عليررره ترررى يكرررون نافرررذا أمرررا إذا
اعتره الرر يس " الفيترو " فانره يعيرده ثانيرة إلرى الكرون رس ،فراذا وافرق عليره
بلغلبيررة ثلثرري األعضرراء يصرربح المشرررو نافررذا( . )2ويتضررح مررن ذلررك أن ررق
ادعتراه المخرول للرر يس هرو اعترراه تروفيقي ،بمعنرى أنره د يمنرع صردور
القانون ونفاذه إذا أصر الكون رس عليه .
إن سررلطة الررر يس بمررا ت رروزه مررن وسررا ل التررلثير علررى الجمرراهير ومررن خ ر ل وسررا ل
اإلع ر م ،اسررتطاعت أن تخاطررب الجمرراهير مباشرررة وتقرريم اتصرراد معهررم ،دون مرررور
بالكون رس ،وأض ت القرارات المصيرية في ياة الشعب ،تعلن للشعب من قبل أن
يخطر بها الكون رس(.)3
لقررد وقفنررا بكررل التفاصرريل علررى سررلطة الررر يس فرري النظررام السياسرري األمريكرري ،
ولكن بعرد هرذه الدراسرة الواسرعة ،والتعررف علرى التركيبرة السياسرية ،يمكرن أن ن كرد
بررلن هنرراك سررقوط للبنيررة السياسررية األمريكيررة ،وخاصررة سررقوط القي رادة السياسررية ،أي
ظ أن قيررادات السررنوات األخيرررة فرري غيرراب أو نرردرة القيررادة الكبيرررة والفعالررة ،فررن
الوديررات المت رردة هزيلررة ضررعيفة انتهازيررة ،ود تلتررزم بقرريم أخ قيررة عاليررة ،وعرراجزة
- 1كمال ال الي ،مبادئ القانون الدستوري والنظم السياسية ،مرجع سابق ،ص . 287
- 2المرجع السابق ،ص . 286
- 3ليموند الفرنسية . 2861/22/28
انظر جيمس بنيت ،توماس ديلوريتر ،األكاذيب الرسمية ،ترجمة م مود برهام ،نقود تامر ،دار الفكر للنشر ،
عمان ،ط ، 2884 ، 2ص . 218-211
177
بشكل خاص عن الر يا الكبيرة والدقيقة ل ،داا .يا يست وذ على تركيبها الرذهني
هاجس الصور أو ادنطباعات الذهنية بدد من الجوهر أو المفاهيم الجوهرية .
ويكتررب أ ررد المعلقررين المعررروفين رت كررارى " :أبطالنررا هررم اليررا ر سرراء مررن
أمثال كندي بولستون نيكسون وكارتر ،وري ان وبوم واآلن كلينتون " الذي بلرغ قمرة
التفاهة القيادية " … أد يردعو هرذا إلرى ادسرت راب ؟ كيرف يمكرن ألمرة كهرذه األمرة أن
تنررتر موكبررا يثيررر الشررفقة كهررذا الموكررب ؟ ويضرريف سرراخرا وهررو يعمررل علررى إبررراز
الظرررواهر فررري ادنتخابرررات بررروم أعلرررن المرشرررح الرررديمقراطي مايكرررل دوكررراكيس أن
ادنتخابرررات تررردور رررول المررر ه ت ،ولررريس رررول األيديولوجيرررة ولكرررن دووكررراكيس
ومسرراعديه ذوي المر ه ت ،خسرروا فرري بضررعة أسررابيع %26مررن المرشر ين ،أمررام
بوم غير م هل(. )1
ونشرت مجلة التايم في 2898/22/8تسا د :هل ماترت ال كومرة األمريكيرة ،
أمام ظاهرة سقوط القيادات السياسية ؟ .
ويقول الكاتب " :هناك نرو مرن المرره النفسري يسرود م سسراتها األساسرية ،
يررا إن الكثيررر مررن ال ماقررة السياسررية الترري مارسررها ري رران خلفررت عجررز الميزانيررة
الرهيب ،واإلف س ال الي الذي تعانيه ". 2
و خرر مررا نخررتم بره اإلشررارة إلررى اسرتبيان اتخذترره مجلررة ديرف األمريكيررة ،يررا
طلبت من أكثر من ستين م رخا ومفكررا إعرداد قا مرة بالما رة شرخص ،الرذين مارسروا
األثر األكبر في ياة األمة األمريكية في القرن العشرين ود يقتصر هنا باألسماء التري
ققت شهرة ونفوذ أكبر ،برل الرذين لعبروا دورا فري يراة الشرعب األمريكري ،وجراءت
النتا ر بلن لم تضم القا مة أي من ر ساء الوديات المت دة وعددهم 26ر يسا(. )3
- 1نديم بيطار ،ان طاط النظام األمريكي وترلثيره علرى الع قرات األمريكيرة – األوربيرة – العربيرة ،مجلرة الو ردة
المجلس القومي للثقافة العربية ،السنة السابعة ،العدد ، 91/68أبريل مايو ، 2882 ،ص . 245
- 2مجلة التايم األمريكية ، 2898/22/8ص . 15
- 3نديم بيطار ،مرجع سابق ،ص . 247
176
يا لم يسرتطع أي وا رد مرنهم ضرمان مكران لره فري هرذه القا مرة ،وهرذا كرافي
إلعطرراء فكرررة واض ر ة عررن النوعيررة الترري تميررز الرجررال فرري البيررت األبرريه ،ويقررول
المعلق جون تشانلر في كتاب "الخطرر واألمرل " " إن الوديرات المت ردة تنقراد بر سراء
غير راغبين أو غير قادرين على توجيه أمريكا في مواجهة القرن العشرين .
- 1رالف كتشام ،من مستعمرة إلى دولة مستقلة ،ترجمة ثابت رزق هللا ،دار الطباعة ال ديثرة ،القراهرة ،ط، 2
، 2862ص . 62
- 2مالك أبو شهيوة ،مرجع سابق ،ص . 181
- 3إسماعيل ال زال ،مرجع سابق ،ص . 452
179
غيررر أن اإلشررارة تجرردر هنررا إلررى أن هررذه الضررريبة ،قررد تررم إل اءهررا فرري
التعديل الرابع والعشرين لدستور ، 2872إذا ديمكن وصف هذه ادقترا بلنره
عررام وشررامل ،إن ال ايررة منرره كانررت إقصرراء السررود والهنررود مررن ممارسررة ررق
ادنتخاب(. )1
وقررد ترردخل التشررريع ادت ررادي مرررارا لتعررديل إجررراءات ادقترررا فرري
الوديات ،فقد استبدل نظرام القا مرة ادنتخابيرة برادقترا علرى أسراس القضراء ،
وينررتر عررن هررذا التبررديل إعطرراء مر لررة اختيررار المرش ر ين أهميتهررا فرري مرا ررل
عملية ادقترا ،وقد يجري تعيين المرش ين على مر لتين :
األولى :تفضي بتعيين المرش ين .
الثانية :ادقترا .
ففرري المر لررة األولررى يبرررز دور اآللررة ادنتخابيررة لل ررزب ،وبرراألخص
الر ساء في اختيار المرشح ،وقد يتم هذا ادختيار في الجمعيات األولية .
غيررر أن الشررروط الترري يكتبهررا الدسررتور كمررا يسرروق عبررد ال ميررد النعنعرري
ت كد على مبدأ المساواة مهما كانت اإلجراءات ادنتخابيرة المعمرول بهرا ،يرا
يترك المجال للوديات لت ردد تلرك الشرروط ،غيرر أنهرا د تخرر عرن أن ي ترل
نا ررب وا ررد لكررل 41ألررف مررواطن وأن يكررون قررد بلررغ 15عامررا ،وأن يكررون
أمريكيا منذ سبع سنوات على األقل(. )2
- 1أ .م .يوثر ،أمريكا ال كومة والسياسة ،مرجع سابق ،ص . 48
- 2أ مد كمال ،التاريخ الدستور ،للوديات المت دة ،مرجع سابق ،ص . 192
- 3فاضل زكي ،السياسة الخارجية ،مرجع سابق ،ص . 277
161
الشيوخ يمارسون نفوذا قويا ،مهما في ال ياة السياسية األمريكية ،يا أصبح مجلس
الشيوخ فريقا مهما للفوز بمنصب الر اسة(. )1
-4عمل الكون رس :
يتمتع أعضاء الكون رس بال صانة البرلمانية ،ويعقد في جلسة سنوية مدتها 6أشهر،
تبدأ من يناير وتنتهي في يوليو ،لكل من المجلسين أن ينعقد منفردا إلدارة جلساته ،ود
ي ق أل داهما أن ي جل انعقاد جلساته بشكل ي دي إلى تعطيل الجلسات دون موافقة
المجلس األخرى(. )2
وهنا علينا أن ن كد أن مناقشات الكون رس د تتسم بالنزاهة ،ألن ر يس مجلس الشيوخ
هو نا ب ر يس الوديات المت دة .كما أن النظام الداخلي للمجلسين د ينظم بصورة
منهجية إدارة الجلسات ،وقد يلجل الخطباء إلى تعطيل الجلسات ،وهذا ما صل سنة
، 2856إذ ش ل السيد .ستروم تورمز منبر المجلس لمدة 12ساعة و 29دقيقة ،دون
انقطا وقد سبقه إلى ذلك السناتور ويتي مورس سنة ، 2854يا بقي يخطب 11
من تعطيل الجلسات كلمة Filibustering ساعة و 17دقيقة " وقد أطلق على هذا النو
(.)3
ويوجد في الكون رس لجان دا مة كبرى ،وبامكان هذه اللجان أن تنعقد في جلسات علنية
ياتها دعوة أي شخص أمامها لت قيق معه ، ،وأن تشكل لجان ت قيق ،يكون من ص
فاذا رفه الشخص ال ضور ي ق لر يسها أن يصدر مذكرة جلب ب ق الشخص الممتنع
عن ال ضور .
- 1جون لينر ،مجلس الشيوخ األمريكي ،السياسة بين السا ل والمجيرب ،ترجمرة الناشرر ،منشرورات دم للنشررة
الم دودة ،مالطا ، 2882 ،ص . 291
- 2دافيد كوشمان كوبل ،النظام السياسي في الوديات المت دة ،مرجع سابق ،ص . 244
- 3م مود كامل ليلة ،مرجع سابق ،ص . 471
162
ياتها إعداد مشرو قانون ي ظى بموافقة المجلسان " لجنة مصال ة " ،يكون من ص
المجلس ،وفي ال عدم اتفاق المجلسين على مشرو اللجنة يهمل مشرو القانون(. )1
كما أنه في بعه األ يان ،كما هو ال ال اآلن ،قد يتكون الكون رس من أغلبية زب
المعارضة للر يس ،األمر الذي يدفع النواب في الكون رس إلى تعطيل أي قوانين من
شلنها أن ترفع أسهم الر يس و زبه ال اكم ،وبذلك ينقل عمل الكون رس كما ينص
الدستور إلى لقة أخرى من لقات الصرا ال زبي ،التي تلتي نتا جه على ساب
الشعب األمريكي .
ونتوقف هنا على لجنة المصال ة هذه التي تخفي مسللة في غاية األهمية ،تتعلق
بالضرا ب المفروضة على الشعب ،إن الشعب األمريكي في هذه ال الة اختار نوابا في
مجلس النواب ،وشيوخا في مجلس الشيوخ ،وقد سلم زمام األمور ليقرروا ما
نيابة عنه ،فهل ا تياجات المواطن األمريكي و كوماته متضاربة لدرجة تجعل مما
يختارهم ليمارس السلطة نيابة عنه في الة تضارب ،إن هذا التضارب يبرز قيقة
الصرا بين األفراد على المصالح الخاصة ،وليس على مصل ة الشعب األمريكي ،
الذي هو في األساس من اختار ه دء جميعا لينوب عنه .
يات الكون رس في سن القوانين في المجادت التي تتعلق ويجمل م مود مصطفى ص
بالنوا ي الوطنية والسياسية الخارجية ،وعند القروه باسم ال كومة ادت ادية ،وصك
يات واسعة في العملة ،وت ديد الموازين ،وتنظيم التجارة الخارجية ،وللكون رس ص
ش ون الدفا ،وإع ن ال رب ،وتشكيل الجيوم ،كما أنه يتمتع ب ق قبول ودية جديدة
ل ت اد(. )2
غير أنه د ي ق للكون رس إ الة السلطة التشريعية إلى السلطة التنفيذية ،وقد أكدت عدم
ادست الة هذه الم كمة العليا ،ب كمها الصادر ، 2846فيما يتعلق بالنظام الجديد ،غير
أن الكثير من ال ادت تبين أن السلطة التشريعية تسرق بشكل أو ب خر من قبل الر يس
بتواط من الكون رس ،من أجل ت قيق مصالح الوديات المت دة ،خاصة فيما يختص
بالسياسة الخارجية .
162
()1
الذي ثر ادستقالة وأنقذه من الكون رس على وشك توجيه ادتهام للر يس نيكسون
الم اكمة صدور قرار خليفته فورد بالعفو عنه ،وهو قرار أثار سخط قطاعات عريضة
من الشعب األمريكي .
ب -يجوز الكون رس وسا ل غير مباشرة ،يستطيع بواسطتها التلثير في نشاط
الر يس األمريكي ،ومثالها امتنا الكون رس عن سن التشريعات التي يتبناها
أعضاء ال زب ،الذي ينتمي إليه الر يس األمريكي ،إذ تمتنع عن اعتماد المبالغ
ال زمة لتنفيذ السياسة ال كومية ،األمر الذي قد يسفر عنه عجزها عن تنفيذ
برامجها السياسية وادقتصادية .
يات الر اسية ، -يشارك مجلس الشيوخ ر يس الجمهورية في بعه الص
قوق الوديات ،باعتبار أن ذلك المجلس يمثلها على وقصد في ذلك كفالة
يات المقررة لمجلس الشيوخ في هذا المستوى ادت ادي ،وتتلخص الص
الصدد في اشتراط الموافقة على تعيين بعه كبار الموظفين ،مثل نا ب الر يس
،والوزراء ،والقضاة في الم كمة العليا ،والسفراء ،وينص الدستور كذلك على
ضرورة موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ على المعاهدات المبرمة التي يبرمها
رية الر يس األمريكي في رسم الر يس ،وينطوي هذا الشرط على تقييد
السياسة الخارجية وتنفيذها "(. )2
وبعد هذا العره ،هل يمكن اعتبار الكون رس األمريكي امي النظام السياسي في
الوديات المت دة ،وهل كل ما كفله الدستور لهذه السلطة تخدم الصالح الشعب األمريكي
،بصفة خاصة والعالم والس م بصفة عامة ؟ .
إن عددا من الكتاب والم للين األمريكيين يرون عكس ما تقدم ،فهذا جان بيار فيشوا يرى
أنه بالنظر للكون رس األمريكي دشك أن المرء يصدم عندما يرى كيف أن توزيع السلطة
يتم فع لت قيق أهداف غير ديمقراطية ،فقد كتب الص فيون وعلماء السياسة بل تى
- 1أوصت اللجنة العدلية في مجلس النواب األمريكي فري 16يوليرو 2862باسرتعمال إجرراءات ادمينشرمنت ب رق
الر يس نيكسون برـ 16صروت ديمقراطري و 7جمهروريين مقابرل 22جمهروري اعترضروا ،غيرر أن اسرتقالته تعرد
سابقة تاريخية أفشلت تطبيق اإلجراءات ياله .
- 2راجع في هذا الخصوص :
-iعبد الس م المزوغي ،ال بيب وداعة ،تطور الفكر السياسي ،مرجع سابق ،ص . 112
-iiإسماعيل ال زال ،القانون الدستوري واألنظمة السياسة ،ص . 472-471
-iiiم مد عاطف البنا :النظم السياسية ،مرجع سابق ،ص . 57-51
-ivم مود كامل ليلة ،النظم السياسية ،مرجع سابق ،ص . 418-419
165
أعضاء الكون رس األمريكي أنفسهم عيوب الكون رس ونقا صه ،فبنيته هدامة وقواعد
عمله تستهلك الكثير من الوقت إضافة إلى األصول المرعبة ،فيه تجعله يعيق العمل
التشريعي ،فلعضاء الكون رس يقضون فترة طويلة من وقتهم في األدعيب السياسية(. )1
ويشير الر يس األمريكي جيمي كارتر في هذا الصدد إلى فساد الكون رس ،يا يقول" :
ليس من الممكن أن أعبر كما يجب عن قلقي من األثر السيا الذي تمارسه المصالح
الخاصة في واشنطن ،ففي كثير من األ وال يمكن إقنا أعضاء الكون رس الذين يتم
شرا هم بالتهديدات السياسية من نا ية ،والمكاف ت المالية من نا ية أخرى ،بالتصويت
ضد مصالح الب د .إن الكون رس يتجه إلى أضعف الضوابط األخ قية في السياسة
األمريكية "(. )2
إن الفساد داخل الكون رس منتشر لدرجة دعت أ د البا ثين إلى القول :إن الفساد منتشر
في ال كومة كانتشار الجريمة في الشوار ،ولكن الع قة هو أنه د يوجد من يصوت
للمجرمين في الشوار ،ولكن الشعب مازال يصوت لل كومة .
كما أن الكون رس يقوم من خ ل اإلفساد واألعمال السي ة بتضليل الجمهور .ومن
ادنتقادات الهامة " أن الكون رس تسوده البلوترقراطية "(. )3
إن السلطة في الكون رس تبقى بين أيدي األعضاء الكبار الهامين ،الذين يضعونها في
خدمة مصالح رجال األعمال ،ود ظ رالف نادفان " السلطة تبقي في أيدي أول ك
المشرعين الكبار ،الذين يخدمون أص اب المصالح الكبرى "(. )4
فالقوانين التي تمر في الكون رس دتصدر من داخل م سساتها ،فالمبادرة إلى صنع
تكارات . القرار تكون بالكامل في أيدي ال كومات واألجهزة التنفيذية التابعة ل
ويشير أ د الكتاب عن اإلدارة األمريكية أن " من النا ية الشكلية دبد أن يتقدم أ د
الشيوخ أو النواب بمشرو القانون ،ولكن من النا ية العملية فان معظم المشاريع تقوم
أود بصياغتها األجهزة التنفيذية ،أو جماعات المصالح .ثم تسلم بعد ذلك للنا ب ،أو
عضو مجلس الشيوخ ،وينفق مجلس الشيوخ معظم وقته وجهده في النظر في مشاريع
القوانين المقدمة من اإلدارة ال كومية(. )5
- 1جان بيار فيشوا ،ال ضارة األمريكية ،مرجع سابق ،ص . 22
- 2التايم -22أكتوبر2891-
- 3جان بيار فيشو ،مرجع سابق ،ص ( ، 422البلوتوقراطية :كومة األغنياء ) .
- 4رالررف نادفرران ،م ظررات ررول السررلطة التنفيذيررة فرري الوديررات المت رردة ،وكالررة امعلومررات األمريكيررة ،شرربكة
ادنترنيت ، 2886 ،مرجع سابق ،ص . 10f3
- 5نيويرك تايمز ، 2867/9/41ص . 26
167
ويشير الكتاب األخضر لما تقدم به السياسيون والم للون بلن هذه الديمقراطية في
الوديات المت دة بما يكفله دستورها ،ولكن في الواقع األقوياء دا ما ي كمون " هذه هي
الديمقراطية من النا ية النظرية وأما من النا ية الواقعية األقوياء دا ما ي كمون "(. )1
- 1معمر القذافي ،الكتاب األخضر ،الفصل األول ،ل المشكلة الديمقراطية ،ص . 62
يات * -انظر المل ق رقم ( )2نص المادة ( )4القسم األول والثاني والثالرا مرن الدسرتور األمريكري ويشرمل صر
السلطة القضا ية ،شبكة ادنترنيت ،التركيبة السياسية األمريكية . 20f4 ، 20f3 ، 2886 ،
- 2فر ات زيادة ،تاريخ الشعب األمريكي ،مرجع سابق ،ص . 61
- 3عبد ال ميد النعنعي ،مرجع سابق ،ص . 211
166
الم اكم في الوديات المت دة ،ي ول القضايا السياسية إلى قضايا قانونية تناقم أ كام
الم اكم(. )1
وي كد أ مد كمال على األهمية الخاصة للم كمة العليا نظرا لتركيبتها واختصاصاتها،
يات واسعة إذ أنها د تكتفي بدراسة المشاكل القانونية في القضايا فهي تتمتع بص
المرفوعة إليها ،إنما لها ق النظر في الوقا ع المادية ،خ فا لما هو معمول به في الب د
()2
. ،والتي يوجد فيها م كمة تميز يعود لها فقط ق النظر في الوقا ع القانونية "
فالم كمة العليا تنظر في جميع القضايا الخاصة والعامة و تى اإلدارية .
- 1هنري ، ،إبراهام ،الم كمة العليا في العملية السياسية المتطورة ،مرجع سابق ،ص . 66
- 2المرجع السابق ،ص . 69
- 3في قضية ماريوري -ماديسون ،خلص مارشال إلى أنه في ال اعتمراد أ رد المترداعين علرى قرانون " الفريرق
اآلخر على مادة في الدستور على الم كمة أن ت قق ما إذا كانت هناك بالفعل تناقه بين القرانون العرادي والقرانون
الدستوري ،وأن تختار بينهما ،وأن يقع اختيارها بتطبيق الدستور ،وإغفال القانون العادي ،وبهذا ادجتهاد تكون
الم كمة العليا ،شيدت بناء مراقبة دستورية القوانين .
168
وفي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ،اتبعت الم كمة نهجا جديدا
بمراقبتها دستورية للقوانين المتعلقة بالسياسة ادقتصادية الفردية ،داعية إلى ال فاظ على
المبادئ العامة ل قتصاد ال ر( ،)1هذا الموقف دفع بالفقه إلى إط ق صفة كومة القضاء
،على الم كمة العليا ومراقبة ادت اد ،تتم بمراقبة األ كام الصادرة عن م اكم الدولة أي
الت قق ،ما إذا كانت م اكم الدولة قد أخذت على عاتقها مراقبة القوانين التي تتعاره
والدستور ادت ادي .
ب -الرقابة القضا ية على دستورية القوانين :
.إبراهام هي الت قق ما إذا كانت القوانين إن ال اية من هذه الرقابة كما يشير هنري .
العادية د تناقه نصوص الدستور ،خ فا لتلك التي تتعلق بادت اد ،وباألخص
التعدي ت العشرة األولى للدستور ،والتي تعرف باع ن ال قوق(. )2
فمطابقة القانون العادي للقانون الدستوري ،يمكن أن تثار على صعيد الودية ،العضو
بالنسبة لدستورها الخاص بها وعلى صعيد ادت اد ،وكل نزا يعره على القضاء
للنظر بدستورية ،يقصد به مراقبة السلطة التشريعية ،ومعرفة ما إذا كان يعود للقاضي
أن يلخذ التدابير التي يرت يها .
-اإلجراءات التي يستعملها القاضي لمراقبة دستورية القوانين :
إن هناك إجراءات م ددة للقاضي تى يقر بمدى دستورية القانون من عدمه وهي كالتالي
:
تفسير البناء للقانون :وتقضي هذه الطريقة بتفسير القوانين الصادرة عن المجالس
التشريعية الم لية أو الكون رس ،ب يا يلتزم المشر بادنصيا لتفاسير القاضي ،
ية ضمن دود ومبادئ الدستور ،هذا التفسير د يلخذ بعين ادعتبار إرادة ول صر ص
المشر ود شكل القانون .
إع ن عدم دستورية القانون .
194
ال كومة بادتفاق والت الف ،بدد من أن يكون نظاما زبيا ثنا يا تخول لل زب المنتصر
()2
،أن ي كم والخاسر أن يعاره "
ففكرة إيجاد أ زاب مس ولة دقت اعتراضا من قبل السياسيين الذين أكدوا على
مناخ أمريكي خاص ،وأن الخصا ص ال زبية مهما كانت أن األ زاب هي نتا
الصعوبات التي تثيرها في وجه ال كومة هي من ضرورات " ثمن ادت اد " المجتمع
" :أية م اولة شديد التباين ،وقد كتب أ د المناهضين لفكرة إيجاد أ زاب مس ولة قا
إلص ح األ زاب لمن ها المس ولية السياسية ست ير التاريخ ،والم سسات السياسية
()3
.وي اول بعه ف سفة العلوم السياسية أن يكرسوا جمود الثنا ية ال زبية في ال ديثة "
الوديات المت دة ،بتقديم تبريرات ت مل في طياتها م الطات جسيمة فيقول ل .ت .لو :
" إن الع قة المعقدة بين اإلطار الدستوري لل كومة والتنظيم السياسي ال زبي وبين
األسس األيديولوجية للسلوك السياسي ،هي األساس في التكوين السياسي األمريكي ،
فالنظام ال زبي األمريكي هو نظام ثنا ي بشكل خاص ،وعليه د يجب النظر إليه من
معيارين فقط ،بل عدة معايير " ويوضح الكاتب هذه المعايير فيقول :
" … فهو من جهة عبارة عن نظام زبي رباعي يرتكز على الكون رس والر اسة ،هذه
التعددية دفعت بالبعه إلى وصف النظام ال زبي على أنه يتللف من خمسين زبا م ليا
،تنافس فيما بينها كل أربع سنوات من أجل هدف ر يسي هو إيصال مرشح إلى سدة
()4
.ولكن نود اإلشارة إلى عدم الم ادة في استق لية األ زاب ،إذ أن ر اسة الدولة"
تزايد قوة السلطة المركزية جعلها ت ثر على مجرى ال ياة السياسية في ال كومات الم لية
في الوديات ،رغم ما تملكه من الوظا ف الهامة ،ومن هنا فاننا نخلص إلى أن أ د أهم
ال قا ق الصارخة في السياسة األمريكية هي استمرار تلك القوة السياسية م ثرة على
السلطة ادت ادية األمر الذي جعل توجيه السياسة األمريكية ،يتم من قبل قوى نا بة ،د
تمثل القوى ال قيقية والفاعلة في الدولة ،ود ترتبط بالمسا ل ال يوية التي تتعلق
بالمصل ة العامة .
والس ال الذي يطرح نفسه هنا :هل هناك أ زاب ر اسية وأخرى للكون رس ؟
- 1دن دي بنوا ،أزمرة الديمقراطيرة ال ربيرة ،مجلرة الو ردة ،المجلرس القرومي للثقافرة العربيرة ،السرنة األولرى ،
العدد ، 6أبريل ، 2895 ،ص . 212
- 2بيرسون ،مرجع سابق ،ص . 8
- 3ــــــــ ،الديمقراطية في الوديات المت ردة ،المجلرد الثراني ،العردد ، 21منشرورات جامعرة بوسرطن ، 2867 ،
شبكة ادنترنيت ،ترجمة المبروك الصويعي ،ص . 185
195
إن م اولة ادعاء وجود تعددية زبية في الوديات المت دة ،يفندها التاريخ
السياسي األمريكي ،فجذور الثنا ية ال زبية تمتد إلى بداية تكوين الدولة ، 2696يا
انقسم أعضاء الم تمر فريقين ول ت ديد اختصاصات السلطة ادت ادية ،فريق تم ور
ول هاملتون ،ينادي بادت ادية وتقوية السلطة المركزية ،وفريق اآلخر الديمقراطي
ول توماس جيفرسون يدعو منح الوديات مزيدا من السلطة الجمهوري المتم ور
وادستق لية غير أن السبب الواقعي يعود إلى خ ف ول مركز الر اسة بين أدارمز
وجيفرسون ، 2687وتعمق هذا الخ ف بين جاكسون وادارمز ،مما أدي إلى قسمة
الديمقراطيين -الجمهوريين إلى جنا ين يتنافسان على الر اسة ،فقد اختار مجلس النواب
أدارمز لر اسة رغم التلييد الشعبي لجاكسون ،وفي سنة 2919بعد انتخاب جاكسون
ر يسا ،شكل ال زب الديمقراطي وفي سنة 2941خاه المعركة ادنتخابية ضد هنري
ك ي كمرشح لل زب الوطني الجمهوري ،وفي سنة 2747شكلت القوى المعادية
لجاكسون زب الويغ Whigالذي أوصل هاريسون إلى ر اسة الدولة ، 2927برز
ال زب الجمهوري على أنقاه زب الويغ "(. )1
إن هذه المقدمة التاريخية التي قدمها إسماعيل ال زال ،جسيمة لد ه كل
اددعاءات بوجود تعددية زبية في أمريكا ،ولكن هذه التعددية توجد بينها خطوط تماس
ي ترمها ك ال زبان تى يتم أصول اللعبة السياسية .
ويشير عبد الس م المزوغي و بيب وداعة إلى أن اصول اللعبة السياسية تفتره
ا ترام " قانون الصمت " ففي الوديات المت دة ي صل ال زبان الكبيران على تمويلهما
من المنش ت الرأسمالية ،ولو ظ أنه خ ل ال قبة 2861-2821سادت الة من الوفاق
الضمني بين زعماء ال زب الديمقراطي والجمهوري ،فيما يتعلق بمصدر تمويل ال زبين
اللذين تقاسما فيما بينهما هذه المصادر(. )2
ويشير البا ثون األمريكيون إلى أنه من الواضح إذا دد أ د ال زبين مصادر
ال زب اآلخر ،فان التوازن يختل ،ولن يكون هناك م ل إلعمال قانون الصمت ،بل إن
اإلفادات التي تفرضها األ زاب السياسية د تقتصر على المنش ت الرأسمالية ف سب .
وإنما تشمل المواطنين كذلك ،ففي ودية انديانا األمريكية يوجد ما يسمى بنادي
الـ %1الشهير ،ويقصد به أنه يتعين على كل موظف في المجالس الم لية بالودية أن
- 1لن ،ن ،يورتن ،ال كومة … األ زاب ،الديمقراطية ،لندن ،منشورات جامعة بوستون ،المجلد ، 24
الجزء ، 2869 ، 1ترجمة المبروك الصويعي ،ص . 281
196
فضي ة ووتر – جيت لل زب الجمهوري ،كذلك تدخل جماعات المصالح في توجهات
األ زاب .ومنها تقوم فان التركيبة السياسية األمريكية نظريا هي خطوة على الطريق إلى
الديمقراطية ولكنها من النا ية التطبيقية التي عملنا على ربطها باإلطار النظري أوض ت
مدى الدكتاتورية والتي تمارسها هذه الم سسات والمصل ية التي تعمل على أساسها .
199
المطلب الثاني :المؤسسات غير الرسمية في التركيبة السياسية األمريكية :
يقوم بين هذه الم سسات واأل زاب السياسية تشابه لجهة التنظيم الداخلي ،
وغاياتها ادجتماعية تختلف عنها لجهة العنصر السياسي ،إذ أنها د تستهدف أص
كاأل زاب ادستي ء على السلطة ،بل ت قيق غاياتها وأهدافها عن طريق األ زاب ،ومن
هذه الم سسات جماعات الض ط ووسا ل اإلع م والرأي العام .
أوال -جماعات الضغط :
هي كما تدل عليها تسميتها عبارة عن تنظيمات تمثل مصالح خاصة لبعه
الناس ،تمارس ض طا على ال كام والكون رس من أجل إصدار تشريعات ،تراعي
المصالح المشتركة لها ،وقد عرفها البروفيسور جان ميثو بقوله " هي … العدد الذي د
ي صى من الجماعات والجمعيات والنقابات أو الت ركات التي يدفعها عن المصالح
المشتركة ألعضا ها ،تجهد بكل ما أوتيت من وسا ل مباشرة أو غير مباشرة للتلثير على
التصرف ال كومي والتشريعي لتوجيه الرأي العام "(. )1
ظ جيمس لي راي " أن في نظام سياسي مفتوح وغير هيكلي مثل النظام وي
األمريكي فان جماعات المصالح جيدة التنظيم ،تستطيع أن تعطي راء األقل وزنا أكثر
من وزن الرأي العام واسع ادنتشار"(. )2
فقد شهدت الوديات المت دة األمريكية تلثيرا سافرا للمال في ادنتخابات التي
تجري هناك ،سواء كانت انتخابات ر اسية أو انتخابات نيابية ،تشير األرقام إلى الزيادة
المطردة في المبالغ التي تتفق في المعارك ادنتخابية .
ويذكر أنه في عام 2879انفقت إ دى عشرة أسرة أمريكية األكثر ثراء مبالغ وصلت
411مليون دودر ،ووصلت تكلفة المعارك ادنتخابية ذروتها ،فبل ت في أعوام 2871
2861 ، 2879 ،مبلغ 111مليون و 411و 211مليون دودر على التوالي(. )3
و سبما أعلن جور رولد ال ا ز على جا زة نوبل للس م في الم تمر الدولي الذي عقد
في بروكسل بمقر الجماعة األوروبية في عام 2892لم اكمة الر يس ري ان وسياسته
الخارجية،
- 1جان ميثو ،جماعات الض ط في الديمقراطية الفرنسية ،ترجمة دار عويدات ،دار عويدات للنشر والتوزيع ،
ط ، 2بيروت ، 2862 ،ص . 27
- 2جيمس لي راى ،مستقبل الع قات األمريكية اإلسرا يلية مفترق طرق ،ترجمة م مد مشعل ،دار النهضة
العربية ،بيروت ،ط. 256 ، 2896 ، 2
- 3سعيد الشرقاوي ،األ زاب السياسية وجماعات الض ط ،مرجع سابق ،ص . 84
198
ذكر أن " الوديات المت دة د ي كمها نظام يقوم على زبين ،كما يدعي البعه ،بل
على زب وا د فقط ،يدعي بصفة التعدد لتضليل الرأي العام ،والر يس ري ان ليس
صا ب القرار ود يعدو أن يكون خادما ألص اب الكلمة الفصل ال قيقيين ،وه دء هم
أص اب الشركات المتعددة الجنسية ،التي تضم في هي ة مشهورة تعرف باسم اللجنة
الث ثية ، The trilecred commissionوث ثيتها هذه ترجع إلى توزيع ساباتها بين
الوديات المت دة وأوروبا ال ربية واليابان "(. )1
وتجدر اإلشارة إلى أن هذه اللجنة تلسست عام ، 2864ووقع على كاهلها اختيار
كل من كارتر ،ومديزيل ،وفاتسي ،وبريجنسكي ،في انتخابات ، 2868ثم قامت
()2
. بالتخلي عنهم جميعا ،بعد ذلك كي تختار ري ان دون أن يكون منتميا إلى عضويتها
(*)
للسياسات التي تريدها اللجنة أنه كان أكثر تمثي وكان هذا ادختيار لري ان بدعوى
الث ثية في ظروف إجراء ادنتخابات ،وتضم هذه اللجنة خمس عشر من أكبر ممثلي
الشركات المتعددة الجنسيات األمريكية ،و خرون هم رجال سياسة يلعبون دورا بارزا في
تسيير دفة ال كم .
ووقع اختيار اللجنة على ري ان دنتخابات الر اسة 2892لمرة الثانية أمام منافسة
مونديل ،الذي كان عضوا باللجنة ،ولكن دوره ت دد في تلك الل ظة بالذات في إجهاه
معارضة ال زب الديمقراطي للر يس ري ان ،وليس في تشكيل منافس قوي له( ،)3ويشير
الكاتب الروسي ميتيشن إلى ما ورد في مجلة نيوزويك األمريكية عن وصف للع قة بين
النفوذ السياسية في أمريكا ،بلنها ع قة عضوية جدا " إن م اولة اإلص ح في هذا
المجال هي أشبه ما تكون بلن تطالب من الطبيب أن يجري لنفسه عملية جرا ة فتح قلب
!! "(. )4
وقد أشرنا في الفصل األول من المب ا الثالا إلى أ د أهم جماعات الض ط في
الوديات المت دة وهي جماعات اللوبي الصهيوني .
- 1جرراب هللا موسررى سر ن ،الرررأي العررام ،م اضرررات غيررر منشررورة ،الدراسررات العليررا ،قسررم اإلعر م ،جامعررة
قاريونس ، 2881 ،ص . 8
- 2زايد عبد الباقي ،علم النفس ادجتماعي في المجادت اإلع مية ،مرجع سابق ،ص . 42
- 3جيمس بنيت ،األكاذيب الرسمية ،مرجع سابق ،ص . 81
- 4إسماعيل ال زال ،مرجع سابق ،ص . 112
181
لقد ت ولت صناعة اآلراء إلى رفة تدر الم يين في الوديات المت دة ،فهي
تبتدأ من القمة ،ود دخل للقاعدة الشعبية بها ،ويمثل أن تمارس الجماهير تلثيرها على
القمة يكون قد جرى التلثير عل يها قبل أن ترغب في شيء ،تكون قد أعدت لترغب ذلك
الشيء ،وبالتالي ما يتم في أمريكا ليس إرادة شعبية أصلية ،بل مصنوعة ومجهزة .
ظ هنا أن الديمقراطية تعترف للرأي العام بمكانة مهمة في ممارسة إن الم
السلطة السياسية ،ولكن يجب أن نذكر أن الديمقراطية تعني "ال كم الشعبي وليست
التعبير الشعبي"(. )1
لقد وقفنا بشكل واضح على لية صناعة القرار السياسي في الوديات المت دة
وهي اتها وبنيتها السياسية ،األمر الذي نخلص فيه أن الديمقراطية األمريكية هي
ديمقراطية جماعات الض ط ،وأن الر يس ت ت سيطرة جماعات الض ط والمصالح
والشركات المتعددة الجنسيات ،وأن الكون رس كذلك ،فهل هذه ديمقراطية قيقية ؟ أم
كومة دكتاتورية يسيطر عليها األغنياء ،إن أ د أسباب الصدام الليبي األمريكي يعود
إلى اخت ف المصالح واإلرادات ،فالوديات المت دة ترى بمنظور القوة الخفية الم رك
لسياستها أن ليبيا دولة إرهابية وتدعم اإلرهاب ،وأن ليبيا ي كمها الجيم بزعامة القذافي
،موظفة في ذلك كل وسا ل اإلع م التي ساعدت في تشكيل رأي عام مشبع بهذه األفكار
،إن القذافي يعرف التركيبة األمريكية على قيقتها وبعين الناقد السياسي ،رأى أن
الر يس األمريكي أداة طيعة في يد الدوا ر الرسمية من الخارجية ،والبنتاغون ،
والمخابرات ،وأص اب الشركات فهل هذه هي الديمقراطية ال ربية ؟!! .
س ال أجاب عنه القذافي بكل صرا ة األمر الذي دعى تلك األجهزة أن تضع
عليه الدا رة ال مراء ،فمن كارتر إلى ري ان إلى بوم لم تت ير السياسة األمريكية ن و
القذافي وليبيا ،األمر الذي يعني أن ليس الر يس هو الم رك لدفة ال كم بل القوة الخفية .
وبما أننا في صدد ال ديا على القذافي ،فان الضرورة تلح علينا الوقوف بشيء
من التفصيل على الع قات الليبية -األمريكية مرا لها وتطورها وأهم الم طات فيها .
184
المبحث الثاني :العالقات الليبية -األمريكية حتى نهاية فترة حكم الرئيس ريغان
المــدخـــل :
- 1معمر القذافي ،الكتاب األخضر ،الفصل األول ،ل المشكل الديمقراطي ،ص . 76
182
إن الب رررا فررري تررراريخ الع قرررات الليبيرررة -األمريكيرررة تمليررره ضررررورة أكاديميرررة
منهجية من نا ية ،وله أهمية وفا دة كبرى في دراسة الع قات بين البلدين فري الوقرت
الراهن من جهة أخرى.
فبالرغم من أن الكثيرر يتجنرب التتبرع التراريخي فري مثرل هرذه الدراسرات ،نظررا
لظرفية األ داا وت يرهرا ،مرن فتررة زمنيرة إلرى أخررى ويرجرع السربب إلرى أن أشرياء
كثيرة كانت مبا ة دوليرا فري وقرت مرا .وقرد أصرب ت م رنمرة اآلن خاصرة فيمرا يتعلرق
بتطور األ كام والقواعد التي تنظم الع قات الدولية .
ظ تشابها إد أننا في الواقع من خ ل استقرا نا للع قات الليبية -األمريكية ن
كبيرررا فرري الوقررا ع واأل ررداا التاريخيررة وتكرررارا ل،سرراليب والوسررا ل المسررتخدمة فرري
ظ، الع قات بين البلردين فنجرد أن الع قرات ترارة تكرون فري مر لرة تعراون كمرا سرن
ظ بشركل عرام كمرا سرتبين األسرطر وتارة تكون في مر لة تدهور وتوتر .إد أن الم
القادمة أن الع قات برين البلردين لرم تصرل إلرى مر لرة التو رد إد فري عهرد فتررة ال كرم
الملكي الليبي .
ويرجع هذا األمر إلى ثبات المفراهيم التري لرم تت يرر بت يرر الرزمن األمرر ،الرذي
دفع بالبا ا إلى التركيز على اإلطار التاريخي لهذه الع قات .
ففرري الوقررت الررذي رردا فيرره صرردام بررين ليبيررا والوديررات المت رردة األمريكيررة ،
يصا ب ذلك الصدام ظر أو مقاطعة ،بل قد يصل األمر إلى ال صرار ادقتصرادي ،
وهذه األساليب دثت في بداية القرن التاسع عشر ،إبان الصدام األمريكي مع يوسرف
باشررا والرري طرررابلس ،ونفررس األسررلوب اتبررع فرري عهررد الررر يس ري رران ،بررل إن هررذه
األساليب مازالت مستمرة تى فترة إعداد هذه الدراسة .
كما أن الوديات المت دة األمريكية في أغلب ادت الصدام التي مرت مع ليبيا
لم تواجههرا منفرردة ،برل كانرت تسرتعين بتلييرد ومناصررة دولرة أو أكثرر ،فقرد اسرتعانت
الوديات المت دة بالسويد في القرن التاسع عشر واستعانت ببريطانيرا فري عهرد الرر يس
ري ان في ال ارة على طرابلس وبن ازي في أبريل 2897ف .
185
ويمكن اإلشارة هنا إلى التطابق التاريخي األهم ،وهي األسباب والدواعي التي
استخدمتها الوديات المت دة ك جة لم اصرة الموانا الليبية ،أو إع ن ال ررب عليهرا
.نفس األسباب التي استخدمها توماس جيفرسون هي التي استخدمها ري ان مرع تطرور
شكلي د ي ثر على المضمون .
فقد كانت جة ري ان في العدوان على ليبيا هري مكاف رة اإلرهراب ،واسرتخدام
توماس جيفرسون جة م اربة القراصنة وتلديب الدول المتبربرة .
وقد خاطب الر يس توماس جيفرسون مجلرس األمرة األمريكري فري 25ديسرمبر 2911
بقوله " :دزلنرا ن ترا لبنراء بعره القروات فري الب رر المتوسرط ،لكري يسرتمر ضر طنا
على قراصنة طرابلس ،تى يقبلوا الس م برل يجرب أن نزيرد هرذه القروة ونكرون علرى
ذر من دول البربر األخر "(. )1
إن النظر إلى تاريخ الع قات الليبيرة -األمريكيرة سيوضرح لنرا جوانرب غامضرة
لرردى الكثيرررين ،ومعلومررات تفيررد الدراسررة بشرركل كبيررر ،منهررا أن أول إع ر ن لل رررب
صرردر مررن الوديررات المت رردة بعررد ادسررتق ل هررو إع ر ن ال رررب علررى ليبيررا .وأن أول
أسطول ب ري أمريكي تشكل عام 2682بقرار من الكون رس األمريكي ،والذي كان
يضم وقتها ست سفن ،قرام برلول مهمرة ب ريرة عسركرية لره فري الب رر المتوسرط ،هري
مهاجمررة قطعتررين ب ررريتين تابعررة ل كومررة طرررابلس ،كانتررا فرري مهمررة فرري مينرراء جبررل
طارق ،وقد كتب قا د إ دى السفن األمريكية السرت إلرى قا رد األسرطول القا رد دال فري
7أغسطس . 2912
إلى القا د دال :
" أفيدكم بلنني اشتبكت في يروم 2أغسرطس مرع براخرة ليبيرة إسرمها طررابلس ،وعليهرا
22مدفعا يقودها م مد سوس ،ودام ادشتباك لمردة ثر ا سراعات بردون توقرف أبردا ،
بعد ذلك استسلمت الباخرة ،و اصررنها فوجردنها عبرارة عرن مذب رة مخيفرة ،فقرد قترل
عشرون رج … وجرح ث ثون ومن بين الجر ى ضابط م زم " .
187
()2
أندروستريت
وكرران القا ررد دال قررد خاطررب وزيررر الب ريررة األمريكيررة مررن جبررل طررارق فرري 28
يوليو 2912يبل ه أنه وصل مضيق جبرل طرارق ،وأن معره قا رد الب ريرة الطرابلسرية
ومعه سفينة بها 17مدفعا مرن عيرارات مختلفرة و 171رجر ،وضرمنت أن طررابلس
ليست في الة رب مع أمريكا وأنه جاء للتزود بالمياه والم ن(. )3
وسيتم التركيز على فترة ما بعد ال رب العالمية الثانيرة يرا وصرلت الع قرات
الليبيررة -األمريكيررة إلررى مر لررة التبعيررة الكاملررة ،أو اد تررواء فرري العهررد الملكرري بعررد
ادسررتق ل فرري ديسررمبر 2851م .ومر لررة الترردهور والترروتر والتصررادم فرري اإلرادات
والمصررالح بررين الرردولتين ،الترري كانررت فرري عهررد الررر يس ري رران والررذي وصررل إلررى ررد
المواجهة وال رب .
- 1من م اضر مجلس األمة األمريكي ،ررب القراصرنة برين دول الم ررب العربري والوديرات المت ردة ،تجميرع
وترجمة منصور عمر الشتيوي ،دار الفرجاني ،طرابلس ،ط ، 2861 ، 2ص . 25
- 2المرجع السابق ،ص . 221
- 3المرجع السابق ،ص . 224
186
سير الع قات ،فبدأت ع قات متوترة أدت إلى ال رب .فرال رب هرو السرا د ،ومبردأ
فره الس م بالقوة هو المطروح(. )1
- 1توسرتاتز برنيرا ،طررابلس مرن 2521إلرى ، 2951ترجمرة خليفرة التليسري ،دار الفرجراني ،طررابلس ،ط، 2
، 2878ص . 218 - 216
- 2رودلفوميكاكي ،طرابلس العرب ت ت كم اسرة القرمانلي ،ترجمة طه فوزي ،منشورات الجامعة العربية ،
ط ، 2872 ، 2ص . 58
- 3ـــــــــ -ترجمة عمر الدريدي ،دار درندوف ،لندن ،ط ، 2894 ، 2ص . 81
189
هذا الفشل إلى اعتبار ك من ليبيا والجزا ر الشروط األمريكية غيرر عادلرة ،والمبرالغ
والرسوم غير كافية ،وغير مناسبة مع جم الوجود التجراري الب رري األمريكري ،ثرم
()2
إنها بالمقارنة مع الرسوم واألتوات التي تدفعها الدول األوروبية ض يلة وغيرر كافيرة
.أمررا مررن نا يررة ثانيررة فاننررا نجررد أسررباب هررذا الفشررل فرري النظرررة األمريكيررة لرردول شررمال
أفريقيا ،التي تعتبرها متبربرة وهمجية ود ت ترم العهود( ،)3ود يمكن الررد علرى هرذا
الرأي إد باإلشارة إلى المقام األوروبي ،يرا ا تررام دول الم ررب العربري عهودهرا
اتجاههرررا باإلضرررافة إلرررى سررربب خرررر مهرررم هرررو اخرررت ف وجهرررات النظرررر للمفوضرررين
األمريكيين رول الوسريلة الناج رة ل رل هرذا الخر ف ،تومراس جيفرسرون لرم يلرق أبردا
بالس ح عند المفاوضات رأى أن يكون المفراوه علرى مسرتوى النرد ،برل كران يردعوا
إلررى الخيررار العسرركري ،واعتقررد " أن السر م يجررب أن يفررره بررالقوة ،وبالتررالي نبررذت
سررن النيررة فرري المفاوضررات وبرردأت الشرركوك تتسرررب للجانررب اآلخررر نقصررد بررذلك ليبيررا
والجزا ررر ررول مصررداقية ومرردى التررزام الوديررات المت رردة بالمعاهرردات فرري ررال عقررد
اتفاقيررات بهررذا الشررلن "( ، )4وفرري 22يونيررو 2697كتررب ومرراس جيفرسررون إلررى جررون
أدارمررر المبعرروا المفرروه فرري بريطانيررا برسررالة جرراء فيهررا " أعتقررد أنرره مررن األفضررل
فره الس م عن طريق ال ررب "( ، )5ونجرده فري رسرالة أخررى كترب جيفرسرون مرن
فرنسررا " إن شررجرة ال رررب يجررب أن تنررتعم بررين ال ررين واآلخررر برردماء الط رراة ،إنرره
السماد الطبيعي لتلك الشجرة "(. )6
أما جون أدارمز وهو أ د أعضاء اللجنرة التري ألفهرا الكرون رس ،رأى أنره مرن
األفضل رفع المبالغ المالية والرسوم لكرل مرن ليبيرا والجزا رر ،وتجنرب ال ررب تمشريا
- 1الطاهر أ مد الزاوي ،جهاد األبطال في طرابلس ال رب ،دار الفتح ،بيروت ،ط ، 2864 ، 4ص . 28
- 2توستانز برنيا ،مرجع سابق ،ص . 247
* -يهودي من أصل ليبري لعرب دور الرسرول برين الباشرا يوسرف القرمرالي والقنصرل األمريكري ،يرا اسرتفاد منره
كاتاكارت كثيرا واعتمد عليه في كل مراس ته مع الباشا مما جعل القنصل وال كومة األمريكية تتخذ قراراتهرا بنراء
على ما يقدمه فرفارة اليهودي إليهم .
- 3م اضر مجلس األمة األمريكي ،مرجع سابق ،ص . 247
412
" لقد قمنا بارسال قوة ب ريرة إلرى الب رر المتوسرط ،لكري تقروم ب مايرة تجارتنرا وتلكيرد
س متها وفي نفرس الوقرت لكري تمكرن رجالنرا مرن التردريب ،ولكننرا لرم ننسري أن نرذكر
لهذه القروة كررم معراملتكم و سرن اسرتقبالكم ..وقرد أعطينرا أوامرر واضر ة لقا ردها برلن
يكون كيما في تصرفاته تجاه كل الدول التي ت من بالمساواة والعدالة "(. )1
لكن ما دا بعرد ذلرك يبرين عردم مصرداقية تومراس جيفرسرون ،ويوضرح النيرة
األمريكية اتجاه ليبيا ،يا بدأت ال ررب بشركل فعلري برين ليبيرا وأمريكرا فري أول يروم
تصل فيه القطع الب رية األمريكية إلرى المتوسرط ،وبالت ديرد فري جبرل طرارق فري يروم
2912/7/1ت رررت قيرررادة الكومنررردور ريتشرررارد دال ،كانرررت القطرررع هررري الفرقاطرررة "
الرا يسن ،ف دلفيا ،وانتربرايز " وقد قام هرذا األسرطول بم اصررة سرفينتين ليبيترين ،
كانررت ترسررو فرري مينرراء جبررل طررارق الخاضررع لسرريطرة بريطانيررا( ،)2وفرري 12يوليررو
2912م بدأ صار ميناء طرابلس ،ولكرن ذلرك لرم يسرتمر طروي ،ويمكرن أن نقرول "
أن هذا ال صار على طرابلس لم يكن ذا جردوى ،يرا انفرك ال صرار بعرد 7ايرام أي
فرري 41يوليررو ، 2912وأب رررت القطررع الب ريررة إلررى مالطررا "( ، )3وهكررذا كرران فشررل
هجوم و صار دال على طرابلس أول فشل عسكري أمريكي في المتوسط ،وبعرد هرذا
الفشل كان دبد من زيادة جم الوجود العسكري األمريكي في المتوسط ،للقيام بالدور
المطلرروب ،وفرري طريررق العررودة إلررى جبررل طررارق قابررل دال سررفينة يونانيررة متجهررة إلررى
طرررابلس م ملررة بالبضررا ع والركرراب ،ومررن بررين الركرراب ضررابط طرابلسرري وعشرررون
جنديا وأربعة عشر تاجرا وخمس نساء وطفل والجميع من طرابلس وقد أخرذهم أسررى
تى يتم استبدالهم بلسرى أمريكيين ،إذا وقع أسررى أمريكيرون لردى الطرابلسريين(. )4
هذا التصرف د يمكن أن يصدر عن قا د عسكري يفهم أصول ال رب ،فهل يمكن أن
نلخذ جنودا ونساء أسرى ،قبل أن تقع المعركة ؟!
419
المطلدددب الثددداني -العالقدددات الليبيدددة -األمريكيدددة مدددا بعدددد الحدددرب العالميدددة الثانيدددة
" مرحلة التبعية " :
مع بداية هذا القرن كانت سلطة القرمالية فري ليبيرا تعراره بشركل كبيرر سياسرة
التوسع والسيطرة ال ربية ،هذه األسرة التري كمرت طررابلس كانرت شربه مسرتقلة ،أو
يمكررن القررول أنهررا مسررتقلة عررن ال كررم العثمرراني فرري تركيررا ،وقررد تررم القضرراء علررى هررذه
األسرة بشكل نها ي في عام ، 2941وأخضعت طرابلس لل كم العثماني مرة أخرى ،
وفي نهاية القرن التاسع عشر أصب ت النوايا ادستعمارية اتجاه منطقة المتوسط تظهر
بشرركل جلرري ،خصوصررا بعررد ا ررت ل فرنسررا للجزا ررر عررام ، 2942وفرري هررذا الخضررم
وقعت ليبيا ت ت السيطرة اإليطالية ،بعد أن اعترفت فرنسا إليطاليا عام 2814ب قها
في ا ت ل ليبيا ،وفي أكتوبر 2822قصفت القوات اإليطالية المدن السرا لية الليبيرة ،
األمررر الررذي أثررار المقاومررة الشررعبية لرردى الليبيررين ،وفرري عررام 2821انس ر بت القرروات
التركية من ليبيا بمقتضى اتفاقية " أوشي لروزان " الموقعرة برين إيطاليرا وتركيرا ،وبعرد
سنوات بسطت إيطاليا سيطرتها على ليبيرا ،خصوصرا بعرد وصرول الفاشرية لل كرم فري
إيطاليا بقيادة موسيليني ،إد أن األمر ت ير بعرد ال ررب العالميرة الثانيرة ،فبعرد هزيمرة
دول الم ررور فرري ال رررب ،وانتصررار دول ال لفرراء الترري دخلررت فرري معررارك عنيفررة مررع
قوات رومل القا رد األلمراني فروق األراضري الليبيرة المصررية فري المنطقرة الصر راوية
الفاصررلة بينهمررا ،وبررردخول منت مررري القا رررد اإلنجليررزي وانسررر اب القرروات اإليطاليرررة
أصررب ت المنطقررة السررا لية فرري ليبيررا منطقررة برقررة -طرررابلس ت ررت سرريطرة القرروات
اإلنجليزيررة ،وقعررت فررزان ت ررت السرريطرة الفرنسررية ،وأصررب ت بريطانيررا تب ررا عررن
شخصية م لية تجعلها ولو شكليا على رأس الودية الليبية " برقة " ،مرن أجرل إضرفاء
نو من الشرعية على الوجود العسكري اآلخذ في ادزديراد فري هرذه المنطقرة بعرد بنراء
قاعدة ربية كبيرة في طبرق ،وما يعرف بقاعدة العدم " وجردت بريطانيرا غايتهرا فري
إدريس السنوسي الذي فاوه الطليران عرام ، 2825واتفرق معهرم فري ، 2826ودخرل
418
()1
وقد رفضرت ركرة المقاومرة المفاوضرات األولرى ، معهم مفاوضات أخرى "2811
وعلى أثر الض ط المتزايد عليه من الوطنيين الليبيين بضرورة الجهاد ضرد اإليطراليين
" … فر إدريس السنوسري إلرى مصرر ب جرة المرره وفري يونيرو 2828ردا تطرور
هررام تمثررل فرري إعر ن اسررتق ل برقررة ذاتيررا ،واعترفررت بريطانيررا بررادريس السنوسرري(،)2
وتجدر اإلشارة هنرا إلرى أن اعترراف بريطانيرا برادريس السنوسري جراء تتويجرا لمر لرة
طويلرررة مرررن التعررراون والت رررالف ،يرررا سررربق للقررروات البريطانيرررة أن دعرررت إدريرررس
السنوسي إلى جمع قوة سنوسية(*) من الليبيين في المنفى ،لمشاركة في الجهرد ال ربري
لل لفرراء ت ررت قيررادة سنوسررية مررع الرردعوة لقيررام إمررارة سنوسررية فرري برقررة وطرررابلس ،
وبالفعل تكونت خمس كتا ب مشاة ت ت اسم "القوة العربية الليبية " ،وكانت هذه القوة
تقرروم بلعمررال ال راسررة والشرررطة( ،)3وقررد رفرره الوجهرراء الطرابلسرريون فرري المنفررى
زعامة إدريس السنوسي إلقليمهم ،بل عارضوا اتفاقه مع بريطانيا قبل ال صرول علرى
وعد صريح بادستق ل وقد استمر إدريس السنوسي في الض ط على مصر وبريطانيرا
مررن أجررل نيررل هررذا الوعررد ،غيررر أنرره لررم ي صررل علررى وعررد نهررا ي قبررل انتصررارهم فرري
ال رب( ،)4وعندما أكمل الجيم الثامن ا رت ل برقرة أعلرن منت مرري فري بيران للشرعب
في 22نروفمبر 2821برلن إقلريم برقرة سريدر عرن طريرق اإلدارة العسركرية البريطانيرة
تررى نهايررة ال رررب ،ومررن األهميررة أيضررا اإلشررارة إلررى أن بريطانيررا نظرررت إلررى ليبيررا
- 1سامي كيم ،قيقة ليبيا ،األنجلو المصرية ،القاهرة ،ط ، 2868 ، 1ص . 211
- 2مجيد خوري ،ليبيا ديثا :دراسة تطورها السياسي ،ترجمة نقود زيادة ،دار الثقافة ،بيروت ،ط، 2
، 2877ص. 96
* -تنتمي الطريقة السنوسية إلى تعاليم اإلس م السلفية ،التري تعرادي التبرر والمترع الزا ردة بمرا فيهرا شررب الخمرر
ولبس المجوهرات ،وقرد أسسرها م مرد برن علري السنوسري المولرود 2696م مرن األسررة البربريرة مرن أودد سريدي
يوسف ،ودرس ت ت إشراف أ مد بن إدريس والتي تتبع الطريقة القادريرة ،وبردأت الطريقرة السنوسرية فري الريمن
2946عندما أقام زاوية في جبل أبو تابيس وبدأ نشاطاته في ليبيا ، 2924وعندما بنى زاوية البيضاء وكانت برقة
تخضررع لل كررم العثمرراني أسررميا ،وبعررد نجرراح السنوسررية انضررمت إليهررا قبا ررل الزويررة ،ت ررت لررواء الطريقررة ،ومررن
المعروف أن تلك القبا ل تخصصت في التجارة الص راوية ،وتعرف م مد برن علري علرى هرذه القبا رل فري موسرم
ال ر بمكة فنقل عاصمته إلى الج بوب 2957م ،وقد واجهت السنوسية معارضة من قبل القبا ل ،وفي عهد م مد
المهدي الذي خلف م مد علي ، 2958وصل النظام السنوسي ذروته في القروة ،وفري إطرار ذلرك صرارت الزاويرة
العمود الفقري للنظام القبلي في برقة .
- 3سامي كيم ،مرجع سابق ،ص . 221
- 4أ مد سر ان مرراد ،مروجز الع قرات الليبيرة األمريكيرة ،الثقافرة العربيرة ، ،أمانرة اإلعر م ،بن رازي ،السرنة
الخامسة عشر ،العدد ، 6يونيو ، 2896 ،ص . 29
421
نظرة استراتيجية ،يا نظرت إلى برقرة وطررابلس بلنهرا ترلمين للطريرق الممتردة مرن
األطلسي إلى قناة السويس ،وتجدر اإلشارة إلى أنه قبل النصف األول من عام 2828
دا اتفاق خراص برين األميرر إدريرس السنوسري والسرلطات البريطانيرة عررف باسرم "
اتفاقية الجنتلمان " تضرمنت أن بريطانيرا والوديرات المت ردة ت رتفظ بقواعرد عسركرية ،
وبمقتضى اتفاقيات تبرم بعد ادستق ل ،وقد تلكد هذا ادتفاق عندما تقررر إنشراء جريم
فرري برقررة عررام 2851قوامرره خمسررة دف جنرردي ،ب يررا تتررولى السررلطات البريطانيررة
تجهيررزه وتدريبرره( ،)1وفرري الجلسررة الرابعررة الترري عقرردتها الجمعيررة العامررة ل،مررم المت رردة
لمناقشرة قضررية ليبيررا فرري الفترررة مرا بررين 11سرربتمبر و تررى 7ديسررمبر ،2828وأيرردت
الوديررات المت رردة الموقررف البريطرراني بخصرروص ليبيررا ،وأعلررن الممثررل األمريكرري أن
كومته ت يد استق ل ليبيا وو دتها( )2وقد تم إعطاء دور أكبر للقوى الكبرى لمسراعدة
ليبيا في بناء م سساتها ال كومية ،وتشكلت في برقرة كومرة برقاويرة فري 27سربتمبر
2822لرعاية الش ون الم لية ،دون أن يعني ذلرك التصررف فري مسرتقبل ليبيرا ككرل ،
ألن ذلك بيد الجمعية العامة ل،مم المت دة ولم تنظر بعد في هذه القصة .
وقدمت بريطانيا تصورا مفاده أن تكرون ليبيرا مملكرة مت ردة ،ت رت كرم الملرك
إدريس السنوسي ،وفي فبراير 2851قام الفرنسيون بتكوين نظام انتقرالي فري فرزان "
وتررم انتخرراب 59عضرروا وتررم انتخرراب أ مررد سرريف النصررر كررزعيم لإلقلرريم( . )1وبعررد أن
انتقلت السلطة إلى ال كومرة الليبيرة الم قترة فري 2852/21/12قامرت ال كومرة بتوقيرع
اتفاقيات مالية عسكرية م قترة ،ت رتفظ بالوضرع القرا م ،ويشرير أ مرد سرر ان إلرى أن
ال كومرررة الليبيرررة وقعرررت فررري 2852/21/24عرررن طريرررق م مرررود المنتصرررر والممثرررل
البريطاني في طرابلس اتفاقيات مالية ،يسرى مفعولها إلى ، 2854/4/42تتعهرد فيهرا
بريطانيا بتقرديم 511ألرف جنيره إسرترليني للم سسرة الليبيرة العامرة للتنميرة ،و الشرركة
الليبية المالية ،وتقديم من ة مالية باإلسرترليني إلصردار األول مرن العملرة الليبيرة ،وترم
- 1السيد عوه عثمان ،الع قات الليبية األمريكية ،مركز ال ضارة العربية لإلع م والنشرر ،القراهرة ،الطبعرة
األولى ، 2882 ،ص . 45
- 2سامي كيم ،مرجع سابق ،ص . 216
* -من الم ظ أنه قبل مرداودت األمرم المت ردة اولرت بريطانيرا رل مشركلة ليبيرا فري خطرة نشررت فري 21مرايو
، 2822وتنص علرى وضرع برقرة ت رت ادنترداب البريطراني ،وطررابلس ت رت ادنترداب اإليطرالي ،وفرزان ت رت
ادنتداب الفرنسي ،وأن تستقل ليبيا بعد 21سنوات ،وقد عاره السوفيات والدول العربية والليبيرين هرذه الخطرة،
وعند عره المشرو على الجمعية العامة صوت مندوب هاييتي ضد القرار ،األمر الذي جعل الخطة لم ت صرل
على األغلبية المطلوبة ،وتلجل عره الموضو على الجمعية العامة إلى الخريف من نفس العام .
- 3السيد عوه ،مرجع سرابق ،ص . 22يرنص الدسرتور الليبري علرى أن ليبيرا ملكيرة وراثيرة ،تنقسرم إلرى ثر ا
وديررات ،وأن البرلمرران يتررللف مررن مجلررس النررواب والشرريوخ ،وأن للبرلمرران والملررك ال ررق فرري إصرردار القرروانين ،
وتجدر اإلشارة إلرى مجلرس الشريوخ يتكرون مرن 12عضروا 9 :مرن كرل وديرة نصرفهم يخترارهم الملرك ،والنصرف
اآلخر يختارهم المجلس التشريعي ،أما البرلمان فكان يتللف من قاعدة نسبية للسكان من 45عضوا .
- 4أ مد سر ان ،مرجع سابق ،ص . 28
421
قاعدة للقوات الجوية األمريكية ،و تى تنرال ليبيرا اسرتق لها ،فران ال كومرة األمريكيرة
سررتدخل فرري مبا ثررات لتنظرريم الوجررود األمريكرري فرري ليبيررا وسرربل وأشرركال تق رديم العررون
المالي ،وعندما ت قرق ادسرتق ل فري ديسرمبر ، 2851ترولى م مرود المنتصرر ر ريس
ال كومة الم قتة في ليبيا ،ودخل المنتصر في مبا ثات مرع القرا م باألعمرال األمريكيرة
اندرو لتم ،وقد أسرفرت هرذه المبا ثرات علرى اتفاقيرة شراملة أقرهرا الملرك إدريرس ،
وأصرردر أوامررره إلررى ر رريس الرروزراء بررالتوقيع عليهررا ،وكرران ذلررك فرري يرروم إعرر ن
ادسررتق ل ، 2851/21/12وتللفررت هررذه ادتفاقيررة مررن 16مررادة و 2كتررب متبادلررة ،
من ت أمريكا بموجبهرا رق بنراء قاعردة هرويلس الجويرة مردة 11سرنة ،وكرذلك من رت
ق السيطرة الكاملة على األجواء والميراه الليبيرة ،و ريرة الوصرول وال ركرة للقروات
األمريكيررة فرري جميررع أن رراء ليبيررا ،وأعفررت األمررريكيين المقيمررين فرري ليبيررا مررن الرسرروم
والضرا ب ،مع عدم سريان القانون الجنا ي الليبي على جميع أفراد القوات األمريكيرة
،وقد كانت كل هذه التسهي ت تقدم مقابل فقط مليون دودر تدفعره ال كومرة األمريكيرة
إلى الخزانة الليبية(. )1
وي كد الدكتور أ مد سر ان في مقالة نشرت له في مجلرة الثقافرة العربيرة علرى
هرررذه التفصررري ت الخاصرررة بادتفاقيرررة ،فلشرررار " :دخلرررت الوديرررات المت ررردة شرررريكا
لبريطانيا في تقديم المسراعدات ادقتصرادية إلرى ليبيرا ،وبالترالي اتخراذ هرذه المسراعدات
كوسيلة ض ط على ال كومرة الليبيرة ،وكرلداة لرت كم فري سياسرتها ،واإلبقراء عليهرا فري
دا رة النفوذ ال ربي ،وفي هرذا ادتجراه من رت ليبيرا امتيراز إقامرة قاعردة هرويلس إ ردى
أكبر القواعد الجوية من الب ر المتوسط ،وأكبر قاعدة خار الوديات المت دة "(. )2
وفي إطار ال رديا عرن قاعردة هرويلس فران هرذه القاعردة تضرم عردد ث ثرة دف
جنردي ،وتسررتخدم للترردريبات نصررف السررنوية ،ويترردرب فيهررا 12سررربا مررن الطررا رات
- 1سيتوارت سميا ،التدخل األمريكي في أفريقيا ،ترجمة د .زياد على ،المركز األفريقي للب وا ادجتماعية ،
طرابلس ،ط ، 2896 ، 2ص . 447
- 2قيقة إدريس السنوسي ،المنشلة الجماهيرية للنشر والتوزيع واإلع ن ،ط ، 2طرابلس ، 2865 ،ص.212
- 3المرجع السابق ،ص . 214
* -أنظر نص ادتفاقية العسكرية الليبية -األمريكية ،مل ق رقم (. )1
422
ادتفاقية في مادتها السادسة كجزء من التدابير الجماعيرة للم افظرة علرى األمرن الردولي
بررلن تتفررق ال كومترران الليبيررة واألمريكيررة علررى اسررتعمال منطقررة متفررق عليهررا باشررتراك
ال كومرة األمريكيرة ،بمعنرى جعررل األراضري الليبيرة مسررر ا للقروات األجنبيرة ،بررل إن
المعاهدة ذهبت إلى أكثر من هذا عندما أشارت فري مادتهرا الثامنرة إلرى مرا أطلرق عليهرا
اسررم الوصررول ال ررر للطررا رات والقرروات والمركبررات الما يررة األمريكيررة ،من هررا ررق
ال ركة عبر القطر الليبي ،كما أنها لم ت ردد عردد القروات التري يسرمح لهرا الردخول فري
ظ أن ابن ليم قيد اسرتق ل ليبيرا لقراء المادة السادسة عشر من ادتفاقية( . )1وهكذا ن
مساعدة مالية تقدر بن رو 21مليرون دودر ،تقسرم علرى 11سرنة ،هري عردد السرنوات
الم ددة ل تفاقية إضافة إلى 2م يرين دودر أخررى ،وكران مرن الطبيعري أن توصرف
مثل هذه ادتفاقية من قبل الوديات المت دة بلنهرا جرر هرام فري بنراء الردفا عرن العرالم
ال ررر( ،)2والملفررت هنررا أن فرري 15سرربتمبر 2852رفضررت ال كومررة األمريكيررة رفررع
مسررتوى التمثيررل الدبلوماسرري إلررى درجررة سررفارة ،وعينررت جررون ترراين قا مررا باألعمررال
األمريكيررة فرري طرررابلس ،وفرري عررام 2856أعلررن الررر يس األمريكرري إيزنهرراور مبرردأه
المشرهور بمسرراعدة دول الشرررق األوسرط(*) ،وقررد عررين إيزنهراور جرريمس ب .ريتشررارد
مسرراعدا خاصررا لرره ،وقبررل أن يصررل جرريمس إلررى ليبيررا كرران نا ررب الررر يس األمريكرري
نيكسون فري زيرارة إلرى طررابلس فري 25مرارس ، 2858وتبرادل مرع ر ريس الروزراء
وجهررات النظررر ررول المسرراعدات األمريكيررة وس ر مة الشرررق األوسررط وعنرردما وصررل
ريتشررارد برردأ فرري المبا ثررات مررع السياسرريين الليبيررين البررارزين مررع أن المسرراعدة الترري
عرضت على ليبيا ض يلة جدا ،فان ابن ليم قد قبل مبدأ إيزنهاور مرن يرا المبردأ د
- 1السيد عوه ،الع قات الليبية األمريكية ،مرجع سابق ،ص . 72
- 2ص يفة التايمز اللندنية . 2876/9/9
- 3مجيد خوري ،مرجع سابق ،ص . 428
429
-2أن طبيعة التركيبة السياسرية وادجتماعيرة التري تولرت مقاليرد ال كرم فري المملكرة
الليبيررة تبرررز الت ررالف بررين العررا ت الوجيهررة والمشررا خ والقبا ررل ذات النفرروذ
والمصالح ادقتصرادية ،وقرد فرره الملرك إدريرس علرى تكرريس اسرتمرار هرذه
النمطيررة فرري التركيبررة السياسررية ،وذلررك بررالتقرب إلررى العررا ت ذات المركررز
ادجتماعي وادقتصرادي ،وقرد أرسرى الملرك دعرا م هرذا التطرور عنردما ضررب
المعارضررة فرري المرا ررل األولررى ،وعلررى الرررغم مررن أن الصرررا ذو الطبيعررة
المصل ية ،فقد بدأ ال لف ال اكم أكثر تماسركا األمرر الرذي رال دون أن يتمترع
الشررعب بمررردود إيجررابي للتطررورات السياسررية وادقتصررادية ،الترري جرررت فرري
المجتمع الليبي بعد ادستق ل .
-1عملت البيروقراطيرة كت رالف فروقي تمثرل تلرك المنظومرة مرن الع قرات القبليرة
يا انتشر الفساد اإلداري موازيا لزيادة دخول رأس المال األجنبي والعا لية،
،وصرح سن الرضى لم كمة الشعب بعد الثورة " :لقد رأيت الفسراد ينتشرر
في جميع الدوا ر السياسية وادقتصادية ،وقد أبل ت الملك ،وأن الملك لم يفعل
شرري ا( . )1وبررذلك لررم تررنجح م رراودت الت ررديا فرري المجتمررع الليبرري ،سررواء تلررك
الترري قررام بهررا م مررود المنتصررر ،أو م اولررة عبررد ال ميررد البكرروم الررذي دفعترره
م رراودت الت ررديا إلررى إقالترره مررن قبررل الملررك فرري 8أغسررطس ،2879وتررولى
منصب سفير ليبيا في فرنسا .
-4فشلت م اودت الت الف الم افظ لل كم في ليبيا في تجميل وجه النظام ،يرا
أخفررق الررنمط ال ربرري فرري الديمقراطيررة والبرلمانيررة ،فقررد تقلررص عرردد الرروزارات
الليبيررة ،وتسرراقطت الوا رردة تلررو األخرررى ،األمررر الررذي جعررل ليبيررا لررم تشررهد
اسررتقرارا سياسرريا ،والررذي يعكررس برردوره جانررب مررن جوانررب أزمررة ال كررم يررا
تعاقررب علررى ر اسررة الرروزراء الليبيررة عررامي 2874 - 2852م أكثررر مررن خمررس
وزارات ،وفيمررا بررين عررامي 2878-2874م فقررد تعاقررب سرربع كومررات ،بمررا
- 1السيد عوه ،الع قات الليبية األمريكية ،مرجع سابق ،ص . 79
428
يعني أن ر لة ما بعد النفط قرد ألقرت بضر لها علرى عردم ادسرتقرار السياسري ،
ويكشف تقرير سري أعدته الوديات المت ردة " … ضررورة أن تكربح ال كومرة
الليبية إغراءات البذخ والنفوذ الموروا بسبب عا دات النفط الها لة(. )1
-2رررص النظررام الملكرري علررى عرردم التررورط والمشرراركة فرري التطررورات العربيررة
والصراعات العربية ،فمنذ أن تولى الملك إدريس ال كرم فري ليبيرا سرم خيراره
بادرتباط بال رب ،وعندما تنفجرت ثورة 14يوليو 2851بكرل مرا ت ملره مرن
توجهررات ،ظررل النظررام الملكرري يتجنرررب التوجرره الثرروري فرري مصررر ،وظلرررت
الع قررات الرسررمية بررين ليبيررا ومصررر برراردة طيلررة الخمسررينات ،وبعررد رررب
السويس 2857ظهررت الرة التنراقه برين تبعيرة المملكرة الليبيرة لل ررب وبرين
السيادة الوطنية ،وقد تصاعد هذا التناقه بوضروح فري أ رداا ينراير ، 2872
وخاصررة فرري أعقررراب دعرروة عبرررد الناصررر إلرررى قمررة عربيرررة بالقرراهرة لمقاومرررة
المشرو الصرهيوني بت ويرل ميراه نهرر األردن ،يرا انفجرر الوضرع الرداخلي
في ليبيا ،ونجم عن ذلك مظاهرات ووجهت بقمع الشررطة والجريم ،ممرا دفرع
الملك إلى إقالرة م ري الردين فكينري ر ريس الروزراء ،وتعيرين م مرود الم يربري
ر يس الوزراء وإبراهيم الشل ي وزير الداخلية(. )1
ويمكررن القررول أن تررداعيات األ ررداا الداخليررة فرري ليبيررا والتررلثيرات اإلقليميررة ،
دسرريما بعررد رررب ، 2876سررارت عكررس مررا تتوقعرره الوديررات المت رردة ،كمررا أنرره مررن
قة للنظام الملكي الليبي ،يرا توجهرت الواضح أن فترة الستينات ملت أزمات مت
السلطة إلرى ل الشرل ي خاصرة بعرد تعيرين عمرر الشرل ي مستشرار الملرك فري ، 2878
وزاد تلييده بعد أن تزو ثرية سين مازن بنت ر يس الوزراء ،وتم تعيين أخوه عبرد
العزيررز الشررل ي ر يسررا ل،ركرران ،ممررا جعررل ل الشررل ي يشرركلون قبضررة علررى النظررام
الملكي .
- 1السيد عوه ،الع قات الليبية -األمريكية ،مرجع سابق ،ص . 79-75
412
المطلب الثالث :العالقات الليبية -األمريكية في عهد ثورة الفاتح :
تلسيسا على لما ذكرناه سرابقا رول التركيبرة ادجتماعيرة السياسرية لنظرام ال كرم
الملكي في ليبيا ،قامت مجموعة من الشباب الليبيين بتشركيل تنظريم عسركري ومردني ،
قامت بثورة على النظام الملكي فري سربتمبر ،)1(2878وقرد واجره مجلرس قيرادة الثرورة
مشك ت عديدة أرهقت المجلس ،يا بلغ التردخل األجنبري ووجرود القواعرد العسركرية
األمريكية والبريطانيرة جمرا كبيررا ،األمرر الرذي جعرل مجلرس الثرورة يشرعر برالخوف
من تدخل هذه القواعد لوأد الثورة ،وكانت قضية ترلمين الثرورة علرى قا مرة اجتماعرات
مجلس قيادة الثورة ،والذي شر في ادتجاه إلى المعسكر المناهه لوجرود األمريكري
والصررهيوني ،وطلررب مجلررس قيررادة الثررورة مررن عبررد الناصررر المعاونررة بخبراترره فرري
مواجهرة الموقررف بعررد نجرراح الثرورة لتلمينهررا ،واقترررح عبررد الناصرر علررى مجلررس قيررادة
الثورة أن يتوجه إلى ممثلي الوديرات المت ردة وبريطانيرا وفرنسرا وإقنراعهم برلن الثرورة
عمررل داخلرري ،وطمررلنتهم علررى مصررال هم وم سسرراتهم ،فقررد اتخررذ عبررد الناصررر قرررار
الوقوف إلى جانب الثورة ودعمها بكل اإلمكانيات كمر لرة أولرى( ،)2وفري 2878/8/5
اتصل القنصل البريطاني بمجلس قيادة الثورة وابل ه اعتراف بريطانيا بالوضع الجديرد
،كما أن الوديات المت دة اشترطت ل عتراف بالثورة شروط ث ا :
-2اد تفاظ بالقواعد األمريكية .
-1ادلتزام بادتفاقيات والمعاهدات القا مة بين البلدين .
-4استمرار التعاون بين البلدين ،والم افظة على المصالح األمريكية في ليبيا(. )3
- 1عبد هللا ب ل ،وجاء العقيد ،مكتبة الفكر ،طرابلس ،بدون تاريخ ،ص . 28
412
أوال – تدهور العالقات الليبية – األمريكية " قضية الجالء " :
بعررد قيررام الثررورة بشررهر وا ررد ،أعلررن العقيررد القررذافي فرري لقرراء تلفزيرروني فرري
، 2878/21/22أنه ما كان يمكن للقواعد األجنبية أن تبقى فروق أرضرنا بعرد الثرورة ،
ألن وجود القواعد األجنبية ينقص من ال رية السياسرية للشرعب الليبري ،ود يمكنره مرن
ادنط ق ،وأن ت طيم الملكية كران وسريلة لت قيرق ال ريرة السياسرية للروطن … ون رن
اليوم في معركة الت رير السياسي من الرجعية ومن القواعد األجنبية ،وعنردما نت ررر
سياسرريا برراذن هللا فرري الوقررت القريررب ،سرروف نتجرره بكررل قرروة وتصررميم ن ررو ال ريررة
ادجتماعية وادقتصادية "(. )1
وكرران مجلررس قيررادة الثررورة وضررع خطررة اسررتراتيجية لتررلمين المجتمررع الليبرري ،
وبالتررالي يمكررن القررول بررلن النوايررا ال قيقيررة للثررورة تجرراه الوجررود األجنبرري برردأت تتضررح
عندما أعلن العقيد القذافي في . 2878/21/27
موقف الثورة من القواعد األجنبية على الن و التالي :
-2ضرورة ج ء القواعد األمريكية والبريطانية .
-1عدم السماح ل،جنبي بالتواجد على أره ليبيا(. )1
ويعبررر القررذافي عررن موقفرره الرررافه للقواعررد ألجنبيررة ،عنرردما قررال " :الشررعب
العربي في ليبيا عندما هب ثا را في الفاتح من سبتمبر ،د يقبل بعد ذلك أن يعريم مرع
القواعد األجنبية جنبا إلى جنب ،وأن عمر القواعرد األجنبيرة برات م ردودا ،وأن عمرر
المسررتعمرات بررات قصرريرا … وأن مصررير القواعررد فرري أرضررنا بررات واضرر ا ،إننررا
سن رر أرضنا من القوى األجنبية مهما كلفنرا ذلرك مرن ثمرن ،إن ريرة الشرعب الليبري
ناقصررة ،مررادام هنرراك أجنبرري ي تررل جررزءا مررن أراضرريها … إن بقرراء القواعررد األجنبيررة
أصرربح معرردوما منررذ الثررورة … ود زلنررا نلمررل أن تصر ح الرردول موقفهررا ،وأن تسر ب
قواعدها بس م ودزلنرا نلمرل برلن ن رتفظ بصرداقات مرع الشرعب األمريكري والبريطراني
- 1لقرراء أجرترره اإلذاعررة المر يررة الليبيررة فرري ، 2878/21/22السررجل القررومي ،المجلررد رقررم ( ، )2إعررداد المركررز
العالمي لدراسات وأب اا الكتاب األخضر ، 2881 – 2898 ،ص . 22،25
415
عندما تس ب القواعد ،ون ن نعلن سياسة ال ياد اإليجابي وعدم ادن ياز ،ون ن بهذا
د نفرق بين شرق وغرب "(. )2
ونتيجررة لهررذا الموقررف فقررد أعلنررت الجمرراهير فرري إشررارة واض ر ة الددلررة علررى
ضرررورة ادلتفرراف الشررعبي ،والمشرراركة فرري مسرر ولية تررلمين الثررورة ،يررا قامررت
الجماهير في 2878/22/1بمظاهر ضد القواعرد األجنبيرة األمريكيرة والبريطانيرة أمرام
السفارة األمريكية والبريطانية في طرابلس ،وقامت الجماهير بتخريب المباني و ررق
السرريارات ،ممررا دفررع بالقررا م باألعمررال األمريكرري والبريطرراني إلررى طل رب اعتررذار ليبرري
رسمي ،وتعرويه مرادي عرن الخسرا ر .ويشرير السريد عروه إلرى " أن مجلرس قيرادة
الثررورة بعررد أن نرراقم الوضررع ،أقررر تقررديم اعتررذار شررفوي للسررفارتين بعرردم التعررره
ل عتداء ،وقبول مبدأ التعويه عن الخسا ر سب تقديرات اللجنة في م اولة لتهدءة
األمور"( ، )3وبذلك دخل مجلس قيادة الثورة ق جديدا فري مواجهرة القواعرد األجنبيرة
،يا بدأت المفاوضات مع بريطانيا في 2878/21/9وأعلرن فري طررابلس بعرد سرت
أيام على بدايرة المفاوضرات ،وأعطرى يروم 2861/4/42كمهلرة قصروى للجر ء ،كمرا
بدأت المفاوضات مع الوديات المت دة األمريكيرة إلجر ء قواعردها فري 2878/21/25
،ت ت شعار الج ء الفوري دون قيرد أو شررط ،وقرد صردر بيران يروم 2878/21/14
أعلن فيه " أنه قد تم ادتفاق على ج ء القوات األمريكية قبل نهاية يونيو . )4(" 2861
وقد عمل الجانب األمريكي على الت جر والمماطلة ،كما أشار إلى ذلرك ر ريس
الوفد الليبي الرا د عبد الس م جلود عضو مجلس قيادة الثورة .
وفرري هررذه األثنرراء عملررت الوديررات المت رردة فرري الرردخول فرري م رراودت إ برراط
للثورة عن طريق انق ب ،وقد أشارت صر يفة كريسرتيان سرانيس مونتيرور األمريكيرة
- 1كلمة العقيد القذافي في م تمر شعبي بمدينة طرابلس ، 2878/21/27السجل القومي ،المجلد رقم ( ، )2إعداد
المركز العالمي لدراسات وأب اا الكتاب األخضر ،ص . 246
- 2المرجع السابق ،ص . 221-246
- 3ــــــــــــ ،مرجع سابق ،ص . 81
- 4عبد هللا ب ل ،مرجع سابق ،ص . 41
417
إلى أن " م اولة انق ب تعمل الوديات المت دة علرى القيرام بهرا فري ليبيرا( ،)1غيرر أنهرا
فشلت مما أدى إلى خلرق متاعرب جديردة للوديرات المت ردة فري الشررق األوسرط ،يرا
كان يهدف هذا ادنق ب إلى عدم س ب القوات األمريكية من قواعردها فري ليبيرا ،كمرا
أشارت ص يفة ايفنر ستار في عددها الصادر 2878/21/22إلرى أن ليبيرا تمثرل أكبرر
ت دي للدبلوماسية األمريكية في الوطن العربي ،ويعتقرد فري طررابلس بلنره مرن الم رتم
أن يت قق طلب ال كومة الجديدة بس ب القروات األمريكيرة مرن قاعردة هرويلس بصرورة
مبكرة( ،)2وعلقت مجلة أمريكا والعالم العربي الصادرة في أمريكا قا لرة " :إن الثرورة
الليبية بدأت في خلق المشراكل للوديرات المت ردة ،وأول ضر ية لهرا هري قاعرد هرويلس
الجوية ،وتلمل ال كومة األمريكية ادستجابة لرذلك مايرة لمصرال ها الكبررى فري ليبيرا
ودسيما النفط"(. )3
ومن نا ية أخرى لم تكتف الوديات المت دة بتلك المر امرات ،برل تروفرت فري
األيام الث ا األخيرة من شهر مارس 2861معلومات لدى مجلس قيادة الثرورة الليبيرة
فرصرة اد تفرادت عن وجود تنظيم سري ،يسعى للقيام بانق ب ضد الثورة ،مست
بعيد اإلج ء ومن أبرز ما تتضمنته المعلومات :
-2وجرررود تنظررريم للضرررباط المسرررر ين علرررى اتصرررال بالوديرررات المت ررردة ،
يمارس اتصادت ببعه الضباط وضباط الصف والو دات .
-1وجود اتصادت مشبوهة برين بعره الضرباط العراملين ،والمشركوك فري
ود هم للثورة .
-4ابلغ قا د الكلية ال ربية السابق وهو ضابط مسرح من القوات المسل ة :
أن أ د ضباط الصف اتصل بره وطلرب منره ادنضرمام للتنظريم لإلطا رة
بمجلس قيادة الثورة .
- 1م مد مصطفى زايد ،أيديولوجية الثورة الليبية ،مكتبة األندلس ،بن ازي ،الطبعة األولى ، 2864 ،ص82
- 2السيد عوه ،مرجع سابق ،ص . 89
419
اتفاقيررة توصررلت إليهررا فرري ينرراير 2862للمسرراعدة المتبادلررة فيمررا بررين الشررركات لتجنررب
الضررر ط الليبررري( ،)2ومرررن هنرررا كررران دبرررد للشرررركات األمريكيرررة مرررن موافقرررة ال كومرررة
األمريكيررة علررى هررذه ادتفاقيررة قبررل أن تصرربح نافررذة وسررارية المفعررول ،وقررد أعلنررت
الشركات عن نيتها في أد تعقد اتفاقية ،أو أي عرره اتفراق مرع ال كومرة الليبيرة دون
موافقة الشرركات األخررى ،واسرتمرت فري المقابرل ال كومرة الليبيرة فري ضر طها علرى
الشركات األمريكية ،فقد بدأ العقيد القذافي هجوما على الشرركة المسرتقلة أكوسريد نترال
أون كاليفورنيا – أوكس وطلرب منهرا فري 2861خفره إنتاجهرا مرن 791ألرف برميرل
إلررى 511ألررف برميررل ،وهرري الشررركة الترري صررلت علررى امتيرراز التنقيررب علررى الررنفط
2872فرري منطقترري ، 214 ، 211اللترران تعررد أكثررر المنرراطق غنررا بررالنفط ،وقررد هرردد
العقيررد الق رذافي باسررتخدام القرروة لتنفيررذ قرررار تخفرريه اإلنتررا إلررى الثلررا ،وقررد دارت
مبا ثررات بررين إدارة الشررركة والرا ررد عبررد السر م جلررود ،واعلررن جلررود بعرردها علررى أن
الجيم الليبي سري تل موقرع برار الشرركة وسريخفه اإلنترا بنسربة ، %41ترى ولرو
بالقوة ،وقد رضخت شركة أوكس ل ل وسط ينص :
-2زيررادة سررعر البرميررل الررنفط بمقرردار 41سررنتا ،وزيررادة سررنوية إضررافية
مقدارها 1سنت تى عام . 2865
-1زيادة الضريبة الليبية على األرباح من %51إلى %59وبرذلك أعلنرت
الشركة ادتفاق في . 2861/8/22
وتم في بداية شهر أكتوبر توقيع اتفراق مرع شرركة أوازيرس ممراث مرع ال كومرة
الليبية ،وكان ذلك يعني زيادة سعر النفط الليبي من 1.12دودر إلرى 1.54دودر أي
بزيادة نسبتها . )3(%26.8
- 1ــــــــ ،الوديات المت دة األمريكية وأفريقيا ،ترجمة عماد اتم ،مركز الب وا والدراسات األفريقية ،ط، 2
طرابلس ، 2897 ،ص . 226
- 2مررروان ب يرررري ،الرررنفط العربررري والتهديرردات األمريكيرررة بالتررردخل ، 2868-2864أوراق م سسرررة الدراسرررات
الفلسطينية ،رقم ، 22م سسة الدراسات الفلسطينية ،بيروت ، 2891 ،ص . 277
- 3المرجع السابق ،ص . 261-278
418
وفري م اولرة كررد علرى تصررفات القيرادة الليبيرة كشرف الصر في د .بوميردلتون
مراسل ص يفة النيويورك تايمز ،من أن الجهات والدوا ر ادسرتراتيجية فري واشرنطن
فضلت ادستي ء على بار نفط ليبيا علرى ادسرتي ء علرى برار نفرط الخلرير ،وذلرك أن
ال الة في ليبيا سهلة يا تتم توجيه ضربة جوية وب ريرة مشرتركة ،بيرد أن العمليرات
في تلك المنطقة من وه الب ر المتوسط م فوفة بالمخاطر(. )1
- 1السيد عوه ،الع قات الليبية األمريكية ،مرجع سابق ،ص . 241
- 2عر ء سررالم ،تطررور الع قررات الليبيررة األمريكيررة ،السياسررية الدوليررة ،م سسررة اإلهرررام ،القرراهرة ،العرردد ، 71
إبريل ، 2898ص . 128
- 3السيد عوه ،مرجع سابق ،ص . 241
- 4ع ء سالم ،مرجع سابق ،ص . 111
442
األمريكرري ،واختررراق صررفوف ال ررزب الررديمقراطي األمريكرري وعم ر ء ادسررتخبارات
()1
. األمريكيين السابقين ورجال األعمال ذو الصلة بالمخابرات المركزية األمريكية
واتخذت الع قات الليبية -األمريكية فري النصرف الثراني مرن السربعينيات من ري
جديرردا مررن الترردهور سرراعد علرري رردوا تبرراين واخررت ف التصررورات السياسررية للثررورة
الليبيررة تجرراه قضررية دعررم ركررات الت ريررر الرروطني ،وبصررفة خاصررة منظمررة الت ريررر
الفلسطيني من منطلق قناعة ليبيا من تردمير الهيمنرة األمريكيرة .يرا تزايرد دعرم ليبيرا
ل ركات الت رير وت ريه الجماعات على الثورة في عديد من المناطق لزيرادة قوتهرا
،وفقا لهذا األمر الذي اعتبرته الدوا ر األمريكية دعما متزايدا لإلرهاب الردولي ،وقرد
أكررد تقريررر صررادر عررن المخررابرات المركزيررة األمريكيررة فرري أبريررل 2867وتضررمن
اإلشارة إلى " أن القدافي قرد أصربح منرذ بضرعة سرنوات أكبرر مناصرر كرومي للصرف
الثوري ،وصف التقرير عما أسمته المخابرات المركزية األمريكية التورط الليبري مرع
الجماعات اإلرهابية ،وقدم لذلك نموذ عملية كارلوس ،واقت امه اجتماعرات منظمرة
األوبيررك فرري فيينررا( . )2ونتيجررة لموقررف العقيررد القرردافي مررن إسرررا يل ،نشررطت جماعررات
اللوبي الصهيوني بصورة واض ة في توجيه األع م األمريكي تجاه الدور الرذي يلعبره
القررذافي بهررذا الشررلن ،وقررد أ سررنت هررذه الجماعررات توظيررف عمليررة مطررار عنتبرري فرري
، 2867وبرردأت الصر افة األمريكيررة تسررلط الضرروء والتركيررز علرري ليبيررا ،فاستشررهدت
ب ر راء السررادات والنميررري ونشرررت ص ر يفة النيويررورك تررايمز قا مررة طويلررة ررول مررا
أسمته بدعم القذافي لنشاطات اإلرهراب ،وخلصرت إلرى وجرود شربكة اإلرهراب الردولي
تمتد من الشرق األوسط فلفريقيا وأوروبا ،يتم تدريبهم وتسرلي هم بواسرطة القرذافي(. )3
برردورها اتهمررت اللجنررة اإلسرررا يلية األمريكيررة للش ر ون العامررة " إيبرراك " القررذافي بررلن
الهدف من دعمه وتدريبه شبكات اإلرهاب الردولي ،هرو قترل اإلسررا يليين( . )4ونتيجرة
يمكن القول أن الفترة ما بين انتخاب الرر يس الجديرد جيمري كرارتر الرديمقراطي
لر اسررررة الوديررررات المت رررردة فرررري 2867/22/1وبررررين لررررف الرررريمن الدسررررتوري فرررري
، 2866/6/1قررد شرراهد الررة مررن الترروتر والقلررق ،بخصرروص مشرررو هيرمرران أيلررتس
بالترردخل العسرركري ضررد ليبيررا .ود سرريما أن ر يررة الررر يس كررارتر الخاصررة ،كانررت
تنصرف إلى الرغبة في إقامة ع قات طيبة ،مرع الجميرع بمرا فريهم القرذافي خاصرة أن
إدارة كررارتر وضررعت تنميررة قرروق اإلنسرران فرري صرردارة اهتماماتهررا( . )1وقررد سرراءت
الع قات الليبية -المصرية في هذه الفترة وبسبب مشاكل داخلية خسر السادات بسرببها
شعبيته ،و اول الب ا عن مشجب يعلق علية أخطراءه فلتجره ،إلرى مواجهرة ليبيرا فري
يناير ، 2866وترددت أخبار ول ت ركات مصررية علري ال ردود الليبيرة ولكرن إدارة
كررارتر لررم تن نرري لررذلك ،بررل طلررب مررن وزيررر خارجيترره سرريروس فررانوس أثنرراء قيامرره
بزيرررارة إلررري مصرررر فررري 26فبرايرررر 2866بسررر ب الررردعم األمريكررري لخطرررة غرررزو
()2
.وفرري هررذه الزيررارة رراول السررادات ال صررول علرري دعررم مررن الوديررات طرررابلس
لضرب ليبيا سب خطرة ايلرتس ،غيرر أن فرانوس أوضرح للسرادات أن الرر يس كرارتر
يب را عررن الطريقرة الترري يمكرن مررن خ لهرا دفررع القرذافي ليتخلررى عرن مخططاترره ،وأن
- 1أسامة ال زال ،ر لة فانوس إلى الشرق األوسط ،السياسة الدولية ،م سسة اإلهرام ،القاهرة ،العدد ، 51
أكتوبر ، 2866ص . 262
- 2معمر القذافي ،اد تفال الشعبي بعيد العمال في طرابلس / 2 ،مايو ، 2866 /السجل القومي ،المجلد الثرامن
،المكتب الشعبي باريس ،ص . 221
442
()1
والقصد من وراء ذلك الوقيعة بين السادات والعررب ،يرا لعبرت الوديرات 2866
المت دة دورا بارزا في ا تواء مصر وعزلها عن األمة العربية .
وعنررد رردوا أزمررة الرهررا ن فرري طهررران ،اسررتدعى الررر يس كررارتر فرري 16
نررروفمبر 2868مستشررراره لشررر ون األمرررن القرررومي برجنيسررركي وطلرررب منررره ادتصرررال
بالقذافي ،وقد أبل ه بلنه فعل ،ويعتقد أن القذافي سوف يبذل كل ما في وسعه من أجرل
التوسط لدى األمام الخميني لإلفررا عرن الرهرا ن األمرريكيين ،وأضراف لقرد اجتمعرت
بالقا م باألعمال الليبية الدكتور علي أ مد ال ضريري ،وطلبرت منره ذلرك( ،)2وفري يروم
2868/21/7تررم اسررتدعاء القررا م باألعمررال الليبيررة فرري الوديررات المت رردة للقرراء الررر يس
كارتر في البيت األبيه .
ويرروي د.علرى أ مرد ال ضريري أن اللقرراء اسرت رق ث ثرين دقيقرة وتطررق فيهررا
الر يس كارتر إلى ث ا مسا ل :األولى والثانية تتعلق بقضية الرها ن ،وكان جروابي
ولهررا أن األخ معمررر القررذافي أرسررل وفرردا رفيررع المسررتوى إلررى إيررران مررن أجررل هررذا
الموضو ،ويضيف الردكتور علرى :أن الرر يس كرارتر طلرب منري أن أ كرد ا ترامره
للقررذافي ،وأن ابل رره شرركره وشرركر كومترره علررى مررا بذلرره مررن جهررود فرري سرربيل ضررمان
س مة الرها ن لل يلولرة دون م راكمتهم بتهمرة التجسرس ،أمرا المسرللة الثالثرة فتناولرت
الع قات الليبية األمريكية( ،)3ولكن بعد 12يوما فقط وافق الر يس كارتر على مرذكرة
صادرة من الخارجيرة األمريكيرة تطلرب سر ب أربعرة دبلوماسريين ليبيرين مرن الوديرات
المت دة دون إبداء تفاصيل عن األسباب لهذا اإلبعاد(. )1
وقرد شررهدت فتررة كررم الرر يس كررارتر قيررام بيلري كررارتر شرقيق الررر يس باتخرراذه
موقفررا صررري ا مررن العرررب يررا ألررف جمعيررة جورجيررا للصررداقة األمريكيررة -الليبيررة ،
ولكن هذا الموقف أ دا خدم في التصور األمريكي الشعبي عرن ليبيرا ،برل أدى إلرى
- 1جمررال علرري زهررران ،السياسررة الخارجيررة لمصررر 2892-2861طرررد الخبررراء السرروفيات إلررى زيررارة السررادات
للقدس ،مكتبة مدبولي ،القاهرة 2896 ،م ،ص . 451
- 2م مد المصري ،اإلرهاب اإلمبريالي ،سلسلة كتاب الشعب ،عدد ، 7المنشلة العامة للنشر والتوزيع
واإلع ن ،طرابلس ،ط ، 2891 ، 2ص. 225
- 3المرجع السابق ،ص . 225
445
نترا ر عكسرية بفعرل اللروبي الصرهيوني( ،)2ومرن هنرا يمكرن الخلروص إلرى نتيجرة وا رردة
ررول الع قررات الليبيررة األمريكيررة وهرري أن هررذه الع قررات كانررت طيبررة علررى المسررتوى
العلني ،غير أن العمل السري والدعم الذي تقدمه إدارة الر يس كارتر للردول المعاديرة
للقذافي يبين مدى سيطرة الدوا ر الرسمية والم سسات السياسية على قررارات الرر يس
كارتر .إن هذه الفترة كانت ت كد على مدى سعي اإلدارة األمريكية إلى إقامة ع قرات
سنة لكن الدوا ر الخفية لعبت دورهرا فري تروتر الع قرات ،وعنردما أ سرت بضررورة
ال ررد مررن التوجرره العررام لررإلدارة األمريكيررة ،عملررت علررى إخرررا كررارتر مررن ال ملررة
ادنتخابية الثانية له ودفعت برجل أكثرر غطرسرة منره ليعيرد السياسرة األمريكيرة للهيمنرة
العالمية من جديد .
- 1موسرروعة األخبررار ،قنرراة الجزيرررة الفضررا ية ،برنررامر مر رري ،الث ثرراء ، 2889/1/17لقررة بعنرروان " وكالررة
المخابرات المركزية األمريكية " .
446
الع قررات الليبيررة األمريكيررة ،يررا تشررير المصررادر إلررى أنرره منرذ قيررام الثررورة والوكالررة
تعمل على رصد ت ركات الثورة ،و اولت في العديد من المرات اغتيال القذافي.
" في يوليو 2861وبعد شهر من ج ء القوات األمريكيرة عرن قاعردة هرويلس ،
قرررر جهرراز األمررن القررومي األمريكرري ضرررورة أن تضرراعف جهررود الوديررات المت رردة
لل فرراظ علررى جميررع المصررالح ادسررتراتيجية فرري الب ررر المتوسررط ،وأنرره قررد تررم ر يررل
القوات األمريكية من ليبيا .
فلعرردت خطررة فرري 14مررارس ، 2861تررولى وضررعها جهرراز األمررن القررومي ،
ووزارة الرردفا وبعرره مستشرراري البيررت األبرريه ،وصرردق الررر يس األمريكرري علررى
الخطرة فري ، 2861/2/12وبرردأت المشراورات برين الوديررات المت ردة وبريطانيرا ررول
مضررمونها فرري ، 2861/8/24وبعررد ذلررك برردأت الخطرروات العمليررة لتنفيررذ الخطررة ففرري
، 2861/21/1قرردم جهرراز األمررن القررومي األمريكرري دراسررة ررول المرروقفين العربرري
والسوفياتي ،إذا ما ت رشت أمريكا بليبيا "(. )1
وفرري ، 2861/21/28كلررف الررر يس األمريكرري CIAبالقيررام بمهررام " التجسررس
علررى القررذافي ورفاقرره "( . )2وفرري 2864/2/28رفعررت CIAأول تقريررر إلررى الررر يس
األمريكي ول نشاط القذافي ،أما التقريرر الثراني فقرد ترم رفعره فري ، 2864/2/41أمرا
التقريرررر الثالرررا فقرررد ترررم رفعررره فررري ، 2864/1/21وتضرررمن معلومرررات رررول إمكانيرررة
الت ررررم بليبيرررا عسررركريا( . )3وفررري 2864/1/17ترررم رفرررع تقريرررر إسررررا يلي أمريكررري
مشررترك ي رردد بعرره األغررراه والمنش ر ت العسرركرية فرري ليبيررا ،وجرررى تجميررع هررذه
التقرارير لرردى جهراز األمررن القررومي والبنتراغون ،يررا خضررعت لدراسرة عميقررة فرري 2
مررارس ، 2864وبنرراء علررى هررذه الخطررة برردأت الطررا رات األمريكيررة تقترررب مررن خلررير
سرررت فرري ، 2864/4/25كمررا برردأت ادختراقررات ل،جررواء الليبيررة ،بهرردف دفررع ليبيررا
- 1أ مد رفعت السيد ،الع قات الليبية األمريكية ( )81-91قضية لوكربي مستقبل النظام العرالمي ،مرجرع سرابق
،ص . 94
- 2الفجر الجديد ، 2864/4/11 ،ص . 2
- 3م مد السماك ،مرجع سابق ،ص . 64
- 4بوب ورودار ،ال جاب ،مرجع سابق ،ص . 244
448
هو أجنبي ،وال ساسية اتجاه اإلهانة ،وقد خر التقرير بنتا ر " أن تمررده الشخصري
علررى السررلطة وتلييرده المطلررق لل ركررات الثوريررة فرري العررالم ،يررلتي نتيجررة طبيعيررة لتلررك
الخصا ص النفسية وادجتماعية التي عاشها القذافي "( . )1وتجدر اإلشرارة هنرا إلرى أن
وكالررة المخررابرات المركزيررة قامررت بعمليررات تخررالف القرروانين األمريكيررة ،بخصرروص
عمليررة تشرراد الترري أعلررن عنهررا كررايس ،بلنهررا إدمرراء ألنررف القررذافي ،تعررره كررايس
دستجواب من قبل كليميا زايلوكي عضو لجنة ادسرتخبارات الترابع لمجلرس النرواب ،
ور ريس اللجنرة الخاصررة بالشر ون الخارجيررة " ،والرذي اطلررع علرى رسررالة موجهرة إلررى
ري ان وعلى تقرير خاص عن تشاد "(. )2
ونشرت مجلة نيوزويك األمريكية مقاد يشير إلى العملية األفريقيرة التري ت ردا
عنهررررا لررررم تكررررن إد مخطررررط لإلطا ررررة بالقررررذافي ويشررررير المقررررال " أن وكالررررة
ادستخبارات علي وشك البدء في عمليرة مكلفرة واسرعة ومتعرددة األطروار ،مرن
أجل قلب نظام كم القذافي " (. )3وقد تبين من المقرال لردى أعضراء الكرون رس
أن هررذا يعنرري اغتيررال القررذافي ،والررذي ي ظررر القررانون األمريكرري علرري الوكالررة
القيام به ،ومن هذا المقال وجدت الوكالة أن لطرح بديل أمرام اإلدارة السياسرية
في البيت األبريه دبرد مرن ادعتمراد ،أمرا علري المعارضرة الليبيرة ،أو تطبيرق
الخطة التي جاء بها كايس وهي اغتيال القذافي .
-1وكالة المخابرات األمريكية والمعارضة الليبية في الخارج :
رظ وجرود مشراكل يشير السيد عوه أنه فري ردود المعلومرات المتروافرة ،ي
متعددة لدى اإلدارة األمريكية في التعامل مع الجماعات المعارضرة الليبيرة فري الخرار
،فقررد اعترضررت واشررنطن علرري التعرراون مررع الجبهررة الليبيررة الوطنيررة ،كمررا اعترضررت
بدرجررة أقررل علرري ال ركررة الوطنيررة ،نتيجررة ارتبرراط لجنتهررا المركزيررة ب ررزب البعررا
العراقرري ،وبعررد مطالعررة كررايس واسررتقراء لخريطررة المعارضررة الليبيررة بالخررار ،بررادر
- 1ال ياة ،لقاء مع عقيد خليفة فتر زعيم المعارضة في الوديات المت دة . 2882/21/28
429
وجهة نظرها ،إد أنه في ال الرب نجرد أن التعريرف ي مرل سرمات وأوصرافا وسرمة بهرا
األعمال اإلرهابية ،باإلضافة إلرى أفكرار أ اطرت بمفهروم اإلرهراب ،والتري يمكرن مرن
خ لها تلمس بعه الم مح المميزة لمصطلح اإلرهاب .
ف ينمررا عقرردت الرردول األوروبيررة األعضرراء فرري المجلررس األوروبرري " ادتفاقيررة
األوروبية لمكاف ة اإلرهاب " ، 2866 -لرم تعررف اإلرهراب ،واكتفرت بسررد أعمرال
م ررددة ،هرري فرري نظرهررا أعمررال اإلرهرراب ،ونجررد مجلررة عسرركرية أمريكيررة Miliary
Reviwفرري عررددها أكترروبر ،2892تعرررف اإلرهرراب بلنرره " ادسررتخدام غيررر القررانوني
للقرروة أو العنررف أو التهديررد بهمررا مررن منظمررة ثوريررة ضررد األفررراد أو الممتلكررات مررع نيررة
اإلكراه لل كومات أو المجتمعات لت قيق أغراه هي غالبا ايديولوجية "( . )1وبرالنظر
إلررى هررذا التعريررف وترراريخ الوديررات المت رردة األمريكيررة ،فانرره يمكررن أن تعتبررر جررور
واشنطن إرهابي ،فهل الوديات المت دة تعراني مرن أزمرة التراريخ ،ترى تنكرر نضرال
مررن عمررل علررى ت ريرهررا مررن األسرربان واإلنجليررز ،والررذي كرران ثوريررا فرري وقررت مررا ،
وت ول بعد م ات السنين إلرى إرهرابي !!؟ وكرذلك أسرهمت وكالرة المخرابرات المركزيرة
األمريكية CIAفي تعريف اإلرهاب فقالت " إنه العمل العنيف الذي يرتكبه أجنبري فري
دولة ما ،أو العمل العنيف الموجه ضد شخص أجنبي في بلرد المجررم "( )2وهنرا تجردر
اإلشارة إلى أن وكالة المخابرات المركزيرة األمريكيرة هري الجهرة الو يردة فري العرالم ،
التي ليس من قها تعريف اإلرهاب أو اإلسهام في وضع مفهروم لره ،ألن مجررد ذكرر
اسررم الوكالررة يعنرري ادغتيررال وادنق بررات أو التصررفية الجسرردية ،إد إذا كرران تعريررف
الوكالة لإلرهاب يعود إلى م اولتها لكشرف سرتارها ،وإبرراز مرا تفعلره ،وثمرة خر ف
جروهري رول مفهروم اإلرهرراب ،يكمرن مرن جانبره السياسرري ،فكثيررا مرا يكرون للعمررل
الوا د تفسيران على األقل ،فهو سب التفسير األول الة من ادت اإلرهراب تجرب
- 1السعيد المعتصم ،م اولة في المسللة اإلرهابية وأبعادها الدولية ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون
العام ،غير منشورة ،كلية ال قوق ،جامعة م مد الخامس ،الرباط ، 2895 ،ص . 28
- 2موسوعة بوثيق ساليس ، 29 ،ص . 611
428
إدانترره ومكاف ترره ،و سررب التفسررير اآلخررر شرركل مررن أشرركال المعارضررة السياسررية ،
والكفاح من أجل ال قوق السياسية
وادقتصررادية وادجتماعيررة ،أو ررق لتقريررر المصررير .وهررذا الجانررب السياسرري
وادجتماعي وادقتصرادي يشركل م رور الخر ف ،الرذي يصرعب تجراوزه أو الت اضري
عنه في إطار النظام السياسي وادجتماعي وادقتصادي العالمي ،والمتجسرد فري األمرم
المت دة .
وي اول د .هيرثم كي نري ر ريس ت ريرر مجلرة شر ون عربيرة ،أن يضرع سرمات
للعمل اإلرهابي ما يلي :
-2أنه عمل عنيف يعره األرواح والممتلكات للخطر أو يهدد بتعريضها .
-1موجه إلى افراد أو م سسات أو مصالح تابعة لدولة ما .
-4يقوم به أفراد أو جماعات مستقلة أو مدعومة من دولة ما .
-2قصده ت قيق أهداف سياسية(. )1
رررظ أن السرررمة األخيررررة " الهررردف " تشررركل اإلشررركالية الم وريرررة لمفهررروم ون
اإلرهاب ،ذلرك أن ت ديرد شررعية العمرل اإلرهرابي ،أو عردم شررعيته ،يررتبط بهردف
سياسي ،يكون هذا الهدف مشروعا أو غير مشرو ،فاذا كان مشروعا سقطت صرفة
اإلرهاب بمعناهرا اإلجرامري .وعرن العمليرات التري تقروم بهرا الجماعرات الممارسرة لهرا
مثل ركات الت رر والجماعات المناضلة ضد الميز العنصري واد ت ل والظلم .
مما سلف فان ضرورة سرد المفاهيم والتعريفات المختلفة لإلرهاب أمرر تردعوه
الضررررورة ،لرررذا فررران البا رررا عمرررل علرررى جمرررع أكثرررر التعريفرررات والمفررراهيم المتعلقرررة
باإلرهررررراب ،بشررررررط الشرررررمولية والخصوصرررررية ،أي شرررررمولية مفهررررروم اإلرهررررراب ،
وخصوصية القا م على تعريفه ،والذي يعكرس بالترالي وجهرة نظرره سرواء الخاصرة أو
الم سستية لهذا المفهوم الشا ك .
- 1هيثم كي ني ،إرهاب الدولة بديل ال رب في الع قات الدولية ،مجلة الو دة ،المجلس القومي للثقافة العربية
،السنة السادسة ،العدد ، 76أبريل ، 2881ص . 45
451
فكلمرررة اإلرهررراب بالل ررررة العربيرررة يقابلهررررا كلمرررة Terrorismeبالفرنسرررري ،
Terrorismباإلنجليزيررة ،وهرري كلمررات مشررتقة مررن الكلمررة ال تينيررة ، Terrereوالترري
تعني أرعب أو ارهب أو أفز ،ويتفق اإليرديولوجيون اإلنجليرز والفرنسريين علرى أن
كلمة Terroriste - Terrorizeلم تدخل قيد ادستعمال إد بعرد تطرور كلمرة Terroriste
Terrorismeعقب الثورة الفرنسية في الفترة ما بين . )1(2689-2684
- 1السعيد المعتصم به ،م اولة في المسللة اإلرهابية وأبعادها الدولية ،مرجع سابق ،ص . 92
452
ويعرف القراموس الفرنسري الر روس الصر ير اإلرهراب منرذ أربعرين عامرا كمرا
يلي :
" نظام من العنف ،ت سسه ال كومات ،أو المجموعات الثورية "( . )1وينطلرق
هذا التعريف من تلثره بروح الثرورة الفرنسرية ،و مر ت التصرفية التري قرام بهرا أبررز
العناصررر المكونررة لظرراهرة اإلرهرراب السياسرري ،وتفسررير ذلررك أنرره فرري جميررع ال ررادت
تقريبا يمتنع الذين يمارسرون اإلرهراب عرن قبرول هرذه التسرمية ،أو األفرراد للجروء إلرى
()2
.وبالتالي فران اسرتق ل اإلرهراب كظراهرة متميرزة لهرا أسسرها ومعانيهرا هذه الوسيلة
السياسية واألخ قية المعينة يدعو إلى تمييز اإلرهاب عن بقيرة أشركال العنرف السياسري
ألن ذلررك يجعلنررا كلنررا إرهررابيون ،وأن اإلرهرراب لرريس سرروى عبررارة دعا يررة دون أي
موضو فعلري أو أساسري دافعري ،وينرتر عرن هرذا الخلرط المريرع أن اإلرهراب هرو مرا
يثبت دا ما لآلخرين ،وأساس هذا الخلط يرتكز سب ر ية البا ا على عنصرين :
-2الموقف اإلع مي الرسمي الذي يهدف إلى ت ويرل مفهروم اإلرهراب عرن واقعره
الصررر يح وادبتعررراد قررردر اإلمكررران عرررن نسررربه إلرررى الممارسرررة الرسرررمية للدولرررة
وأجهزتها ،وت ديده في نموذ وا د هو إرهاب الضعفاء .
-1اتسا اإلرهراب ليشرمل أعمراد عنيفرة مختلفرة ،لريس فيهرا مرن تلرك الظراهرة إد
معناها المجازي .
ويررذهب األسررتاذ السرريد المعتصررم إلررى أن هنرراك فوضررى مفهوماتيررة يتخرربط فيهررا
اإلرهرراب ،وأن ادسررتعمال الواسررع لهررذه الكلمررة د يعنرري فرري شرريء ال سررم المسرربق فرري
المضمون الممثل للمصطلح ،ود يخفى ما للكلمة من ش نة معنوية تنابزية وسرجالية ،
ومن ثمة فان من يعتبر في نظر ه دء إرهابيا ،يعتبر في نظر أول ك مكاف ا من أجرل
ال رية ،لهذا " فان نعت إرهاب يعبر في ال قيقة عن موقع المت دا ،أكثر ما يكشف
عررن مرردلول النعررت نفسرره ،ومررن هنررا تنبررع الصررعوبة الترري تواجرره البا ررا فرري المشرركل
- 1سير كادروياني ،إرهاب الدولة النموذ الفرنسي ،ترجمة الناشر ،دار العالمية للطباعة والنشر ،بيرروت ،
ط ، 2881 ، 2ص . 12
- 2أودنيس العكرة ،اإلرهاب السياسي ب ا في أصول الظاهرة وأبعادها اإلنسانية ،دار الطليعة ،بيروت ،ط2
، 2894 ،ص . 49
451
اإلرهابي ،األمر الذي جعل الجهود المبذولة ب ية ت ديد تعريف لإلرهراب ،قرد عمقرت
هذه الفوضى المفهوماتية التي يعاني منها مصطلح اإلرهاب"( ، )1غيرر أن هرذا الطررح
الذي تقدم د ينفي أهمية العمل على م اولة إيجراد مفهروم ،أو تعريرف لإلرهراب ،ألن
ذلررك يسرراعد فرري ت ديررد ولررو جز يررة م ررددة مررن هررذه الفوضررى الترري أشررار إليهررا األسررتاذ
المعتصم .
وفي اإلطار القانوني يعرف عبد العزيز سرر ان اإلرهراب الردولي بلنره " :كرل
اعتداء على األرواح واألموال والممتلكات العامة أو الخاصة بالمخالفة أل كرام القرانون
الدولي العام بمصادره المختلفة ،بما فري ذلرك المبرادئ العامرة للقرانون ،برالمعنى الرذي
ت دده المادة 49من النظام األساسي لم كمة العدل الدوليرة ،ويعرد الفعرل إرهابرا دوليرا
وبالتررالي جريمررة دوليررة سررواء قررام بهررا فرررد أو جماعررة أو دولررة كمررا يشررمل ذلررك أعمررال
التفرقة العنصرية التي تباشرها الدول "(. )2
أمررا الرردكتور ص ر ح عررامر فيرررى أن اصررط ح اإلرهرراب الرردولي يسررتخدم فرري
الوقت ال اضر لإلشارة إلى ادستخدام المنظم للعنف ،لت قيق هدف سياسري ،وبصرفة
خاصررة رروادا ادعتررداء الفرديررة والجماعيررة أو التخريررب الررذي تقرروم منظمررة سياسررية
بممارسته ،على المواطنين ،وخلق جو مرن عردم األمرن ،ويشرار فري هرذا الصردد إلرى
أعمال أبرزها أخذ الرها ن ،واختطاف األشخاص ،ووضع متفجرات ،وت يير مسار
الطا رات بالقوة( ،)3ولو أردنا اعتماد هذا التعريف لوجدنا أنه ينطبق بشركل كبيرر علرى
الوديات المت دة األمريكية ،فقد مارسرت كرل هرذه الخصرا ص اإلرهابيرة ،التري أشرار
إليها التعريف والتي سيتم تناولها بشكل مفصل د قا .
أمرررا أ مرررد جررر ل فيررررى أن فشرررل المجتمرررع الررردولي فررري الوصرررول إلرررى توثيرررق
موضوعي م ردد لإلرهراب يرجرع إلرى األقروال الشرا عة فري دراسرات اإلرهراب مرن أن
- 1عزيررز شرركري ،اإلرهرراب الرردولي دراسررة قانوني رة ناقرردة ،ترجمررة عصررام جميررل ،م مررود توفيررق ،دار العلررم
للم يين ،بيروت ،ط ، 2881 ، 1ص .27
- 2إسماعيل ال زالي ،اإلرهاب والقانون الدولي ،الم سسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيرع ،القراهرة ،ط2
، 2881 ،ص . 21
455
تبرر اإلرهاب الفتاك أو غير فتاك ،بقصد رد المعارضة السياسرية ،بزيرادة الخروف
لديها عن طريق ضرب أهداف عشوا ية "(. )1
ررظ والتررر دكيررر فرري كتابرره اإلرهرراب " ،إن ال ركررات اإلرهابيررة تكررون وي
ص يرة ال جرم عرادة ،وأن المر رخين وعلمراء ادجتمرا يركرزون فري دراسراتهم علرى
ال ركات الكبيرة ،بينما تت دى األجرزاء الصر يرة فري السياسرة ،كمرا فري الفيزيراء أي
تفسير ،ويرى أن اإلرهاب دا م الدفا عن مظاهر معينة من روح العصرر وأخ قياتره
،إد أن ثمرة قرروى غيرر منضرربطة تطفرو فرروق أعمراق التوجرره األيرديولوجي ،لجماعررات
اليسار أو اليمين ،مما يوفر دا ما أشخاصا مهتمين بالعنف أكثر مرن اهتمرامهم بال ريرة
والعدالة(. )2
ويرررى داردلررو اإلرهرراب السياسرري بلنرره " اسررتخدام العنررف أو التهديررد باسررتخدامه
من فرد أو جماعة تعمل إما لصالح سلطة قا مة ،أو ضدها ،عندما يكون ال ره من
ذلك العمل على خلق الة من القلق الشديد ،لدى مجموعة أكبر من الض ايا المباشررة
لإلرهرراب ،وإجبررار تلررك المجموعررة علررى الموافقررة علررى المطالررب السياسررية لمرتكبرري
العمل اإلرهابي(. )3
ويسرروق مصررطفى بررارة عررددا مررن التعريفررات فرري م لفرره اإلرهرراب يررا يعرررف
ERICDAVDاإلرهاب بلنه " عمل عنيف أيديولوجي يرتبط بلهداف سياسرية ويقصرر
SALDANAمفهرروم اإلرهرراب علررى أعمررال العنررف السياسرري يررا يعرررف الجريمررة
اإلرهابيررة بلنهررا كررل جنايررة أو جن ررة سياسررية يترتررب عليهررا الخرروف العررام( ،)4ويعرررف
LASIERوهو أ د كبرار المسر ولين األمرريكيين المكلفرين بدراسرة موضرو اإلرهراب
عرفه بلنه " النشاط اإلجرامي المتسم بالعنف الذي يهدف إلى التخويف من أجل ت قيق
أهداف سياسية "(. )5
- 1يبقى هذا التعريف غير شامل لكل مظاهر الجريمة اإلرهابية ود يتميز بالمعرفة المطلوبة ذلك برلن عردة أعمرال
عمدية مثل :استعمال ال را ق ،د يمكن أن تندر ضمن الجرا م اإلرهابية ،كما أن بعه مظاهر اإلرهراب مثرل
ادغتيادت ،د تسبب بالضرورة إ داا خطر جماعي .
. - 2أ .توكلين ،القانون الدولي العام ،قضايا نظرية ،ترجمة أ مد راضري ،مراجعرة عرز الردين فرودة ،الهي رة
العامة للكتاب ،القاهرة ،ط ، 2861 ، 2ص . 76
- 3فريدريك انجلين ،دور العلنف في التاريخ ،ترجمة ف اد أيوب ،درا دمشرق للطباعرة والنشرر ،دمشرق ،ط، 2
، 2864ص . 91
459
األهررداف "( . )1ويعتمررد جيفررا نرروفيم تعريفررا يراعرري مركررز فيرره اإلرهرراب ،فيعتبررره "
بمثابة أعمال من طبيعتها أن تثير لدى شخص مرا األسراس بتهديرد أيرا كران ،وترتمخه
عن اإل ساس بالخوف بلي صورة "( . )2إن هذا ادتجاه المنطلق مرن الرعرب كعنصرر
اساسي في ت ديد مفهوم اإلرهاب ،ظهر واض ا في دورة كوبنهراغن للمر تمر الردولي
لتو يد القانون الجنا ي ،وتبناها عدة فقهاء ،مثل سالداني ،الذي يرى فيه اإلرهراب "
منهجا لتطويع الجماهير وشل ركة زعما ها بواسطة اإلكراه السسريولوجي والترهيرب
()3
.ويمكن من خر ل مختلرف أعمرال المر تمرات الدوليرة لتو يرد القرانون اإلجرامي "
الجنا ي أن نستخلص مع اسيورسيكي ،ث ثرة عناصرر ت ردد مفهروم اإلرهراب ،وهري "
الرعب والهيمنة والرهبة وادضرطرابات النفسرية الناتجرة مرن صرورة شرريرة أو خطرر
قرادم "( ، )4ومرن هنرا فرران أسيورسريكي يجمرع العناصرر الث ثررة فري تعريفره لإلرهرراب ،
باعتباره منهر عمل يقوم الفاعل بواسطته ببرا الرعرب ،ل رره الهيمنرة ،وأن ت ديرد
هررذه العناصررر يعتبررر فرري نظرنررا أساسرريا مررن أجررل وضررع تعريررف لإلرهرراب الرردولي
فالتعريفات التي أشرنا إليها ل د اآلن تتناول اإلرهاب في إطاره العام ،و ترى ن روص
أكثررر فرري ه رذا المفهرروم الشررامل وهررو ( اإلرهرراب الرردولي ) نجررد أنرره و تررى يطلررق هررذا
المفهوم دبد من توفر عنصرر خرارجي ،ويررى كرل مرن جيفرا نروفتم ودغاتسربورك ،
أن اإلرهاب الردولي يررتبط باسرتعمال وسرا ل تتجراوز اإلطرار الم لري ،وي كردان علرى
عاملين :توجه العمل اإلرهابي ن و الم سسات ،مما ي ثر على التعامل الدولي وعلرى
الس م العالمي ،ومن جهة أخرى ضرب ر ساء الدول ال كومات ،ويعتبرر ليترين مرن
جانبه أنه دبد من توافر عنصررين ،لكري يكرون اإلرهراب دوليرا :فمرن جهرة ينب ري أن
يهدف العمل اإلرهابي إلى قلق واضرطراب فري الع قرات الدوليرة ومرن جهرة أخررى د
- 1أ مد المالكي ،العنف في الع قات الدولية قراءة في تاريخ دددته المعاصرة ،مجلة الو دة ،السنة السادسة ،
أبريل ، 2881ص . 8
- 2المرجع السابق ،ص . 21
- 3المرجع السابق ،ص . 21
- 4هذا التعريف وضعته األكاديمية الفرنسية لمفهوم الرعب .
458
ينب ي أن يكون هناك انسرجام برين جنسرية الجراني ،وإقلريم ارتكراب الجريمرة ،وجنسرية
الض ية ،أي أنه عندما يختلف أ د هذه العناصر فان اإلرهاب يصبح دوليا .
وبعبارة أخرى لكي يعتبر اإلرهاب دوليا " ينب ي أن يهرم عنصرر مرن عناصرره
أو أكثر في ن وا د دولتين على األقل( ،)1وقرد يكرون العمرل اإلرهرابي الردولي صرادرا
عن أفراد كلن يرتكب شخص أجنبي عم إرهابيا فوق إقليم دولة أخرى كما أن العمرل
اإلرهابي الدولي صادرا عن الدولة نفسها ،وهو ما ينب ي تمييزه بوضوح عن إرهراب
األفراد ،أو الجماعات ،ويطلق عليه إرهراب الدولرة وفري هرذه الصرورة مرن اإلرهراب
تمارس الدولة بم سساتها ،وبشركل مباشرر العمرل اإلرهرابي الرذي يفيرد مظراهر داخليرة
ظ أن اإلرهاب الردولي د وخارجية سنعالجها فيما بعد ،وانط قا من هذا المنظور ن
يختلررف عررن اإلرهرراب الررداخلي فرري طبيعترره ،فهمررا معررا يعتمرردان علررى اسررتخدام العنررف
لخلق الة من الرعب والفرز ،تمكرن مرن ت قيرق الخروف والفرز وتمكرن مرن ت قيرق
الهيمنة واإلذعان أما في مواجهة شخص وا د أو جماعرة مرن النراس ،أو فري مواجهرة
مجتمررع بلكملرره ،ويبقررى العنصررر األساسرري فرري التمييررز مرتكررزا علررى ارتبرراط الفعررل
اإلرهابي بعنصر ،أو عدة عناصر ،تهم أكثر من دولة .
لكن الس ال الذي يطرح نفسه ،ما هو الموقف الدولي من اإلرهاب ؟ هل هناك
اتفرراق عررام ،أم هنرراك صرررا علررى المفرراهيم ؟ سرروف نرصررد هنررا أهررم التعريفررات الترري
نوقشت في إطار التنظيم العالمي وخاصة منظمة األمم المت ردة فهري مرن وجهرة نظرنرا
كفيلررة بت ديررد أوجرره الخر ف الترري يعرفهررا المجتمررع الرردولي ،بشررلن موضررو اإلرهرراب
الدولي .
لقد عرفت أول مبادرة بهذا الشلن في سنة ، 2846عنردما أقرر المر تمر الردولي
الذي عقدته عصبة األمم اتفاقية دوليرة لقمرع ومنرع اإلرهراب( ،)2وقرد وصرفت ادتفاقيرة
- 1م مد تا الدين ال سيني ،مساهمة في فهم ظاهرة اإلرهراب الردولي ،مجلرة الو ردة ،المجلرس القرومي للثقافرة
العربية ،السنة السادسة ،العدد ، 76أبريل ، 2881ص . 12
- 2تم إعداد هذه ادتفاقية إثر اغتيال ملك يوغس فيا في مدينة مرسريليا الفرنسرية بتراريخ ، 2842/21/28وقرررت
أمانة عصبة األمم بطلب من كومة فرنسا ،تشكيل لجنة كومية من مجموعة مرن الخبرراء ،إلعرداد اتفاقيرة تمنرع
اإلرهاب السياسي .
471
اإلرهاب بلنه " األعمرال اإلجراميرة الموجهرة ضرد دولرة ،ويكرون هردفها أو مرن شرلنها
إثررارة الفررز والرعررب لرردى شخصرريات معينررة ،أو لرردى جماعررات مررن النرراس ،أو لرردى
()1
،وباإلضافة إلى ذلك فان ادتفاقية نصرت علرى مجموعرة مرن األعمرال ، الجمهور "
التي تعتبر أفعاد إرهابية ،من بينها الجرا م العمدية ضد ر سراء الردول والمسر ولين ،
وأعمررال التخريررب ضررد األمرروال العامررة ،واأل ررداا العمديررة الترري تعررره اإلنسررانية
للخطررر( . )2ويظهررر واض ر ا أن مثررل هررذا التعريررف يبقررى قاصرررا عنررد ت ديررد األم ر ك
العامررة ،أمررا منظمررة األمررم المت رردة فقررد قررررت منررذ سررنة 2861إنشرراء لجنررة خاصررة
لتعريررف اإلرهرراب الرردولي ،تتخرربط فرري نفررس الصرررا القررا م ررول القضررايا األساسررية
ظ مث في التقرير الصرادر عرن اللجنرة سرنة ، 2868 داخل األمم المت دة ،وهكذا ن
لقد رأى بعه ممثلي الدول ،أنه يجب على اللجنرة الخاصرة ،أن تقروم بدراسرة مل قرة
بقصررد وضررع تعريررف لإلرهرراب ،ي رريط بدقررة المفرراهيم القا مررة ،ويبقررى الخ ر ف القررا م
بشرلن المفرراهيم األساسررية مرتبطررا بتمسررك عردة وفررود ،بضرررورة التمييررز بررين اإلرهرراب
الفردي ،وإرهراب الدولرة ،الشريء الرذي سرتكون لره ثرار مهمرة علرى مسرتوى معالجرة
الظرررراهرة ،وهررررو الموقررررف الررررذي أيدترررره ركررررة عرررردم ادن يرررراز اإلرهرررراب الرررردولي
أعمال العنف والقمع التي تمارسها األنظمة ادستعمارية أو األجنبية ضد الشعوب التري
تناضرررل مرررن أجرررل الت ررررر وال صرررول علرررى قهرررا المشررررو ،فررري تقريرررر المصرررير
وادستق ل ،ومرن أجرل قروق اإلنسران و رياتره األساسرية األخررى ،وتشرير ايضرا "
إلررى أن أعمررال العنررف الترري يرتكبهررا أفررراد أو مجموعررات والترري تعررره للخطررر يرراة
األبرياء ،أو تنتهك ال ريات األساسية دون إخ ل بال قوق غيرر القابلرة للتنرازل ،عرن
ق تقرير المصير وادستق ل لكرل الشرعوب الخاضرعة لسريطرة األنظمرة ادسرتعمارية
والعنصرررية ،أو أليررة أشرركال أخرررى مررن السرريطرة األجنبيررة ،أو ل قهررا المشرررو فرري
الكفاح ،وعلى وجه الخصوص كفاح ركات الت رر الوطني ،طبقا ألهداف ومبرادئ
الميثاق والقرارات الصرادرة عرن أجهرزة األمرم المت ردة " ،كمرا أنهرا تشرير إلرى أعمرال
- 1نص المادة األولى من اتفاقية جنيف 2846المتعلقة بمنع القمع واإلرهاب السياسي .
- 2نص المادة الثانية من اتفاقية جنيف .
472
العنررف الترري يرتكبهررا األفررراد أو الجماعررات لت قيررق كسررب شخصرري والترري د تن صررر
ثارها في نطاق دولة وا دة(. )1
والواضح من ذلك أن ركة عدم ادن ياز تميز بين اإلرهراب الفرردي وإرهراب
الدولة ،كما يظهر أنها تستثني نضال ركرات الت ررر(*) ،الرذي تعتبرره مشرروعا وفرق
ميثرراق األمررم المت رردة وقراراتهررا ،أمررا ادتجرراه الثرراني والررذي تدعمرره الوديررات المت رردة
األمريكية وفرنسا وفنزوي ،والذي ينطلق من اإلرهاب الفردي ،مستثنيا أو مت اضريا
عن إرهاب الدولة ،يا يفسر ادقتراح الفنزويلري اإلرهراب أنره " اسرتخدام للعنرف أو
التهديررد بررالتعره للخطررر ،أو يهرردد يرراة األبريرراء ،أو يمررس ال ريررات األساسررية ،
يرتكبه فرد أو مجموعرة أفرراد علرى إقلريم دولرة أجنبيرة ،أو فري أعرالي الب رار أو علرى
متن الطا رات في الة طيران فوق الب ار المفتو ة بقصرد إثرارة الفرز لت قيرق هردف
سياسرري ،وذلررك باإلضررافة إلررى أعمررال اإلرهرراب الرردولي غيررر اإلنسررانية الترري تتخررذها
األنظمة ادستعمارية والعنصرية ،ويعرف ادقترراح الفرنسري اإلرهراب الردولي ،بلنره
عمررل همجرري يررتم ارتكابرره علررى إقلرريم دولررة أخرررى ،بواسررطة أجنبرري ،ضررد شررخص د
ي مل نفس جنسية الفاعل ،بهدف ممارسة الض ط في نزا د يعرد ذا طبيعرة داخليرة .
أما الوديات المت دة األمريكية فقد قدمت مشرو اتفاقيرة ،إد أنهرا هري األخررى وكمرا
يتضح في المادة األولى للمشرو ترتكز على اإلرهاب الفردي ،يا تعتبرر ،أن كرل
شررخص يقرروم فرري ظررروف غيررر مشررروعة بقتررل شررخص خررر ،أو إ ررداا ضرررر برردني
فادح له ،أو يقوم باختطافه ،أو ي اول ارتكابه هذا الفعل فانه يرتكب جريمة ذات بعرد
دولي( ،)2ومن الواضح أن المشرو األمريكي
ومما سبق نجد أن إشكالية ت ديد مفهوم اإلرهاب ظلت مرتبطة بمفاهيم سياسرية
وتنازدت سياسية بين دول العالم ،يا لعبت األيديولوجية والمفاهيم والمصرالح دورا
د يستهان به في إثارة قضية ت ديد مفهوم لإلرهاب .
472
()1
.ويظهر إرهاب الدولة على المستوى الردولي فري " أن الدولرة د اإلرهاب "
تكتفي بدعم الجماعات اإلرهابية أو تمكينها سرا من تنفيذ عملياتها ،برل تت رول
الدولررة إلررى فاعررل أصررلي ،وإذا كرران العمررل اإلرهررابي يتميررز بصررفته الفجا يررة ،
وطابعه التعسفي ،واثره التخريبي ،وعدم ا ترامه للقوانين ،وأخ قياته ،فران
عرردة نمرراذ توضررح كيررف أن دود مثررل الوديررات المت رردة وإسرررا يل أصررب ت
وبشكل مكشوف تمارس إرهاب الدولرة فري الع قرات الدوليرة (*) .وممرا د شرك
فيه أن تجربة إرهاب الدولة اإلسرا يلية ،أصربح مدرسرة لهرا تاريخهرا العريرق،
وذلك أن قيام إسرا يل كدولة لم يكن ليت قق ،لود نشاط قادتها اإلرهابي ،وإذا
كان المجال د يتسع للتذكير بممارسات إرهاب الدولة من طرف إسرا يل داخل
األراضي العربيرة الم تلرة(*) .إن تلرك الممارسرات اتخرذت أبعرادا دوليرة واسرعة
النطرراق ،ويمكررن اإلشررارة علررى سرربيل المثررال ف سررب إلررى لجرروء إسرررا يل سررنة
2892إلررى ضرررب مفاعررل تمرروز العراقرري المعررد خصيصررا دسررتخدام الطاقررة
النووية في األغراه السلمية ،وقيامها بخطف طا رة ليبية في األجواء الدولية
،باإلضرافة إلرى عمليرات واسرعة دختطرراف وا تجراز الرهرا ن داخرل األراضرري
اللبنانيرة ،وقصرف المقرات ت اإلسررا يلية لمقررر منظمرة الت ريرر الفلسرطينية فرري
تونس في أكتوبر . 2895وإذا كانت الوديات المت دة من جانبها تتمسك داخرل
اللجنة الخاصة لتعريف اإلرهاب الدولي باستبعاد إرهاب الدولة مرن اختصراص
اللجنررة ،ومررن التعريررف الخرراص بمفهرروم اإلرهرراب .فرران ذلررك يبقررى مفهومررا مررا
دامت تمارس اإلرهاب بشكل علني فري ع قاتهرا الدوليرة ،وتظهرر الممارسرات
األمريكيررة فرري هررذا الميرردان تشررابها كبيرررا مررع األسررلوب اإلسرررا يلي الممثررل فرري
اختطرراف الطررا رات والهجمررات المفاج ررة وعمليررات الكومانرردوس ،وهررذا رغررم
مشاركة الوديات المت دة في إصدار إع ن بون 2869المتعلقة بت ويل مسرار
* -لمزيد من التفاصيل ول هذا الموضو أنظر إي ن هالبقي ،إسرا يل من اإلرهاب إلى مجازر الدولة ،ترجمة
منى عبد هللا ،م سسة األب اا العربية ،بيروت ،ط. 2896 ، 2
- 1هو إع ن وقعت عليه الوديات المت دة ،فرنسا ،المانيا ،كندا ،اليابان ،بريطانيا .
477
العالميين ،إن هذه النماذ المعاصرة لممارسة إرهاب الدولة ،تظهرر بوضروح
ما يميز هذا األخير عن إرهاب األفراد والجماعات :
أ -فالدولرررة وخاصرررة الكبررررى تمتلرررك األسرررل ة الفتاكرررة ،واألسررراليب المتطرررورة،
واإلمكانيات المادية الها لة ،التي تتمكن عن طريق توظيفها مرن ت قيرق أقصرى
د ممكن من رغباتها في الهيمنة واإلذعان .
ب -إن الدولرررة بوصرررفها الشرررخص الر يسررري فررري المجتمرررع الررردولي ،تت مرررل عررردة
التزامات تفرضها قواعد القانون الدولي ،التي أقرت بها والتزمت بتنفيذها عرن
طواعية واختيار وأن ممارسة العمل اإلرهابي من طرف الدولة ،يعني تنكرهرا
الصريح لتلرك القواعرد ،والمبرادئ القانونيرة ،التري شراركت فري وضرعها ،كمرا
يجعل كل التنظيمات والم سسات الدولية من ازة وغير ذات معنى .
-إن تررورط الدولررة فرري سلسررلة العمليررات اإلرهابيررة ب رره النظررر عررن المبررررات
الواهيررة ي ر دي إلررى إضررفاء مزيرردا مررن الترروتر علررى الع قررات الدوليررة ،وي ر دي
بصفة مباشرة إلى تهديد الس م اإلقليمي والدولي .
-2التمييز بين إرهاب الدولة والحرب :
تطرح النماذ السابقة والتي تستخدم الدولرة اإلرهابيرة عرادة فيهرا قواتهرا
المسررل ة ،إشرركالية التمييررز بررين إرهرراب الدولررة وال رررب ،وفرري الواقررع فرران
التسرررا دت المرتبطرررة بهرررذا الموضرررو .شررر لت برررال الكثيررررين مرررن المهتمرررين
بالموضو ويرى اسيورسيكي بهذا الخصوص " أن ال رب تهدف إلى القضراء
المبرم علرى العردو ،بينمرا يسرتهدف اإلرهراب رد المدرهرب دون القضراء عليره
نها يررا "( . )1ويبقررى هررذا التفسررير نظريررا إلررى ابعررد ال رردود ذلررك أنرره ليسررت كررل
ال ررروب إباديررة .كمررا أنرره مررن األعمررال اإلرهابيررة مررا يهرردف إلررى القضرراء علررى
المدرهب ،ويمكن القرول برلن هنراك عردة عناصرر تميرز إرهراب الدولرة بوضروح
عررن ال رررب ،فررال رب فرري أغلررب مظاهرهررا بمررا فرري ذلررك رررب ادسررتنزاف ،
- 1يا قسم مشرو عدم ادن ياز أسباب اإلرهاب الدولي إلى :
-Iأسباب ذات طابع سياسي :وتشرمل ادسرتعمار والعنصررية وإبرادة الجرنس البشرري والعردوان واسرتعمال
القوة وا ت ل األراضي ،والتدخل في الش ون الداخلية ،والرعب الجماعي ،والفاشية ،وسياسة التوسرع
والهيمنة
-IIأسباب ذات طابع اقتصادي واجتماعي :وتشمل النظرام ادقتصرادي غيرر العرادل ،وادسرت ل األجنبري
للثرررروات الطبيعيرررة ،والتخريررررب الهمجررري لثررررروات الوطنيرررة ،و قررروق اإلنسرررران ،الخررروف السياسرررري
وادجتماعي وادقتصادي ،الجو ،القهر الب س ،ال رمان .
- 2م مد تا الدين ،مرجع سابق ،ص . 11
461
ينب رري أن يررولي أكبررر قرردر مررن ادهتمررام ألسررباب الظرراهرة اإلرهابيررة ،وقبررل
م اولة الب را عرن وسرا ل ع جهرا ،والقضراء عليهرا ،فالكشرف عرن األسرباب
السياسية وادقتصادية وادجتماعية الكامنة وراء السلوك اإلرهابي ،تفضي إلى
لقات مفرغة من عمليرات العنرف المضراد .وأخيررا فران التعامرل مرع الظراهرة
اإلرهابية في هذا ادتجاه د ينب ي أن ي فرل إرهراب الدولرة ك رافز أساسري علرى
تفجررر اإلرهرراب المضرراد مررن طرررف األفررراد والجماعررات ،وتبررين العديررد مررن
العمليات اإلرهابية الفردية أنهرا جراءت نتيجرة تميرة لممارسرة إرهراب الدولرة ،
وأن تلك العمليات موجهة أساسا ضد الكيان اإلرهابي .وتجدر اإلشارة هنا إلى
أن ق تقرير المصير وادستق ل ،جاء بموافقة المجتمع الدولي ،والرذي جراء
يرا كانرت األمرم على هي رة قررارات وتوصريات صرادرة عرن األمرم المت ردة،
المت دة تررفه ادسرتعمار ومظراهره ،وتعتررف برلن للشرعوب قرا طبيعيرا فري
النضال ضد ادستعمال بكل الوسا ل المتا ة ،وممارسة قها في تقرير
462
مصيرها الذي اعترف به ميثاق األمم المت دة ،وإع ن المبادئ للقانون الدولي
بشلن الع قات الودية والتعاون بين الدول .
وقررررد اعترفررررت الجمعيررررة العامررررة ل،مررررم المت رررردة فرررري قرارهررررا -4214
،2864/21/21الررردورة 19بمبرررادئ أساسرررية للمناضرررلين مرررن أجرررل ال ريرررة ،
و قوقهم في إطار التنظيم الدولي وجاء في موجز هذا القرار :
أ -نضرررال الشرررعوب الواقعرررة ت رررت السررريطرة ادسرررتعمارية األجنبيرررة ،واألنظمرررة
العنصرية ،في سبيل ت قيق قها في تقريرر المصرير وادسرتق ل ،هرو نضرال
شرعي ،يتفق مع مبادئ القانون الدولي .
ب -إن أيررة م اولررة لقمررع ه رذا النضررال ،مخالفررة لميثرراق األمررم المت رردة ،وإلع ر ن
مبادئ القانون الدولي ،الخاصة بالع قات الودية والتعاون الدولي .
-إن النزاعررات المسررل ة الترري تنطرروي علررى هررذا النضررال ،يجررب النظررر إليهررا
باعتبارها نزاعات دولية مسل ة ،بالمعنى الوارد فري اتفاقيرات جنيرف ، 2828
الخاصة بالنزاعات المسل ة لوضع القانون للمت اربين .
د -إن المناضلين ضد السيطرة ادستعمارية واألجنبية واألنظمة العنصرية ،إذا ما
وقعرروا فرري أيرردي أعرردا هم ،يعتبرررون أسرررى ،وتنطبررق علرريهم أ كررام القررانون
الرردولي المناسرربة ،وبخاصررة اتفاقيررة جنيررف الخاصررة بمعاملررة أسرررى ال رررب
. 2828
ه -إن استخدام األنظمة ادستعمارية واألجنبية والعنصررية للجنرود والمرتزقرة ضرد
()1
. ركات الت رر الوطني عمل إجرامي ،ويعامل ه دء كمجرمين
أن البلررردان ال ربيرررة ،وخاصرررة الوديرررات المت ررردة وبريطانيرررا ،ت ررراول
بصر بة منررع هررذا القرررار بالررذات ،يررا اربررت بريطانيررا الجرريم الجمهرروري
األيرلندي ،أما الوديات المت دة فقد عملت على القضاء على المر تمر الروطني
األفريقرري ،برردعم نظررام الميررز العنصررري فرري جنرروب أفريقيررا ،ومقاومررة منظمررة
464
يجسده ميثراق األمرم المت ردة وإعر ن مبرادئ القرانون الردولي المتعلقرة بالع قرات
الدولية ،والتعاون بين الدول وفقا لميثاق األمم المت دة .
د -التوضدديح الددوارد فددي توصدديات الجمعيددة العامددة للمددم المتحدددة عنددد مناقشددتها
لقضددية اإلرهدداب :جرراء فيرره " علررى الرررغم مررن ال اجررة إلررى مكاف ررة اإلرهرراب
الرردولي وغيررره مررن وسررا ل العنررف الترري تهرردد األرواح ،أو ت رررم األفررراد مررن
رياتهم األساسية ،إد أن األمر يتطلب دراسة األسباب الكامنة وراء اإلرهاب
،والتي نجد جذورها في اإل ساس بالب س ،واإل باط ،والظلرم ،والرذي يردفع
الناس بالتض ية باألرواح اإلنسانية ،بما في ذلرك أروا هرم هرم أنفسرهم ،وذلرك
من أجل إ داا ت يرات راديكالية في معالم هذه الصورة القا مة(. )1
- 1إبررراهيم أبرررام ،العنررف السياسرري بررين اإلرهرراب والكفرراح المشرررو ،مجلررة الو رردة ،السررنة السادسررة ،أبريررل
، 2881ص . 84
462
وقررد أصرردرت الجمعيررة العامررة ل،مررم المت رردة العديررد مررن القرررارات ررول ررق
الشعوب في تقرير مصيرها ،وإن كان ميثراق األمرم المت ردة لرم يتطررق إلرى موضرو
ركات الت رر ،ومشروعية نضالها بشكل واضرح مباشرر ،فمرجرع ذلرك عردم برروز
هررذه ال ركررات علررى المسرررح الرردولي ،وعرردم طرررح قضررية تصررفية ادسررتعمار علررى
واضعي الميثاق بشكل جدي ،إد أن ديباجة الميثاق يتضمن إشارات واضر ة فري رق
الشعوب في تقرير مصيرها ،و ق الدفا الشرعي ،ورفه العدوان يعطي الشرعية
لنضررال ركررات الت رررر ،ومررا يعررزز هررذا الطرررح أن األمررم المت رردة ،ومررن خرر ل
جمعيتها العامة ،غطت مرا اعتررى الميثراق مرن نقرص رول الموضرو فري العديرد مرن
القرررارات والتوصرريات فرري ررق الشررعوب ،فرري تقريررر مصرريرها ،ومررن أهررم القرررارات
والتوصيات الواض ة ما يلي :
-1قرار الجمعية العامة رقم 1514في ديسمبر : 1283
يرررا ورد فيررره أن لجميرررع الشرررعوب ال رررق فررري تقريرررر مصررريرها ،وأن ت ررردد
أوضاعها السياسية وتختار نمط التنمية ادقتصرادي وادجتمراعي والثقرافي الرذي
يوافررق أوضرراعها دون أي تررردخل خررارجي ،كمرررا طالررب القررررار بوقررف جميرررع
ادعتداءات المسرل ة ،واإلجرراءات القمعيرة ،مهمرا كران شركلها ،والتري توجره
ضد الشعوب ،التابعة وأن تتررك لهرا ال ريرة فري ممارسرة قهرا فري ادسرتق ل
الكامل ،وا ترام و دة أراضيها القومية .
-2قرار الجمعية العامة رقم 2531لعام : 1285
والذي تضمن اإلع ن العرالمي بعردم جرواز التردخل فري الشر ون الداخليرة لدولرة
مررن الرردول و مايررة اسررتق لها ،وسرريادتها ،فقررد ررا فرري مادترره السادسررة جميررع
الدول على ا ترام ق شعوب األمرم فري تقريرر مصريرها ،وادسرتق ل ب ريرة
دون ض ط خارجي .
-3قرار رقم 3334لسنة : 1272
وأهررم مررا تضررمنه التلكيررد علررى ال ررق الثابررت فرري تقريررر المصررير وادسررتق ل ،
وشرعية نضال هذه الشعوب ،الواقعة ت ت ادستعمار بكرل الوسرا ل المتا رة ،
465
بما فيها الكفاح المسلح ،ودعرم شررعية نضرالها ،خصوصرا ركرات الت ررر ،
كمررا أدان القرررار أعمررال القمررع واإلرهرراب الترري تقرروم بهررا األنظمررة اإلرهابيررة
والعنصررية فرري إنكرار ررق الشرعوب الشرررعي فري تقريررر مصريرها وادسررتق ل
وغيرها من قوق اإلنسان و رياته السياسية .
467
-4قرار قم 3373لسنة : 1273
وقررد ررا جميررع الرردول علررى ادعتررراف ب ررق الشررعوب فرري تقريررر مصرريرها
واسرررتق لها ،وعلرررى تقرررديم الررردعم المعنررروي والمرررادي والمسررراعدات األخررررى
للشعوب ،التي تناضل من أجل قها الكامل في تقرير مصيرها واستق لها .
-5قرار رقم 3133لعام : 1273
وقد نص على :
أ -أن نضال الشعوب الواقعة ت ت السيطرة ادسرتعمارية واألجنبيرة
،واألنظمة العنصرية ،في سربيل تقريرر مصريرها ،وادسرتق ل
نضال شرعي يتفق مع مبادئ القانون الدولي .
ب -أن أي م اولة لقمع الكفاح ضد السيطرة ادسرتعمارية األجنبيرة ،
واألنظمرررة العنصررررية ،هررري مخالفرررة لميثررراق األمرررم المت ررردة ،
وإلع ن مبادئ القرانون الردولي الخراص بالع قرات برين الردول ،
مما يشكل خطرا على األمن والسلم الدوليين .
-8قرار الجمعية العامة رقم 4132لعام : 1277
وكان لهذا القرار أهمية خاصة ،ألنه اتخرذ بلغلبيرة فري األصروات( ،)1وقرد جراء
فيه " أن الجمعية العامة ت كد من جديد على اإلع ن العالمي ل ق الشرعوب فري تقريرر
مصررريرها ،والسررريادة والسررر مة اإلقليميرررة ،واإلسررررا فررري مرررنح ادسرررتق ل للبلررردان
والشررعوب المسررتعمرة ،لمررا لهررا مررن أهميررة بوصررفهما شرررطين دزمررين للتمتررع ب قرروق
اإلنسان ،واستنكر ادنتهاكات المسرتمرة ل قروق الشرعوب ،التري د ترزال واقعرة ت رت
السيطرة ادستعمارية واألجنبية ،والت كم األجنبي ،ومواصلة اد ت ل غير الشررعي
لناميبيا ،وم اودت تجز ة مرن قبرل جنروب أفريقيرا ،و رمران الشرعب الفلسرطيني مرن
قوقه الوطنية غير القابلة للتصرف .
عن ق ركات الت رر الوطني في الكفاح المسلح انظر إع ن جنيف ول اإلرهاب مل ق * -لمزيد من ادط
رقم ( ، )9ص . 4،2
- 1م مد عزيز شكري ،اإلرهاب الدولي ،مرجع سابق ،ص . 68
468
والنفسية دورا أكثرر أهميرة مرن الردور الرذي تلعبره القروة العسركرية التقليديرة(. )1
وقد نشرت وزارة الخارجيرة األمريكيرة فري تقريرر لهرا بعنروان نمراذ اإلرهراب
، 2896والذي نشر في أغسطس 2899تعريفا لإلرهاب بلنه " عنف عمدي ،
بواعثرره سياسررية ،ويرتكررب ضررد هرردف غيررر مماثررل مررن قب رل جماعررات وطنيررة
فرعية ،وعم ء سريين لدولة ما ،للتلثير على جمهرور مرا عرادة "( . )2ونظررا
دنعدام الموضوعية القانونية في الوديات المت دة ،فقد قدمت اإلدارة تعريفرات
متنوعة لهذا المفهوم ،كما كان هرذا باعثرا لرإلدارة األمريكيرة للوقروف فري وجره
أي تعريف مقبول على السا ة الدولية ،وعلى سربيل المثرال فقرد أمراط روبررت
فريددندر اللثام عن أنه :طيلة فترة عهد ري ان ،التي جعلت مكاف ة اإلرهراب
جر الزاوية في سياستها الخارجية ،منذ اليوم األول لإلدارة فري ال كرم ،كران
موقف وزير العدل ،ومكتب الت قيقات الفيدرالية ،ومكترب المستشرار القرانوني
فرري وزارة الخارجيررة ،موقررف المعرراره بشرردة إلدخررال أي تعريررف لإلرهرراب
م ليا أو دوليا في صلب القانون ،وقد تم إنشاء هذا الموقرف الرسرمي للوديرات
المت رردة علررى ن ررو خررر مررن قبررل القاضرري " إبراهررام د .صرروفير " المستشررار
القرانوني لرردى وزارة الخارجيررة ينمرا مثررل أمررام اللجنرة الفرعيررة الدسررتورية فرري
مجلس الشيوخ في 25نوفمبـر ، 2895وذلرك ردا علرى سر ال دذ وجره إليره
مررن قبررل السررناتور ( أوريررن فررـي هرراتم ) ممثررل وديررة أوترراه ،فرراعترف بكررل
صرا ة " أن وزارته لم تكن راغبة في تطوير التعريف ،ألسرباب تتعلرق برلمن
الوديرات المت رردة( . )3وباإلضرافة إلررى مرا سررلف فران الوديررات المت ردة فرري أهررم
فترات ال كم لردى إدارة ري ران عملرت علرى وضرع مكاف رة اإلرهراب ،ك جرر
زاويررة فرري سياسررتها الخارجيررة .ولررم تطررور تررى تعريررف اإلرهرراب ،والسرربب
األمررن القررومي !! ولكررن السرربب ال قيقرري هررو أن عرردم تطرروير التعريررف يجعررل
- 1عز الدين البشتي ،تاريخ اإلرهاب األمريكي ،المنشلة العامة للنشر والتوزيع واإلع ن ،طرابلس ،ط، 2
، 2897ص . 224
- 2المرجع السابق ،ص 47
495
األمريكي فري سرنة ، 2841قامرت ررب التشراكو برين أفقرر شرعبين فري أمريكرا
الجنوبية ،البارغواي وبوليفيا وصفتها بلنهرا " ررب الهنرود العرراة " وفري 41
مرررايو 2842كشرررف السرررناتور ( هررروى لونرررغ ) مرررن وديرررة ألويزيانرررا أن شرررركة
سررتاندارد أويررل قررد فجرررت ربررا بررلن مولررت الجرريم البرروليفي ،ليطالررب ب قرروق
إقليميررة فرري إقلرريم التشرراكو ،التررابع للبررارغواي ،وذلررك بسرربب ا تمررادت الثررروة
النفطية في اإلقليم ،وكانت هرذه ال ررب بمثابرة مذب رة ،لرم تتخلرف شرركة شرل
المنافسة لشركة ستاندارد أويرل علرى تمويرل جريم البرارغواي( . )1وهري ليسرت
وا دة فقط من العمليات التي ساهمت فيه ال كومة األمريكية في خلق الرة مرن
الرعررب العررام والخرروف واإلرهرراب ،بسرربب مصررل ة خاصررة ،سررواء للوديررات
المت رردة أو لشررركاتها ،وتشررير اإل صرراءات المسررجلة فرري عررام 2897وقعررت
والي 911ادثرة إرهراب دولري ،فيمرا يزيرد عرن 91دولرة ،أدت إلرى وقرو
1111إصابة " .إ صاء وزارة الخارجية األمريكية نشرة فري ، 2896/2/41
وادا اإلرهاب الدولي في العام 2892روالي ، 611 وفي ين كان مجمو
وفي العام 2894م والي ، 511وبلغ عدد الضر ايا فري خمرس سرنوات (-68
1184 )94قترري 2428 ،جري ررا ،وقررد أ صررت وكالررة المخررابرات المركزيررة
األمريكيررة األعمررال الترري قامرت بهررا باعتبررار أنهررا ليسررت منظمررة إرهابيررة ،يررا
اشررارت إلررى أن مررا بررين 2867-2879وقعررت 2251ادثررة ،منهررا 252فرري
أوربا ،أي والي . )1(%21وسردنا هنا هذه اإل صا يات لن كرد أن اإلرهراب
الدولي ظراهرة عالميرة تجتراح العرالم ،وقرد اسرتخدمت الوديرات المت ردة سياسرة
القواعد العسكرية الموجودة خارجها ،وأن وجود هذه القواعد جاء بما اعتبرتره
واشنطن ملء الفراك ،وهو المشرو ادستراتيجي ،الذي تبنراه إيزنهراور ،إن
الهرردف الر يسرري المعلررن مررن سياسررة القواعررد والتواجررد العسرركري هررو مواجهررة
الخطر الشيوعي ،فالوديات المت دة د تنتظر ربا عالمية للتصردي للسروفيات
- 1م لف جماعي ،اإلرهاب الدولي بين الواقع والتشويه ،المركز العربي للنشر والتوزيع والدراسات ،براريس ،
ط ، 2فبراير ، 2892 ،ص . 66
- 2ميلود المهذبي ،قضية لوكربي وأ كام القانون الدولي جدلية الشرعية والمشروعية ،مرجع سابق ،ص.42
498
" اإلنسان بنظررهم هرو وسريلة ولريس غايرة … ،فهرم يتكلمرون عرن ال ررب فري
أيررام ادنتخابررات ،لكررنهم د يهتمررون إد ب مايررة أعمررالهم ،ويملكررون القليررل مررن
الررذوق ،ولرريس لهررم مزايررا إط قررا "( . )1وإذا كرران األمريكيررون يتجهررون إلررى
الم امرة لتلمين مصال هم الماديرة ،ف برد أن تقتررن الم رامرة برالعنف والقروة ،
وهذا ما صل تاريخيا وي صل تى اآلن .
" إن قصة الوديات المت دة مع العنرف واإلرهراب ليسرت قصرة ديثرة ،
إنها متلصلة في الضمير األمريكي ،ومن مسة في المجتمع األمريكري السياسري
وادقتصرررادي والفكرررري ،فمنرررذ قررردوم أول الم رررامرين إلرررى هرررذه األره بررردأ
اإلرهاب الرداخلي فري أمريكرا ينمرو ترى اصربح ظراهرة طبيعيرة ومللوفرة "(. )2
وتشير الدد ل إلى أن اإلرهاب األمريكي قد زاد فري النصرف الثراني مرن القررن
التاسع عشر اتجاه العبيد ،يا اعتبرت جنوب الوديات المت ردة العبيرد أدوات
وأشياء ،وقد رفضت الم كمة العليا األمريكية طلب اسرود ب ريتره ،وجراء فري
يثيات ال كم " أن العبد ليس مواطنا ،وبالتالي د يمكنره المثرول أمرام الم كمرة
،إنه ملكية مثل بقية الممتلكات "( . )3وقد قاد الر يس األمريكي أبراهام لنكرولن
تيارا داخليا أطلق عليها رب ادنفصال ، 2975-2972ذهب ض يتها مليرون
قتيررل وجررريح ،وقررد " امترردت يررد اإلرهرراب إلررى الررر يس لنكررولن عنرردما صرررعه
إرهررررابي أمريكرررري ،وكرررران بررررذلك أول ضرررر ية رسررررمية لإلرهرررراب األمريكرررري
الداخلي( . )1وفي عام 2992أدى العنف إلرى مصرر ر ريس الوديرات المت ردة
األمريكية جيمس غارفيلد بعد أسابيع قليلة من
انتخابه .وفي مطلع القرن العشرين صر رصراص العنرف األمريكري الرر يس
وليام ماك كنيلري ،وهرو مرن أوا رل المنرادين بادسرتعمار األمريكري ،وفري سرنة
2874اغتيررل الررر يس جررون كنيرردي فرري دادس عاصررمة تكسرراس ،فكرران رابررع
** -مبدأ مونرو :الر يس جيمي مونرو تسلم السرلطة فري 2926وهرو خبيرر فري الشر ون الدوليرة ،وسربق أن عمرل
وزيرا لب ده في باريس ،ثم لندن ،وساهم في مفاوضات شرراء مقاطعرة الوبزيانرا مرن فرنسرا .عرره فري رسرالة
سنوية وجهها إلى الكون رس في 2914/7/1سياسته اتجاه أوروبرا وأمريكرا ال تينيرة ومبردأه المشرهور وأبررز نقراط
هذا المبدأ -2 :أن قرارتي أمريكرا بمرا تتمتعران بره وت افظران عليره مرن ريرة واسرتق ل ،أصرب تا غيرر خاضرعتين
دستعمار أي دولة أوروبية في المستقبل -1 .إن النظام السياسي للدولة المخالفرة يختلرف تمامرا عرن نظرام أمريكرا ،
ويجب أن تعتبر أي م اولة من جانب تلك الدول لفره نظامها على أي جزء من هذا النصف من الكررة األرضرية
خطر على س متنا وأمننا -4 .لرم نسراهم بتاترا برلي نصريب فري ال رروب التري نشربت برين الردول األوروبيرة ألمرور
خاصة بها ،كما أنه ليس مما يتفق مع سياستنا أن نفعرل ذلرك .وبهرذا أصربح هرذا المبردأ جرر الزاويرة فري السياسرة
الخارجية األمريكية منذ القر ن التاسع عشر و تى اآلن .راجع عبد ال ميد نعنعي ،تراريخ الوديرات المت ردة ،دار
النهضة العربية ، 2894 ،ص .268-264
- 1مختار مطيع ،مرجع سابق ،ص . 62
484
تطبررق فيرره سياسررة المقاطعررة وال صررار والتلررويح باسررتخدام القرروة العسرركرية ،
والعمل على تكوين تكتل دولي لم اربة بلرد مرا عرن طريرق ادمتنرا عرن شرراء
صادراته على غرار ما تفعله مع ليبيا ،ولمرا كران شري ا ثابترا ارتكرزت السياسرة
األمريكية منرذ البدايرة علرى اسرتراتيجية اسرتعمارية تهردف إلرى الهيمنرة والتسرلط
علررى قرردرات الرردول األخرررى ،فرران اإلرهرراب يمثررل شررك أساسرريا لتلررك الوسرريلة
باعتبررراره مجموعرررة مرررن اإلجرررراءات المتخرررذة مرررن أجرررل تررروفير الضرررمانات ،
والشروط الكافية لخدمة المصرالح األمريكيرة وتبنيهرا وال فراظ عليهرا .ونضريف
هنا ما أكده م مد المصري بلن " تجار المروت ،وهري التسرمية التري تطلرق فري
الوديات المت دة على منتجري األسرل ة ،يسرعون لكري د يتخلفرون عرن المجمرع
الصناعي العسكري ،و يا تجري الت قي بين نهر الوديات المت دة السياسري
الخررارجي والعنررف الررداخلي وبررين اإلرهرراب الرردولي واإلرهرراب باعتبرراره نمررط
لل ياة األمريكية(. )1
- 1مايكل كلير ،تصدير القمرع " أمريكرا -ادنظمرة ادسرتبدادية " ترجمرة خزامري نصرار ،دار ابرن الرشرد الناشرر
للطباعة والنشر ،بيروت ،ط ، 2891 ، 2ص . 21
- 2المرجع السابق ،ص . 211-212
- 3المرجع السابق ،ص . 214
212
فلو أخذنا الع قات األمريكية اإلسرا يلية كمثال لدعم األنظمرة اإلرهابيرة
،فانه من البديهي أن تكون هناك ع قات أمنية بين الوديات المت دة وإسررا يل
،وهي أكبرر المسرتفيدين مرن أدوات القمرع ،وادتصرادت السررية ،وتجهيرزات
القمع ،يا يشير (شارل ديقول) إلى ذلك بقولره " :إن ادعتقراد برلن إسررا يل
مسررتقلة عررن أمريكررا وهررم وسررراب"( . )1وقررد أظهرررت األ ررداا الترري صررلت ،
وتمررررت متابعررررة تطوراتهررررا ،كيررررف تعاونررررت أجهررررزة المخررررابرات األمريكيررررة
واإلسرا يلية على شن عدوان واسع النطاق علرى ليبيرا ،لتردمير نظرام القرذافي ،
وقد ل قت العديد من الشخصيات قامت بتصفيتها نزود عند رغبة الموساد(. )2
ولرريس بخفرري أن الوديررات المت رردة تهرردف بالدرجررة األولررى مررن خرر ل
تشريعاتها في مقاومة اإلرهاب إلى م اربة ركات الت رر ،التري تناضرل مرن
أجل ادستق ل ،وتقرير المصير ،فلو كانت الوديات المت دة تهردف فعر إلرى
مقاومرة اإلرهرراب ،لشرملت قوانينهررا أعمرال إسرررا يل ،باعتبارهرا مركررز أخطررر
العصابات اإلرهابية في العالم " ،إن الوديات المت ردة قردمت الردعم العسركري
والسياسررري وادقتصرررادي إلسررررا يل ،كاشرررفة برررذلك مرررن خررر ل سياسرررتها علرررى
اإلرهاب ضد الشعب العربي "(. )3
ومن جهة أخرى فان اإلدارة األمريكية التي تدعي مقاومتهرا لإلرهراب ،
تمارسرره مررن أجررل صررورتها ،وترردعيم مرتكبيرره بجميررع الوسررا ل اإلرهابيررة فرري
األرجنتررررين أيررررام كررررم الجنرررررادت ،وفرررري األورغررررواي واثيوبيررررا أيررررام كررررم
ادمبراطور هي س س ،وتاي ند والبرازيل وإيران أيام كم الشاه(. )4
لقد قدم ( الت ووسرتر) كمنظرر للسياسرة اإلرهابيرة األمريكيرة العديرد مرن
المقادت والكتب واألطرو ات ،التي ركز فيها على أن الشيوعية شريطان كبيرر
- 1اإلرهاب هو أداة السياسة الخارجية األمريكية ،دار نشر وكالة نوفوشي ،موسكو ، 2892 ،ص . 41
* -لمزيد من التفاصيل ول ر ية اإلدارة األمريكية فري عهرد الرر يس ري ران وخاصرة التردخل فري شر ون الردول ،
انظر وثيقة كيريترتك مندوب الوديات المت دة في األمم المت دة .مل ق رقم (. )7
214
ج -أجهزة المخابرات وممارسة اإلرهاب :
لقررد أشررارنا فرري مب ررا سررابق إلررى المخررابرات المركزيررة ،وقرردمنا عنهررا
تفصي ت وقد أشرنا إلى أنهرا األداة الرسرمية ،التري تعمرل فري الخفراء مرن أجرل
ت قيق وتنفيذ األهداف األمريكية المعلنة والخفية أيضا .
إن أهررم شرريء تعتمررد عليرره السياسررة األمريكيررة هررو اإلرهرراب التخريبرري ،
الرررذي يتجسرررد ويمرررارس فررري اإلطرررارين السياسررري واأليرررديولوجي ،ويتمثرررل فررري
مجموعة األعمال التي تنظمها أمريكا عرن طريرق أجهرزة البروليس والمخرابرات
السرية ،ضد دول أخرى ( قتل ،تخريرب ،اغتيرال ) فاإلرهراب التخريبري هرو
إرهاب تقوده جماعة تنتمي إلى منظمة مرابطة في الخار ،ومرتبطرة برلجهزة
المخابرات األمريكية ،التي ت رره علرى القيرام برلدوار إرهابيرة ،بعرد تردريب
وتلصيل أيديولوجي ،وتنفرد وكالة المخرابرات المركزيرة بتقرديم المثرال العرام ،
الذي ينضوي على كافة الممارسات والمهام الخاصة ،درتكاب الجرا م و يرك
الم ر امرات ،وترردبير ادنق بررات العسرركرية الدمويررة علررى صررعيد أقطررار العررالم
الثالا كافة .
" فوكالررة المخررابرات المركزيررة تعررد الررذرا السرررية للسياسررة الخارجيررة
يرررا تشررركل عملياتهرررا الطريرررق المباشرررر والسررربيل للوصرررول إلرررى األمريكيرررة،
األهداف الم رددة منرذ تلسيسرها سرنة ، 2826ترم خضرم ال ررب البراردة ،ومنرذ
ذلرررك ال رررين عرفرررت الم سسرررة عررردة أدوار مسرررر ية ،قرررام بهرررا قتلرررة ومهربرررو
المخدرات ،كانوا يهدفون منها بيع الموت سب تعبير غولدن سودان(. )1
ود تكتفي المخابرات باألنشطة التقليدية كرصد المعلومرات والتجسرس ،
بررل قامررت بمر امرات كثيرررة ،فقلبررت كومررات ،وسرراعدت علررى تنصرريب رراكم
وديرررات أمريكيرررة( .)2فقرررد دربرررت الوكالرررة الفررررق العسررركرية ،والمجموعرررات
المتخصصة في ال رب النفسية ،و رب العصابات ،وتلجل أ يانرا إلرى وسرا ل
- 1مجموعة من البا ثين ،قانون القوة ،دار الشباب العربي ،القاهرة ،بدون تاريخ ،ص . 464
- 2نيويورك تايمز . 2862/21/11
215
غيررا ،وبنرراء علررى مبرردأ قرروق اإلنسرران تررم انتخرراب جيمرري كررارتر الررديمقراطي
وقرررام مجلرررس الشررريوخ بتشررركيل لجنرررة خاصرررة للت قيرررق فررري نشررراطات ال كومرررة
األمريكيررة فرري ، 2865/2/16بر اسررة السرررناتور ( فرانررك تشررارم ) ومثرررل (
هنررري كسررنجير ) وزيررر الخارجيررة أمررام هررذه اللجنررة ،واعترررف أمررام السررلطة
التشريعية أنه قام بتنفيذ عدة عمليرات إرهابيرة بنراء علرى طلرب الرر يس نيكسرون
نفسرررره ،وفرررري 2867/2/27نشرررررت اللجنررررة تقريرهررررا ،الكامررررل عررررن تررررورط
المخابرات األمريكيرة فري العديرد مرن المر امرات ،التري نظمرت دغتيرال العديرد
مررن رجررال الدولررة األجانررب ،غيررر المرغرروب فرريهم ،وأنهررا دعمررت انق بررات
وشددت على عمليات إرهابية متنوعرة فري بلردان مختلفرة ،وسروف نروجز عرددا
من تلك ادغتيادت وم اودت قلب أنظمة ال كم في العالم .
والجدير بالذكر " أن وكالة المخابرات المركزية قامرت بقترل عم هرا ،
منهم نجودين ديم في جنوب فيتنام ،وترويللو في جمهورية الدومنيكان "(. )1
هذه ال قا ق الدام ة التي كشف عنها التقرير ،هري التري دفعرت صر يفة
هيراليررد تربيررون الدوليررة إلررى القررول بلنرره … " :طيلررة الخمررس وث ثررين سررنة
األخيرة استخدمت الوديرات المت ردة اإلرهراب كرلداة لسياسرتها الخارجيرة "(. )2
أما في عهد ري ران الرداعي لممارسرة اإلرهراب الردولي ،والرر يس الرذي ينتمري
للتيررار الم ررافظ اليمينرري فرري الوديررات المت رردة ،فقررد اتخررذت سياسررة اإلرهرراب
والعنررف الترري تمارسررها الوكالررة طابعررا يررا خصوصررا فرري امريكررا الوسررطى ،
وشمال افريقيا .ففي خطاب له أمام الكون رس األمريكي قال ري ران " :إذا لرم
تسرتطع الوديرات المت ردة الرردفا عرن نفسرها فري أمريكررا الوسرطى يتطبيقرا لمبرردأ
مونرو فانها د تستطيع الدفا عن نفسرها فري أي مكران فري العرالم ي وقرال فري
نفررس الخطرراب … إننررا د ن ررول دون رفرره الشررعب النيكرراراغوي لل كومررة
- 1م مد م ،قوات التدخل األمريكي من روزفلت إلى ري ان ،مطابع الجا ظ ،بدون تاريخ ،ص . 26
- 2من يقف وراء اإلرهاب الدولي ،ترجمة هشام زيان ،مرجع سابق ،ص . 129
216
إن أي ركة ت ررية فري عررفهم هري ماركسرية ،وأي زعريم وطنري أو
ثررروري يعمرررل علرررى تخلررريص بررر ده مرررن هيمنرررة اد تكرررارات األمريكيرررة ،هرررو
ماركسي ،أو عميل للشيوعية الدولية ،ويجب على العالم ال ر أن ي اربه بكرل
الطرق المشروعة وغير المشروعة .
وكتب الصر في األرجنتينري ( مرارلويتس ) فري كتابره وكالرة المخرابرات
المركزيررة برردون قنررا ،أن هنرراك واقعررين يررددن بشرركل د يقبررل الجرردل علررى
ممارسررة اإلبررادة ،باشررتراك الوكالررة وهرري ادنقر ب الررذي أطرراح بسرروكارنو فرري
أندونيسرريا ،والتهوتررة فرري فيتنررام الجنوبيررة ،وهررو مررا سررمي ببرنررامر فينرريكس ،
واستخدمت المخابرات المركزية جماعات سميا بفرو المخرابرات اإلقليميرة ،
تتكون من و دات فتنامية جنوبية غيرر نظاميرة ،قامرت ب مر ت علرى القررى ،
وعبررر ( ولرريم كررولبي ) فشررل برنررامر فينرريكس ،ممررا أدى األمررر بترردخل و رردات
عسرركرية أمريكيررة وفيتناميررة جنوبيررة ،واعترررف ولرريم كررولبي أمررام لجنررة مجلررس
الشرريوخ فرري 2862بررلن 11596مررن المشرربوهين ،قتلرروا نتيجررة تنفيررذ برنررامر
فينيكس ،وبلغ عدد القتلى سب كومة ساي ون ، 21882وهو إبرادة جماعيرة
وقتل وإرهاب "(. )1
إن سياسررة اإلرهرراب الترري تمارسررها الوديررات المت رردة باسررتخدام وكالررة
مخابراتهرا المركزيرة متعررددة األنروا ،تنفرذ بلسرراليب مختلفرة ،ود تظهرر غالبررا
للسطح لكن الخفايا تصبح واض ة إما عاج أو ج ،فينتاب العرالم الهلرع مرن
غدر الوديات المت دة وقسوتها إن العرالم قرد تعلرم ر يرة البراطن القبريح للسياسرة
األمريكية الخارجية التي تخفيها األقنعة .
إن إدارة ري رران المكاف ررة لإلرهرراب العررالمي أعطررت مبررررا لمررا تنرروي
اإلدارة األمريكية ارتكبره ضرد ركرات الت ررر الثوريرة ،يرا صرادق مجلرس
النررواب األمريكرري فرري 2895/6/21علررى تقررديم مسرراعدة بررـ 16مليررون دودر
221
ركررة السررت ،ومنظمررة دكررردس المعاديررة للثررورة ،و 41نرروفمبر فرري منظمررة
وا دة أوثير اوريستينسيا القا مة في أمريكا .
م اولررة اغتيررال األميررر سرريهانوك ،كمررا قامررت المخررابرات المركزيررة فعرر
باغتيال شادي جافان من ل غويات اإلنجليزية .
في السنوات األخيرة طالت قا مة ادتهامات ،وبل ت دها األقصرى باغتيرال
المطران أوسكار روجر كبير اساقفة السرلفادور ،مرن قبرل عناصرر ترم تردريبهم
فرري معسرركرات CIAفرري عهررد كررارتر المرردافع عررن قرروق اإلنسرران ،ب جررة أن
الب د ض ية لعدوان شيوعي .
اغتيررررال الرررردكتور رودفرررري زعرررريم لررررف الشررررعب العامررررل فرررري الجويرررران
، 2891/21/24وجدت كذلك م اولة دغتيال شاكرن زعيم الكتلة الثورية فري
السلفادور ،وقد تم اغتياله بالفعل في ، 2891/22/19وجرت م اودت عديدة
دغتيال ر يس وزراء جامايكا السابق ميكا يل مرانيللى ،ووزيرر األمرن الروطني
طوامسررون بترراريخ ، 2891/7/11باإلضررافة إلررى اغتيررال نا ررب وزيررر األمررن
الوطني مانيللى بتاريخ . 2891/21/22
كشفت مجلة التايم والنيوزويك عن مخطط أعدته اإلدارة األمريكيرة بالتعراون
مع المخابرات اإلنجليزية واأللمانيرة والمصررية والموسراد ،يهردف إلرى اغتيرال
العقيد القذافي وشن هجوم على بيته .
كشفت شبكة NBCالمر ية األمريكية أن إدارة ري ان تردرس إمكانيرة تطبيرق
سياسة تقضي اغتيال أول ك الذين يصرنف أنهرم زعمراء اإلرهراب ،ويشرمل هرذا
كل ركات الت رر واألنظمة الوطنية المعادية ألمريكرا ،وذكررت الشربكة فعر
عررن مس ر ولين فرري اإلدارة األمريكيررة أن أ ررد ادقترا ررات المقدمررة إلررى ري رران
الموافقة على أن يقوم كوماندوس عسكري بتنفيذ عمليات ادغتيال(. )1
- 1فقد ذكر سفير الوديات المت دة في األمرم المت ردة بتراريخ 2897/2/25أمرام مجلرس األمرن أن ال رارة أصرب ت
ضرورية لرد ليبيا عن ادستمرار في هجومها ضد الوديات المت دة في انتهاك ميثاق األمم المت ردة ،وأنره يوجرد
دليل مباشر ودقيق د يمكن رفضه على أن ليبيا مس ولة عن وي ت اإلرهاب .
راجع :المجلة األمريكية العالمية ، 2897 ،ص . 447
- 2م مد عزيز ،مرجع سابق ،ص . 16
- 3تشومسكي ،القراصنة ،ترجمة الناشر ،دار اآلفاق ،ط. 221 ، 2884 ، 2
* -سوف يتم مناقشة دعوى الدفا عن النفس في جزء القادم بشيء من التفصيل .
225
هذا ب ه النظر عن مناقشة قانونيرة الردفا عرن الرنفس مرن وجهرة نظرر
القانون الدولي السرا د ،ترى ولرو ألغرراه المناقشرة لرم يثبرت أن ليبيرا لهرا أي
صررلة بهررذه األعمررال اإلرهابيررة ،لقررد كرران الهجرروم األمريكرري علررى ليبيررا تنفيررذا
لدبلوماسية القوارب المسل ة GNU Boats diplomacyضد هذه الدولرة ،التري
د تعجب سياستها الخارجية صانعي القرار السياسي في الوديات المت دة ،بمرا
ي تم أن تعاقب مرع األخرذ فري ادعتبرار شخصرية القرذافي فري السياسرة الدوليرة ،
وتصديه للقضايا العالمية الم قة .
هذه هي قصة أمريكا ال قيقية ضد ليبيا ،وهي السبب في أن ليبيا ليست
إيرررران أو سررروريا مرررث ،كررران هررردف هرررذه الشرررجاعة األمريكيرررة ضرررد األبريررراء
()1
وتجردر اإلشرارة إلرى أن سربب ال رارة علرى طررابلس وبن رازي هرو والمدنيين
ملهررى برررلين ،غيررر أن العديررد مررن الكترراب المعررروفين ،واسررتنادا إلررى نتررا ر
الب رروا الترري جرررت فيمررا بعررد بررلن جماعررات متنافسررة مررن تجررار المخرردرات أو
جماعات الـ ( كورك تس ) النازية الجديدة ،قد تكون الجهات المشتبه بها فعر
،والترري تقررف وراء ررادا مشرررب برررلين ال ربيررة ،األمررر الررذي ي كررد أنرره د
ري ان ،ود شولتز ،ود أي سياسي أمريكي خر ،وجد ضرورة لبيران الردليل
القرراطع الررذي اتخررذ ذريعررة لل ررارة الجويررة الكثيفررة علررى ليبيررا ،ثررلرا مررن مررزاعم
تورط القذافي في ادثة مشرب برلين ،ولكن هل كران ذلرك مهمرا قرا مادامرت
ال ارة قد انتهت في خر المطاف إلى أن يكرون دفاعرا عرن الرنفس ضرد هجمرات
مستقبلية !!!؟
إن ال ارة األمريكية علرى ليبيرا قرد ترم التخطريط لهرا ،وتنظيمهرا مرن قبرل
مجموعررة ص ر يرة مررن المرردنيين والعسرركريين ،األميرررال ، John Pomdexter
مستشررار ري رران ،ومرردير مجلررس األمررن ،وسرراعده المرر زم ، Oliver Nort
والجنرال ، John moderingوالقبطان James Jtarkو خررون … يرا يمكرن
- 1انظررر بيرران ممثررل الجماهيريررة الليبيررة أم رام مجلررس األمررن يرروم 2897/2/25علررى التريكرري وقررد علررق الكاتررب
األمريكي فولك في كتابه " ثوار وموظفون " على ذلك انظر ص ، 212-214ص . 245-242
227
اعتبررارهم مسرر ولين عررن عمليررة العرردوان الررذي تسرربب فرري مقتررل الم ررات مررن
األبريرراء ،وهرري أكبررر م اولررة اغتيررال فرري العررالم ،تررتم لررزعيم ت رررري( ،)1وقررد
اتخذت العملية التري خطرط لهرا منرذ شرهور شركل فريلم مرن أفر م العنرف وأعمرال
هوليررود الترري بررر فرري إخراجهررا وإدارتهررا را ررد أعمررال الكرراوبوي الهوليوديررة
رونالد ري ان .
وتفيررد األخبررار أن ري رران قررد شرراهد فرريلم ( رامبررو ) 1قبررل اتخرراذه قرررار
الهجررروم علرررى ليبيرررا ،وبعرررد هرررذا الفررريلم الجرررزء الثررراني مرررن افررر م رامبرررو بطرررل
مسلس ت روكي ،ذي الخوارق العجيبة ،واألمريكري الرذي د تقرف أمامره أيرة
قوة ،و يدا ي طم الجماعات ،ويهزم الم رات ،وبعرد خررو ري ران مرن قاعرة
العره ،سلله الص فيون عن سروره فابتسم ،وقال :اآلن عرفت مرا سرلفعله
! وكرران القرررار النهررا ي بالعرردوان علررى ليبيررا( ،)2وقبررل شررهر ونصررف تقريبررا مررن
ال رررارة ،وفررري الوقرررت الرررذي كررران فيررره األسرررطول السرررادس األمريكررري يتلهرررب
ل قتراب من خلير سرت ،كان ري ان قد اجتمع سرا بمكتبه في البيت األبريه
لتدارس مختلرف اإلمكانيرات للهجروم علرى ليبيرا ،واغتيرال معمرر القرذافي ،وقرد
أشررارت فرري الجررزء الخرراص بالع قررات الليبيررة األمريكيررة ،بشرركل تفصرريلي عررن
خلفيات الصررا الليبري -األمريكري ،منرذ بدايرة المنراورات فري خلرير سررت ،
و تى ال ارة في أبريل ، 2897والجدير بالذكر أن التوتر تصاعد بين الدولتين
بتهديررد الوديررات المت رردة القيررام بعمررل عسرركري ضررد ليبيررا برردعوى ( م اربررة
اإلرهاب الليبي ) ومنرع ليبيرا مرن مسراندة اإلرهراب الردولي ،وت ردي مرا أسرمته
وزارة الردفا األمريكيرة المرزاعم الليبيرة فري خلرير سررت(*) ،وفري الوقرت الررذي
يرجع فيه الجانب األمريكي هذه الهجمة على ليبيا إلى وقوف
- 1ص يفة الب ك ،رونالد ري ان -رامبو ،الم رب ،العدد ، 245الجمعة -29أبريل ، 2897-ص 6
- 2الخبر أذاعته القناة التلفزيونية الفرنسية الثانية في نشرة بعد الظهر األربعاء ، 2897/2/27وكالة الجماهيرية
ل،نباء .
* -سوف يتم مناقشة هذه الدعوى بالتفصيل في الجزء القادم .
226
ليبيا وراء ما أطلق عليه ري ان األوكار اإلرهابية(. )1
لقررد اشررار القررذافي إلررى أن ب ر ده تواجرره إرهرراب الدولررة ،وأن ري رران د
يملك دلي يدين ليبيا ،وقد فسر الجانب الليبي هذه السياسة العدوانيرة األمريكيرة
بلنها ترجع إلى أن الوديات المت دة ،ترى أن سياسة ليبيا موجهرة ضرد سياسرة
واشنطن في الشرق األوسط ،والخلير العربي ،وافريقيرا ،وأمريكرا ال تينيرة ،
فرري ظررل ع قررات طيبررة بررين ليبيررا وادت رراد السرروفياتي .ونجررد أن تصررري ات
المس ولين األمريكيين لم تخف رغبة الوديات المت دة في التخلص مرن القرذافي
،بل إن الطا رات األمريكية قد قامت بالفعل بقصف مقر إقامة القرذافي وخيمتره
ودعررت الوديررات المت رردة األمريكيررة الجرريم الليبرري إلررى القيررام بررانق ب ضررد
القذافي(. )2
إن هذه اإلجراءات التري اتبعتهرا اإلدارة األمريكيرة ،تردل بشركل صرريح
على من يكرون اإلرهرابي ؟ .إن القرذافي دعرم ركرات الت ررر العرالمي اسرتنادا
إلى مقررات األمم المت دة والجمعية العامة بها ،وانط قا من ق الشعوب في
تقرير مصيرها ،وقد أسس ذلك في إع ن قيام سلطة الشعب ،وصدور قرانون
دعررم ركررات الت رررر فرري 2892فرري ليبيررا(*) .والوديررات المت رردة األمريكيررة
خالفررت كررل المواثيررق واألعررراف الدوليررة ،بم اربتهررا تلررك ال ركررات ،بررل إنهررا
خرقررت أهررم التوصرريات الترري صرردرت عررن الجمعيررة العامررة ،والترري ت رررم دعررم
وتشكيل قوات مضادة لل ركات الوطنية السراعية إلرى الت ررر وادسرتق ل ،إن
الوديات المت ردة وهري تقروم بهرذا العمرل العردواني إزاء ليبيرا ،فهرذه عرودة إلرى
خرررق صررريح لميثرراق األمررم المت رردة ،وقواعررد القررانون الرردولي ،ويتعلررق األمررر
- 1إبراهيم ش اته ،المواجهة األمريكية -الليبية فوق خلير سررت ،السياسرة الدوليرة ،عردد يوليرو ، 2895يوليرو
، 2897ص . 221
- 2ورد هذا التعبير في :ميكا يل .ت .ك ر ،نظرية التدخل األمريكية الجديدة ،لوموند الدبلوماسية مارس
، 2897ص . 264
* -ل ط على قانون دعم ركات الت رر انظر مل ق رقم ( )6نص القانون .
229
ب ظر استخدام القوة أو التهديد بها في الع قرات الدوليرة(*) ،والرذي تت ردا عنره
المادة الثانية من ميثاق األمم المت دة والتي تقول " يمتنرع أعضراء الهي رة جميعرا
فرري ع قرراتهم الدوليررة عررن اسررتعمال القرروة ،أو التلررويح باسررتخدامها ضررد سر مة
األراضررري ،أو ادسرررتق ل السياسررري ،ألي دولرررة ،أو علرررى أي وجررره د يتفرررق
وميثررراق األمرررم المت ررردة " ،وإذا كانرررت أمريكرررا اولرررت الترررذر ب رررق الررردفا
الشرعي لتبرير عدوانها ،فران هرذا ال رق كمرا تتضرمنه المرادة ( )52مرن ميثراق
األمم المت دة ،يمثل ادستثناء الو يد على مبدأ ظر استخدام القروة الروارد فري
المادة الثانية ،الفقرة الرابعة من الميثاق ،وكونه استنادا ،فان ق الردفا عرن
الررنفس يجررب أن د يفسررر تفسرريرا ضرريقا تررى د يفررتح البرراب علررى مصررراعيه
إلهدار األصل العام ،بمقولة إن استعمال القوة للدفا وإنما للدفا عن الرنفس ،
وفقا لهذا فان مشروعية استخدام القوة للدفا عرن الرنفس طبقرا للمرادة ( )52مرن
الميثاق مشروطة :
أ -سبق وقو اعتداء مسلح على الدولة التي تريد تبرير استعمالها للقوة
على أساس المادة ( ، )52إذا جاء فيهرا ( إذا اعتردت قروة مسرل ة
… ) وقررد عرررف فقهرراء القررانون الرردولي ادعتررداء المسررلح الررذي
تررنص عليرره هررذه المررادة ،بلنرره " عبررور قرروات مسررل ة ال رردود
الدولية في صورة بينه بلعداد ضخمة " .
وقرو أعمرال الردفا عرن الرنفس فرور ردوا ادعترداء المسررلح ، ب-
وقبل انتهاء األعمرال العسركرية مرن قبرل قروات الدولرة المعتديرة ،
* -جاء في تقرير اللجنة الخاصة والمعنية بزيادة فعالية مبدأ عردم اسرتعمال القروة فري الع قرات الدوليرة بلنره "يمكرن
تعريف استعمال القوة أو التهديد باستعمالها دمن يا القوة العسكرية ف سب ،بل ايضرا مرن يرا أوجره اسرتخدام
القهر مثل القسر السياسي وادقتصادي أو الدعاية العدوانية ،وكرذلك اللجروء إلرى أنشرطة مثرل التخريرب والتخويرف
ودعم اإلرهاب ،والم اودت المستمرة الرامية إلى تقويه ال كومات ،أو استخدام مرتزقة وتمويلهم " كذلك جاء
في التقريرر " تمتنرع جميرع الردول عرن تنظريم أعمرال ال ررب األهليرة ،أو األعمرال اإلرهابيرة فري دولرة أخررى ،أو
الت ريه عليها ،أو مساعدتها ،أو ادشتراك فيها ،أو القبول بلنشطة منظمرة داخرل إقليمهرا موجهرة ن رو ارتكراب
مثل هذه األعمال ،لقد قامت الوديات المت دة بكل ما يمنعه هذا التقرير .
تقريررر اللجنررة المعنيررة بزيررادة مطالبررة مبرردأ عرردم اسررتعمال القرروة فرري الع قررات الدوليررة ،الوثررا ق الرسررمية
للجمعية العامة ،الدورة 47وثيقة رقم A136/41منشورات األمم المت دة ص.62-61
228
ذلررك أن الرردفا عررن الررنفس إنمررا شررر لرررد ادعتررداء ومنعرره مررن
بلوك أهدافه ،فاذا انتهرى ادعترداء لرم يعرد هنراك مبررر دسرتخدام
القرروة بمقولررة الرردفا عررن الررنفس ،بررل إن اسررتخدامها يكررون علررى
سررربيل ادنتقرررام أو تلقررررين المعتررردي درسرررا ،أو غيررررر ذلرررك مررررن
األغراه التي د صلة لهرا برالمعنى القرانوني الردقيق للردفا عرن
النفس"(. )1
ومن هذا المنطلق إذا كانت الوديرات المت ردة قرد ادعرت أن مرا قامرت بره
هو عملية وقا ية للدفا الشرعي ت رزا من وقو أعمال أخرى ،فانه ليس فري
القررانون الرردولي شرريء إسررمه الرردفا الشرررعي الوقررا ي ،ألن أسرربقية ادعتررداء
المسررلح فرري الزمرران علررى أعمررال الرردفا هررو الشرررط األول مررن شررروط ذلررك
ادستثناء الوارد في قاعدة عدم استخدام القوة ،والرذي ترنص عليره المرادة ()52
وذلرررك ترررى د يصررربح الرررزعم بالررردفا الشررررعي الوقرررا ي ذريعرررة لكرررل عررردوان
مسلح(. )2
ويشير عبرد القرادر القرادري أسرتاذ القرانون الردولي فري كليرة ال قروق فري
الم رررب إلرررى أن الكثيرررر كترررب رررول الررردفا الشررررعي عرررن الرررنفس ،باعتبررراره
األسرراس الجرروهري فرري الع قررات الدوليررة ،الررذي يكيررف اللجرروء للقرروة ،بيررد أن
الرجررو إلررى المررادة ( )52مررن ميثرراق األمررم المت رردة ،وم اولررة توسرريع شررروط
ررظ تجرراوزات لصررالح المطالبررة ب ررق تطبيقهررا ،أمررر ملفررت للنظررر ،يررا ن
الرردفا الشرررعي الررذي أتررى تلسيسررا علررى مقولررة القررانون الطبيعرري السررابقة عررن
القررانون الوضررعي المرردون فرري المررادة ( )52مررن الميثرراق األممرري ،يررا كانررت
مناقشات مجلس األمن إثر ال ارة على ليبيرا مناسربة لعرره ال جرر والرذرا ع ،
- 1عبد القادر القادري ،العنف المضاد األ ادي الجانب ظاهرة في الع قات الدولية ،مجلة الو دة ،مرجع سابق
،ص . 54
- 2إبراهيم أبرام ،العنف السياسي بين اإلرهاب والكفاح المشرو ،مرجع سابق ،ص . 69
211
القا مة على نظرية الدفا الشرعي الذاتي أو الوقا ي( . )1والمشكلة األخررى أن
رجال القانون األمريكيين في التيار السا د استمروا في تبرير فعلة ري ان كعمل
من أعمال الدفا عن النفس ضمن معنى أمريكري خراص ،أعطرى للمرادة ()52
من ميثاق األمم المت دة ،وإن ت ليل ما يدعى بالتفسير الضيق أو الواسع للمادة
( )52من الميثاق ،يقع خار نطاق أي ب را فري اإلرهراب كعمرل صرادر عرن
أفرررراد أو عرررن جماعرررات دون الدولرررة ،ولكنررره ذو وقرررع علرررى أي رررديا عرررن
اإلرهرراب مررع ادفتررراه بررلن األعمررال اإلرهابيررة ،يمكررن أن ترعاهررا الدولررة ،
وبعبارة أخرى لو أن المجتمع الدولي منظم بطريقة تسرمح لمجلرس األمرن الترابع
ل،مم المت دة بممارسرة وظيفتره دون اللجروء إلرى رق الرنقه ،الرذي تتمترع بره
الدول دا مة العضوية ،وبعضها متورط على ن و خطيرر فري شركل اإلرهراب ،
األمررر األشررد خطررورة لكرران بامكرران ليبيررا أن تعتمررد علررى جهرراز األمررم المت رردة
التنفيذي ،هرذا دتخراذ إجرراء ضرد عردوان الوديرات المت ردة( . )2وعر وة علرى
ذلك ففي ضوء بط ن اتهام أمريكا الموجه إلى ليبيا كداعيرة ل،عمرال اإلرهابيرة
،التي كانت مسرتندا فري تبريرر ال رارة األمريكيرة ،كران بامكران ليبيرا نظريرا أن
تلجررل إلررى المررادة ( )52مررن الميثرراق علررى أسرراس أن هجومررا أمريكيررا مسررل ا قررد
صل بالفعل ضد س مة ليبيا وسريادتها واسرتق لها ،ولكرن ذلرك كران مسرت ي
إذا أخررذنا فرري ادعتبررار عرردم الترروازن السياسرري ،وفرري ال قيقررة العسرركري بررين
الطرفين .وهذا يعني أن ما يردعي بفاعليرة اإلرهراب المضراد فري ظرل الشرروط
ال الية للمجتمع الدولي ،هو امتياز مخصص للدول األكثر قروة ،ويبقرى األمرر
متروكررا لجماعررة ال قرروقيين لترضرري نفسررها ،بتقررديم التبريررر :ثررلر ،انتقررام ،أو
- 1سن العلوي :المواجهة العربية وادمبريالية من قنال السويس 2857إلى خلير سرت ، 2897جريدة الب ك
الم ربية عدد 245الجمعة ، 2897/2/29ص . 5
211
المبحث الرابع
موقف القذافي من قضايا التحرر في عهد الرئيس ريغان
لقررد د ظنررا أن الصرررا بررين الوديررات المت رردة وليبيررا أخررذ ركي رزتين أساسرريتين
األولى مكاف ة اإلرهاب والثانية فيما يتعلق بخلير سرت والسيادة عليه ،هل هو مياه
إقليميررة لليبيررا تطبررق عليرره قرروانين سرريادة الب ررار الداخليررة ؟ أمررا أنرره ميرراه دوليررة ت كمرره
قوانين ومعاهدات دولية .
ونظررررا لخصوصرررية قضرررية السررريادة فررروق خلرررير سررررت ،ومرررا أدت إليررره مرررن
صرردامات عسرركرية ومجرراددت قانونيررة فقررد اتخررذها البا ررا كقضررية ت ريريررة ،كرران
للقذافي موقف ثابت منها .تم نتوجه إلى دا ررة أفريقيرا ،والردور الرذي لعبره القرذافي فري
دعم قضايا الت رير انط قا إلى األممية ،ودعمه ل ركات الت رير العالمية.
-1اللجنة اإلدارية لإلع م الثوري ،غطرسة القوة األمريكية ،الجزء األول ،المواجهة الليبية األمريكية فروق مياهنرا
الداخلية ،وثا ق وشهادات عالمية ،مطابع الثورة العربية ،طرابلس ،2892 ،ص.26
214
منازعررة باعتبرراره ملكررا لهررا .فضرر عرررن يويترره بالنسرربة ألمررن الجمهوريررة الليبيرررة ،
وضرورة اإلشراف عليها إشرافا تاما لضمان أمرن وسر مة الرب د برالنظر إلرى وضرعه
الج رافي ،الذي يشرف على قلب الب د ،ود يجوز للسفن األجنبية العامة والخاصرة
دخول هذا الخلير ب ير إذن مسبق من السلطات الليبية(.)1
-1نص اإلع ن الذي وجه إلى األمم المت دة بخصوص خلير سرت المل ق رقم (.)7
212
أوال /األهمية الجغرافية لخليج سرت:
سرروف نتنرراول فرري هررذه الفقرررة الوضررع الج رافرري لخلررير سرررت ،مررن يررا
مسرراهمة فرري خلررق ع قررة اتصررال وثيررق بررين اإلقلرريم األرضرري والعررالم .أي أننررا سرروف
نتناول الظروف الج رافية التي جعلت الخلير جرزء مرن اإلقلريم األرضري الم ريط بره ،
بشكل مستمر على مر العصور التاريخية وذلك من خ ل النقاط اآلتية.
.1أصل تسمية الخليج:
لقد استمد خلير سرت هذه التسمية من خ ل وضعه الج رافي والهيردروغرافي
،وشهرته السي ة عند قدماء اليونانيين ،فلقد أشار الج رافيرون والم رخرون اليونرانيون
القدماء إلى أصل هذه التسمية بلنها مستمدة من مصيدة السفن ،التي تردخل إلرى الخلرير
فمررن المرررجح أن أصررل هررذه التسررمية يرجررع إلررى الكلمررة اليونانيررة ( سررريتس ) والترري
ترجمها أستاذ الدراسات األثرية م مد الذويب بلنها تعنري " ب يررة ضر لة قليلرة العمرق
وملي ة بالرمال متصرلة برالب ر أو قريبرة منره "( .)1وهرذه الكلمرة فري األصرل كمرا يشرير
الررذويب مشررتقة مررن الفعررل ( سرريرو ) والررذي يعنرري ( إجررذب أو شررد)( . )2ونظرررا لصررفة
المياه الض لة القليلة التري إذا انجرذبت السرفن إليهرا صرعب الخررو منهرا ،وعرن الل رة
اليونانية جاء التسمية ال تينية .Surthai
وقد أطلرق هرذا ادسرم علرى خلرير سررت ،نظررا لضر الة مياهره وكثررة الشرعب
رة فري الخلرير ، المرجانية والصخور بهرا( ،)3والتري كانرت بردورها تعروق ركرة الم
خصوصا بالنسبة للسفن الكبيرة.
-1م مد المبروك الذويب ،ر يس قسم الدراسات األثرية ،ترجمة مصطل ات يونانية.
-2المرجع السابق نفسه.
-3بطرس البستاني ،كتاب دا رة المعارف ،دار المعارف ،المجلد ،21بيروت ،2894 ،ص.421
215
اتفقوا من استرابو الذي عام في القرن األول المي دي إلى ( برديكوبيوس القيصرري )
الررذي عررام فرري القرررن السررادس علررى وصررف الخلررير بضر الة مياهرره ،وكثرررة الشررعب
المرجانية فيها ،مما أدى إلى تجنب الب ارة المرور بالقرب من فت ته في ذلك الوقت.
وقررد أكررد الج رافيررون وجررود جررزر فرري الخلررير يررا يذكراسررترابو " أن أول مررا
يصادف المرأ بعد رأس كيفادي ي رأس الزروق إلى ال رب من مصرراته هري ب يرر
كبيرة تتصرل برالب ر ،وتوجرد عنرد مصربها مجموعرة مرن الجرزر "( . )1ويضريف علرى
فهمي خشريم إن هرذه الب يررة هري ب يررة تاورغراء ،إد أن ك وديروس بطليمروس ردد
مواقع هذه الجزر ،وأسماها في كتابه الج رافيرا .وبرالرغم مرن عردم إشرارة الج رافري
الروماني بديكوبيوس القصيري إلى وجود هذه الجزر ،إد أنه أشرار إلرى ضر الة ميراه
الخلررير ،وتوغلرره فرري اليابسررة وانتشررار النت ر ات الصررخرية برره ،ممررا يعنرري اسررتمرار
الوضرررع الهيررردروغرافي لميررراه الخلرررير كميررراه ضررر لة مجصرررورة بررراإلقليم األرضررري،
ومتصلة به ج رافيا ،و يرا يقرول برديكوبيوس ... " :شراطا الب رر هنراك يأي خلرير
سرت الكبير يقسمه الب ر بداخله ربما كان م طى بالماء ،فانه يبدو وكلنه يختفري ود
()2
. يصبح واض ا ،فيشكل بان نا ه خليجا ه لي الشكل طوي جدا "
ومن خ ل هذا العرره يتبرين لنرا أن ميراه الخلرير كانرت فري ذلرك الوقرت القررن
السادس المي دي ض لة ،وملي ة بالصخور والرمال ،ود يمكرن اإلب رار فيهرا إد فري
قرروارب ص ر يرة ،والترري كانررت أهررم وسررا ل ادتصررال بررين جز رري الررب د شرررقا وغربررا
بالنسبة ألهالي هرذه المنطقرة .وباسرتخدام هرذه ال قرا ق يتلكرد لنرا أن هرذا الجرزء ديمكرن
اعتباره جزءا من الب ر وبالتالي اعتباره عند ا تساب المياه األقليمية .
أمررا فرري العصررر ادس ر مي فلررم يعتمررد البا ررا علررى أي دراسررة متعلقررة بلعمرراق
ررة فيرره ،إد " إن بعرره الج رررافيين المسررلمين أشرراروا إلررى الخلررير ،وإمكانيررة الم
-1علي فهمي خشيم ،نصوص ليبية ،دار الكتب ،طرابلس ،ط ،2865 ،1ص94
-2المرجع السابق ص.269
217
وجود الموانا على هذا الخلير ،والتي تشمل موانا مصرراته سررت اجردابيا وبن رازي
"(.)1
وفرري القرررن الثررامن عشررر يررورد الم رخررون األوروبيررون أن علرري باشررا ،وافررق
علررى إرسررال أ ررد الضررباط الفرنسرريين فرري عررام ، 2677لتخطرريط بررروز الشررواطا ،
وخاصة خلير سرت الكبير(.)2
-1علي م مد فهمي ،التنظيم الب ري ادس مي في شرق المتوسط ،ترجمة قاسم عبده قاسم ،دار الو دة ،بيروت،
ط ،2892 ،2ص.64
-2رودلفو ميكاكي ،طرابلس العرب ت ت كم األسرة القرمانلية ،مرجع سابق ،ص.56
216
ويشير شارل فيرو إلى أن الضرابط الرذي كلرف بالمهمرة هرو Pechabentوالرذي
قام باعداد خريطة لخلير سرت(. )1
ويشير البا ا عمران الصفراني إلى بداية القرن التاسع عشرر 2912م ،يرا
قام الر الة ادنجليزي سميت بر لة سا لية مارا بمياه خلير سرت ،برفقرة ادخروان (
ظرات التري ترم تسرجيلها خر ل الر لرة ، بيتم ) يا ألف األخوان كتابا يتضمن الم
وقد خصص الم لفان الفصل العاشر من هذا الكتاب لدراسة خلير سرت(.)2
ي من قبل السفن وتعد منطقة خلير سرت في الوقت ال اضر منطقة نشاط م
الليبية ،نظرا لوقع الكثير من المروانا الهامرة فري خلرير سررت ،إد أن الخلرير يشرتمل
على مناطق ب رية ذات أعماق كبيرة " أن أكثر من ثلا مسرا ة الخلرير دتزيرد عمقهرا
عن عشرين متر "( . )3إن الخلير ديشتمل على عدد كبير مرن الصرخور ال اطسرة ت رت
المياه ،والتي توض ها الخرا ط ال ديثة باإلضرافة إلرى جرزر أو صرخور تن سرر عنهرا
المياه.
-1شارل فيرو ،ال وليات الليبية منذ الفتح العربي تى ال زو اإليطالي ،مرجع سابق ،ص.218
-2عمررران عبدالسرر م الصررفراني ،السرريادة علررى الخلجرران التاريخيررة ،والسرريادة العربيررة الليبيررة لخلررير سرررت.
منشورات جامعة قاريونس ،ط ،2882 ، 2ص.421
-3إدارة المعاهرردات و الش ر ون القانونيررة ،أمانررة اللجنررة الشررعبية العامررة ل تصررال الخررارجي والتعرراون الرردولي ،نبررذة
مختصرة عن خلير سرت ،وثيقة غير منشورة ،صدرت بتاريخ ،2897 4 / 18ص.4
-4المرجع السابق ص.1
219
أ .فت ة الخلير من غرب مدينة العقورية ب روالي 25كرم فري الشررق ،إلرى ال ررب مرن
مدينررة زليررتن ب رروالي 25كررم ،وعلررى خررط عررره 41درجررة 41دقيقررة شررماد تبلررغ
188.6ميل ب ري.
ب .أقصى عمق للخلير عند بلدة العقيلة والي 245ميل ب ري .
218
.م يط الخلير من النقطة 25إلى ال رب من مدينة العقورية إلى النقطرة 25كرم إلرى
القررررب مرررن مدينرررة زليرررتن ررروالي 261.5ميرررل ب رررري( .)1وعلرررى هرررذا فررران الوضرررع
الج رافي للخلير ،يجعله يشرف على مناطق شاسرعة مرن اإلقلريم األرضري الم ريط بره
كمررا يجعلرره المنفررذ الب ررري للمنرراطق الجنوبيررة والشرررقية وال ربيررة ،باإلضررافة إلررى أنرره
يمثررل لقررة اتصررال طبيعيررة لررربط السرروا ل المطلررة عليرره والترري ت ترروي فرري طرفيهررا
الشرقي وال ربي على أهم مناطق العمران السكاني للب د .
-1عبدالعزيز طريح شرف ،ج رافية ليبيا ،ط ،2بدون دار طبع ،2874 ،ص.627
-2كوستانزيورينا ،طرابلس من 2521إلى ، 2951مرجع سابق ،ص.419
-3عبدالعزيز طريح ،مرجع سابق ،ص.628
242
.2األهمية االستراتيجية لخليج سرت:
أنه بالنظر إلى الموقع الج رافي لخلرير سررت وأهميتره ادقتصرادية التري أشررنا
إليهررا سررلفا ،فرران الخلررير يشرركل أهميررة خاصررة ألمررن ليبيررا واسررتراتيجيتها الدفاعيررة ،
وي صر البا ا ذلك ل،سباب التالية:
.2ي تررل خلررير سرررت نظرررا ل جمرره ومقرردار توغلرره فرري السررا ل الليبرري علررى قلررب
الب د .ويفصل بين أكثر المناطق السركانية فري الرب د ،كمرا تقرع علرى شرواط ة
عرردة مرردن ومرروانا ومنش ر ت نفطيررة وصررناعية مهمررة .هررذا باإلضررافة إلررى كونرره
وسرريلة اتصررال طبيعيررة ،سررواء للمواص ر ت الب ريررة أو الهاتفيررة بررين المنرراطق
الشرقية وال ربية لليبيا .ولهذا فان أي سفينة أو طا رة
241
.1تتوغل في الخلير ،أو في أجوا ره ،بامكانهرا تهديرد المنراطق ال يويرة الموجرودة
على السا ل ،سواء كانت عسكرية أو اقتصرادية ،كمرا أن ذلرك يهردد ادتصرال
ب ريا أو بريا بين المناطق الشرقية وال ربية للب د.
.4وتلسيس على ما سبق فان ضرورة خضو خلير سرت للسيادة الليبيرة المطلقرة
،يمكنها من ضمان مصالح سياسية ألمن واستق ل الب د ،ويمكنها من الدفا
عررن هررذه المصررالح بشرركل أكثررر كفرراءة يضررمن الم افظررة علررى كيانهررا وو رردة
أراضررريها واقتصرررادها الررروطني .والرررذي ديسررربب فررري نفرررس الوقرررت اي ضررررر
للمجتمع الدولي ،دنعدام المصالح الدولية المشتركة في اعتبار خلير سرت من
ررة الدوليررة واسررتمرارية السرريادة ضررمن أعررالي الب ررار ،لبعررده عررن طرررق الم
الكلية عليه عبر التاريخ .
فالوضع القانوني كما سنرى لخلير سرت يوضح بانه جرزء مرن األقلريم ،سرواء
من يا وضعه الج رافي ،باعتباره يشكل توغ عميقا للب ر فري اإلقلريم األرضري ،
ة الب رية الدولية عبر الب ر المتوسط وذا أهمية ألمن مما جعله بعيدا عن طرق الم
الدولة .ولكن لنطرح هذا التسا ل من أين استمدت ليبيا هذه الشرعية القانونية باعتبرار
خلير سرت في نطاق سيادتها الوطنية ؟
244
()1
.ونجد أن اتفاقية األمم المت دة ول قانون الب ار لعام 2891م اكدت نظرية العام "
السيادة على المياه اإلقليميرة ،وتجمرع علرى " أن سريادة الدولرة تمترد مرن خرار إقليمهرا
ومياهها الداخلية إلى منطقة الب ر الم صقة لشواط ها ،تعرف باسم الب رر األقليمري ،
وسرريادة الدولررة علررى ب رهررا اإلقليمرري تشررمل السرريادة علررى مررا ت ررت هررذا الب ررر وعلررى
رررظ أن عررردد مرررن الررردول بعرررد فشرررل الطبقرررات ال يويرررة الممتررردة فررروق سرررط ه( . )2ون
م تمرات قانون الب ار ،قد خولت لنفسه ق زيرادة مسرافة ب رهرا اإلقليمري إلرى أكثرر
من 21مي " فقد زادت نيجيريرا مرن مسرافة ب رهرا اإلقليمري 41مري ،وسروريا إلرى
45مي ،وباكستان إلرى 51مري ،والم ررب 61مري ،والجرابون إلرى 211مري ،
()3
" واألرجنتين 111مي ،كم أن هناك عشرين دولة تعتمد عرضا يتجراوز 211مري
.والخ صة أن العرف الدولي لريس مو ردا بشرلن ت ديرد مسرافة الب رر اإلقليمري ،وأن
القانون الدولي المعاصر ديتضمن أي قاعدة واض ة والزاميرة رول الموضرو ،وأن
غالبية الدول قد أصدرت تشريعات داخلية ددت بها عره ب رها اإلقليمي.
ومن هنا ليس بامكان أ د أن يدعي أن هذه التشريعات مخالفة للعرف الردولي ،
وقواعد القانون الدولي كما " أن الخلرير فري القرانون الردولي مسرا ة مرن الب رر الم لقرة
فرري إقلرريم دولررة سررا لية نتيجررة تعرجررات طبيعررة للسررا ل ،ويعتبررر خليجررا فرري مفهرروم
ادتفاقيات الدولية ال ديثة كل ان راف اد يكون عمقه وفت ته في وضع يجعله ي توي
مياه م بوسة باألره ،ود يعد ادن رراف خليجرا مرالم تكرن مسرا ته مسراوية أو تزيرد
على نصف دا رة يكرون قطرهرا الخرط المرسروم برين رأس فت رة هرذا ادن رراف "(. )4
ويشررير د .م مررد المجررذوب عميررد كليررة ال قرروق بالجامعررة اللبنانيررة " بررلن الخلررير فرري
على أنه إذا كانت المسافة بين دي أدنى الجرزر لنقطتري المردخل الطبيعري لخلرير مرا ،
د يتجررراوز 12مررري ب ريرررا ،جررراز أن يرسرررم خطرررا فاصرررل برررين ررردي أدنرررى الجرررزر
المذكورين ،وتعتبر المياه الواقعة داخل هذا الخط مياها داخليرة ،أمرا إذا زادت الفت رة
عن هذا القدر 12مي فانه يمرد خرط أساسري طولره 12مري ممكنرة داخرل هرذا الخلرير
األساسرري( .)3وبررالنظر إلررى هررذه ادتفاقيررات والمواثيررق الدوليررة ،نجررد أن المررادة ( ) 21
فقرة 5من اتفاقية 2891الخاصة بقروانين الب رار أقررت " رين تتجراوز المسرا ة برين
مدى أدنى الجزر نقطتي المدخل الطبيعي 12مري ،يرسرم خرط أساسري مسرتقيم طولره
12مرري ب ريررا داخررل الخلررير بمنطقررة تجعلرره ي صررر أكبررر مسررا ة مررن الميرراه يمكررن
صرها بخط له هذا الطول.
ويضيف سليم داد أن للخلجان التاريخية شروط يجب توافرها:
-1م مد المجذوب ،المواجهة األمريكية الليبية فوق خلير سرت ،ص يفة السفير .97/7/26
-2سن س مة ،المواجهة الليبية األمريكية فوق خلير سرت في القانون الدولي ،مجلة الكفاح العربي ،العدد ،196
، 2898/2/1ص. 12
-3السيد عوه ،مرجع سابق ،ص.498
245
.2أن تمارس الدولة السا لية فعليا سيادتها على الخلير .
.1أن تستعمل الدولة السا لية هذا الخلير بصورة دا مة ومستمرة.
.4أن تعترف الدول األخررى بهرذا الوضرع ،ويعتبرر عردم ادعترراه بمثابرة موافقرة ،
غيرررر أن بعررره المجررراميع الدوليرررة د تشرررير إلرررى الشررررط الثالرررا منهرررا معهرررد القرررانون
الدولي(.)1
ويرى الفقهاء في القانون الدولي أن الميزة للممارسة السيادة علرى الخلرير ،هرو
تصرف الدولة بناء على كونها سلطة سيادية على الخلير ،هذا الذي ي ردد الفرارق برين
الخلجان كمياه وطنية ومياه أعالي الب ار ،والتي تعتبر مياها رة قد تتمتع الدولة فيها
بسلطات ،بصفة يمن هرا القرانون الردولي ،ولكنهرا د ترقرى إلرى سرلطتها علرى مياههرا
الوطنيررة .بمعنررى خررر أن الدولررة يجررب أن تمررارس نشرراطات معينررة علررى الخلررير ،د
يمكنهررا ممارسررتها علررى أعلررى الب ررار ،ممررا يعنرري أنهررا تتعامررل مررع المنطقررة الب ريررة
الم صورة داخرل الخلرير ،علرى أنهرا جرزء مرن أقليمهرا ،وأنهرا تتمرع عليهرا بالسريادة ،
وتتعامل معها الردول األخررى علرى هرذا األسراس .ويضريف بعره الفقهراء أن الخلجران
التاريخية ليست من أقليم الدولة ،وإنما اكتسبت الدولة السا لية السيادة عليها بناء على
ممارستها للسيادة لفترة طويلة ،إذ نظرا للمصالح ال يويرة التري تبررر للدولرة السرا لية
سيادتها اإلقليمية على هذه الخلجان أو أن سيادة الدولة السا لية علرى الخلرير التراريخي
تجد أساسها في قبول الجماعة الدولية ،إلدعاء الدولة بالسيادة على هذا الخلير ،وهرذه
ردود ادتجاهات الث ثة ،يجمع بينها النظرة إلى الخلجران التاريخيرة باعتبارهرا خرار
السرريادة اإلقليميررة للدولررة السررا لية ،وتررم اكتسرراب هررذه السرريادة بفعررل تصرررف الدولررة
السررا لية أو مصررال ها ال يويررة ،أو قبررول الرردول األخررر بهررذا ادكتسرراب " وقررد قامررت
الوديات المت دة برسم خط غلق برين رأس أي خلرير علرى أسراس مبردأ القرانون الردولي
247
العرفرري المعررروف بررـ ( الخلجرران التاريخيررة ) فبموجررب هررذا المبرردأ اسررتطاعت الدولررة
السا لية أن تثبت أنها تقليدا عاملت الخلير ،وكلنره جرزء ديتجرزأ مرن أراضريها .فانره
وعليه يصبح الخلير التاريخي بشكل كامل ت ت سريطرة وسريادة الدولرة السرا لية ،ود
يكون هناك أي ق في المرور البري عبره لسفن وطا رات الدول األخرى(.)2
وهكذا في الة سا ل الوديرات المت ردة يقراس الب رر اإلقليمري بمسرافة 4أميرال
من خط ال لق المرسوم من الخلير التاريخي ،وقد استعمل مبدأ الخلجان التاريخيرة مرن
قبررل الوديررات المت رردة لإل اطررة بمنرراطق مررن الميرراه تتجرراوز ضررعفي الب ررار اإلقليميررة
األمريكية على سا لي الم يط األطلسي والهادي(. )3
وباإلضررافة إلررى هرررذا فرران وجررود هرررذا المبرردأ فرري القرررانون الرردولي العرفرري ترررم
ادعتراف به في عدة قرارات من الم كمة العليا األمريكية ،غير أن هرذه ال قيقرة تعرد
هامشية ،ألن مبردأ الخلجران التاريخيرة مبردأ تقليردي معرروف فري القرانون الردولي ومرن
ق ليبيا أن تعتمد عليه على كل ال.
ولو طبقنا ما سرلف ذكرره مرن شرروط و راء قانونيرة دوليرة علرى خلرير سررت ،
فان هناك بعه ال وادا التي تردل علرى خضرو منطقرة خلرير سررت لنفروذ السرلطات
في طرابلس " مثل ادثة السفينة التي غرقت في الخلرير قبالرة مدينرة مصرراته .2658
يرررررررررررررررررررررررررررررررررررررا أعتبرررررررررررررررررررررررررررررررررررررر باشرررررررررررررررررررررررررررررررررررررا طررررررررررررررررررررررررررررررررررررررابلس
( علي باشا القرمانلي ) إنقاذ السرفينة البريطانيرة الراسرية فري مينراء مصرراته ،لركراب
هذه السفينة خرقا للسيادة الوطنية علي مياهها اإلقليمية ،وأنره تجراوز عرن هرذا الخررق
رصا على الع قات مع بريطانيا( . )4كذلك ادثة القنصل الفرنسي سنة 2687الرذي
القرارات أو األنظمة اإلدارية مثل تعليمات ال اكم اٌإليطالي إلقليمري طررابلس وبرقرة ،
بشررلن صرريد اإلسررفنر الصررادر فرري .)3(2828/2/27كررذلك تعليمررات ال رراكم العسرركري
اإليطالي Glaoniبشلن ادشراف على الصيد الب ري في المياه الليبية الصرادر بتراريخ
2828/2/27يا تنص الفقرة الثانية من هذه التعليمات على أن دود المياه اإلقليمية
المقصودة في هرذه التعليمرات رددت بث ثرة أميرال مرن الشراطا ،فران القاعردة المقرررة
هي أن جميع مصا د اإلسفنر بمواجهة السوا ل الممتدة بدون عرا ق ترى خرار ث ثرة
أميال ،تشركل مياهرا إقليميرة وكرذلك صريد اإلسرفنر او الم رار فري هرذه المصرا د ب ره
النظر عن بعدها عن السا ل ب يا تخضع دمتياز التصريح المناسب(.)1
هذه التعليمات تدل بشركل واضرح علرى تنظريم السرلطات اإليطاليرة الم تلرة لليبيرا
لصرريد اإلسررفنر ،والم ررار بصررورة انفراديررة علررى طررول السررا ل الليبرري ،وأنهررا تعتبررر
ادستعمال الطويل ينطبق على خلير سرت تماما وعلى الوضع التاريخي لهذا الخلير ،
وهذا ما أشار إليه الفقيه الفرنسي شارل روسو بقولره " ...يبردو مرن الصرعب المجادلرة
فرري إدخررال خلررير سرررت الكبيررر ضررمن طا فررة الخلجرران التاريخيررة إن وجررود الممارسررة
العريقررة فرري القرردم ،وتررلثير السرريادة الصررادرة عررن ليبيررا ،والشرركل الج رافرري للخلررير
والممارسررة الفعليررة للسرريادة مررن قبررل الدولررة السررا لية علررى ال يررز الب ررري الررذي برره ،
والقبول الضمني من قبل الدول اآلخرى ،والذي يمكن استخ صره مرن غيراب رد فعرل
من جانبها ،كل هذا يشكل عناصر د يمكن اإلق ل من أهميتها "(.)2
وعند قيام الثرورة أعلنرت ليبيرا سريادتها غلرى خلرير سررت بموجرب قررار مجلرس
قيادة الثورة الصادر ، 2864/21/8وقد استند هرذا اإلعر ن علرى الممارسرة التاريخيرة
للسرررريادة علررررى الخلررررير برررردون منازعررررة ،والظررررروف الج رافيررررة والمصررررالح األمنيررررة
وادستراتيجية ،يا ينص على أنه " تعلن الجمهورية العربية الليبية أن خلرير سررت
الواقع في أراضيها ...يعتبر جزءا ديتجزأ عن إقليمها
-1انظر المل ق ( )7قرار مجلس قيادة الثورة الجريدة الرسمية عدد خاص ( )5السنة . 2864/21/8 ، 22
-2زهير ال سيني ،مرجع سابق ،ص . 116
-3المرجع السابق ،ص . 118
222
كما أن هذه ادعتراضات لم تمنع من استمرار السيادة الليبية علرى خلرير سررت
،وخضو مواطني بعره هرذه الردول لتوقيرع عقوبرات قانونيرة علريهم بردخولهم منطقرة
الخلير بردون ا تجرا دولهرم ،هرذا باإلضرافة إلرى أنهرا دتقروم علرى وضرع مخرالف فري
السررابق ،كمررا أنرره ونظرررا ألن التسررامح العررام تجرراه إع ر ن السرريادة علررى خلررير سرررت
ديشترط فيه اإلجما ،وإنمرا تكفري فيره األغلبيرة لتروافر هرذا التسرامح ،فران إعترراه
هذه الردول ديمنرع تروافر التسرامح العرام تجراه إعر ن ليبيرا سريادتها علرى خلرير سررت .
كذلك فان أغلب هذه الردول أسرقطت اعترافهرا سرواء بشركل صرريح أو ضرمني " ،فلقرد
أصدر م تمر القمة لر ساء الردول العربيرة فري اجتماعره بالربراط بتراريخ 2898/5/19
ي يد قوق ليبيا على خلير سرت "( . )1ومن ضمن الردول المشرتركة فري هرذا المر تمر
تونس ،وبالتالي تكون قد اسقطت اعتراضها صرا ة كما أن بعره الردول المعترضرة
تعتبر قد اعترفت ضمنا بالسيادة الليبية علرى خلرير سررت عرن طريرق عردم اعتراضرها
على األ كام القضا ية الليبية المتضمنة لعقوبرات ال رامرة والمصرادرة التري توقرع علرى
الصيادين ،الذين ي ملون جنسيات هذه الدول .
فاذا ما جراز تجراوزا األخرذ برالمنطق األمريكري القا رل أن ردود الميراه اإلقليميرة
21مي فان مدينة بن ازي وطرابلس سرتكون خلرف األسرطول المتواجرد فري ذلرك ال رد
الذي ترى الوديات المت دة اإللترزام بره مرن الطررف الليبري ،فران كرل ال قرول النفطيرة
ستكون في مرمى األسطول السادس.
-1إدريس الض اك ،قانون الب ار وتطبيقاته في الدول العربية ،بدون دار نشر ،ط ، 2896 ، 2ص ، 245فقرد
رفضرت الرردول العربيررة التوقيررع بسرربب المررادة 6مررن ادتفاقيررة علررى شرررطي نصررف الرردا رة ومسررافة 12مرري لفت ررة
الخلير تى يقع ضمن المياه الداخلية للدولة السا لية ،المادة 2/27بشلن نظام المرور في المضايق ..
222
المجاورة .كما أن رأس الخلرير لريس فري موضرع م صرق للب رر العرالي ،ألن
أقصى نقاط السا ل الليبي باتجاه الشمال ،وهو الجبل األخضر في الشررق مرن
سرروا ل سوسررة ،ورأس ترراجوراء فرري ال رررب ،بررالقرب مررن مدينررة طرررابلس ،
يقعان إلى الشمال من مدخل الخلير ،أما بالنسبة دستعمال الخلير فري نشراطات
الصرريد ،فرران منطقترره ليسررت منطقررة مشررهورة بالصرريد الب ررري ماعرردا مصررا د
اإلسفنر التي تمارس عليها الدولة الليبية اإلشراف الكامل منذ العهد العثماني.
وفرري ضرروء هررذه الوقررا ع ديجرروز قانونررا أن ترردعي الوديررات المت رردة أن ليبيررا
اعتدت على جزء من أعالي الب ار ،عن طريق تصرف انفرادي ،ألن هذا التصررف
لم يقطع جزء من أعالي الب ار ،ويضمه لإلقليم الليبي ،وإنما هرو إجرراء كاشرف عنرد
ممارسررة السرريادة الليبيررة علررى جررزء مررن إقليمهررا ،ود يعررد جررزءا مررن أعررالي الب ررار ،
ودتتعامل الدول مع منطقة خلير سرت على هذا األساس.
.2اإلعتراض السياسي :
إن اإلعتراه السياسي على سيادة ليبيا على خلير سررت ،يوضرح بشركل أكيرد
الدوافع األساسية لإلعتراه األمريكي .بالنظر إلى المب ا الخاص بالع قرات الليبيرة
-األمريكية فلقد صدر القرار في ظروف رب رمضران ، 2864برين الردول العربيرة
والكيرران الصررهيوني فرري فلسررطين ونظرررا لموقررف ليبيررا فرري ذلررك الوقررت مررن ال رررب ،
ووجود قواعد عسكرية تابعرة للوديرات المت ردة فري اليونران وقبررص ،والتري تقرع فري
مواجهة الشواطا الليبية ،كل هذه العوامل أدت إلى صدور إع ن 2864بشلن ردود
المياه اإلقليمية في خلير سرت .ونظرا لمواقف ليبيرا القوميرة واألمميرة فري تلرك الفتررة
فان إع ن 2864كان مناسبة لظهور تروتر فري الع قرات السياسرية فري شركل إتهامرات
لليبيا باختراق رية أعالي الب ار ،وإن كانرت أغلرب الردول المعترضرة علرى اإلعر ن
الليبي لم يتجاوز اإل تجا الدبلوماسري ،فران الوديرات المت ردة أظهررت مري واضر ا
دسررت ل هررذا الموضررو مررن أجررل ت قيررق أهررداف سياسررية .وذلررك مررن خر ل اختررراق
-1مصطفي الجفال ،المواجهة الليبية األمريكية فوق خلير سرت ،دارالموقف العربي ،نيقوسريا ،ط، 2896 ، 2
ص . 22
-2فرانسيس بويل ،مرجع سابق ،ص . 164
227
إن المشرركلة تررى علررى افتررراه س ر مة ادعتررراه المريكرري ليسررت بررين ليبيررا
وامريكررا ،وبالتررالي ينب رري أن ت ررل عررن طريررق الم سسررات الدوليررة ،فرراألمم المت رردة
والمنظمات الدولية واإلقليميرة األخررى ،هري المعنيرة بهرذه اإلشركالية ،ولرم يصردر أي
تفويه ألمريكا بالنيابة عن العالم في ل هذه المشكلة ،لكن أمريكا في كل تعام تها
مررع ليبيررا تختلررق الررذرا ع دفتعررال األزمررات مررع ليبيررا لتصررفية سررابات سياسررية بررين
الدولتين.
ويقول ( دجون كنيت غالبريت ) كبير مفكري الوديات المت دة " منرذ أن بردأت
عمليررة اسررتعراه القرروة الب ريررة والجويررة األمريكيررة فرري خلررير سرررت ،وعنرردما أخررذ
الوضوح يلقري ضروءه علرى نيرات كومرة ري ران العسركرية تجراه ليبيرا ،توصرلت إلرى
قنرري طرروال سررنوات ،منررذ أن رفضررت الوديررات إجابررة واض ر ة علررى س ر ال ظررل ي
إتفاقيررة وقررف إطرر ق النررار فرري فيتنررام فرري عررام ، 2864فقررد كنررت أسررلل نفسرري هررل
ستنس ب أمريكا بقواتها العسكرية فقط من فيتنرام ،وتبقرى متورطرة فري هرذه ال ررب ،
أم أنها دتنس ب إنس ابا دقيقرا ،برلن تخرر نفسرها مرن ورطرة سياسرية باسرتخدام القروة
ألغراه غير الدفا عن أراضيها "(.)1
ومررن األهميررة بمكرران اإلشررارة إلررى أن اتخرراد الجرردل القررانوني ررول خلررير سرررت
ك جرررة للمواجهرررة األمريكيرررة مرررع ليبيرررا ،د يتنررراغم مرررع المقرررودت األمريكيرررة برررا ترام
الشرررعية الدوليررة ،والترري أمكررن الب ررا والبررا وال سررم فيهررا ،داخررل الهي ررات الدوليررة
المعنية وذلك دختصاص ،وليس بتوظيف القوة .ويمكرن لدولرة عظمرى أن تسرتعره
قوتهررا ،والجميررع يرردرك تلررك القرروة فهرري قرروة ظرراهرة وفعالررة وم ر ثرة ،لكررن الت رردي
ديتمثل في استعراه قوتها ،والجميع يدرك تلك القوة فهي قروة عنردما ي وزهرا المررء
تجعل منه قادرا على فعل أي شا ،فالقوة تمكنه أن يضيفها ب كمه ،هرذا هرو مرا يميرز
بررين الدولررة الص ر رى والدولررة العظمررى .كمررا أن مررا ترررو لرره الوديررات المت رردة مررن
ررة مررزاعم ررول ضرررورة اقرررار الشرررعية الدوليررة المتثملررة فرري ضررمان ريررة الم
229
وخ صة القول في هذه الجزء كالتالى-:
.2من خ ل الوضرع الج رافري لخلرير سررت وتوغلره فري األقلريم األرضري الليبري
رة الدوليرة ،يتضرح ان خلرير مسافة 245ميل ب رى ،وبعده عرن طررق الم
سرت مررتبط ج رافيرا براألقليم األرضري منرذ أقردم العصرور ،يردل علرى السرمة
ة الدولية قديما و ديثا. ية الخلير للم التاريخية السي ة لعدم ص
.1نظررا للوضررع الج رافرري المبررين لخلررير سرررت ،ومررا يترتررب عليرره مررن مصررالح
يوية وطنية ،فانه يظرل ضرمن اإلقلريم الليبري ،وخاضرعا للسريادة علرى اإلقلريم
منذ أقدم العصور ،و تى اآلن ،ويردل علرى ادرتبراط الوثيرق برين خلرير سررت
واإلقليم األرضي الليبي.
.4إن اعتراه بعه الدول على إع ن السمة التاريخية لخلير سرت منرذ 2864
،لرريس مررن شررلنه الترراثير علررى الوضررع القررانوني لهررذا الخلررير ،باعتبرراره خليجررا
تاريخيررا يخضررع للسرريادة الليبيررة ،ونظرررا ألن هررذه اإلعتراضررات د تقرروم علررى
وجود استعمال هذا الخلير من قبل الدول المعترضة ،كجزء من أعرالي الب رار
قبررل ، 2864يررا إعر ن السررمة التاريخيررة لهررذا الخلررير وأنهررا سرريادة أصرريلة ،
تى بعد اعترراه بعره الردول علرى إعر ن 2864م ، استمرت بدون انقطا
ديعني انتفاء التسامح العام تجاه هذا اإلع ن ،ألن التسرامح د يقروم علرى عردم
اعتراه أغلبية الدول.
.2أن اختراق الوديات المت دة ل،جرواء الليبيرة علرى خلرير سررت سرنتي / 2892
2897د ي ثر على الوضع القرانوني لهرذا الخلرير ،نظررا ألن هرذا اإلعترراه
د يتعرردى كونرره عمر عرردوانيا وانتهاكررا لسرريادة دولررة مسررتقلة لرريس مررن شررلنه أن
ي دا تلثيرا قانونيا .
228
المطلب الثاني :قضية الميز العنصري في جنوب أفريقيا:
فرري منتصررف هررذا القرررن ،وصررل ررزب األفريكرران إلررى السررلطة ،وهررم بقايررا
المستوطنين الهولنرديين األصرليين ،الرذين وفردوا إلرى جنروب أفريقيرا فري القررن السرابع
عشر.
ودخلوا في رب طويلة مع المستعمرين البريطانيين ،وهي ررب الهرويز منرذ
عررام 2988م إلررى 2811م ،وفررازوا فرري النهايررة بتشرركيل ات رراد جنرروب أفريقيررا فرري عررام
، 2821و صلوا علرى نظرام كرم ألنفسرهم ولرم يعطروا رق اإلنتخراب أو أي قردر فري
التمثيررل النيررابي للم يررين مررن غيررر البرريه .وسرررعان مررا انصررب اإلهتمررام لررديهم علررى
الم افظررة علررى سرريادة البرريه وامتيررازاتهم ،وشرركلوا ال ررزب الرروطني .ووجرردوا لهررم
زعيمررا فرري شررخص الجنرررال جرريمس هرتررزو الررذي كرران ير من إيمانررا راسررخا بررالتمييز
العنصري على الوقوف في وجه الخطر األسود .ونشلت سياسة التفرقة العنصرية في
السنوات األخيرة التي أعقبت تلك اإلنتخابات ،وكان هرتزو هو الذي ابتردعها ،وأن
غيررره امثررال الررر يس هنرردريك فزفررورد فرري السررتينات ،رراولوا صررقل تلررك السياسررة
وتعررديلها طبقررا للظررروف ،ولكررن المشرركلة لرردى األفريكرران كانررت هرري الفرروز بالسررلطة
السياسية ،إذ كانوا يواجهون مقاومة األ رار من زبهم مرن المسرتوطنين البريطرانيين
في جنوب إفريقيا.
وفاز ال زب بال كم ، 2829ب يا أصبح قادرا علرى تنفيرذ سياسرته العنصررية
،واعتنق خبراء الفصل بين األجناس والتمييز بينهرا واألخطرر مرن ذلرك انتهرا سياسرة
تقوم على إرسال اإلفرريقيين إلرى مروطن القبيلرة الخراص بهرم ،يرا يمكرنهم مرن إدارة
ش نهم بلنفسهم من النا ية النظرية ،ولكن من النا ية العمليرة يفترره أن يعريم 41
مليون من السود في %24من األراضي ،بينما يعيم 2م يين من البريه فري براقي
األره ،التي تتركز فيها الثروات الطبيعية والزراعية والصناعية(.)1
-1دن ريررك ،التمييررز العنصررري فرري جنرروب أفريقيررا ،ترجمررة الناشررر ،م سسررة دم الم رردودة ،مالطررا ،سلسررلة
السياسة بين السا ل والمجيب ،المجلد الثاني ، 2882 ،ط ، 2ص . 54
251
ويعتبر هذا امتدادا طبيعيا للتمييز العنصري ،أي سياسة الفصل بين األجناس ،
وإذا كانررت السياسررة التنمويررة المنفصررلة ل،جنرراس لررم تعررط نتيجررة علررى اإلط ر ق ،فقررد
أرادت كومررة البرريه أن تظهررر للعررالم أن الفرررص قررد أتي ررت أمررام األفارقررة لتطرروير
أنفسررهم داخررل منرراطقهم .ويشررير دن ريررك ر رريس مجلررة التنميررة اإلفريقيررة " إن عمليررة
الفصل بدأت بصدور قانون ال كومات الذاتية للسود عرام 2858م ،الرذي أقرر بالتقسريم
الطبيعي للسكان األفارقة ،إلى ثماني مناطق قومية ،على أمل توجه األفارقة إلى هرذه
المناطق ،وكانت هي ة إقليم ترانسكاي هي األولى ،التري شركلت كومرة ذاتيرة خاصرة
بهررا فرري عررام 2874وبررين عررامي 2861و2892م ،وكانررت الخطرروة الثانيررة هرري مررنح
ادستق ل الكامل لهذه المناطق( . )1وكان الواضح من هذا القانون هو العمرل علرى دفرع
القبا ل إلى أن تصبح دود مستقلة ،وليس لديها أي مقومات قيام دولة ،بسربب سريطرة
البيه على الثروات الصناعية والمعدنية والزراعية .وعندما أ س السود بهذا الخطرر
انبثق زب الم تمر الوطني اإلقريقي ،لينظم المواجهة مرع سياسرة الميرز العنصرري ،
يا تعرد هرذه ال ركرة أقردم ال ركرات الوطنيرة فري أفريقيرا ،فقرد أنشر ت عرام ، 2821
وهو نفس العام الذي ترأس فيه هرتزو .وقد تبنرى المر تمر منرذ نشرلته موقفرا مضرادا
للقبليرررة والعنصررررية ،وكانرررت موقرررف ال ركرررة أكثرررر تشرررددا فررري ظرررل سياسرررة التمييرررز
العنصررري ،وهررو يسررعى إلررى إقامررة مجتمررع متعرردد األجنرراس يكونرره السررود والبرريه
والملونين .ويعد نيلسون ماندي (*) ،الذي يعد من أقدر وأكثر الزعماء األفارقرة مردعاة
دموية ،وعند الترافع عن نفسه ،ألقى ماندي كلمة است رقت اربع سراعات ونصرف ،طبعرت بعره الفقررات منهرا
على اسطوانات ،ورغم صدور ال كم رفه ادست ناف ،وقد عره عليه ر يس جنوب أفريقيرا بيترر بوترا إطر ق
سرررا ه ،ولكنرره رفرره ال صررول علررى ريترره الشخصررية ،بينمررا د يررزال ال ظررر مفروضررا علررى ررزب الم ر تمر
الوطني اإلفريقي.
لمزيرد مرن ادطر راجرع :الصررافي سرعيد ،د أنبيراء ود شررياطين ،ال مرى ، 21دار النقرروس العربيرة ،تررونس ،
، 2885الشخصية ( )29ويني ماندي ،ص ، 188وما بعدها .
-1المرجع السابق ،ص . 146-145
251
أوال :الموقف األمريكي من حكومة األقلية البيضاء في جنوب إفريقيا:
تش ل قضية ع قة الوديرات المت ردة األمريكيرة مرع نظرام جنروب أفريقيرا مكانرة
خاصة فري ادسرتراتيجية األمريكيرة المتعلقرة بسياسرتها الخارجيرة فري أفريقيرا .فجنروب
أفريقيا أكثرر نقطرة متطرورة مرن يرا التصرنيع وفيهرا وظفرت رأس مرال ضرخم ويفسرر
ادهتمام األمريكي بالنظام العنصري في بريتوريرا إلرى رد بعيرد لتكرون جنروب أفريقيرا
م تلة لمراكز قيادية في المنطقة .
يا يقول مدير مركز الب وا األفريقية فري جامعرة جرور تراون " إن جنروب
أفريقيا متكاملة في المنظومة ادقتصرادية ال ربيرة ،وتعرد جرزء د يتجرزأ منهرا ،و تمرا
سرروف تعرراني المصررالح األمريكيررة إذا مررا رردا فرري هررذه المنطقررة اي شرركل مررن اشرركال
الت يير "(.)1
وكتبررت صر يفة الصرراندي تررايمز فرري عررددها 5281م كرردة علررى أهميررة جنرروب
أفريقيررا " دبررد مررن ادعتررراف بضرررورة الع قررات العسرركرية المفتو ررة مررع جمهوريررة
جنوب أفريقيا ،ذلك اآلبق الذي يشررف علرى الطررق الم ديرة إلرى الم يطرين ،وأن 5
مليون طن من النفط ينقل يوميا عن طريق الب رر ،برالطريق الرذي يمرر بررأس الرجراء
الصالح ،وأن %22من جم التجارة الخارجية للدول ال ربية تمر من هرذا الطريرق ،
لذا فان الموقع ادستراتيجي لجنوب أفريقيا يكتسب أهمية دولية "(.)2
ومن هنا فان النظرام فري جنروب أفريقيرا يعتمرد علرى اد تكرارات األمريكيرة فري
هذه المنطقة ،يعزز ادشتراك بين اهرداف جنروب أفريقيرا والوديرات المت ردة األمريكيرة
في صراعها مع ركات الت رر الوطني فيها ،وقد زادت م اودت الدول ال ربية في
دعررم النظررام العنصررري ،خاصررة بعررد انهيررار البرت ررال وإع ر ن اسررتق ل المسررتعمرات
البريطانية عن جنوب إفريقيا(.)3
. -1كروكرر ،فضرح تمويهرات الشرركات اد تكاريرة ،ترجمرة الناشرر ،مركرز الب روا والدراسرات األفريقيرة ،
طرابلس ،ط ، 2895 ، 2ص . 91
-2صاندي تايمز ،العدد . 2864/6/2 ، 5281
-3أندريه أوزادرنسركي ،الوديرات المت ردة األمريكيرة وأفريقيرا ،ترجمرة عمراد راتم ،مركرز الب روا األفريقيرة ،
طرابلس ،ط ، 2897 ، 2ص . 281
254
وفرري معررره وقوفرره ضررد تصررفية كررم األقليررة والررنظم العنصرررية فرري جنرروب
أفريقيا ،أكد الر يس األمريكي نيكسون وفي إ دى رسا له إلى الكون رس األمريكري "
بلن على الوديات المت دة أن تستخدم ع قاتها مع جنوب أفريقيرا ،بهردف تشرجيع هرذه
األخيرة على الت يرات التمويلية"(.)1
أمرررا فيمرررا يخرررص الخرررط ادسرررتراتيجي للوديرررات المت ررردة فيمرررا يخرررص النظرررام
العنصري في جنوب أفريقيا ،فيكشف عنه ما يسرمى برـ ( المرذكرة رقرم 48فري ميردان
األمررن القررومي ) والترري نشرررتها الواشررنطن بوسررت فرري أكترروبر ، 2862وقررد أعررد هررذه
المذكرة العاملون في مجلرس األمرن القرومي ،وهري تمثرل المقتر رات فري إطرار الجررد
الواسررع للسياسررة األمريكيررة فيمررا يخررص جنرروب أفريقيررا .وقررد أقرررت جميررع التوصرريات
الواردة في المذكرة ،وبذلك أقر ذلك النهر كان من الضروري السير فيه .
ورغم التوصيات والقرارات المتخذة من قبل الجمعية العامرة ل،مرم المت ردة فري
استنكارها دستمرار ادستثمارات الرأسمالية في جنوب أفريقيا ،يا زادت الوديرات
المت رردة مررن فرررص ادسررتثمارات مررع النظررام العنصررري ،بررل أن الشررركات المتعررددة
الجنسية ساهمت بدرجة كبيرة في نمو جنوب إفريقيا.
والسؤال الذي يطرح نفسه أين تؤدي التوجهات األساسية يف إطار ذلك النهج؟
.2تضررمنت المررذكرة دعرروة إلررى اإلقرر ل الترردريجي مررن البرررود ن ررو ال كومررات
البيضرراء ،وفرري الوقررت نفسرره ن ررو الزيررادة المتواضررعة فرري مسرراعدة ال كومررات
السوداء ،ثم التلكيد على ضرورة ال فاظ على هذه السياسة طي الكتمران .كمرا
اشررير إلررى " إن هرردف سياسررة واشررنطن يتمثررل فرري إقنررا األفارقررة السررود بررلن
الوديات المت دة تتعاطف معهم ،وفي الوقت نفسه تطوير الع قات السرية مرع
النظم ال اكمة البيضاء في جنوب أفريقيا "(.)2
-1أ.ل .شايدني ا ،الوديات المت دة األمريكية ،مصنع الفكر في خدمة ادستراتيجية ،ترجمة سالم الصالح ،مركرز
الب وا والدراسات األفريقية ،طرابلس ،ط ، 2ب.ت ،ص . 25
-2الواشنطن بوست ، 2862/21/16 ،ص . 8
255
ادستثمارات األمريكية في جنروب أفريقيرا فري الصرناعة التعدينيرة ،وقرد زاد الرأسرمال
األمريكي الموظف في الصناعة التعدينية في السنوات العشر األخيرة بصورة ملموسرة
،فلكثر من %51من ادستثمارات األمريكية فري جنروب أفريقيرا موظرف فري األعمرال
الخاصة باستخرا الرنفط ،فنصرف الرنفط المسرتهلك فري جنروب أفريقيرا تعرود مصرانعه
للشركات األمريكية ،ويورد إليها عن طريق بواخر أمريكية(.)2
إن هذا التوظيف الكبير ل،موال األمريكية ،شكل القاعدة ادقتصادية لعنصرري
جنوب أفريقيا المشبعين بالعنجهية ،وأساس سياستهم ادستعمارية القا مة علرى الت ردي
،مررا دشررك فيرره أن عنصررري جنرروب أفريقيررا مررا كررانوا قررادرين علررى ا تقررار ال البيررة
السا قة من الدول األعضاء في األمم المت دة ،لود اعتمرادهم علرى الردعم ادقتصرادي
والعسرركري ،ودبررد اإلشررارة هنررا إلررى أن الرردعم األمريكرري لررم يقتصررر علررى الجانررب
ادقتصادي ،فقط برل اشرتمل أيضرا تصرورات عسركرية واسرتراتيجية معروفرة إلرى رد
ما.
259
األفريقية ،قد أتفق على برنامر فعال للعمل موجه للتمييز العنصري في جنوب أفريقيرا
،ورفضررت الوديررات المت رردة المشرراركة فرري هررذا الم ر تمر " وفرري عررام 2864أقرررت
الجمعيررة العامررة ل،مررم المت رردة نررص ادتفاقيررة الدوليررة المتعلقررة بوقررف جرررا م األقليررة
العنصرية ،ومعاقبتها وعرضت ادتفاقية للتوقيع والتصديق ،وفي هذه المرة صوتت
أمريكا وجنوب أفريقيا ضد القرار"(.)1
إن الوديات المت دة بتقديمها الدعم المرادي والعسركري إلرى جنروب أفريقيرا إنمرا
تسرراعدهم علررى إطالررة أمررد سرريطرتهم علررى األراضرري األفريقيررة ،إن سياسررة الوديررات
المت دة في دعم جنوب أفريقيا ،هي تصويرها بلنها سياسرة معاديرة ل سرتعمار ،ومرن
نا ية التطبيقية موجهة ضد ركات الت رر الوطني .
لقد كانت جت اإلدارة األمريكية بلن العالم الثالا يتهردده اليروم الت يرر الثروري
،الررذي هررو الثررورة الشرريوعية ،وأهميررة القررول بررلن العررالم اليرروم يرردعم إرهرراب الم ر تمر
الرروطني األفريقرري ،الررذي تسرريطر عليرره الشرريوعية لرريس منطقيررا ،فررالم تمر الرروطني
األفريقرري لررم يتشرركل إد بعررد المجررازر والقرروانين العنصرررية واإلرهرراب األبرريه الررذي
فرضرره العنصررريون وم اولررة إلصرراقه تهمررة الشرريوعية إليجرراد الرردعم لجنرروب أفريقيررا
العنصرية فكانت عملية مفضو ة وغير ذات م زى .
وي كد ذلك وزير دفا جنوب أفريقيا بوتا بقوله " :إن الوديات المت دة تعررف
جيدا ما يجرى في عمليات عسكرية تقوم بها جنوب أفريقيا في أن ود ،وكانت موافقرة
عليها كليا"(. )2
أمررا فرري عهررد الررر يس كررارتر فلررم ت يررر السياسررة األمريكيررة فرري دعمهررا لجنرروب
أفريقيا ،رغم ال ظر الردولي عليهرا يرا زادت مصرالح الوديرات المت ردة فري جنروب
أفريقيا ،فوصلت ما قيمتها %211من اليورانيوم و %28من المن نيز و %48من
الب تونيوم ،وقد صدرت الوديات المت دة %48من صرادراتها إلرى جنروب أفريقيرا ،
-1ف .أ .كلنبرروك ،ف .لرروكين ،ن .دورنررين ،سياسررة الوديررات المت رردة األمريكيررة فرري البلرردان الناميررة إبرران
السبعينات ،ترجمة م مد أ مد شومان ،معهد اإلنماء العربي ،بيروت ،ط ، 2896 ، 2ص . 186
-2نقلت ذلك ص يفة الواشنطن بوست ، 2869/6/28 ،ص. 1
-3من يقف وراء اإلرهاب الدولي ،ترجمة هشام مزيان ،مرجع سابق ،ص . 121
-4ص يفة ال ارديان البريطانية . 2891/5/14 ،
271
وبهذا فان في كل نزا مسلح تقع الوديات المت دة عن ادلتزام ك د أدنى علرى
األقررل بعرردم مايررة أي مررن الطرررفين ،ولكنرره علررى العكررس مررن ذلررك فلررم تتوقررف إدارة
ري رران كمررا يشررير فرانسرريس بويررك إلررى أي جانررب مررن جوانررب ال يرراد بالمصررادقة علررى
ادفتراه المشبوه من قبل ال كومة المعنية مباشرة ،برلن ركرات الت ررر الروطني د
تعررد أن تكررون عصررابات مررن المجرررمين العررامين ،الررذين يجررب التعامررل معهررم كمسررللة
داخلية تخص السلطات المختصة بتنفيذ القانون في ب دهم و دها( .)1ود شا أبعد عرن
ال قيقة من ذلك مهما كران الموقرف الرذي يتخرذه اإلنسران فري مشرروعية هرذه النزاعرات
المسل ة .وهذا في الواقع ينسجم مع مواقف ور ية الوديات المت دة وخطها السياسري
في دعم كل األنظمة التسلطية والعنصرية على مستوى العالم .
فهري ت رت ادعرراء مقاومرة الشرريوعية والتصردي للمنراو ين لخطهررا السياسري ،لررم
تتوقف عن ارتكاب المزيد من الجرا م وال ماقات ب ق الشرعوب فري فلسرطين وأفريقيرا
وأمريكا ال تينيرة ،ويمتلرا تراريخ الوديرات المت ردة بالعديرد مرن الشرواهد التري دفعرت
فيها الشعوب ثمنا باهظا لمواجهة البربرية األمريكية التي د تتردد في إع نها بطريقرة
د تخلررو مررن الوقا ررة والنفرراق السياسرري ،ب رره النظررر عررن موقررف الشرار األمريكرري
الرررافه فرري أ يرران كثيرررة لسررلوك كوماترره ،والمعرراره لترردخلها لرردعم أنظمررة فقرردت
ع قتها بشعوبها ،ووجدت في الدعم األمريكي سندا يطيل عمر بقاءها.
وبررالعودة إلررى جنرروب أفريقيررا نجررد أنرره رغررم م اولررة عقررد لقرراءات بررين شررولتز
وأوليفرررر ترررامبو مرررن المررر تمر الررروطني األفريقررري ، 2896غيرررر أن وكالرررة المخرررابرات
المركزية استمرت في العمل مع كومة األقلية البيضاء(.)2
وهكرذا فرران التشرريعات للعقوبررات المفروضرة علررى كومرة جنرروب أفريقيرا الترري
صادق عليها الكون رس 2897م ،استثنت بكل وضوح التبادل المخرابراتي للمعلومرات
275
رظ مرن هرذا الموقرف أن القرذافي اعتمرد مرن البدايرة فري إعر ن جنوب القارة "( .)1ون
موقفه الصريح في الوقوف في وجه التمييز العنصري باستخدام القوة لررد هرذا الظلرم
الواقع على أبناء إفريقيا.
بل أن القذافي ذهب إلرى أبعرد مرن ذلرك فري مواقفره يرا بردأ يفكرر فري الطريقرة
التي يتم بها تدريب المتطوعين لخوه رب الت رير في جنروب القرارة ،وقرد أعطرى
تفسرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررريرا لموقفرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررره هررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررذا :
" إن ادقتررراح بت ريررر األراضرري اإلفريقيررة الترري ي كمهررا ادسررتعمار العنصررري فرري
جنوب أفريقيا د يمكننا من إرسال المدربين إليهرا لتردريب الثروار علرى أرضرهم ،وفري
نفس البي رة التري يعيشرون فيهرا ...إن غايرة التردريب ت ريرر المنراطق الم تلرة مرن قبرل
ادسررتعمار األبرريه ،الررذي ت رراول أفريقيررا الررتخلص منرره ،وإصرررارنا علررى الت ريررر
وطرد العنصرية البيضاء شعور بالصدق مع أنفسنا ومع اآلخرين "(. )2
إن موقرررف القرررذافي هرررذا ي كرررد مررردى إ ساسررره بالمسررر ولية الثوريرررة ،وصررردق
أطرو اته في إنقاذ هذه القارة ،وسعيه الرد وب إلرى تو يرد جهرود القرارة اإلفريقيرة مرن
أجل طرد ادستعمار منهرا .فتجرد أن القرذافي ي كرد علرى أن … " :العمرل علرى ت ريرر
أفريقيررا فرري هررذه المر لررة سرروف ي ر دي إلررى تو يررد ركررات الت رررر اإلفريقيررة ،الترري
ستنطلق وتتواجرد علرى أره ليبيرا ،والضررورة إذا نج رت هرذه الفكررة سرتت ول ليبيرا
إلى مركز ل ركات الت رر "(. )1
لقد عمل القذافي على جعل ليبيرا أرضرا للثروار ومكانرا لتردريب وتصردير الثرورة
إلرى أفريقيرا ،وقرد نجرح فري م اودتره هرذه يرا درب وأهرل جنرودا للثروار فري زامبيرا
وجنوب أفريقيا وناميبيا .غير أن المشكلة التي كانت تقف جررة عثررة أمرام طمو رات
القذافي ي ددها في …" :إننا راغبون في تقديم المساعدة مباشرة ،أو يجب علينا عمل
ذلك ،وهنا تبقى لدينا إمكانية تقديم الدعم األدبي على األقل ،فجنوب أفريقيرا لرو كانرت
-1كلمة العقيد القذافي خ ل زيارته إلى الر يس التشادي فرنسوا تومبلباي ،السرجل القرومي ،مرجرع سرابق ،شرهر
الكانون ، 2861ص . 24
-2مقابلة ص فية مع قا د الثورة في مجلة الدستور األردنية نشر ال وار في العدد 95في . 2862/2/18
277
مجاورة لليبيا لقمنا ومنذ زمن بعيرد بارسرال قواتنرا المسرل ة لنصررة ركرات الت ررر ،
ومجابهة العنصريين هناك ،أن عقبات كبيرة تعتره طريقنا "(. )2
ولكن مع وجود هذه العقبات لم يقف القذافي عاجزا ،بل قدم كل ما يستطيع من
دعم ر ه مناسبا للثوار في جنوب أفريقيا سب ما تقتضيه ال اجة وتسمح بره الظرروف
فري المنطقررة وأكررد القررذافي علررى … " :إن بر دي تضررع كررل إمكانياتهررا ،وعبرررت عررن
ذلك مرارا ،وتضعها بالفعل اآلن ،وتضع كل إمكانياتهرا ت رت تصررف شرعب جنروب
أفريقيا الذي يقاتل العنصرية "(. )3
لقد كان هاجس القذافي الكبير هو نصرة شعب جنوب أفريقيا ومعاناتره مرن قبرل
العنصرية البيضاء ،وقد ره الدول اإلفريقية المجاورة لجنوب أفريقيرا للعمرل علرى
تطويق نظام الميز
-1خطررراب العقيرررد القرررذافي فررري الجلسرررة ادفتتا يرررة لررردورة الث ثرررين للجنرررة التنسررريق لت ريرررر أفريقيرررا ،طررررابلس
.2869/1/22
-2المرجع السابق .
279
بنفسددي ،وعلددى رأس أي قددوة كجندددي أو كقائددد ،سددواء كددان فددي بيددروت أو جنددوب
()2
.لقد عمل القذافي خ ل هذه الفترة علرى ت مرل مسر ولية قيرادة الثرورة فري " أفريقيا
جنوب أفريقيا ،وعدم المبرادة بالتهديردات األمريكيرة ،وقردم فري مر تمر قمرة دول عردم
ادن ياز في هراري الدليل على جدية موقفه مرة أخرى ،فقال من فوق
-1كلمة العقيد القذافي في م تمر القمة الثامنة لعدم ادن ياز . 2897/8/2
-2المرجع السابق .
-3كلمة العقيد القذافي في فل العشاء في كمباد أوغندا . 2897/21/12
261
لقرد اسرتمر مانردي فري نضراله تررى تمكرن مرن إقامرة دولتره الديمقراطيرة ،الترري
يمثل السود فيها األغلبية دون أن يكرون فيهرا تمييرزا ل،جنراس .إن خررو مانردي مرن
المعتقل عجل بسرعة ت رير الب د فقضم ظهر النظام العنصري ،وبالنظر إلرى الردور
التاريخي والكبير الذي لعبه القذافي في دعرم جنروب أفريقيرا ترى ت ريرهرا مرن النظرام
العنصري ،وتقديرا لهذا الموقف فان
262
ماندي أصبح أول ر يس لدولة جنوب أفريقيرا الديمقراطيرة ،ولرم يرنس مانردي القرذافي
ومواقفه وقد قال ماندي " إن جنوب أفريقيا تنظر بداعتزاز وفخدر للمسداعدات والددعم
الذي قدمتده ثدورة الفداتح والعقيدد القدذافي لهدا خدالل مرحلدة النضدال ضدد نظدام الميدز
العنصددري ،فددي حددين كددان األخددرون الددذين ال ترضدديهم هددذ العالقددات يدددعمون النظددام
العنص دري البغدديض ،وأن جمهوريددة جنددوب أفريقيددا تقدددر عاليددا هددذ المواقددف ولددن
تنسا أبدا "(. )1
بررل أن مانرردي أعلررن صرررا ة أن ع قاترره بالقررذافي د يمكررن أن تكررون مجررال
للمساومة من أي دولة ،وقد وجه كلمرات صراعقة خرجرت عرن كرل الطقروس المتوقعرة
مرن سياسرري م نررك عنرردما قررال … " :أن القدذافي صددديقي ومددن ال تعجبدده عالقتددي بدده
()2
لقد قال ماندي هذه الكلمات أثناء زيارة الر يس األمريكري " فليشرب من ماء البحر
بل كلينتون إلى جنوب أفريقيا ،م اولة منه إلى إبعاد ماندي عن السا ة الليبية .
لم يتنكر ماندي للجميل ،وكان صادقا عندما أعلن في فل عشراء أقريم للقرذافي
فرري كيررب ترراون فقررد وصررف مانرردي القررذافي بلنرره مررن الرجررال الررذين ... " :يضددحون
بأنفسهم مدن أجدل القضدايا العادلدة لماليدين مدن النداس ،ويتحددون مواقدف األعدداء ،
وهم الذين يملكون اإلدرا التام بالتاريخ ويسطرونه بمداد من نور "(.)3
إن ماندي أكد على أن لمواقف القذافي دورا بارزا في ت ريرر بر ده ،وأنره لرن
يدير ظهره إلى ليبيا والقذافي .
-1تصريح الر يس ماندي لدى استقبال العقيد القذافي في جنوب أفريقيا ،قناة الجماهيرية الفضا ية ،نشرة
األخبار . 2888/7/24 ،
-2كلمررة الرر يس مانرردي بعررد جلسررة مبا ثرات مررع الررر يس األمريكرري بيرل كلنتررون ،جوهنسرربرك ،مركررز تلفزيررون
الشرق األوسط ،نشرة األخبار . 2886/5/11
-3كلمة الر يس ماندي في فل غذاء جنوب أفريقيا ،قناة الجماهيرية الفضا ية ،نشرة األخبار .2888/7/24 ،
261
المطلب الثالث :قضية الجبهة السنديانية في نيكاراغوا:
يرتبط تاريخ الصرا السياسي المعاصر في نيكاراغوا باسمين بارزين :األول
انستاسيو سوموزا ، 2857 / 2987وكان معروفا بين أسرته باسم (تانسو) وهرو ب رق
يعتبر م سرس النظرام الردكتاتوري ،الرذي بره كمرت أسررته نيكراراغوا مردة تزيرد علرى
نصف قرن ،قامت خ لهرا بمشراركة الوديرات المت ردة فري نهرب خيررات نيكراراغوا ،
واضطهاد شعبها .ونيكاراغوا هي جمهوريرة صر يرة مرن جمهوريرات المروز الشرهيرة
في أمريكا الوسطى ،ويطلق اللقب ازدراء ورمزا د تكار السرلطة والثرروة وتوزيعهرا
بين شركات الفواكه األمريكية " ووقعت نيكاراغوا طوال أربعين عاما في قبضة أسرة
سرروموزا ،الررذي كمهررا بقرروة ال ديررد والنررار ،تررى أصرربح سرروموزا أشررهر اإلرهررابيين
والررديكتاتورين علررى اإلطر ق فرري القررارة ال تينيررة "( . )1وادسررم الثرراني هررو (أوغسررطو
سانديانو) 2842 / 2985ان در مرن أسررة ريفيرة ،بردأ ياتره عرام ميكانيكيرا بسريطا
ضاق من الديكتاتوريرة السروموزية والتواجرد األمريكري ،وشركل جبهرة مقاومرة اتخرذت
من منطقة (دس سي وباس ) مقرا لهرا ترى ترم اغتيالره ،وظلرت الثرورة مسرتمرة ترى
سقط نظام سوموزا على يد ثوار الجبهة السنديانية في .2868
ومنذ بداية المواجهة بين الثوار وسوموزا استخدمت الوديات المت ردة سياسرة (
العصا ال ليظة والدودر ) من أجل السيطرة علرى منطقرة الكراريبي ،وفري سرنة 2812
نزلرت القرروات األمريكيررة إلررى نيكرراراغوا وا تلررت الررب د وشرررعت فرري عمليررة اضررطهاد
للشعب النيكاراغوي د مثيل لها .وكان سانيدو يعمل في المكسيك مرع إ ردى الشرركات
العاملة في أمريكا الوسطى ،هناك تعلم ساندينو دروسا في النضال النقابي ،وفري عرام
2817عاد إلرى نيكراراغوا مرن أجرل ادسرتقرار لكرن ظرروف الرب د والتواجرد األجنبري
فيها دفعه إلى ادلت اق بالجنرال ( مونكادوا ) والرذي كران يناضرل مرن أجرل ادسرتق ل
-1عز الدين البشتي ،تاريخ اإلرهاب األمريكي ،مرجع سابق ،ص . 282
264
ومن أشهر عباراته " على اليانكيين أن ير لوا عن نيكاراغوا " " ،أريد وطرن رر أو
أموت دون ذلك "(.)1
ومع اشتداد المقاومة ومطالبة أ رار العالم بلن مرا تفعلره الوديرات المت ردة ظلرم
فقد قامت أمريكا بتدعيم قواتها سنة ، 2816وفري هرذه األثنراء يترنح الجنررال مونكرادوا
ويررتم انتخرراب سرراندينو زعيمررا للثرروار ،فيلقررى مسرراندة كبيرررة مررن اليسررار العررالمي وكررل
األ رررار .وفرري رسررالة وجههررا سرراندينو إلررى الررر يس األمريكرري قررال فيهررا " :سرريادتكم
تملكون كل شا ولكن ينقصكم الضمير "(.)2
وفرري عررام 2844بعررد اشررتداد المقاومررة يررتم توقيررع اتفاقيررة الس ر م ،وانس ر اب
القرروات األمريكيررة ويررتم تعيررين ( ساكاسررا ) ر رريس للجمهوريررة وتعيررين سرروموزا ر رريس
لل رررس الرروطني ،وهررو تنظرريم سياسرري عسرركري ،وبانس ر اب القرروات األمريكيررة فرري
فبراير سنة 2844وعودة ساندينو إلى دس سري وباس يرا يعريم علرى قطعرة أره
من تها له ال كومة .
وفرري 2848 / 1 / 12يرردعى سرراندينو ومجموعررة مررن رجررال للعشرراء فرري بيررت
ر رريس الجمهوريررة ،وبعررد العشرراء وفرري طريررق العررودة يررتم اعتقررالهم مررن قبررل ال رررس
الرروطني فرري طريررق (دلوخررا) ويررتم اغتيررال سرراندينو ورفقرره فرري صررباح اليرروم التررالي
هاجمت ط ع ال رس الوطني معسكر السانديانيين في دس سري وباس ،راح ضر يته
411رجررل وامرررأة وطفررل .وبعررد ذلررك كشررف سرروموزا عررن وجهرره ،وانتخررب ر يسررا
لنيكاراغوا ،وبهذا التاريخ بدأت عا لة سوموزا ت كم نيكاراغوا رسرميا بال ديرد والنرار
،ومررع ذلررك لررم يستسررلم رجررال سرراندينو .وبرردءوا يعرردون أنفسررهم ت ررت لررواء الجبهررة
السررنديانية للت ريررر الرروطني ،والترري اسررتمدت يويتهررا النضررالية مررن روح م سسررها
ساندينو ،تى انرت الفرصرة وقامرت الثرورة فري عرام ، 2872ولكرن سروموزا تمكرن
من وأدها وهي في مهدها .
-1لوي ديمانتم ،شرم فانيل ،نيكاراغوا عقد من الثورة ،ترجمة مركز إع م الوطن العربي " صاعد " دار
الملتقى للنشر ،قبرص ،ط ، 2882 ، 2ص . 21
-2عز الدين البشتي ،مرجع سابق ،ص . 282
262
"وفرري سررنة 2857يطلررق المناضررل النيكرراراغوي ( ري ررو بيرتولوبيررت ) النررار
علررى نرراتم سرروموزا وبمررا أن األخيررر كرران ر رريس منتخبررا ،فقررد تررم تعيررين ابنرره لررويس
سوموزا ديبايلي خلفا له"(.)1
وواصل ادبن طريقة أبوه تى توفي في ماناغوا ، 2879وقبرل وفاتره أجريرت
انتخابات صورية فاز فيها ادبن األص ر انستاسيو سوموزا ،يرا شراهد األخيرر قيرام
الثررورة السررنديانية ومررات ف ري صرريف 2891فرري منفرراه فرري األوروغررواى ،وبانتصررار
الثورة السنديانية قامت كومة ونظام جديد ضم كل القروى الوطنيرة التقدميرة ،وجراءت
الخطوات واإلجراءات معتدلة وأيدتها الجماهير.
" وإذا كانت ال كومة األمريكية لم ترفه النظام الجديد في بدايتره ،إد أنهرا لرم
تر ررب برره ،وبع رد وضرروح خطررت عمررل الثرروار ،أصررب ت الثررورة السررنديانية نموذجررا
م م باألخطار على
268
عنصررر ،وقررد وقررع ري رران تقريرررا بررالغ السرررية يسررمح بموجبرره القيررام بعمليررات سياسررية
وعسرركرية ،مررن شررلنها تقلرريص دور الجبهررة السررنديانية فرري دعررم ركررات الت رررر فرري
أمريكررا الوسررطى .مررن هنررا يطرررح الس ر ال نفسرره ،هررل الوديررات المت رردة علررى وشررك
التدخل في نيكاراغوا؟
إن هذا الس ال يمثل ت ذيرا بالتدخل العسكري للوديرات المت ردة فري نيكراراغوا
،وأكدت وسرا ل اإلعر م األمريكيرة أن هنراك إمكانيرة رددت أكثرر مرن ذلرك … ولريس
ثمة الة يتضح منها خطرر ا تمرال التردخل الخرارجي علرى ن رو مباشرر وسرريع ،كمرا
ي رررردا بالنسرررربة لنيكرررراراغوا أن الوديررررات المت رررردة األمريكيررررة تقررررود ملررررة بزعامررررة
الص ر افيين والسياسرريين ضررد نيكرراراغوا بنشررر السررموم القويررة ،الترري كانررت السياسررة
األمريكية تنشرها في العالم أبان ياة الزعيم ساندينو ،وهم يسعون إلى نشر ستار من
الشا عات ول ما يصي ه الشعب النيكاراغوي والسنديانية " ودعرى الرر يس األمريكري
إلى فره ضرا ب على نيكاراغوا ضد مشاريعها النفطية "(.)1
تجدر اإلشارة إلى أن نيكاراغوا اتجهت بعد قيام الثورة إلى إقامة مشاريع تنمية
كبيررة ،وقرد عملررت علرى التخاطررب مرع الوديررات المت ردة وادت رراد السروفيتي ،ويرررى
سرريراجو راميرررز مررن ثرروار السررنديانية " أن السررنديانية د تسررعى لخلررق كوبررا أخرررى ،
ولكنها تسعى لخلق نيكاراغوا مختلفة"(.)2
ولررم يهرردأ الررر يس األمريكرري ري رران ،فقررد عمررل علررى تررروير الشررا عات بررلن
نيكاراغوا مس ولة عن سلسة من األ داا الدموية فري أمريكرا الوسرطى ،منهرا إصرابة
أ د اخامات اليهود في نيويورك ،وتدمير المعبد اليهودي في ماناغو ،غيرر أن الررد
هررذه المرررة جرراء مررن المبا ررا الفيدراليررة األمريكيررة ،الترري أنكرررت مسر ولية السررنديانية
على هذه األ داا ،األمر الذي خلق انطباعا عند الشعب األمريكي أن نيكاراغوا دولة
معتدية ،وأنها خطر يهدد دودهم.
-1أوليفرت نورا ،ت ت النار ،ترجمة إلياس فر ات ،دار المناهل ودار ال رف العربي ،ط ، 2881 ، 2ص
. 118قدم هذه الفكرة (ديوي كليرد ) بهدف اإلضرار بادقتصاد النيكراغوي .
-2نيويرك تايمز . 2892/9/8 ،
-3فرانسيس بويل ،مرجع سابق ،ص . 177
294
أصوات ،دافع وزير الخارجية األمريكية جرور شرولتز مرن رفره الوديرات المت ردة
" :لقد بينا أمام العرالم الررد ادعتراف بال كم بصي ة ال طرسة ،التي دنظير لها قا
علررى دعرروى نيكرراراغوا الزا فررة ،فبالتررالي لررن نسررمح ألعرردا نا الررذين ي تقرررون سرريادة
()1
" القررانون كمفهرروم برجرروازي أن يسررتمدوا ود نررا للقررانون واألخ ر ق كس ر ح ضرردنا
وليس خافي على العالم خرق أمريكا للقانون الدولي وتخريبها له واسرتهانتها بره مررات
عديرردة ،وأن مثررل هررذه اددعرراءات ليسررت سرروى م اولررة لتضررليل الرررأي العررام الم لرري
والعالمي لتبرير عدوانية السياسة األمريكية.
لقد رفضت م كمة العدل الدوليرة إدعراء الوديرات المت ردة برلن دعمهرا للكروانتر
كان عم من أعمال الدفا عن النفس ،وقررت " أن الوديات المت ردة باقردامها علرى
تررردريب وتسرررليح وتمويرررل قررروات الكررروانتر بطريقرررة أو برررلخرى تشرررجع دعرررم ومسررراعدة
النشاطات العسكرية ،وشبه العسكرية المواجهة ضد نيكاراغوا ،تكون برذلك قرد عملرت
علررى ن ررو متنرراقه المترتررب عليهررا بموجررب القررانون الرردولي العرفرري والقاض ري بعرردم
التدخل في ش ون دولة أخرى "(. )1
وتجدر اإلشارة إلى أنه لم يقف أي قاضي أوروبي إلى جانب الوديرات المت ردة
في هذه القضية وقرد خرالف القاضريان البريطراني واليابراني أكثريرة القضراة علرى أسراس
ادختصررراص بصرررورة ر يسرررية ولررريس علرررى أسررراس موضررروعية ،تررراركين القاضررري
األمريكرري و يردا فرري مخالفاترره علررى أسررس موضرروعية ،وطبقررا للمعررايير القانونيررة فرران
رأيهم المخالف كان دفاعا سياسيا أكثر مما هو رأيا قانونيا.
إن رفه الوديات المت ردة لقررار م كمرة العردل الدوليرة ،يعبرر بصررا ة عرن
األ ادية العالمية فقرارات م كمرة العردل الدوليرة ملزمرة لكرل الردول ،ولكرن األمرر فري
هررذه القضررية يختلررف ألن الوديررات المت رردة طرررف فرري القضررية ،ولهررذا السرربب أعلنررت
اإلدارة األمريكيررة ال رررب علررى م كمررة العرردل الدوليررة وعلررى قواعررد القررانون الرردولي ،
وقرررد فرررازت الجبهرررة السرررنديانية ، %76مرررن األصررروات وقرررد صررررح مبعررروا رررزب
الم افظين البريطاني أن التصرويت ررا وعردد ،ولكرن المخرابرات المركزيرة والبيرت
-1م مد عزيز شكري ،اإلرهاب الدولي ،مرجع سابق ،ص . 214نص كم م كمة العدل الدولية في الدعوى
المقدمة من نيكاراغوا ضد الوديات المت دة -21 ،ديسمبر . 2892
-2نيويورك تايمز . 2895/2/1
295
األبيه قاما بتسريب تقارير عن تواجرد طرا رات الميرغ الروسرية فري نيكراراغوا ،وقرد
نرراقم البنترراغون مررا يمررس بالضررربة الجرا يررة( .)2ونتيجررة دنتصررار الجبهررة السررنديانية
على عصابات الكرونترا علرى ردود كوسرتاريكا .قامرت الكرونترا بعمرل و ردة ( أوجرين
باستور ) ض ط ري ان على الكون رس لل صول على دعم للكونترا .
فرري 5أكترروبر 2897برردأ إدراك أبعرراد ادسررتراتيجية األمريكيررة فرري المنطقررة ،
وتمكنت الجبهة السنديانية من إسقاط طا رة ش ن من طراز -214ف وتم أسرر طاقمهرا
،الذي اعترف بتورط المخابرات المركزية في دعرم الكرونترا بالسر ح ،وهري العمليرة
التي دعا الكون رس إلى وقفها منذ ، 2892وأكدت الوثا ق تورط الكولونيل (أوليفررت
نورا) من مجلس األمن القومي األمريكري فري هرذه العمليرة ،وقرد كشرف النا رب العرام
األمريكي 15نوفمبر 2897ما يعرف بقضرية إيرران-غيرا " .أن إيررادات الصرواريخ
التي تم بيعها إلى إيران ،يتم استخدامها بشكل غير قانوني لدعم الكونترا "(.)3
ودشك أن فضي ة إيرران -كرونترا أظهررت دون أدنرى شرك نفراق إدارة ري ران
في ربها غير المقدسة ضد اإلرهاب ادنتقا ي ،نتيجة لعدم تمكنها من الم افظة علرى
دعررم الكررون رس إلرهابهررا السررري فرري نيكرراراغوا ،قامررت إدارة ري رران بترردبير عمليررة
إرهابية متعددة الجوانب ،أكثر سوء تتمثل في قيام إسرا يل ببيرع أسرل ة إلرى إيرران ثرم
ت ويل العوا د إلى الكونترا التي كانت تقوم بارتكراب أعمرال إرهابيرة ضرد نيكراراغوا .
إن وصررف هررذا الشرركل مررن أشرركال إرهرراب الدولررة ،بلنرره مهزلررة هررو وصررف أكثررر مررن
معتدل ،وهكذا جرى تصنيف بلد مثل نيكارغوا على أنها دولرة إرهابيرة مرن قبرل إدارة
ري ان ،رغم عدم وجود أساس قانوني ،فانه بادستناد إلى مثل هذا العمل فران أمريكرا
بلد اإلرهاب األولى .أن هذا ما ي كد أننا نعيم في عصر القانون األمريكي وبعد هرذه
299
،ونبعث تأييدنا علدى األثيدر لتسدمعه أمريكدا ،ويسدمعه العدالم ،وأن كدل قواتندا تحدت
تصدددرف الجبهدددة السدددنديانية فدددي نيكددداراغوا فدددي وجددده التهديدددد األمريكدددي العسدددكري
الغاشم"(.)2
واملعنوي إىل العمل على وضع اجليش اللييب حتت تصرف اجلبهة
عندما اول اإلعر م األمريكري إلصراق تهمرة اإلرهراب بالقرذافي ،وأنره يردعم ركرات
تمرد في ال ديقة الخلفية للوديات المت دة .وأكد القذافي في تصريح له نشررته صر يفة
الجماهيريررة الليبيررة بخصرروص دعمرره للجبهررة السررانديانية … " :إن ثددورة الفدداتح تدددعم
وتساعد الثورة في نيكاراغوا من أجل الحرية في العالم ...وأن الجماهيرية ال تخفدي
وقوفهدا إلددى جانددب شدعب نيكدداراغوا ،وأن اإلمبرياليددة األمريكيدة تعمددل علددى اسدتخدام
دول أمريكددا الالتينيددة ضددد بعضددها ،مثلمددا تفعددل اإلدارة األمريكيددة بالدددول العربيددة
واإلفريقية ...إن شعب نيكاراغوا يخوض نضاال مشروعا ضدد اإلمبرياليدة األمريكيدة،
التي تقف بكل ثقلها لسلبه حريته وفرض الهيمندة علدى مقدراتده ،وأن الشدعب الليبدي
فددي مسدداندته ووقوفدده مددع الشددعب المكددافح لإلمبرياليددة ،إنمددا يؤكددد إيماندده بقضددايا
الحريددة العادلددة للشددعوب… .إن الشددعب الليبددي لددن يتددردد علددى التأكيددد علددى موقفدده
المبدددئي فددي الدددفاع عددن الحريددة فددي أي مكددان ونصددرة القضددايا العادلددة لإلنسددان،
وسيواصدل دعمده لشدعب نيكداراغوا كمدا فعددل ويفعدل مدع الشدعوب المكافحدة مدن أجددل
الحرية والسالم والتقدم(. )3
-1خطاب العقيد القذافي في ا تفادت العيد الثاني عشر للثورة الليبية . 2892/8/2
-2خطاب العقيد القذافي في العيد الثالا عشر إلج ء القوات البريطانية . 2892-4-19،
-3تصريح العقيد القذافي لوكالة الجماهيرية ل،نباء نشرته ص يفة الجماهيرية . 2894/2/11 ،
298
ويشررير القررذافي هنررا إلررى أن دعمرره للجبهررة السررنديانية يررلتي تلكيرردا علررى الموقررف
المبررد ي للشررعب الليبرري ولثررورة الفرراتح .يررا أصرردرت الم ر تمرات الشررعبية األساسررية
قانونا خاصا يدعم ركات الت رر والشعوب المكاف رة مرن أجرل ال ريرة(*) وبرذلك فران
دعم القرذافي لجبهرة السرنديانية ،إنمرا يرلتي تلسريس علرى ذلرك القرانون ،ولرم يكرن م رل
اجتهاد شخصي منه.
وقد امتد دعم القذافي لنيكاراغوا ليشمل الدعم المادي والعسكري ،يا أوقفت
الوديات المت دة بالتعاون مع البرازيل تشركي مرن الطرا رات الليبيرة التري كانرت تعمرل
علررى إيصررال الرردعم إلررى الجبهررة فرري مواجهررة ال صررار ادقتصررادي ،الررذي فرضررته
الوديررات المت رردة .وقررد أعلررن القررذافي فرري زيارترره إلررى جمهوريررة بنررين الشررعبية عررن
استمرار دعمه لجبهة السنديانية ،وللشعب النيكاراغوي وقال … " :نؤكد تحالفنا مدع
شعب نيكاراغوا المعرض للعدوان االسدتفزازي األمريكدي ،ومدع حركدات التحدرر فدي
أمريكا الالتينيدة ،عليندا أن نمدتن هدذا التحدالف ونعدزز بالفعدل ال بقدول ..لقدد انتدزع
الشعب الليبي هذ المبادرة وأن العالم كله يتحدث عن أزمدة تشدكيل الطدائرات الليبيدة
الذي عبر المحيط األطلسي إلى نيكاراغوا ،والذي اعترضدته اإلمبرياليدة ،وحرضدت
عمالئهددا فددي البرازيددل إليقدداف االمدددادات الليبيددة عددن شددعب نيكدداراغوا .ولكددن رغددم
المدددؤامرة ،واعتدددراض تشدددكيل الطدددائرات الليبيدددة ،نحدددن مصدددممون علدددى إيصدددال
مساعدتنا إلى شعب نيكاراغوا .إن الشعب الليبدي شدعب حدر وشدعب نيكداراغوا شدعب
حر ،واليستطيع أحد أن يمنعهما من التحالف وأن يمنعهما من القتال جنبا إلدى جندب
ضد عدو مشتر "(.)1
إن هذا التعليق للقذافي ول أزمة تشكيل الطا رات الليبية فري البرازيرل يوضرح
أن القذافي مصمم على نقل الصدام مرع الوديرات المت ردة إلرى ردودها ،وإلرى منراطق
يقودهررا لسررنوات طويلررة .لكررن القررذافي لررم يسررتخدم الجبهررة السررنديانية كرردر لمواجهررة
* -لمزيد من التفاصيل ول قانون دعم ركات الت رر ،انظر المل ق رقم (. ) 8
281
الوديات المت دة ،بقدر ما أنه عمل على الوقروف مرع الشرعب النيكراراغوي إيمانرا منره
بلن الوديات المت دة العدو المشترك والب ا عن ال رية ،هو هدف الجبهة السرنديانية
والشعب النيكاراغوي.
وقد أدت مساعدة القذافي لجبهة السنديانية إلى إثارة اإلدارة األمريكيرة وقرد أدى
هذا إلى إلى أن يكون مرن األسرباب التري سراقتها إلرى العردوان األمريكري علرى ليبيرا فري
أبريل ، 2897وكانت اإلدارة األمريكية قد عملرت اسرتخدام اآللرة اإلع ميرة األمريكيرة
لت كد دعم القرذافي للجبهرة السرنديانية ،والتري تعتبرهرا اإلدارة األمريكيرة تشركل إرهابرا
عالميررا .ويمكررن أن نشررير هنررا إلررى أنرره فرري خطرراب ليلررة ال ررارة علررى ليبيررا أكررد الررر يس
األمريكي ري ان على ذلك بقوله " :لقد تم اليوم القضاء علرى زعريم اإلرهراب العرالمي
،وعلى العالم ال رر أن يطمر ن أننري سروف أقضري علرى اإلرهراب مررة وا ردة ونها يرا
"(.)2
لقررد ظررن ري رران أن ال ررارة قررد ققررت أهرردافها وأن طا راترره تمكنررت مررن القضرراء
على القذافي ،غيرر أن القرذافي عراد وأكرد أن ال رق د يمروت ،وأكرد علرى أن ركرات
الت رر ومقاتليها أبدو رغبة في مواجهة الوديات المت دة في كل مكان ،وقرال القرذافي
تلكيدا على ذلرك " :لقدد اتصدل بندا بعدد الغدارة األمريكيدة مباشدرة قدادة بعدض حركدات
التحرر في العالم يطلبون منا السما لقواتهم بالقتال إلى جانبندا ضدد العددو األمريكدي
...لقد خاضت نيكاراغوا حربا مريرة ضد دكتاتوريدة سداموزا ،واآلن نواجده أمريكدا
بكاملهددا ،مثلمددا تواجهنددا .لقددد لغددم األمريكددان مددوان نيكدداراغوا ،ودعمددوا الكددونترا
ضدها ،لكن الشعب النيكاراغوي يقداوم ويصدمد بفعدل الجبهدة السدنديانية التدي لوالهدا
ففي نيكاراغوا كانت الجبهة السنديانية هدي التدي لكانت نيكاراغوا مستسلمة …
تعب الجماهير وتحرضها ضد أمريكا"(.)3
-1كلمة العقيد القذافي في المهرجان الشعبي بكوتوتو بجمهورية بنين الشعبية . 2894/2/18
-2كلمة الر يس ري ان ليلة العدوان على الجماهيرية . 2897/2/25
-3م اضرة العقيد القذافي في الملتقى التاسع ل ركة اللجان الثورية ،طرابلس . 2897/9/18 ،
282
إن القذافي عمل خ ل فترة دعمه للجبهة السنديانية إلى التركيرز علرى دور هرذه
الجبهررة فرري ت ريررر لرريس نيكرراراغوا فقررط ،بررل أمريكررا الجنوبيررة بمررا يضررر بهررا مررن
ديكتاتوريات فاشية.
لقد أكد القذافي على أن ع قاته بالجبهة السنديانية لرم تكرن وليردة ربرط الع قرات
السياسية مع قروة منتصررة " ثدوار السداندانيا قبدل أن ينتصدروا فدي نيكداراغوا اتصدلوا
بينا ..ألن هندا ظداهرة جديددة اصدبحت تحدركهم ،وذات فاعليدة بالنسدبة لهدم ،هدي
الثورة في ليبيا "(.)1
وبذلك استمرت عالقات القذايف مع اجلبهة السنديانية ومل تنقطع ،فقد أرسلت
ليبيا معونات اقتصادية وصلت قيمتها 51مليون دوالر كوديعة مصرفية دعما القتصاد
- 1كلمة القا د في افتتاح الم تمر القومي للمعارضة العربية بطرابلس ، 2894/1/2السجل القومي المجلد 22
المركز العالمي لدراسات واب اا الكتاب األخضر ،ص . 498
- 2الواشنطن بوست األمريكية . 2895/9/11 ،
286
إلى مقياس ادلتزام بالعمل وهو ادلتزام الذي لم تتخلى عنه ليبيا بل تمسركت بره
وبكل ما يترتب عنه من نتا ر فان ليبيرا تعتبرر أن الو ردة ليسرت مطلرب عراطفي
برل مطلررب تفرضررها ت ررديات العصررر مررن أجررل العرريم بكرامررة ومررا ي كررد الررنهر
القرررومي للثرررورة ابترررداء مرررن و ررردة مصرررر وليبيرررا والسرررودان إلرررى قيرررام ات ررراد
الجمهوريات العربية بين مصر وليبيا وسوريا إلى معاهدة جربرة الو دويرة برين
ليبيا وترونس وإعر ن الجمهوريرة العربيرة اإلسر مية بر اسرة ال بيرب أبرو رقيبرة
وإلررى اتفاقيررة اسرري مسررعود مررع الجزا ررر وصررود إلررى معاهرردة ادت رراد العربرري
األفريقي مع الم رب ورغم كل ما قيل عن أن هذه الم اودت لم تدم طروي أو
أنها امتهت قبل وددتها إد أنها أهميتها تظهر على سربيل المثرال مرن يرا أنهرا
تلتي في وقت تقلص فيه الب ا عن و دة شاملة وادكتفاء بتكت ت إقليميرة وأن
هذه التجارب اثبتت إمكانية اجتيراز الكثيرر مرن العقبرات التري يعتبرهرا الكثيررون
ظة هامرة هنرا أن هرذه المبرادرات تشكل عا ق في وجه الو دة الشاملة .والم
كانت دا مرا ترلتي مرن ليبيرا وكانرت تلقرى مرن الطررف اآلخرر وعلرى العمروم فران
الوديات المت دة ترفه بشدة التكرت ت القوميرة أو الدينيرة فري المنطقرة العربيرة
وأفريقيا خوفا مرن الترلثير علرى ادسرتراتيجية التري تنتهجهرا أمريكرا فري المنطقرة
وخصوصا أنها في الوقت ال الي تضمن منطقة عربية موالية لها أو على األقل
معاديررة للسرروفيات كمررا أنهررا تضررمن لهررا الوضررعية ال اليررة اسررتمرار ترردفق الررنفط
العربي(. )1
ونكتفي هنا باإلشارة إلرى موقرف الوديرات المت ردة مرن التقرارب العربري
في منطقة الم رب العربي فقرد عبررت الوديرات المت ردة بوضروح عرن رفضرها
للتقررارب الليبرري التونسرري فرري اآلونررة األخيرررة ،أمررا معاهرردة ادت رراد الم ربرري
األفريقي فقرد عبرر المت ردا الرسرمي للخارجيرة األمريكيرة عقرب توقيرع ادتفراق
- 1جانسرون بالدويردن ،اسررتراتيجية ال رد ادسررتراتيجية األمريكيرة فرري السربعينات والثمانينررات و ترى سررنة ، 1111
ترجمررة م مررد خيررري بنونررة ،دار الدراسررات ادسررتراتيجية الدوليررة :القرراهرة ،المكتبررة األنجلررو المصررري ،ط، 2
، 2891ص . 214
289
في أغسطس 2892عن قلق وانزعا اإلدارة األمريكية البالغ تجاه هذا ادت اد
وأشار إلى إمكانية قطع المساعدات األمريكية على الم رب كانتقام منه لتقرارب
مررع ليبيررا( )1وقررد كرررر تشررارثر روبرردمان المت رردا باسررم الخارجيررة األمريكيررة
بتاريخ 2895/6/18تلكيد قلق ب ده تجاه ادت اد العربري األفريقري وذلرك أثنراء
تواجد ر يس الوزراء الم ربي بالوديات المت دة(. )2
وباعتبار الخيار القومي الذي يعتبر م رور السياسرات الليبيرة بعرد الثرورة
فانه يترترب عليره أن القضرية األولرى هري قضرية فلسرطين وبرذلك تعتبرر ليبيرا أن
فلسطين أره عربية واعتبرت أن على القومية العرب أن د يسم وا بالتنرازل
عن القضية الفلسطينية تى من طرف الفلسطينيين أنفسهم .
وهكذا كان موقف القرذافي اتجراه القضرية الفلسرطينية يتمثرل بكرل وضروح
في خطين متوازيين التعامل مع الفلسطينيين ثم التعامرل مرع العررب فيمرا يخره
هذه القضية(. )3
فيما يخص التعامل مع الفلسطينيين أنفسهم فقد راهنت ليبيرا علرى الخيرار
العسررركري معتبررررة أن ال لرررول السرررلمية ليسرررت ذات جررردوى إيمانرررا منهرررا برررلن
الصررهاينة أنفسررهم د ي منررون بالسر م وهررذا إنتررا النظريررة الصررهيونية وبالتررالي
اعتمرردت ليبيررا الخيررار العسرركري يررا قامررت بترردريب وتسررليح والتمويررل وفرري
بعرره األ يرران المقرراتلين الفرردا يين مررن منظمررة الت ريررر الفلسررطيني ينمررا كرران
الخيررار العسرركري هررو المعتمررد مررن طرررف المنظمررة( )4و ينمررا تررم التراجررع عررن
الخيار العسكري وخصوصا بعرد انسر اب مقراتلي منظمرة الت ريرر مرن بيرروت
عقب ادجتياح اإلسرا يلي للبنان عام 2891انتقردت ليبيرا موقرف المنظمرة الرذي
- 1شررربل زعرررور ،التعرراون العربرري األفريقرري ،عقررد مررن التعرراون ، 2892-2865ترجمررة هاشررم بيرردر ،معهررد
اإلنماء العربي ،بيروت ،ط ، 2898 ، 2ص . 82
- 2الز ف األخضر الليبية ، 2895/9/2 ،ص. 2
- 3فرنانرردو دتررورى فليررز ،الصررقر الو يررد ،ترجمررة م مررد جمعررة البلعررزي ،المركررز العررالمي لدراسررات وأب رراا
الكتاب األخضر ،طرابلس ،ط ، 2ص ، 2897ص . 88
- 4عبد هللا ب ل ،رجاء العقيد ،دار مكتبة الفكر ،طرابلس ،ط ، 2بدون تاريخ ،ص . 74
288
اعتبرترره تفررريط فرري قرروق الشررعب الفلسررطيني و قرره فرري ت ريررر ارضرره كاملررة
بالقوة دون ادختصار على جزء منها(. )1
قامررت ليبيررا بعرردها بتمويررل الفصررا ل الترري د زالررت تتمسررك بمواقررع علررى
الخطوط األمامية في لبنان لمواجهة العدو ،ورغم ذلك عملت ليبيا علرى تو يرد
فصررا ل المقاومررة الفلسررطينية والرردليل علررى ذلررك مرر تمر طرررابلس الترري تبنترره
ودعمته ليبيا وقرد صردر عنره وثيقرة طررابلس قبرل اجتمرا الردورة الثامنرة عشرر
للمجلس الوطني الفلسطيني في الجزا ر وقرد نج رت وثيقرة طررابلس فري إنجراح
هذه الدورة وتو يد الفصا ل بعد الفشل وادنقسامات التي عرفتها مر تمر عمران
.
أمررا الم ررور الثرراني الررذي تت رررك فيرره ليبيررا تجرراه القضررية الفلسررطينية هررو
الموقررف العربرري ضررد الموقررف الررذي أصرربح يررراهن علررى الخيررار السررلمي يررا
قامرت ليبيررا بالتصرردي لكررل الم رراودت التصررفوية للقضررية الفلسررطينية ابتررداء مررن
رفه كامب ديفيد تلرك المعاهردة التري وقعهرا السرادات مرع إسررا يل والتري كران
الرد عليه من طريف ليبيا هو خلق الجبهة القومية للصمود والتصدي بالت رالف
مع القوى التقدمية في الوطن العربي(. )2
كما أن ليبيرا رفضرت نترا ر مر تمر فراس التري وقعرت كرل الردول العربيرة
والتررري تشرررير فررري أ رررد بنودهرررا بصرررورة ضرررمنية إلرررى ادعترررراف ب رررق الكيررران
الصهيوني في إقامة دولة إسرا يلية وعيم جميع دول المنطقة بس م(. )3
كما رفضت ليبيا اتفاق 25مايو الموقع بين ال كومرة اللبنانيرة وإسررا يل
وعملرت مرع سروريا والقرروى الوطنيرة اللبنانيرة علرى إل ا رره وهرو مرا صرل فعر
عقرب وصرول الرر يس أمري الجميرل ورفضرت ليبيرا ايضرا الصري ة التري توصرل
إليها ر يس منظمة الت رير الفلسطيني ياسر عرفات وملك األردن الملك سرين
- 1ص يفة الرأي العام اإلماراتية " القذافي إلى أين " . 2897/6/12
* -كانت األ داا تشير إلى أن ا تمال دوا م تم س م دولي يجمع األطراف العربية وإسرا يل وهذا ما دا
في نوفمبر ، 2882وما يعرف بم تمر مدريد للس م .
- 2الواشنطن بوست األمريكية . 2895/9/11
- 3الواشنطن بوست . 2895/9/11 ،
512
الملوى والمال والس ح بما فري ذلرك الجبهرة الشرعبية لت ريرر فلسرطين " القيرادة
العامررة " والمنبثقررين عررن فررتح وجماعررات أبررو نضررال ،إن ترردريب الفلسررطينيين
وغيرهم من المتطرفين يجري بطريقة متواصلة في عدة أماكن في ليبيا "(. )1
وهكذا فان ليبيرا علرى المسرتوى القرومي تعمرل فري خطرين متروازيين همرا
ت قيق الو دة العربية والعمل من أجل ت رير فلسرطين دون أن تعطري ألي مرن
القضيتين أولويرة عرن األخررى " هرذا الموقرف أكرده القرذافي فري رديا لره عبرر
اإلذاعة المر ية والمسموعة بعد ال ارة مباشرة جاء فيه " ن رن لرن نتراجرع عرن
تو يد األمة العربية وال رارات لرن تثنينرا عرن هرذه الردعوة هرذا أمرر يخصرنا ود
يخص األمريكان ود أي وا د في العالم ن ن لن نتراجع عرن الكفراح فري سربيل
ت رير فلسطين وال ارات د يمكن أن تثنينا عن هذا "(. )2
ثم يلتي بيران قيرادة الثرورة الموجره إلرى جمراهير األمرة العربيرة الرذي تر
ال ارة األمريكية ليوضح أسباب هذه ال ارة فلشار البيان في الفقرة الثالثة إلرى "
أن ليبيررا اآلن هرري ضر ية القضررية القوميررة الترري تقاتررل مررن أجلهررا وعلررى رأسررها
قضررية فلسررطين وقضررية الو رردة العربيررة وت ريررر الجمرراهير العربيررة وت قيررق
ادنبعاا ال ضاري ل،مة العربية "(.)3
هكررذا ف ران هررذا الموقررف الليبرري فرري وقررت تشررتد فيرره الرردعوة إلررى تكثيررف
المشاريع ادستس مية التفاوضية مرع إسررا يل األمرر الرذي يجعرل ليبيرا هري فري
مقدمة أو على رأس تيار الرفه العربي األمر الذي د تقبله أمريكا .
أما موقف من الو دة العربية فان موقرف ليبيرا يكرون فري مواجهرة التيرار
العربي الرذي يردعو إلرى و ردة الصرف والتضرامن العربري .هرذا المفهروم الفاقرد
ل مفهوم العمرل العربري المشرترك للمضمون الذي ترفضه ليبيا وتدعوا إلى إ
م له هذا على الصعيد العربي .
- 1مقابلررة قا ررد الثررورة مررع اإلذاعررة المر يررة الفرنسررية 7 ،فبرايررر ، 2894المجلررد ، 22السررجل القررومي ،المركررز
العالمي لدراسات وأب اا الكتاب األخضر ،ص . 241
-2
- 3باري لوشتين ،مرجع سابق ،ص يفة العلم الم ربية ،ص. 5
512
الخارجيررة األمريكيررة فرري تصررديره " إن سياسررة القررذافي العدوانيررة قررد تركررزت
بصورة متزايدة على تفويه مصالح الوديات المت دة وبقية الدول ال ربيرة فري
العالم الثالا يا يرى القذافي أن هذا يعتبر العا ق الر يسري ألهدافره التوسرعية
"( )1وكمرا هرو معررروف فران مرن هررذه النظررة األمريكيرة تشرروبه لموقرف القررذافي
المعررادي للوجررود األجنبرري فرري أفريقيررا وإظهرراره بلنرره هررو الموقررف الخرراطا ذو
أألبعاد التوسعية وهكذا وفري إطرار قلرب ال قرا ق فري أفريقيرا أعلرن فري 9يوليرو
2892أعلن شيتركروكر مساعد وزيرر الخارجيرة األمريكيرة للشر ون األفريقيرة
أمام لجنرة الشر ون الخارجيرة فري الكرون رس األمريكري " أن اإلدارة األمريكيرة
مسررتعدة لتقررديم المزيررد مررن المسرراعدات العسرركرية للرردول األفريقيررة والترري تررزعم
()2
بلنها مهددة من طرف القذافي وخاصة نظامي ال كرم فري مصرر والسرودان "
وقرد قرال شريتر كروكرر " أن سياسرة ليبيرا التخريبيرة فري أفريقيرا والعرالم العربري
تعتبر فريدة من نوعها في إعاقة مصال نا وأهدافنا"(. )3
كما قاومت ليبيا الميز العنصري في جنوب أفريقيا ودعت لمواجهرة هرذا
النظام تى بالدم يا قال القذافي في واجادجو عاصمة بوركينرا فاسرو " يجرب
أن قفل العنصرية بدم أفريقي نقري "( )4وفري سربيل هرذا الهردف تقروم ليبيرا برربط
ت الفات مع كرل القروى التقدميرة فري افريقيرا مثرل الت رالف مرع اثيوبيرا ومرع دول
المواجهة وكذلك مع المنظمات الثورية وعلى رأسها الم تمر الروطني األفريقري
كما تقوم ليبيا بفضح المخططات ال رية في أفريقيرا وذلرك فضرح الع قرات التري
تررربط بريطانيررا وأمريكررا مررع جنرروب افريقيررا وكررذلك مررع منظمررة يونيتررا المواليررة
لجنرروب أفريقيررا ،وتبنرري ليبيررا ايضررا موقررف م اصرررة الت ل ررل الصررهيوني فرري
* -يعرف خلير سرت في المراجع األجنبية وخاصة األمريكية بخلرير الردرة وراء ورأى البا را اقتصرار اسرتخدام
خلير سرت ألنه التسمية الدارجة في ليبيا وأهل مكة أدرى بشعابها .
- 1م مد زاهر السماك ،الج رافيا السياسية ،دار الكتب للنشر والطباعة ،الموصل ،ط ، 2899 ، 2ص . 84
- 2انظر المل ق رقم ( )1نص القرار الذي أصدرت ليبيا ول خلير سرت . 2864/21/21
518
المصالح العليا للوديات المت دة األمريكية( )1وهذا ما صل فعر واتضرح بشركل جلري
في ال قبة األخيرة من السبعينات ومرا ي كرد الطبيعرة السياسرية للمشركل ويعطيهرا أهميرة
كبيرة هو أن أمريكا اعترضت علرى اإلعر ن الليبري فري ينره والمتعلرق براع ن خلرير
سرت جزء د يتجزأ من المياه الليبية وخاضعا لسيادتها هذا ادعتراه برين أن موقرف
أمريكررا هررو سياسرري سرربه مواقررف ليبيررا وإذا كرران ال ر ف غيررر ذلررك فلمرراذا د تت رررك
البوار األمريكيرة فري ال رادت المشرابهة والتري تعتبرر كثيررا جردا وعلرى سربيل المثرال
يعرردد د .م مررد المجرردوب الرردول الترري وسررعت مياههررا اإلقليميررة إلررى أكثررر مررن 21مرري
فيقول :
-2نيجيريا وغانا ،زادتا المسافة إلى 41مي .
-1الباكستان 51مي .
-4الم رب 61مي .
-2كوريا الجنوبية 71مي .
-5ال ابون 211مي .
-7غينيا 241مي .
-6األرجنتين والبرازيل 111ميل .
وفي عام 2891كان الوضع بالنسبة للب ر اإلقليمي للدول على الشكل التالي :
ث ا أميال في 15دولة من 1111ميرل 22دولرة ومرا برين 21،111ميرل فري
()1
ورغم الطبيعة السياسية الواض ة لهذه المشكلة فان ذلك د يمنع الب ا في 12دولة
الطبيعة القانونية لهذا العمل ونود اإلشارة أود إلى أن المجموعرة الدوليرة توصرلت بعرد
جهررد اسررتمر سرربع سررنوات إلررى صررياغة قانونيررة تررنظم الع قررات بررين الرردول فرري المجررال
الب رري و رق السرريطرة علرى المروارد الطبيعيررة للشرعوب الناميرة وكررذلك واجرب الرردول
المتقدمة نقل التكنولوجيا إلى الدول النامية وقد وافقة علرى هرذه المعاهردة 251دولرة مرا
عدا الوديات المت دة األمريكية وقد كان من أسباب الرفه تخصيص وا تكرار بعره
- 1سن س مة ،خلير سرت في القانون الدولي ،مجلة الموقف العربي ،العدد ، 2897 ، 196ص . 26
521
الشررركات األمريكيررة التنقيررب فرري أعررالي الب ررار ،ويلقرري هررذا القررانون مررن واجررب علررى
الشركات نقل التكنولوجيا إلى العالم الثالا وتشير المعاهدة إلى أن المياه اإلقليميرة تمترد
مسررا تها 21ميررل ب ررري ابتررداء مررن بعرردها الميرراه ادقتصررادية الترري تمتررد 111ميررل
ب ري(. )2
وهكذا كان الرفه األمريكي لهذه المعاهدة الذي ال دون توقيعهرا بمثابرة فيترو
علرررى رررق الررردول الناميرررة فررري التكرررور والسررريطرة علرررى مواردهرررا ال ريرررة واسرررتعمال
التكنولوجيا المتطورة من أجل ادستفادة من مواردها ،وعليه فان الوضرعية تجعرل مرن
أمريكا تعطي نفسها ال ق أن تقرر بصفة منفردة ما إذا كانرت هرذه المنطقرة الب ريرة أو
تلررك خاضررعة بصررفة قانونيررة لسرريادة مررا أو د( )3وبررذلك تكررون أمريكررا قررد من ررت لنفسررها
صفة القاضي والشرطي العالمي وهذه الصفة التي ترفضها بعه الردوال الناميرة وفري
مقدمتها ليبيا .
ويرى سين س مة " سبما جاء في م 21من قانون الب رار 2891فران الميراه
الداخلية الليبية والتي تعد جرزء مرن إقلريم الدولرة تمترد ترى 12مري ب ريرا وفري خلرير
سرت يبدأ بعردها 21مري ب ريرا أخررى ميراه إقليميرة تخضرع لسريطرة والسريادة الليبيرة
يرة وفقا للمادة 41من اتفاقية األمم المت دة 2891و 21مي ب ريا أخرى منطقة م
/2م 44 .فقرة 21تالية دمتداد الب ر اإلقليمي مرن رق ليبيرا أن تمرارس عليهرا تردابير
رقابية لمنع خرق قوانينها الجمركية والمالية والصر ية المتعلقرة برالهجرة داخرل إقليمهرا
األرضررري أو فررري ب رهرررا اإلقليمررري والمعاقبرررة علرررى خررررق القررروانين والرررنظم السرررابقة
وباإلضافة لقانون الب ار 2891المواد من ( )65-57والتي تمتد إلى 111مي ب ري
مررن خطرروط األسرراس فرران ليبيررا د تمرراس ادعرراءات علررى خلررير سرررت ولكنهررا تمررارس
قوقها التي اقرها ونظمها القانون الدولي "(. )4
- 1في مفاوضات مع ليبيا وافقت إدارة كارتر على أن التدريبات األمريكية الب رية والجوية لن تدخل إلى منطقة
خلير سرت ،ليبيا وال رب والمواجهة ،الواشنطن بوست . 2897/9/11
- 2نيوزويك . 2892/9/42
- 3لماذا أطلق ري ان طا راته على أخطر رجل في العالم ،هنري تايمز . 2892/9/14
- 4رفه مقتر ات القذافي من جانب الوديات المت دة ،نيوزويك تايمز . 2897/2/1
- 5فرانسيس بويل ،مرجع سابق ،ص . 166
- 6المرجع السابق ،ص . 178
525
ولكن الوديات المت دة بررت مناوراتها العسكرية اعتماد على مبدأ تقليدي مزعوم فري
القانون الدولي والمعبر عنه شعبيا بعبارة " استعمله أو افقده "(. )1
ية أو معنى لهذا المبدأ المزعوم قبل نشر ميثاق األمم المت دة غير أن أي ص
سرررنة 2825لرررم تعرررد صرررال ة لتبريرررر اسرررتعمال القررروة العسررركرية العدوانيرررة وادنتهررراك
الصريح للمادتين 2-1 ، 4-1من الميثاق ،ولكرن الوديرات المت ردة لرم تكرن تمثرل هرذه
الف ات القانونية واعتمدت باستمرار وبمكر على ذلك المبدأ السابق للميثراق لرتفه شري ا
من ال رمة القانونية واد ترام على سياستها دسته ك الررأي العرام الم لري األمريكري
والمادة 44من ميثاق األمم المت دة ت كد القاعدة األساسية في القانون الدولي التي تفيرد
" بلن األطراف في أي نزا ي تمل فيه تعريه الس م واألمن الردوليين لخطرر ينب ري
أود أن تستفيد كل الطرق السلمية للوصول إلى رل( )2وقرد رفضرت اإلدارة األمريكيرة
بتعمد كل عروه القذافي بشلن ال ل السلمي ل،زمرة المسرتمرة برين الوديرات المت ردة
وليبيا ول خلير ست وكذلك دعمها المزعوم لإلرهاب(. )3
وهكذا فانه يمكن القول وبتلكيرد جرازم أن الطبيعرة السياسرية للعمرل الرذي أقردمت
عليه الوديات المت دة األمريكية في معاركهرا فري خلرير سررت فري عرام 2897-2892
له دور مركرزي وجروهري فري ترلجير الخر ف ،كمرا أنره يمكرن أن نشرير إلرى األهميرة
ادستراتيجية وادقتصادية للخلير بالنسبة إلى ليبيا وغيرها من الدول .
وخ صررة القررول إن كررل عمررل أقرردمت عليرره أمريكررا لضرررب ليبيررا ب جررة مايررة
ة الب رية هو عمل عدواني د يستند إلى أي مبرر في القانون الردولي برل يسرتمد الم
أسسرره مررن عقليررة رجررل الشرررطة الرردولي الررذي ينررزل العقوبررة علررى كررل مررن يخررر عررن
طاعته وأن ق ليبيا فري السريطرة علرى خلرير سررت هرو رق ي كرده القرانون والعررف
الدولي وت دي القذافي .
- 1ديلى جورنال بوست ،الدفا عن النفس كمفتاح المشروعية في الهجوم على ليبيا . 2897/2/27
- 2فرانسيس بويل ،مرجع سابق ،ص . 175
- 3دعوة إلى التشدد خطة ري ان ،نيوزويك ، 2897/2/21ص . 14
527
ثالثا :محاربة ما يسمى " اإلرهاب الليبي " :
برردأت إدارة الررر يس ري رران م ترره ادنتخابيررة رافعررة شررعار مكاف ررة اإلرهرراب
الدولي وقد أشارت باصبع ادتهام إلى كونفدراليرة اإلرهراب الدوليرة فري قا مرة لرم تخلرو
منهرررا ليبيرررا .فقرررد عملرررت الم سسرررات األمريكيرررة مرررن البيرررت األبررريه إلرررى الخارجيرررة
والبنتررراغون وجماعرررات الضررر ط علرررى تمويررره الرررراي العرررام األمريكررري بالصررراق تهمرررة
اإلرهرراب بليبيررا ووصررف القررذافي بلنرره أخطررر رجررل فرري العررالم واإلرهررابي الجديررد وفرري
تلكيد على ما تكنه اإلدارة األمريكية قال ر يس الوزراء اإليطرالي األسربق كرراكس فري
رررديا لررره لصررر يفة ايجيرررت السررربانية " إن اإلدارة األمريكيرررة تصرررر علرررى أن جميرررع
الكوارا التي تعاني منها العالم -باستثناء الزدزل -خ ل السرنوات األخيررة يجرب أن
تت مل مس وليتها ليبيا "(. )1
وكانررت جررة اإلدارة األمريكيررة البراقررة هرري أن اإلرهرراب يشرركل قمررة الج ررود
ل قوق اإلنسان ولذلك وفي استنباط غريب د يتفق مرع المقردمات برررت تجديرد دعمهرا
العسررركري وادقتصرررادي ل،نظمرررة القهريرررة نرررذاك فررري األرجنترررين وجواتيمررراد وشررريلي
والفلبرررين( )2وكرررذلك زعزعرررة العقيرررد القرررذافي فررري ليبيرررا إلرررى غيرررر ذلرررك مرررن المشررراريع
المنكرة(. )3
وقررد شررنت الوديررات المت رردة األمريكيررة ملررة ضررد ليبيررا والترري تزامنررت مررع
اإلع ن أن القذافي إرهابي من الدرجة األولى وهذه قضيته تست ق الدراسرة وادهتمرام
.
ففي ديسمبر 2892زعم المس ولون األمريكيون بشكل رسرمي أن فرقرة اغتيرال
ليبية قد دخلت الب د وهي ت مل تعليمات باغتيال الر يس ري ران وأفرراد عا لتره وربمرا
- 1ياسين د شين ،تلثير النشر على عدالة الم اكمة لروكربي دراسرة الرة ،الب روا اإلع ميرة ،مركرز الب روا
والتوثيق اإلع مي ،طرابلس ،العدد العاشر ،السنة الخامسة ، 2887 ،ص . 44
- 2جيوكوبتر ،انق ب ري ان على قوق اإلنسان ،مجلة الش ون الدولية عره سالم صقر ،العدد ، 72سنة
. 2897ص . 77
- 3هيرم ،الهدف القذافي ،نيويورك تايمز 11 ،فبراير ، 2896ص . 26
526
أيضررا نا برره برروم ومرروظفي البيررت األبرريه الرسررميين وكررذلك مرروظفي وزارة الرردفا
()1
. األمريكية
ورغم أن هرذا اإلعر ن الرسرمي قرد فضر ته بسررعة وسرا ل اإلعر م األمريكيرة
نفسررها واعتبرترره ترردبيرا خادعررا د أسرراس لرره مررن الصر ة ،ومررن ذلررك مررا ذكرترره مجلررة
نيوزويك األمريكية في عددها الصادر في 2892/21/22عن " أن معلومات ال كومة
جاءت أص من مخبر لبنراني كران فري السرابق إرهابيرا وأنره اآلن ت رت سريطرة وكالرة
المخررابرات المركزيررة األمريكيررة "( )2وقررد برردأت اإلدارة الري انيررة باسررتخدام القرروة ضررد
اإلرهرراب الرردولي وكرران ال ررره مررن وراء ذلررك واضر ا إذا كرران الهرردف مررن كررل تلررك
الفكرة العظيمة هو الت طية على سلسلة من الهجمات اإلرهابية ال م ردودة التري قامرت
وتقوم بها وكالة ادستخبارات األمريكية وبعه الوكادت السرية األمريكيرة األخررى ،
فوق اراضري أجنبيرة بهردف زعزعرة الع قرات الدوليرة ثرم ال راء التبعيرة بعرد ذلرك علرى
ركات الت رر فري م اولرة منهرا لعرره وتسرويق فكرتهرا الخاصرة عرن ال ررب ضرد
اإلرهاب الدولي فان إدارة ري ان قاومت شرعية القانون الردولي ومواثيقره فري م اولرة
منهرا لتقررديم مرا أسررمته " األشرركال القانونيرة للعنررف " وإدرا ذلررك فري الع قررات الدوليررة
كسررلوك ومعيررار وكانررت هررذه الم اولررة تهرردف هرري األخرررى إلررى تعترريم الررروابط الجيرردة
والع قات بين الدول(. )3
وقرد اقررر الررر يس ري ران بعررد ررادا مطرار فيينررا ورومررا أنره بينمررا تقررع مسر ولية
الهجومين على منظمرة أبرو نضرال إد أن " هر دء القتلرة لرم يكونروا ليقردروا علرى تنفيرذ
()4
جرا مهم دون الم ذ والدعم الذي توفرهما لهرم أنظمرة مثرل نظرام القرذافي فري ليبيرا "
وقد اقترح السناتور هاورد متر بنادم في مقابلة تلفزيونيرة برلن الوديرات المت ردة ينب ري
أن تعطي اهتماما جادا لمشرو اغتيال القذافي(. )5
- 1بلنشيكو وزاداتوت ،اإلرهاب والقانون الدولي ،ترجمة المبروك الصويعي ،الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع
واإلع ن ،مصراته ط ، 2882 ، 2ص . 219
- 2مجلة نيوزويك ، 2892/1/22ص . 11
- 3بلشيكو ،مرجع سابق ،ص . 22
- 4الواشنطن بوست ، 2895/21/18 ،ص . 22
- 5تضليل العالم ول ليبيا ،الواشنطن بوست ، 2897/1/24 ،ص. 8
529
وكلن هذا السرناتور لرم يكرن يعررف أن إدارة ري ران قرد سربق وأن قرررت القيرام
بذلك بكل تلكيد(. )1
ويقول فرانسيس بويل أستاذ القانون الردولي فري جامعرة البنروى األمريكيرة " …
إن اإلطا ة بالقذافي د تساوي ياة جندي أمريكي وا رد فضر عرن األمرريكيين الرذين
فقدوا في غارة 2897وأنا أت دى أي عضو من أعضاء إدارة ري ان أن يقدم أية جة
منطقية ومقنعة تثبرت العكرس دون التربجح برلن لردى أمريكرا أمرر لهيرا بتردمير اإلرهراب
الدولي رغرم أنرف القرانون الردولي واسرتمرار إدارة ري ران فري سياسرتها العدوانيرة تجراه
ليبيررا دون رد مررن الشررعب األمريكرري كرران بسررهولة سرري ول خلررير سرررت 2897إلررى
شيء مماثل لخلير تونكين في فيتنام(. )2
واتبعت إدارة ري ان سياسة منفردة ضد اإلرهاب بشكل عرام مبنيرة علرى أسراس
التهديررد باسررتعمال القرروة العسرركرية للوديررات المت رردة واسررتعمالها فرري انتهرراك صررريح
()3
يا تضمنت إجراءاتها المتصرلة بمجاريرة ومقصودة للمادة 2-1من األمم المت دة
اإلرهاب أعماد مثل ادنتقرام العسركري والهجمرات الوقا يرة وخطرف المشربكة فريهم مرن
اإلرهاب وخطرف الطرا رات فري المجرال الجروي الردولي وزعزعرة ال كومرات وإثرارة
ادنق بات العسكرية وادغتيرادت والقصرف العشروا ي لمراكرز تجمرع المردنيين وإ ردى
المفارقات ال ربية في إدارة ري ان تتجلى في ن وزير خارجيتهرا جرور شرولتنر كران
أكثر عبرقة من وزيرر الردفا واتيرغرر برل أن القليرل مرن ضربط الرنفس الرذي أظهرتره
إدارة ري رران يررال النزعررة غيررر المشررروعة للتهديررد باسررتعمال القرروة أو اسررتعماد جرراء
()4
.فكرران كلمررا فشررل شررولتتر فرري ت قيررق أهررداف فرري السياسررة عمومررا مررن النرراب ون
الخارجية عن طريق الدبلوماسية كان يرجع إلى الردعوة إلرى التهديرد والقروة المسرل ة
- 1كمثال على ذلك ا شولتتر الوديات المت دة من أجل تكاليف األرهاب نيويو ،تاغ ير 2897/2/24م.
- 2فرانيم بويل ،مرجع سابق ،ص.246
- 3منشورات الجمعية األمريكية للقانون الدولي ،شاكير ال كم الذاتي على الدفا النفسي واتخاذ قرار بقصف ليبيا
،العدد ، 91السنة ، 2897ص . 118
- 4بوب دوروارد ،ال جاب ال رب السرية لوكالة المخابرات المركزية ،ترجمة الناشر دار بن زراند ناشيول ،
بيروت ،ط ، 2881 ، 4ص . 286
511
()1
وفي رسالة وجهها ري ان إلى الكون رس قال فيها " إن ليبيا ي بزعامرة القرذافي ضده
تشرركل خطرررا علررى المصررالح األمريكيررة وذلررك بسرربب السياسررة الترري تتبعهررا ضرردنا
ووقوفها في وجه الت ركات والطرو ات التي نبادر بهرا ،إنهرا تردعم اإلرهراب الردولي
وتشكل خطرا على العالم "(. )2
وعقررب ال ررارة األمريكيررة علررى ليبيررا ادعررت الوديررات المت رردة عبررر تصررري ات
البيرررت األبررريه وزارتررري الخارجيرررة والررردفا اتهامرررات بهرررذا العمرررل بررردعوى م اربرررة
اإلرهاب الليبي وهذه ليسرت أول مررة ترتهم فيهرا اإلدارة األمريكيرة با تضرانها ودعمهرا
لإلرهرراب الرردولي فقررد قامررت أمريكررا ب ملررة إع ميررة واسررعة النطرراق مسررخرة لررذلك كررل
وسا ل اإلع م التي تخضع لها من أجل تشويه صورة القذافي وليبيا وقد ابتدأت ال ملة
مع نهاية النصف األول من السربعينات يرا أصرب ت اإلدارة األمريكيرة " تعررب عرن
قلقهررا المتزايررد باقتنرراء ليبيررا الس ر ح "( )3ثررم تطررورت هررذه ال ملررة اإلع ميررة فرري اتجرراه
التصعيد إلى أن بلغ التوتر ذروته في أعقراب مرا أطلعره عليره عمليتري رومرا وفيينرا فقرد
تعرضت مكاتب شركة العال اإلسرا يلية في ديسمبر 2895إلى هجومرات مسرل ة مرن
قبل مجهولين وسارعت الوديات المت دة في اتهام ليبيا بالقيام بهذه األعمرال أو وقوفهرا
وراءها وكذلك األمرر بالنسربة إلرى انفجرار ملهرى بررلين ال ربيرة( 84فقرد كانرت الوديرات
المت رردة تسررتبق تررى الت قيقررات أو التشرراور مررع ليفاتهررا مررن البلرردان الترري تقررع فيهررا
ادنفجارات والعمليات لتعلن للعالم أن ليبيا تقرف وراء هرذه العمليرات برالرغم مرن النفري
الليبي وكذلك عدم تلكيد أجهزة المخابرات ال ربية من تورط ليبيا في هذه العمليات .
- 1نظام شرابي ،أمريكا والعرب ،رياه ر يس المكتب والنشر ،لندن ،ط ، 2882 ، 2ص. 77
- 2عماد يوسف ،أروى الصباك ،مستقبل السياسات الدولية في الشرق األوسط ،مركز دراسات الشررق األوسرط
،دراسة ( ، )26عمان ط ، 2887 ، 2ص . 412
- 3فرانسرريس بويررل ،مسررتقبل القررانون الرردولي والسياسررة ال كوميررة األمريكيررة ،ترجمررة الناشررر ،مركررز دراسررات
المعالم اإلس مية ،سلسلة الدراسات القانونية ،ط ، 2884 ، 2ص . 112
- 4نيويورك األمريكية ، 2897/2/15ص . 41
512
وهكذا يف إطار سياسة التشويه قامت اخلارجية األمريكية وبضع تقرير حول
ليبيا حتت حكم القذايف جيعل القارئ هلذا التقرير من الوهلة األوىل يعترب
أن أي عمل عنيف يف العامل مسؤول عليه ليبيا حيث تقول املذكرة يف
لتزويد األنظمة املتطرفة باملواد العسكرية واملساعدات املالية إىل جانب تطويق
نفس املذكرة حتت عنوان التورط اللييب يف اإلرهاب تقول املذكرة " دأب
اخلارجية ويدعم مجاعات متطرفة بكل الوسائل اإلرهابية … وتشري املذكرة إىل
هتديد ليبيا لألنظمة العربية املعتدلة كذلك وصف السياسة الليبية يف أفريقيا بأهنا
اعتربت املذكرة " إن الدعم اللييب الثابت للجماعات الفلسطينية املتطرفة يف
- 1يبدو أن معد التقرير تجاهل الدور األمريكي في دعرم العصرابات المناهضرة للثروار فري العرالم وسياسرة ادغتيرال
وادنق بات وإد فما أعد هذا التقرير بهذه الروح العدا ية ،انظر الواشنطن بوست . 2895/9/15
511
ازدياد ،كذلك حتاول إلصاق بعض التهم الناجتة عن بعض األعمال الدموية دون
أن تقدم دليل منطقي على اهتام ليبيا مثل اختطاف الطائرة املصرية ونقلها
وتباين اآلراء حول قضية مهمة وجوهرية تأثر على العالقات الدولية وهي ما
أطلق عليه مشكل اإلرهاب ومدى اختالفه مع الكفاح الشرعي والعادل الذي
ختوضه الشعوب املناضلة ضد االستعمار وامليز العنصري فإذا كانت نظرة أمريكا
إىل ليبيا بأهنا هتدف إىل زعزعة االستقرار وتدعيم األعمال اإلرهابية اليت تقوم
هبا جمموعات مسلحة فإن ليبيا هلا نظرة أخرى هي التمييز بني ما هول
عمل إرهابي يقوم به بعض األفراد بدون دوافع شرعية وبني األعمال
العنيفة اليت تقوم هبا مجاعات مسلحة من أجل حتقيق قضية وسوف نشري
اإلرهاب بني الدول الغربية ودول العامل الثالث يف اجلزء القادم .
ويف كلمة القذايف بعد الغارة قال " إن ريغان يتبجح بكل وقاحة
أنه أصدر أوامر بقتل أطفال القذايف وقتل أطفال الليبيني مبعنى أنه عليه التهمة
لقتل أي إنسان ولن نصدر أوامر بقتل إنسان لكن حنرض على
الثورة والتحريض على الثورة وقيام الثورة الشعبية يف مجيع أحناء العامل " … ويضيف
العملية الفردية مسؤول عنها صاحبها لكن الثورة عندما حتدث حنن
يف اعتداءها على ليبيا ألهنا ضربت األبرياء ثم إهنا بعملها هذا مل ختدم قضية احلرية
بل إهنا هدفت إىل إسكات صوت ثائر من العامل الثالث ،هذا الصوت املعارض
الذي يرغبه ثم إن الواليات املتحدة بعملها هذا أحدثت وعبأ كبري ليس فقط
بالنسبة لليبيني بل لكل الشعوب اليت ختتلف معها يف قضايا سياسية وهي
- 1كلمة األخ قا د الثورة بعد ال ارة مباشرة في ميدان السا ة الخضراء طرابلس ، 2895/2/27المجلد ، 27
مرجع سابق ،ص . 991
512
أخريا قامت بعمل بشع مرفوض يف كل القوانني واألعراف الدولية وكذلك عمل
منبوذ من قبل اإلنسانية اليت ترفض استخدام العنف ضد األبرياء ثم إنه أخريا إذا
كان العمل الذي أقدمت عليه أمريكا بدعوى حماربة اإلرهاب فإن ذلك
ال يتم باستخدام القوة ألن استخدام اإلرهاب ال ينتج عنه إال املزيد من العنف
فإن اإلرهاب خيلق املزيد من اإلرهاب ويساهم يف تعقيد هذه املشكلة وإمنا
حل مشكلة اإلرهاب تتم بالتعاون الدويل والبحث العميق يف أسباب هذه
515
رابعا حق الواليات املتحدة األمريكية يف الدفاع عن النفس :
الغارة على ليبيا أهنم قاموا بعمل وقائي مشروع دفاعا عن النفس
واليت تقول " ليس يف هذا امليثاق ما يضعف أو ينقص احلق الطبيعي للدول
أحد أعضاء األمم املتحدة وذلك إىل أن يتخذ جملس األمن التدابري الالزمة
حلفظ السلم واألمن الدويل والتدابري اليت اختذهتا األعضاء استعماال حلق
الدفاع عن النفس تبلغ إىل اجمللس فورا وال تؤثر تلك التدابري بأي حال حتما
من أعمال العدوان ؟ سوف نلقي نظرة موجزة عن مبدأ حتريم اللجوء
إىل القوة وكذلك االستنفادات الواردة عليه وصوال إىل دعوى الدفاع عن
النفس .
فخالفا لعصبة األمم اليت مل حترم استعمال القوة حترميا قاطعا بل قامت فقط باحلد
من هذا االستعمال إال بعد اتباع إجراءات معينة وهذا كان ميثاق عصبة األمم
يشري إىل ضرورة اللجوء إىل التحكيم أو القضاء وال جيوز للدول املتنازعة استخدام
القوة إال بعد انقضاء فرتة زمنية حمددة بثالثة أشهر على قرار التحكيم وبعد فشل مجيع
هذه املساعي السلمية ميكن للدول اللجوء إىل القوة " .
()*( )1
وعلى الرغم من هذه النظرة القانونية اليت متثل نقضا قانونيا كبريا إال
أن ميثاق عصبة األمم يأتي يف سياق تطور تدرجيي عرفه مبدأ حتريم
اللجوء إىل القوة ابتداء بفكرة احلرب العادلة مرورا باتفاقية الهاي عام 2816ثم
- 1ا ميرردة الزليطنرري ،منظومررة األمررم المت رردة ،الرردار الجماهيريررة للنشررر والتوزيررع واإلعر ن ،طرررابلس ،ط، 2
، 2897ص . 55
* -انظر ميثاق عصبة األمم المادة . 21
- 2المرجع السابق ،ص . 69
516
وتتوجيا هلذا التطور التارخيي قامت هيئة األمم املتحدة على مبادئ
مقاصد اهليئة ومبادئها وحتديدا املادة الثانية الفقرة الرابعة بعد أن نصت املادة الثالثة
على ضرورة فض املنازعات بني أعضاء اهليئة بالطرق السلمية تأتي الفقرة
الرابعة لتحرم استعمال القوة يف العالقات الدولية وتقول الفقرة من املادة الثانية "
ميتنع أعضاء اهليئة مجيعا يف عالقاهتم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو
ومن هنا جند أن هذه املادة تضع حدا ملختلف النقاشات اليت تثار
حول مشروعية استخدام القوة يف العالقات الدولية كذلك فهي مل حترم استعمال
القوة فقط لكنها منعت على اجملموعة الدولية حتى جمرد التهديد باستخدام القوة
يف العالقات بني الدول ،لكن هذا املنع ال يعين التحريم النهائي
والكامل الستخدام القوة بل جند يف ميثاق األمم املتحدة بعض االستثناءات وهي
- 1انظر نص ميثاق األمم المت دة الفصل األول المادة الثالثة والرابعة .
519
-2تدابري حفظ األمن يف فرتة االنتقال ،وهو عمل مقصود به أو موجه ضد
الدول املعادية للدولة املوقعة على امليثاق والدول هي أملانيا ،النمسا ،
من ميثاق األمم املتحدة " ليس يف هذا امليثاق ما يبطل أو مينع أي عمل
إزاء دولة كانت يف إثناء احلرب العاملية الثانية معادية إلحدى الدول املوقعة
على هذا امليثاق إذا كان هذا العمل قد اختذ أو رخص به نتيجة لتلك
هيئة األمم املتحدة وهذا االستثناء أجيز تربيره يف فرتة احلرب اليت كانت
-1حق جملس األمن يف استخدام القوة ،وذلك إذا كان هناك هتديد
العاملية املخولة استخدام القوة واللجوء إىل أعمال القهر من أجل احلفاظ
استخدام القوات املسلحة لتنفيذ قراراته وله أن يطلب إىل األعضاء [ األمم
"( )1ثم تأتي املادة 21فتقول " إذا رأى جملس األمن أن
التدابري املنصوص عليها يف املادة 22ال تفي بالغرض أو ثبت أهنا مل تف به
والبحري والربية التابعة ألعضاء األمم املتحدة "( . )2وهكذا يكون جملس
ومنح يف سبيل حتقيق ذلك احلق يف اختاذ التدابري املالئمة اليت يراها
مناسبة ومن بينها استخدام اإلكراه واإلجبار باستعمال القوة وهذه التدابري قد
ما يلزم من القوات حتت تصرف جملس األمن ،وعلى الرغم من
هذا احلق فإن جملس األمن مل ينجح يف استخدام هذا احلق إال نادرا
ذلك بفعل التعصب الذي تنتهجه بعض الدول الدائمة العضوية يف جملس
األمن وكذلك اللجوء إىل حق النقض " الفيتو " األمر الذي أدى
إىل توسيع أهلية اجلمعية العامة وذلك مبمارسة مهام جملس األمن يف
حالة هتديد السلم واألمن الدويل إذا ما عجز اجمللس عن القيام مبهامه
نتيجة لألسباب املبينة أعاله وذلك استنادا إىل ما يعرف بتوصية اجلمعية العامة
تقول املادة (" )51ليس يف هذا امليثاق ما حيول دون قيام تنظيمات أو
وكاالت إقليمية تعاجل من األمور املتعلقة حبفظ السلم واألمن الدويل ما
يكون العمل اإلقليمي صاحلا فيها ومناسبا مادامت هذه لتنظيمات أو
الوكاالت اإلقليمية ونشاطها متالئمة مع مقاصد األمم املتحدة ومبادئها "( . )2وتقول
- 1م مد الشافعي م مد بشير ،المنظمات الدولية دراسات قانونية سياسية ،دار المعارف ،اإلسكندرية ،ط، 1
، 2862ص . 95
- 2انظر ميثاق األمم المت دة نص المادة . 51
542
املادة ( " )54يستخدم جملس األمن تلك التنظيمات والوكاالت اإلقليمية
يف إكمال القمع … اخل "( )1وهكذا فإنه بإمكان جملس األمن أن
يستخدم هذه املنظمات والوكاالت اإلقليمية للقيام بأعمال القمع وتكون هذه
التنظيمات يف مثل هذه األحوال خاضعة جمللس األمن وحتت تصرفه ،
التنظيمات والوكاالت نفسها فإنه ال جيوز مبقتضاها أو على يدها القيام بأي
(.)2
عمل من أعمال القمع بغري إذن اجمللس … اخل "
وإذا كنا قد عددنا االستثناءات فإن هتدف أوال إىل الوصول إىل أمهها
وهو حق الدفاع الشرعي وما يعرف بالدفاع عن النفس املستند أساسا إىل
فهو كذلك ألن كل االستثناءات السابقة منها ما أصبح األن غري صاحل
لالستعمال ومنها ما هو صعب االستعمال أو ال يستخدم إال نادرا بفعل الظروف السياسية ،
ويقول د .سعد الرجراجي " لقد استعملت هذه املادة [ أي املادة ] 52
مرات متعددة منذ احلرب العاملية الثانية فقد بررت الواليات املتحدة عملها يف فيتنام
األساس األول للجوء إىل القوة فكل استعمال للقوة ميكن أن تكون له
ولكن وجد الباحث نفسه ملزما بضرورة عرض اإلدعاء األمريكي يف
عدواهنا على ليبيا وقياسه على منضدة القانون الدويل ملعرفة مدى
- 1د .سعيد الرجراجي ،القانون الدولي ،دار اآلفاق ،الم رب ،ط ، 2898 ، 2ص . 41
544
ففي بادئ األمر جيب اإلشارة إىل أن القانون الدويل
وحتديدا ميثاق األمم املتحدة حيرم استعمال القوة يف العالقات الدولية وهو ما تنص
عليه املادة الثانية الفقرة الرابعة من امليثاق ،ثم إن ميثاق األمم املتحدة حدد
الوسائل السلمية الكفيلة حبل املنازعات الدولية بطرق عديدة وذلك كله من أجل
جتنب احملظور وهو استعمال القوة ضد دولة صغرية مدفوعة يف ذلك برغبة اهليمنة
والسيطرة ،أما عن حق الدفاع الشرعي فإنه وحتى ال يهدر هذا احلق "
إن جل رجال القانون الدويل فسروا هذا احلق تفسريا ضيقا وقصد فيه
عدوان مسلح واشرتطوا ليكون هذا احلق مشروعا الشروط التالية :
أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على إحدى أعضاء األمم املتحدة … اخل "
إذ تشرتط اعتداء قوة مسلحة هو أساس حق الدفاع الشرعي باعتبار أن
هذا األخري هو لردع العدوان وهذا الشرط غري متوفر بالنسبة حلالة قيام
542
الواليات املتحدة بالعدوان جوا وحبرا على ليبيا حيث أن ليبيا مل
تكن قد باشرت بإرسال قوات جوية أو حبرية أو برية إىل الواليات املتحدة
لالعتداء عليها واملقصود هنا هو ما عرب عنه صالح إبراهيم " قد عرف فريق
من رجال القانون االعتداء املسلح الذي تنص عليه م 52/بأنه عبور
تنتهي األعمال العسكرية العدوانية وإذا ما انتهت هذه األخرية فإن هذا
املربر يصبح الغيا ألن كل عمل تقوم به الدولة بعد ذلك هو من قبل
- 1ص ح إبراهيم ،المواجهة األمريكية الليبية فوق خلير سرت ،السياسة الدولية ،اإلهرام ،العدد ، 95يوليو
، 2897ص . 27
- 2د .امد سلطان ،عا شة راتب ،ص ح الدين بن عامر ن القانون الدولي العام ن دار العلرم للم يرين ،بيرروت
،ط ، 2896 ، 2ص. 15
545
أعمال الدفاع هي الشرط األول من شروط ذلك االستناد الوارد على
قاعدة عدم استخدام القوة "( . )1وذلك حتى ال يصبح كل استعمال للقوة مربره
الالزمة لوقف العدوان ويكون عمل الدولة يف هذه احلالة عمال مؤقتا
وعامل مساعد ملا يتخذه جملس األمن من تدابري ،وذلك باعتبار أن
الدفاع الشرعي " ضرورة آنية ال تنتج وفقا للرتوي وال جماال الختيار
الوسائل "( )2وتؤكد على ذلك املادة ( )52من ميثاق األمم املتحدة
والواليات املتحدة األمريكية مل خترب جملس األمن مبا تنوي عمله من
- 1عبد القادر القادري ،القانون الدولي العام ،دار اآلفاق ن الرباط ،ط ، 2884 ، 2ص . 421
- 2عبد القادر القادري ،مرجع سابق ،ص . 422
547
إمنا هي اكتفت مبا تدعيه وتروج له من احتمال قيام اعتداءات على
وتنفيه ليبيا ،وعلى العموم وكما أشرنا سابقا على ط ما يسمى بالعمل
طرف اآلخر باعتباره يرد عدوانا حمتمل الوقوع وإذا كان التهديد باستخدام القوة
وجتدر اإلشارة هنا أن عدد يوم 11يناير 2897من جملة نيوزويك قد
محل رواية مفادها " إن مساعد مستشار األمن القومي جون بونيد
كسيد صرح بأن إدارة ريغان كانت تعد لعمل عسكري ضد القذايف
وستقوم به حاملا يتم العثور على دليل وذريعة "( )2وقد حاول ريغان نفسه تربير
الصحفي استشهد وزير اخلارجية شولتز أيضا حبق الدفاع عن النفس( )4وقد
- 1مصطفى عبد هللا خشيم ،قضايا وأزمات دولية ،الجامعة المفتو ة ن طرابلس ،ط ، 2881 ، 2ص . 61
- 2دعوة إلى التشدد ،خطة ري ان ن نيوزويك 11 ،يناير ، 2897ص. 17-11
- 3نص خطاب الر يس ري ان إلى األمة 22أبريل . 2897
- 4م تمر ص في اشترك فيه وزير الخارجية ووزير الدفا ، 2897/2/22نيوزويك تايمز ،ص . 8
546
كان ذلك تأويال خاطئا ملبدأ الدفاع عن النفس كما تعرتف به حكومة الواليات
املتحدة نفسها " فاالنتقام ال يعترب دفاعا عن النفس "( )1ومع ذلك فإن قصف
أهداف ليبية وصف بشكل واضح بأنه انتقام لتفجري ملهى برلني يف 5أبريل
()2
والتربير املزعوم مبوجب املادة 52من ميثاق األمم املتحدة مل يكن سوى
مراوغة قانونية استغلتها احلكومة األمريكية ولكن هذه املرة لالستهالك احمللي
يف بريطانيا وليس يف أمريكا فقد كشفت صحيفة نيويورك تاميز " أن
مسئويل إدارة ريغان خططوا للغارة ثم سعوا بعد ذلك فقط لالستهالك .
ويف بداية عام 2897سئلت تاتشر عما إذا كان االنتقام العسكري
ضد ليبيا مقبوال لديها فأجابت بالنفي على أساس أن ذلك ميثل انتهاك
للقانون الدويل( )3وحبلول 25أبريل شعرت تاتشر أهنا حتتاج على األقل إىل
بعض املربرات القانونية املعقولة من جانب الواليات املتحدة حتى ميكنها شرح
الرتاجع الواضح يف رأيها السابق واملعلن والصحيح حول عدم مشروعية االنتقام
أيدت بريطانيا يف حرب الفوكاالتال /مالفيناس ولذلك فهي تتوقع من تتاشر رد
" وقد كان لدى تاتشر حتفظات جدية حول حكمة هذا النوع من
العمل ومربراهتا عارضة بقوة القصف إىل أن طلب منها الرئيس ريغان
عليه. )11
األمريكي كانت يف ذلك الوقت تدرس مقرتحا خاص مبلف معاهدة تسليم
املعاهدة الراهنة حلاالت اجلرائم السياسية وكانت تاتشر تريد بإحلاح تسليم أعضاء اجليش
الغارة بأهنا دفاعا عن النفس خلقت أزمة سياسية خطرية ملارجريت تاتشر وقد كافأة
" والذي أثبتت التحقيقات بعد ذلك براءهتا منه " وأن الواليات املتحدة مل
يكن لديها نوايا مسبقة لتدمري القذايف حتت أية ذرائع وبأية وسائل " وبدون
شك فقد كانت لديها هذه النوايا " فتحت هذه الظروف احملدودة وغري املوجودة بكون
الدويل " باألعمال الثارئة االنتقامية يف أوقات السلم "( )1وتأسيسا على كل ما
تقدم فإن الواليات املتحدة ختالف ما أشارت إليه املادة ( )52حيث أهنا تعاونت مع
قامت الواليات املتحدة بالغارة على ليبيا اثناء اجتماع جملس األمن للنظر يف
باحرتامه باعتبارها أحد أعضاء األمم املتحدة واملتعلق باللجوء إىل الطرق
وفقا للمواثيق واألعراف الدولية خبالف مفهوم العمليات الوقائية وكذلك فإن سلوك
امليثاق بل هو يقع خمالف لكل ما تتضمنه هذه املادة من حيث أن عمل الدولة هو
عمل مؤقت لردع العدوان وأن جملس األمن يف األصل مشمول بردع
العدوان وكذلك ضرورة تبليغ جملس األمن مبا اختذته الدولة املعتدى عليها
من تدابري لصد العدوان وكذلك الشرط األساسي الذي يتطلب قيام قوة
ويف النهاية ميكن أن نقول أنه إذا كانت فكرة احلرب العادلة اليت
كانت سائدة منذ القدم قد انتهت وأصبحت غري مشروعة يف تربير قيام احلروب
احلرب مشروعة بالنسبة له فإن األمر كذلك بالنسبة حلالة الدفاع عن النفس إذ
شرعي بل كثري ما يسمع العامل صوت املعتدي فقط نظرا ملا هلذا األخري من
بدأت مرحلة التهديد هلذه األزمة خالل شهر سبتمرب 2899واستمرت إىل
الضغط االتصالية والتصاعد هبا شيئا فشيئا فسربت معلومات لالحتاد السوفييت
وحلفائها الغربيني " بأن ليبيا تبين مصنعا لألسلحة الكيميائية ووجهت
واشنطن اهتاماهتا إىل أملانيا الغربية واليابان بتقديم العون إىل ليبيا
يف بناء املصنع "( )1وأخذت أجهزة املخابرات األمريكية والبنتاغون ووكالة
وتقارير عن " أكرب مصنع لألسلحة الكيميائية يف العامل " وعن هتديد ذلك
األوروبية والدول العربية واألفريقية اجملاورة لليبيا( )2ويف خطاب ألقاه مدير وكالة
قال " أن ليبيا يف صدد بناء أكرب مصنع لألسلحة الكيميائية يف الشرق
اجلوية احملدودة ولكن إدارة ريغان استمرت يف تزويد اهتاماهتا ويف 12
الواليات املتحدة تدرس إمك ؈촧القيام بعمل عسكري ضد ليبيا لوقف تطوير مصنع
األسلحة الكيميائية وتصادف هذا اليوم مع سقوط طائرة ركاب أمريكية تابعة لشركة
بان أمريكان فوق لوكربي ورغم عدم توجيه االهتام وقتها مباشرة على
ليبيا بشأن احلادث إال أن الشبهات اليت روجت هلا أجهزة اإلعالم الغربية مل
قيام الواليات املتحدة بعمل عسكري ضد ليبيا وركز ريغان على استخدام
أدوات الضغط التصعيدية عندما ذكر يف مقابلة مع شبكة ABCالتلفزيونية األمريكية "
إن واشنطن تقوم مبشاورات مع حلفائها الغربيني حول احتمال القيام بعمل
عسكري ضد منشآت ليبية نعتقد أهنا تصمم مصنعا لألسلحة الكيميائية "( )1ويف
اليوم التايل قال املتحدث باسم البيت األبيض مارلني فيتز ووتر " إن
الواليات املتحدة قلقة جدا بشأن بناء ليبيا ملصنع قادر على إنتاج كميات هائلة
املصنع ليس مستبعدا "( )1ومل تنف وزارة الدفاع األمريكية احتمال القيام بعمل عسكري
ضد ليبيا بل أكدت أن اإلدارة األمريكية ط مصممة على القيام بكل ما يف
وسعها لتضمن عدم توفر معدات واملواد الضرورية لدى احلكومة الليبية لتطوير
قدرات تصنيع األسلحة الكيميائية "( )2ومل يستبعد ( دان هوارد ) املتحدث باسم
وزارة الدفاع األمريكية شن هجوم على املصنع اللييب( )3كما سربت اإلدارة
األمريكية معلومات مفادها " أن لدى واشنطن اخلطط اجلاهزة لتدمري املصنع
وتلقني طرابلس درسا " )41وتطور األمر إىل أن انتقلت اإلدارة األمريكية
يف استخدامها ألدوات الضغط اإلكراهية إىل اختذا إجراءات مادية ذات
االقتصادية على ليبيا وكرر اهتاماته بأهنا تواصل استخدام ومساندة اإلرهاب
األمريكي واملصاحل احليوية للسياسة اخلارجية للواليات املتحدة "( )5وحدث مواجهة
الليبية واألمريكية ليس خمطط له ،ويف مكان غري مناسب ويف وقت مل يوضع
يف احلساب وقد سارع الطرف األمريكي إىل نفي صلة احلادث باحلملة
املثار ضد مصنع الرابطة وقد وصف املتحدث الرمسي باسم اخلارجية األمريكية ما
حدث بأنه " حادث مؤسف بل إن اإلدارة األمريكية اعتربت أن ملف احلادث قد
أغلق " وقد عملت ليبيا عن طريق جملس األمن إىل جلسة طارئة وقد طالب
مشروع القرار بأن توقف الواليات املتحدة مناوراهتا العسكرية يف مواجهة الساحل
ودالئل هذه تصرحيات البيت األبيض تشري إىل أن الطرف األمريكي عمل
(*)
جاهدا بعد احلادث على هتدئة الرأي العام الذي بدأ يتفاعل مع املوقف
وعلى تربير األجواء قبل بداية انعقاد مؤمتر باريس حتى تستمد اخلطة
اجتماعات مؤمتر باريس أو مداوالت جملس األمن كانت الواليات املتحدة قد بدأت
من اخلطوات أدت إىل هتدئة املوقف وقد بدأها القذايف يوم 2898/2/6
بتوجيه دعوة إىل الرئيس املنتخب بوش إلجراء حمادثات مباشرة بشأن النزاعات
مفاوضات نزع السالح وأهنا حتبذ تفتيش مجيع مصانع األسلحة شريطة أن تقبل مجيع
الدول هذه الشروط نفسها مبا يف ذلك الواليات املتحدة وإسرائيل ورفض أن تعامل
األمريكية لصحيفة الواشنطن بوست بأن الرئيس ريغان قرر " أن القيام
بعمل عسكري ضد معمل الرابطة سيؤدي إىل حدوث محلة هياج دويل
املتوسط تشكل حتديا سافرا وتثري القلق ومل ميضي وقت حتى أعلنت مصادر
ليبيا وقد صرح وزير اخلارجية األمريكي نفسه بأن " ليبيا مل ختالف أي
ذكر فيه " إنه يتوقع عالقات أفضل مع إدارة الرئيس بوش "( )2وهكذا تبادل الطرفان
يف بعض األحيان إال أن اجتاه الطرفني كان يسري حنو التهدئة وهو
األمر الذي حتقق بانسحاب األسطول األمريكي ومل متض ايام حتى بدأ عهد
جديد يف الواليات املتحدة يتوىل جورج بوش مقاليد احلكم وبذلك انطوت صفحة
من املوقف اللييب من قضية األمة العربية والغارة األمريكية إىل الدفاع
عن النفس اليت أتثبتنا فيما سبق بطالن تنفيذها لعدم احتواء العمل
عن النفس املبينة يف ميثاق األمم املتحدة ،مرورا بدعوى املالحة البحرية
وقضية خط املوت ،والذي أثبت بالدليل القاطع والربهان الذي ال يقبل الشك
حق ليبيا يف السيادة على مياهها اإلقليمية وصوال إىل دعوى حماربة
اإلرهاب اللييب هذا االدعاء الذي مل تستطيع الواليات املتحدة بأجهزهتا العلنية
والسرية وتعاوهنا مع أجهزة حلفائها الغربيني أن تقدم للعامل دليل على أن
ليبيا تقف وراء العمليات اإلرهابية اليت تقع يف مناطق متفرقة من العامل ،
وعندما تصل إىل دحض هذه االدعاءات فإننا نصل إىل نتيجة جوهرية هامة وهو
بطالن هذه االدعاءات وأن الدافع اخلفي هو غري الدافع املعلن فالدفاع
أمريكا أن تعلنه للعامل أنه السبب الرئيسي وراء قيامها مبثل هذا العمل هذا الدافع
والدور الريادي الذي تلعبه ليبيا ووقوفها إىل جانب حركات التحرر يف
529
العامل … ونقدم هنا ملخصا لألحداث اليت قامت هبا احلكومة األمريكية اجتاه الثورة
الليبية واليت جاءت كردود أفعال غري حمسوبة وال حترتم القواعد واألعراف
إنه بالنظر إىل تاريخ العالقات األمريكية الليبية منذ عهد الثورة فإننا جنمل املوقف
عادة السبب املباشر الذي مل تستطع إدارة كارتر إجياده بالرغم من
الضخمة .
واضطرت السلطات الليبية إىل اعتباره شخص غري مرغوب فيه ورأت
.
552
ومما سبق فإن اإلدارة األمريكية مهما تعترب من على رأسها فإهنا
554
جدول رقم ()2
(*)
يبين معدل تكرار ف ة اهتمام الص يفة بمواقف القذافي
اإلجمالي
االهتمام بمواقف القذافي ر.م
النسبة المئوية التكرار
وقد جاءت التكرارات فري الجردول المشرار إليره رول اهتمرام الواشرنطن بوسرت
بمواقف القذافي ،بنسربة م ويرة بل رت %9.7مرن إجمرالي المعالجرة اإلخباريرة لمواقرف
القذافي .
وقد جاءت النتائج كما وردت من خالل فئات التحليل :
ف ة ادهتمام الواسع بكل المواقف " ،نعني بها أن الص يفة تسجل كل المواقرف
التي تصدر عن القذافي ولها ع قة بسياسته الخارجية "
وكشررفت النتررا ر فرري هررذه الف ررة أن %41.8مررن أخبررار الص ر يفة ،قررد اهتمررت
بشكل واسع بلغلب مواقف القذافي ،سواء منها من له صلة بدعم ركات الت رر ،أو
تى السياسة الداخلية الليبية .
ونشرت الص يفة " … أقام القذافي تحالفا سياسيا مدع الجزائدر ،يعمدل بشدكل
يهدف إلى إحداث انتكاسة للحملة األمريكية الرامية لعزل هذا الزعيم … "(. )1
ظ فري الجردول رقرم ( )1أن األخبرار التري رازت علرى فرصرة النشرر فري ون
الصرف ة األولررى ومتعلقررة بالقرذافي وصررلت نسربتها ، %72.9وهري نسرربة كبيرررة جرردا .
ت كررد علررى رررص الواشررنطن بوسررت علررى إبررراز هررذه األخبررار عررن غيرهررا .وجرراءت
559
األخبار ومتممات األخبار فري الصرف ات الداخليرة بنسربة ، %19.2وأكردت النترا ر أن
أخبار القذافي قلما نشرت في الصف ة األخيرة بنسبة . %21.14
ررظ تركيررز الواشررنطن بوسررت كرران أساسرريا فرري ممارسررة رسررم وممررا سرربق ن
قرة نشرر صورة خاصة للقذافي ،من خ ل ملة ص فية في سلسلة من األخبار المت
عدد كبير منها في الصف ة األولى ،وذلك لترك انطبا لدى الرأي العام ول خطورة
ياتها د ت ل هذه الصف ة . وأهمية األخبار المنشورة وص
ووفقا لدراسات اإلنقرا ية(*) ،فان صف ة الجريدة تقسم إلى أربع أجزاء ت مرل
كل منها ددلة إخراجيرة خاصرة تبررز مردى أهميرة الخبرر المنشرور فيهرا ،وفرق اتجراه (
الست المقلوبة )(**) للقراء الص ف ،فان التركيز على أهم جزء داخرل الصرف ة يكرون
بررالتركيز علررى الررركن األيسررر العلرروي ،الررذي يلفررت نظررر القررارئ إليرره عنررد قراءترره
للص ر يفة ،وفرري أخبررار الصررف ة األولررى جرراءت نسرربة األخبررار المنشررورة فرري الجررزء
األيسر العلوي %56.9أما الركن األيمن العلوي فقد بل ت نسبة األخبار المنشورة فيره
من الصف ة األولرى %51.7والجرزء األيسرر السرفلي بنسربة بل رت %78.7ثرم الجرزء
الرابع وهو األيمن السفلي بنسبة بل ت . %66.1
ويتضررح مررن خرر ل متابعررة توزيررع أخبررار القررذافي علررى الصررف ة األولررى مررن
ص يفة الواشرنطن بوسرت ،إن المخرر الصر في عمرل علرى إ رداا ت ريرك ل،خبرار
على الصف ة ،بشكل يجعل القارئ د يلتفت إلى كثرة نشر األخبار المتعلقة بالقرذافي ،
فمن خ ل النسب السابقة يتضح لنا أن توزيع األخبار على هرذه األجرزاء كران متقرارب
،بشكل كبيرر أي أن كرل جرزء فري الصرف ة األولرى ،نشرر فيره عردد مرن األخبرار تكراد
571
ثالثا :تأثيرات مواقف القذافي :
بعد قيام الثورة الليبية بقيادة القرذافي الرذي لره ر يرة سياسرية واسرتراتيجية لكثيرر
من القضايا ،تميرزت هرذه الر يرا بالثبرات ومخالفرة ادسرتراتيجية األمريكيرة ،فقرد عمرل
القذافي على مستويات مترابطرة فري دعمره ل ركرات الت ررر ،فعلرى المسرتوى العربري
دعررم القررذافي قضررية الو رردة العربيررة ،وأكررد علررى ضرررورة ت ريررر فلسررطين ،ودعررم
منظمة الت رير الفلسطيني سياسريا وعسركريا ،األمرر الرذي دفرع الوديرات المت ردة إلرى
م اولة فره عزلة سياسرية واقتصرادية علرى القرذافي ،لكنهرا فشرلت ،وعلرى الصرعيد
األفريقي قام القذافي بدعم جرل ال ركرات والمنظمرات الثوريرة التري تسرعى إلرى الت ررر
وادستق ل الوطني ،كما عمل على طرد النفوذ الصهيوني من القارة األفريقية .
وعلى الصعيد الردولي لرم يتروانى القرذافي فري إعر ن موقفره صررا ة لردعم رق
الجرريم الجمهرروري األيرلنرردي فرري نضرراله ضررد ادسررتعمار البريطرراني ،و ررق الجبهررة
السنديانية في نيكاراغوا في ت قيق استق لها ،ودعرم بنمرا إيمانرا منره أن الشرعوب ررة
فرري تقريررر مصرريرها ،لقررد شرركلت ال ركررة الثوريررة للقررذافي علررى تررلثيرات بررارزة علررى
السررا ة الدوليررة أدت إلررى أ ررداا ص ر وة لرردى شررعوب العررالم ،ف ملررت كررل ركررات
الت رر همومها وأفرغتها على كاهل القذافي .
جدول رقم ()4
(*)
يبين معدل تكرار تلثيرات مواقف القذافي على األوضا الدولية
اإلجمالي
تأثريات مواقف القذايف على األوضاع الدولية ر.م
%
15.84 118 يشكل خطرا على األمن والسلم العالمي 2
22.52 226 يشكل تهديدا لمصالح الوديات المت دة . 1
21.19 88 يعتبر امتدادا للشيوعية 4
8.91 68 يشكل خطرا على اسرتراتيجية الوديرات المت ردة فري الشررق 2
ونقصد هنا بتلثيرات مواقرف القرذافي " التدأثيرات التدي تدرى الواشدنطن بوسدت
أن دعم القذافي للحركات التحرر ( اإلرهابية ) يحدثها على األوضاع الدولية " .
وقد قسم البا ا هذه الف ة إلى خمس ف ات فرعية وأظهررت نترا ر الجردول رقرم
( )4ما يلي :
أ -تشكل خطر على األمن والسلم العالمي :
لقد أظهرت ص يفة الدراسة أن مواقف القذافي تشكل خطرا على األمن والسرلم
العالمي بنسبة %15.8ونشرت " … أن القذافي يملد لكدل مدواطن مدن السدال أكثدر
مما اشترى الشا من الواليات المتحدة … "(. )1
وتظهر الص يفة جم اآللة العسكرية الليبية فنشرت " … أنفقت ليبيا 120325بليون
دوالر على األسلحة ،وهي أكثدر دولدة فدي الشدرق األوسدط ،وجيشدها يقددر بحدوالي
68ألددف جندددي ،بتكلفددة مذهلددة 402بليددون دوالر للمحافظ دة عليدده وهددو مددا يددوازي
%2808من إنفاق الحكومة ،إنهدا أرقدام تددعوا إلدى التأمدل ،فحيداة العدالم خطدر بيدد
هذا الرجل … "(. )2
ونشرت " … أن الزعيم الليبي يهدد العالم بأسر … "(. )3
وتشير الص يفة إلى " … أعلنت الواليات المتحدة احتجاجها على تسدليم ليبيدا
صواريخ سام ، 5-واعتبرت ذل بأنه يهدد األمن والسلم العالميين … "(. )1
لقد بينت لنا الدراسة أن الواشنطن بوست عملت على إبراز خطر تسليم القذافي
وامت كه ل،سل ة ،وأعطت إشارة واض ة بلن امت ك القرذافي ل،سرل ة سروف يشركل
561
جدول رقم ()2
(*)
يبين معدل تكرار الصفات التي تعكسها الص يفة لشخصية القذافي
اإلجمالي
الصفات التي تعكسها الص يفة ر.م
% ك
12.25 286 إرهابي 2
9.49 66 متطرف 1
1.48 11 مسلم 4
5.66 54 عميل للشيوعية 2
4.29 41 دكتاتوري 5
8.59 99 زعيم 7
4.15 19 جريء 6
1.26 11 متعصب 9
1.94 17 عبقري 8
26.97 272 عراب اإلرهاب 21
5.66 54 مثير للفتن 22
7.72 72 مثير للجدل 21
4.29 41 مزاجي 24
5.66 54 متقلب 22
2.4 21 صفات أخرى 25
211 829 المجمـــــــــــو
565
ففري إشرارة واضر ة نشرررت الصر يفة " … الليبيدون بدددو رحدل والقدذافي سدديد
الغاب فهو لديه حدس عربي أصيل يالحظ أعداء في أرجاء العالم … "(. )1
فهذه الصورة عن الخطر اإلس مي الذي يمثله القذافي لل ضارة ال ربية يمثل الجز ية
األهم في الصرا بين المسي ية واإلس م .
فقررد بال ررت الواشررنطن بوسررت فرري األمررر ونشرررت " … لقددد تعلددم القددذافي مددن
اإلسالم المغامرة الروحية والدور الذي لعبده السدال فدي حيداة محمدد والغدزو العربدي
… "(. )2
ومرن هنرا فقرد ترم اسرتخدم البعرد الرديني للثرورة الليبيرة اسرتخداما مر ثرا علرى كرل
القيادات السياسية ،بما في ذك الدول المسلمة وأظهر خطورة القذافي ،وأنه لريس فقرط
عدو للوديات المت دة بل لكل البشرية .
وقد بل ت ف ة الصفات األخرى نسبة ص يرة %2.4يا ظهرت صفات غيرر
أخ قيررة كوصررف القررذافي بلنرره ( كلددب الشددرق األوسددط المسددعور ) ( ،ذبابددة الشددرق
األوسط المزعجة ) وهذا اإلسفاف في الل ة الصر فية كران يمكرن أن يكرون مقبرود مرن
ص يفة شعبية أو ص يفة صرفراء ،لكنره بالتلكيرد غيرر مقبرول مرن الواشرنطن بوسرت ،
ألن مررن تت رردا عنرره يمثررل رمررزا وزعيمررا لدولررة مسررتقلة ي فررظ لهررا القررانون الرردولي
ولزعيمها قوق على الدول األخرى ا ترامها .
لكن ال ملة األمريكية ضد القذافي استخدمت كل األسل ة واألساليب المشرروعة
منها وغير المشروعة و تى غير األخ قية في سبيل ت قيق غاياتها .
566
الص يفة لموقف القرذافي مرن القضرايا الت رريرة ،ومقارنرة بالقضرايا األخررى يعرد هرذا
الم شر عاليا األمر الذي يدل على أن ادهتمام األبرز كان بهرذه القضرية .وذلرك نظررا
درتباطهررا مباشرررة بالقررذافي ذلررك أن القررذافي ي كررد علررى أن خلررير سرررت هررو جررزء د
يتجزأ من المياه اإلقليمية الليبية ،وقد عملت اإلدارة األمريكيرة مرن خر ل هرذه القضرية
إلى نقل الصرا مع ليبيا إلى دودها ،ونشرت الواشنطن بوست " … يعتقدد القدذافي
أنه يرسم الحدود الدولية كما يشاء … "(. )1
592
جدول رقم ()7
يبين معدل تكرار الصورة التي ترسمها الص يفة لموقف القذافي
(*)
من قضية الميز العنصري في جنوب أفريقيا
اإلجمالي صورة موقف القذافي من قضية الميز العنصري في جنوب
ر.م
% ك أفريقيا
25.7 91 السعي لإلطا ة ب لفاء الوديات المت دة 2
2
25.1 68 دعم اإلرهابيين 1
2
29.1 87 تدخل في ش ون جنوب أفريقيا 4
9
11.4 216 إعداد معسكرات لتدريب اإلرهابيين 2
9
22.2 67 تسليح ودعم المرتزقة من الم تمر الوطني 5
6
27.2 95 الم تمر الوطني األفريقي ذو توجهات شيوعية 7
8
211 515 المجـــــــــــــــــــــمو
وقد أظهررت النترا ر اإلجماليرة فري الجردول رقرم ( )7أن الصرورة التري رسرمتها
الواشنطن بوست لموقف القذافي من قضية الميز العنصري كما جراء بنسربة %17.11
من الصورة التي ترسمها الواشنطن بوست لمواقف القذافي من القضايا األخرى .
581
سادسا -أسباب دعم القذافي لقضايا التحرر :
نقصد بها " األسباب والدواعي التدي دفعدت بالقدذافي إلدى تقدديم دعدم للحركدات
التحرر ،سواء كانت سياسية أو شخصية كما تراها الصحيفة " .
وقد قام الباحث بتقسيم هذه الفئة إىل فئتني أسباب شخصية ،وأسباب
سياسية .
أ -األسباب الشخصية :
" نقصد بها األسباب المتعلقة بالقذافي شخصيا وتدفعه إلى تقديم دعدم لهدذ الحركدات
".
يررا يكشررف لنررا الجرردول رقررم ( )9أن األسررباب الشخصررية هرري الترري دفعرررت
بالقذافي لدعم ركات الت رر جاءت بنسبة %25.1من إجمرالي األسرباب التري دفعرت
بالقررذافي إلررى دعررم ركررات الت رررر ،وقررد أظهرررت نتررا ر الت ليررل أن أكثررر األسررباب
الشخصررية الترري ترردفع بالقررذافي إلررى دعررم ركررات الت رررر هررو شررعور القررذافي بجنررون
العظمررة ،وجرراءت بنسرربة %24.4مررن األسررباب الشخصررية ،وهررو م شررر عررالي جرردا
في عالم آخر ،عندما يعمل علدى يا نشرت الص يفة " … الش أن القذافي يعي
دعم السنديانية بالسال من أجل محاربة الواليات المتحدة … "(. )1
" أكددد خبددراء السددلو النفسددي فددي وكالددة المخددابرات المركزيددة :أن القددذافي
()2
يعاني من اضطرابات في الشخصية تجعله يشعر بأنه أعظدم رجدل فدي العدالم … "
.
" مصادر الخارجية األمريكية ،تؤكد أن محاولة القذافي السديطرة علدى خلديج
السدرة راجع إلى رغبات شخصية ونفسية مضطربة … "(. )3
إن اإلع ر م األمريكرري أعطررى لنفسرره ال ررق فرري أن يرجررع المواقررف إلررى أسررباب
يراها من وجهة نظره أساسية ،ولكن ال قيقة تشير إلى أن هذه األسباب ابعد مرا تكرون
مقبولة ،فالقذافي لم ي ز الوديات المت دة ،ولم ي تل أي دولة ترى يرتم تشربيهه بهتلرر
،أو أنه يعاني من جنون العظمة .
وإشررارة الواشررنطن بوسررت إلررى أن القررذافي يسررير برأسرره مرفوعررا ،يرردل علررى
جنررون العظمررة ،ف ر شررك أن األمررريكيين يسرريرون ور وسررهم إلررى األره ،ونشرررت
الص ر يفة " … عندددما نددزل القددذافي مطددار الربدداط ،ظددل ينظددر برأسدده إلددى السددماء ،
وكأن ال سماء في طرابلس … "(. )1
لقد اولت الص يفة وصف شموخ القذافي بلنه جنون عظمة ،وأن هذا الجنون
بالعظمة هو الدافع األساسي وراء دعم القذافي لل ركات الت رر ،وال قيقرة توضرح أن
هذا السبب د يمكن ادعتداد به كسبب ر يسي وهام لدعم القذافي لهذه ال ركات .
كمررا أظهرررت النتررا ر فرري الجرردول رقررم ( )9أنرره مررن األسررباب الشخصررية لرردعم
القذافي لل ركات الت رر ،هو إعطاء نفسره دورا أكبرر مرن إمكانياتره ،وجراءت بنسربة
وبالتركيز على القضايا التي تناولتها الدراسة ،فاننا لم نتناول أي قضية عربيرة
أو قضية تتعلق بسياسة القذافي في المنطقة ،غير أن الت ليل أظهر لنا أنه عند معالجرة
أي قضرية إخباريرة لهرا ع قرة ب ركرات ت رريرة ،فران الواشرنطن بوسرت تقردم ت رذيرا
م لفا للعررب وخصوصرا قرادتهم المروالين لل ررب .مرن ا تمرال أن القرذافي يسرعى إلرى
فرررررررررررررررررررررررررره سررررررررررررررررررررررررريطرته علررررررررررررررررررررررررريهم فنجررررررررررررررررررررررررردها تنشرررررررررررررررررررررررررر
"… يوجد معسدكرات لتددريب اإلرهدابيين فدي ليبيدا … البدد أن القدذافي أصدبح يشدكل
خطرا على الجميع…"(.)1
" … إن سدديطرة القددذافي علددى خلدديج السدددرة ،سددوف يغلددق البحددر المتوسددط
أمام جيرانه…"(.)2
" … القذافي يسعى إلى احتالل تونس بعد هزيمته في تشاد … "(. )3
لقرررد تجررراوزت الواشرررنطن بوسرررت فررري طر هرررا لهرررذه المسرررللة الزعامرررة األدبيرررة
والسياسررية للقررذافي علررى العرررب ،بررل أخررذت تركررز علررى إمكانيررة أن يز ررف القررذافي
عسرركريا علررى الرردول المجرراورة لرره ،فنشرررت " … لدددى القددذافي بدددو رحددل يحطددون
رحالهم في أي مكان من أوغندا إلى تونس …"(.)4
لقد عملت الص يفة علرى التركيرز علرى سرعي القرذافي لترزعم العررب ،بصرورة
فجة لكنها وجدت رواجا عند بعه الموالين للوديات المت دة في المنطقة العربية .
وتبررز النترا ر مررن الجردول المشرار إليرره أن الت طيرة اإلخباريرة قررد ركرزت علررى
الجانب ادقتصادي للوديات المت دة األمريكية في جنوب أفريقيا ،والدعم الرذي تقدمره
اإلدارة األمريكيررة لنظررام ال رراكم مررن أجررل الم افظررة علررى المصرالح األمريكيررة ،سررواء
ادقتصررادية أو ادسررتراتيجية فرري المنطقررة ،والترري بل ررت نسرربتها %12.1مررن إجمررالي
-2نيكاراغــوا :
تظهر لنا نتا ر الجدول رقرم ( )22أن الواشرنطن بوسرت قامرت بت طيرة إخباريرة
لنيكاراغوا ،وموقف القذافي منها بنسبة بل ت %19.2من إجمالي الت طيرة اإلخباريرة
لنيكرراراغوا ركررزت الصر يفة علررى اإلرهرراب الررداخلي الررذي تمارسرره الجبهررة السررنديانية
ضرررد الشرررعب النيكررراراغوي ،ونشررررت الصررر يفة " … نجدددح النظدددام الشددديوعي فدددي
نيكدداراغوا إلددى تصدددير االضددطرابات إلددى المنطقددة بكاملهددا ،والندداس يهربددون إلددى
الشمال … "(. )1
" … السنديانيون متورطون في تجارة المخدرات … "(. )2
جدول رقم ()22
(*)
يبين معدل تكرار الت طية اإلخبارية لقضية الجبهة السنديانية
اإلجمالي
الت طية اإلخبارية للجبهة السنديانية ر.م
النسبة % التكرار
22.95 218 استبداد السنديانية 2
" … أعدم أمس جودي ساالزار رميا بالرصام في ساحة عامة فدي مانداغوا
. )1(" ..
" … قدام شددباب السنديانيسددتا بتدددمير المعبدد اليهددودي فددي ماندداغوا ،وإصددابة
إحدى كبار الحاخامات في نيويور … "(. )2
" … اعتقلت الحكومدة النيكاراغويدة اآلالف مدن الهندود الحمدر فدي معسدكرات
جماعية…"(.)3
" … طردت نيكاراغوا أمس اثنين من القساوسة لوعظهما بأن ما قاله ريغدان
يمثل مشيئة الرب … "(. )4
لقد أعطت الواشنطن بوست مما سبق صورة اإلرهاب للثورة السنديانية ،خاصة وأن
الجبهة السنديانية تتلقى دعما سياسيا وماديا من القذافي ،فهو من جهة نظرها عراب اإلرهاب
فنشرت الص يفة :
السندياني "(. )1 " القذافي يدفع 23مليون دوالر مهايا لجي
وتظهر لنا نتا ر نفس الجدول السرابق أن الت طيرة اإلخباريرة لنيكراراغوا ركرزت
على اقتصاد الب د المنهار بنسبة %16.4ونشرت الص يفة :
" … إن السنديانية قد دمرت الناتج القومي للبالد … "(. )2
-3ليبيــــا :
تكشف لنا النتا ر كما تظهر في الجدول ( 21أ ،ب ) أن الواشرنطن بوسرت قرد
ركزت في ت طيتها على ليبيا ول قضايا اإلرهاب ،وخلير سرت بشكل أكثرر مرن أي
يررا بل ررت نسرربة الت طيررة اإلخباريررة ررول ليبيررا %54.4مررن إجمررالي قضررية أخرررى،
الت طية اإلخبارية لمواقف القذافي من القضايا الث ا .
وقررد قررام البا ررا بتقسرريم الت طيررة اإلخباريررة ررول ليبيررا إلررى قسررمين .السياسررة
الداخلية ،والسياسة الخارجية .
سياسة داخلية ( أ )
724
وبررذلك فرران اسررتخدام عبررارات ( النظددام الليبددي ،القددذافي يحكددم نخبددة ،مجلددس قيددادة
الثورة يقود البالد) كلها عبارات تسرتخدم لت قيرق ترلثير علرى الررأي العرام برلن القرذافي
دكتاتور ،ي كم ب ده بقوة الجيم .
وباإلشارة إلى الجدول رقم ( )4فان صفة الدكتاتور تكرر ذكرهرا بنسربة %4.2
من إجمالي الصفات التي أطلقتها الص يفة على القذافي .
كمررا يكشررف لنررا جرردول رقررم (-21أ) أن الواشررنطن بوسررت ركررزت علررى تنررامي
المعارضة الداخلية ضد القذافي بنسربة %6.1مرن الت طيرة اإلخباريرة لسياسرة الداخليرة
الليبددي الليبيررة ،ونشرررت الصر يفة " … محاولددة انقددالب هامددة مسددتوحاة مددن الجددي
عام ، 1275تضم العقيد عمر المحيشي عضو مجلس قيادة الثورة … "(. )1
" القذافي يعدم 33ضابطا في محاولة المحيشي الغتياله "(. )2
" … المخددابرات المركزيددة األمريكيددة كانددت لهددا علددم مسددبق بمحاولددة الضددباط
الليبيين الفاشلة الغتيال القذافي عام . )3(" … 1261
"… اللجددان الثوريددة تقددوم بإعدددام مجموعددة مددن األشددخام يشددتبه فددي أنهددم
متورطون في محاولة االنقالب الفاشلة في مايو . )4(" … 1264
" … الليبيون كانوا دائما صبورين بشكل مثير للدهشة مع قادتهم … "(. )5
" … اتصدددل حسدددن أشدددكال أحدددد أقدددارب القدددذافي بالسدددلطات المصدددرية السدددنة
الماضية ليرى عما إذا كانت ستدعم حكومة جديدة في ليبيا يقودها هو … "(. )6
" … المطاردة الليبية :الحرب في الداخل … "(. )1
ظ هنا أن الص يفة عملت على فترات متباعدة إلى تركيز على المعارضة الداخلية، ون
وإظهارها بالصورة التي يمكن أن تفعل شيء ،غير أن ما ينقص هذه المعارضة هو التنظيم ،
وكلن الواشنطن بوست تقوم على ت ريه هذه المعارضة المزعومة ،لكي تتشكل في تنظيم تى
728
وقد رازت ف رة دعرم اإلرهراب ادهتمرام األكبرر فري الت طيرة اإلخباريرة للسياسرة
الخارجية للقذافي بنسبة %12.7من إجمالي الت طية للسياسة الخارجية الليبية فنشررت
الص يفة :
" أنه ال يكتفي بممارسة اإلرهاب بل هو الذي يخلقه … ". )1(-
" … القذافي يدير مافيا هو الرأس المدبر لها … "(. )2
وتتطابق هذه الت طية مع اعتبار دعم القذافي لقضايا الت رر ،بلنها تشكل داعما لإلرهاب
والذي بل ت نسبته %46.2من تلثير هذا الدعم على األوضا الدولية ،انظر الجدول رقم (، )4
وبذلك فان الواشنطن بوست لم تتوقف على إلصاق تهمة اإلرهاب به .
(*)
جدول رقم (-21ب)
اإلجمالي
الت طية اإلخبارية ليبيا ر.م
النسبة % التكرار
سياسة خارجية ( ب )
12.74 411 دعم اإلرهاب 2
2.58 79 الت الف مع ادت اد السوفيتي 1
5.11 66 خطر على إسرا يل 4
24.58 112 دعم المتمردين 2
7.28 87 الض ط على لفاء ال رب 5
7.67 211 تدخل في ش ون البلدان المجاورة 7
7.19 84 تنامي المعارضة الخارجية 6
72.5 855 المجـــــــــــــــــــــمو
133 1427
وتكشررف نتررا ر الجرردول رقررم ( )24أن أسررلوب التجاهررل المتعمررد قررد جرراء بنسرربة
م ويررة %2.5مررن إجمررالي أسرراليب الت طيررة اإلخباريررة لمواقررف القررذافي ،ويقرروم هررذا
األسلوب على عدم تكذيب الص ف ل تهامرات التري تنشرر ضرد الدولرة ،لكنهرا ببسراطة
يررتم تجاهلهررا بشرركل كبيررر .وقررد جرراء هررذا األسررلوب بنسرربة بل ررت %4.5مررن إجمررالي
أسرراليب الت طيررة لمواقررف القررذافي مررن الجبهررة السررنديانية ،وجرراء هررذا األسررلوب بنسرربة
%7.17من إجمالي األساليب لت طية مواقف القذافي من قضية جنوب أفريقيا ،وجراء
هذا األسلوب بنسبة %2.5من أساليب الت طية لموقف القذافي من قضرية خلرير سررت
.
وال قيقررة الواضر ة هنررا أن الواشررنطن بوسررت تجاهلررت بشرركل كبيررر تصررري ات
القذافي بلن ليبيا تقع ت ت وطلة ملة إمبريالية شرسة ،ولم تنتبه إليها وسرا ل اإلعر م
بررل إنرره اسررتخدم كررلداة لت قيررق هررذه ال ملررة ،ولررم يكشررف عنهررا إد بعررد العرردوان علررى
طرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررابلس وبن ررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررازي ورأت الصرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر يفة
" … شنت إدارة ريغان حملة تضليلية سرية غير معهودة إلقنداع القدذافي بأنهدا علدى
وش الهجوم عليه … "(. )1
" … وزارة الخارجية تضع خطة تحث على انقالب ليبدي ،واإلدارة األمريكيدة
تنفي إثارة اغتيال القذافي … "(. )2
" … نشر معلومات مصنفة ( سري ) حول حملة الحكومة الراميدة إلدى تحييدد
القذافي يعمل في واقع األمر على خدمة العدو دون مقابل ،ويقددم صدكا دعائيدا رائعدا
للقذافي … "(. )3
748
ثامنا :مصادر التغطية اإلخبارية لمواقف القذافي :
أوضررر ت لنرررا نترررا ر الجررردول رقرررم ( )12أن ف رررة مصرررادر المعالجرررة اإلخباريرررة
لمواقف القذافي قد جاءت فى المرتبة الرابعة بنسربة م ويرة بل رت %21.9مرن إجمرالي
المعالجة األخبارية لمواقف القذافي من قضايا الت رر العالمي.
ونظرا لخصوصرية هرذه الف رة الت ليليرة ،فقرد قسرم البا را ف رة مصردر الت طيرة
األخباريررة الررى أربررع ف ررات ر يسررية تنقسررم برردورها الررى ف ررات فرعيررة أخرررى .ونقصررد
بالمصدر هنا الجهة أو األداة التي نسب إليها أ داا الخبر.
-1المصدر اإلعالمي:
ويقصد بها " األخبار التى نشرتها الصحيفة وكان مصدرها أما بشرية أو إعالمية " .
يكشف لنا الجدول رقم ( )22أن إجمالي األخبار التي كان المراسلون مصدرها ،قد بل ت
ما نسبته %52.7من إجمالي مصادر األخبار التي تناولت مواقف القذافي من قضايا الت رر
العالمي .ويتضح من ذلك أن الص يفة استخدمت شبكة مراسليها في ت طية أخبار القذافي ،
وه دء المراسلون اعتمدو على مصادر خاصة بهم ،وصاغوا األخبار وفق ر يتهم ل ،داا.
وهذا ما جعل المعالجة األخبارية لمواقف القذافي تتسم بالت يز وعدم الموضوعية وإدخال اآلراء
فى صلب الخبر .فالمراسلون اعتمدوا على مصادرهم ور يتهم ،ولم يعتمدوا على ال قا ق التى
تضعها األ داا .
وجرراءت وكررادت األنبرراء األمريكيررة فرري المرتبررة الثانيررة مررن إجمررالي المصررادر
اإلع مية التي اعتمد عليها المراسرلون مرن وكالرة اليونانيترد بررس بنسربة %29.2مرن
إجمرررالي المصرررادر اإلع ميرررة ،ووكالرررة األسوشررريد بررررس فرررى المرتبرررة الثالثرررة بنسررربة
، %42.1ويتضح من هذه األرقام أن األخبار التي نشرت عن القذافي اتسمت بصرب ة
ور يررة أمريكيررة صرررفة ،فالمراسررلون ووكررادت األنبرراء الترري اعتمرردوا عليهررا كانررت
أمريكية .وبالتالي فان مبدأ الموضوعية وعدم الت يز فرى نشرر معالجرة مواقرف القرذافي
من قضايا الت رر يعد عام مفقود بشكل كبير.
ويكشررف لنررا نفررس الجرردول ن ف ررة وكررادت أنبرراء أخرررى قررد جرراء فرري المرتبررة
األخيرة ،بنسبة %1.8من إجمالي المصدر اإلع ميرة ،وجراءت هرذه الوكرادت علرى
721
الن و التالي نشرت الواشنطن بوست خبران عن نيكاراغوا كان مصدرهما وكالة أنبراء
هنرردرواس وكالررة األنبرراء األرجنتينيررة .أمررا جنرروب أفريقيررا فقررد جرراء خبررر وا ررد كرران
مصدره وكالة أنباء كانسيشا من زا ير .
722
جدول رقم ()22
(*)
يبين معدل تكرار ف ة المصادر اإلع مية في المعالجة اإلخبارية
القذايف ر.م
5.91 29 4.75 9 7.17 1 22.1 9 وكالة األنباء الفرنسية 1
4
9
2.72 5 2.47 4 7.17 1 - - وكالة الشرق األوسط 2
29.2 56 29.1 21 12.1 6 26.5 21 وكالة اليونايتد برس 5
24.1 22 22.2 42 8.18 4 21.1 6 وكالة ادسوتم برس 7
724
-2المصدر الجغرافي "العواصم":
ويقصد بها " المدن التي أشارت أليها الصحيفة عند نشرها للخبار المتعلقة بمواقف
القذافي ".
يكشرف لنررا الجرردول رقرم ( )25أن اكثررر المرردن الترري جراءت منهررا األخبررار كانررت
نيويررورك ،بنسرربة بل ررت %42.7مررن إجمررالي المصررادر الج رافيررة .وجرراءت مدينررة
واشررنطن فرري المرتبررة الثانيررة بنسرربة %12.7مررن إجمررالي المصررادر الج رافيررة .وهررذا
ي كررد مررا تقرردمنا برره فرري ت ليلنررا لجرردول رقررم ( )22بررلن الصر يفة اعتمرردت علررى الر يررة
األمريكية في معالجة مواقف القذافي من قضايا الت رر العالمي .وبهذا يمكرن أن ننفري
مصرداقية الصر يفة فري تقرديمها ر يرة موضروعية و قيقيرة ل،خبرار .فلمرام هرذه النسرب
المرتفعررة للمرردن األمريكيررة جرراءت مدينررة طرررابلس بنسرربة بل ررت %12.14رغررم أنهررا
الطرف الثاني من المواجهة مع الوديات المت دة ،فقرد عمردت الواشرنطن بوسرت علرى
تكثيف األخبار الصادرة من الوديات المت دة في مواجهة األخبار القادمة من طررابلس
.وهذا ما أكدناه في قضية عدم التوازن فري التردفق األخبراري برين الشرمال والجنروب ،
وجاءت لندن في المرتبة الرابعرة بنسربة %22مرن إجمرالي المصرادر الج رافيرة .وإذا
ما جمعت هذه النسب الم وية بين الوديات المت ردة وبريطانيرا ،فاننرا سروف نقرف أمرام
الهيمنة الكبيرة لدول الشمال في مواجهرة دول الجنروب فري ت طيرة أخبرار القرذافي .فقرد
بل ررت النسرربة الم ويررة للمرردن ال ربيررة نيويررورك واشررنطن لنرردن %77.8مررن إجمررالي
المصرررادر الج رافيرررة التررري عالجرررت مواقرررف القرررذافي أمرررام %12.14مصرررادرها مرررن
طرابلس .إن هذا الفرق الذي يصل إلى ث ا أمثال يوضرح أن تلرك المعالجرة لرم تتسرم
بالموضوعية ،فقد ركزت على نقرل وجهرة نظرر طررف وا رد مرن المواجهرة الوديرات
المت رردة الترري تمتلررك اإلمكانيررات والتقنيررات الترري تسرراعدهم فرري رسررم أي صررورة نمطيررة
للقذافي .
لقد عمدت الواشنطن بوست على ادستفادة من هرذه اإلمكانيرات بدايرة مرن شربكة
المراسلين الذين اعتمدوا علرى مصرادرهم الخاصرة وكرادت األنبراء األمريكيرة ،ونقلروا
722
وجهات نظر واشنطن ونيويورك ول مواقف القرذافي ،يوصرلنا إلرى نتيجرة مفادهرا أن
هذه المعالجة لم تكن موضوعية على اعتبار سيطرة وجهة نظر الوديات المت دة علرى
الواشنطن بوست عند تقديمها لمواقف القذافي .
725
جدول رقم ()25
(*)
يبين تكرار ف ة المصدر الج رافي في المعالجة اإلخبارية
القذافي ر.م
% ك % ك % ك % ك المصدر الج رافي
6 8
2.11 24 1.64 7 25.2 5 4.51 1 مدن أخرى 6
5
726
-3المصادر المؤسساتية :
يقصد بها " األخبار التي نسبت إلى مؤسسة حكومية تابعة لإلدارة األمريكية " .
وقد عمد البا ا إلى تقديم هذه الف ة للتعرف على أي من هذه الم سسات األكثر تلثيرا
على المعالجة اإلخبارية لمواقف القذافي ،وكشف لنا الجدول رقم ( )27أن البيت األبيه قد جاء
في المرتبة األولى بين الم سسات األمريكية التي نسبت إليها الواشنطن بوست أخبار تتعلق
بمواقف القذافي ،يا بل ت النسبة %44.7من إجمالي المصادر الم سساتية ل،خبار المتعلقة
بمواقف القذافي .وي كد هذا على أن البيت األبيه عمل على انسياب األخبار إلى الواشنطن
بوست سواء عن طريق ناطقه الرسمي ،أو موظف يعمل به ،ووقعت الص يفة بالتالي ت ت
تلثير الم سسات الرسمية األمريكية ،والتي أثرت بدورها في معالجتها األخبارية المواقف القذافي
لدرجة جعلت الواشنطن بوست تفقد استق ليتها المزعومة ،وتبدو كلنها لسان ال ال كومة
األمريكية .
وقد فجر تقرير نشرته الواشنطن بوسرت بقلرم الصر في األمريكري الشرهير بروب
ورودادر برلن اإلدارة األمريكيرة قرد أعردت ملررة تضرليل إع ميرة للقرذافي ،لتبريررر أي
عمل تقوم به اإلدارة األمريكية ضد القذافي .
هررذا التقريررر كشررف لنررا إلررى أي مرردى تسرريطر اإلدارة األمريكيررة بكرل م سسرراتها
على الواشنطن بوست في تقديم أخبار كاذبة عن القذافي .
وإن كان هذا التقرير قد كشفت عنه الواشرنطن بوسرت ،فران ذلرك د يعفيهرا مرن
مس ولياتها اتجاه الررأي العرام العرالمي واألمريكري ،واتجراه القرذافي بالدرجرة األولرى ،
فكان على الواشنطن بوست تقديم اعتذار لمس وليتها على المسراهمة فري تضرليل الررأي
العام ،وتقديم اعتذار للقذافي ،والشعب الليبي ،عما اقترفتره فري قره بسربب معالجتهرا
غير موضوعية لها .
ويكشف لنرا الجردول أن الخارجيرة األمريكيرة قرد جراءت فري المرتبرة الثانيرة برين
الم سسررات األمريكيررة الترري تررزود الواشررنطن بوسررت بلخبررار عنررد القررذافي بنسرربة بل ررت
، %12.5وهررذا التضررامن بررين الخارجيررة والبيررت األبرريه اسررتخدام بشرركل م ر ثر فرري
المعالجة اإلخبارية لمواقف القذافي ،فكانت الخارجية تسير وفرق خطرة رسرمها ري ران
مررع مستشرراريه فجرراءت األخبررار م كرردة مررن البيررت األبرريه ومفصررلة مررن الخارجيررة
729
ومصاغة بلسلوب ص في أمريكي ،وجراءت ف رة م سسرات أخررى فري المرتبرة الثالثرة
بنسرربة %11.7وتصرردرت وكالررة المخررابرات المركزيررة األمريكيررة هررذه الف ررة بنسرربة
%11.51مما ي كد هيمنتها أيضا على األخبار المتعلقة بمواقف القذافي .
4.55 22 1.64 7 7.17 1 5.17 4 مجلس األمن القومي 2
األمريكي
11.7 61 12 27 44.4 22 11.9 24 م سسات أخرى 5
751
-4المصادر الشبح :
قدم البا ا تعريفا تفصيليا لمفهوم المصدر الشبح فري الجرزء الخراص بمصرادر
األخبار في اإلطار النظري لهذه الدراسة ،ويقصد بره نسرب األخبرار إلرى مصردر غيرر
المصادر التي سبق ذكرها ،وقد قام البا را بتقسريم هرذه الف رة إلرى ف رات فرعيرة تشرير
إلى مصادر غير واض ة ومبهمة .ويوضح لنا الجدول رقم ( )26ا رت ل ف رة مصرادر
مطلعة المرتبة األولى بنسبة %12.9من إجمالي مصادر الشبح ،فنشرت الص يفة :
" … الواليات المتحددة علدى وشد الهجدوم بواسدطة القاذفدات األمريكيدة علدى
ليبيا ،وربما اإلطاحة بالقذافي ،هذا ما ذكرته مصادر مطلعة أمس … "(. )1
وجاءت ف ة مس ولين بادارة ري ان فري المرتبرة الثانيرة بنسربة %18.2فنشررت
الص يفة :
" … ذكددر مسددؤولون بددإدارة ريغددان أن هنددا إرهابيددا يابانيددا يشددتبه فيدده أندده
يعمل سرا مع ليبيا … "(. )2
وجاء ف ة مصادر دبلوماسية بنسبة %27.2من إجمالي مصادر الشبح ،التي نسب إليها
المراسلون األخبار المنشورة عن القذافي ونشرت الص يفة :
" … تحتفظ ليبيا بعمليات دعدم للمتمدردين فدي جندوب أفريقيدا ،هدذا مدا أكدتده
مصادر دبلوماسية في واشنطن "(. )1
وتجرردر اإلشررارة أن مصرردر الشرربح يعررد مررن أكثررر مصررادر األخبررار خطررورة فرري
العمل الص في ،ففي الوقرت الرذي يخرول فيره القرانون األمريكري للصر في رق مايرة
مصدره ،فان هذه ال ادت إجماد تنطبق على المعالجة اإلخبارية لمواقف القذافي .
والواضح من هذه النتا ر أن المراسلين اعتمدوا على نسب األخبار إلى مصادر
قد تكرون وهميرة ،رغبرة مرنهم فري تلكيرد مرا ت ملره مرن معلومرات .فمرن المعرروف أن
قضية نسب الخبرر الرى مصردره تعطرى الخبرر مصرداقية لردى القرارئ ،فكلمرة مصرادر
مطلعررة ومصررادر خاصررة ،ومصرردر لررم يررذكر أسررمه ،صرا بة األخبررار المنشررورة عررن
5 8
18.2 81 41.2 62 12.1 6 12.1 21 مس ولون بادارة ري ان 2
5 9
754
تاسعا :الشخصيات األكثر ظهورا في المعالجة اإلخبارية لمواقف القذافي:
في الجردول رقرم ( )12صرلت ف رة الشخصريات علرى المرتبرة األخيررة ،يرا
بل ت نسبتها %4.5من إجمالي المعالجة األخبارية لمواقف القذافي من قضايا الت ررر
العالمي .
ونقصد بالشخصيات هنا " أكثر الشخصيات القيادية ظهورا وتأثيرا في المعالجة
األخبارية " .
وقد قسم البا ا هذه الف ة إلي ث ا ف ات فرعية:
-1الشخصيات األمريكية:
يكشررف لنررا جرردول رقررم ( )29أن شخصررية الررر يس ري رران قررد ا تلررت المرتبررة
األولررى بنسرربة %12.6مررن إجمررالي الشخصرريات األمريكيررة ،وزيررر الرردفا األمريكرري
واينبيرغيرررر فررري المرتبرررة الثانيرررة بنسررربة بل رررت ، %28.6وجررراءت شخصرررية وزيرررر
الخارجية جور شولتز في المرتبرة الثالثرة بنسربة ، %28.5وأ ترل ولريم كرايس مردير
وكالة المخابرات المركزية األمريكية فري المرتبرة الرابعرة ،بنسربة ، %26.8ويتضرح
من هذا الجردول أن الردوا ر السياسرية واألمنيرة األمريكيرة شراركت بفعليرة فري المعالجرة
األخباريررة لمواقررف القررذافي مررن قضررايا الت رررر ،سررواء عررن طريررق تفريررع األخبررار أو
التعليرق عليهرا .فرالر يس ري ران أعتبرر أن صرراعه مرع القرذافي يرلتي فري إطرار سياسررة
مكاف ة اإلرهاب الدولي ،التي يعتمد عليها في سياسته الخارجية ،وبذلك لرم ينفرك فري
التعليرررق أو التصرررريح رررول أي موقرررف أو تصرررريح يصررردر للقرررذافي ،وقرررد سررراهمت
الخارجية ووزارة الدفا والمخابرات المركزيرة األمريكيرة ري ران فري ت قيرق أهدافره ،
ومستخدمين الواشنطن بوست وسيلة لتقديم ر ية اإلدارة األمريكية اتجاه القذافي .
وبرررالنظر إلرررى الجررردول رقرررم ( )27الخررراص بالمصرررادر الم سسررراتية لمعالجرررة
اإلخبارية لمواقف القذافي ،جاء البيت األبيه في المرتبة األولرى كمصردر م سسراتي
ل،خبررار الخاصررة بالقررذافي ،بنسرربة ، %44.7وجرراء الخارجيررة األمريكيررة فرري المرتبررة
الثانية بنسبة ، %12.5وجاءت وكالة المخابرات المركزية في المرتبرة الرابعرة بنسربة
752
، %11.91وبالربط بين الجدولين فان ذلرك ي كرد أن الواشرنطن بوسرت اعتمردت علرى
هذه الشخصيات كمصادر ل،خبار المتعلقة بمواقف القذافي من قضرايا الت ررر العرالمي
.
755
جدول رقم ()29
(*)
يبين معدل تكرار الشخصيات األمريكية األكثر تلثيرا في المعالجة اإلخبارية
اإلجمالي الشخصيات األمريكية األكثر
ر.م
% تأثيرا
12.68 216 رونالد ري ان 2
28.55 87 جور شولتز 1
26.81 99 وليام كايس 4
2.16 12 الكسندر هيغ 2
28.65 86 كاسبار واينبيرغير 5
4.15 25 دونالد ري ان 7
7.61 44 أوليفرت نورا 6
7.81 42 جون بوند كسبير 9
211 282 المجمــــــــــــو
رررظ ممرررا سررربق فررري ف رررات الشخصررريات أن الواشرررنطن بوسرررت قرررد قررردمت وي
الشخصريات األكثرر ارتباطرا باأل رداا ،فالشخصرريات األمريكيرة كانرت صرانعة القرررار
السياسررري فررري الوديرررات المت ررردة ،وأثررررت علرررى مسرررار المعالجرررة اإلخباريرررة ،أمرررا
الشخصيات األخرى فقد عمدت الواشرنطن بوسرت إلرى التركيرز علرى الشخصريات ذات
الع قة بالقذافي ،رغبة منها في تلكيد الدور الذي يلعبه في دعم ه دء المتمردين .
771
المطلب الثالث :نتائج وتوصيات ومقترحات الدراسة
أوال -نتائج الدراسة :
اتضررح لنررا مررن نتررا ر ت ليررل المضررمون الخرراص باألخبررار الترري نشرررتها صر يفة
الواشنطن بوست األمريكية عند معالجتها لمواقف القذافي من قضايا الت ررر العرالمي ،
اتض ت العديد مرن ادسرتدددت والم شررات التري مكنرت البا را مرن الخررو بنترا ر
هامة وإجابات نعتقد أنها شاملة عن التسا دت التي طر ة في بداية هذه الدراسة .
ونجمل هنا أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة :
-2أن الواشررنطن بوسررت األمريكيررة وخ ر ل فترررة الدراسررة الترري ررددها البا ررا ،
أظهرررت اهتمامررا كبيرررا بمواقررف القررذافي الداعمررة ل ركررات الت رررر العالميررة ،
واستخدمت الص يفة عوامل اإلبراز إلعطاء أهمية أكبر لمواقرف القرذافي .فقرد
قامت الص يفة بتوزيع األخبار الخاصة بالقذافي على الصف ة األولرى بشركل د
يلفت نظرر القرارئ رول مسرللة التركيرز اإلخبراري ووضرع المعالجرة اإلخباريرة
موضع ادهتمام ،وخلقت الص يفة بذلك تكام مطلقرا برين الت ريرر واإلخررا
الص في في معالجة أخبار القذافي ،مستخدمة في ذلك كل التقنيات التي تسراعد
الص يفة في التلثير على القارئ .
-1أرجعت الص يفة أسباب دعم القرذافي ل ركرات الت ررر إلرى أسرباب شخصرية ،
وأسررباب سياسررية ،وابرررز ت ليررل المضررمون تركيررز الصرر يفة علررى األسررباب
السياسية أكثر من األسباب الشخصية ،وأكدت الدراسرة علرى أن رغبرة القرذافي
فرري السرريطرة والهيمنررة كرران هرري السرربب الشخصرري األهررم فرري دعمرره ل ركررات
الت ررررر ،وأن رغبتررره فررري بنررراء إمبراطوريرررة إسررر مية كررران اخطرررر األسرررباب
السياسية لدعم القذافي ل ركات الت رر العالمي .وتكشف الدراسة أن الص يفة
عمدت إلى التركيز على الجز يات والتفصي ت الخاصة بالقرذافي ،سرواء علرى
المسررتوى السررلوكي أو الفكررري ،ومررع ذلررك تجاهلررت الواشررنطن بوسررت الرردور
القيادي الذي يلعبه القذافي في قيادة الت رر ،بل ركزت علرى التقليرل مرن جرم
772
إمكانياته ،و صرت النظرة المتوقعة لمواقفه من قضرايا الت ررر ،بلنهرا تشركل
خطرا على األمن والسلم العالمي .
-4صرت الص يفة تلثيرات مواقف القذافي على األوضا الدوليرة ،بلنهرا دعمرا
لإلرهاب وبذلك فان التلثيرات التري قردمتها الصر يفة تعرد مفتعلرة ومبرالغ فيهرا ،
فررران كرررل الترررلثيرات التررري قررردمتها الصررر يفة تخلرررق انطباعرررا لررردى الررررأي العرررام
بضرورة القيام باجراء ما ضد القذافي .
-2إن الصورة النمطية والمتلصلة لمواقرف القرذافي تمثلرت فري كونره يشركل إرهابرا
وخطرا على العرالم ،وقرد عمردت الصر يفة علرى ت ذيرة الررأي العرام األمريكري
بهذه الصورة كلما تناولت أخبارا عن القذافي .
-5أطلقت الص يفة صفات اإلرهرابي وعرراب اإلرهراب علرى القرذافي بشركل كبيرر
وواضح ،األمر الذي ي كد على وجود صرلة برين الصرورة النمطيرة التري تعمرل
الص ر يفة علررى تقررديمها للقررذافي والصررفات الترري تعكسررها عنرره ،وبررين موقررف
اإلدارة األمريكية مرن القرذافي ،األمرر الرذي ي كرد أن سياسرة ت ريرر الواشرنطن
بوسررت لررم تت رررر مطلقررا مررن سرريطرة السياسررة العامررة لررإلدارة األمريكيررة ضررد
القذافي .
-7أثرت الم سسات السياسرية والردوا ر األمنيرة علرى المعالجرة اإلخباريرة لصر يفة
الواشنطن بوست لمواقف القرذافي ،ويتضرح ذلرك فري أن البيرت البريه ووزارة
الخارجيررة األمريكيررة ووزارة الرردفا ووكالررة المخررابرات المركزيررة األمريكيررة
كانررت المصرردر األساسرري دسررتقاء األخبررار ،والتعليررق علررى األ ررداا المتعلقررة
بالقذافي .
-6اتسررمت المعالجررة الترري قامررت بهررا الواشررنطن بوسررت لمواقررف القررذافي مررن دعررم
ركات الت رر بعدم الموضوعية ل،سباب التالية :
أ -اعتمررراده واقتصرررارها علرررى المصرررادر األخباريرررة األمريكيرررة كمصررردر ر يسررري
ل،خبار المنشورة ول القذافي ومواقفه .
771
ب -اسررتخدام أسرراليب وطرررق ت طيررة غيررر أخ قيررة ،ذات تررلثير خطيررر فرري الدعايررة
الدولية.
-ادعتمراد علررى مبرردأ التكرررار فرري تناولهرا ومعالجتهررا لمواقررف القررذافي ،برردد مررن
استخدام مبدأ وأسلوب الت ليل .
د -المبال ة في المعالجرة بطريقرة أظهررت فيهرا مواقرف القرذافي بشركل خطيرر علرى
البشرية .
-9لم يكن هناك اخت فا بين معالجة الواشنطن بوست ألي مرن مواقرف القرذافي مرع
أي قضررية ت رريررة ،فقررد كرران التركيررز علررى كررل قضررايا الدراسررة بشرركل يظهررر
وكررلن المعالجررة اإلخباريررة لهررا كانررت وا رردة فرري األهميررة ،مررع ظهررور بعرره
ادخت فات البسيطة والمتعلقة بخصوصية كل قضية من القضايا ،فقد اعتبررت
الصر يفة قضررية خلررير سرررت شررك مررن أشرركال انتهرراك القررانون الرردولي للب ررار
والم يطررات ،وقضررية جنرروب أفريقيررا تهديرردا للمصررالح ادقتصررادية األمريكيررة،
وقضية الجبهة السنديانية تهديدا ل،من القرومي األمريكري وضررب دسرتراتيجية
مورنو األمريكية في منطقرة أمريكرا ال تينيرة وأمريكرا الوسرطى .وخر ف ذلرك
كانررت القضررايا الررث ا ت رروز نفررس ادهتمررام فرري المعالجررة الصرر فية ،وذلررك
بررالتركيز علررى المعالجررة السررلبية لهرا مررن خر ل إبررراز خطررورة كررل منهررا وشرردة
اتصافها باإلرهاب .
-8كررل أسرراليب الت طيررة اإلخباريررة الترري اسررتخدمتها الواشررنطن بوسررت فرري معالجررة
أخبار القذافي كانت طرق وأساليب غير أخ قية ،تركز علرى الجوانرب السرلبية
مررن خ ر ل دس وتشررويه ال قررا ق علررى سرراب ال قررا ق نفسررها .ويعررد أسررلوب
التسررويغ مررن أخطررر األسرراليب الدعا يررة فرري ت طيررة األخبررار ،وأكثررر األسرراليب
استخداما في المعالجة اإلخبارية لمواقف القذافي .
-21يعرررد مصررردر الشررربح أكثرررر المصرررادر األخباريرررة اسرررتخداما لررردى صررر يفة
الواشنطن بوست في معالجتها اإلخباريرة لمواقرف القرذافي مرن قضرايا الت ررر ،
كمررا كرران لمصررادر الج رافيررة واإلع ميررة والم سسرراتية دورا إضررافيا فرري تقررديم
774
معالجررة سررلبية لمواقررف القررذافي ،فظهرررت السرريطرة األمريكيررة علررى مصررادر
األخبررار األمررر الررذي أظهررر المعالجررة بشرركل غيررر موضرروعي ومن رراز للر يررة
األمريكية .
-22أجزمت الصر يفة أن جميرع مواقرف القرذافي مرن قضرايا الت ررر تعرد مواقفرا
إرهابية وتساعد على ادمتداد الشيوعي .
-21أوض ت الدراسة أن المواجهة األمريكية الليبية بين ري ان والقذافي لم يكرن
ناجمة على اخت فات ذات طابع شخصي .بقدر ما كانرت اخت فرات فري الر يرا
وفي اإلرادات وهو األمر الذي عمدت الواشنطن بوست إلري عردم التطررق إليره
بشكل واضح.
-24عكست الواشنطن بوست مفهروم اإلدارة األمريكيرة للت ررر ،والرذي يختلرف
عرن مفهرروم القررذافي مرن هررذه القضررية ،لدرجررة جعلرت الصر يفة القررذافي مقياسررا
لتفرقة بين الت رر واإلرهاب.
أن الم صررلة النها يررة الترري عملنررا مررن بدايررة هررذه الدراسررة الوصررول إليهررا هرري
التعرف علرى الطريقرة التري عالجرت بهرا الواشرنطن بوسرت مواقرف القرذافي مرن
قضرايا الت ررر العررالمي .ومجمرو النتررا ر السرابقة للدراسررة توضرح أن الطريقررة
التري عالجررت بهرا الصر يفة مواقررف القرذافي كانررت بررلبلغ تعبيرر سررلبية وغامضررة
وغير دقيقة ومبال ا فيها.
وبمعنى أدق أن المعالجة األخبارية لم تكن موضوعية ،األمر الذي ي ثر بشركل
جازم على أن الصر افة األمريكيرة د يمكرن لهرا أن تكرون مسرتقلة عرن ترلثيرات اإلدارة
األمريكيررة ،لقررد دمرررت المعالجررة األخباريررة لمواقررف القررذافي إدعرراء األمررريكيين بررلن
ص فهم وإع مهم مستقل وموضوعي في تناول األ داا والقضايا .وبالتالي فاننا نقردم
وجهررة نظررر لعلمرراء الصر افة وأسرراتذتها األمررريكيين بررلن يقومرروا بالعمررل علررى التنظيررر
للصرررر افة األمريكيررررة للخرررررو بنظريررررة أمريكيررررة للصرررر افة د تكررررون للموضرررروعية
وادستق لية ع قة بها.
772
ثانيا :مقترحات وتوصيات الدراسة:
لقد عملرت الدراسرة علرى ت طيرة كرل الجوانرب التاريخيرة والسياسرية واإلع ميرة
المتعلقة بهذا الموضو .لكن ذلك كان يتطلب إمكانيات مادية وبشررية أكثرر مرن قردرة
البا ررا .وقررد أظهرررت الدراسررة أن هنرراك جوانررب كبيرررة يمكررن أن يررتم ت طيتهررا فرري
دراسات أخرى .فان البا ا هنا يقدم جملرة مرن المقتر رات التري يررى أنهرا هامرة فري
مجال الع قات الليبية -األمريكية التي تعد مجاد واسع وخصبا للعديد من الدراسات ،
يمكن البا ثين من التقاط أي مشكلة علمية ويعمل على دراستها والب ا فيها .
وإذ نخررتم هررذه الدراسررة فاننررا نقرردم مقتر ررات لرربعه الموضرروعات التررى يمكررن
دراستها في إطار الع قات الليبية األمريكية .
-2الصورة النمطية للقذافي من وسا ل اإلع م األمريكية.
-1الدور القيادي للقذافي وانعكاساته في وسا ل اإلع م أمريكية.
-4المقارنررة بررين الت طيررة األخباريررة لمواقررف القررذافي مررن قضررايا الت رررر فرري فترررة
الر يس ري ان والر يس بوم.
-2توسيع هذه الدراسة لتشمل كافة أشكال المعالجة الص فية.
ونتقرردم هنررا بعرره التوصرريات الترري نرررى أنهررا تخرردم مسررللة الع قررات الليبيررة -
األمريكية بشكل كبير :
-2إنشررراء مركرررز متخصررررص للدارسرررات ادسررررتراتيجية والسياسرررية وادجتماعيررررة
واإلع مية المتعلقة بر ية القذافي لهذه المجادت.
-1إنشاء مكاتب ب وا ودراسرات فري المكاترب الشرعبية الليبيرة المنشررة فري العرالم
لتعرف على الصورة التي تقدمها وسرا ل اإلعر م العالميرة للقرذافي .وتقرديم هرذه
النتا ر ل،خوة في اإلع م الخارجي.
-4إصدار مطبوعات ونشرات تفصيلية متخصصة عن األدوار التي يلعبها القذافي
في العالم ،يكون مصدرها اإلع م الخارجي الليبري ،تعرد مرن قبرل متخصصرين
فرري الش ر ون السياسررية وادقتصررادية واإلع ميررة ،تررى تكررون فرري مواجهررة مررا
يقدمه اإلع م ال ربي من تشويه لهذه األدوار.
775
-2إنشاء مركز إع مي متخصص يعمل على جمع كل مرا يتصرل بمواقرف القرذافي
مررن قضررايا الت رررر العررالمي ،وإعررداد مراجررع لكررل مررا كتررب عنرره فرري الصر افة
ال ربيررة إلفسرراح المجررال أمررام البررا ثين إلعررداد دراس رات متخصصررة عررن هررذه
المواقف ،وتلثيراتها الدولية والسياسية والصورة التي يرسمها اإلعر م ال ربري
لها.
777
ثالثا :الخـــاتمــــة
ون ن نصل إلى الم طة األخيرة في هذه الدراسة التي قصدت أن أقدمها للقراء
والبا ثين والدارسين والمهتمين في مجرال اإلعر م الردولي والع قرات الدوليرة ،أود أن
أنوه إلى قيقة هامة د جدال ولهرا ،أد وهري أن الوصرول إلرى الكمرال فري أي عمرل
يتعهده اإلنسان مسللة مست يلة ،فالكمال هلل و ده … ولكنني قد بذلت الجهد ما أمكنني
لتقديم هذه الم اولة المتواضعة.
وإنني إذ اقدم هرذا الجهرد أكرون قرد فت رت أمرام اآلخررين فرصرة لدراسرات أكثرر
توسعا وتفصي في مجادت هذه الدراسرة ،إن هرذه الدراسرة تعتبرر م سسرة أو ومضرة
في مجال واسرع ،ومازالرت ت ترا إلرى جهرود البرا ثين ،ود غررو فري ذلرك فالمعرفرة
نترررا ر لعمليرررة تراكميرررة قابلرررة للزيرررادة ،وكلمرررا ازدادت األب ررراا والدراسرررات رررول
اختصاص معين ،كلما ازدادت وتشعبت مجادت المعرفة فيه .
فقررد اولنررا فرري هررذه الدراسررة أن نتعرررف علررى الطريقررة والررنهر الررذي تمررت بهررا
المعالجة اإلخبارية لمواقف القذافي مرن قضرايا الت ررر العرالمي ،باسرتخدام أداة ت ليرل
المضررمون وفررق اسررتمارة ثررم إعررداد ف اتهررا " مرراذا قيررل ؟ وكيررف قيررل ؟ " وفررق األصررول
العلمية لدراسة ت ليل المادة المنشورة ول مواقف القذافي من قضرايا الت ررر ،بنسربة
الت ليل ،لقد خلقت المعالجة الموغلة في التشرويه والزيرف والكرذب فري خلرق الرة مرن
الكره الجمراعي لشخصرية القرذافي لردى الررأي العرام العرالمي واألمريكري ،األمرر الرذي
جعل لكل ما تقوم به اإلدارة األمريكية ضد ليبيا والقذافي له مبرر مقنع للرأي العام .
لقررد كشررفت لنررا الدراسررة العديررد مررن الموضرروعات المطرو ررة الترري ت تررا إلررى
الدراسررة والنقررام ،والترري جرراء فرري مقرردمتها :مررن يصررنع أجنرردة السياسررة الخارجيررة
األمريكية ؟ هل هي الص افة أم اإلدارة األمريكية ؟
إن الدراسة أعطت لنا إشارة بال ة الخطورة تخص الصر افة األمريكيرة بكونهرا
أداة مررن أدوات ال كومررة األمريكيررة فرري رسررم وت طيررة السياسررة الخارجيررة األمريكيررة ،
776
سواء علمت الص افة بلن اإلدارة تستخدمها ك صان طروادة أما لم تعلرم !! فران كانرت
الص افة األمريكية د تعلم فهذه مصيبة وإن كانت تعلم فالمصيبة أكبر .
وكشفت الدراسة عن ماهية المنهر األمريكي في التعامل مرع القرذافي وليبيرا منرذ
وصول ري ان للسلطة ،ذلك النهر الذي أوضرح عجرز اإلدارة األمريكيرة عرن مواجهرة
الوضع الدولي باستخدام الدبلوماسية والع قات الدوليرة ،برل جن رت اإلدارة األمريكيرة
في هذا النهر إلى خرق المبادئ األخ قية العالمية في السياسة واإلع م .
فقد استخدمت اإلدارة األمريكيرة أسرلوب الكرذب والخردا والتضرليل والتشرويه ،
مستخدمة كل مهارات سياسييها والناطقين الرسميين لمختلف م سساتها .
وكشفت الدراسة بشكل واضح مدى عدم تمتع الص افة األمريكية بالموضوعية
،أو تى المصداقية في تناولها لمواقف القذافي ،رغم أن الص افة األمريكيرة اولرت
أن تلصق سبب عدم مصداقيتها في تناول مواقف القذافي إلى وقوعها ت ت تلثير كرذب
ال كومررة األمريكيررة ،لكننررا هنررا د نجررد لهررا مبررررا ،فكرران عليهررا ت ررري الصرردق قبررل
الوقو في مصيدة السبق الص في .
فلررو ركررز الصر فيون فرري صر يفة الواشررنطن بوسررت علررى القصررص اإلخباريررة
التي أطلقتها ،اإلدارة األمريكية لوجدت أنها مجهولة المصدر فاقردة للصردق ومشركوك
في ص تها .
وقد دعت األخبار المنشورة في ص يفة الدراسة إلى ضرورة إعرادة النظرر فري
النظرررة المثاليررة للص ر افة األمريكيررة علررى أسرراس أنهررا ص ر ف مسررتقلة ،ود تخضررع
لل كومة ،ود إلى أي تلثير خارجي عند تناولها للقضايا السياسية .
لقررد بينررت لنررا الدراسررة أن جماعررات المصررالح (الضر ط) والمخررابرات المركزيررة
أثرررت بشرركل تضررامني مررع اإلدارة األمريكيررة فرري معالجررة الص ر افة األمريكيررة للقررذافي
وليبيا ،بل إن م رري األخبار في ص يفة الواشنطن بوست ذهبروا إلرى أبعرد مرن ذلرك
في استخدام العناوين المثيرة التري ت مرل أ كامرا مطلقرة ،ومر ثرة علرى الررأي العرام ،
دون التلكررد مررن مصررداقية األخبررار مررن عرردمها ،لقررد كشررفت الدراسررة أن الصرررا بررين
القذافي واإلدارة األمريكية لم يكن صراعا سياسري ،يرتلخص فري مكاف رة اإلرهراب أو
779
دعررم القررذافي ل ركررات إرهابيررة ،بقرردر مررا أن الت ليررل والقررراءة المتلنيررة بررين السررطور
توضررح بقرردر كرراف أن الصرررا كرران صرررا مصررالح وإرادات ،إرادة القررذافي ال رررة
الساعية للتخلص من الهيمنة األمريكيرة ،واإلرادة األمريكيرة السراعية إلخمراد الصروت
المزعر لسياستها في العالم .
وهنرراك فرري النهايررة عرردد مررن األشررياء الترري دبررد مررن قولهررا عررن كيفيررة معالجررة
الص افة األمريكيرة لمواقرف القرذافي مرن قضرايا الت ررر ،ففري رين أن أغلرب وسرا ل
اإلع م األمريكيرة تردرك دور اإلدارة األمريكيرة فري معالجرة األخبرار ،فقرد كران هنراك
ت ديا قلي لمعالجة مواقف القذافي فقد كانت الص افة ببسراطة سراذجة لل ايرة ،وكانرت
تنشررر بشرركل عرردواني أيررة معلومررات أو قصررص تختارهررا ال كومررة ،وتقرردمها للصر افة
دون أي س ر ال ،فرري ررين أن بعرره م رررري الواشررنطن بوسررت قررد شررعروا بلنفسررهم
قصروا في مس وليتهم للتلكد من قيقة ما ينشر ،فقد كان من السرهل اللجروء إلرى كلمرة
اإلرهابي لوصف القذافي ،وتجاهل قصة يريد أغلب القراء قراءتها.
إن العنرراوين الر يسررية هرري الترري لهررا أكبررر تررلثير وعنرردما يتعلررق األمررر بالقررذافي
وليبيا فقد كانت إدارة ري ان هي التي تسيطر عليها وال قيقة :أن الص فيين قرد وقعروا
في الفخ ،كما ي دا غالبا بالنشر الذي يتسرم بعردم العنايرة واإلهمرال فري غمررة السرعي
وراء قصة أو سبق ص في .
ففي قصة فرقة ادغتيال الليبية قد أعطيت مصرداقية بواسرطة اإلدارة األمريكيرة
،وعمل الص فيون على تجميلها بالخيال الذي كان النشر األكثر رصا سروف يتفراداه
،وليس هناك أي عذر في عدم مراعاة ال ذر لمجرد أن قصة القذافي سراخنة وموضرع
منافسة .
وهذا يرسم أمامنا طبيعة المناخ الذي تمرارس فيره وسرا ل إعر م أكبرر دولرة فري
العالم رسرالتها ،ويجعلنرا نقرف باشرم زاز أمرام ذلرك الترراا النظرري الرذي يمر ،أرفرف
عشررات المجلرردات عرن ال يرراة الديمقراطيرة فرري هرذه الدولررة ،والترراا الليبرالرري الررذي
يمجررد ال ريررة ،وكيررف ت ولررت كررل تلررك األدبيررات إلررى أشرركال مررن الهررراء واإلسررفاف
وادستعراه الجذاب ألفكار فشل أص ابها في تطبيقها ،مما جعرل هرذه الردول تت رول
778
إلى سجن واسع أمام أول ك المفكرين والف سفة الذين ظلوا ي لمون بلمريكا قا دة للعرالم
،ومث ونموذجا ،فاذا بها تت ول إلى شرطي شرس وظالم فليس بالقوة فقرط يمكرن أن
تررردار الشرررعوب ،وأن عصرررى الجررر د سررروف ترررت طم علرررى صرررخرة مقاومرررة الشرررعوب
وإرادتها في ال رية وادنعتاق .
وختاما فانني أقول من اجتهد وأصاب فله أجران ،ومن اجتهد ولم يصب فله أجر
وا د .
البــاحـــــث
المراجــــع
أوال دراسات وبحوث غير منشورة :
.2إدارة المعاهدات والش ون القانونية ،أمانة اللجنرة الشرعبية العامرة ل تصرال الخرارجي والتعراون
الدولي ،نبذة مختصرة عن خلير سرت ،وثيقة غير منشورة ،صدرت بتاريخ .2897/4/18
.1السعيد المعتصم ،م اولة في مسللة اإلرهابية وأبعادها الدولية ،رسرالة لنيرل دبلروم الدراسرات
العليررا فرري القررانون العررام ،كليررة ال قرروق ،جامعررة م مررد الخررامس ،الربرراط ،غيررر منشررورة ،
.2895
.4السيد أ مد مصطفى ،الت رير اإلع مي ،م اضرات غير منشورة ،جامعة قاريونس ،كلية
اآلداب ،قسم اإلع م . 2882 ،
.2جاب هللا موسى سن ،ادتصال الدولي والع قات الدولية ،جامعة قاريونس ،قسم اإلع م ،
الدراسات العليا ،م اضرات غير منشورة . 2884 ،
761
.5جاب هللا موسى سن ،الرأي العام ،قسم اإلع م ،جامعرة قراريونس ،قسرم اإلعر م ،السرنة
الثانية ،الدراسات الجامعية ،م اضرات غير منشورة . 2881 ،
.7م مد المبروك الذويب ،ر يس قسم الدراسات األثرية ،ترجمة مصطل ات يونانية.
.6م مد سرالم المنفري ،الخبرر العسركري ،دراسرة عرن التقنيرة اإلخباريرة ل ررب الخلرير الثانيرة ،
رسالة ماجستير ،غير منشورة ،جامعة قاريونس ،مكتبة كلية اآلداب . 2885 ،
.9م مد عبد الكريم الوافي ،العدوان على طرابلس بقيادة أيتون ،م اضرة في األسربو الثقرافي
في كلية اآلداب والتربية ،جامعة قاريونس . 2895 ،
762
.21أ مد ف اد ،اإل مبريالية األمريكيرة كيرف تنظرر للمرواطن العربري ،مجلرة الو ردة ،المجلرس
القومي للثقافة العربية ،السنة الثامنة عشر ،العدد ، 81مارس . 2881
.22أ مد كمال أبو المجرد ،التراريخ الدسرتوري للوديرات المت ردة ،مجلرة القرانون وادقتصراد ،
العدد الثاني ،بيروت ،جامعة بيروت العربية ،العدد الثاني ،يوليو .2872
.21أسرامة ال زالري ،ر لرة فرانس إلرى الشرررق األوسرط ،السياسرة الدوليرة ،م سسرة اإلهرررام ،
القاهرة ،العدد ، 51أكتوبر .2866
.24ل هستر ،وكرادت األنبراء ال ربيرة مشراكل وفررص فري األنبراء العالميرة ،دوريرة وكرادت
األنباء العربية ،ب داد ،مارس . 2866
.22دن دي بنوا ،أزمة الديمقراطية ال ربية ،مجلة الو دة ،المجلس القومي للثقافة العربية ،
السنة األولى ،العدد ، 6أبريل . 2895 ،
.25لن ،م ،يورتن ،ال كومة واأل زاب والديمقراطية ،منشورات جامعة بوسطن ،المجلرد
، 24الجزء . 2869 ، 1
.27أميررر اسرركندر ،عررن اإلرهرراب والثررورة ،افتتا يررة مجلررة المنررار ،الم رررب ،العرردد 14-11
أكتوبر نوفمبر .2897
.26أمين هويدي ،السياسة األمريكيرة والسرعي ن رو السريطرة ،مجلرة شر ون عربيرة ،ترونس ،
العدد /16مايو. 2894/
.29اشرف راضي ،قرراءة فري األزمرة التشرادية ،الفكرر ادسرتراتيجي العربري ،معهرد اإلنمراء
العربي ،بيروت ،عدد ، 42أكتوبر .2881
.28الجنرررال هيررغ ،نشرررة م سسررة الدراسررات الفلسررطينية ،م سسررة الدراسررات الفلسررطينية ،
بيروت ،السنة ال ادية عشر ،العدد وا د ،يناير . 2892
.11المدني علي الصديق ،اإلرهاب الدولي ،ال لقة الثانية ،جريدة الز رف األخضرر ،مكترب
ادتصال باللجان الثورية ،السنة الثانية ،العدد . 2892/8/6 ، 98
.12المهدي المنجرة ،مفهوم اقتصاديات اإلع م وأهميتها في إطار المجتمع اإلع مي المتوقرع
،ب ا مقدم إلى ندوة روما ،منشورات الندوة .2892 ،
.11اليس كارتز ،أصل وأسس تطور الفيدرالية األمريكية ،مجلة وكالة المعلومات األمريكية،
المجلد الثاني 1 ،أبريل . 2886
.م .بيرسررون ،الديمقراطيررة واأل ررزاب ،منشررورات جامعررة نيويررورك ،المجلررد الرابررع ، .14
الجزء األول ،العدد الخامس عشر . 2874 ،
761
.12جررابر م فرروظ ،أهميررة توسرريع فرراق التبررادل للمعلومررات واألخبررار بررين األقطررار العربيررة -
أمريكا ال تينية ،دورية ات اد وكادت األنباء العربية ،ب داد ،مارس . 2869
.15جاك شاهين ،صورة العررب كمرا تبرزهرا أجهرزة اإلعر م األمريكيرة ،مشرك ت و لرول ،
دراسررة قرردمت فرري نرردوة الما رردة المسررتديرة ررول قضررايا اإلع ر م العربرري ،منشررورات معهررد
الص افة وعلوم األخبار تونس -21أبريل. 2897-
.17جان الكسان ،اإلع م ..وسا ل ادتصال ال ديثة ،مجلة الو دة ،المجلرس القرومي للثقافرة
العربية ،السنة الثامنة عشر ،العدد ، 81مارس . 2881
سن الزين ،الهيمنة اإلمريكية على اإلع م العالمي ،مجلة الشاهد ،م ويرة ،العردد 211 .16
،ديسمبر . 2884
سن العلوي :المواجهرة العربيرة وادمبرياليرة مرن قنرال السرويس 2857إلرى خلرير سررت .19
، 2897جريدة الب ك الم ربية عدد 245الجمعة . 2897/2/29
.18خالد الهمداني ،معوقات التدفق اإلخباري ،مجلة المستقبل العربري ،بيرروت ،العردد 115
السنة ، 29مارس . 2887
ظررات ررول السررلطة التنفيذيررة فرري الوديررات المت رردة ،مجلررة وكالررة .41رالررف قادفرران ،م
المعلومات األمريكية ،المجلد الثاني ،العدد 1 ، 1أبريل .2886
.42رمررزي زكرري ،الرأسررمالية العالميررة الراهنررة وع قتهررا بالررديون الخارجيررة لرردول المتخلفررة ،
ال لقة الثانية ،مجلة الثقافة العربية ،أمانة اإلع م ،بن ازي ،العدد ، 1السنة السادسة عشرر
،فبراير . 2898 ،
.41روبرت .أ .ادهل ،الديمقراطية في الوديات المت دة ،منشورات جامعة بوسطن ،المجلرد
الثاني ،العدد . 2867 ، 21
.44ريتشررارد دشرروردر ،ال كومررة ادت اديررة ،وكالررة المعلومررات األمريكيررة ،المجلررد الثرراني ،
العدد 1 ، 1أبريل . 2886
.42ريميد يوس ،س .بالين ،مفهوم الكتاب األخضر الديمقراطية كصورة للعدل ادجتماعي ،
رول مفهروم الديمقراطيرة فري الكتراب األخضرر ،المركرز العرالمي ب ا مقردم فري نردوة مراني
لدراسات واب اا الكتاب األخضر ،طرابلس ،سبتمبر . 2881
.45زهير ال سيني ،السيادة فوق الخلجان ،األسس القانونية للسيادة على الخلجان التاريخيرة ،
وخلير سرت الكبير ،المجلة المصرية للقانون الدولي ،العدد . 2897 ، 21
764
.47زيد اياد ،التداول ال ر والمتوازن للمعلومات فري النظرام اإلع مري الجديرد ،دوريرة ات راد
وكادت األنباء العربية ،ب داد مارس . 2866
.46سالم مصطفى ،مبدأ إيزنهاور ،مجلة السياسة الدولية ،القاهرة ،م سسة اإلهررام ،العردد
51ماس .2894
.49سرا أ مد سرا ،الصر افة األفريقيرة ،مجلرة الثقافرة العربيرة ،أمانرة اإلعر م والثقافرة ،
بن ازي ،السنة الثامنة عشر ،العدد ، 21أكتوبر . 2882
.48سرررا أ مررد سرررا ،قضررية المصرردر اإلع م ري ،مجلررة الثقافررة العربيررة ،أمانررة اإلع ر م
والثقافة ،بن ازي ،السنة السادسة عشر ،العدد ، 18سبتمبر . 2898
.21سليم داد ،الب ار الم لقة والب رار المفتو رة ،مجلرة السياسرة الدوليرة ،م سسرة اإلهررام ،
القاهرة ،العدد ، 95يوليو 2897م.
.22ص ح إبراهيم ،المواجهة األمريكية -الليبية فوق المتوسط ،الفكر ادستراتيجي العربي ،
معهد اإلنماء العربي ،بيروت ،العدد 18يوليو . 2898
.21ص ح إبراهيم ،ت ركات النميتيز واألواكرس فري جنروب الب رر المتوسرط تكشرف المخطرط
األمريكري ضررد الجماهيريرة ،الفكررر ادسرتراتيجي العربرري ،معهرد اإلنمرراء العربري ،بيررروت ،
عدد 7،6يناير -مايو . 2894
.24عبد الر من شلبي ،تصفية القواعد العسكرية في ليبيا ،السياسة الدولية ،م سسة األهررام
،القاهرة ،عدد ، 28يناير .2861
.22عبررد العزيررز سررر ان ،ررول تعريررف اإلرهرراب الرردولي وت ديررد مضررمونه مررن واقررع قواعررد
القرانون الردولي وقررارات المنظمرات الدوليرة ،المجلرة المصررية للقرانون الردولي ،مجلرد ، 18
العدد . 2864 ، 128
.25عبرد العزيررز شرررف ،ماهيررة الت ريررر اإلع مرري ،مجلررة عررالم الفكررر ،بيررروت ،السررنة 22
العدد - 41يوليو ،سبتمبر . 2891 ،
.27عبد القادر القادري ،العنف المضاد األ ادي الجانب ،ظاهرة في الع قات الدولية ،مجلرة
الو دة ،المجلس القومي للثقافة العربية ،السنة السادسة ،العدد ، 76أبريل . 2881
.26عبد الكريم العجمي ،وهم الموضوعية وأخطاء المصداقية ،صر يفة الشرمس ،طررابلس ،
العدد . 2885-4-4 ، 686
.29عبد هللا أبو ج ل ،اإلع م والرأي العرام فري األقطرار الناميرة والعربيرة ،المجلرة الجزا ررة
ل تصال ،معهد اإلع م وادتصال ،جامعة الجزا ر ،العددان ، 7،8ربيع وخريف . 2881
762
.28عبد هللا عبد الدا م ،الشركات المتعددة الجنسيات ،المال والتقنية ،مجلة السياسة الدوليرة ،
م سسة اإلهرام ،القاهرة ،السنة الثالثة والث ثون ،العدد ، 19أبريل 2886ف .
.51عبد المرنعم سرعيد ،معركرة واشرنطن ،المواجهرة العربيرة اإلسررا يلية فري واشرنطن ،مجلرة
الموقف العربي ،نيقوسيا ،العدد ، 18يونيو . 2894
.52عصررام صررادق رمضرران ،األبعرراد القانونيررة لإلرهرراب الرردولي ،مجلررة السياسررة الدوليررة ،
م سسة األهرام ،القاهرة ،العدد 95يوليو . 2897
.51ع ء سالم ،تطور الع قات الليبية األمريكية ،مجلة السياسرية الدوليرة ،م سسرة اإلهررام،
القاهرة ،العدد ، 71أبريل .2898
.54فاروق سنقاري ،النظرية العالمية الثالثرة ومفهروم الديمقراطيرة التقليديرة ،دراسرة مقارنرة ،
مجلررة الفكررر الجمرراهيري ،المركررز العررالمي لدراسررات وأب رراا الكترراب األخضررر ،طرررابلس ،
العدد ، 2يناير -فبراير . 2898
.52فوزي أ مد تيم ،الهجرة ادستيطانية اليهودية إلى فلسرطين ،مجلرة الثقافرة العربيرة ،أمانرة
اإلع م والثقافة ،بن ازي ،السنة السادسة عشر ،العدد ، 1فبراير . 2898
.55كو فواد ارير ،من هو جور بوم ،أخ قيات إسقاط ال كومة ،ص يفة السفير ،بيروت
. 2892 ،
،سلسررى ،السياسررة فرري الوديررات المت رردة األمريكيررة ،منشررورات جامعررة .57ماديسررون ،
بوسطن ،المجلد الثاني ،العدد . 2867 ، 21
.56مجلة القرانون الدسرتوري ،ر ريس الجمهوريرة األمريكيرة ،كيفيرة اختيراره -اختصاصراته ،
السنة الرابعة ،العدد . 2851 ، 4
.59م مررد الرمي رري ،نمررور شرسررة مررن الررورق ،مجلررة العربرري ،وزارة األع ر م الكويتيررة ،
الكويت ،العدد ، 226فبراير . 2887
.58م مررد تررا الرردين ال سرريني ،مسرراهمة فرري فهررم ظرراهرة اإلرهرراب الرردولي ،مجلررة الو رردة ،
المجلس القومي للثقافة العربية ،السنة السادسة ،العدد ، 76أبريل . 2881
.71م مد جمال عرفرة ،الموقرف األوروبري مرن العردوان علرى الجماهيريرة ،السياسرة الدوليرة،
م سسة اإلهرام ،القاهرة ،العدد ، 95يوليو .2897 ،
.72م مد نجيب الصراير ،التدفق اإلخباري الدولي مشكلة التوازن أم اخت ف مفراهيم ،مجلرة
العلوم ادجتماعية ،السنة السابعة عشر ،العدد ، 2ربيع . 2898
765
.71م مررود عزمرري ،ادشررتباك فرروق خلررير سرررت ،مجلررة الفكررر ادسررتراتيجي ،معهررد اإلنمرراء
العربي ،بيروت ،العدد ، 8يوليو . 2897
.74مختار مطيع ،اإلرهاب األمريكي ،نمراذ علرى الردول العربيرة ،مجلرة الو ردة ،المجلرس
القومي للثقافة العربية ،السنة السادسة ،العدد ، 76أبريل . 2881
.72مختار مطيع ،النظام الدولي الجديرد وتهديردات أمرن الجماهيريرة الليبيرة ،مجلرة الو ردة ، ،
المجلس القومي للثقافة العربية ،السنة ، 9العدد ، 82إبريل . 2881
.75موسى السيد ،موقع اإلع م في النموذ الشامل لل زو اإلمبريالي ،مجلة للشاهد الم وية ،
قبرص ،العدد ، 211ديسمبر . 2884
.77ميكا يل .ت .ك ر ،نظرية التدخل األمريكية الجديدة ،مجلة لوموند الفرنسية ،باريس ،
مارس . 2897
.76ميكوبتر ،انق ب ري ان على قوق اإلنسان ،عره سالم نفي ،مجلرة السياسرة الدوليرة
م سسة اإلهرام ،القاهرة ،العدد ، 95يوليو . 2897
.79ن .اجيررراروا د ،ماهيرررة األخبرررار التنمويرررة ،ترجمرررة خالرررد الهمرررذاني ،مجلرررة الصررر افة
وادتصال ،بيروت ،المجلد ، 18العدد ، 1أكتوبر . 2868
.78نادية رميس ،كيفيرة النفراذ إلرى النظرام السياسري األمريكري ،الفكرر ادسرتراتيجي العربري ،
معهد اإلنماء العربي ،بيروت ،العددان 29-26أكتوبر . 2897
.61نديم البيطار ،ان طاط النظام األمريكي وتلثيره على الع قات األوروبية – العربية ،مجلة
الو دة المجلس القومي للثقافة العربية ،السنة السابعة ،العدد ، 91/68أبريل مايو . 2882 ،
.62نررديم البيطررار ،هررل يمكررن اد تك ر ام إلررى الوديررات المت رردة األمريكيررة فرري النررزا العربرري
اإلسرررا يلي ،ال لقررة السررابعة ،مجلررة الثقافررة العربيررة ،أمانررة اإلعر م والثقافررة بالجماهيريررة ،
بن ازي ،السنة السادسة عشر ،العدد ، 12فبراير . 2898
.61نصير غاردي ،األكاديميرة األمريكيرة ت رت القمرع ،التطرور اإلسررا يلي ،ب را مقردم إلرى
ندوة الما دة المستديرة ول قضايا اإلع م العربي ،منشورات معهد الص افة وعلوم األخبار
تونس -21أبريل.2897-
.64نفان فليرك ،إعرادة بنراء الفيدراليرة األمريكيرة ،مجلرة وكالرة المعلومرات األمريكيرة ،المجلرد
الثاني ،العدد 1 ، 1أبريل . 2886
.62نهرى ترادرس ،إدارة ري ران مشررو يمينري دسرتعادة عظمرة أمريكرا ،الفكرر ادسررتراتيجي
العربي ،معهد اإلنماء العربي ،بيروت ،السنة الرابعة ،العدد ،2يوليو . 2892
767
.65نهى تادرس ،السياسة الخارجية إلدارة الر يس ري ان ،الفكر ادستراتيجي العربي ،معهد
اإلنماء العربي ،بيروت ،السنة الرابعة ،العدد ، 1أكتوبر . 2892
.67نور دفع هللا ،الكتابة الص فية ،تطورات في األسس والمفاهيم ،مجلة الب روا اإلع ميرة
،القاهرة ،السنة الثانية عشر ،العدد ، 75أبريل . 2899
.66نور دفرع هللا ،الكتابرة الصر فية ،مجلرة الثقافرة العربيرة ،أمانرة اإلعر م ،بن رازي ،السرنة
الثامنة عشر ،العدد ، 8مايو . 2882
.69هاكوب هوفتسيان ،ال ارات األمريكية علرى الجماهيريرة الليبيرة ال ردا أبعراده العسركرية ،
الفكر ادستراتيجي ،معهد اإلنماء العربي ،بيروت ،العدد 29 ، 26أكتوبر . 2897
.68هيثم كي ني ،إرهاب الدولة برديل ال ررب فري الع قرات الدوليرة ،مجلرة الو ردة ،المجلرس
القومي للثقافة العربية ،السنة السادسة ،العدد ، 76أبريل . 2881
.91ياسين دشين ،الت عب بالرأي العام األمريكي ،مجلة الب وا اإلع مية ،مركز الب روا
والتوثيق اإلع مي والثقافي والفكري ،طرابلس ،السنة الثانية ،العدد . 2884 ،5
766
.6أ مد رفعت السيد ،أزمرة لروكربي والصررا مرع ال ررب ،ب را مقردم فري الملتقرى الثالرا
رول فكرر معمررر القرذافي الكتراب األخضررر ،الجرزء الثراني ،مركررز دراسرات واب راا الكترراب
األخضر ،طرابلس ،ط. 2885 ، 2
.9أ مد رفعت السيد ،الع قات اليبية -األمريكية ، 2881-2891 ،قضية لوكربي ومستقبل
النظام الدولي ،مركز الدراسات اإلس مية ،سلسلة رقم ( )4نقوسيا ،ط.2881 ، 2
.8أ مد عاشور اكس ،ري ان قاتل األطفال ،الردار الجماهيريرة للنشرر والتوزيرع واإلعر ن ،
مصراته ،ط. 2897 ، 2
.21أ مررد عاشررور اكررس ،لكرري تكررون صر فيا ناج ررا ،مطررابع الفرراتح ،الشررركة العامررة للررورق
والطباعة ،مصراته ،ط. 2885 ، 2
.22إدريررس الض ر اك ،قررانون الب ررار وتطبيقاترره فرري الرردول العربيررة ،برردون دار نشررر ،ط، 2
. 2896
.21أدموند غريب ،أثر الت يز اإلسرا يلي في الت طيرة اإلع ميرة األمريكيرة للشررق األوسرط ،
المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ،إدارة اإلع م ،تونس ،ط. 2895 ، 2
.24أديب خضور ،الخبر الص في ،مكتبة الدراسات اإلع مية ،دمشق ،ط. 2894 ، 2
.22إسرررماعيل ال رررزال ،اإلرهررراب والقرررانون الررردولي ،الم سسرررة الجامعيرررة للدراسرررات والنشرررر
والتوزيع ،القاهرة ،ط. 2881 ، 2
.25إسررماعيل ال ررزال ،القررانون الدسررتوري والررنظم السياسررية ،الم سسررة الجامعيررة للدراسررات
والنشر والتوزيع ،القاهرة ،ط. 2891 ، 2
.27إسماعيل صبري مقلرد ،الع قرات السياسرية الدوليرة ،المكتبرة األكاديميرة ،القراهرة ،ط، 2
. 2882
.26أنور الجندي ،الص افة واألق م المسومة ،القاهرة ،دار ادعتصام ،ط. 2894 ، 2
.29أودنيس العكرة ،اإلرهاب السياسري ،ب را فري أصرول الظراهرة وابعادهرا اإلنسرانية ،دار
الطليعة ،بيروت ،ط. 2894 ، 2
.28ا م يدة الزليطني ،منظومة األمم المت دة ،الردار الجماهيريرة للنشرر والتوزيرع واإلعر ن ،
طرابلس ،ط. 2897 ، 2
.11اإلرهرراب هررو أداة السياسررة الخارجيررة األمريكيررة ،دار نشررر وكالررة نوفوشرري ،موسرركو ،
.2892
769
.12السيد أ مد مصطفى ،اإلع م المتخصص ،منشورات جامعة قاريونس ،بن ازي ،ط، 2
. 2887
.11السيد أ مد مصطفى ،الب ا اإلع مي ،مفهومه وإجراءاته ومفاهيمه ،منشورات جامعرة
قاريونس ،بن ازي ،ط. 2882 ، 2
.14السيد أ مد مصطفى ،م اضرات في الص افة المتخصصة ،منشورات جامعرة قراريونس
،بن ازي ،ط. 2884 ، 2
.12السيد عوه ،التردخل األمريكري والفرنسري ،مركرز ال ضرارة العربيرة لإلعر م والنشرر ،
القاهرة ،ط. 2881 ، 2
.15السيد عوه عثمان ،الع قات الليبية األمريكية ،مركز ال ضارة العربية لإلع م والنشر
،القاهرة ،ط. 2882 ، 2
.17الشرررافعي م مرررد بشرررير ،المنظمرررات الدوليرررة دراسرررات قانونيرررة سياسرررية ،دار المعرررارف ،
اإلسكندرية ،ط. 2862 ، 1
.16الصافي سرعيد ،مرى ، 21د أنبيراء ود شرياطين ،دار النقروم العربيرة ،ترونس ،ط، 2
. 2881
.19الطاهر أ مرد الرزاوي ،جهراد األبطرال فري طررابلس ال ررب ،دار الفرتح ،بيرروت ،ط، 4
. 2864
.18اللجنة اإلدارية لإلع م الثوري ،غطرسة القوة األمريكية ،الجرزء األول ،المواجهرة الليبيرة
األمريكيررة فرروق مياهنررا الداخليررة ،وثررا ق وشررهادات عالميررة ،مطررابع الثررورة العربيررة ،طرررابلس،
.2892
.41بطرس البستاني ،كتاب دا رة المعارف ،دار المعارف ،المجلد ،21بيروت.2894 ،
.42جمال علي زهران ،السياسة الخارجية لمصر ، 2892 – 2861 ،طرد الخبراء السوفيات
إلى زيارة السادات إلى القدس ،مكتبة مدبولي ،القاهرة ،ط. 2896 ، 2
.41جمال علي زهران ،السياسة الخارجية لمصر 2892-2861طرد الخبرراء السروفيات إلرى
زيارة السادات للقدس ،مكتبة مدبولي ،القاهرة 2896 ،م .
.44جيهرران رشررتي ،األسررس العلميررة لنظريررات اإلعر م ،دار الفكررر العربرري ،القرراهرة ،ط، 2
.2865
.42جيهان رشتي ،نظم ادتصال واألعر م فري الردول الناميرة ،دار الفكرر العربري ،القراهرة ،
ط. 2861 ، 2
768
امررد سررلطان ،عا شررة راتررب ،ص ر ح الرردين عررامر ،القررانون الرردولي العررام ،دار العلررم .45
للم يين ،بيروت ،ط. 2896 ، 2
سرن الفقيرره ،اليوميرات الليبيررة ،الجرزء األول ،ت قيررق م مرد األسررطى ،منشرورات جامعررة .47
الفاتح ،طرابلس ،ط2892 ،2م .
سين غرا ،أ مرد سرالم ،قاسرم مفيرد ،ادسرتراتيجية الجديردة ،الم سسرة العربيرة للدراسرة .46
والنشر ،بيروت . 2894 ،
سين صعب ،علم السياسة ،دار العلم للم يين ،بيروت ،ط. 2894 ، 2 .49
قيقة إدريس السنوسي ،الردار الجماهيريرة للنشرر والتوزيرع واإلعر ن ،طررابلس ،ط، 2 .48
. 2865
مدي سن ،الوظيفة اإلخبارية ،دار المعارف ،القاهرة ،ط. 2896 ، 2 .21
ميد الساعدي ،الوظيفة التنفيذية لر يس الدولة في النظام الر اسي ،دار عطوة للطباعة ، .22
ب داد ،ط. 2892 ، 2
.21خليل سونة ،اإلرهاب األمريكي ،الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع واإلع ن ،مصراته
،ط. 2897 ، 2
.24خليل صابات ،الص افة رسالة وفن وعلم ،دار المعارف ،القاهرة . 2876 ،
.22خليررل عيرراد ،اسررتفهامات مررن وعررد بلفررور إلررى وعررد إيبرراك ،دار النقرروم ،تررونس ،ط، 2
. 2898
.25زيدان عبد الباقي ،علم النفس ادجتماعي في المجادت اإلع مية ،مكتبة غريب ،القاهرة
،ط. 2897 ، 4
.27سالم ساسي ال ا ،قرانون الب رار الجديرد ،برين التقليرد والتجربرة ،معهرد اإلنمراء العربري ،
بيروت ،ط. 2896 ، 2
.26سامي كيم ،قيقة ليبيا ،األنجلو المصرية ،القاهرة ،ط. 2861 ، 1
.29سامي ذبي ان ،الص افة اليومية واإلع م ،الموضو التقنية التنفيذية ،دار المسيرة بيروت
،ط.2869 ، 2
.28سامي عزيز ،الص افة مس ولية وسلطة ،دار التعراون للطباعرة والنشرر ،القراهرة ،ط2
.2892،
.51سعيد الرجراجي ،القانون الدولي ،دار األفاق ،الرباط ،ط. 2898 ، 2
.52سعيد الشرقاوي ،األ زاب وجماعات الض ط ،دار المعارف ،القاهرة ،ط. 2894 ، 2
791
.51سمير سين ،ب وا اإلع م ،األسس والمبادئ ،دار الشعب ،القاهرة ،ط.2867 ، 2
.54سمير سين ،ت ليل المضمون ،عالم الكتب ،القاهرة ،ط. 2894 ، 2
.52شمس الدين الرفاعي ،الص افة العربية العلمية ،منشورات جامعرة قراريونس ،بن رازي ،
ط. 2869 ، 2
.55ص ح الدين جوهر ،علم ادتصال ،المفاهيم ونظرياته ومجادتره ،القراهرة ،مكتبرة عرين
شمس ،ط. 2867 ، 2
.57ص ح الدين عامر ،المقاومرة الشرعبية المسرل ة فري القرانون الردولي ،دار الفكرر العربري ،
القاهرة . 2866 ،
.56ص ح قبضايا ،ت ريرر وإخررا الصر ف ،المكترب المصرري ال رديا ،القراهرة ،ط، 2
. 2895
.59طلعررت همررام ،ما ررة س ر ال مررن الص ر افة ،موسرروعة اإلع ر م والص ر افة ،دار الفرقرران ،
م سسة الرسالة ،عمان ،ط. 2894 ، 2
.58عبد ال ميد النعنعي ،تاريخ الوديات المت دة األمريكية المعاصرر ،دار النهضرة العربيرة ،
بيروت ،ط.2894 ، 2
.71عبد ال ميد زهران ،علم ادجتما اإلع مي ،دار بدران للنشر ،بيروت ،بدون تاريخ.
.72عبد الس م المزوغي ،بيب وداعرة ،تطرور الفكرر السياسري ،المركرز العرالمي لدراسرات
وأب اا الكتاب األخضر ،طرابلس ،ط. 2885 ، 4
.71عبد الس م صالح عرفة ،التنظيم الدولي ،منشورات الجامعة المفتو ة ،طرابلس ،ط، 2
. 2881
.74عبد العزيز ال نام ،مدخل إلى عالم الص افة ،دار النجاح ،بيروت ،بدون تاريخ.
.72عبد العزيز شرف ،فن الت رير اإلع مي ،الهي ة العامة للكتاب ،القاهرة ،ط.2891 ، 2
.75عبد العزيز طريح شرف ،ج رافية ليبيا ،بدون دار نشر .2874 ،
.77عبد الفتاح عبد النبي ،سوسيولوجيا الخبر الص في ،دراسات فري انتفراء ونشرر األخبرار ،
دار العرب للنشر والتوزيع ،القاهرة ،ط. 2898 ، 2
.76عبد القادر القادري ،القانون الدولي العام ،دار اآلفاق ،الرباط ،ط. 2884 ، 2
.79عبد اللطيف مزة ،أزمة الضمير الص في ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،ط2871 ، 2
.78عبد اللطيف مزة ،اإلع م تاريخه ومذاهبه ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،مصر الجديدة
،ط. 2875 ، 2
792
.61عبد اللطيف مزة ،المدخل فري الت ريرر الصر في ،دار الفكرر العربري ،القراهرة ،ط، 2
. 2879
.62عبد هللا ب ل ،وجاء العقيد ،دار مكتبة الفكر ،طرابلس ،ط ، 2بدون تاريخ .
.61عز الدين البشتي ،تاريخ اإلرهاب األمريكي ،المنشلة العامة للنشرر والتوزيرع واإلعر ن ،
طرابلس ،ط. 2897 ، 2
.64علي شعيب ،أسرار القواعد األمريكية في ليبيا ،المنشلة العامة للنشر والتوزيع ،طرابلس
،ط. 2891 ، 1
.62علي فهمي خشيم ،نصوص ليبية ،دار الكتب ،طرابلس ،ط2864 ،1
.65عمر السنوسي ،ر لة خبر ،دار العلوم العربية ،بيروت ،ط. 2895 ، 2
.67عمررر السنوسرري ،فررن الممكررن دراسررات فرري الص ر افة ،طرررابلس ،دار الخبررولي ،ط، 2
. 2881
.66عمر علي بن اسماعيل ،انهيار كم األسرة القرمانلية ،مكتبة الفرجاني ،ط.2877 ، 2
.69عمران عبد الس م الصفراني ،السيادة للخلجان التاريخية ،والسيادة العربيرة الليبيرة لخلرير
سرت .منشورات جامعة قاريونس ،بن ازي ،ط.2882 ، 2
.68عواطف عبد الرر من ،قضرايا التبعيرة اإلع ميرة والثقافيرة فري العرام الثالرا ،سلسرلة عرالم
المعرفة ،المجس الوطني للثقافة والفنون ،الكويت ،رقم . 2892 ، 69
.91عواطف عبد الر من ،نجوى سرالم ،ليلرى عبرد المجيرد ،ت ليرل المضرمون فري الدراسرات
اإلع مية ،دار العربي ،القاهرة ،ط. 2892 ، 2
.92فاروق أبو زيد -فن الخبر الص في ،عالم الكتب ،القاهرة ،ط. 2896 ، 2
.91فاضل زكي ،السياسة الخارجية ،مطبعة شفيق ،ب داد ،ط . 2865 ، 2
.94فت رري الررديب ،عبررد الناصررر والثررورة فرري ليبيررا ،دار المسررتقبل العربرري ،القرراهرة ،ط، 2
. 2897
.92فر ات زيادة ،تاريخ الشعب األمريكي ،دار العلم للم يين ،بيروت ،ط.2892 ، 2
.95فرروزي أبررو ديرراب ،المفرراهيم ال ديثررة ل،نظمررة وال يرراة السياسررية ،دار النهضررة العربيررة ،
بيروت ،ط.2862 ، 2
.97كمال ال الي ،مبادئ القانون الدستوري والنظم السياسية ،مطبعة دمشق ،ط.2867 ، 2
.96ليلى أبو زيد ،أمريكا الوجه اآلخر ،مطبعة النجاح ،الدار البيضاء ،ط. 2882 ، 1
791
.99م لف جماعي ،اإلرهاب الردولي برين الواقرع والتشرويه ،المركرز العربري للنشرر والتوزيرع
والدراسات ،باريس ،ط. 2892 ، 2
.98مالررك أبررو شررهيوة ،م مررود م مررد خلررف ،مصررطفى أبررو خشرريم ،األيديولوجيررة السياسررية ،
دراسة في األيديولوجية السياسية المعاصرة ،الجزء األول ،الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع
واإلع م ،سرت ،ط. 2885 ، 1
.81مجدي ماد ،صرا القوة الكبرى في أفريقيا ،مركز الدراسات السياسية وادستراتيجية ،
القاهرة ،ص. 2896 ، 4
.82مجموعة من البا ثين ،قانون القوة ،دار الشباب العربي ،القاهرة ،بدون تاريخ .
.81م اكمة ري ان ،كتاب األهالي ،القاهرة . 2895 ،
.84م مد الدروبي ،الص افة والص في المعاصر ،دار النفا س ،القاهرة ،ط. 2887 ، 2
.82م مد السماك ،العنف واإلرهاب السياسي ،دار النفا س ،بيروت ،ط. 2882 ، 1
.85م مررد المصررري ،اإلرهرراب اإلمبريررالي ،سلسررلة كترراب الشررعب ،عرردد ، 7المنشررلة العامررة
للنشر والتوزيع واإلع ن ،طرابلس ،ط. 2891 ، 2
.87م مررد الوفررا ي ،منرراهر الب ررا فرري الدراسررات ادجتماعيررة واإلع ميررة ،مكتبررة األنجلررو
المصرية ،القاهرة ،ط. 2898 ، 2
.86م مد جبر الريفري ،الموقرف األمريكري والواقرع العربري ،المنشرلة العامرة للنشرر والتوزيرع
واإلع ن ،طرابلس . 2891 ،
.89م مد زاهر السماك ،الج رافيا السياسية أسسها وتطبيقاتهرا ،دار الكترب للطباعرة والنشرر،
الموصل ،ط. 2899 ، 2
.88م مد سعيد الخطيب ،الوضع القانوني للب ر اإلقليمي ،دار المعارف ،اإلسركندرية ،ط2
. 2892 ،
.211م مد سلماوي ،م رر الش ون الخارجيرة ،سلسرلة صر افة وصر فيون ،رقرم ، 8مطبعرة
أطلس ،القاهرة ،ط. 2867 ، 2
.212م مد عبد ال ميد ،ب وا الص افة ،عالم الكتب ،القاهرة ،ط. 2881 ، 2
.211م مد عبرد ال ميرد ،دراسرة الجمهرور فري ب روا اإلعر م ،عرالم الكترب ،القراهرة ،ط، 2
. 2884
.214م مد عزت فريد ،وكادت األنباء في العالم العربي ،دار الشروق ،جدة . 2894 ،
794
،قوات التردخل األمريكري مرن روزفلرت إلرى ري ران ،مطرابع الجرا ظ ،بردون .212م مد م
تاريخ .
.215م مررد مصررطفى زيرردان ،ايديولوجيررة الثررورة الليبيررة ،مكتبررة األنرردلس ،بن ررازي ،ط، 2
. 2864
.217م مد معوه ،الخبر التلفزيوني ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،ط. 2897 ، 2
.216م مود أدهم ،دراسات في فن الت رير اإلخباري ،دار الثقافة ،القاهرة ،ط.2897 ،2
.219م مود فهمري ،فرن ت ريرر الصر ف الكبررى ،الهي رة المصررية للكتراب ،القراهرة ،ط، 2
. 2891
.218م مود كامل ،الدعاية الدولية ،دار المعارف ،القاهرة ،بدون تاريخ .
.221م مود كامل ليلة ،النظم السياسية الدولة وال كومة ،دار النهضة ،بيروت ،ط.2878، 2
.222م مود مصرطفى صرفوة ،الجمهوريرة ال ديثرة ،مطبعرة ادسركندرية ،اإلسركندرية ،ط، 2
. 2878
.221م مررود نجيررب أبررو الليررل ،ترراريخ الص ر افة فرري أوروبررا وأمريكررا ،مكتبررة سررجل العرررب ،
القاهرة ،ط. 2852 ، 2
.224مرررروان ب يرررري ،الرررنفط العربررري والتهديررردات األمريكيرررة بالتررردخل ، 2868-2864أوراق
م سسة الدراسات الفلسطينية ،رقم ، 22م سسة الدراسات الفلسطينية ،بيروت . 2891 ،
.222مصررطفى الجفررال ،المواجهررة الليبيررة األمريكيررة فرروق خلررير سرررت ،دار الموقررف العربرري ،
نيقوسيا ،ط. 2891 ، 2
.225مصطفى المصمودي ،النظام اإلع مي الجديرد ،سلسرلة عرالم المعرفرة ،المجلرس الروطني
للثقافة والفنون ،الكويت . 2895 ، )82( ،
.227مصطفى جمعة بارة ،اإلرهاب ،منشورات جامعة قاريونس ،بن ازي ،ط. 2881 ، 2
.226مصطفى عبد هللا خشيم ،قضايا وأزمات دولية معاصرة ،الجامعرة المفتو رة ،طررابلس ،
ط. 2887 ، 2
.229مصررطفى و يررد ،ال ملررة األمريكيررة ضررد ليبيررا وال رررب علررى الجنرروب ،قضررية لرروكربي
ومستقبل النظام الدولي ،مركز الدراسات اإلس مية ،سلسلة الدراسات ادستراتيجية ،نقوسيا
،ط. 28881 ، 4
.228معمررر القررذافي ،الكترراب األخضررر ،الفصررل األول ،ررل المشرركلة الديمقراطيررة ،المركررز
العالمي لدراسات وأب اا الكتاب األخضر .
792
.211مكتب ادتصال باللجان الثورية " تشاد ت رت المجهرر " ،قسرم التثقيرف والتعب رة واإلعر م،
رقم .2892 ، 8
.212ميلود المهذبي ،قضية لوكربي وأ كام القانون الدولي جدلية الشرعية والمشروعية ،الدار
الجماهيرية للنشر ،ط ، 1سرت . 2215 ،
.211نصر المبروك ،العنف ضروراته وم اذيره ،المنشلة العامة للنشرر والتوزيرع واإلعر ن ،
طرابلس ،كتاب الز ف األخضر ،العدد ، 11ط. 2897 ، 2
.214نظام شرابي ،أمريكا والعرب ،رياه الرايس للكتب والنشر ،لندن ،ط. 2882 ، 2
797
.15بررروب ورودادر ،ال جررراب ،ال ررررب السررررية لوكالرررة المخرررابرات المركزيرررة األمريكيرررة ،
، 2896-2892ترجمة الناشر ،دار سيدرز انترناشيونال ،بيروت ،ط. 2881 ، 2
.17بول فندلي ،الخدا جديد الع قات األمريكية اإلسرا يلية ،ترجمرة م مرود يوسرف ،ط، 2
. 2884
.16بول فندلي ،من يجر على الك م ،ترجمة الناشر ،شركة المطبوعات للتوزيرع والنشرر ،
بيروت ،ط. 2887 ، 4
.19بررول كنيرردي ،ادسررتعداد للقرررن الوا ررد والعشرررين ،ترجمررة م مررد عبررد هللا غررازي ،دار
الشروق للنشر والتوزيع ،عمان . 2884 ،
.18بير البير ،الصر افة ،سلسرلة األلرف كتراب ،الثراني ،رقرم ، 22ترجمرة :فاطمرة عبرد هللا
م مود ،الهي ة المصرية للكتاب ،القاهرة ،ط. 2896 ، 2
.41توستاتز برنيا ،طرابلس من 2521إلى ، 2951ترجمة خليفرة التليسري ،دار الفرجراني ،
طرابلس ،ط. 2878 ، 2
.أ .توثكين ،ال قانون الدولي العام ،قضايا نظرية ،ترجمة أ مد راضري ،مراجعرة عرز .42
الدين فودة ،الهي ة العامة للكتاب ،القاهرة ،ط. 2861 ، 2
.كروكررر ،فضررح تمويهررات الشررركات اد تكاريررة ،ترجمررة الناشررر ،مركررز الب رروا .41
والدراسات األفريقية ،طرابلس ،ط. 2895 ، 2
.44جاز الشمري ،الص افة والقانون في الوطن العربي والوديات المت دة ،ترجمة الناشر،
الدار الدولية للنشر والتوزيع ،القاهرة ،ط. 2884 ، 2
.42جامعة لويزنا ،المدخل إلى ب وا ادتصال ،ترجمرة الناشرر ،المركرز العربري للب روا ،
ب داد ،ط. 2899 ، 2
.45جان -بيار فيشو ،ال ضارة األمريكية ،ترجمة خليل أ مد ،دار الفكر اللبنراني ،بيرروت
،ط. 2881 ، 2
.47جان لوي فوري ،القذافي أنا معاره على الصعيد العالمي ،ترجمة يوسف الضربع ،دار
األندلس للطباعة والنشر ،بيروت ،ط. 2897 ، 2
.46جان ماري جويتر ،نهاية الديمقراطية ،ترجمة الناشر ،الدار الجماهيرية للنشر والتوزيرع
واإلع ن ،سرت ،ط. 2885 ، 2
.49جرران ميثررو ،جماعررات الضر ط فرري الديمقراطيررة الفرنسررية ،ترجمررة الناشررر ،دار عويرردات
للنشر والتوزيع ،بيروت ،ط. 2862 ، 2
796
.48جوزيف شومبير ،الرأسمالية ،ادشتراكية الديمقراطية ،ترجمة الناشر ،دار دارنردوف ،
لندن ،ط. 2862 ، 1
.21جون ر .ماك اثر ،الجبهة الثانية ،التضليل اإلع مي في رب الخلرير ،ترجمرة :م مرود
برهوم ،ونقود ناصر ،دار الفكر للنشر والتوزيع ،عمان ،ط. 2884 ، 2
.22جون بيرل ،رالف لوينشاتين ،اإلع م وسريلة ورسرالة ،ترجمرة سراعد خضرر ال رارثي ،
دار المريخ للنشر ،الرياه ،ط. 2898 ، 2
.21جررو ن لينررر ،مجلررس الشرريوخ األمريكرري ،السياسررة بررين السررا ل والمجيررب ،منشررورات دم
للنشرة الم دودة ،مالطا . 2882 ،
.24جون هومنبر ،الصر في الم تررف ،ترجمرة كمرال عبرد الرر وف ،الردار الدوليرة للنشرر
والتوزيع ،القاهرة ،ط. 2881 ، 5
.22جير هرارمون ،أضرواء علرى دسرتور أمرة الوديرات المت ردة ،ترجمرة أميرر كامرل ،مكتبرة
األنجلو المصرية ،القاهرة ،ط. 2891 ، 2
.25جيم ريتشارد ،التدفق اإلخباري الدولي ،ترجمة كمال عبد الر وف ،الدار الدوليرة للنشرر
والتوزيع ،القاهرة ،ط. 2899 ، 2
.27جيمس بينت ،توماس ديلورفتير ،األكاذيب الرسمية ،ترجمة م مود برهام ،نقرود ترامر
،دار الفكر للنشر ،عمان ،ط. 2884 ، 2
.26جرريمس لرري راى ،مسررتقبل الع قررات األمريكيررة اإلسرررا يلية مفترررق طرررق ،ترجمررة م مررد
مشعل ،دار النهضة العربية ،بيروت ،ط. 2896 ، 2
.29د .ر .مكيكانار ،التدفق المر من جانب وا د ،الجماهيرية ،بدون دار نشر ،بدون تاريخ
.
.28دانيد كوشمان كويل ،النظام السياسي في الوديات المت دة ،ترجمرة الناشرر ،دار النهضرة
العربية ،بيروت ،ط. 2894 ، 1
.51رالررف كتشررام ،مررن مسررتعمرة إلررى دولررة مسررتقلة ،ترجمررة ثابررت رزق هللا ،دار الطباعررة
ال ديثة ،القاهرة ،ط. 2862 ، 2
.52رنييره ديمررون ،نقرد العررالم المعاصررر ،ترجمرة جررور طرررابيم ،الم سسرة العربيررة للنشررر
واإلبدا ،الدار البيضاء ،ط.2884 ، 2
.51روبرررت شررمول ،مس ر وليات الص ر افة ،ترجمررة الفرررد عصررفور ،دار الكتررب ،األردن ،
عمان . 2881
799
.54روبيررر شررارفان ،جرراك فنيرره ،ال رررب والظرراهرة القذافيررة ،ترجمررة معررن زيررادة ،المركررز
العالمي لدراسات وأب اا الكتاب األخضر ،طرابلس ،ط. 2898 ، 2
.52رودلفوميكررراكي ،طررررابلس العررررب ت رررت كرررم اسررررة القرمرررانلي ،ترجمرررة طررره فررروزي ،
منشورات الجامعة العربية ،ط. 2872 ، 2
.55ريتشرارد نيكسرون ،أمريكرا والفرصررة التاريخيرة ،ترجمرة م مررد زكريرا إسرماعيل ،مكتبررة
نيسان ،ط ، 2بيروت . 2881 ،
.57ريتشررارد نيكسررون ،سررت أزمررات عالميررة ،ترجمررة الناشررر ،دار الكتررب ،القرراهرة ،ط، 2
. 2874
ررب ،ترجمرة عبرد الرر يم أبرو غزالرة ،مركرز اإلهررام ، .56ريتشارد نيكسرون ،نصرر بر
القاهرة ،ط. 2882 ، 4
.59س فوري هاتشكوفيتم ،وبارد س ن فرست ،مدخل إلى الص افة ،ص افة وكالة األنباء
،ترجمة جابر ميت ،دار الفارابي ،بيروت ،ط. 2892 ، 2
.58سيتوارت سميا ،التدخل األمريكي في أفريقيا ،ترجمة د .زيراد علرى ،المركرز األفريقري
للب وا ادجتماعية ،طرابلس ،ط. 2896 ، 2
.71سير كادرويان ،إرهاب الدولة النموذ الفرنسي ،ترجمة الناشر ،دار العالميرة للطباعرة
والنشر ،بيروت ،ط. 2881 ، 2
.72سير دتوم ،ت ريب العالم ،ترجمة هاشرم صرالح ،الم سسرة العربيرة للنشرر واإلبردا ،
الدار البيضاء ،ط. 2884 ، 2
.71سيمون سيرفاتي ،وسا ل اإلع م والسياسة الخارجية ،ترجمة م مرد مصرطفى ،الجمعيرة
المصرية للنشر والمعرفة العالمية ،القاهرة ،ط. 2885 ، 2
.74شارل فيرو ،ال وليات الليبية منرذ الفرتح العربري ترى ال رزو اإليطرالي ،ترجمرة د .م مرد
عبد الكريم الوافي ،المنشلة العامة للنشر والتوزيع ،طرابلس ،ط. 2894 ، 1
.72شربل رغرور ،التعاون العربي األفريقي ،عقرد مرن التعراون ، 2892 ، 2865 ،ترجمرة
هاشم يدر ،معهد اإلنماء العربي ،بيروت ،ط. 2898 ، 2
.75شون ماكبرايد ،أصوات متعددة وعالم وا د ،تقرير اللجنة الدولية لدراسة مشكلة ادتصال
،الشركة الجزا رية للطباعة والنشر ،ط. 2896 ، 2
.77علي م مد فهمي ،التنظيم الب ري ادس مي في شرق المتوسط ،ترجمرة قاسرم عبرده قاسرم،
دار الو دة ،بيروت ،ط.2892 ،2
798
.76ف .أ .كلنيوك ،ف .لوكين ،ن .دورنين ،سياسة الوديات المت دة األمريكية في البلردان
النامية إبان السبعينات ،ترجمة م مد أ مرد شرومان ،معهرد اإلنمراء العربري ،بيرروت ،ط، 2
. 2896
.79فرانز فانون ،معذبو األره ،ترجمة سامي الدروبي ،جمال ادتاس ،دار القلم ،بيروت
،ط. 2861 ، 2
.78فرانسيس فرير ،ادتصرال ادجتمراعي ،ترجمرة الناشرر ،دار العلرم ،ادسركندرية ،بردون
تاريخ .
.61فرانكلين اشير ،مروجز تراريخ الوديرات المت ردة األمريكيرة ،ترجمرة هنيرة الدسروقي ،دار
الفكر العربي ،القاهرة ،ط. 2895 ، 2
.62فرانيس بويرل ،مسرتقبل القرانون الردولي والسياسرة الخارجيرة األمريكيرة ،ترجمرة الناشرر ،
مركز دراسات العالم اإلس مي ،مالطا ،ط. 2884 ، 2
.61فرنانرردو دترروبى فليررز ،الصررقر الو يررد ،ترجمررة م مررد جمعررة البلعررزي ،المركررز العررالمي
لدراسات وأب اا الكتاب األخضر ،طرابلس ،ط. 2897 ، 2
.64فرنسرروا تيررر ،بيررار البيررر ،ترراريخ الص ر افة ،ترجمررة عبررد هللا نعمرران ،دار المنشررورات
العربية ،القاهرة ،سلسلة ماذا تعرف ( )11بدون تاريخ .
.62فريرردريك انجلتررر ،دور العنررف فرري الترراريخ ،ترجمررة ف ر اد أيرروب ،دار دمشررق للطباعررة ،
دمشق ،ط. 2864 ، 2
.65فيل وايت ،وراء األخبار لي ونهارا ،ترجمة أ مد قاسم ،دار النهضة العربيرة ،القراهرة
،ط. 2872 ، 2
.67فيليب غايار ،تقنية الص افة ،ترجمة فادي ال سيني ،منشورات عويدات ،بيروت ،ط2
. 2864 ،
.66ك .جون مارتن ،انجو جروند ترودري ،نظرم اإلعر م المقرارن ،ترجمرة علرى درويرم ،
الدار الدولية للنشر والتوزيع ،القاهرة ،ط. 2882 ، 2
.69ك .س .ستافريا توس ،التصد العالمي ،العالم الثالا يشب عن الطوق ،ترجمة موسرى
الزغبي ،عبد الكريم م فوظ ،المجلد الثاني ،دار ط س لدراسات والترجمة والنشر ،دمشق
،ط. 2899 ، 2
.68كليلون روستير ،النظام الر اسي األمريكي ،ترجمة على البطان ،دار النهضرة العربيرة ،
بيروت ،ط. 2854 ، 2
781
.91لورنا لديد ،الع قة بين ال كومة الفيدرالية وال كومات الم لية للوديات المت دة األمريكية
،ترجمة الناشر ،م سسة دم للنشر الم دودة ،المجلد األول ،السياسة برين السرا ل والمجيرب
،مالطا ،ط. 2882 ، 2
.92لوى ديمرانتم ،شررمس فايرل ،نيكراراغوا عقرد مرن الثرورة ،ترجمرة مركرز إعر م الروطن
العربي صاعد ،دار الملتقى للنشر ،قبرص ،ط. 2882 ، 2
.91لي أوبرين ،المنظمات اليهودية األمريكيرة ونشراطاتها فري دعرم إسررا يل ،ترجمرة م مرود
زايد ،م سسة الدراسات الفلسطينية ،ط. 2897 ، 2
.94ليونادر راي تيل ،رون تيلور ،مدخل إلى الص افة ،جولرة فري قاعرة الصر افة ،ترجمرة
مدي عباس ،الدار الدولية للنشر والتوزيع ،القاهرة ،ط. 2881 ، 2
.92مارجوري ك ين ،المرشد والدليل في معرفة وكرادت المخرابرات ،الردار الدوليرة للنشرر ،
ترجمة الناشر ،القاهرة ،ط. 2895 ، 2
.95مررارجوري ك يررن ،تعلرريم المخررابرات فرري أواسررط الثمانيررات ،ترجمررة الناشررر ،دار العلررم
للم يين ،بيروت ،ط. 2892 ، 2
.97مايكل كلير ،تصدير القمع " أمريكا -ادنظمة ادسرتبدادية " ترجمرة خزامري نصرار ،دار
الناشر للطباعة والنشر ،بيروت ،ط. 2891 ، 2
.96مجيد خوري ،ليبيا ديثة ،دراسة في تطورها السياسي ،ترجمة نقود زيادة ،دار الثقافة
،بيروت ،ط. 2877 ، 2
.99م مررد عزيررز شرركري ،اإلرهرراب الرردولي ،دراسررة قانونيررة ناقرردة ،ترجمررة عصررام جميررل ،
م مد توفيق ،دار العلم للم يين ، ،بيروت ،ط.2881 ، 1
.98مقتطفات توماس جيفرسون ،رسا ل الزعماء ،ترجمة علي عبد ال فيظ ،دار ادعتصام ،
القاهرة . 2892 ،
.81من م اضر مجلس األمة األمريكي ،رب القراصنة بين دول الم رب العربي والوديات
المت دة ،تجميع وترجمة منصور عمر الشتوي ،دار الفرجاني ،طرابلس ،ط. 2861 ، 2
.82من يقف وراء اإلرهاب الدولي ،وثا ق ،شرهادات ،وقرا ع ،دار التقردم ،موسركو ،ط، 2
. 2894
.81ميري بيانكو ،القذافي رسول الص راء ،ترجمة الناشر ،دار الشورى ،بيرروت ،ط، 2
. 2866
782
.84ميشانك كونجيك ،مشرك ت تردفق األخبرار علرى المسرتوى الردولي وصرور األمرم ،ترجمرة
خالد الهمداني ،منشورات قانا ،بيروت ،ط. 2898 ، 2
.82مي نشين ،الديمقراطية والبرجوازية في النظرية والتطبيق ،دار الثقافرة الجديردة ،بيرروت ،
بدون تاريخ .
.85ناعوم تشومسكي ،القراصنة ،ترجمة الناشر ،دار اآلفاق ،ط. 2881 ، 2
.87ناعوم تشومسكي ،ما الرذي يريرده العرام سرام ،ترجمرة موسرى أدهرم ،دار الفكرر العربري ،
عمان ،ط. 2884 ، 2
.86هاتسون بالدويرن ،استراتيجية ال د ،اإلستراتيجية األمريكية في السربعينيات والثمانينيرات
و تررى سررنة ، 1111ترجمررة م مررد خيررري بنونررة ،دار الدراسررات الدوليررة ،مكتبررة األنجلررو
المصرية ،القاهرة ،ط. 2891 ، 2
.89هارلد دسكي ،تلم ت في ثرورات العصرر ،ترجمرة الناشرر ،دار القلرم ،القراهرة ،بردون
تاريخ .
.88هاملتن مادسن ،الدولة ادت اديرة أسسرها ودسرتورها ،ترجمرة م مرد أ مرد ،دار الكتراب ،
القاهرة ،ط.، 2858 ، 2
.211هربرت شللير ،المت عبون بالعقول ،ترجمة عبد الس م رضوان ،سلسلة عالم المعرفة ،
المجلس الوطني لثقافة والفنون ، 217 ،الكويت ،ط.. 2897 ، 2
.212هربررت شرللير ،امبراطوريررة اإلعر م ،سلسررلة عرالم المعرفرة ،ترجمررة الناشرر ،المجلررس
الوطني للثقافة والفنون ،رقم ( ، )19الكويت . 2892 ،
.211هنري فورد ،اليهودي العالمي ،المشكلة األولى التي تواجه العالم ،ترجمة خيري ماد ،
إدارة التوجيه المعنوي ،الجمهورية العربية الليبية ،بدن تاريخ .
.214وكالة المخابرات األمريكية ،وثا ق سرية ،ترجمة طلعت غيم ،مكتبة مدبولي ،القاهرة ،
ط. 2884 ، 2
.212ولبررر شرررام ،أجهررزة األع ر م والتنميررة الوطنيررة ،ترجمررة م مررد فت رري ،الهي ررة المصرررية
العامة للتلليف والنشر ،القاهرة ،ط. 2861 ، 2
.215وليام ريفير ،تيودر بترسون ،ماي وجنس ،وسا ل اإلع م في المجتمع ال ديا ،ترجمة
إبراهيم أمام ،دار المعرفة ،القاهرة ،بدون تاريخ .
.217ولرريم د .جررارفي ،ادتصررال اسرراس النشرراط العلمرري ،ترجمررة سررن قاسررم ،الرردار العربيررة
للموسوعات ،بيروت ،ط. 2894 ، 2
781
.216وليم ميري ،األخبار ،ترجمة الناشر ،األنجلو المصرية ،القاهرة ،ط. 2879 ، 2
784
سادسا :الصحف والمجالت العربية :
.2األت اد األمارتية . 2895/6/8
.1ادت اد اإلمارتية . 2897/2/21 ،
.4الجماهيرية الليبية . 2897/2/22 ،
.2الجماهيرية الليبية . 2897/2/21 ،
.5الجماهيرية الليبية . 2897/2/26 ،
.7ال ياة اللندنية . 2882/21/29 ،
.6ال ياة اللندنية . 2882/21/28 ،
.9الرأي العام اإلماراتية . 2897/6/12 ،
.8الز ف األخضر الليبية . 2895/9/2
.21الز ف األخضر الليبية . 2895/9/22
.22السفير اللبنانية .2892/1/25 ،
.21السفير اللبنانية .2897/4/17 ،
.24السفير اللبنانية . 2897/7/26 ،
.22السفير اللبنانية . 2897/6/11 ،
.25السفير اللبنانية . 2899/8/26 ،
.27السفير اللبنانية . 2899/21/16،
.26السفير اللبنانية .2899/21/14 ،
.29السفير اللبنانية .2899/21/12 ،
.28السفير اللبنانية . 2898/2/8 ،
.11السفير اللبنانية . 2898/2/22 ،
.12السياسة اإلمارتية. 2892/8/2 ،
.11السياسة اإلماراتية . 2897/2/2 ،
.14السياسة اإلماراتية . 2897/2/26
.12السياسة اإلماراتية . 2897/2/28 ،
.15الشرق األوسط . 2892/9/9 ،
.17الشرق األوسط . 2895/21/42 ،
.16الشرق األوسط . 2897/2/2 ،
782
.19الشرق األوسط . 2897/2/8 ،
.18العلم الم ربية . 2895/22/16 ،
.41الفجر الجديد الليبية . 2864/4/11 ،
.42الفجر الجديد الليبية . 2891/4/18 ،
.41الفجر الجديد الليبية . 2891/21/42 ،
.44الفجر الجديد الليبية . 2897/2/22 ،
.42الفجر الجديد الليبية .2898/5/19 ،
.45القبس الدولية الكويتية . 2897/2/8 ،
.47القبس الدولية الكويتية . 2898/2/7
.46القبس الدولية الكويتية . 2898/22/26
.49النهار اللبنانية . 2892/1/2 ،
.48النهار اللبنانية . 2892/1/14 ،
.21النهار اللبنانية . 2892/9/11 ،
.22النهار اللبنانية . 2897/4/15 ،
.21تشرين السورية . 2892/4/4 ،
.24اللواء البيروتية . 2894/21/14 ،
.22مجلة أمريكا والعالم العربي .2878/21/9 ،
.25مجلة األسبو العربي . 2898/2/1 ،
.27مجلة ال وادا . 2898/2/24 ،
.26مجلة ال وادا اللبنانية . 2897/2/18 ،
.29مجلة الكفاح العربي .2897/7/41 ،
.28مجلة الكفاح العربي . 2898/2/1 ،
.51مجلة الكفاح العربي . 2898/2/27 ،
.52مجلة الكفاح العربي . 2898/2/27 ،
.51مجلة المستقبل .2898/2/22 ،
.54مجلة المستقبل السورية . 2897/8/24 ،
.52مجلة المستقبل السورية . 2897/22/27 ،
.55مجلة الموقف العربي . 2894/2/12 ،
785
.57مجلة الموقف العربي . 2894/7/12 ،
.56مجلة الهدف الفلسطينية .2892/22/28 ،
.59نشرة وكالة الجماهيرية ل،نباء . 2894/1/28 ،
.58نشرة وكالة الجماهيرية ل،نباء . 2897/2/11 ،
.71نشرة وكالة الجماهيرية ل،نباء . 2897/2/17 ،
787
سابعا :الصحف والمجالت األجنبية
.2أديوت أ رنوت اإلسرا يلية . 2895/21/16 ،
.1أديوت ا رنوت اإلسرا يلية . 2897/2/8 ،
.4األكسبريس البريطانية .2895/9/1 ،
.2البرافد الروسية .2897/2/21 ،
.5التايمز األمريكية .2897/1/2 ،
.7التايمز األمريكية .2897/8/19 ،
.6التايمز البريطانية .2898/2/25،
.9التايمز اللندنية . 2876/9/9 ،
.8ال ارديان البريطانية . 2891/5/14 ،
.21ال ارديان البريطانية . 2897/2/8 ،
.22المجلة األمريكية العربية ،عدد خاص . 2897
.21النيوزويك األمريكية . 2892/1/22 ،
.24الواشنطن بوست . 2896/1/18 ،
.22الواشنطن بوست . 2892/2/22 ،
.25الواشنطن بوست . 2892/5/15 ،
.27الواشنطن بوست . 2892/6/16 ،
.26الواشنطن بوست . 2892/9/19 ،
.29الواشنطن بوست . 2892/8/41 ،
.28الواشنطن بوست . 2892/22/11 ،
.11الواشنطن بوست . 2892/21/42 ،
.12الواشنطن بوست . 2891/4/4 ،
.11الواشنطن بوست . 2891/5/2 ،
.14الواشنطن بوست . 2891/7/5 ،
.12الواشنطن بوست . 2891/6/9 ،
.15الواشنطن بوست . 2891/6/29 ،
.17الواشنطن بوست . 2891/21/8 ،
.16الواشنطن بوست . 2891/22/21 ،
786
.19الواشنطن بوست . 2891/21/22 ،
.18الواشنطن بوست . 2891/21/25 ،
.41الواشنطن بوست . 2894/1/24 ،
.42الواشنطن بوست . 2894/21/12 ،
.41الواشنطن بوست . 2894/21/14،
.44الواشنطن بوست . 2894/21/27 ،
.42الواشنطن بوست . 2894/21/14 ،
.45الواشنطن بوست . 2892/2/4 ،
.47الواشنطن بوست . 2892/2/11 ،
.46الواشنطن بوست . 2892/2/12 ،
.49الواشنطن بوست . 2892/1/15 ،
.48الواشنطن بوست . 2892/5/4 ،
.21الواشنطن بوست . 2892/5/11،
.22الواشنطن بوست . 2892/5/19 ،
.21الواشنطن بوست . 2892/9/4 ،
.24الواشنطن بوست . 2892/21/1 ،
.22الواشنطن بوست . 2892/22/4 ،
.25الواشنطن بوست . 2892/21/2 ،
.27الواشنطن بوست . 2892/21/15 ،
.26الواشنطن بوست . 2895/2/5 ،
.29الواشنطن بوست . 2895/2/16 ،
.28الواشنطن بوست . 2895/1/7 ،
.51الواشنطن بوست . 2895/1/27 ،
.52الواشنطن بوست . 2895/4/6 ،
.51الواشنطن بوست . 2895/4/21 ،
.54الواشنطن بوست . 2895/2/24 ،
.52الواشنطن بوست . 2895/2/27 ،
.55الواشنطن بوست . 2895/2/27،
789
.57الواشنطن بوست . 2895/5/2 ،
.56الواشنطن بوست . 2895/5/8 ،
.59الواشنطن بوست . 2895/5/28 ،
.58الواشنطن بوست . 2895/9/21 ،
.71الواشنطن بوست . 2895/9/24 ،
.72الواشنطن بوست . 2895/8/4 ،
.71الواشنطن بوست . 2895/8/24 ،
.74الواشنطن بوست . 2895/21/22 ،
.72الواشنطن بوست . 2895/22/25 ،
.75الواشنطن بوست . 2895/21/27 ،
.77الواشنطن بوست . 2897/2/26 ،
.76الواشنطن بوست . 2897/1/29 ، ،
.79الواشنطن بوست . 2897/1/29 ،
.78الواشنطن بوست . 2897/1/29،
.61الواشنطن بوست . 2897/4/28 ،
.62الواشنطن بوست . 2897/4/28
.61الواشنطن بوست . 2897/2/11 ،
.64الواشنطن بوست . 2897/2/15 ،
.62الواشنطن بوست . 2897/5/12 ،
.65الواشنطن بوست . 2897/7/16 ،
.67الواشنطن بوست . 2897/6/14 ،
.66الواشنطن بوست . 2897/6/14،
.69الواشنطن بوست . 2897/9/5 ،
.68الواشنطن بوست . 2897/9/12 ،
.91الواشنطن بوست . 2897/8/21 ،
.92الواشنطن بوست . 2897/8/15 ،
.91الواشنطن بوست . 2897/21/21 ،
.94الواشنطن بوست . 2897/21/17 ،
788
.92الواشنطن بوست . 2897/22/16 ،
.95الواشنطن بوست . 2897/21/2 ،
.97الواشنطن بوست . 2897/21/19 ،
.96الواشنطن بوست . 2896/2/18 ،
.99الواشنطن بوست . 2896/1/21 ،
.98الواشنطن بوست . 2896/4/41 ،
.81الواشنطن بوست . 2896/5/2 ،
.82الواشنطن بوست . 2896/5/2 ،
.81الواشنطن بوست . 2896/7/8 ،
.84الواشنطن بوست . 2896/9/2 ،
.82الواشنطن بوست . 2896/8/5 ،
.85الواشنطن بوست . 2896/8/25 ،
.87الواشنطن بوست . 2896/21/7 ،
.86الواشنطن بوست . 2896/22/11 ،
.89الواشنطن بوست . 2896/21/19 ،
.88الواشنطن بوست . 2899/1/21 ،
.211الواشنطن بوست . 2899/1/21
.212الواشنطن بوست . 2899/2/26 ،
.211الواشنطن بوست . 2899/7/22 ،
.214الواشنطن بوست . 2899/6/25 ،
.212الواشنطن بوست . 2899/9/27 ،
.215الواشنطن بوست . 2899/8/26 ،
.217الواشنطن بوست . 2899/21/12 ،
.216الواشنطن بوست . 2892/9/42 ،
.219انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية . 2892/4/2 ،
.218انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية . 2892/4/27 ،
.221انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية . 2892/5/9 ،
.222انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية . 2892/5/8 ،
611
.221انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية . 2892/21/7 ،
.224انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية .2891/9/26 ،
.222انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية . 2895/7/4 ،
.225انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية . 2895/21/16،
.227انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية . 2895/21/42 ،
.226انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية . 2897/2/22 ،
.229انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية . 2897/4/16 ،
.228انترناشيونال هيراليد تربيون األمريكية . 2897/4/18 ،
.211بارى ماتم الفرنسية .2897/2/12 ،
.212جورنال بوست األمريكية .2891/22/2،
.211جورنال بوست األمريكية .2894/5/16 ،
.214جورنال بوست األمريكية . 2899/21/2 ،
.212دويتش ند األلمانية . 2897/2/21 ،
.215ديلي جورنال بوست األمريكية . 2897/2/21 ،
.217رجوزاليم بوست .2892/22/16 ،
.216ساندي تايمز البريطانية . 2864/6/2 ،
.219شيكاغو بوست األمريكية . 2861/8/6 ،
.218شيكاغو بوست األمريكية . 2897/2/7 ،
.241شيكاغو تربيون األمريكية .2892/9/11 ،
.242صنداي تايمز البريطانية . 2897/9/14 ،
.241صنداي تل راف البريطانية . 2897/5/41 ،
.244فانيشال تايمز البريطانية . 2892/22/25 ،
.242كرستيان سانيس مومنيتر األمريكية . 2861/4/29 ،
.245كرستيان سانيس مونيور األمريكية .2861/21/11
.247كرستيان سانيس مونيتر األمريكية . 2891/21/1 ،
.246كرستيان سانيس مونيتر األمريكية . 2894/7/28 ،
.249كريستان سانيس مونيور األمريكية .2898/2/9 ،
.248لموند الفرنسية .2861/22/28 ،
612
.221لوس أنجيلوس تايمز األمريكية .2867/5/24
.222لوس أنجلوس تايمز األمريكية .2894/6/41 ،
.221لوس أنجيلوس تايمز األمريكية .2892/21/7 ،
.224لوس انجيلوس تايمز األمريكية . 2895/9/7 ،
.222لوس انجيلوس تايمز األمريكية . 2897/2/5 ،
.225لوس أنجيلوس تايمز األمريكية .2897/2/26 ،
.227مجلة التايم األمريكية .2892/2/18 ،
.226مجلة التايم األمريكية . 2892/4/7 ،
.229مجلة التايم األمريكية . 2892/4/41 ،
.228مجلة التايم األمريكية .2892/9/42 ،
.251مجلة التايم األمريكية .2894/8/28 ،
.252مجلة التايم األمريكية . 2897/2/16 ،
.251مجلة التايم األمريكية .2898/22/8 ،
.254مجلة التيوبليك .2891/21/1 ،
.252مجلة نيوزويك األمريكية .2868/21/21 ،
.255مجلة نيوزويك األمريكية .2892/9/42،
.257مجلة نيوزويك األمريكية . 2894/4/7 ،
.256مجلة نيوزويك األمريكية . 2894/4/41 ،
.259مجلة نيوزويك األمريكية .2897/2/19 ،
.258مجلة نيوزويك األمريكية . 2897/2/19 ،
.271مجلة نيوزويك األمريكية . 2897/9/42 ،
.272مجلة نيوزويك األمريكية . 2898/2/27 ،
.271مجلة واشنطونيان.2892/2/12 ،
.274مجلة يو أس نيوز أندرو ريبورت .2868/6/18 ،
.272ميدل السبت األمريكية . 2892/4/11 ،
.275ميدل ايست جورنال 2869/21/41
.277مينابولس ند تيربيون .2891/2/11 ،
.276ناشيول جورنال .2891/21/17 ،
611
.279ناشيول ريفيو .2894/21/2 ،
.278نيويورك تايمز األمريكية . 2861/8/6 ،
.261نيويورك تايمز األمريكية . 2861/8/18 ،
.262نيويورك تايمز األمريكية . 2862/5/17 ،
.261نيويورك تايمز األمريكية . 2862/21/11 ،
.264نيويورك تايمز األمريكية .2865/22/41،
.262نيويورك تايمز األمريكية . 2892/4/26 ،
.265نيويورك تايمز األمريكية .2892/7/18 ،
.267نيويورك تايمز األمريكية .2892/8/15 ،
.266نيويورك تايمز األمريكية .2891/2/1 ،
.269نيويورك تايمز األمريكية .2891/2/18 ،
.268نيويورك تايمز األمريكية .2894/1/17 ،
.291نيويورك تايمز األمريكية .2894/2/29 ،
.292نيويورك تايمز األمريكية .2894/21/21،
.291نيويورك تايمز األمريكية . 2892/9/8 ،
.294نيويورك تايمز األمريكية . 2895/2/1 ،
.292نيويورك تايمز األمريكية .2895/2/29،
.295نيويورك تايمز األمريكية .2897/2/21 ،
.297نيوزويك تايمز األمريكية . 2897/2/24 ،
.296نيويورك تايمز األمريكية . 2897/2/24 ،
.299نيوزويك تايمز األمريكية . 2897/2/11 ،
.298نيوزويك تايمز األمريكية . 2897/2/15 ،
.281نيويورك تايمز األمريكية . 2897/4/19 ،
.282نيويورك تايمز األمريكية . 2897/2/1 ،
.281نيويورك تايمز األمريكية . 2897/2/6 ،
.284نيوزويك تايمز األمريكية . 2897/2/25 ،
.282نيويورك تايمز األمريكية . 2897/2/27 ،
.285نيويورك تايمز األمريكية . 2897/7/11 ،
614
.287نيويورك تايمز األمريكية . 2897/6/14 ،
.286نيويورك تايمز األمريكية . 2897/9/12 ،
.289نيويورك تايمز األمريكية . 2897/21/4 ،
.288نيويورك تايمز األمريكية . 2896/1/11 ،
.111نيويورك تايمز األمريكية . 2896/8/18 ،
.112نيويورك تايمز األمريكية .2899/21/9 ،
.111واشنطن شارديو .2864/4/11
.114وول ستريت جورنال األمريكية . 2892/1/27 ،
.112وول ستريت جورنال األمريكية .2897/8/9 ،
.115يو أس أي توداي األمريكية .2895/9/5 ،
.117يو أس ى توداى األمريكية .2898/2/21 ،
.116يو أس ي توداي األمريكية .2898/2/25 ،
.119يو أس أي توداي األمريكية . 2898/2/27 ،
612
ثامنا :خطب ووثائق :
-2اتفاقية جنيف المتعلقة بمنع اإلرهاب السياسي . 2846 ،
-1اتفاقية جنيف وبرتوكودتها . 2828
-4الم تمر الص في الذي عقده العقيد القذافي ول جدول أعمال الم تمرات الشعبية األساسية في
. 2866/21/11
-2بيان مجلس قيادة الثورة الليبية بعد ال ارة ،السجل القومي المجلد . 27
-5بيران ممثرل الجماهيريررة فري األمررم المت ردة ،علري التريكرري ، 2897/2/25 ،مكترب اإلعر م ،
اللجنة الشعبية العامة ل تصال الخارجي والتعاون الدولي .
-7تصريح الر يس نيلسون ماندي لدى استقبال العقيد القذافي في جنوب أفريقيا ،قناة الجماهيرية
الفضا ية ،نشرة األخبار . 2888/7/24 ،
-6تصريح العقيد القذافي لوكالة الجماهيرية ل،نباء . 2894/2/11 ،
-9تقرير أعمال األمانة العامة دت اد وكادت األنباء العربية ،الدورتين ، 22-24منشورات قانا
،بيروت . 2894 ،
-8تقرير اللجنة المعنية بزيادة فعالية مبدأ عدم استعمال القوة في الع قرات الدوليرة ،وثرا ق األمرم
المت دة ،الدورة ، 47وثيقة رقم . A136141
تقريررررر عررررن اإلرهرررراب ضررررد الوديررررات المت رررردة األمريكيررررة ،وزارة الرررردفا األمريكيررررة -21
. 2895/5/41
تقرير نماذ اإلرهاب 2896وزارة الخارجية األمريكية . 2899/9/41 ، -22
توصيات الدورة السابعة عشر للجمعية العامة ل،مم المت دة عام . 2864 -21
خطاب العقيد القذافي في ا تفادت العيد الثاني عشر للثورة الفاتح . 2892/8/2 -24
خطاب العقيد القذافي في الجلسة ادفتتا ية لدورة الث ثين للجنة التنسريق لت ريرر افريقيرا ، -22
طرابلس . 2869/1/22 ،
خطاب العقيد القذافي في العيد الثالا عشر إلج ء القوات البريطانية . 2892/4/19 -25
خطاب العقيد القذافي في العيد الثامن عشر للثورة الليبية . 2896/8/2 -27
قرار الجمعية العامة رقم 416لعام . 2864 -26
قرررار الجمعيررة العامررة رقررم 49/22بترراريخ ، 2897/22/11إدانررة ال ررارة األمريكيررة علررى -29
ليبيا.
قرار الجمعية العامة رقم 5221761د . 2868/1/9 215 - -28
615
قرار مجلس األمن رقم 229الصادر في 2يونيو والخاص بفره المقاطعرة علرى جنروب -11
أفريقيا .
كلمة الر يس ري ان ليلة العدوان األمريكي على الجماهيرية . 2897/2/25 -12
كلمة الر يس ماندي بعد جلسة مبا ثات مع الر يس األمريكي بيل كلينتون ،جوهنسبرك ، -11
مركز تلفزيون اشرق األوسط ،نشرة األخبار . 2886/5/11 ،
كلمة الر يس ماندي فري فرل ال رذاء عنرد زيرارة العقيرد القرذافي إلرى جنروب أفريقيرا ،قنراة -14
الجماهيرية الفضا ية ،نشرة األخبار . 2888/7/24 ،
كلمرة العقيرد القرذافي خر ل زيرارة الرر يس التشرادي فرنسروا توملبراي ليبيرا ،شرهر الكررانون -12
. 2861
كلمة العقيد القذافي في الجلسة الثانية لم تمر القمة األفريقي التاسع عشر . 2891/9/9 ، -15
كلمة العقيد القذافي في المتدربين العسكريين من زمبابوي ،طرابس . 2891/4/24 ، -17
كلمررررة العقيررررد القررررذافي فرررري المهرجرررران الشررررعبي بكوتوكررررو بجمهوريررررة بنررررين الشررررعبية ، -16
.2894/2/18
كلمة العقيد القذافي في فل العشاء في العاصمة كمباد في أوغندا . 2897/21/12 -19
كلمة العقيد القذافي في م تمر القمة الثامنة لدول عدم ادن ياز . 2897/8/2 -18
كلمة العقيد معمر القذافي بعد ال ارة األمريكية علرى الجماهيريرة ، 2897/2/27 ،السرجل -41
القومي ،المجلد . 27
كلمررة قا ررد الثررورة العقيررد معمررر القررذافي فرري افتترراح مرر تمر القرروى المعارضررة العربيررة ، -42
طرابلس ، 2894/1/2 ،السجل القومي ،المجلد رقم . 22
كلمرررة قا رررد الثرررورة الليبيرررة فررري فرررل عشررراء فررري مدينرررة واجرررادجو فررري بوركينرررا فاسرررو ، -41
، 2894/2/41السجل القومي ،المجد . 22
م اضرررررة العقيررررد القررررذافي فرررري الملتقررررى التاسررررع ل ركررررة الجرررران الثوريررررة ،طرررررابلس ، -44
.2897/9/18
م ضررر ادجتمررا الخررامس للجنررة متابعررة اإلع ميررين وكررادت األنبرراء العربيررة والعالميررة ، -42
الدار البيضاء ،منشورات قانا ،بيروت ،نوفمبر . 2884
مقابلة ص فية مع العقيد القذافي مجلة دير شبي األلمانية . 2867/6/17 ، -45
مقابلة ص يفة مع العقيد القذافي مجلة الدستور األردنية ،نشر ال وار في العدد 95بتاريخ -47
. 2862/2/18
617
مقابلة قا د الثورة مع اإلذاعة الفرنسية ، 2894/1/7 ،السجل القومي ،المجلد . 22 -46
موسررروعة األخبرررار ،قنررراة الجزيررررة الفضرررا ية ،برنرررامر مر ررري ،لقرررة بعنررروان (وكالرررة -49
المخابرات المركزية ) الث ثاء 2889/1/17 ،ف .
ميثاق األمم المت دة المادة الثانية والمادة (. )52 -48
نررص تقريررر األمررين العررام لجنررة السادسررة لتعريررف اإلرهرراب ،منشررورات األمررم المت رردة ، -21
. 12172229
وثا ق جلسات الجمعية العامة ل،مم المت دة ،اليونيسكو ،يوليو . 2851 -22
616
المالحق
619
ملحق رقم ()1
المادة ()3
618
الدبلوماسررية أو مررن يترربعهم مررن المرروظفين العمرروميين أو القناصررلة ،وفرري جميررع تلررك
ال ررادت الترري تكررون الدولررة األمريكيررة جررزءا منهررا ،سرروف تكررون السررلطات القضررا ية
األساسية كاملة للم كمة العليا .
وأمررا فرري برراقي القضررايا الترري ذكرررت أع ر ه سرروف يكررون للم كمررة العليررا ررق
ية النقه ) ب كم القانون وال قرا ق باإلضرافة إلرى ادسرتثناءات التري ادست ناف (ص
ي ددها الكون رس وفقا للنظم المتبعة .
وسرروف تكررون جميررع الم اكمررات علررى الجرررا م باسررتثناء قضررايا الررتهم المتعلقررة
برجررال الدولررة بنرراءا علررى هي ررة م لفررين وسرروف تعقررد هررذه الم اكمررة فرري الوديررة الترري
وقعت فيها الجريمة وعندما د تكرون الجريمرة قرد وقعرت فري أي مرن الوديرات ،ينهرا
يقرر الكون رس بقانون يصدره مكان الم اكمة .
621
ملحق رقم ( )13
ف ة الت ليل :ماذا قيل " الت طية اإلخبارية لقضية الجبهة السنديانية "
اسم الص يفة :
العــــدد :
التاريــخ :
وحدة التحليل
فئة التحليل ر.م
الموضو الكلمة
استبداد السنديانيستا 2
اجملمـــــــــوع
622
621