Professional Documents
Culture Documents
Untitled
Untitled
محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
- 1تقديم:
البحث الحالي محاولة أكاديمية من وجهة نظر مؤرخ التاريخ العراقي المعاصر
لفهم تطور احدى المؤسسات التعليمية التي تعد نواة لتأسيس التعليم العالي في العراق ،
التي تأسست في اام ، 9191وقدر لها أن تكون نواة لتأسيس جامعة بغداد كلية اآلدا
التي تأسست قانونيا في اام 9191ومارست نشاطها الفعلي منذ اام ،9191وكانت
تلك الكلية قد تأسست بعد حوالي أكثر من اقدين من تأسيس (دار المعلمين العالية ) في
،ووفقا لتلك ()1
اام ، 9191التي أصبحت نواة لتأسيس كلية التربية في اام 9191
الرؤية ،أصبحت كلية اآلدا مرك از للتعليم األكاديمي والبحثي بتخريجها باحثين وأكاديميين
،في حين ظل دور دار المعلمين العالية مهنيا بتخريج مهنيين من المدرسين والمعلمين
للتعليم االولي ،الى الرغم من ممارسة كلية التربية فيما بعد الدورين في اآلن ذاته ،ان
وربطها في سياق تطور المؤسسات دراسة الظروف التي أسهمت في تأسيس كلية اآلدا
من تطور تاريخ العراق المعاصر اشية التعليمية في العراق ذات أهمية كبيرة لفهم جان
تأسيس الدولة العراقية الحديثة في مفتتح اشرينات القرن العشرين.
514
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
في أواخر النصف األول من القرن العشرين حصيلة كان تأسيس كلية اآلدا
لسلسة من التطورات التي شهدها النظام التعليمي في العراق الى مدى يقتر من القرن
،وال يمكن فهم الواقع التعليمي اشية تأسيس تلك الكلية العريقة دون فهم تطور المؤسسات
التعليمية في العراق في العهد العثماني األخير ،الممتد منذ النصف الثاني من القرن
التاسع اشر وحتى سقوط الدولة العثمانية ،والى الرغم من ان العراق كان جزءا من
الدولة العثمانية ،التي كانت تضم رقعة جغرافية واسعة وأقاليم كثيرة ،واانت في القرن
التاسع اشر من ضعفها سياسيا واسكريا واداريا ،وتدخل القوى األوربية في شؤونها
وتنافسهم الى اقتطاع أجزاء واسعة من أراضيها ،والى نحو خاص روسيا القيصرية
وبريطانيا وفرنسا ،شهد العراق تطو ار بطيئا في المؤسسات التعليمية التي كانت تسير وفقا
لتوجهات وسياسة الدولة العثمانية ،والبحث وفقا لذلك السياق التاريخي محاولة للتأصيل
نواته في المرحلة التأسيسية لوضع أسس التعليم العالي في العراق الذي كانت كلية اآلدا
األساسية.
- 2بدايات التعليم الحديث في العراق :
تعد والية مدحت باشا للعراق( ) 9119 – 9111البداية الحقيقية لتطور
الحياة المؤسسات المدنية في العراق ،إذ شهد المجتمع العراقي تحديثا بطيئا في جوان
المتعددة :السياسية واالقتصادية والفكرية والعسكرية،ونال التعليم جانبا من ذلك التحديث،
وكان التعليم في ذلك العهد مرتبطا بالمؤسسات الدينية اإلسالمية والمسيحية ،ولم تتأثر
المدارس الدينية في العراق كثي ار ان رااية شؤونها،إذ استمر المحسنون،وأصحا الخيرات
من الناس والماء الدين في إنشاء تلك المدارس وتخصيص األوقاف لها،وبلغ ادد المدارس
الدينية في مطلع القرن العشرين ثالث اشرة مدرسة موزاة الى مدن :بغداد ،الموصل،
ادد آخر من تلك المدارس انتشر في مدن النجف ،كربالء ،سامراء والبصرة ،الى جان
العراق األخرى ،الى ان معظم تلك المدارس كان ملحق بالمساجد أو الجوامع باستثناء
514
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
مدارس النجف التي كانت لها بنايات خاصة،بلغ اددها تسع اشرة مدرسة أوائل القرن
إحدى الوسائل التعليمية المهمة التي ااتمدتها الدولة العشرين( .)9وكانت الكتاتي
العثمانية ،قبل ظهور المدارس الحديثة في العراق منذ سنة ، 9111ووصل ادد الكتاتي
في واليات العراق الثالث :البصرة وبغداد والموصل ،أواخر القرن التاسع اشر () 911
كتابا ،وكانت المدارس الرشدية المدنية التي افتتحها مدحت باشا في العراق سنة 9111
،والعسكرية سنة ، 9111أول مدارس حكومية تمثل بداية نشاط الدولة في فتح المدارس
الحديثة في العراق ،وركزت الدولة الى إنشاء المدارس الرشدية لما كانت تزود به تلك
المدارس خريجيها من تعليم متوسط يؤهلهم لشغل الوظائف الحكومية ،وانتشرت المدارس
الرشدية المدنية والعسكرية في واليات العراق الثالثة وأخذ اددها بالتزايد بمرور الوقت ،
وبلغ ادد المدارس الرشدية سنة 9111إحدى اشرة مدرسة في والية بغداد ،وخمس
مدارس في والية الموصل ،وست مدارس في والية البصرة ،ارتفع ليصبح ( ) 91مدرسة
في الواليات الثالث في نهاية الحكم العثماني ،أما المدارس العسكرية فكان اددها اقل من
المدنية ،اذ لم يتجاوز أربع مدارس في نهاية الحكم العثماني ،اثنتان منها رشديتان في
للضباط(.)3 بغداد وواحدة إادادية ،والرابعة لتخريج نوا
ظهر التعليم المهني في العراق منذ وقت مبكر أيضا ،اذ أسس مدحت باشا
مدرسة الصنائع سنة 9111ألاداد األيدي الماهرة للمطبعة التي أسسها في بغداد ،
ولبعض المشاريع الصنااية التي كان يزمع إنشاءها في العراق ،وانتشرت مدارس الصنائع
في بغداد وكركوك والموصل بدام من األهالي ،وظهرت أول مدرسة إادادية مهنية في
العراق لتكون نواة للمدارس الثانوية المهنية والرسمية ،إال أن تلك المدرسة لم تنتظم في
املها حتى اام ، 9111لعدم وجود مدرسين لها ،وظهرت أول مدرسة إادادية في
الموصل سنة ، 9119والبصرة ، 9199أما المدارس االبتدائية فبدأت باالنتشار منذ سنة
514
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
، 9111اذ انتشرت تلك المدارس في المدن العراقية ،ولتوسيع المدارس االبتدائية ،
اضطرت السلطات العثمانية الى إنشاء دا ار للمعلمين في مدينة الموصل ،اال إنها أغلقت
غير واضحة بعد مدة قصيرة من افتتاحها ،وفي العام األول من القرن العشرين ألسبا
فتح داران للمعلمين ،األولى في بغداد ،واألخرى في مدينة الموصل ،وبعد بضعة أاوام
افتتحت دا ار أخري في مدينة البصرة(. )4
وتأخر إنشاء مدارس البنات حتى اام 9111بسب الطبيعة المحافظة للمجتمع
العراقي ،وسارت بخطوات بطيئة ،إذ بلغ اددها تسع مدارس في نهاية الحكم العثماني ،
واذا كان خريجو المدارس الرشدية العسكرية يستطيعون إكمال دراستهم العالية في مدارس
العاصمة ،لم يستطيع خريجو المدارس المدنية تحقيق تلك األهداف ،إذ لم يتم تأسيس
مدرسة الحقوق في بغداد اال سنة ،9111وظلت تلك المدرسة العالية الوحيدة في واليات
العراق حتى نهاية الحكم العثماني ،وخرجت العديد من النخ السياسية والقانونية المتعلمين
تعليما االيا افتقر العراق الى أمثالهم من أبنائه آنذاك(.)5
وسمحت الدولة العثمانية للمسيحيين واليهود بإقامة مؤسساتهم التعليمية ،التي
أسهمت في رفع المستوى الثقافي للمجتمع العراقي ،الى الرغم من اآلثار السلبية لبعض
تلك المؤسسات التعليمية التي استغلت من قبل البعثات التبشيرية ،وبلغ ادد مدارس
الطائفة المسيحية في واليات العراق الثالث في نهاية الحكم العثماني ( )11مدرسة ،
ومدارس اليهود ( )19مدرسة ،أكثر من ثلثيها مدارس أولية( ، )6وكان ( لجمعية األليانس
اإلسرائيلي ) التي تأسست في باريس اام 9119أربع مدارس في بغداد في بداية القرن
العشرين(. )7
514
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
واالستقالل (وفقا وبالمقارنة بين تطور التعليم في العهد العثماني واهدي االنتدا
للجدول رقم ، )9يتبين التطور الواضح الذي ط أر الى زيادة المؤسسات التعليمية ،ال سيما
ما يتعلق باتساع اتصال العراق مع المؤسسات التعليمية األجنبية ،واالستفادة من خبراتها
إرسال البعثات الدراسية الى الخارج للحصول الى الشهادات األولية العليا ،الى جان
( )
في حقول المعرفة المتعددة . 9
جدول ( )9يبين تطور التعليم في العراق ( ) 9191 – 9191
عدد المدارس عدد عدد المدارس
عدد الطالب السنة
المتوسطة والثانوية الطالب االبتدائية
001 4 8111 88 0290-0291
4118 91 41994 198 0291-0294
09019 12 008481 244 0244-0241
514
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
524
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
العراق الحديث ( ،)12ورأى باحث آخ ــر بعد د ارس ــته للبنية االجتم ــااية واالقتصادية للمدة
ذاتها " ان التغيرات العميقة التي حصلت في المجتمع العراقي خالل النص ــف الثاني م ــن
القرن التاسع اشر ومطلع القرن العشرين ،وهــي محصــلة المتغيرات االقتصادية الناتجة
تدريجي للتوازن فـي بصورة رئيسية ان العامل االقتصادي الخارجي أدت الى قلـ ـ
العالقات االجتمااية ابرز مظاهره صعود فئات اجتمااية جديدة( ، )13ويكمل متخصص
وجـامعة بغـ ــداد آخر في الم االجتماع صورة الظروف التي مهدت لتأسيس كلية اآلدا
فــي النصف األول من القــرن العشرين مشي ار ان " إنجازات الحكومة العراقية في ما يخص
بالمفهوم العام ،أال أنها كانت التعليم في المدة الممتدة حتى اــام 9191مثيرة لإلاجا
معتدلة نسبيا وفقا لألهداف الن ــهائية ،ووفقا الى إحصاء اام ، 9191كان سكان العراق
1 ،9مليون نسمة ،مليونا منـهم تقريبا بعمر المدرسة ،ومن تلك النسبة 111111أو
()99
،وهي نسبة جيدة أذا قارنا العراق حوالي الثلث مسجلين في المدارس االبتدائية "
بالدول المجاورة في تلك المرحلة التاريخية .
521
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
خارجه كانت صعبة جدا ،بسب الواقع االقتصادي المتواضع لغالبية أبناء الشع العراقي،
. العدد المتزايد من الطال وادم قدرة المؤسسات التعليمية القائمة آنذاك استيعا
البعثات الدراسية ،وزيارة ادد المختصين في مع ذلك ،فان اودة طال
االختصاصات المتنواة ومطالبتهم بتأسيس المزيد من المؤسسات العلمية العالية دفع
الكلية الحكومة الى مواصلة جهودها لتطوير المؤسسات التعليمية ،ولم تكن كلية اآلدا
األولى التي تؤسس في العراق ،اذ سبقها العديد من المعاهد العالية والكليات ،ففي اام
9111أسست ( مدرسة الحقوق ) التي تحولت فيما بعد الى نواة لكلية الحقوق ،وفي اام
، 9191تأسست دار المعلمين العالية ،والى نحو بدائي ناقص ثم تكاملت سنة 9111
سنة ، 9191وكلية الصيدلة سنة ، 9111وكلية الهندسة سنة ،وظهرت كلية الط
( )
، 9199وكلية الملكة االية سنة ،9191وكلية التجارة سنة . 16 9191
وكانت جميع المؤسسات التعليمية العليا ،التي تأسست بين اام ، 9111وهو
العام الذي ظهرت فيه مدرسة الحقوق ،واام ، 9191وهو اام تأسيس كلية التجارة ،
مؤسسات مهنية تتفق غايتها في أاداد الموظفين أو المختصين في مهن معينة تلبي الحاجة
اآلنية وتسهم في تطوير العمل اإلداري ،وكان اهتمامها بالدراسات العلمية الصرفة واألدبية
قليال ،والتفاتها الى البحث ان الحقائق العلمية متواضعا ،رافق ذلك أدراك النخ الفكرية
،والى نحو خاص استنادا المؤسسات التعليمية العليا بضرورة تأسيس كيان شامل يحتضن
تلك الكليات والمعاهد المتناثرة في بغداد ،وأيدت الحكومة تلك المطال الشعبية المشرواة
،وشكلت لجانا لتأسيس جامعة بغداد ،إلاداد التقارير ورسم الخطوات العلمية لذلك
المشروع (.)17
بدأ تأسيس تلك اللجان في سنة ، 9191لدراسة مشروع إنشاء جامعة بغداد ،
برئاسة الخبير البريطاني المستر هملي ،)91( Hemleyانتهت تلك اللجان الى أاداد
522
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
توصية أكدت أهمية إنشاء الجامعة والفائدة المتوخاة منها والدور الذي يمكن ان تؤديه في
العراق والوطن العربي والعالم ،وكانت إحدى توصيات ،توصية بتأسيس كلية اآلدا
والعلوم الحرة دون والعلوم في خريف سنة ، 9191ليكون هدفها الرئيسي العناية باآلدا
ان تتقيد بتخريج المهنيين المختصين في نواحي تطبيقية ضيقة ( ،)19باشر الدكتور ابد
والعلوم في آذار من اام ،9191وظل العزيز الدوري بمنصبه الجديد اميدا لكلية اآلدا
والعلوم حتى اام .)91(9191 الدوري اميدا للكلية حتى بعد انفصالها إلى كليتي اآلدا
لم تمض بضعة أشهر الى تأسيس الكلية الجديدة ،ولم تتضح لها وجهة بعد ،إذ
لم يكن في مالكها إال تدريسيين اثنين هما الدكتور ابد العزيز الدوري والدكتور جميل
سعيد ،فجاء ارتباطها بالدوري الحافز األول للدكتور صالح احمد العلي ليتقدم إليها ،ومن
أخر مثلت إليه فرصة للمساهمة في التأسيس لذلك البناء الجديد وتوجيهه وجهة جان
أكاديمية خالصة ،وفي الكلية الجديدة ،بدأت الرحلة الشاقة والطويلة التي تجاوزت نصف
قرن من الزمن ،رحلة التأسيس للبناء األكاديمي والتعليمي للدراسات اإلنسانية في العراق
،سواء ان طريق التدريس أو ممارسة اإلدارة أو البحث األكاديمي ،فكانت تلك الحقول
متالزمة متداخلة يسند بعضها بعضا ،وهي التي صنعت العالم العراقي العربي السابق
األستاذ الدكتور صالح احمد العلي ،أول ما استراى العلي في الكلية الجديدة ،بطبيعة
الحال ،المكان ،فالكلية الناشئة شغلت البناية السابقة لدار المعلمين العالية التي سبق أن
درس فيها ،وكان تأسيس تلك الكلية بمثابة الركيزة لتأسيس جامعة بغداد ،وكانت الروح
المحركة لذلك المسعى الدكتور الدوري ،الذي يعد أنموذجا ناد ار لربما سيأتي يوم لن يصدق
الكثيرون انه وما قام به من انجازات حقيقة واقعة وليس ضربا من الخيال أو المبالغة غير
القابلة للتصديق (.)21
524
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
كان للدوري دور كبير في تشجيع وارساء داائم تلك الكلية المزدوجة ان طريق
جهوده المضنية ،واتخذ من تلك الكلية مقاما دائما إلدارتها الى حسا بيته وأوقات التواجد
()99
. مع أسرته ،فكان يقضي يوميا قرابة اشر إلى ست اشرة سااة في العمل
يعد " النواة الحقيقة لجامعة بغداد"(،)91 ويشير أحد الباحثين الى ان تأسيس كلية اآلدا
واستمرت الدراسة في الكلية حتى شرع قانون جامعة بغداد رقم 11في أيلول من سنة
، 9191فكانت البداية األساسية لبناء الجامعة( ،)99ولكن القانون بقي معطال ولم يشرع
في تنفيذه حتى أواخر سنة ، 9191حين اين الدكتور متي اقراوي أول رئيس للجامعة
ورئيس المجلس التأسيسي لها( ،)99وقد بدأت الجامعة فعليا بموج اإلرادة الملكية رقم 91
،)91(9191وبعد ثورة 99تموز ،9191أايد النظر في مشروع الجامعة في 99آ
وتوقف امل المجلس التأسيسي فتكونت لجنة أوصت بإلغاء قانون سنة ، 9191
واستعاضت انه بقانون آخر صدر سنة ، 9191وبموجبه الغي المجلس التأسيسي ،
وحل محله مجلس الجامعة الذي اجتمع في تشرين الثاني سنة 9191برئاسة الدكتور ابد
والعلوم(. )91 والعلوم الى كليتين هما اآلدا الجبار ابد هللا وتم فصل كلية اآلدا
اند تأسيسها ثالثة أقسام هي :اللغة العربية وآدابها ،االجتماايات ، ضمت كلية اآلدا
والفلسفة ثم أضيف أليها اام ( )9199-9191قسم اللغة اإلنكليزية وقسم االقتصاد ،
وأضيفت أقسام أخرى بلغ مجمواها سبعة أقسام هي :اللغة العربية واللغة اإلنكليزية واآلثار
والحضارة ( ،)9199واالقتصاد والتاريخ والجغرافية واالجتماع ( ، )9199الذي يعد رائدا
آخر مؤسسا لذلك القسم ،هو االم االجتماع العراقي األستاذ الدكتور الي الوردي(، )91
والغي قسم الفلسفة اام ، 9199وفي بداية اام ، 9191فتح قسم الدراسات الكردية وقسم
العلوم السياسية ،وأايد فتح قسم الفلسفة سنة ،9111والحق قسم االقتصاد والعلوم
السياسية بكلية االقتصاد والعلوم السياسية اام ، 9111والحق قسم اللغة الكردية بكلية
525
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
اللغات اام 9111وفي اام ، 9119فتح قسم الصحافة ألول مرة( ،)91وأايد تنظيمه
وتسميته باسم قسم اإلاالم ،ثم انفصل ان الكلية وأصبح كلية اإلاالم اام (،)11()9111
واندما تولى المؤرخ الدكتور ابد العزيز الدوري ( )9191- 9191قيادة الدراسات
والعلوم في اام ، 9191وجد في صالح أحمد اإلنسانية ،اند توليه امادة كلية اآلدا
العلي ومعه نخبة طيبة من المخلصين اإلستعداد للمضي في ذلك المسار ،فقد كان إاداد
الهيئة التدريسية المؤهلة بطبيعة الحال الشغل الشاغل للدوري ،فحرص الى رفد الكلية
باألساتذة األاالم ،فكان أن استقدم مجمواة بارزة من كبار األساتذة الغربيين من بينهم
المؤرخ بنروز وزوجته اديث المتخصصة األبرز بالتاريخ االقتصادي العراقي ،وازز هؤالء
االسكتلندي ورفيق العلي في اوكسفورد دزموند ستيوارت ،الذي العلماء بالمؤرخ واألدي
ألف الحياة في بغداد وغيرها من اواصم العر ونسج االقات طيبة مع أهلها من مختلف
هؤالء النكلي المتخصص مشاربهم وألف كتبا في وصف أحوالهم وااداتهم ،والى جان
بالدراسات الجغرافية ومركريت مكية في التاريخ ،ولم يكتف الدوري بذلك وانما استقط
شخصيات أكاديمية مرموقة لكي تحاضر في كلية اآلدا من أمثال مؤرخ الحرو الصليبية
األبرز السير ستيفن رنسيمان وهيوارت دان في الدراسات العربية ،أما من العراقيين فاستعان
قدر لها الحقا أن تؤسس -كل وفق تخصصه األساس الراسخ العلي بمواه إلى جان
للدراسات اإلنسانية والعلمية العراقية من أمثال ابد العزيز البسام في حقل الدراسات النفسية
واالجتمااية والي الوردي في حقل السوسيولوجيا وابراهيم شوكت في الجغرافية وسليم
()19
. ألنعيمي وجابر امر في التربية واللغة العربية والتاريخ
تميز الدوري بمرونته العالية وذكائه السياسي ودبلوماسيته ودماثة أخالقه ومثله
السامية مما جعله ملهما لكل هؤالء ،فكان بحق من صنف نادر من البشر ،وانه يقول
العلي " كان الدوري يجيد توليد الثقة في شخصه لدى اآلخرين واستثارتهم لبذل أقصى
524
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
الطاقات" ،وكان دؤوبا بصورة مدهشة الى العمل " فقد يأخذ منه أكثر من اشر سااات
انجازه في اليوم دون أن يبدي تعبا أو ملال أو تشكيا " ،وأكثر ما أثار العلي فيه إلى جان
العلمي الفريد هو " دماثته وهدوئه وضبط النفس وقلة الكالم ...وهو صبور الى تحمل
األذى وقلما يقابل اإلساءة بمثلها بل كثي ار ما يقابل اإلساءة باإلحسان واألذى بالصفح وله
القدرة الى أن ال يدع المعاكسات تضعضعه أو تفقده القدرة الى ضبط النفس " ،وقد وجد
العلي في الدوري الرفيق الذي يجدر أن يمضي المرء معه رحلة البناء ،ووجد الدوري في
العلي صديقا صدوقا محبا ومخلصا واالهم من ذلك مؤمنا بالمبادئ السامية التي يحملها
مع امتالكه المؤهالت التي يتطلبها مشروع البناء األكاديمي الحقيقي ،فربطت بين الرجلين
االقة من نوع خاص لم يفصم بينهم إال انتقال احدهما إلى جوار ربه ،فكانت االقة
فريدة يندر أن تجمع بين االمين حمال التخصص نفسه واانيا معا تقلبات الزمان وصروفه
،ويمكن أن نستشهد بقول رجل رصد ان قر تلك العالقة هو األستاذ الدكتور فاروق
امر فوزي الذي قال " :كانت تجمعهما ]الدوري والعلي[ وشائج ربما كان منها تماثل في
البيئة التي ربتهما الى السجايا الرفيعة وتماثل في االختصاص وهو التاريخ اإلسالمي
العمل وروح المثابرة ،والتواصل في الجهد وتماثل في النزاة السياسية وتماثل في ح
العروبية ذات السمة الحضارية المتصلة باإلسالم الذي يجعل مفهوم القومية العربية ال
يعرف التعص (. )19
ومما قيل في وصف العالقة بين الرجلين ما ذكره المرحوم العلي في الكتا
التكريمي الذي أادته مؤسسة ابد الحميد شومان ان الدوري اام 9111حيث يقول :
والعلوم[ متعاونين في العمل وتطورت المعرفة "وظللت واياه مرتبطين بالكلية ]كلية اآلدا
القديمة إلى صلة وثيقة ال يجمعها مجرد العمل المشترك وانما كذلك تماثل في
االختصاص ...وظلت صلتنا قائمة لم تنصرم أكثرها االتصال المباشر القائم الى التقدير
524
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
واالنسجام وبعضها في االتصال الفكري والمراسالت التي لم تنقطع “،وبالمقابل يقول الدوري
في ذكرى أيام العلي األولى في الكلية ":كانت الكلية في بداية التأسيس وحرصت الى أن
ينضم إلى هيأة الكلية لبناء قسم التاريخ وصار من داائم القسم واستمر ذلك طيلة حياته
الدراسية ،،،وكان رجال دمثا في االقاته مع زمالئه واآلخرين ،وهو لطيف جدا “" ،وال
اذكر خالل حوالي اقدين من الزمن انه ذكر زميال له بسوء أو تخاصم مع احد من زمالئه
أو أن أحدا اشتكى منه(. )11
المعظم، تشغل البناية المقابلة (للمعهد الطبي التقني) في با كانت كلية اآلدا
ثم انتقلت اام 9191الى البناية التي تشغلها كلية القانون ،وبعد ان أدمجت كليات
،سنة 9111انتقلت الى البناية التي التربية والشريعة واللغات والبنات في كلية اآلدا
المعظم( ، )19واستحدث الى اثر كانت تشغلها كلية التجارة وهي البناية الحالية في با
ذلك قسم اللغات األوربية ،الذي انفصل ان قسم اللغة اإلنكليزية سنة ، 9111وقسم
اللغات الشرقية ( التركية ،العبرية ،الفارسية ) ،وقسم الدين ،الذي ادمج معه كلية
أصول الدين سنة 9119وفي سنة 9111انفصل قسم اللغات الشرقية واألوربية ان
،والحق بكلية اللغات بعد استحداثها وتحويل قسم اللغة الكردية الى كلية التربية اآلدا
وقسم الدين الذي استقل باسم ( كلية الشريعة ) ،وفي سنة ، 9119استحدث قسم الم
النفس(.)19
اام ( ،)9119- 9119في بعض أقسامها ليتخرج بدأت الدراسات العليا في كلية اآلدا
في قسم التاريخ اام فيها في قسم اآلثار بمرتبة الماجستير ،وأول طال اول طال
، 9119 – 9119وتخرج منها أول طال دكتوراه اام 9119في قسم التاريخ( ،)11بعد
استحداث دراسة الدكتوراه اام 9119في أقسام التاريخ والجغرافية واللغة العربية ،ثم توالى
الخريجون من حملة الدراسات العليا ( الماجستير والدكتوراه ) منذ الستينات وحتى الوقت
524
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
الحاضر ،لتتحول كلية اآلدا الى الكلية األم التي خرجت المتخصصين بالعلوم اإلنسانية
الذين أسهموا بدورهم بتأسيس كليات مناظرة أو كليات التربية في بقية المحافظات العراقية
،فغالبية الكوادر العلمية واإلدارية في جامعات المدن العراقية األخرى هم من خريجي
،وفي الوقت الحاضر تشمل الدراسات العليا أقسام الكلية الثمانية ( اللغة كلية األد
العربية ،التاريخ ،اآلثار ،الجغرافية ،اللغة اإلنكليزية ،الم النفس ،الم االجتماع ،
الفلسفة ) والمعدل العام لعدد طلبة الدراسات العليا في الكلية حوالي ( )111طال ،تولي
()11
. امادة الكلية مجمواة من األساتذة هم
-9الدكتور الدكتور ابد العزيز الدوري ( ) 9191 – 9191
( ) 9119 – 9191 -9الدكتور مهدي المخزومي
( ) 9119 – 9119 -1الدكتور ناجي معروف
( ) 9111 – 9119 -9الدكتور جميل سعيد العاني
() 9119 – 9111 -9الدكتور محمود غناوي الزهيري
( ) 9119 – 9119 -1الدكتور خليل حماش التكريتي
( ) 9119 – 9119و ( ) 9119 – 9111 -1الدكتور نوري حمودي القيسي
-1الدكتور نزار ابد اللطيف سعود ألحديثي ( ) 9119 – 9119
( ) 9111 – 9119 -1الدكتور قحطان سليمان الناصري
( ) 9119 – 9111 - 91الدكتور بهجت كامل ابد اللطيف
( ) 9119 – 9119 -99الدكتور صالح فليح إلهيتي
( ) 9199 – 9119 -99الدكتور فليح كريم الركابي
– 91الدكتور فيصل غازي مجهول ( – 9199الوقت الحاضر)
524
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
) التي مجلة المية محكمة هي ( مجلة كلية اآلدا ويصدر ان كلية اآلدا
صدر اددها األول في حزيران سنة ، 9191وال تزال مستمرة بالصدور ،وتصدر الى
جانبها مجلة متخصصة تصدر في قسمي التاريخ واآلثار ،باسم ( المجلة القطرية للتاريخ
واآلثار ) صدر اددها األول في العام 9111وتنشر البحوث العلمية الرصينة في مجال
التاريخ واآلثار( ،)11وقد تغير إسمها بعد اام 9111الى( مجلة دراسات في التاريخ
واآلثار).
كانت ثمرة ناضجة للتطورات السياسية واالقتصادية يتضح ان كلية اآلدا
واالجتمااية التي شهدها العراق في النصف األول من القرن العشرين ،وجذورها في
النصف الثاني من القرن التاسع اشر ال سيما بعد تطور ونشوء الطبقة المثقفة التي
أسهمت في زيادة ادد المتعلمين والمثقفين في المجتمع العراقي ،فلم يكن مصادفة ان
لتبدأ يتوج نهاية العقد األخير من النصف األول من القرن العشرين بتأسيس كلية اآلدا
مرحلة جديدة ومهمة في تطور وتبلور التعليم العالي في العراق ،ولم ينتهي النصف األول
من القرن العشرين اال بتأسيس الكيان الذي احتوى الكليات المتناثرة في بغداد ،وذلك
بتأسيس جامعة بغداد التي كانت كلية اآلدا ،نواتها األولى ،وفقا لما أشارت أليه نتائج
التوصيات التي قدمها مجمواة من الخبراء العراقيين .
وجامعة بغداد ،تحولتا والى مدى اقتر من ستة اقود من تأسيس كلية اآلدا
الى ومركز إشعاع لتأسيس كليات وجامعات أخرى في مدن العراق المتعددة وليس من قبيل
المصادفة ان جميع الجامعات العراقية في داخل بغداد وخارجها قد اهتدت بالتجربة الطويلة
والناجحة لجامعة بغداد وكليتها األولى .
والسرقة بعد االحتالل األمريكي للعراق اام ، 9111 تعرضت الكلية للتخري
وسرقت مكتباتها وأجهزتها العلمية ،اال ان الكلية وبدام من الجامعة والو ازرة استطاات
524
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
ان تتجاوز تلك األزمة وان تعيد الكلية الى وضعها السابق ،وتعويض المكتبات واألجهزة
العلمية ،ومحاولة تحديث واصالح وااادة تأهيل بناياتها ،وكان لجهود العمادة والكادر
اإلداري والتعليمي دور بارز في إاادة تأهيل الكلية لمواصلة دورها العلمي والثقافي في
المجتمع .
في العام يتضح من الجدول رقم ( )9ان ادد المالك التدريسي في كلية اآلدا
الدراسي ( )9111-9111هو ( )919تدريسيا ،يحمل درجة األستاذية منهم ( )11تدريسيا
،وأستاذ مسااد ( )19تدريسيا ،ومدرس ( )19تدريسيا ،ومدرس مسااد ( )11تدريسيا ،
(مدرس مسااد) ،السيما بعد التعيينات وذلك يعني زيادة ادد التدريسيين من حملة لق
الجديدة في و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي منذ اام ( ، )9119وذلك يشير الى إضافة
أجيال جديدة من التدريسيين الى الجامعات العراقية ،بسب التوسع في الجامعات ومرافقها
العلمية ،وفتح جامعات وكليات وأقسام المية جديدة،
ان تلك الزيادة الكبيرة في الحلقات التدريسية الدنيا ،تفرض الى امادة الكلية
وادارتها توفير المستلزمات الضرورية لتطويرهم الميا وأكاديميا ،واالهتمام بتشجيعهم الى
أكمال ترقياتهم العلمية الى الدرجات العليا من مرتبة (أستاذ مسااد) و(أستاذ) .
544
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
541
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
الخاتمة
كان جزء من تطور التعليم في العراق منذ يوضح البحث ان تأسيس كلية اآلدا
وتأسيس الحكم الوطني واالستقالل ، العهد العثماني مرو ار باالحتالل البريطاني واالنتدا
فكان تأسيس تلك الكلية تعبي ار ان حاجات وطنية لتطوير التعليم العالي في العراق بعد
أن أدت دار المعلمين العالية أغراضها وأصبحت الحاجة ملحة لالهتمام بالبحث العلمي
في الدراسات الطبيعية واالنسانية ،فكان أساس تأسيس الكلية اكاديميا وبحثيا لتكون مكملة
لدور دار المعلمين العالية المهني ،وقد مرت الكلية بتحوالت مهمة أسهمت في تكامل
أقسامها وكانت بوتقة لصهر الفكر العراقي بعد أن أصبحت وااء ضم الماء شبا تخرجوا
من جامعات غربية وأمريكية ومصرية مثل الدكتور ابد العزيز الدوري وصالح أحمد العلي
والي الوردي وطه باقر وجميل سعيد ومحمود الي الداود وسامي سعيد االحمد ومحمد
محمد صالح وحسام اآللوسي وغيرهم من القامات العلمية التي قدر لها أن تكون نواة
للحراك األكاديمي اراقيا واربيا .
أصبحت الكلية بعد ادة سنوات نواة لتأسيس جامعة بغداد ،الجامعة األم لبقية
الجامعات العراقية ،مثلما تحولت اآلدا الى الكلية األم لبقية الكليات المماثلة في العراق
،لقد تحولت الكلية باجيالها الثالثة من األكاديميين :الجيل المؤسس والجيل الثاني والثالث
الى بؤرة للنشاط الفكري في العراق والعالم العربي ،وما يزال الجيالن الثاني والثالث
يواصالن جهودهما الفكرية واالكاديمية ،وتؤكد المعلومات الواردة في ذلك البحث الحاجة
الملحة لمزيد من الدراسات االكاديمية ان تلك المؤسسات التعليمية التي شكلت صفحة
مهمة من تاريخ العراق المعاصر ،فقد خرجت تلك الكلية الى مدى امرها المديد الذي
تجاوز ستة اقود قادة الفكر والثقافة واالقتصاد في المجتمع العراقي ،وامتد دورها إلى دول
اربية أخرى اندما قام أكاديميوها بدام النشاط التعليمي في البلدان العربية األخرى ،
542
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
ويكفي أن نشير أن أربعة من رموزها من الجيل األول تحولوا إلى ظاهرة الفتة الى مستوى
العالم ،كل في حقل اختصاصه :االم اآلثار طه باقر ،والمؤرخان الدكتور ابد العزيز
الدوري وصالح أحمد العلي واالم االجتماع البارز ،مؤسس قسم الم االجتماع الدكتور
الي الوردي ،وقد قدم كل منهم في حقل اختصاصه نتاجات الفتة مازالت تطبع سنويا
بطبعات متعددة ،إلى جان أدوارهم اإلدارية والمهنية واإلنسانية ،وهناك أمثلة معبرة أخرى
ألسماء المعة من األجيال الثالثة من األكاديميين الذين خرجتهم اآلدا ،يصع تعدداهم
جميعا.
وأخي ار ،تبقى كلية اآلدا تاريخا لصفحة مشرقة من تاريخ العراق المعاصر وتاريخ
تطور التعليم العالي في العراق ،ونواة ألول جامعة حديثة في العراق وربما ثاني جامعة
تاريخها في العالم العربي بعد جامعة القاهرة ،ووفقا لذلك ،فهي تستحق الدراسة وتعق
المشرق ،الذي هو تاريخ لتطور التعليم الوطني في العراق .
544
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
الهوامش والتعليقات:
وآخرون ،دار المعلمين العالية -9ان تأسـ ـ ـ ــيس دار المعلمين العالية ،أنظر :نعمة شـ ـ ـ ــها
تأس ــيســـها ودورها الريادي في العراق ، 9191- 9191بغداد ،9191 ،ص ص . 99- 9بدأ
–جامعة بغداد برنامجا واادا لد ارس ـ ـ ـ ــة دور الرواد في تطور تاريخ قس ـ ـ ـ ــم التاريخ في كلية اآلدا
التعليم العالي في العراق ،فسـ ـ ـ ـ ــجلت موضـ ـ ـ ـ ــواات بالتعاون مع ادد من الجامعات العراقية ان
الدكتور ابد العزيز الدوري ،نوقشــ ـ ــت في جامعة تكريت ، 9199وص ـ ـ ــالح أحمد العلي ،كلية
(ســتناقشــان التربية ابن رشــد (ســتناقش قريبا ) ،وجعفر خصــباك وصــالح العابد في كلية اآلدا
مناقشة رسالة للماجستير قريبا ) ،وهاشـم التكريتي (سـتناقش قريبا في جامعة ديالى ) .إلى جان
ان المؤرخ االستاذ الدكتور كمال مظهر احمد في جامعة الكوفة .للتفاصيل أنظر :حيدر قاسم
التميمي ،الــدكتور ابــد العزيز الــدوري مفك ار ومؤرخــا ،بغــداد ،بيــت الحكمــة 9199 ،؛ محمود
ابـد الواحـد محمود (تحرير وتقـديم ) ،صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالح العـابد ذاكرة التاريخ الحاض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة ،بغداد ،مكتبة
ادنان، 9191 ،ص ص . 91- 9
-9جميل موس ـ ـى النجار ،التعليم في العراق في العهد العثماني األخير ، 9191 – 9111
بغداد ،دار الشؤون الثقافية العامة ، 9119 ،ص . 999
-1المص ــدر نفس ــه ،ص991 – 999؛ فاطمة ش ــمخي هندي الغريباوي ،الحركة الفكرية في
–جامعة بغداد ،ص.11-19 بغداد ، 9199 – 9111رسالة ماجستير غير منشورة كلية اآلدا
-9جميـل موسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى النجـار ،المصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدر السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابق ،ص ، 991-999محمود ابد الواحد
محمود"،بغداد 9199- 9111رؤية جديدة " ،في Orta Dogu Artastirmalari Dergisi
المجلد ، 1الجزء ، 9أسطنبول ، 9199 ،ص ص .19- 99
جميل موسى النجار ،المصدر السابق ،ص ص. 991-991 -9
فاطمة شمخي الغريباوي ،المصدر السابق ص. 11-19 -1
545
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
-1الي ابــد القــادر ألعبيــدي ،مــدارس األليــانس اإلس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرائيلي العــالمي وأثرهــا الى الطــائفــة
اليهودية في العراق ( ، (9199-9119أطروحة دكتوراه غير منشـ ــورة ،الجزائر ،جامعة الجزائر
والعلوم اإلنسانية . 9111 ، ،كلية اآلدا
العراق في التاريخ ،بغداد ،ض ـ ـ ــمن كتا -1مص ـ ـ ــطفى ابد القادر النجار ،اهد االنتدا
،9111ص .199-191
المصدر نفسه ،ص . 199 -1
-91المصدر نفسه ،ص. 199
-99المصدر نفسه ،ص199 – 199
-99االستاذ الدكتور كمال مظهر احمد " ،رأي للمناقشة اإلطار الزمني لتاريخ العراق الحديث
والمعاصر" ،مجلة الحكمة ،العدد ، 9تشرين الثاني – كانون األول ، 9111 ،ص 91-99
-91محمد جبار إبراهيم ،البنية االجتمااية واالقتصـ ــادية وأثرها في الفكر السـ ــياسـ ــي العراقي
-جامعة بغداد ، الحديث ( ) 9199 -9111رسـ ـ ـ ـ ــالة ماجسـ ـ ـ ـ ــتير غير منشـ ـ ـ ـ ــورة كلية اآلدا
، 9111ص . 991
-99انظر رأي الباحث األكاديمي الدكتور أياد القزاز في بحثه ":النخبة السـ ــياسـ ــية في العراق
9191 -9191د ارسـ ـ ــة تحليلية للو ازرات العراقية" ،في :محمود ابد الواحد محمود ( ترجمة) ،
أضواء الى قضايا تاريخية اراقية معاصرة ،بغداد ، 9111 ،ص .11
ودورها الريادي ،في :فالح شـ ــاكر اسـ ــود ،دليل -99نوري حمودي القيسـ ــي ،كلية االدا
– جامعة بغداد ،ص . 9 9999 – 9111ه ،الصادر ان كلية االدا كلية االدا
9111م – 9999ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ،أاداد فالح -91المصدر نفسه ،ص 9-9؛ دليل كلية اآلدا
– جامعة بغداد ، 9111ص .1-1 شاكر اسود وصالح اباس الخفاجي ،كلية اآلدا
،تصدر ان -91جواد مطر الموسـوي " ،لمحة ان تاريخ كلية اآلدا " ،مجلة كلية اآلدا
كلية اآلدا ،جامعة بغداد ،العدد ،9111، 11ص . 99
544
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
544
أ.د .محمود عبد الواحد محمود لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
م.د .جودت جالل اكمل مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
العدد ( )71اكنون الاول 1073
في اام 9191اشــية حصــوله الى الدكتوراه من -91اين الدكتور الوردي في كلية اآلدا
جامعة تكس ـ ـ ـ ــاس االمريكية ،وبدأ نش ـ ـ ـ ــاطه العلمي المكثف في هذه الكلية بنظرياته الجديدة التي
أثارت اهتماما واضـحا في العراق والعالم العربي والعالم ،السـيما نظرياته ان الشـخصية العراقية
ومحاولته المزاوجة بين التاريخ والم االجتماع ،السـ ـ ـ ــيما في كتابيه البارزين (وااظ السـ ـ ـ ــالطين
) 9199و(لمحــات اجتمــاايــة من تــاريخ العراق الحــديــث ) 9111- 9111اللــذان مثال رؤيــة
االجتمااي للنص ـ ــوص التاريخية .للتفاص ـ ــيل أنظر:الي الوردي ،من وحي جديدة لفهم الجان
الثمانين ،جمع وتعليق س ـ ـ ــالم الش ـ ـ ــماع ،ط ، 9بيروت ،مركز الحض ـ ـ ــارة الثقافية ،9199،ص
ص 19- 91؛ محمود ابد الواحد محمود ،مدرس ـ ـ ــة الحوليات الفرنس ـ ـ ــية وتجديد كتابة التاريخ
محاولة للتأصيل في الفهم العراقي ،دمشق –بغداد ،مكتبة ادنان ، 9191 ،ص . 11، 91
-91نوري حمودي القيسي ،المصدر السابق ،ص. 9 -9
-11جواد مطر الموسوي ،المصدر السابق ص 99
-19ناصر ابد الرزاق المال جاسم ،المصدر السابق ،ص ص . 91 – 99
-19المصدر نفسه ،ص ص . 91 – 11
-11المصدر نفسه ،ص ص . 91 – 11
-19نوري حمودي القيسي ،المصدر السابق ،ص . 1 – 1
-19جواد مطر الموسوي ،المصدر السابق ،ص 91 – 99
-11نوري حمودي القيسي ،المصدر السابق ،ص. 1-1
-11جواد مطر الموسوي ،المصدر السابق ،ص. 91-91
-11المصدر نفسه ،ص . 91
544
محمود عبد الواحد محمود.د.أ لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من
جودت جالل اكمل.د.م مجلة آدآب الفرآهيدي اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص
1073 ) اكنون الاول71( العدد
Abstracts
This paper is a study of the role of the college of Arts in establishing of the
University of Baghdad in 1956 . The college is a mother institution which
contributed to enhance the higher and cultural studies in Iraqi universities
The kind of studies with help to follow the development of higher
education in Iraq .
544