You are on page 1of 24

‫أ‪.‬د‪ .

‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫كلية اآلداب نواة لجامعة بغداد دراسة في صفحة من تاريخ التعليم‬


‫العالي في العراق المعاصر‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬
‫قسم التاريخ‪ -‬كلية اآلداب – جامعة بغداد‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل كامل‬
‫قسم التاريخ – كلية االداب – جامعة تكريت‬

‫‪ - 1‬تقديم‪:‬‬
‫البحث الحالي محاولة أكاديمية من وجهة نظر مؤرخ التاريخ العراقي المعاصر‬
‫لفهم تطور احدى المؤسسات التعليمية التي تعد نواة لتأسيس التعليم العالي في العراق ‪،‬‬
‫التي تأسست في اام ‪ ، 9191‬وقدر لها أن تكون نواة لتأسيس جامعة بغداد‬ ‫كلية اآلدا‬
‫التي تأسست قانونيا في اام ‪ 9191‬ومارست نشاطها الفعلي منذ اام ‪ ،9191‬وكانت‬
‫تلك الكلية قد تأسست بعد حوالي أكثر من اقدين من تأسيس (دار المعلمين العالية ) في‬
‫‪ ،‬ووفقا لتلك‬ ‫(‪)1‬‬
‫اام ‪ ، 9191‬التي أصبحت نواة لتأسيس كلية التربية في اام ‪9191‬‬
‫الرؤية ‪ ،‬أصبحت كلية اآلدا مرك از للتعليم األكاديمي والبحثي بتخريجها باحثين وأكاديميين‬
‫‪ ،‬في حين ظل دور دار المعلمين العالية مهنيا بتخريج مهنيين من المدرسين والمعلمين‬
‫للتعليم االولي ‪ ،‬الى الرغم من ممارسة كلية التربية فيما بعد الدورين في اآلن ذاته‪ ،‬ان‬
‫وربطها في سياق تطور المؤسسات‬ ‫دراسة الظروف التي أسهمت في تأسيس كلية اآلدا‬
‫من تطور تاريخ العراق المعاصر اشية‬ ‫التعليمية في العراق ذات أهمية كبيرة لفهم جان‬
‫تأسيس الدولة العراقية الحديثة في مفتتح اشرينات القرن العشرين‪.‬‬

‫‪514‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫في أواخر النصف األول من القرن العشرين حصيلة‬ ‫كان تأسيس كلية اآلدا‬
‫لسلسة من التطورات التي شهدها النظام التعليمي في العراق الى مدى يقتر من القرن‬
‫‪ ،‬وال يمكن فهم الواقع التعليمي اشية تأسيس تلك الكلية العريقة دون فهم تطور المؤسسات‬
‫التعليمية في العراق في العهد العثماني األخير ‪ ،‬الممتد منذ النصف الثاني من القرن‬
‫التاسع اشر وحتى سقوط الدولة العثمانية ‪ ،‬والى الرغم من ان العراق كان جزءا من‬
‫الدولة العثمانية ‪ ،‬التي كانت تضم رقعة جغرافية واسعة وأقاليم كثيرة ‪ ،‬واانت في القرن‬
‫التاسع اشر من ضعفها سياسيا واسكريا واداريا ‪ ،‬وتدخل القوى األوربية في شؤونها‬
‫وتنافسهم الى اقتطاع أجزاء واسعة من أراضيها ‪ ،‬والى نحو خاص روسيا القيصرية‬
‫وبريطانيا وفرنسا ‪ ،‬شهد العراق تطو ار بطيئا في المؤسسات التعليمية التي كانت تسير وفقا‬
‫لتوجهات وسياسة الدولة العثمانية ‪ ،‬والبحث وفقا لذلك السياق التاريخي محاولة للتأصيل‬
‫نواته‬ ‫في المرحلة التأسيسية لوضع أسس التعليم العالي في العراق الذي كانت كلية اآلدا‬
‫األساسية‪.‬‬
‫‪- 2‬بدايات التعليم الحديث في العراق ‪:‬‬
‫تعد والية مدحت باشا للعراق( ‪ ) 9119 – 9111‬البداية الحقيقية لتطور‬
‫الحياة‬ ‫المؤسسات المدنية في العراق ‪ ،‬إذ شهد المجتمع العراقي تحديثا بطيئا في جوان‬
‫المتعددة ‪ :‬السياسية واالقتصادية والفكرية والعسكرية‪،‬ونال التعليم جانبا من ذلك التحديث‪،‬‬
‫وكان التعليم في ذلك العهد مرتبطا بالمؤسسات الدينية اإلسالمية والمسيحية ‪ ،‬ولم تتأثر‬
‫المدارس الدينية في العراق كثي ار ان رااية شؤونها‪،‬إذ استمر المحسنون‪،‬وأصحا الخيرات‬
‫من الناس والماء الدين في إنشاء تلك المدارس وتخصيص األوقاف لها‪،‬وبلغ ادد المدارس‬
‫الدينية في مطلع القرن العشرين ثالث اشرة مدرسة موزاة الى مدن‪ :‬بغداد‪ ،‬الموصل‪،‬‬
‫ادد آخر من تلك المدارس انتشر في مدن‬ ‫النجف‪ ،‬كربالء‪ ،‬سامراء والبصرة‪ ،‬الى جان‬
‫العراق األخرى‪ ،‬الى ان معظم تلك المدارس كان ملحق بالمساجد أو الجوامع باستثناء‬
‫‪514‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫مدارس النجف التي كانت لها بنايات خاصة‪،‬بلغ اددها تسع اشرة مدرسة أوائل القرن‬
‫إحدى الوسائل التعليمية المهمة التي ااتمدتها الدولة‬ ‫العشرين(‪ .)9‬وكانت الكتاتي‬
‫العثمانية‪ ،‬قبل ظهور المدارس الحديثة في العراق منذ سنة ‪ ، 9111‬ووصل ادد الكتاتي‬
‫في واليات العراق الثالث ‪ :‬البصرة وبغداد والموصل ‪ ،‬أواخر القرن التاسع اشر (‪) 911‬‬
‫كتابا ‪ ،‬وكانت المدارس الرشدية المدنية التي افتتحها مدحت باشا في العراق سنة ‪9111‬‬
‫‪ ،‬والعسكرية سنة ‪ ، 9111‬أول مدارس حكومية تمثل بداية نشاط الدولة في فتح المدارس‬
‫الحديثة في العراق ‪ ،‬وركزت الدولة الى إنشاء المدارس الرشدية لما كانت تزود به تلك‬
‫المدارس خريجيها من تعليم متوسط يؤهلهم لشغل الوظائف الحكومية ‪ ،‬وانتشرت المدارس‬
‫الرشدية المدنية والعسكرية في واليات العراق الثالثة وأخذ اددها بالتزايد بمرور الوقت ‪،‬‬
‫وبلغ ادد المدارس الرشدية سنة ‪ 9111‬إحدى اشرة مدرسة في والية بغداد‪ ،‬وخمس‬
‫مدارس في والية الموصل ‪ ،‬وست مدارس في والية البصرة ‪ ،‬ارتفع ليصبح ( ‪ ) 91‬مدرسة‬
‫في الواليات الثالث في نهاية الحكم العثماني‪ ،‬أما المدارس العسكرية فكان اددها اقل من‬
‫المدنية ‪ ،‬اذ لم يتجاوز أربع مدارس في نهاية الحكم العثماني ‪ ،‬اثنتان منها رشديتان في‬
‫للضباط(‪.)3‬‬ ‫بغداد وواحدة إادادية ‪ ،‬والرابعة لتخريج نوا‬
‫ظهر التعليم المهني في العراق منذ وقت مبكر أيضا ‪ ،‬اذ أسس مدحت باشا‬
‫مدرسة الصنائع سنة ‪ 9111‬ألاداد األيدي الماهرة للمطبعة التي أسسها في بغداد ‪،‬‬
‫ولبعض المشاريع الصنااية التي كان يزمع إنشاءها في العراق ‪ ،‬وانتشرت مدارس الصنائع‬
‫في بغداد وكركوك والموصل بدام من األهالي ‪ ،‬وظهرت أول مدرسة إادادية مهنية في‬
‫العراق لتكون نواة للمدارس الثانوية المهنية والرسمية ‪ ،‬إال أن تلك المدرسة لم تنتظم في‬
‫املها حتى اام ‪ ، 9111‬لعدم وجود مدرسين لها ‪ ،‬وظهرت أول مدرسة إادادية في‬
‫الموصل سنة ‪ ، 9119‬والبصرة ‪ ، 9199‬أما المدارس االبتدائية فبدأت باالنتشار منذ سنة‬

‫‪514‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫‪ ، 9111‬اذ انتشرت تلك المدارس في المدن العراقية ‪ ،‬ولتوسيع المدارس االبتدائية ‪،‬‬
‫اضطرت السلطات العثمانية الى إنشاء دا ار للمعلمين في مدينة الموصل ‪ ،‬اال إنها أغلقت‬
‫غير واضحة بعد مدة قصيرة من افتتاحها ‪ ،‬وفي العام األول من القرن العشرين‬ ‫ألسبا‬
‫فتح داران للمعلمين ‪ ،‬األولى في بغداد ‪ ،‬واألخرى في مدينة الموصل ‪ ،‬وبعد بضعة أاوام‬
‫افتتحت دا ار أخري في مدينة البصرة(‪. )4‬‬
‫وتأخر إنشاء مدارس البنات حتى اام ‪ 9111‬بسب الطبيعة المحافظة للمجتمع‬
‫العراقي‪ ،‬وسارت بخطوات بطيئة ‪ ،‬إذ بلغ اددها تسع مدارس في نهاية الحكم العثماني ‪،‬‬
‫واذا كان خريجو المدارس الرشدية العسكرية يستطيعون إكمال دراستهم العالية في مدارس‬
‫العاصمة ‪ ،‬لم يستطيع خريجو المدارس المدنية تحقيق تلك األهداف ‪ ،‬إذ لم يتم تأسيس‬
‫مدرسة الحقوق في بغداد اال سنة ‪ ،9111‬وظلت تلك المدرسة العالية الوحيدة في واليات‬
‫العراق حتى نهاية الحكم العثماني ‪ ،‬وخرجت العديد من النخ السياسية والقانونية المتعلمين‬
‫تعليما االيا افتقر العراق الى أمثالهم من أبنائه آنذاك(‪.)5‬‬
‫وسمحت الدولة العثمانية للمسيحيين واليهود بإقامة مؤسساتهم التعليمية ‪ ،‬التي‬
‫أسهمت في رفع المستوى الثقافي للمجتمع العراقي ‪ ،‬الى الرغم من اآلثار السلبية لبعض‬
‫تلك المؤسسات التعليمية التي استغلت من قبل البعثات التبشيرية ‪ ،‬وبلغ ادد مدارس‬
‫الطائفة المسيحية في واليات العراق الثالث في نهاية الحكم العثماني (‪ )11‬مدرسة ‪،‬‬
‫ومدارس اليهود (‪ )19‬مدرسة ‪ ،‬أكثر من ثلثيها مدارس أولية(‪ ، )6‬وكان ( لجمعية األليانس‬
‫اإلسرائيلي ) التي تأسست في باريس اام ‪ 9119‬أربع مدارس في بغداد في بداية القرن‬
‫العشرين(‪. )7‬‬

‫‪514‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫‪- 3‬تطور التعليم في العراق خالل النصف األول من القرن العشرين‪:‬‬


‫بعد االحتالل البريطاني للعراق ( ‪ ) 9191 – 9199‬واإلدارة العسكرية المباشرة‬
‫(‪ ،)9191-9191‬وخضواه لالنتدا البريطاني ( ‪ )9119 – 9191‬ثم مرحلة االستقالل‬
‫بعد سنة ‪ ، 9119‬حدث تطور في قطاع التعليم من حيث النوع والكمية ‪ ،‬اذ ازدادت‬
‫الى‬ ‫تخصيصات و ازرة المعارف (التربية) من ‪ %1‬من ميزانية الدولة في اهد االنتدا‬
‫‪ %1‬في نهايته ‪ ،‬وأصبح معدل تخصيصات التربية والتعليم حوالي ‪ %91‬من ميزانية‬
‫الدولة للسنوات ‪ 9119‬و ‪ ، 9191‬ويرجع ذلك التطور الى ان و ازرات المعارف والصحة‬
‫‪ ،‬الى العكس من‬ ‫والزرااة كانت تدار الى نحو أساس من العراقيين خالل مدة االنتدا‬
‫و ازرات الدفاع والخارجية والداخلية والمالية التي كانت تحت أشراف المستشارين‬
‫‪،‬‬ ‫البريطانيين‬
‫(‪)8‬‬

‫واالستقالل (وفقا‬ ‫وبالمقارنة بين تطور التعليم في العهد العثماني واهدي االنتدا‬
‫للجدول رقم‪ ، )9‬يتبين التطور الواضح الذي ط أر الى زيادة المؤسسات التعليمية ‪ ،‬ال سيما‬
‫ما يتعلق باتساع اتصال العراق مع المؤسسات التعليمية األجنبية ‪ ،‬واالستفادة من خبراتها‬
‫إرسال البعثات الدراسية الى الخارج للحصول الى الشهادات األولية العليا‬ ‫‪ ،‬الى جان‬
‫( )‬
‫في حقول المعرفة المتعددة ‪. 9‬‬
‫جدول (‪ )9‬يبين تطور التعليم في العراق ( ‪) 9191 – 9191‬‬
‫عدد المدارس‬ ‫عدد‬ ‫عدد المدارس‬
‫عدد الطالب‬ ‫السنة‬
‫المتوسطة والثانوية‬ ‫الطالب‬ ‫االبتدائية‬
‫‪001‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8111‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪0290-0291‬‬
‫‪4118‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪41994‬‬ ‫‪198‬‬ ‫‪0291-0294‬‬
‫‪09019‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪008481‬‬ ‫‪244‬‬ ‫‪0244-0241‬‬

‫‪514‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫ومما يالحظ الى التعليم في العراق في النصف األول من القرن العشرين‬


‫تركيزه الى الكوادر الوظيفية واالختصاصات اإلنسانية واهمال الكوادر الفنية والعلمية ‪،‬‬
‫فحتى اام ‪ ، 9199‬لم يكن في العراق أال إادادية زرااية واحدة وااداديتين صناايتين‬
‫فقط ‪ ،‬لم يتجاوز ادد طالبها ادة مئات ‪ ،‬في الوقت الذي كانت فيه البالد تعتمد الى‬
‫( )‬
‫إلدارة وتطوير المشـ ـاريع الهندسية والزرااية والفنية ‪. 11‬‬ ‫خبراء وفنيين أجان‬
‫تلك الزيادة الملحوظة في ادد خريجي المدارس الثانوية ‪ ،‬وقــلة ادد المعاهد‬
‫وادم قدرة الدولة بإمكانياتها الضعيفة آنــذاك الى إرسال‬ ‫هؤالء الطال‬ ‫العالية الستيعا‬
‫بعثات كثيرة للدراسة في الخارج‪ ،‬دفعت الدولة للتفكير في التوسع في تأسيس الكليات‬
‫العراقيين م ـ ــن خريجي المدارس الثانوية الذين يرنون‬ ‫الطال‬ ‫والمعاهد العالية الستيعا‬
‫المعاهد العــالية‬ ‫لمواصلة دراستهم الجامعية‪ ،‬ففي اام ( ‪ )9199-9191‬كان ادد طال‬
‫( ‪ 919‬ط ــالبا) ‪ ،‬ازداد في اام ( ‪ ) 9111 – 9119‬ليصبح ( ‪ ) 999‬طالبا ‪ ، ،‬ثم‬
‫ارتفع اام ( ‪ ) 9191 – 9199‬الى ( ‪ ) 9991‬طالبا بينهم ( ‪ ) 919‬طالبة ‪ ،‬مع ذلك‬
‫‪ ،‬كانت األمية مستشرية في العراق ‪ ،‬فوصلت ف ــي أواخر النصف األول من القرن العشرين‬
‫(‪)99‬‬
‫‪.‬‬ ‫العراقي ‪ ،‬وال سيما في الريف‬ ‫الى ‪ %11‬من أبناء الشع‬
‫مع ذلك‪ ،‬فان التطورات التي شهدها المجتمع العراقي منذ تولي مدحت باشا‬
‫والية بغداد وحتى اندالع الحر العالمية األولى كانت مهــمة الى الرغم مــن بطئها‪ ،‬اذ‬
‫هيأت األرضية للتوسع في التعليم العالي اموديا ‪ ،‬بعد ان أسست تلك المدة لظهور طبقة‬
‫مثقفة أو متعلمة متواضعة كانت ترنو إلى مواصلة دراستها العالية داخل العراق وخارجه‬
‫وفقا لإلمكانيات المتاحة ‪.‬‬
‫وكانت تلك التطورات بنيوية وفاالة للمجتمع العراقي ‪ ،‬مما داا المؤرخ األكاديمي‬
‫األستاذ الدكتور االستاذ الدكتور كمال مظهر احمد الى ادها البداية الحقيقية لتبلور تاريخ‬

‫‪524‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫العراق الحديث (‪ ،)12‬ورأى باحث آخ ــر بعد د ارس ــته للبنية االجتم ــااية واالقتصادية للمدة‬
‫ذاتها " ان التغيرات العميقة التي حصلت في المجتمع العراقي خالل النص ــف الثاني م ــن‬
‫القرن التاسع اشر ومطلع القرن العشرين ‪ ،‬وهــي محصــلة المتغيرات االقتصادية الناتجة‬
‫تدريجي للتوازن فـي‬ ‫بصورة رئيسية ان العامل االقتصادي الخارجي أدت الى قلـ ـ‬
‫العالقات االجتمااية ابرز مظاهره صعود فئات اجتمااية جديدة(‪ ، )13‬ويكمل متخصص‬
‫وجـامعة بغـ ــداد‬ ‫آخر في الم االجتماع صورة الظروف التي مهدت لتأسيس كلية اآلدا‬
‫فــي النصف األول من القــرن العشرين مشي ار ان " إنجازات الحكومة العراقية في ما يخص‬
‫بالمفهوم العام ‪ ،‬أال أنها كانت‬ ‫التعليم في المدة الممتدة حتى اــام ‪ 9191‬مثيرة لإلاجا‬
‫معتدلة نسبيا وفقا لألهداف الن ــهائية ‪ ،‬ووفقا الى إحصاء اام ‪ ، 9191‬كان سكان العراق‬
‫‪ 1 ،9‬مليون نسمة ‪ ،‬مليونا منـهم تقريبا بعمر المدرسة ‪ ،‬ومن تلك النسبة ‪ 111111‬أو‬
‫(‪)99‬‬
‫‪ ،‬وهي نسبة جيدة أذا قارنا العراق‬ ‫حوالي الثلث مسجلين في المدارس االبتدائية "‬
‫بالدول المجاورة في تلك المرحلة التاريخية ‪.‬‬

‫‪- 4‬تأسيس كلية اآلداب وبداية مرحلة جديدة‪:‬‬


‫أدت مرحلة الحكم العثماني ثم االحتالل واالنتدا البريطاني فمرحلة االستقالل‬
‫بعد اام ‪ 9119‬الى زيادة بطيئة لكنها ملحوظة في ادد خريجي المدارس االبتدائية‬
‫والثانوية ‪ ،‬وزيادة ادد المثقفين نسبيا الذين يرغبون بمواصلة د ارسـ ــتهم الجامعية فالتطورات‬
‫االجتمااية واالقتصادية التي شهدها العراق في النصف الثاني من القرن التاسع اشر‬
‫وحتى نهاية النصف األول من القرن العشرين هيأت األرضية المناسبة ألن يجتاز العراق‬
‫مرحلة ما اصطلح المؤرخون تسميتها بالعصور المظلمة ‪ ،‬وكان لتلك التطورات األثر‬
‫(‪)99‬‬
‫‪ ،‬اال ان فرص الدراسة الجامعية في العراق أو‬ ‫الكبير في ميالد الفئة المثقفة الحديثة‬

‫‪521‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫خارجه كانت صعبة جدا ‪ ،‬بسب الواقع االقتصادي المتواضع لغالبية أبناء الشع العراقي‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫العدد المتزايد من الطال‬ ‫وادم قدرة المؤسسات التعليمية القائمة آنذاك استيعا‬
‫البعثات الدراسية ‪ ،‬وزيارة ادد المختصين في‬ ‫مع ذلك ‪ ،‬فان اودة طال‬
‫االختصاصات المتنواة ومطالبتهم بتأسيس المزيد من المؤسسات العلمية العالية دفع‬
‫الكلية‬ ‫الحكومة الى مواصلة جهودها لتطوير المؤسسات التعليمية ‪ ،‬ولم تكن كلية اآلدا‬
‫األولى التي تؤسس في العراق ‪ ،‬اذ سبقها العديد من المعاهد العالية والكليات ‪ ،‬ففي اام‬
‫‪ 9111‬أسست ( مدرسة الحقوق ) التي تحولت فيما بعد الى نواة لكلية الحقوق ‪ ،‬وفي اام‬
‫‪ ، 9191‬تأسست دار المعلمين العالية ‪ ،‬والى نحو بدائي ناقص ثم تكاملت سنة ‪9111‬‬
‫سنة ‪ ، 9191‬وكلية الصيدلة سنة ‪ ، 9111‬وكلية الهندسة سنة‬ ‫‪ ،‬وظهرت كلية الط‬
‫( )‬
‫‪ ، 9199‬وكلية الملكة االية سنة ‪ ،9191‬وكلية التجارة سنة ‪. 16 9191‬‬
‫وكانت جميع المؤسسات التعليمية العليا ‪ ،‬التي تأسست بين اام ‪ ، 9111‬وهو‬
‫العام الذي ظهرت فيه مدرسة الحقوق ‪ ،‬واام ‪ ، 9191‬وهو اام تأسيس كلية التجارة ‪،‬‬
‫مؤسسات مهنية تتفق غايتها في أاداد الموظفين أو المختصين في مهن معينة تلبي الحاجة‬
‫اآلنية وتسهم في تطوير العمل اإلداري ‪ ،‬وكان اهتمامها بالدراسات العلمية الصرفة واألدبية‬
‫قليال ‪ ،‬والتفاتها الى البحث ان الحقائق العلمية متواضعا ‪ ،‬رافق ذلك أدراك النخ الفكرية‬
‫‪ ،‬والى نحو خاص استنادا المؤسسات التعليمية العليا بضرورة تأسيس كيان شامل يحتضن‬
‫تلك الكليات والمعاهد المتناثرة في بغداد ‪ ،‬وأيدت الحكومة تلك المطال الشعبية المشرواة‬
‫‪ ،‬وشكلت لجانا لتأسيس جامعة بغداد ‪ ،‬إلاداد التقارير ورسم الخطوات العلمية لذلك‬
‫المشروع (‪.)17‬‬
‫بدأ تأسيس تلك اللجان في سنة ‪ ، 9191‬لدراسة مشروع إنشاء جامعة بغداد ‪،‬‬
‫برئاسة الخبير البريطاني المستر هملي ‪ ،)91( Hemley‬انتهت تلك اللجان الى أاداد‬

‫‪522‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫توصية أكدت أهمية إنشاء الجامعة والفائدة المتوخاة منها والدور الذي يمكن ان تؤديه في‬
‫العراق والوطن العربي والعالم‪ ،‬وكانت إحدى توصيات ‪ ،‬توصية بتأسيس كلية اآلدا‬
‫والعلوم الحرة دون‬ ‫والعلوم في خريف سنة ‪ ، 9191‬ليكون هدفها الرئيسي العناية باآلدا‬
‫ان تتقيد بتخريج المهنيين المختصين في نواحي تطبيقية ضيقة (‪ ،)19‬باشر الدكتور ابد‬
‫والعلوم في آذار من اام ‪ ،9191‬وظل‬ ‫العزيز الدوري بمنصبه الجديد اميدا لكلية اآلدا‬
‫والعلوم حتى اام ‪.)91(9191‬‬ ‫الدوري اميدا للكلية حتى بعد انفصالها إلى كليتي اآلدا‬
‫لم تمض بضعة أشهر الى تأسيس الكلية الجديدة ‪،‬ولم تتضح لها وجهة بعد ‪ ،‬إذ‬
‫لم يكن في مالكها إال تدريسيين اثنين هما الدكتور ابد العزيز الدوري والدكتور جميل‬
‫سعيد ‪ ،‬فجاء ارتباطها بالدوري الحافز األول للدكتور صالح احمد العلي ليتقدم إليها‪ ،‬ومن‬
‫أخر مثلت إليه فرصة للمساهمة في التأسيس لذلك البناء الجديد وتوجيهه وجهة‬ ‫جان‬
‫أكاديمية خالصة ‪ ،‬وفي الكلية الجديدة ‪ ،‬بدأت الرحلة الشاقة والطويلة التي تجاوزت نصف‬
‫قرن من الزمن ‪ ،‬رحلة التأسيس للبناء األكاديمي والتعليمي للدراسات اإلنسانية في العراق‬
‫‪،‬سواء ان طريق التدريس أو ممارسة اإلدارة أو البحث األكاديمي ‪ ،‬فكانت تلك الحقول‬
‫متالزمة متداخلة يسند بعضها بعضا‪ ،‬وهي التي صنعت العالم العراقي العربي السابق‬
‫األستاذ الدكتور صالح احمد العلي‪ ،‬أول ما استراى العلي في الكلية الجديدة ‪ ،‬بطبيعة‬
‫الحال ‪ ،‬المكان‪ ،‬فالكلية الناشئة شغلت البناية السابقة لدار المعلمين العالية التي سبق أن‬
‫درس فيها ‪ ،‬وكان تأسيس تلك الكلية بمثابة الركيزة لتأسيس جامعة بغداد ‪ ،‬وكانت الروح‬
‫المحركة لذلك المسعى الدكتور الدوري‪ ،‬الذي يعد أنموذجا ناد ار لربما سيأتي يوم لن يصدق‬
‫الكثيرون انه وما قام به من انجازات حقيقة واقعة وليس ضربا من الخيال أو المبالغة غير‬
‫القابلة للتصديق (‪.)21‬‬

‫‪524‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫كان للدوري دور كبير في تشجيع وارساء داائم تلك الكلية المزدوجة ان طريق‬
‫جهوده المضنية‪ ،‬واتخذ من تلك الكلية مقاما دائما إلدارتها الى حسا بيته وأوقات التواجد‬
‫(‪)99‬‬
‫‪.‬‬ ‫مع أسرته ‪ ،‬فكان يقضي يوميا قرابة اشر إلى ست اشرة سااة في العمل‬
‫يعد " النواة الحقيقة لجامعة بغداد"(‪،)91‬‬ ‫ويشير أحد الباحثين الى ان تأسيس كلية اآلدا‬
‫واستمرت الدراسة في الكلية حتى شرع قانون جامعة بغداد رقم ‪ 11‬في أيلول من سنة‬
‫‪ ، 9191‬فكانت البداية األساسية لبناء الجامعة(‪ ،)99‬ولكن القانون بقي معطال ولم يشرع‬
‫في تنفيذه حتى أواخر سنة ‪ ، 9191‬حين اين الدكتور متي اقراوي أول رئيس للجامعة‬
‫ورئيس المجلس التأسيسي لها(‪ ،)99‬وقد بدأت الجامعة فعليا بموج اإلرادة الملكية رقم ‪91‬‬
‫‪ ،)91(9191‬وبعد ثورة ‪ 99‬تموز ‪ ،9191‬أايد النظر في مشروع الجامعة‬ ‫في ‪ 99‬آ‬
‫وتوقف امل المجلس التأسيسي فتكونت لجنة أوصت بإلغاء قانون سنة ‪، 9191‬‬
‫واستعاضت انه بقانون آخر صدر سنة ‪ ، 9191‬وبموجبه الغي المجلس التأسيسي ‪،‬‬
‫وحل محله مجلس الجامعة الذي اجتمع في تشرين الثاني سنة ‪ 9191‬برئاسة الدكتور ابد‬
‫والعلوم(‪. )91‬‬ ‫والعلوم الى كليتين هما اآلدا‬ ‫الجبار ابد هللا وتم فصل كلية اآلدا‬
‫اند تأسيسها ثالثة أقسام هي ‪ :‬اللغة العربية وآدابها‪ ،‬االجتماايات ‪،‬‬ ‫ضمت كلية اآلدا‬
‫والفلسفة ثم أضيف أليها اام (‪ )9199-9191‬قسم اللغة اإلنكليزية وقسم االقتصاد ‪،‬‬
‫وأضيفت أقسام أخرى بلغ مجمواها سبعة أقسام هي ‪ :‬اللغة العربية واللغة اإلنكليزية واآلثار‬
‫والحضارة (‪ ،)9199‬واالقتصاد والتاريخ والجغرافية واالجتماع ( ‪ ، )9199‬الذي يعد رائدا‬
‫آخر مؤسسا لذلك القسم ‪ ،‬هو االم االجتماع العراقي األستاذ الدكتور الي الوردي(‪، )91‬‬
‫والغي قسم الفلسفة اام ‪ ، 9199‬وفي بداية اام ‪ ، 9191‬فتح قسم الدراسات الكردية وقسم‬
‫العلوم السياسية ‪ ،‬وأايد فتح قسم الفلسفة سنة ‪ ،9111‬والحق قسم االقتصاد والعلوم‬
‫السياسية بكلية االقتصاد والعلوم السياسية اام ‪ ، 9111‬والحق قسم اللغة الكردية بكلية‬
‫‪525‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫اللغات اام ‪ 9111‬وفي اام ‪ ، 9119‬فتح قسم الصحافة ألول مرة(‪ ،)91‬وأايد تنظيمه‬
‫وتسميته باسم قسم اإلاالم ‪ ،‬ثم انفصل ان الكلية وأصبح كلية اإلاالم اام (‪،)11()9111‬‬
‫واندما تولى المؤرخ الدكتور ابد العزيز الدوري (‪ )9191- 9191‬قيادة الدراسات‬
‫والعلوم في اام ‪ ، 9191‬وجد في صالح أحمد‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬اند توليه امادة كلية اآلدا‬
‫العلي ومعه نخبة طيبة من المخلصين اإلستعداد للمضي في ذلك المسار ‪ ،‬فقد كان إاداد‬
‫الهيئة التدريسية المؤهلة بطبيعة الحال الشغل الشاغل للدوري ‪ ،‬فحرص الى رفد الكلية‬
‫باألساتذة األاالم ‪ ،‬فكان أن استقدم مجمواة بارزة من كبار األساتذة الغربيين من بينهم‬
‫المؤرخ بنروز وزوجته اديث المتخصصة األبرز بالتاريخ االقتصادي العراقي‪ ،‬وازز هؤالء‬
‫االسكتلندي ورفيق العلي في اوكسفورد دزموند ستيوارت ‪ ،‬الذي‬ ‫العلماء بالمؤرخ واألدي‬
‫ألف الحياة في بغداد وغيرها من اواصم العر ونسج االقات طيبة مع أهلها من مختلف‬
‫هؤالء النكلي المتخصص‬ ‫مشاربهم وألف كتبا في وصف أحوالهم وااداتهم‪ ،‬والى جان‬
‫بالدراسات الجغرافية ومركريت مكية في التاريخ‪ ،‬ولم يكتف الدوري بذلك وانما استقط‬
‫شخصيات أكاديمية مرموقة لكي تحاضر في كلية اآلدا من أمثال مؤرخ الحرو الصليبية‬
‫األبرز السير ستيفن رنسيمان وهيوارت دان في الدراسات العربية‪ ،‬أما من العراقيين فاستعان‬
‫قدر لها الحقا أن تؤسس ‪ -‬كل وفق تخصصه األساس الراسخ‬ ‫العلي بمواه‬ ‫إلى جان‬
‫للدراسات اإلنسانية والعلمية العراقية من أمثال ابد العزيز البسام في حقل الدراسات النفسية‬
‫واالجتمااية والي الوردي في حقل السوسيولوجيا وابراهيم شوكت في الجغرافية وسليم‬
‫(‪)19‬‬
‫‪.‬‬ ‫ألنعيمي وجابر امر في التربية واللغة العربية والتاريخ‬
‫تميز الدوري بمرونته العالية وذكائه السياسي ودبلوماسيته ودماثة أخالقه ومثله‬
‫السامية مما جعله ملهما لكل هؤالء ‪ ،‬فكان بحق من صنف نادر من البشر‪ ،‬وانه يقول‬
‫العلي " كان الدوري يجيد توليد الثقة في شخصه لدى اآلخرين واستثارتهم لبذل أقصى‬

‫‪524‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫الطاقات" ‪ ،‬وكان دؤوبا بصورة مدهشة الى العمل " فقد يأخذ منه أكثر من اشر سااات‬
‫انجازه‬ ‫في اليوم دون أن يبدي تعبا أو ملال أو تشكيا "‪ ،‬وأكثر ما أثار العلي فيه إلى جان‬
‫العلمي الفريد هو " دماثته وهدوئه وضبط النفس وقلة الكالم ‪ ...‬وهو صبور الى تحمل‬
‫األذى وقلما يقابل اإلساءة بمثلها بل كثي ار ما يقابل اإلساءة باإلحسان واألذى بالصفح وله‬
‫القدرة الى أن ال يدع المعاكسات تضعضعه أو تفقده القدرة الى ضبط النفس "‪ ،‬وقد وجد‬
‫العلي في الدوري الرفيق الذي يجدر أن يمضي المرء معه رحلة البناء ‪ ،‬ووجد الدوري في‬
‫العلي صديقا صدوقا محبا ومخلصا واالهم من ذلك مؤمنا بالمبادئ السامية التي يحملها‬
‫مع امتالكه المؤهالت التي يتطلبها مشروع البناء األكاديمي الحقيقي ‪ ،‬فربطت بين الرجلين‬
‫االقة من نوع خاص لم يفصم بينهم إال انتقال احدهما إلى جوار ربه ‪ ،‬فكانت االقة‬
‫فريدة يندر أن تجمع بين االمين حمال التخصص نفسه واانيا معا تقلبات الزمان وصروفه‬
‫‪ ،‬ويمكن أن نستشهد بقول رجل رصد ان قر تلك العالقة هو األستاذ الدكتور فاروق‬
‫امر فوزي الذي قال ‪ " :‬كانت تجمعهما ]الدوري والعلي[ وشائج ربما كان منها تماثل في‬
‫البيئة التي ربتهما الى السجايا الرفيعة وتماثل في االختصاص وهو التاريخ اإلسالمي‬
‫العمل وروح المثابرة ‪ ،‬والتواصل في الجهد وتماثل في النزاة السياسية‬ ‫وتماثل في ح‬
‫العروبية ذات السمة الحضارية المتصلة باإلسالم الذي يجعل مفهوم القومية العربية ال‬
‫يعرف التعص (‪. )19‬‬
‫ومما قيل في وصف العالقة بين الرجلين ما ذكره المرحوم العلي في الكتا‬
‫التكريمي الذي أادته مؤسسة ابد الحميد شومان ان الدوري اام ‪ 9111‬حيث يقول ‪:‬‬
‫والعلوم[ متعاونين في العمل وتطورت المعرفة‬ ‫"وظللت واياه مرتبطين بالكلية ]كلية اآلدا‬
‫القديمة إلى صلة وثيقة ال يجمعها مجرد العمل المشترك وانما كذلك تماثل في‬
‫االختصاص‪ ...‬وظلت صلتنا قائمة لم تنصرم أكثرها االتصال المباشر القائم الى التقدير‬

‫‪524‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫واالنسجام وبعضها في االتصال الفكري والمراسالت التي لم تنقطع “‪،‬وبالمقابل يقول الدوري‬
‫في ذكرى أيام العلي األولى في الكلية ‪":‬كانت الكلية في بداية التأسيس وحرصت الى أن‬
‫ينضم إلى هيأة الكلية لبناء قسم التاريخ وصار من داائم القسم واستمر ذلك طيلة حياته‬
‫الدراسية‪ ،،،‬وكان رجال دمثا في االقاته مع زمالئه واآلخرين‪ ،‬وهو لطيف جدا “‪" ،‬وال‬
‫اذكر خالل حوالي اقدين من الزمن انه ذكر زميال له بسوء أو تخاصم مع احد من زمالئه‬
‫أو أن أحدا اشتكى منه(‪. )11‬‬
‫المعظم‪،‬‬ ‫تشغل البناية المقابلة (للمعهد الطبي التقني) في با‬ ‫كانت كلية اآلدا‬
‫ثم انتقلت اام ‪ 9191‬الى البناية التي تشغلها كلية القانون ‪ ،‬وبعد ان أدمجت كليات‬
‫‪ ،‬سنة ‪ 9111‬انتقلت الى البناية التي‬ ‫التربية والشريعة واللغات والبنات في كلية اآلدا‬
‫المعظم(‪ ، )19‬واستحدث الى اثر‬ ‫كانت تشغلها كلية التجارة وهي البناية الحالية في با‬
‫ذلك قسم اللغات األوربية ‪ ،‬الذي انفصل ان قسم اللغة اإلنكليزية سنة ‪ ، 9111‬وقسم‬
‫اللغات الشرقية ( التركية ‪ ،‬العبرية ‪ ،‬الفارسية ) ‪ ،‬وقسم الدين ‪ ،‬الذي ادمج معه كلية‬
‫أصول الدين سنة ‪ 9119‬وفي سنة ‪ 9111‬انفصل قسم اللغات الشرقية واألوربية ان‬
‫‪ ،‬والحق بكلية اللغات بعد استحداثها وتحويل قسم اللغة الكردية الى كلية التربية‬ ‫اآلدا‬
‫وقسم الدين الذي استقل باسم ( كلية الشريعة ) ‪ ،‬وفي سنة ‪ ، 9119‬استحدث قسم الم‬
‫النفس(‪.)19‬‬
‫اام (‪ ،)9119- 9119‬في بعض أقسامها ليتخرج‬ ‫بدأت الدراسات العليا في كلية اآلدا‬
‫في قسم التاريخ اام‬ ‫فيها في قسم اآلثار بمرتبة الماجستير ‪ ،‬وأول طال‬ ‫اول طال‬
‫‪ ، 9119 – 9119‬وتخرج منها أول طال دكتوراه اام ‪ 9119‬في قسم التاريخ(‪ ،)11‬بعد‬
‫استحداث دراسة الدكتوراه اام ‪ 9119‬في أقسام التاريخ والجغرافية واللغة العربية ‪ ،‬ثم توالى‬
‫الخريجون من حملة الدراسات العليا ( الماجستير والدكتوراه ) منذ الستينات وحتى الوقت‬

‫‪524‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫الحاضر ‪ ،‬لتتحول كلية اآلدا الى الكلية األم التي خرجت المتخصصين بالعلوم اإلنسانية‬
‫الذين أسهموا بدورهم بتأسيس كليات مناظرة أو كليات التربية في بقية المحافظات العراقية‬
‫‪ ،‬فغالبية الكوادر العلمية واإلدارية في جامعات المدن العراقية األخرى هم من خريجي‬
‫‪ ،‬وفي الوقت الحاضر تشمل الدراسات العليا أقسام الكلية الثمانية ( اللغة‬ ‫كلية األد‬
‫العربية ‪ ،‬التاريخ ‪ ،‬اآلثار ‪ ،‬الجغرافية ‪ ،‬اللغة اإلنكليزية ‪ ،‬الم النفس ‪ ،‬الم االجتماع ‪،‬‬
‫الفلسفة ) والمعدل العام لعدد طلبة الدراسات العليا في الكلية حوالي ( ‪ )111‬طال ‪ ،‬تولي‬
‫(‪)11‬‬
‫‪.‬‬ ‫امادة الكلية مجمواة من األساتذة هم‬
‫‪ -9‬الدكتور الدكتور ابد العزيز الدوري ( ‪) 9191 – 9191‬‬
‫( ‪) 9119 – 9191‬‬ ‫‪ -9‬الدكتور مهدي المخزومي‬
‫( ‪) 9119 – 9119‬‬ ‫‪ -1‬الدكتور ناجي معروف‬
‫( ‪) 9111 – 9119‬‬ ‫‪ -9‬الدكتور جميل سعيد العاني‬
‫(‪) 9119 – 9111‬‬ ‫‪ -9‬الدكتور محمود غناوي الزهيري‬
‫( ‪) 9119 – 9119‬‬ ‫‪ -1‬الدكتور خليل حماش التكريتي‬
‫( ‪ ) 9119 – 9119‬و ( ‪) 9119 – 9111‬‬ ‫‪ -1‬الدكتور نوري حمودي القيسي‬
‫‪ -1‬الدكتور نزار ابد اللطيف سعود ألحديثي ( ‪) 9119 – 9119‬‬
‫( ‪) 9111 – 9119‬‬ ‫‪ -1‬الدكتور قحطان سليمان الناصري‬
‫( ‪) 9119 – 9111‬‬ ‫‪- 91‬الدكتور بهجت كامل ابد اللطيف‬
‫( ‪) 9119 – 9119‬‬ ‫‪ -99‬الدكتور صالح فليح إلهيتي‬
‫( ‪) 9199 – 9119‬‬ ‫‪ -99‬الدكتور فليح كريم الركابي‬
‫‪– 91‬الدكتور فيصل غازي مجهول ( ‪ – 9199‬الوقت الحاضر)‬

‫‪524‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫) التي‬ ‫مجلة المية محكمة هي ( مجلة كلية اآلدا‬ ‫ويصدر ان كلية اآلدا‬
‫صدر اددها األول في حزيران سنة ‪ ، 9191‬وال تزال مستمرة بالصدور ‪ ،‬وتصدر الى‬
‫جانبها مجلة متخصصة تصدر في قسمي التاريخ واآلثار ‪ ،‬باسم ( المجلة القطرية للتاريخ‬
‫واآلثار ) صدر اددها األول في العام ‪ 9111‬وتنشر البحوث العلمية الرصينة في مجال‬
‫التاريخ واآلثار(‪ ،)11‬وقد تغير إسمها بعد اام ‪ 9111‬الى( مجلة دراسات في التاريخ‬
‫واآلثار)‪.‬‬
‫كانت ثمرة ناضجة للتطورات السياسية واالقتصادية‬ ‫يتضح ان كلية اآلدا‬
‫واالجتمااية التي شهدها العراق في النصف األول من القرن العشرين ‪ ،‬وجذورها في‬
‫النصف الثاني من القرن التاسع اشر ال سيما بعد تطور ونشوء الطبقة المثقفة التي‬
‫أسهمت في زيادة ادد المتعلمين والمثقفين في المجتمع العراقي ‪ ،‬فلم يكن مصادفة ان‬
‫لتبدأ‬ ‫يتوج نهاية العقد األخير من النصف األول من القرن العشرين بتأسيس كلية اآلدا‬
‫مرحلة جديدة ومهمة في تطور وتبلور التعليم العالي في العراق ‪ ،‬ولم ينتهي النصف األول‬
‫من القرن العشرين اال بتأسيس الكيان الذي احتوى الكليات المتناثرة في بغداد‪ ،‬وذلك‬
‫بتأسيس جامعة بغداد التي كانت كلية اآلدا ‪ ،‬نواتها األولى ‪ ،‬وفقا لما أشارت أليه نتائج‬
‫التوصيات التي قدمها مجمواة من الخبراء العراقيين ‪.‬‬
‫وجامعة بغداد ‪ ،‬تحولتا‬ ‫والى مدى اقتر من ستة اقود من تأسيس كلية اآلدا‬
‫الى ومركز إشعاع لتأسيس كليات وجامعات أخرى في مدن العراق المتعددة وليس من قبيل‬
‫المصادفة ان جميع الجامعات العراقية في داخل بغداد وخارجها قد اهتدت بالتجربة الطويلة‬
‫والناجحة لجامعة بغداد وكليتها األولى ‪.‬‬
‫والسرقة بعد االحتالل األمريكي للعراق اام ‪، 9111‬‬ ‫تعرضت الكلية للتخري‬
‫وسرقت مكتباتها وأجهزتها العلمية ‪ ،‬اال ان الكلية وبدام من الجامعة والو ازرة استطاات‬

‫‪524‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫ان تتجاوز تلك األزمة وان تعيد الكلية الى وضعها السابق ‪ ،‬وتعويض المكتبات واألجهزة‬
‫العلمية ‪ ،‬ومحاولة تحديث واصالح وااادة تأهيل بناياتها ‪ ،‬وكان لجهود العمادة والكادر‬
‫اإلداري والتعليمي دور بارز في إاادة تأهيل الكلية لمواصلة دورها العلمي والثقافي في‬
‫المجتمع ‪.‬‬
‫في العام‬ ‫يتضح من الجدول رقم (‪ )9‬ان ادد المالك التدريسي في كلية اآلدا‬
‫الدراسي (‪ )9111-9111‬هو (‪ )919‬تدريسيا ‪ ،‬يحمل درجة األستاذية منهم (‪ )11‬تدريسيا‬
‫‪ ،‬وأستاذ مسااد (‪ )19‬تدريسيا‪ ،‬ومدرس (‪ )19‬تدريسيا ‪ ،‬ومدرس مسااد (‪ )11‬تدريسيا ‪،‬‬
‫(مدرس مسااد) ‪ ،‬السيما بعد التعيينات‬ ‫وذلك يعني زيادة ادد التدريسيين من حملة لق‬
‫الجديدة في و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي منذ اام (‪ ، )9119‬وذلك يشير الى إضافة‬
‫أجيال جديدة من التدريسيين الى الجامعات العراقية ‪ ،‬بسب التوسع في الجامعات ومرافقها‬
‫العلمية ‪ ،‬وفتح جامعات وكليات وأقسام المية جديدة‪،‬‬
‫ان تلك الزيادة الكبيرة في الحلقات التدريسية الدنيا ‪ ،‬تفرض الى امادة الكلية‬
‫وادارتها توفير المستلزمات الضرورية لتطويرهم الميا وأكاديميا ‪ ،‬واالهتمام بتشجيعهم الى‬
‫أكمال ترقياتهم العلمية الى الدرجات العليا من مرتبة (أستاذ مسااد) و(أستاذ) ‪.‬‬

‫‪544‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫جدول رقم (‪)2‬‬


‫المالك التدريسي لكلية اآلداب ‪2002 - 2002‬‬
‫دكتوراه ماجستير‬ ‫اناث‬ ‫ذكور‬ ‫مدرس‬ ‫مدرس‬ ‫استاذ‬ ‫استاذ‬ ‫القسم‬ ‫ت‬
‫مساعد‬ ‫مساعد‬
‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫اللغة العربية‬ ‫‪9‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫التاريخ‬ ‫‪9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الجغرافية‬ ‫‪1‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اللغة‬ ‫‪9‬‬
‫االنكليزية‬
‫‪1‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪99‬‬ ‫اآلثار‬ ‫‪9‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪99‬‬ ‫االجتماع‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫‪1‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫علم النفس‬ ‫‪1‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫__‬ ‫وحدة الرياضة‬ ‫‪1‬‬
‫والحاسبة‬
‫علوم اخرى‬ ‫‪91‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪11‬‬ ‫المجموع‬ ‫‪99‬‬
‫دكتوراه ماجستير‬ ‫اناث‬ ‫ذكور‬ ‫‪919‬‬ ‫المجموع‬ ‫‪99‬‬
‫‪999‬‬ ‫‪911‬‬ ‫‪919‬‬ ‫‪991‬‬ ‫الكلي‬

‫‪541‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫الخاتمة‬
‫كان جزء من تطور التعليم في العراق منذ‬ ‫يوضح البحث ان تأسيس كلية اآلدا‬
‫وتأسيس الحكم الوطني واالستقالل ‪،‬‬ ‫العهد العثماني مرو ار باالحتالل البريطاني واالنتدا‬
‫فكان تأسيس تلك الكلية تعبي ار ان حاجات وطنية لتطوير التعليم العالي في العراق بعد‬
‫أن أدت دار المعلمين العالية أغراضها وأصبحت الحاجة ملحة لالهتمام بالبحث العلمي‬
‫في الدراسات الطبيعية واالنسانية ‪ ،‬فكان أساس تأسيس الكلية اكاديميا وبحثيا لتكون مكملة‬
‫لدور دار المعلمين العالية المهني ‪ ،‬وقد مرت الكلية بتحوالت مهمة أسهمت في تكامل‬
‫أقسامها وكانت بوتقة لصهر الفكر العراقي بعد أن أصبحت وااء ضم الماء شبا تخرجوا‬
‫من جامعات غربية وأمريكية ومصرية مثل الدكتور ابد العزيز الدوري وصالح أحمد العلي‬
‫والي الوردي وطه باقر وجميل سعيد ومحمود الي الداود وسامي سعيد االحمد ومحمد‬
‫محمد صالح وحسام اآللوسي وغيرهم من القامات العلمية التي قدر لها أن تكون نواة‬
‫للحراك األكاديمي اراقيا واربيا ‪.‬‬
‫أصبحت الكلية بعد ادة سنوات نواة لتأسيس جامعة بغداد ‪ ،‬الجامعة األم لبقية‬
‫الجامعات العراقية ‪ ،‬مثلما تحولت اآلدا الى الكلية األم لبقية الكليات المماثلة في العراق‬
‫‪ ،‬لقد تحولت الكلية باجيالها الثالثة من األكاديميين ‪ :‬الجيل المؤسس والجيل الثاني والثالث‬
‫الى بؤرة للنشاط الفكري في العراق والعالم العربي ‪ ،‬وما يزال الجيالن الثاني والثالث‬
‫يواصالن جهودهما الفكرية واالكاديمية‪ ،‬وتؤكد المعلومات الواردة في ذلك البحث الحاجة‬
‫الملحة لمزيد من الدراسات االكاديمية ان تلك المؤسسات التعليمية التي شكلت صفحة‬
‫مهمة من تاريخ العراق المعاصر‪ ،‬فقد خرجت تلك الكلية الى مدى امرها المديد الذي‬
‫تجاوز ستة اقود قادة الفكر والثقافة واالقتصاد في المجتمع العراقي ‪ ،‬وامتد دورها إلى دول‬
‫اربية أخرى اندما قام أكاديميوها بدام النشاط التعليمي في البلدان العربية األخرى ‪،‬‬

‫‪542‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫ويكفي أن نشير أن أربعة من رموزها من الجيل األول تحولوا إلى ظاهرة الفتة الى مستوى‬
‫العالم ‪ ،‬كل في حقل اختصاصه ‪ :‬االم اآلثار طه باقر ‪ ،‬والمؤرخان الدكتور ابد العزيز‬
‫الدوري وصالح أحمد العلي واالم االجتماع البارز ‪،‬مؤسس قسم الم االجتماع الدكتور‬
‫الي الوردي ‪ ،‬وقد قدم كل منهم في حقل اختصاصه نتاجات الفتة مازالت تطبع سنويا‬
‫بطبعات متعددة ‪ ،‬إلى جان أدوارهم اإلدارية والمهنية واإلنسانية‪ ،‬وهناك أمثلة معبرة أخرى‬
‫ألسماء المعة من األجيال الثالثة من األكاديميين الذين خرجتهم اآلدا ‪ ،‬يصع تعدداهم‬
‫جميعا‪.‬‬
‫وأخي ار ‪ ،‬تبقى كلية اآلدا تاريخا لصفحة مشرقة من تاريخ العراق المعاصر وتاريخ‬
‫تطور التعليم العالي في العراق ‪ ،‬ونواة ألول جامعة حديثة في العراق وربما ثاني جامعة‬
‫تاريخها‬ ‫في العالم العربي بعد جامعة القاهرة ‪ ،‬ووفقا لذلك ‪ ،‬فهي تستحق الدراسة وتعق‬
‫المشرق ‪ ،‬الذي هو تاريخ لتطور التعليم الوطني في العراق ‪.‬‬

‫‪544‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫الهوامش والتعليقات‪:‬‬
‫وآخرون ‪،‬دار المعلمين العالية‬ ‫‪ -9‬ان تأسـ ـ ـ ــيس دار المعلمين العالية ‪،‬أنظر ‪ :‬نعمة شـ ـ ـ ــها‬
‫تأس ــيســـها ودورها الريادي في العراق ‪ ، 9191- 9191‬بغداد ‪ ،9191 ،‬ص ص‪ . 99- 9‬بدأ‬
‫–جامعة بغداد برنامجا واادا لد ارس ـ ـ ـ ــة دور الرواد في تطور تاريخ‬ ‫قس ـ ـ ـ ــم التاريخ في كلية اآلدا‬
‫التعليم العالي في العراق ‪ ،‬فسـ ـ ـ ـ ــجلت موضـ ـ ـ ـ ــواات بالتعاون مع ادد من الجامعات العراقية ان‬
‫الدكتور ابد العزيز الدوري ‪ ،‬نوقشــ ـ ــت في جامعة تكريت ‪ ، 9199‬وص ـ ـ ــالح أحمد العلي ‪ ،‬كلية‬
‫(ســتناقشــان‬ ‫التربية ابن رشــد (ســتناقش قريبا ) ‪ ،‬وجعفر خصــباك وصــالح العابد في كلية اآلدا‬
‫مناقشة رسالة للماجستير‬ ‫قريبا )‪ ،‬وهاشـم التكريتي (سـتناقش قريبا في جامعة ديالى )‪ .‬إلى جان‬
‫ان المؤرخ االستاذ الدكتور كمال مظهر احمد في جامعة الكوفة ‪ .‬للتفاصيل أنظر ‪ :‬حيدر قاسم‬
‫التميمي ‪ ،‬الــدكتور ابــد العزيز الــدوري مفك ار ومؤرخــا ‪،‬بغــداد ‪ ،‬بيــت الحكمــة ‪9199 ،‬؛ محمود‬
‫ابـد الواحـد محمود (تحرير وتقـديم ) ‪،‬صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالح العـابد ذاكرة التاريخ الحاض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬مكتبة‬
‫ادنان‪، 9191 ،‬ص ص ‪. 91- 9‬‬
‫‪ -9‬جميل موس ـ ـى النجار ‪ ،‬التعليم في العراق في العهد العثماني األخير ‪، 9191 – 9111‬‬
‫بغداد ‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة ‪ ، 9119 ،‬ص ‪. 999‬‬
‫‪ -1‬المص ــدر نفس ــه‪ ،‬ص‪991 – 999‬؛ فاطمة ش ــمخي هندي الغريباوي ‪،‬الحركة الفكرية في‬
‫–جامعة بغداد ‪،‬ص‪.11-19‬‬ ‫بغداد ‪ ، 9199 – 9111‬رسالة ماجستير غير منشورة كلية اآلدا‬
‫‪ -9‬جميـل موسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى النجـار ‪ ،‬المصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدر السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابق ‪ ،‬ص‪ ، 991-999‬محمود ابد الواحد‬
‫محمود‪"،‬بغداد ‪ 9199- 9111‬رؤية جديدة " ‪ ،‬في ‪Orta Dogu Artastirmalari Dergisi‬‬
‫المجلد ‪ ، 1‬الجزء ‪ ، 9‬أسطنبول ‪ ، 9199 ،‬ص ص ‪.19- 99‬‬
‫جميل موسى النجار‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ص‪. 991-991‬‬ ‫‪-9‬‬
‫فاطمة شمخي الغريباوي ‪ ،‬المصدر السابق ص‪. 11-19‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪545‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫‪ -1‬الي ابــد القــادر ألعبيــدي ‪ ،‬مــدارس األليــانس اإلس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرائيلي العــالمي وأثرهــا الى الطــائفــة‬
‫اليهودية في العراق (‪ ، (9199-9119‬أطروحة دكتوراه غير منشـ ــورة ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جامعة الجزائر‬
‫والعلوم اإلنسانية ‪. 9111 ،‬‬ ‫‪ ،‬كلية اآلدا‬
‫العراق في التاريخ ‪ ،‬بغداد‬ ‫‪ ،‬ض ـ ـ ــمن كتا‬ ‫‪ -1‬مص ـ ـ ــطفى ابد القادر النجار ‪ ،‬اهد االنتدا‬
‫‪ ،9111‬ص ‪.199-191‬‬
‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 199‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -91‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪. 199‬‬
‫‪ -99‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪199 – 199‬‬
‫‪ -99‬االستاذ الدكتور كمال مظهر احمد ‪" ،‬رأي للمناقشة اإلطار الزمني لتاريخ العراق الحديث‬
‫والمعاصر"‪ ،‬مجلة الحكمة ‪ ،‬العدد ‪ ، 9‬تشرين الثاني – كانون األول ‪ ، 9111 ،‬ص ‪91-99‬‬
‫‪ -91‬محمد جبار إبراهيم ‪ ،‬البنية االجتمااية واالقتصـ ــادية وأثرها في الفكر السـ ــياسـ ــي العراقي‬
‫‪ -‬جامعة بغداد ‪،‬‬ ‫الحديث ( ‪ ) 9199 -9111‬رسـ ـ ـ ـ ــالة ماجسـ ـ ـ ـ ــتير غير منشـ ـ ـ ـ ــورة كلية اآلدا‬
‫‪ ، 9111‬ص ‪. 991‬‬
‫‪ -99‬انظر رأي الباحث األكاديمي الدكتور أياد القزاز في بحثه ‪":‬النخبة السـ ــياسـ ــية في العراق‬
‫‪ 9191 -9191‬د ارسـ ـ ــة تحليلية للو ازرات العراقية" ‪ ،‬في‪ :‬محمود ابد الواحد محمود ( ترجمة) ‪،‬‬
‫أضواء الى قضايا تاريخية اراقية معاصرة ‪ ،‬بغداد‪ ، 9111 ،‬ص ‪.11‬‬
‫ودورها الريادي ‪ ،‬في ‪ :‬فالح شـ ــاكر اسـ ــود ‪ ،‬دليل‬ ‫‪ -99‬نوري حمودي القيسـ ــي ‪ ،‬كلية االدا‬
‫– جامعة بغداد ‪ ،‬ص ‪. 9‬‬ ‫‪9999 – 9111‬ه ‪ ،‬الصادر ان كلية االدا‬ ‫كلية االدا‬
‫‪ 9111‬م – ‪ 9999‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ‪ ،‬أاداد فالح‬ ‫‪ -91‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪ 9-9‬؛ دليل كلية اآلدا‬
‫– جامعة بغداد ‪ ، 9111‬ص ‪.1-1‬‬ ‫شاكر اسود وصالح اباس الخفاجي ‪ ،‬كلية اآلدا‬
‫‪ ،‬تصدر ان‬ ‫‪ -91‬جواد مطر الموسـوي ‪" ،‬لمحة ان تاريخ كلية اآلدا "‪ ،‬مجلة كلية اآلدا‬
‫كلية اآلدا ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬العدد ‪ ،9111، 11‬ص ‪. 99‬‬
‫‪544‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫‪ -91‬نوري حمودي القيسي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪. 9‬‬


‫‪ -91‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪. 1‬‬
‫‪ -91‬اــدنــان ابــد الكريم خليــل إبراهيم الــدوري ‪ ،‬الــدكتور ابــد العزيز الــدوري رؤيــة ومنهجيــة‬
‫جديدة في كتابة التاريخ العربي اإلسـالمي ‪ ،‬رسـالة ماجسـتير غير منشورة ‪ ،‬كلية التربية –جامعة‬
‫تكريت ‪ 9199،‬ص‪.91‬‬
‫‪ -99‬ناص ـ ـ ــر ابد الرزاق المال جاس ـ ـ ــم ‪ ،‬المؤرخ األس ـ ـ ــتاذ الدكتور ص ـ ـ ــالح احمد العلي ورحلة‬
‫درسـ ـ ـ ـ ــات الوحدة العربية ‪،‬‬
‫التأسـ ـ ـ ـ ــيس لمنهج أكاديمي لد ارسـ ـ ـ ـ ــة التاريخ العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬مركز ا‬
‫‪، 9191‬ص ص ‪. 91- 99‬‬
‫‪ -99‬ادنان ابد الكريم خليل إبراهيم الدوري ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ -91‬جواد مطر الموسوي ‪ ،‬المصدر السابق ص ‪. 99‬‬
‫‪ -99‬المصدر نفسه ؛ نوري حمودي القيسي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪. 9‬‬
‫‪ -99‬جواد مطر الموسوي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪. 99‬‬
‫‪ -91‬شـ ـ ــيرين رحيم كريم الجابري ‪ ،‬متي اقراوي ودوره الفكري والتربوي في العراق (‪– 9119‬‬
‫–جامعة بغداد ‪ ، 9191 ،‬ص ص ‪919‬‬ ‫‪ ،)9119‬رسـالة ماجسـتير غير منشورة ‪ ،‬كلية اآلدا‬
‫‪ ، 919-‬ص‪. 99‬‬
‫‪ -91‬المص ـ ـ ــدر نفســ ـ ــه‪ ،‬ص‪ 91‬؛ الدكتور ابد الجبار ابد هللا ( ‪ ،) 9111 – 9199‬ثاني‬
‫رئيس لجامعة بغداد (‪ ، ) 9111 – 9191‬وأول رئيس لها في العهد الجمهوري ‪ .‬أسهم في بناء‬
‫وتطوير جامعة بغداد في العهد الجمهوري األول ‪ .‬للتفاصــيل ان حياته ونش ــاطاته العلمية انظر‬
‫‪ :‬س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتـار نوري العبودي ‪ ،‬الـدكتور ابـد الجبـار ابد هللا سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفير العراق العلمي العالم الفيزيائي‬
‫والمثقف الوطني ‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار المرتضى ‪ ، 9111 ،‬ص ‪. 19-11‬‬

‫‪544‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود عبد الواحد محمود‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫م‪.‬د‪ .‬جودت جالل اكمل‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
‫العدد (‪ )71‬اكنون الاول ‪1073‬‬

‫في اام ‪ 9191‬اشــية حصــوله الى الدكتوراه من‬ ‫‪ -91‬اين الدكتور الوردي في كلية اآلدا‬
‫جامعة تكس ـ ـ ـ ــاس االمريكية ‪ ،‬وبدأ نش ـ ـ ـ ــاطه العلمي المكثف في هذه الكلية بنظرياته الجديدة التي‬
‫أثارت اهتماما واضـحا في العراق والعالم العربي والعالم ‪ ،‬السـيما نظرياته ان الشـخصية العراقية‬
‫ومحاولته المزاوجة بين التاريخ والم االجتماع ‪ ،‬السـ ـ ـ ــيما في كتابيه البارزين (وااظ السـ ـ ـ ــالطين‬
‫‪ ) 9199‬و(لمحــات اجتمــاايــة من تــاريخ العراق الحــديــث ‪ ) 9111- 9111‬اللــذان مثال رؤيــة‬
‫االجتمااي للنص ـ ــوص التاريخية ‪ .‬للتفاص ـ ــيل أنظر‪:‬الي الوردي ‪ ،‬من وحي‬ ‫جديدة لفهم الجان‬
‫الثمانين ‪ ،‬جمع وتعليق س ـ ـ ــالم الش ـ ـ ــماع ‪،‬ط‪ ، 9‬بيروت ‪ ،‬مركز الحض ـ ـ ــارة الثقافية ‪،9199،‬ص‬
‫ص‪ 19- 91‬؛ محمود ابد الواحد محمود ‪ ،‬مدرس ـ ـ ــة الحوليات الفرنس ـ ـ ــية وتجديد كتابة التاريخ‬
‫محاولة للتأصيل في الفهم العراقي ‪ ،‬دمشق –بغداد ‪ ،‬مكتبة ادنان ‪ ، 9191 ،‬ص ‪. 11، 91‬‬
‫‪ -91‬نوري حمودي القيسي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪. 9 -9‬‬
‫‪ -11‬جواد مطر الموسوي ‪ ،‬المصدر السابق ص ‪99‬‬
‫‪ -19‬ناصر ابد الرزاق المال جاسم ‪ ،‬المصدر السابق ‪،‬ص ص ‪. 91 – 99‬‬
‫‪ -19‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ص ‪. 91 – 11‬‬
‫‪ -11‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ص ‪. 91 – 11‬‬
‫‪ -19‬نوري حمودي القيسي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 1 – 1‬‬
‫‪ -19‬جواد مطر الموسوي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪91 – 99‬‬
‫‪ -11‬نوري حمودي القيسي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪. 1-1‬‬
‫‪ -11‬جواد مطر الموسوي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪. 91-91‬‬
‫‪ -11‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 91‬‬

‫‪544‬‬
‫ محمود عبد الواحد محمود‬.‫د‬.‫أ‬ ‫لكية الآداب نواة جلامعة بغداد دراسة يف صفحة من‬
‫ جودت جالل اكمل‬.‫د‬.‫م‬ ‫مجلة آدآب الفرآهيدي‬ ‫اترخي التعلمي العايل يف العراق املعارص‬
1073 ‫) اكنون الاول‬71( ‫العدد‬

Abstracts

This paper is a study of the role of the college of Arts in establishing of the
University of Baghdad in 1956 . The college is a mother institution which
contributed to enhance the higher and cultural studies in Iraqi universities
The kind of studies with help to follow the development of higher
education in Iraq .

544

You might also like