You are on page 1of 112

‫َّ‬

‫عـــلـم الـنـــفــس‬
‫للسنة ال ّثانية مبرحلة ال ّتعليم ال ّث ّ‬
‫انوي‬ ‫ّ‬
‫األدبي)‬
‫ّ‬ ‫(القسم‬

‫�إعداد لجنة متخصصة‬

‫بتكليف من مركز المناهج التعليمية والبحوث التربوية‬

‫‪ 1441 – 1440‬هـ‬
‫‪ 2020 – 2019‬م‬

‫‪1‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫حقوق الطبع والنشرحمفوظة‬
‫ملركز املناهج التعليمية والبحوث الرتبوية‬

‫‪2‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫املـحتـويـات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫ر‪.‬م‬

‫‪7‬‬ ‫املقدمة‬ ‫‪.1‬‬


‫‪9‬‬ ‫الفصل االول‬ ‫‪.2‬‬
‫‪9‬‬ ‫مبــادئ عـــلـــم ال ّنفـس‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪11‬‬ ‫مفهــــــــــوم علم ال ّنفس‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪11‬‬ ‫نشأة علــــــــــــم ال ّنفس‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪12‬‬ ‫أهمية دراسة عــلم ال ّنفس‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪18‬‬ ‫أهــــداف عـــلـــم ال ّنفس‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫‪19‬‬ ‫أسئـلة الفصل األول للمراجعة‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫‪20‬‬ ‫الفـــصـل الـثـاين‬ ‫‪.9‬‬
‫‪21‬‬ ‫عالقة علم النفس بالعلوم األخرى‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫‪23‬‬ ‫فــــــــــــروع عــــلم ال ّنـــفس‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪-‬الفروع النظريـــــــــــة ‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪-‬الفروع التطبيقيــــــــة ‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫‪27‬‬ ‫أسئـــــلة الفصل الثّاين للمراجعة‪.‬‬ ‫‪.14‬‬
‫‪28‬‬ ‫الفـــصـل الثالث‬ ‫‪.15‬‬
‫‪29‬‬ ‫الســـلوك‪.‬‬ ‫‪.16‬‬
‫‪31‬‬ ‫الشعـــور‪.‬‬ ‫‪.17‬‬
‫‪34‬‬ ‫الالشعــور‪.‬‬ ‫‪.18‬‬
‫‪35‬‬ ‫أسئـــلة الفصل الثّالث للمراجعة‪.‬‬ ‫‪.19‬‬
‫‪36‬‬ ‫الفـــصـل ال ّرابــع‬ ‫‪.20‬‬
‫‪37‬‬ ‫االنفـعــاالت‪.‬‬ ‫‪.21‬‬
‫‪3‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪42‬‬ ‫العـــواطــف‪.‬‬ ‫‪.22‬‬
‫‪44‬‬ ‫أسئـلة الفصل للمراجعة‪.‬‬ ‫‪.23‬‬
‫‪45‬‬ ‫الفـــصـل الخامس‬ ‫‪.24‬‬
‫‪47‬‬ ‫الـــدوافــــــــــــــع‪.‬‬ ‫‪.25‬‬
‫‪47‬‬ ‫أهمية دراسة الدوافع‪.‬‬ ‫‪.26‬‬
‫‪48‬‬ ‫مفهـــوم الدوافــــــع‪.‬‬ ‫‪.27‬‬
‫‪50‬‬ ‫وظائف الدوافـــــــع‪.‬‬ ‫‪.28‬‬
‫‪51‬‬ ‫تصنيف الدوافــــــع‪.‬‬ ‫‪.29‬‬
‫‪64‬‬ ‫أسئـلة الفصل للمراجعة‪.‬‬ ‫‪.30‬‬
‫‪65‬‬ ‫الفـــصـل السادس‬ ‫‪.31‬‬
‫‪67‬‬ ‫الــذكـاء‪.‬‬ ‫‪.32‬‬
‫‪76‬‬ ‫اإلدراك‪.‬‬ ‫‪.33‬‬
‫‪82‬‬ ‫التفكــري‪.‬‬ ‫‪.34‬‬
‫‪85‬‬ ‫القدرات واالستعدادات‪.‬‬ ‫‪.35‬‬
‫‪88‬‬ ‫أسئـلة الفصل للمراجعة‪.‬‬ ‫‪.36‬‬
‫‪90‬‬ ‫الفـــصــل السابع‬ ‫‪.37‬‬
‫‪91‬‬ ‫مـفهـــوم التّعلم وأهميته‪.‬‬ ‫‪.38‬‬
‫‪93‬‬ ‫الفرق بني التعليم والتّعلم‪.‬‬ ‫‪.39‬‬
‫‪93‬‬ ‫أهمـــية التّعلــــــــــــم‪.‬‬ ‫‪.40‬‬
‫‪94‬‬ ‫شـــــروط التعلّم وأنواعه‪.‬‬ ‫‪.41‬‬
‫‪95‬‬ ‫أنــــــواع التـــعلــم‪.‬‬ ‫‪.42‬‬
‫‪98‬‬ ‫نظريات التّعـــــلّم‪.‬‬ ‫‪.43‬‬
‫‪109‬‬ ‫أسئلة الفصل للمراجعة‪.‬‬ ‫‪.43‬‬
‫‪111‬‬ ‫املــــــراجـــع‪.‬‬ ‫‪.44‬‬
‫‪4‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬

5

]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
6

]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
‫مقدمـــة‬

‫النفس مقرر ضرورى مافوق مرحلة التعليم األساسي‬ ‫تعترب مادة علم َّ‬
‫وأنها تكمل الدراسات اإلنسانية اليت يتلقاها الطالب‪ ،‬كما أنها أساس ّ‬
‫قوي‬
‫ِّ‬
‫ميكن من فهم حقيقة اإلنسان والسيما أن موضوعاتها املختلفة تدور حول‬
‫اإلنسان ونشاطاته وتفكريه وعالقاته املتبادلة مع البيئه اليت يعيش فيها‬
‫وفهم كل ما حوله‪.‬‬
‫فقد سلكنا يف إعداد هذا املقرر مسلكاً جديداً ركزنا فيه على توضيح‬
‫فبسطنا موضوعاته على هيئة فصول وفق اآلتي‪:‬‬ ‫املبادئ األساسية له‪ّ ،‬‬
‫تناولنا يف الفصل األول من الكتاب مفهــــــــــوم علم النفس ونشأته وتطوره‬
‫مع التطرق ألهدافه وأهميته وبالفصل الثاني درسنا عالقة علم النفس‬
‫بالعلوم األخرى وفروع علم النفس‪ ،‬أما عن الفصل الثالث والرابع واخلامس‬
‫تط ّرقنا فيه لدراسة مكونات احلياة النفسية والوجدانية لإلنسان من سلوك‬
‫وشعور والالشعور والدوافع واالنفعاالت والعواطف‪ ،‬ويف الفصل السادس‬
‫كانت موضوعاتنا عن الذكاء واإلدراك والتفكري والقدرات واالستعداد‬
‫النفسي‪ ،‬وأخرياً ختمنا موضوعاتنا للفصل السابع واألخري من هذا الكتاب ‪،‬‬
‫وهوعن التعلم واكتساب اخلربات من مفهوم التعلم وأهميته والفرق بينه‬
‫وبني التعليم‪ ،‬وطرق التعلــــــــــــم وشروطه وأنواعه ونظرياته ‪ ،‬ووضعنا لكل‬
‫فصل بالكتاب أسئلة ملراجعة ما متت دراسته‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫ويف اخلتام نآمل أن نكون بهذا الكتاب قد أوقفنا الطالب واملعلم على جانب‬
‫من احلقائق اإلنسانية‪.‬‬
‫أما من أراد االستزادة من املعرفة يف علم النفس فقد وضعنا له قائمة ببعض‬
‫املراجع‪.‬‬
‫نسأل اهلل السداد والتوفيق للجميع ‪.‬‬

‫جلنة اإلعــداد‬

‫‪8‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫مــبادئ عـلم النّفس‬

‫• مفهــــــوم علــــــــم النّفس‪.‬‬


‫• نشأة علــــــــــم النّفس وتطوره‪.‬‬
‫• أهميــــــــــة دراسة علم النّفس‪.‬‬
‫• أهــــــــــــــداف علــــــــم النّفس‪.‬‬
‫• أسئـــــــــــــلة الفصل للمراجعة‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
10

]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
‫مفهوم عـلـم َّ‬
‫النفس‬
‫يســعى اإلنســان يف حياتــه لتحقيــق كثيــر مــن الغايــات والمطالــب التــي يحتاجهــا‬
‫ليعيــش يف أمــن وســام وســط مجتمعــه‪ ،‬وهــذه المطالــب والغايــات يمكــن ترجمتهــا‬
‫إلــى ســلوكيات كثيــرة تتــم نتيجــة تأثــر اإلنســان بالبيئــة التــي يجيــا فيهــا وبذلــك فهــو‬
‫البــد أن يســتخدم كل الطــرق المتاحــة‪ ،‬مــن أفعــال وأقــوال وأفــكار يف ســبيل تحقيــق‬
‫حاجاتــه األساســية وراحتــه النفســية وتفاعلــه االجتماعــي‪ .‬وبالرغــم مــن أهميــة هــذا‬
‫التفاعــل إال أن كثيــر ًا مــن المشــكالت والعوائــق تحــول دون تحقيــق ذلــك بسـ ٍ‬
‫ـهولة‬
‫ويســر‪ ،‬فظهــرت كثيـ ًـر مــن المشــكالت النَّفســية المالزمــة لهــذا التفاعــل‪.‬‬
‫هــذا الواقــع اإلنســاين ســاهم يف االهتمــام ونشــأة علــم النفــس الــذي يهتــم بتحليــل‬
‫ســلوك اإلنســان وتفاعلــه مــع البيئــة المحيطــة به‪ ،‬مــن حيث ســلوكه اللفظــي والحركي‬
‫واالنفعالــي واإلدراكي‪.‬‬
‫نشأة علم َّ‬
‫النفس وتطوره‪:‬‬
‫يــرى علمــاء النّفــس أن نشــأة علــم النَّفــس كانــت يف الفــرة التــي أصبحــت‬
‫فيهــا التجــارب العلميــة تأخــذ طريقهــا وبالتَّحديــد العقــود األولــى يف القــرن التاســع‬
‫عشــر‪ ،‬ومنهــا تجــارب أجراهــا علمــاء النَّفــس عندمــا انتشــرت المراكــز والمؤسســات‬
‫التــي هتتــم بدراســة اإلنســان وســلوكه وبخاصــة وظائفــه العقليــة كالتفكيــر والتذكــر‬
‫والنســيان وكيــف يتعلــم يف أحســن الظــروف‪ ،‬وماهــي العوامــل التــي تؤثــر عليــه نفســيًا‬
‫واجتماعيا‪،‬لذلــك يمكــن القــول أن عصــر التجريــب أ َّدى إلــى ازدهــار الدراســات‬
‫النفســية وأصبــح علــم النَّفــس علمــا ســاهم يف فهــم الســلوك اإلنســاين وهــذا الفهــم‬
‫يســتند إلــى حقائــق علميــة وإلــى تفســير الســلوك وفــق التجارب‪،‬ومــن تــم فهمــه‬
‫وتفســيره ليكــون لــه أثــر علــى ســلوك اإلنســان يف مختلــف مجــاالت حياتــه‪.‬‬
‫وإذا تــم ربــط نشــأة علــم النَّفــس الحديــث بالحقبــة الزمنيــة التــى انتشــرت هبــا‬
‫التَّجــارب فــا يعنــى ذلــك اغفــال فــرة مــا قبــل التجــارب إذ ســبقت ذلــك بعــض‬
‫األجتهــادات واالراء التــى مهــدت لظهورعلــم النفــس الحديــث كمــا ســنرى يف‬
‫مراحــل تطــوره‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫أهمية دراسة علم النفس‬

‫علــم النَّفــس يوصــف بأنــه علــم القــرن العشــرين الــذي يبحــث يف التكويــن‬
‫النفســي لإلنســان للتعــرف علــى دوافــع ســلوكه وقدراتــه لمســاعدته علــى تحديــد‬
‫أســلوب حياتــه وتوجيهــه وحــل مشــكالته والوصــول إلــى حيــاة أكثــر ســعادة‪ ،‬وكيفيــة‬
‫نمــوه وطريقــة تفكيــره وتعلمــه وغيــر ذلــك مــن العمليــات العقليــة والوقــوف علــى‬
‫اســتعدادات الفــرد وقدراتــه وعلــى العوامــل التــي تؤثــر يف ســلوكه‪.‬‬
‫ويــرى بعــض العلمــاء ضــرورة دراســته فهــو العلــم الــذي يــدرس الســلوك يف كافــة‬
‫مظاهــره وعــر مراحــل العمــر المختلفــة‪ ،‬وهــو العلــم الــذي نمــت واتســعت فروعــه‬
‫خــال القــرن العشــرين لتشــمل كافــة مجــاالت الحيــاة تقريبــا‪.‬‬
‫وتفيــد دراســته يف الرفــع مــن مســتوى الحيــاة األســرية والمدرســية والمهنيــة‪ ،‬وفيمــا‬
‫يلــي بعــض النقــاط التــي تؤكــد أهميــة دراســته ســوا ًء مــن الناحيــة النظريــة أو التطبيقيــة‪:‬‬
‫‪ .1‬دراســة علــم النَّفــس تســاعدنا علــى فهــم الكيفيــة التــي تتكــون وتنمــو هبــا عواطفنــا‬
‫واتجاهاتنــا وانفعاالتنــا ممــا يجعلنــا أكثــر قــدرة علــى ضبطهــا وتوجيههــا لصالحنــا‪.‬‬
‫‪ .2‬تســاعد دراســة علــم النَّفــس علــى فهــم كيفيــة تكويــن اتجاهاتنــا االجتماعيــة‬
‫وعالقتنــا االنســانية وتوجيههــا لصالــح الفــرد والجماعــة‪.‬‬
‫‪ .3‬تســاعد دراســة علــم النَّفــس علــى فهــم طبيعــة القــدرات والعمليــات العقليــة‬
‫كالــذكاء واالســتعدادات العقليــة وعمليــة التعلــم والتفكيــر ومــا إلــى ذلــك مــن‬
‫التعلــم واالكتســاب المعــريف‪.‬‬
‫‪ .4‬تفيــد دراســة علــم النَّفــس يف الكشــف والتعــرف علــى العالقــة بيــن مظاهــر نمونــا‬
‫العضويــة والوظيفيــة وفهــم طبيعــة الفــروق الفرديــة بيــن األفــراد والتعامــل مــع‬
‫أنفســنا ومــع األخريــن بكيفيــة أنجــح‪.‬‬
‫‪ .5‬دراســة علــم النَّفــس تســاعدعلى فهــم الكيفيــة التــي تنمــو هبــا عمليــة التعلــم ممــا‬
‫يزيــد يف كفــاءة تعلمنــا‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ .6‬تزيــد دراســة علــم النَّفــس مــن قدرتنــا علــى التعامــل مــع المرضــى والمنحرفيــن‬
‫النفســيين‪ ،‬وتوجيههــم وعالجهــم تربو ًيــا ومهن ًيــا ونفســ ًيا‪.‬‬
‫‪ .7‬دراســة علم النفس تمكن من فهم خصائص وميول وقدرات واحتياجــات‬
‫ومراحل النمو‪ ،‬وفهم طبيعة الوسط المدرسي وتسخيره لصالح نمو األطفال‪،‬‬
‫ومساعدهتم على اجتياز هذه المرحلة بسالم‪.‬‬
‫‪ .8‬دراسة علم النفس تمكن األباء من معرفة خصائص نمو أطفالهم‪ ،‬ومساعدهتم‬
‫على النمو السليم‪.‬‬
‫‪ .9‬دراســة علــم النفــس تســاعد األَطبــاء والمربيــن علــى فهــم ســلوك المعاقيــن‪،‬‬
‫وتدريبهــم علــى رعايــة أنفســهم‪ ،‬وعلــى إدماجهــم يف حيــاة مجتمعهــم‪ ،‬واشــراك‬
‫القادريــن منهــم يف عمليــة اإلنتــاج‪.‬‬
‫‪ .10‬دراســة علــم النفس تســاعد الطالــب واإلداري واالخصائي االجتماعي والنفســي‬
‫والعامــل يف التوجيــه المهنــي ومكافحــة الجريمــة والمخــدرات كمــا تســاعد رجــل‬
‫االعــام والمحامــي والمهنــدس وغيرهــم مــن فئــات شــرائح المجتمــع يف التعامــل‬
‫مــع اآلخريــن خاصــة مــم يتعاملــون معهــم يف مياديــن عملهــم‪.‬‬
‫مـراحــل تطور علم َّ‬
‫النفس‬
‫أو ً‬
‫ال ‪/‬مرحلة التفكري اخلرايف‪:‬‬
‫يعتــر علــم النفــس مــن العلــوم التــي بــدأت مــع وجــود اإلنســان‪ ،‬فمنــذ تلــك‬
‫الفــرة كانــت لديــه تصــورات عــن هــذا العلــم اســتطاع ان يتكيــف مــع البيئــة المحيطــة‪،‬‬
‫ووصــل تفكيــره إلــى االعتقــاد بــأن كل جســم مــادي يحتــوي علــى روح أو كائــن أخــر‬
‫غيــر مــادي هــو نفســه محــور التفكيــر‪ ،‬ولكــن يف هــذه المرحلــة كانــت تغلــب عليــه‬
‫األســطورة والتصــورات الخرافيــة فقــد حــاول اإلنســان البدائــي أن يفســر الظواهــر‬
‫النفســية مســخر ًا يف ذلــك جميــع قدراتــه العقليــة البســيطة وتجاربــه الحياتيــة المحدودة‬
‫اســتطاع أن يــأيت بتفســيرات قــد تبــدو ســطحية وغيــر منطقيــة إلنســان هــذا العصــر‪،‬‬
‫وأن ســلوك اإلنســان واحاسيســه وانفعاالتــه تصطبــغ بســمات ذلــك الكائــن الحــي‪،‬و‬
‫كان األعتقــاد أن للكائــن الحــي لديــه القــدرة علــى تــرك الجســم والتجــول يف أماكــن‬
‫‪13‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫بعيــدة‪ ،‬ثــم العــودة اليــه مــرة أخــرى‪ ،‬ويف هــذا تفســير لألحــام‪ ،‬كمــا َأ ّن لــه القــدرة على‬
‫مغــادرة الجســم اإلنســاين وعــدم العــودة اليــه ثانيــة‪ ،‬ويف هــذا تفســير لظاهــرة المــوت‪.‬‬
‫ثانياً‪ /‬مرحلة التفكري الفلسفي‪:‬‬
‫أهتــم االغريــق منــذ خمســمائة ســنة قبــل الميــاد بدراســة الــروح‪ ،‬وقالــوا إهنــا‬ ‫َّ‬
‫بواعــث الســلوك اإلنســاين مــن أحــام وتفكيــر وحــس وحركــة ومــا إلــى ذلــك‪.‬‬
‫و ُع ِر َفــت هــذه المرحلــة مــن تاريــخ علــم النفــس بمرحلــة التفكيــر الفلســفي ونظــر ًا‬
‫لصلــة الــروح بالمعــاين الدينيــة أو الروحيــة وغمــوض مفهومهــا‪ ،‬فقــد اســتبدل‬
‫الفالســفة مصطلــح الــروح بمصطلــح " العقــل " واهتمــوا بدراســة العالقــة بيــن العقــل‬
‫والجســم‪ .‬ومــن أشــهر تعريفاهتــم للعقــل‪ ،‬أنــه مــا ليــس جســمًا يف حيــن أن تعريفهـــــم‬
‫للجســــــم هــو مــا ليــس عق ـاً‪.‬‬
‫ـم افالطــون (‪ 347‬ـ ‪ 427‬ق‪ .‬م)‪ ،‬بدراســة الــروح البشــرية حيــث فصــل‬ ‫ولقــد اهتـ َّ‬
‫بيــن الــروح والجســد وقــال " أن كالً منهمــا يــأيت مــن عالــم يختلــف اختالفــا جوهريــا‬
‫عــن عالــم اآلخــر " فالــروح تــأيت مــن عالــم المثــل قــرب اإللــه‪ ،‬امــا الجســد فانــه يــأيت‬
‫مــن العالــم الحســي أو العالــم المــادي‪ ،‬وقــام افالطــون بتقســيم النفــس البشــرية إلــى‬
‫ثالثــة أنــواع أو مســتويات هــي‪- :‬‬
‫واإلدراك والتعلم ‪.‬‬‫‪ .1‬النفس العاقلة‪ :‬ومركزها الرأس ووظيفتها التفكير ِ‬
‫‪ .2‬النفــس الغاضبــة‪ :‬ومركزهــا القلــب ووظيفتهــا الموازنــة بيــن متطلبــات النفــس‬
‫العاملــة والنفــس الشــهوانية‪.‬‬
‫‪ .3‬النفس الشهوانية‪ :‬ومركزها البطن ووظيفتها إِشباع الغرائز‪.‬‬
‫ثــم جــاء ارســطو (‪ 322‬ـ ‪ 384‬ق‪.‬م) فخطــا بعلــم النفــس خطــوة كــرى يف االتجــاه‬
‫العلمــي حيــث أشــار إلــى َأ َّن الــروح أو النفــس هــي مجموعــة الوظائــف الحيويــة‬
‫لــدى الكائــن الحــي‪ ،‬وأن العقــل والجســم متصــان‪ ،‬وال يمكــن الفصــل بينهمــا‪ ،‬إذ‬
‫إن محاولــة الفصــل بيــن العقــل والجســم هــي بمثابــة الفصــل بيــن تمثــال وصورتــه‪،‬‬
‫فمــادة التمثــال تناظــر الجســم‪ ،‬وصورتــه تناظــر الــروح أو العقــل‪.‬‬
‫وأشــار ارســطو الــى العالقــة بيــن الــروح والجســد علــى اهنــا عالقــة وظيفيــة‪،‬‬

‫‪14‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫فالعقــل وظيفتــه الجســم‪ ،‬وشــبه هــذه العالقــة الوظيفيــة بالعالقــة بيــن أي حاســة‬
‫ووظيفتهــا‪ ،‬فالعالقــة بيــن العيــن ووظيفتهــا هــي‪ ،‬األبصــار فــا يمكــن أن تســمى العيــن‬
‫عينــا اال إذا أبصــرت أو األذن اذن ـ ّا اال إذا ســمعت‪ ،‬وقــد ترتــب علــى اراء ارســطو َأ َّن‬
‫اإلدراك الحســي هــو أســاس المعرفــة‪.‬‬ ‫ِ‬

‫ثالثاً‪ /‬الدراسات النفسية عند املسلمني‪:‬‬


‫ورد يف القــران الكريــم بعــض اآليــات عــن النفــس والــروح‪ ،‬وكيفيــة خلــق‬
‫البــدن ومنحهــا الــروح والقــوى النفســية المدركــة‪ ،‬والحلــم والرؤيــا وحيــاة الــروح‬
‫بعــد المــوت‪ ،‬وكل مــا يتعلــق بالنفــس اإلنســانية‪ ،‬فــاهلل تعالــى خلــق النفــس مســتقيمة‬
‫علــى الفطــرة وزودهــا بــاألدوات التــي تســاعدها علــى االختيــار وإصــدار القــرار ممــا‬
‫يجعلهــا قــادرة علــى تحديــد طريقهــا الــذي قــد يســتقيم فيصــل هبــا إلــى مراتــب التقوى‬
‫والفــاح‪ ،‬أو ينحــرف فيهــوي هبــا إلــى حيــث الضــال والفســاد‪.‬‬
‫دور بعض العلماء العرب واملسلمني يف تطور علم النفس‪:‬‬
‫إن للعــرب المســلمين دور ًا إيجابيــا يف شــتى العلــوم والمعــارف‪ ،‬وان إســهاماهتم‬
‫يذكرهــا لنــا التاريــخ يف جميــع مجاالتــه‪ ،‬واآلن نذكــر بعضــا مــن أراء العــرب‬
‫والمســلمين يف مجــال علــم النفــس‪.‬‬
‫‪ )1‬أبو يوسف يعقوب الكندي‪:‬‬
‫ولــد الكنــدي عنــد هنايــة القــرن الثــاين الميــادي‪ ،‬وقــد نبــه منــذ القــدم إلــى مــا‬
‫يعــرف اليــوم بالمثيــر واالســتجابة‪ ،‬ونســتنتج ذلــك مــن قــول الكنــدي بــأن لــكل فعــل‬
‫نتيجــة راســخة البــد مــن حدوثهــا‪ ،‬ويقــول الكنــدي أن للنفــس جانبـــيين همــا‪- :‬‬
‫(أ‌) جان��ب غ�ير م��ادي‪ :‬أي غيــر محســوس ال يمكــن للفــرد أن يدركــه‪ ،‬أي أنــه جانــب‬
‫مجــرد مثــل‪ :‬الحــب‪ ،‬الكراهيــة‪ ،‬اإليمــان‪ ،‬الصــدق‪ ،‬ومــا إلــى ذلــك‪.‬‬
‫(ب‌) جان��ب م��ادي ‪ :‬أي أن النفــس تؤثــر علــى الفــرد مــن حيــث عالقته بالقضايــا المادية‪،‬‬
‫ومــن بيــن أراء الكنــدي أن النفــس لهــا عــدة أوجه‪:‬‬
‫‪ .1‬وجــه غيــر محســوس‪ :‬وهــو يســعى إلــى تحليــل المواقــف مــن عناصــر كليــة إلــى‬
‫عناصــر جزئيــة‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ .2‬الوجــه العملــي‪ :‬وهــو يتخــذ الصفــة التطبيقيــة لمــا اكتســبه الفــرد مــن معــارف‬
‫وخــرات ومســؤوليته العمــل علــى تحقيــق االقضايــا الســلوكية المختلفــة لإلنســان‪.‬‬
‫‪ .3‬الوجــه الحقيقــي‪ :‬ويتولــى الرقابــة علــى مــا يصــدره الفــرد مــن ســلوكيات متباينــة‬
‫(ومســؤوليته العمــل علــى تحقيــق القضايــا الســلوكية المختلفــة لإلنســان)‪.‬‬
‫‪ )2‬أبو نصر الفارابي‪:‬‬
‫وإهتــم بدراســة الفلســفة‪ ،‬وكانــت لــه‬
‫َّ‬ ‫ُولِــدَ يف أواخــر القــرن التاســع الميــادي‬
‫اهتمامــات بالجانــب العقلــي للنمــو فهــو يــرى ان العقــل يمكــن تقســيمه إلــى قســمين‪:‬‬
‫(أ) العق��ل العمل��ي‪ :‬ومهمتــه توجيــه أنــواع الســلوك العملــي لإلنســان والتعامــل مــع‬
‫الحقائــق الماديــة‪.‬‬
‫(ب) العق��ل النظ��ري‪ :‬ومهمتــه العمــل علــى تحويــل الصــورة الماديــة إلــى رمــوز حتــى‬
‫تصبــح يف صــورة عقليــة مقبولــة‪.‬‬
‫ويضيــف الفارابــي بــان أراء اإلنســان وقيمــه واتجاهاتــه إنمــا هــي متمثلــة يف عقلــه‪،‬‬
‫فالعقــل وحــده هــو الــذي يوجــه ســلوك الفــرد إلــى الخيــر والحق‪ ،‬وهــو بمثابــة الضمير‬
‫لــه‪ ،‬فالعقــل إذن هــو جوهــر الفــرد‪.‬‬
‫‪ )3‬ابن سينا ‪ 980( :‬ـ ‪ 1037‬م)‬
‫اشــتهر يف مجــال الطــب والفلســفة وقــد ذكــر بعــض األوصــاف لإلضطرابــات‬
‫النفســية‪ ،‬ودرس النفــس وقــدم شــرحًا وافيــا حــول النمــو الفســيولوجي والجهــاز‬
‫العصبــي‪ ،‬وعمــل الذاكــرة لإلنســان وتأثيرهــا علــى ســلوك الفــرد‪ ،‬ومــازال العالــم‬
‫يشــهد لــه بذلــك‪.‬‬
‫ويعتقــد ابــن ســينا أن علــم النفــس جــزء مــن علــم الطبيعــة وهــو ينقســم يف رأيــه إلــى‬
‫قســمين رئيسيين‪:‬‬
‫(أ) عل��م النف��س امليتافيزيق��ي‪ :‬الــذي يشــمل البحــث يف وجــود النفــس وماهيتهــا‬
‫وعالقاهتــا بالجســم وخلودهــا‪.‬‬
‫(ب) عل��م النف��س الطبيع��ي‪ :‬الــذي يشــمل البحــث يف القــوى النفســية المختلفــة أو مــا‬
‫ُيســمى بــاإلدراك الحســي‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫واتبــع ابــن ســينا المنهــج التحليلــي‪ ،‬فهــو يحلــل الوظائــف النفســية تحليــاً دقيقــا‬
‫وأتبــع أيضــا المنهــج الرتكيبــي فيجعــل الوظائــف النفســية يف ترتيــب تصاعــدي أدين‬
‫مرتبــة فيهــا اإلدراك الحســي وأعالهــا الوظائــف النفســية الفطريــة‪.‬‬
‫‪ )4‬ابن خلدون‪ 1406 - 1332( :‬ق‪.‬م)‬
‫ابــن خلــدون العالــم الرتبــوي والنفســي واالجتماعــي‪ ،‬فقــد تنــاول يف مقدمتــه المشــهورة‬
‫الكثيــر مــن المواضيــع والمشــكالت الرتبويــة والنفســية واالجتماعيــة فقــد وضــع نظريــة يف‬
‫التعلــم أكــد فيهــا علــى ضــرورة اعتمــاد األمثلــة الحســية لتفهــم الصــورة الفكريــة للــدارس‬
‫وهبــذا يتفــق مــع النظريــات الرتبويــة النفســية الحديثــة‪ ،‬وبالنســبة للعقــل البشــري فقــد بيــن‬
‫أن مراتــب العقــل تتفــاوت علــى حــد قولــه بيــن البشــر قــوة وضعفــا‪.‬‬
‫كمــا اهتــم بدراســة اإلدراك وخواصــه‪ ،‬كذلــك شــرحه للعالــم الحســي وعالــم الفكــر وعالم‬
‫األرواح‪.‬‬
‫رابعاً‪ /‬عصر النهضة‪:‬‬
‫علــم النفــس لــم ينشــغل بماهية النفس أو نشــاطها أو مصيرهــا‪ ،‬فهذا من اختصاص‬
‫الفلســفة وليــس مــن اختصــاص علــم النفــس‪ ،‬فكمــا أن علــم االحيــاء ال يبحــث يف‬
‫ماهيــة الحيــاة ‪ ،‬بــل يــدرس تكويــن الكائنــات الحيــة ونشــاطها ونموهــا وتطورهــا ‪،‬‬
‫وكمــا أن علــم الفيزيــاء ال يبحــث يف ماهيــة المــادة أو الطاقــة بــل يف خصائــص المــادة‬
‫والضــوء والصــوت والكهربــاء ومظاهــر كل منهــا ‪ ،‬كذلــك علــم النفــس بــدأ يهتــم‬
‫بالســلوك فهــو يســتهدف الكشــف عــن المبــادئ والقوانيــن التي تفســر ســلوك االنســان‬
‫يف مختلــف المواقــف ‪ ،‬كذلــك يهتــم بالفوائــد العلميــة لدراســة هــذا العلــم لتحســين‬
‫العالقــات اإلنســانية بيــن االفــراد أوبيــن الجماعــات كرفــع مســتوى الكفــاءة اإلنتاجيــة‬
‫للعامــل والجماعــة العاملــة والمحافظــة علــى الصحــة النفســية الفرديــة واالجتماعيــة ‪،‬‬
‫وحــل المشــكالت المختلفــة يف الجوانــب الرتبويــة واالســرية واالجتماعيــة يف ميــدان‬
‫اإلرشــاد الرتبــوي‪ ،‬الــذي يقــدم خدماتــه لجميــع الطلبــة ويف كل المراحــل الدراســية ‪.‬‬
‫خامساً‪ /‬التجريب والقياس‪:‬‬
‫يف عــام ‪1879‬م‪ ،‬أســس فونــت أول معمــل لعلــم النفــس التجريبــي بجامعــة ليبــزج‬

‫‪17‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫بألمانيــا وهــو معمــل مــزود بأجهــزة وبــأدوات خاصــة بإجــراء تجــارب علــى الحــواس‬
‫المختلفــة مــن ســمع ولمــس وبصــر‪ ،‬وأخــرى عــن كيفيــة التذكــر والتعلــم والتفكيــر‬
‫واالنتبــاه‪ ،‬وقيــاس ســرعة النبــض والتنفــس يف أثنــاء االنفعــال‪ ،‬وهبــذا فقــد حـ َّـق لعلــم‬
‫النفــس ان يتخــذ مكانــا إلــى جانــب العلــوم الطبيعيــة التجريبيــة‪ ،‬وأن يصبــح علمــا‬
‫مســتقالً عــن الفلســفة مــن حيــث منهجــه يف البحــث‪.‬‬

‫أهـداف علـم النفس‬

‫لعلم النفس ثالثة أهداف وهي‪:‬‬


‫‪ -1‬فهم السلوك وتفسريه‪:‬‬
‫وهــذا الهــدف ال يتــم دون جمــع الوقائــع وصياغــة المبــادئ والقوانيــن‪ ،‬التــي‬
‫تمكننــا مــن فهــم الســلوك وتفســيره‪ ،‬ويحتــاج ذلــك إلــى معرفــة الدوافــع المحركــة‬
‫لســلوك األفــراد‪ ،‬وتقويــم شــخصياهتم ومعرفــة قدراهتــم واســتعداداهتم وتأثيــر‬
‫اتجاهاهتــم وميولهــم وقيمهــم ‪،‬والمعاييــر الســلوكية التــي تحددهــا‪.‬‬
‫‪ -2‬التنبؤ مبا سيكون عليه السلوك‪:‬‬
‫إن فهــم الظاهــرة النفســية ومعرفــة أســباهبا وخصائصهــا يســاعدنا علــى التنبــؤ‬ ‫َّ‬
‫بحدوثهــا وضبطهــا‪ ،‬ورغــم َّ‬
‫أن التنبــؤ بســلوك االفــراد أمــر صعــب إذ يتضــح أحيانــا يف‬
‫ســلوكهم أعمــال غيــر متوقعــة ‪ ،‬ولكــن ذلــك ال يقلــل مــن أهميــة فهــم الســلوك والتنبــؤ‬
‫بــه‪.‬‬
‫‪ -3‬ضبط السلوك والتحكم به‪:‬‬
‫إن الغايــة األساســية مــن معرفــة الســلوك والتنبــؤ بــه غايــة اجتماعيــة القصــد منهــا‬
‫تقويــم ســلوك االفــراد‪ ،‬وان علــم النفــس يســعى إلــى تعديــل الســلوك الــذي يحتــاج‬
‫تعديـاً‪ ،‬كتعديــل ســلوك المريــض النفســي بعالجــه ‪ ،‬وضبــط ســلوك المراهــق الــذي‬
‫يمــارس عمليــة قضــم االظافــر‪ ،‬وأخيـ ًـرا أن التوصــل إلــى ضبــط الســلوك والتحكــم فيــه‬
‫يعنــي ان علــم النفــس قــد فهــم الجوانــب المهمــة التــي يحــدث يف ظلهــا هــذا الســلوك‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫أسئلة الفصل األول‬

‫س‪ .1‬ع ّرف مفهوم علم َّ‬


‫النفس‪.‬‬
‫س‪ .2‬تكلم عن عصر النهضة‪ ،‬كمرحلة من مراحل تطور علم َّ‬
‫النفس‪.‬‬
‫س‪ .3‬من هو اول من أسس معمل لعلم َّ‬
‫النفس مع ذكر تاريخ تأسيسه؟‬
‫س‪ .4‬لعلم النفس ثالثة أهداف أذكرها مع شرح اثنني منها‪.‬‬
‫س‪ .5‬تفي��د دراس��ة عل��م َّ‬
‫النف��س يف الرف��ع م��ن مس��توى احلي��اة االس��رية‬
‫واملدرس��ية واملهني��ة وض��ح ذل��ك ؟‬
‫النفس؟‬ ‫س‪ .6‬ما أهمية علم َّ‬
‫س‪ .7‬للع��رب املس��لمني دو ًر إجياب ّ��ي يف ش��تى العل��وم واملع��ارف ويف جم��ال‬
‫عل��م النفس وضح ذلك ‪.‬‬
‫س‪ .8‬أكتب ما تعرفه عن كل من‪:‬‬
‫أ) علم النفس امليتافيزيقي‪.‬‬
‫ب) جوانب النفس البشرية عند أبو يوسف يعقوب الكندي‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫• عالقة علم النَّفس بالعلوم األخرى‪.‬‬


‫• فــــــــــروع عــــلم النَّفس‪.‬‬
‫‪ -‬الفروع النَّظريـــــــــة‪.‬‬
‫‪ -‬الفروع التَّطبيقية ‪.‬‬
‫• أسئـــــــــلة الفصل للمراجعة‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫عالقة علم النفس بالعـلـوم األخـرى‬

‫يرتبــط علــم النَّفــس بغيــره مــن العلــوم ارتباطــا شــديد ًا اذ ليــس هنــاك ظاهــرة‬
‫يف الكــون إال ولهــا صلــة قريبــة أو بعيــدة بظواهــر الكــون األخــرى‪ ،‬وهكــذا الحــال‬
‫بالنســبة لعلــم النَّفــس والظواهــر الســلوكية االنســانية التــي يدرســها‪ ،‬فعلــم النَّفــس‬
‫يــدرس كافــة مظاهــر ســلوك االنســان ‪ ،‬وهــو العلــم الــذي يصــف الســلوك ويفســره‬
‫كمــا هــو عليــه يف الواقــع ‪ ،‬وال يضــع معاييــر للســلوك والتفكيــر والتــذوق كمــا تفعــل‬
‫علــوم المنطــق واالخــاق والجمــال‪ ،‬إال أن علــم النَّفــس يشــارك العلــوم االنســانية‬
‫األخــرى يف كشــف جانــب مــن حقيقــة االنســان مســتخدمًا يف ذلــك مناهــج معينــة‬
‫تمكنــه مــن الوصــول إلــى أهدافــه ‪ ،‬وســنرى كيــف يرتبــط علــم النفــس بــكل علــم مــن‬
‫العلــوم االنســانية ارتباطــا وثيقــا وتعــدد هــذه العلــوم تبعــا لتنــوع الظواهــر اإلنســانية‬
‫التــي ندرســها ‪:‬‬
‫‪ -1‬عـالقـة علم النفس بعلم االجتماع‪:‬‬
‫علــم االجتمــاع يــدرس ُأســس تكويــن المجتمعــات اإلنســانية والعالقــات‬
‫والظواهــر والنظــم االجتماعيــة‪ ،‬التــي يســير بمقتضاهــا اإلنســان يف حياتــه االجتماعيــة‬
‫ويف عالقاتــه مــع أقرانــه‪ ،‬فكثيــر مــن المواقــف االجتماعيــة التــي يتعــرض لهــا األفــراد‬
‫تــؤدي إلــى إِنطوائهــم وأنحرافهــم وهــو مــا يختــص بدراســته علــم النفــس وهــذا يؤكــد‬
‫العالقــة بيــن علــم النفــس وعلــم االجتمــاع‪.‬‬
‫‪ -2‬عـالقـة علم النفس بعلم السياسة‪:‬‬
‫علــم السياســة يــدرس أشــكال الحكــم كالعالقــة بيــن الحاكــم والمحكوميــن‬
‫والعوامــل الــي تؤثــر يف النظــام السياســي‪ ،‬وســلوك صانعــي القــرار‪ ،‬وكيفيــة التاثيــر‬
‫علــى اآلخريــن‪ ،‬وهــذا يــرز العالقــة بيــن علــم السياســة وعلــم النفــس‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ -3‬عالقة علم النفس بعلم الطب‪:‬‬
‫يــدرس الطــب جســم اإلنســان ومــا يحتويــه مــن مظاهــر تتعلــق بوظائــف األعضــاء‪،‬‬
‫ومــا يطــرأ علــى الجســم مــن مــرض أو صحــة‪ ،‬فكثيــر مــن األمــراض التــي تصيــب‬
‫اإلنســان اكتشــف األطبــاء أن أســباهبا ليســت عضويــة وإنَّمــا نفســية‪.‬‬
‫‪ -4‬عالقة علم النفس بعلم األخالق‪:‬‬
‫علــم األخــاق يــدرس القيــم التــي ينطــوي عليهــا ســلوك الفــرد مــن خيــر أو شــر‬
‫ومــا ينبغــي أن يكــون عليــه الســلوك الســليم‪ ،‬وكيــف نســلك طريــق الخيــر ونتجنــب‬
‫طريــق الشــر‪ ،‬وإذا لــم نــدرك معــاين الخيــر والشــر فنقــدم علــى األول ونحجــم عــن‬
‫الثــاين‪ ،‬واألقــدام واألحجــام ظواهــر نفســية‪.‬‬
‫‪ -5‬عالقة علم النفس بعلم االقتصاد‪:‬‬
‫يــدرس علــم االقتصــاد مظاهــر النشــاط االقتصــادي مــن أنتــاج وتوزيــع وأســتهالك‬
‫مــن خــال النظــم االقتصاديــة التــي تحكــم ذلــك النشــاط‪ ،‬فكــم مــن ســلعة أقبلنــا علــى‬
‫شــرائها نتيجــة قراءتنــا إلعالنــات عنهــا أثــرث فينــا فدفعتنــا لشــرائها‪.‬‬
‫‪ -6‬عالقة علم النفس بعلم اجلمال‪:‬‬
‫علــم الجمــال هــو مــن يضــع لنــا معاييــر تــذوق الجمــال والفنــون‪ ،‬وتــذوق الجمــال‬
‫والتأثــر بــه ظواهــر نفســية ‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫فــروع عــلم النفس‬

‫قســم علمــاء النَّفــس فروعــه وميادينــه إلــى قســمين همــا الفــروع النظريــة‪،‬‬
‫َّ‬
‫والفــروع التطبيقيــة‪ ،‬أمــا النظريــة فتختــص باكتشــاف القوانيــن والمبــادئ والنظريــات‪،‬‬
‫التــي يمكــن يف ضوئهــا تفســير الســلوك‪ ،‬وهتــدف المياديــن التطبيقيــة الــى اســتخدام‬
‫المبــادئ والقوانيــن والنظريــات التــي توصــل اليهــا علــم النفــس لتحســين العمليــة‬
‫الرتبويــة وحــل مشــكالت الفــرد والمجتمــع‪ ،‬ويوجــد اليــوم نحــو أكثــر مــن مائــة‬
‫تخصــص يف علــم النفــس‪ ،‬وهبــذا اتســعت أفاقــة وتعــددت مشــكالته‪ ،‬وبالتالــي اتجــه‬
‫نحــو التخصــص والتفــرع شــأنه شــأن العلــوم األخــرى وفيمــا يلــي أهــم فــروع علــم‬
‫النفــس‪- :‬‬
‫أو ً‬
‫ال ‪ /‬الفـروع النظـرية ‪:‬‬
‫‪ -1‬عـلم النفس العام ‪:‬‬
‫يــدرس الظواهــر النفســية كمــا تبــدو يف الســلوك الخارجــي للوصــول إلــى‬
‫القوانيــن التــي تحكمهــا وتفســرها‪ ،‬فهــو يــدرس العديــد مــن الموضوعــات كالدوافــع‬
‫والحاجــات والحيــاة الوجدانيــة‪ ،‬كمــا تبــدو يف االنفعــاالت والعواطــف والتعلــم‬
‫وطرقــه‪ ،‬والعمليــات العقليــة كاإلدراك الحســي والتفكيــر والتذكر والقــدرات العقلية‪،‬‬
‫ثــم كيــف تتكامــل هــذه المكونــات جميعهــا لتخلــق الشــخصية المتكاملــة الســليمة‪.‬‬
‫‪ -2‬عـلم النفس الفسيولوجي‪:‬‬
‫يــدرس علــم النفــس الفســيولوجي علــم وظائف االعضاء بصفــة عامة والعالقة‬
‫بيــن العمليــات الجســمية والعمليــات العقليــة (النفســية) إذ أنــه يوجــد صلــة قويــة‬
‫متبادلــة بيــن الجهــاز العصبــي لإلنســان وســلوكه الخارجي‪.‬‬
‫‪ -3‬علم النفس االجتماعي‪:‬‬
‫يهتــم بدراســة تأثيــر الجماعــة علــى ســلوك الفــرد كما يهتم بدراســة ســلوك الجماعة‬
‫‪23‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫وتفاعلهــا‪ ،‬ويــدرس الــرأي العــام وظاهــرة القيــادة وأثرهــا يف تغيــر االتجاهــات الفرديــة‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -4‬علم النفس املقارن‪:‬‬
‫يهتــم بإجــراء مقارنــات بيــن االنمــاط الســلوكية ألنــواع الكائنــات الحيــة التــي‬
‫مــن ضمنهــا اإلنســان‪ ،‬وقــد يســتخدم الطــرق التجريبيــة أو طرقــا أخــرى يف عمليــة‬
‫المقارنــة‪ ،‬فيقــارن بيــن ســلوك االنســان وســلوك الحيوانــات‪ ،‬وبيــن ســلوك الطفــل‬
‫والراشــد والســوي وغيــر الســوي والمتحضــر والبدائــي‪ ،‬أيضــا اهتــم بدراســة‬
‫الحضــارات والشــعوب كالمقارنــة بيــن مجتمعيــن‪.‬‬
‫‪5‬ـ علم النفس املعريف‪:‬‬
‫يهتــم بدراســة الفــروق الفرديــة يف القــدرات العقليــة بيــن االفــراد والعمليــات العقلية‬
‫وتنظيمهــا لإلنســان مثــل الفهــم والتذكــر والتفكيــر وغيرهــا يف منظومــة تحقــق المعرفــة‬
‫لإلنســان وللكشــف عــن كيفيــة اكتســاهبا وتخزينها‪.‬‬
‫‪ -6‬علم النفس الشواذ‪:‬‬
‫يبحــث هــذا الفــرع يف نشــأة االمــراض النفســية والعقليــة المختلفــة والوقايــة منهــا‪،‬‬
‫كمــا يــدرس الضعــف العقلــي والمشــكالت الســلوكية‪ ،‬ويــدرس اســباب االنحرافــات‬
‫والعوامــل المؤثــرة فيهــا هبــدف وضــع خطــة لعالجهــا‪.‬‬
‫‪ -7‬علم النفس التجرييب‪:‬‬
‫يهتــم علمــاء النفــس التجريبيــون بالتعــرف علــى الســلوك وفهمــه حتــى وأن كانــت‬
‫المعلومــات والبيانــات التــي يحصلــون عليهــا مــن دراســاهتم مــن الصعــب تطبيقهــا‬
‫وبصــورة مباشــرة ويســتخدمون المناهــج التجريبيــة لدراســة بعــض المواضيع النفســية‬
‫ِ‬
‫كاإلدراك والتعلــم والتذكــر واالســتجابة للمنبهــات الحســية‪.‬‬
‫‪8‬ـ علم َّ‬
‫النفس االرتقائي (النمو) ‪:‬‬
‫يهتــم بدراســة النمــو ( اإلنســان) والعوامــل المؤثــرة فيــه ‪ ،‬والخصائــص الجســمية‬
‫والنفســية والعقليــة واالجتماعيــة لــكل مرحلــة ‪ ،‬ويعتــر فــرع مــن فــروع علــم النفــس‬
‫العــام والــذي يهتــم بدراســة التغيــرات التــي تطــرأ علــى ســلوك االنســان مــن المهــد‬
‫إلــى اللحــد ‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫ثانياً ‪ /‬الفروع التطبيقية ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ علم النفس البيئـي ‪:‬‬
‫يــدرس مشــكالت التلــوث البيئــي كتلــوث المــاء والهــواء‪ ،‬كمــا يهتــم بدراســة‬
‫األزدحــام الزائــد والتصاميــم للمصانــع والمســاكن‪ ،‬وكذلــك يــدرس مشــكالت‬
‫الضوضــاء‪ ،‬كل ذلــك مــن الناحيــة الســيكولوجية‪ ،‬ويســتعين هــذا العلــم بعلــم النفــس‬
‫االجتماعــي وعلــم النفــس الهندســي‪.‬‬
‫‪- 2‬علم النفس اإلكلينيكي‪:‬‬
‫هــو العلــم الــذي يطبــق المبــادئ والقوانيــن التــي توصــل اليهــا العلمــاء يف الفــروع‬
‫النظريــة ىف تشــخيص وعــاج المشــكالت الســلوكية واالنفعاليــة واالضطرابــات‬
‫النفســية‪ ،‬واالمــراض العقليــة وتقديــم الخدمــات االكلينيكيــة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ علم النفس الرتبوي‪:‬‬
‫يهتــم بدراســة طــرق التعلــم وكيفيــة تطويرهــا وتحســينها وزيادة فعاليتها‪ ،‬والشــروط‬
‫النفســية للتعلــم والتعــرف علــى دوافــع ســلوك األطفــال وتحســين وســائل االقبــال‬
‫علــى التعلــم وقدراهتــم وتوجههــم الــى نــوع التعلــم الــذي يالئــم تلــك القــدرات‪.‬‬
‫‪ -4‬علم النفس اإلرشادي‪:‬‬
‫يــدرس األســاليب النفســية لمســاعدة األفــراد علــى التغلــب علــى مشــكالهتم‬
‫الشــخصية العاديــة البســيطة والمشــكالت النفســية واالجتماعيــة والمهنيــة للطــاب‬
‫شــريطة أال تصــل هــذه المشــكالت لمســتوى المــرض النفســي والعقلــي‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ علم النفس التجاري‪:‬‬
‫يتعامــل مــع القوانيــن النفســية للعــرض والطلــب وبعالقــة كل منهمــا باألخــر وكيفيــة‬
‫االقنــاع والتأثيــر علــى نفســية المســتهلك وطريقــة معاملــة الزبائــن وكذلــك دور‬
‫االعــان والنشــر والدعايــة يف ترويــج الســلع وســيكولوجية األعــان والبيــع واالنتــاج‬
‫ودراســة ســلوك المســتهلك‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 6‬ـ علم النفس الصناعي‪:‬‬
‫يهتــم بتطبيــق علــم النفــس يف حــل المشــاكل المتعلقــة باإلنتــاج الصناعــي واإلدارة‬
‫الصناعيــة‪ ،‬ومــا تحتويــه مــن عالقــات المســتخدمين لبعضهــم بعضــا‪ ،‬وكذلــك بــاإلدارة‬
‫وباختيــار المنتــج وتحليــل القــدرات الالزمــة لمهنــة معينــة والتوجيــه المهنــي واالعــان‬
‫وأحســن الظــروف لزيــادة االنتــاج وأهميــة التدريــب‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ علم النفس اجلنائي‪:‬‬
‫يهتــم بدراســة أســباب الجريمــة والدوافــع الفرديــة لهــا التــي يعاقــب عليهــا القانــون‬
‫ويقــرح طــرق التخلــص منهــا وأفضــل الحلــول لعــاج المنحرفيــن والجانحيــن بالوســائل‬
‫النفســية الحديثــة‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ علم النفس العسكري‪:‬‬
‫والســمات الشــخصية للجنــدي اثنــاء الحــرب‬ ‫دراســة االســتعدادات والقــدرات ِّ‬
‫وأســاليب التدريــب‪ ،‬ويــدرس كيــف يســتخدم الجنــدي قدراتــه النفســية أثنــاء الحــرب‪،‬‬
‫وأهميــة االنتبــاه يف المعــارك والوســائل الهامــة يف تدريــب الجنــود وتوزيعهــم حســب‬
‫مواهبهــم وقدراهتــم وفقــا للتخصصــات المتاحــة‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫أسئلة الفصل الثاين‬

‫س‪ .1‬إن معرف��ة حقيق��ة االنس��ان ال تكتم��ل اإل بتل��ك النظرة الكلية التى‬
‫قد تتمكن دراس��ات العلوم االنس��انية اجلزئية من صياغتها وبلورتها‪.‬‬
‫ناق��ش ه��ذا الق��ول يف ض��وء دراس��تك للعل��وم ال�تي تتن��اول االنس��ان‬
‫بالدراس��ة‪.‬‬
‫س‪ .2‬هن��اك صل��ة وثيق��ة ب�ين عل��م َّ‬
‫النف��س والعل��وم االنس��انية األخ��رى‬
‫وض��ح ذلك‪.‬‬
‫س‪ .3‬قل ما تعرفه عن‪:‬‬
‫‪ -‬علم َّ‬
‫النفس اجلنائي‪.‬‬
‫‪ -‬علم َّ‬
‫النفس الشواذ‪.‬‬
‫‪ -‬علم َّ‬
‫النفس اإلكلينيكي‪.‬‬
‫س‪ .4‬عدد فروع علم َّ‬
‫النفس النظرية ثم تكلم عن أثنتني منها‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫• الســـــلوك‪.‬‬
‫• الشـــــعور‪.‬‬
‫• الــال شعور‪.‬‬
‫• أسئــــلة الفصل للمراجعة‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫الســــــلـــوك‬

‫• معنى السلوك‪:‬‬
‫ســلوك الكائــن الحــي هــو اســتجابته للمنبهــات الداخليــة أو الخارجيــة ويمكــن‬
‫القــول أن الســلوك هــو كل نشــاط يصدرعــن الكائــن الحــي ســوا ًء كان داخليــا أو‬
‫خارجيــا‪.‬‬
‫• أنــواع السلـوك ‪:‬‬
‫‪ )1‬السلوك اجلسمي والسلوك النفسي‪:‬‬
‫‪ -‬السلـــــوك الجســمي‪ :‬تدرســه علــوم الطــب والحيــاة ووظائــف األعضــاء‪ ،‬ويبــدو‬
‫هــذا الســلوك يف عمليــات الهــدم والبنــاء‪ ،‬ويف نشــاط األعضــاء واألجهــزة المختلفــة‬
‫ومــا يتعــرض لــه مــن صحــة ومــرض‪.‬‬
‫والســلوك النفســي‪ :‬يدرســه علــم النفــس‪ ،‬ويبــدو هــذا الســلوك يف التفكيــر والتذكــر‬
‫والفــرح والحــزن‪.‬‬
‫وممــا هــو جديــر بالمالحظــة ذلــك التفاعــل القــوي بيــن الســلوكين الجســمي‬
‫والنفســي بحيــث يصعــب تمييــز وفصــل أحدهمــا عــن األخــر‪.‬‬
‫‪ -‬مثــال‪ :‬إدخــال الســرور واألمــل علــى مرضــى القلــب يرفــع مــن روحهــم المعنويــة‬
‫يعجــل بالشــفاء‪.‬‬
‫ويرجــى المضاعفــات وربمــا ًّ‬
‫‪ -‬مثــال‪ :‬انفعــال الغضــب الشــديد يــؤدي أحيانــا إلــى انفجــار شــريان بالمــخ‪ ،‬ممــا‬
‫يرتتــب عليــه شــلل بعــض األعضــاء أو المــوت أحيانــا‪ .‬مــن هذيــن المثاليــن نتبيــن‬
‫التفاعــل القــوي بيــن الســلوكين الجســمي والنفســي ممــا يلقــي كثيــر ًا مــن الضــوء علــى‬
‫طبيعــة العالقــة بيــن الجســم والنفــس‪.‬‬
‫‪ )2‬السلوك الفطري والسلوك املكتسب‪:‬‬
‫الس��لوك الفط��ري‪ :‬إذا تأملنــا طفـاً حديــث الــوالدة‪ ،‬وجدنــاه يصــرخ أو يبكــي ويــأيت‬
‫بحــركات ثــم يقبــل علــى الرضاعــة‪ ،‬ولــو تســاءلنا مــن الــذي علمــه الصــراخ والبــكاء‬
‫‪29‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫والرضاعــة؟ وجدنــا أنــه يــأيت هــذه األفعــال دون تعلــم‪ ،‬لذلك يطلــق على هذا الســلوك‬
‫الطبيعــي الــذي يولــد بــه الســلوك الفطــري وهــذا الســلوك عــام يف جميــع أفــراد النــوع‪،‬‬
‫وهــو ســلوك ثابــت ومــوروث يولــد مــع الفــرد دون أن يتعلمــه‪ ،‬والســلوك الفطــري‬
‫يظهــر أشــد وضوحــا عنــد الحيــوان منــه عنــد اإلنســان ألن باســتطاعة اإلنســان أن‬
‫ُيعــدِّ ل ســلوكه الفطــري ويهذبــه بحكــم ذكائــه ونتيجــة لتكيفــه مــع البيئــة‪.‬‬

‫الس��لوك املكتس��ب‪ :‬أن الطفــل إذا مــا كَـ ُبــ َـر نجــد أنــه يتعلــم الــكالم والمشــي والديــن‬
‫والعــادات والنظافــة والصــدق والســباحة وغيرهــا مــن وســطه االجتماعــي المتمثــل‬
‫يف االســرة والمدرســة والمجتمــع‪ ،‬وهكــذا يكتســب الفــرد ســلوكا نطلــق عليــه اســم‬
‫الســلوك المكتســب‪ ،‬والســلوك المكتســب ســلوك فــردي خــاص وال يشــمل أفــراد‬
‫النــوع كلهــم‪ ،‬فليــس كل أفــراد االنســان يســبحون أو يقــودون الســيارات‪ .‬فمــن‬
‫الصعــب وضــع حــد فاصــل بيــن مــا هــو فطــري ومــا هــو مكتســب يف حيــاة االنســان‪،‬‬
‫والغالــب أن يكــون مــا هــو فطــري مجــرد اســتعداد يشــرك فيــه األفــراد مــع اختــاف‬
‫يف الدرجــة كثيــر أو قليــل‪ ،‬ثــم تعمــل البيئــة علــى تقويــة ذلــك االســتعداد أو إضعافــه‪،‬‬
‫وتســمح بظهــوره علــى هــذا النحــو أو ذاك‪ ،‬بــل وتضيــف إليــه اســتعدادات وميــو ً‬
‫ال‬
‫كثيــرة‪.‬‬
‫مثــال‪ :‬للصــوت يف االنســان ســلوك فطــري ولكــن الغنــاء ســلوك مكتســب‪ ،‬فهــو بمثابــة‬
‫توجيــه للصــوت‪.‬‬
‫مثــال‪ :‬حــركات الجســم ســلوك فطــري ولكــن الرقــص ســلوك مكتســب‪ ،‬فالرقــص تنظيــم‬
‫لحــركات الجســم‪.‬‬
‫مثــال‪ :‬الخــوف مــن االخطــار التــي هتــدد حياتنــا ســلوك فطــري‪ ،‬ولكــن الخــوف مــن رؤيــة‬
‫الميــاه الجاريــة ســلوك مكتســب‪.‬‬
‫هذه األمثلة تؤكد تالحمًا بين ما هو فطري وما هو مكتسب يف حياة االنسان‪.‬‬
‫والســلوك بنوعيــه الفطــري والمكتســب ال يمكــن أن يحــدث إال بســبب وجــود دوافــع‬
‫معينــة‪ ،‬فالدوافــع شــرط لحــدوث أي ســلوك‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫الشعـــور‬

‫• مفهـوم الشعور‪:‬‬
‫إذا تأملنــا أنفســنا يف لحظــة مــن اللحظــات‪ ،‬الحضنــا عمليــة عقليــة تتكــون داخــل‬
‫أنفســنا‪ .‬ومــن تلــك العمليــات حــاالت الفــرح أو الحــزن‪ ،‬اللــذة أو األلــم‪ ،‬التفكيــر‬
‫واالدراك‪ ،‬الرغبــات واآلمــال‪.‬أن كل هــذه العمليــات النفســية أو العقليــة التــي نشــعر‬
‫هبــا يف لحظــة مــن اللحظــات هــي مــا تســمى بالشــعور‪.‬‬
‫فالشــعور‪ :‬هومحمــوع مــن الخواطــر واالحساســيس والمشــاعر التــي تكونــت داخــل‬
‫أنفســنا نتيجــة احتكاكنــا بالعالــم الخارجــي و وجودنــا فيــه‪.‬‬
‫• خصائص الشعـور‪:‬‬
‫‪ )1‬الش��عور دائ��م التغ�ير‪ :‬إذا جلــس أحدنــا يقــرأ قصــة‪ ،‬وســمع احــد ًا يطــرق علــى بــاب‬
‫غرفتــه‪ ،‬فأنــه ســرعان مــا يتجــه بشــعوره ليعــرف مــن الطــارق وإذا مــا أطفئــت أنــوار‬
‫المنــزل فجــأة فأنــه ســيتغير شــعوره لمعرفــة ســبب هــذا الظــام المفاجــئ‪ ،‬فاألحــداث‬
‫التــي تتغيــر حولنــا يف دقائــق معــدودة تجعــل شــعورنا دائــم التغيــر‪ ،‬وهــذا مــا يؤكــده‬
‫تســجيلنا للوقائــع الشــعورية‪.‬‬
‫‪ )2‬الش��عور وح��دة متصل��ة‪َّ :‬‬
‫إن ميــاد االنســان هــو أيــذان ببــدء شــعوره الــذي ال ينتهــي اال‬
‫بوفاتــه‪ .‬فالشــعور وحــدة متصلــة مــن المهــد الــي اللحــد‪ .‬وكل خطــوة يخطوهــا االنســان يف‬
‫حياتــه الشــعورية تســتند الــى الخطــوة التــي تســبقها‪.‬‬

‫• مظاهـر الشعـور‪:‬‬
‫قــــلنا إن الشــعور هــو مجموعــة مــن المشــاعر أو االحساســات الــي تتكــون لدينــا‬
‫نتيجــة احتكاكنــا بالعالــم الخارجــي ووجودنــا فيــه‪ ،‬وبتحليــل كل حالــة شــعورية‬
‫نجــد أهنــا تتكــون مــن ثالثــة عناصــر وهــي مرتبــة حســب حدوثهــا علــى النحــو اآليت‪:‬‬
‫اإلدراك (المعرفــة) ثــم الوجــدان‪ ،‬فالنــزوع‪ ،‬والشــكل التالــى يوضــح مظاهــر الشــعور‪،‬‬

‫‪31‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫ثــم نعطــي مثــا ً‬
‫ال لــه‪ ،‬بعــد تأديــة امتحــان هنايــة العــام ســمعت بظهــور النتيجــة فذهبــت‬
‫مســرعا للمدرســة لالطــاع علــى كشــوفات الناجحيــن‪ ،‬فوجــدت أســمي ضمنهــا‬
‫ففرحــت كثيــرأ‪ ،‬وعــدت مســرعا ألخــر أســريت بنبــأ نجاحــي‪ ،‬واآلن نحلــل هــذا‬
‫المثــال وفــق الشــكل الســابق‪:‬‬
‫أسريت بنبأ نجاحي‪ ،‬واآلن نحلل هذا المثال وفق الشكل السابق‪:‬‬

‫نزوع‬ ‫وجدان‬ ‫إدراك‬

‫إىل اللـحــد‬ ‫من املـهــد‬

‫الشعــور تـيار متدفـق مـن املـهد إىل اللـحـد‬

‫‪ -1‬العنصر االدراكي أو املعريف‪ :‬سماع النيأ بظهور النتيجة والنجاح‪.‬‬


‫‪ -2‬العنصر الوجداني‪ :‬الشعور بالفرح بعد التأكد من النجاح‪.‬‬
‫‪ -3‬العنصر النزوعي‪ :‬العودة بسرعة ألخبار األسرة بالنجاح‪.‬‬
‫الســؤال الــذي نطرحــة اآلن هــو‪ :‬هــل تتســاوى هــذه العناصــر الثالثــة يف قوهتــا‬
‫الشــعورية؟‬
‫أنــه مــن الصعــب التمييــز بيــن كل مــن هــذه العناصــر الثالثــة‪ ،‬ومــع ذلــك نجــد أن هنــاك‬
‫اشــخاصًا يظهــر فيهــم العنصــر اإلدراكــي أكثــر مــن الوجــداين والنزوعــي أو العكــس‪،‬‬
‫لدرجــة أن علمــاء النفــس قســموا الســلوك علــى أســاس هــذه العناصــر أو المظاهــر‪:‬‬
‫‪ -1‬فالسلوك اإلدراكي كالتفكير والتأمل يبدو واضحا عند العلماء والفالسفة‪.‬‬
‫‪ -2‬والسلوك الوجداين كالفرح والغضب وهذا ما يمتاز به الفنانون‪.‬‬
‫‪ -3‬والسلوك النزوعي او السلوكي كالتقليد واللعب يمتاز به رجال األعمال‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫والواقــع أن اختــاف درجــة المظهــر عنــد الفــرد ال يعنــي خلــوه مــن المظهريــن‬
‫اآلخريــن بــل معنــاه أن المظهــر الواحــد متميزعــن المظهريــن اآلخريــن اللذيــن يبدوان‬
‫بدرجــة أقــل‪.‬‬

‫• درجــات الشعور‪:‬‬
‫ـإن الكتــاب يف بــؤرة‬‫عندمــا يمســك الطالــب بكتــاب يف يــده ويشــرع يف قراءتــه‪ ،‬فـ َّ‬
‫شــعوره‪ ،‬ألنــه يركــز انتباهــه يف القــراءة‪ .‬بينمــا ســماعه لصــوت الهاتــف يــرن أو دقــات‬
‫الســاعة القريبــة منــه مثــا يكــون علــى هامــش الشــعور آلن أحساســه هبــا يكــون‬
‫ضعيفــا علــى عكــس احساســه بالمــادة التــي أحتواهــا الكتــاب‪ ،‬وبنــاء علــى ذلــك‬
‫توجــد درجتــان للشــعور‪:‬‬
‫‪ -1‬بؤرة الشــــعور‪ :‬الموضوع الرئيسي الذي يركز عليه االنتباه‪.‬‬
‫‪ -2‬هامــش الشـــعور‪ :‬المواضيــع الجانبيــة التــي تصــل الــي احســاس الشــخص دون ان‬
‫يلتفــت اليها‪.‬وهــذه المواضيــع تختلــف باختــاف درجــة إحســاس الفــرد هبــا حســب‬
‫قرهبــا أو بعدهــا مــن البــؤرة‪.‬‬
‫ومــن الجديــر بالمالحظــة أن الموضوعــات الهامشــية قــد تصبــح يف البــؤرة بينمــا‬
‫موضــوع البــؤرة يصبــح يف الهامــش‪.‬‬
‫ومثــاالً لذلــك يعتــر شــرح المعلــم للــدرس يف بــؤرة الشــعور مــادام الطالــب منصرفــا‬
‫إليــه كليــا‪ ،‬ويعتــر زمــاء الطالــب والمقاعــد وكل موجــودات الحجــرة الدراســية‬
‫الباقيــة يف الهامــش‪.‬‬
‫ـإن شــرح المعلــم‬ ‫ولكــن أذا وقــف طالــب مستفســر ًا عــن نقطــة هامــة يف الــدرس‪ ،‬فـ َّ‬
‫يصبــح يف الهامــش بينمــا يصبــح استفســار الطالــب يف البــؤرة‪ .‬وإذا مــا خطــرت‬
‫يف ذهنــك ذكــرى هامــة أثنــاء الــدرس فــأن هــذه الذكــرى تصبــح يف البــؤرة ويصبــح‬
‫الــدرس يف الهامــش‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫الالشعــــــور‬

‫تنقســم مكونــات النفــس البشــرية إلــى عناصــر شــعورية‪ ،‬وعناصــر ال شــعورية‪.‬‬


‫والعناصــر الشــعورية تتمثــل يف موضوعــات بؤرة الشــعور‪ ،‬بينمــا العناصر الالشــعورية‬
‫تبــدأ مــن حافــة الهامــش حيــث يبــدأ الالشــعور بأعماقــه المختلفــة‪.‬‬

‫• مفهوم الالشعور‪:‬‬
‫الالشــعور هومجمــوع المواقــف والذكريــات الــي تؤلمنــا يف حياتنــا اليوميــة إذا‬
‫تذكرناهــا باســتمرار‪ ،‬فتضطرنــا الحيــاة الــي تنحيتهــا عــن الوعــي ونســياهنا ال شــعوريًا‪،‬‬
‫ونكبتهــا دون أن نــدري حتــى نمنعهــا مــن الظهــور يف شــعورنا وســلوكنا الواقعــي‪.‬‬
‫فالعناصــر الالشــعورية‪ :‬رغــم كوهنــا مكبوتــة وغيــر منظــورة‪ ،‬إال أهنــا تؤثــر يف ســلوكنا‬
‫واتجاهــات تفكيرنــا وتصرفنــا دون ان نشــعر هبــا‪ ،‬فتجعلنــا نتألــم ونخــاف ونغضــب‬
‫ونحــب ونكــره ‪ ....‬إلــخ‪ ،‬مــن غيــر أن نــدرك بواعــث األلــم والخــوف والحــب الــذي‬
‫بداخلنــا‪.‬‬
‫وقــد تظهــر أحيانــا يف األحــام وفلتــات اللســان وبعــض المواقــف دون أن يعــرف‬
‫الشــخص تفســير ًا لهــا‪ ،‬وينتــج عــن الكبــت‪ ،‬الكثيــر مــن األضطرابــات والعقــد النفســية‬
‫كمــا ســنعرف يف الفصــول القادمــة‪ ،‬وقــد تمكنــت مدرســة التحليــل النفســي مــن عــاج‬
‫العقــد النفســية وذلــك بإخراجهــا إلــى مجــال الشــعور‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫أسئلة الفصل الثالث‬

‫النفس��ي بالس��لوك‬‫س‪ .1‬م��ا املقص��ود بالس��لوك؟ وكي��ف يرتب��ط الس��لوك َّ‬


‫اجلسمي؟‬
‫س‪ .2‬م��ن الصع��ب وض��ع ح��د فاص��ل ب�ين ماهو فطري‪ ،‬وما هو مكتس��ب يف‬
‫حياة اإلنس��ان وضح ذلك‪.‬‬
‫س‪ .3‬وازن بني السلوك الفطري والسلوك املكتسب‪.‬‬
‫س‪ .4‬ما املقصود بالشعور؟ وما خصائصه؟‬
‫وبي من خالهلا مظاهر الشعور‪.‬‬ ‫س‪ .5‬حلل حالة شعورية مرت بك ّ‬
‫النفس السلوك على أساس مظاهر الشعور الثالثة‪.‬‬ ‫قسم علماء َّ‬‫س‪َّ .6‬‬
‫(اإلدراك‪ ،‬الوج��دان‪ ،‬الن��زوع)‪ ،‬م��ا امل�برر هل��ذا التقس��يم؟ م��ع ذك��ر أمثلة‬
‫ِ‬
‫تؤي��د وجهة نظر العلماء‪.‬‬
‫س‪ .7‬ختتل��ف درج��ة إحس��اس الف��رد أو ش��عوره باملوضوع��ات ال�تي حتي��ط‬
‫ب��ه‪ ،‬وض��ح ذل��ك يف ض��وء دراس��تك لدرجات َّ‬
‫الش��عور‪.‬‬
‫الش��عور يبق��ى دائم��اً يف الب��ؤرة‪ ،‬وأن‬
‫س‪ .8‬ه��ل تعتق��د أن موض��وع ب��ؤرة َّ‬
‫املوضوع��ات اهلامش��ية تبق��ى كذل��ك؟ وض��ح أجابت��ك باألمثل��ة‪.‬‬
‫س‪ .9‬قل ما تعرفه عن الالشعور‪.‬‬
‫س‪.10‬كي��ف تؤثرالعناص��ر الالش��عورية رغ��م كونه��ا مكبوت��ة وغ�ير‬
‫منظ��ورة‪ ،‬يف س��لوكنا واجتاه��ات تفكرين��ا؟‬

‫‪35‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫الفصل الـرابـع‬

‫• االنفعـــــــاالت‬
‫•العـواطـــــــف‬
‫•أسئــــلة الفصل للمراجعة‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫االنـفـعــاالت‬

‫• االنفـعـاالت ‪:‬‬
‫يعـ ّـرف " يـــونج " االنفعــال‪ :‬بأنــه حالــة وجدانيــة تتســم باالضطراب الشــديد لدى‬
‫الفــرد‪ ،‬وأنــه يشــتمل علــى ثالثــة مظاهــر أساســية هــي‪ :‬الســلوك والخــرة الشــعورية‬
‫والعمليــات الفســيولوجية الداخليــة‪.‬‬
‫وتعـ ّـرف االنفعــاالت أيضــا بأهنــا‪ :‬حــاالت داخليــة تتصــف بجوانــب معرفيــة خاصــة‬
‫وإحساســات وردود أفعــال فســيولوجية وســلوك تعبيــري معيــن وهــي تنــزع إلــى‬
‫الظهــور فجــأة ويصعــب التحكــم فيهــا‪.‬‬
‫فهــي حالــة جســمية نفســية يصاحبهــا توتــر شــديد مــع اضطرابــات عضويــة أجهــزة‬
‫االنســان الدمويــة والنفســية والعضليــة والغدديــة والهضميــة مــع كيانــه العصبــي‪،‬‬
‫فهــي أزمــة نفســية طارئــة ومفاجئــــة لــــم يستطــــع صاحبهـــــا التكيـــف الســريع معهــا‪،‬‬
‫حيــث تشــمل جميــع الحــاالت الوجدانيــة بمختلــف أنواعهــا مــن خــوف وغضــب‬
‫وفــرح وحــزن ومــن أمثلتهــا األمــن والمحبــة والكراهية‪.‬ومــن خــال هــذه التعريفــات‬
‫نســتخلص مــا يلــي‪- :‬‬
‫‪ )1‬إن االنفعــاالت بطبيعتهــا ظاهــرة نفســية تصحبهــا تغيــرات جســمية واضطرابــات‬
‫عضويــة يف أجهــزة اإلنســان الدمويــة والعضليــة والغدديــة والهضميــة مــع كيانــه‬
‫العصبــي ‪.‬‬
‫‪ )2‬إن االنفعــاالت حــاالت تغيــر مفاجــئ تشــمل الفــرد كلــه دون أن يختــص هبــا جــزء‬
‫مــن جســمه‪.‬‬
‫‪ )3‬يتضمــن االنفعــال جوانــب إدراكيــة ومعرفيــة وإحساســات‪ ،‬وردود أفعــال لشــيء‬
‫مــا‪ ،‬أو موقــف مــا‪ ،‬وهــي تنــزع إلــى الظهــور فجــأة ويصعــب التحكــم فيهــا‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫• مكونـات االنفعــال‪:‬‬
‫لالنفعاالت ثالثة مكونــات هي ‪:‬‬
‫‪ )1‬امل ّكــــ��ون الذات��ي‪ :‬ويع ّبــر عــن المعرفــة واإلحساســات وتأخــذ المعرفــة صــورة‬
‫التفكيــر حــول الموضــوع المســبب لالنفعــال‪ ،‬والتفكيــر فيمــا يعتــزم المــرء عملــه‬
‫كاســتجابة لهــذا الموضــوع‪.‬‬
‫‪ )2‬املك�� ّون الفس��يولوجي‪ :‬يعــر عن االســتجابات الفســيولوجية المرتبطة باالنفعاالت‪،‬‬
‫والتــي تــزود الكائــن الحــي بالطاقــة الالزمــة لمواجهــة الطــوارئ التــي يواجههــا‬
‫يف المواقــف المثيــرة‪ ،‬وهــذه االســتجابات تتولــد مــن كل مــن الجهــاز العصبــي‬
‫المركــزي والجهــاز العصبــي المســتقل والغــدد الصمــاء‪ ،‬فالجهــاز العصبــي المركــزي‬
‫يســتثير االســتجابة أثنــاء االنفعــال وينظــم االســتجابات ويعمــل علــى تكاملهــا معــا‪،‬‬
‫أمــا الجهــاز العصبــي المســتقل فيكــون مســؤو ً‬
‫ال عــن ردود األفعــال الذاتيــة التــي‬
‫يكــون فيهــا الفــرد واعيــا أثنــاء االنفعــال الشــديد مثــل خفقــان القلــب بقــوة وســرعة‬
‫النبــض‪ ،‬وتوتــر العضــات‪ ،‬يف حيــن تتولــى الغــدد الصمــاء وخاصــة الغــدد القطريــة أو‬
‫األدريناليــن‪ ،‬إفــراز الهرمونــات الالزمــة الســتثارة مراكــز الــدورة الدمويــة والتنفــس‬
‫حتــى يظــل الجســم يقضــا ونشــيطًا إلــى أن يتوقــف اإلهنــاك وتمــر األزمــة‪ .‬وبشــكل‬
‫إجمالــي يرتفــع ضغــط الــدم ويــزداد معــدل ضربــات القلــب وقــد تتوقــف الغــدد‬
‫الشــعور بجفــاف الفــم‪ ،‬ويرتبــط ذلــك غالبــا بحــاالت‬ ‫اللعابيــة عــن العمــل مســببة َّ‬
‫الخــوف والغضــب‪ ،‬وقــد تفــرط الغــدد العرقيــة يف نشــاطها كمــا يحــدث يف حالــة‬
‫الخــوف والخجــل وتتســع حدقــة العيــن كمــا يف حــاالت األلــم‪ ،‬واالســتثارة والغضــب‬
‫الشــديد‪.‬‬
‫‪ )3‬املك�� ّون الس��لوكي‪ :‬و ُي ْطلـ ُـق هــذا المكــون علــى الســلوك االنفعالــي الخارجــي أو‬
‫الخــرة االنفعاليــة‪ ،‬وتشــمل تعبيــرات الوجــه‪ ،‬واإليمــاءات واإلشــارات وتعبيــرات‬
‫الصــوت‪ ،‬ويبــدو أن التغيــرات المصاحبــة لالنفعــاالت لهــا درجــة كبيرة مــن العمومية‪،‬‬
‫تتجــاوز الثقافــات المختلفــــة (أي أهنــا علــى مســتوى عالمي) مثــل التعبير عن الســرور‬
‫والســعادة باالبتســام والضحــك‪ ،‬والتعبيــر عــن الحــزن بنــرات صــوت معينــة‪.‬‬
‫‪38‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫وقــد يتســاءل البعــض عــن ترتيــب ظهــور هــذه المكونــات‪ ،‬أي هــل يظهــر المكـ ّـون‬
‫الــذايت أو ً‬
‫ال ثــم يليــه المكــون الفســيولوجي ثــم المكــون الســلوكي‪ ،‬أم ال يوجــد نظــام‬
‫لظهورهــا؟ ‪.‬‬
‫فتشــير بعــض الدراســات إلــى وجــود ترتيــب مــا ‪ ،‬بينمــا لــم تؤيــد دراســات أخــرى‬
‫وجــوده ‪ ،‬ومــن ثــم يمكــن القــول بأنــه ال يوجــد ترتيــب واحــد للمكونــات الثالثــة ‪،‬‬
‫ولكنهــا ترتبــط فيمــا بينهــا بوضــوح ‪ ،‬فأثنــاء وجــود انفعــال مــا قــد يعــدل الســلوك‬
‫واألفــكار مــن المشــاعر التــي يحــس هبــا الفــرد ‪ ،‬فعندمــا يظهرالفــرد مظهــر العبــوس‬
‫مثـاً فــإن مشــاعره تعــر عــن الغضــب ‪ ،‬وهنــا تبــدو أن العالقــة بيــن الجســم والعقــل‬
‫تعمــل يف االتجاهيــن ‪ ،‬حيــث يؤثــر كل منهمــا يف اآلخــر ويتأثــر بــه ‪ ،‬فعندمــا تفكــر يف‬
‫شــيء ســار جــد ًا أو لــه جاذبيتــه بالنســبة لــك فمــن المحتمل أن تشــعر بالســرور ‪ ،‬وعلى‬
‫النقيــض ‪ ،‬فعندمــا تفكــر يف شــيء مــا يغضبــك ( مثــل الحصــول علــى درجــة منخفضــة‬
‫يف مقــرر دراســي مــا ‪ ،‬فإنــك ســرعان مــا تشــعر بالغضب‪......‬وخالصــة القــول‪ :‬أن‬
‫هــذه المكونــات أو الجوانــب متفاعلــة يؤثــر بعضهــا يف بعــض‪ ،‬ألن اإلنســان وحــدة‬
‫ـب‬
‫متكاملــة فهــو كلــه الــذي يغضــب أو يرضــى وهــو كلــه الــذي يفــرح ويبكــي ويحـ ُّ‬
‫أو يكــره‪.‬‬

‫• قيــاس االنفعــاالت‪:‬‬
‫يمكــن قيــاس االنفعــاالت مــن خــال ثــاث مجموعــات مــن البيانــات‪ :‬بيانــات‬
‫لفظيــة وبيانــات فســيولوجية‪ ،‬وبيانــات عــن الســلوك الظاهــري‪ ،‬ســوا ًء عــن طريــق‬
‫التقريــر الــذايت يف االســتبانات والمقاييــس‪ ،‬أو أجهــزة قيــاس التغيــرات الفســيولوجية‬
‫أو المالحظــة والتحليــل‪ ،‬وتربهــن العالقــة بيــن طــرق القيــاس المختلفــة لالنفعــال‬
‫علــى أهنــا علــى درجــة كبيــرة مــن التعقيــد‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫• أنـــواع االنفعــاالت‪:‬‬
‫االنفعاالت ثالثة أنواع‪ :‬أولية‪ ،‬وثانوية ومشتقة‪:‬‬
‫‪ -1‬االنفع��االت االولي��ة‪ :‬وهــي انفعــاالت الدوافــع الفطريــة أو الغرائــز كمــا يســميها‬
‫(ماكدوجــال) العالــم االنجليــزي‪ .‬ومــن أمثلــة هــذه االنفعــاالت‪:‬‬
‫‪ -‬انفعال الحنو أساس دافع االمومة‪.‬‬
‫‪ -‬انفعال الخوف أساس دافع الهروب‪.‬‬
‫‪ -‬انفعال الجوع أساس دافع البحث عن الطعام‪.‬‬
‫‪ -2‬االنفع��االت الثانوي��ة‪ :‬وهــي األنفعــاالت التــي يمتــزج فيهــا أكثــر مــن انفعــال أولــي‬
‫فينشــأ انفعــال جديــد مركــب‪ .‬ومــن أمثلــة االنفعــاالت الثانويــة‪:‬‬
‫‪ -‬انفعال الرهبة وهو مزيج من انفعال االعجاب وانفعال الخوف‪.‬‬
‫‪ -‬انفعــال الغيــرة وهــو مزيــج مــن انفعــال الغضــب والتملــك والحنــو والشــعور‬
‫بالنقــص‪.‬‬
‫‪ -‬انفعال العتاب وهو مزيج من انفعالى الغضب والحنو‪.‬‬
‫‪ -‬انفعال االحتقار وهو مركب من انفعالي الغضب والتقزز‪.‬‬
‫‪ -3‬االنفع��االت املش��تقة‪ :‬وهــي تشــتق مــن مــن انفعــاالت أخــرى يف المواقــف التــي يمر‬
‫هبــا الكائــن الحــي‪ ،‬فمثـاً انفعــال الخــوف الــذي يشــعر بــه الطالــب عنــد تأديــة االختبار‬
‫قــد يتبعــه شــعور باليــأس والتشــاؤم‪ .‬أمــا انفعــال الســرور عنــد الطالــب المجتهــد يتبعــه‬
‫شــعور باالمــل والتفــاؤل‪ ،‬فاليــأس والتشــاؤم واألمــل والتفــاؤل كلهــا انفعــاالت‬
‫مشــتقة‪.‬‬

‫‪ -‬أثر االنفعال يف السلــوك االنساني ‪:‬‬


‫تعتــر االنفعــاالت يف حقيقتهــا حــاالت مــن التوتــر النفســي يدفــع صاحبــه إلــى‬
‫الســعي إلــي القيــام بسـ ِ‬
‫ـلوك معيــن يضمــن لــه إشــباع ذلــك الدافــع لتخفيــف شــدة ذلــك‬
‫التوتــر وتنفيــس طاقتــه فاالنفعــال يتضمــن نوعــا مــن الســلوك الضمنــي المتأهــب‬
‫الــذي يحــاول اإلشــباع‪ ،‬فالخــوف يدفــع صاحبــه إلــى تجنــب مصــدر الخــوف‬

‫‪40‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫واالبتعــاد عنــه‪ ،‬كمــا أن الفــرد يف حالــة الغضــب يحــاول الهجــوم على مصــدر الغضب‬
‫واالنتقــام بأســاليب متعــددة وكذلــك الحــال يف حالــة الفــرح والغيــرة‪ ،‬فالفــرد يف هــذه‬
‫الحــاالت تظهــر عليــه أنــواع خاصــة مــن الســلوك المناســب للموقــف والــذي يعــر‬
‫عــن درجــة تأ ُّثــر صاحبــه باالنفعــال تبعــا لمزاجــه أو طبعــه‪ .‬فالتمييــز بيــن االنفعــاالت‬
‫والعاطفــة‪ :‬االنفعــاالت هــي حالــة ثائــرة وعابــرة وطارئــة‪ ،‬أمــا العاطفــة فهــي اســتعداد‬
‫كامــن نســبيًا ومركــب مــن عــدة انفعــاالت تــدور حــول موضــوع مــا او شــخص معيــن‪.‬‬
‫والصور التالية توضح التعبير االنفعالي لــدى اإلنسان‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫العـــواطــف‬

‫• الـعـاطـفة ‪:‬‬
‫هــي تنظيــم مركــب مــن عــدة انفعــاالت ترتكــز حــول موضــوع أو شــخص معيــن‬
‫وتكــون مصحوبــة بخــرات ســارة أو غيــر ســارة‪ ،‬فالعاطفــة صفــة مزاجيــة خاصــة‬
‫مكتســبة وهــي تتكــون عــن طريــق انتظــام الدوافــع األوليــة حــول موضــوع معيــن‪.‬‬
‫س‪ :‬كيف تتكون العاطفة؟‬
‫تتكــون العاطفــة عــن طريــق الخــرة المتكــررة والمتعلقــة بموضــوع أو شــخص‬
‫معيــن مثــل عاطفــة ُحــب األم وعاطفــة حــب الوطــن‪ ،‬وقــد تتكون نتيجــة خــرة انفعالية‬
‫واحــدة حــادة‪.‬‬
‫• أنــواع العــواطف‪:‬‬
‫‪ -1‬من حيث التكوين‪ :‬تنقسم إلى‪:‬‬
‫أ) عاطفة احلب‪ :‬الصداقة والحنان واالعجاب والعشق‪.‬‬
‫ب) عاطفة الكره‪ :‬يدور فيها الحسد والغيرة واالحتقار والمقت‪.‬‬
‫‪ -2‬من حيث الموضوع‪ :‬تنقسم إلى‪:‬‬
‫أ‪-‬عواط��ف مادي��ة‪ :‬وتتكــون نحــو األَشــياء مثــل تعلقنــا بمنــزل نشــأنا فيــه‪ ،‬أو هبديــة‬
‫صديــق لنــا أو ارتباطنــا بإطــال الماضــي‪ .‬والعواطــف الماديــة أمــا أن تكــون فرديــة أو‬
‫جمعيــة‪ ،‬الفرديــة مثــل حــب الطفــل إلمــه وحــب الطالــب لمعلمــه‪ ،‬أمــا الجمعيــة مثــل‬
‫حــب األبنــاء إلمهــم وحــب بعــض النــاس للســيارات وحــب المعلــم لطالبــه‪.‬‬
‫ب‪-‬عـ��واطف معنوي��ة‪ :‬مثــل تعلقنــا بالقيــم االخالقيــة والمثــل العليــا‪ ،‬كالفضيلــة وحــب‬
‫العــدل وكــره الظلــم والخيانــة والكــذب‪ .‬ومــن العواطــف التــي تقــع بيــن الماديــة‬
‫والمعنويــة‪ :‬مثــل حــب الغنــى وكــره الفقــر‪ ،‬حــب الصحــة وكــره المــرض‪ ،‬وحــب‬
‫العلــم وكــره الجهــل‪.‬‬
‫‪42‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ -3‬العاطفة السائدة‪:‬‬
‫هــي العاطفــة التــى تســيطر علــى جميــع عواطــف االنســان‪ ،‬وتؤثــر علــى كل‬
‫تصرفاتــه وأفعالــة‪ ،‬وتتســم أفعالــه هبــذه العاطفــة‪ ،‬فــإذا مــا ســادت عاطفــة حــب الديــن‬
‫علــى العواطــف االخــرى عنــد الشــخص‪ ،‬فــإن هــذا الشــخص يضحــي يف ســبيل دينــه‬
‫بــكل رخيــص وغــال بمالــه وبــكل مــا يملــك‪ ،‬يف ســبيل إعــاء كلمتــه‪.‬‬
‫‪ -4‬عـاطفة اعتبار الذات‪:‬‬
‫تتطلــب هــذه العاطفــة مــن الفــرد مســتوى راقيــا محــدد ًا يضــع نفســه عنــده‪،‬‬
‫مــن أجــل ذلــك فهــو يقــول مــن األَقــوال ويــؤدي مــن األَعمــال مــا يتــاءم مــع ذلــك‬
‫المســتوى الراقــي‪ ،‬فــإذا كانــت أقوالــه وأفعالــه عنــد ذلــك المســتوى رضــي الشــخص‬
‫عــن نفســه وأرتــاح‪ ،‬أمــا إذا كانــت أفعالــه وأقوالــه غيــر متفقــة وذلــك المســتوى فإنــه‬
‫ســيغضب عــن نفســه ويمقتهــا‪.‬‬

‫‪ -‬أثر العواطف يف السلوك‪:‬‬


‫فالعواطــف لهــا أهميتهــا يف تنســيق حيــاة الشــخص الوجدانيــة وتوجيههــا‪ ،‬لــذا‬
‫تعتــر مــن العوامــل المســاعدة علــى تحقيــق الصحــة النفســية للفــرد‪ ،‬وذلــك ألهنــا‬
‫تكســب الحيــاة االنفعاليــة قــدر ًا مــن االنســجام‪ ،‬وتكســب ســلوك الفــرد صفــة الثبــات‬
‫واالســتقرار‪ ،‬ويتأثــر كل فــرد يف أســلوب حياتــه بمــا يكــون لديــه مــن عواطــف قويــة‬
‫تجعــل ســلوكه أكثــر تحديــد ًا‪ ،‬فنالحــظ عاطفــة األم نحــو ابنهــا وكيــف تصــوغ هــذه‬
‫العاطفــة يف حياهتــا وتشــكلها‪ ،‬وكيــف تحــدد أنمــاط ســلوكها لترتجــم هــذا الســلوك‬
‫مــن أجــل ابنهــا‪.‬‬
‫لذلــك فــإن معرفتنــا لعواطــف الشــخص تســاعد يف كثيــر مــن األحيــان علــى التنبــؤ‬
‫بســلوكه نحــو األمــور أو تصرفــه يف بعــض المواقــف‪ ،‬وكثيــر ًا مــا تتعــارض أو تتصــادم‬
‫العواطــف كمــا يحــدث بيــن حــب الــذات وحــب الوطــن‪ ،‬وعلــى قــدر مــا يكــون بيــن‬
‫العواطــف مــن تعــاون وتعــارض تتوقــف قــوة الشــخصية‪.‬‬
‫يمكننــا القــول إن االنفعــاالت والعواطــف جوانــب هامــة وأساســية مــن الحياةالنفســية‬
‫اإلنســانية ومن دوهنــــــا تكون الحيــــــــاة كئيبة جامـــــــدة ال حراك فيهــــــا‪.‬‬
‫‪43‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫أسئلة الفصل الرابع‬

‫س‪ .1‬اذكر حالة انفعالية مرت بك وبني يف ضوئها معنى االنفعال وشروط‬
‫حدوثه‪.‬‬
‫س‪ .2‬لكل انفعال مظاهر ‪ ،‬بعضها جسماني وبعضها نفساني‪.‬ناقش هذا املوضوع‪.‬‬
‫س‪ .3‬وضح كيف تتنوع االنفعاالت ‪ ،‬ومثل ملا تقول‪.‬‬
‫س‪ .4‬تكلم عن آثار االنفعاالت يف حالة الصحة ويف حالة املرض‪.‬‬
‫س‪ .5‬قل ما تعرفه عن‪:‬‬
‫‪ -‬االستجابة ‪.‬‬
‫‪ -‬التغريات اجلسمية الداخلية كمظهر لالنفعاالت ‪.‬‬
‫س‪ .6‬تكلم عن االنفعاالت واالمراض النفسية‪.‬‬
‫س‪ .7‬ه��ل تعتق��د أ ّن��ه باالم��كان تعدي��ل االنفع��االت ؟ واذا كان التعديل ممكنا فما‬
‫فائدت��ه يف حياتنا اليومية؟‪.‬‬
‫س‪ .8‬مااملقصود بالعاطفة ؟ وكيف تتكون؟‬
‫س‪ .9‬بني فيما إذا كانت كل عواطفنا تتكون نتيجة تكرار اخلربة االنفعالية‪.‬‬
‫س‪ .10‬تكلم عن انواع العواطف من حيث املوضوع‪.‬‬
‫س‪ .11‬ما املقصود بالعاطفة السائدة ؟ وما تأثريها على الفرد؟‬
‫س‪ .12‬وضح كيف يستطيع الفرد عن طريق عاطفة اعتبار الذات أن ينسجم‬
‫مع نفسه ومع جمتمعه ‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫الفصل الخامس‬

‫•مفهوم الدَّوافــــــــــع‪.‬‬
‫• أهمية دراسة الدَّوافع‪.‬‬
‫• وظائف الدَّوافـــــــع‪.‬‬
‫• تصنيف الدَّوافــــــع‪.‬‬
‫• أسئــــلة الفصل للمراجعة‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
46

]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
‫الــدوافــــع‬

‫• أهمية دراسـة الـدّوافع‪:‬‬


‫يعــد موضــوع الدّ افعيــة مــن أكثــر موضوعــات علــم النفــس أهميــة‪ ،‬ســواء‬
‫ًعلــى المســتوى النظــري أو التطبيقــي ألهنــا تمثــل األســس العامــة لعمليــة التع ّلــم‬
‫والتذكروالعمليــات اإلدراكيــة‪ ،‬ومعظــم ســلوك اإلنســان والحيــوان‪ ،‬وطــرق التكيــف‬
‫مــع العالــم الخارجــي‪ ،‬واألســس النفســية للصحــة النفســية‪ .‬كمــا أن التنظيــم العــام‬
‫للشــخصية يتوقــف علــى تنظيــم الدوافــع وإشــباعها‪ ،‬األمــر الــذي جعــل علمــاء النفــس‬
‫يوحــدون بيــن الشــخصية ودوافــع الســلوك‪.‬‬
‫إن دراســة الدَّ وافــع تزيــد مــن فهــم اإلنســان لنفســه ولغيــره مــن األشــخاص‪ ،‬ذلــك‬
‫ألن معرفتنــا بأنفســنا تــزداد كثيــر ًا إذا عرفنــا الدَّ وافــع المختلفــة التــي تحركناوتدفعنــا‬
‫إلــى القيــام بأنــواع الســلوك المتعــددة يف ســائر المواقــف والظــروف‪ .‬كمــا أن معرفتنــا‬
‫لدوافــع اآلخريــن التــي تدفعهــم إلــى القيــام بســلوكهم تجعلنــا قادريــن علــى فهــم‬
‫ذلــك الســلوك وتفســيره‪،‬إن موضــوع دوافــع الســلوك ذات قيمــة خاصــة للمعلميــن‬
‫وللدارســين بعلــم النفــس وذلــك الن الهــدف العــام مــن دراســته هــو تكويــن المواطن‬
‫الصالــح الــذي يتميــز بعمليــة توافــق ســليمة مــع بيئتــه الخارجيــة ‪ ،‬بحيــث ينســجم مــع‬
‫مجتمعــه طالمــا أنــه جــزء مــن هــذا المجتمــع‪ ،‬هــذا مــن ناحيــة‪ ،‬ومــن ناحيــة أخــرى‬
‫فــإن موضــوع الدوافــع مــن الموضوعــات المهمــة النــه يهتــم بــكل النــاس‪ ،‬فهــو ُيهــم‬
‫األب الــذي يريــد أن يعــرف لمــاذا يميــل ابنــه إلــى االنطــواء‪ ،‬وعــدم مشــاركة أقرانــه‬ ‫ُ‬
‫يف اللعب‪،‬ولمــاذا يكــون هادئــا طيعــا ممتثــاً يف المدرســة‪ ،‬ومشاكســا ومعتديــا‬
‫علــى أخوتــه يف المنــزل؟ ولمــاذا يســرف يف الكــذب وقضــم أظافــره؟ كمــا ُيهــم‬
‫المــدرس الــذي يعمــل‪ .‬علــى معرفــة دوافــع تالميــذه وميولهــم واتجاهاهتــم ليتســنى‬
‫لــه أن يســتغلها فيحفزهــم علــى التع َّلــم‪ ،‬فإثــارة دوافــع التالميــذ علــى التع ّلــم مــن أهــم‬
‫المشــكالت التــي تواجــه المعلميــن‪ ،‬وليــس أدل علــى ذلــك مــن مشــكلة النظــام يف‬

‫‪47‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫الفصــل التــي يواجههــا كثيــر مــن المعلميــن والتــي تعكــس فشــل بعضهــم يف توجيــه‬
‫دوافــع تالميذهــم‪.‬‬
‫فقــد يكــون لــدى تلميــذ معيــن صــورة لذاته تجعله يرفض كل ما يتعلق بالمدرســة‪،‬‬
‫أو قــد يكــره بعــض التالميــذ األعمــال المدرســية ألهنــا ال تتفــق مــع حاجاهتــم وال‬
‫تشــبع ميولهــم‪ ،‬وعلــى العمــوم فــإن فاعليــة المعلــم‪ ،‬تــزداد مــع تزايــد فهمــه لدوافــع‬
‫تالميــذه وتوجيههــا فيمــا يزيــد مــن فاعليــة التعلــم لديهــم‪ .‬كمــا أن موضــوع الدوافــع‬
‫ُيهــم الطبيــب الــذي يريــد أن يعــرف ســبب شــكوى مريــض يــدل فحصــه علــى خلــوه‬
‫مــن األســباب الجســمية للمــرض‪ ،‬كمــا ُيهــم ُّرجــل القانــون أيضــا الــذي يرغــب يف‬
‫معرفــة الدَّ وافــع التــي تكمــن وراء تكــرار المجــرم للجريمــة بالرغــم ممــا يوقــع عليــه‬
‫مــن عقــاب‪.‬‬

‫• تعريف الدافــع‪:‬‬
‫نشــير بدايـ ًة إلــى أن مفهــوم الدافــع‪ ،‬مثلــه مثــل غيــره مــن المفاهيــم الســيكولوجية‬
‫األخــرى كاإلدراك والتعلــم والتذكــر‪ ،‬ويســتدل عليــه مــن ســلوك الكائــن الحــي‪،‬‬
‫فنحــن ال نالحظــه مباشــرة ولكــن نســتدل عليــه مــن االتجــاه العــام للســلوك الصــادر‬
‫عنــه‪ ،‬ونســتطيع قيــاس آثــاره ونتائجــه‪ ،‬أي أنــه يف هــذه الحالــة شــبيه بالطاقــة التــي ال‬
‫نالحظهــا مباشــرة ولكننــا نالحــظ آثارهــا فقــط‪ ،‬فــإذا كان الســلوك متجهــا نحــو الطعام‬
‫اســتنتجنا دافــع الجــوع‪ ،‬وإن كان متجهــا نحوالشــراب اســتنتجنا دافــع العطــش‪،‬‬
‫وللدوافــع تعريفــات كثيــرة منهــا‪- :‬‬
‫أنــه تكويــن فرضــي أو متغيــر متوســط‪ ،‬يســتدل عليــه مــن ســلوك الكائنــات الحيــة‬
‫يف المواقــف المختلفــة‪ ،‬فهــو ينشــط الســلوك ويوجهــه نحــو تحقيــق هــدف معيــن‪.‬‬
‫ويعـ ّـرف "هــب" الدافــع بأنــه مصطلــح يشــير إلــى تحريــك الســلوك وتنشــيطه وتنظيمــه‬
‫وتوجيهــه نحــو هــدف محــدد‪.‬‬
‫ومــن خــال فحــص مجمــل التعريفــات يمكننــا أن نســتنتج المالمــح العامــة لوظيفة‬
‫الدافــع والتــي يمكــن تحديدهــا علــى النحــو التالي‪- :‬‬

‫‪48‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ -1‬تعبئة الطاقة أو تنشيط السلوك‪ ،‬ويعني ذلك االستعداد للقيام بالسلوك‪.‬‬
‫‪ -2‬تنظيــم الســلوك وتوجيهــه إلــى هــدف معيــن بمعنــى أنــه بعــد شــحذ الطاقــة‬
‫واســتعداد الكائــن الحــي للقيــام بالســلوك المطلــوب‪.‬‬
‫‪ -3‬استمرار الطاقة والتنشيط إلى أن يتم تحقيق الهدف‪.‬‬
‫ويرتبــط بمفهــوم الدافعيــة مفاهيــم أخــرى ال بــد مــن التعــرض لهــا وذلــك للتمييــز‬
‫بيــن االثنيــن‪ :‬فالدافــع قــوة محركــة‪ ،‬يف نفــس الوقــت توجــه الســلوك إلــى غايــة أو‬
‫هــدف يرضيــه‪ ،‬فــإذا أعيــق الدافــع عــن بلــوغ هدفــه ظــل الفــرد يف حالــة قلــق وتوتــر‪،‬‬
‫والدافــع اســتعداد ذو وجهيــن وجــه داخلــي محــرك ووجــه خارجــي هــو الغايــة أو‬
‫الهــدف الــذي يبــدو يف الســلوك الصــادر عــن الدافــع‪ ،‬ويطلــق العلمــاء علــى الوجــه‬
‫الداخلــي مــن الدافــع مفهــوم "الحـــافز"‬
‫فالحافـــــــــز‪ :‬هــو عبــارة عــن حالــة داخليــة مــن التوتــر تولــد نزوعــا إلــى النشــاط‬
‫والعمــل بحثــا عمــا يرضــي الدافــع‪ ،‬ويجعــل الفــرد حساســا لبعــض جوانــب البيئــة‬
‫التــي قــد ترتبــط هبــذا الدافــع فهــو مجــرد "دفعــة مــن الداخــل" يف حيــن أن الدافــع‬
‫"دفعــة يف اتجــاه معيــن"‪ ،‬إذ إن الدافــع هــو غايــة الســلوك وســببه‪.‬‬
‫البـــــــاعث‪ :‬هــو مــا يشــير إلــى موضــوع الهــدف‪ ،‬موقــف خارجــي مــادي أو اجتماعــي‬
‫يســتجيب لــه الدافــع‪ ،‬ويســعى الكائــن الحــي بحافــز قــوي إلــى الوصــول إليــه‪.‬‬
‫فالباعــث هــو الطعــام يف حالــة دافــع الجــوع‪ ،‬والمــاء يف حــال دافــع العطــش‪ ،‬والنجــاح‬
‫والشــهرة يف حالــة دافــع اإلنجــاز‪.‬‬
‫الحاجـــة‪ :‬يطلــق مفهــوم الحاجــة علــى كل حالــة من النقــص أو االفتقــار أواالضطراب‬
‫الجســمي أو النفســي‪ ،‬وتســبب توتــر ًا لــدى الفــرد يف حالــة عــدم إشــباعها‪ ،‬وتــزول متى‬
‫ـس بالعطــش‪ ،‬ويكــون‬ ‫أشــبعت‪ ،‬فاإلنســان قــد يكــون يف حاجــة إلــى الشــراب متــى أحـ َّ‬
‫يف حاجــة إلــى األمــن متــى شــعر بالخطــر أو احتــواه الخــوف‪.‬‬
‫والفــرق بيــن الحاجــة والدافــع يف أن شــعور اإلنســان بالحاجــة لشــيء مــا يختفــي‬
‫متــى نــال منــه الفــرد منالــه‪ ،‬أمــا الدافــع فــا يختفــي إال مؤقتــا ليظهــر مــن جديــد‪.‬‬

‫‪49‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫الـرغبـــــــــــة‪ :‬الرغبــة هــي شــعور بالميــل نحــو شــخص أو شــيء معيــن كرغبــة الطفــل‬
‫يف حضــن أمــه‪ ،‬ورغبــة الطالــب يف حفــظ نظريــة علميــة معينــة‪ ،‬أو رغبته يف إتقــان مهارة‬
‫مــا‪ .‬وهنــاك اختــاف بيــن الرغبــة والحاجــة‪ ،‬حيــث إن الرغبــة ال تنشــأ مــن حالــة نقــص‬
‫أو اضطــراب كمــا هــو الحــال يف الحاجــة‪ ،‬بــل تنشــأ حيــن يفكــر الفــرد فيهــا أو يتذكرهــا‬
‫أو يــدرك األشــياء المرغــوب فيهــا‪.‬‬
‫الغــــرض‪ :‬هو ما يتصوره الفرد يف ذهنه من غايات يقصد بلوغها أو يعتزم تجنبها‪.‬‬
‫والغــرض دافــع شــعوري يثيــر الســلوك ويوجهــه ويملــي علــى اإلنســان الوســائل‬
‫المالئمــة لتحقيقــه‪.‬‬
‫األفعــال المنعكســة‪ :‬الفعــل المنعكــس هــو حركــة جربيــة أو اســتجابة فطريــة غيــر‬
‫متعلمــة تحــدث مــن الفــرد وليــس إلرادتــه دخــل يف حدوثهــا أو منعهــا‪ ،‬وال تقتضــي‬
‫شــعور الفــرد هبــا عــادة‪ ،‬مثــل ضيــق حدقــة العيــن حيــن تســليط الضــوء عليهــا‪ ،‬ومثــل‬
‫زرقــة الجلــد حيــن يتعــرض لــرودة شــديدة‪ ،‬وإفــراز اللعــاب عنــد األكل‪ ،‬وحركــة‬
‫القلــب وغيرهــا مــن الحــركات االنعكاســية الفطريــة غيــر المتعلمــة‪ ،‬وكلها اســتجابات‬
‫جزئيــة لمثيــرات خارجيــة‪.‬‬
‫وهي أفعال مفروضة على الكائن الحي وال دخل له يف حدوثها أو منعها‪.‬‬

‫• وظـائف الــدافــع‬
‫للــدافع مجموعة من الوظائف‪ ،‬تتمثل يف اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الدوافــع تمــد الســلوك بالطاقــة لتنشــيط الكائــن الحــي‪ ،‬وهــذا ينطبــق علــى الدوافع‬
‫الفطريــة والمكتســبة علــى حــد ســواء‪ ،‬وقــد أثبتــت مالحظــة اإلنســان والحيــوان يف‬
‫التجــارب المعمليــة ويف الحيــاة اليوميــة أن كالً منهمــا يكــون خامـاً طالمــا حاجاته‬
‫مشــبعة‪ ،‬أمــا إذا تعــرض للحرمــان فإنــه ينشــط ســاعيًا إلــى إشــباع تلــك الحاجــات‪.‬‬
‫‪ -2‬الدوافــع تضبــط الســلوك وتتحكــم فيــه‪ :‬يــرى بعــض العلمــاء أن ضبــط الســلوك‬
‫والتحكــم فيــه هــو دالــة أو وظيفــة لعمليــة التعلــم‪ ،‬كمــا يحــدث عنــد التحكــم يف‬
‫ســلوك مــا للوصــول إلــى هــدف معيــن تــم تحقيقــه بالفعــل مــن قبــل‪ ،‬وقــد ال يكــون‬
‫‪50‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫وظيفــة للتعليــم كمــا يحــدث عندمــا يكــون يف حالــة دافعيــة مــا ويبحــث عــن شــيء‬
‫جديــد‪ ،‬فالدافــع يحــدد النشــاط ويملــي علــى الفــرد أن يســتجيب لبعــض المواقــف‬
‫ويهمــل المواقــف األخــرى‪ ،‬فهــو يحــدد إلــى حــد كبيــر الطريقــة التــي يســتجيب‬
‫هبــا الكائــن الحــي لمواقــف معينــة‪ ،‬فعندمــا يســتثار لــدى فــرد مــا دافــع معيــن نحــو‬
‫موضــوع مــا فــإن هــذا الدافــع ال يخلــق حالــة التوتــر التــي تــؤدي إلــى نشــاط ظاهــر‬
‫يشــبع الدافــع فقــط‪ ،‬وإنمــا يتدخــل الختيــار كل ســلوك يتصــل بــه ويوجهــه وجهــة‬
‫معينــة‪.‬‬
‫‪ -3‬الدوافــع تقــوم بوظيفــة التوجيــه لعمليــة التعلــم ‪ ،‬ويحــدث عنــد التحكــم يف‬
‫ســلوك مــا للوصــول إلــى هــدف معيــن ثــم تحقيقــه بالفعــل‪.‬‬
‫‪ - 4‬العمــل علــى اســتمرارية الســلوك‪ :‬تعمــل الدوافــع علــى اســتمرار الســلوك عــر‬
‫فــرة زمنيــة مــا إال أن بعــض الدوافــع تعتــر حــاالت مؤقتــة نســبيًا يف ظــروف خاصة‬
‫بينمــا تكــون دوافــع ســلوك أخــرى حــاالت مســتديمة‪ .‬ومــن أمثلــة األولــى الجــوع‬
‫حيــث يحــدث تأثيــر ًا ضئي ـاً علــى الفــرد الــذي تنــاول كميــة جيــدة مــن الطعــام‪،‬‬
‫وذلــك يف الفــرة الزمنيــة المنقضيــة بيــن الوجبــات‪ ،‬بينمــا ال يظهــر أي عالمــات يف‬
‫األوقــات األخــرى‪.‬‬
‫ومــن الدوافــع التــي تبــدو مســتديمة نســبيًا‪ ،‬دافــع االستكشــاف‪ ،‬وخاصــة لــدى‬
‫تالميــذ المراحــل األولــى مــن التعليــم األساســي والذيــن يظهــرون حاجــة مســتمرة‬
‫الستكشــاف المواقــف واألشــياء والنــاس‪.‬‬

‫• تصنيف الدوافع‪:‬‬
‫يمكن تصنيف دوافع السلوك اإلنساين إلى‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬الدوافع الفطرية (األولية)‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬الدوافع المكتسبة (الثانوية)‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬الدوافع الالشعوريــــــــــة‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫• أو ً‬
‫ال‪ :‬الدوافع الفطرية‪:‬‬
‫يتفــق العلمــاء علــى أن هنــاك دوافــع فطريــة للســلوك يولــد الفــرد مــزود ًا هبــا‬
‫دافــع متعلــم ولكــن دافــع الجــوع ليــس متعلمــا‪ .‬والدوافــع الفطريــة عامــة ال فــرق‬
‫يف ذلــك بيــن إنســان وحيــوان‪ ،‬ومثيراهتــا عصبيــة أو غديــة تتصــل بصــورة مباشــرة أو‬
‫غيــر مباشــرة ببقــاء الفــرد أو بقــاء نوعــه‪ ،‬وتظــل مالزمــة لــه طــول حياتــه‪ .‬لكــن طــرق‬
‫إشــباع الدوافــع تتحــول وتتعــدل إلــى حــد كبيــر كلمــا تقــدم اإلنســان يف العمــر‪ ،‬وهــذا‬
‫بخــاف الحيــوان الــذي يرضــي دوافعــه بصورهتــا الفطريــة بمجــرد أن تنشــط‪ .‬وعــادة‬
‫مــا تجمــع دوافــع الطــاب العناصــر المتعلمــة والفطريــة‪ ،‬فالطالــب قــد يتعلــم القلــق‬
‫بشــأن االمتحانــات بســبب الخــرات الســابقة‪ ،‬التــي مــر هبــا مــع االختبــارات‪ ،‬ويف نفس‬
‫الوقــت‪ ،‬قــد تكــون لديــه أيضــا نزعــة دائمــة للقلــق‪ ،‬وقــد يظهــر طالــب آخــر قــدر ًا قليالً‬
‫مــن حــب االســتطالع الفطــري حــول موضــوع معيــن‪ ،‬ولكــن قــد يــزداد هــذا الدافــع‬
‫عندمــا يتشــجع بشــكل مناســب مــع اختيــار المهــام المالئمــة إلظهــار الدافــع‪.‬‬
‫ومن سـمات الدوافع الفطرية ‪:‬‬
‫‪ -1‬أهنــا تظهــر منــذ الميــاد مثــل دافــع الجــوع والعطــش‪ ،‬فســلوك الطفــل يف أيامــه‬
‫األولــى يتعلــق بإشــباع حاجاتــه الضروريــة مــن طعــام ومــاء وهــواء ورغبــة يف‬
‫التخلــص مــن الفضــات الزائــدة‪.‬‬
‫‪ -2‬أهنــا تحــدث بســبب اختــاف التــوزان العضــوي والكيميائــي يف الجســم‪ ،‬فإذااختل‬
‫هــذا التــوازن الــذايت بســبب وجــود أي اضطــراب أو نقــص عضــوي أو كيميائــي يف‬
‫الجســم‪ ،‬ظهــرت يف الحــال بعــض العمليــات الجســميةالتعويضية التــي تحــاول‬
‫ســد النقــص وإزالــة حالــة التوتــر واالضطــراب وإعادةحالــة التــوازن الــذايت‪ ،‬فــإذا‬
‫حــدث مثــاً تلــف بعــض أنســجة الجســم قامــت خاليــا الــدم البيضــاء بتجديــد‬
‫هــذه األنســجة‪ ،‬وإذا زادت حــرارة الجســم علــى حــد معيــن بــدأ العــرق يتصبــب‬
‫لخفــض درجــة الحــرارة‪ ،‬وإذا زاد مســتوى ثــاين أكســيد الكربــون زادت ســرعة‬
‫التنفــس للتخلــص مــن هــذه المــادة الضــارة‪.‬‬
‫‪ -3‬أهنــا عامــة لــدى جميــع الكائنــات البشــرية والحيوانيــة‪ ،‬فنحــن نشــعر جميعــا هبــذه‬
‫الدوافــع (دافــع الجــوع‪ ،‬ودافــع العطــش‪ ،‬ودافــع حــب االســتطالع‪.‬‬
‫‪52‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫وميكن تصنيف الدوافع الفطرية إىل‪:‬‬
‫‪ .1‬دوافــع يــؤدي إشــباعها إلــى المحافظــة علــى بقــاء الفــرد‪ ،‬وتســمى بالحاجــات‬
‫العضويــة‪ ،‬أو الفســيولوجية كالجــوع والعطــش والحاجــة إلــى األكســجين والراحة‬
‫والنــوم‪.‬‬
‫‪ .2‬دوافــع يــؤدي إشــباعها إلــى المحافظــة علــى بقــاء النــوع كدافــع الجنــس ودافــع‬
‫األمومــة‪.‬‬
‫‪ .3‬دوافــع وثيقــة الصلــة بالمحافظــة علــى بقــاء الفــرد وبقــاء النــوع مثــل دافــع الهــرب‬
‫ودافــع المقاتلــة ودافــع األمــن‪.‬‬
‫‪ .4‬دوافــع تمكــن الفــرد مــن التعــرف علــى بيئتــه وتســاعده علــى إعــداد نفســها للحيــاة‬
‫مثــل دافــع االســتطالع وحــب الســيطرة علــى البيئــة وتســخيره المصلحــة اإلنســان‪.‬‬

‫ونـعـرض بعض من هذه الدوافع ‪:‬‬


‫‪ -‬دافــع اجلــوع ‪:‬‬
‫األســاس يف هــذا الدافــع فســيولوجي‪ ،‬وتشــير نتائــج العديــد مــن الدراســات إلــى أن‬
‫نقــص المــواد الغذائيــة (كميــة الســكر) يف الــدم هــو العامــل الحاســم لظهورالحاجــة‬
‫إلــى الطعــام‪ ،‬وبالتالــي ظهــور دافــع الجــوع‪ .‬فحينمــا تقــل المــواد الغذائيــة‪.‬‬
‫يف الــدم تحــدث حالــة توتــر كمــا تحــدث تقلصــات يف جــدران المعــدة‪ ،‬ويزداد النشــاط‬
‫العــام يف الجســم‪ ،‬ويشــعر اإلنســان بدافــع الجــوع وبرغبــة يف تنــاول الطعام‪.‬‬
‫ولقــد كانــت عمليــة الشــعور بدافــع الجــوع تنســب يف فــرات ســابقة إلــى تقلصــات‬
‫عضــات المعــدة‪ ،‬إال أن بعــض البحــوث الحديثــة أظهــرت أن تقلصــات عضــات‬
‫المعــدة وانقباضاهتــا تحــدث بعــد تنــاول الطعــام بمعــدل أكثــر مــن المعــدل الســابق‬
‫لتناولــه‪ ،‬وال يعنــي ذلــك التقليــل مــن أهميــة تقلــص جــدران المعــدة يف الشــعور‬
‫بالجــوع‪ ،‬ولكــن ليــس العامــل األساســي الوحيــد‪ ،‬فاإلشــارات التــي تــأيت مــن مختلــف‬
‫أشــكال المراقبــة لحالــة الجســم تعــد محــددات أكثــر حســمًا للشــعور بالجــوع‪ ،‬أي‬
‫أن العائــد مــن كيميــاء الــدم بوجــه عــام يعــد مــن أكثــر العوامــل أهميــة يف الشــعور‬
‫بالجــوع‪ ،‬حيــث تنقــل المعلومــات الخاصــة هبــذه الحــاالت إلــى مركــز التغذيــة يف‬

‫‪53‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫داخلــي للكائــن‬
‫ٍّ‬ ‫المهــاد التحتــاين بالمــخ والــذي يــؤدي بــدوره إلــى إرســال تنبيــه‬
‫الحــي (تقلــص المعــدة) مــن أجــل تنــاول الطعــام‪.‬‬
‫والواقــع َأنــه ال يوجــد دافــع عــام للجــوع فحســب‪ ،‬بــل توجــد عــدة دوافــع نوعيــة‬
‫عبــارة عــن الميــول الخاصــة لبعــض أنــواع الطعــام دون غيرهــا‪ ،‬فالطفــل قــد يمتنــع عن‬
‫أكل الخضــروات والخبــز مثـاً ولكنــه يلتهــم الحلــوى والمثلجــات‪.‬‬
‫ويبدو أن هناك عاملين يؤثران يف اختبار األطعمة التي يحتاج إليها الجسم‪:‬‬
‫فالعامــل األول‪ :‬هــو المحاولــة والخطــأ‪ ،‬فبالتجربــة يتعلــم اإلنســان والحيــوان أن‬
‫أنواعــا معينــة مــن الطعــام تحــدث شــعور ًا خاصــا بالشــبع وتعيــد إلــى جســمه التــوازن‬
‫العضــوي والكيميائــي‪ ،‬ممــا يجعلــه يميــل فيمــا بعــد إلــى اختيارهــا‪.‬‬
‫أن تختــار مــن عــدة أطعمــة تقــدم إليهــا‬ ‫ومــن ذلــك أن الحيوانــات إذا أتيــح لهــا ْ‬
‫فإهناتختــار الطعــام الــذي تحتاجــه أجســامها؛ فالفئــران التــي تفضــل يف العــادة أكل‬
‫ـت مــن أكل الدهنيــات مــدة طويلــة ثــم ُق ِد َمــت‬ ‫الســكريات علــى الدهنيــات‪ ،‬إن ُح ِرمـ ْ‬
‫إليهــا أطعمــة مختلفــة‪ ،‬فإهنــا تختــار منهــا الدهنيــات ال الســكريات‪.‬‬
‫أمــا العامــل الثــاين‪ :‬فيبــدو يف حاســة التــذوق‪ ،‬إذ ُيظــن أن الغــذاء الــذي يحتــاج إليــه‬
‫الجســم يكــون أحســن مذاقــا مــن األنــواع األخــرى يف الطعــام‪ ،‬ولذلــك يفضلــه‬
‫اإلنســان والحيــوان علــى غيــره‪ .‬وممــا يؤيــد هــذا الفــرض األخيــر‪ ،‬أنــه حينمــا قطعــت‬
‫أعصــاب حاســة التــذوق عنــد بعــض الفئــران لــم تســتطع أن تختــار نــوع الطعــام الــذي‬
‫تحتــاج إليــه‪.‬‬
‫ويبــدو أن هنــاك نوعــا مــن التفاعــل بيــن هذيــن العامليــن فقــد تؤثر حاســةالتذوق يف‬
‫عمليــة المحاولــة والخطأ‪ ،‬وتوجيههــا توجيهًا خاصًا إلى اختيــار األطعمةالمفيدة‪....‬‬
‫وموجــز القــول إن الحاجــة إلــى الطعــام ليســت دافعــا واحــد ًا بــل مجموعــة مــن دوافع‬
‫نوعيــة تختلــف باختــاف مــا ينقص الجســم مــن مــواد غذائية‪.‬‬
‫‪ -‬دافــع العطش‪:‬‬
‫يعــد جفــاف الفــم والحلــق المنبــه الفعــال للعطــش علــى األقــل‪ ،‬علــى المســتوى‬
‫الشــعوري‪ ،‬بدليــل أن مجــرد ترطيــب الفــم بالمــاء تخفــف مــن حــدة هــذا الشــعور‪.‬‬

‫‪54‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫ولكــن اتضــح أن دافــع العطــش ال يــزول هنائيــا إال بحصــول الجســم علــى الكميــة‬
‫الالزمــة لــه مــن المــاء‪.‬‬
‫وقـــد أجريــت تجربــة وضعــت فيهــا كميــة مــن المــاء يف معــدة الكلــب مباشــرةعن‬
‫طريــق أنبوبــة هبــا‪ ،‬أي مــن دون مــرور المــاء بالفــم لتحاشــي تأثيــر المــاء علــى جفــاف‬
‫الفــم والحلــق‪.‬‬
‫وقـــد ُقـ ِـدم َالمــاء للكلــب عقــب ذلــك مباشــرة‪ ،‬فشــرب مقــدار ًا كافيــا‪ ،‬ممــا يــدل‬
‫علــى أن جفــاف الفــم يعــد عمـاً مهمــا يف شــعور الكلــب بالعطــش لكنــه ليــس العامــل‬
‫األساســي مثلمــا هــو األمــر بالنســبة لتقلصــات المعــدة عنــد اإلحســاس بالحاجــة‬
‫إلــى الطعــام‪ ،‬فعنــد إعــادة التجربــة الســابقة‪ ،‬مــع عــدم تقديــم المــاء للكلــب إال بعــد‬
‫‪ 15‬دقيقــة مــن وضــع المــاء يف معدتــه‪ ،‬وهــي مــدة كافيــة لوصــول المــاء إلــى أنســجة‬
‫جســمه لــم يشــرب الكلــب شــيئًا مــن المــاء‪ ،‬ممــا يــدل علــى أن دافــع العطــش قــد‬
‫ُأ ْش ـبِ َع عــن طريــق وصــول المــاء إلــى أنســجة الجســم بدرجــة تكفــي إلزالــة جفــاف‬
‫الفــم والحلــق‪.‬‬
‫‪ -‬دافـع االستطالع ومعاجلة األشياء ‪:‬‬
‫ويـــقصد بــه ميــل الكائــن الحــي ورغبتــه يف استكشــاف معالــم البيئةالمحيطــة بــه‬
‫والوقــوف علــى جوانبهــا الغامضــة‪ ،‬ويبــدو هــذا الدافــع لــدى اإلنســان والحيــوان‬
‫علــى حــد ســواء‪ ،‬فالحيوانــات حيــن توضــع يف حظائــر أو أماكــن جديــدة فإهنــا تأخــذ‬
‫يف ارتيــاد نواحيهــا حتــى لــو لــم تكــن يف حالــة دافعيــة جــوع أو عطــش‪ ،‬فقــد وجــد‬
‫"هارلــو" يف تجاربــه أن القــردة تتنــاول األجهــزة واألدوات الميكانيكيــة بفكهــا إلــى‬
‫أجزائهــا دون أن يكــون هنــاك مكافــآت ســوى مجــرد استعمـــــال هــذه األجهــزة‬
‫واألدوات‪،‬كمــا تــدل دراســات “بيرلــن وســوكولوف” علــى أن الحيــوان عندمــا يواجــه‬
‫مثيــر ًا جديــد ًا يســتجيب باتخــاذ وضــع يســمح لــه بالحصــول علــى أكــر قــدر ممكــن‬
‫مــن اإلحساســات‪ ،‬ومثــل هــذا الوضــع يــزول إذا مــا ُقـ ِـد َم نفــس المؤثــر عــدة مــرات‪،‬‬
‫والطفــل الرضيــع‪ ،‬حتــى قبــل أن يمشــي‪ ،‬يســتطلع بعينيــه وأذنيــه ويديــه ومخــه‪ ،‬فإمعان‬
‫النظــر وســماع األصــوات وغيرهــا تعتــر أنواعــا بســيطة مــن االســتطالع‪ ،‬كمــا تبيــن أن‬
‫األطفــال الصغاريفضلــون النظــر إلــى بعــض األشــكال المعقــدة‪ ،‬مقارنــة باألشــكال‬
‫‪55‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫البســيطة‪ ،‬وذلــك مــن خــال مؤشــرات الفــرات الزمنيــة لتثبيــت أبصارهــم علــى كل‬
‫منهــا‪.‬‬
‫وقــد الحــظ "بياجيــه" أن الطفــل يميــل إلــى اكتشــاف األشــياء التــي تحيــط بــه‬
‫واســتعمالها‪ ،‬ففــي الشــهور األولــى قــد يجــذب خيطــا مشــدود ًا ومتصالً بجــرس‪ ،‬ويف‬
‫الشــهر الثامــن إلــى العاشــر يبحــث عــن أشــياء قــد تكــون مخبــأة تحــت أشــياء أخــرى‪،‬‬
‫وكلمــا نمــا الطفــل تنوعــت أنــواع الســلوك التــي تــدل علــى رغبتــه يف اكتشــاف مــا‬
‫يحيــط بــه مــن أشــياء ‪ ،‬ونحــن نبــذل جهــد ًا كبيــر ًا لمعرفــة البيئــة التــي نعيــش فيهــا مــن‬
‫خــال تفاعلنامعهــا‪ ،‬فنحــن نســأل ونختــر ونحــاول أن نكشــف الجديــد ممــا ييســر لنــا‬
‫معرفــة البيئــة واالطــاع علــى كل أســرارها‪ ،‬وبعبــارة أخــرى‪ ،‬فاإلنســان يجهــد ويكــد‬
‫لمعرفــة مايوجــد يف العالــم الــذي يحيــط بــه مــن أشــياء لفحصهــا ومعالجتهــا‪ ،‬وهكــذا‬
‫يمكنــه مــن التعــرف علــى تلــك األشــياء التــي يحتمــل أن ترضــي حاجاتــه وقــد يكــون‬
‫لهــا دور هــام يف المحافظــة علــى بقائــه‪.‬‬

‫‪ -‬دافــع املقاتـلة ‪:‬‬


‫يــرث اإلنســان اســتعداد ًا عامــا للغضــب‪ ،‬ويقــاوم كل مــا يقــف يف طريقــه محــاو ً‬
‫ال‬
‫إعاقتــه أو منعــه مــن إشــباع دوافعــه‪ ،‬وتلعــب البيئــة االجتماعيــة دور ًا كبيــر ًا يف تحديــد‬
‫الســلوك الصــادر عــن هــذا الدافــع‪ ،‬ونتيجــة الســتنكار المجتمعــات المتقدمــة لألنماط‬
‫الســلوكية الخاصــة هبــذا الدافــع اضطــر اإلنســان إلى أن يحــور هذه األنماط واكتســاب‬
‫ال مــن اســتخدام األنمــاط البدائيــة من ضرب‬ ‫أنمــاط جديــدة إلشــباع هــذا الدافــع ‪ ،‬فبــد ً‬
‫وتحطيــم وقتــل أحيانــا‪ ،‬أصبــح يقــوم باســتجابات مالئمــة مقبولــة اجتماعيــا ‪ ،‬وممــا‬
‫تجــدر اإلشــارة إليــه أن هنــاك اختالفــا بيــن علمــاء النفــس حــول العــدوان‪ ،‬فيــرى‬
‫بعضهــم أن اإلنســان ال يــرث ميـاً إلــى المقاتلــة والعــدوان ح ّبــا يف العــدوان بــل يظهــر‬
‫هــذا العــدوان نتيجــة إلعاقــة ســلوكه وإحباطــه يف إشــباع دوافعــه يف حيــن يــرى البعــض‬
‫اآلخــر أن اإلنســان يــرث هــذا الدافــع ويعمــل علــى إشــباعه كغايــة يف حــد ذاتــه‪ ،‬أي أن‬
‫اإلنســان يمــارس العــدوان والمقاتلــة مــن أجــل المقاتلــة‪ ،‬وبعبــارة أخــرى فالعــدوان‬
‫حســب هــذا الــرأي هــو حاجــة فطريــة كالجــوع وال بــد لإلنســان أن يعتــدي كمــا ال بــد‬
‫لــه أن يــأكل ‪ ،‬فالعــدوان ليــس وســيلة بــل غايــة والغايــة يف حــد ذاهتــا‪ ،‬هــي المســؤولة‬
‫‪56‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫عــن إشــعال الحــرب وعــن الصــراع المتواصــل بيــن االفــراد والجماعــات والشــعوب‪.‬‬
‫وخالصــة القــول‪ :‬إن أشــكال الدوافــع التــي عرضنــا تفاصيلهــا ال تمثــل كل الدوافــع‬
‫الفســيولوجية‪ ،‬فهنــاك مصــادر فعالــة منهــا علــى ســبيل المثــال ال الحصــر‪ ،‬األلــم‪،‬‬
‫والحاجــة إلــى التنبيهــات الحســية‪ ،‬والدافــع الجنســي‪ ،‬ودافــع األمومــة‪ ،‬والحاجــة إلــى‬
‫أي شــكل مــن أشــكال التوتــر ينشــأ عــن اضطــراب " التــوازن الــذايت" لوظائف الجســم‬
‫يمثــل عوامــل دافعــة للكائــن الحــي إلعــادة هــذا التــوازن إلــى صورتــه الطبيعيــة وتقليل‬
‫التوتر‪.‬‬

‫• ثانياً‪ :‬الـدوافـع املكتسبة (الثانوية)‪:‬‬


‫ذكرنــا ســابقًا أن الدوافــع الفطريــة (األوليــة) هــي الدوافــع التــي يولــد هبا اإلنســان‪،‬‬
‫وهــي مشــركة بيــن جميــع أفــراد اإلنســان والحيــوان‪ .‬ألهنــا جــزء مــن كياهنمــا‬
‫العضــوي‪ .‬ولكــن مــا نطلــق عليــه دوافــع مكتســبة أو ثانويــة يرتبــط باإلنســان وبعضهــا‬
‫مشــرك بيــن جميــع أفــراده‪ ،‬مــع وجــود فــوارق شــكلية بيــن بيئــة وأخــرى‪ ،‬أمــا البعــض‬
‫اآلخــر فهــو شــخصي يختــص بفــرد دون آخــر‪ .‬والدوافــع الثانويــة مكتســبة مــن البيئــة‪،‬‬
‫وهــي أكثــر قابليــة للتغيــر والتعديــل وأكثــر مرونــة إذا قورنــت بالدوافــع األوليــة‪ ،‬وكمــا‬
‫نطلــق علــى الدوافــع األوليــة "دوافــع فســيولوجية” نســتطيع أن نطلــق علــى الدوافــع‬
‫المكتســبة “دوافــع ســيكولوجية”‪ ،‬بمعنــى أن صلتهــا بالتكويــن النفســي (العقلــي)‬
‫أوثــق مــن صلتهــا بالتكويــن العضــوي‪.‬‬
‫والدوافــع المكتســبة عديــدة مثــل الحاجــة إلــى األمــن‪ ،‬والحاجــة إلــى التقديــر‬
‫االجتماعــي‪ ،‬والحاجــة إلــى االنتمــاء‪ ،‬والعواطــف كعاطفــة حــب األم وعاطفــة حــب‬
‫الوطــن‪ ،‬وليــس معنــى هــذا أن الدوافــع األوليــة عديمــة الصلــة بالكيــان النفســي للفرد‪،‬‬
‫فــا يقــل شــعور شــخص نــال منــه الجــوع عــن شــعور آخــر بالحاجــة إلــى النجــاح يف‬
‫امتحــان مــا‪.‬‬
‫‪ -‬تصنيف الدوافع املكتسبة ‪:‬‬
‫تصنف الدوافع المكتسبة إلى ثالث مجموعات‪:‬‬
‫‪ .1‬دواف��ع اجتماعي��ة عام��ة أو مش�تركة‪ :‬وهــذه دوافــع موجــودة يف المجتمعــات‬
‫والثقافــات كافــة كالحاجــة إلــى األمــن والحاجــة إلــى التقديــر االجتماعــي‪.‬‬
‫‪57‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ .2‬دواف��ع اجتماعي��ة حضاري��ة مرتبط��ة بثقاف��ة م��ا‪ :‬وهــي تشــيع وتوجــد يف بعــض‬
‫المجتمعــات نتيجــة للتأثيــرات الثقافيــة لتلــك المجتمعــات ومــن أمثلــة هــذه‬
‫الدوافــع دافــع التملــك‪.‬‬
‫‪ .3‬دواف��ع اجتماعي��ة فردي��ة‪ :‬وهــي تختلــف مــن فــرد إلــى آخــر ســواء كان مــن ثقافــة‬
‫مختلفــة أم مــن نفــس الثقافــة‪ ،‬فقــد يكتســبها بعــض النــاس نتيجــة الدوافــع‬
‫واالتجاهــات النفســية والميــول والعواطــف‪ ،‬وســنحاول عــرض بعــض هــذه‬
‫الدوافــع المكتســبة وذلــك لمــا لهــا مــن أهميــة يف حيــاة الفــرد والجماعــة ويطلــق‬
‫عليهــا أحيانــا الحاجــات النفســية‪.‬‬
‫‪ .1‬الـدوافــع املكتســبة العامـة ‪:‬‬
‫أ ) دافــع االنتمــاء االجتماعــي‪ :‬يقصــد بــه شــعور الفــرد بــأن يكــون جــز ًءا مــن الجماعــة‬
‫البشــرية‪ ،‬فاإلنســان اجتماعــي بالطبــع وال يطيــب لــه العيــش إال يف جماعــة‪ ،‬وبمعنــى‬
‫آخــر أن كل نــوع مــن أنــواع الكائنــات الحيــة يمثــل لبعضــه البعــض منبهــات خاصــة‬
‫ف َّعالــة‪ ،‬إذ يشــعر أفــراد كل نــوع مــن الكائنــات الحيــة بالحاجة إلــى التقــارب والتجاذب‬
‫يف إطــار جماعــي‪ ،‬وينشــأ هــذا الدافــع يف أحضــان األســرة مــن خــال عالقــة الطفــل‬
‫بأمــه وأفــراد أســرته‪ ،‬ثــم التــدرج عــن طريــق التعميــم والتدعيــم إلــى أن يلتمــس‬
‫االتصــاالت االجتماعيــة بالنــاس إلرضــاء انتمائــه االجتماعــي‪ ،‬ومتــى أشــبع هــذا‬
‫الدافــع شــعرباالنتماء إلــى جماعتــه وزاد والؤه لهــا وشــعربأنه جــزء منهــا‪.‬‬
‫ويعــد اللجــوء إلــى األشــخاص اآلخريــن كوســيلة للدعــم االنفعالــي‪ ،‬كمــا هــو‬
‫الحــال يف موقــف البحــث عــن خفــض التوتــر‪ ،‬عمليــة شــائعة ويمكــن مالحظتهــا‬
‫بســهولة يف كثيــر مــن مواقــف التفاعــل االجتماعــي‪ .‬فالحاجــة إلــى االنتمــاء للجماعــة‬
‫والتــي تأخــذ شــكل العالقــات اإلنســانية الحميمــة‪ ،‬بمــا تنطــوي عليــه مــن أشــكال‬
‫ســلوكية موجهــة إلــى األشــخاص اآلخريــن‪ ،‬تعــد دعامــة قويــة يف حياتنــا‪.‬‬
‫كمــا أن انتشــار مثــل هــذه الدوافــع يســاهم بصــورة جوهريــة يف بقــاء األنــواع‪ ،‬بمــا‬
‫فيهــا األنــواع البشــرية والحيوانيــة‪.‬‬

‫‪58‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫ب) الحاجــة إلــى التقديــر االجتماعــي‪ :‬وتبــدو هــذه الحاجــة يف رغبــة اإلنســان يف أن‬
‫يكــون موضــع قبــول وتقديــر واحــرام مــن اآلخريــن‪ ،‬وأن تكــون لــه مكانــة اجتماعيــة‬
‫بينهــم‪ ،‬ويتحقــق أشــباع هــذه الحاجــة بشــعور الفــرد بــأن لــه قيمــة اجتماعيــة‪ ،‬فيمــا‬
‫يتوقعــه ويستشــعره مــن ســلوك وتقديــر أو إهمــال وال مبــاالة‪ ،‬فــكل إنســان يحتــاج إلــى‬
‫أن يشــعر أن لــه قيمــة‪ ،‬أي أن مــا يعملــه يتــم تقديــره مــن قبــل النــاس وأن لــه فائــدة‪ ،‬وأنــه‬
‫حيــن يبــذل جهــد ًا كبيــر ًا يجــد مــن يهتــم ويقــدر ذلــك‪.‬‬
‫إن إشــباع الحاجــة إلــى التقديــر االجتماعــي عنــد الفــرد يوجــه ســلوكه لبــذل أقصــى‬
‫مــا يمكنــه مــن جهــد يف القيــام بمــا يتوقــع منــه عملــه ‪ ،‬ويشــعر أن لــه قيمتــه االجتماعيــة‬
‫اإليجابيــة بالنســبة لغيــره‪ ،‬وإن أخطــر عواقــب إحبــاط هــذه الحاجــة هــو شــعور الفــرد‬
‫بالعزلــة ممــا قــد يدفعــه إلــى الثــورة والتمــرد علــى الجماعــة أو محاولــة الســيطرة‬
‫والتغلــب علــى اآلخريــن‪ ،‬وربمــا لجــأ أحيانــا إلــى االنتحــار‪ ،‬وممــا يرضــي هــذه‬
‫الحاجــة عنــد الطفــل نجاحــه يف أعمالــه وألعابــه‪ ،‬وثقــة مــن حولــه بــه وتقبلهــم لــه‬
‫ـال فــوق مقــدوره‪،‬‬ ‫واعرتافهــم بــه‪ ،‬وممــا يهددهــا ويحبطهــا فشــل الطفــل بتكليفــه أعمـ ً‬
‫أو بتثبيــط همتــه إن لــم يصــل يف تحصيلــه الدراســي إلــى المســتوى الــذي نفرضــه عليــه‬
‫باإلضافــة إلــى اإلســراف يف لومــه وعــدم الســماح لــه بالتعبيــر عــن نفســه وتوكيــد‬
‫شــخصيته‪.‬‬
‫ج ) الحاجــة إلــي األمــن النفســي‪ :‬وتبــدو هــذه الحاجــة بوضــوح عنــد الشــخص الــذي‬
‫يشــعر يف نفســه بعــدم األمــان مــن الشــرور ومــن العوامــل الخارجيــة والداخليــة التــي‬
‫تشــكل خطــر ًا علــى حياتــه فيســعى إلشــباع حاجتــه ‪ ،‬إلــى الشــعور باألمــن‪ ،‬وال يتوفــر‬
‫لــه هــذا اإلشــباع إال متــى شــعر بأنــه والمتصليــن بــه ال يقعــون تحــت طائلــة التهديــد‬
‫مــن أيــة جهــة‪ ،‬ففــي ظــروف معينــة قــد يكــون مــا يشــعر بــه الفــرد ومــا ينتابــه مــن قلــق‬
‫وحــزن واضطــراب نفســي راجــع إلــى عناصــر البيئــة البيولوجيــة كمــا هــو الحــال يف‬
‫حالــة تعرضــه لبعــض األمــراض‪ ،‬كمــا توجــد بعــض العناصــر االقتصاديــة والسياســية‬
‫التــي تشــكل أيضــا مثــل هــذا التهديــد كمــا هــو الحــال يف الحــروب‪ ،‬وعــدم االســتقرار‬
‫السياســي‪ ،‬وتزايــد احتمــاالت التعــرض للحــوادث واألخطــار وموجــات اإلجــرام‪،‬‬

‫‪59‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫واالهنيــار والتفــكك االجتماعــي الــذي قــد تتعــرض لــه بعــض المجتمعــات يف بعــض‬
‫الظــروف‪ ،‬والحاجــة إلــى األمــن النفســي كالحاجــات الفســيولوجية مــن حيث نشــأهتا‪،‬‬
‫فهــي تظهــر يف المراحــل األولــى مــن حيــاة الفــرد حيــث يألــف يف طفولتــه إشــباعًا‬
‫لحاجاتــه الفســيولوجية وفقــا لنظــام معتــاد يف حياتــه اليوميــة‪ ،‬إال أن مــا يطــرأ علــى‬
‫هــذا النظــام المعتــاد مــن تغييــر يــؤدي إلــى اضطــراب هــذه الحالــة مســببًا للطفــل القلق‬
‫واالضطــراب ومهــدد ًا لمــا اعتــاده مــن أمــن ومثيــر ًا لديــه انفعــال الخــوف‪ ،‬وممــا يثيــر‬
‫الخــوف عنــد الطفــل كذلــك اإلســراف يف هتديــده او نقــده أو عقابــه‪ ،‬أو شــعوره بمــا ال‬
‫يجــب‪ ،‬وال يمكــن للفــرد أن يكــون ســليمًا مــن ناحيــة الصحــة النفســية إال إذا ُأ ْشـبِعت‬
‫حاجتــه إلــى األمــن النفســي‪ ،‬الــذي ال يمكــن توفــره إال بتحقيــق مــا يلــي‪:‬‬
‫‪.1‬العمــل علــى كســب رضــا النــاس وحبهــم واهتمامهــم ومســاندهتم العاطفيــة بحيــث‬
‫يشــعر أن هنــاك مــن يرجــع إليــه عنــد الحاجــة‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يحيــط المجتمــع أفــراده بضــروب مختلفــة مــن التأميــن االجتماعــي ضــد‬
‫الحــوادث واألمــراض والعجــز والوفــاة والبطالــة والكــوارث واألزمــات‪ ،‬وأن‬
‫ينــال الفــرد حقوقــه كاملــة مهمــا كان مركــزه االجتماعــي‪ ،‬فالعــدل أســاس مــن‬
‫أســس األمــن‪.‬‬
‫‪ .3‬إِ َّن يكــون لــدى الفــرد قــدر ٍ‬
‫كاف مــن المعلومــات والمهــارات يف الحيــاة تشــعره‬
‫بأهميتــه بالنســبة للجماعــة‪ ،‬فمعرفــة الــدروس وفهمهــا يقلــل مــن خــوف الطالــب‬
‫مــن االمتحــان‪.‬‬
‫‪َّ .4‬‬
‫إن الثقــة بالنفــس مــن أهــم مــا يدعــم شــعور الفــرد باألمــن النفســي‪ ،‬كمــا أن شــعوره‬
‫بالنقــص وعــدم القــدرة علــى مواجهــة مشــاكله اليوميــة يعتــر مــن أهــم أســباب‬
‫فقــدان الشــعور باألمــن ومــن أهــم أســباب اضطرابــات الشــخصية‪.‬‬
‫‪ -‬دافـــع التملك ‪:‬‬
‫كان يعتــر يف الســابق مــن الدوافــع الفطريــة أو الغريزيــة كمــا يبــدو لــدى الطفــل‬
‫حيــن يبــدأ يف جمــع كل مــا تقــع عليــه يــده مــن أشــياء‪ ،‬غيــر أن الدراســات يف علــم‬
‫األنثروبولوجيــا أثبتــت أن هــذا الدافــع ال وجــود لــه يف بعــض القبائــل األســرالية‪...‬‬

‫‪60‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫التــي تعيــش يف الصحــراء علــى الملكيــة الجماعيــة‪ ،‬فالمــاء والغــذاء مثـاً‪ ،‬بالرغــم مــن‬
‫ندرهتمــا‪ ،‬يعتــران مــن الممتلــكات التــي تخــص الجميــع‪.‬‬
‫كمــا دلــت دراســات أخــرى علــى ســكان جــزر "ا لمالنيزيــا " أن جميــع مــا تخرجــه‬
‫األرض مــن زرع ومــا يخرجــه البحــر مــن صيــد‪ ،‬ومــا يصنعــه األفــراد ألنفســهم مــن‬
‫أدوات وأســلحة يقســم بيــن النــاس جميعــا‪ ،‬فــإن بــدا دافــع التملــك ملحوظــا يف‬
‫المجتمعــات الرأســمالية فذلــك راجــع إلــى أن أســس النجــاح فيهــا هــي كنــز المــال‬
‫والممتلــكات‪.‬‬

‫الــدوافـع َّ‬
‫اللشعــورية ‪:‬‬
‫اللشــعورية هــي تلــك الدوافــع التــي ينتــج عنهــا تصرفــات الفــرد دون‬ ‫الدوافــع َّ‬
‫وعــي منــه كالنســيان أو الكراهيــة لشــخص مــا دون ســبب ظاهــر أو العقــد النفســية أو‬
‫ّ‬
‫وتضخــم الدوافــع‬ ‫المخــاوف الشــاذة ‪ .‬ويشــير علمــاء النقــس إلــى أن أســباب تكـ ّـون‬
‫اللشــعورية هــي عمليــة الكبــت التــي يقــوم هبــا االنســان وهــي عبــارة عــن حيــل‬ ‫َّ‬
‫ســاذجة يســتخدمها األنســان إلخفــاء المواقــف الحياتيــة المســتهجنة اجتماعيــا‪ ،‬أو‬
‫اللشــعوري أي الذي‬ ‫التي ال يســتطيع أن يواجهها‪ ،‬ويتــــم هــــــذا اإلخفاء أو النســيان ّ‬
‫اللشــعور وهــي منطقــة افرتاضيــة‪.‬‬ ‫يحــدث دون علــم الفــرد نفســه يف منطقــة ّ‬
‫عــرف بعــض علمــاء النفــس الكبــت بأنــه اســتبعاد الدوافــع المؤلمــة أو‬ ‫كمــا ُي ّ‬
‫المخيفــة‪ ،‬أو التــي تثيــر يف نفوســنا الشــعور بالذنــب أو الخــزي أو النقــص أو القلــق‪،‬‬
‫وإكراههــا علــى الرتاجــع والبقــاء يف ذلــك الجانــب الخفــي المظلــم مــن النفــس والــذي‬
‫(اللشــعور)‪ .‬وال تقتصــر وظيفــة الكبــت علــى مجرد نســيان الدوافــع المكبوتة‬ ‫يســمى ّ‬
‫إنــكار لوجودهــا‪ ،‬ويســبب ذلــك العديــد مــن االضطرابــات‬ ‫ٍ‬ ‫بــل يتعــدى ذلــك إلــى‬
‫اللشــعوري‪.‬‬‫المختلفــة والتوتــرات النفســية والصــراع ّ‬
‫‪ -‬وظــائف الكـبت‪:‬‬
‫يمكن تلخيص وظائف الكبت يف وظيفتين أساسيتين‪:‬‬
‫أ) وظيفــة تخفيــض مســتوى القلــق والتوتــر‪ :‬فالكبــت وســيلة دفاعيــة يدافــع هبــا الفــرد‬
‫عــن ذاتــه‪ ،‬إذ مــن خاللهــا يقــوم بإخفــاء كل مــا يزعجــه أو يؤلمــه‪ ،‬غيــر أن الكبــت‬
‫‪61‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫حيلــة ســاذجة مــن حيــل تخفيــض مســتوى التوتــر والقلــق فإخفــاء أســباب التوتــر‬
‫ال تزيلــه بــل تكــرار نفــس الموقــف قــد يســبب يف تضخــم المشــكلة حيــث ترتاكــم‬
‫التوتــرات التــي قــد تظهــر يف شــكل أعــراض اضطرابيــه‪.‬‬
‫ب) وظيفــة ضــد الدوافــع المحظــورة أو المســتهجنة اجتماعيــا‪ :‬كالدافــع الجنســي‪،‬‬
‫والدافــع العــدواين وإضمارهــا ممــا يجعــل الفــرد يف حالــة تــوازن ظاهــري مــع‬
‫عالمــه الخارجــي‪.‬‬
‫‪ -‬مســـاوي الكــبت‪:‬‬
‫يرى بعض علماء النفس أن للكبت عدة مساوئ يمكن تلخيصها يف النقاط التالية‪:‬‬
‫أ) يمنــع الكبــت الفــرد مــن التصــدي إلــى المواقــف الحياتيــة األليمــة التــي قــد تســبب‬
‫الصدمــات االنفعاليــة‪ ،‬وذلــك ألنــه يجعــل الفــرد يحجــم عــن التفكيــر يف الدافــع‬
‫األساســي المســبب للمشــكلة ممــا يبعــده عــن التمــاس المســاعدة أو التعامــل مــع‬
‫الموقــف بطريقــة صريحــة‪.‬‬
‫ب) يدفــع الكبــت الفــرد إلــى تجنــب المناقشــات أو المواقــف التــي مــن شــأهنا أن‬
‫التهــرب الالّشــعوري إلــى‬ ‫تحــرك فيــه الدوافــع المكبوتــة‪ ،‬وذلــك عــن طريــق ّ‬
‫ٍ‬
‫إنــكار تــا ٍم لوجــود الدوافــع المكبوتــة‪.‬‬ ‫مواضيــع أخــرى‪ ،‬أو إلــى حالــة‬
‫‪ .1‬أمثلة للدوافع َّ‬
‫اللشعورية‪:‬‬
‫اللشــعورية وســنحاول األن أن نتحــدث عــن‬ ‫هنــاك امثلــة عديــدة للدوافــع َّ‬
‫بعضهــا لعلهــا تزيــد مــن عمليــة الفهــم واالســتيعاب وســيقتصر حديثنــا عــن الهفــوات‬
‫اللشــعورية إذ يــرى فرويــد صاحــب مدرســة التحليــل النفســي َّ‬
‫إن هنــاك إدلــة واضحــة‬ ‫َّ‬
‫اللشــعورية علــى ســلوكنا ويظهــر هــذا واضحــا يف الهفــوات‬ ‫تؤكــد تأثيــر الدوافــع ّ‬
‫المتعــددة التــي تتمثــل يف‪- :‬‬

‫‪ )1‬النسيان‪.‬‬
‫‪ )2‬فلتات اللسان‪.‬‬
‫‪ )3‬إضاعة أو فقدان المقتنيات ‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫أ) فلت��ات اللس��ان‪ :‬وهــي مــا يصــدر عــن االنســان مــن هفــوات ســواء أكانــت شــفهية‬
‫أم كتابيــة‪ ،‬حيــث يقــوم الشــخص ((ال شــعوريًا)) بقلــب المعنــى المقصــود‬
‫رأســا علــى عقــب‪ ،‬كأن يقــول مث ـاً ( ُأهنئــك علــى المحاصــرة ذات المعلومــات‬
‫ال مــــن قولــــه ( ُأهنئــك علــى المحاضــرة ذات المعلومــات القيمــة)‪.‬‬
‫القديمــة)‪ ،‬بــــد ً‬
‫ب) النس��يان‪ :‬كثيــر ًا مــا يكــون النســيان رمــز ًا لرغبــة ال شــعورية‪ ،‬فقــد ينســى الشــاب‬
‫مثــاً‪ :‬أن موعــد عقــد قرانــه هــو اليــوم‪ ،‬أو تنســى األم طفلهــا نائمــا يف الســيارة‬
‫أو ينســى شــخص مــا حقيبــة مليئــة بالنقــود يف ســيارة األجــرة‪ ،‬أو غيــر ذلــك مــن‬
‫اللشــعورية‪.‬‬ ‫مواقــف النســيان ّ‬
‫ج) إضاع��ة أو فق��دان املقتني��ات‪ :‬كثيــر ًا مــا يقــوم الفــرد بإضاعــة بعــض المقتنيــات‬
‫نتيجــة لرغبــة ال شــعورية يف التخلــص مــن هــذه المقتنيــات‪ ،‬وبخاصــة عندمــا تكون‬
‫لديــه رغبــة جامحــة يف الحصــول علــى بديــل لهــا فقــد تختفــي قطعــة مالبــس فجــأة‬
‫عندمــا يكــون لــدى الفــرد رغبــة مســبقة يف الحصــول علــى بديــل أكثــر حداثــة‪.‬‬

‫‪63‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫أسئلة الفصل الخامس‬

‫س‪ .1‬ما أهمية دراسة الدَّافع مع ذكر املالمح العامة ملفهوم الدافع؟‬
‫س‪ .2‬ما املقصود بالدَّافع ‪ ،‬احلافز ‪ ،‬الرغبة ‪ ،‬النسيان ‪ ،‬احلاجة؟‬
‫س‪ .3‬كيف ميكننا تصنيف الدَّوافع الفطرية؟‬
‫س‪ .4‬أدكر أمثلة للدَّوافع الشعورية‪.‬‬
‫س‪ .5‬ماهي مساوي الكذب ؟ مع ذكر وظائف الكبت‪.‬‬
‫س‪ .6‬وضح تصنيف الدَّوافع املكتسبة‪.‬‬
‫س‪ .7‬ماهي مسات َّ‬
‫الدوافع الفطرية ‪ ،‬وما أهم تصنيفاتها؟‬
‫النفس��ية إال إذا أُش��ب ْ‬
‫عت‬ ‫س‪ .8‬ال ميكن للفرد أن يكون س��ليماً من ناحية َّ‬
‫الصحة َّ‬
‫ِ‬
‫النفسي وضح ذلك ‪.‬‬ ‫حاجته إىل األمن َّ‬

‫‪64‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫الفصل السادس‬

‫•الذكـــــاء‪.‬‬
‫• اإلدراك‬
‫• التفكير‬
‫• القدرة واالستعدادات‬
‫• أسئــــلة الفصل للمراجعة‪.‬‬

‫‪65‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
66

]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
‫الـذكــــــــــــاء‬

‫• طبيعة الذكاء وتعريفه‪:‬‬


‫نــال موضــوع الــذكاء اهتمامــا كبيــر ًا مــن قبــل علمــاء النَّفــس مــن قديــم الزمــان‪،‬‬
‫ورغــم تعــدد الدراســات التــي قامــت يف هــذا المجــال إال أنــه ليــس هنــاك اتفــاق بيــن‬
‫علمــاء النَّفــس علــى وضــع تعريف محــدد للــذكاء‪ ،‬أو إدراك لطبيعتــه‪ ،‬إذ يعتقد البعض‬
‫أن للــذكاء أساســا بيولوجيــا مرتبطــا بالجهــاز العصبــي أو الدمــاغ‪ ،‬كمــا يعتقــد البعــض‬
‫األخــر أن الـ َّـذكاء مرتبــط بحســن األداء لعمــل يمكــن أن يقــوم بــه الفــرد‪.‬‬
‫ويف مجــال اســتعراض تعريفــات علمــاء النفــس للـ َّـذكاء نجــد أن هنــاك تباينــا واختالفــا‬
‫واضحــا يف تحديــد معنــى الــذكاء وطبيعته ‪ ،‬ويالحظ أن معظــم التعريفات التي وردت‬
‫للـ َّـذكاء منصبــة علــى مــدى قــدرة الفــرد علــى التع َّلــم المتمثلــة يف حــل المشــكالت‬
‫ف الـ ّـذكاء علــى إنــه القــدرة علــى‬ ‫والتجديــد واإلبــداع ‪ ،‬كمــا أن البعــض األخــر ُيعـ ِّـر ُ‬
‫التكيــف مــع المواقــف الجديــدة ويقصــد بذلــك الظــروف االجتماعيــة التــي يوجــد‬
‫فيهــا الفــرد أو ينتقــل إليهــا ‪ ،‬وكل هــذه التعريفــات تلقــي ضــوء ًا علــى الخصائــص التــي‬
‫يتميــز هبــا األشــخاص األذكيــاء حيــث أهنــا تتمثــل يف القــدرة علــى الفهــم والتعلــم‬
‫بســهولة ويســر ‪ ،‬والوصــول إلــى الحلــول الصحيحــة للمشــكالت والمســائل ‪،‬‬
‫والقــدرة علــى التمييــز والرتكيــز‪ ،‬واالنتفــاع بالخــرات الســابقة يف المواقــف الجديــدة‬
‫‪ ،‬كمــا أهنــا تتمثــل يف القــدرة علــى التأمــل والبحــث يف النواحــي المجــردة ‪ ،‬وكذلــك‬
‫القــدرة علــى التكيــف مــع البيئــة والتعامــل االجتماعــي ‪.‬‬
‫ويــكاد يجمــع علمــاء النَّفــس اآلن علــى تعريــف الــذكاء تعريفــا إِجرائيــا و ُيقصــدُ‬
‫هبــذا التعريــف أن الــذكاء هــو مــا يمكــن أن تقيســه اختبــارات الــذكاء‪ ،‬ونجــد أن‬
‫اختبــارات الــذكاء التــي ُو ِض َعــت لهــذا الغــرض تعمــل علــى قيــاس جوانــب متعــددة‬
‫وقــدرات مختلفــة‪.‬‬

‫‪67‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫• اختبارات الذكاء ‪:‬‬
‫ُص ِم َمــت اختبــارات الــذكاء يف عمومهــا لكــي تميــز األفــراد األذكيــاء عــن ســواهم‬
‫بقصــد معرفــة مــدى نجــاح األفــراد يف المدرســة‪ ،‬أو يف مجال الحيــاة العمليــة والتكيف‬
‫االجتماعــي بصــورة عامــة‪ ،‬وهــي مــن الوســائل أو األدوات المهمــة التــي نجــح علمــاء‬
‫النفــس يف وضعهــا وتطويرهــا‪ ،‬وكانــت بدايــة وضــع هــذه االختبــارات يف شــكل فــردي‬
‫ثــم تطــورت وأصبحــت يف شــكل جماعــي‪.‬‬

‫• االختبـارات الفردية‪ :‬ومن أمثلتها‪:‬‬


‫‪ -‬اختبار ستانفورد بينيه‪.‬‬
‫‪ -‬اختبارات وكسلر‪.‬‬

‫ـمت األســئلة يف هــذا االختبــار إلــى مجموعــات‬ ‫‪ -‬اختب��ارات س��تانفورد بيني��ه ‪ُ :‬ق ِسـ ْ‬
‫تتناســب مــع العمــر الزمنــي‪ ،‬ويحــوي االختبــار العديــد مــن األســئلة التــي ال تعتمــد‬
‫معرفتهــا علــى خــرات ســابقة أو معلومــات مكتســبة‪ ،‬ويمكــن معرفــة مســتوى الــذكاء‬
‫للفــرد عــن طريــق معرفــة هــذه اإلجابــات الصحيحــة علــى األســئلة الــواردة يف اختبــار‬
‫الــذكاء التــي يجيــب عليهــا الفــرد المطبــق عليــه االختبــار وتحســب لــه هــذه الدرجــات‬
‫وتعــرف بالعمــر العقلــي‪ ،‬أمــا العمــر الزمنــي فهــو بطبيعــة الحــال معــروف لــدى الجهــة‬
‫التــي تتولــى إجــراء االختبــار‪ ،‬وهكــذا يمكــن معرفــة مســتوى الــذكاء بتطبيــق المعادلــة‬
‫اآلتيــة‪- :‬‬

‫العمر العقلي (ع)‬


‫مستوى الذكاء = ــــــــــــــــــــــــــــــــــ × ‪100‬‬
‫العمر الزمين (ز)‬

‫‪68‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫فمثــاُ لــو فرضنــا أن ثالثــة افــراد اســتطاعوا الحصــول علــى درجــات متســاوية يف‬
‫االختبارولتكــن (‪ 10‬درجــات) بينمــا كانــت أعمارهــم الزمنيــة متباينــة‪ ،‬حيــث كان‬
‫عمــر األول (‪ 10‬ســنوات) والثــاين (‪ 12‬ســنة) والثالــث (‪ 14‬ســنة) فــإن نســبة‬
‫ذكائهم تكون على الوجه التالي‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫نسبة ذكاء األول = ـــــــــــــــــ × ‪100 = 100‬‬
‫‪10‬‬

‫‪10‬‬
‫نسبة ذكاء الثاني = ــــــــــــــــ × ‪83.33 =100‬‬
‫‪12‬‬

‫‪10‬‬
‫نسبة ذكاء الثالث = ــــــــــــــــ × ‪71.45 =100‬‬
‫‪14‬‬

‫‪ -‬اختبارات وكسلر‪ُ :‬ق ِس َمت إىل ‪:‬‬


‫أ) اختب��ارات وكس��لر للراش��دين ‪ :‬لقــد راعــى (وكســلر) يف اختبــاره هــذا جانبــا مهمــا‪،‬‬
‫وهــو قيــاس ذكاء األفــراد بدايــة مــن ســن ‪ 15‬إلــي‪ 35‬ســنة‪ ،‬والهــدف الرئيســي الــذي‬
‫كان يرمــي إليــه “وكســلر” مــن هــذا االختبــار هــو اســتعماله يف تشــخيص المرضــى‬

‫‪69‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫عقليــا لمعرفــة عجزهــم يف بعــض القــدرات العقليــة‪ ،‬وليــس لمعرفــة نســبة الذكـــاء‪،‬‬
‫مثـــــل اختبــار “ســتانفورت ـ بينيــه”‪ ،‬إال أنــه قــد تــم اســتخدام هــذا االختبــار يف كثيــر‬
‫مــن الحــاالت لقيــاس الــذكاء بيــن فئــات العمــر المتقدمــة التــي تمــت اإلشــارة إليهــا‪.‬‬

‫ب) اختب��ارات وكس��لر للصغ��ار ‪ :‬يقيــس هــذا االختبــار مســتوى ذكاء األطفــال الذيــن‬
‫تــراوح أعمارهــم مــن ســن الخامســة حتــى ســن الخامســة عشــر‪ ،‬ويتكــون كل اختبــار‬
‫مــن اختبــارات (وكســلر)‪ ،‬ســواء أكان للراشــدين أو للصغــار مــن مجموعتيــن‪:‬‬
‫‪ -‬المجموعة األولى‪ :‬اختبارات لفظية‪.‬‬
‫‪ -‬المجموعــة الثانيــة‪ :‬اختبــارات عمليــة‪ ،‬ومجمــوع الدرجــة لهذيــن االختباريــن يمثــل‬
‫مســتوى الــذكاء العــام‪.‬‬

‫• اختبارات الذكـــاء اجلماعية‪:‬‬


‫تتكــون اختبــارات الــذكاء الجماعيــة مــن العديــد مــن األســئلة المتنوعة التي تشــمل‬
‫الحســاب والمعلومــات العامــة والمصطلحــات والربهنــة‪ ،‬وغيرهــا‪ ،‬مــن الجوانــب‬
‫األخــرى التــي تقيــس القــدرات العقلية المختلفــة‪ ،‬وتتميز اختبــارات الــذكاء الجماعية‬
‫بأهنــا اختبــارات لفظيــة يف عمومهــا‪ ،‬ألن معظــم األمثلــة هبــا تركــز علــى تكملــة الجمــل‪،‬‬
‫أو اختبــار األلفــاظ المرتادفــة أو المتناقضــة‪ .‬وتختلــف اختبــارات الــذكاء الجماعيــة‬
‫عــن اختبــارات الــذكاء الفرديــة فيمــا يلــي‪- :‬‬
‫‪ -‬يمكــن إجراؤهــا علــى أكــر مجموعــة مــن األفــراد لمعرفــة قدراهتــم كمــا هــو الحــال‬
‫عنــد اختبــار المجنديــن‪ ،‬أو توجيــه الدارســين للتخصصــات المختلفــة‪.‬‬
‫‪ -‬سهولة تطبيقها‪.‬‬
‫‪-‬ال تحتاج إلى وقت طويل لتطبيقها‪.‬‬
‫‪ -‬ال تتطلب كفاءة عالية يف إجرائها وتصحيحها‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكن إجراؤها وتطبيقها إال لمن يعرف القراءة والكتابة‪.‬‬

‫‪70‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫• اختبارات التحصيل‪:‬‬
‫تطبــق اختبــارات التحصيــل لمعرفــة مقــدار الفهــم والمهــارة التــي يمكــن التوصــل‬
‫اليهــا مــن تعلــم مــادة مــن المــواد الدراســية كالحســاب أو الجغرافيــا أو اللغــة ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫وتختلــف اختبــارات التحصيــل عــن غيرهــا مــن االختبــارات كاختبــارات الــذكاء‬
‫مثــا‪ ،‬حيــث أن األســئلة فــي اختبــارات التحصيــل تكــون مباشــرة ومحــددة يف‬
‫مــادة دراســية معينــة‪ ،‬بينمــا األســئلة يف اختبــارات الــذكاء عــادة مــا تكــون عامــة وهتــدف‬
‫إلــى قيــاس االســتعداد العقلــي العــام والقابليــة للتعلــم‪ ،‬وعلــى الرغــم مــن هــذه التفرقة‬
‫فــإن هنــاك العديــد مــن األســئلة يف اختبــارات الــذكاء هــي أساســا أســئلة يف التحصيــل‪،‬‬
‫وهــذه الحــاالت كثيــرأ مــا نجدهــا يف اختبــارات الــذكاء لتالميــذ المــدارس الثانويــة ‪،‬‬
‫وكانــت اختبــارات التحصيــل يف البدايــة اختبــارات شــفهية‪ ،‬ثــم أصبحــت بعــد ذلــك‬
‫اختبــارات تحريريــة تقــدم لمجموعــة مــن الطلبــة يف وقــت واحــد‪ ،‬وتكــون اجاباهتــم‬
‫كتابيــة ويتــم تصحيحهــا بوســاطة مجموعــة مــن المصححيــن‪ ،‬وقــد لوحــظ أن هــذه‬
‫الطريقــة يف إجــراء االختبــارات توفــر الوقــت والمجهــود‪.‬‬
‫واختبارات التحصيل أما أن تكون‪:‬‬
‫‪ -‬تقليدية‪.‬‬
‫‪ -‬مقننة‪.‬‬
‫‪ -‬اختبارات التحصيل التقليدية ‪:‬‬
‫تـــركز هــذه االختبــارات اهتمامهــا علــى قيــاس كميــة المعلومــات التــي يمكــن‬
‫للتالميــذ حفظهــا وتذكرهــا أثنــاء االمتحــان ‪ ،‬وعــادة مــا تكــون األســئلة يف هــذا النــوع‬
‫مــن االختبــارات قليلــة ومحــددة وال تغطــي كل المــادة المدروســة ‪ ،‬بــل ترتكــز يف‬
‫مواضيــع معينــة ‪ ،‬وقــد يصــادف ذلــك أن التلميــذ الــذي يذاكــر المــادة ال يركــز كثيــر ًا‬
‫علــى تلــك المواضيــع ممــا يجعــل للصدفــة والحــظ دور كبيــر يف النتائــج ‪ ،‬وكثيــر‬
‫مــا تكــون األســئلة يف هــذه االختبــارات غامضــة وقابلــة للتأويــل ‪ ،‬وبالتالــي فــإن‬
‫الطالــب عنــد اإلجابــة يقــع يف أخطــاء ليــس لــه ذنــب فيهــا ‪ ،‬وتصحيــح هــذا النــوع مــن‬
‫االختبــارات كثيــر ًا مــا يخضــع لألهــواء والمــزاج الشــخصي والتقديــر الــذايت ‪ ،‬وهــذا‬
‫مــا يؤكــده اختــاف المصححيــن يف تقديــر درجــات إجابــة األســئلة التــي يصعــب‬
‫‪71‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫تحديــد نقــط اإلجابــة فيهــا ‪ ،‬وهــذه االختبــارات ال يســتفاد منهــا إال يف وضــع الحــدود‬
‫الفاصلــة للنجــاح والرســوب وكثيــر ًا مــا تكــون هــذه الحــدود اعتباريــة ومبنيــة علــى‬
‫التقديــر الــذايت ‪.‬‬
‫‪ -‬اختبــارات التحصــيل املقـنـنة ‪:‬‬
‫حــرص المهتمــون باالختبــارات والمقاييــس يف ميــدان التربيــة علــى إيجــاد‬
‫طــرق بديلــة لقيــاس التحصيــل باعتبــاره جانبـا ً مهمـا ً مــن جوانــب التعلــم وكانــت‬
‫النتيجــة هــي وضــع االختبــارات المقننــة يف التحصيــل‪ .‬وتتألــف االختبــارات المقننــة‬
‫مــن عــدد كبيــر مــن األســئلة القصيــرة يتنــاول كل منهــا فكــرة بســيطة ويتطلــب إجابــة‬
‫ســريعة‪ ،‬ومجمــوع أســئلة االختبــار تتيــح فرصــة لتمثيــل معظــم نقــاط المنهــج ‪ ،‬وعنــد‬
‫اإلجابــة عــن األســئلة يف هــذا النــوع مــن االختبــارات ال يجــد الطالــب ارتبــاكا يف عملية‬
‫االختيــار‪ ،‬حيــث تســتقل األســئلة بعضهــا عــن بعــض‪ ،‬ويجــد التلميــذ يف تدرجهــا مــن‬
‫الســهل إلــى الصعــب مــا بشــجعه علــى الســير يف اإلجابــة‪ ،‬ويبعــث يف نفســه االرتيــاح‬
‫كلمــا شــعر بالنجــاح‪ ،‬ومــن أبــرز خصائــص االختبــارات التحصيليــة المقننــة أهنــا ال‬
‫تخضــع لالختــاف يف تقديــر الدرجــات ألهنــا بنيــت علــى أســاس موضوعــي ‪ ،‬كمــا أن‬
‫االنتفــاع هبــذا النــوع مــن االختبــارات ال يقتصــر فقــط علــى تحديــد النجــاح والرســوب‬
‫‪ ،‬بــل يمكــن اســتعمالها يف أغــراض أخــرى كالتشــخيص مثــا‪ ،‬لمعرفــة نــوع القصــور‬
‫الــذي يعانيــه أحــد التالميــذ يف مــادة مــن المــواد‪ ،‬أو التنبــؤ بإمكانيــة نجــاح التلميــذ يف‬
‫نــوع معيــن مــن التخصصــات التــي يرغــب فيهــا‪.‬‬

‫‪ -‬تأثري الوراثة والبيئة يف الذكاء‪:‬‬


‫يوجــد خــاف كبيــر بيــن علمــاء النفــس يف اإلجابة على الســؤال المتعلق بمــدى تأثير‬
‫الوراثــة والبيئــة يف الــذكاء‪ ،‬ومــا زال هــذا الخــاف قائمــا نظــرا ألن معظــم الدراســات‬
‫التــي أجريــت يف هــذا المجــال لــم تصــل إلــى نتائــج حاســمة يف هــذا الموضــوع‪ ،‬ولهــذا‬
‫نجــد مــن بيــن علمــاء النفــس مــن يــرز أهميــة الوراثــة بينمــا نجــد فريقــا آخــر يــرز‬
‫أهميــة البيئــة والمحيــط االجتماعــي‪.‬‬

‫‪72‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ -1‬تأثري الوراثة يف َّ‬
‫الذكا ِء ‪:‬‬
‫معظــم الدراســات التــي أجريــت لمعرفــة أثــر الوراثــة يف الــذكاء كانــت دراســات مقارنــة‬
‫بأنواعهــا‪ ،‬وذلــك عــن طريــق مقارنــة معامــل ارتبــاط ذكاء التوائــم المتحــدة والمتشــاهبة‬
‫التــي نشــأت مــع بعضهــا يف بيئــة واحــدة مــع معامــل ارتبــاط ذكاء توائــم متحــدة ومتشــاهبة‬
‫أخــرى نشــأت يف بيئــات متباعــدة ومتباينــة‪ ،‬هــذا إلــى جانــب دراســات أخــرى أجريــت علــى‬
‫أفــراد ال تربطهــم صلــة قرابــة بينمــا شــاءت الظــروف أن يعيشــوا مــع بعضهــم يف بيئــة أو يف‬
‫محيــط اجتماعــي واحــد‪ ،‬والجــدول اآليت يبيــن معامــل االرتبــاط بيــن هــذه المجموعــات‪.‬‬

‫مـعامل االرتباط‬ ‫الظــروف االجتامعية‬ ‫نـوع التـوائم‬


‫‪0.93‬‬ ‫عاشوا مع بعضهم‬ ‫التوائم املتحدة (متامثلة(‬
‫‪0.87‬‬ ‫عاشوا منفصلني‬ ‫)التوائم املتحدة (متامثلة(‬
‫‪0.54‬‬ ‫عاشوا مع بعضهم‬ ‫التوائم إلخوية (بويضتني منفصلني(‬
‫‪0.53‬‬ ‫عاشوا مع بعضهم‬ ‫أخـوة أشقــــــــــــــــــــــــاء‬
‫‪0.44‬‬ ‫عاشوا منفصلني‬ ‫أخوة أشقـــــــــــــــــــــــــاء‬
‫ويالحــظ مــن هــذا الجــدول أنــه كلمــا زادت الظــروف الوراثيــة تشــاهبا بيــن‬
‫األفــراد كلمــا تقاربــت مســتوياهتم يف القــدرات العقليــة‪ ،‬وبالتالــي يمكــن القــول إن‬
‫عامــل الوراثــة لــه دور أساســي يف تقــارب مســتوى الـ ِّـذكاء‪ ،‬وأن للوراثــة أهميــة كــرى‬
‫يف تكويــن القــدرات العقليــة لألفــراد‪ ،‬ومــن أبــرز المؤيديــن لتأثيــر عامــل الوراثــة علــى‬
‫الذكـــــاء فــــي الوقـــــت الحاضــر (آرثــر جنســن)‪ :‬حيث أشــار إلى أن للوراثــة دورا أهم‬
‫مــن البيئــة يف التأثيــر علــى الــذكاء‪ ،‬فبينمــا تؤثــر الوراثــة بنســبة ‪ % 80‬تؤثــر البيئــة بنســبة‬
‫‪ % 20‬تقريبــا‪.‬‬
‫الــذكاء عنــد الفــرد ال يمكــن أن‬‫وقــد ذهــب (جنســن) إلــى القــول بــأن مســتوى َّ‬
‫يزيــد عــن الحــد أو المعــدل الــذي حددتــه العوامــل الوراثيــة‪ ،‬بمعنــى أن الطفــل طبقــا‬
‫للعوامــل الوراثيــة يولــد بحــد معيــن مــن الــذكاء‪ ،‬بحيــث ال يمكــن زيــادة هــذا القــدر‬
‫‪73‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫أو اإلنقــاص منــه عــن طريــق تعديــل أو تغييــر يف الظــروف البيئيــة التــي يعيشــها الفــرد‪،‬‬
‫فاألذكيــاء واألغبيــاء يولــدون أغبيــاء أو أذكيــاء وفقــا لمســتوى ذكاء آبائهــم وأمهاهتــم‪.‬‬
‫ونلخــص مــن ذلــك بــأن الــذكاء يف رأي (جنســن) هــو قــدرات عقليــة يرثهــا الطفــل‬
‫عــن والديــه‪.‬‬
‫‪ -2‬تأثير البيئة يف الذكاء‪:‬‬
‫يقصــد بالبيئــة جميــع المظاهــر الماديــة (نــوع الغــداء الــذي يتناولــه الفــرد)‪،‬‬
‫واالجتماعيــة (نــوع العالقــات االجتماعيــة والرتبويــة التــي يعامــل هبــا الفــرد داخــل‬
‫اســرته ومجتمعــه) وقــد الحــظ بعــض علمــاء النفــس أن للبيئــة تأثيــر ًا يف التكويــن‬
‫العقلــي لــدى األفــراد وخلــق نــوع للفــروق الفرديــة‪ ،‬وبمعنــى أعــم أن للبيئــة تأثيــر ًا يف‬
‫الــذكاء‪ .‬ومــن أبــرز المؤيديــن لــدور البيئــة وتأثيرهــا يف الــذكاء " هنــت " حيــث عــرض‬
‫رأيــه ونتائــــج أبحاثه إلى جانــــب العديــــد مــــن األبحــــاث األخــــرى يف كتابــه "الذكاء‬
‫والخــرة" حيــث يــرى " هنــت " أن للوراثــة دور ًا ثانويــا يف التأثيــر علــى الــذكاء‪ ،‬وأن‬
‫للبيئــة الــدور األهــم يف تنميــة القــدرات العقليــة وتطويرهــا لــدى األفراد‪.‬والــذكاء‬
‫يف رأي "هنــت" هــو مجموعــة مــن القــدرات العقليــة و نتــاج التفاعــل بيــن الجانــب‬
‫الوراثــي والبيئــي عــر مراحــل النمــو المختلفــة التــي يمــر هبــا الفــرد ‪ ،‬ويؤكــد علــى‬
‫دور البيئــة يف تنميــة القــدرات العقليــة وتطورهــا ‪ ،‬ومــن أبــرز األدلــة علــى ذلــك إحــدى‬
‫التجــارب التــي أجراهــا علــى مجموعــة مــن الفئــران ‪ ،‬حيــث أحضــر مجموعتيــن مــن‬
‫الفئــران احدهمــا تمتــاز بـ َِـذكاء حــاد بينمــا األخــرى مــن الفئــران الغبيــة ‪ ،‬وقــد قســم كل‬
‫مجموعــة مــن هاتيــن المجموعتيــن إلــى ثــاث مجموعــات صغيــرة ‪ ،‬بحيــث أصبــح‬
‫لديــه ســت مجموعــات ‪ ،‬ووضــع كل مجموعــة يف قفــص بمفردهــا حيــث جعلهــا‬
‫تعيــش تحــت ظــروف بيئيــة مختلفــة ‪ ،‬وتنقســم هــذه الظــروف البيئــة إلــى ثالثــة أنــواع ‪،‬‬
‫النــوع األول بيئــة غنيــة ‪ ،‬تتميــز بكثــرة التمريــن علــى اجتيــاز المتاهــات وقفــز الحواجــز‬
‫وغيرهــا مــن األلعــاب األخــرى ‪ ،‬النــوع الثــاين بيئــة طبيعيــة يعيــش هبــا الفئــران حيــث‬
‫لــم يــزود القفــص بــأي نــوع مــن األلعــاب والنــوع الثالــث بيئــة مقيــدة فقيــرة ‪ ،‬وهــي‬
‫عبــارة عــن قفــص فــارغ ال يحــوي شــيئًا ســوى الحــد األدنــى مــن الغــداء الــذي تــزود‬
‫بــه هــذه المجموعــة ‪.‬‬
‫‪74‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫وبعــد مــرور عــدة أيــام أجــرى لهــا اختبــار اخــراق متاهــة لمعرفــة نواتــج التجربــة‪.‬‬
‫واألرقــام التــي توجــد بالجــدول تبيــن عــدد األخطــاء التــي ارتكبتهــا كل مجموعــة‬
‫علــى حــدة‪:‬‬

‫بيـئة مقيدة فقرية‬ ‫بيـئة طبيعية‬ ‫بيـئة غنية‬ ‫النــوع‬


‫‪169.7‬‬ ‫‪117‬‬ ‫‪11.2‬‬ ‫فرئان ذكية‬
‫‪169.5‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪119.7‬‬ ‫فرئان غبية‬
‫والــذي نالحظــه مــن هــذا الجــدول أن أقــل عــدد مــن األخطــاء كان قــد ارتكبتــه‬
‫مجموعــة الفئــران الذكيــة وكذلــك مجموعــة الفئــران الغبيــة اللتــان كانتــا تعيشــان يف‬
‫البيئــة الغنيــة‪ ،‬والســبب الرئيســي وراء ذلــك هــو عمليــة التدريــب التــي كانــت تتلقاهــا‬
‫كلتــا المجموعتيــن اللتيــن كانتــا بطبيعــة الحــال تعيشــان يف ظــروف جيــدة نتيجــة لتوفــر‬
‫عــدد مــن األلعــاب يف القفــص الــذي كانــت كل منهمــا تعيــش فيــه‪.‬‬
‫وخلــص “ هنــت “مــن ذلــك الــى أن للبيئــة تأثيــر ًا فعــاال يف تحســين مســتوى الــذكاء‪،‬‬
‫وكلمــا كانــت البيئــة التــي يعيــش فيهــا الفــرد غنيــة بالعوامــل المســاعدة علــى تنميــة‬
‫الــذكاء‪ ،‬زادهــم ذكا ًء‪.‬‬
‫ويف مجموعــة أخــرى مــن الدراســات يشــير (كيــرك) إلــى أن تنميــة القــدرات العقليــة‬
‫وتطورهــا بالنســبة لمعظــم المتخلفيــن عقليــا يعتمــد اعتماد ًا كبيــر ًا على نــوع الخربات‬
‫الرتبويــة‪ ،‬والعالقــات االجتماعيــة التــي يتعــرض لهــا هــؤالء يف مراحلهــم األولــى مــن‬
‫العمــر‪ ،‬وأن للبئيــة تأثيــر ًا كبيــر ًا علــى زيــادة التخلــف العقلــي خاصــة يف المراحــل‬
‫االولــى مــن العمــر‪.‬‬
‫والخالصــة التــي يمكــن أن نصــل إليهــا بعــد عــرض وجهــات النظــر التــي يؤيــد‬
‫بعضهــا الوراثــة والبعــض اآلخــر البيئــة هــي ‪ -:‬أن الــذكاء‪ :‬باعتبــاره مجموعــة مــن‬
‫القــدرات العقليــة التــي يولــد الفــرد مــزود ًا هبــا‪ ،‬يمكــن أن تتأثــر هــذه القــدرات‬
‫بالعامليــن البيئــي والوراثــي يف تطــور نمــو الــذكاء‪.‬‬

‫‪75‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫اإلدراك‬

‫• مفهــوم اإلدراك ‪:‬‬


‫اإلدراك هوعمليــة نفســية تتحقــق هبــا معرفتنــا بالعالــم الخارجــي ومــا يوجــد فيــه‬
‫مــن أشــياء‪ ،‬مــن خــال الحــواس أو نتيجــة لخــرة حســية‪ ،‬فالحــواس تنقــل لنــا مــن‬
‫العالــم الخارجــي أشــياء عديــدة كالطعــام والرائحــة والشــكل واللــون والحركــة‪ ،‬ثــم‬
‫تقــوم باختيــار مــا نحــن بحاجــة اليــه مــن دون تلــك األحاســيس‪ ،‬فالحــواس أبــواب‬
‫مفتوحــة للمعرفــة بــكل مــا يحيــط بنــا‪ ،‬ولكننــا ال نختــار مــن معطيــات الحــواس اإل مــا‬
‫يالئمنــا‪.‬‬
‫فمثـاً الطالــب يف فصلــه الدراســي يتعــرف علــى زمالئــه‪ ،‬ولكنــه يختــار مــن بينهــم‬
‫صديقــا أو اثنيــن‪ ،‬وكلنــا يعــرف االلــوان‪ ،‬ولكــن كل منــا يختــار مــن بينهــا مــا يالئمــه‬
‫ويميــل اليــه‪ ،‬أمــا لمــاذا اخرتنــا هــذا اللــون مــن ســائر االلــوان‪ ،‬ولمــاذا اختــار الطالــب‬
‫صديقــا دون االخريــن‪ ،‬فــإن الخــرة الطويلــة هي التــي أدت إلى ترجيح هــذا اإلدراك‪.‬‬

‫• دور احلواس يف تكوين اإلدراك‪:‬‬


‫عندمــا تقــول إنــك تــدرك الصورة الزيتية المعلقة على الحائط يف غرفة االســتقبال‪،‬‬
‫فمــا الــذي تقصــده بذلــك؟ لنحلــل مــا حــدث‪ ،‬الصــورة وقعــت عليهــا شــعاعات‬
‫ضوئيــة انعكســت علــى العيــن (حســية االبصــار)‪ ،‬فنقلتهــا بعــض األعصــاب األخــرى‬
‫(األعصــاب المرســلة) إلــى العيــن لتــدرك مــا يف الصــورة مــن ألــوان وأشــكال وأبعــاد‬
‫تمثــل يف مجموعهــا الصــورة‪ ،‬فالــذي حـــــدث أذن هـــــو أن الصــورة نبهــت بعــض‬
‫االعصــاب و ُت ِ‬
‫رجــم هــذا التنبيــه بواســطة المراكــز الدماغيــــــة إلــى أحســاس معيــن ‪...‬‬
‫وبــناء عليــــه متر عمليـــة األحســـاس يف ثالث مراحل‪- :‬‬
‫‪ -1‬املرحل��ة الطبيعي��ة‪ :‬وهــي تأثيــر المنبهــات الخارجيــة يف الكائــن الحــي عــن طريــق الخاليــاء‬
‫العصبيــة المنتشــرة علــى جســم اإلنســان‪ .‬والتــي تمثلهــا الحــواس الخمــس بصفــة‬
‫أساســية‪.‬‬
‫‪76‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ -2‬املرحل��ة الفس��يولوجية‪ :‬وهــي أنتقــال تأثيــر المنبهــات الخارجيــة مــن خــال‬
‫األعصــاب والمراكــز العصبيــة إلــى مراكــز األحســاس يف الدمــاغ‪.‬‬
‫‪ -3‬املرحل��ة النفس��ية‪ :‬وهــي رد الفعــل مــن اإلنســان علــى المنبهــه الخارجــي‪ ،‬حيــث‬
‫تتحــول األحساســات الماديــة إلــى معــان عقليــة مثــل تــذوق طعــم أو شــم أو رائحــة‬
‫‪...‬الــخ وهبــذا تتــم عمليــة اإلدراك الحســي‪.‬‬

‫• تصنيف األحساسات‪:‬‬
‫يمكن تصنيف األَحساسات إلى مجموعتين‪:‬‬
‫‪ -1‬جمموع��ة األحساس��ات اخلارجي��ة‪ :‬وتتمثــل يف الحــواس الخمــس التــي تســتقبل‬
‫تأثيــر التنبيهــات الخارجيــة فتــدرك المرئيــات والمســموعات ومــا يمكــن لمســه أو‬
‫شــمه أو تذوقــه‪.‬‬
‫األحساسات الباطنية‪ :‬وهي نوعان‪:‬‬ ‫‪ -2‬جمموعة َ‬
‫‪ -‬احساس��يات باطني��ة عام��ة او حش��وية‪ :‬وهــي َأ ِحساســات غامضــة تصدرعــن الوظائــف‬
‫العضويــة الداخليــة مثــل زيــادة أو نقــص بعــض المــواد الكيماويــة يف الــدم‪.‬‬
‫‪ -‬احساسات باطنية خاصة‪ :‬وتتمثل يف حاستين بشكل خاص هما‪:‬‬
‫(اإلحســاس بالحركــة ِ‬
‫واإلحســاس بالتــوازن)‪ ،‬بينمــا ال توجــد مثــل هــذه المراكــز يف‬ ‫ِ‬
‫االحساســات الباطنيــة العامــة‪.‬‬

‫• وظــائف اإلحساس‪:‬‬
‫‪ -1‬الوظيف��ة احليوي��ة‪ :‬وهــي التــي تعمــل علــى مالءمــة الكائــن الحــي مــع بيتــه‪،‬‬
‫فالحيوانــات تعتمــد علــى حواســها يف البحــث عــن غدائهــا أو يف اتقــاء الخطــر الــذي‬
‫يهددهــا حتــى تحافــظ علــى بقائهــا‪ ،‬وكذلــك الحــال بالنســبة للطفــل االنســاين فهــو‬
‫يعتمــد يف شــهوره األُولــى علــى حاســة اللمــس‪.‬‬
‫‪-2‬الوظيف��ة العقلي��ة‪ :‬وهــي وســيلة مــن وســائل كســب المعرفــة فالمعرفة لهــا جانبان‪:‬‬
‫الجانــب المعملــي الحســي أو المــادة الخــام للمعرفــة‪ ،‬والجانــب اآلخــر هــو ترجمــة‬
‫المــادة الخــام وتفســيرها ‪ ،‬فالطفــل مثــا يســمع االصــوات (جانــب مــادي) ولكنــه يف‬
‫‪77‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫الوقــت نفســه يســتطيع التمييــز بيــن صــوت ُأمــه وأصــوات االخريــن‪ ،‬وهــذا التمييــز‬
‫وظيفــة عقليــة‪.‬‬

‫‪ -‬األسبقية يف اإلحساس واإلدراك‪:‬‬


‫أيهما يحدث قبل اآلخر اإلحساس أو اإلدراك؟‬
‫‪ )1‬من الناحية املنطقية اإلحساس يسبق اإلدراك‪:‬‬
‫فإحساســنا ينقــل لنــا التنبيهــات التــي تقــوم بتفســيرها والحكــم عليهــا‪ ،‬فالحــواس‬
‫تنقــل لنــا لــون التفاحــة األحمــر ورائحتهــا الزكيــة وطعمهــا اللذيــد وشــكلها‬
‫المســتدير‪...‬الخ‪ ،‬لنتمكــن يف النهايــة مــن تفســير هــذه األشــياء والحكــم عليهــا بأهنــا‬
‫تفاحــة بعــد أن يكــون العقــل قــد جمــع كل تلــك االحساســات وربطهــا‪.‬‬
‫‪ )2‬من الناحية الواقعية االدراك يسبق االحساس‪:‬‬
‫فنحــن نقــول إن هــذا الفصــل مــن العــام ربيــع‪ ،‬ألننــا نــرى االرض خضــراء واألَزهــار‬
‫متفتحــة والطيــور مغــردة ودرجــة الحــرارة معتدلــة وأن ذلــك حــدث بعد انقضــاء فصل‬
‫الشــتاء وقبــل حلــول فصــل الصيــف‪ ،‬فالــذي حــدث هــو إننــي أدركــت َأن هــذا الفصــل‬
‫ربيــع ثــم برهنــت عليــه بمجموعــة مظاهــره التــي نقلهــا الـ َّـي حواســي‪ ،‬فنحــن نــدرك ثــم‬
‫نربهــن بالتحليــل فــكأن االحســاس بمثابــة تحليل لــإدراك‪.‬‬

‫العـوامل التي تسهم يف تكوين االدراك وتؤثر فيه‪:‬‬


‫هنــاك عــددة عوامــل تســهم يف تكويــن اإلدراك وتجعلــه يختلــف مــن فــرد آلخــر‬
‫ومــن مجتمــع آلخر‪.‬وتتمثــل هــذه العوامــل فيمــا يــأيت‪:‬‬
‫‪ -1‬العامل البيئي‪ ،‬وينقسم إىل‪:‬‬
‫‪ -‬البيئ��ة الطبيعي��ة ‪ :‬وهــي التــي تفــرض علينــا أحيانــا نوعــا مــن الســلوك‪ .‬فعالــم‬
‫المــدركات عنــد ســكان الصحــراء يختلــف عــن عالــم المدركات عنــد ســكان الجبال‪،‬‬
‫وعالــم المــدركات يف البيئــات الحــارة يختلــف عنــه يف البيئــات الباردة‪.‬وإدراكنــا يف‬
‫الصيــف يختلــف عنــه يف الشــتاء‪ ،‬فشــمس الصيــف ال نطيقهــا‪ ،‬بينمــا نســعى إليهــا يف‬
‫فصــل الشــتاء ونرغــب فيهــا‪.‬‬

‫‪78‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ -‬البيئ��ة االجتماعي��ة‪ :‬يقولــون ان اإلنســان أبــن بيئتــه االجتماعيــة بعاداهتــا وتقاليدهــا‬
‫وقيمهــا ومثلهــا العليــا‪ ،‬فالمجتمعــات الشــرقية التــي يغلــب عليهــا الطابــع الروحــي‬
‫تختلــف يف أدراكهــا لالشــياء عــن المجتمعــات الغربيــة التــي يســودها الطابــع المــادي‪.‬‬
‫والمجتمعــات الفقيــرة تختلــف يف مدراكهــا عــن المجتمعــات الغنيــة‪ ،‬فــأدراك الطفــل‬
‫الفقيــر لقطعــة نقــود مــن فئــة مائــة درهــم يختلــف عــن أدراك الطفــل الغنــي لهــا‪ ،‬وإذا‬
‫ـب مــن الطفليــن رســم قطعــة النقــود فــإن الرســم ســيكون كبيــر ًا عنــد الطفــل الفقير‪،‬‬ ‫ُطلِـ َ‬
‫وصغيــر ًا عنــد الطفــل الغنــي‪ ،‬ألن قيمــة النقــود عنــد الفقيــر كبيــرة وقيمــة النقــود عنــد‬
‫الغنــي صغيــرة وهــذا ناتــج عــن البيئــة التــي نشــأ فيهــا كل منهمــا‪.‬‬
‫‪ -2‬العامل الفردي أو الشخصي‪:‬‬
‫‪ -‬تربي��ة ح��واس الف��رد‪ :‬وهــي التــي ترتبــط بحرفــة أو مهنــة الشــخص‪ .‬فــإدراك الرســام‬
‫لعالــم االلــوان يختلــف عــن غيــره‪ ،‬وإدراك الطبــاخ لعالــم المذوقــات يختلــف عــن‬
‫إدراك المعلــم للمدرســة‪ ،‬ويختلــف عــن إدراك الطبيــب أو الفــاح والمحامــي‪،‬‬
‫وغيرهــا مــن المهــن‪.‬‬
‫‪ -‬جت��ارب الف��رد وخربت��ه الس��ابقة‪ :‬فــإدراك التلميــذ للمدرســة يف أول عهــده بالمدرســة‬
‫يختلــف عــن إدراكــه وهــو يف مرحلــة مــا فــوق اإللــزام‪ ،‬وخــرة الجنــدي الــذي خــاض‬
‫عــدة معــارك تختلــف عــن خــرة الجنــدي المبتــدئ‪ ،‬وهــذا بــدوره يؤثــر يف إدراك كل‬
‫منهمــا فيجعلــه مختلفــا‪ ،‬فقــد بفــزع الجنــدي المبتــدىء‪ ،‬عندمــا يــري زميلــه وقــد‬
‫قضــى بالقــرب منــه بينمــا ال يتأثــر كثيــر ًا بذلــك الجنــدي المتمــرس يف المعــارك‪ ،‬كمــا‬
‫أن ثقافــة الفــرد ومعتقداتــه تؤثــر يف عمليــة اإلدراك فمثـاً بينمــا يذبــح المســلمون البقــر‬
‫ألكل لحمهــا‪ ،‬يقدســها الهنــدوس ويعبدوهنــا‪.‬‬
‫‪ -‬الوض��ع الراه��ن للف��رد‪ :‬فالظــروف التــي يمــر هبــا الشــخص تؤثــر يف إدراكــه‪ ،‬فمث ـاً‬
‫إدراك الجنــدي الــذي يخــوض المعــارك يختلــف عــن إدراكــه بعــد تحقيــق االنتصــار‪.‬‬
‫وإدراك التلميــذ لبئيــة المدرســة يختلــف قبــل ظهورالنتيجــة وبعدهــا‪ ،‬كمــا أن عامــل‬
‫التوقــع يؤثــر يف أدراك الفــرد‪ ،‬فمثــا أذا كنــت تتوقــع زيــارة صديــق لــك فمــا أن تســمع‬
‫قرعــا علــى البــاب فإنــك هتــب الســتقبال مــن تتوقــع أن يكــون صديقــك‪ ،‬فــإذا بــه أحــد‬
‫جيرانــك يقــدم لــك بطاقــة دعــوة لحضــور حفــل نجــاح ابنــه‪.‬‬
‫‪79‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ -3‬العــامل العقلي‪:‬‬
‫ويثمتــل يف قــدرة الفــرد علــى تركيــز انتباهــه‪ ،‬وعلــى ســعة خيالــه‪ ،‬وعلــى قــوة أو‬
‫ضعــف ذاكرتــه وعلــى قــوة أو ضعــف حكمــه علــى االشــياء‪ ،‬فهــذه النواحــي تؤثــر يف‬
‫عمليــة االدراك بيــن االفــراد وتجعلهــم يختلفــون عــن بعضهــم البعــض يف إدراكاهتــم‪.‬‬

‫‪ -‬الموضــوع المــدرك يؤثــر يف تشــابه االشــياء‪ :‬فاألنســان يــدرك االشــياء المتشــاهبة‬


‫أســرع مــن إدراكــه لالشــياء المتباينــة‪ ،‬فمثــاً‪ :‬نــدرك بســرعة االغــراب مــن النــاس‬
‫الذيــن يشــبهون زمالءنــا أو أصدقاءنــا‪ ،‬أي نــدرك بســرعة كلمــا كان هنــاك تشــابه بيــن‬
‫األشــياء كمــا يف الشــكل التالــي‪ ،‬حيــث نالحــظ إدراك الشــكل (ب) أســهل من الشــكل‬
‫(أ) وذلــك ألن الشــكل (ب) عناصــره متشــاهبا‪.‬‬

‫الشكل (ب)‬ ‫الشكل (أ)‬

‫‪80‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ -‬الصيغــة الكليــة‪ :‬وهــي إن اإلنســان يــدرك األشــياء ككل وبعــد ذلــك يــدرك‬
‫الجزئيــات‪ .‬فمثــا إذا نظــرت الــي مركبــة آليــة فأنــك تدركهــا أو ً‬
‫ال ككل‪ ،‬ثــم تتبيــن بعــد‬
‫ذلــك تفصيالهتــا وممــا يؤثــر يف الصيغــة الكليــة لــإدراك ُبعــد موضوعــات اإلدراك‬
‫مــن الشــخص المــدرك‪ .‬فنحــن نــرى القمــر وجهــا منيــر ًا كامــل االســتدارة يف منتصــف‬
‫الشــهر القمــري‪ ،‬بينمــا تختلــف رؤيــة رواد الفضــاء الذيــن ارتــادوا ســطح القمــر عــن‬
‫رؤيتنــا‪.‬‬

‫‪81‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫التفــــــــــــــكير‬

‫ُيعــد مفهــوم التفكيــر مــن أكثــر المفاهيــم غموضــا‪ ،‬وأشــدها اســتعصا ًء علــى‬
‫التعريــف؛ وذلــك راجــع إلــى تعــدد وتعقــد الخطــوات التــي يمــر هبــا‪ ،‬ومــن أبــرز‬
‫تعاريفــه‪ ،‬هــو أنــه عبــارة عــن سلســلة مــن النشــاطات العقليــة غيــر المرئيــة وغيــر‬
‫المختصــة بالدمــاغ‪ ،‬والتــي يقــوم فيهــا الدمــاغ عندمــا يتعــرض لمثيــر مــا‬ ‫ّ‬ ‫الملموســة‬
‫يتــم اســتقباله مــن أحــد الحــواس‪ ،‬أو أكثــر مــن حاســة‪ ،‬ومــا نلمســه يف الواقــع مــا هــو‬
‫إال نتيجــة للتفكيــر‪.‬‬
‫و يعـ ّـرف بالمعنــى العــام علــى أ ّنــه عمليـ ٌة ذهنيـ ٌة وعقليـ ٌة يحــدث مــن خاللهــا تدفـ ٌـق‬
‫لألفــكار مــن خــال حركـ ٍـة أو مشـ ٍ‬
‫ـكلة تتطلــب إيجــاد ح ـ ٍل مناسـ ٍ‬
‫ـب‪ ،‬كمــا أ ّنــه يعتــر‬
‫عمليـ ًة نفســي ًة تعكــس الواقــع مــن خــال التحليــل والرتكيــب‪ ،‬اإلحســاس واإلدراك‪.‬‬

‫• فالتـ��فكري‪ :‬هــو عبــارة عــن نشــاط عقلــي يســتهدف حــل مشــكلة مــا أو توضيــح‬
‫وتفســير موقــف غامــض‪ ،‬فــا بــد مــن وجــود الموقــف المعقــد أو الغامــض حتــى‬
‫يكــون ذلــك النشــاط العقلــي‪.‬‬
‫• خصائص التفكري‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتمد على المعلومات التي تستقر يف العقل‪.‬‬
‫‪ -2‬يعترب جزء ًا عضويًا وظيفيًا من بنية شخصية اإلنسان‪.‬‬
‫• مستويات التفكري‪:‬‬
‫‪ -1‬المستويات الدنيا‪ :‬ويتضمن التذكر وإعادة الصياغة بشكل َحريف‪.‬‬
‫‪ -2‬المســتويات الوســطى‪ :‬مثــل طــرح األســئلة‪ ،‬التوضيــح‪ ،‬المقارنــة‪ ،‬التصنيــف‬
‫وغيرهــا‪.‬‬
‫‪ -3‬المســتويات العليــا‪ :‬ويتضمــن اتخــاذ القــرار‪ ،‬والتفكيــر الناقــد‪ ،‬وحل المشــكالت‪،‬‬
‫والتفكيــر االبتــكاري‪ ،‬والتفكيــر الــوراء المعريف‪.‬‬
‫‪82‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫• مهارات التفكري‪:‬‬
‫‪ -1‬القدرة على اإلدراك الحسي وتوافر الخربة الحسية‪.‬‬
‫‪ -2‬مهارات إزالة العقبات والقدرة على تجنب أخطاء التفكير‪.‬‬
‫‪ -3‬حل المشكالت‪.‬‬
‫‪ -4‬تنشيط المعرفة السابقة وطرح التساؤالت‪.‬‬
‫‪ -5‬اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫‪ -‬العـالقة بني التفكــري وحـــل املشكالت‪:‬‬
‫ـأن هنــاك عالق ـ ًة وثيق ـ ًة تربــط بيــن التفكيــر وحــل المشــكالت؛ والســبب‬ ‫ـك بـ ّ‬
‫ال شـ ّ‬
‫ـلوب واحـ ٍـد َأال‬
‫أن حــل المشــكالت المختلفــة ال يتحقــق ّإل بأسـ ٍ‬ ‫يف ذلــك يعــود إلــى ّ‬
‫وهــو التفكيــر بأنماطــه وأنواعــه المختلفــة‪ ،‬حيــث يحــدث ذلــك عــن طريــق مواجهــة‬
‫ٍ‬
‫ممكن‬ ‫اإلنســان لمشـ ٍ‬
‫ـكلة مــا واســتخدامه لهــذه القــدرة العقالنيــة يف إيجــاد أفضــل حـ ٍل‬
‫للمشــكلة‪ ،‬وقــد ازداد االهتمــام يف اآلونــة األخيــرة يف مســألة حــل المشــكلة يف إطــار‬
‫جديــدة لحــل المشــكالت عــن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫طــرق‬ ‫ســيكولوجية التفكيــر باإلضافــة إلــى إيجــاد‬
‫طريــق مــا ُيعــرف بالتفكيــر االبتــكاري وتتجلــي أهميــة هــذا التفكيــر يف خلــق اإلنســان‬
‫ـات مــن صنعــه ح ّتــى يصبــح أكثــر‬ ‫ـات وتوقعـ ٍ‬
‫ألســاليب غيــر مألوفـ ٍـة ووضــع افرتاضيـ ٍ‬
‫قــدرة علــى مواجهــة المشــكالت المختلفــة واتخــاذ قــرارات أكثــر دقــة‪.‬‬
‫‪ -‬طــرق استخدام التفكري حلل املشكالت‪:‬‬
‫ـدة معينـ ٍـة علــى حالـ ٍـة‬
‫‪ -1‬طريق��ة االس��تنتاج ‪ :‬هــي الطريقــة التــي يتــم فيهــا تطبيــق قاعـ ٍ‬
‫ّ‬
‫جزئيـ ٍـة‪ ،‬ومحاولــة فهــم األفــكار الخاصــة اســتناد ًا إلــى القاعــدة العامــة أو مــا يعــرف‬
‫أيضــا بــرد الجــزء إلــى الــكل‪.‬‬
‫‪ -2‬طريق��ة االس��تقراء‪ :‬هــي عبــار ٌة عــن مجموعـ ٍـة مــن اإلجــراءات التــي يقــوم هبــا‬
‫يمــر هبــا‪ ،‬حيــث ينتقــل‬ ‫الشــخص عنــد معالجــة الحــاالت الجزئيــة المتعــدّ دة التــي ّ‬
‫نشــاطه مــن التفكيــر اليومــي إلــى االســتنتاج واالســتقراء‪.‬‬
‫‪ -3‬طريق��ة االفرتاض��ات الكامن��ة‪ :‬هــي مجموعــة االفرتاضــات التــي يفرتضهــا‬
‫مجموعة مــن االتجاهــات والمعتقدات‬ ‫ٍ‬ ‫ـكلة مــا أو من خــال تأليف‬‫الشــخص عــن مشـ ٍ‬
‫الخاصــة بالمشــكلة‪.‬‬
‫‪83‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫• مظــاهر التفـكري‪:‬‬
‫للتفكير مظهران‪ :‬داخلي وخارجي‪:‬‬
‫‪ -1‬المظهــر الداخلــي‪ :‬ويتمثــل يف العمليــات العقليــة الباطنيــة كالتخ ّيــل والتذكّــر‬
‫والتعــرف والــذكاء بصفــة عامــة‪ ،‬فهــذه العمليــات أو القــدرات نســتخدمها عندمــا‬
‫ّ‬
‫نســتقبل المحسوســات الخارجيــة‪ ،‬ونســبغ علــى هــذه المحسوســات صفــة‬
‫التفكيــر بدرجــة تختلــف باختــاف االفــراد وباختــاف الظــروف التــي نــدرك فيهــا‬
‫المحسوســات‪.‬‬
‫‪ -2‬المظهــر الخارجــي للتفكيــر‪ :‬ويتمثــل يف الــكالم واللغــة‪ ،‬وهــي التعبيــر المــادي‬
‫عــن التفكيــر‪.‬‬
‫• أنــــواع التفكري‪:‬‬
‫إن طبيعــة المشــكالت التــي يواجههــا اإلنســان تحــدد نــوع تفكيــره‪ ،‬وبالرجــوع‬ ‫َّ‬
‫إلــى طــرق تفســير االنســان للمشــكالت التــي تواجهــه نتبيــن أنــواع التفكيــر اآلتيــة‪- :‬‬
‫‪ -1‬التفكيــر العلمــي‪ :‬هــو التفكيــر المن ّظــم الــذي يســتخدمه اإلنســان يف نشــاطاته‬
‫اليوميــة‪.‬‬
‫ـم هبــدف بيــان األســباب والعلــل التــي‬ ‫‪ -2‬التفكيــر المنطقــي‪ :‬هــو التفكيــر الــذي يتـ ّ‬
‫تكــون وراء األشــياء‪ ،‬هبــدف معرفــة نتائــج األفعــال‪.‬‬
‫‪ -3‬التفكيــر الناقــد‪ :‬هــو التفكيــر الــذي يعتمــد علــى تقصــي الحقائــق الدقيقــة هبــدف‬
‫مالحظــة الوقائــع التــي تتعلــق بالمواضيــع المختلفــة‪.‬‬
‫خارجة عن المألوف والمعتاد‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بطريقة‬ ‫‪ -4‬التفكير اإلبداعي‪ :‬يقصد به التفكير‬
‫‪ -5‬التفكيــر التوفيقــي‪ :‬هــو التفكيــر الــذي يعتمــد بشــك ٍل أساســي علــى المرونــة‬
‫والقــدرة علــى اســتيعاب اآلخريــن علــى اختــاف أنمــاط تفكيرهــم‪.‬‬
‫‪ -6‬التفكيــر التســلطي‪ :‬هــو النــوع مــن التفكيــر الــذي يهــدف إلــى قتــل التلقائيــة وروح‬
‫اإلبــداع عنــد اآلخريــن‪.‬‬
‫‪ -7‬التفكيــر الخــرايف‪ :‬هــو التفكيــر الــذي يهــدف إلــى الرتكيــز علــى خرافــات وأســاطير‬
‫غيــر علمية‪.‬‬
‫‪84‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫القدرات واالستعدادات‬

‫أبــرزت البحــوث والدراســات يف ميــدان الـ َّـذكاء الــذي ســبق الــكالم عنــه‪ ،‬بــأن‬
‫الـ َّـذكاء ليــس وحــدة غيــر قابلــة للتجزئــة‪ ،‬وإنمــا هــو عبــارة عــن مجموعــة مــن القدرات‬
‫واالســتعدادات التــي تتكــون لــدى الفــرد بتأثيــر عامــل الوراثــة والبيئــة‪.‬‬
‫وقــد كشــفت اختبــارات الــذكاء التــي تــم تناولهــا بالذكــر‪ ،‬أنــه يتكــون مــن عــدد‬
‫مــن القــدرات واالســتعدادات الفرديــة التــي لــم يتفــق علمــاء النفــس علــى تحديدهــا‬
‫وحصرهــا بعــد ولكنهــم تمكنــوا مــن تحديــد وحصــر بعــض منهــا‪.‬‬
‫• وتع��رف الق��درة‪ :‬بأهنــا اســتطاعة الفــرد القيــام بعمــل معيــن أو نمــط محــدد مــن‬
‫أنمــاط الســلوك‪ ،‬فهــي تنفيــذ االســتعداد يف مجــال النشــاط الخارجــي‪ ،‬ومعنى ذلك‬
‫أن االســتعداد ســابق للقــدرة ومــازم لهــا‪ ،‬والقــدرة مــا هــي إال تنفيــذ ًا لالســتعداد‬
‫وإبــرازه إلــى حيــز الوجــود‪.‬‬
‫• أم��ا االس��تعداد‪ :‬فهــو إمكانيــة نمــط معيــن مــن أنمــاط الســلوك عنــد الفــرد‪،‬‬
‫فالفــرد الــذي يكــون لديــه اســتعداد مــا‪ ،‬يعنــي أن لديــه قــدرة خاصــة كافيــة وليكــن‬
‫اســتعداد ًا ميكانيكيــا‪ ،‬فــإذا عمــل علــى تنميتــه عــن طريــق التع َّلــم والتدريــب تمكــن‬
‫وتفــوق فيــه‪.‬‬
‫• أَنــواع القــدرات‪:‬‬
‫حيــث يصعــب تحديــد وحصــر عــدد القــدرات التــي توجــد لــدى كل فــرد منــا‬
‫لتعددهــا وتداخلهــا‪ ،‬لــذا ســنقتصر علــى شــرح بعــض القــدرات التــي تتعلــق بنجــاح‬
‫الفــرد يف بعــض المياديــن الهامــة يف حياتــه‪ ،‬وهــي كاآليت‪- :‬‬
‫‪ .1‬القـدرة امليكانيكية ‪:‬‬
‫هــي القــدرة التــي تجعــل صاحبهــا ميــاال لألعمــال التــي تتطلــب الحــل والرتكيــب‪،‬‬
‫وتنــاول اآلالت وفكهــا ومحاولــة معرفــة طريقــة عملهــا وغيــر ذلــك مــن النواحــي‬
‫‪85‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫العلميــة‪ ،‬وهــي ضروريــة للنجــاح يف األعمــال المهنيــة‪ ،‬ويف توجيــه األَفــراد لألعمــال‬
‫المهنيــة خاصــة يف المجــال العســكري حيــث يكثــر اســتخدام اآلالت والمعــدات‬
‫الحربيــة البســيطة منهــا والمعقــدة‪ ،‬ويرتبــط نشــاط هــذه القــدرة بمياديــن العمــل‬
‫الميكانيكــي كأعمــال الــورش ومــا تحويــه مــن آالت‪ ،‬وهــذه القــدرة تتطلــب الحركــة‬
‫اليدويــة‪.‬‬
‫‪ -‬خـصائص القدرة الميكانيكية ‪:‬‬
‫أ ) الفهــم ‪ :‬وهــو فهــم الجزئيــات والكليــات وإدراك مكونــات األشــياء المعقــدة‬
‫ومعرفــة األجــزاء وأماكنهــا يف اآللــة ‪.‬‬
‫ب) المهــارة اليدويــة ‪ :‬وهــي اســتعمال اليديــن يف تجميــع القطــع وفكهــا وتركيبهــا ‪،‬‬
‫ومزاولــة األعمــال الميكانيكيــة كالنجــارة والحــدادة و أصــاح الســيارات وأجهــزة‬
‫الحاســوب‪.‬‬
‫جـــ) التصــور الميكانيكــي ‪ :‬وهــي القــدرة علــى تصــور كيــف تتجمــع القطــع عنــد‬
‫تركيــب آلــة مــن اآلالت أو اســتعمال المفــكات وغيرهــا ‪.‬‬

‫‪ .2‬القــدرة الكتابية ‪:‬‬


‫وهــي تدخــل يف جميــع األعمــال االداريــة التــي تتضمــن عمليــات التســجيل‬
‫والمراجعــة والكتابــة‪ ،‬وكذلــك اســتعمال اآلالت الحاســبة والكاتبــة‪ ،‬ولهــذا فالقــدرة‬
‫التــي يحتــاج اليهــا الفــرد الــذي يعمــل يف ميــدان العمــل اإلداري‪ ،‬والقــدرة الكتابيــة‬
‫تشــمل عــددا مــن القــدرات المتداخلــة والمتشــاهبة‪.‬‬
‫‪ -‬خصائص القدرة الكتابية ‪:‬‬
‫إن العمــل الكتابــي يحتــاج إلــى مراجعــة أرقــام ورمــوز‬ ‫أ ) الســرعة والدقــة ‪ :‬حيــث َّ‬
‫لغويــة ‪ ،‬ولذلــك تعتــر الســرعة والدقــة مــن خصائــص العمــل الكتابــي ‪.‬‬
‫ب )القــدرة اللغويــة ‪ :‬يحتــاج العمــل الكتابــي إلــي كتابة المذكــرات وقراءهتــا وفهمها‪،‬‬
‫وهــذا يتطلــب إتقــان اللغــة وفهــم معــاين الكلمات ‪.‬‬
‫جـــ) القــدرة العدديــة‪ :‬يحتــاج عمــل الحســابات ومراجعتهــا الــي قــدرة عدديــة إلجــراء‬
‫العمليــات الحســابية بأنواعهــا‪.‬‬
‫‪86‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫د ) المهــارة اليدويــة ‪ :‬كثيــر ًا مــا يحتــاج العمــل الكتابــي الــى مهــارة يدويــة يف تنــاول‬
‫األوراق وفرزهــا وتصنيفهــا ‪،‬واســتخدام اآللــة الحاســبة والكاتبــة وغيرهــا مــن‬
‫االدوات الكتابيــة‪.‬‬
‫‪ .3‬القـدرة الفنية ‪:‬‬
‫وتتضمــن هــذه القــدرة الصفــات التــي يعتمــد عليهــا العمــل الفنــي‪ ،‬أي توافــر‬
‫اإلمكانــات الفنيــة لــدى الفــرد للقيــام بأعمــال فنيــة كالرســم أو النحــت أو التصويــر‬
‫‪ ...‬وغيرهــا ‪.‬‬
‫وإذا مــا اتيحــت فــرص التدريــب لمــن لديهــم هــذه القــدرة فإنــه ســيربز منهــم‬
‫المتفوقــون والنوابــغ يف المجــاالت الفنيــة‪.‬‬
‫‪ -‬خصائص القدرة الفنية‪:‬‬
‫أ) الطـــاقة ‪ :‬التــي تعنــي ســهولة اســتحضار االفــكار الفنيــة والتعبيــر عنهــا يف وقــت‬
‫محــدد‪ ،‬فــإذا طلــب مــن رســام مثــا أن يقــوم برســم شــيء مــا فإنــه يســتطيع أن يعــر‬
‫عــن هــذا الشــيء بعــدد مــن الخطــوط الســريعة‪.‬‬
‫ب) اإلبـــداع ‪ :‬وهــو القــدرة علــى إعــادة تكويــن األفــكار وتغييرهــا‪ ،‬فالرســام الــذي‬
‫يعالــج موضوعــا معينــا يكــون قــادر ًا علــى تطويــر أفــكاره لتكملــة الرســم بالطريقة‬
‫التــي يــرزه فيهــا يف صــورة جميلــة‪.‬‬
‫جـــ) األصـــالة‪ :‬وهــي القــدرة علــى إِنتــاج شــيء مختلــف وأصيــل دون اللجــوء إلــى‬
‫التقليــد والمحــاكاة ممــا يجعــل اإلنتــاج غيــر مألــوف وغيــر عــادي‪.‬‬

‫‪87‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫أسئلة الفصل السادس‬

‫س‪ .1‬وض��ح كي��ف اختل��ف علم��اء النف��س يف تعريفه��م لل��ذكاء‪ ،‬وب�ين املقص��ود‬
‫اإلجرائي للذكاء‪.‬‬ ‫بالتعري��ف ِ‬
‫س‪ .2‬ما أهمية اختبارات الذكاء؟ وما أهم أنواعها؟‬
‫س‪ .3‬هل استطاع العلماء حتديد مستوى الذكاء؟ وضح ذلك‪.‬‬
‫س‪ .4‬إذا عرف��ت أن العم��ر الزم�ني لش��خص‪ ،‬ه��و ‪ 12‬س��نة وأن عم��ره العقل��ي ‪16‬‬
‫س��نة فهل تس��تطيع معرفة مستوى ذكائه؟‬
‫س‪ .5‬مبا تتميز اختبارات الذكاء اجلماعية عن اختبارات الذكاء الفردية؟‬
‫س‪.6‬ما الفرق بني اختبارات التحصيل التقليدية واملقننة؟‬
‫س‪ .7‬هل تعتقد أن للوراثة تأثرياً يف الذكاء؟ وضح اجابتك بالتجربة‪.‬‬
‫س‪.8‬تكلم عن رأي هنت يف تأثري البيئة يف الذكاء‬
‫س‪.9‬وضح كيف يرتبط التفكري باملشكالت‪.‬‬
‫س‪.10‬ان طبيعة املشكالت اليت يواجهها االنسان حتدد نوع تفكريه ناقش ذلك‪.‬‬
‫س‪ .11‬تكلم عن تطور ومستويات التفكري عند الفرد‪.‬‬
‫س‪ .12‬بني ما تعرفه عن ‪:‬‬
‫التفكري العلمي ‪-‬خصائص التفكري ‪ -‬طريقة االستقراء‪.‬‬

‫‪88‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫اإلدراك عملي��ة نفس��ية تتحق��ق به��ا معرفتن��ا بالع��امل اخلارج��ي‪ .‬ناق��ش‬
‫س‪ِ .13‬‬
‫ذلك‬
‫اإلدراك وتؤثر فيه‪.‬‬
‫س‪ .14‬أذكرالعوامل اليت تسهم يف تكوين ِ‬
‫س‪ .15‬االحساسات اما ظاهرية خارجية واما باطنية داخلية‪ .‬وضح ذلك‪.‬‬
‫س‪ .16‬لالحس��اس وظيفت��ان إحداهم��ا حيوي��ة واألخ��رى عقلية‪ .‬تكلم عن هاتني‬
‫الوظيفتني‪.‬‬
‫س‪ .17‬تس��هم يف عملي��ة اإلدراك عوام��ل ع��دة بعضه��ا بيئ��ي وبعضه��ا ش��خصي‪،‬‬
‫جتع��ل اإلدراك خيتل��ف م��ن ش��خص آلخ��ر‪ .‬ناق��ش تل��ك العوام��ل‪.‬‬
‫س‪ .18‬وضح كيف يؤثر املوضوع املدرك يف عملية اإلدراك؟‬
‫س‪ .19‬قل ما تعرفه عن‪:‬‬
‫‪ -‬اإلحساسات الباطنية اخلاصة ‪.‬‬
‫‪ -‬تــــربية حــــواس الفـــــرد‪.‬‬

‫‪89‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫الفصل السابـع‬

‫التَّعلم واكتساب الخبرات‬

‫• مفهوم التَّعلّم وأهمته‪.‬‬


‫• طـــــرق التَّعلّــــــــــــم‪.‬‬
‫• شروط التَّعلّم وأنواعه‪.‬‬
‫• نظريـــــــــات التَّعـــــلّم‪.‬‬
‫• أسئــــلة الفصل للمراجعة‪.‬‬

‫‪90‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫مفهوم ال ّتـع ّلم والتعـليم‬

‫• مـفهوم ال ّتعـ ّلم وطبيعته‪:‬‬


‫قبــل أن نتحــدث عــن التع ّلــم ونظرياتــه وأهميتــه يحــق لنــا أن نتســاءل مــا المقصــود‬
‫بالتع ّلــم؟ ولإلجابــة علــى هــذا التســاؤل ســنورد بعضــا مــن التعريفــات تســاعدنا علــى‬
‫فهــم عمليــة التع ّلــم ‪.‬‬
‫ومــن هــذه التعريفــات‪ :‬أن التع ّلــم هــو العمليــة التــي يتــم فيهــا اكتســاب الوســائل‬
‫المســاعدة علــى اشــباع الحاجــات والدوافــع للفــرد ‪ ،‬ويركــز مؤيــدوا هــذا االتجــاه‬
‫علــى مفهــوم حــل المشــكالت فــإذا مــا اســتطاع الطالــب يف نظرهــم حــل مشــكلة‬
‫معينــة ‪ ،‬وتمكــن مــن الوصــول إلــى النتيجــة المطلوبــة يمكــن أن يقــال عنــه بأنــه قــد‬
‫تعلــم ‪ ،‬ويقصــد بذلــك بــأن التلميــذ يتعلــم بشــكل أجــود إذا كانــت لــه أهــداف تتميــز‬
‫ـخر كل طاقاتــه‬ ‫بالوضــوح وعــدم الغمــوض‪ ،‬فمــن شــأن هــذه األهــداف أن تجعلــه يسـ ّ‬
‫واســتعدادته ليكســب وســائل تســاعده علــى أن يصــل إلــى أهدافــه‪ ،‬ليتمكــن بالتالــي‬
‫مــن حــل المشــكالت التــي يعايشــها ‪ ،‬وهنــاك رأى آخــر يــرى أن التع ّلــم هــو عبــارة عــن‬
‫التغيــر الــذي يحــدث يف ســلوك الفــرد وغالب ـ َا مــا يكــون نتاجــا لمثيــرات أو منبهــات‬
‫ال علــى ذلــك‪ ،‬لنفــرض أنــك ذاهــب إلــى مدرســتك‬ ‫يف موقــف معيــن‪ ،‬ولنضــرب مثــا ً‬
‫صباحـ َا وقبــل أن تصــل إلــى المدرســة الحظــت حادثــا أزعجــك فغيــرت مســارك إلــى‬
‫جهــة أخــرى‪ ،‬فأيــن المثيــر أو المنبــه يف هــذا المثــل؟ إنــه الحــادث الــذي رأيتــه أمــا‬
‫االســتجابة فهــي تغييــر اتجاهــك إلــى جهــة أخــرى وعلــى أيــة حــال فــإن الــذي يهمنــا‬
‫يف دراســتنا لموضــوع التعلــم ووفقـ َا لمــا أوردنــاه هــو أن التعلــم‪ -:‬يعني تعديل ســلوك‬
‫الكائــن الحــي بمــا يمكنــه مــن أن يحــل المشــكالت التــي تصادفــه والتــي يرغــب يف‬
‫حلهــا‪.‬‬
‫مــاذا نتـعلم؟‬
‫وهــذا يقودنــا ألن نتســاءل مــاذا يتعلــم الفــرد ليحــل مشــكلة مــا؟ ولإلجابــة علــى‬

‫‪91‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫هــذا الســؤال نقــول إن الفــرد ال يتعلــم فقــط المهــارات الحركيــة كالمشــي والجــري‬
‫داء حركــي‪ ،‬كاألعمــال المتصلــة‬ ‫والقفــز واتقــان بعــض االعمــال التــي تحتــاج إلــى َأ ٍ‬
‫بالنجــارة أو الكهربــاء أو االعمــال المنتجــة يدويــا‪ ،‬لكــن الفــرد يتعلــم أيضــا المفاهيــم‬
‫والميــول واالتجاهــات التــي تمكنــه مــن االندمــاج وســط مجتمــع لــه خصائصــه‬
‫الثقافيــة والحضاريــة المميــزة‪ ،‬فالبــد للفــرد أن يتعلــم خــرات معرفيــة مثــل التفكيــر‬
‫والتذكــر واإلدراك والفهــم‪ ،‬وذلــك مــن خــال التنشــئة االجتماعيــة حتــى يســتطيع أن‬
‫ـف االجتماعــي‪.‬‬ ‫يفهــم البيئــة مــن حولــه فيتمكــن مــن التك ّيـ ُ‬

‫‪ -‬مفهوم التعليم ‪:‬‬


‫أن التعليــم يكســب االنســان تغيــر ًا دائمــا يف ســلوكه نتيجــة مــا تبقــى يف ذهنــه‬
‫مــن معــارف ومعلومــات بعــد زوال الموقــف التعليمــي‪ ،‬ويؤثــر يف أدائــه فاكتســاب‬
‫المعــارف والمعلومــات بمختلــف أنواعهــا ال تتــم إال عــن طريــق التعليــم وممارســته‬
‫عــن كثــب والســعي فيــه إذا كان العلــم بمفهومــه العــام يعنــي‪ :‬مجموعــة المعــارف‬
‫والخــرات اإلنســانية التــي تعمــل علــى رفاهيــة االنســان وتجعلــه قــادر ًا علــى الفهــم‬
‫والتنبــؤ‪.‬‬
‫إِ َّن التعليــم يعنــي الطرائــق العديــدة التــي يســتخدمها المعلــم لتقديــم المــادة‬
‫العلميــة لتالميــذه يف قالــب مالئــم الســتعداداهتم وحاجاهتــم واهتماماهتــم‪ ،‬وتتضمــن‬
‫عمليــة التعليــم هــذه كل المصــادر الالزمــة لشــرح المــادة العلميــة نظريــا وعمليــا‬
‫وكذلــك كل الوســائل والتقنيــة المســاعدة علــى ذلــك‪.‬‬
‫والتعليــم هــو أيضــا عمليــة تربويــة تختــص بتبليــغ مجموعــة مــن الخــرات‬
‫والمهــارات المعرفيــة وكذلــك مــن األَليــات الثقافيــة يف إطــار مؤســس محــدد وغالبــا‬
‫مــا تحتــاج تلــك المعــارف والخــرات إلــى تنظيــم وتصنيــف وهيكلــة وفقــا لمعاييــر‬
‫متنوعــة منهــا مــا هــو اجتماعــي ومــا هو نفســي حتــى تصبــح قابلــة للفهم‪ ،‬واالســتيعاب‬
‫مــن طــرف المتعلــم‪.‬‬

‫‪92‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ -‬الفرق بني التعـلـيم و َّ‬
‫التعـلم ‪:‬‬
‫يعــد التع َّلــم تغييــر يف الســلوك نتيجــة تجــارب أو خــرات‪ ،‬وهــو مســتمر طــوال‬
‫الحيــاة وطــوال العمــر‪ ،‬حيــث أن التعلــم يرتبــط بالحيــاة وهــو ظاهــرة أساســية ضرورية‬
‫للحيــاة اإلنســانية أو هــو مجموعــة مــن العمليــات المعقــدة التــي يمارســها األفــراد يف‬
‫كل مرحلــة مــن مراحــل حياهتــم‪ ،‬أمــا التعليــم فهــو‪:‬‬
‫‪ -‬التعلـيم ‪:‬‬
‫‪.1‬تقليدي وينتهي بإنتهاء الدراسة‪.‬‬
‫‪.2‬تعليم مرحلى ويرتبط بمدة ومجال معين‪.‬‬
‫‪.3‬يركز المتعلمون انتباههم على شخص واحد وهو المعلم‪.‬‬
‫‪.4‬اتصال يف اتجاه واحد من المعلم الى تالميذه‪.‬‬
‫‪.5‬المعلم هو مصدر المعلومات و وحده الذي يعلم‪.‬‬
‫َّ‬
‫الـتعـلم ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.1‬غير تقليدي ومستمر مع اإلنسان طوال الحياة‪.‬‬
‫‪.2‬من المهد الى اللحد وال يرتبط بزمن أو مجال معين‪.‬‬
‫‪ .3‬خارج نطاق المؤسسات التعليمية‪.‬‬
‫‪.4‬الكل يشاركون ويتحدثون مع بعضهم البعض‪.‬‬
‫‪.5‬االتصال يف اتجاهين الجميع يشارك‪.‬‬
‫‪.6‬الكل يع ِّلم ويتع َّلم عن طريق المشاركة يف المعلومات واألفكار‪.‬‬
‫‪َ .7‬ي ْص َل ُح لمناقشة المشاكل وح ِّلها‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية َّ‬
‫التعـلـم ‪:‬‬
‫‪.1‬ال يمكــن للكائــن الحــي أن ينمــو أو يتطــور‪ ،‬إن اعتمــد علــى ســلوكه الفطــري‬
‫وتطــوره‪ ،‬وهــذا االكتســاب ال يــأيت إال عــن طريــق التع َّلــم‪.‬‬
‫‪ .2‬يحقــق التع ّلــم واكتســاب الخــرات التفاعــل بيــن الكائــن الحــي وبيئتــه إذ انــه البــد‬
‫للتع ّلــم مــن وجــود الكائــن الحــي داخــل بيئتــه‪ ،‬تؤثــر فيــه ويؤثــر فيهــا‪ ،‬فيكســب‬
‫منهــا العــادات الخلقيــة واالجتماعيــة والمثــل العليــا والعلــوم والفنــون التــي تدفــع‬
‫بــه إلــى الرقــي والحضــارة‪.‬‬
‫‪93‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ .3‬التع َّلــم يعمــل علــى رقــي وتقــدم كل مــن المجتمــع والفــرد‪ ،‬إذا كان مــا نتعلمــه‬
‫هدفــه الخيــر والصــاح‪ ،‬والتعلــم أيضــا مســئوول عــن انحطــاط وتخلــف كل مــن‬
‫المجتمــع والفــرد إذا كانــت التنشــئة االجتماعيــة ســيئة‪.‬‬
‫‪ .4‬يبــدأ الطفــل التع َّلــم واكتســاب الخــرات مضطــرا‪ ،‬فهــو يضطــر إلــى تعلــم الــكالم‬
‫أو المشــي ولكنــه عندمــا ينمــو وينضــج عقليــا يبــدأ يف التعلــم عــن قصــد حتــى‬
‫يســتفيد يف شــتى المياديــن االجتماعيــة واألخالقيــة والمدرســية‪ ،‬ومــن هنــا كانــت‬
‫الحاجــة ماســة إلــى توجيــه قصــده إلــى مايفيــده يف حياتــه ويطــور تفكيــره ِّ‬
‫ويهذبــه‪.‬‬

‫‪ -‬شــروط التعـّلم وأنـواعه‪:‬‬


‫لكــي يكــون التع ّلــم جيــدا واكتســاب الخــرات الجديــدة ســريعًا‪ ،‬ال بــد مــن توافــر‬
‫الشــروط التاليــة‪:‬‬
‫‪ -1‬وجــود الميــل والرغبــة واالهتمــام‪ :‬فحتــى يتعلــم الفــرد شــيئا أو يكتســب خــرة‬
‫ال بــد أن يكــون عنــده ميــل يف تعلمــه واهتمــام بتعلمــه‪ ،‬فــإن ُو ِجــدَ ْت هــذه األشــياء‬
‫كلهــا عنــد الفــرد فأنــه يقبــل علــى تع ّلــم االشــياء المختلفــة بشــغف وهمــة ونشــاط‬
‫يمكنــه مــن تخطــي العقبــات التــي تعرتضــه َأثنــاء تع ِّلمــه‪ ،‬وانعــدام الميــل والرغبــة‬
‫يجعــل التعلــم غيــر مثمــر مــن جانــب الطالــب وغيــر منتــج مــن جانــب المعلــم‪،‬‬
‫وهــذا هــو الســبب يف ســرعة تع ّلــم الطلبــه لبعــض المــواد الصعبــة وإبطائهــم يف‬
‫تعلــم المــواد الســهلة‪.‬‬
‫‪ -2‬تركيــز االنتبــاه‪ :‬إن اإلدراك الدقيــق والتــام لألشــياء ال يتحقــق إال بتوجيــه االنتبــاه‬
‫إليــه وتركيــز الحــواس عليــه ‪ ،‬فقــد يشــرح المــدرس الــدرس والتلميــذ غيــر‬
‫مصــغ أو ملتفــت إليــه مــع أنــه موجــود داخــل الفصــل وذلــك النصــراف التلميــذ‬
‫عــن الــدرس وتفكيــره يف أمــور أخــرى احت َّلــت بــؤرة شــعوره وجعلــت موضــوع‬
‫الــدرس يف الهامــش ‪ ،‬لــذا ‪ ،‬أصبــح ضروريــا توجيــه انتبــاه األفــراد الــى الســلوك‬
‫المــراد اكتســابه أو الموضــوع المطلــوب تعلمــه ‪ ،‬فكلمــا كان تركيــز االنتبــاه أكثــر ‪،‬‬
‫كان التعلــم واكتســاب الخــرة أســرع ‪.‬‬

‫‪94‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ -3‬التكــرار والممارســة‪ :‬لكــي نتعلــم شــيئًا البــد مــن تكــراره‪ ،‬ليــس بمقــدور اإلنســان‬
‫المســلم حفــظ آيــات القــرآن الكريــم بمجــرد قراءهتــا‪ ،‬بــل يحتــاج إلــى تكــرار‬
‫ليتمكــن مــن حفظهــا كذلــك إذا أراد الطالــب رســم خريطــة للعالــم بإتقــان‪ ،‬فمــا‬
‫عليــه إال أن يتــدرب علــى رســم جزئياهتــا ويكررهــا‪ ،‬حتــى يتمكــن يف النهايــة مــن‬
‫رســم الخريطــة المطلوبــة بســرعة ودقــة‪ ،‬ولكــن التكــرار وحــده ال يكفــي إذ البــد‬
‫مــن توافــر شــروط الميــل والرغبــة والقــدرة واالهتمــام واالنتبــاه والفهــم‪.‬‬
‫‪ -4‬أثــر النتيجــة ‪ :‬إذا كان أثــر التعلــم إيجابيــا عنــد الفــرد‪ ،‬ويحقــق لــه االرتيــاح‪ ،‬فــإن‬
‫ذلــك يشــجعه علــى التعلــم‪ ،‬وعلــى تثبيــت الحقائــق والمعلومــات‪ ،‬فــإذا كانــت‬
‫نتيجــة دراســة الطالــب هــي النجــاح‪ ،‬فــإن االرتيــاح الناتــج عــن هــذه النتيجــة يدفــع‬
‫الطالــب لالجتهــاد والمثابــرة يف الدراســة‪ ،‬أمــا إذا كانــت النتيجــة ســيئة فإهنــا تثبــط‬
‫همــة الطالــب بمــا ســببته مــن ألــم يف نفســه‪ ،‬ويبــدأ أثــر النتيجــة واضحــا يف التعلــم‬
‫إذا مــا عــرف الفــرد نتيجــة عملــه أوال بــاول‪ ،‬وهنــا يــأيت اإلرشــاد والتوجيــه أل داء‬
‫الســلوك الســليم والتعلــم الجيــد‪.‬‬
‫‪ -5‬الربــط ‪ :‬يســاعد الربــط علــى تثبيــت الخــرات وســرعة التعلــم‪ ،‬فــإذا رأيت شــخصا‬
‫وربطــت رؤيتــك لــه بمــكان معيــن وزمــان معيــن وبمــا دار بينكمــا مــن أحاديــث‬
‫فإنــك تســتطيع ان تتذكــره بســهولة إذا مــا رأيتــه مــرة أخــرى ‪ ،‬والطفل الصغيــر يربط‬
‫صــورة أمــه بصوهتــا ومشــيتها وحركاهتــا ‪ ...‬كمــا يربــط كل شــيء باســمه وشــكله‬
‫وهيأتــه وبذلــك يتعلمــه ويعرفــه‪.‬‬

‫َّ‬
‫التعــــلم‪:‬‬ ‫‪ -‬أنـــــــــــــواع‬
‫وللتعلــم أنــواع كثيــرة ال تتحقــق إال بتوافــر وتحقــق شــروط التعلــم الجيــد التــي‬
‫ســبق ذكرهــا وفيمــا يلــي توضيــح لهــذه األنــواع‪:‬‬
‫‪ - 1‬التع ّلــم عــن طريــق الحــواس‪ :‬فحــواس االنســان الخمــس هــي طريقــه األول‬
‫للمعرفــة فالبصــر وســيلة تعلــم المرئيــات‪ ،‬والســمع وســيلة تعلــم المســموعات‪،‬‬
‫وهكــذا حاســة الشــم واللمــس‪ ،‬فالطفــل يتعلــم معــاين االلفــاظ بإدراكــه‬

‫‪95‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫لمحسوســاهتا فهــو يعــرف معنــى كلمــــة (قــط) ألنــه رأى حيوانــا الي ًفــا يمــوء وتربق‬
‫عينــاه يف الظــام‪ ،‬وهــو يعــرف كلمــة (حلــو) ألنــه تــذوق الحلــوى‪ ،‬والمالحظــة‬
‫تلعــب دورا أساســيا يف التعلــم عــن طريــق الحــواس‪.‬‬
‫‪ - 2‬تعلــم المعــاين الكليــة (األلفــاظ العامــة)‪ :‬فاتصــال اإلنســان بالعالــم المحيــط بــه‬
‫يجعلــه يــدرك األشــياء وصفاهتــا‪ ،‬ويميــز بيــن شــيء وآخــر‪ ،‬ويطلــق علــى تلــك‬
‫األشــياء أســماء يربطهــا بمحسوســاهتا‪ ،‬فتثبــت تلــك األســماء ومدلوالهتــا يف‬
‫ذهنــه‪ ،‬وهــذا يــؤدي بــدوره إلــى تعلــم اللغــة وهــي التعبيــر المــادي عــن التفكيــر‪،‬‬
‫فعندمــا نقــول كلمــة (إنســان) يكــون القصــد منهــا حيوانــا مفكــرا‪ ،‬وصفــة التفكيــر‬
‫هــذه تنطبــق علــى كل أفــراد البشــر مــن ذكــور وإنــاث صغــار وكبــار رغــم اختــاف‬
‫ألواهنــم وأشــكالهم ‪.‬‬
‫‪ - 3‬التعلــم عــن طريــق الشــرح والوصــف‪ :‬ممــا ال شــك فيــه أن المعلومــات أو‬
‫الخــرات التــي نكتســبها عــن طريــق الحــواس ‪ ،‬محــدودة ومــن ثــم أصبــح ال غنــى‬
‫لإلنســان عــن االطــاع والقــراءة واالســتماع إلــى خــرات اآلخريــن وتجارهبــم‬
‫ويتوقــف فهــم االنســان وتعلمــه لمــا يقــرؤه أو يســمعه مــن شــرح أو وصــف علــى‬
‫الصــورة الذهنيــة التــي تثيرهــا االلفــاظ يف عقلــه ‪ ،‬فــإذا كانــت هــذه الصــورة لهــا‬
‫أصــل محســوس مــر بخــرة االنســان فــإن التعلــم يكــون واضحــا وســريعا ‪ ،‬أمــا إذا‬
‫لــم يكــن للفــظ أصــل يف عالــم المحسوســات فإنــه مــن الصعــب تعلمــه وفهمــه ‪،‬‬
‫وهــذا واضــح يف األلفــاظ الخياليــة مثــل الغــول‪ ،‬فنحــن ليــس بمقدورنــا اســتحضار‬
‫صــورة ذهنيــة ألنــه لــم يمــر يف خربتنــا المحسوســة ‪ ،‬ولكــن الفاظــا أخــرى مثــل‬
‫إنســان ‪ ،‬قطــه ‪ ،‬مدرســة ‪ ،‬يمكــن اســتحضار صورهــا الذهنيــة بســهولة إلننــا نعرفهــا‬
‫وندرســها‪.‬‬
‫‪ - 4‬التعلــم عــن طريــق حفــظ الحقائــق وتذكرهــا‪ :‬إن قــدرة الفــرد علــى اســتحضار‬
‫مــا مــر عليــه مــن خــرات تتــم عــن طريــق الذاكــرة والتذكــر مــن أهمهــا الوظائــف‬
‫العقليــة األساســية للتعلــم وكســب الخــرات‪ ،‬وعمليــة التذكــر ليســت عمليــة‬
‫واحــدة يف الواقــع‪ ،‬وإنمــا هــي ثــاث عمليــات‪ :‬تحصيــل‪ ،‬وحفــظ‪ ،‬وتذكــر‪ .‬ففــي‬

‫‪96‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫عمليــة التحصيــل نكتســب المعلومــات والخــرات‪ ،‬ثــم تقــوم الذاكــرة باســرجاع‬
‫مــا ســبق تحصيلــه مــن معلومــات وهــذا هــو المقصــود بالتذكــر‪ ،‬وتختلــف القــدرة‬
‫علــى الحفــظ والتذكــر مــن شــخص ألخــر‪ ،‬ولكــن هنــاك شــروطًا إذا مــا توفــرت‬
‫تمكــن الفــرد مــن الحفــظ الجيــد‪ ،‬والشــروط هــي‪:‬‬
‫أ) ضــرورة فهــم معــاين الشــيء المــراد حفضــه‪ ،‬ألنــه إذا كانــت المعــاين غامضةوصعبــة‬
‫ـب بالتالــي الحفــظ والتذكــر‪.‬‬
‫الفهــم‪َ ،‬ص ُعـ َ‬
‫ب) ربــط أجــزاء الموضــوع المــراد حفظــه ربطــا قويــا‪ ،‬وربطــه َأحيا ًنــا بموضــوع آخــر‬
‫يشــبهه وإذا كان الموضــوع غريبــا وغيــر مألــوف فإنــه يمكــن ربطــه بموضــوع‬
‫مألــوف‪.‬‬
‫ج) يجــب أن يكــون الحفــظ ببــطء وتمهــل ال ســيما إذا كان الحفــظ المطلــوب حرفيــا‪،‬‬
‫ألن الســرعة يف الحفــظ تجعــل مــن الصعــب ربــط المعلومــات ربطــا قويــا‪ ،‬كمــا أن‬
‫ســرعة الحفــظ تــؤدي الــى ســرعة النســيان‪.‬‬
‫د) البــد مــن تكــرار الحفــظ الجيــد حتــى يثبت التعلــم وتطول فــرة التذكــر للمعلومات‬
‫والخــرات‪ ،‬والتكــرار المــوزع أفضــل مــن المتصــل‪ ،‬فمــن االفضــل مثــا تكــرار‬
‫حفــظ قصيــدة مــن القصائــد علــى خمســة أيــام مــن تكرارهــا خمــس مــرات يف‬
‫اليــوم الواحــد‪.‬‬
‫هـــ) يجــب محاولــة التذكــر أو التســميع اثنــاء الحفــظ وهــذا يقتضــي مــن الشــخص‬
‫أن يســتعيد مــا قــرأه مــن الذاكــرة أثنــاء الحفــظ أو بعــده مباشــرة‪ ،‬وهــذا يم ِّكــن‬
‫الشــخص مــن الوقــوف علــى َأخطائــه‪ ،‬وعلــى النقــط التــي ينبغــي لــه الرتكيزعليهــا‬
‫فتدويــن المالحظــات والنقــاط المحــددة عــن الموضــوع المــراد حفظــه يســاعد‬
‫علــى الحفــظ الجيــد وعلــى ربــط المعلومــات وعلــى ســهولة تذكرهــا‪.‬‬
‫‪ -5‬تعلــم المهــارة الحركيــة ‪ :‬المهــارات الحركيــة التــي يتعلمهــا االنســان كالكتابــة‬
‫والرســم واالشــغال اليدويــة ومختلــف االلعــاب الرياضيــة‪ ،‬تحتــاج هــذه‬
‫المهــارات إلــى كثيــر مــن الجــد والمثابــرة والتكــرار حتــى يتقنهــا الفــرد ويؤديهــا‬
‫بســهولة‪ ،‬وتعلــم المهــارات الحركيــة يبــدأ برتكيــز واالنتبــاه وينتهــي باألليــة‪.‬‬

‫‪97‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫تعــرض الفــرد لمواقــف متعــددة يف حياتــه العاديــة‬
‫‪ -6‬تعلــم حــل المشــكالت‪ :‬ان ّ‬
‫حائــرا يف مواجهــة البعــض‬
‫ً‬ ‫يجعلــه يتصــرف أزاء بعضهــا بســهولة‪ ،‬بينمــا يقــف‬
‫اآلخــر فمثــاً‪:‬‬
‫الشــخص الــذي َيدهــب الــي الســوق لشــراء بعــض الحاجــات ووضــع يــده يف جيبــه‬
‫ليخــرج محفظــة نقــوده فلــم يجدهــا‪ ،‬وإن هــذا الشــحص تعــرض لموقــف ســبب‬
‫لــه الحيــرة التــي دفعتــه للتفكيــر يف كيفيــة فقــد محفظتــه‪ ،‬هــل ســقطت منــه؟ هــل‬
‫تركهــا يف البيــت؟ أو هــل ُسـ ِـر ْ‬
‫قت منــه؟ ثــم يبــدأ يف ترجيــح أحــد هــذه التســاؤالت‬
‫ومحاولــة اإلجابــة عليهــا فمواجهــة اإلنســان للمواقــف المعقــدة هــي التــي تدفعــه‬
‫إلــى التفكيــر‪.‬‬
‫‪ -‬طــرق التعلم ‪:‬‬
‫نظــرا ألهميــة التعلــم بالنســبة للفــرد والمجتمــع‪ ،‬وتحقيقــا لتعلــم أفضــل‪ ،‬أهتــم‬
‫علمــاء النفــس بدراســة طــرق التعلــم واألســس والقوانيــن التــي يســير عليهــا‪ ،‬وقــد‬
‫حاولــوا اكتشــاف هــذه األســس بوســائل تجريبيــة ســليمة‪ ،‬وقــد توصــل العلمــاء إلــى‬
‫عــدة نظريــات للتعلــم نذكــر منهــا‪:‬‬
‫‪ -1‬نظرية االرتباط الشرطي ‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرية المحاولة والخطأ ‪.‬‬
‫‪ -3‬نظرية االستبصــــــــــــار‪.‬‬

‫أوالً ‪ -‬نظـرية االرتبـاط الشـرطي ‪:‬‬


‫تعتــر نظريــة التعلــم الشــرطي إحــدى النظريــات األساســية لتفســير التعلــم‬
‫ـت هــذه النظريــة مــن قبــل أحــد علمــاء وظائــف‬
‫لــدى االنســان والحيــوان‪ ،‬وقــد َوض َعـ ْ‬
‫األعضــاء الروســيين (إيفــان بــر وفيتــش بافلــوف) (‪ )1936 - 1849‬الــذي نــال‬
‫شــهرة كبيــرة مــن خــال أبحاثــه التــي قــام هبــا يف مجــاالت علميــة مختلفــة‪ ،‬ومــن بيــن‬
‫هــذه األبحــاث‪ :‬تجربتــه علــى الغــدد الهضميــة حيــث أجــرى عمليــات جراحيــة علــى‬
‫الــكالب ‪.‬‬

‫‪98‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫يعتــر (بافلــوف) العالــم الفســيولوجي الروســي أول مــن تنبــه إلــى هــذه الطريقــة بعــد‬
‫أن أجــرى تجاربــه علــى كلــب لدراســة جهــازه الهضمــي حيــث ث ّبــت بافلــوف جســم‬
‫الكلــب وأطرافــه ورأســه‪ ،‬ثــم أجــرى لــه عمليــة تشــريحية بســيطة لتوصيــل غــدده‬
‫اللعابيــة بأنبوبــة زجاجيــة يســتطيع مــن خاللهــا أن يقيــس كميــة اللعــاب التــي تســيل‬
‫منــه‪.‬‬

‫ومــن هنــا الحــظ (بافلــوف)‪ ،‬يف تجاربــه األولــى أن لعــاب الكلــب يســيل بشــكل‬
‫متوقــع عندمــا يتــم تقديــم الطعــام اليــه‪ ،‬ثــم الحــظ أن اللعــاب يســيل كلمــا رأى الطعام‪،‬‬
‫َأو شــم رائحتــه وأخيــر ًا الحــظ ســيالن لعــاب الكلــب بمجــرد رؤيتــه للشــخص الــذي‬
‫يقــدم لــه الطعــام‪ ،‬وتمكــن (بافلــوف) مــن خــال مالحظاتــه هــذه التعــرف علــى‬
‫جانــب مهــم مــن جوانــب التع َّلــم ســماه بالتع َّلــم الشــرطي الكالســيكي‪ ،‬ثــم أجــرى‬
‫(بافلــوف) تجــارب أخــرى قــدم يف أحدهــا الطعــام للكلــب مقرتنــا يف نفــس الوقــت‬
‫بصــوت جــرس‪ ،‬وكــرر هــذه التجربــة نحــو عشــرين مــرة توقــف بعدهــا عــن تقديــم‬
‫الطعــام واقتصــر علــى قــرع الجــرس فكانــت النتيجــة هــي ســيل اللعــاب‪ ،‬وحتــى يتــم‬
‫توضيــح مــا حــدث وتفســيره نبســط هــذه التجــارب بالصــورة التاليــة‪:‬‬

‫‪99‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ -1‬العملية األولى‪:‬‬
‫سيل اللعاب (استجابه طبيعية)‪.‬‬ ‫الكلب‬ ‫‪ -‬الطعام (منبه طبيعي)‬
‫‪ -2‬العملية الثانية ‪:‬‬
‫الطعام مصحوبًا بصوت جرس‪.‬‬
‫سيل اللعاب‪.‬‬ ‫الكلب‬ ‫صوت جرس(منبه صناعي)‬ ‫‪-‬الطعام (منبه طبيعي)‬

‫‪ -3‬العملية الثالثة ‪:‬‬


‫سيل اللعاب (استجابه شرطية)‪.‬‬ ‫الكلب‬ ‫‪ -‬صوت الجرس‬
‫االستنتـاج‪:‬‬
‫اســتنتج (بافلــوف) مــن تجاربــه أن صــوت الجــرس وهــو منبــه صناعــي اكتســب‬
‫خاصيــة الطعــام وهــو منبــه طبيعــي‪ .‬يف احــداث االســتجابة عنــد الكلــب وهــي وســيل‬
‫اللعــاب‪ .‬ولكــن هــذه االســتجابة اســتجابة شــرطية‪ ،‬بينمــا االســتجابة يف حالــة تقديــم‬
‫الطعــام اســتجابة طبيعيــة‪ ،‬والــذي جعــل صــوت الجــرس يكتســب هــذه الخاصيــة هــو‬
‫ارتباطــه المتكــرر بتقديــم الطعــام للكلــب‪ ،‬وأن المنبــه الصناعــي يكتســب خاصيــة المنبــه‬
‫الطبيعــي يف احــداث االســتجابة المطلوبــة‪ ،‬وقــد أجــرى (بافلــوف) ومعاونــوه العديــد من‬
‫التجــارب‪ ،‬وتوصلــوا إلــى نتائــج تمــت صياغاهتــا يف صــورة مبــادئ أو قوانيــن كان لهــا‬
‫تطبيقــات تربويــة واســعة‪ ،‬ويمكــن أن نلخــص هــذه المبــادئ فيمــا يلــي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬مبــدأ االقتــران‪ :‬بعنــي مبــدأ االقــران أنــه عندمــا يتكــرر حدثــان لعــدد مــن المــرات‪،‬‬
‫فــإن أحدهمــا مرتبــط باآلخــر‪ ،‬وعندمــا يحــدث أحدهمــا لوحــده (المثيــر) فإنــه يتــم‬
‫تذكــر الحــدث الثــاين (االســتجابة)‪ ،‬وتجدر اإلشــارة إلــى أن االقرتان ليــس بالضرورة‬
‫أن يتكــرر لعــدد مــن المــرات‪ ،‬فقــد يتــم االقــران مــن مــرة واحــدة‪ ،‬ويتــم تفســير‬
‫العديــد مــن أشــكال التعلــم وفقــا لهــذا المبــدأ‪ ،‬فالطفــل الصغيــر الــذي َخبِــ َـر آالمــا‬
‫نتيجــة لحــادث وقــع لــه يف ارجوحــة بالملعــب‪ ،‬فإنــه يف المســتقبل يرفــض اســتخدام‬
‫األرجوحــة مــرة أخــرى‪ ،‬ويبــدو خائفــا مــن اســتخدام معــدات أخــري بالملعــب‬
‫وهنــاك العديــد مــن مظاهــر التعلــم التــي يمكــن تفســيرها وفقــا لهــذا المبــدأ ‪.‬‬
‫‪100‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ -2‬مبــدأ التدعيــم أو التعزيــز‪ :‬التدعيــم أو التعزيــز شــرط أساســي للت ّعلــم‪ ،‬ويقصــد‬
‫بالتعزيــز أو التدعيــم مكافــأة االســتجابة التــي يــراد تكرارهــا يف مواقــف معينــة‪،‬‬
‫واالســتجابة التــي ال تكافــأ ال يــراد تكرارهــا‪ ،‬والتدعيــم هــو محاولــة تقويــة‬
‫االرتبــاط بيــن المثيــر الشــرطي واالســتجابة الشــرطية‪ ،‬وقــد بينــت نتائــج التجــارب‬
‫أن االســتجابة الشــرطية ال تثبــت‪ ،‬وتبقــى‪ ،‬بــل ال تتكــون إال إذا اقــرن المثيــر‬
‫الطبيعــي بالمثيــر الشــرطي أو تبعــه مباشــرة مــرات متتاليــة‪ ،‬ويتخــذ التدعيم اشــكاال‬
‫متعــددة‪ ،‬وبالتالــي فــإن آثــاره علــى التعلــم تكــون مختلفــة‪ ،‬وقــد يكــون التدعيــم يف‬
‫صــورة ثــواب أو مكافــأة ماديــة أو معنويــة‪ ،‬وقــد يكــون يف صــورة عقــاب مــادي‬
‫أو معنــوي‪ ،‬واألمثلــة التــي توضــح التطبيقــات العمليــة للتدعيــم يف مجــال التعلــم‬
‫كثيــرة ومتعــددة ‪ ،‬فالتلميــذ الــذي تتــم مكافأتــه مــن قبــل المــدرس عندمــا يقــوم‬
‫بواجباتــه المدرســية بصــورة صحيحــة يميــل إلــى القيــام بواجباتــه المدرســية يف‬
‫المســتقبل بشــكل أكثــر دقــة واتقانــا وبصــورة منتظمــة ‪ ،‬وبالتالــي فــإن المــدرس‬
‫يســتطيع تطبيــق هــذا المبــدأ علــى أوجــه النشــاط المختلفــة التــي يقــوم هبــا تالميــذه‬
‫يف داخــل الفصــل أو خارجــه ‪.‬‬
‫‪ -3‬مبــدأ اإلطفــاء‪ :‬يقصــد باإلطفــاء هــو احتجــاب االســتجابة الشــرطية أو التوقــف‬
‫عنهــا‪ ،‬وهــذا المبــدأ هــو عكــس مبــدأ التدعيــم‪ ،‬ويحــدث اإلطفــاء إذا تكــرر تقديــم‬
‫المثيــر الشــرطي لوحــده لعــدد مــن المــرات دون أن يتــم تدعيمــه أو دون أ يتبعــه‬
‫المثيــر الطبيعــي ‪ .‬وقــد لوحــظ يف التجــارب التــي أجريــت علــى الكالب أن ســيالن‬
‫اللعــاب لديهــا يتضــاءل إلــى أن يختفــي تمامــا إذا مــا تكــرر تقديــم المثيــر الشــرطي‬
‫(رنيــن الشــوكة) وحــده لعــدد مــن المــرات‪ ،‬وتطبيــق هــذا المبــدأ يف داخــل الفصــل‬
‫الدراســي أو خارجــه يتمثــل يف ضــرورة اســتخدام المثيــر الطبيعــي مــن آن آلخــر‬
‫حتــى ال يحــدث اإلطفــاء‪.‬‬
‫فالمــدرس الــذي يهــدد طالبــه المهمليــن بالعقــاب (مثيــر شــرطي) دون أن‬
‫يعاقبهــم فعــا (مثيــر طبيعــي)‪ ،‬فــإن اهمالهــم سيســتمر‪ ،‬ألن التهديـــــد وحــده ال‬
‫يــؤدى إلــى إطفـــــاء (االســتجابة الشــرطية) وهــي اإلهمال‪ ،‬هــذه هي أهــم المبادئ‬
‫يف نظريــة االقــران الشــرطي أو نظريــة التعلــم الشــرطي‪.‬‬
‫‪101‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫ثانيا ً ‪ -‬نظرية المحاولة والخطأ ‪:‬‬
‫الحــظ علمــاء النفــس َأننــا ال نتعلــم جميــع معارفنــا وال نكتســب كل خرباتنــا عــن‬
‫طريــق االرتبــاط الشــرطي فقــط‪ ،‬ومــن ثــم جــدّ وا يف البحــث عــن طــرق أخــرى للتعلــم‪،‬‬
‫فكانــت نظريــة المحاولــة والخطــأ التــي اكتشــفها العالمــان (داشــيل وثورندايــك) بعــد‬
‫إجــراء عــدد مــن التجــارب علــى الفئــران البيضــاء والقطــط‪.‬‬
‫‪ -‬منــع (داشــيل) الطعــام عــن فــأر‪ ،‬ثــم وضعــه عنــد فتحــة متاهــة مليئــة بالطــرق‬
‫ال الوصــول‬ ‫المتعرجــة ووضــع يف هنايتهــا طعامــا للفــأر الجائــع‪ ،‬اندفــع الفــأر محــاو ً‬
‫إلــى الطعــام‪ ،‬وبــدأ يقــوم بعــدة محــاوالت مختلفــة تمكــن بعدهــا مــن الوصــول إلــى‬
‫الهــدف وهــو الطعــام‪ ،‬كرر(داشــيل) التجربــة علــى الفــأر نفســه‪ ،‬فوجــد أن محاولتــه‬
‫الخاطئــة قــد قلــت‪ ،‬بتكــرار التجربــة‪ ،‬والحــظ أن الفــأر قــد تعلــم كيــف يتوجــه مباشــرة‬
‫إلــى الطعــام دون تعثــر أو خطــأ‪.‬‬
‫‪ -‬أجــرى (ثورندايــك ) تجربــة علــى قــط جائــع وضعــه يف قفــص مغلــق‪ ،‬ولكــن يمكــن‬
‫فتحــه إذا مــا وقعــت يــد القــط علــى ســقاطة ((( فيــه‪ ،‬وضــع ثورندايــك خــارج القفــص‬
‫طعامــا وحــاول القــط داخــل القفــص عــدة محــاوالت حتــى يخــرج ويصــل للطعــام‪،‬‬
‫وكانــت حــركات القــط يف القفــص تبــدو عشــوائية يف اندفاعــه وتقدمــه تــارة وتأخــره‬
‫تــارة ثانيــة‪ ،‬ومــد يــده خــارج القفــص تــارة ثالثــة‪ ،‬وبتكــرار حــركات القــط ومحاوالتــه‬
‫وقعــت يــده فجــأة ومصادفــة علــى الســقاطة‪ ،‬ففتــح القفــص وخــرج القــط‪ ،‬ووصــل‬
‫إلــى هدفــه وهــو الطعــام ‪ ،‬وبتكــرار التجربــة ابتــدأت أخطــاء القــط تقــل‪ ،‬وتعلــم يف‬
‫النهايــة كيــف يفتــح البــاب بســهولة بمجــرد مــا يوضــع داخــل القفــص‪ ،‬والجــدول‬
‫التالــي يوضــح كيــف أن تكــرار التجــارب والمحــاوالت أدى إلــى قلــة األخطــاء‬
‫وتضــاؤل الزمــن المســتغرق للوصــول إلــى الهــدف‪ ،‬ونتيجــة لتجــارب (داشــيل) و‬
‫(ثــور ندايــك) توصــل العلمــاء إلــى عــدة قوانيــن لتفســير طريقــة المحاولــة والخطــأ يف‬
‫حــدوث التعلــم ‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫(‪ :)1‬سقاطة ‪ -‬يد حديدي صغري يفتح بها القفص‬


‫‪102‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫الطعام‬

‫الفـــأر‬

‫ثورندايك وجتربة (القطط والقفص)‬

‫‪103‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ .1‬قــانون التكـرر أو املـران ‪:‬‬
‫وبمعنــى أن االســتجابة تقــوى بالمــران والتكــرار وتضعــف باإلهمــال المتواصــل‬
‫واإلغفــال‪ ،‬فالحــظ ثورانديــك أن تكراراســتجابة معينــة للوصــول إلــى الهــدف يــؤدي‬
‫إلــى زيــادة قــوة هــذه االســتجابة‪ ،‬وال يعتــر ثورندايــك هــو أول مــن تكلــم عــن أهميــة‬
‫التكــرار أو المــران يف عمليــة التعلــم فقــد ســبقه إلــى ذلــك عالــم النفــس األمريكــي‬
‫(واطســون) الــذي ذهــب إلــى القــول بــأن الحــركات التــي تبقــى ويحفظهــا الحيــوان‬
‫هــي التــي تتكــرر كثيــر ًا وهــي الحـــركات الناجحــة التــي تحقــق لــه هدفــه‪ ،‬لـــذلك‬
‫فالحيــوان ال يكــرر المحــاوالت الفاشــلة‪.‬‬

‫الـزمن املستغرق‬ ‫عـدد املحاوالت الخاطئة‬ ‫التجربة‬


‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫األوىل‬
‫‪7‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الثانية‬
‫‪3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الثالثة‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الرابعة‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الخامسة‬

‫‪104‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫يثبــت الســلوك عنــد الحيــوان‪ .‬والجــدول التالــي‬
‫ُ‬ ‫وبتكــرار المحــاوالت الناجحــة‬
‫يوضــح رأي (واطســون)‪ ،‬فالمحــاوالت الناجحــة تكــرر حدوثهــا ضعــف المحاوالت‬
‫الفاشــلة‪ ،‬وهــذا مــا أ َّدى إلــى تثبيــث الســلوك الجديــد عنــد الحيــوان‪.‬‬

‫املحاولة الثانية‬ ‫املحاولة األوىل‬ ‫التجربة‬


‫نجاح‬ ‫فشل‬ ‫األوىل‬
‫‪-‬‬ ‫نجاح‬ ‫الثانية‬
‫نجاح‬ ‫فشل‬ ‫الثالثة‬
‫نجاح‬ ‫فشل‬ ‫الرابعة‬
‫‪-‬‬ ‫نجاح‬ ‫الخامسة‬
‫‪-‬‬ ‫نجاح‬ ‫السادسة‬
‫نجاح‬ ‫فشل‬ ‫السابعة‬
‫‪-‬‬ ‫نجاح‬ ‫الثامنة‬
‫‪ - 2‬قــانون َ‬
‫األثــر ‪:‬‬
‫رأى ثورندايــك أنــه ليــس مــن الضــروري أن تتبــع المحاولــة الفاشــلة محاولــة‬
‫ناجحــة‪ ،‬وقــال إن المحــاوالت الناجحــة تشــبع حاجــة الحيــوان‪ ،‬فيشــعر باالرتيــاح‪،‬‬
‫وبالتالــي يميــل إلــى تكرارهــا بكثــرة‪ ،‬وذلــك عكــس المحــاوالت الفاشــلة التــي لــم‬
‫تؤلــم الحيــوان ويحــاول تالفيهــا فتقــل وال تبقــى ســوى المحــاوالت الناجحــة التــي‬
‫توصــل الحيــوان لهدفــه‪ ،‬فنظريــة ثورندايــك يف التعلــم تذهــب إلــى األثــر الطيــب‬
‫المرضــي مــن شــأنه أن يقــوي الرابطــة بيــن الســلوك الجديــد الصحيــح وبيــن الحركات‬
‫أو المحــاوالت التــي تــؤدي اليــه‪.‬‬

‫‪105‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ -3‬قـانون التأهـب واالستعـداد ‪:‬‬
‫فالكائــن الحــي ينجــح يف محاوالتــه ويف اكتســاب ســلوكه الجديــد إذا كان يف حالــة‬
‫مــن التهيــؤ والتأهــب للقيــام بالعمــل‪ ،‬وانعــدام حالــة التهيــؤ والتأهــب للقيــام بالعمــل‬
‫يجعــل المحــاوالت قليلــة جــد ًا إن لــم تكــن معدومــة‪ ،‬فــإذا لــم يكــن القــط جائعــا لمــا‬
‫تحــرك محــاوال الوصــول إلــي الطعــام‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ /‬نظـرية اإلستبصار‪:‬‬


‫رفــض عالمــا النفــس االلمانيــان (كـــوفوكا) و (كلهــر) تفســير التعلــم عــن‬
‫طريــق االرتبــاط الشــرطي أو عــن طريــق المحاولــة والخطــأ‪ ،‬وانتهــت تجارهبمــا‬
‫إلــى أن أســاس التعلــم هــو فهــم الكائــن الحــي وإدراكــه للموقــف ككل ومــا فيــه مــن‬
‫عالقــات تتضــح لــه فجــأة‪ ،‬وهــذا مــا يعــرف باالســتبصار‪ ،‬وقــد أجريــت التجــارب‬
‫علــى حيوانــات أعلــى ذكاء مــن القطــط والــكالب والفئــران فاســتخدمت القــرود مــن‬
‫نــوع الشــمبانزي يف هــذه التجــارب‪ ،‬فوضــع (كلهــر) قــرد ًا جائعــا يف قفــص‪ ،‬وعلــق يف‬
‫هنايــة القفــص مــن أعلــى مــوزة‪ ،‬ويف الحــال حــاول القــرد أن يصــل إلــى المــوزة التــي‬
‫لــم تكــن يف متناولــه‪ ،‬وقــد وضــع (كلهــر) داخــل القفــص أيضـ َا صندوقيــن منفصليــن‬
‫يكفــي وضــع أحدهمــا علــى اآلخــر لكــي يصــل القــرد للمــوزة وبعــد عــدة محــاوالت‬
‫تمكــن القــرد مــن الوصــول للمــوزة ‪.‬‬

‫‪106‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫• جتارب (كلهر)‪( :‬القـرد ‪ -‬القفـص ‪ -‬املـوزة) ‪:‬‬
‫ال مــن صندوقيــن‬ ‫أجــرى (كلهــر) التجربــة بطريقــة أخــرى حيــث وضــع بــد ً‬
‫عصويــن((( صغيرتيــن منفصلتيــن يمكــن توصليهمــا ببعــض عــن طــرق تجويــف يف‬
‫أحدهمــا‪ ،‬وقــد نجــح القــرد بعــد إدراكــه للفجــوة يف أن يصــل العصويــن ببعضهمــا‬
‫ويســقط المــوزة‪ ،‬وانتهــى (كهلــر) مــن تجاربــه إلــى القــول بــأن التعلــم ال يحــدث‬
‫بوســاطة االرتبــاط الشــرطي وال عــن طريــق المحاولــة والخطــأ وإنمــا يحــدث التعلــم‬
‫علــى أســاس فهــم الحيــوان وإدراكــه المفاجــئ للعالقــات القائمــة بيــن األشــياء‬
‫والمواقــف وهــذا مــا يعــرف باالســتبصار‪.‬‬
‫وتوصــل (كهلــر) إلــى أن القوانيــن التــي تحكــم ســلوك الكائــن الحــي أثنــاء تعلمــه‬
‫هبــذه الطريقــة هــي كاآليت ‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلدراك الفجائ��ي للعالق��ات‪ :‬فالكائــن الحــي وخاصــة االنســان ال يقتصــر علــى‬
‫إدراك األشــياء يف صــورة مبعثــرة‪ ،‬بــل يــدرك أيضــا العالقــات القائمــة بينهــا‪ ،‬وكلما‬
‫كان مســتوى ذكاء الكائــن الحــي عاليــا كان إدراكــه للعالقــات أســرع‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلدراك الكلــي أوالً فالجزئــي ثانيــا‪ :‬فالكائــن الحــي عندمــا يــدرك شــيئا فــإن‬
‫إدراكــه لهــذا الشــيء يكــون يف البدايــة إدراكا اجماليــا كليــا‪ ،‬ولكــن بعــد التدقيــق يف‬
‫الشــيء يــدرك تفاصيلــه أو جزئياتــه بشــكل واضــح‪.‬‬
‫‪ -3‬النضــج والخبــرة‪ :‬النضــج العقلــي شــرط للتعلــم‪ ،‬وهذا النضــج ال يعني قــدرا عاليا‬
‫مــن الــذكاء وانعــدام النضــج يجعــل التعلــم مســتحيال‪ ،‬وكذلــك الخــرة الســابقة‬
‫تســاعد علــى تعلــم خــرة جديــدة‪ ،‬فالموقــف الجديــد المــراد تعلمــه لــو كان قــد مــر‬
‫يف خــرة الكائــن الحــي موقــف شــيبه بــه‪ ،‬فــإن عمليــة التعلــم تكــون بســيطة جــدا‬
‫والجهــد العقلــي يكــون قليــل جــدا‪ ،‬ألن الكائــن الحــي سيســتعين بخربتــه الســابقة‪،‬‬
‫وتتــم عمليــة التعلــم لــدى االنســان هبــذه الطــرق الثــاث يف مختلف مراحــل حياته‪،‬‬
‫ولكــن قــد تغلــب إحــدى هــذه الطــرق يف إحــدى المراحــل الثــاث التاليــة‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫(‪ :)1‬عصوين ‪ -‬مثنى عصا أي اثنان ‪.‬‬


‫‪107‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ -1‬الطفــل المولــود حديثــا يكــون كتلــة جســمية يحكمهــا جهــاز عصبــي‪ ،‬ويقــوم‬
‫ببعــض أنــواع الســلوك الــاإرادي‪ ،‬وبالتالــي فــإن كل مــا يكتســبه مــن ســلوك يتــم‬
‫بوســاطة االرتبــاط الشــرطي‪.‬‬
‫‪ - 2‬عندمــا ينمــو الطفــل وتبــدو عليــه بــوادر التفكيــر فإنــه يبــدأ يف تكويــن ســلوكه‬
‫واكتســاب خرباتــه عــن طريــق المحاولــة والخطــأ‪ ،‬إلــى جانــب طريقــة االرتبــاط‬
‫الشــرطي‪.‬‬
‫‪ -3‬امــا نضــج االنســان عقليــا فإنــه يكتســب خرباتــه الجديــدة عــن طريــق االســتبصار‬
‫إلــى جانــب المحاولــة والخطــأ واالرتبــاط الشـ َّـرطِي‪.‬‬
‫وجمم��ل الق��ول‪ :‬أن تعلــم االنســان واكتســابه لخــرات جديــدة يتــم عــن طريــق تكامــل‬
‫هــذه الطــرق الثالث‪.‬‬

‫‪108‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫أسئلة الفصل السـابع‬

‫بالتعلم؟ مت تكلم عن أهمية َّ‬


‫التعلم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫س‪ .1‬بيني املقصود‬
‫س‪ .2‬وضح فيما إذا كان التعلم قاصراً على االنسان‪ ،‬وضح اجابتك باألمثلة‪.‬‬
‫س‪ .3‬وضح الفرق بني التعّلم والتعليم‪.‬‬
‫س‪ .4‬تكلم عن شروط التعلم اجليد (بإجياز)‪.‬‬
‫س‪ .5‬وضح أهمية تركيز االنتباه والتكرار يف التعلم‪.‬‬
‫س‪.6‬اذكر أنواع التعلم‪ ،‬وحتدث عن احداها بالتفصيل‪.‬‬
‫س‪.7‬إىل أي م��دى تعت�بر احل��واس وس��يلة للتعل��م؟ وكي��ف ت��ؤدي املالحظ��ة‬
‫دوره��ا يف عملي��ة التعل��م؟‬
‫س‪ .8‬ما املقصود بالتعلم عن طريق حفظ اجليد؟‬
‫س‪ .9‬قل ما تعرفه عن‪:‬‬
‫‪ -‬التعلم عن طريق حل املشكالت‪.‬‬
‫‪ -‬تعـلم املهارة احلركية‪.‬‬
‫‪ -‬أثـر النتيجة يف التعلم‪.‬‬
‫س‪ .10‬توص��ل (بافل��وف) إىل أن االرتب��اط الش َّ��رطي طريق��ة م��ن ط��رق التعل��م‬
‫واكتس��اب اخل�برات اجلدي��دة‪ ،‬ناق��ش ه��ذا الق��ول موضح��ا إجابت��ك باألمثل��ة‪.‬‬

‫‪109‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫س‪ .11‬تكل��م ع��ن القوان�ين ال�تي توص��ل إليه��ا بافل��وف وال�تي حتك��م االرتب��اط‬
‫الش��رطي‪.‬‬
‫س‪ .12‬نتيجة لتجارب (دش��يل) و (ثورندايك) أمكن التوصل إىل أن التعلم يتم‬
‫عن طريق احملاولة واخلطأ‪ ،‬وضح ذلك‪.‬‬
‫س‪ .13‬تكلم عن القوانني حتكم طريقة احملاولة واخلطأ يف التعلم‬
‫س‪ .14‬رفض (كهلر) و (كوفكا) تفسري التعلم عن طريق االرتباط الشرطي‬
‫أو عن طريق احملاولة واخلطأ‪ ،‬وانتهيا من جتاربهما إىل أن أساس التعلم هو‬
‫االستبصار‪ ،‬وضح ذلك‪.‬‬
‫س‪ .15‬هناك قوانني حتكم سلوك الكائن احلي أثناء تعلمه بطريقة االستبصار‬
‫أشرح تلك القوانني‪.‬‬
‫س‪ .16‬وضح بأي طرق ميكن أن يتعلم االنسان‪.‬‬
‫س‪ .17‬قل ما تعرفه عن‪:‬‬
‫‪ -‬االنطف��اء التجري�بي‪ -‬التعمي��م والتخصي��ص ‪ -‬إدراك العالق��ات الفجائي��ة‬
‫‪ -‬قان��ون َ‬
‫األث��ر‪ -‬قان��ون التأه��ب واالس��تعداد ‪.‬‬

‫س‪ .18‬اذكر خربة اكتسبتها (تعلمتها) وبني بأي الطرق تعلمتها‪.‬‬

‫‪110‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫بـعض املــراجـع املخـتـارة‬

‫‪ )1‬يوسف مراد‪ :‬علم النفس العام‪ ،‬دار املعارف مبصر‪.‬‬


‫‪ )2‬يوسف مراد‪ :‬أسس علم النفس‪.‬‬
‫‪ )3‬أمحد زكي صاحل‪ :‬علم النفس الرتبوي‪.‬‬
‫‪ )4‬مصطفى فهمي‪ :‬جماالت علم النفس‪.‬‬
‫‪ )6‬عبد العزيز القوصى وآخرون‪ :‬اللغة والتفكري‪.‬‬
‫‪ )7‬أمحد زكي صاحل‪ :‬التعليم أسسه ونظرياته‪.‬‬

‫‪111‬‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
112

]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵

You might also like