Professional Documents
Culture Documents
الإدارة في دولة الأمير عبد القادر، الإستراتيجية والإنجازات (1832-1847)
الإدارة في دولة الأمير عبد القادر، الإستراتيجية والإنجازات (1832-1847)
اﳌﻘﺪﻣﺔ:
ﱠ
ﺎﻧﺖ اﻟﺼﺪﻣﺔ ﻛﺒ ة ﻋ اﻟﺸﻌﺐ ا ﺰاﺋﺮي ﺣﻴﻨﻤﺎ وﻗﻊ اﻟﺪاي ﺣﺴ ن ﻣﻌﺎ ﺪة ﺴﻠﻴﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ا ﺰاﺋﺮ
05ﺟﻮ ﻠﻴﺔ ،1830ﻋ إﺛﺮ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ وﻏ ﻣﻨﻈﻤﺔ .ﻟﻜﻦ ﻌﺪ ﻣﺮور ﺳ ﺘ ن ﻣﻦ ﺳﻘﻮط ﻣﺪﻳﻨﺔ
ا ﺰاﺋﺮ ،ﺗﺤﺮك أ ﻞ اﻟﻮ إ إﻳﺠﺎد ﻗﻴﺎدة ﻳﻠﺘﻒ ﺣﻮﻟ ﺎ اﻟﺸﻌﺐ ا ﺰاﺋﺮي ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻧﻔﺴﮫ و ﻗﺪام
ﻋ ا ﺎد واﳌﻘﺎوﻣﺔ اﳌﺴ ﺔ.
ُﺑﻮ ﻊ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﺑﻦ ﻣ اﻟﺪﻳﻦ أﻣ ً ا ﻟ ﺎد ،وأﻣ ً ا ﻋ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟ ﺑﺎ ﻌﺘﮫ وﻗﺒﻠﺖ ﺑﺎﻟﺴﻤﻊ واﻟﻄﺎﻋﺔ
ﻟﮫ .وﻟﻢ ﺗﻤﺾ ﻣﺪة ﻃﻮ ﻠﺔ ﺣ ﺑﺪأت ﺛﻤﺎر ﺬﻩ اﻟ ﺒﺔ ﺗ ز ﻣﻦ ﺧﻼل رﺳﻢ إﺳ اﺗﻴﺠﻴﺎت أﻣ ﻳﺔ،
ّ ﻣﻔﺼﻠﻴﺔّ .
ّ وﺧﻮض ّ
ﺗﻨﻮﻋﺖ ﺑ ن اﳌﻌﺮك اﳌﺴ ﺔ ،وأﺧﺮى ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ إدارﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ.ﻟﻢ ﻋﺪة ﻣﻌﺎرك
ﱠ
ﻳﻜﻦ أﻣﺎم دارة ﺳﺘﻌﻤﺎرﺔ إﻻ اﻟ ﻮء إ ﻋﺪة ﻣﺨﻄﻄﺎت ﻹﻓﺸﺎل ﻣﺸﺮوع ﻣ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر.
إن ﺬﻩ اﳌﺪاﺧﻠﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ،ﺗﺤﺎول ﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟ ﺴﺎؤل ﻲ :ﻞ ﺎﻧﺖ إﻧﺠﺎزات ﻣ ﱠ
ّ
ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻋﺘﻤﺎد اﻟﻨﻈﻢ دار ﺔ ﻟﺪوﻟﺘﮫ ﻣﺴﺘ ﺔ ﻋﻦ دارة اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ أم ﺗﺠﺪﻳﺪ را
ّ ّ
واﻟﺘﺤﻮل؟ وﻹﺛﺮاء و ﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟ ﺴﺎؤل ،وﻇﻔﻨﺎ ﻣﺎ ﺗﻮازﻧﺎت اﳌﺮﺣﻠﺔ ا ﺪﻳﺪة اﳌ ﺴﻤﺔ ﺑﺎﻟﺼﺪﻣﺔ
وﻗﻔﻨﺎ ﻋﻠﻴﮫ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر ودراﺳﺎت اﳌﻮﺿﻮع ،وﻗﺴﻤﻨﺎ اﳌﺪاﺧﻠﺔ إ ﻣﻘﺪﻣﺔ وﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣ اﺑﻄﺔ اﻟﺒﻨﺎء
ﺗﻀﻤﻨﺖ أ ﻢ ﺳﺘ ﺘﺎﺟﺎت.اﻟﺘﺎر ،وﺧﺎﺗﻤﺔ ّ ّ
ّ
اﻟﺘﻤ ﻴﺪ:
ﺳﻴﺪي ﻓﺮج ﺛﻢ اﺳﻄﺎو وﺳﻘﻮط ﺣﺼﻦ ﻌﺪ ا ﺰام اﳌﻘﺎوﻣﺔ ا ﺰاﺋﺮﺔ أﻣﺎم ا ﺶ اﻟﻔﺮ
ﺗﻀﻤﻨﺖ ﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎن ،وﺟﺪ اﻟﺪاي ﺣﺴ ن ﻧﻔﺴﮫ ﻣﺮﻏﻤﺎ ﻋ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻋ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺳ ﺴﻼمّ .
ﻋﺪة ﺑﻨﻮد ،ﻣ ﺎ اﺳﺘﻼم اﻟﺒﺤﺮﺔ اﻟﻔﺮ ﺴﻴﺔ ﺑﺮاج وا ﺼﻮن ورﻓﻊ ﻋﻠ ﺎ ّ
اﻟﺮاﻳﺔ اﻟﻔﺮ ﺴﻴﺔ. ّ
161
اﻟﻌدد اﻟﺳﺎﺑﻊ /ﺟﺎﻧﻔﻲ 2018 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘرطﺎس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﺴ ﺎن اﳌﺪﻧﻴ ن وﻛ اﻟ ﺐ و ﻋﺘﺪاء ،ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ آﻻف ّ
اﻟﺴ ﺎن ﻐﺎدرون اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺮو ﺎ ّ
اﺷﺘﺪ ﺧﻮف ّ
ﺑﺄﻧﻔﺴ ﻢ وﻧﻔﺎ ﺲ ﺗﻠ ﺎ ﻢ ،ﻣﺘﺠ ن ﺷﺮﻗﺎ وﻏﺮ ﺎ وﺟﻨﻮ ﺎ.1
ﻣﻘﺴﻤﺔ إدارً ﺎ إ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺎﻟﻴﻢ رﺋ ﺴﻴﺔ ﺴ ﻞّ ﺎﻧﺖ ا ﺰاﺋﺮ ،ﻗﺒﻞ ﺳﻘﻮﻃ ﺎ ﺻﻴﻒ ﻋﺎم ،1830
ﻣ ﺎ اﺻﻄﻼﺣﺎ )ﺑﺎﻳﻠﻚ(؛ إﻗﻠﻴﻢ اﻟﺸﺮق وﻋﺎﺻﻤﺘﮫ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ،وإﻗﻠﻴﻢ اﻟﺘﻴﻄﺮي ﺑﺎﻟﻮﺳﻂ
ً
وﻋﺎﺻﻤﺘﮫ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﳌﺪﻳﺔ ،وإﻗﻠﻴﻢ اﻟﻐﺮب وﻋﺎﺻﻤﺘﮫ ﻣﺪﻳﻨﺔ و ﺮان ،إﺿﺎﻓﺔ إ دار اﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟ ﺎﻧﺖ
ً
ﺗﻀﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ا ﺰاﺋﺮ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻟﻠﺒﻼد ،و ﺎﻧﺖ ﺗ ﺒﻊ ا ﻮﻣﺔ اﳌﺮﻛﺰﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة .و ﺎن ﻋ رأس إﻗﻠﻴﻢ
اﻟﺸﺮق ﻋﻨﺪﺋﺬ ا ﺎج أﺣﻤﺪ ،وإﻗﻠﻴﻢ اﻟﺘﻴﻄﺮي ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻮﻣﺮزاق ،وإﻗﻠﻴﻢ اﻟﻐﺮب ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﻮ ،
و ﺎن اﻟﺜﺎ ﻲ واﻟﺜﺎﻟﺚ ﺗﺮﻛﻴ ن ﻋﺜﻤﺎﻧﻴ ن ،أﻣﺎ ا ﺎج أﺣﻤﺪ ﻓﻘﺪ ﺎن ﻛﺮﻏﻠﻴﺎ ،أﺑﻮﻩ ﺗﺮ ﻲ ّ
وأﻣﮫ ﺟﺰاﺋﺮ ﺔ.
ﻌﺎﻣﻞ اﻟﻔﺮ ﺴﻴﻮن اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻣﻊ ﺆﻻء اﻟﻘﺎدة ﺑﻄﺮ ﻘﺔ ﺗ ﺎد ﺗ ﻮن واﺣﺪة ،و ﻋﺮض ﺗﺜ ﻴ ﻢ
وﻇﺎﺋﻔ ﻢ ﺸﺮط ﻋ اف ﺑﺎﻟﺴﻴﺎدة اﻟﻔﺮ ﺴﻴﺔ ودﻓﻊ اﻟﺪﻧﻮش أو اﻟﻀﺮ ﺒﺔ اﻟﺴﻨﻮ ﺔ اﻟ اﻋﺘﺎدوا ﻋ
ﺗﻘﺪﻳﻤ ﺎ ﻟﻠﺪاي ﻋﻼﻣﺔ ﻋ ا ﻀﻮع واﻟﻄﺎﻋﺔ.
َ
ﻗ ِﺒﻞ ﺑﻮﻣﺮزاق ﺑﺎي اﻟﺘﻴﻄﺮي اﻟﺸﺮوط أول ﻣﺮ وﻟﻜﻨﮫ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺚ أن ﺗﺮاﺟﻊ ،وﺣﺎرب اﻟﻔﺮ ﺴﻴ ن
ﻓﻘﺒﻀﻮا ﻋﻠﻴﮫ وﻧﻔﻮﻩ إ ﺳﻜﻨﺪرﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻮ .وأﻣﺎ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﻮ ﺑﺎي و ﺮان ﻓﻘﺪ ﺟﻤﻊ أﻋﻴﺎن
ﻣﺮ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺮد ﻋ اﻟﻔﺮ ﺴﻴ ن ،ﻓﺮﻓﻀﻮا ﺑﻘﻴﺎدة واﻟﺪ ﻣ ﻋﺒﺪاﻟﻘﺎدر إﻗﻠﻴﻤﮫ واﺳ ﺸﺎر ﻢ
ّ
اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻌﮫ ﻟﻈﻠﻤﮫ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﻓﺎﺳ ﺴﻠﻢ ﻟﻠﻔﺮ ﺴﻴ ن وﺳﻠﻢ إﻟ ﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ و ﺮان واﳌﺮ اﻟﻜﺒ ،و ﺎن
ﻣﺼ ﻩ ﻮ أﻳﻀﺎ اﻟﻨﻔﻲ ﻣﺜﻞ ﻣﺼ ﺑﻮﻣﺮزاق .وأﻣﺎ ا ﺎج أﺣﻤﺪ ﺑﺎي ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻓﻘﺪ رﻓﺾ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ
اﻟﻔﺮ ﺴﻴ ن ورﺟﻊ إ إﻗﻠﻴﻤﮫ وأﻋﻠﻦ ﻣﻮاﺻﻠﺔ ا ﺎد ﺿﺪ ﻢ وﻃﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟﻌﺜﻤﺎ ﻲ ﻣﺤﻤﻮد
اﻟﺜﺎ ﻲ دﻋﻤﮫ و ﻋ اف ﺑﮫ اﳌﻤﺜﻞ اﻟﺸﺮ اﻟﺒﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ا ﺰاﺋﺮ.
اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻟﺒﺎﻳﺎت اﻟﺸﺮق واﻟﻮﺳﻂ واﻟﻐﺮب .أﻣﺎ ﺷﻌﺒﻴﺎ ﻓﻘﺪ اﺗﺨﺬت إﺟﻤﻼ ،ﺬا ا ّ ﺴﻤﺖ اﳌﻮاﻗﻒ ّ ً
اﳌﻘﺎوﻣﺔ أﺷ ﺎﻻ ﻣﺘﻌﺪدة ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺳ ﻞ ﻣﺘﻴﺠﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻣﺘﺼﻼ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ا ﺰاﺋﺮ اﻟ
ﺳﻘﻄﺖ أﻳﺪي اﻟﻔﺮ ﺴﻴ ن واﺣﺘﻠ ﺎ ﺟ ﺸ ﻢ.
ُ ً ّ
اﻧﺘﻈﺎرا ﳌﺎ ﺳ ﺴﻔﺮ ﻋﻨﮫ وأول ﻌﺒ ﻋﻦ اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻇ ﺮ ﺧﺮوج اﻟﺴ ﺎن ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ
ﺣﺪاث ،و ﻌﺪ ﺎ ﺄوا إ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺳﻮاق واﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﺒﻴﻊ واﻟﺸﺮاء ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ا ﺰاﺋﺮ .ﺎن ﻟ ﺬﻩ
اﳌﻘﺎﻃﻌﺔ أﺛﺮ ﺎ اﻟﻔﻌﺎل ﻋ اﻟﻔﺮ ﺴﻴ ن ﻟﺪرﺟﺔ أ ﻢ ﻳﻘﻀﻮن ﺟﻮﻋﺎ ﻟﻨﻔﺎذ ﻣﺆوﻧ ﻢ اﻟ أﺣﻀﺮو ﺎ
1أﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺳﻌﺪ ﷲ ،ﺧﻼﺻﺔ ﺗﺎر ﺦ ا ﺰاﺋﺮ اﳌﻘﺎوﻣﺔ واﻟﺘﺤﺮ ﺮ ،1962-1830دار اﻟﻐﺮب
ﺳﻼﻣﻲ ،ﺑ وت ،2007 ،ص19
162
اﻟﻌدد اﻟﺳﺎﺑﻊ /ﺟﺎﻧﻔﻲ 2018 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘرطﺎس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻣﻌ ﻢ ،ﺛﻢ ﺪوث ﺛﻮرة ﺟﻮ ﻠﻴﺔ اﻟ أﻃﺎﺣﺖ ﺑﺎﳌﻠﻚ ﺷﺎرل اﻟﻌﺎﺷﺮ ،وﻋﺰﻟﺖ ﻗﺎﺋﺪ ا ﻤﻠﺔ ﻋ ا ﺰاﺋﺮ
ّ
اﳌﺮ ﺸﺎل ﺑﻮرﻣﻮن و ﻌﻴ ن ﻣ ﺎﻧﮫ اﻟﻠﻮاء ﻠﻮز ﻞ.
وأﻣﺎم اﻟﻀﻴﻖ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﻓﻴﮫ ا ﺶ اﻟﻔﺮ ا ﺎﺻﺮ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ا ﺰاﺋﺮ وﺗﻨﺎﻗﺺ اﳌﻮارد
ر ﺎف اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ،ﻗﺎم ﺑﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻓﻚ ا ﺼﺎر ﺑﺎ ﺮوج ﺟﻨﻮب ﻣﺪﻳﻨﺔ ا ﺰاﺋﺮ ﺲ ﻧﺒﺾ ّ
اﻟﺴ ﺎن
ودﻋﻮ ﻢ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺘﺠﺎري ﻣﻊ أﺳﻮاق ﻣﺪﻳﻨﺔ ا ﺰاﺋﺮ ،إﻻ أن اﻟﺴ ﺎن ﺗﺼﻠﺒﻮا ﻣﻮاﻗﻔ ﻢ وأﻋﻠﻨﻮا
ﻋﺪة ﻣﻌﺎرك ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺣﺎول اﻟﻔﺮ ﺴﻴﻮن اﻟﺘﻮﻏﻞ و ﺗﺠﺎﻩ ﻧﺤﻮ ا ﺮب ﻋ اﻟﻔﺮ ﺴﻴ ن ،وﻗﺪ وﻗﻌﺖ ّ
ﺑﻮﻓﺎر ﻚ واﻟﺒﻠﻴﺪة واﳌﺪﻳﺔ ،وداﻣﺖ اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﺣﻮا أر ﻊ ﺳﻨﻮات.
ﻣﺪﻳﻨﺔ ا ﺰاﺋﺮ ﻇﻦ ﻛﺜ ﻣﻦ أﻋﻴﺎ ﺎ أن اﻟﻔﺮ ﺴﻴ ن ﺳﻴﺤ ﻣﻮن ﻌ ﺪا ﻢ و ﻤﺠﺮد ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ اﻟﺪاي
ﺳﻴﺠﻠﻮن ﻋﻦ ا ﺰاﺋﺮ ،وﻣﻦ ﺛﻤﺔ ﻓﺈن اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺳﺘﺆول إﻟ ﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﻢ أ ﺎب اﻟﻨﻔﻮذ واﻟ وة
و رض ،وﻟﺬﻟﻚ اﻗ ﺑﺖ ﺬﻩ اﻟﻔﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺮ ﺴﻴ ن وﺷﺎرﻛ ﻢ ﻌﺾ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ دارﺔ واﻟﺪﻳ ﻴﺔ.
ُ
ﻌﺮف اﻟﻔ ة ﺑ ن 1830و 1834ﻋﻨﺪ اﻟﻔﺮ ﺴﻴ ن ﺑﻔ ة اﻟ دد و ُ ﻢ ﻌﻨﻮن ﺑﺬﻟﻚ أ ﻢ ﻌﺪ اﺣﺘﻼﻟ ﻢ
ﻳﻘﺮروا ﺸﺄن ﻣﺴﺘﻘﺒﻠ ﺎ ﻗﺮارا ﺎﺋﻴﺎ :ﻓ ﻞ ﻳﺪﻋﻤﻮن ﺣﺘﻼل و ﺘﻮﺳﻌﻮن ﻓﻴﮫ و ﻮﻓﺮون ﻟﮫ ا ﺰاﺋﺮ ﻟﻢ ّ
ﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ،أو ﻳﺨﺮﺟﻮن ﻣﻦ ا ﺰاﺋﺮ ﻌﺪ أن ﻳ ﺸﺆوا ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة أو ﻳﺘﻌﺎوﻧﻮا ﻣﻊ اﻟﻘﻴﺎدات
اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و دارﺔ اﻟ وﺟﺪو ﺎ ،أو ﻌﻴﺪون ا ﺰاﺋﺮ إ اﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟﻌﺜﻤﺎ ﻲ ،أو ﻳﻄﺮﺣﻮن ﻗﻀﻴ ﺎ
ﻋ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺪول ور ﺔ ﻟ ى رأ ﺎ اﳌﻮﺿﻮع.
ﻋﻴ ﺖ ا ﻮﻣﺔ اﻟﻔﺮ ﺴﻴﺔ ﻨﺔ ﺳﻤﻴﺖ ﺑـ"اﻟ ﻨﺔ ﻓﺮ ﻘﻴﺔ" ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ وﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋ ﺬﻩ اﻟ ﺴﺎؤﻻت ّ
اﻟﺸ ﺎوى اﻟ ارﺗﻔﻌﺖ ﺣﻮل اﻟﻮﺿﻊ ا ﺰاﺋﺮ وﺗﻘﺪﻳﻢ ﻗ اﺣﺎت ﺸﺄن ﻣﺴﺘﻘﺒﻠ ﺎ.1
ً
ﺣﺎﻛﻤﺎ ﻋﺎﻣﺎ أﻗﺮت ﺑﺄوﻟﻮ ﺔ ﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺎ ﺰاﺋﺮ وإ ﺎﻗ ﺎ ﺑﻔﺮ ﺴﺎ ،و ﻌﻴ ن و ﻌﺪﻣﺎ اﻧ ﺖ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘ ﺎ ّ
ﻟ ﺰاﺋﺮ ﻋﺎم 1834ﻳ ﻮن ﺗﺎ ﻌﺎ ﻟﻮز ﺮ ا ﺮﻴﺔ إذ ﻮ اﻟﺬي ﻌﻴﻨﮫ؛ و ﺬا ﺻﺎرت ا ﺰاﺋﺮ ﺗﺤﺖ إدارة
ﻋﺴﻜﺮﺔ .2
ﻋﺪة أ ﻢ اﳌﺪن اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ،و :و ﺮان وﻣﺮ و ﺤﻠﻮل 1834ﺎن اﻟﻔﺮ ﺴﻴﻮن ﻗﺪ ﻧ ﻮا اﺣﺘﻼل ّ
اﻟﻜﺒ ،وﻋﻨﺎﺑﺔ ،و ﺠﺎﻳﺔ ،وا ﺰاﺋﺮ .و ﻌﺪ اﺳﺘﻼم و ﺮان واﳌﺮ اﻟﻜﺒ ﻣﻦ اﻟﺒﺎي ﺣﺴﻦ ﺑﻘﻲ
1إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ اﻟﻌﺮﻲ ،اﳌﻘﺎوﻣﺔ ا ﺰاﺋﺮ ﺔ ﺗﺤﺖ ﻟﻮاء ﻣ ﻋﺒﺪاﻟﻘﺎدر ،اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠ ﺸﺮ
واﻟﺘﻮز ﻊ ،ا ﺰاﺋﺮ ،ط ،1982 ،2ص80
2ﻣﺤﻔﻮظ ﻗﺪاش ،ﺟﺰاﺋﺮ ا ﺰاﺋﺮ ن ﺗﺎرﺦ ا ﺰاﺋﺮ ،1954-1830ﺗﺮﺟﻤﺔ :ﷴ اﳌﻌﺮا ،ﻣ ﺸﻮرات
اﻟﻮ ﺎﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟ ﺸﺮ و ﺷ ﺎر ،ا ﺰاﺋﺮ ،2008 ،ص.ص33-32.
163
اﻟﻌدد اﻟﺳﺎﺑﻊ /ﺟﺎﻧﻔﻲ 2018 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘرطﺎس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﺿﻊ ﺷ ﻴﮫ ﺑﻮﺿﻌ ﻢ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ا ﺰاﺋﺮ؛ ﻓﻘﺪ ﺟﻼ ﺳ ﺎن اﻟﻔﺮ ﺴﻴﻮن ﻣﺤﺼﻮر ﻦ ﻨﺎك
و ﺮان ﻋ ﺎ وﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻓ ﺎ إﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ.
واﻧﻄﻠﻘﺖ اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﺳﻢ ا ﺎد ،وﺷ ﺖ ﻋﺪة ﻏﺎرات ﻋ و ﺮان إ أن ﻳﺼﻠﻮا إ
أﺳﻮار ﺎ ﻓﻴﺼﺪ ﻢ اﻟﻔﺮ ﺴﻴﻮن اﳌﺘﺤﺼﻨﻮن داﺧﻠ ﺎ ﺑﻤﺪاﻓﻌ ﻢ .وﻣﻦ أﺑﺮز ﻗﺎدة ﺬﻩ اﳌﻘﺎوﻣﺔ وﻗ ﺎ
ا ﺎج ﻣﺤ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺷﻴﺦ اﻟﻄﺮ ﻘﺔ اﻟﻘﺎدرﺔ وواﻟﺪ ﻣ ﻋﺒﺪاﻟﻘﺎدر.
ّ ُ
وﻗﺪ ﺣﺎول اﻟﻔﺮ ﺴﻴﻮن اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻣﺸﺎ ﻞ إﻗﻠﻴﻢ و ﺮان ﺑ ﻴﻌﮫ ﻟﺒﺎي ﺗﻮ ﺲ ﺑﻤﻘﺘ اﺗﻔﺎق ﻌ ِ ن
اﻟﺒﺎي أﺣﺪ ﻣﻤﺜﻠﻴﮫ ﻋ و ﺮان و ﺪﻓﻊ ﺿﺮ ﺒﺔ ﺳﻨﻮ ﺔ ﻟﻔﺮ ﺴﺎ و ﻌ ف ﺑﺎﻟﺴﻴﺎدة اﻟﻔﺮ ﺴﻴﺔ ﻋ ﻗﻠﻴﻢ،
ﻌﻤﺮ إﻻ ﺷ ﻮرا ﻗﻠﻴﻠﺔ ،و ﻘﻲ اﻟﻮﺿﻊ ﻏ ﻣﺴﺘﻘﺮ ﻣﺎ ﺑ ن 1830و ﺎﻳﺔ ﻋﺎمﻟﻜﻦ ﺬا ﺗﻔﺎق ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ّ
،1832و ﻧﻮﻓﻤ 1832ﻐ ذﻟﻚ اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻘﺪ ﺑﺎ ﻊ أ ﻞ ﻣﻌﺴﻜﺮ وﻧﻮاﺣ ﺎ ا ﺎج ﻋﺒﺪاﻟﻘﺎدر ﺑﻦ
ﻣﺤ اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻴ ﻮن أﻣ ا ﻋﻠ ﻢ ،ﻌﺪ أن ر ﮫ واﻟﺪﻩ ﻟ ﺬﻩ اﳌ ﻤﺔ ،ودﻋﺎ اﻟﻨﺎس ﻟ ﺎد ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺑﻮا ،
وﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺘﺎر ﺦ إ ﻏﺎﻳﺔ د ﺴﻤ 1847ﻮ ﻋ ﺪ ﻣ ﻋﺒﺪاﻟﻘﺎدر.1
ً
ّأوﻻ :اﻧﺠﺎزات ﻣ ﻋﺒﺪاﻟﻘﺎدر ﻣﺎ ﺑ ن .1847-1832
ا ﻌﻘﺪت اﻟﺒﻴﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻌﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﺑﻦ ﻣﺤ اﻟﺪﻳﻦ 13رﻣﻀﺎن 1248ـ ﻣﺎ ﻳﻮاﻓﻖ 04ﻓ اﻳﺮ
،1833وﻗﺪ ﺟﺎء اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﻟ ﺣﺮر ﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺸ ﻣﺤﻤﻮد ﺑﻦ ﺣﻮا ا ﺎ ﺮي " :ﳌﺎ اﻧﻘﺮﺿﺖ
ا ﻮﻣﺔ ا ﺰاﺋﺮﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﳌﻐﺮب وﺳﻂ واﺳﺘﻮ اﻟﻌﺪو ﻋ ﻣﺪﻳﻨﺔ ا ﺰاﺋﺮ وﻣﺪﻳﻨﺔ و ﺮان،
وﻃﻤﺤﺖ ﻧﻔﺴﮫ اﻟﻌﺎﺗﻴﺔ إ ﺳ ﻴﻼء ﻋ اﻟﺴ ﻮل وا ﺒﺎل ،واﻟﻔﺪاﻓﺪ واﻟﺘﻼل ،وﺻﺎر اﻟﻨﺎس ﺮج
وﻣﺮج وﺣﻴﺺ ﺑﻴﺺ ...ﻗﺎم ﻣﻦ وﻓﻘ ﻢ ﷲ اﻟ ﺪاﻳﺔ ﻣﻦ رؤﺳﺎء اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ وﻛ ا ﺎ وﺻﻨﺎدﻳﺪ ﺎ وزﻋﻤﺎ ﺎ
ﻓﺘﻔﺎوﺿﻮا ﻧﺼﺐ إﻣﺎم ﻳﺒﺎ ﻌﻮﻧﮫ ﻋ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ .2"...
َ و ﺬا اﺳﺘﻘﺮ اﻟﻮﺿﻊ واﺳﺘ ﺐ ﻣﺮ ﻟﻌﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﺑﻦ ﻣﺤ اﻟﺪﻳﻦ أﻣ ً ا ﻟ ﺎد ً
وإﻣﺎﻣﺎ ﺣﺎﻛﻤﺎ ﳌﻦ ﺑﺎ ﻌﻮﻩ
ﻋ اﻟﺴﻤﻊ واﻟﻄﺎﻋﺔ ،وﻟﻢ ﻳﻠﺒﺚ أن ﺑﺪأ ﺑﻨﺎء أﺳﺎﺳﺎت اﻟﺪوﻟﺔ ا ﺪﻳﺪة ،واﻧﺠﺎز ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻢ ﻴﺎ ﻠ ﺎ
و ﻴﺎ ﺎ ،و ﺬا ﻣﺎ ﺳ اﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﻴﺄ ﻲ .
ﺗﻢ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﳌﻘﺎﻃﻌﺎت إ دواﺋﺮ ﺧﺎﺻﺔ ،ووﺿﻊ ﻋ ّﻞ و ﺎﻷﺿﺎﻓﺔ إ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﺒﻼد إ ﻣﻘﺎﻃﻌﺎت ﱠ
داﺋﺮة آﻏـﺎ ،و ﻞ داﺋﺮة ﺗﻀﻢ ﻗـﺒﺎﺋﻞ ﻋﺪﻳﺪة ﺗﺘﻔﺮع إ ﺑﻄﻮن وﻋﺸﺎﺋﺮ ،و ُ
ﺤﻜﻢ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻗﺎﻳﺪ واﻟﻌﺸ ة
1
ﺷﻴﺦ.
إن اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﺔ دارﺔ اﻟ ﺎﻧﺖ ﻌﻄﻰ ﺎﻣﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻠﻤﻮﻇﻔ ن ﻞ داﺋﺮة اﺧﺘﺼﺎﺻﮫ ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ
ء ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﻣ ﻷن ﻞ اإدار ن ﻣﻦ ا ﻠﻔﺎء إ اﻟﺸﻴﻮخ ،ﺎﻧﻮا ﻌﻄﻮن أواﻣﺮ ﻢ ﺗﻨﻘﺺ
2
ﺑﺘﻔﻮ ﺾ ﺣﻜﻢ ،و ﻮ ﻣﺎ ﺎن ﻳﻤﻨﺢ ﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻣﺮوﻧﺔ ﻛﺒ ة.
ُ
ﻧﻮﻓﻤ 1832؛ ﻓﺎﺗﺨﺬ ﻣﺪﻳﻨﺔ وا ﺘﻢ ﻣ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﺑﻮﺿﻊ ﻧﻈﻢ ﻹدارﺗﮫ ﻌﺪ ﻣﺒﺎ ﻌﺘﮫ و
ً
ﻣﻌﺴﻜﺮ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ،وﻣﻘﺮا ﻟﺴﻠﻄﺘﮫ اﳌﺮﻛﺰﺔ ،وﺷﺮع ﺗ ﻮ ﻦ ﺣ ﻮﻣﺔ ﺟﺰاﺋﺮﺔ ﺴ ﺮ ﻋ ﺴﻴ
اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ،وﺣﺮص ﻋ ﺿﻢ اﻟﻌﻠﻤﺎء وﺷﻴﻮخ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺴﻴ ﺷﺆون اﻟﺪوﻟﺔ؛ ﻓﺄ ﺸﺄ ﻣﺠﻠﺴﺎ
ﺷﻮر ﺎ ﺳﺎﻣﻴﺎ وأ ﺸﺄ وزارات ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ اﳌ ﺎم.
ب ـ ا ﻠﺲ اﻟﺸﻮرى ﻋ .
ً
ﻋﻀﻮا ﻣﻦ ﻛﺒﺎر اﻟﻌﻠﻤﺎء و ﻋﻴﺎن ،وﻗﺪ ﺗﺮأس ﻋ ﱠ ن ﻣ ﻣﺠﻠﺴﺎ ﻟﻠﺸﻮرى ﻣﺆﻟﻔﺎ ﻣﻦ أﺣﺪ ﻋﺸﺮ
ا ﻠﺴﺎت ﻣﻌﺴﻜﺮ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻣ ،ﻛﺒ اﻟﻘﻀﺎة أﺣﻤﺪ ﺑﻦ اﻟ ﺎﺷ اﳌﺮا .
ﺎن ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى ﻣﺴﺘﻮ ﻣﻦ اﻟﺸﺮ ﻌﺔ ،و ﺎن ﻳﻨﻌﻘﺪ و ﻣ وﺳﻄﮫ و ﺎن ﻳﺘﻔﺤﺺ اﻟﻄﻌﻮن
ﻗﺮارات اﻟﻘﻀﺎة ،و ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺘﻌﺼﺎء ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﻌﻘﺪة ﺎﻧﻮا ﺴ ﺸ ون ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻘﺮو ن وﻓﺎس ،ﻣﺜﻞ
ﻗﻀﻴﺔ اﳌﺴﻠﻤ ن اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺤﺎﻟﻔﻮا ﻣﻊ اﻟﻔﺮ ﺴﻴ ن أو ﻳ ﺮﻮن ﻣﻦ دﻓﻊ اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻺﻧﻔﺎق ﻋ
ا ﺶ واﳌﺼﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،3ﻛﻤﺎ اﺳ ﺸ ﻋﻠﻤﺎء ز ﺮ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺳﺘ ﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﺒﻌﺪ اﳌﺴﺎﻓﺔ.
1
Benachenhou, (A), L’Etat Algerien en 1830 ses institutions sous l’Emir
Abdelkader, ENAG Editions, Alger, 2009, p.p.82-83.
2ﻋﺒﺪاﻟﻘﺎدر ﺑﻮﻃﺎﻟﺐ ،ﻣ ﻋﺒﺪاﻟﻘﺎدر و ﻨﺎء ﻣﺔ ا ﺰاﺋﺮ ﺔ ﻣﻦ ﻣ ﻋﺒﺪاﻟﻘﺎدر إ ﺣﺮب
اﻟﺘﺤﺮ ﺮ ،ﻣ ﺸﻮرات دﺣﻠﺐ ،ا ﺰاﺋﺮ ،2009 ،ص.95.
3ﻣﺜﻞ ﺳ ﺸﺎرة اﻟ أرﺳﻠ ﺎ ﻣ ﺷ ﻞ ﻓﺘﻮى )ﻣﺘ ﻮن ﻣﻦ ﺴﻌﺔ أﺳﺌﻠﺔ (إ ﻋﻠﻤﺎء ﻓﺎس ﺑﻮاﺳﻄﺔ
اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻣﻮﻻي ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ ،ﺑﺘﺎرﺦ 19ذي ا ﺔ 1252ـ )ﻣﺎ ﻳﻮاﻓﻖ 28ﻣﺎرس 1837م( ُ ،ﻳﻨﻈﺮ
ﻣﺤﺘﻮ ﺎ :
Benachenhou, (A), Op.Cit, p.p.88-91.
166
اﻟﻌدد اﻟﺳﺎﺑﻊ /ﺟﺎﻧﻔﻲ 2018 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘرطﺎس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺟـ -اﻟﻮزارات.
اﺧﺘﺎر ﻣ أﻋﻀﺎء ﺣ ﻮﻣﺘﮫ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﮫ ،وﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑ ﺸﻜﻴﻞ اﻟﻨﻈﺎرة أي اﻟﻮزارة وﺗﻮز ﻊ اﳌﻨﺎﺻﺐ،
ﻓ ﺎن ﻋ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎ :
1إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ اﻟﻌﺮﻲ ،اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص221؛ أدﻳﺐ ﺣﺮب ،اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.ص.45-44.
ﺻﻨﻌﺖ اﻟﺮاﻳﺔ ﻣﻦ ا ﺮﺮ ﻋ ﺛﻼﺛﺔ أﺟﺰاء أﻋﻼ ﺎ وأﺳﻔﻠ ﺎ ﺧﻀﺮوان و اﻟﻮﺳﻂ أﺑﻴﺾ ُ ،رﺳﻤﺖ ُ 2
ُ
ﻓﻴﮫ ﻳﺪ ﻣ ﺴﻮﻃﺔ وﻛﺘﺐ ﺣﻮﻟ ﺎ ﺸ ﻞ داﺋﺮي ﻋﺒﺎرة " :ﻧﺼﺮ ﻣﻦ ﷲ وﻓﺘﺢ ﻗﺮ ﺐ ،ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺪﻳﻦ
ﻋﺒﺪاﻟﻘﺎدر ﺑﻦ ﻣ اﻟﺪﻳﻦ" واﻟﺮﺳﻢ واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﻄﺮزان ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻟﺬ ،وﻗﺪ ﻋ ﱠ ن ﻣ ﻋﺒﺪﷲ ﺑﻦ
ﻳﻮﺳﻒ ﻤﻠ ﺎ .أﻣﺎ ﺧﺎﺗﻢ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓ ﻮ ﻛﺒ ا ﻢ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮ اﻟﺸ ﻞ داﺋﺮﺗﮫ :وﻣﻦ ﺗﻜﻦ ﺑﺮﺳﻮل ﷲ
ﻧﺼﺮﺗﮫ إن ﺗﻠﻘﮫ ُﺳﺪ آﺟﺎﻣ ﺎ ﺗﺠﻢ.
و ﺟﻮاﻧﺒﮫ " ﷲ ،ﷴ ،أﺑﻮ ﻜﺮ ،ﻋﻤﺮ ،ﻋﺜﻤﺎن ،ﻋ .و اﻟﻮﺳﻂ اﻟﻮاﺛﻖ ﺑﺎﻟﻘﻮي اﳌﺘ ن ،ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺪﻳﻦ
ﻋﺒﺪاﻟﻘﺎدر ﺑﻦ ﻣ اﻟﺪﻳﻦ" .واﻟﺘﺎرﺦ 1248 :ـُ .ﻳﻨﻈﺮ :ﷴ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻘﺎدر ا ﺰاﺋﺮي ،ﺗﺤﻔﺔ اﻟﺰاﺋﺮ
ﺗﺎرﺦ ا ﺰاﺋﺮ و ﻣ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ،ط ،1ﺳﻜﻨﺪر ﺔ،1903 ،
167
اﻟﻌدد اﻟﺳﺎﺑﻊ /ﺟﺎﻧﻔﻲ 2018 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘرطﺎس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ُ
وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ :أﺳﻨﺪت إ ﷴ ﺑﻦ اﻟﻌﺮﻲ ،و ﺴﺎﻋﺪﻩ ﺎﺗﺒﺎن :أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋ ﺑﻦ أ ﻲ ﻃﺎﻟﺐ ،وﻣﺼﻄﻔﻰ -
ﺑﻦ اﻟ ﺎﺷ ،ﻓ ﺎن ﺬا اﻟﻮز ﺮ ﻳﻨﻮب ﻋﻦ ﻣ ﻛﺜ ﻣﻦ اﳌ ﺎم اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﺔ.
ﻋﺮاش .وزارة ا ﺎرﺟﻴﺔُ :أﻧﻴﻄﺖ ﳌﻴﻠﻮد ﺑﻦ ّ -
ُ وزارة ا ﺮ ﻴﺔ ) ّ
اﻟﺪﻓﺎع( :ﻧﺼﺐ ﻋ رأﺳ ﺎ ﷴ ﺑﻦ ا ﻴﻼ ،وﻣﻦ ﻣ ﺎﻣ ﺎ :ﺿﺮب اﻟﻨﻘﻮد 1وﺻﻨﻊ -
ﺳ ﺔ واﻟﺬﺧ ة و ﻞ ﻣﺎ ﻟﮫ ﺻﻠﺔ ﺑﺄدوات ا ﺮب.
وزارة اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ :و ﻋﻠ ﺎ ﺑﻦ أ ﻲ ﻋﺒﺪﷲ ا ﻴﻼ ﺑﻦ ﻓﺮ ﺤﺔ. -
وزارة اﳌﺎﻟﻴﺔ ا ﺎﺻﺔ ُ :ﻋ ِّ ن ﻋﻠ ﺎ ﷴ ﺑﻦ ﻓﺎﺧﺔ ،وﻣﻦ ﻣ ﺎﻣﮫ اﻟﻮاﺳﻄﺔ ﺑ ن ﻣ واﳌﻮﻇﻔ ن واﳌﻮاﻃﻨ ن -
و ﺟﺎﻧﺐ.
ّ
وزارة وﻗﺎف :و ﻋﻠ ﺎ اﻟﻄﺎ ﺮ أﺑﻮز ﺪ. -
وزارة اﻟﻌﺸﻮر واﻟﺰ ﺎة :ﺗﻮﻻ ﺎ ا ﻴﻼ اﻟﻌﻠﻮي ﺑﻦ اﻟ ﺎدﻳﺔ ،وﺗﺠ ﻣﺮﺗ ن اﻟﺴﻨﺔ ؛ اﻟﺮﻴﻊ ﻤﻊ -
اﻟﺰ ﺎة ،و اﻟﺼﻴﻒ ﻤﻊ اﻟﻌﺸﻮر ،وﻣﻦ ﻣ ﺎﻣﮫ أﻳﻀﺎ ﺟﺒﺎﻳﺔ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ا ﺎﺻﺔ ﻣﺜﻞ "اﳌﻌﻮﻧﺔ".2
ُ
وأ ﺸ ﺖ ﻣﺼﺎ ﻹدارﺔ ﻣ ﻘﺔ ﺑﺎﻟﻮزارات ﻣ ﻤ ﺎ ﺴﻴ ﻌﺾ اﻟﺸﺆون ا ﺎﺻﺔ ،وﻣﻦ أ ﻤ ﺎ :
ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺪﻳﻮان ﻣ ي :أﺳﻨﺪت إ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋ ﺑﻦ ﺑﻮﻃﺎﻟﺐ ،وﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻦ اﻟ ﺎﻣﻲ ،ﺛﻢ ُﻧﻘﻼ ﺛﻨﺎن -
ﻟﻘﻴﺎدة ﻣﻘﺎﻃﻌﺘ ن ﻋﺴﻜﺮﺘ ن ،ول ﻓﻠﻴﺘﺔ واﻟﺜﺎ ﻲ إ ﻣﻌﺴﻜﺮ ،وﻗﺪ ﺧﻠﻔ ﻤﺎ ﺬا اﳌﻨﺼﺐ ﷴ ﺑﻦ
ا ﺮو ﻲ.3
اﳌﻠﺒﻮس ﻣ ي :ﻠﻒ ﺑﮫ ا ﺎج اﻟﺒﺨﺎري اﻟﺮﺣﺎوي -
اﻟﻔﺮاﺷﺔ :ﻋﺒﺪاﻟﻘﺎدر ﺑﻦ أ ﻲ ﻣﻌﺰة -
اﻟﺴﻘﺎﻳﺔ :اﻟﺒﺪرا ﺑﻦ ﺷﺎﻓﻌﻴﺔ. -
ﺣﻤﻞ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ :ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ أ ﻲ ﻳﻮﺳﻒ. -
رﺋﺎﺳﺔ اﳌﻮﺳﻴﻘﻰ :أﺑﻮﻣﺪﻳﻦ ﺑﻦ أ ﻲ دﻏﺴﻦ -
1ﺗﻮﺻﻠﺖ ﻋﺪة دراﺳﺎت ﻋﻠﻴﻤﺔ ﻣﻮﺿﻮع ﺳﻜﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ا ﺰاﺋﺮ ﺔ ﻋ ﺪ ﻣ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ،إ إﺛﺒﺎت
اﻟﻨﻈﺮة ﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟ ﺗﻤ ّ ﺎ ﺗﺨﻄﻴﻂ ﻣ اﳌﻴﺪان اﻟﺘﻨﻈ ّ ،
واﻟﺴ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ
اﳌﻴﺪان اﳌﺎ ،ﺗﺤ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ.
، Contribution de Guerre 2ﺎﻟ رﻓﺾ دﻓﻌ ﺎ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻦ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ اﳌﻨﺎوئ ﻟﺪوﻟﺔ ﻣ ﻋﺒﺪ
اﻟﻘﺎدر.
3ﻮ ﺎﺗﺐ ﻗﺪﻳﻢ ﻟﺒﺎﻳﺎت و ﺮان ،رأى ﻣ ﻧﺰا ﺘﮫ وﺧ ﺗﮫ دارﺔ ﻛﻤﺎ أﻇ ﺮ وﻓﺎء ﻣ ﻮﻇﺎ ﻟﺪوﻟﺔ
ﻣ .
168
اﻟﻌدد اﻟﺳﺎﺑﻊ /ﺟﺎﻧﻔﻲ 2018 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘرطﺎس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
-رﺋﺎﺳﺔ ﺳﻄﺒﻞ :ﻣ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﷲ.
ﺎن ا ﺎل اﻟﻄﺒﻴ ﻟﻠﻤﻘﺎﻃﻌﺎت اﻟ اﺳﺘﺤﺪ ﺎ ﻣ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر إﻃﺎر اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ داري ﻟﺪوﻟﺘﮫ
ﺣﻘﻼ ﻣ ﻤﺎ ﻟﻴﺠﺮب و ﺨﺘ أ ﺴﺐ ُ ً
اﻟﻨﻈﻢ دارﺔ اﻟ ﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋ ﻧﺠﺎح اﳌﻘﺎوﻣﺔ وا ﺎد ﺿﺪ
ً ا ﺘﻞ اﻟﻔﺮ اﻟﺬي ﻳﻔﻮﻗﮫ ّ
ﻋﺪة وﻋﺪدا؛ ﻓﻤﻦ ﺟ ﺔ ﺎن ﻳﺘﺎ ﻊ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ داري اﻟﺪاﺧ ﻟﺪوﻟﺘﮫ ،وﻣﻦ
ﺟ ﺔ أﺧﺮى ﻌﻤﻞ ﻋ ﺗﻘﻮ ﺔ ﻗﺪراﺗﮫ اﻟﻌﺴﻜﺮﺔ اﻟ ﺴﻤﺢ ﻟﮫ ﺑﻔﺮض ﻣﻦ و ﺳﺘﻘﺮار ،واﻟﻘﻀﺎء ﻋ
ﻣﺮ أي ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻨﺎوﺋﺔ داﺧﻠﻴﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟ ﻻ ﻤ ﺎ إﻻ ﻣﺼﺎ ﺎ ا ﺎﺻﺔ وﻟﻮ اﻗﺘ ّ
ﻣ ﻢ اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻗﻮات ﺣﺘﻼل وﺗﺪﻋﻴﻢ إدارة ﺣﻜﻢ اﻟﻌﺪو.
ً
و ﻀﺎف إ ذﻟﻚ ،ﻋﺪم إﻏﻔﺎل ﻣ ﺟ ﺔ ﺣﺴﺎﺳﺔ ﺟﺪا و ﺣﻤﺎﻳﺔ ا ﺪود اﻟ ﺗﻤﺜﻞ ﻋﻨﺼﺮا ﻣ ﻤﺎ
اﻟﺒﻌﺪ ﺳ اﺗﻴ أﺣﺪث ﺟ ﺔ ﻗﺘﺎﻟﻴﺔ ﺳﺎﺣﻠﻴﺔ وأ ﺸﺄ ﺧﻄ ن ﺳﻴﺎدة اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺘﻴﺔ ،وﺗﻨﻔﻴﺬا ﻟ ﺬا ُ
دﻓﺎﻋﻴ ن رﺋ ﺴﻴ ن ،ا ﻂ ول ﻳﻘﻊ اﻟﺘﻞ وا ﻂ اﻟﺪﻓﺎ اﻟﺜﺎ ﻲ ﻳﻘﻊ ا ﺪود ا ﻨﻮ ﻴﺔ ﳌﻨﻄﻘﺔ
اﻟﺘﻞ.1
1ا ﻴﻼ ﺻﺎري" ،دور اﻟﺒ ﺌﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر" ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،اﻟﻌﺪد
،75اﻟﺴﻨﺔ ،1983ص.ص.104-103.
170
اﻟﻌدد اﻟﺳﺎﺑﻊ /ﺟﺎﻧﻔﻲ 2018 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘرطﺎس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺗﻠﻤﺴﺎن :أ ﺸﺄ ﻓ ﺎ ﻣﺼﻨﻌﺎ ﻣﺼ ﺮا ﻟﻠﻤﺎﻓﻊ ،1وآﺧﺮ ﻟﻠﺒﺎرود اﳌﺰود ﺑﻤﻄﺤﻨﺘﮫ ،وﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻨﺘﺠﺎت اﻟﺒﺎرود -
ﺣﻮا ﻗﻨﻄﺎر ﻦ اﻟﻴﻮم ،إ ﺟﺎﻧﺐ ﺬا و ﻤﺴﺎﻋﺪة ﺧﺒ إﺳﺒﺎ ﻲ ﻳﺪ دون ﺧﻮ ،ﺑ ﻣﺼﻨﻌﺎ
ﻟﻠﻘﺬاﺋﻒ اﻟﻨﺤﺎﺳﻴﺔ ذات ﻋﻴﺎر أر ﻌﺔ وﺳﺘﺔ أرﻃﺎل.
ﻣﻌﺴﻜﺮ :ﺑ ﻓ ﺎ ﻣﺼﻨﻌﺎ ﻟﻠﺒﻨﺎدق وأﺧﺸﺎ ﺎ ،وﺻﻨﻊ ﺛﺎﻧﻴﺎ ﻟﻠﺒﺎرود وﺛﺎﻟﺜﺎ ﻟﻸﺳ ﺔ و ﺬا ﺧ ﺎﻧﺖ -
ﺗﺠ ﺰ ﻓﻴﮫ ا ﺮاﻃ ﺶ.
ﻣﻠﻴﺎﻧﺔ :أ ﺸﺄ ﻓ ﺎ ﻣﺼﻨﻌﺎ ﻟﻠﺒﻨﺎدق وآﺧﺮ ﻹﻧﺘﺎج اﻟﺒﺎرود ،وﻣﺼ ﺮة ﻟ ﺪﻳﺪ وﻣﺼﻨﻌﺎ ﳌﺴﺎﻧﺪ اﳌﺎﻓﻊ -
وﻣﻌﻤﻼ ﻟﺼﻨﻊ ا ﺸﺐ ا ﺎص و ﺈﻧﺘﺎج اﻟﺒﻨﺎدق.
2
اﳌﺪﻳﺔ :أ ﺸﺄ ﻓ ﺎ ﻣﺼﻨﻌﺎ ﻟﻠﺒﺎرود وﺛﺎن ﻟﻠﺒﻨﺎدق وﺛﺎﻟﺚ ﻟﻸﺳ ﺔ. -
ﺗﻢ إ ﺸﺎء ﻣﺼﻨﻌﺎ ﻟﺼﻴﺎﻧﺔ اﳌﺪاﻓﻊ ﺗﻠﻤﺴﺎن ،وﻣﻌﻤﻼ ﻟﻠﺒﺎرود ﻣﻌﺴﻜﺮ ،ووﻟﻸﺳ ﺔ ﻣﻠﻴﺎﻧﺔ، ّ 1
ووﻇﻒ ﻓ ﺎ ﺧ اء أﺟﺎﻧﺐ ؛ ﻓﻔﻲ ﻣﻠﻴﺎﻧﺔ وﻇﻒ ﻓﻮر ﻲ ، Fourierو ﺗﻠﻤﺴﺎن Gestringﻣﻦ ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ،
و ﺮو اﺳﻤﮫ . Eulsen
Rachid (B), « Places forts et etablissements militaires fondé par l’Emir A.E.K», 2
Majalet Et-tarikh, 1er Semestre, Alger, 1983,p.p.33-48.
171
اﻟﻌدد اﻟﺳﺎﺑﻊ /ﺟﺎﻧﻔﻲ 2018 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘرطﺎس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ا ﺎﺗﻤﺔ.
ً ّ
ﺪﻳﺪا وا ً ﺎ وﺧﻄ ً ا ﻋ ﻣﺼ وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺷ ﻠﺖ اﻟﻔ ة ﺳﺘﻌﻤﺎرﺔ و ﻣﺎ ﺑ ن 1830و1848
ّ ً ً
ﺻﺪﻣﺔ ّ
وﺗﺤﻮﻻ ﺗﺎر ﺦ ا ﺰاﺋﺮ اﳌﻌﺎﺻﺮ ﻋ ﻟﻠﺴ ﺎن، ا ﺰاﺋﺮ ،ﻓﻘﺪ ﺎﻧﺖ ﺣﺪاث اﳌﺘﺘﺎ ﻌﺔ
ﻣﺴﺘﻮ ﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.
و ﺎﻟﻨﻈﺮ إ ردود اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ا ﺰاﺋﺮﺔ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻮاﻗﻊ اﳌﻔﺮوض ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻟ ﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻴﺔ،
ﺗﻤﺨﻀﺖ ﻗﻄﻴﻌﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ ﻇ ﺮت ﻣﻦ ﺧﻼل ا ﻌﻜﺴﺎ ﺎ وﺗﺪاﻋﻴﺎ ﺎ ،وﻣ ّﺪت ﻟ وز ﺼﻴﺔ ﻣ ﻋﺒﺪ
اﻟﻘﺎدر ﺻﻮرة اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺬي ﺟﻤﻊ ﺑ ن اﻟﺸﺄن ا ﺎدي وﺗﻨﻈﻴﻢ ّ
اﻟﺪوﻟﺔ.
واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ ﺳﺘﻌﻤﺎرﺔ اﻟﻔﺮ ﺴﻴﺔ ،اﻟ رﺳﻤﺖ ﻋﺪة ﻣﺨﻄﻄﺎت وﻣﺸﺎرﻊ ﳌﻮاﺟ ﺔ
ﻓﻌﺎﻻ ﺗﺜ ﻴﺖ ّ
اﻟﺘﻮازﻧﺎت واﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻔﻮارق اﻟ ﻣﺸﺮوع ﻣ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ،ﺎن ﻟﻺدارة دورا ّ
اﻟﺘﻔﻮق اﻟﻌﺴﻜﺮي اﳌﻌﺼﺮن ﺻﺎ اﻟﻔﺮ ﺴﻴ ن . وﺧﺎﺻ ًﺔ ﻛﻔﺔ ّ
ّ ﻇ ﺮت ﻋ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺼﺮاع،
و ﻤﻜﻦ ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ ﺬا اﳌﻘﺎم أن ﻳﺪرك ﻌﻤﻖ وﺟﮫ اﳌﺘﻌﺪدة ﻟﻠﺪور اﻟﺬي ﺎﻧﺖ ﺗﻤﺜﻠﮫ
دارة اﻟﺘﻨﺎﻏﻢ ﻣﻊ ا ﺪ ا ﺮﻲ واﻟﺘﻨﻈﻴ .وﻻ أﻋﻈﻢ دﻟﻴﻼ ﻣﻦ اﺳﺘﻠ ﺎم دارة ﺳﺘﻌﻤﺎرﺔ ﻣﻦ
172
اﻟﻌدد اﻟﺳﺎﺑﻊ /ﺟﺎﻧﻔﻲ 2018 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘرطﺎس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
173
اﻟﻌدد اﻟﺳﺎﺑﻊ /ﺟﺎﻧﻔﻲ 2018 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘرطﺎس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﳌﺼﺪر :أدﻳﺐ ﺣﺮب ،اﻟﺘﺎرﺦ اﻟﻌﺴﻜﺮي و داري ﻟﻸﻣ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ،ج ،2دار اﻟﺮاﺋﺪ
ﻟﻠﻜﺘﺎب،ا ﺰاﺋﺮ ،ط.2004 ،2
174