Professional Documents
Culture Documents
مظاهر المواطنة في دولة الأمير عبد القادر
مظاهر المواطنة في دولة الأمير عبد القادر
:ممخص
وألن دولة القانون من، دلا توفرتو من أركان مفهوم الدولة،يعترب أغلب ادلؤرخُت أن األمَت عبد القادر ىو مؤسس دولة اجلزائر احلديثة
فقد اعتٌت األمَت عبد القادر هبذا ادلبدأ الذي كان لو ذبليات يف دولتو سبتع فيها ادلواطن حبقوق،مظاىرىا إرساء مقتضيات ادلواطنة
وكذا، ومن مظاىر ادلواطنة يف دولة األمَت عبد القادر العدل وادلساواة يف احلقوق والواجبات بُت أفراد الدولة،وألزم بأداء واجب ات
. وذبسد الوالء واالنتماء للوطن،سبتع ادلواطنُت باحلقوق االجتماعية والثقافية واالقتصادية
. األمَت عبد القادر، الدولة، ادلواطنة:الكلمات المفتاحية
Abstract:
Most hestorians beleive that El-Amir Abd El- Kader is the founder of modern Algeria because it
was based on the pillars upon which a nation is built. Any nation of law is characterised by
assurinng citezenship requirements. Accordingly, El-Amir Abd El-Kader was interested in this
principale which was reflected in his nation where in the citezen enjoyed some rights and charged
by some duties. .Among the characteristics of citezenship that were reflected in El-Amir Abd- El-
Kader nation were equality and justice in rights and duties among the individuals. Citezens also
enjoyed social, cultural and economic rights, and validated loyalty and belonginess to the nation
are envisaged.
Keywords: Citizenship, nation, Emir Abdelkader.
993
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
مجلذ 27:عذد ( 5:رت ) 74السنة2023 :
-1مقدمة
لقد مرت اجلزائر بعدة زلطات تارخيية كانت أكثرىا فًتات دامية ،ربت وطأة استعمار اختلف يف جنسو ،واتفق يف آثاره ادلادية
وادلعنوية اليت بقيت يف الذاكرة اجلماعية ،كان آخره االستعمار الفرنسي سنة 1830والذي كانت اجلزائر رمزا للثورة والصمود
ضده؛ ويعد األمَت عبد القا در حامل لواء اجلهاد ضد ىذا االستعمار كأول أمَت بويع باألغلبية سنة 1833على أنو أمَت لدولة
كان ىو مؤسسها بشهادة ادلؤرخُت ،بعد توحيد شتات القبائل ربت راية واحدة؛ حيث سعى إىل تكوين دولة عصرية يتمتع
مواطنوىا بكل حقوقهم ،مع إلزامهم بالقيام بكافة واجباهتم اذباه ىذه الدولة حسب ما يقتضيو مبدأ ادلواطنة ،فكان مرجعا لقانون
حقوق اإلنسان يف الكثَت من قراراتو السياسية؛ ولعل ما أدى بالكثَت من ادلؤرخُت إىل اعتبار األمَت عبد القادر ادلؤسس الفعلي
لدولة اجلزائر احلديثة ،ىو ما وصلت إليو الدولة من تطور كبَت يف مسألة إرساء مقتضيات ادلواطنة اليت ذبلت مظاىرىا بوضوح يف
شىت مناحي احلياة االجتماعية والسياسية واالقتصادية والثقافية ،كما يرجع اىتمام األمَت دبسألة إرساء مقتضيات ادلواطنة إىل نتاج
فعالة يف
تربيتو الدينية ،و ربملو دلسؤولياتو كحاكم للبالد ،هبدف ربقيق التماسك بُت أفراد اجملتمع الواحد ،ودفعهم للمشاركة بصفة ّ
بناء قوام الدولة الفتية وىي اليت تقبع ربت االستعمار ،وكذا خلق عالقة متينة بُت احلاكم واحملكوم تقوم على أساس الثقة دلا يرونو
من العدل وادلساواة يف احلقوق والواجبات ،فكان نتاج ىذه السياسة احلكيمة جعل الرعية يبدون الوالء وحب االنتماء ،كان نتاجو
أروع األمثلة يف الكفاح والنضال.
ونظرا دلا كان من تفعيل مقتضيات ادلواطنة من نتائج إجيابية على دولة األمَت عبد القادر ،فقد ارتأيت أن أكتب ىذا ادلقال الذي
عنوانو :مظاىر المواطنة في دولة األمير عبد القادر ،والذي يناقش إشكالية سبثالت ادلواطنة يف الدولة اليت أسسها األمَت ،واليت
كانت أداة من أدواة قيام دولة اجلزائر احلديثة؛ فما مدى نضج مبدأ ادلواطنة يف دولة األمَت عبد القادر وما ىي ذبلياهتا؟
مفيوم المواطنة ،مقوماتيا ومقتضياتيا. -2
-1-2مفيوم المواطنة في الفكر الغربي والفقو اإلسالمي
يع د لفظ ادلواطنة من األلفاظ ادلستحدثة يف اللغة العربية ،إذ خيلو ذكره يف مجيع قواميس اللغة القددية ،وإمنا وجودىا يف الكتابات
ادلعاصرة كان نتاج ترمجة للفظ أجنيب؛ حيث صلد مدلولو يف اللغة الفرنسية يرجع إىل كلمة ) ،(Citoyennetéوىي مشتقة من
،citéوكلمة ) (citizenshipادلشتقة من cityباللغة اإلصلليزية ،على أن أصلها األول ىو احلضارة اليونانية ادلتجسد يف
1
كلمة) (polisوالذي معناىا ادلدينة.
و الوطن يف لسان العرب ىو ادلنزل الذي يقيم الفرد بو ،وىو زلل اإلنسان وموطنو 2،ويف مختار الصحاح ،ىو زلل
اإلنسان ،وأوطان ادلاشية أي مرابضها ،وأوطن األرض ووطّنها واستوطنها واتّطنها أي ازبذىا وطناً 3،ويف معجم الوسيط الوطن
-1بان غاًل أمحد الصائغ ،التأصيل التارخيي دلفهوم ادلواطنة،مركز الدراسات اإلقليمية ،دراسات إقليمية ،رللد ،5العدد ،2009 ،13ص.317
-2ابن منظور ،لسان العرب ،دار صادر ،بَتوت ،ط ،1998 ،1ج ،13ص.451
-3زلمد بن أيب بكر الرازي ،سلتار الصحاح ،مكتبة لبنان ،ط ،1986 ،1ص .303
994
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
مجلذ 27:عذد ( 5:رت ) 74السنة2023 :
1
ب انتماؤه إىل وطنو سواء ولد فيو أم مل يُولد فيو.
نس ُ
ومستقره ،ويُ َ
مكان إقامة ادلرء ُ
من رلموع ىذه التعاريف ديكن وضع مفهوم لغوي للمواطنة بأهنا العالقة الناشئة بين اإلنسان واألرض التي استوطنها.
أما التعريف االصطالحي للمواطنة فعادة ما يرجع فيو إىل التعاريف ذات ادلصدر الغريب ،وىذا راجع كما قلنا إىل النشأة والظهور؛
إذ تعد احلضارة اليونانية و بعدىا الرومانية ،ادلنشأ األول دلدلول ادلواطنةٍ ،ب تطور ىذا ادلدلول حىت صار دبفهومو احلايل؛ وكذا كثرة
اىتمام الغرب هبذا ادلبدأ يف وقتنا الراىن و السعي يف وضع معاىدات واتفاقيات دولية وزللية كان ىو الراعي الرمسي ذلا؛ ولعل سبب
اىتمام الغرب بادلواطنة ومقتضياهتا ىو الًتكيبة اإلثنية للمجتمع الغريب مع غياب كلي للشأن الديٍت ،والذي كان من شأنو التخفيف
من حدة التوتر وتنظيم العقد االجتماعي القائم بُت رلموع أفراده؛ وعند إرادة معرفة الوضع االصطالحي للمواطنة ،فإننا صلد عدة
تعريفات اصطالحية ،خيتلف مضموهنا باختالف اجلهة ادلعرفة حيث يعترب تعريف دائرة ادلعارف الربيطانية ىو األكثر تداوال عند
طرق موضوع ادلواطنة واليت عرفتو كما يلي " :عالقة بين فرد ودولة يحددىا قانون تلك الدولة وبما تتضمنو تلك العالقة من
2
واجبات وحقوق في تلك الدولة".
أما موسوعة الكتاب الدويل فقد عرفت ادلواطنة بأهنا " عضوية كاملة في دولة أو بعض وحدات الحكم ،يمتلك فيها المواطنون
بعض الحقوق مثل حق التصويت وحق تولي المناصب العامة ،كما أن عليهم بعض الواجبات مثل واجب دفع الضرائب
3
والدفاع عن بلدىم".
و صلد ادلواطنة يف قاموس علم االجتماع "ىي مكانة أو عالقة اجتماعية تقوم بين فرد طبيعي ومجتمع سياسي(الدولة) ومن
خالل ىذه العالقة يقدم الطرف األول الوالء ويتولى الطرف الثاني الحماية وتتحدد ىذه العالقة بين الفرد والدولة عن طريق
4
القانون.
أما ادلواطنة دبفهومها القانوٍل فتمثل طبيعة الرابطة القانونية بين الفرد والدولة التي يعيش فيها ،فالمواطنة تمثل الحق
5
القانوني للشخص الذي يعيش في بلد ما كي يكون مواطناً فـي ىذا البلد.
-1إبراىيم أنيس وغَته ،ادلعجم الوسيط ،رلمع اللغة العربية -مكتبة الشروق الدولية ،ط ،2004 ،4ص .1042
2
- Encyclopedia, Book international Britannica. Inc, The New Encyclopedia peered, Britannica,Vol.
20. pp 140-142 .
وانظر :صاحل حسن ادلسلوت ،مفهوم ادلواطنة وحقوقها وواجباهتا وقيمها بُت الفكر السياسي اإلسالمي والدولة القومية احلديثة ،جامعة احلاج خلضر ،باتنة ،ادللتقى
الدويل 6بعنوان فقو ادلواطنة يف الفكر اإلسالمي ادلعاصر ،2013 ،ص.44
3
- World Book international, The World Encyclopedia (London: World Book, Inc., (n. d.) , vol. 4,
2000, p. 568 .
-4زلمد عاطف غيث ،قاموس علم االجتماع ،دار ادلعرفة اجلامعية ،االسكندرية ،مصر،1995 ،ص.96
5
Cambridge learning dictenary, Camp, university press, 2003, p, 117.
995
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
مجلذ 27:عذد ( 5:رت ) 74السنة2023 :
من خالل التعاريف يتضح جليا أن ادلواطنة ىي عالقة بُت فرد ودولة؛ وتتكون العالقة من شقُت مادي وىو قانون الدولة الذي
يتضمن حقوق الفرد وواجباتو ،ومعنوي وىو احلب و االنتماء؛ 1كما يستنتج من العبارة أن التعدد واالختالف ىو مسة بارزة يف
2
صفة ادلواطنة ،حيث أنو عقد اجتماعي لقاطٍت دولة معينة ،فتعدد قوانُت الدول يقتضي تعدد صفة ادلواطنة.
ٍب إن احلقوق والواجبات ادلنصوص عليها يف قوانُت الدول ىي الفارق بُت ادلواطنة الصحيحة اليت تقتضيها الشريعة اإلسالمية وبُت
3
ادلواطنة الفاسدة ادلخالفة للشريعة اإلسالمية ،أي أن الدين ىو أساس ادلواطنة.
وإيرادنا أن مفهوم ادلواطنة الغريب ىو ادلهيمن ال يعٍت أبدا عدم أصالتها يف الشريعة اإلسالمية ،مع اإلشارة إىل
وجود اذباه رافض دلصطلح ادلواطنة يف الشريعة اإلسالمية ،بل وصل األمر بو حد اعتبارىا كفرا ،وقد ذكر أحد الدارسُت بعض
4
أسباب ىذا احلكم وىي:
االرتياب من احلال اجلديد ،والنظر إليو بسوء ،وأنو قد يكون نتاج خطة معادية ،وسبيالً لالضلراف والفساد. أ-
الرىبة من ذباوز الفقو ادلوروث ،واستحداث أبواب جديدة ،ومصطلحات حديثة ،واستنباط قواعد ومنهجيات مل تكن ب-
متداولة.
عدم االىتمام بدراسة الواقع اخلارجي السياسي واالقتصادي واالجتماعي يف الوسط العلمي الشرعي. ت-
اخللل يف تشخيص وظيفة الفقو اإلسالمي ،حيث أصبحت تعٌت بتكاليف الفرد ادلسلم ،أكثر شلا تعٌت بًتشيد واقع األمة ث-
واجملتمع.
وقد أوردت الكثَت من الدراسات أدلة مشروعية ادلواطنة من القرآن والسنة النبوية وعمل الصحابة واإلمجاع و ادلصلحة احملققة ،وقد
عرفها بعضهم بقولو" :العالقة بين الدولة اإلسالمية وبين فرد معين يعيش بصفة دائمة في دار اإلسالم ،بحيث تجعل الطرفين
5".
أىالً لنيل الحقوق وأداء الواجبات ،وفقاً لما تقرره الشريعة اإلسالمية
وبإعمال مقارنة بسيطة بُت التعاريف الغربية السابقة وبُت تعريف ادلواطنة يف الشريعة اإلسالمية ،صلد أن ادلبادئ العامة للمواطنة
احلديثة موجودة هبيكلها ومقتضياهتا يف الشريعة اإلسالمية ،بيد أن ىناك سبايزا يف احلدود والتطبيق ،ألن ادلواطنة يف الشريعة
اإلسالمية يف رلملها ىي أحكام فقهية مصدرىا الشارع احلكيم ،عكس الغربية اليت مصدرىا القانون الوضعي الذي خيضع
دلخرجات العقل البشري ،فنجد ادلواطنة يف الشريعة اإلسالمية أكثر عدالة واستقرارا وربقيقا للغاية ادلنشودة من إعمال مبادئها.
-1علي زلمد الصاليب ،ادلواطنة والوطن يف الدولة احلديثة ادلسلمة ،دار ادلعرفة للطباعة والنشر ،ط ،2014 ،1ص.22
-2ن م ،ص.41
-3زلمد بن السايح ،حقوق وواجبات ادلواطنة وفق القواعد الشرعية والقواعد الوضعية ،ادللتقى الدويل السادس ،فقو ادلواطنة يف الفكر اإلسالمي ادلعاصر ،جامعة
احلاج خلضر ،باتنة ،اجلزائر 19-18 ،نوفمرب ،2013ص.220
-4عبد احلق محيش ،ادلواطنة يف اإلسالم مفهومها ،تأصيلها الشرعي ،وخصائصها ،ادللتقى الدويل ،6باتنة ، 2013،ص.121
-5ياسر جابر ،ادلواطنة يف الشريعة اإلسالمية " دراسة فقهية مقارنة ،دار احملدثُت للبحث العلمي والنشر ،ط ،2011 ،1ص29
996
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
مجلذ 27:عذد ( 5:رت ) 74السنة2023 :
-1سامح فوزي ،ادلواطنة ،مركز القاىرة لدراسات حقوق اإلنسان ،ط ،2007 ،1ص .10
-2زلمد خلوالدة ،الًتبية الوطنية (ادلواطنة واالنتماء) ،دار اخلليج للنشر والتوزيع ،عمان ،ط ،2015 ،1ص .19
-3ناصر الدين سعيدوٍل ،عصر األمَت عبد القادر ،مكتبة االسكندرية ،ط ،1994 ،1ص .156-155
997
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
مجلذ 27:عذد ( 5:رت ) 74السنة2023 :
األمَت بالقوات الفرنسية ،فرأى ضرورة إنشاء جيش نظامي جزائري تكون مهمتو الدفاع عن الدولة اجلزائرية احلديثة 1،وكذا العالقات
السياسية والتجارية ادلنتظمة يف اتفاقيات مربمة مع فرنسا.
-2-3مكانة التشريع اإلسالمي في سياسة دولة األمير عبد القادر
ديكن احلديث عن بعض ادلشاىد البارزة يف حياة األمَت واليت يتسٌت لنا من خالذلا التعرف على مكانة الشريعة اإلسالمية يف احلياة
السياسية للدولة؛ وإمنا الغرض من احلديث عن مكانة الشريعة اإلسالمية يف حياة األمَت ،ىو التأكيد على اإلسقاطات ادلهمة ذلذه
ادلكانة على مقتضيات ادلواطنة ،اليت اتسمت دبوافقتها للشريعة اإلسالمية ،ال دبخرجات ادلواطنة الغربية؛ وقد اخًتت أىم ادلشاىد
وىي:
أوال :بيعتو
سبت بيعتو بعد اعتذار أبيو زلي الدين قبول اإلمارة بداعي عدم مقدرتو لكرب سنو ،غَت أنو اقًتح ابنو عبد القادر الذي بويع البيعة
األوىل يف 3رجب 27 / 1248نوفمرب ٍ 1832ب البيعة الثانية اليت كانت أكرب من سابقتها الستجابة سلتلف القبائل وكان ذلك
يف 13رمضان 4 /1248فرباير 2.1833إذا فقد تقلد زمام احلكم على الطريقة اإلسالمية ،و إن دل ىذا األمر على شيء فإمنا
يدل على منط البيئة احملافظة ادلتشبعة بالتعاليم اإلسالمية وىو اآلن على ماتعهد بو سيسوسهم وفقها.
ثانيا :تبني قوانين الشريعة اإلسالمية في الحكم عامة وفي تطبيق مبدأ المواطنة خاصة
مل ينتظر األمَت عبد القادر طويال بعد توليو منصب رئيس الدولة حىت يفصح عن برنارلو الذي تعهد بتحقيقو ،إذ قال وىو خيطب
يف ادلبايعُت لو ":وقد قبلت بيعتهم (أي أىايل وىران وما حوذلا) وطاعتهم ،كما أني قبلت ىذا المنصب مع عدم ميلي إليو،
مؤمال أن يكون واسطة لجمع المسلمين ،ورفع النزاع والخصام بينهم ،وتأمين السبل ،ومنع األعمال المنافية للشريعة
المطهرة ،وحماية البالد من العدو ،وإجراء الحق والعدل نحو القوي والضعيف ،واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة
3
المحمدية ،والقيام بالشعائر األحمدية ،وعلى اهلل االتكال في ذلك كلو".
أقرىا كمقتضيات للمواطنة يف دولتو ،ومل
فادلتمعن يف خطبة األمَت جيد أن فحواىا قد اختزل يف رلموعة من احلقوق والواجباتّ ،
يكتف األمَت دبا ذكر من مقتضيات بل تع ّداىا إىل غَتىا جعلت من ادلؤرخُت يقرون حبقيقة قيام دولة مكتملة األركان كان األمَت
مؤسسها وأمَتىا األول ،غَت أن الذي البد من اإلشارة إليو ىو تعهده دبنع األعمال ادلنافية للشريعة ادلطهرة ،وىذا يعطينا انطباعا
حول نوعية التشريع ادلتبع يف الدولة وىو التشريع اإلسالمي.
1
- Benachenhou abdelhamid, l ‘état algérien en 1830 institutions sous l ‘émir abdelkader ,entreprise
populaire algérienne,1969, p 93-111
-2زلمد بن األمَت عبد القادر اجلزائري ،ربفة الزائر يف مآثر األمَت عبد القادر وأخبار اجلزائر ،ادلطبعة التجارية ،اإلسكندرية ،ط1903، ،1ص .103-99
-3األمَت عبد القادر اجلزائري ،ادلواقف الروحية والفيوضات السبوحية ،ربقيق عاصم إبراىيم الكيايل ،دار الكتب العلمية ،بَتوت ،ط ،2004 ،1ص.9
998
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
مجلذ 27:عذد ( 5:رت ) 74السنة2023 :
-1زلمد أبو فارس ،النظام السياسي يف اإلسالم ،دار الفرقان ،األردن ،ط ،1986 ،2ص 79
-2عبد الفتاح فتحي شكر ،اإلحياء بعد اإلنساء ،دار الكلمة ،ط ،2011 ،1ج ،2ص.218
-3عامر البغدادي ،دولة األمَت عبد القادر اجلزائري 1848-1832م ،دراسة يف نظام احلكم يف اإلسالم ،حبث تكميلي لنيل ادلاجستَت،كلية الشريعة والعلوم
االجتماعية ،قسم العلوم السياسية ،جامعة أم درمان اإلسالمية ،السودان1987 ،م ،ص.48
-4فوزي أوصديق ،النظام الدستوري اجلزائري :دولة األمَت عبد القادر دراسة ربليلية ،ديوان ادلطبوعات اجلامعية ،ط ،2010 ،3ص.77
-5أبو القاسم سعد اهلل ،احلركة الوطنية اجلزائرية ،ادلؤسسة الوطنية للكتاب ،اجلزائر1992 ،م ،ج ،1ص53
999
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
مجلذ 27:عذد ( 5:رت ) 74السنة2023 :
استفسر العلماء وادلشايخ الفقهاء حول جواز معاقبة ادلتخلفُت عن اجلهاد ،وقضايا الصلح مع العدو ،كما استفسر األمَت
1
عن معرفة حكم الدين يف اإلقامة ببلد احتلها الكافر".
وتعد الشورى مظهرا من م ظاىر ادلواطنة الشرعية ،إلبرازىا نوعا من العالقة الدائرة بُت ادلواطن واحلاكم واليت تقره النصوص الشرعية
خبالف ادلواطنة الغربية اليت تغيب فيها ىذه العالقة.
تجميات مقتضيات المواطنة في دولة األمير عبد القادر -4
لعل من أبرز مظاىر ادلواطنة يف دولة األمَت عبد القادر :العدل والمساواة بين أفراد الدولة ،التمتع بالحقوق الثقافية
واالجتماعية واالقتصادية ،والوالء واالنتماء للوطن؛ وبيان كل مظهر فيما سيأٌب ذكره:
-1-4العدل والمساواة بين أفراد الدولة
إن دديومة قيام الدول مع إمكانية تشييدىا حلضارة يتناقلها التاريخ البشري متوقف على مقتضى العدل وادلساواة ،فهو أول عوامل
االستقرار واالزدىار الناذبُت عن االطمئنان النفسي للمواطنُت يف ىذه الدولة؛ ومل يكن ىذا خافيا عن األمَت عبد القادر الذي تطلّع
وحد قبائلنا بعد شتات
إىل أن يكون ىدي النيب صلى اهلل عليو وسلم يف دولتو ىو قدوة لو ومنهج فقال":فاإلسالم ىو الذي ّ
وجعلها قوة ال تقهر ،تدفعنا ميادين المجد والشرف وجعلنا إخوة يحب أحدنا ألخيو ما يحب لنفسو وال فرق بين عربي
2
وأعجمي وال أبيض وال أسود إال بالتقوى وأمرنا بالعدل والمساواة".
وقد أشار ميثاق اجلزائر سنة 1964ذلذا ادلبدأ حيث جاء فيو ":لقد حطم األمير عبد القادر ،بإزالتو للفوارق بين قبائل مخزن
وقبائل رعية ،عالقات االستغالل القديمة المقامة على حساب جماىير الفالحين ،وكان يأمل في توحيد العمل والصف ضد
العدو وذلك لصالح سلطة مركزية واحدة على كل البالد".3
وقد سبثل مقتضى العدل وادلساواة يف صور شىت نذكر منها:
االىتمام بجهاز القضاء أ-
من الطبيعي أن نرى من شخصية األمَت عبد القادر ذلك االىتمام الالمتناىي جبهاز القضاء وتكريس صفة العدل فيو ،فالعدل يف
القضاء ىو أساس طول أعمار الدول واحلضارات ،وىو احلصن احلصُت لألمة من االنفالت إىل الفوضى واخلوف بعد النظام
واألمن ،وقد ذبلى ىذا االىتمام يف ثالثة نقاط رئيسية ىي:
أوال :استقاللية القضاء :طبّق األمَت يف دولتو ما ننادي بتطبيقو يف وقتنا احلاضر لضمان النزاىة وتقوية جانب القانون حىت يعلو
4
فوق اجلميع دون استثناء وىو استقاللية القضاء ،فقد كان القاضي ىو ادلوظف الوحيد الذي ال ديثل األمَت.
-1التسويل ،أجوبة التسويل عن مسائل األمَت عبد القادر يف اجلهاد ،دار الغرب اإلسالمي ،بَتوت ،ط1996 ،1م ،ص.264
-2بديعة احلسٍت اجلزائري ،األمَت عبد القادر حياتو وفكره ،دار الوعي للنشر والتوزيع ،اجلزائر ،ط ،2012 ،1ص.29
-3ميثاق اجلزائر ،ادلطبعة الشعبية للجيش ،اجلزائر ،1964 ،ص.12
-4بوطالب عبد القادر ،األمَت عبد القادر وبناء األمة اجلزائرية ،ادلؤسسة الوطنية للفنون ادلطبعية ،ط ،2009 ،1ص .107
1000
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
مجلذ 27:عذد ( 5:رت ) 74السنة2023 :
-1فوزي أوصديق ،النظام الدستوري اجلزائري :دولة األمَت عبد القادر دراسة ربليلية ،ص.91
-2شارل ىنري شرشل ،حياة األمَت عبد القادر ،دار ال رائد ،اجل زائر ،ط ، 2009 ، 3ص.85
-3فوزي أوصديق ،النظام الدستوري اجلزائري :دولة األمَت عبد القادر دراسة ربليلية ،ص .92
-4زلمد بن األمَت عبد القادر ،ربفة الزائر يف مآثر األمَت عبد القادر وأخبار اجلزائر ،ص .307
1001
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
مجلذ 27:عذد ( 5:رت ) 74السنة2023 :
ميسور احلال 1.ولعلنا نذكر بعض مالمح فكر األمَت عبد القادر اذباه أنواع من النساء تناقلتها األخبار أو أخرب هبا عن نفسو وىن:
ادلرأة األم ،ادلرأة الزوجة وادلرأة األسَتة.
أوال :المرأة األم
مل تكن الالّ الزىرة ّأما عادية يف حياة األمَت عبد القادر ،بل كانت السند وادلستشار حيث شاع أهنا كانت سبلي عليو صيغة رسائلو
الرمسية ،2كما كان ذلا احلضور القوي يف حادثة االنسحاب يف 15كانون األول ،1847حُت قالت لو « :إن معركة خاسرة ال
تحسب شيئاً أمام معارك كنت فيها المنتصر دائماً .واهلل قد عودك الجميل » وأضافت « :يا ولدي إذا استسلمت
للفرنسيين فهم ال بد يقدرون لك عدة مواقف في معاملتك ألسراىم وفي مراسالتك لشخصيات كبرى فيهم .وىم ينظرون
إليك أنك ضحية ومعتدى عليك وأنك دافعت عن بالدك إلخالص ولوفاء منك ،ولم يسجلوا عليك غدراً وال نقضاً
3
للعهد » ،فأخذ األمَت أقوال أمو زلوراً للتفكَت إىل أن وصل إىل قرار االنسحاب واالستسالم للفرنسيُت.
ثانيا :المرأة الزوجة
مل يكن األمَت ذلك الرجل ادلستبد يف أركان بيتو ،حيث تسمع الزوجة عنده وتطيع؛ متشوفة إىل أدٌل حقوقها ،بل كان يظهر تارة
مظهر الرجل احملب ادلتغزل ،تنكشف يف ثنايا أشعاره بعض أسرار مهجتو التواقة إىل قرب زوجتو حيث يقول:
4
لكي تعلمي -أم البنين -بأنو ....فراقك نار و اقترابك من الخلد.
5
وكذلك قولو :إذا ما الناس ترغب في كنوز ....فبنت العم مكتنزي و زادي.
6
وقولو :جفاني من أم البنين خيال ....فقلبي جريح و الدموع سجال.
وتارة أخرى يظهر مظهر الرجل الذي يتقاسم مهومو مع نصفو اآلخر إذ يقول:
7
تسائلني أم البنين ،و إنها ....ألعلم من تحت السماء بأحوالي.
وادلطلع على ديوان شعره يلفي ما ال يعد من األبيات اليت تناول فيها زوجتو وادلشاعر اجلياشة اليت كانت تظهر يف ثنايا نظمها ،وىذا
دل على شيء إمنا يدل على عظم قدرىا ومكانتها يف حياتو. إن ّ
-1شرين دقوري ،ذبليات مفهوم ادلرأة يف فكر عبد القادر اجلزائري ،2012 ،Presses de l’Ifpo ،ص .252-235
-2ن م.
-3شرين دقوري ،ذبليات مفهوم ادلرأة يف فكر عبد القادر اجلزائري ،ص.252-235
-4أمحد زلمد احلويف ،ادلرأة يف الشعر اجلاىلي ،دار الفكر العريب ،ط ،2دت ،ص.200
-5عبد القادر اجلزائري ،ديوان األمَت عبد القادر ،منشورات ثالة ،اجلزائر ،ط ،2007 ،3ص.60
-6نفسو ،ص.61
-7نفسو ،ص.59
1002
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
مجلذ 27:عذد ( 5:رت ) 74السنة2023 :
-1سليم مزىود ،أخالقيات التعامل مع اآلخر يف فكر األمَت عبد القادر ،رللة ميالف للبحوث والدراسات ،اجمللد ،6ع ،2ديسمرب ،2020ص.72
-2فطيمة شيخ ،دور اليهود يف دبلوماسية دولة األمَت عبد القادر ،احلوار ادلتوسطي ،مج ،12ع ،2ماي ،2021ص .159
-3علي زلمد الصاليب ،سَتة األمَت عبد القادر قائد رباٍل ورلاىد إسالمي ،دار ادلعرفة ،بَتوت ،دط ،ص.138
-4ن م ،ص.137
-5زلفوظ قداش ،جيش األمَت عبد القادر ( تنظيمو وأمهيتو) ،رللة الثقافة ،ع ،75الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،مطبعة أمحد زبانة ،1983 ،ص.60
-6فريدة قاسي ،الدولة يف فكر األمَت عبد القادر ( ،)1847 -1832منشورات بونة للبحوث والدراسات ،2012 ،ص.156
-7دحدوح عبد القادر ،استحكامات األمَت عبد القادر العسكرية ( ،)1842 -1836ادلؤسسة الوطنية ،اجلزائر ،ط ،2008 ،1ص.143
1003
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
مجلذ 27:عذد ( 5:رت ) 74السنة2023 :
العديد من الصيدليات والعيادات يف مقاطعات الدولة ،حيث زودت كل عيادة بأربعة أطباء يكونون تابعُت لطبيب األمَت اخلاص.1
االىتمام بالتعليم ب-
كان من الطبيعي أن يهتم األمَت عبد القادر الذي نال قسطا وافرا من فنون العلم حبق تعليم الرعية ،وىذا ما يتطلبو بناء دولة قوية
تتطلع إىل الرقي واالزدىار يف حاضر الزمن ومستقبلو الذي يتشوف فيو ربقيق االستقالل ودحر ادلستدمر الفرنسي؛ وال شك أن
تعليم الفرد وتثقيفو أمر البد منو يف سبيل نشر الوعي الوطٍت الذي يكون وقودا لتحقيق األىداف الكربى اليت تتطلع الدولة
ربقيقها .وظهر ىذا االىتمام من قائد الدولة يف أربعة زلاور أساسية كانت ىي أركان النهضة العلمية الثقافية وىي :ادلدارس،
التنظيم ،الطلبة وادلدرسون.
أوال :المدارس
ًب بناء ادلدارس يف ادلدن والكتاتيب يف القرى ،إذ يف كل قبيلة من القبائل كانت ىناك خيمة تدعى الشريعة يشرف عليها مؤدب
2
خيتاره سكاهنا.
ثانيا :التنظيم
قسمت أطوار التعليم يف دولة األمَت عبد القادر حسب الطريقة احلديثة :الطور االبتدائي ،الطور الثانوي أو اإلكمايل و طور
التعليم العايل ،وكان الطور االبتدائي يستغرق أربع سنوات يتم خالذلا تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن؛ أما برنامج الطور الثانوي
فهو تلقي علوم النحو والتفسَت والتاريخ واإلذليات؛ كما كان برنامج الطور العايل يشمل النحو والفقو واحلديث واحلساب والفلك
3
والتاريخ....
ثالثا :الطلبة
ظهر االىتمام بالطلبة كعنصر ىام يف خطة النهوض بالتعليم يف البالد من خالل عدة إجراءات منها :رلانية التعليم مع توفَت وجبة
غذائية للطالب ،وكذا زبصيص مساعدات لطالب العلم مع تشجيع ادلتفوقُت منهم بتقدَل منح خاصة ذلم ،كما روي انو كان يعفو
4
عن طلبة العلم الذين يرتكبون أخطاء تستوجب عقاهبم.
رابعا :المدرسون :أوىل األمَت عبد القادر الرعاية واالىتمام بعصب عملية التعليم وىو ادلدرس ،حيث كان حييطهم بفائق االحًتام
5
والتقدير مع زبصيص مرتبا زلًتما يضمن ذلم العيش الكرَل.
-3-4االىتمام بالحياة االقتصادية
-1نويصر مصطفى ،األمَت عبد القادر يف ذكراه ادلأوية( ،)1983 -1883ادلؤسسة الوطنية ،اجلزائر ،ط ،1984 ،1ص.30
-2أمحد بن داود ،ادلقاومة الثقافية لألمَت عبد القادر من خالل التعليم ،رللة احلكمة للدراسات التارخيية،ع ،3م ،2جانفي ،2014ص .274
-3أديب حرب ،التاريخ العسكري واإلداري لألمَت عبد القادر ،1847 -1808دار الرائد للكتاب ،اجلزائر ،ط ،2005 ،3ج ،2ص.71
-4أمحد داود ،ادلقاومة الثقافية لألمَت عبد القادر من خالل التعليم ،ص .275
-5رابح بونار ،نظام احلكم يف إمارة األمَت عبد القادر ،رللة األصالة،ع ،23جانفي -فيفري ،1975 ،ص .49
1004
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
مجلذ 27:عذد ( 5:رت ) 74السنة2023 :
إن االىتمام بالنشاط االقتصادي ىو مفتاح احلفاظ على السلم السياسي بتحقيق األمن الغذائي ،عالوة على أنو رافد لتحقيق
مناصب شغل دائمة يقلص هبا نسبة البطالة يف الدولة ،ويف سبيل ربقيق ذلك كان لألمَت عبد القادر جهودا متميزة ،خاصة وأن
الدولة اليت كان يسوسها ذلا خصائص طبيعية وإمكانات بشرية أكسبتها قدرات اقتصادية ال يستهان هبا.
وقد أعطى األمَت عبد القادر اىتماما بالغ األثر عند توليو اإلمارة للجانب االقتصادي بأن استحدث نظاما اقتصاديا سلتلفا يف
التسيَت عن سابقو يف الدولة العثمانية وظهرت ىذه اجلهود يف رلاالت الزراعة والصناعة والتجارة:
الزراعة أ-
ال خيفى وحلد اليوم أن اجلزائر كانت وال تزال دولة فالحية بامتياز ،وىذا ما جعل األمَت عبد القادر يويل االىتمام األكرب
ذلذا اجملال احليوي ،وبغية زيادة اإلنتاج يسر للفالح شروط النشاط الفالحي ،وألغى ضريبة اخلراج ،ومنح بعض األراضي الزراعية
1
وألن احلبوب ادلتمثلة يف القمح والشعَت كانت غالب قوت أىل البالد فقد نالت احلظ للقضاة وشيوخ الزوايا بغية استغالذلا.
2
األوفر من ىذا االىتمام حىت شهدت سنة 1839وفرة يف اإلنتاج وسلزونا يكفي اإلمارة سنتُت.
ومل يقتصر االىتمام بإنتاج احلبوب دون غَته بل تعداه إىل أصناف أخرى مثل علف احليوانات واخلضر والفواكو والبقوليات 3طمعا
يف ربقيق ولو جزء من األمن الغذائي.
الصناعة ب-
رغم زلدودية رلال الصناعة بادلقارنة مع الزراعة إال أن احلاجة احلربية أجلأت األمَت إىل توفَت مناصب شغل يف رلال الصناعات
احلربية كالبنادق والبارود وادلدافع وغَتىا 4.دون نسيان اعتماده على ادلوارد اخلام ادلتوفرة يف أرجاء دولتو اليت تنوعت بُت النباٌب
واحليواٍل واحلجارة والصلصال 5،وقد استعان األمَت خبربات احلرفيُت الذين كان عددىم البأس بو يف فًتة العهد العثماٍل ،زيادة على
6
على الوافدين للبلد من ادلغرب وبعض دول أوروبا الغربية ذوي ادلهارات الصناعية.
كما كان احلديد يستخرج من منجم بالقرب من مليانة ،وكانت مناجم ملح البارود والكربيت واحلديد والنحاس ،وقد تركزت صناعة
البارود يف تلمسان ومعسكر ومليانة وادلدية وتاقدامت 7،فكانت ذلذه اجلهود اإلسهامات الكبَتة يف توفَت مناصب شغل وإشباع
االحتياجات الصناعية للدولة وادلواطنُت.
-1صاحل فركوس ،تاريخ اجلزائر من ما قبل التاريخ إىل غاية االستقالل :ادلراحل الكربى ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،اجلزائر ،ط ،2005 ،1ص .198
-2سامل بوتدارة ،األنشطة االقتصادية والنظام ادلايل يف دولة األمَت عبد القادر ،احلوار ادلتوسطي،ع ،2م ،12ماي ،2021ص.77
-3العريب إمساعيل ،ادلقاومة اجلزائرية ربت لواء األمَت عبد القادر ،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،اجلزائر ،ط ،1982 ،2ص.129
-4بسام العسيلي ،جهاد الشعب اجلزائري -ادلقاومة اجلزائرية لالستعمار الفرنسي ،دار النفائس ،لبنان ،ط ،1983 ،2ص.42
-5سامل بوتدارة ،األنشطة االقتصادية والنظام ادلايل يف دولة األمَت عبد القادر ،ص.78
-6الكولينيل سكوت ،مذكرات الكولينيل سكوت عن إقامتو يف زمالة األمَت عبد القادر ،1841ترمجة :العريب إمساعيل ،الشركة الوطنية للتوزيع والنشر ،اجلزائر،
،1981ص.213
-7بسام العسيلي ،جهاد الشعب اجلزائري -ادلقاومة اجلزائرية لالستعمار الفرنسي ،ص.42
1005
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
مجلذ 27:عذد ( 5:رت ) 74السنة2023 :
ج -التجارة
كانت احلياة التجارية ن شطة يف دولة األمَت عبد القادر و من أىم مظاىره انتظام أسواق أسبوعية تعرض فيها سلع ادلواطنُت لتسويق
1
بضائعهم؛ وبغية تسهيل إقامة ىذه األسواق عمد إىل شق الطرق وتشييد اجلسور هبدف تسهيل التنقل.
أما فيما خيص التجارة اخلارجية فقد حرص األمَت عبد القادر على احتكار التجارة اخلارجية وعمل على استقاللو التام يف ىذا اجملال
خاصة منتج الصوف واحلبوب 2.كما واصل استخدام ميناء أرزيو لتصدير القمح وذلك حسب ما ىو مقرر يف معاىدة دي ميشيل
3
والتافنا.
-1سامل بوتدارة ،األنشطة االقتصادية والنظام ادلايل يف دولة األمَت عبد القادر ،ص.80
-2عبد الرزاق بن السبع ،األمَت عبد القادر اجلزائري وأدبو ،مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطُت لإلبداع ،2000 ،ص.38
-3ناصر سعيدوٍل ،عصر األمَت عبد القادر اجلزائري ،مكتبة االسكندرية ،ط ،1994 ،1ص.209
-4ذكرى العاقل وتنبيو الغافل :األمَت عبد القادر-بَتوت-ص32
-5زلمد ابن األمَت ،ربفة الزائر يف مآثر األمَت عبد القادر وأخبار اجلزائر ،ج ،3ص.350
-6عبد القادر اجلزائري ،ديوان الشاعر عبد القادر اجلزائري ،ص.47
1006
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
مجلذ 27:عذد ( 5:رت ) 74السنة2023 :
-1األمَت عبد القادر اجلزائري ،ادلواقف الروحية والفيوضات السبوحية ،ص .133
-2امساعيل العريب ،ادلقاومة اجلزائرية ربت لواء األمَت عبد القادر ،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،اجلزائر ،ط1982، 2م .ص 6
-3طاعة سعد ،دور األمَت عبد القادر اإلنساٍل يف أزمة الشام الطائفية سنة 1860م ،قضايا تارخيية ،ع ،2017 ،5ص .44
-4زلمد بن األمَت ،ربفة الزائر يف مآثر األمَت عبد القادر وأخبار اجلزائر ،ج ،2ص.293
-5طاعة سعد ،دور األمَت عبد القادر يف أزمة الشام الطائفية سنة 1860م ،قضايا تارخيية ،العدد ،2017 ،5ص.46
1007
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
مجلذ 27:عذد ( 5:رت ) 74السنة2023 :
1
الجاىلية.....
واحلقيقة اليت ال بد من ذكرىا ىي أن لألمَت عبد القادر األثر البارز يف إثراء ادلدونات القانونية ادلتعلقة حبقوق اإلنسان ،واليت أصبح
تطبيق ىذه ادلدونا ت يف العصر احلديث دليل على الرقي والتحضر .فاألمَت بإنسانيتو وسلوكو ادلبٍت على احًتام اإلنسان كإنسان
مهما كان انتماؤه العرقي والديٍت كان مرجعا أثناء تسطَت القانون الدويل اإلنساٍل مع معاىدة جنيف 2،وىذا ما أكسب األمَت
شرف اعتباره مؤسس الدولة اجلزائرية احلديثة باعتبار سبتع مواطٍت دولتو دبقتضيات ادلواطنة احلديثة.
ج -فرض الضرائب
ال تعٍت ادلواطنة ربصيل احلقوق فحسب ،بل البد أن يقابل ىذا التحصيل مجلة من االلتزامات ترمى على عاتق ادلواطن ،تعرب يف
رلملها عن الوالء واالنتماء ذلذا الوطن ،واالستعداد النفسي وادلادي للقيام دبا ال بد منو من أجل بناء الدولة وازدىارىا ومحاية
سالمتها الداخلية واخلارجية .ومنو فكان من الطبيعي أن يستعُت األمَت عبد القادر بنظام الضرائب لتقوية الدولة ماديا ،حىت تتمكن
من تلبية متطلبات البناء وكذا تقوية اجليش ادلرابط دفاعا عن الدولة وحبثا عن ربرير أجزاء أخرى من ادلستعمر الفرنسي؛ ويعذر
األمَت يف ذلك ألن الدولة كانت فتية وال سبلك مصادر سبوين أخرى غَت االعتماد على النفس.
وقد حرص األمَت عبد القادر يف جلوئو لالعتماد على نظام الضرائب إىل أن ال يثقل كاىل ادلواطنُت ،بل جعل منو مظهرا من
مظاىر روح التعاون بُت الرعية مع العدل وادلساواة بُت الناس يف ربصيلها ،وإنفاق جباية الضرائب يف ادلصلحة العامة 3وكذا التقيد
4
بأحكام الشريعة اإلسالمية ،وإلغاء ادلغارم كاللزمة والعوائد وغَتىا.
-5خاتمة
يف اختتام ىذا ادلقال الذي تناول األمَت عبد القادر مؤسس دولة اجلزائر يف العصر احلديث ،من حيث دوره يف إرساء مقتضيات
ادلواطنة يف دولتو وأبرز مظاىرىا ،ديكن تلخيص أىم النقاط الواردة يف ثناياه فيما يلي:
أوال :لقد كانت دولة األمَت عبد القادر دولة مكتملة األركان؛ ولعل أكرب دليل على ذلك ىو بروز مقتضيات ادلواطنة بُت أحضان
ىذه الدولة ،رغم الظروف االستعمارية اليت ح ّدت من إمكانية سبتع ادلواطن ببعض حقوق مواطن الدولة ادلستقلة ،وكذا أولوية
اىتمام الدولة بالشأن العسكري على البناء والتشييد ،إال أن ذلك مل يكن عائقا يف بلوغ ادلواطنة درجة من النضج قد تفتقر يف كثَت
من البلدان ادلعاصرة ،حبيث أصبح تطبيقها واقعا ملموسا يف مظاىرىا وذبلياهتا اليت سبتع فيها ادلواطن حبقوق اجتماعية وسياسية
وثقافية على سبيل العدل وادلساواة ،كما ألزم فيها بأداء واجباتو ذبسيدا دلقتضى الوالء واالنتماء.
ثانيا :سبيزت ادلواطنة يف دولة األم َت عبد القادر دبقتضياهتا ادلوافقة للتشريع اإلسالمي ،ومل تساير يف ذلك ماتقتضيو ادلواطنة الغربية،
الداعية إىل ادلساواة واحلريات ادلطلقة وغَتىا من ادلقتضيات ادلنافية للشريعة اإلسالمية.
ثالثا :ظهرت مقتضيات ادلواطنة يف دولة األمَت عبد القادر يف عدة نقاط رئيسية ذكرناىا يف ىذا ادلقال وىي:
العدل والمساواة بين أفراد الدولة؛ وقد ذبلى ذلك يف عدة إجراءات أقرىا أمَت الدولة منها :االىتمام جبهاز القضاء من
حيث استقالليتو ،وكذا من حيث ادلعايَت الصارمة الواجب توفرىا فيمن يتوىل القضاء لضمان ربقيق العدل؛ كما جعل أحكام
الشريعة اإلسالمية ىي ادلصدر الرئيسي ألحكام القضاء.
وكذلك ضمان ادلساواة وتقدَل الكفاءات يف تويل الوظائف العليا للدولة؛ مع االىتمام بادلرأة وإشراكها يف الشأن العام؛ كما اعترب
غَت ادلسلمُت دبواطنُت ذلم نفس حقوق ادلسلمُت ،خاصة وأن الدولة كانت ربتضن العديد منهم أبرزىم اليهود.
الحقوق االجتماعية والثقافية؛ حيث أظهر األمَت عبد القادر االىتمام البالغ بالصحة بأن وفر اذلياكل الصحية ،مع توفَت
أطباء أكفاء لتطبيب العامة من الناس .إضافة إىل اىتمامو حبق التعليم ،فاعتٌت بأركان العملية :ادلعلم ،ادلتعلم ،ادلدارس والربامج.
الحقوق االقتصادية؛ وقد ظهرت يف ادلناحي االقتصادية الثالثة :الزراعة والصناعة والتجارة ،بأن وفر الوسائل وشجع
اإلنتاج احمللي ،وصنع بيئة مشجعة للنشاط االقتصادي.
الوالء واالنتماء للوطن؛ ونرى ىذا ادلقتضى يف سعيو للحفاظ على الدين ومحاية الوطن ،مع ضمان التعايش السلمي
على كافة األصعدة ،والتحلي خبصلة الصفح عن اخلصوم ،ونبذ الطائفية ،واإلصالح بُت القبائل ،مع دفع أفراد الدولة لتحمل
واجباهتم اذباه وطنهم ،ويظهر ىذا اإللزام يف فرض الضرائب بادلعروف دون اإلثقال.
قائمة المصادر والمراجع
إبراىيم أنيس وغَته ،ادلعجم الوسيط ،رلمع اللغة العربية -مكتبة الشروق الدولية ،ط ،2004 ،4ص .1042 -1
ابن منظور ،لسان العرب ،دار صادر ،بَتوت ،ط.1998 ،1 -2
أبو القاسم سعد اهلل ،احلركة الوطنية اجلزائرية ،ادلؤسسة الوطنية للكتاب ،اجلزائر.1992 ، -3
أمحد بن داود ،ادلقاومة الثقافية لألمَت عبد القادر من خالل التعليم ،رللة احلكمة للدراسات التارخيية،ع ،3م ،2جانفي .2014 -4
أمحد زلمد احلويف ،ادلرأة يف الشعر اجلاىلي ،دار الفكر العريب ،ط ،2دت. -5
أديب حرب ،التاريخ العسكري واإلداري لألمَت عبد القادر ،1847 -1808دار الرائد للكتاب ،اجلزائر ،ط.2005 ،3 -6
امساعيل العريب ،ادلقاومة اجلزائرية ربت لواء األمَت عبد القادر ،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،اجلزائر ،ط.1982، 2 -7
األمَت عبد القادر اجلزائري ،ادلواقف الروحية والفيوضات السبوحية ،ربقيق عاصم إبراىيم الكيايل ،دار الكتب العلمية ،بَتوت ،ط،1 -8
.2004
األمَت عبد القادر اجلزائري ،ذكرى العاقل وتنبيو الغافل ،دار الغرب للنشر والتوزيع ،اجلزائر ،ط.2004 ،1 -9
بان غاًل أمحد الصائغ ،التأصيل التارخيي دلفهوم ادلواطنة ،مركز الدراسات اإلقليمية ،دراسات إقليمية ،رللد ،5العدد.2009 ،13 -11
بديعة احلسٍت اجلزائري ،األمَت عبد القادر حياتو وفكره ،دار الوعي للنشر والتوزيع ،اجلزائر ،ط.2012 ،1 -11
بسام العسيلي ،جهاد الشعب اجلزائري -ادلقاومة اجلزائرية لالستعمار الفرنسي ،دار النفائس ،لبنان ،ط.1983 ،2 -12
بوطالب عبد القادر ،األمَت عبد القادر وبناء األمة اجلزائرية ،ادلؤسسة الوطنية للفنون ادلطبعية ،ط.2009 ،1 -13
التسويل ،أجوبة التسويل عن مسائل األمَت عبد القادر يف اجلهاد ،دار الغرب اإلسالمي ،بَتوت ،ط1996 ،1م. -14
1009
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
مجلذ 27:عذد ( 5:رت ) 74السنة2023 :
دحدوح عبد القادر ،استحكامات األمَت عبد القادر العسكرية ( ،)1842 -1836ادلؤسسة الوطنية ،اجلزائر ،ط.2008 ،1 -15
رابح بونار ،نظام احلكم يف إمارة األمَت عبد القادر ،رللة األصالة،ع ،23جانفي -فيفري.1975 ، -16
سامل بوتدارة ،األنشطة االقتصادية والنظام ادلايل يف دولة األمَت عبد القادر ،احلوار ادلتوسطي،ع ،2م ،12ماي .2021 -17
سامح فوزي ،ادلواطنة ،مركز القاىرة لدراسات حقوق اإلنسان ،ط.2007 ،1 -18
سليم مزىود ،أخالقيات التعامل مع اآلخر يف فكر األمَت عبد القادر ،رللة ميالف للبحوث والدراسات ،اجمللد ،6ع ،2ديسمرب .2020 -19
شارل ىنري شرشل ،حياة األمَت عبد القادر ،دار ال رائد ،اجل زائر ،ط . 2009 ، 3 -21
شرين دقوري ،ذبليات مفهوم ادلرأة يف فكر عبد القادر اجلزائري.2012 ،Presses de l’Ifpo ، -21
-22صاحل حسن ادلسلوت ،مفهوم ادلواطنة وحقوقها وواجباهتا وقيمها بُت الفكر السياسي اإلسالمي والدولة القومية احلديثة ،جامعة احلاج
خلضر ،باتنة ،ادللتقى الدويل 6بعنوان فقو ادلواطنة يف الفكر اإلسالمي ادلعاصر.2013 ،
صاحل فركوس ،تاريخ اجلزائر من ما قبل التاريخ إىل غاية االستقالل :ادلراحل الكربى ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،اجلزائر ،ط.2005 ،1 -23
طاعة سعد ،دور األمَت عبد القادر اإلنساٍل يف أزمة الشام الطائفية سنة 1860م ،قضايا تارخيية ،ع.2017 ،5 -24
عامر البغدادي ،دولة األمَت عبد القادر اجلزائري1848-1832م ،دراسة يف نظام احلكم يف اإلسالم ،حبث تكميلي لنيل -25
ادلاجستَت،كلية الشريعة والعلوم االجتماعية ،قسم العلوم السياسية ،جامعة أم درمان اإلسالمية ،السودان1987 ،م.
عبد احلق محيش ،ادلواطنة يف اإلسالم مفهومها ،تأصيلها الشرعي ،وخصائصها ،ادللتقى الدويل ،6باتنة.2013، -26
عبد الرمحن اجليالٍل ،تاريخ اجلزائر العام ،دار األمة ،اجلزائر ،ط.2009 ،1 -27
عبد الرزاق بن السبع ،األمَت عبد القادر اجلزائري وأدبو ،مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطُت لإلبداع.2000 ، -28
عبد الفتاح فتحي شكر ،اإلحياء بعد اإلنساء ،دار الكلمة ،ط.2011 ،1 -29
عبد القادر اجلزائري ،ديوان األمَت عبد القادر ،منشورات ثالة ،اجلزائر ،ط.2007 ،3 -31
-31عبد القادر دوحة ،إسهام األمَت عبد القادر اجلزائري يف القانون الدويل اإلنساٍل ،رللة ادلواقف للبحوث والدراسات يف اجملتمع والتاريخ،
العدد ،5ديسمرب .2010
علي زلمد الصاليب ،ادلواطنة والوطن يف الدولة احلديثة ادلسلمة ،دار ادلعرفة للطباعة والنشر ،ط.2014 ،1 -32
علي زلمد الصاليب ،سَتة األمَت عبد القادر قائد رباٍل ورلاىد إسالمي ،دار ادلعرفة ،بَتوت ،دط. -33
فريدة قاسي ،الدولة يف فكر األمَت عبد القادر ( ،)1847 -1832منشورات بونة للبحوث والدراسات.2012 ، -34
فطيمة شيخ ،دور اليهود يف دبلوماسية دولة األمَت عبد القادر ،احلوار ادلتوسطي ،مج ،12ع ،2ماي .2021 -35
فوزي أوصديق ،النظام الدستوري اجلزائري :دولة األمَت عبد القادر دراسة ربليلية ،ديوان ادلطبوعات اجلامعية ،ط.2010 ،3 -36
-37الكولينيل سكوت ،مذكرات الكولينيل سكوت عن إقامتو يف زمالة األمَت عبد القادر ،1841ترمجة :العريب إمساعيل ،الشركة الوطنية للتوزيع
والنشر ،اجلزائر.1981 ،
زلفوظ قداش ،جيش األمَت عبد القادر ( تنظيمو وأمهيتو) ،رللة الثقافة ،ع ،75الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،مطبعة أمحد زبانة.1983 ، -38
زلمد أبو فارس ،النظام السياسي يف اإلسالم ،دار الفرقان ،األردن ،ط.1986 ،2 -39
زلمد بن أيب بكر الرازي ،سلتار الصحاح ،مكتبة لبنان ،ط.1986 ،1 -41
زلمد بن األمَت عبد القادر ،ربفة الزائر يف مآثر األمَت عبد القادر وأخبار اجلزائر ،ادلطبعة التجارية ،اإلسكندرية ،ط.1903 ،1 -41
1010
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
مجلذ 27:عذد ( 5:رت ) 74السنة2023 :
-42زلمد بن ا لسايح ،حقوق وواجبات ادلواطنة وفق القواعد الشرعية والقواعد الوضعية ،ادللتقى الدويل السادس ،فقو ادلواطنة يف الفكر اإلسالمي
ادلعاصر ،جامعة احلاج خلضر ،باتنة ،اجلزائر 19-18 ،نوفمرب .2013
زلمد عاطف غيث ،قاموس علم االجتماع ،دار ادلعرفة اجلامعية ،االسكندرية ،مصر.1995 ، -43
زلمد خلوالدة ،الًتبية الوطنية (ادلواطنة واالنتماء) ،دار اخلليج للنشر والتوزيع ،عمان ،ط.2015 ،1 -44
ميثاق اجلزائر ،ادلطبعة الشعبية للجيش ،اجلزائر.1964 ، -45
ناصر الدين سعيدوٍل ،النظام الضرائيب لدولة األمَت عبد القادر ،رللة الثقافة ،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،العدد .1983 ،75 -46
ناصر الدين سعيدوٍل ،عصر األمَت عبد القادر ،مكتبة االسكندرية ،ط.1994 ،1 -47
نويصر مصطفى ،األمَت عبد القادر يف ذكراه ادلأوية( ،)1983 -1883ادلؤسسة الوطنية ،اجلزائر ،ط.1984 ،1 -48
ياسر جابر ،ادلواطنة يف الشريعة اإلسالمية " دراسة فقهية مقارنة ،دار احملدثُت للبحث العلمي والنشر ،ط.2011 ،1 -49
50- Benachenhou abdelhamid, l ‘état algérien en 1830 institutions sous l ‘émir
abdelkader ,entreprise populaire algérienne, 1969.
51- Cambridge learning dictenary, Camp, university press, 2003.
52- Encyclopedia, Book international Britannica. Inc, The New Encyclopedia peered,
Britannica,Vol. 20.
53- World Book international, The World Encyclopedia (London: World Book, Inc., (n.
d.) , vol. 4, 2000.
1011