Professional Documents
Culture Documents
عبـر التاريـخ
1
بسم
الرحمن الرحيم
المقدمة:
ھذه محاولة لترسيخ ذاكرة عراقية لھا ما لھا وعليھا ما عليھا ،نستذكر فيھا احداث ماضية من تاريخنا
العراقي ما زالت تلقي بظاللھا علينا.
الحياة تراكمية االحداث والحاضر وليد الماضي ونتيجة الرھاصاته .وما نستذكره ليس الننا نريد استعادة
ارھاصاته وتكرارھا بل نريد من استذكار الحوادث الماضية تجاوز مساوئھا إنْ تمكنا من ذلك .فإن لم نتمكن
من االستفادة من تجاوز مساويء الماضي فعلى االقل تبقى فوائد االستذكار لتعرف االجيال القادمة ما
عجزنا عن تجاوزه من مساويء فلربما تتمكن ھي من النجاح بما فشلنا فيه.
نحن الشيعة االمامية مرتبطون بأئمتنا االطھار )عليھم السالم( ارتباطا ً مصيريا ً ،فھم سر تكويننا ،وبھم
نعيش حياتنا ،ووجودنا مرتبط مصيريا ً بھم ،وحينما تغتالھم االيادي الطاغوتية اآلثمة تبقى مراقدھم
الطاھرة راسخة اكبر من الجبال الرواسي فحولھا ندور كما تدور الكواكب في افالكھا ،وبھا نرتبط ارتباطا ً
وجوديا ً حتميا ً .واذا كان آل سعود قد تسلطوا على بعض مراقد آل البيت االطھار )عليھم السالم( في غفلة
من الزمن فإن ذلك ال يعني اننا يمكن ان نفترق وجوديا ً عنھا ،بل نحن اصبحنا كالبقيع الطاھر مظلومين
ك وجودنا حينما انتھكوا حرمة البقيع الطاھر. بظلم آل سعود الذي صبّوه على البقيع المقدس .نحن الذين ان ُت ِھ َ
حطموا رؤوسنا ،نحن وكل االجيال منذ ذلك الزمن والى اليوم ،جميعنا تعرضنا للتحطيم نحن الذين ّ
واالنتھاك حينما تحطمت القبب المشرّ فة التي كانت قائمة في البقيع الطاھر.
مراقد آل البيت االطھار )عليھم السالم( ھي محور حياتنا شاء من شاء وابى من ابى .والتجارب الماضية
االليمة تثبت ذلك .ولطالما صبرنا على التقتيل الفردي والجماعي واالغتياالت والتفجيرات والقتل على
الھوية والذبح في اللطيفية واالنبار وغيرھا من المناطق ،صبرنا وصبرنا وصبرنا ،ولكن حينما تعرض
مرقد االمامين العسكريين عليھما السالم( للتفجير واالنتھاك واراد قوم االساءة الى المرقد الشريف كما اساء
اسيادھم من قبل الى مراقد البقيع المقدسة ،فحينئذ انتھى الصبر وسالت الدماء في كل مكان ،لقد قلنا آنفا ً
إننا نحن ومراقد ائمتنا وجود واحد ،ومن يتوھم اننا فرطنا او سنفرط باحدھا فھو واھم وھم االغبياء او انه
يدور في فلك االستغباء الذاتي.
ولذلك نجد ان الديمغرافية الشيعية ترتبط ارتباطا ً وثيقا ً بمراقد االئمة االطھار )عليھم السالم( ،وھذا الذي
جعلھم يدخلون في صراع مناطقي مع المخالفين لھم في المذھب والفكر.
ما سنعرضه ھو انتقاءات من الذاكرة العراقية ،ذاكرتنا نحن العراقيون ،في محاولة الستذكار الماضي
المستمر والذي نجني آثاره في يومنا ھذا .ومقالنا ھذا يركز على جوانب تكاد تكون خفية مما جرى على
مدينة سامراء القديمة والتاريخية والمقدسة من تغيرات ديمغرافية عبر القرون ،وھي تغيرات لم يتم تسليط
الضوء عليھا السباب عديدة بعضھا يتعلق باالضطھاد الطائفي السياسي واالجتماعي واالعالمي الذي
2
تعرض له الشيعة عبر القرون ،ورغبة بعضھم بالتعايش السلمي مع اآلخرين وعدم اثارة ما يمكن ان يعكر
صفو ذلك التعايش حتى وان كانت دعوة التعايش تلك من جانب واحد في اغلب االحيان ،فاآلخر يريد
تعايشا ً آخراً وفق شروطه وبما يوفر له جانب العلو القيمي واالستحواذ على االصالة التاريخية واالجتماعية.
سامراء تلك المدينة التي بناھا خلفاء الجور العباسيون واعتقل فيھا امامي الھدى والتقوى االمامين
العسكريين )عليھما السالم( ثم دفنا فيھا ،ثم سكنھا شيعة وسنة ،ورحل عنھا غالبية السنة وبقي فيھا غالبية
شيعية في ظل نظام سني صارم ال يسمح بالتخلي عن الحق التاريخي في سارمراء حتى وان كانت
ديمغرافيتھا قد تغيرت بصورة طوعية عبر القرون.
لم يتخ ّل الشيعة عن السكن بجوار مراقد االئمة االطھار )عليھم السالم( واوالدھم الصالحين )رضوان O
عليھم( ،فمن غير المعقول ان نظن ان الشيعة كانوا اكثر حرصا ً على السكن جوار مرقد سبع الدجيل السيد
محمد بن االمام علي الھادي )عليه السالم( ويعرضون عن السكن الى جوار ابيه االمام المعصوم علي
الھادي )عليه السالم( ،بل ھم كانوا حريصين على السكن ھناك وكانت سامراء مدينة ذات غالبية شيعية
غير ان تھديم سورھا وادخال العشائر التي كانت تعيش حول محيطھا اليھا وتھجير وتسفير الشيعة منھا
بدعوى التبعية االيرانية ايام النظام البعثي العفلقي ادى الى تغيير التركيبة السكانية فيھا حتى اصبحت افراد
العشائر المجاورة لمدينة سامراء القديمة ينتسبون اليھا في محاولة للتغطية على الحلقة المفقودة في تاريخ
سامراء حينما تم استبدال اھلھا االصليين بآخرين دخلوا اليھا حديثا ً.
وفي بحثنا ھذا نحاول القاء الضوء على تلك الحلقة المفقودة من تاريخ سامراء المقدسة وتسليط الضوء على
بعض االحداث التاريخية المھمة في مناطق اخرى لھا ارتباط مشترك مع موضوع قبور االئمة االطھار
)عليھم السالم( في محاولة لفھم مجريات التاريخ في العراق واستكشاف التغيرات السياسية واالجتماعية التي
جرت فيه.
بحثنا ھذا بحث تفاعلي بمعنى انه نواة لدراسات اخرى متوقعة يمكن ان تكون تطويراً له او مستفيدة منه
بصورة افضل مما كتبناه ھنا.
3
اصل تسمية مدينة سامراء:
)سومرته( ھذا ھو أسم مدينة سامراء عند السومريين كما اخبرنا ذلك االستاذ الدكتور فوزي رشيد )رحمه
(Oفي احد دروسه لطلبة قسم التاريخ سنة 1996م في كلية االداب ،جامعة بغداد.
وقيل ان سامراء ورد اسمھا عند المؤرخ الروماني أميانس مرقلينس )(390 – 320م ھكذا )سومرا
(sumeraوعند المؤرخ اليوناني زوسيمس ھكذا )سوما (saomaوفي التدوينات اآلشورية جاء ذكر
اسمھا ھكذا )سرمارتا ( suurmrtaفي حين ورد اسم سامراء في مصنفات السريان ھكذا )شومرا( .و ان
سنحاريب بنى مدينة سر مراتي ) (Sur-marratiعام 690ق.م حسب لوحة تذكارية موجودة عند متحف
والترز الفني في بالتيمور ،ماريالند والتي وجدت مھملة في في احدى المواقع اآلشورية المحصنة في
الحويجة عند نھر دجلة مقابل مدينة سامراء الحالية ،وھو لفظ قريب جداً لما اخبرنا به الدكتور فوزي رشيد
)رحمه (Oمن ان اسمھا السومري ھو )سومرته(.
المدينة االثارية السامرائية القديمة ما زالت تحت االنقاض لم يكتشف منھا اال الضئيل جداً ،ومع ذلك فقد
بقيت منطقة سامراء تلعب دوراً حيويا ً في مسرح االحداث ،ما زالت تنتظر قدرھا لتنشر حزنھا العلوي
حيث يغتال على ترابھا االمامين علي الھادي وابنه الحسن العسكري )عليھما السالم( وتطمس فيھا العديد
من الحقائق.
4
احداث تاريخية ھامة:
221ھـ = 835م
تأسيس المعتصم لمدينة سامراء :تأسست المدينة فى زمن الخليفة المعتصم بن ھارون "الرشيد" سنة )221
ھـ 835/م( .وبلغت مساحة سامراء فى اوج فترات عمرانھا سبعة فراسخ اى حوالى 40كم طوال و 2كم
عرضا وقدرھا اشتورا ب 6800ھكتار ويرى الدكتور المھندس سوسة ان مساحة المدينة تصبح 217كم
بدال من 102كم اذا اضيف لھا مساحة حير المتوكل والقادسية واالصطبالت وبھذا تعد مدينة سامراء من
المدن الكبرى فى العالمين القديم والحديث وتميزت سامراء بشوارعھا العريضة والطويلة وقلة االسوار على
عكس مدينة بغداد .وقد بنى المعتصم قصور الجوسق والعمري والوزيرى ثم خط القطائع للقواد والناس
وخط المسجد الجامع واختط االسواق حوله وافرد كل اھل صنعه بسوق وشيدت الدور والقصور وكثرت
العمارة واستنبطت المياه .
استشھاد االمام علي الھادي )عليه السالم( بس ّم الخليفة المعتز العباسي الظالم في 3رجب سنة 254ھـ بعدما
كان المتوكل العباسي قد فرض عليه االقامة االجبارية في مدينة سامراء الحزينة.
وجددت سامراء حزنھا حيث ان االمام الحسن العسكري )عليه السالم( الذي استمرت االقامة االجبارية التي
كانت مفروضة عليه وعلى ابيه )عليھما السالم( تعرض ھو أيضا ً الى االغتيال بالس ّم على يد الخليفة الظالم
المعتمد العباسي في 8ربيع االول سنة 260ھـ.
ودفن االمامان علي الھادي وابنه الحسن العسكري )عليھما السالم( في دارھما ،فمرقدھما ھو ملك لھما
ولوارثھما االمام الحجة المھدي )عجَّ ل Oفرجه الشريف( .والى ذلك يشير المشھدي في المزار باب زيارة
َ
قدرت من دجلة ،ثم ادخل واستأذن َ
وردت سر من رأى فاغتسل إن العسكريين)عليھما السالم( أنه) :إذا
1
ك لھم ودارھم( . القوم فإنَّ الموضع م ُْل ٌ
ومن الجدير بالذكر ان االمام علي الھادي )عليه السالم( اقام في سامراء ) (20سنة و) (9أشھر حتى
استشھد فيھا.2
1
وشائح الس ّراء في شأن سامراء /الشيخ محمد بن طاھر بن حبيب السماوي /تحقيق مركز احياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية
المقدسة /مطبعة دار الكفيل في كربالء المقدسة /الطبعة االولى 1435ھـ 2014 ،م – ھامش التحقيق صفحة 164و.165
2
المصدر السابق – ھامش التحقيق صفحة 128نقال عن كتاب اللباب في تھذيب االنساب .340/2
5
279ھـ
بقيت سامراء مقراً للخالفة العباسية فترة تقرب من ٥٨عاما ،تمتد من سنة ) ٢٢٠ھـ ( في عھد المعتصم
قاتل االمام الجواد )عليه السالم( إلى سنة ) ٢٧٩ھـ( في عھد المعتمد قاتل االمام العسكري )عليه السالم(.
ففي سنة ) ٢٧٩ھـ( ترك خليفة الجور المعتمد العباسي المدينة ليتخذ من بغداد مستقراً له ،قبل ستة أشھر
من ھالكه سنة )٢٧٩ھـ( ،ونتيجة لذلك فقد ھجر اھل الدنيا مدينة سامراء وأذن ذلك بخراب غالبية محالتھا
عدا محلة العسكر التي استمر يسكنھا اھل اآلخرة بجوار مرقد ائمتھم االطھار )عليھما السالم( حيث دفنا
فيھا.
سامراء التي بناھا المعتصم تقلصت حتى اصبحت بلدة صغيرة يحيطھا سور ،ويحيطھا البدو الطامعين فيھا
،ويحيطھا عشائر تمتھن الزراعة انتسبت لھا وان كانت تسكن خارج تلك البلدة المقدسة !
سامراء التي عانت من الحزن قرونا ً طويالً ،فكان تأسيس المعتصم لھا لتكون مقراً لجنده االتراك ،ثم نبذھا
ابنه المتوكل ليبني قربھا سنة )245ھـ859 -م( مدينة المتوكلية الشھيرة اليوم بجامع ابي دلف والماذنة
الملوية .ثم عاد الخلفاء ونبذوا المتوكلية ليخوضوا غمار الجور والطغيان في سامراء .فكانت النتيجة ان
اغتيل بالسم فيھا اثنين من اطھر من في االرض في زمانھم ،االمامين العسكريين )عليھما السالم( .وفيھا
بدات الغيبة الصغرى ،ثم ھجرھا الخلفاء بعد ان اتخذوھا عاصمة لمدة 58سنة فقط قتل فيھا من قتل وظلم
فيھا من ظلم !
328ھـ = 939م
اول عمارة لمرقد االمامين العسكريين )عليھما السالم( ) ،العمارة االولى وكانت سنة 328ھـ 939 -م في
زمن المعتضد العباسي ولم تكن ھذه العمارة بالواسعة سوى ان القبر قد جصص وكانت الدار باقية على
حالتھا االصلية الى سنة 328ھـ وفي الدار خدم موقتون يراجعون القبور الشريفة عند مجيء الزائرين حيث
ان سامراء قد ھجرت يومذاك ولم تبق منھا محلة عامرة غير محلة العسكر الواقعة بجوار خان الصعاليك(.3
ومن الجدير بالذكر ان محلة العسكر حينما بناھا المعتصم كجزء من مدينة سامراء فقد كانت المحلة الخاصة
ببني ھاشم.4
3
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص.116
4
وشائح الس ّراء في شأن سامراء /الشيخ محمد بن طاھر بن حبيب السماوي /تحقيق مركز احياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية
المقدسة /مطبعة دار الكفيل في كربالء المقدسة /الطبعة االولى 1435ھـ 2014 ،م – ھامش التحقيق صفحة 128نقال عن مآثر الكبراء في تاريخ
سامراء .255/1
6
333ھـ = 944م
ثاني عمارة لمرقد االمامين العسكريين )عليھما السالم( ) ،العمارة الثانية وھي سنة 333ھـ 944 -م وھي
اول عمارة يشاد فيھا على القبور الشريفة قبة وجعل للحضرة سورا وجلل الشريح بستور وبنى حول الدار
الشريفة دور للسكنى وھي عمارة ناصر الدولة ابو محمد الحسن بن ابي الھيجاء عبد Oبن حمدان بن
حمدون التغلبي مؤسس دولة بني حمدان في الموصل الذي توفي في سنة 358ھـ وشقيق سيف الدولة
الحمداني في حلب الذي توفي سنة 356ھـ(.5
337ھـ = 948م
ثالث عمارة لمرقد االمامين العسكريين )عليھما السالم( ) ،العمارة الثالثة وھذه العمارة سنة 337ھـ -
948م قام بھا ابو الحسين احمد بن بويه ثالث ملوك الديالمة البويھيين الملقب بمعز الدولة الذي ولد سنة
303ھـ وتوفي سنة 356ھـ حيث انه رتب للروضة البھية القوام وأجرى لھم رواتب وعمر القبة وكان في
سرداب الغيبة حوض يجري فيه الماء فأمر بإمالء الحوض بالتراب وعمل للضريح صندوقاًمن الخشب
الساج(.6
330ھـ
استولى معز الدولة بن بويه على بغداد وسامراء وعند ذلك أمر معز الدولة بتعمير قبة مرقد االمامين
العسكريين )عليھما السالم(.7
368ھـ
ـ رابع عمارة لمرقد االمامين العسكريين )عليھما السالم( ) ،العمارة الرابعة وكانت في سنة 368ھـ -
978م وتم فيھا تعمير الروضة باالخشاب الساجية ووسع الصحن الشريف وشيد سور حول الحضرة
المطھرة وستر الضريح بالديباج وبنى االروقة .وھي العمارة التي قام بھا عضد الدولة من آل بويه وھو ابن
اخ معز الدولة البويھي الذي قام بالعمارة الثالثة (.8
ـ في ھذه السنة انشأ الملك المؤيد ابو شجاع فناخسرو عضد الدولة الدليمي )رابع ملوك آل بويه المتوفي سنة
372ھـ( سوراً حول مدينة سامراء ،ليحميھا من ھجمات البدو والطامعين بھا.
5
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص.117
6
المصدر السابق – ج 2ص.117
7
المصدر السابق – ج 2ص.87
8
المصدر السابق – ج 2ص.118
7
443ھـ
حدثت فتنة عظيمة في بغداد بين الشيعة والحنابلة ،طلب الحنابلة فيھا رفع عبارة )محمد وعلي خير البشر(
المكتوبة على جدران مساجد الشيعة وان ال يؤذن فيھا بـ )حي على خير العمل( .وامتدت جرأة الحنابلة الى
مرقد االمامين الجوادين )عليھما السالم( فاحرقوا المرقد الشريف وارادوا نبش القبور الشريفة فلم يستدلوا
عليھا بسبب الھدم والحرق الذي احدثوه في المرقد الشريف.9
445ھـ
ـ خامس عمارة لمرقد االمامين العسكريين )عليھما السالم( ) ،العمارة الخامسة وھي في سنة 445ھـ -
1054م وانجزھا االمير ارسالن البساسيري حيث بنى على قبري االمامين علي الھادي وولده الحسن
العسكري عمارة عالية وعمل صندوق الضريح من خشب الساج وحلى قوائمه برمان من الذھب(.10
ـ سنة ) ٤٤٥ھـ ( وقعت الحرب بين البساسيري الشيعي والسلجوقيين السنة في المدينة ،وھي اول حرب
طائفية فيھا ،والتي انتھت بمقتل البساسيري .وبقيت ظالل العنف الطائفي تخيم عليھا عبر تاريخھا كله.
447ھـ
ارسل الخليفة العباسي القائم الى طغرلبك احد امراء السالجقة النقاذه من البويھيين فجاء طغرلبك سنة
447ھـ الى بغداد وقضى على نفوذ البويھيين قضاءاً تاما ً .وكان آخرھم الملك الرحيم آخر سالطين بني
بويه في العراق وال شك ان سامراء كانت تتبع بغداد من حيث االدارة وتكون سامراء قد تخلصت من
البويھيين كما تخلصت بغداد منھم(.11
617ھـ
توفي الشريف معد بن الحسين بن معد الموسوي ،نقيب االشراف في سامراء ،وھو الذي اشرف على
عمارة سرداب الغيبة فيھا بأمر الخليفة العباسي الناصر لدين Oوھو الخليفة العباسي الذي يقال انه كان
يتشيّع وا ّنه ھو القائل:
قسما بمكة والحطيم وزمزم ...........والراقصات ومشيھن الى منى
بغض الوصي عالمة مكتوبة .......كتبت على جبھات اوالد الزنى
9
مآثر الكبراء في تاريخ سامراء /الشيخ ذبيح Oالمحالتي )رحمه / (Oنشر المكتبة الحيدرية ،مطبعة شريعت /الطبعة االولى سنة 1426ھـ -ج2
ص 9و.10
10
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص.118
11
المصدر السابق – ج 2ص.88
8
12
من لم يوال في البرية حيدرا ..........سيان عند Oصلى ام زنى
640ھـ
ـ في عام 640ھـ احترق المشھد الشريف في سامراء واتى الحريق على ضريحي االمامين العسكريين
)عليھما السالم( ،وكان الحريق قد اتى على ما عمّره البساسيري ،فأمر المستنصر با_ بعمارة المشھد
المقدس والضريحين الشريفين.13
762ھـ
في ھذه السنة بنى على قبر االمام الحسين )عليه السالم( العمارة الموجودة اليوم وقد امر بھا االمير الشيخ
اويس بن االمير الشيخ حسن بن االمير حسين بن االمير آق بوقا )آقبغا( بن إيلخان بن خربندا بن ارغون
بن ھوالكو المغولي االيلخاني او االيلكاني صاحب تبريز وبغداد )وھؤالء السالطين االيلخانية كانوا من
الشيعة(.
1492م
سقوط غرناطة ،ونھاية وجود المسلمين في االندلس .وكان أھل غرناطة قد ارسلوا في منتصف سنة
- 1477أي قبل سقوط غرناطة بأربعة عشر عاما – سفارة الى إستانبول ،وجھوا فيھا نظر السلطان محمد
الفاتح إلى تدھور أوضاع المسلمين في األندلس ،وناشدوه التدخل إلنقاذھم .ثم استنجد األندلسيون مرة أخرى
بعد وفاة السلطان محمد الفاتح بابنه السلطان بايزيد الثاني ) ،(1511-1480إال أن السلطان بايزيد كانت قد
تزاحمت عليھا أزمات داخلية وخارجية كثيرة ربما منعته من إغاثة مسلمي األندلس.
) (1501-1499م
في ھذه الفترة تم تأسيس الدولة الصفوية بيد الشاه اسماعيل الصفوي لتشمل كل ايران ،وكان تأسيسھا اول
رد اسالمي على ضياع االندلس وخلوھا من الوجود االسالمي.
12
وشائح الس ّراء في شأن سامراء /الشيخ محمد بن طاھر بن حبيب السماوي /تحقيق مركز احياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية
المقدسة /مطبعة دار الكفيل في كربالء المقدسة /الطبعة االولى 1435ھـ 2014 ،م – ھامش التحقيق صفحة 306و.307
13
وشائح الس ّراء في شأن سامراء /الشيخ محمد بن طاھر بن حبيب السماوي /تحقيق مركز احياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية
المقدسة /مطبعة دار الكفيل في كربالء المقدسة /الطبعة االولى 1435ھـ 2014 ،م – ھامش التحقيق صفحة .302
9
914ھـ = 1508م
سيطر الصفويون على العراق أول مرة في عھد الشاه اسماعيل االول في عام 914ھـ بعد انتصاره على
حكامه القراقويونلو ،فاستقبله وجھاء وعلماء الشيعة بالحفاوة والتكريم.
930ھـ = 1524م
وفي سنة 930ھـ )1524م( توفي الشاه إسماعيل الصفوي فخلفه أبنه طھماسب األول .وكان العراق آنذاك
قد أصبح خاضعا ً للعثمانيين الذين استولوا عليه .فأرسل طھماسب جيشا ً حاصر بغداد سنة 936ھـ
)1530م( وحاصر القلعة التي تحصن بھا حاكم بغداد ذو الفقار .واستطاع طھماسب أن يفتح القلعة وأن
يقتل حاكم بغداد .وبعد أن سيطر طھماسب على بغداد والعراق قام بزيارة المراقد المقدسة في كربالء.
وسرعان ما بدأ التنافس بين الصفويين والعثمانيين للسيطرة على العراق .وبعد أعتالء العرش من قبل
السلطان العثماني سليم 918ھـ )1512م( تمت السيطرة على العراق على يد أبنه السلطان سليمان القانوني
سنة 941ھـ )1535م (.
وفي سنة 980ھـ )1573م( أستطاع الشاه طھماسب األول بن إسماعيل الصفوي أن يسيطر على بغداد
من جديد بعد أن كان العثمانيون قد سيطروا عليھا .وبعد أن عقد مع الدولة العثمانية معاھدة صلح قام للمرة
الثانية بزيارة كربالء والمراقد المقدسة فيھا وأمر في ھذه الزيارة باألھتمام بالمدينة وبالمرقد الحسيني
الشريف.
1041ھـ = 1632م
الرحالة تافرنييه سنة )1041ھـ1632 -م( يزور مدينة سامراء ويكتب بأنھا يؤمھا الكثير من المسلمين
لتقديم فروض العبادة خاصة الھنود والتتر الذين يعتقدون ان اربعين نبيا ً من انبيائھم مدفونون ھناك.14
لقد عرفت مدينة سامراء بعد زوال الخالفة العباسية بانھا مدينة عبادة ،مدينة زيارات ورحالت دينية .ولم
يعرف عنھا انھا كانت مدينة تجارية او اقتصادية او سياسية .فالسبب الوحيد الذي يجعل الناس يزورونھا
ويسكنوھا ھو السبب الديني المحض ،ولذلك فقد كان غالبية اھلھا منذ انتقال عاصمة الخالفة العباسية عنھا
ھم من الشيعة.
14
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص.202
10
)(1640 -1609م
وھي فترة حكم السلطان مراد الثاني العثماني ،كتب فؤاد ابراھيم) :وقد اتبع العثمانيون تدابير صارمة في
محاربة الميول الشيعية في كل من سامراء والموصل ،وسار على ذلك السلطان مراد الرابع ) 1609ـ
(1640والسالطين من بعده ،وربما اضطرت سياسة العثمانيين مع الشيعة في الموصل الى اعتناق قسم
من الشيعة المذھب السني ،وخصوصا ً في االعرجية(.15
وھذا النص يبين بوضوح انتشار التشيع في مدينة الموصل منذ القرن السابع عشر الميالدي.
1106ھـ = 1694م
)وفي سنة 1106ھـ 1694 -م حدث حريق ثالث في بناء مرقد االمامين العسكريين )عليھما السالم( ،وھذا
الحريق يتناقله االبناء عن اآلباء وسببه ان الخدم يومذاك وضعوا في ليلة من الليالي سراجا ً وشموعا ً داخل
الروضة الشريفة وغفلوا عنه قبيل المنام فوقعت احدى الشموع على بعض الفرش فالتھبت النار في داخل
الروضة فاحترقت الفرش والصناديق الموضوعة على المراقد المطھرة كما احترقت االبواب واالخشاب ،
وقد اصاب الناس الذھول والھلع من ھذا الحادث وتدخلت الحكومة العثمانية يومذاك في االمر وتبين ان
االمر وقع قضاء وقدراً( .16ويبدو ان تدخل الحكومة العثمانية ھو لمنع حدوث فتنة بين سكان سامراء من
الشيعة والسنة.
وقد قام الشاه حسين الصفوي بترميم الروضة البھية لالمامين العسكريين )عليھما السالم( وتشييدھا بعد
بلوغه خبر الحريق الذي وقع فيھا ،فأمر بإتمام صناديق اربعة في غاية الترصيص والتزيين ،ودعَّم البناء
،ثم زيّن الروضة بالساج ،وعمل شباكا ً من الفوالذ للضريح المطھر ورخم االرض والدور وذلك سنة
1106ھـ.17
1131ھـ = 1719م
في اواخر ھذه السنة انتشر الطاعون في سامراء فكان عدد المصابين يوميا ً ألفا ً او يزيدون ،واستمر تفشي
المرض الى اوائل السنة التالية حيث انحسر .18وھذا يعني ان عدد سكان سامراء كان كبيراً جداً في تلك
الفترة ،حيث ان وفاة 1000شخص يوميا من سكانھا بالطاعون لو افترضنا ان فترته استمرت شھراً
واحداً فقط فھذا يعني ان المتوفين فقط ھم ) (30الف شخص.
15
منشور في مجلة الواحة االلكترونية ،العدد ، 4بقلم فؤاد ابراھيم تحت عنوان )الشيعة والدولة العثمانية( نقال عن كتاب )تاريخ الشيعة( لمحمد
حسين المظفر.
16
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص.131-130
17
وشائح الس ّراء في شأن سامراء /الشيخ محمد بن طاھر بن حبيب السماوي /تحقيق مركز احياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية
المقدسة /مطبعة دار الكفيل في كربالء المقدسة /الطبعة االولى 1435ھـ 2014 ،م – ھامش التحقيق صفحة .316
18
الكشكول المبوب /الحاج حسين الشاكري /مطبعة ستارة /الطبعة الخامسة 1418ھـ -ص.124
11
1171ھـ = حوالي 1758م
بدأ عصر االنحطاط في الدولة العثمانية والذي امتد حتى سقوطھا سنة 1342ھـ )1924م(.
وفي ظل حكم المماليك للعراق ،ورغم سمات الطائفية التي تميّز بھا حكمھم ،فقد قام الشيعة بأول تعمير
لمرقد السيد محمد بن االمام علي الھادي )عليھما السالم( ھو ما اشار اليه الشيخ اغا بزرك في كتابه )الكرام
البررة( فقال :وكان مباشرة المولى محمد رفيع بن محمد شفيع لعمارة قبة السيد محمد رضي Oعنه سنة
1198ھـ(.19
ـ وفي عام 1200ھـ ـ 1785م عمّر الملك احمد خان الدنبلي البرمكي ـ من حكام أذربيجان ـ الروضة
والسرداب في مدينة سامراء وبدل بابه وأخشابه بالحجر الصوان والرخام على يد وكيله الميرزا محمد
السلماسي وتوفي الخان الدنبلي ولما يكمل البناء.
وقال العالم الشريف مير عبد اللطيف التستري في كتابه )تحفة العالم() :إن سامراء أخذت اھميتھا عند
ظھور عمارة أحمد الدنبلي ،فنشأت العمارات حول المرقد المقدس ،وتوسعت البلدة ،وتالصقت العمارات
بتوالي االيام والشھور والسنوات(.20
ـ وجود مسجد في سامراء اسمه )مسجد االمام محمد المھدي )عجّل Oفرجه الشريف( وھو كان موجوداً
في تلك الفترة اي سنة 1200ھـ ،يقول يونس السامرائي) :فقد عثرت على وثيقة خطية احتفظ بھا مكتوبة
سنة 1200ھـ توضح بأن ھذا المسجد كان يسمى بمسجد )محمد المھدي( ويسمى في االوقاف بأسم علي
الھادي ويسمى االن بجامع سيد درويش .21ووجود ھذا المسجد يدل على وجود السكان الشيعة في سامراء
في ذلك الزمن اذ انھم الوحيدون الذين يسمون بأسم االمام )محمد المھدي( اذ ان غالبية مذاھب اھل السنة
يجحدون وجوده )عجّ ل Oفرجه الشريف(.
19
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص.154
20
وشائح الس ّراء في شأن سامراء /الشيخ محمد بن طاھر بن حبيب السماوي /تحقيق مركز احياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية
المقدسة /مطبعة دار الكفيل في كربالء المقدسة /الطبعة االولى 1435ھـ 2014 ،م – ھامش التحقيق صفحة .321
21
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص.169
12
1175ھـ = 1761م
الرحالة نيبور يزور مدينة سامراء في سنة 1175ھـ 1761 -م ونقرأ قوله ان قبور ائمة الشيعة في
سامراء )وتزار قبورھم كل سنة من جموع غفيرة من الفرس(.22
1790م
بداية تھديد الوھابية للعراق ) ،ومنذ سنة 1790اخذ الخطر الوھابي يھدد العراق ،فقد ظھرت على الحدود
من ناحية الصحراء جماعات وھابية وسمت ابلھا بشارات بارزة وھي تحمل رقاعا ً دينية غريبة ،وصارت
تغزو مراعي الظفير والمنتفق والشامية .وكذلك اخذ الدعاة الوھابيون يتسللون الى العراق يحاولون نشر
الدعوة الجديدة في اوساط العشائر والمدن فكانوا يرتادون مضائف الشيوخ في الفرات ليخطبوا فيھا
ويستغلوا العداء الموجود لدى العشائر ضد الحكومة العثمانية ووالي بغداد .وفي المدن بدأت الدعاية الوھابية
تنتشر ھنا وھناك فتؤثر في بعض االفراد ال سيما في رجال الدين السنيين(.23
في ھذه السنة توفي الشيخ محمد باقر بن محمد أكمل األصفھاني )قدس سره( )(1206 -1118ھـ ھو رجل
دين وفقيه ومرجع وأصولي شيعي إيراني معروفٌ ومشھور في األوساط الدينية والرسميّة باسم الوحيد
البھبھاني ،وقد تزعّم في عصره المدرسة األصولية في قبال المدرسة األخبارية التي تختلف عنھا في بعض
األمور االستنباطية .له دور كبير في التص ّدي لألخبارية وإقصائھا .كما كان له دو ٌر كبير في محاربة
التصوف حيث يُنقل في أحواله انتشار التصوّ ف بين الشيعة.
ُّ
وفي نفس ھذه السنة توفي محمد بن عبد الوھاب )1206 - 1115ھـ( )1703م 1791 -م( مؤسس
المذھب الوھابي.
1798م
ارسل والي بغداد حملة عسكرية بقيادة علي باشا لمقاتلة الوھابيين سنة 1798م وارسل عبد العزيز بن
سعود رسالة يطلب فيھا الصلح مما جاء فيھا) :من سعود العبد العزيز الى علي ،اما بعد ما عرفنا سبب
مجيئكم الى الحسا وعلى اي منوال جئتم ،أما اھل الحسا فھم ارفاض مالعين ونحن جعلناھم مسلمين
بالسيف(.24
22
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص.203
23
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث /الدكتور علي الوردي /المكتبة الحيدرية /الطبعة الثالثة 1425ھـ -ج 1ص.183
24
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث /الدكتور علي الوردي /المكتبة الحيدرية /الطبعة الثالثة 1425ھـ -ج 1ص186
13
1208ھـ = حوالي 1794م
في ھذه السنة كانت العمارة الثانية للمرقد الشريف )كانت في حدود سنة 1208ھـ وبعض الروايات تشير
الى ان ھذه العمارة كانت سنة 1250ھـ 1834 -م وان الذي انفق عليه االمير حسين خان السردار(.25
وقد احاط الشيعة منذ القديم بالمرقد الشريف ،فھل يعقل ان يھتم الشيعة بالسكن جوار مرقد السيد محمد بن
االمام علي الھادي )عليھما السالم( وال يھتمون بالسكن بجوار مرقد االمامين العسكريين )عليھما السالم( !
نعم ھم سكنوا بجوارھما )عليھما السالم( منذ اغتيالھما )عليھما السالم( وعبر التاريخ ،ولكن المشكلة ان
الطائفيين شق عليھم ان تتحول سامراء عاصمة العباسيين الى مدينة شيعية – مثلما يشق عليھم اليوم تحول
بغداد الى مدينة شيعية -فعمدوا عبر التاريخ الى محاربة الوجود الشيعي فيھا عبر طمس معالم وجودھم
واھمال التطرق اليھم ھناك والعمل الدؤوب على تھجيرھم وتھديم مدارسھم وجوامعھم وتغيير اسمائھا ،
فغيروا اسم مسجد االمام محمد المھدي )عجّ ل Oفرجه الشريف( الى اسم مسجد )االمام علي الھادي )عليه
السالم( واالن يسمونه مسجد سيد درويش!! 26
1799م
يذكر يونس السامرائي نقال عن )رحلة ابي طالب خان سنة 1213ھـ 1799 -م( ان ھناك شيعة بجوار
مرقد االمامين العسكريين )عليھما السالم( في ذلك الزمن ،في معرض حديثه عن دليله السني المتعصب
الذي كان يسيء معاملة الشيعة في سامراء. 27
1216ھـ = 1802م
ھجوم الوھابية على كربالء المقدسة يوم 22نيسان 1802م الموافق 18ذي الحجة 1216ھـ ،يوم عيد
الغدير .وفيھا قتلوا من اھل كربالء ) (5000انسان وجرحوا ) (10000انسان.28
وفي نفس السنة توفي والي بغداد سليمان الكبير وحدثت فتنة طائفية في بغداد بين المماليك واالنكشارية في
ظل الصراع على السلطة ،حيث كان رئيس االنكشارية واسمه احمد اغا من الشيعة وھو مذكور في كتاب
اعيان الشيعة.29
25
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص.155
26
المصدر السابق – ج 2ص.155
27
المصدر السابق – ج 2ص 193و.196
28
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث /الدكتور علي الوردي /المكتبة الحيدرية /الطبعة الثالثة 1425ھـ -ج 1ص.190
29
المصدر السابق -ج 1ص 201و.202
14
1218ھـ = 1803م
ـ في العشر االواخر من شھر رجب ھذه السنة قُ ِت َل امير الوھابية عبد العزيز بن محمد بن سعود حينما كان
يصلي العصر في مسجد الطريف بالدرعية وقيل ان قاتله ھو عراقي شيعي انتقاما ً مما فعله الوھابية في
كربالء المقدسة .وكتب سعود بن ھذلول في كتابه تاريخ ملوك آل سعود عن القاتل ما نصَّه) :قتله رجل
رافضي اسمه عثمان من أھل النجف في العراق جاء إلى الدرعية متنكراً ،وغدر بھذا اإلمام(.
ـ في )رحلة اوبن ھايم سنة 1217ھـ 1803 -م( ذكر ان اھالي سامراء نصفھم حضريين ونصفھم بدو
رحل ،ومنھم:
مع العلم ان مدينة سامراء القديمة تقع على يسار نھر دجلة )اي ان عشيرتا البوبدري والبودراج يسكنان في
الضفة اليمني لنھر دجلة بعيداً عن المدينة القديمة التي تقع على يسار نھر دجلة.
وسبق ان بيّنا ان معظم ھذه العشائر كانت تسكن خارج مدينة سامراء القديمة ،وما ذكره )ھايم( عن مناطق
سكنھم يؤيد ما ذھبنا اليه من انھم ليسوا سكان مدينة سامراء القديمة.
1228ھـ = 1813م
عدد نفوس مدينة سامراء حوالي ) (2000نسمة بحسب الكابتن جوني ماكدونالد االنكليزي الذي زار المدينة
في ھذه السنة.31
30
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص.203
31
المصدر السابق – ج 2ص.204
15
)1233ھـ 1817 -م(
في حوالي ھذا التاريخ تقريبا ً كانت والدة صالح بن شيخ وھو جد عشيرة البو صالح الشيخ سدنة مرقد
االمامين العسكريين )عليھما السالم( الحاليين .وان السدنة السابقين لھم ھم اوالد عمھم ويدعون )القوشجية(
،رغم ان ھناك من القوشجية من ينفي ھذه الصلة بينھم وبين عشيرة البوصالح الشيخ !
قال يونس السامرائي) :ان سدانة حضرة االمامين علي الھادي وولده الحسن العسكري رضي Oعنھما
والغيبة ھي لعشيرة البوصالح الشيخ منذ اقدم العصور حيث تعاقب على ھذه السدانة افراد ھذه العشيرة وكان
اول من تعين سادنا ً للحضرة المطھرة ھو نقيب سامراء يومذاك )الشريف مصطفى ابو فليتة( الجد االعلى
لھذه العشيرة .وھذه العشيرة يتصل نسبھا باالئمة االطھار علي الھادي رضي Oعنه كما ھو ثابت في
انسابھم والموجودة لديھم والمصدقة من السالطين واالمراء وھم من اھل السنة والجماعة وال يوجد فيھم
شيعي بل ھم على مذھب االمام الشافعي رضي Oعنه(.32
وقال الشيخ يونس السامرائي ان عشيرة البو صالح الشيخ ينتسبون الى )صالح بن شيخ بن مصطفى بن
محمود بن مصطفى بن محمد سعيد بن مصطفى ابو فليتة بن سعد Oبن محمود الشجاع بن علي بن جعفر
بن اإلمام علي الھادي عليه السّالم( ، 33وقال نبيل الكرخي أنَّ في ھذا النسب ما يثير الريبة حيث ان النسابة
أبن الطقطقي ذكر في كتابه االصيلي أوالد علي بن جعفر المذكور ولم يذكر من بينھم من اسمه "محمود" ،
وكذلك فعل ابن حزم االندلسي في جمھرة انساب العرب .وذكر الفخر الرازي في كتابه )الشجرة المباركة(
أسماء االوالد المعقبين لعلي بن جعفر بن اإلمام علي الھادي عليه السّالم وليس بينھم من أسمه محمود! 34
كما ان يونس السامرائي ذكر ان شيخ بن مصطفى كان حيا ً حوالي سنة )1233ھـ 1817 -م( وان له ولد
واحد ھو صالح ولصالح ولدين ومنھما تكونت عشيرة البو صالح الشيخ .35وھذا يعني انه كان يعيش في
بداية القرن الثالث عشر الھجري ،اي ان ھناك ) (13قرن تفصله بالنسب عن امير المؤمنين علي بن ابي
طالب )عليھما السالم( يغطيھا فقط ) (17اب بحسب النسب المذكور بينما االصح ان يكون لكل قرن ثالثة
آباء على اقل تقدير كمعدل بحسب قاعدة ابن خلدون )لكل قرن ثالثة آباء( ،فيفترض بنسبه ان يحتوي على
االقل ) (39اب !!
ولسبب ما نجد ان الشيخ يونس السامرائي يتھجم على الشيخ المحالتي مؤلف كتاب )مآثر الكبراء في تاريخ
سامراء( وينسبه لمحض االفتراء ويقوله ما لم يقله ،حيث قال يونس السامرائي وھو يتحدث عن عشيرة
البو صالح الشيخ) :وذكر الشيخ ذبيح Oالمحالتي في كتابه )مآثر الكبراء في تاريخ سامراء( بالجزء الثاني
معلومات عن ھذه العشيرة فقال ان اصل ھذه العشيرة من )ما ھي دشت( وان السدانة كانت الناس من مدينة
)ما ھي دشت( وھذه العشيرة من ساللة ھؤالء الناس .ولكن الحقائق الناصعة تثبت عروبة ھذه االسرة
32
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص.134
33
المصدر السابق – ج 2ص.252
34
الشجرة المباركة /الفخر الرازي.
35
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص.255
16
واصالتھا وانھا تنحدر من ساللة االمام علي الھادي رضي Oعنه ،وان ما ذھب اليه المحالتي محض
افتراء(.36
وبعد مراجعة كتاب الشيخ المحالتي المذكور ،وجدنا ان الشيخ يونس السامرائي قد افترى عليه فالشيخ
المحالتي لم يذكر ان نسب عشيرة البوصالح الشيخ يعود لـ )ما ھي دشت( بل ذكر ان صالح الشيخ تزوج
امرأة منھم .وھذا نص ما كتبه) :وحدثني العالمة الخبير الحجة السيد حسن الصدر )قدس سره( قال :كانت
سدانة الحرم الشريف بيد جماعة من سادات )ماھي دشت( وھي من اعمال كرمانشاھان فوقع بينھم وبين
اھالي سامراء مشاجرة ا ّدت الى جالئھم من سامراء ،وتزوّ ج السيد علي الذي كان من عشيرة )صالح
الشيخ( امرأة منھم وكان السيد علي يتشيّع فلما ھاجروا من سامراء بقي السيد علي مع زوجته في سامراء
واخذ السدانة ،فلما توفي قام بھذا الخطير ابنه المرحوم السيد حسن ،وكان حسن السيرة ليّن العريكة خدوما ً
متواضعا ً وكان فيه تشيّع كأبيه ،ثم انه توفي فجأة في ربيع االول سنة 1354ودفن في الرواق فقام بأمر
السدانة ولده االكبر السيد بھاء الدين فحسده على ھذا المنصب الشريف بعض عشائر سامراء وارادوا إظھار
عدم كفايته وضعف قابليته لھذا االمر الخطير فجاء بعض شرارھم في ليلة الخامس والعشرين من شھر
رمضان سنة 1355وصعد على سطح الروضة المنوّ رة وقلع من صفايح ذھب القبّة المنوّ رة خمسا ً
وعشرين طابوقة(.37
وكان يجدر بالشيخ يونس السامرائي ان يكون منصفا ً حتى مع خصومه وعدم التشنيع عليھم وأن ال يقوّ لھم
ما لم يقولوه !!
1821م
ـ اعلن السلطان العثماني الحرب على ايران ،وانتصر االيرانيون حتى وصلت طالئع جيشھم الى خان بني
سعد ) ،وايقن الكثيرون ان بغداد على وشك ان تسقط او تقع تحة حصار عسير .وانتھزت الفرصة بعض
العشائر المجاورة فأخذت تقطع الطرق وتغير على القرى ،وقد تعرضت قرى الدجيل لمثل تلك
الغارات( .38ثم عقد بعد ذلك الصلح الذي توسط فيه الشيخ موسى كاشف الغطاء حتى سمي المصلح بين
الدولتين.
ـ اعيدت اقامة مجالس التعزية في العراق بعد فترة طويلة من المنع ،وقد اقامه شخص من اھل النجف
االشرف اسمه الشيخ نصار بن سعد العبسي والظاھرانه اغتنم فرصة الصلح بين الدولتين فاخذ يقيمه في
داره ،واقتدى به بعض سراة النجف تدريجيا ً .اما في بغداد فقد ظل المنع ساريا طيلة عھد داود باشا.39
36
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص 255و.256
37
مآثر الكبراء في تاريخ سامراء /الشيخ ذبيح Oالمحالتي )رحمه / (Oنشر المكتبة الحيدرية ،مطبعة شريعت /الطبعة االولى سنة 1426ھـ -
ج 2ص.122
38
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث /الدكتور علي الوردي /المكتبة الحيدرية /الطبعة الثالثة 1425ھـ -ج 1ص.246
39
المصدر السابق -ج 2ص .110
17
1822م
زار الرحالة المنشيء البغدادي مدينة سامراء المقدسة سنة 1237ھـ 1822 -م ،وذكر ان فيھا نحو 2000
بيت وان عدد الزوار من العرب والعجم نحو ) (30ألف زائر سنويا ً وان طولھا وعرضھا ثالثة فراسخ.40
1826م
ـ السلطان العثماني محمود الثاني يقضي على الجيش االنكشاري ويأمر بھدم التكايا البكداشية.
1831م
ـ في اواخر آذار 1831م ظھرت اول اصابة بالطاعون في بغداد وكان شديد الفتك واالنتشار ،ويوصف
بأنه افظع وباء حل على العراق .41وقد جائھا من تبريز في ايران ) ،فمنذ شھر تموز 1830كانت بغداد
على علم بتفشي الطاعون في تبريز ،وبعد شھرين وردت اخبار عن وصوله الى كركوك(.42
)وقد اعطانا السائح البريطاني فريزر الذي زار بغداد في 1834م وصفا ً مريعا ً للوضع الذي كانت عليه
آنذاك :فقد انخفض عدد سكانھا الى الخمسين الفا ً بعدما كان قبل ذلك مائة وخمسين الفا ً ،ومات بالطاعون
معظم التجار والصناع وارباب الحرف ،وفي بعض الصناعات التي اشتھرت بھا بغداد لم يبق من اصحابھا
احد(.43
ـ في يوم 14أيلول -سبتمبر من سنة 1831م سقطت بغداد بأيدي الجيش العثماني بقيادة الوالي الملكف
على المدينة علي رضا باشا بعد ما يقارب 82عاما من سلطة المماليك على المدينة حيث كانت بغداد مقرا
لحكم المماليك وبعد سقوط بغداد بأيدي الجيش العثماني عادت بغداد لكي تكون والية تابعة مباشرة
ألسطنبول بعد إن كانت التخضغ لسلطة الباب العالي بصورة مباشرة .وكان داود باشا ھو آخر من تولى من
المماليك حكم المدينة ) (1831 - 1817والذي سعى إلى الحصول على استقالل فعلي عن الدولة العثماني
على غرار والي مصر آنذاك محمد علي باشا .وبعد احتالل المدينة من قبل الجيش العثماني بقيادة الوالي
المكلف علي رضا باشا قام األخير بعمل مذبحة لجميع المماليك المتبقين في المدينة على غرار مافعل والي
مصر محمد علي باشا أما الوالي داود باشا والذي كان من آخر حكام المماليك في المدينة فقد أرسل معززا
مكرما إلى إسطنبول من دون أن يمسه أي ضرر عكس باقي المماليك والذين لقوا حتفھم.44
40
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص197
41
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث /الدكتور علي الوردي /المكتبة الحيدرية /الطبعة الثالثة 1425ھـ -ج 1ص.269
42
المصدر السابق -ج 1ص.269
43
المصدر السابق -ج 2ص.85
44
ويكيبيديا الموسوعة الحرة تحت عنوان )سقوط بغداد .(1831
18
)والمعروف عن علي رضا باشا أنه كان من اتباع الطريقة البكتاشية وھي طريقة صوفية تغالي في االئمة
االثنى عشر غلواً شديداً ،قيل انه كان اذا حل شھر محرم وھو الشھر الذي قتل فيه االمام الحسين اعتكف
في قصره وترك الشھوات ،وكان له شاعر من اھل الكاظمية ھو الشيخ صالح التميمي ،وقد نظم له ھذا
الشاعر قصيدة في رثاء الحسين فكان يقرأھا له في شھر محرم(.45
ـ )وفي عام 1831م عندما سمع شيعة بغداد بقدوم علي رضا باشا على رأس جيش كبير لمحاربة داود باشا
شد الرحال اليه سبعة من وجھائھم ،فالتقوا به في الموصل وشكوا اليه حالھم وكيف انھم يقيمون مجالس
التعزية في السراديب ،فطيّب علي رضا باشا خاطرھم ووعدھم بأنه عندما يفتح بغداد سيجعلھم يقيمون
مجالس التعزية فوق السطوح بدالً من تحت االرض ،وانه ھو نفسه سيحضر تلك المجالس(.46
1832م
حل شھر محرم الحرام في 21آيار سنة 1832م ،وقد انجز علي رضا باشا ما وعده بعد فتحه بغداد ،
حيث يقول علي الوردي) :اقامت احدى االسر الشيعية مجلسا للتعزية في دارھا وقد حضره الوالي فعالَ.
فكان ذلك تشجيعا ً لغيرھا لالقتداء بھا .ومنذ ذلك الحين اخذت مجالس التعزية تنمو وتنتشر في كل مكان ،
وكان من اسباب انتشارھا انھا اصبحت رمزاً للوجاھة في المجتمع فصار كل رجل يملك شيئا ً من الثروة
مياالً الى ان يقيم مجلسا ً في داره لكي يرفع به منزلته االجتماعية .وفي الوقت الذي اخذت فيه مجالس
التعزية االنتشار ظھرت مواكب اللطم ،وكان اول موكب منھا اخرجه الشيخ باقر بن الشيخ اسد Oفي
الكاظمية ،ثم انتشرت المواكب من بعد ذلك في انحاء العراق .وقد اصبحت ھذه المواكب كمجالس التعزية
رمزاً للوجاھة مما ساعد على انتشارھا ،فالرجل الذي يترأس موكبا ً أو يمشي أمامه أو ينوح فيه يشعر
بشيء من الشموخ واالبھة من جراء ما يحيط به من جماھير تنظر اليه ،وتزداد االبھة لديه اضعافا ً عندما
تكون النساء في صفوف المتفرجين فإن صراخھن يجعل الرجل المشارك في الموكب يشعر كأنه فاتح يقود
جيشا ً عظيما ً .ولوال ذلك لماتت المواكب منذ زمان بعيد !(.47
يذكرني علي الوردي بقول يوليوس قيصر حينما غدره اقرب المقربين اليه) :حتى انت يا بروتوس( ! فحتى
انت يا علي الوردي تحاول التقليل من اھمية الشعائر الحسينية وقدرتھا على الھاب صدور المؤمنين حتى
انھم يبذلون الغالي والنفيس من اجل ايقادھا مستعرة في الحياة .وحتى انت يا علي الوردي تحاول التقليل من
اھمية الوازع الديني للفرد العراقي في حركته االجتماعية ؟!
فعلي الوردي يحاول تصوير قضية اولئك القائمين على الشعائر الحسينية وكأنَّ ال دافع ديني عندھم ،
فيصوّ ر كل ما يقومون به من احياء للشعائر ھو الرضاء غرورھم الشخصي وتمجيد انفسھم !! وھذا
الوصف بعيد جداً عن الواقع ،فنحن نعلم انه ان كان ھناك من تدفعھم الوجاھة القامة المجالس الحسينية فإنَّ
ذلك ال يتم في ظروف مأساوية كتلك التي كانت في عھد الدولة العثمانية حينما كانت الدولة تضيّق على
45
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث /الدكتور علي الوردي /المكتبة الحيدرية /الطبعة الثالثة 1425ھـ -ج 2ص.85
46
المصدر السابق -ج 2ص.110
47
المصدر السابق -ج 2ص 110و.111
19
الشيعة وتمنعھم .وال ننسى صدق الحديث الشرف المروي عن رسول Oمحمد )صلى Oعليه وآله( انه
قال) :إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين ال تبرد أبدا( .فھناك دافع داخلي عند الناس المؤمنين بقضية
الحسين )عليه السالم( الظھار الحزن واقامة المآتم والمواكب.
كما ان علي الوردي يخالف منھجه في دراسة المجتمع فقد تحدث ھو نفسه عن منھجه في الدراسات
االجتماعية ومحاولته تفسير المجتمع العراقي قائال انه يرتكز على ثالث فرضيات ھي :ازدواج الشخصية ،
وصراع البداوة والحضارة ،والتناشز االجتماعي ،وكان عليه ان يفسر اقامة المواكب والشعائر الحسينية
وفق احدى فرضياته ھذه لكننا نجده يتجاوزھا ويتغافل عنھا ليحاول التقليل من الشخصية الدينية للفرد
العراقي في ذلك الوقت !! وكأنما يرى ان العراقيين لم يكن عندھم دافع ديني يدفعھم القامة الشعائر الحسينية
والحرص عليھا ! مع انه ھو نفسه يروي انھم كانوا يقيمونھا في السر قبل عھد والية علي رضا باشا ،اي
ايام حكم المماليك للعراق فما ھو تفسيره لحرصھم على اقامتھا في السر مع ان ھذه السرية تتعارض مع
اظھار الوجاھة والتباھي بين الناس ؟!
كما ان علي الوردي قد تغافل عن الدور المحتمل للوالي علي رضا باشا في التشجيع على اقامة الشعائر
الحسينية حيث كان ھو نفسه من المؤمنين باالئمة االثني عشر )عليھم السالم( كما ذكر علي الوردي نفسه
ذلك في سطور سابقة.
واضاف علي الوردي) :جرى الوالة من بعد علي رضا باشا على سنته ،فكانوا يتساھلون في امر انتشار
الطقوس الشيعية ،ما عدا مدحت باشا فھو قد حاول منعھا ولكنه لم يوفق ،ويقال انه سأل اسطنبول في
امرھا فكان الجواب" :دعھم يفعلون ما يشاؤون ما داموا ال يؤذون سوى انفسھم" .يبدو ان السبب الذي جعل
الحكومة العثمانية تتساھل تجاه تلك الطقوس بعدما كانت تتشدد في منعھا ھو انھا صارت تخشى من الدعاية
التي كان محمد علي باشا يبثھا في اوساط الشيعة آنذاك ،فقد كانت الرسائل تأتي منه تباعا ً فتصل الى بغداد
والبصرة وكربال والنجف وبعض العشائر العراقية .ومعنى ھذا ان الحكومة العثمانية لم تعد تحذر من
الدعاية المصرية .وعندما زال الخطر المصري فيما بعد كان الخطر االيراني قد تضاءل وكاد يزول وذلك
بعدما استتب الصلح بين الدولة العثمانية وااليرانية وتعيّنت الحدود بينھما بشكل دائم(.48
وھذا الذي تفضل علي الوردي به فيه مخالفة للوقائع وتسلسل االحداث التاريخية ،فمحمد علي باشا والي
مصر قد عقد الھدنة مع الدولة العثمانية سنة 1840م ولم يعد يشكل خطراً عليھا .كما ان التساھل العثماني
الذي بدأ في عھد الوالي علي رضا باشا سنة 1832م قد اصطدم بانتھاك الجيش العثماني حرمة مدينة
كربالء المقدسة سنة 1843م عندما استباح المدينة واعتدى على المراقد المقدسة فيھا وقتل المئات من
الشيعة فيھا وذلك في عھد الوالي نجيب باشا.
48
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث /الدكتور علي الوردي /المكتبة الحيدرية /الطبعة الثالثة 1425ھـ -ج 2ص.111
20
1258ھـ = حوالي 1842م
ثم غلب الخراب على سور سامراء فقام بتعميره واعادته الملك أمجد علي شاه الھندي وكان ذلك في حدود
سنة 1258ھـ حيث ارسل المال يومذاك الى السيد ابراھيم بن السيد باقر الموسوي القزويني الحائري حيث
قام ببناء ھذا السور من قبل ھذا الملك الھندي.49
ـ ذكر علي الوردي انه في فجر 13كانون االول 1842م سلَّطت القوات التركية بقيادة نجيب باشا والي
بغداد مدافعھا على سور مدينة كربالء وفتحت ثغرة فيه وتمكنت القوالت التركية من دخول المدينة
واستباحتھا الربعة ساعات.50
وقال فؤاد ابراھيم :وفي عام 1258ـ 1843امتنع اھالي ھذه المدينة المقدسة – كربالء -عن دفع
الضرائب المفروضة عليھا من قبل العثمانيين ،فأرسل والي بغداد نجيب باشا قوة بقيادة سعد Oباشا
الخضاعھا ،والقضاء على زعيم اليرماز ابراھيم الزعفران الذي اتھمه نجيب باشا بالتحكم في مقدرات مدينة
كربالء ،ولكن نجيب باشا فوجيء بصمود اھلھا وممانعتھم ،فاضطر للخديعة ،فأرسل اليھا منشوراً
يتضمن عفو الحكومة عنھم ،فلما نزلوا عن االبراج والحصون وفتحوا له االبواب ،أمر الجيش فھجم وسلط
مدافعه على جھة السور الشرقية ،فھدمتھا القنابل حتى دخل بجيشه حضرة العباس بن علي وقتل كل من الذ
بالقبر ،فقتل نحو ثالثمائة شخص ،وقيل بأن عدد القتلى قد بلغ 24ألف وأقلھا 4آالف قتيل.51
ـ وفي سنة 1258ھـ )حوالي 1842م( أعاد الملك أمجد علي شاه بناء سور مدينة سامراء وتعميره
بواسطة السيد إبراھيم بن السيد باقر القزويني .
ـ وفي )رحلة فيليكس جونز سنة 1259ھـ1843 -م( ذكر ان سامراء )محاطة بسور متين شيد على حساب
شيعة الھنود المتنفذين( .52وذكر ايضا ان بلدة سامراء تتألف من 250بيتا ً مع عدد من السكان السنة ال
يتجاوز االلف الذين يحمل منھم السالح.53
اقول والظاھر ان جونز كان يتكلم عن بلدة سامراء التي يحيطھا السور ،بينما تحدث ھايم )سنة 1803م(
عن العشائر التي تنتشر حولھا.
ويؤيد ما قلناه آنفا ً ان الرحالة الھولندي نيجھولت في رحلته الى سامراء سنة 1867م قال ) :ان سامراء
مبنية على تالل كثيرة الحصى تشرف على نھر دجلة يحيط بھا سور شيد قبل عھد قصير بأمرة أميرة ھندية
لحماية البلدة من غزوات البدو( واضاف) :وعرض دجلة يبلغ ھنا نحواً من 300م وعلى شاطئيه تقوم
49
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص.164
50
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث /الدكتور علي الوردي /المكتبة الحيدرية /الطبعة الثالثة 1425ھـ -ج 2ص.120
51
منشور في مجلة الواحة االلكترونية ،العدد ، 4بقلم فؤاد ابراھيم تحت عنوان )الشيعة والدولة العثمانية(.
52
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص.206
53
المصدر السابق – ج 2ص.207
21
خرائب المدينة القديمة التي كانت بلدة كبيرة ال تقاس بھا القرية الحاضرة التي تضم سوقا ً صغيرة تتألف من
بضعة دكاكين يباع بھا التبغ والرز والتمور والتفاح االخضر الخ .ويحيط السور بالبلدة عدا جھة النھر وله
فتحات عليا وثالث ابواب ونفوس سامراء تقرب من 400عائلة(.54
1847م
انتھى مؤتمر ارضروم من صياغة نصوص المعاھدة التي سميت بـ )معاھدة ارضروم الثانية( ومما
تضمنته:
ـ ان تتنازل الدولة العثمانية اليران عن المحمرة وجزيرة عبادان مقابل تنازل ايران عن كل مدعياتھا في
منطقة السليمانية حيث تتعھد بعدم التدخل في شؤونھا.
ـ تامين المعاملة الحسنة وتسھيل االجراءات الرسمية والكمركية للزوار االيرانيين الذين يقصدون العتبات
المقدسة في العراق.55
قال الشيخ محمد حسين المظفر " :ولما خلص العراق للعثمانيين بعد الصلح بينھم وبين الصفويين ،استمروا
على سياسة التضييق على الشيعة ،ومقاومة مذھب آل البيت في العراق وغيره ،على أن العثمانيين عاھدوا
الصفوية في الصلح باطالق الحرية للشيعة في العراق وحماية المشاھد المقدسة" ثم يقول "ولم يكن
العثمانيون من تلقاء انفسھم شديدي التعصب على الشيعة ،وإنما كان مايقع منھم بإغراء مناوئيھم ـ أي
مناوئي الشيعة ـ من العراق وغيرھم ،بل ربما كان من ھؤالء رأسا ً عندما تكون لھم امرة وسلطة أو يكون
لھم شأن وجاه عند الحكومة".56
1266ھـ = 1850م
وفاة المرجع العام للشيعة الشيخ محمد حسن النجفي صاحب الجواھر )قدس سره( في غرة شعبان 1266ھـ
الموافق حوالي 12حزيران 1850م ،وتولى المرجعية العامة بعده الشيخ االعظم مرتضى االنصاري
)قدس سره(.
54
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص.210
55
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث /الدكتور علي الوردي /المكتبة الحيدرية /الطبعة الثالثة 1425ھـ -ج 2ص 127و.128
56
منشور في مجلة الواحة االلكترونية ،العدد ، 4بقلم فؤاد ابراھيم تحت عنوان )الشيعة والدولة العثمانية( نقال عن كتاب )تاريخ الشيعة( لمحمد
حسين المظفر.
22
) (1281-1266ھـ = ) (1864 -1850م
فترة مرجعية الشيخ االعظم مرتضى االنصاري )قدس سره( ،حيث توفي يوم 18جمادي االخرة
1281ھـ الموافق حوالي 18تشرين الثاني 1864م ،وبرز بعده للمرجعية العامة الميرزا السيد محمد
حسن الشيرازي )قدس سره(.
ـ كتب القرماني في كتابه )اخبار الدول وآثار االول( واصفا ً سامراء بالقرية فقال) :سامرّ ا مدينة عظيمة
كانت على شرقي دجلة بين تكريت وبغداد ،بناھا المعتصم سنة إحدى وعشرين ومائتين ،وسكن بھا جنوده
حتى صارت اعظم بالد ، Oوھي اليوم خراب وبھا أناس قالئل كالقرية(.57
ـ كانت العمارة الثالثة عشرة لمرقد االمامين العسكريين )عليھما السالم( في مدينة سامراء من قبل الملك
ناصر الدين شاه القاجاري ،بنظارة العالمة الشھير شيخ العراقيين الشيخ عبد الحسين الرازي الطھراني
)قدس سره(.58
1284ھـ = 1867م
في 21آيار من ھذه السنة ،الرحالة الھولندي لكالما انا يھولت )نيجھولت( يزور مدينة سامراء ويصفھا
بالقرية ويقول بأنھا تضم سوقا ً صغيرة يتألف من بضعة دكاكين يباع فيھا التبغ والرز والتمور والتفاح
الخضر ،وقال وھو يتحدث عن المدينة القديمة داخل السور ان نفوس سامراء تقرب من ) (400عائلة.59
1286ھـ = 1869م
ـ تولى الوالي مدحت باشا منصب والي بغداد ،ووصلھا يوم 30نيسان سنة 1869م ، 60وكانت مدته ثالث
سنوات وواحد وعشرين يوما ً .وغادر مدحت باشا بغداد في 27آيار 1872م متوجھا ً الى اسطنبول.61
ـ في ھذه السنة أصدر الوالي مدحت باشا أمراً بجعل سامراء قضاءاً تابعا ً إلى بغداد.
57
اخبار الدول وآثار االول في التاريخ /ابو العباس احمد بن يوسف الدمشقي القرماني /طبعة حجرية ،مطبعة الميرزا عباس التبريزي – ص.454
ايضا ً نفس المصدر /تحقيق الدكتور احمد حطيط والدكتور فھمي سعد /عالم الكتب في بيروت /الطبعة االولى 1992م -المجلد الثالث ص.384
58
مآثر الكبراء في تاريخ سامراء /الشيخ ذبيح Oالمحالتي نزيل سامراء /منشورات المكتبة الحيدرية /مطبعة شريعت /الطبعة االولى 1426ھـ -
المجلد الثاني ص.16
59
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص).(210 – 209
60
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث /الدكتور علي الوردي /المكتبة الحيدرية /الطبعة الثالثة 1425ھـ -ج 2ص.237
61
المصدر السابق -ج 2ص.264
23
يقول يونس السامرائي) :لم يكن يوجد قبل عھد الوالي مدحت باشا اي تنظيم اداري في العراق وعندما حل
ھذا الوالي والي بغداد الذي عرف بعد ذلك بـ )ابي االحرار( وضع للعراق تنظيمات ادارية ال يزال العراق
يسير عليھا حتى يومنا ھذا – يقصد سنة – 1971وفي سنة )1286ھـ 1869 -م( اصدر الوالي امراً
بجعل سامراء قضاءاً تابعا ً للواء بغداد(.62
ـ من المؤشرات على الفكر الطائفي لعموم الدولة العثمانية عامة ولمدحت باشا خصوصا ً ما كتبه حسن
العلوي قائالً) :مع ان مدحت باشا الذي أشغل والية بغداد ما بين عامي 1871-1869كان مشبعا ً باالفكار
الليبرالية الغربية وبرغبة جامحة وحقيقية لالصالح فإنه لم يستطع ان يتجاوز العرف العثماني التقليدي في
عدم قبول العراقيين الشيعة في المدارس العسكرية التي كان انشأھا الول مرة في بغداد وكان القبول فيھا
مفتوحا ً لغير الشيعة من الطالب المتخرجين في الكتاتيب والدراسة فيھا داخلية ومجانية(.63
وحاول مدحت باشا منع الطقوس الشيعية التي تجري في شھر محرم ولكنه لم يوفق ،ويقال انه سأل
اسطنبول في امرھا فكان الجواب) :دعھم يفعلون ما يشاؤون ما داموا ال يؤذون سوى انفسھم(.64
وكتب مدحت باشا في مذكراته) :تعرضت بالد العراق للحروب والغارات وتھديد االمن وكثر الثوار في
جھات الھندية والحلة وغيرھما كما ال يخفى على عارف احوال تلك البالد .وقد اختلفت األفكار في شأن ھذه
الثورات فمن قائل ان اھالي البالد ھم من الشيعة وسبب شقھم عصا الطاعة ھو ان رجال الحكومة يخالفونھم
في المذھب ،ومن قائل ان رؤساء القبائل يحثون االفراد على مقاتلة الحكومة للتخلص من االموال االميرية.
وھذه االسباب غير كافية ألنه ال يعقل ان ھذا العدد الكبير يثور ويھدر دمه باشارة المشايخ والذي ينظر الى
حالة البالد يتضح له ان سبب ھذه المخاصمات ھي مسألة االراضي( .وقد استقر رأي مدحت باشا اخيراً
على ان يكون حل تلك المشكلة المستعصية ھو في تفويض االراضي االميرية الى العشائر ببدل زھيد(.65
وكتب فؤاد ابراھيم :وكان لنظام "الطابو" الذي وصف بكونه من أھم انجازات مدحت باشا والي بغداد .وھو
نظام كان يستھدف اضافة الى تسجيل حيازة االرض ،توطين القبائل في االراضي الزراعية فكانت القبائل
الشيعية الخاسر االكبر في ھذا النظام .فحين أدخل مدحت باشا ھذا النظام اعتمد مبدأ "الوالء" فكان يخص
القبائل السنية الموالية للسلطان العثماني بيع اراضي الحكومة مقابل مبالغ زھيدة ،وبفعل ھذا التمييز ،جرى
تھميش القبائل الشيعية واستبعادھا عن مصادر الثروة والقوة ،في سياق بناء مركزية شديدة ،كان االعتقاد
العثماني بأن ليس باالمكان تحقيق ھذه المركزية دون اللجوء الى التدابير الطائفية ،وقد عزا البعض فشل
االصالحات العثمانية في العراق في ظل والية مدحت باشا الى أن السلطان العثماني كان يلجأ عادة من اجل
تدعيم نفوذه الخاص في العراق الى اثارة السنة ضد الشيعة.66
62
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص.223
63
الشيعة والدولة القومية /حسن العلوي /مطبعة سبحان /الطبعة االولى 1426ھـ -ص.158
64
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث /الدكتور علي الوردي /المكتبة الحيدرية /الطبعة الثالثة 1425ھـ -ج 2ص.111
65
المصدر السابق -ج 2ص.248
منشور في مجلة الواحة االلكترونية ،العدد ، 4بقلم فؤاد ابراھيم تحت عنوان )الشيعة والدولة العثمانية( نقالً عن )تاريخ العالقات السياسية
66
24
1870م
جاء الشاه ناصر الدين القاجاري الى العراق لزيارة قبور االئمة )عليھم السالم( .ووصل الى بغداد في 23
تشرين الثاني عام 1870م.67
1292ھـ = 1874م
في ايلول 1874م ) ١٢٩٢ھـ ( ھاجر مرجع الشيعة العام الميرزا محمد حسن الشيرازي )قدس سره( من
النجف االشرف إلى سامراء وعاش فيھا ٢١عاما ً وتوفي فيھا سنة ١٣١٢ھـ.
يقول علي الوردي) :يخيل لي ان من االسباب التي دفعت الشيرازي الى الھجرة الى سامراء ھو انه كان
يريد تحويلھا الى بلدة شيعية لكي ينقذ الزوار من المضايقات التي يلقونھا فيھا .انه لم يعلن ذلك على الناس
ولكن الكثير من القرائن يشير اليه(.68
كان يجدر بعلي الوردي ان يكون اكثر تأنيا ً وتعمقا ً في دراسة اوضاع العراق والمجتمع العراقي في تلك
الفترة قبل ان يكتب رؤاه التي يتضح انھا بعيدة عن واقع الحال.
ان تجميع القرائن حول تلك الفترة يبين بوضوح ان مدينة سامراء كانت ذات غالبية شيعية او على اقل تقدير
ذات نسبة سكانية عالية من الشيعة ،وھذا االمر لم يفارقھا في تلك العصور ،وما اھتمام ذوي المال والنفوذ
الشيعة في ايران او الھند ببناء سور المدينة اال دليل على رغبتھم بحماية المرقد الشريف والسكان الشيعة
الساكنين بجواره .كما انه ال يتصور ان الشيعة يھتمون بالسكن بجوار مرقد السيد محمد بن االمام علي
الھادي )عليھما السالم( في الدجيل وال يھتمون بالسكن الى جوار مرقدي االمامين العسكريين )عليھما
السالم( .غاية ما في االمر ان سامراء كان لھا وقع خاص عند السنة ،وقع مذھبي وقومي ،كونھا تمثل
العصر العباسي حيث خالفة المعتصم الذي بناھا والخلفاء االخرين الذين سكنوھا .وھم يعتبرون ان تلك
المدينة ھي جزء من التراث العباسي الذي ھو تراث سني وقومي عربي وان تلك المدينة يجب ان تبقى سنية
عربية مھما تغيرت الظروف ! وھي نفس النظرة التي ينظرونھا الى بغداد ولحد االن رغم ان غالبية سكان
بغداد ھم من الشيعة وبنسبة عالية جداً) .وھم يعتبرون من خالل نظرة طائفية ضيقة أنَّ كل ما ھو شيعي فھو
غير عربي !!(.
ان حرص السنة على ابقاء السمة المذھبية السنية للمدن العباسية ھو طموح ال تساعدھم عليه وقائع
مجتمعات تلك المدن فان وجود غالبية شيعية في تلك المدن التي بناھا العباسيون يضفي صبغة مذھبية
مغايرة لصبغتھا التي نشأت عليھا ايام البطش والطغيان العباسي .ولذلك فقد كانت السلطات العثمانية التي
تعتبر نفسھا وريثة الخالفة العباسية حريصة على ابقاء المدن العباسية بصبغة مذھبية سنية في حين انھا لم
تھتم لوجود مدن شيعية مثل النجف االشرف وكربالء المقدستين ،وكذلك لم تھتم النتشار التشيع في وسط
67
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث /الدكتور علي الوردي /المكتبة الحيدرية /الطبعة الثالثة 1425ھـ -ج 2ص.257
68
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث /الدكتور علي الوردي /مطبعة الشعب في بغداد / 1972 ،الطبعة الثالثة 1425ھـ -ج 3ص.89
25
وجنوب العراق وتحول مدن فيھا برمتھا الى التشيع عبر القرون القليلة الماضية ،ما يھمھم ھو فقط التراث
السني الرتباطه بالسلطة والخالفة والحكم.
ولذلك نجد ان مدحت باشا كان حريصا ً على ربط سامراء اداريا ً مع بغداد ،وكذلك السلطان عبد الحميد
الثاني الذي دعم الشيخ محمد سعيد النقشبندي بكل قوة ووضع امواالً طائلة تحت تصرفه من اجل االبقاء
على المالمح السنية في مدينة سامراء المقدسة ومنع ذوبانھا التاريخي في التشيّع ،فتم تأسيس مدرسة دينية
سنية في محاولة منه للوقوف بوجه المد الشيعي الذي اقتحم سامراء منذ عقود عديدة وانتشر شماالً ليصل
الى مدن اخرى مثل تلعفر والطوز وغيرھا في شمال العراق )والية الموصل( وانتشر التشيّع بين العرب
والتركمان والكرد .فالشبك وھم من الشيعة ذوو االصول الكردية يتواجدون في حوالي خمسين قرية في
سھل نينوى .والتركمان الشيعة يتواجدون في تلعفر واربيل وتازة وطوز خورماتو وسليمان بيك في كركوك
وداقوق والسعدية وجلوالء ومناطق أخرى بين ديالى وشمال العراق.
ربما اراد السيد الميرزا الشيرازي )قدس سره( تطوير الناحية العمرانية في المدينة لترقى الى مستوى
مدينتي النجف االشرف وكربالء والكاظمية المقدسة ،ولكن لم يكن ھدفه ھو نشر التشيع المنتشر فيھا اصالً.
فليست من سياسة المرجعية العامة للشيعة عبر التاريخ نشر التشيّع في المناطق السنية بل سياستھم ھو بيان
مظلومية اھل البيت )عليھم السالم( ونشر التآخي والسلم االجتماعي مع اھل السنة في كل مكان ،وربما ھذا
ھو السبب الثاني لتحوله الى سامراء في تلك الفترة ،فقد بات الصلح والھدوء يعم السياسة بين الدولتين
القاجارية في ايران والعثمانيين بعد عقد معاھدة الصلح بينھما ،فكان المجال مفتوحا ً الرساء االستقرار
االجتماعي والسلم االھلي في تلك المدينة المقدسة التي تحتوي على خليط سكاني مضطرب آنذاك من الشيعة
والسنة يدعمه كثرة المشاكل التي يفتعلھا سدنة المرقد الشريف مع الزوار من الشيعة.
اذن كانت خطة السيد الميرزا الشيرازي )قدس سره( في سامراء تتضمن امرين :النھضة العمرانية والسلم
االھلي ،فمن ال يرضى بذلك من العراقيين ؟!
وقد اسس الميرزا الشيرازي )قدس سره( مدرسة دينية تتسع لمئتين من الطالب ،وبنى حسينية وحماما ً
للرجال وآخر للنساء ،وسوقا ً كبيرة ،ودوراً كثيرة ،ونصب جسراً على دجلة .واصبحت سامراء بلدة
عامرة مع انھا كانت قبل ذلك قرية صغيرة بيوتھا من الطين.69
وكتب انستاس ماري الكرملي في مجلة لغة العرب سنة 1911م) :وقد شيد قبل نحو عشرين سنة الميرزا
السيد حسن الشيرازي طيب Oثراه اندية للعلم وخانات للزائرين والغرباء المسافرين ،ولو بقى ھذا الرجل
حيا الى ھذا اليوم العاد شيئا مذكورا من مجد سامراء في سابق عھدھا(.70
فھل يحفظ السامرائيون الجميل للميرزا الشيرازي )قدس سره( في تطوير وعمران مدينتھم ؟!
69
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث /الدكتور علي الوردي /مطبعة الشعب في بغداد / 1972 ،الطبعة الثالثة 1425ھـ -ج 3ص.90
70
مجلة لغة العرب /صاحب امتيازھا االب انستاس ماري الكرملي /اعادة وزارة االعالم نشرھا ،دار الحرية للطباعة – 1971المجلد االول )1
تموز 12 -1911آيار .(1912
26
1294ھـ = 1878م
في سنة ) 1294ھـ 1878 /م ( نصب أول جسر على نھر دجلة يربط مدينة سامراء بالضفة االخرى
المقابلة لھا ،وقد تم انشاء الجسر بجھود الميرزا السيد الشيرازي )قدس سره(.
1296ھـ = 1879م
ـ سنة ) ١٢٩٦ھـ ١٨٧٩ /م ( ھاجم الھماوند )جماعة من االكراد( مدينة سامراء ونھبوھا .والظاھر انھم
قصدوا ھذه المدينة المقدسة بعد ان ارتفع شانھا وازدھرت اقتصاديا ً وعمرانيا ً ،ولعل ھناك من حاول
التصدي للمشروع االصالحي للميرزا الشيرازي بتسليط قبيلة الھماوند المعروفة بشراستھا وھمجيتھا على
سامراء .واال فكيف دخلوا الى سامراء وھي محاطة بسور يحميھا من مثل ھذه الھجمات ؟!
1299ھـ = 1881م
في سنة ) 1299ھـ 1881 /م ( بنيت أول مدرسة ابتدائية في مدينة سامراء برعاية السلطة العثمانية.
1885م
تحدث واليس بدج في رحلته سنة 1885م عن اطالل مدينة سامراء التاريخية وكذلك تحدث عن بلدة
سامراء الحديثة المحاطة بالسور.71
1887م
وكذلك تحدث ولسن بوج في رحلته سنة 1887م عن مدينة سامراء الحديثة التي يحيطھا سور.72
1307ھـ = 1890م
مفتي سامراء اسمه طه الشواف .73وھو ايضا ً اصبح مفتي للبصرة وتوفي فيھا سنة 1910م.
71
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص 213و.214
72
المصدر السابق – ج 2ص.214
27
1309ھـ = حوالي 1891م
ـ في سنة ) 1891م ( حاولت الشركات البريطانية احتكار زراعة وبيع التنباك في إيران ،فتصدى الميرزا
السيد محمد حسن الشيرازي )قدس سره( في مقره بسامراء لھذه المحاولة واصدر فتواه الشھيرة بتحريم بيع
التنباك ،مما اضطر الشاه إلى التراجع وإلغاء االمتيازات الممنوحة للبريطانيين.
حدثت بوادر فتنة طائفية في سامراء ذھب ضحيتھا ابن الميرزا الشيرازي وقيل ابن اخته ،وجرح عدد آخر
من السامرائيين من الشيعة والسنة ،لكن الميرزا الشيرازي بحكمته تدارك االمر ومنع اشعال الفتنة ورفض
تدخل القنصل االنكليزي وامتنع عن مقابلته وقال لمن ارسله له) :نحن مسلمون فال حاجة لتدخلكم بيننا(.74
1894م
ـ اول احصاء لمدينة سامراء كان سنة 1894م وقد بلغ نفوس مدينة سامراء وما يجاورھا من قرى
) (7187نسمة ذكوراً واناثا ً .75وھو رقم ال يمثل مدينة سامراء القديمة التي كان يحيطھا السور والسيما
وقد اضيف الى عدد سكان المدينة القديمة سكان القرى والنواحي المجاورة لھا داخل قضاء سامراء.
ـ كتب حسن العلوي وھو يتحدث عن السلطنة العثمانية) :وقد اعترفت السلطنة بخمسة اسر فقط من
االشراف في الئحة رسمية نشرت سنة 1894بلغ عدد الشخصيات البارزة فيھا 21شخصية .بينما حرص
السالطين العثمانيون على جعل االراضي الواقعة في المناطق الشيعية ذات صفة اميرية مؤقتة ،وذلك
بإعادة توزيعھا اغلب االحيان وتشتيت الحيازات لمناطق يكون الحائزون غرباء عنھا.
ان عزوف االتراك عن تمليك االراضي في الجنوب كان منبعثا ً من نزعة طائفية .وكان الشيوخ الوحيدون
في الفرات االوسط الذين حصلوا على حصة كبيرة من االرض ھم آل السعدون )من اھل السنة( ،اما
العشائر والشيوخ في الجنوب فقد خرجوا صفر اليدين من نظام الطابو(.76
ويذكر حنا بطاطو تلك العائالت الخمسة من االشراف وھم جميعا ً من السنة ،وھم عائالت جميل والكيالني
واآللوسي والحيدري والسنوي ، 77رغم ان آل السنوي ھم من بني امية وليسوا ھاشميين !!
73
تاريخ العراق بين احتاللين /عباس العزاوي /مطبعة بغداد سنة - 1935ج 8ص.121
74
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث /الدكتور علي الوردي /مطبعة الشعب في بغداد / 1972 ،الطبعة الثالثة 1425ھـ -ج 3ص 98و.99
75
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص.226
76
التأثيرات التركية في المشروع القومي العربي في العراق /حسن العلوي /دار الزوراء في لندن – .1988ص.42
77
العراق /حنا بطاطو /ترجمة عفيف الرزاز /منشورات فرصاد /الطبعة االولى 2005م – ج 1ص.184
28
1312ھـ = 1895م
توفي في سامراء المرجع العام للشيعة المرزا محمد حسن الشيرازي )قدس سره( ،بتاريخ 24شعبان
1312ھـ الموافق 20شباط 1895م ،ودفن في النجف االشرف.78
افتتاح اول مدرسة دينية سنية في سامراء بجھود الشيخ محمد سعيد النقشبندي وبأمر من السلطان العثماني
عبد الحميد الثاني بعد ان رصد لبنائھا ) (1200ليرة ذھبية عثمانية.79
1900م
كتب لونكريك عن سكان العراق واقلياته سنة 1900م) :فاذا كانت ھذه االقليات الكردية واليزيدية
والتركمانية تنحصر بالكلية تقريبا ً في والية الموصل ،فإن الحالة تختلف بالنسبة لاليرانيين المقيمين في
العراق ،فقد كان يندر وجود ھؤالء في البالد العراقية الكائنة في شمال جبل حمرين ،وكان يقتصر
وجودھم في العراق الجنوبي على بعض االسر والعوائل .لكن تكاثفھم االكبر كان في كربال والكاظمية
وسامرا والنجف ،أي المدن المقدسة االربع ،وفي بغداد(.80
وھذا النص المھم يكشف عن سكن الكثير من الشيعة من اصول ايرانية في المدن المقدسة االربعة ومن
ضمنھا مدينة سامراء ،وبذلك يمكن تفسير اختفاء السكان الشيعة من اصول ايرانية من مدينة سامراء
خصوصا ً الى عمليات التسفير الواسعة التي طالت الشيعة على يد النظام البعثي ايام حكمھم العراق في
ستينيات وسبعينيات القرن العشرين الميالدي.
ومن الجدير بالذكر ان انتماء العراقيين الى التبعية االيرانية ال يعني انھم جميعا ً يعودون الى اصول ايرانية
بل كان الكثير من العراقيين العرب الشيعة يحصلون على الجنسية االيرانية لغرض التھرب من نظام
الجندية العثماني فيسجلون انفسھم رعايا ايرانيين مقيمين في العراق ،وھم في حقيقتھم مواطنون اصليون.
1905م
ـ في سنة 1905اصدر المستشرق لسترنج كتابه )بلدان الخالفة الشرقية( ،و فيه كتب) :ثم صار جل اھل
سامراء من الشيعة ،اذ فيھا ضريحي االمامين العاشر والحادي عشر :علي الھادي وابنه الحسن العسكري ،
78
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث /الدكتور علي الوردي /مطبعة الشعب في بغداد / 1972 ،الطبعة الثالثة 1425ھـ -ج 3ص.99
79
تاريخ علماء سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة دار البصري في بغداد 1966م – ص.23
80
موسوعة العتبات المقدسة – قسم سامراء /جعفر الخليلي /مؤسسة االعلمي في بيروت /الطبعة الثانية 1987م -ج 12ص.329
29
وفي جامعھا سرداب الغيبة يقولون ان االمام الثاني عشر غاب فيه في سنة (878) 264وھو القائم المھدي
المنتظر الذي سيعود في آخر الزمان( .81وھو يصرح بالغالبية السكانية الشيعية في سامراء ،كما ھو حالھم
فعالً في باقي المدن المقدسة الشيعية في النجف االشرف وكربالء والكاظمية والدجيل.
ـ في ھذه السنة تم اكتمال القبة الذھب فوق مرقد االمامين العسكريين )عليھما السالم( والتي بدأ بإنشائھا
ناصر الدين شاه واكمل بناءھا مظفر الدين شاه في ھذه السنة.82
1909م
في 26نيسان 1909تم عزل السلطان العثماني عبد الحميد الثاني من قبل حركة االتحاديين التي تزعمھا
محمود شوكت باشا ،وھو عراقي من بغداد ،وھو ابن سليمان فائق واخو مراد سليمان وحكمة سليمان
السياسي المعروف في العھد الملكي العراقي.
1911م
في 30ايلول 1911وصل خبر الھجوم االيطالي على طرابلس في ليبيا ،فانطلقت في بغداد مظاھرات
كبيرة ،وصدرت فتاوى علماء الشيعة والسنة في وجوب الدفاع والتصدي للعدوان االيطالي.
1912م
في عام 1330ھـ الموافق 1912م تعرض مرقد االمام الرضا )عليه السالم( الشريف لعدوان روسي
مسلح بذريعة الحفاظ على ارواح الرعايا الروس في مشھد و اعادة االمن و النظام للمدينة و ذلك في خطوة
قصد منھا دعم محمد علي شاه و الحفاظ على المصالح الروسية في ايران ،و خالل ھذا العدوان تعرض
الضريح المقدس لالمام الرضا )عليه السالم( لقصف المدفعية الروسية ،اال ان التخريب الذي اصاب
الضريح و بعض االبنية العائدة له تم اصالحه بسرعة بفعل جھود و تبرعات االخيار و المحسنين.
1335ھـ = 1917م
ـ سنة ) ١٣٣٥ھـ ١٩١٧ /م ( احتل االنكليز مدينة سامراء إبان الحرب العالمية االولى.
81
بلدان الخالفة الشرقة /كي لسترنج /ترجمة بشير فرنسيس وكوكيس عواد /مؤسسة الرسالة /الطبعة الثانية 1985م ـ ص.80
82
موسوعة العتبات المقدسة – قسم سامراء /جعفر الخليلي /مؤسسة االعلمي في بيروت /الطبعة الثانية 1987م -ج 12ص.267
30
ـ سنة ) ١٣٣٥ھـ ( صعد بعض السراق إلى مشھد االمامين علي الھادي والحسن العسكري )عليھما السالم(
،وقلعوا ٢٥طابوقة مغلفة بالذھب من قبة المشھد.
1344ھـ = 1926م
وفي 28شوال 1344ھـ ،حوالي 11آيار 1926م أمر كبير علماء نجد الشيخ عبد Oبن بليھد بالذھاب
إلى المدينة المنورة وھدم قبور البقيع المقدسة و ُنفذت أوامره بالفعل مما سبب ھياج األمة اإلسالمية في كافة
األقطار وانھالت رسائل االحتجاج واالستنكار على آل سعود والوھابية.
1355ھـ
في اواخر ھذه السنة سطا جماعة ليالً على المشھد الشريف المق ّدس في سامراء فاقتلعوا ع ّدة الواح من
الذھب ،المذھبة به القبة الشريفة.83
1356ھـ = 1936م
في شھر صفر سنة 1356ھـ سطا جماعة ليالً على المشھد المقدس في سامراء فكسروا القفل الموضوع
على بابه واخذوا شمعدانين من الفضة الخالصة ،وزنھما ) (80كغم غنيمة باردة! 84
في سنة 1936ھـ امرت الحكومة الملكية العراقية بھدم جزء من السور لكن الشيعة وبقية اھالي سامراء
اعترضوا على ھدمه .85والظاھر ان ھذا لغرض اذابة المكون الشيعي في المدينة القديمة بمحيطھا الذي
يتكون من عشائر سنية مھاجرة الى تلك المناطق في فترة قريبة ال تتجاوز القرن التاسع عشر.
كان سور مدينة سامراء مضلع على شكل يميل إلى االستدارة ،يبلغ طول محيطه 2كم ،واليتجاوز قطره
680م ،مبني بالجص واآلجر يصل ارتفاعه إلى 7م ،وكان له 19برجا وأربعة ابواب ،ھي باب
القاطول ،وباب الناصرية ،وباب الملطوش ،وباب بغداد ،وظل ھذا السور ماثال للعيان حتى سنة
) 1356ھـ 1936 /م( حيث قررت الحكومة الملكية في العراق ھدم سور سامراء وبذلك سمحت لجميع
العشائر خارج البلدة القديمة بالسكن فيھا وتوسيعھا واالنتساب اليھا ،حتى اصبح الجميع ينتمون لمدينة
سامراء في محاولة للتغلب على النسبة السكانية العالية للشيعة في سامراء ،فقدم من ھم مجاورون للبلدة
83
وشائح الس ّراء في شأن سامراء /الشيخ محمد بن طاھر بن حبيب السماوي /تحقيق مركز احياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية
المقدسة /مطبعة دار الكفيل في كربالء المقدسة /الطبعة االولى 1435ھـ 2014 ،م – ھامش التحقيق صفحة .389
84
المصدر السابق.
85
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص.164
31
القديمة من العشائر ليسكنوا فيھا ولينتسبوا اليھا وليذوب المكون الشيعي في البلدة القديمة في ھذا الموج
البشري الكبير القادم اليھا بعد ھدم السور.
قال الشيخ المحالتي) :ف ُھ ِد َم السور ،وتوسعت البلدة ،واتصلت العمارات من خلف السور – اي ضفة دجلة
– فجاء الناس الى سامراء لشراء االراضي والعرصات الواقعة في )باب القاطول( من جنبي الجا ّدة ،حتى
اذا وقعت الحرب العامة الثانية – الحرب العالمية – توقف االمر(.86
ـ الدور وھناك منطقتين بھذا االسم الدور االعلى بين سامراء وتكريت والثانى الدور االسفل وھو الحد
الشمالى لعمران المعتصم بسامراء
ـ القادسية تسمى االن الجالسية وتقع على بعد 11كم جنوب سامراء وبمحاذات دجلة شرقا وجنوب برج
القائم وفيھا قتل الخليفة المستعين با_
ـ القاطول منطقة جنوب سامراء فيھا من المشاريع االروائية التى اقيمت في سامراء سكنھا المعتصم اال ان
البناء كان صعبا فيھا النھا حصى واخاديد ،فتركھا الى سامراء .
ـ الكرخ تقع على بعد 8كم بين سامراء والدوروقد سكنھا االتراك ايام المعتصم
ـ المتوكلية لھا اسماء كثيرة )المتوكلية ،والجعفرية ،والماحوزة والجعفري ( تقع على بعد 10كم من
سامراء باتجاه الدور وماتزال اثارھا شاخصة للعيان .
ـ قرية المحمدية قرية سكنھا المتوكل قبل بناءه المتوكلية ويصعب تحديد موضعھا اليوم .
ـ قرية المطيرة تبعد 11كم جنوب سامراء وكانت من متنزھات بغداد في خالفة المامون
ـ قرية ھاطري تبعد 17كم وھي شمال سامراء 1.6
وحينما تسأل اليوم من ھم اھل سامراء عبر التاريخ ستجد الجواب الساذج ان اھل سامراء ھم عشائر
البواسود والبوطالب والبوعباس والبوبدري والبوباز والبو نيسان ،ولكن ھذه العشائر تسكن حول بلدة
سامراء ،ربما فيما تعارف عليه انه )قضاء سامراء( ولكن خارج البلدة القديمة التي تقع داخل السور الذي
كان قائما الى سنة 1936م .ولم نعثر لحد االن على مصدر يذكر اسماء العشائر او العوائل التي سكنت في
كل محلة من محالت مدينة سامراء القديمة بصورة تفصيلية في اي فترة تاريخية ماضية .وھذا يقوي
استداللنا على ان ھناك تعمية على الوجود التاريخي للشيعة في سامراء .فلماذا يھتم المؤرخون السنة
والعثمانيون بذكر العشائر السنية حول بلدة سامراء في المناطق الصحراوية والزراعية ،وفي البادية ،
ويتجاھلون التطرق للعشائر والعوائل داخل بلدة سامراء القديمة ؟!
تعالو لنطلع على خارطة انتشار العشائر السنية في سامراء وكيف ان غالبيتھا سكنت خارج مدينة سامراء
القديمة وفي فترة زمنية قريبة ال تتجاوز القرن التاسع عشر ومن اصول عشائرية غير سامرائية ،وقد
استقينا المعلومات التالية من كتاب )تاريخ سامراء ،الجزء الثاني( ،للشيخ يونس السامرائي ،وكالتالي:
86
وشائح الس ّراء في شأن سامراء /الشيخ محمد بن طاھر بن حبيب السماوي /تحقيق مركز احياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية
المقدسة /مطبعة دار الكفيل في كربالء المقدسة /الطبعة االولى 1435ھـ 2014 ،م – ھامش التحقيق صفحة .336
32
.1عشيرة البو اسود وكلھم زراع يسكنون اراضي مختلفة اشھرھا عزيز بلد والصعيوية والضلوعية.
.2عشيرة البوبدري ترعى المواشي بين سامراء ووادي النخيل.
.3عشيرة البوباز يسكنون في قصبة سامراء وبنات الحسن والجالم وام الطاليب.
.4عشيرة الحداحدة يسكنون قصبة سامراء وتكريت وبيجي والضلوعية قرب بلد.
.5عشيرة البودراج يسكنون قصبة سامراء واراض الجالم واراض الطويرانية الواقعة على الضفة
اليمنى من نھر دجلة.
.6البورحمان يسكنون سامراء وبغداد والجيرالية وعزيز بلد والجالم.
.7عشيرة البوصالح الشيخ سدنة المرقد الشريف .وابناء عمھم القوشجية يسكنون قصبة سامراء وبغداد
ومناطق متعددة من العراق.
.8عشيرة البوطالب يسكنون قصبة سامراء والقلعة.
.9عشيرة البوعباس يسكنون قصبة سامراء واشناس وحاوي البساط والزنكور والعاشق والعباسية
والقلعة والداھري وامعيجل والتوث والبدعية والركة وغيرھا
.10عشيرة البوعيسى يسكنون اراضي مكيشيفة الواقعة شمال مدينة سامراء على الضفة اليمنى من
نھر دجلة.
.11عشيرة البوعظيم يسكنون قصبة سامراء ومكيشيفة.
.12عشيرة البوجمعة يسكنون في سامراء والدور وبغداد وتكريت.
.13عشيرة البو حيدر يسكنون في مدينة سامراء والدور وتكريت وبغدادواكبيس وكركوك.
.14عشيرة الشويخات يسكنون في سامراء والدور وبغداد وتكريت
.15عشيرة المواشط يسكنون سامراء والدور والخالص وبعقوبة في ناحية التمر.
.16عشيرة البو مدلل -
.17عشيرة العشاعشة يسكنون في قصبة سامراء.
.18عشيرة البومليس يسكنون في مدينة سامراء والجالم والصعيوية وبغداد.
.19عشيرة البونيسان يسكنون في قصبة سامراء وحاوي البساط والجالم والحريجية والعاشق
وغيرھا .وسكن بعضھم في بغداد وسلمان باك والعمارة والوشاش.
.20البوخوجة يسكنون في قصبة سامراء وبغداد ولھم اعمام في الموصل يسمون البو وجيه.
.21البوشامان يسكنون في قصبة سامراء وبنات الحسن.
.22اسرة البو احمد الصباغ ،اصلھم من خزرج السعيدة الساكنين في ناحية الدجيل.
.23المعيد ،كانوا يقتنون الجاموس ،اصلھم من فخذ البجاريين من عشيرة العزة.
.24البو اكعيد ،جماعة اصلھا من فخذ البوحسن من عشيرة البيات ،ومنھم جماعة البوشالش بالدور.
.25البوقياس ،وجدھم عبد Oانحدر من قضاء العمادية ) 70كم شمال مدينة دھوك( وسكن في
سامراء.
.26اسرة البوحريدي ،تسكن محلة القلعة بسامراء ،واصلھم من جماعة الطويسات من عشيرة البو
نمر احد فروع قبيلة الدليم.
.27اسرة البوحسن الصباغ ،تسكن سامراء وبغداد ،واصلھا من فخذ الصكاكيراحد فروع عشيرة
بني عز ،ولھا اقارب في ناحية قره تبة.
33
البو بكر ،جماعة يعرفون ايضا ً بأسم الدليمات واصلھم من البوبكر القاطنين في الحلة. .28
اسرة الكروية ،تسكن محلة القلعة واصلھا من فخذ الكميعات احد فروع عشيرة الكروية في .29
ديالى.
البومبارك او المزاينة ،جماعة مھنتھا الحالقة اصلھم من اليسار الطائية القاطنين في قضاء .30
سنجار.
البو صالح الكردي ،جماعة اصلھا من فخذ الصوالح احد فروع قبيلة بني جميل .جدھم )محمد .31
االحمد( رحل من كركوك من قرية الصالحي الى سامراء وكان يحسن اللغة الكردية فلقب بصالح
الكردي.
البو محمد صالح ،جماعة اصلھا من الجنابيين من فخذ المراشدة. .32
المخالبة ،جماعة تسكن في منطقة المكيشيفية واصلھا من قبيلة ربيعة. .33
المراسمة ،جماعة اصلھم من فرع سالم ولھم اقارب في العيث وبغداد. .34
البو نمنم ،جماعة اصلھم من الجبور. .35
البو ويس ،يدعون ان اصلھم من االوس ولھم اقارب في منطقة السعدية يسمون البو جخيدم .36
وجدھم )يوسف بن محمد العلو( سكن سامراء في حدود سنة 1287ھـ )حوالي 1870م( !
البو محمد ھاشم ،اصلھم من عشيرة المشاھدة ولھم اقارب في منطقة الرحبة. .37
البومناف ،اصلھم من البوسحاك احد فروع عشيرة البوحمدان ولھم اقارب في منطقة الزاب .38
يعرفون ايضا ً بالبومناف.
البوحمد الفرحان ،اصلھم من عشيرة البومفرج ومنھم متصاھرون مع عشيرة البو بدري. .39
اسرة البو رميم ،اصلھا من فخذ اليسار الطائي ومنھم اسرة البوجانم ،وفي تل محمد ببغداد اسرة .40
عبد Oبن حمد الرميم.
البو حربي ،جماعة اصلھا من الجنابيين. .41
البوخواف ،جماعة اصلھم من البو شاجم احد فروع الرواشد من قبيلة طيء. .42
البو اسماعيل اليحيى ،جماعة اصلھا من ربيعة. .43
البورزوقي ،جماعة اصلھا من الموالي من فروع البومفرج من طيء. .44
البوساقي ،جماعة اصلھا من التركمان. .45
البوسلو ،مندمجون مع عشيرة البونيسان ،وجدھم سلو رحل من ناحية قره قوش الواقعة شرقي .46
مدينة الموصل وسكن في سامراء.
البوشاجم ،اصلھم من الرواشد من قبيلة طيء .وھم اعمام البوصفيف ،ولھم اقارب في قرية ابي .47
مارية غرب الموصل على طريق تلعفر.
الشحاتلة ،جماعة تسكن مكيشيفية ،واصلھم من البجاريين احد فروع عشيرة العزة .ولھم اعمام .48
في منطقة ابو تمر قرب نھر االسود في ديالى.
البوشحاذ ،جماعة اصلھا من البوبكر من فروع قبيلة العزة .ولھم اعمام في بيجي يعرفون بـ .49
)الشنيبت( ،وفي تكريت البو حمضل.
البو شھاب ،جماعة اصلھا من النزاريين ،ومنھم في العمارة جماعة البو قدوري ،ومنھم في .50
بغداد.
34
البو شيتي ،جماعة من البجاريين من فروع قبيلة العزة. .51
البو شيخ امين او البو شابندر ،جماعة اصلھا )كولمند(} .الكولمند ھم المماليك{. .52
البو صاليان ،جماعة من فرع البو علي من قبيلة العبيد .مندمجون مع عشيرة البو باز. .53
البوصدير ،جماعة اصلھا من اليسار من طيء ،مندمجون مع عشيرة البونيسان. .54
الصفافير ،جماعة اصلھا يمتد الى معاوية بن ابي سفيان وھم مندمجون مع عشيرة البونيسان. .55
البو اصفيف ،جماعة من اليسار من طيء ،وھم اعمام البوشاجم. .56
البو صفوا ،جماعة اصلھا من فخذ البو حسين البكر احد فروع الحياليين. .57
البو عصمان ،جماعة اصلھا من الرواشد من طيء. .58
البو عواد ،جماعة لھم اقارب في قضاء سنجار وھم عشيرة الھبابات .ولھم اعمام في بغداد وھم .59
البومراد.
اسرة البو قاج ،اصلھا من فخذ البو ھيازع احد فروع قبيلة العبيد. .60
وھؤالء جميعا من خالل تتبع مناطق سكنھم وسلسلة نسبھم واجدادھم الذين سكنوا في سامراء وجدنا فيھم
احد امرين او كالھما :االول ان غالبھم سكنوا في سامراء ونواحيھا في تاريخ ال يتعدى القرن التاسع عشر
الميالدي وقد قدموا اليھا من مناطق اخرى .الثاني ان غالبيتھم لم يكونوا يسكنون مدينة سامراء القديمة بل
نواحيھا وضواحيھا خارج سور المدينة وبعضھم في الضفة المقابلة لمدينة سامراء عبر نھر دجلة.
وھذا مصدر آخر يذكر ما يؤكد نفس الفكرة ،حيث ذكر الدكتور حسين علي محفوظ جدوالً بالعشائر
المتوطنة في قضاء سامراء حسب الدليل العام لتسجيل النفوس العام لسنة 1957م وذكر ان مواطن سكن
عشائر سامراء كالتالي:
35
وذكر نفس الدليل االحصائي لسنة 1957م ان محالت سامراء ھي ثمانية محالت فقط وھي :محلة العابد ،
ومحلة البوجول ،ومحلة البوبدري ،ومحلة البونيسان ،والمحلة الغربية ،ومحلة القاطول ،ومحلة القلعة ،
والمحلة الشرقية .87واسماء ھذه المحالت ھي في تلك الفترة وھي ال تدل بالضرورة عمق تاريخي كما ھو
واضح فبمجرد تواجد عدد من ابناء عشيرة معينة في محلة معينة فتصبح تلك المحلة بأسمھا حتى لو كان
تواجدھا في تلك الفترة قبل عشرين سنة فقط اي منذ ازالة السور الذي كان يحيط بمدينة سامراء القديمة
وتوسعھا الحديث بدخول افراد من العشائر المحيطة بھا.
ومن الملفت ان الشيخ محمد حسين المظفري في كتابه )تاريخ الشيعة( يقول وھو يتحدث عن فترة حياته اي
في منتصف القرن العشرين ميالدي تقريبا ً) :ويسكنھا – اليوم – جماعة من الشيعة ،من اھل الحرف
والعمل(.88
فأين ھم السامرائيون القدماء سكان مدينة سامراء القديمة في القرن الثامن عشر فما سبقه ،اليسوا ھم الشيعة
الذين تم تھجيرھم والتضييق عليھم بصورة منتظمة وتذويبھم في محيطھم العشائري السني وتسفيرھم
بدعوى التبعية االيرانية ايام النظام البعثي الى ان تمت تصفيتھم بصورة نھائية على يد عصابة المجرم
الزرقاوي في الفترة )(2006 -2004م.
1943م
قالت ليدي دراور في رحلتھا سنة1943م ان سور مدينة سامراء بنته سيدة فارسية زارت المدينة ففكرت
في ان تحميھا من الغزاة الطامعين.89
1954م
1958م
في اواخر ھذه السنة ظھر كتاب لعدة ك ّتاب امريكيين عن العراق بإشراف جورج ھاريس ،واول ما يرد
ذكر سامراء فيه ھو الخالصة التاريخية التي يذكر فيھا أيضا ً نقل العاصمة من بغداد الى سامراء بالنحو
المعروف .ثم يبحث الكتاب في توزيع سكان العراق وشؤون النفوس فيه ،ويقول ان المنطقة التي يزداد
87
موسوعة العتبات المقدسة – قسم سامراء /جعفر الخليلي /مؤسسة االعلمي في بيروت /الطبعة الثانية 1987م -ج 12ص.182
88
المصدر السابق -ج 12ص.177
89
تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد – 1971ج 2ص.217
90
مآثر الكبراء في تاريخ سامراء /الشيخ ذبيح Oالمحالتي نزيل سامراء /منشورات المكتبة الحيدرية /مطبعة شريعت /الطبعة االولى 1426ھـ -
المجلد االول ص.199
36
تكائف السكان فيھا على دجلة تبدأ مما يقرب من سامراء ،وتسير مع النھر وفروعه وال سيما الغراف
والدجيلة .وحينما يتطرق الكتاب الى نوعية السكان ويبحث في احوال العرب العشائريين منھم ،يقول ان
ھؤالء العرب أكثرھم من الفالحين الشيعة الذين ال يختلفون بشيء عن العرب الموجودين في خوزستان
بايران ،ويزداد االرتباط بين ھؤالء بوجود المدن الشيعية المقدسة في العراق :النجف والكاظمين وكربال
وسامراء(.91
وھذا النص يكشف عن ان الطابع العام مدينة سامراء الى سنة 1958م ھو طابع شيعي بحيث ان الباحثين
يصنفونھا ضمن المدن الشيعية المقدسة الن الشيعة يشكلون غالبية سكانھا االصليين.
ولقد كان واضحا ً الوجود الشيعي في سامراء لدرجة ان الموقع االلكتروني الطائفي )قصة االسالم( يعترف
في تقرير له بالوجود الشيعي في سامراء ،فيقول في تقريره )سكان العراق( منشور في نھاية سنة 2007م
،وتحت عنوان فرعي )التوزع المناطقي الحالي للعراق( ما نصّه )) :منطقة غرب العراق وشماله الغربي:
تشمل ھذه المنطقة محافظات األنبار وصالح الدين ونينوى .ھذه المنطقة ھي منطقة ذات غالبية عربية سنية
مع تواجد كبير للمسيحيين واألكراد واليزيديين والشبك في محافظة نينوى .وتواجد للتركمان في محافظتي
نينوى وصالح الدين .وتواجد عربي شيعي في الدجيل وبلد وبشكل أقل في سامراء( .92وھذا النص يعترف
بوجود شيعي في سامراء في فترة نشر التقرير.
1971م
بدأت عمليات التھجير القسري للشيعة االيرانيين من العراق وال سيما من سكنة المناطق المقدسة.
كتب جواد غلوم) :ومع انه ال احد يخفى عن سلطة البعث جراء نشر عيونه وجواسيسه في صفوف الناس
فقد اشتد التركيز في ھذا الجانب على العراقيين ذوي االصول االيرانية والكرد الفيليين حتى لو اكتسبوا
الجنسية العراقية )من صنف التبعيّة( وقد شملت ھذه التسمية االقوام من االصول االيرانية والھندية
واالفغانية وغيرھا حتى وان ولدوا ھم واباؤھم واجدادھم في العراق طالما انھم من اصول نزحت قبال الى
وادي الرافدين منذ القرن التاسع عشر الميالدي طلبا لالستقرار في بالد غنية بما يمكنھم من اشباع حاجاتھم
المادية بسبب العوز اضافة الى الجانب الديني باعتبار معظم ھوالء ينتمون الى المذھب الجعفري ولديھم
طاغ لمجاورة مراقد ائمة اھل البيت في النجف وكربالء والكاظمية وحتى سامراء(.93ٍ حنين
91
موسوعة العتبات المقدسة – قسم سامراء /جعفر الخليلي /مؤسسة االعلمي في بيروت /الطبعة الثانية 1987م -ج 12ص.332
92
الموقع االلكتروني قصة االسالم ) (http://islamstory.comباشراف الدكتور راغب السرجاني /تقرير بعنوان )سكان العراق( منشور في
الموقع بتاريخ 2007/12/12م ) .رابط التقرير
hp://islamstory.com/ar/%D8%B3%D9%83%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%8
(2#_"n1
93
مقال لـ جواد غلوم تحت عنوان )التھجير والتسفير القسري لالقليات في العراق ) ، ( (1منشور في موقع ايالف االلكتروني.
37
1976م
في سنة 1976اصدر النظام البعثي العفلقي البائد قرار اقتطاع قضاء سامراء من محافظة بغداد والصاقه
بمحافظة وليدة لم تكن موجودة سابقا ً اطلقوا عليھا اسم محافظة "صالح الدين" في محاولة منھم لتكريس
الجو الطائفي المعادي للشيعة والتشيّع .حيث ارادوا القضاء على الوجود الشيعي نھائيا ً في سامراء فجعلوھا
ضمن محافظة غالبيتھا من السنة ،وھدموا المدرسة الجعفرية في سامراء وضايقوا الشيعة ھناك وھجروھم
حتى اصبحت سامراء خالية تقريبا ً من المكون الشيعي االصيل فيھا.
1994م
عصابة وھابية تقوم بارتكاب جريمة تفجير داخل مرقد االمام علي الرضا )عليه السالم( في مدينة مشھد
المقدسة وذلك يوم االحد 10محرم 1415ھـ ـ 19حزيران /يونيو 1994م ،والتي ادت الى سقوط
العشرات من الشيعة بين قتيل وجريح.
بحلول صيف سنة 2004م تمكنت عصابة المجرم الزرقاوي االرھابية من تھجير كافة الشيعة من سامراء
والذين يقدر عددھم آنذاك بأنھم %20من سكان سامراء )اي حوالي 60000شيعي( ،ولم يبق فيھا شيعي
واحد ،وقد بلغت مآسي تھجير الشيعة من سامراء حداً ان الفريق الركن وفيق السامرائي نفسه وجه نداءاً
عبر فضائية قناة الجزيرة يناشد فيه السنة السامرائيين الوقوف بوجه عملية تھجير اخوتھم الشيعة
السامرائيين.
]] النجف -فاضل رشاد ،الحياة : 2005/06/12 -انتقل إلى النجف ) 160كلم جنوب بغداد( عدد من
العائالت الشيعية القاطنة في مدينة سامراء ،بعد تعرض بعض افرادھا إلى »تصفيات جسدية بدواع
طائفية« ،كما افاد شھود .وتحدث النازحين من سامراء عن حوادث »خطف وتھديد وابتزاز« منھا قتل
شخص لمجرد أن والده »مھم«!
وذكر بعض الوافدين من سامراء أن الوضع فيھا متوتر جداً ،مشيرين الى »نزعة لدى المسلحين للتخلص
من الشيعة« ھناك .وروى عماد الزاملي» :قتلوا ابني ألنني ارتدي العمامة« .وقال ان »التصعيد الطائفي
بلغ اوجه في مدينة سامراء« ،األمر الذي دفعه الى النزوح مع عائلته وعشرات األسر الشيعيه الى مدينة
النجف.
38
»أم حيدر« ) 60سنة( التي انتقلت الى مدينة النجف اخيراً مع اوالدھا وبناتھا ،بعد تھديد من جيرانھا في
سامراء قالت لـ«الحياة« ان معظم الشيعه في سامراء »بدأوا يخفون ھويتھم المذھبية خوفا ً من قتلھم ،وھم
يتعرضون إلى مضايقات وانتھاكات«.
المقاول سعيد الصالحي الذي نزح مع عائلته من سامراء الى النجف ،قال ان »سامراء بعيدة عن سيطرة
االجھزة االمنية والمتطرفون ما زالوا يعبثون بأمنھا ،والتصفيات الجسدية التي تنفذھا جھات على صلة
بأجھزة استخبارات عالمية ،لم تطاول الشيعة وحدھم« .وذكر ان صھره محمد الصالحي قتل النه يعمل لدى
شركة »بكتل« االميركية ،واشار الى انه غادر مدينته حيث كان عليه ان يتبرع بأمواله الى »المسلحين
الذين يدعون المقاومة« .94[[ .انتھى الخبر.
وصرَّ حت وزارة الھجرة والمھجرين ان 2100عائلة شيعية نزحت من سامراء والفلوجة الى مدينة كربالء
المقدسة فقط ،عدا باقي مدن العراق.
94
منقول عن موقع) :العراقي( عبر الرابطhttp://www.aliraqi.org/forums/showthread.php?t=46905 :
39
2006م
وفي )االربعاء االسود 22شباط /فبراير 2006م ـ 23محرم الحرام 1427ھـ( عمد الطائفيون لمحاولة
ھدم المرقد الشريف لالمامين العسكريين )عليھما السالم( ،فكانت المأساة الكبرى ،فبعد خلو المدينة من
المكون الشيعي عمد الطائفيون الزالة آخر االثار الشيعية ھناك اي مرقد االمامين العسكريين )عليھما
السالم( فاستھدفوه بالتفجير .فإنا _ وإ ّنا اليه راجعون.
2007م
وقعت جريمة التفجير اآلثم لمأذنتي المرقد الشريف في مدينة سامراء المقدسة في يوم االربعاء االسود 13
حزيران /يونيو 2007م ـ 27جمادي االولى 1428ھـ.
40
المصادر:
.1اخبار الدول وآثار االول في التاريخ /ابو العباس احمد بن يوسف الدمشقي القرماني /طبعة حجرية
،مطبعة الميرزا عباس التبريزي.
اخبار الدول وآثار االول في التاريخ /ابو العباس احمد بن يوسف الدمشقي القرماني /تحقيق
الدكتور احمد حطيط والدكتور فھمي سعد /عالم الكتب في بيروت /الطبعة االولى 1992م.
.2التأثيرات التركية في المشروع القومي العربي في العراق /حسن العلوي /دار الزوراء في لندن
.1988
.3الشجرة المباركة /الفخر الرازي.
.4الشيعة والدولة القومية /حسن العلوي /مطبعة سبحان /الطبعة االولى 1426ھـ.
.5العراق /حنا بطاطو /ترجمة عفيف الرزاز /منشورات فرصاد /الطبعة االولى 2005م.
.6الكشكول المبوب /الحاج حسين الشاكري /مطبعة ستارة /الطبعة الخامسة 1418ھـ -ص.124
.7بلدان الخالفة الشرقة /كي لسترنج /ترجمة بشير فرنسيس وكوكيس عواد /مؤسسة الرسالة /
الطبعة الثانية 1985م.
.8تاريخ العراق بين احتاللين /عباس العزاوي /مطبعة بغداد سنة .1935
.9تاريخ مدينة سامراء /يونس الشيخ ابراھيم السامرائي /مطبعة االمة في بغداد .1971
.10لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث /الدكتور علي الوردي /المكتبة الحيدرية /الطبعة
الثالثة 1425ھـ.
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث /الدكتور علي الوردي /مطبعة الشعب في بغداد ،
/ 1972الطبعة الثالثة 1425ھـ.
.11مآثر الكبراء في تاريخ سامراء /الشيخ ذبيح Oالمحالتي )رحمه / (Oنشر المكتبة الحيدرية ،
مطبعة شريعت /الطبعة االولى سنة 1426ھـ.
.12مجلة الواحة االلكترونية ،العدد ، 4بقلم فؤاد ابراھيم تحت عنوان )الشيعة والدولة العثمانية( .
.13مجلة لغة العرب /صاحب امتيازھا االب انستاس ماري الكرملي /اعادة وزارة االعالم نشرھا ،
دار الحرية للطباعة .1971
.14موسوعة العتبات المقدسة – قسم سامراء /جعفر الخليلي /مؤسسة االعلمي في بيروت /الطبعة
الثانية 1987م.
.15وشائح السرّ اء في شأن سامراء /الشيخ محمد بن طاھر بن حبيب السماوي /تحقيق مركز احياء
التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة /مطبعة دار الكفيل في كربالء المقدسة /
الطبعة االولى 1435ھـ 2014 ،م.
41