You are on page 1of 41

‫الوجود الشيي ف ــي سام ــراء‬

‫عبـر التاريـخ‬

‫نبيل محمد حسن الكر‪#‬ي‬

‫االصدار االول – ‪ 11 / 14‬م ‪2015‬م‬

‫‪1‬‬
‫بسم
الرحمن الرحيم‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫ھذه محاولة لترسيخ ذاكرة عراقية لھا ما لھا وعليھا ما عليھا ‪ ،‬نستذكر فيھا احداث ماضية من تاريخنا‬
‫العراقي ما زالت تلقي بظاللھا علينا‪.‬‬

‫الحياة تراكمية االحداث والحاضر وليد الماضي ونتيجة الرھاصاته‪ .‬وما نستذكره ليس الننا نريد استعادة‬
‫ارھاصاته وتكرارھا بل نريد من استذكار الحوادث الماضية تجاوز مساوئھا إنْ تمكنا من ذلك‪ .‬فإن لم نتمكن‬
‫من االستفادة من تجاوز مساويء الماضي فعلى االقل تبقى فوائد االستذكار لتعرف االجيال القادمة ما‬
‫عجزنا عن تجاوزه من مساويء فلربما تتمكن ھي من النجاح بما فشلنا فيه‪.‬‬

‫نحن الشيعة االمامية مرتبطون بأئمتنا االطھار )عليھم السالم( ارتباطا ً مصيريا ً ‪ ،‬فھم سر تكويننا ‪ ،‬وبھم‬
‫نعيش حياتنا ‪ ،‬ووجودنا مرتبط مصيريا ً بھم ‪ ،‬وحينما تغتالھم االيادي الطاغوتية اآلثمة تبقى مراقدھم‬
‫الطاھرة راسخة اكبر من الجبال الرواسي فحولھا ندور كما تدور الكواكب في افالكھا ‪ ،‬وبھا نرتبط ارتباطا ً‬
‫وجوديا ً حتميا ً‪ .‬واذا كان آل سعود قد تسلطوا على بعض مراقد آل البيت االطھار )عليھم السالم( في غفلة‬
‫من الزمن فإن ذلك ال يعني اننا يمكن ان نفترق وجوديا ً عنھا ‪ ،‬بل نحن اصبحنا كالبقيع الطاھر مظلومين‬
‫ك وجودنا حينما انتھكوا حرمة البقيع الطاھر‪.‬‬ ‫بظلم آل سعود الذي صبّوه على البقيع المقدس‪ .‬نحن الذين ان ُت ِھ َ‬
‫حطموا رؤوسنا ‪ ،‬نحن وكل االجيال منذ ذلك الزمن والى اليوم ‪ ،‬جميعنا تعرضنا للتحطيم‬ ‫نحن الذين ّ‬
‫واالنتھاك حينما تحطمت القبب المشرّ فة التي كانت قائمة في البقيع الطاھر‪.‬‬

‫مراقد آل البيت االطھار )عليھم السالم( ھي محور حياتنا شاء من شاء وابى من ابى‪ .‬والتجارب الماضية‬
‫االليمة تثبت ذلك‪ .‬ولطالما صبرنا على التقتيل الفردي والجماعي واالغتياالت والتفجيرات والقتل على‬
‫الھوية والذبح في اللطيفية واالنبار وغيرھا من المناطق ‪ ،‬صبرنا وصبرنا وصبرنا ‪ ،‬ولكن حينما تعرض‬
‫مرقد االمامين العسكريين عليھما السالم( للتفجير واالنتھاك واراد قوم االساءة الى المرقد الشريف كما اساء‬
‫اسيادھم من قبل الى مراقد البقيع المقدسة ‪ ،‬فحينئذ انتھى الصبر وسالت الدماء في كل مكان ‪ ،‬لقد قلنا آنفا ً‬
‫إننا نحن ومراقد ائمتنا وجود واحد ‪ ،‬ومن يتوھم اننا فرطنا او سنفرط باحدھا فھو واھم وھم االغبياء او انه‬
‫يدور في فلك االستغباء الذاتي‪.‬‬

‫ولذلك نجد ان الديمغرافية الشيعية ترتبط ارتباطا ً وثيقا ً بمراقد االئمة االطھار )عليھم السالم( ‪ ،‬وھذا الذي‬
‫جعلھم يدخلون في صراع مناطقي مع المخالفين لھم في المذھب والفكر‪.‬‬

‫ما سنعرضه ھو انتقاءات من الذاكرة العراقية ‪ ،‬ذاكرتنا نحن العراقيون ‪ ،‬في محاولة الستذكار الماضي‬
‫المستمر والذي نجني آثاره في يومنا ھذا‪ .‬ومقالنا ھذا يركز على جوانب تكاد تكون خفية مما جرى على‬
‫مدينة سامراء القديمة والتاريخية والمقدسة من تغيرات ديمغرافية عبر القرون ‪ ،‬وھي تغيرات لم يتم تسليط‬
‫الضوء عليھا السباب عديدة بعضھا يتعلق باالضطھاد الطائفي السياسي واالجتماعي واالعالمي الذي‬

‫‪2‬‬
‫تعرض له الشيعة عبر القرون ‪ ،‬ورغبة بعضھم بالتعايش السلمي مع اآلخرين وعدم اثارة ما يمكن ان يعكر‬
‫صفو ذلك التعايش حتى وان كانت دعوة التعايش تلك من جانب واحد في اغلب االحيان ‪ ،‬فاآلخر يريد‬
‫تعايشا ً آخراً وفق شروطه وبما يوفر له جانب العلو القيمي واالستحواذ على االصالة التاريخية واالجتماعية‪.‬‬

‫سامراء تلك المدينة التي بناھا خلفاء الجور العباسيون واعتقل فيھا امامي الھدى والتقوى االمامين‬
‫العسكريين )عليھما السالم( ثم دفنا فيھا ‪ ،‬ثم سكنھا شيعة وسنة ‪ ،‬ورحل عنھا غالبية السنة وبقي فيھا غالبية‬
‫شيعية في ظل نظام سني صارم ال يسمح بالتخلي عن الحق التاريخي في سارمراء حتى وان كانت‬
‫ديمغرافيتھا قد تغيرت بصورة طوعية عبر القرون‪.‬‬

‫لم يتخ ّل الشيعة عن السكن بجوار مراقد االئمة االطھار )عليھم السالم( واوالدھم الصالحين )رضوان ‪O‬‬
‫عليھم( ‪ ،‬فمن غير المعقول ان نظن ان الشيعة كانوا اكثر حرصا ً على السكن جوار مرقد سبع الدجيل السيد‬
‫محمد بن االمام علي الھادي )عليه السالم( ويعرضون عن السكن الى جوار ابيه االمام المعصوم علي‬
‫الھادي )عليه السالم( ‪ ،‬بل ھم كانوا حريصين على السكن ھناك وكانت سامراء مدينة ذات غالبية شيعية‬
‫غير ان تھديم سورھا وادخال العشائر التي كانت تعيش حول محيطھا اليھا وتھجير وتسفير الشيعة منھا‬
‫بدعوى التبعية االيرانية ايام النظام البعثي العفلقي ادى الى تغيير التركيبة السكانية فيھا حتى اصبحت افراد‬
‫العشائر المجاورة لمدينة سامراء القديمة ينتسبون اليھا في محاولة للتغطية على الحلقة المفقودة في تاريخ‬
‫سامراء حينما تم استبدال اھلھا االصليين بآخرين دخلوا اليھا حديثا ً‪.‬‬

‫وفي بحثنا ھذا نحاول القاء الضوء على تلك الحلقة المفقودة من تاريخ سامراء المقدسة وتسليط الضوء على‬
‫بعض االحداث التاريخية المھمة في مناطق اخرى لھا ارتباط مشترك مع موضوع قبور االئمة االطھار‬
‫)عليھم السالم( في محاولة لفھم مجريات التاريخ في العراق واستكشاف التغيرات السياسية واالجتماعية التي‬
‫جرت فيه‪.‬‬

‫بحثنا ھذا بحث تفاعلي بمعنى انه نواة لدراسات اخرى متوقعة يمكن ان تكون تطويراً له او مستفيدة منه‬
‫بصورة افضل مما كتبناه ھنا‪.‬‬

‫و‪ O‬سبحانه ھو الموفق‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اصل تسمية مدينة سامراء‪:‬‬
‫)سومرته( ھذا ھو أسم مدينة سامراء عند السومريين كما اخبرنا ذلك االستاذ الدكتور فوزي رشيد )رحمه‬
‫‪ (O‬في احد دروسه لطلبة قسم التاريخ سنة ‪1996‬م في كلية االداب ‪ ،‬جامعة بغداد‪.‬‬

‫وقيل ان سامراء ورد اسمھا عند المؤرخ الروماني أميانس مرقلينس )‪(390 – 320‬م ھكذا )سومرا‬
‫‪ (sumera‬وعند المؤرخ اليوناني زوسيمس ھكذا )سوما ‪ (saoma‬وفي التدوينات اآلشورية جاء ذكر‬
‫اسمھا ھكذا )سرمارتا ‪ ( suurmrta‬في حين ورد اسم سامراء في مصنفات السريان ھكذا )شومرا(‪ .‬و ان‬
‫سنحاريب بنى مدينة سر مراتي )‪ (Sur-marrati‬عام ‪ 690‬ق‪.‬م حسب لوحة تذكارية موجودة عند متحف‬
‫والترز الفني في بالتيمور‪ ،‬ماريالند والتي وجدت مھملة في في احدى المواقع اآلشورية المحصنة في‬
‫الحويجة عند نھر دجلة مقابل مدينة سامراء الحالية ‪ ،‬وھو لفظ قريب جداً لما اخبرنا به الدكتور فوزي رشيد‬
‫)رحمه ‪ (O‬من ان اسمھا السومري ھو )سومرته(‪.‬‬

‫المدينة االثارية السامرائية القديمة ما زالت تحت االنقاض لم يكتشف منھا اال الضئيل جداً ‪ ،‬ومع ذلك فقد‬
‫بقيت منطقة سامراء تلعب دوراً حيويا ً في مسرح االحداث ‪ ،‬ما زالت تنتظر قدرھا لتنشر حزنھا العلوي‬
‫حيث يغتال على ترابھا االمامين علي الھادي وابنه الحسن العسكري )عليھما السالم( وتطمس فيھا العديد‬
‫من الحقائق‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫احداث تاريخية ھامة‪:‬‬
‫‪ 221‬ھـ = ‪ 835‬م‬

‫تأسيس المعتصم لمدينة سامراء‪ :‬تأسست المدينة فى زمن الخليفة المعتصم بن ھارون "الرشيد" سنة )‪221‬‬
‫ھـ‪ 835/‬م(‪ .‬وبلغت مساحة سامراء فى اوج فترات عمرانھا سبعة فراسخ اى حوالى ‪ 40‬كم طوال و ‪ 2‬كم‬
‫عرضا وقدرھا اشتورا ب ‪ 6800‬ھكتار ويرى الدكتور المھندس سوسة ان مساحة المدينة تصبح ‪ 217‬كم‬
‫بدال من ‪ 102‬كم اذا اضيف لھا مساحة حير المتوكل والقادسية واالصطبالت وبھذا تعد مدينة سامراء من‬
‫المدن الكبرى فى العالمين القديم والحديث وتميزت سامراء بشوارعھا العريضة والطويلة وقلة االسوار على‬
‫عكس مدينة بغداد ‪.‬وقد بنى المعتصم قصور الجوسق والعمري والوزيرى ثم خط القطائع للقواد والناس‬
‫وخط المسجد الجامع واختط االسواق حوله وافرد كل اھل صنعه بسوق وشيدت الدور والقصور وكثرت‬
‫العمارة واستنبطت المياه ‪.‬‬

‫)‪ (260 – 254‬ھـ‬

‫استشھاد االمام علي الھادي )عليه السالم( بس ّم الخليفة المعتز العباسي الظالم في ‪ 3‬رجب سنة ‪254‬ھـ بعدما‬
‫كان المتوكل العباسي قد فرض عليه االقامة االجبارية في مدينة سامراء الحزينة‪.‬‬

‫وجددت سامراء حزنھا حيث ان االمام الحسن العسكري )عليه السالم( الذي استمرت االقامة االجبارية التي‬
‫كانت مفروضة عليه وعلى ابيه )عليھما السالم( تعرض ھو أيضا ً الى االغتيال بالس ّم على يد الخليفة الظالم‬
‫المعتمد العباسي في ‪ 8‬ربيع االول سنة ‪260‬ھـ‪.‬‬

‫ودفن االمامان علي الھادي وابنه الحسن العسكري )عليھما السالم( في دارھما ‪ ،‬فمرقدھما ھو ملك لھما‬
‫ولوارثھما االمام الحجة المھدي )عجَّ ل ‪ O‬فرجه الشريف(‪ .‬والى ذلك يشير المشھدي في المزار باب زيارة‬
‫َ‬
‫قدرت من دجلة ‪ ،‬ثم ادخل واستأذن‬ ‫َ‬
‫وردت سر من رأى فاغتسل إن‬ ‫العسكريين)عليھما السالم( أنه‪) :‬إذا‬
‫‪1‬‬
‫ك لھم ودارھم( ‪.‬‬ ‫القوم فإنَّ الموضع م ُْل ٌ‬

‫ومن الجدير بالذكر ان االمام علي الھادي )عليه السالم( اقام في سامراء )‪ (20‬سنة و)‪ (9‬أشھر حتى‬
‫استشھد فيھا‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫وشائح الس ّراء في شأن سامراء ‪ /‬الشيخ محمد بن طاھر بن حبيب السماوي ‪ /‬تحقيق مركز احياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية‬
‫المقدسة ‪ /‬مطبعة دار الكفيل في كربالء المقدسة ‪ /‬الطبعة االولى ‪1435‬ھـ ‪2014 ،‬م – ھامش التحقيق صفحة ‪ 164‬و‪.165‬‬
‫‪2‬‬
‫المصدر السابق – ھامش التحقيق صفحة ‪ 128‬نقال عن كتاب اللباب في تھذيب االنساب ‪.340/2‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ 279‬ھـ‬

‫بقيت سامراء مقراً للخالفة العباسية فترة تقرب من ‪ ٥٨‬عاما ‪ ،‬تمتد من سنة )‪ ٢٢٠‬ھـ ( في عھد المعتصم‬
‫قاتل االمام الجواد )عليه السالم( إلى سنة ) ‪ ٢٧٩‬ھـ( في عھد المعتمد قاتل االمام العسكري )عليه السالم(‪.‬‬

‫ففي سنة )‪ ٢٧٩‬ھـ( ترك خليفة الجور المعتمد العباسي المدينة ليتخذ من بغداد مستقراً له ‪ ،‬قبل ستة أشھر‬
‫من ھالكه سنة )‪٢٧٩‬ھـ( ‪ ،‬ونتيجة لذلك فقد ھجر اھل الدنيا مدينة سامراء وأذن ذلك بخراب غالبية محالتھا‬
‫عدا محلة العسكر التي استمر يسكنھا اھل اآلخرة بجوار مرقد ائمتھم االطھار )عليھما السالم( حيث دفنا‬
‫فيھا‪.‬‬

‫سامراء التي بناھا المعتصم تقلصت حتى اصبحت بلدة صغيرة يحيطھا سور ‪ ،‬ويحيطھا البدو الطامعين فيھا‬
‫‪ ،‬ويحيطھا عشائر تمتھن الزراعة انتسبت لھا وان كانت تسكن خارج تلك البلدة المقدسة !‬

‫سامراء التي عانت من الحزن قرونا ً طويالً ‪ ،‬فكان تأسيس المعتصم لھا لتكون مقراً لجنده االتراك ‪ ،‬ثم نبذھا‬
‫ابنه المتوكل ليبني قربھا سنة )‪245‬ھـ‪859 -‬م( مدينة المتوكلية الشھيرة اليوم بجامع ابي دلف والماذنة‬
‫الملوية‪ .‬ثم عاد الخلفاء ونبذوا المتوكلية ليخوضوا غمار الجور والطغيان في سامراء‪ .‬فكانت النتيجة ان‬
‫اغتيل بالسم فيھا اثنين من اطھر من في االرض في زمانھم ‪ ،‬االمامين العسكريين )عليھما السالم(‪ .‬وفيھا‬
‫بدات الغيبة الصغرى ‪ ،‬ثم ھجرھا الخلفاء بعد ان اتخذوھا عاصمة لمدة ‪ 58‬سنة فقط قتل فيھا من قتل وظلم‬
‫فيھا من ظلم !‬

‫‪ 328‬ھـ = ‪ 939‬م‬

‫اول عمارة لمرقد االمامين العسكريين )عليھما السالم( ‪) ،‬العمارة االولى وكانت سنة ‪328‬ھـ ‪939 -‬م في‬
‫زمن المعتضد العباسي ولم تكن ھذه العمارة بالواسعة سوى ان القبر قد جصص وكانت الدار باقية على‬
‫حالتھا االصلية الى سنة ‪328‬ھـ وفي الدار خدم موقتون يراجعون القبور الشريفة عند مجيء الزائرين حيث‬
‫ان سامراء قد ھجرت يومذاك ولم تبق منھا محلة عامرة غير محلة العسكر الواقعة بجوار خان الصعاليك(‪.3‬‬

‫ومن الجدير بالذكر ان محلة العسكر حينما بناھا المعتصم كجزء من مدينة سامراء فقد كانت المحلة الخاصة‬
‫ببني ھاشم‪.4‬‬

‫‪3‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪.116‬‬
‫‪4‬‬
‫وشائح الس ّراء في شأن سامراء ‪ /‬الشيخ محمد بن طاھر بن حبيب السماوي ‪ /‬تحقيق مركز احياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية‬
‫المقدسة ‪ /‬مطبعة دار الكفيل في كربالء المقدسة ‪ /‬الطبعة االولى ‪1435‬ھـ ‪2014 ،‬م – ھامش التحقيق صفحة ‪ 128‬نقال عن مآثر الكبراء في تاريخ‬
‫سامراء ‪.255/1‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ 333‬ھـ = ‪ 944‬م‬

‫ثاني عمارة لمرقد االمامين العسكريين )عليھما السالم( ‪) ،‬العمارة الثانية وھي سنة ‪333‬ھـ ‪944 -‬م وھي‬
‫اول عمارة يشاد فيھا على القبور الشريفة قبة وجعل للحضرة سورا وجلل الشريح بستور وبنى حول الدار‬
‫الشريفة دور للسكنى وھي عمارة ناصر الدولة ابو محمد الحسن بن ابي الھيجاء عبد ‪ O‬بن حمدان بن‬
‫حمدون التغلبي مؤسس دولة بني حمدان في الموصل الذي توفي في سنة ‪358‬ھـ وشقيق سيف الدولة‬
‫الحمداني في حلب الذي توفي سنة ‪356‬ھـ(‪.5‬‬

‫‪ 337‬ھـ = ‪ 948‬م‬

‫ثالث عمارة لمرقد االمامين العسكريين )عليھما السالم( ‪) ،‬العمارة الثالثة وھذه العمارة سنة ‪337‬ھـ ‪-‬‬
‫‪948‬م قام بھا ابو الحسين احمد بن بويه ثالث ملوك الديالمة البويھيين الملقب بمعز الدولة الذي ولد سنة‬
‫‪303‬ھـ وتوفي سنة ‪356‬ھـ حيث انه رتب للروضة البھية القوام وأجرى لھم رواتب وعمر القبة وكان في‬
‫سرداب الغيبة حوض يجري فيه الماء فأمر بإمالء الحوض بالتراب وعمل للضريح صندوقاًمن الخشب‬
‫الساج(‪.6‬‬

‫‪ 330‬ھـ‬

‫استولى معز الدولة بن بويه على بغداد وسامراء وعند ذلك أمر معز الدولة بتعمير قبة مرقد االمامين‬
‫العسكريين )عليھما السالم(‪.7‬‬

‫‪ 368‬ھـ‬

‫ـ رابع عمارة لمرقد االمامين العسكريين )عليھما السالم( ‪) ،‬العمارة الرابعة وكانت في سنة ‪368‬ھـ ‪-‬‬
‫‪978‬م وتم فيھا تعمير الروضة باالخشاب الساجية ووسع الصحن الشريف وشيد سور حول الحضرة‬
‫المطھرة وستر الضريح بالديباج وبنى االروقة‪ .‬وھي العمارة التي قام بھا عضد الدولة من آل بويه وھو ابن‬
‫اخ معز الدولة البويھي الذي قام بالعمارة الثالثة (‪.8‬‬

‫ـ في ھذه السنة انشأ الملك المؤيد ابو شجاع فناخسرو عضد الدولة الدليمي )رابع ملوك آل بويه المتوفي سنة‬
‫‪372‬ھـ( سوراً حول مدينة سامراء ‪ ،‬ليحميھا من ھجمات البدو والطامعين بھا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪.117‬‬
‫‪6‬‬
‫المصدر السابق – ج‪ 2‬ص‪.117‬‬
‫‪7‬‬
‫المصدر السابق – ج‪ 2‬ص‪.87‬‬
‫‪8‬‬
‫المصدر السابق – ج‪ 2‬ص‪.118‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ 443‬ھـ‬

‫حدثت فتنة عظيمة في بغداد بين الشيعة والحنابلة ‪ ،‬طلب الحنابلة فيھا رفع عبارة )محمد وعلي خير البشر(‬
‫المكتوبة على جدران مساجد الشيعة وان ال يؤذن فيھا بـ )حي على خير العمل(‪ .‬وامتدت جرأة الحنابلة الى‬
‫مرقد االمامين الجوادين )عليھما السالم( فاحرقوا المرقد الشريف وارادوا نبش القبور الشريفة فلم يستدلوا‬
‫عليھا بسبب الھدم والحرق الذي احدثوه في المرقد الشريف‪.9‬‬

‫‪ 445‬ھـ‬

‫ـ خامس عمارة لمرقد االمامين العسكريين )عليھما السالم( ‪) ،‬العمارة الخامسة وھي في سنة ‪445‬ھـ ‪-‬‬
‫‪1054‬م وانجزھا االمير ارسالن البساسيري حيث بنى على قبري االمامين علي الھادي وولده الحسن‬
‫العسكري عمارة عالية وعمل صندوق الضريح من خشب الساج وحلى قوائمه برمان من الذھب(‪.10‬‬

‫ـ سنة ) ‪ ٤٤٥‬ھـ ( وقعت الحرب بين البساسيري الشيعي والسلجوقيين السنة في المدينة ‪ ،‬وھي اول حرب‬
‫طائفية فيھا ‪ ،‬والتي انتھت بمقتل البساسيري‪ .‬وبقيت ظالل العنف الطائفي تخيم عليھا عبر تاريخھا كله‪.‬‬

‫‪ 447‬ھـ‬

‫ارسل الخليفة العباسي القائم الى طغرلبك احد امراء السالجقة النقاذه من البويھيين فجاء طغرلبك سنة‬
‫‪447‬ھـ الى بغداد وقضى على نفوذ البويھيين قضاءاً تاما ً‪ .‬وكان آخرھم الملك الرحيم آخر سالطين بني‬
‫بويه في العراق وال شك ان سامراء كانت تتبع بغداد من حيث االدارة وتكون سامراء قد تخلصت من‬
‫البويھيين كما تخلصت بغداد منھم(‪.11‬‬

‫‪ 617‬ھـ‬

‫توفي الشريف معد بن الحسين بن معد الموسوي ‪ ،‬نقيب االشراف في سامراء ‪ ،‬وھو الذي اشرف على‬
‫عمارة سرداب الغيبة فيھا بأمر الخليفة العباسي الناصر لدين ‪ O‬وھو الخليفة العباسي الذي يقال انه كان‬
‫يتشيّع وا ّنه ھو القائل‪:‬‬
‫قسما بمكة والحطيم وزمزم‪ ...........‬والراقصات ومشيھن الى منى‬
‫بغض الوصي عالمة مكتوبة‪ .......‬كتبت على جبھات اوالد الزنى‬

‫‪9‬‬
‫مآثر الكبراء في تاريخ سامراء ‪ /‬الشيخ ذبيح ‪ O‬المحالتي )رحمه ‪ / (O‬نشر المكتبة الحيدرية ‪ ،‬مطبعة شريعت ‪ /‬الطبعة االولى سنة ‪1426‬ھـ ‪ -‬ج‪2‬‬
‫ص‪ 9‬و‪.10‬‬
‫‪10‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪.118‬‬
‫‪11‬‬
‫المصدر السابق – ج‪ 2‬ص‪.88‬‬

‫‪8‬‬
‫‪12‬‬
‫من لم يوال في البرية حيدرا ‪ ..........‬سيان عند‪ O‬صلى ام زنى‬

‫‪ 640‬ھـ‬

‫ـ في عام ‪ 640‬ھـ احترق المشھد الشريف في سامراء واتى الحريق على ضريحي االمامين العسكريين‬
‫)عليھما السالم( ‪ ،‬وكان الحريق قد اتى على ما عمّره البساسيري ‪ ،‬فأمر المستنصر با_ بعمارة المشھد‬
‫المقدس والضريحين الشريفين‪.13‬‬

‫‪ 762‬ھـ‬

‫في ھذه السنة بنى على قبر االمام الحسين )عليه السالم( العمارة الموجودة اليوم وقد امر بھا االمير الشيخ‬
‫اويس بن االمير الشيخ حسن بن االمير حسين بن االمير آق بوقا )آقبغا( بن إيلخان بن خربندا بن ارغون‬
‫بن ھوالكو المغولي االيلخاني او االيلكاني صاحب تبريز وبغداد )وھؤالء السالطين االيلخانية كانوا من‬
‫الشيعة(‪.‬‬

‫‪ 1492‬م‬

‫سقوط غرناطة ‪ ،‬ونھاية وجود المسلمين في االندلس‪ .‬وكان أھل غرناطة قد ارسلوا في منتصف سنة‬
‫‪ - 1477‬أي قبل سقوط غرناطة بأربعة عشر عاما – سفارة الى إستانبول‪ ،‬وجھوا فيھا نظر السلطان محمد‬
‫الفاتح إلى تدھور أوضاع المسلمين في األندلس‪ ،‬وناشدوه التدخل إلنقاذھم‪ .‬ثم استنجد األندلسيون مرة أخرى‬
‫بعد وفاة السلطان محمد الفاتح بابنه السلطان بايزيد الثاني )‪ ،(1511-1480‬إال أن السلطان بايزيد كانت قد‬
‫تزاحمت عليھا أزمات داخلية وخارجية كثيرة ربما منعته من إغاثة مسلمي األندلس‪.‬‬

‫)‪ (1501-1499‬م‬

‫في ھذه الفترة تم تأسيس الدولة الصفوية بيد الشاه اسماعيل الصفوي لتشمل كل ايران ‪ ،‬وكان تأسيسھا اول‬
‫رد اسالمي على ضياع االندلس وخلوھا من الوجود االسالمي‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫وشائح الس ّراء في شأن سامراء ‪ /‬الشيخ محمد بن طاھر بن حبيب السماوي ‪ /‬تحقيق مركز احياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية‬
‫المقدسة ‪ /‬مطبعة دار الكفيل في كربالء المقدسة ‪ /‬الطبعة االولى ‪1435‬ھـ ‪2014 ،‬م – ھامش التحقيق صفحة ‪ 306‬و‪.307‬‬
‫‪13‬‬
‫وشائح الس ّراء في شأن سامراء ‪ /‬الشيخ محمد بن طاھر بن حبيب السماوي ‪ /‬تحقيق مركز احياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية‬
‫المقدسة ‪ /‬مطبعة دار الكفيل في كربالء المقدسة ‪ /‬الطبعة االولى ‪1435‬ھـ ‪2014 ،‬م – ھامش التحقيق صفحة ‪.302‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ 914‬ھـ = ‪ 1508‬م‬

‫سيطر الصفويون على العراق أول مرة في عھد الشاه اسماعيل االول في عام ‪914‬ھـ بعد انتصاره على‬
‫حكامه القراقويونلو ‪ ،‬فاستقبله وجھاء وعلماء الشيعة بالحفاوة والتكريم‪.‬‬

‫‪930‬ھـ = ‪1524‬م‬

‫وفي سنة ‪930‬ھـ )‪1524‬م( توفي الشاه إسماعيل الصفوي فخلفه أبنه طھماسب األول‪ .‬وكان العراق آنذاك‬
‫قد أصبح خاضعا ً للعثمانيين الذين استولوا عليه‪ .‬فأرسل طھماسب جيشا ً حاصر بغداد سنة ‪936‬ھـ‬
‫)‪1530‬م( وحاصر القلعة التي تحصن بھا حاكم بغداد ذو الفقار‪ .‬واستطاع طھماسب أن يفتح القلعة وأن‬
‫يقتل حاكم بغداد‪ .‬وبعد أن سيطر طھماسب على بغداد والعراق قام بزيارة المراقد المقدسة في كربالء‪.‬‬

‫وسرعان ما بدأ التنافس بين الصفويين والعثمانيين للسيطرة على العراق ‪ .‬وبعد أعتالء العرش من قبل‬
‫السلطان العثماني سليم ‪918‬ھـ )‪1512‬م( تمت السيطرة على العراق على يد أبنه السلطان سليمان القانوني‬
‫سنة ‪941‬ھـ )‪1535‬م (‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 980‬ھـ )‪1573‬م( أستطاع الشاه طھماسب األول بن إسماعيل الصفوي أن يسيطر على بغداد‬
‫من جديد بعد أن كان العثمانيون قد سيطروا عليھا‪ .‬وبعد أن عقد مع الدولة العثمانية معاھدة صلح قام للمرة‬
‫الثانية بزيارة كربالء والمراقد المقدسة فيھا وأمر في ھذه الزيارة باألھتمام بالمدينة وبالمرقد الحسيني‬
‫الشريف‪.‬‬

‫‪ 1041‬ھـ = ‪ 1632‬م‬

‫الرحالة تافرنييه سنة )‪1041‬ھـ‪1632 -‬م( يزور مدينة سامراء ويكتب بأنھا يؤمھا الكثير من المسلمين‬
‫لتقديم فروض العبادة خاصة الھنود والتتر الذين يعتقدون ان اربعين نبيا ً من انبيائھم مدفونون ھناك‪.14‬‬

‫لقد عرفت مدينة سامراء بعد زوال الخالفة العباسية بانھا مدينة عبادة ‪ ،‬مدينة زيارات ورحالت دينية‪ .‬ولم‬
‫يعرف عنھا انھا كانت مدينة تجارية او اقتصادية او سياسية‪ .‬فالسبب الوحيد الذي يجعل الناس يزورونھا‬
‫ويسكنوھا ھو السبب الديني المحض ‪ ،‬ولذلك فقد كان غالبية اھلھا منذ انتقال عاصمة الخالفة العباسية عنھا‬
‫ھم من الشيعة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪.202‬‬

‫‪10‬‬
‫)‪(1640 -1609‬م‬

‫وھي فترة حكم السلطان مراد الثاني العثماني ‪ ،‬كتب فؤاد ابراھيم‪) :‬وقد اتبع العثمانيون تدابير صارمة في‬
‫محاربة الميول الشيعية في كل من سامراء والموصل ‪ ،‬وسار على ذلك السلطان مراد الرابع )‪ 1609‬ـ‬
‫‪ (1640‬والسالطين من بعده ‪ ،‬وربما اضطرت سياسة العثمانيين مع الشيعة في الموصل الى اعتناق قسم‬
‫من الشيعة المذھب السني‪ ،‬وخصوصا ً في االعرجية(‪.15‬‬

‫وھذا النص يبين بوضوح انتشار التشيع في مدينة الموصل منذ القرن السابع عشر الميالدي‪.‬‬

‫‪1106‬ھـ = ‪1694‬م‬

‫)وفي سنة ‪1106‬ھـ ‪1694 -‬م حدث حريق ثالث في بناء مرقد االمامين العسكريين )عليھما السالم( ‪ ،‬وھذا‬
‫الحريق يتناقله االبناء عن اآلباء وسببه ان الخدم يومذاك وضعوا في ليلة من الليالي سراجا ً وشموعا ً داخل‬
‫الروضة الشريفة وغفلوا عنه قبيل المنام فوقعت احدى الشموع على بعض الفرش فالتھبت النار في داخل‬
‫الروضة فاحترقت الفرش والصناديق الموضوعة على المراقد المطھرة كما احترقت االبواب واالخشاب ‪،‬‬
‫وقد اصاب الناس الذھول والھلع من ھذا الحادث وتدخلت الحكومة العثمانية يومذاك في االمر وتبين ان‬
‫االمر وقع قضاء وقدراً(‪ .16‬ويبدو ان تدخل الحكومة العثمانية ھو لمنع حدوث فتنة بين سكان سامراء من‬
‫الشيعة والسنة‪.‬‬

‫وقد قام الشاه حسين الصفوي بترميم الروضة البھية لالمامين العسكريين )عليھما السالم( وتشييدھا بعد‬
‫بلوغه خبر الحريق الذي وقع فيھا ‪ ،‬فأمر بإتمام صناديق اربعة في غاية الترصيص والتزيين ‪ ،‬ودعَّم البناء‬
‫‪ ،‬ثم زيّن الروضة بالساج ‪ ،‬وعمل شباكا ً من الفوالذ للضريح المطھر ورخم االرض والدور وذلك سنة‬
‫‪1106‬ھـ‪.17‬‬

‫‪ 1131‬ھـ = ‪ 1719‬م‬

‫في اواخر ھذه السنة انتشر الطاعون في سامراء فكان عدد المصابين يوميا ً ألفا ً او يزيدون ‪ ،‬واستمر تفشي‬
‫المرض الى اوائل السنة التالية حيث انحسر‪ .18‬وھذا يعني ان عدد سكان سامراء كان كبيراً جداً في تلك‬
‫الفترة ‪ ،‬حيث ان وفاة ‪ 1000‬شخص يوميا من سكانھا بالطاعون لو افترضنا ان فترته استمرت شھراً‬
‫واحداً فقط فھذا يعني ان المتوفين فقط ھم )‪ (30‬الف شخص‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫منشور في مجلة الواحة االلكترونية ‪ ،‬العدد ‪ ، 4‬بقلم فؤاد ابراھيم تحت عنوان )الشيعة والدولة العثمانية( نقال عن كتاب )تاريخ الشيعة( لمحمد‬
‫حسين المظفر‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪.131-130‬‬
‫‪17‬‬
‫وشائح الس ّراء في شأن سامراء ‪ /‬الشيخ محمد بن طاھر بن حبيب السماوي ‪ /‬تحقيق مركز احياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية‬
‫المقدسة ‪ /‬مطبعة دار الكفيل في كربالء المقدسة ‪ /‬الطبعة االولى ‪1435‬ھـ ‪2014 ،‬م – ھامش التحقيق صفحة ‪.316‬‬
‫‪18‬‬
‫الكشكول المبوب ‪ /‬الحاج حسين الشاكري ‪ /‬مطبعة ستارة ‪ /‬الطبعة الخامسة ‪1418‬ھـ ‪ -‬ص‪.124‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ 1171‬ھـ = حوالي ‪1758‬م‬

‫بدأ عصر االنحطاط في الدولة العثمانية والذي امتد حتى سقوطھا سنة ‪1342‬ھـ )‪1924‬م(‪.‬‬

‫)‪ (1831 –1749‬م‬

‫فترة حكم المماليك في العراق بأسم السلطنة العثمانية‪.‬‬

‫‪ 1198‬ھـ = حوالي ‪ 1784‬م‬

‫وفي ظل حكم المماليك للعراق ‪ ،‬ورغم سمات الطائفية التي تميّز بھا حكمھم ‪ ،‬فقد قام الشيعة بأول تعمير‬
‫لمرقد السيد محمد بن االمام علي الھادي )عليھما السالم( ھو ما اشار اليه الشيخ اغا بزرك في كتابه )الكرام‬
‫البررة( فقال‪ :‬وكان مباشرة المولى محمد رفيع بن محمد شفيع لعمارة قبة السيد محمد رضي ‪ O‬عنه سنة‬
‫‪1198‬ھـ(‪.19‬‬

‫‪ 1200‬ھـ ‪ 1785 -‬م‬

‫ـ وفي عام ‪ 1200‬ھـ ـ ‪ 1785‬م عمّر الملك احمد خان الدنبلي البرمكي ـ من حكام أذربيجان ـ الروضة‬
‫والسرداب في مدينة سامراء وبدل بابه وأخشابه بالحجر الصوان والرخام على يد وكيله الميرزا محمد‬
‫السلماسي وتوفي الخان الدنبلي ولما يكمل البناء‪.‬‬

‫وقال العالم الشريف مير عبد اللطيف التستري في كتابه )تحفة العالم(‪) :‬إن سامراء أخذت اھميتھا عند‬
‫ظھور عمارة أحمد الدنبلي ‪ ،‬فنشأت العمارات حول المرقد المقدس ‪ ،‬وتوسعت البلدة ‪ ،‬وتالصقت العمارات‬
‫بتوالي االيام والشھور والسنوات(‪.20‬‬
‫ـ وجود مسجد في سامراء اسمه )مسجد االمام محمد المھدي )عجّل ‪ O‬فرجه الشريف( وھو كان موجوداً‬
‫في تلك الفترة اي سنة ‪ 1200‬ھـ ‪ ،‬يقول يونس السامرائي‪) :‬فقد عثرت على وثيقة خطية احتفظ بھا مكتوبة‬
‫سنة ‪1200‬ھـ توضح بأن ھذا المسجد كان يسمى بمسجد )محمد المھدي( ويسمى في االوقاف بأسم علي‬
‫الھادي ويسمى االن بجامع سيد درويش‪ .21‬ووجود ھذا المسجد يدل على وجود السكان الشيعة في سامراء‬
‫في ذلك الزمن اذ انھم الوحيدون الذين يسمون بأسم االمام )محمد المھدي( اذ ان غالبية مذاھب اھل السنة‬
‫يجحدون وجوده )عجّ ل ‪ O‬فرجه الشريف(‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪.154‬‬
‫‪20‬‬
‫وشائح الس ّراء في شأن سامراء ‪ /‬الشيخ محمد بن طاھر بن حبيب السماوي ‪ /‬تحقيق مركز احياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية‬
‫المقدسة ‪ /‬مطبعة دار الكفيل في كربالء المقدسة ‪ /‬الطبعة االولى ‪1435‬ھـ ‪2014 ،‬م – ھامش التحقيق صفحة ‪.321‬‬
‫‪21‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪.169‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ 1175‬ھـ = ‪ 1761‬م‬

‫الرحالة نيبور يزور مدينة سامراء في سنة ‪1175‬ھـ ‪1761 -‬م ونقرأ قوله ان قبور ائمة الشيعة في‬
‫سامراء )وتزار قبورھم كل سنة من جموع غفيرة من الفرس(‪.22‬‬

‫‪ 1790‬م‬

‫بداية تھديد الوھابية للعراق ‪) ،‬ومنذ سنة ‪ 1790‬اخذ الخطر الوھابي يھدد العراق ‪ ،‬فقد ظھرت على الحدود‬
‫من ناحية الصحراء جماعات وھابية وسمت ابلھا بشارات بارزة وھي تحمل رقاعا ً دينية غريبة ‪ ،‬وصارت‬
‫تغزو مراعي الظفير والمنتفق والشامية‪ .‬وكذلك اخذ الدعاة الوھابيون يتسللون الى العراق يحاولون نشر‬
‫الدعوة الجديدة في اوساط العشائر والمدن فكانوا يرتادون مضائف الشيوخ في الفرات ليخطبوا فيھا‬
‫ويستغلوا العداء الموجود لدى العشائر ضد الحكومة العثمانية ووالي بغداد‪ .‬وفي المدن بدأت الدعاية الوھابية‬
‫تنتشر ھنا وھناك فتؤثر في بعض االفراد ال سيما في رجال الدين السنيين(‪.23‬‬

‫‪ 1206‬ھـ = حوالي ‪1791‬م‬

‫في ھذه السنة توفي الشيخ محمد باقر بن محمد أكمل األصفھاني )قدس سره( )‪(1206 -1118‬ھـ ھو رجل‬
‫دين وفقيه ومرجع وأصولي شيعي إيراني معروفٌ ومشھور في األوساط الدينية والرسميّة باسم الوحيد‬
‫البھبھاني ‪ ،‬وقد تزعّم في عصره المدرسة األصولية في قبال المدرسة األخبارية التي تختلف عنھا في بعض‬
‫األمور االستنباطية‪ .‬له دور كبير في التص ّدي لألخبارية وإقصائھا‪ .‬كما كان له دو ٌر كبير في محاربة‬
‫التصوف حيث يُنقل في أحواله انتشار التصوّ ف بين الشيعة‪.‬‬
‫ُّ‬

‫وفي نفس ھذه السنة توفي محمد بن عبد الوھاب )‪1206 - 1115‬ھـ( )‪1703‬م ‪1791 -‬م( مؤسس‬
‫المذھب الوھابي‪.‬‬

‫‪1798‬م‬

‫ارسل والي بغداد حملة عسكرية بقيادة علي باشا لمقاتلة الوھابيين سنة ‪1798‬م وارسل عبد العزيز بن‬
‫سعود رسالة يطلب فيھا الصلح مما جاء فيھا‪) :‬من سعود العبد العزيز الى علي ‪ ،‬اما بعد ما عرفنا سبب‬
‫مجيئكم الى الحسا وعلى اي منوال جئتم ‪ ،‬أما اھل الحسا فھم ارفاض مالعين ونحن جعلناھم مسلمين‬
‫بالسيف(‪.24‬‬

‫‪22‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪.203‬‬
‫‪23‬‬
‫لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ‪ /‬الدكتور علي الوردي ‪ /‬المكتبة الحيدرية ‪ /‬الطبعة الثالثة ‪1425‬ھـ ‪ -‬ج‪ 1‬ص‪.183‬‬
‫‪24‬‬
‫لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ‪ /‬الدكتور علي الوردي ‪ /‬المكتبة الحيدرية ‪ /‬الطبعة الثالثة ‪1425‬ھـ ‪ -‬ج‪ 1‬ص‪186‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ 1208‬ھـ = حوالي ‪ 1794‬م‬

‫في ھذه السنة كانت العمارة الثانية للمرقد الشريف )كانت في حدود سنة ‪1208‬ھـ وبعض الروايات تشير‬
‫الى ان ھذه العمارة كانت سنة ‪1250‬ھـ ‪1834 -‬م وان الذي انفق عليه االمير حسين خان السردار(‪.25‬‬

‫وقد احاط الشيعة منذ القديم بالمرقد الشريف ‪ ،‬فھل يعقل ان يھتم الشيعة بالسكن جوار مرقد السيد محمد بن‬
‫االمام علي الھادي )عليھما السالم( وال يھتمون بالسكن بجوار مرقد االمامين العسكريين )عليھما السالم( !‬
‫نعم ھم سكنوا بجوارھما )عليھما السالم( منذ اغتيالھما )عليھما السالم( وعبر التاريخ ‪ ،‬ولكن المشكلة ان‬
‫الطائفيين شق عليھم ان تتحول سامراء عاصمة العباسيين الى مدينة شيعية – مثلما يشق عليھم اليوم تحول‬
‫بغداد الى مدينة شيعية ‪ -‬فعمدوا عبر التاريخ الى محاربة الوجود الشيعي فيھا عبر طمس معالم وجودھم‬
‫واھمال التطرق اليھم ھناك والعمل الدؤوب على تھجيرھم وتھديم مدارسھم وجوامعھم وتغيير اسمائھا ‪،‬‬
‫فغيروا اسم مسجد االمام محمد المھدي )عجّ ل ‪ O‬فرجه الشريف( الى اسم مسجد )االمام علي الھادي )عليه‬
‫السالم( واالن يسمونه مسجد سيد درويش‪!! 26‬‬

‫‪ 1799‬م‬

‫يذكر يونس السامرائي نقال عن )رحلة ابي طالب خان سنة ‪1213‬ھـ ‪1799 -‬م( ان ھناك شيعة بجوار‬
‫مرقد االمامين العسكريين )عليھما السالم( في ذلك الزمن ‪ ،‬في معرض حديثه عن دليله السني المتعصب‬
‫الذي كان يسيء معاملة الشيعة في سامراء‪. 27‬‬

‫‪ 1216‬ھـ = ‪ 1802‬م‬

‫ھجوم الوھابية على كربالء المقدسة يوم ‪ 22‬نيسان ‪1802‬م الموافق ‪ 18‬ذي الحجة ‪1216‬ھـ ‪ ،‬يوم عيد‬
‫الغدير‪ .‬وفيھا قتلوا من اھل كربالء )‪ (5000‬انسان وجرحوا )‪ (10000‬انسان‪.28‬‬

‫وفي نفس السنة توفي والي بغداد سليمان الكبير وحدثت فتنة طائفية في بغداد بين المماليك واالنكشارية في‬
‫ظل الصراع على السلطة ‪ ،‬حيث كان رئيس االنكشارية واسمه احمد اغا من الشيعة وھو مذكور في كتاب‬
‫اعيان الشيعة‪.29‬‬

‫‪25‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪.155‬‬
‫‪26‬‬
‫المصدر السابق – ج‪ 2‬ص‪.155‬‬
‫‪27‬‬
‫المصدر السابق – ج‪ 2‬ص‪ 193‬و‪.196‬‬
‫‪28‬‬
‫لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ‪ /‬الدكتور علي الوردي ‪ /‬المكتبة الحيدرية ‪ /‬الطبعة الثالثة ‪1425‬ھـ ‪ -‬ج‪ 1‬ص‪.190‬‬
‫‪29‬‬
‫المصدر السابق ‪ -‬ج‪ 1‬ص‪ 201‬و‪.202‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ 1218‬ھـ = ‪ 1803‬م‬

‫ـ في العشر االواخر من شھر رجب ھذه السنة قُ ِت َل امير الوھابية عبد العزيز بن محمد بن سعود حينما كان‬
‫يصلي العصر في مسجد الطريف بالدرعية وقيل ان قاتله ھو عراقي شيعي انتقاما ً مما فعله الوھابية في‬
‫كربالء المقدسة‪ .‬وكتب سعود بن ھذلول في كتابه تاريخ ملوك آل سعود عن القاتل ما نصَّه‪) :‬قتله رجل‬
‫رافضي اسمه عثمان من أھل النجف في العراق جاء إلى الدرعية متنكراً‪ ،‬وغدر بھذا اإلمام(‪.‬‬

‫ـ في )رحلة اوبن ھايم سنة ‪1217‬ھـ ‪1803 -‬م( ذكر ان اھالي سامراء نصفھم حضريين ونصفھم بدو‬
‫رحل‪ ،‬ومنھم‪:‬‬

‫البوعيسى ‪ 200‬بيت ‪ ،‬يسكنون شمال العاشق‪.‬‬


‫البوبدري ‪ 200‬بيت ‪ ،‬يسكنون في الضفة اليمنى من سامراء‪.‬‬
‫البودراج ‪ 300‬بيت ‪ ،‬يسكنون في الضفة اليمنى في القسم المجاور من سامراء‪.‬‬
‫البوعباس ‪ 300‬بيت ‪ ،‬يسكنون من سامراء حتى اشناس في القسم من سامراء‪.‬‬
‫البو باز ‪ 200‬بيت ‪ ،‬يسكنون من سامراء حتى الصعيوية‪.‬‬
‫البونيسان ‪ 200‬بيت ‪ ،‬يسكنون خلف سامراء‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫البو اسود ‪ 100‬بيت ‪ ،‬يسكنون جنوب سامراء عند الصعيوية ‪.‬‬

‫مع العلم ان مدينة سامراء القديمة تقع على يسار نھر دجلة )اي ان عشيرتا البوبدري والبودراج يسكنان في‬
‫الضفة اليمني لنھر دجلة بعيداً عن المدينة القديمة التي تقع على يسار نھر دجلة‪.‬‬

‫وسبق ان بيّنا ان معظم ھذه العشائر كانت تسكن خارج مدينة سامراء القديمة ‪ ،‬وما ذكره )ھايم( عن مناطق‬
‫سكنھم يؤيد ما ذھبنا اليه من انھم ليسوا سكان مدينة سامراء القديمة‪.‬‬

‫‪ 1228‬ھـ = ‪ 1813‬م‬

‫عدد نفوس مدينة سامراء حوالي )‪ (2000‬نسمة بحسب الكابتن جوني ماكدونالد االنكليزي الذي زار المدينة‬
‫في ھذه السنة‪.31‬‬

‫‪30‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪.203‬‬
‫‪31‬‬
‫المصدر السابق – ج‪ 2‬ص‪.204‬‬

‫‪15‬‬
‫)‪1233‬ھـ ‪1817 -‬م(‬

‫في حوالي ھذا التاريخ تقريبا ً كانت والدة صالح بن شيخ وھو جد عشيرة البو صالح الشيخ سدنة مرقد‬
‫االمامين العسكريين )عليھما السالم( الحاليين‪ .‬وان السدنة السابقين لھم ھم اوالد عمھم ويدعون )القوشجية(‬
‫‪ ،‬رغم ان ھناك من القوشجية من ينفي ھذه الصلة بينھم وبين عشيرة البوصالح الشيخ !‬

‫قال يونس السامرائي‪) :‬ان سدانة حضرة االمامين علي الھادي وولده الحسن العسكري رضي ‪ O‬عنھما‬
‫والغيبة ھي لعشيرة البوصالح الشيخ منذ اقدم العصور حيث تعاقب على ھذه السدانة افراد ھذه العشيرة وكان‬
‫اول من تعين سادنا ً للحضرة المطھرة ھو نقيب سامراء يومذاك )الشريف مصطفى ابو فليتة( الجد االعلى‬
‫لھذه العشيرة‪ .‬وھذه العشيرة يتصل نسبھا باالئمة االطھار علي الھادي رضي ‪ O‬عنه كما ھو ثابت في‬
‫انسابھم والموجودة لديھم والمصدقة من السالطين واالمراء وھم من اھل السنة والجماعة وال يوجد فيھم‬
‫شيعي بل ھم على مذھب االمام الشافعي رضي ‪ O‬عنه(‪.32‬‬

‫وقال الشيخ يونس السامرائي ان عشيرة البو صالح الشيخ ينتسبون الى )صالح بن شيخ بن مصطفى بن‬
‫محمود بن مصطفى بن محمد سعيد بن مصطفى ابو فليتة بن سعد ‪ O‬بن محمود الشجاع بن علي بن جعفر‬
‫بن اإلمام علي الھادي عليه السّالم(‪ ، 33‬وقال نبيل الكرخي أنَّ في ھذا النسب ما يثير الريبة حيث ان النسابة‬
‫أبن الطقطقي ذكر في كتابه االصيلي أوالد علي بن جعفر المذكور ولم يذكر من بينھم من اسمه "محمود" ‪،‬‬
‫وكذلك فعل ابن حزم االندلسي في جمھرة انساب العرب‪ .‬وذكر الفخر الرازي في كتابه )الشجرة المباركة(‬
‫أسماء االوالد المعقبين لعلي بن جعفر بن اإلمام علي الھادي عليه السّالم وليس بينھم من أسمه محمود‪! 34‬‬

‫كما ان يونس السامرائي ذكر ان شيخ بن مصطفى كان حيا ً حوالي سنة )‪1233‬ھـ ‪1817 -‬م( وان له ولد‬
‫واحد ھو صالح ولصالح ولدين ومنھما تكونت عشيرة البو صالح الشيخ‪ .35‬وھذا يعني انه كان يعيش في‬
‫بداية القرن الثالث عشر الھجري ‪ ،‬اي ان ھناك )‪ (13‬قرن تفصله بالنسب عن امير المؤمنين علي بن ابي‬
‫طالب )عليھما السالم( يغطيھا فقط )‪ (17‬اب بحسب النسب المذكور بينما االصح ان يكون لكل قرن ثالثة‬
‫آباء على اقل تقدير كمعدل بحسب قاعدة ابن خلدون )لكل قرن ثالثة آباء( ‪ ،‬فيفترض بنسبه ان يحتوي على‬
‫االقل )‪ (39‬اب !!‬

‫ولسبب ما نجد ان الشيخ يونس السامرائي يتھجم على الشيخ المحالتي مؤلف كتاب )مآثر الكبراء في تاريخ‬
‫سامراء( وينسبه لمحض االفتراء ويقوله ما لم يقله ‪ ،‬حيث قال يونس السامرائي وھو يتحدث عن عشيرة‬
‫البو صالح الشيخ‪) :‬وذكر الشيخ ذبيح ‪ O‬المحالتي في كتابه )مآثر الكبراء في تاريخ سامراء( بالجزء الثاني‬
‫معلومات عن ھذه العشيرة فقال ان اصل ھذه العشيرة من )ما ھي دشت( وان السدانة كانت الناس من مدينة‬
‫)ما ھي دشت( وھذه العشيرة من ساللة ھؤالء الناس‪ .‬ولكن الحقائق الناصعة تثبت عروبة ھذه االسرة‬

‫‪32‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪.134‬‬
‫‪33‬‬
‫المصدر السابق – ج‪ 2‬ص‪.252‬‬
‫‪34‬‬
‫الشجرة المباركة ‪ /‬الفخر الرازي‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪.255‬‬

‫‪16‬‬
‫واصالتھا وانھا تنحدر من ساللة االمام علي الھادي رضي ‪ O‬عنه‪ ،‬وان ما ذھب اليه المحالتي محض‬
‫افتراء(‪.36‬‬

‫وبعد مراجعة كتاب الشيخ المحالتي المذكور ‪ ،‬وجدنا ان الشيخ يونس السامرائي قد افترى عليه فالشيخ‬
‫المحالتي لم يذكر ان نسب عشيرة البوصالح الشيخ يعود لـ )ما ھي دشت( بل ذكر ان صالح الشيخ تزوج‬
‫امرأة منھم‪ .‬وھذا نص ما كتبه‪) :‬وحدثني العالمة الخبير الحجة السيد حسن الصدر )قدس سره( قال‪ :‬كانت‬
‫سدانة الحرم الشريف بيد جماعة من سادات )ماھي دشت( وھي من اعمال كرمانشاھان فوقع بينھم وبين‬
‫اھالي سامراء مشاجرة ا ّدت الى جالئھم من سامراء ‪ ،‬وتزوّ ج السيد علي الذي كان من عشيرة )صالح‬
‫الشيخ( امرأة منھم وكان السيد علي يتشيّع فلما ھاجروا من سامراء بقي السيد علي مع زوجته في سامراء‬
‫واخذ السدانة ‪ ،‬فلما توفي قام بھذا الخطير ابنه المرحوم السيد حسن ‪ ،‬وكان حسن السيرة ليّن العريكة خدوما ً‬
‫متواضعا ً وكان فيه تشيّع كأبيه ‪ ،‬ثم انه توفي فجأة في ربيع االول سنة ‪ 1354‬ودفن في الرواق فقام بأمر‬
‫السدانة ولده االكبر السيد بھاء الدين فحسده على ھذا المنصب الشريف بعض عشائر سامراء وارادوا إظھار‬
‫عدم كفايته وضعف قابليته لھذا االمر الخطير فجاء بعض شرارھم في ليلة الخامس والعشرين من شھر‬
‫رمضان سنة ‪ 1355‬وصعد على سطح الروضة المنوّ رة وقلع من صفايح ذھب القبّة المنوّ رة خمسا ً‬
‫وعشرين طابوقة(‪.37‬‬

‫وكان يجدر بالشيخ يونس السامرائي ان يكون منصفا ً حتى مع خصومه وعدم التشنيع عليھم وأن ال يقوّ لھم‬
‫ما لم يقولوه !!‬

‫‪ 1821‬م‬

‫ـ اعلن السلطان العثماني الحرب على ايران ‪ ،‬وانتصر االيرانيون حتى وصلت طالئع جيشھم الى خان بني‬
‫سعد ‪) ،‬وايقن الكثيرون ان بغداد على وشك ان تسقط او تقع تحة حصار عسير‪ .‬وانتھزت الفرصة بعض‬
‫العشائر المجاورة فأخذت تقطع الطرق وتغير على القرى ‪ ،‬وقد تعرضت قرى الدجيل لمثل تلك‬
‫الغارات(‪ .38‬ثم عقد بعد ذلك الصلح الذي توسط فيه الشيخ موسى كاشف الغطاء حتى سمي المصلح بين‬
‫الدولتين‪.‬‬

‫ـ اعيدت اقامة مجالس التعزية في العراق بعد فترة طويلة من المنع ‪ ،‬وقد اقامه شخص من اھل النجف‬
‫االشرف اسمه الشيخ نصار بن سعد العبسي والظاھرانه اغتنم فرصة الصلح بين الدولتين فاخذ يقيمه في‬
‫داره ‪ ،‬واقتدى به بعض سراة النجف تدريجيا ً‪ .‬اما في بغداد فقد ظل المنع ساريا طيلة عھد داود باشا‪.39‬‬

‫‪36‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪ 255‬و‪.256‬‬
‫‪37‬‬
‫مآثر الكبراء في تاريخ سامراء ‪ /‬الشيخ ذبيح ‪ O‬المحالتي )رحمه ‪ / (O‬نشر المكتبة الحيدرية ‪ ،‬مطبعة شريعت ‪ /‬الطبعة االولى سنة ‪1426‬ھـ ‪-‬‬
‫ج‪ 2‬ص‪.122‬‬
‫‪38‬‬
‫لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ‪ /‬الدكتور علي الوردي ‪ /‬المكتبة الحيدرية ‪ /‬الطبعة الثالثة ‪1425‬ھـ ‪ -‬ج‪ 1‬ص‪.246‬‬
‫‪39‬‬
‫المصدر السابق ‪ -‬ج‪ 2‬ص ‪.110‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ 1822‬م‬

‫زار الرحالة المنشيء البغدادي مدينة سامراء المقدسة سنة ‪1237‬ھـ ‪1822 -‬م ‪ ،‬وذكر ان فيھا نحو ‪2000‬‬
‫بيت وان عدد الزوار من العرب والعجم نحو )‪ (30‬ألف زائر سنويا ً وان طولھا وعرضھا ثالثة فراسخ‪.40‬‬

‫‪1826‬م‬

‫ـ السلطان العثماني محمود الثاني يقضي على الجيش االنكشاري ويأمر بھدم التكايا البكداشية‪.‬‬

‫ـ وفاة الشيخ احمد االحسائي قرب المدينة المنورة‪.‬‬

‫‪ 1831‬م‬

‫ـ في اواخر آذار ‪1831‬م ظھرت اول اصابة بالطاعون في بغداد وكان شديد الفتك واالنتشار ‪ ،‬ويوصف‬
‫بأنه افظع وباء حل على العراق‪ .41‬وقد جائھا من تبريز في ايران ‪) ،‬فمنذ شھر تموز ‪ 1830‬كانت بغداد‬
‫على علم بتفشي الطاعون في تبريز ‪ ،‬وبعد شھرين وردت اخبار عن وصوله الى كركوك(‪.42‬‬

‫)وقد اعطانا السائح البريطاني فريزر الذي زار بغداد في ‪1834‬م وصفا ً مريعا ً للوضع الذي كانت عليه‬
‫آنذاك‪ :‬فقد انخفض عدد سكانھا الى الخمسين الفا ً بعدما كان قبل ذلك مائة وخمسين الفا ً ‪ ،‬ومات بالطاعون‬
‫معظم التجار والصناع وارباب الحرف ‪ ،‬وفي بعض الصناعات التي اشتھرت بھا بغداد لم يبق من اصحابھا‬
‫احد(‪.43‬‬

‫ـ في يوم ‪ 14‬أيلول ‪ -‬سبتمبر من سنة ‪ 1831‬م سقطت بغداد بأيدي الجيش العثماني بقيادة الوالي الملكف‬
‫على المدينة علي رضا باشا بعد ما يقارب ‪ 82‬عاما من سلطة المماليك على المدينة حيث كانت بغداد مقرا‬
‫لحكم المماليك وبعد سقوط بغداد بأيدي الجيش العثماني عادت بغداد لكي تكون والية تابعة مباشرة‬
‫ألسطنبول بعد إن كانت التخضغ لسلطة الباب العالي بصورة مباشرة‪ .‬وكان داود باشا ھو آخر من تولى من‬
‫المماليك حكم المدينة )‪ (1831 - 1817‬والذي سعى إلى الحصول على استقالل فعلي عن الدولة العثماني‬
‫على غرار والي مصر آنذاك محمد علي باشا‪ .‬وبعد احتالل المدينة من قبل الجيش العثماني بقيادة الوالي‬
‫المكلف علي رضا باشا قام األخير بعمل مذبحة لجميع المماليك المتبقين في المدينة على غرار مافعل والي‬
‫مصر محمد علي باشا أما الوالي داود باشا والذي كان من آخر حكام المماليك في المدينة فقد أرسل معززا‬
‫مكرما إلى إسطنبول من دون أن يمسه أي ضرر عكس باقي المماليك والذين لقوا حتفھم‪.44‬‬

‫‪40‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪197‬‬
‫‪41‬‬
‫لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ‪ /‬الدكتور علي الوردي ‪ /‬المكتبة الحيدرية ‪ /‬الطبعة الثالثة ‪1425‬ھـ ‪ -‬ج‪ 1‬ص‪.269‬‬
‫‪42‬‬
‫المصدر السابق ‪ -‬ج‪ 1‬ص‪.269‬‬
‫‪43‬‬
‫المصدر السابق ‪ -‬ج‪ 2‬ص‪.85‬‬
‫‪44‬‬
‫ويكيبيديا الموسوعة الحرة تحت عنوان )سقوط بغداد ‪.(1831‬‬

‫‪18‬‬
‫)والمعروف عن علي رضا باشا أنه كان من اتباع الطريقة البكتاشية وھي طريقة صوفية تغالي في االئمة‬
‫االثنى عشر غلواً شديداً ‪ ،‬قيل انه كان اذا حل شھر محرم وھو الشھر الذي قتل فيه االمام الحسين اعتكف‬
‫في قصره وترك الشھوات ‪ ،‬وكان له شاعر من اھل الكاظمية ھو الشيخ صالح التميمي ‪ ،‬وقد نظم له ھذا‬
‫الشاعر قصيدة في رثاء الحسين فكان يقرأھا له في شھر محرم(‪.45‬‬

‫ـ )وفي عام ‪1831‬م عندما سمع شيعة بغداد بقدوم علي رضا باشا على رأس جيش كبير لمحاربة داود باشا‬
‫شد الرحال اليه سبعة من وجھائھم ‪ ،‬فالتقوا به في الموصل وشكوا اليه حالھم وكيف انھم يقيمون مجالس‬
‫التعزية في السراديب ‪ ،‬فطيّب علي رضا باشا خاطرھم ووعدھم بأنه عندما يفتح بغداد سيجعلھم يقيمون‬
‫مجالس التعزية فوق السطوح بدالً من تحت االرض ‪ ،‬وانه ھو نفسه سيحضر تلك المجالس(‪.46‬‬

‫‪ 1832‬م‬

‫حل شھر محرم الحرام في ‪ 21‬آيار سنة ‪1832‬م ‪ ،‬وقد انجز علي رضا باشا ما وعده بعد فتحه بغداد ‪،‬‬
‫حيث يقول علي الوردي‪) :‬اقامت احدى االسر الشيعية مجلسا للتعزية في دارھا وقد حضره الوالي فعالَ‪.‬‬
‫فكان ذلك تشجيعا ً لغيرھا لالقتداء بھا‪ .‬ومنذ ذلك الحين اخذت مجالس التعزية تنمو وتنتشر في كل مكان ‪،‬‬
‫وكان من اسباب انتشارھا انھا اصبحت رمزاً للوجاھة في المجتمع فصار كل رجل يملك شيئا ً من الثروة‬
‫مياالً الى ان يقيم مجلسا ً في داره لكي يرفع به منزلته االجتماعية‪ .‬وفي الوقت الذي اخذت فيه مجالس‬
‫التعزية االنتشار ظھرت مواكب اللطم ‪ ،‬وكان اول موكب منھا اخرجه الشيخ باقر بن الشيخ اسد ‪ O‬في‬
‫الكاظمية ‪ ،‬ثم انتشرت المواكب من بعد ذلك في انحاء العراق‪ .‬وقد اصبحت ھذه المواكب كمجالس التعزية‬
‫رمزاً للوجاھة مما ساعد على انتشارھا ‪ ،‬فالرجل الذي يترأس موكبا ً أو يمشي أمامه أو ينوح فيه يشعر‬
‫بشيء من الشموخ واالبھة من جراء ما يحيط به من جماھير تنظر اليه ‪ ،‬وتزداد االبھة لديه اضعافا ً عندما‬
‫تكون النساء في صفوف المتفرجين فإن صراخھن يجعل الرجل المشارك في الموكب يشعر كأنه فاتح يقود‬
‫جيشا ً عظيما ً‪ .‬ولوال ذلك لماتت المواكب منذ زمان بعيد !(‪.47‬‬

‫يذكرني علي الوردي بقول يوليوس قيصر حينما غدره اقرب المقربين اليه‪) :‬حتى انت يا بروتوس( ! فحتى‬
‫انت يا علي الوردي تحاول التقليل من اھمية الشعائر الحسينية وقدرتھا على الھاب صدور المؤمنين حتى‬
‫انھم يبذلون الغالي والنفيس من اجل ايقادھا مستعرة في الحياة‪ .‬وحتى انت يا علي الوردي تحاول التقليل من‬
‫اھمية الوازع الديني للفرد العراقي في حركته االجتماعية ؟!‬

‫فعلي الوردي يحاول تصوير قضية اولئك القائمين على الشعائر الحسينية وكأنَّ ال دافع ديني عندھم ‪،‬‬
‫فيصوّ ر كل ما يقومون به من احياء للشعائر ھو الرضاء غرورھم الشخصي وتمجيد انفسھم !! وھذا‬
‫الوصف بعيد جداً عن الواقع ‪ ،‬فنحن نعلم انه ان كان ھناك من تدفعھم الوجاھة القامة المجالس الحسينية فإنَّ‬
‫ذلك ال يتم في ظروف مأساوية كتلك التي كانت في عھد الدولة العثمانية حينما كانت الدولة تضيّق على‬
‫‪45‬‬
‫لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ‪ /‬الدكتور علي الوردي ‪ /‬المكتبة الحيدرية ‪ /‬الطبعة الثالثة ‪1425‬ھـ ‪ -‬ج‪ 2‬ص‪.85‬‬
‫‪46‬‬
‫المصدر السابق ‪ -‬ج‪ 2‬ص‪.110‬‬
‫‪47‬‬
‫المصدر السابق ‪ -‬ج‪ 2‬ص‪ 110‬و‪.111‬‬

‫‪19‬‬
‫الشيعة وتمنعھم‪ .‬وال ننسى صدق الحديث الشرف المروي عن رسول ‪ O‬محمد )صلى ‪ O‬عليه وآله( انه‬
‫قال‪) :‬إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين ال تبرد أبدا(‪ .‬فھناك دافع داخلي عند الناس المؤمنين بقضية‬
‫الحسين )عليه السالم( الظھار الحزن واقامة المآتم والمواكب‪.‬‬

‫كما ان علي الوردي يخالف منھجه في دراسة المجتمع فقد تحدث ھو نفسه عن منھجه في الدراسات‬
‫االجتماعية ومحاولته تفسير المجتمع العراقي قائال انه يرتكز على ثالث فرضيات ھي‪ :‬ازدواج الشخصية ‪،‬‬
‫وصراع البداوة والحضارة ‪ ،‬والتناشز االجتماعي ‪ ،‬وكان عليه ان يفسر اقامة المواكب والشعائر الحسينية‬
‫وفق احدى فرضياته ھذه لكننا نجده يتجاوزھا ويتغافل عنھا ليحاول التقليل من الشخصية الدينية للفرد‬
‫العراقي في ذلك الوقت !! وكأنما يرى ان العراقيين لم يكن عندھم دافع ديني يدفعھم القامة الشعائر الحسينية‬
‫والحرص عليھا ! مع انه ھو نفسه يروي انھم كانوا يقيمونھا في السر قبل عھد والية علي رضا باشا ‪ ،‬اي‬
‫ايام حكم المماليك للعراق فما ھو تفسيره لحرصھم على اقامتھا في السر مع ان ھذه السرية تتعارض مع‬
‫اظھار الوجاھة والتباھي بين الناس ؟!‬

‫كما ان علي الوردي قد تغافل عن الدور المحتمل للوالي علي رضا باشا في التشجيع على اقامة الشعائر‬
‫الحسينية حيث كان ھو نفسه من المؤمنين باالئمة االثني عشر )عليھم السالم( كما ذكر علي الوردي نفسه‬
‫ذلك في سطور سابقة‪.‬‬

‫واضاف علي الوردي‪) :‬جرى الوالة من بعد علي رضا باشا على سنته ‪ ،‬فكانوا يتساھلون في امر انتشار‬
‫الطقوس الشيعية ‪ ،‬ما عدا مدحت باشا فھو قد حاول منعھا ولكنه لم يوفق ‪ ،‬ويقال انه سأل اسطنبول في‬
‫امرھا فكان الجواب‪" :‬دعھم يفعلون ما يشاؤون ما داموا ال يؤذون سوى انفسھم"‪ .‬يبدو ان السبب الذي جعل‬
‫الحكومة العثمانية تتساھل تجاه تلك الطقوس بعدما كانت تتشدد في منعھا ھو انھا صارت تخشى من الدعاية‬
‫التي كان محمد علي باشا يبثھا في اوساط الشيعة آنذاك ‪ ،‬فقد كانت الرسائل تأتي منه تباعا ً فتصل الى بغداد‬
‫والبصرة وكربال والنجف وبعض العشائر العراقية‪ .‬ومعنى ھذا ان الحكومة العثمانية لم تعد تحذر من‬
‫الدعاية المصرية‪ .‬وعندما زال الخطر المصري فيما بعد كان الخطر االيراني قد تضاءل وكاد يزول وذلك‬
‫بعدما استتب الصلح بين الدولة العثمانية وااليرانية وتعيّنت الحدود بينھما بشكل دائم(‪.48‬‬

‫وھذا الذي تفضل علي الوردي به فيه مخالفة للوقائع وتسلسل االحداث التاريخية ‪ ،‬فمحمد علي باشا والي‬
‫مصر قد عقد الھدنة مع الدولة العثمانية سنة ‪1840‬م ولم يعد يشكل خطراً عليھا‪ .‬كما ان التساھل العثماني‬
‫الذي بدأ في عھد الوالي علي رضا باشا سنة ‪1832‬م قد اصطدم بانتھاك الجيش العثماني حرمة مدينة‬
‫كربالء المقدسة سنة ‪1843‬م عندما استباح المدينة واعتدى على المراقد المقدسة فيھا وقتل المئات من‬
‫الشيعة فيھا وذلك في عھد الوالي نجيب باشا‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ‪ /‬الدكتور علي الوردي ‪ /‬المكتبة الحيدرية ‪ /‬الطبعة الثالثة ‪1425‬ھـ ‪ -‬ج‪ 2‬ص‪.111‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ 1258‬ھـ = حوالي ‪1842‬م‬

‫ثم غلب الخراب على سور سامراء فقام بتعميره واعادته الملك أمجد علي شاه الھندي وكان ذلك في حدود‬
‫سنة ‪1258‬ھـ حيث ارسل المال يومذاك الى السيد ابراھيم بن السيد باقر الموسوي القزويني الحائري حيث‬
‫قام ببناء ھذا السور من قبل ھذا الملك الھندي‪.49‬‬

‫)‪ (1843 – 1842‬م‬

‫ـ ذكر علي الوردي انه في فجر ‪ 13‬كانون االول ‪1842‬م سلَّطت القوات التركية بقيادة نجيب باشا والي‬
‫بغداد مدافعھا على سور مدينة كربالء وفتحت ثغرة فيه وتمكنت القوالت التركية من دخول المدينة‬
‫واستباحتھا الربعة ساعات‪.50‬‬

‫وقال فؤاد ابراھيم‪ :‬وفي عام ‪ 1258‬ـ ‪ 1843‬امتنع اھالي ھذه المدينة المقدسة – كربالء ‪ -‬عن دفع‬
‫الضرائب المفروضة عليھا من قبل العثمانيين‪ ،‬فأرسل والي بغداد نجيب باشا قوة بقيادة سعد ‪ O‬باشا‬
‫الخضاعھا‪ ،‬والقضاء على زعيم اليرماز ابراھيم الزعفران الذي اتھمه نجيب باشا بالتحكم في مقدرات مدينة‬
‫كربالء‪ ،‬ولكن نجيب باشا فوجيء بصمود اھلھا وممانعتھم ‪ ،‬فاضطر للخديعة ‪ ،‬فأرسل اليھا منشوراً‬
‫يتضمن عفو الحكومة عنھم‪ ،‬فلما نزلوا عن االبراج والحصون وفتحوا له االبواب ‪ ،‬أمر الجيش فھجم وسلط‬
‫مدافعه على جھة السور الشرقية‪ ،‬فھدمتھا القنابل حتى دخل بجيشه حضرة العباس بن علي وقتل كل من الذ‬
‫بالقبر ‪ ،‬فقتل نحو ثالثمائة شخص‪ ،‬وقيل بأن عدد القتلى قد بلغ ‪ 24‬ألف وأقلھا ‪ 4‬آالف قتيل‪.51‬‬

‫ـ وفي سنة ‪ 1258‬ھـ )حوالي ‪1842‬م( أعاد الملك أمجد علي شاه بناء سور مدينة سامراء وتعميره‬
‫بواسطة السيد إبراھيم بن السيد باقر القزويني ‪.‬‬

‫ـ وفي )رحلة فيليكس جونز سنة ‪1259‬ھـ‪1843 -‬م( ذكر ان سامراء )محاطة بسور متين شيد على حساب‬
‫شيعة الھنود المتنفذين(‪ .52‬وذكر ايضا ان بلدة سامراء تتألف من ‪ 250‬بيتا ً مع عدد من السكان السنة ال‬
‫يتجاوز االلف الذين يحمل منھم السالح‪.53‬‬

‫اقول والظاھر ان جونز كان يتكلم عن بلدة سامراء التي يحيطھا السور ‪ ،‬بينما تحدث ھايم )سنة ‪1803‬م(‬
‫عن العشائر التي تنتشر حولھا‪.‬‬

‫ويؤيد ما قلناه آنفا ً ان الرحالة الھولندي نيجھولت في رحلته الى سامراء سنة ‪1867‬م قال ‪) :‬ان سامراء‬
‫مبنية على تالل كثيرة الحصى تشرف على نھر دجلة يحيط بھا سور شيد قبل عھد قصير بأمرة أميرة ھندية‬
‫لحماية البلدة من غزوات البدو( واضاف‪) :‬وعرض دجلة يبلغ ھنا نحواً من ‪300‬م وعلى شاطئيه تقوم‬
‫‪49‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪.164‬‬
‫‪50‬‬
‫لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ‪ /‬الدكتور علي الوردي ‪ /‬المكتبة الحيدرية ‪ /‬الطبعة الثالثة ‪1425‬ھـ ‪ -‬ج‪ 2‬ص‪.120‬‬
‫‪51‬‬
‫منشور في مجلة الواحة االلكترونية ‪ ،‬العدد ‪ ، 4‬بقلم فؤاد ابراھيم تحت عنوان )الشيعة والدولة العثمانية(‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪.206‬‬
‫‪53‬‬
‫المصدر السابق – ج‪ 2‬ص‪.207‬‬

‫‪21‬‬
‫خرائب المدينة القديمة التي كانت بلدة كبيرة ال تقاس بھا القرية الحاضرة التي تضم سوقا ً صغيرة تتألف من‬
‫بضعة دكاكين يباع بھا التبغ والرز والتمور والتفاح االخضر الخ‪ .‬ويحيط السور بالبلدة عدا جھة النھر وله‬
‫فتحات عليا وثالث ابواب ونفوس سامراء تقرب من ‪ 400‬عائلة(‪.54‬‬

‫‪1847‬م‬

‫انتھى مؤتمر ارضروم من صياغة نصوص المعاھدة التي سميت بـ )معاھدة ارضروم الثانية( ومما‬
‫تضمنته‪:‬‬

‫ـ ان تتنازل الدولة العثمانية اليران عن المحمرة وجزيرة عبادان مقابل تنازل ايران عن كل مدعياتھا في‬
‫منطقة السليمانية حيث تتعھد بعدم التدخل في شؤونھا‪.‬‬

‫ـ تامين المعاملة الحسنة وتسھيل االجراءات الرسمية والكمركية للزوار االيرانيين الذين يقصدون العتبات‬
‫المقدسة في العراق‪.55‬‬

‫قال الشيخ محمد حسين المظفر‪ " :‬ولما خلص العراق للعثمانيين بعد الصلح بينھم وبين الصفويين‪ ،‬استمروا‬
‫على سياسة التضييق على الشيعة‪ ،‬ومقاومة مذھب آل البيت في العراق وغيره‪ ،‬على أن العثمانيين عاھدوا‬
‫الصفوية في الصلح باطالق الحرية للشيعة في العراق وحماية المشاھد المقدسة" ثم يقول "ولم يكن‬
‫العثمانيون من تلقاء انفسھم شديدي التعصب على الشيعة‪ ،‬وإنما كان مايقع منھم بإغراء مناوئيھم ـ أي‬
‫مناوئي الشيعة ـ من العراق وغيرھم ‪ ،‬بل ربما كان من ھؤالء رأسا ً عندما تكون لھم امرة وسلطة أو يكون‬
‫لھم شأن وجاه عند الحكومة"‪.56‬‬

‫‪ 1266‬ھـ = ‪ 1850‬م‬

‫وفاة المرجع العام للشيعة الشيخ محمد حسن النجفي صاحب الجواھر )قدس سره( في غرة شعبان ‪1266‬ھـ‬
‫الموافق حوالي ‪ 12‬حزيران ‪1850‬م ‪ ،‬وتولى المرجعية العامة بعده الشيخ االعظم مرتضى االنصاري‬
‫)قدس سره(‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪.210‬‬
‫‪55‬‬
‫لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ‪ /‬الدكتور علي الوردي ‪ /‬المكتبة الحيدرية ‪ /‬الطبعة الثالثة ‪1425‬ھـ ‪ -‬ج‪ 2‬ص‪ 127‬و‪.128‬‬
‫‪56‬‬
‫منشور في مجلة الواحة االلكترونية ‪ ،‬العدد ‪ ، 4‬بقلم فؤاد ابراھيم تحت عنوان )الشيعة والدولة العثمانية( نقال عن كتاب )تاريخ الشيعة( لمحمد‬
‫حسين المظفر‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫)‪ (1281-1266‬ھـ = )‪ (1864 -1850‬م‬

‫فترة مرجعية الشيخ االعظم مرتضى االنصاري )قدس سره( ‪ ،‬حيث توفي يوم ‪ 18‬جمادي االخرة‬
‫‪1281‬ھـ الموافق حوالي ‪ 18‬تشرين الثاني ‪1864‬م ‪ ،‬وبرز بعده للمرجعية العامة الميرزا السيد محمد‬
‫حسن الشيرازي )قدس سره(‪.‬‬

‫‪ 1282‬ھـ = حوالي ‪ 1865‬م‬

‫ـ كتب القرماني في كتابه )اخبار الدول وآثار االول( واصفا ً سامراء بالقرية فقال‪) :‬سامرّ ا مدينة عظيمة‬
‫كانت على شرقي دجلة بين تكريت وبغداد ‪ ،‬بناھا المعتصم سنة إحدى وعشرين ومائتين ‪ ،‬وسكن بھا جنوده‬
‫حتى صارت اعظم بالد ‪ ، O‬وھي اليوم خراب وبھا أناس قالئل كالقرية(‪.57‬‬

‫ـ كانت العمارة الثالثة عشرة لمرقد االمامين العسكريين )عليھما السالم( في مدينة سامراء من قبل الملك‬
‫ناصر الدين شاه القاجاري ‪ ،‬بنظارة العالمة الشھير شيخ العراقيين الشيخ عبد الحسين الرازي الطھراني‬
‫)قدس سره(‪.58‬‬

‫‪ 1284‬ھـ = ‪ 1867‬م‬

‫في ‪ 21‬آيار من ھذه السنة ‪ ،‬الرحالة الھولندي لكالما انا يھولت )نيجھولت( يزور مدينة سامراء ويصفھا‬
‫بالقرية ويقول بأنھا تضم سوقا ً صغيرة يتألف من بضعة دكاكين يباع فيھا التبغ والرز والتمور والتفاح‬
‫الخضر ‪ ،‬وقال وھو يتحدث عن المدينة القديمة داخل السور ان نفوس سامراء تقرب من )‪ (400‬عائلة‪.59‬‬

‫‪ 1286‬ھـ = ‪ 1869‬م‬

‫ـ تولى الوالي مدحت باشا منصب والي بغداد ‪ ،‬ووصلھا يوم ‪ 30‬نيسان سنة ‪1869‬م‪ ، 60‬وكانت مدته ثالث‬
‫سنوات وواحد وعشرين يوما ً‪ .‬وغادر مدحت باشا بغداد في ‪ 27‬آيار ‪1872‬م متوجھا ً الى اسطنبول‪.61‬‬

‫ـ في ھذه السنة أصدر الوالي مدحت باشا أمراً بجعل سامراء قضاءاً تابعا ً إلى بغداد‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫اخبار الدول وآثار االول في التاريخ ‪ /‬ابو العباس احمد بن يوسف الدمشقي القرماني ‪ /‬طبعة حجرية ‪ ،‬مطبعة الميرزا عباس التبريزي – ص‪.454‬‬
‫ايضا ً نفس المصدر ‪ /‬تحقيق الدكتور احمد حطيط والدكتور فھمي سعد ‪ /‬عالم الكتب في بيروت ‪ /‬الطبعة االولى ‪1992‬م ‪ -‬المجلد الثالث ص‪.384‬‬
‫‪58‬‬
‫مآثر الكبراء في تاريخ سامراء ‪ /‬الشيخ ذبيح ‪ O‬المحالتي نزيل سامراء ‪ /‬منشورات المكتبة الحيدرية ‪ /‬مطبعة شريعت ‪ /‬الطبعة االولى ‪1426‬ھـ ‪-‬‬
‫المجلد الثاني ص‪.16‬‬
‫‪59‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص)‪.(210 – 209‬‬
‫‪60‬‬
‫لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ‪ /‬الدكتور علي الوردي ‪ /‬المكتبة الحيدرية ‪ /‬الطبعة الثالثة ‪1425‬ھـ ‪ -‬ج‪ 2‬ص‪.237‬‬
‫‪61‬‬
‫المصدر السابق ‪ -‬ج‪ 2‬ص‪.264‬‬

‫‪23‬‬
‫يقول يونس السامرائي‪) :‬لم يكن يوجد قبل عھد الوالي مدحت باشا اي تنظيم اداري في العراق وعندما حل‬
‫ھذا الوالي والي بغداد الذي عرف بعد ذلك بـ )ابي االحرار( وضع للعراق تنظيمات ادارية ال يزال العراق‬
‫يسير عليھا حتى يومنا ھذا – يقصد سنة ‪ – 1971‬وفي سنة )‪1286‬ھـ ‪1869 -‬م( اصدر الوالي امراً‬
‫بجعل سامراء قضاءاً تابعا ً للواء بغداد(‪.62‬‬

‫ـ من المؤشرات على الفكر الطائفي لعموم الدولة العثمانية عامة ولمدحت باشا خصوصا ً ما كتبه حسن‬
‫العلوي قائالً‪) :‬مع ان مدحت باشا الذي أشغل والية بغداد ما بين عامي ‪ 1871-1869‬كان مشبعا ً باالفكار‬
‫الليبرالية الغربية وبرغبة جامحة وحقيقية لالصالح فإنه لم يستطع ان يتجاوز العرف العثماني التقليدي في‬
‫عدم قبول العراقيين الشيعة في المدارس العسكرية التي كان انشأھا الول مرة في بغداد وكان القبول فيھا‬
‫مفتوحا ً لغير الشيعة من الطالب المتخرجين في الكتاتيب والدراسة فيھا داخلية ومجانية(‪.63‬‬

‫وحاول مدحت باشا منع الطقوس الشيعية التي تجري في شھر محرم ولكنه لم يوفق ‪ ،‬ويقال انه سأل‬
‫اسطنبول في امرھا فكان الجواب‪) :‬دعھم يفعلون ما يشاؤون ما داموا ال يؤذون سوى انفسھم(‪.64‬‬

‫وكتب مدحت باشا في مذكراته‪) :‬تعرضت بالد العراق للحروب والغارات وتھديد االمن وكثر الثوار في‬
‫جھات الھندية والحلة وغيرھما كما ال يخفى على عارف احوال تلك البالد‪ .‬وقد اختلفت األفكار في شأن ھذه‬
‫الثورات فمن قائل ان اھالي البالد ھم من الشيعة وسبب شقھم عصا الطاعة ھو ان رجال الحكومة يخالفونھم‬
‫في المذھب ‪ ،‬ومن قائل ان رؤساء القبائل يحثون االفراد على مقاتلة الحكومة للتخلص من االموال االميرية‪.‬‬
‫وھذه االسباب غير كافية ألنه ال يعقل ان ھذا العدد الكبير يثور ويھدر دمه باشارة المشايخ والذي ينظر الى‬
‫حالة البالد يتضح له ان سبب ھذه المخاصمات ھي مسألة االراضي(‪ .‬وقد استقر رأي مدحت باشا اخيراً‬
‫على ان يكون حل تلك المشكلة المستعصية ھو في تفويض االراضي االميرية الى العشائر ببدل زھيد(‪.65‬‬

‫وكتب فؤاد ابراھيم‪ :‬وكان لنظام "الطابو" الذي وصف بكونه من أھم انجازات مدحت باشا والي بغداد‪ .‬وھو‬
‫نظام كان يستھدف اضافة الى تسجيل حيازة االرض‪ ،‬توطين القبائل في االراضي الزراعية فكانت القبائل‬
‫الشيعية الخاسر االكبر في ھذا النظام‪ .‬فحين أدخل مدحت باشا ھذا النظام اعتمد مبدأ "الوالء" فكان يخص‬
‫القبائل السنية الموالية للسلطان العثماني بيع اراضي الحكومة مقابل مبالغ زھيدة‪ ،‬وبفعل ھذا التمييز‪ ،‬جرى‬
‫تھميش القبائل الشيعية واستبعادھا عن مصادر الثروة والقوة‪ ،‬في سياق بناء مركزية شديدة‪ ،‬كان االعتقاد‬
‫العثماني بأن ليس باالمكان تحقيق ھذه المركزية دون اللجوء الى التدابير الطائفية‪ ،‬وقد عزا البعض فشل‬
‫االصالحات العثمانية في العراق في ظل والية مدحت باشا الى أن السلطان العثماني كان يلجأ عادة من اجل‬
‫تدعيم نفوذه الخاص في العراق الى اثارة السنة ضد الشيعة‪.66‬‬

‫‪62‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪.223‬‬
‫‪63‬‬
‫الشيعة والدولة القومية ‪ /‬حسن العلوي ‪ /‬مطبعة سبحان ‪ /‬الطبعة االولى ‪1426‬ھـ ‪ -‬ص‪.158‬‬
‫‪64‬‬
‫لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ‪ /‬الدكتور علي الوردي ‪ /‬المكتبة الحيدرية ‪ /‬الطبعة الثالثة ‪1425‬ھـ ‪ -‬ج‪ 2‬ص‪.111‬‬
‫‪65‬‬
‫المصدر السابق ‪ -‬ج‪ 2‬ص‪.248‬‬
‫منشور في مجلة الواحة االلكترونية ‪ ،‬العدد ‪ ، 4‬بقلم فؤاد ابراھيم تحت عنوان )الشيعة والدولة العثمانية( نقالً عن )تاريخ العالقات السياسية‬
‫‪66‬‬

‫البريطانية ـ الكويتية ‪ 1890‬ـ ‪ (1921‬لـ فتوح عبد المحسن الخترش‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ 1870‬م‬

‫جاء الشاه ناصر الدين القاجاري الى العراق لزيارة قبور االئمة )عليھم السالم(‪ .‬ووصل الى بغداد في ‪23‬‬
‫تشرين الثاني عام ‪1870‬م‪.67‬‬

‫‪1292‬ھـ = ‪1874‬م‬

‫في ايلول ‪1874‬م ) ‪١٢٩٢‬ھـ ( ھاجر مرجع الشيعة العام الميرزا محمد حسن الشيرازي )قدس سره( من‬
‫النجف االشرف إلى سامراء وعاش فيھا ‪ ٢١‬عاما ً وتوفي فيھا سنة ‪ ١٣١٢‬ھـ‪.‬‬

‫يقول علي الوردي‪) :‬يخيل لي ان من االسباب التي دفعت الشيرازي الى الھجرة الى سامراء ھو انه كان‬
‫يريد تحويلھا الى بلدة شيعية لكي ينقذ الزوار من المضايقات التي يلقونھا فيھا‪ .‬انه لم يعلن ذلك على الناس‬
‫ولكن الكثير من القرائن يشير اليه(‪.68‬‬

‫كان يجدر بعلي الوردي ان يكون اكثر تأنيا ً وتعمقا ً في دراسة اوضاع العراق والمجتمع العراقي في تلك‬
‫الفترة قبل ان يكتب رؤاه التي يتضح انھا بعيدة عن واقع الحال‪.‬‬

‫ان تجميع القرائن حول تلك الفترة يبين بوضوح ان مدينة سامراء كانت ذات غالبية شيعية او على اقل تقدير‬
‫ذات نسبة سكانية عالية من الشيعة ‪ ،‬وھذا االمر لم يفارقھا في تلك العصور ‪ ،‬وما اھتمام ذوي المال والنفوذ‬
‫الشيعة في ايران او الھند ببناء سور المدينة اال دليل على رغبتھم بحماية المرقد الشريف والسكان الشيعة‬
‫الساكنين بجواره‪ .‬كما انه ال يتصور ان الشيعة يھتمون بالسكن بجوار مرقد السيد محمد بن االمام علي‬
‫الھادي )عليھما السالم( في الدجيل وال يھتمون بالسكن الى جوار مرقدي االمامين العسكريين )عليھما‬
‫السالم(‪ .‬غاية ما في االمر ان سامراء كان لھا وقع خاص عند السنة ‪ ،‬وقع مذھبي وقومي ‪ ،‬كونھا تمثل‬
‫العصر العباسي حيث خالفة المعتصم الذي بناھا والخلفاء االخرين الذين سكنوھا‪ .‬وھم يعتبرون ان تلك‬
‫المدينة ھي جزء من التراث العباسي الذي ھو تراث سني وقومي عربي وان تلك المدينة يجب ان تبقى سنية‬
‫عربية مھما تغيرت الظروف ! وھي نفس النظرة التي ينظرونھا الى بغداد ولحد االن رغم ان غالبية سكان‬
‫بغداد ھم من الشيعة وبنسبة عالية جداً‪) .‬وھم يعتبرون من خالل نظرة طائفية ضيقة أنَّ كل ما ھو شيعي فھو‬
‫غير عربي !!(‪.‬‬

‫ان حرص السنة على ابقاء السمة المذھبية السنية للمدن العباسية ھو طموح ال تساعدھم عليه وقائع‬
‫مجتمعات تلك المدن فان وجود غالبية شيعية في تلك المدن التي بناھا العباسيون يضفي صبغة مذھبية‬
‫مغايرة لصبغتھا التي نشأت عليھا ايام البطش والطغيان العباسي‪ .‬ولذلك فقد كانت السلطات العثمانية التي‬
‫تعتبر نفسھا وريثة الخالفة العباسية حريصة على ابقاء المدن العباسية بصبغة مذھبية سنية في حين انھا لم‬
‫تھتم لوجود مدن شيعية مثل النجف االشرف وكربالء المقدستين ‪ ،‬وكذلك لم تھتم النتشار التشيع في وسط‬

‫‪67‬‬
‫لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ‪ /‬الدكتور علي الوردي ‪ /‬المكتبة الحيدرية ‪ /‬الطبعة الثالثة ‪1425‬ھـ ‪ -‬ج‪ 2‬ص‪.257‬‬
‫‪68‬‬
‫لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ‪ /‬الدكتور علي الوردي ‪ /‬مطبعة الشعب في بغداد ‪ / 1972 ،‬الطبعة الثالثة ‪1425‬ھـ ‪ -‬ج‪ 3‬ص‪.89‬‬

‫‪25‬‬
‫وجنوب العراق وتحول مدن فيھا برمتھا الى التشيع عبر القرون القليلة الماضية ‪ ،‬ما يھمھم ھو فقط التراث‬
‫السني الرتباطه بالسلطة والخالفة والحكم‪.‬‬

‫ولذلك نجد ان مدحت باشا كان حريصا ً على ربط سامراء اداريا ً مع بغداد ‪ ،‬وكذلك السلطان عبد الحميد‬
‫الثاني الذي دعم الشيخ محمد سعيد النقشبندي بكل قوة ووضع امواالً طائلة تحت تصرفه من اجل االبقاء‬
‫على المالمح السنية في مدينة سامراء المقدسة ومنع ذوبانھا التاريخي في التشيّع ‪ ،‬فتم تأسيس مدرسة دينية‬
‫سنية في محاولة منه للوقوف بوجه المد الشيعي الذي اقتحم سامراء منذ عقود عديدة وانتشر شماالً ليصل‬
‫الى مدن اخرى مثل تلعفر والطوز وغيرھا في شمال العراق )والية الموصل( وانتشر التشيّع بين العرب‬
‫والتركمان والكرد‪ .‬فالشبك وھم من الشيعة ذوو االصول الكردية يتواجدون في حوالي خمسين قرية في‬
‫سھل نينوى‪ .‬والتركمان الشيعة يتواجدون في تلعفر واربيل وتازة وطوز خورماتو وسليمان بيك في كركوك‬
‫وداقوق والسعدية وجلوالء ومناطق أخرى بين ديالى وشمال العراق‪.‬‬

‫ربما اراد السيد الميرزا الشيرازي )قدس سره( تطوير الناحية العمرانية في المدينة لترقى الى مستوى‬
‫مدينتي النجف االشرف وكربالء والكاظمية المقدسة ‪ ،‬ولكن لم يكن ھدفه ھو نشر التشيع المنتشر فيھا اصالً‪.‬‬
‫فليست من سياسة المرجعية العامة للشيعة عبر التاريخ نشر التشيّع في المناطق السنية بل سياستھم ھو بيان‬
‫مظلومية اھل البيت )عليھم السالم( ونشر التآخي والسلم االجتماعي مع اھل السنة في كل مكان ‪ ،‬وربما ھذا‬
‫ھو السبب الثاني لتحوله الى سامراء في تلك الفترة ‪ ،‬فقد بات الصلح والھدوء يعم السياسة بين الدولتين‬
‫القاجارية في ايران والعثمانيين بعد عقد معاھدة الصلح بينھما ‪ ،‬فكان المجال مفتوحا ً الرساء االستقرار‬
‫االجتماعي والسلم االھلي في تلك المدينة المقدسة التي تحتوي على خليط سكاني مضطرب آنذاك من الشيعة‬
‫والسنة يدعمه كثرة المشاكل التي يفتعلھا سدنة المرقد الشريف مع الزوار من الشيعة‪.‬‬

‫اذن كانت خطة السيد الميرزا الشيرازي )قدس سره( في سامراء تتضمن امرين‪ :‬النھضة العمرانية والسلم‬
‫االھلي ‪ ،‬فمن ال يرضى بذلك من العراقيين ؟!‬
‫وقد اسس الميرزا الشيرازي )قدس سره( مدرسة دينية تتسع لمئتين من الطالب ‪ ،‬وبنى حسينية وحماما ً‬
‫للرجال وآخر للنساء ‪ ،‬وسوقا ً كبيرة ‪ ،‬ودوراً كثيرة ‪ ،‬ونصب جسراً على دجلة‪ .‬واصبحت سامراء بلدة‬
‫عامرة مع انھا كانت قبل ذلك قرية صغيرة بيوتھا من الطين‪.69‬‬

‫وكتب انستاس ماري الكرملي في مجلة لغة العرب سنة ‪1911‬م‪) :‬وقد شيد قبل نحو عشرين سنة الميرزا‬
‫السيد حسن الشيرازي طيب ‪ O‬ثراه اندية للعلم وخانات للزائرين والغرباء المسافرين‪ ،‬ولو بقى ھذا الرجل‬
‫حيا الى ھذا اليوم العاد شيئا مذكورا من مجد سامراء في سابق عھدھا(‪.70‬‬

‫فھل يحفظ السامرائيون الجميل للميرزا الشيرازي )قدس سره( في تطوير وعمران مدينتھم ؟!‬

‫‪69‬‬
‫لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ‪ /‬الدكتور علي الوردي ‪ /‬مطبعة الشعب في بغداد ‪ / 1972 ،‬الطبعة الثالثة ‪1425‬ھـ ‪ -‬ج‪ 3‬ص‪.90‬‬
‫‪70‬‬
‫مجلة لغة العرب ‪ /‬صاحب امتيازھا االب انستاس ماري الكرملي ‪ /‬اعادة وزارة االعالم نشرھا ‪ ،‬دار الحرية للطباعة ‪ – 1971‬المجلد االول )‪1‬‬
‫تموز ‪ 12 -1911‬آيار ‪.(1912‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ 1294‬ھـ = ‪ 1878‬م‬

‫في سنة ) ‪ 1294‬ھـ ‪ 1878 /‬م ( نصب أول جسر على نھر دجلة يربط مدينة سامراء بالضفة االخرى‬
‫المقابلة لھا ‪ ،‬وقد تم انشاء الجسر بجھود الميرزا السيد الشيرازي )قدس سره(‪.‬‬

‫‪ 1296‬ھـ = ‪ 1879‬م‬

‫ـ سنة ) ‪١٢٩٦‬ھـ ‪١٨٧٩ /‬م ( ھاجم الھماوند )جماعة من االكراد( مدينة سامراء ونھبوھا‪ .‬والظاھر انھم‬
‫قصدوا ھذه المدينة المقدسة بعد ان ارتفع شانھا وازدھرت اقتصاديا ً وعمرانيا ً ‪ ،‬ولعل ھناك من حاول‬
‫التصدي للمشروع االصالحي للميرزا الشيرازي بتسليط قبيلة الھماوند المعروفة بشراستھا وھمجيتھا على‬
‫سامراء‪ .‬واال فكيف دخلوا الى سامراء وھي محاطة بسور يحميھا من مثل ھذه الھجمات ؟!‬

‫‪ 1299‬ھـ = ‪ 1881‬م‬

‫في سنة ) ‪ 1299‬ھـ ‪ 1881 /‬م ( بنيت أول مدرسة ابتدائية في مدينة سامراء برعاية السلطة العثمانية‪.‬‬

‫‪ 1885‬م‬

‫تحدث واليس بدج في رحلته سنة ‪1885‬م عن اطالل مدينة سامراء التاريخية وكذلك تحدث عن بلدة‬
‫سامراء الحديثة المحاطة بالسور‪.71‬‬

‫‪ 1887‬م‬

‫وكذلك تحدث ولسن بوج في رحلته سنة ‪1887‬م عن مدينة سامراء الحديثة التي يحيطھا سور‪.72‬‬

‫‪ 1307‬ھـ = ‪ 1890‬م‬

‫مفتي سامراء اسمه طه الشواف‪ .73‬وھو ايضا ً اصبح مفتي للبصرة وتوفي فيھا سنة ‪1910‬م‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص ‪ 213‬و‪.214‬‬
‫‪72‬‬
‫المصدر السابق – ج‪ 2‬ص‪.214‬‬

‫‪27‬‬
‫‪1309‬ھـ = حوالي ‪1891‬م‬

‫ـ في سنة ) ‪1891‬م ( حاولت الشركات البريطانية احتكار زراعة وبيع التنباك في إيران ‪ ،‬فتصدى الميرزا‬
‫السيد محمد حسن الشيرازي )قدس سره( في مقره بسامراء لھذه المحاولة واصدر فتواه الشھيرة بتحريم بيع‬
‫التنباك ‪ ،‬مما اضطر الشاه إلى التراجع وإلغاء االمتيازات الممنوحة للبريطانيين‪.‬‬

‫‪ 1311‬ھـ ‪ 1893 -‬م‬

‫حدثت بوادر فتنة طائفية في سامراء ذھب ضحيتھا ابن الميرزا الشيرازي وقيل ابن اخته ‪ ،‬وجرح عدد آخر‬
‫من السامرائيين من الشيعة والسنة ‪ ،‬لكن الميرزا الشيرازي بحكمته تدارك االمر ومنع اشعال الفتنة ورفض‬
‫تدخل القنصل االنكليزي وامتنع عن مقابلته وقال لمن ارسله له‪) :‬نحن مسلمون فال حاجة لتدخلكم بيننا(‪.74‬‬

‫‪1894‬م‬

‫ـ اول احصاء لمدينة سامراء كان سنة ‪1894‬م وقد بلغ نفوس مدينة سامراء وما يجاورھا من قرى‬
‫)‪ (7187‬نسمة ذكوراً واناثا ً‪ .75‬وھو رقم ال يمثل مدينة سامراء القديمة التي كان يحيطھا السور والسيما‬
‫وقد اضيف الى عدد سكان المدينة القديمة سكان القرى والنواحي المجاورة لھا داخل قضاء سامراء‪.‬‬

‫ـ كتب حسن العلوي وھو يتحدث عن السلطنة العثمانية‪) :‬وقد اعترفت السلطنة بخمسة اسر فقط من‬
‫االشراف في الئحة رسمية نشرت سنة ‪ 1894‬بلغ عدد الشخصيات البارزة فيھا ‪ 21‬شخصية‪ .‬بينما حرص‬
‫السالطين العثمانيون على جعل االراضي الواقعة في المناطق الشيعية ذات صفة اميرية مؤقتة ‪ ،‬وذلك‬
‫بإعادة توزيعھا اغلب االحيان وتشتيت الحيازات لمناطق يكون الحائزون غرباء عنھا‪.‬‬

‫ان عزوف االتراك عن تمليك االراضي في الجنوب كان منبعثا ً من نزعة طائفية‪ .‬وكان الشيوخ الوحيدون‬
‫في الفرات االوسط الذين حصلوا على حصة كبيرة من االرض ھم آل السعدون )من اھل السنة( ‪ ،‬اما‬
‫العشائر والشيوخ في الجنوب فقد خرجوا صفر اليدين من نظام الطابو(‪.76‬‬

‫ويذكر حنا بطاطو تلك العائالت الخمسة من االشراف وھم جميعا ً من السنة ‪ ،‬وھم عائالت جميل والكيالني‬
‫واآللوسي والحيدري والسنوي‪ ، 77‬رغم ان آل السنوي ھم من بني امية وليسوا ھاشميين !!‬

‫‪73‬‬
‫تاريخ العراق بين احتاللين ‪ /‬عباس العزاوي ‪ /‬مطبعة بغداد سنة ‪ - 1935‬ج‪ 8‬ص‪.121‬‬
‫‪74‬‬
‫لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ‪ /‬الدكتور علي الوردي ‪ /‬مطبعة الشعب في بغداد ‪ / 1972 ،‬الطبعة الثالثة ‪1425‬ھـ ‪ -‬ج‪ 3‬ص‪ 98‬و‪.99‬‬
‫‪75‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪.226‬‬
‫‪76‬‬
‫التأثيرات التركية في المشروع القومي العربي في العراق ‪ /‬حسن العلوي ‪ /‬دار الزوراء في لندن ‪ – .1988‬ص‪.42‬‬
‫‪77‬‬
‫العراق ‪ /‬حنا بطاطو ‪ /‬ترجمة عفيف الرزاز ‪ /‬منشورات فرصاد ‪ /‬الطبعة االولى ‪2005‬م – ج‪ 1‬ص‪.184‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ 1312‬ھـ = ‪ 1895‬م‬

‫توفي في سامراء المرجع العام للشيعة المرزا محمد حسن الشيرازي )قدس سره( ‪ ،‬بتاريخ ‪ 24‬شعبان‬
‫‪1312‬ھـ الموافق ‪ 20‬شباط ‪1895‬م ‪ ،‬ودفن في النجف االشرف‪.78‬‬

‫‪ 1316‬ھـ = حوالي ‪ 1898‬م‬

‫افتتاح اول مدرسة دينية سنية في سامراء بجھود الشيخ محمد سعيد النقشبندي وبأمر من السلطان العثماني‬
‫عبد الحميد الثاني بعد ان رصد لبنائھا )‪ (1200‬ليرة ذھبية عثمانية‪.79‬‬

‫‪1900‬م‬

‫كتب لونكريك عن سكان العراق واقلياته سنة ‪1900‬م‪) :‬فاذا كانت ھذه االقليات الكردية واليزيدية‬
‫والتركمانية تنحصر بالكلية تقريبا ً في والية الموصل ‪ ،‬فإن الحالة تختلف بالنسبة لاليرانيين المقيمين في‬
‫العراق ‪ ،‬فقد كان يندر وجود ھؤالء في البالد العراقية الكائنة في شمال جبل حمرين ‪ ،‬وكان يقتصر‬
‫وجودھم في العراق الجنوبي على بعض االسر والعوائل‪ .‬لكن تكاثفھم االكبر كان في كربال والكاظمية‬
‫وسامرا والنجف ‪ ،‬أي المدن المقدسة االربع ‪ ،‬وفي بغداد(‪.80‬‬

‫وھذا النص المھم يكشف عن سكن الكثير من الشيعة من اصول ايرانية في المدن المقدسة االربعة ومن‬
‫ضمنھا مدينة سامراء ‪ ،‬وبذلك يمكن تفسير اختفاء السكان الشيعة من اصول ايرانية من مدينة سامراء‬
‫خصوصا ً الى عمليات التسفير الواسعة التي طالت الشيعة على يد النظام البعثي ايام حكمھم العراق في‬
‫ستينيات وسبعينيات القرن العشرين الميالدي‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر ان انتماء العراقيين الى التبعية االيرانية ال يعني انھم جميعا ً يعودون الى اصول ايرانية‬
‫بل كان الكثير من العراقيين العرب الشيعة يحصلون على الجنسية االيرانية لغرض التھرب من نظام‬
‫الجندية العثماني فيسجلون انفسھم رعايا ايرانيين مقيمين في العراق ‪ ،‬وھم في حقيقتھم مواطنون اصليون‪.‬‬

‫‪ 1905‬م‬

‫ـ في سنة ‪ 1905‬اصدر المستشرق لسترنج كتابه )بلدان الخالفة الشرقية( ‪ ،‬و فيه كتب‪) :‬ثم صار جل اھل‬
‫سامراء من الشيعة ‪ ،‬اذ فيھا ضريحي االمامين العاشر والحادي عشر‪ :‬علي الھادي وابنه الحسن العسكري ‪،‬‬

‫‪78‬‬
‫لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ‪ /‬الدكتور علي الوردي ‪ /‬مطبعة الشعب في بغداد ‪ / 1972 ،‬الطبعة الثالثة ‪1425‬ھـ ‪ -‬ج‪ 3‬ص‪.99‬‬
‫‪79‬‬
‫تاريخ علماء سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة دار البصري في بغداد ‪1966‬م – ص‪.23‬‬
‫‪80‬‬
‫موسوعة العتبات المقدسة – قسم سامراء ‪ /‬جعفر الخليلي ‪ /‬مؤسسة االعلمي في بيروت ‪ /‬الطبعة الثانية ‪1987‬م ‪ -‬ج‪ 12‬ص‪.329‬‬

‫‪29‬‬
‫وفي جامعھا سرداب الغيبة يقولون ان االمام الثاني عشر غاب فيه في سنة ‪ (878) 264‬وھو القائم المھدي‬
‫المنتظر الذي سيعود في آخر الزمان(‪ .81‬وھو يصرح بالغالبية السكانية الشيعية في سامراء ‪ ،‬كما ھو حالھم‬
‫فعالً في باقي المدن المقدسة الشيعية في النجف االشرف وكربالء والكاظمية والدجيل‪.‬‬

‫ـ في ھذه السنة تم اكتمال القبة الذھب فوق مرقد االمامين العسكريين )عليھما السالم( والتي بدأ بإنشائھا‬
‫ناصر الدين شاه واكمل بناءھا مظفر الدين شاه في ھذه السنة‪.82‬‬

‫‪1909‬م‬

‫في ‪ 26‬نيسان ‪ 1909‬تم عزل السلطان العثماني عبد الحميد الثاني من قبل حركة االتحاديين التي تزعمھا‬
‫محمود شوكت باشا ‪ ،‬وھو عراقي من بغداد ‪ ،‬وھو ابن سليمان فائق واخو مراد سليمان وحكمة سليمان‬
‫السياسي المعروف في العھد الملكي العراقي‪.‬‬

‫‪ 1911‬م‬

‫في ‪ 30‬ايلول ‪ 1911‬وصل خبر الھجوم االيطالي على طرابلس في ليبيا ‪ ،‬فانطلقت في بغداد مظاھرات‬
‫كبيرة ‪ ،‬وصدرت فتاوى علماء الشيعة والسنة في وجوب الدفاع والتصدي للعدوان االيطالي‪.‬‬

‫‪ 1912‬م‬

‫في عام ‪ 1330‬ھـ الموافق ‪1912‬م تعرض مرقد االمام الرضا )عليه السالم( الشريف لعدوان روسي‬
‫مسلح بذريعة الحفاظ على ارواح الرعايا الروس في مشھد و اعادة االمن و النظام للمدينة و ذلك في خطوة‬
‫قصد منھا دعم محمد علي شاه و الحفاظ على المصالح الروسية في ايران‪ ،‬و خالل ھذا العدوان تعرض‬
‫الضريح المقدس لالمام الرضا )عليه السالم( لقصف المدفعية الروسية‪ ،‬اال ان التخريب الذي اصاب‬
‫الضريح و بعض االبنية العائدة له تم اصالحه بسرعة بفعل جھود و تبرعات االخيار و المحسنين‪.‬‬

‫‪ 1335‬ھـ = ‪1917‬م‬

‫ـ سنة ) ‪١٣٣٥‬ھـ ‪١٩١٧ /‬م ( احتل االنكليز مدينة سامراء إبان الحرب العالمية االولى‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫بلدان الخالفة الشرقة ‪ /‬كي لسترنج ‪ /‬ترجمة بشير فرنسيس وكوكيس عواد ‪ /‬مؤسسة الرسالة ‪ /‬الطبعة الثانية ‪1985‬م ـ ص‪.80‬‬
‫‪82‬‬
‫موسوعة العتبات المقدسة – قسم سامراء ‪ /‬جعفر الخليلي ‪ /‬مؤسسة االعلمي في بيروت ‪ /‬الطبعة الثانية ‪1987‬م ‪ -‬ج‪ 12‬ص‪.267‬‬

‫‪30‬‬
‫ـ سنة ) ‪١٣٣٥‬ھـ ( صعد بعض السراق إلى مشھد االمامين علي الھادي والحسن العسكري )عليھما السالم(‬
‫‪ ،‬وقلعوا ‪ ٢٥‬طابوقة مغلفة بالذھب من قبة المشھد‪.‬‬

‫‪ 1344‬ھـ = ‪ 1926‬م‬

‫وفي ‪ 28‬شوال ‪1344‬ھـ ‪ ،‬حوالي ‪ 11‬آيار ‪1926‬م أمر كبير علماء نجد الشيخ عبد ‪ O‬بن بليھد بالذھاب‬
‫إلى المدينة المنورة وھدم قبور البقيع المقدسة و ُنفذت أوامره بالفعل مما سبب ھياج األمة اإلسالمية في كافة‬
‫األقطار وانھالت رسائل االحتجاج واالستنكار على آل سعود والوھابية‪.‬‬

‫‪ 1355‬ھـ‬

‫في اواخر ھذه السنة سطا جماعة ليالً على المشھد الشريف المق ّدس في سامراء فاقتلعوا ع ّدة الواح من‬
‫الذھب ‪ ،‬المذھبة به القبة الشريفة‪.83‬‬

‫‪ 1356‬ھـ = ‪ 1936‬م‬

‫في شھر صفر سنة ‪1356‬ھـ سطا جماعة ليالً على المشھد المقدس في سامراء فكسروا القفل الموضوع‬
‫على بابه واخذوا شمعدانين من الفضة الخالصة ‪ ،‬وزنھما )‪ (80‬كغم غنيمة باردة‪! 84‬‬

‫في سنة ‪1936‬ھـ امرت الحكومة الملكية العراقية بھدم جزء من السور لكن الشيعة وبقية اھالي سامراء‬
‫اعترضوا على ھدمه‪ .85‬والظاھر ان ھذا لغرض اذابة المكون الشيعي في المدينة القديمة بمحيطھا الذي‬
‫يتكون من عشائر سنية مھاجرة الى تلك المناطق في فترة قريبة ال تتجاوز القرن التاسع عشر‪.‬‬

‫كان سور مدينة سامراء مضلع على شكل يميل إلى االستدارة ‪ ،‬يبلغ طول محيطه ‪ 2‬كم ‪ ،‬واليتجاوز قطره‬
‫‪ 680‬م ‪ ،‬مبني بالجص واآلجر يصل ارتفاعه إلى ‪ 7‬م ‪ ،‬وكان له ‪ 19‬برجا وأربعة ابواب ‪ ،‬ھي باب‬
‫القاطول ‪ ،‬وباب الناصرية ‪ ،‬وباب الملطوش ‪ ،‬وباب بغداد ‪ ،‬وظل ھذا السور ماثال للعيان حتى سنة‬
‫)‪ 1356‬ھـ ‪ 1936 /‬م( حيث قررت الحكومة الملكية في العراق ھدم سور سامراء وبذلك سمحت لجميع‬
‫العشائر خارج البلدة القديمة بالسكن فيھا وتوسيعھا واالنتساب اليھا ‪ ،‬حتى اصبح الجميع ينتمون لمدينة‬
‫سامراء في محاولة للتغلب على النسبة السكانية العالية للشيعة في سامراء ‪ ،‬فقدم من ھم مجاورون للبلدة‬

‫‪83‬‬
‫وشائح الس ّراء في شأن سامراء ‪ /‬الشيخ محمد بن طاھر بن حبيب السماوي ‪ /‬تحقيق مركز احياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية‬
‫المقدسة ‪ /‬مطبعة دار الكفيل في كربالء المقدسة ‪ /‬الطبعة االولى ‪1435‬ھـ ‪2014 ،‬م – ھامش التحقيق صفحة ‪.389‬‬
‫‪84‬‬
‫المصدر السابق‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪.164‬‬

‫‪31‬‬
‫القديمة من العشائر ليسكنوا فيھا ولينتسبوا اليھا وليذوب المكون الشيعي في البلدة القديمة في ھذا الموج‬
‫البشري الكبير القادم اليھا بعد ھدم السور‪.‬‬

‫قال الشيخ المحالتي‪) :‬ف ُھ ِد َم السور ‪ ،‬وتوسعت البلدة ‪ ،‬واتصلت العمارات من خلف السور – اي ضفة دجلة‬
‫– فجاء الناس الى سامراء لشراء االراضي والعرصات الواقعة في )باب القاطول( من جنبي الجا ّدة ‪ ،‬حتى‬
‫اذا وقعت الحرب العامة الثانية – الحرب العالمية – توقف االمر(‪.86‬‬

‫قرى وضواحى قضاء سامراء‪:‬‬

‫ـ الدور وھناك منطقتين بھذا االسم الدور االعلى بين سامراء وتكريت والثانى الدور االسفل وھو الحد‬
‫الشمالى لعمران المعتصم بسامراء‬
‫ـ القادسية تسمى االن الجالسية وتقع على بعد ‪ 11‬كم جنوب سامراء وبمحاذات دجلة شرقا وجنوب برج‬
‫القائم وفيھا قتل الخليفة المستعين با_‬
‫ـ القاطول منطقة جنوب سامراء فيھا من المشاريع االروائية التى اقيمت في سامراء سكنھا المعتصم اال ان‬
‫البناء كان صعبا فيھا النھا حصى واخاديد ‪،‬فتركھا الى سامراء ‪.‬‬
‫ـ الكرخ تقع على بعد ‪ 8‬كم بين سامراء والدوروقد سكنھا االتراك ايام المعتصم‬
‫ـ المتوكلية لھا اسماء كثيرة )المتوكلية ‪،‬والجعفرية ‪،‬والماحوزة والجعفري ( تقع على بعد ‪ 10‬كم من‬
‫سامراء باتجاه الدور وماتزال اثارھا شاخصة للعيان ‪.‬‬
‫ـ قرية المحمدية قرية سكنھا المتوكل قبل بناءه المتوكلية ويصعب تحديد موضعھا اليوم ‪.‬‬
‫ـ قرية المطيرة تبعد ‪ 11‬كم جنوب سامراء وكانت من متنزھات بغداد في خالفة المامون‬
‫ـ قرية ھاطري تبعد ‪ 17‬كم وھي شمال سامراء ‪1.6‬‬

‫وحينما تسأل اليوم من ھم اھل سامراء عبر التاريخ ستجد الجواب الساذج ان اھل سامراء ھم عشائر‬
‫البواسود والبوطالب والبوعباس والبوبدري والبوباز والبو نيسان ‪ ،‬ولكن ھذه العشائر تسكن حول بلدة‬
‫سامراء ‪ ،‬ربما فيما تعارف عليه انه )قضاء سامراء( ولكن خارج البلدة القديمة التي تقع داخل السور الذي‬
‫كان قائما الى سنة ‪1936‬م‪ .‬ولم نعثر لحد االن على مصدر يذكر اسماء العشائر او العوائل التي سكنت في‬
‫كل محلة من محالت مدينة سامراء القديمة بصورة تفصيلية في اي فترة تاريخية ماضية‪ .‬وھذا يقوي‬
‫استداللنا على ان ھناك تعمية على الوجود التاريخي للشيعة في سامراء‪ .‬فلماذا يھتم المؤرخون السنة‬
‫والعثمانيون بذكر العشائر السنية حول بلدة سامراء في المناطق الصحراوية والزراعية ‪ ،‬وفي البادية ‪،‬‬
‫ويتجاھلون التطرق للعشائر والعوائل داخل بلدة سامراء القديمة ؟!‬

‫تعالو لنطلع على خارطة انتشار العشائر السنية في سامراء وكيف ان غالبيتھا سكنت خارج مدينة سامراء‬
‫القديمة وفي فترة زمنية قريبة ال تتجاوز القرن التاسع عشر ومن اصول عشائرية غير سامرائية ‪ ،‬وقد‬
‫استقينا المعلومات التالية من كتاب )تاريخ سامراء ‪ ،‬الجزء الثاني( ‪ ،‬للشيخ يونس السامرائي ‪ ،‬وكالتالي‪:‬‬

‫‪86‬‬
‫وشائح الس ّراء في شأن سامراء ‪ /‬الشيخ محمد بن طاھر بن حبيب السماوي ‪ /‬تحقيق مركز احياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية‬
‫المقدسة ‪ /‬مطبعة دار الكفيل في كربالء المقدسة ‪ /‬الطبعة االولى ‪1435‬ھـ ‪2014 ،‬م – ھامش التحقيق صفحة ‪.336‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ .1‬عشيرة البو اسود وكلھم زراع يسكنون اراضي مختلفة اشھرھا عزيز بلد والصعيوية والضلوعية‪.‬‬
‫‪ .2‬عشيرة البوبدري ترعى المواشي بين سامراء ووادي النخيل‪.‬‬
‫‪ .3‬عشيرة البوباز يسكنون في قصبة سامراء وبنات الحسن والجالم وام الطاليب‪.‬‬
‫‪ .4‬عشيرة الحداحدة يسكنون قصبة سامراء وتكريت وبيجي والضلوعية قرب بلد‪.‬‬
‫‪ .5‬عشيرة البودراج يسكنون قصبة سامراء واراض الجالم واراض الطويرانية الواقعة على الضفة‬
‫اليمنى من نھر دجلة‪.‬‬
‫‪ .6‬البورحمان يسكنون سامراء وبغداد والجيرالية وعزيز بلد والجالم‪.‬‬
‫‪ .7‬عشيرة البوصالح الشيخ سدنة المرقد الشريف‪ .‬وابناء عمھم القوشجية يسكنون قصبة سامراء وبغداد‬
‫ومناطق متعددة من العراق‪.‬‬
‫‪ .8‬عشيرة البوطالب يسكنون قصبة سامراء والقلعة‪.‬‬
‫‪ .9‬عشيرة البوعباس يسكنون قصبة سامراء واشناس وحاوي البساط والزنكور والعاشق والعباسية‬
‫والقلعة والداھري وامعيجل والتوث والبدعية والركة وغيرھا‬
‫‪ .10‬عشيرة البوعيسى يسكنون اراضي مكيشيفة الواقعة شمال مدينة سامراء على الضفة اليمنى من‬
‫نھر دجلة‪.‬‬
‫‪ .11‬عشيرة البوعظيم يسكنون قصبة سامراء ومكيشيفة‪.‬‬
‫‪ .12‬عشيرة البوجمعة يسكنون في سامراء والدور وبغداد وتكريت‪.‬‬
‫‪ .13‬عشيرة البو حيدر يسكنون في مدينة سامراء والدور وتكريت وبغدادواكبيس وكركوك‪.‬‬
‫‪ .14‬عشيرة الشويخات يسكنون في سامراء والدور وبغداد وتكريت‬
‫‪ .15‬عشيرة المواشط يسكنون سامراء والدور والخالص وبعقوبة في ناحية التمر‪.‬‬
‫‪ .16‬عشيرة البو مدلل ‪-‬‬
‫‪ .17‬عشيرة العشاعشة يسكنون في قصبة سامراء‪.‬‬
‫‪ .18‬عشيرة البومليس يسكنون في مدينة سامراء والجالم والصعيوية وبغداد‪.‬‬
‫‪ .19‬عشيرة البونيسان يسكنون في قصبة سامراء وحاوي البساط والجالم والحريجية والعاشق‬
‫وغيرھا‪ .‬وسكن بعضھم في بغداد وسلمان باك والعمارة والوشاش‪.‬‬
‫‪ .20‬البوخوجة يسكنون في قصبة سامراء وبغداد ولھم اعمام في الموصل يسمون البو وجيه‪.‬‬
‫‪ .21‬البوشامان يسكنون في قصبة سامراء وبنات الحسن‪.‬‬
‫‪ .22‬اسرة البو احمد الصباغ ‪ ،‬اصلھم من خزرج السعيدة الساكنين في ناحية الدجيل‪.‬‬
‫‪ .23‬المعيد ‪ ،‬كانوا يقتنون الجاموس ‪ ،‬اصلھم من فخذ البجاريين من عشيرة العزة‪.‬‬
‫‪ .24‬البو اكعيد ‪ ،‬جماعة اصلھا من فخذ البوحسن من عشيرة البيات ‪ ،‬ومنھم جماعة البوشالش بالدور‪.‬‬
‫‪ .25‬البوقياس ‪ ،‬وجدھم عبد ‪ O‬انحدر من قضاء العمادية )‪ 70‬كم شمال مدينة دھوك( وسكن في‬
‫سامراء‪.‬‬
‫‪ .26‬اسرة البوحريدي ‪ ،‬تسكن محلة القلعة بسامراء ‪ ،‬واصلھم من جماعة الطويسات من عشيرة البو‬
‫نمر احد فروع قبيلة الدليم‪.‬‬
‫‪ .27‬اسرة البوحسن الصباغ ‪ ،‬تسكن سامراء وبغداد ‪ ،‬واصلھا من فخذ الصكاكيراحد فروع عشيرة‬
‫بني عز ‪ ،‬ولھا اقارب في ناحية قره تبة‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫البو بكر ‪ ،‬جماعة يعرفون ايضا ً بأسم الدليمات واصلھم من البوبكر القاطنين في الحلة‪.‬‬ ‫‪.28‬‬
‫اسرة الكروية ‪ ،‬تسكن محلة القلعة واصلھا من فخذ الكميعات احد فروع عشيرة الكروية في‬ ‫‪.29‬‬
‫ديالى‪.‬‬
‫البومبارك او المزاينة ‪ ،‬جماعة مھنتھا الحالقة اصلھم من اليسار الطائية القاطنين في قضاء‬ ‫‪.30‬‬
‫سنجار‪.‬‬
‫البو صالح الكردي ‪ ،‬جماعة اصلھا من فخذ الصوالح احد فروع قبيلة بني جميل‪ .‬جدھم )محمد‬ ‫‪.31‬‬
‫االحمد( رحل من كركوك من قرية الصالحي الى سامراء وكان يحسن اللغة الكردية فلقب بصالح‬
‫الكردي‪.‬‬
‫البو محمد صالح ‪ ،‬جماعة اصلھا من الجنابيين من فخذ المراشدة‪.‬‬ ‫‪.32‬‬
‫المخالبة ‪ ،‬جماعة تسكن في منطقة المكيشيفية واصلھا من قبيلة ربيعة‪.‬‬ ‫‪.33‬‬
‫المراسمة ‪ ،‬جماعة اصلھم من فرع سالم ولھم اقارب في العيث وبغداد‪.‬‬ ‫‪.34‬‬
‫البو نمنم ‪ ،‬جماعة اصلھم من الجبور‪.‬‬ ‫‪.35‬‬
‫البو ويس ‪ ،‬يدعون ان اصلھم من االوس ولھم اقارب في منطقة السعدية يسمون البو جخيدم‬ ‫‪.36‬‬
‫وجدھم )يوسف بن محمد العلو( سكن سامراء في حدود سنة ‪1287‬ھـ )حوالي ‪1870‬م( !‬
‫البو محمد ھاشم ‪ ،‬اصلھم من عشيرة المشاھدة ولھم اقارب في منطقة الرحبة‪.‬‬ ‫‪.37‬‬
‫البومناف ‪ ،‬اصلھم من البوسحاك احد فروع عشيرة البوحمدان ولھم اقارب في منطقة الزاب‬ ‫‪.38‬‬
‫يعرفون ايضا ً بالبومناف‪.‬‬
‫البوحمد الفرحان ‪ ،‬اصلھم من عشيرة البومفرج ومنھم متصاھرون مع عشيرة البو بدري‪.‬‬ ‫‪.39‬‬
‫اسرة البو رميم ‪ ،‬اصلھا من فخذ اليسار الطائي ومنھم اسرة البوجانم ‪ ،‬وفي تل محمد ببغداد اسرة‬ ‫‪.40‬‬
‫عبد ‪ O‬بن حمد الرميم‪.‬‬
‫البو حربي ‪ ،‬جماعة اصلھا من الجنابيين‪.‬‬ ‫‪.41‬‬
‫البوخواف ‪ ،‬جماعة اصلھم من البو شاجم احد فروع الرواشد من قبيلة طيء‪.‬‬ ‫‪.42‬‬
‫البو اسماعيل اليحيى ‪ ،‬جماعة اصلھا من ربيعة‪.‬‬ ‫‪.43‬‬
‫البورزوقي ‪ ،‬جماعة اصلھا من الموالي من فروع البومفرج من طيء‪.‬‬ ‫‪.44‬‬
‫البوساقي ‪ ،‬جماعة اصلھا من التركمان‪.‬‬ ‫‪.45‬‬
‫البوسلو ‪ ،‬مندمجون مع عشيرة البونيسان ‪ ،‬وجدھم سلو رحل من ناحية قره قوش الواقعة شرقي‬ ‫‪.46‬‬
‫مدينة الموصل وسكن في سامراء‪.‬‬
‫البوشاجم ‪ ،‬اصلھم من الرواشد من قبيلة طيء‪ .‬وھم اعمام البوصفيف ‪ ،‬ولھم اقارب في قرية ابي‬ ‫‪.47‬‬
‫مارية غرب الموصل على طريق تلعفر‪.‬‬
‫الشحاتلة ‪ ،‬جماعة تسكن مكيشيفية ‪ ،‬واصلھم من البجاريين احد فروع عشيرة العزة‪ .‬ولھم اعمام‬ ‫‪.48‬‬
‫في منطقة ابو تمر قرب نھر االسود في ديالى‪.‬‬
‫البوشحاذ ‪ ،‬جماعة اصلھا من البوبكر من فروع قبيلة العزة‪ .‬ولھم اعمام في بيجي يعرفون بـ‬ ‫‪.49‬‬
‫)الشنيبت( ‪ ،‬وفي تكريت البو حمضل‪.‬‬
‫البو شھاب ‪ ،‬جماعة اصلھا من النزاريين ‪ ،‬ومنھم في العمارة جماعة البو قدوري ‪ ،‬ومنھم في‬ ‫‪.50‬‬
‫بغداد‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫البو شيتي ‪ ،‬جماعة من البجاريين من فروع قبيلة العزة‪.‬‬ ‫‪.51‬‬
‫البو شيخ امين او البو شابندر ‪ ،‬جماعة اصلھا )كولمند(‪} .‬الكولمند ھم المماليك{‪.‬‬ ‫‪.52‬‬
‫البو صاليان ‪ ،‬جماعة من فرع البو علي من قبيلة العبيد‪ .‬مندمجون مع عشيرة البو باز‪.‬‬ ‫‪.53‬‬
‫البوصدير ‪ ،‬جماعة اصلھا من اليسار من طيء ‪ ،‬مندمجون مع عشيرة البونيسان‪.‬‬ ‫‪.54‬‬
‫الصفافير ‪ ،‬جماعة اصلھا يمتد الى معاوية بن ابي سفيان وھم مندمجون مع عشيرة البونيسان‪.‬‬ ‫‪.55‬‬
‫البو اصفيف ‪ ،‬جماعة من اليسار من طيء ‪ ،‬وھم اعمام البوشاجم‪.‬‬ ‫‪.56‬‬
‫البو صفوا ‪ ،‬جماعة اصلھا من فخذ البو حسين البكر احد فروع الحياليين‪.‬‬ ‫‪.57‬‬
‫البو عصمان ‪ ،‬جماعة اصلھا من الرواشد من طيء‪.‬‬ ‫‪.58‬‬
‫البو عواد ‪ ،‬جماعة لھم اقارب في قضاء سنجار وھم عشيرة الھبابات‪ .‬ولھم اعمام في بغداد وھم‬ ‫‪.59‬‬
‫البومراد‪.‬‬
‫اسرة البو قاج ‪ ،‬اصلھا من فخذ البو ھيازع احد فروع قبيلة العبيد‪.‬‬ ‫‪.60‬‬

‫وھؤالء جميعا من خالل تتبع مناطق سكنھم وسلسلة نسبھم واجدادھم الذين سكنوا في سامراء وجدنا فيھم‬
‫احد امرين او كالھما‪ :‬االول ان غالبھم سكنوا في سامراء ونواحيھا في تاريخ ال يتعدى القرن التاسع عشر‬
‫الميالدي وقد قدموا اليھا من مناطق اخرى‪ .‬الثاني ان غالبيتھم لم يكونوا يسكنون مدينة سامراء القديمة بل‬
‫نواحيھا وضواحيھا خارج سور المدينة وبعضھم في الضفة المقابلة لمدينة سامراء عبر نھر دجلة‪.‬‬

‫وھذا مصدر آخر يذكر ما يؤكد نفس الفكرة ‪ ،‬حيث ذكر الدكتور حسين علي محفوظ جدوالً بالعشائر‬
‫المتوطنة في قضاء سامراء حسب الدليل العام لتسجيل النفوس العام لسنة ‪1957‬م وذكر ان مواطن سكن‬
‫عشائر سامراء كالتالي‪:‬‬

‫‪ .1‬البوعباس‪ :‬يسكنون في معيجل ‪ ،‬والعلفة ‪ ،‬وداود ‪ ،‬والجزيرة‪.‬‬


‫‪ .2‬البودراج‪ :‬ويسكنون في العاشك ‪ ،‬والطونية ‪ ،‬والجزيرة‪.‬‬
‫‪ .3‬البونيسان‪ :‬ويسكنون في الديوانية الحريجية ‪ ،‬والجزيرة‪.‬‬
‫‪ .4‬البوباقر‪ :‬يسكنون في ام الطالئب‪.‬‬
‫‪ .5‬البوعيسى‪ :‬يسكنون في مكيشيفة ‪ ،‬والجزيرة‪.‬‬
‫‪ .6‬الدوريين‪ :‬يسكنون في الزالبية ‪ ،‬والجزيرة‪.‬‬
‫‪ .7‬العبيد‪ :‬ويسكنون في طعس الدابة ‪ ،‬والحدادية ‪ ،‬والباصوني ‪ ،‬وعتبة االمام ‪ ،‬والصراة ‪ ،‬والدعالج ‪،‬‬
‫ومطيبيجة ‪ ،‬والخرابة ‪ ،‬وعجل‪.‬‬
‫‪ .8‬البو صكر‪.‬‬
‫‪ .9‬الصايح‪ :‬يسكنون في ابوفسيلة ‪ ،‬والصراة ‪ ،‬والخاتونية ‪ ،‬ومليحات ‪ ،‬وسديدة ‪ ،‬واالغير ‪ ،‬والمناھلة‬
‫‪ ،‬والحبايش ‪ ،‬وابوحواي ‪ ،‬والزلزلية ‪ ،‬والفرحيات ‪ ،‬والبعجي ‪ ،‬وصعيد ‪،‬‬
‫‪ .10‬السادة‪ :‬يسكنون في الجلوب ‪ ،‬والخاتونية ‪ ،‬ومليحات‪.‬‬
‫‪ .11‬العزة‪ :‬يسكنون في ام البلبل ‪ ،‬وحاوي ‪ ،‬والمتية ‪ ،‬وحاوي الحمود ‪ ،‬وقلعة الرمل‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫وذكر نفس الدليل االحصائي لسنة ‪1957‬م ان محالت سامراء ھي ثمانية محالت فقط وھي‪ :‬محلة العابد ‪،‬‬
‫ومحلة البوجول ‪ ،‬ومحلة البوبدري ‪ ،‬ومحلة البونيسان ‪ ،‬والمحلة الغربية ‪ ،‬ومحلة القاطول ‪ ،‬ومحلة القلعة ‪،‬‬
‫والمحلة الشرقية‪ .87‬واسماء ھذه المحالت ھي في تلك الفترة وھي ال تدل بالضرورة عمق تاريخي كما ھو‬
‫واضح فبمجرد تواجد عدد من ابناء عشيرة معينة في محلة معينة فتصبح تلك المحلة بأسمھا حتى لو كان‬
‫تواجدھا في تلك الفترة قبل عشرين سنة فقط اي منذ ازالة السور الذي كان يحيط بمدينة سامراء القديمة‬
‫وتوسعھا الحديث بدخول افراد من العشائر المحيطة بھا‪.‬‬

‫ومن الملفت ان الشيخ محمد حسين المظفري في كتابه )تاريخ الشيعة( يقول وھو يتحدث عن فترة حياته اي‬
‫في منتصف القرن العشرين ميالدي تقريبا ً‪) :‬ويسكنھا – اليوم – جماعة من الشيعة ‪ ،‬من اھل الحرف‬
‫والعمل(‪.88‬‬

‫فأين ھم السامرائيون القدماء سكان مدينة سامراء القديمة في القرن الثامن عشر فما سبقه ‪ ،‬اليسوا ھم الشيعة‬
‫الذين تم تھجيرھم والتضييق عليھم بصورة منتظمة وتذويبھم في محيطھم العشائري السني وتسفيرھم‬
‫بدعوى التبعية االيرانية ايام النظام البعثي الى ان تمت تصفيتھم بصورة نھائية على يد عصابة المجرم‬
‫الزرقاوي في الفترة )‪(2006 -2004‬م‪.‬‬

‫‪ 1943‬م‬

‫قالت ليدي دراور في رحلتھا سنة‪1943‬م ان سور مدينة سامراء بنته سيدة فارسية زارت المدينة ففكرت‬
‫في ان تحميھا من الغزاة الطامعين‪.89‬‬

‫‪ 1954‬م‬

‫في سنة ‪1954‬م ما زالت سامراء كالقرية ال يتجاوز اھلھا ‪ 6000‬نسمة‪.90‬‬

‫‪1958‬م‬

‫في اواخر ھذه السنة ظھر كتاب لعدة ك ّتاب امريكيين عن العراق بإشراف جورج ھاريس ‪ ،‬واول ما يرد‬
‫ذكر سامراء فيه ھو الخالصة التاريخية التي يذكر فيھا أيضا ً نقل العاصمة من بغداد الى سامراء بالنحو‬
‫المعروف‪ .‬ثم يبحث الكتاب في توزيع سكان العراق وشؤون النفوس فيه ‪ ،‬ويقول ان المنطقة التي يزداد‬
‫‪87‬‬
‫موسوعة العتبات المقدسة – قسم سامراء ‪ /‬جعفر الخليلي ‪ /‬مؤسسة االعلمي في بيروت ‪ /‬الطبعة الثانية ‪1987‬م ‪ -‬ج‪ 12‬ص‪.182‬‬
‫‪88‬‬
‫المصدر السابق ‪ -‬ج‪ 12‬ص‪.177‬‬
‫‪89‬‬
‫تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪ – 1971‬ج‪ 2‬ص‪.217‬‬
‫‪90‬‬
‫مآثر الكبراء في تاريخ سامراء ‪ /‬الشيخ ذبيح ‪ O‬المحالتي نزيل سامراء ‪ /‬منشورات المكتبة الحيدرية ‪ /‬مطبعة شريعت ‪ /‬الطبعة االولى ‪1426‬ھـ ‪-‬‬
‫المجلد االول ص‪.199‬‬

‫‪36‬‬
‫تكائف السكان فيھا على دجلة تبدأ مما يقرب من سامراء ‪ ،‬وتسير مع النھر وفروعه وال سيما الغراف‬
‫والدجيلة‪ .‬وحينما يتطرق الكتاب الى نوعية السكان ويبحث في احوال العرب العشائريين منھم ‪ ،‬يقول ان‬
‫ھؤالء العرب أكثرھم من الفالحين الشيعة الذين ال يختلفون بشيء عن العرب الموجودين في خوزستان‬
‫بايران ‪ ،‬ويزداد االرتباط بين ھؤالء بوجود المدن الشيعية المقدسة في العراق‪ :‬النجف والكاظمين وكربال‬
‫وسامراء(‪.91‬‬

‫وھذا النص يكشف عن ان الطابع العام مدينة سامراء الى سنة ‪1958‬م ھو طابع شيعي بحيث ان الباحثين‬
‫يصنفونھا ضمن المدن الشيعية المقدسة الن الشيعة يشكلون غالبية سكانھا االصليين‪.‬‬

‫ولقد كان واضحا ً الوجود الشيعي في سامراء لدرجة ان الموقع االلكتروني الطائفي )قصة االسالم( يعترف‬
‫في تقرير له بالوجود الشيعي في سامراء ‪ ،‬فيقول في تقريره )سكان العراق( منشور في نھاية سنة ‪2007‬م‬
‫‪ ،‬وتحت عنوان فرعي )التوزع المناطقي الحالي للعراق( ما نصّه )‪) :‬منطقة غرب العراق وشماله الغربي‪:‬‬
‫تشمل ھذه المنطقة محافظات األنبار وصالح الدين ونينوى‪ .‬ھذه المنطقة ھي منطقة ذات غالبية عربية سنية‬
‫مع تواجد كبير للمسيحيين واألكراد واليزيديين والشبك في محافظة نينوى‪ .‬وتواجد للتركمان في محافظتي‬
‫نينوى وصالح الدين‪ .‬وتواجد عربي شيعي في الدجيل وبلد وبشكل أقل في سامراء(‪ .92‬وھذا النص يعترف‬
‫بوجود شيعي في سامراء في فترة نشر التقرير‪.‬‬

‫‪1971‬م‬

‫بدأت عمليات التھجير القسري للشيعة االيرانيين من العراق وال سيما من سكنة المناطق المقدسة‪.‬‬

‫كتب جواد غلوم‪) :‬ومع انه ال احد يخفى عن سلطة البعث جراء نشر عيونه وجواسيسه في صفوف الناس‬
‫فقد اشتد التركيز في ھذا الجانب على العراقيين ذوي االصول االيرانية والكرد الفيليين حتى لو اكتسبوا‬
‫الجنسية العراقية )من صنف التبعيّة( وقد شملت ھذه التسمية االقوام من االصول االيرانية والھندية‬
‫واالفغانية وغيرھا حتى وان ولدوا ھم واباؤھم واجدادھم في العراق طالما انھم من اصول نزحت قبال الى‬
‫وادي الرافدين منذ القرن التاسع عشر الميالدي طلبا لالستقرار في بالد غنية بما يمكنھم من اشباع حاجاتھم‬
‫المادية بسبب العوز اضافة الى الجانب الديني باعتبار معظم ھوالء ينتمون الى المذھب الجعفري ولديھم‬
‫طاغ لمجاورة مراقد ائمة اھل البيت في النجف وكربالء والكاظمية وحتى سامراء(‪.93‬‬‫ٍ‬ ‫حنين‬

‫‪91‬‬
‫موسوعة العتبات المقدسة – قسم سامراء ‪ /‬جعفر الخليلي ‪ /‬مؤسسة االعلمي في بيروت ‪ /‬الطبعة الثانية ‪1987‬م ‪ -‬ج‪ 12‬ص‪.332‬‬
‫‪92‬‬
‫الموقع االلكتروني قصة االسالم )‪ (http://islamstory.com‬باشراف الدكتور راغب السرجاني ‪ /‬تقرير بعنوان )سكان العراق( منشور في‬
‫الموقع بتاريخ ‪2007/12/12‬م‪ ) .‬رابط التقرير‬
‫‪hp://islamstory.com/ar/%D8%B3%D9%83%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%8‬‬
‫‪(2#_"n1‬‬
‫‪93‬‬
‫مقال لـ جواد غلوم تحت عنوان )التھجير والتسفير القسري لالقليات في العراق )‪ ، ( (1‬منشور في موقع ايالف االلكتروني‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪1976‬م‬

‫في سنة ‪ 1976‬اصدر النظام البعثي العفلقي البائد قرار اقتطاع قضاء سامراء من محافظة بغداد والصاقه‬
‫بمحافظة وليدة لم تكن موجودة سابقا ً اطلقوا عليھا اسم محافظة "صالح الدين" في محاولة منھم لتكريس‬
‫الجو الطائفي المعادي للشيعة والتشيّع‪ .‬حيث ارادوا القضاء على الوجود الشيعي نھائيا ً في سامراء فجعلوھا‬
‫ضمن محافظة غالبيتھا من السنة ‪ ،‬وھدموا المدرسة الجعفرية في سامراء وضايقوا الشيعة ھناك وھجروھم‬
‫حتى اصبحت سامراء خالية تقريبا ً من المكون الشيعي االصيل فيھا‪.‬‬

‫‪ 1994‬م‬

‫عصابة وھابية تقوم بارتكاب جريمة تفجير داخل مرقد االمام علي الرضا )عليه السالم( في مدينة مشھد‬
‫المقدسة وذلك يوم االحد ‪ 10‬محرم ‪1415‬ھـ ـ ‪ 19‬حزيران ‪ /‬يونيو ‪1994‬م ‪ ،‬والتي ادت الى سقوط‬
‫العشرات من الشيعة بين قتيل وجريح‪.‬‬

‫)‪ (2006 – 2004‬م‬

‫بحلول صيف سنة ‪2004‬م تمكنت عصابة المجرم الزرقاوي االرھابية من تھجير كافة الشيعة من سامراء‬
‫والذين يقدر عددھم آنذاك بأنھم ‪ %20‬من سكان سامراء )اي حوالي ‪ 60000‬شيعي( ‪ ،‬ولم يبق فيھا شيعي‬
‫واحد ‪ ،‬وقد بلغت مآسي تھجير الشيعة من سامراء حداً ان الفريق الركن وفيق السامرائي نفسه وجه نداءاً‬
‫عبر فضائية قناة الجزيرة يناشد فيه السنة السامرائيين الوقوف بوجه عملية تھجير اخوتھم الشيعة‬
‫السامرائيين‪.‬‬

‫وھذا احد االخبار عن عمليات التھجير التي حصلت للشيعة في سامراء‪:‬‬

‫]] النجف ‪ -‬فاضل رشاد ‪ ،‬الحياة ‪ : 2005/06/12 -‬انتقل إلى النجف )‪ 160‬كلم جنوب بغداد( عدد من‬
‫العائالت الشيعية القاطنة في مدينة سامراء‪ ،‬بعد تعرض بعض افرادھا إلى »تصفيات جسدية بدواع‬
‫طائفية«‪ ،‬كما افاد شھود‪ .‬وتحدث النازحين من سامراء عن حوادث »خطف وتھديد وابتزاز« منھا قتل‬
‫شخص لمجرد أن والده »مھم«!‬

‫وذكر بعض الوافدين من سامراء أن الوضع فيھا متوتر جداً‪ ،‬مشيرين الى »نزعة لدى المسلحين للتخلص‬
‫من الشيعة« ھناك‪ .‬وروى عماد الزاملي‪» :‬قتلوا ابني ألنني ارتدي العمامة«‪ .‬وقال ان »التصعيد الطائفي‬
‫بلغ اوجه في مدينة سامراء«‪ ،‬األمر الذي دفعه الى النزوح مع عائلته وعشرات األسر الشيعيه الى مدينة‬
‫النجف‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫»أم حيدر« )‪ 60‬سنة( التي انتقلت الى مدينة النجف اخيراً مع اوالدھا وبناتھا‪ ،‬بعد تھديد من جيرانھا في‬
‫سامراء قالت لـ«الحياة« ان معظم الشيعه في سامراء »بدأوا يخفون ھويتھم المذھبية خوفا ً من قتلھم‪ ،‬وھم‬
‫يتعرضون إلى مضايقات وانتھاكات«‪.‬‬

‫المقاول سعيد الصالحي الذي نزح مع عائلته من سامراء الى النجف‪ ،‬قال ان »سامراء بعيدة عن سيطرة‬
‫االجھزة االمنية والمتطرفون ما زالوا يعبثون بأمنھا‪ ،‬والتصفيات الجسدية التي تنفذھا جھات على صلة‬
‫بأجھزة استخبارات عالمية‪ ،‬لم تطاول الشيعة وحدھم«‪ .‬وذكر ان صھره محمد الصالحي قتل النه يعمل لدى‬
‫شركة »بكتل« االميركية‪ ،‬واشار الى انه غادر مدينته حيث كان عليه ان يتبرع بأمواله الى »المسلحين‬
‫الذين يدعون المقاومة«‪ .94[[ .‬انتھى الخبر‪.‬‬

‫وصرَّ حت وزارة الھجرة والمھجرين ان ‪ 2100‬عائلة شيعية نزحت من سامراء والفلوجة الى مدينة كربالء‬
‫المقدسة فقط ‪ ،‬عدا باقي مدن العراق‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫منقول عن موقع‪) :‬العراقي( عبر الرابط‪http://www.aliraqi.org/forums/showthread.php?t=46905 :‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ 2006‬م‬

‫وفي )االربعاء االسود ‪ 22‬شباط ‪ /‬فبراير ‪2006‬م ـ ‪ 23‬محرم الحرام ‪1427‬ھـ( عمد الطائفيون لمحاولة‬
‫ھدم المرقد الشريف لالمامين العسكريين )عليھما السالم( ‪ ،‬فكانت المأساة الكبرى ‪ ،‬فبعد خلو المدينة من‬
‫المكون الشيعي عمد الطائفيون الزالة آخر االثار الشيعية ھناك اي مرقد االمامين العسكريين )عليھما‬
‫السالم( فاستھدفوه بالتفجير‪ .‬فإنا _ وإ ّنا اليه راجعون‪.‬‬

‫‪ 2007‬م‬

‫وقعت جريمة التفجير اآلثم لمأذنتي المرقد الشريف في مدينة سامراء المقدسة في يوم االربعاء االسود ‪13‬‬
‫حزيران ‪ /‬يونيو ‪2007‬م ـ ‪ 27‬جمادي االولى ‪1428‬ھـ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫المصادر‪:‬‬

‫‪ .1‬اخبار الدول وآثار االول في التاريخ ‪ /‬ابو العباس احمد بن يوسف الدمشقي القرماني ‪ /‬طبعة حجرية‬
‫‪ ،‬مطبعة الميرزا عباس التبريزي‪.‬‬
‫اخبار الدول وآثار االول في التاريخ ‪ /‬ابو العباس احمد بن يوسف الدمشقي القرماني ‪ /‬تحقيق‬
‫الدكتور احمد حطيط والدكتور فھمي سعد ‪ /‬عالم الكتب في بيروت ‪ /‬الطبعة االولى ‪1992‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬التأثيرات التركية في المشروع القومي العربي في العراق ‪ /‬حسن العلوي ‪ /‬دار الزوراء في لندن‬
‫‪.1988‬‬
‫‪ .3‬الشجرة المباركة ‪ /‬الفخر الرازي‪.‬‬
‫‪ .4‬الشيعة والدولة القومية ‪ /‬حسن العلوي ‪ /‬مطبعة سبحان ‪ /‬الطبعة االولى ‪1426‬ھـ‪.‬‬
‫‪ .5‬العراق ‪ /‬حنا بطاطو ‪ /‬ترجمة عفيف الرزاز ‪ /‬منشورات فرصاد ‪ /‬الطبعة االولى ‪2005‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬الكشكول المبوب ‪ /‬الحاج حسين الشاكري ‪ /‬مطبعة ستارة ‪ /‬الطبعة الخامسة ‪1418‬ھـ ‪ -‬ص‪.124‬‬
‫‪ .7‬بلدان الخالفة الشرقة ‪ /‬كي لسترنج ‪ /‬ترجمة بشير فرنسيس وكوكيس عواد ‪ /‬مؤسسة الرسالة ‪/‬‬
‫الطبعة الثانية ‪1985‬م‪.‬‬
‫‪ .8‬تاريخ العراق بين احتاللين ‪ /‬عباس العزاوي ‪ /‬مطبعة بغداد سنة ‪.1935‬‬
‫‪ .9‬تاريخ مدينة سامراء ‪ /‬يونس الشيخ ابراھيم السامرائي ‪ /‬مطبعة االمة في بغداد ‪.1971‬‬
‫‪ .10‬لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ‪ /‬الدكتور علي الوردي ‪ /‬المكتبة الحيدرية ‪ /‬الطبعة‬
‫الثالثة ‪1425‬ھـ‪.‬‬
‫لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ‪ /‬الدكتور علي الوردي ‪ /‬مطبعة الشعب في بغداد ‪،‬‬
‫‪ / 1972‬الطبعة الثالثة ‪1425‬ھـ‪.‬‬
‫‪ .11‬مآثر الكبراء في تاريخ سامراء ‪ /‬الشيخ ذبيح ‪ O‬المحالتي )رحمه ‪ / (O‬نشر المكتبة الحيدرية ‪،‬‬
‫مطبعة شريعت ‪ /‬الطبعة االولى سنة ‪1426‬ھـ‪.‬‬
‫‪ .12‬مجلة الواحة االلكترونية ‪ ،‬العدد ‪ ، 4‬بقلم فؤاد ابراھيم تحت عنوان )الشيعة والدولة العثمانية( ‪.‬‬
‫‪ .13‬مجلة لغة العرب ‪ /‬صاحب امتيازھا االب انستاس ماري الكرملي ‪ /‬اعادة وزارة االعالم نشرھا ‪،‬‬
‫دار الحرية للطباعة ‪.1971‬‬
‫‪ .14‬موسوعة العتبات المقدسة – قسم سامراء ‪ /‬جعفر الخليلي ‪ /‬مؤسسة االعلمي في بيروت ‪ /‬الطبعة‬
‫الثانية ‪1987‬م‪.‬‬
‫‪ .15‬وشائح السرّ اء في شأن سامراء ‪ /‬الشيخ محمد بن طاھر بن حبيب السماوي ‪ /‬تحقيق مركز احياء‬
‫التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة ‪ /‬مطبعة دار الكفيل في كربالء المقدسة ‪/‬‬
‫الطبعة االولى ‪1435‬ھـ ‪2014 ،‬م‪.‬‬

‫‪41‬‬

You might also like