‫‪L’art mésopotamien‬‬ ‫* فن بالد الرافدين (ما بين النهرين)‪:‬‬

‫شهدت بالد الرافدين عدًد ا مذهًال من الثقافات والفنون‪:‬‬

‫أ‪ /‬الفن السومري ‪ 3500- 2340( : L’art Sumérien‬ق‪.‬م)‬

‫ب‪ /‬الفن األكادي ‪ 2340- 2180 ( :L’art akkadien‬ق‪.‬م ثم ‪ 2025- 2125‬ق‪.‬م)‪.‬‬

‫ج‪ /‬الفن البابلي ‪ 1760 -1600(:L’art babylonien‬ق‪.‬م)‬

‫أ‪ /‬الفن السومري ‪ 3500- 2340( : L’art Sumérien‬ق‪.‬م)‬

‫إن حض ارة بالد الرف دين إح دى أهم الحض ارات ال تي نش أت وترع رعت في منطق ة الش رق األدنى ‪ ،‬إذ‬
‫ك ان له ا الكث ير من المنج زات الحض ارية على مختل ف األص عدة ‪ ،‬وال س يما في مج ال الفن ون من ذ‬
‫العصور القديمة‪ ،‬وكان الفن السومري الذي مارسه العراقيون القدماء يعد الفن المعبر عن األحاسيس‬
‫الفنية واألفكار والمعتقدات الدينية آنذاك ‪.‬‬

‫لق د ت رك الس ومريون الكث ير من المنج زات الفني ة أهمه ا األخت<<ام االس<<طوانية و المنحوت<<ات المجس<<مة‬
‫والبارزة مم ا يعكس م دى نض جهم وتق دمهم اذ نف ذت مش اهد الحيوان ات المتنوع ة ال تي ك انت س ائدة في‬
‫البيئة الطبيعية آنذاك ‪.‬‬

‫األختام االسطوانية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬ولعل أهم ما يميز حضارة وادي الرافدين فنيًا ‪-‬في بدايتها‪ -‬عن‬
‫الحضارات في الشرق هو األختام التي عادتًا كانت تص‪,,‬نع من‬
‫الحجر وبأشكال دائرية أو مربعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬لذا لم تستطع الحضارات المج‪,,‬اورة الص‪,,‬مود أم‪,,‬ام ق‪,,‬وة ت‪,,‬أثيره‬
‫فانفتحت أمامه وتناغمت مع المتحقق منه في العراق‪.‬‬

‫‪ ‬بداية استعمال األختام في وادي الرافدين الى بداية األل‪,,‬ف‬

‫الخامس ق‪.‬م ووقد كانت أخت‪,,‬ام منبس‪,,‬طة مربع‪,,‬ة ودائري‪,,‬ة‬
‫الشكل‪ .‬شاع استعماله مع اكتشاف الكتابة في بداية عصر‬
‫فجر السالالت االول‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬عندها ظهرت األخت‪,,‬ام المنبس‪,,‬طة واس‪,,‬تمرت باالس‪,,‬تعمال‬
‫ح‪,,‬تى ظه‪,,‬ور العص‪,,‬ر األش‪,,‬وري الح‪,,‬ديث‪ .‬عن‪,,‬دها اعي‪,,‬د‬
‫اس‪,,,,‬تعمال األخت‪,,,,‬ام المنبس‪,,,,‬طة الى ج‪,,,,‬انب االخت‪,,,,‬ام‬
‫االس‪,,‬طوانية؟ وذل‪,,‬ك بس‪,,‬بب ق‪,,‬دوم االق‪,,‬وام اآلرامي‪,,‬ة ال‪,,‬تي‬
‫استعملت الرقع الجلدية للكتابة المسمارية بدًال من الكتاب‪,,‬ة‬
‫على الطين والتي كانت بسهولة الختم المنبسط عليها‪.‬‬
‫‪ ‬لم تكن النصوص الكتابية وحدها التي توثق فنون حضارة وادي‬
‫الرافدين‪ .‬بل تأتي األختام كذلك توضح جوانب مهمة من ديانة‬
‫وادي الرافدين وتاريخها‪.‬‬
‫‪ ‬كما أن األختام صورت جوانب مهمة من الحياة االجتماعية‬
‫للعراقيين القدماء‬

‫‪3‬‬
‫إن الختم االسطواني عبارة عن خرزة اسطوانية الشكل تصنع من األحجار المختلفة سواء كانت هشة‬
‫أو صلبة ومهما تنوعت ألوانها‪.‬‬

‫يراوح طولها بين ‪2‬و‪7‬سم وقطرها بين ‪2‬سم – بضعة ملمترات‪ .‬هذه االختام تكون مثقوبة طوليا بثقب‬
‫يس مح بتمري ر خي ط كي يعل ق الختم برقب ة الش خص باعتب اره من المقتني ات الشخص ية الالزم ة لمعظم‬
‫األف راد الس تخدامه بمثاب ة التوقي ع الشخص ي وس طح الختم ينقش ع ادة بمش اهد مختلف ة المواض يع ولك ل‬
‫فترة زمنية ميزاتها الخاصة بها مواضيع اختامها وأسلوب نحتها‪.‬‬

‫يعتبر فن صناعة األختام من االبتكارات في العصر السومري ‪ ،‬ومن خصائص الفنية لهذه ألختام في‬
‫هذا العصر هو أنها كانت منجزة من األحجار ومتنوعة األلوان وكانت سطوحها تصقل بعناية واهتمام‬
‫لتصوير المشاهد عليها‪ ،‬حيث تنحت بدقة وتحفر من قبل الفنان فتبدو وحدات المشاهد واضحة المعالم‬
‫عند طبعها على الطين‪.‬‬

‫ونف ذت ه ذه األعم ال بطريق ة أم تزج فيه ا اس لوب النحت الب <<ارز والنحت المجس <<م لتمث ل أش كال من‬
‫الحيوانات (الغزالن والثيران واألسود والماعز وغير ذلك من الحيوانات األخرى) على مشاهد الفنون‬
‫السومرية الحديثة مما يؤكد حرفية الفنان بتنفيذ تلك المناظر الفنية وزينتها في نتاجات الفن السومري‬
‫الح ديث‪ ،‬كم ا ك ان لمه ارة الفن ان دور فع ال وب ارز في عملي ة اإلب داع وف ق اس س وقواع د ثابت ة بتناس ق‬
‫دقيق تضفي عليها طابع الجمال‪.‬‬

‫يتمث ل العم ل األول في مش هد لختم أس طواني يمث ل طبع ة ختم نقش علي ه رجل مع ثور‪ ،‬وق د تم تك رار‬
‫ه ذا المش هد بع دة طبع ات على ل وح طين ن اعم‪ ،‬ويب دو أن الفن ان عم د إلى تك رار المش هد وطبع ه على‬
‫سطح الختم بعدة طبعات لمأل سطح اللوحة وتزيين المشهد‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫أم ا العم ل الث اني ينق ل مش هد بق رة تع دو يهاجمه ا أس د ورج ل واق ف في الخل ف يرت دي تن ورة طويل ة‪،‬‬
‫وتنتشر فوق البقرة هالة من الضوء ‪ ،‬ونبتة تبين طبيعة األرض الزراعية المحيطة بالمكان‪.‬‬

‫ويتمثل العمل الموالي في إله يرتدي رداء ذو ثنايا و طيات يجلس فوق العرش وتقف على مقربة منه‬
‫آلهة ‪ ،‬وهي ترتدي ثوبا ‪ ،‬كثير الثنايا تحضر معها رجال مص ليا ومتضرعا‪ .‬يوجد في أعلى المشهد‬
‫صقر وهالل وأمام االله تنين صغير‪ ،‬أما أسطر الكتابة فتتضمن اسم صاحب الختم وأبيه وحرفته‬

‫‪5‬‬
‫وض حت ه ذه النم اذج اس لوب الفن ان الس ومري في تحدي د المس احات واألش كال‪ ،‬إذ اعتم د على الحيوي ة‬
‫والحركة والقوة في أسلوبه وهذا دليل على تطور الفنون السومرية الحديثة‪ ،‬وفضال عن ذلك فإنه يتميز‬
‫بالحرية التامة والتعبير الدقيق للمعالم عليها‪ .‬نحتت هذه المشاهد ببساطة وبتفاصيل مختصرة وبعناية‬
‫واهتمام كبير إلبراز الدقة والتنظيم الجيد على سطح الختم األسطواني‪ ،‬وهذا يعطي فنا جميال ودقيقا‪.‬‬

‫تظهر في هذا المشهد الموالي حيوانات اس طورية ذات أعن اق طويل ةً ومتشابكة األسد والتنين وتبين‬
‫المشهد بالكامل‪ .‬لذا يتطلب دراسة واسعة في العمل من أجل اضفاء العنصر الجمالي‬

‫‪6‬‬
 ‫النحت البارز‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تم يز الفن ان الس ومري في إظه ار القيم الجمالي ة ألن واع الحيوان ات وتوزيعه ا فني ا وربطه ا م ع بعض ها‬
‫البعض‪ ،‬وهو ما شد اهتمام الملوك بهذا الفن في تلك الفترة‪.‬‬

‫العمل األول‪ :‬مشهد لحيوان األسد ‪ ،‬وفق الفنان السومري في عملية توزيع التكوينات الفنية وربطها مع‬
‫البعض اآلخر وان بروز األسد يعطي المشهد طابعا تصميميا مزين بشكل متميز لذا نرى في وجهه‬
‫العينين واآلنف والفم المفتوح أشبه في حالة التهيج واالستعداد وان ظهور هذه الحالة ترمز إلى القوة‪،‬‬
‫وتزخرف المشهد السومري أشكال هندسية ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫العمل الثاني‪ :‬صحن مزين بتماثيل نحتية مصنوع من حجر الكلس‪ ،‬بلغ ارتفاعه ‪ 90‬سم وقطره ‪220‬‬
‫سم‪ ،‬وتوجد نقوش بارزة تزين الصحن‪ ،‬ويظهر في هذا المشهد مجموعة خرفان يتبع بعضها بعضا ‪،‬‬
‫يعلو ظهر كل واحد منها وردة ‪ ،‬وهو ما ي برز براعة الفن ان السومري في إظه ار القيم الجمالي ة لهذا‬
‫الصحن‪.‬‬

‫العمل الثالث‪ :‬هي منحوتة مصنوعة من حجر صلب أخضر اللون نقش عليها حيوانات غريبة وطيور‬
‫وأبط ال ونج د في المنحوت ة كاهن ا وبعض الرم وز‪ ،‬وتب دو جمي ع ه ذه العناص ر في المش هد بوض وح‬
‫وزينتها تعكس اإلبداع الفني السومري‪.‬‬

‫‪8‬‬
 ‫النحت المجسم‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لقد تميز النحت المجسم بجمال األسلوب واقترابه من الواقعية مما ألبسه قوة تعبيرية عالية‪.‬‬

‫العم<<ل األول‪ :‬و يتم يز بإظه ار تفاص يل جس د حي وان متناس ق ي بين االنس جام م ا بين الج ذع واألط راف‬
‫بصورة مدهشة ومقنعة من خالل تجربة الفنان السومري في استخدام المواد األولية واأللوان التي ت زين‬
‫وتجم ل عمل ه الف ني وتمنح ه قيم ة فني ة‪ ،‬و ص نع تمث ال الحي وان من حج ر الكلس األبيض ل ه ق وائم من‬
‫الفضة وغياب األذنين والقرنين‪ .‬هذه التماثيل ترمز إلى حيوانات حقيقية تهدى إلى دور العبادة في تلك‬
‫الحقبة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫العمل الثاني‪ :‬يمثل حيوان على هيأة رأس ثور ذو قرنين‪ ،‬خطوطه مبسطة وما يالحظ على هذا المش هد‬
‫أن الفن ان لم يظه ر حرك ة الحي وان من خالل جس ده وأطراف ه ب ل عم ل على إظه ار رأس الث ور فق ط‬
‫وإ براز مالمحه بوضوح وحيوية وهو نموذجا للواقعية‪.‬‬

‫منحوت ة بش كل م اعز ينتص ب‬ ‫العم < < <<ل الث < < <<الث‪ :‬تمث ل في‬
‫على رجليه الخلفية فيما يرفع رجليه األمامية نحو شجرة مزينة ومزخرفة بالورود واألغصان‪ ،‬وزين‬
‫‪10‬‬
‫رأس ه ذا الحي وان برق ائق ال ذهب‪ ،‬أم ا البطن ف زينت برق ائق الفض ة ‪ ،‬والش عر واللحي ة وج دت مزين ة‬
‫بالص دف والالزورد ‪ ،‬وجس م الحيوان مس ند بحام ل خش بي‪ ،‬إذ ن رى ظه ر هذا الحي وان بص ورة ب ارزة‬
‫جدا و ً‪ ،‬كذلك يظهر في الحامل قرنين ومسند بواسطة ركيزة‪ ،‬حيث برع الفنان السومري في صياغة‬
‫هذا العمل الفني‪.‬‬

‫إن هذه األعمال الفنية تعبر عن مرحلة حضارية مهمة كان لها أثرها الواضح على الفنون الالحقة من‬
‫حيث التنفيذ والخبرة المتواصلة‪.‬‬

‫العم<<ل الراب<<ع‪ :‬ث ور منح وت من الحج ر يعكس المه ارة األس لوبية للنحت ‪ ،‬وأن ه ذا العم ل الف ني أظه ر‬
‫مدى امكانيه الفنان السومري وقدرته على التميز‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫لم يحصر السومريون نتاجاتهم الفنية في ميداني العمارة والنحت بلً كانت لهم ابداعات وإ نجازات في‬
‫مجال صناعة الفخار‪ ،‬الصورة الموالية إناء مصنوع من الطين ذو لون داكن‪ ،‬تم طليه باللون األسود‬
‫وص ورت فيه ا ق رون م اعز منحني ة وملتوي ة وطي ور ت زين المش هد‪ ،‬و النبات ات ال تي ت زين ه ذه اآلني ة‬
‫الفخارية بواسطة اللون األسود‪.‬‬

‫الفن يف العصر البابلي القدين )‪2004-1595‬ق‪-‬م(‬

‫‪12‬‬
‫أأًو ال‪ :‬النحت المجسم ‪ 1- :-‬آلهة الماء المتدفق‪ :-‬وىي أحد أروع النماذج الفنية المنفذة بيذا النوع من‬
‫النحت‪ ،‬عثر عمى ىذا التمثال في أحد ساحات قصر الممك زمريلم في مدينة ماري )تل‬
‫الحريري( بالقرب من الحدود العراقية السومرية التمثال معمول من حجر الكمس األبيض وبالحجم‬
‫الطبيعي تقريبًا إذ يبمغ ارتفاعو ‪150‬سم وىو محفوظ حاليًا في متحف حمف في سوريا‪ .‬إللنسان تظير‬
‫آلية الماء وىي في وضعية الوقوف عمى قاعدة مستديرة الشكل وتمسك بكمتا يدييا المنحنيتين أمام‬
‫صدرىا قارورة ينبثق منيا الماء عمى شكل خطوط عمودية متموجة تنساب عمى ردائيا ونالحظ ىنالك‬
‫أسماك تسبح فييا عكس تيار المياه كداللة عمى الخير والعطاء‪ .‬وآلللية وجو دائري الشكل تقريبًا يتميز‬
‫بمالمح وجو جميمة عمى الرغم من فقدان األحجار الكريمة التي كانت تطعم محاجر عينييا‪ ،‬كما تتميز‬
‫بشعر رأس طويل صف قسمًا منو عمى جانبي الرأس بشكل ضفائر ممتوية تستقر عمى األكتاف أما‬
‫القسم اآلخر فقد صف عمى شكل ظفيرة طويمة ترتسل عمى امتداد الظير‪ .‬تعتمر اآللية تاج مقرن‬
‫ومالبس طويمة تتألف من قطعتين إذ يغطي الجزء العموي من الجسم قميص شفاف ذا أردان قصيرة‬
‫بينما يغطي الجزء اآلخر من جسميا تنورة طويمة ذات طيات أفقية تكشف عن قديميا‪ ،‬كما نالحظ أن‬
‫ىذه اآللية تتزين بالحمي كاألقراط في أذنييا واألساور في معصمييا‪ ،‬والقالدة الكبيرة التي تزين رقبتيا‬
‫وتغطي الجزء األمامي من صدرىا وىي تتألف من صفوف عدة ممونة من خرز عمى شكل دوائر‬
‫صغيرة‪ .‬وبسبب وجود انبوب في اسفل التمثال يوصل الى القارورة التي يتدفق منيا الماء يعتقد ان ىذا‬
‫التمثال كان يستخدم كنافورة في احد ساحات القصر‪ 2- .‬اإهلل آمأرأ‬

‫رأس الملك حمأرابي‪ :-‬رأس معمول من حجر السيتيايت األسود المائل إلى االخضرار يبمغُ ه ارتفاعو‬
‫‪15‬سم وىو مجيول المصدر ومحفوظ حاليًا في متحف الموفر‪ ،‬ويرجح المختصون أن ىذا الرأس قد‬

‫‪13‬‬
 ‫نحت في السنوات األخيرة من حكم الممك حمورابي وقد برع الفنان في إظيار مالمح الوجو الحقيقية‬
‫ليذا الممك والتي يظير فييا التعب واإلرىاق والحزنُ ه واأللم من خالل كثرة التجاعيد عمى وجو‪ .‬وبيذا‬
‫فقد أعطانا الفنان صورة تتألف من نصفين ‪ .‬نصفيا صورة الممك بغطاءُ ه أرسو الذي يشبو العمامة‬
‫وشعر ذقنو الطويل المنفذ بأسموب ممكي مييب والنصف اآلخرُ ه الحقيقيةُ ه صورتو الشخصية‬
‫بمالمحو المعبر عنيا بأسموب واقعي‪ 6- .‬أسأد الحراسة‬

‫‪14‬‬