You are on page 1of 25

‫الع ــدد‪ :‬السادس ص‪149 -127‬‬ ‫جملة منرب الرتاث األثري‬

‫‪ISSN: 2335-1500, EISSN: 2602-7267‬‬

‫وسط حفظ التحف االثرية العضوية داخل املؤسسة املتحفية‬


‫" املتحف الوطين أمحد زابنة أمنوذجا"‬
‫‪Amid the preservation of archaeological artifacts within the organic‬‬
‫‪museum‬‬
‫"‪"National Museum Ahmed Zabana model‬‬

‫األستاذة‪ :‬فاطمي عائشة‬


‫أستاذة مساعدة "أ"‬
‫قسم علم اآلاثر‪-‬جامعة تلمسان‪-‬‬
‫امللخص‪:‬‬
‫يعترب احلفظ من اهم املسائل اهلامة داخل املؤسسة املتحفية ملا له من اجيابيات يف احملافظة على املقتنيات االثرية‬
‫خاصة العضوية منها و متحف أمحد زابنة بوهران يعد من اوىل املتاحف اجلزائرية اليت تسهر على صيانة املوروث‬
‫الثقايف كما انه حيتوي على جمموعات أثرية هامة تنوعت واختلفت موادها االولية فمنها املواد الغري عضوية‬
‫كاملعادن و احلجارة‪ ...‬وهناك املواد العضوية وهي موزعة ما بني قاعات العرض وغرف التخزين وموضوعنا يتعلق‬
‫ابملواد العضوية ووسط حفظها داخل املتحف‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية ‪:‬‬
‫املتحف؛ احلفظ؛ املواد العضوية؛ التلف؛ أجهزة العرض و التخزين‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪Conservation is one of the most important issues because it has its‬‬
‫‪advantages in preserving archeological collections especially in the‬‬
‫‪museums. The Museum of Ahmed Zabana is first Algerian one which‬‬
‫‪preserves the cultural heritage. It also contains an important archaeological‬‬
‫‪collection. Inorganic materials such as metals and stones ... organic‬‬

‫‪127‬‬
"‫وسط حفظ التحف االثرية العضوية داخل املؤسسة املتحفية" املتحف الوطين أمحد زابنة أمنوذجا‬:‫فاطمي عائشة عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‬:)‫إسم املؤلف (ين‬

materials are distributed among the exhibition halls and storage rooms. Our
subject matter is related with organic materials preserved in the museum.
Key words:
Museum; Conservation; Organic materials; Damage; Display and storage
devices.

128
‫الع ــدد‪ :‬السادس ص‪149 -127‬‬ ‫جملة منرب الرتاث األثري‬
‫‪ISSN: 2335-1500, EISSN: 2602-7267‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫مل تعد املتاحف يف العامل كما يف السابق تدور وظائفها حول اجلمع والتوثيق والعرض والدراسة فقط وإمنا‬
‫تعددت مهامها وتشعبت وأصبحت تليب حاجات أكرب يف اجملتمع فقد كان زائر املتحف يف السابق يبحث عن‬
‫معارف بعينها و ابلتايل هو زائر من نوع خاص‪ ،‬أما اليوم مع انفتاح اجملتمع وتطور احلياة يف كافة ميادينها أصبح‬
‫املتحف مركز ومؤسسة شاملة جتذب كافة أفراد اجلمهور بثقافاته املتعددة وأعماره املختلفة وشرائحه املتنوعة فامتد‬
‫احتياج الزائر للمتحف ألغراض املتعة والرتفيه والتسلية وغريها ‪ ،‬و ختتلف املواد احملفوظة ابملتحف من مواد عضوية‬
‫ومواد غري عضوية ‪ .‬و لكل من هذه املواد شروط حفظ ختتلف عن االخرى و تعترب املادة العضوية اكثر حساسية‬
‫للظروف البيئية احمليطة هبا و رغم ذلك تعترب اجملموعات األثرية العضوية من املوضوعات اليت يندر التطرق إليها‬
‫وخاصة العظام والعاج‪ ،‬واجللود‪ ،‬النسيج‪ ،‬واخلشب ابلرغم من أن هذه املواد ذات استعمال واسع سواء أكانت‬
‫خام‪ ،‬أو مصنعة‪ ،‬ومل تقتصر أمهية هذه املواد على نشاط احلياة اليومية لكل اجملتمعات اإلنسانية‪ ،‬ومما الشك فيه‬
‫أن عامل الزمن كان له عظيم األثر يف تلف هذه اجملموعات‪ ،‬فمنها ما بدا كأن لونه حمرتقا ومنها ما تغري لونه‪،‬‬
‫ومنها ما تعرض إىل التمزق‪ ،‬ومنها ما تعرض إىل اإلصابة البيولوجية كما يلعب العرض والتخزين السيئ دورا كبريا‬
‫يف تلفها وللحفاظ على هذه اآلاثر العضوية البد أن تراعي مجيع قواعد الصيانة املتحفية عند حفظها ابملخازن أو‬
‫خالل العرض مع اجراءات عمليات صيانة دورية هلا‪ ،‬هذا جبانب ضرورة وضع خطة لرتميم وعالج اآلاثر العضوية‬
‫اليت حتتاج إىل عمليات الرتميم سواء املعروضة أو احملفوظة ابملخازن‪ ،‬وملنع تعرضها ملزيد من التلف وذلك للحفاظ‬
‫عليها لألجيال القادمة‪.‬‬
‫مفهوم املؤسسة املتحفية ووظائفها‪:‬‬
‫املتحف هو تلك املؤسسة الرتبوية غري التجارية اليت ال هتدف إىل ربح معني‪ ,‬سوى املردود الرتبوي و التثقيفي‪,‬‬
‫والتعليمي اجليد ومن بني التعاريف اليت قدمت حول مفهوم املتحف نذكر ذلك املفهوم الذي قدمته منظمة‬
‫األمريكية للمتاحف )‪ The American Association of Museums (AAM‬اليت عربت على‬

‫‪129‬‬
‫إسم املؤلف (ين)‪:‬فاطمي عائشة عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‪:‬وسط حفظ التحف االثرية العضوية داخل املؤسسة املتحفية" املتحف الوطين أمحد زابنة أمنوذجا"‬

‫أن املتاحف هي أماكن جل مع الرتاث اإلنساين‪ ،‬و الطبيعي و احملافظة عليه و عرضه بغرض الرتبية و التعليم و‬
‫‪1‬‬
‫الثقافة‪.‬‬
‫كما يعرف املتحف على انه مبىن و مكان حلفظ املقتنيات وعرضها‪ ،‬فاملتحف أببسط صورة مبىن جلمع و صيانة‬
‫جمموعة من املعروضات قصد الفحص و الصيانة و الدراسة‪ ،‬والتمتع و قد يعين املتحف من خالل ماهيته‬
‫االهتمام أبجناس الشعوب و اآلاثر القدمية فهو مؤسسة حتفظ و تعرض هبا األعمال الفنية القدمية‪.‬‬
‫والرسالة املتحفية حاليا هي جعل املتحف جيمع بني املاضي و احلاضر بشكل جذاب‪ ،‬ليس كمجرد مكان‬
‫لعرض التاريخ فحسب‪ ،‬بل كمركز لألنشطة املتصلة ابحلياة العامة و الثقافة اإلنسانية بتفاعالهتا و تطور أسلوهبا‬
‫احلضاري‪ ،‬و ميكن حتديد الوظائف املهمة للمتحف و اليت ميكن أن تكون صفة للمتحف متيزه عن أية مؤسسة‬
‫‪2‬‬
‫أخرى تدعى جتاوزا للمتحف‪ ،‬فإننا حنددها أبربعة وظائف شاملة‪.‬‬
‫مجع العينات املتحفية ميدانيا‪.‬‬
‫حفظ الثروات الطبيعية و املأثورات التارخيية‪.‬‬
‫إجراء البحوث و الدراسات املتحفية‪.‬‬
‫توفري تسهيالت للراحة و الرتفيه‪.‬‬
‫ولقد قامت اهليئة القومية يف الوالايت املتحدة األمريكية ‪(NEA National Endowment for the‬‬
‫)‪ arts‬بتحديد و تعريف و تلخيص وظائف املتاحف‪،‬حيث قدمت تقريرا بذلك يتضمن الوظائف التالية‪:3‬‬
‫‪(4‬عرض الرتاث احلضاري أو العلمي‪ ،‬تعليم الصغار و الشباب‪ ،‬العمل كمركز خيدم أنشطة اجملتمع احمللى‪ ،‬صيانة و‬
‫حفظ األشياء‪ ،‬القيام بدورات تعليمية للتالميذ و طالب العلم و دور إعالمي و تثقيفي لزوار املتحف‪ ،‬احلصول‬

‫‪-1‬عبدد الدرمحن بدن إبدراهيم الشدداعر‪،‬مقدمة يف تقنيدة املتداحف التعليمية‪،‬كليدة الرتبيددة‪ ،‬جامعدة امللدك سدعود‪،‬الطبعة األوىل‪،‬الدرايض ‪،1992/1412‬‬
‫ص‪.4‬‬
‫‪-2‬عبد الرمحن بن إبراهيم الشاعر‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪.12‬‬
‫‪-3‬املرجع‪ ،‬ص‪.06‬‬

‫‪130‬‬
‫الع ــدد‪ :‬السادس ص‪149 -127‬‬ ‫جملة منرب الرتاث األثري‬
‫‪ISSN: 2335-1500, EISSN: 2602-7267‬‬

‫على العينات األثرية و الرتاثية‪ ،‬جذب السياح‪ .‬إجراء البحوث‪ ،‬تقدمي املساعدة للمتاحف األصغر حجما‪ ،‬تدريب‬
‫املشتغلني مبهنة املتاحف)‪.‬‬
‫شروط حفظ املادة العضوية ابملتحف‪:‬‬
‫متثل املقتنيات العضوية االثرية جزءا كبريا من الرتاث احملفوظ ابملتاحف ‪ ،‬و هي من املواد االكثر حساسية‬
‫للظروف املناخية و الطبيعية ابعتبارها مواد قابلة للتحلل و عليه فاألاثر العضوية هي كل املواد اليت يرجع اصلها اىل‬
‫بقااي النبااتت و الكائنات البشرية و احليوانية‪ ،‬و جندها بصفة عامة تتمثل يف املقتنيات من العظام البشرية و‬
‫‪1‬‬
‫احليوانية و العاج و املنسوجات و اجللود و الورق و املخطوطات‪.‬‬
‫يعد املتحف من املصادر اهلامة للمعلومات ملا حيتوي عليه من جمموعات أثرية أو اترخيية أو علمية أو جيولوجية‬
‫فهي يف حد ذاهتا معلومات حمسوسة و ملموسة‪ ،‬ولكنها يف الوقت نفسه ختفي بني عناصرها أسرارا و معلومات‬
‫البد من كشفها و إبرازها للزائر ‪ ،‬فباجملموعات تقام املتاحف و من دوهنا ال وجود للمتحف‪.‬‬
‫املتحف الوطين أمحد زابنة و دوره يف حفظ التحف العضوية‪:‬‬
‫يعد متحف زابنة من بني املتاحف األوىل يف اجلزائر و اليت دشنت خالل االحتالل الفرنسي للجزائر و هو‬
‫يضم جمموعة شاملة من أاثر الشعوب اليت توافدت على املنطقة و قد مت مجع هذه األخرية عن طريق اهلبات أو‬
‫الشراء و كذلك نتيجة التنقيبات األثرية‪ .‬إن فكرة إنشاء متحف مبدينة وهران جاءت بفضل الرائد دومايت‬
‫‪2 Demaeght‬وهو أثري خمتص يف علم النقوش و الذي حاول بفضل مراسالته إىل املواطنني إبثراء املعروضات‪.‬‬
‫و يف سنة ‪1986‬م غري اس د د دم املت د د د د د دحف من مد د د د د دتحف دومد دارغ ‪ Domergue‬إىل اسم املتحف‬

‫‪ -1‬التيجاين مياطة ‪ ،‬املقتنيات االثرية العضوية مبتاحف الشرق اجلزائري "دراسة تطبيقية لوسط احلفظ"‪ ،‬اطروحة لنيل شهادة الدكتوراه يف علم‬
‫االاثر و احمليط‪ ،‬جامعة تلمسان ‪ ،2017-2016‬ص ‪.94‬‬
‫‪-2‬دومايت لويس‪ :‬ولد يف دوكارك يف ‪ 1831‬كان عامل أاثر و عامل كتاابت منقوشة المع يف اجتماع ‪24‬ماي‪ 1880‬عني انئب الرئيس‪ ،‬و لقد‬
‫كانت له الفرص ليصبح رئيسا إال انه رفضها ‪ ،‬و صب جل اهتماماته لألحباث األثرية اليت ملع فيها و كانت له كتاابت و أحباث عديدة ‪ ،‬تويف‬
‫يف أفريل من عام‪ ،1898‬لالستزادة انظر‪:‬‬
‫‪M.R. Blanchère .Discription de l’Afrique du nord, musée de l’Algérie de la Tunisie (musée‬‬
‫‪d’Oran) Ernest Leroux éditeur ,paris1893, p752.‬‬

‫‪131‬‬
‫إسم املؤلف (ين)‪:‬فاطمي عائشة عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‪:‬وسط حفظ التحف االثرية العضوية داخل املؤسسة املتحفية" املتحف الوطين أمحد زابنة أمنوذجا"‬

‫الوطين أمحد زابنة عرفاان لشهداء الثورة التحريرية و يف ‪ 27‬ماي ‪ 1986‬صنف ضمن املتاحف الوطنية‪.1‬‬
‫حيتوي املتحف الوطين أمحد زابنة على جمموعة كبرية من التحف وقد خصصنا هذا املوضوع يف دراسة جمموعة‬
‫املواد العضوية املوجودة ابملتحف سواء املعروضة أو املتواجدة ابملخزن ويوجد عدد ال أبس به من هذه األخرية‬
‫موزعة على اجملموعات املتحفية حسب الفرتات الزمنية اليت ترجع إليها و تنقسم اجملموعات املتحفية العضوية داخل‬
‫املتحف كااليت‪:‬‬
‫جمموعة املنسوجات (النسيج)‪:‬‬
‫يوجد مبتحف زابنة جمموعة كبرية من املمتلكات الثقافية اليت تنتمي اىل احلضارة اإلسالمية وتعود أغلبها إىل‬
‫الفرتة العثمانية وهي جد متنوعة من حيث األصناف من نسيج وألبسة رائعة مزخرفة خبيوط ذهبية وتنتمي كل هذه‬
‫اجملموعة إىل قاعة األاثر اإلسالمية (املسماة بقاعة املسكوكات قدميا)‪ ،‬ومن بني هذه املنسوجات جند جمموعة من‬
‫االلبسة العسكرية وكذلك بعض املفروشات و الستائر و مالبس خاصة ابحلفالت و االعراس يرجع مصدرها اىل‬
‫مدينة تلمسان و ضواحيها و هي مقسمة بني العرض و التخزين‪.‬‬
‫جمموعة املخطوطات‪:‬‬
‫ال حيتفظ متحف أمحد زابنة بوهران مبجموعة كبرية من املخطوطات عدا خمطوط واحد وهو‪" :‬طلوع سعد‬
‫السعود يف أخبار وهران واجلزائر وإسبانيا وفرنسا إىل أواخر القرن التاسع عشر" لألغا بن عودة املزاري‪.2‬‬
‫املخطوط عبارة عن جملد كبري حيتوي على ‪ 582‬صفحة من مقاس ‪ 25 X19‬سم‪ ،‬وترتاوح سطورها بني ‪18‬‬
‫و‪ 30‬سطر وكتب خبط مغريب واضح وسهل القراءة على طريقة املصحف الكرمي املغريب‪ ،‬حبيث تنقط الفاء من‬

‫‪-1‬اجلريدة الرمسية رقم ‪ 22‬لسنة ‪1989‬م‪.‬‬


‫‪ -2‬مؤلف هذا املخطوط أبو إمساعيل ابن عودة بن احلاج حممد املزري البحثاوي كما جاء يف مطلع الصفحة األوىل منه اليت حتمل رقم "‪"2‬‬
‫ويعرف عند الناس من الناحية الغربية ابآلغا املزاري‪ ،‬وكان أبوه احلاج حممد املزاري وعم أبيه مصطفى بن إمساعيل‪ ،‬قد توليا منصب ووظيفة‬
‫"اآلغا" عند األمري عبد القادر أوال‪ ،‬مث عند الفرنسيني‪ ،‬بعد أن انضما إليهم فقي حدود ديسمرب ‪1935‬م املوافق ألواخر شعبان ‪1251‬هد‪ ،‬كما‬
‫جاء يف صفحات ‪ 434-431‬من املخطوط نفسه لالستزا دة انظر‪ :‬حتقيق ودراسة املخطوط لددلدكتور حيي بوعزيز اجلزء األول والثاين‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،1990 ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪132‬‬
‫الع ــدد‪ :‬السادس ص‪149 -127‬‬ ‫جملة منرب الرتاث األثري‬
‫‪ISSN: 2335-1500, EISSN: 2602-7267‬‬

‫أسفل والقاف من أعلى بنقطة واحدة‪ .1‬ال يوجد للمخطوط عنوان على ظهره ابلصفحة األوىل وإمنا ذكر داخل‬
‫الصفحة الثالثة ويف آخرها‪،‬وقد بدئ املخطوط ابلصفحة الثانية بينما أبقيت الصفحات األوىل بيضاء‪ ،‬ال توجد به‬
‫صفحة ‪ ،505‬وذلك خلطأ يف الرتقيم فقط‪ ،‬إذ انتقل املؤلف من رقم ‪ 504‬إىل رقم ‪ 506‬مباشرة‪ ،‬تنقص‬
‫ابملخطوط مثاين صفحات من رقم ‪ 538‬إىل ‪ 545‬إذ اقتلعت منه أربعة أوراق‪ ،‬وذلك يف املقصد األخري منه‪،‬‬
‫ومن سوء الصدف أن الصفحات الناقصة هي اليت تتصل حبياة املؤلف نفسه‪ ،‬وموقفه من األمري واملقاومة الوطنية‪،‬‬
‫ويبدو أهنا انتزعت عن قصد ولغرض معني‪ ،‬وكل صفحة من صفحات املخطوط يبدؤها املؤلف ابلعبارة التالية‪:‬‬
‫"اللهم صلي على احلبيب حممد وآله وصحبه وسلم" وتكون على ميني صفحة اليمني‪ ،‬ويسار صفحة‬
‫اليسار‪2.‬يوجد هذا املخطوط يف مكتبة متحف زابنة بوهران حتت رقم ‪ .466‬وجلد بغالف من الورق املقوى ذو‬
‫اللون البين وكتب على ظهر حاشية اجللدية احلمراء ابحلروف الالتينية املزري اتريخ وهران‪.‬‬
‫وعلى حسب املسؤولني عن املكتبة فإنه ال ججيد له نظري حبيث تتفرد به مكتبة املتحف جدون غريها‪ .‬وحيتفظ املتحف‬
‫أيضا ابلتحقيق والدراس ة للدكتور حيي بوعزيز يف جزئني‪ ،‬اجلزء األول والثاين دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫بريوت‪ ،‬لبنان ‪ 1990‬وذلك لالستعمال بدل املخطوط األصلي للحفاظ عليه من التلف وال يتم إخراجه إال‬
‫للضرورة فقط‪ .‬كما حيتوي املتحف أيضا على كتاب وصف إفريقيا للحسن الوزان املعروف بليون اإلفريقي ‪Léon‬‬
‫‪ l’africain‬طبع ابللغة الفرنسية سنة ‪1556‬م‪.‬‬

‫صورة خمطوط طلوع سعد السعود‬

‫‪-1‬حيي بوعزيز‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.13‬‬


‫‪-2‬املرجع نفسه‪،‬ص ‪.14‬‬

‫‪133‬‬
‫إسم املؤلف (ين)‪:‬فاطمي عائشة عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‪:‬وسط حفظ التحف االثرية العضوية داخل املؤسسة املتحفية" املتحف الوطين أمحد زابنة أمنوذجا"‬

‫جمموعة التحف اخلشبية‪:‬‬


‫يضم املتحف جمموعة كبرية من التحف اخلشبية املتنوعة من حيث أنواع اخلشب وكذلك الصناعة و‬
‫االستعماالت اليومية و هي غري مدروسة بشكل جيد‪ ،‬فهناك بعض التحف الغري معروفة املصدر والفرتة ومن بني‬
‫التحف اخلشبية القدمية احملفوظة ابملتحف منها ابب خشيب كبري يعود إىل فرتة إقامة آخر ابايت وهران ويعود اترخيه‬
‫إىل أواخر الفرتة العثمانية ابجلزائر‪ ،‬حبيث حتتل األبواب مكانة هامة يف احلضارة والثقافة العثمانية وهي يف غالب‬
‫األحيان تصنع من اخلشب وتكون مزخرفة بشكل مميز ولكل ابب هويته اخلاصة به‪.‬‬

‫ابب خشيب يعود للفرتة العثمانية‬

‫جمموعة العظم والعاج و الصدف‪:‬‬


‫يعترب العاج من املواد الصناعية القيمة والنادرة اليت أقبل القدماء على استخدامها يف صناعة بعض أدوات الزينة‬
‫أو األدوات الزخرفية كاألمشاط واللعب ويف صناعة التماثيل الصغرية أو تطعيم بعض التحف املصنوعة من اخلشب‬
‫كالكراسي واألسرة‪ . 1‬كما يتميز العاج بليونته يف النقش وسهولة احلفر فيه‪ ،‬على عكس العظم الذي جيد النقاش‬
‫صعوبة يف نقش الزخارف عليه‪ ،‬السيما الصورة اآلدمية واحليوانية اليت توجب الدقة يف تنفيذها وذلك لصالبته‬
‫وليس من السهل احلصول على العاج ألن مصادره تقتصر على أنياب الفيلة واليت ال تتوفر بكثرة‪ .‬و ابلنسبة‬

‫‪10- Nouria Akli : l’art de l’ivoire, Annales du Musée national d’antiquité, N° 13.1424/2003 , P 34.‬‬

‫‪134‬‬
‫الع ــدد‪ :‬السادس ص‪149 -127‬‬ ‫جملة منرب الرتاث األثري‬
‫‪ISSN: 2335-1500, EISSN: 2602-7267‬‬

‫للمتحف الوطين أمحد زابنة بوهران فال تتوفر به أي حتف عاجية‪ ،‬على عكس التحف العظيمة اليت حتتل الصدارة‬
‫من حيث العدد ملقتنيات املتحف وهي تنقسم بني قاعتني قاعة ما قبل التاريخ وقاعة العظام‪.‬‬
‫إال أن هذه األخرية مل يتم دراستها وذلك لعدم وجود متخصصني يف هذا اجملال ابملتحف فقد اكتفوا بغرض‬
‫جمموعة كبرية منها وختزين الباقي وكل ما هو مذكور عن هذه اجملموعات هو مكان تواجدها وهي ختتلف من مغارة‬
‫اىل أخرى حسب التنقيبات واليت كان أغلبها من طرف دومارغ ومتثل هذه اجملموعة بقااي حليواانت عاشت على‬
‫فرتات خمتلفة من أزمنة ما قبل التاريخ (من العصر احلجري القدمي‪ ،‬الوسيط‪ ،‬فاحلديث‪.)...‬‬
‫وقد تنوعت بني عظام حليواانت خمتلفة وصناعات عظيمة من خمارز وصناعات أخرى مثل مقابض الفؤوس‬
‫املصقولة من قرون االايئل عثر عليها يف مغارة الظهرية (وهران)‪.‬‬
‫كما يوجد هناك حلي من قشدور بديض النعدام‪ ،‬وصدناعات عظيمدة‪ ،‬وأضدراس اخليدل وقدرون الغدزال مدن مغدارة ميددان‬
‫الرماية (وهران)‪ .‬وليست كل جمموعة العظام من منطقة وهران ولكن هناك مناطق أخدرى جلبدت منهدا مثدل منطقدة‬
‫(مرمدة تيغنيف‪ -‬معسكر)‪ ،‬تتكون جمموعها من‪ :‬قطدع سدفلية لعظدم الفخدذ للخيدل املوريتداين‪ ،‬ضدرس طاحندة علويدة‬
‫رأس سددفلي للكعددربة ابإلضددافة إىل نسددخة لفددك إنسددان املعتدددل املوريتدداين‪،‬رأس عظددم الفخددذ لفيددل أطلسددي ومعظددم‬
‫اللقى العظيمة هي عبارة عن بقااي عظام وقرون وأسنان حليواانت خمتلفة تتوزع على العصور احلجرية بفرتاهتا‪.‬‬

‫صور لبعض املعروضات من عظام وحلي من قشور بيض النعام و الصدف‬

‫جمموعة التحف اجللدية‪:‬‬


‫للتحف اجللدية أمهية كبرية يف علم اآلاثر وتعىن بعناية خاصة لطبيعتها احلساسة يف املتحف وألنه اندرا ما يعثر‬
‫على التحف اجللدية أثناء التنقيبات فهي قليلة الوجود إن مل نقل اندرة ويوجد يف متحف أمحد زابنة جمموعة من‬

‫‪135‬‬
‫إسم املؤلف (ين)‪:‬فاطمي عائشة عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‪:‬وسط حفظ التحف االثرية العضوية داخل املؤسسة املتحفية" املتحف الوطين أمحد زابنة أمنوذجا"‬

‫التحف اجللدية القدمية ومعظم هذه التحف ترجع إىل منطقة تلمسان وهي حمفوظة ابلقاعة اإلسالمية وقاعة‬
‫اإلثنوغرافيا حسب وظيفتها وحسب الفرتات اليت ترجع إليها ومن بني التحف اجللدية احملفوظة مبتحف زابنة‬
‫حافظات النقود و أحذية خمتلفة املناطق و الفرتات‪.‬‬
‫‪ -‬التجهيزات اخلاصة حبفظ اجملموعات املتحفية‪:‬‬
‫عرفت وسائل العرض يف اآلونة األخرية تطورا كبريا مع التطور التكنولوجي‪ ،‬إذ أصبحت األسواق غنية‬
‫مبختلف املتطلبات اليت حتتاج إليها املعارض يف التأثيث اخلاص ابحلفظ ( التخزين) والعرض‪ ،‬وختتلف واجهات‬
‫العرض يف العرض الواحد وذلك حبسب نوعية املعروضات وما حتتاج إليه من ظروف مناخية مثل درجة احلرارة‬
‫ونسبة الرطوبة‪ ،‬ونوعية اإلضاءة وما يناسبها من ألوان للخلفية وأماكن لوضع البطاقات‪.‬‬
‫الواجهات‪:‬‬
‫لقد قام املسؤولون مبتحف زابنة بوهران ابستبدال الواجهات التقليدية القدمية املستخدمة يف مجيع قاعات‬
‫العرض بواجهات أخرى وذلك من أجل حتقيق املتطلبات الضرورية لعملية العرض املتحفي وهي عبارة عن‬
‫واجهات ذات شكل فين جذاب يتناسب مع مجال التحف وقاعات العرض واقتصر التغيري على بعض القاعات‬
‫فقط مثل قاعة اإلثنوغرافيا أما ابقي القاعات فهذه األخرية ال زالت تعتمد يف عرض املقتنيات على واجهات‬
‫قدمية‪.‬‬

‫مناذج لبعض واجهات العرض ابملتحف‬

‫ويف كل انواع الواجهات اخلاصة ابلعرض جيب ان يراعى مستوى نظر الزائر بطول بقدر حبوايل مرتين ( ‪2‬م)‬
‫وعرض يقدر مبرت ونصف ( ‪1.5‬م)‪ ،‬و كذلك جيب أن تكون الواجهات مشرتكة يف تقسيمها الداخلي وجتهيزها‬
‫التقين‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫الع ــدد‪ :‬السادس ص‪149 -127‬‬ ‫جملة منرب الرتاث األثري‬
‫‪ISSN: 2335-1500, EISSN: 2602-7267‬‬

‫ومهما كان نوع الواجهات جيب أن تكون من مواد ال تسبب انعكاسات على املعروضات‪ ،‬وينبغي أن توضع‬
‫حبيث ميكن للزائر رؤية ما بداخلها بسهولة ودون عناء‪ ،‬وكذلك جيب مراعاة خلفية تتناسب مع لوهنا‪.‬‬
‫و ابإلضافة إىل الواجهات يوجد هناك مستلزمات أخرى للعرض مثل احلوامل اخلاصة ابلتحف اليت ال حتتاج إىل‬
‫عرض داخل الواجهة مثل التيجان والتماثيل‪.‬‬
‫تقنيات العرض واإلضاءة ابملتحف‪:‬‬
‫إن لتقنيات العرض دور كبري يف جناح املتحف يف أداء مهمته وكذلك يف احلفاظ على التحف األثرية‪،‬‬
‫وابلنسبة هلذه األخرية فقد اعتمد املتحف على عرض اجملموعات العضوية بطرق خمتلفة ومتعددة فنجد بعض‬
‫التحف معلقة مثل اهلياكل العظمية الكبرية احلجم ‪ ،‬إال أن هذه األخرية جتاوزت مستوى نظر الزائر فهي معلقة‬
‫ابلسطح مما يؤدي إىل بذل جمهود كبرية للنظر والتمعن يف هذه األخرية كما جند عرض بقية التحف العظيمة‬
‫بشكل مكدس داخل الواجهة مما يصعب على الزائر التميز بينها خصوصا يف قاعة ما قبل التاريخ فهذه االخرية‬
‫تعتمد على اإلضاءة الطبيعية أو مصابيح الفلورسنت املعلقة يف السقف فال يوجد إضاءة داخل الواجهات وهذا‬
‫يؤدي إىل ضعف اإلانرة وابلتايل عدم وضوح التحف وهذا يؤدي إىل ركاكة يف العرض ونفور من قبل اجلمهور‪.‬‬

‫صور لبعض املعروضات للتحف العظمية‬

‫هذا ابإلضافة إىل عرض القطع النسيجية مع قطع معدنية يف نفس الواجهة وكذلك اخلشبة كما هو موجود يف‬
‫قاعة اإلثنوغرافيا وهذه األخرية ميكنها أن تزيد من مضاعفات و إفرازات كيميائية تضر ابلتحف احلساسة وهذا‬
‫يرجع سببه حسب املسؤولون عن العرض إىل قلة مساحات العرض ابملتحف‪.‬‬
‫‪137‬‬
‫إسم املؤلف (ين)‪:‬فاطمي عائشة عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‪:‬وسط حفظ التحف االثرية العضوية داخل املؤسسة املتحفية" املتحف الوطين أمحد زابنة أمنوذجا"‬

‫‪ -‬أتثيث غرف التخزين اخلاصة ابجملموعات املتحفية‪:‬‬


‫للمخزن خاصيته اليت جتعله خيتلف عن ابقي أجزاء املتحف فاملفروض فيه جتمع أكرب كمية من التحف يف‬
‫أقل مساحة ممكنة‪ ،‬ومن جهة أخرى يتطلب الوصول السهل إىل التحف دون إحلاق أي ضرر هبا‪ ،‬كما يشرتط فيه‬
‫توفر مجيع املعطيات اخلاصة حبفظ املقتنيات‪.‬‬
‫كما للمخازن أمهية كبرية ابلنسبة للمتحف فال تنحصر أمهيتها يف ختزية اآلاثر فقط‪ ،‬بل متتد إىل املسامهة يف إجناح‬
‫اخلدمة املتحفية وأداء رسالة املتحف‪ .‬فمثال عند عرض املقتنيات جند أن هناك تكرار للقطع‪ ،‬ويف حالة عرض كل‬
‫هذه القطع س تحدث حالة من االرتباك واالزدحام بني القطع املعروضة مما يؤثر على الشكل العام للمتحف‪ ،‬ويؤثر‬
‫على استمتاع املشاهدين للمعروضات‪ ،‬لذلك وجب عرض قطعة أو قطعتني من القطع املتكررة‪ ،‬ويتم االحتفاظ‬
‫‪1‬‬
‫ابلباقي يف املخازن‪.‬‬
‫وهناك بعض املتاحف تعمل على تغيري معروضاهتا من حني إىل آخر‪ .‬كنوع من جتديد املتحف حىت ال يكون هذا‬
‫األخري جمرد شيء اثبت على الدوام ‪ ،‬فيتم استحداث املعروضات من القطع املوجودة ابملخازن وتبديلها أبخرى‬
‫موجودة يف العرض لعمل أسلوب جديد ‪ ،‬فضال عن االستفادة ابلقطع املوجودة ابملخازن يف عمل معارض مؤقتة‬
‫خارج املؤسسة املتحفية دون اللجوء إىل أخذ املعروضات املوجودة يف واجهات العرض للمعرض الدائم‪ .‬وللتخزين‬
‫اجليد واالفضل خيطو املتحف أول وأهم خطوة حنو احلفاظ على تراثنا التارخيي والثقايف مما جيعل املقتنيات والرتاث‬
‫احملفوظ يف املخازن يف أمان ورعاية أفضل لسنوات عديد لألجيال القادمة‪ ،‬لذلك يتم عمل حساب املخازن عند‬
‫التخطيط لعمارة املتحف ويفضل الكثريون أن تكون املخازن يف الطابق األرضي بعد معاجلة أرضيتها حىت‬
‫تستحمل األوزان الثقيلة من التماثيل و غريها من التحف ذات االوزان الثقيلة و االحجام الكبرية‪ ،‬ويتم توفري‬
‫‪2‬‬
‫وسائل األمان يف تلك املخازن من حيث ضبط درجة احلرارة والرطوبة‪ .‬وعزل املخازن مبواد غري قابلة لالشتعال‪.‬‬

‫‪-1‬حسني ابراهيم العطار‪ ،‬املتاحف"عمارة و فن و ادارة"‪،‬هبة النيل العربية للنشر و التوزيع‪،‬املهندسني‪،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.93‬‬

‫‪2-Verner Johnson, et Joanne C.Horgan, , La mise en des collections de musée protection du‬‬
‫‪Patrimoine culturel, Chaiers techniques, Musée et monuments 2- Unesco, p11- 13.‬‬

‫‪138‬‬
‫الع ــدد‪ :‬السادس ص‪149 -127‬‬ ‫جملة منرب الرتاث األثري‬
‫‪ISSN: 2335-1500, EISSN: 2602-7267‬‬

‫كذلك جيب توفري أجهزة اإلطفاء حتسبا حلدوث حرائق واحملافظة على التهوية سواء طبيعية أو من خالل أجهزة‬
‫‪1‬‬
‫التكيف مع حتصني املخازن من خماطر السرقة‪.‬‬
‫رفوف التخزين‪:‬‬
‫تكون رفوف املخازن غالبا من ألواح الصلب ذات الدعامات القوية املتينة‪ ،‬اليت تصنع خصيصا هلذا الغرض‬
‫وميكن فكها وتركيبها بسهولة وال يصيبها التسوس أو العفن مثل اخلشب‪ ،‬وتكون مقاومة للحرائق‪ ،‬وميكن‬
‫استعمال أرفق خشبية على دعامات من احلديد‪ 2.‬ابلنسبة ملتحف زابنة خصصت جمموعة من الفضاءات اخلاصة‬
‫ابلتخزين وقد خصص اثنان منها جملموعات اإلثنوغرافيا وواحد آخر للوحات الفنية بينما ابقي اجملموعات فال زالت‬
‫على النظام القدمي حبيث ختزن يف أرفق الواجهات اخلاصة ابلعرض مثل ما هو احلال ابلنسبة لقاعة ما قبل التاريخ ‪.‬‬

‫صورة توضح عملية التخزين اسفل واجة العرض‪.‬‬


‫وكذلك قاعة اتريخ الطبيعة بينما فيما خيص اآلاثر الرومانية فالقاعة مغلقة وهي ذاهتا عبارة عن خمزن وابلنسبة‬
‫للتحف احلجرية كشواهد القبور فوضعت يف الفناء التابع لقاعة اآلاثر الرومانية ووزعت بعض التماثيل يف حديقة‬
‫املتحف عند املدخل الرئيسي‪ .‬وأما فيما خيص الفضاءات اخلاصة ابلتخزين فال زالت بنقصها الكثري من األجهزة‬
‫والوسائل وحىت األاثث اخلاص ابلتخزين فال وجود ألجهزة التكيف وعلى ال حىت أجهزة مراقبة املناخ داخل‬

‫‪-1‬حسني ابراهيم العطار‪ ،‬املتاحف‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.94‬‬


‫‪2-Verner Johnson op. cit p.p 38- 39.‬‬

‫‪139‬‬
‫إسم املؤلف (ين)‪:‬فاطمي عائشة عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‪:‬وسط حفظ التحف االثرية العضوية داخل املؤسسة املتحفية" املتحف الوطين أمحد زابنة أمنوذجا"‬

‫الفضاء إضافة إىل أن األاثث املستعمل هو غري آمن لتخزين املقتنيات‪ ،‬وهو من إعداد العمال املسؤولني عن‬
‫اجملموعات أي أنه عبارة عن حلول مؤقتة إىل غاية تزويد املتحف أباثث ختزين آمن للمقتنيات املتحفية‪.‬‬

‫صور توضح طرق التخزين ابملتحف‪.‬‬

‫على كل فإن ختزين التحف يف املخازن هو عمل له أمهيته القصوى ابلنسبة للمتحف فليس اهلدف هو التخلص‬
‫من تلك املقتنيات بعيدا عن قاعات العرض‪ ،‬وإمنا اهلدف هو تنظيم العرض أبن يتم عرض ما هو مناسب‬
‫واالحتفاظ ابلباقي يف املخازن حلني االستبدال من وقت إىل آخر‪.‬‬
‫أدوات رقابة املناخ الداخلي‪:‬‬
‫تعترب عملية مراقبة املناخ الداخلي للمتحف ضرورية للحفاظ على املقتنيات املتحفية األثرية ونعين ابملناخ‬
‫الداخلي الوسط احمليط ابلتحف سواء يف قاعات العرض أو املخازن وتستعمل هلذا الغرض جمموعة من األجهزة‬
‫ملراقبة درجة احلرارة ونسبة الرطوبة ومن بني األجهزة جند ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬جهاز قياس درجة احلرارة‪Thermomètre :‬‬
‫‪ -‬جهاز قياس نسبة الضوء‪Lux mètre :‬‬
‫‪ -‬جهاز قياس نسبة الرطوبة‪Thermo hygrographe :‬‬
‫ويستحسن احلفاظ على درجة مستقرة لكل من الرطوبة واحلرارة حسب املواد املعروضة أو املخزونة يف املتحف‬
‫هنارا وإطفائها ليال حيدث تغيري شاسع يف درجة احلرارة‪ ،‬وكذلك حتويل حتفة من مكان ابرد إىل‬
‫فاستعمال التدفئة ً‬

‫‪140‬‬
‫الع ــدد‪ :‬السادس ص‪149 -127‬‬ ‫جملة منرب الرتاث األثري‬
‫‪ISSN: 2335-1500, EISSN: 2602-7267‬‬

‫مكان ساخن وبسرعة يعين إتالفها لذا جيب أن يتم التحويل بصورة بطيئة وتدرجيية وقد تنطبق هذه االحتياطات‬
‫على التغيري من املخزن إىل العرض‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أما ابلنسبة للمواد احملفوظة ابملخازن فمن األفضل اإلبقاء عليها يف درجة حرارة ترتاوح ما بني ‪ °15‬و ‪°22‬م‪.‬‬
‫وللتقليل من األضرار يستحسن تنقية اهلواء من التلوث وذلك عن طريق هتوية املخازن من حيث آلخر وترك‬
‫مسافات بني خزاانت ورفوف التخزين لتجديد اهلواء‪.‬‬
‫ولقد أصبحت أمهية تكيف اهلواء تتزايد يف ختطيط إنشاء املتاحف وذلك لالختالفات الكبرية يف احلرارة ونسبة‬
‫الرطوبة وميكن التحكم يف نسبة الرطوبة الزائدة يف الواجهات احملكمة اهلواء ( ابستعمال اجملففات مثل جال‬
‫السليكا) وهي مناسبة أيضا للقطع املخزنة‪ ،‬وهناك حلول أخرى تتضمن استعمال جمففات تدار ابلكهرابء أو الغاز‬
‫‪2‬‬
‫أو مزودات للرطوبة توضع يف الغرف عند احلاجة‪.‬‬
‫و ملعرفة اسباب ضرر اجملموعات املتحفية يف وسط احلفظ و مبا أن متحف زابنة يوجد يف منطقة تطل على‬
‫البحر فيمكننا القول أن اهلواء مشبع ابلرطوبة على مدار السنة ‪ ،‬و يدل ارتفاع الرطوبة النسبية على اخنفاض‬
‫درجة احلرارة و سنوضح نتيجة هذا االختالف يف املناخ الداخلي للمبىن بشكل أفضل يف هذا اجلدول من خالل‬
‫النتائج املتحصل عليها من اجراء لقياس درجة احلرارة و كمية الرطوبة النسبية خالل فصلني خمتلفني فصل الشتاء و‬
‫فصل الصيف و فد اخرتان شهر جوان و شهر ديسمرب ابعتبارمها بداية لكل فصل فكانت النتائج كالتايل‪:‬‬

‫‪-1‬علي محالوي‪،‬علم املتاحف‪،‬سلسلة حماضرات علم االاثر ‪ ،‬معهد االاثر‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ -1991 ،‬ص‪.46‬‬
‫‪-2‬آدمز فليب و آخرون‪،‬دليل تنظيم املتاحف ‪ ،‬ترمجة حممد حسن عبد الرمحن ‪،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب ‪ ،.1994 ،‬ص ‪.198‬‬

‫‪141‬‬
‫إسم املؤلف (ين)‪:‬فاطمي عائشة عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‪:‬وسط حفظ التحف االثرية العضوية داخل املؤسسة املتحفية" املتحف الوطين أمحد زابنة أمنوذجا"‬

‫شهر ديسمرب‬ ‫شهر جوان‬ ‫الشهور‬


‫نسبة الرطوبة‬ ‫درجة احلرارة‬ ‫نسبة الرطوبة‬ ‫درجة احلرارة‬ ‫الطوابق و القاعات‬
‫ما بني‬ ‫ما بني‬ ‫ما بني‬ ‫ما بني‬ ‫الطابق األسفل‪:‬‬
‫‪%20‬و ‪%40‬‬ ‫‪°11‬و ‪°15‬‬ ‫‪ %16‬و ‪%60‬‬ ‫‪29°‬و‪32°‬‬ ‫قاعة الفنون اجلميلة‬
‫الطابق األول‪:‬‬
‫ما بني‬ ‫ما بني‬ ‫ما بني‬ ‫ما بني‬ ‫قاعة اإلثنوغرافيا‬
‫‪%35‬و ‪%40‬‬ ‫‪°15‬و ‪°20‬‬ ‫‪ %15‬و ‪%69‬‬ ‫‪°30‬و ‪°35‬‬ ‫قاعة وهران القدمية‬
‫قاعة إفريقيا‬
‫قاعة اتريخ الطبيعة (‪)2‬‬
‫الطابق األرضي‪:‬‬
‫ما بني‬ ‫ما بني‬ ‫ما بني‬ ‫ما بني‬ ‫قاعة اآلاثر اإلسالمية‬
‫‪%40‬و ‪%50‬‬ ‫‪°10‬و ‪°15‬‬ ‫‪%68‬و ‪%70‬‬ ‫‪°28‬و ‪°30‬‬ ‫قاعة اتريخ الطبيعة(‪)1‬‬
‫قاعة ما قبل التاريخ‬
‫قاعة العظام‬

‫و مددن خددالل هددذه النتددائج نالحددظ ارتفدداع اىل نس دبة الرطوبددة إىل ‪℅68‬و اخنفدداض درجددة احل درارة إىل ‪°10‬‬
‫خصوصددا يف الطددابق األرضددي و يف فصددل الشددتاء تعددم الددربودة علددى كافددة القاعددات و املالحددظ أن أجهددزة التكييددف‬
‫مسد د د ددتعملة فقد د د ددط يف مكاتد د د ددب العمد د د ددال‪ ،‬دون قاعد د د ددات العد د د ددرض ابسد د د ددتثناء اسد د د ددتعمال جهد د د دداز جمفد د د ددف الرطوبد د د ددة‬
‫‪ Déshumidificateur‬املشددغلة وقددت األج دواء الرطبددة‪ ،‬و يددتم تشددغيل هددذا اجلهدداز بعدددة طددرق‪ ،‬س دواء ابلتبخددري‬
‫(‪ )Vaporisation‬حيددث يددتم تسددخني املدداء حددىت يتكددون البخددار و يدددفع بدده إىل اخلددارج‪ ،‬أو عددن طريددق التذريددة‬
‫(‪ )Atomisation‬و هددو أن يددرش اجلهدداز املدداء يف اجلددو يف صددورة رذاذ ‪ Aérosols‬غددري أن هدداتني الطدريقتني ال‬
‫ميكددن اسددتخدامهما يف املخددازن ألهنمددا يشددكالن خط درا يف حالددة تعطددل اجلهدداز املددنظم للرطوبددة‪ ،‬و يقددوم أيضددا هددذا‬
‫اجلهدداز خبفددض الرطوبددة حيددث يبخددر اهلدواء مث يلقددي بدده إىل اخلددارج عنددد درجددة حدرارة عاليددة بعددض الشدديء مددن درجددة‬

‫‪142‬‬
‫الع ــدد‪ :‬السادس ص‪149 -127‬‬ ‫جملة منرب الرتاث األثري‬
‫‪ISSN: 2335-1500, EISSN: 2602-7267‬‬

‫حرارة اهلواء احمليط‪،1‬أو استعمال طريقة أخرى أيضا تسمى التبخر ‪ évaporisation‬و هي مناسبة بشكل أكدرب‬
‫حلفظ املقتنيات ألنه يسمح ابلبخدر بددون جلدب احلدرارة أو رش املداء‪،2‬انهيدك عدن اسدتخدام نظدام التهويدة الطبيعيدة‬
‫عن طريق فتح النوافذ و األبواب إلدخال ضوء الشمس و جتديد اهلواء داخل املتحف‪.‬‬
‫مظاهر التلف الالحقة ابملقتنيات جراء الوسط املناخي السيء‪:‬‬
‫تتعرض القطع األثرية املعروضة داخل املتاحف يف واجهات العرض أو خارجها إىل عدد من العوامل اليت‬
‫تسبب تلفا هلا ومن تلك العوامل‪ :‬تقلبات الطقس‪ ،‬الضوء‪ ،‬الرطوبة‪ ،‬احلرارة‪ ،‬الغبار وغريها‪.‬‬
‫أتثريا كبري‬
‫ان التذبذب املناخي داخل املتحف وخارجه كارتفاع الضغط اجلوي وكذلك درجة احلرارة واخنفاضها يؤثر ً‬
‫يف القطع األثرية‪ ،‬وعليه جيب أن يزود املتحف أبجهزة صيفا وشتاءًا لتلطيف اجلو وخفض درجة احلرارة‪ ،‬فالتحف‬
‫األثرية وخاصة العضوية تتأثر بتقلبات الطقس خصوصا يف فصل الصيف و الشتاء‪ ،‬وكذلك بني الليل والنهار‬
‫‪3‬‬
‫لذلك جيب احلفاظ على درجة حرارة اثبتة أي جيب توفري جو مناسب للقطعة األثرية حىت ال تتعرض للتلف‪.‬‬
‫و يعترب إعداد وسط مناخي مالئم حلفظ اجملموعات املتحفية مرهون ابلتحكم يف العوامل البيئية و الفيزيوكيميائية‬
‫العامة للوسط املتحفي واملتمثلة يف احلرارة والرطوبة والضوء وكذلك العوامل البيولوجية وهذه األخرية قد تسبب‬
‫أضرارا ابلغة اخلطورة على املقتنيات خاصة العضوية منها ومن مظاهر التلف البارزة على املقتنيات احملفوظة‬
‫ابملتحف ال حظنا ما يلي‪:‬‬
‫التلف البيولوجي‪:‬‬
‫يكون التدهور البيولوجي من فعل كائنات حية‪ ،‬واخلسائر الناجتة عن هذه الكائنات تصنف إىل صنفني‪:‬‬

‫‪-1‬مدداري برديكددو‪،‬احلفظ يف علددم اآلاثر‪،‬الطددرق واألسدداليب العلميددة حلفددظ وتددرميم املقتنيددات األثرية‪،‬ترمجددة حممددد امحددد الشدداعر‪ ،‬اجمللددد‪ ،22‬املعهددد‬
‫العلمي لآلاثر‪،‬القاهرة‪،2002،‬ص ‪.255‬‬
‫‪2-Stolow (N).Conservation des œuvres d’arts pendent leur transport et leurs exposition, U.N.S.C.O‬‬
‫‪1980,p 84.‬‬
‫‪ -3‬ش ددوقي ش ددعث‪،‬املتاحف يف ال ددوطن العريب‪،‬النش ددأة والتطور‪،‬إص دددارات دائ ددرة الثقاف ددة واإلعالم‪،‬الش ددارقة‪،‬اإلمارات العربي ددة املتح دددة الطبع ددة األوىل‬
‫‪ ،2002‬ص‪.61‬‬

‫‪143‬‬
‫إسم املؤلف (ين)‪:‬فاطمي عائشة عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‪:‬وسط حفظ التحف االثرية العضوية داخل املؤسسة املتحفية" املتحف الوطين أمحد زابنة أمنوذجا"‬

‫فيزايئي وكيميائي‪ :‬جتد الكائنات وابألخص احلشرات على املواد العضوية طبقة ترسيب أو دعامة لعمل‬
‫العش والتغذية وهي بذلك تعمل على خلق خسائر فيزايئية عن طريق ثقب دهاليز يف اخلشب أو يف اجللد لتتمكن‬
‫من وضع بيتها‪ ،1‬وبذلك جتد الريقات طعامها الذي ميكنها من أتمني منوها‪ ،‬على نفس الدعامة‪ ،‬ولكي تتغذى‬
‫فإهنا تفرز مواد كيميائية تعمل على تدهور اجلزيئات العضوية لتتمكن من هضمها‪ ، 2‬وغري هذا التلف فإهنا تسبب‬
‫تلف خارجي وتشوه مجايل للتحفة كما هو موضح يف الصورة‪.‬‬
‫مظاهر التلف البيولوجي على التحف على املنسوجات و األخشاب‪.‬‬

‫اجلفاف والتشقق بسبب تذبذب درجة احلرارة و نسبة الرطوبة‪:‬‬


‫ان التذبذب املستمر بني درجة احلرارة ونسبة الرطوبة يؤدي اىل تلف التحف العضوية و تدمريها‪ ،‬فبارتفاع‬
‫درجة احلرارة تؤدي إىل فقد احملتوى املائي للمادة وابلتايل حيدث جفاف يتشكل من خالله تشققات خصوصا يف‬
‫مادة اخلشب وأيضا العظم كما هو واضح يف الصور‪.‬‬

‫الصورة توضح مظاهر اجلفاف و التشقق على التحف‬

‫‪-1‬ماري برديكو‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.337‬‬


‫‪-2‬املرجع نفسه‪،‬ص ‪.338‬‬

‫‪144‬‬
‫الع ــدد‪ :‬السادس ص‪149 -127‬‬ ‫جملة منرب الرتاث األثري‬
‫‪ISSN: 2335-1500, EISSN: 2602-7267‬‬

‫كما أن احلرارة والرطوبة هلا أتثري على قطع املنسوجات فهي شديدة التأثر هباذين العاملني‪ .‬إذ جيب مراقبة دائمة‬
‫طيلة مدة العرض ‪،‬كما جيب عرضها يف واجهات بعيدة نوعا ما عن نقاط الدخول ( أي عند مدخل املتحف) و‬
‫ذلك ألن احلرارة والرطوبة يف هذه األماكن يف تغري مستمر‪،1‬و كذلك حتدث تلفا يف املقتنيات اجللدية بسبب‬
‫الرطوبة الزائدة فنالحظ هشاشة اجللد إضافة اىل ترسب بقع سوداء فوق السطح كما توضحه الصورة‪.‬‬
‫مظاهر أتثري الرطوبة على التحف اجللدية‬

‫الغبار واالوساخ والتلوث‪:‬‬


‫تعترب األوساخ أكرب عدو لألنسجة بسبب الغبار املرتاكم على أسطح األقمشة لذلك جيب مراقة القطع‬
‫ابستمرار للتقليل من التلف ألنه إبمهال هذه األخرية ومع ازدايد نسبة الرطوبة يصبح من الصعب التخلص من‬
‫األثرية اليت تتشكل على السطح وتفسد األلوان ومن جهة أخرى جيب احملافظة على نظافة الواجهات واأللبسة ‪،‬‬
‫وابقي املقتنيات اليت ترتاكم عليها األثرية وهي على العموم متلفة للمواد العضوية سواء الرتكيب الداخلي بتفاعلها‬
‫مع عوامل أخرى أو بتشويهها ملظهر التحف اخلارجي‪.‬‬

‫‪-1‬سدداجية عاشددوري‪،‬طرق حفددظ وصدديانة املنسددوجات ابملتدداحف‪ ،‬حوليددات املتحددف الددوطين لددألاثر القدميددة‪ .‬العدددد ‪ 2003 /1424 -13‬ص‬
‫‪.100‬‬

‫‪145‬‬
‫إسم املؤلف (ين)‪:‬فاطمي عائشة عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‪:‬وسط حفظ التحف االثرية العضوية داخل املؤسسة املتحفية" املتحف الوطين أمحد زابنة أمنوذجا"‬

‫صور ملظاهر االوساخ على املنسوجات‬

‫نالحظ ان املقتنيات العضوية رغدم حساسديتها للعوامدل اخلارجيدة فهدي ال حتظدى ابحلفدظ اجليدد و الشدروط الضدرورية‬
‫حلمايتها ابملتحف و يرجع ذلك لعدة اسباب اوهلا عدم توفر التهيئة الالزمة و الوسائل التقنية احلديثة سواء للعرض‬
‫أو التخزين‪.‬‬
‫االجراءات الوقائية املتخذة لتجنب االضرار الالحقة ابملقتنيات املتحفية‪:‬‬
‫إن توفري املناخ املالئم حلفظ التحف الفنية و القطع األثرية يبدأ من حتليل ذلك الوسط الداخلي ابعتبار أن‬
‫كثريا من األمراض اليت تلحق ابلتحف أضرارا ال تبدو للعني اجملردة يف مدة قصرية يف بعض احلاالت كما ال تعرف‬
‫مسبباهتا احلقيقية بشكل دقيق‪ ،‬و ما يستوجب القيام به‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إعداد بطاقة تقنية تتضمن على وجه اخلصوص تصانيف اجملموعات اليت ينطوي عليها املتحف مع‬
‫ذكر ابرز خصوصياهتا الرتكيبية يف موازاة جلملة التأثريات احملتملة للمتغريات اخلارجية عليها‪ ،‬بدءا بضبط املوقع‬
‫خصوصا إذا كان قريبا من البحر مثل ما هو احلال ابلنسبة للمتحف الوطين أمحد زابنة‪ ،‬حيث الرطوبة النسبية‬
‫عالية و تكون مشبعة جبزيئات امللح الضارة ابلتحف وكذلك اذا كان موقع املتحف يف نسيج العمران املدين املكتظ‬
‫حيث التلوث احململ ابلغازات السامة و ذرات الغبار غري املرئية أو على حواف الطرق العمومية و السكك‬
‫احلديدية حيث تنشط ظاهرة االهتزازات و االرتدادات ابستمرار مقلق مرورا ابلتأكد من سالمة توجيه فتحات‬
‫التهوية جتاه مسار الرايح الدائمة والرايح املومسية و كذا أشعة الشمس على مدار أايم السنة و املتغرية بتغري‬
‫الفصول األربعة ‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫الع ــدد‪ :‬السادس ص‪149 -127‬‬ ‫جملة منرب الرتاث األثري‬
‫‪ISSN: 2335-1500, EISSN: 2602-7267‬‬

‫اثنيا‪ :‬جيب إعداد سلم لدرجة احلرارة و نسبة الرطوبة على مدار السنة بداخل مبىن املتحف و الذي يعترب فيه‬
‫فضاء الرطوبة النسبية احملصورة بني (‪%45‬و‪ )%65‬وكذا فضاء درجة احلرارة املئوية احملصورة بني (‪°15‬و‪°25‬م)‬
‫‪1‬‬
‫مبثابة اجملال املناخي املالئم و األنسب ملختلف اجملموعات املتحفية على وجه العموم‪.‬‬
‫فرتاجع الرطوبة النسبية إىل مستوايت أقل من ‪ %40‬مثال تسبب جفاف خطري للتحف و جتعلها صلبة و‬
‫سريعة االنكسار و زايدهتا عن ‪ %65‬تسبب انتفاخات غري عادية و قد تغري يف شكل و وزن التحفة املشبعة‬
‫جبزيئات املاء‪.‬‬
‫اخلامتة‪:‬‬
‫ويف االخري ميكننا القول أن املتاحف اجلزائرية بصفة عامة و املتحف الوطين أمحد زابنة بوهران بصفة خاصة تعاين‬
‫من وضعية صعبة إذا ما أخذان بعني االعتبار ما تعرفه املتاحف من حتوالت يف حتسني األداء الوظيفي و التقين‪،‬‬
‫فاستخدام التكنولوجيا احلديثة من حتاليل فيزايئية خمربية تعد اليوم من الوسائل املهمة اليت تسمح مبعرفة الرتكيب‬
‫الكيميائي للمواد االثرية ‪ ،‬و العوامل اليت تتسبب يف تلفها و تدهورها‪ ،‬و التغيريات اليت طرأت عليها بفعل الزمن‬
‫أو نتيجة بيئة احلفظ من عرض و ختزين أو نتيجة لعوامل أخرى ‪ ،‬و اليت من خالهلا ميكن ان نتوصل اىل الطرق‬
‫العالجية الضرورية و اليت من شاهنا أن حتمي االثر و تبقي على طابعه األثري ‪ ،‬و ميكن من خالهلا الوصول اىل‬
‫نتائج جيدة ملعرفة نوع التلف و طريقة معاجلته و السبل الوقائية الواجب اختاذها للحد من الضرر يف املستقبل‬
‫البعيد‪ .‬و لكن و لألسف الشديد فتقنية التحاليل املخربية ال زالت غري متوفرة يف املتاحف ولذلك يتعذر على‬
‫مسؤويل اجملموعات املتحفية و على الباحثني معرفة اسباب تلف التحف و حتديدها ابلشكل الدقيق فتبقى نتائج‬
‫الدراسات و البحوث نظراي من خالل املالحظة و التشخيص لألضرار الظاهرة على أسطح التحف االثرية دون‬
‫معرفة مدى أتثر هذه االخرية ومدى خطورهتا على الرتكيب الفيزيوكيميائي للمادة االثرية و خاصة املواد العضوية و‬
‫لذلك غالبا ما تكون الطرق الوقائية عامة للحد من االضرار و لتفادي انتشارها يف التحف ذاهتا أو مبنع انتقاهلا‬
‫من حتفة اىل اخرى‪.‬‬

‫‪1-Ezrati (J. Jacques( " l’humidité relative et température dans Muséo fiche" p- 22.‬‬

‫‪147‬‬
‫إسم املؤلف (ين)‪:‬فاطمي عائشة عنوان املقـ ـ ـ ـ ـال‪:‬وسط حفظ التحف االثرية العضوية داخل املؤسسة املتحفية" املتحف الوطين أمحد زابنة أمنوذجا"‬

‫قائمة البيبلوغرافيا‪:‬‬
‫‪-‬املراجع‪:‬‬
‫أ‪-‬ابللغة العربية‪:‬‬
‫‪ -1‬عبد الرمحن بن إبراهيم الشاعر‪ ،‬مقدمة يف تقنية املتاحف التعليمية‪ ،‬كلية الرتبية‪ ،‬جامعة امللك سعود ‪،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،‬الرايض ‪.1992/1412‬‬
‫‪-‬حسني ابراهيم العطار‪ ،‬املتاحف "عمارة و فن و ادارة" هبة النيل العربية للنشر و التوزيع ‪ ،‬املهندسني ‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪-‬علي محالوي‪ ،‬علم املتاحف ‪ ،‬سلسلة حماضرات علم االاثر ‪ ،‬معهد االاثر‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.1991 ،‬‬
‫‪-‬آدمددز فليددب و اخددرون ‪ ،‬دليددل تنظدديم املتدداحف ‪ ،‬ترمجددة حممددد حسددن عبددد الددرمحن ‪،‬اهليئددة املص درية العامددة للكتدداب‬
‫‪.1994‬‬
‫‪-‬ماري برديكو‪،‬احلفظ يف علم اآلاثر ‪ ،‬الطرق واألساليب العلمية حلفظ وترميم املقتنيات األثرية‪ ،‬ترمجة حممد امحد‬
‫الشاعر‪ ،‬اجمللد‪ ،22‬املعهد العلمي لآلاثر‪ ،‬القاهرة‪.2002 ،‬‬
‫‪-‬شوقي شعث‪،‬املتاحف يف الوطن العريب‪ ،‬النشأة والتطور‪ ،‬إصدارات دائرة الثقافة واإلعالم‪ ،‬الشارقة‪ ،‬اإلمارات‬
‫العربية املتحدة الطبعة األوىل ‪.2002‬‬
‫‪-‬سدداجية عاشددوري‪ ،‬طددرق حفددظ وصدديانة املنسددوجات ابملتدداحف‪ ،‬حوليددات املتحددف الددوطين لددألاثر القدميددة‪ .‬العدددد‬
‫‪. 2003 /1424 -13‬‬
‫ب‪-‬ابللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪-M.R. Blanchère .Discription de l’Afrique du nord, musée de l’Algérie de la‬‬
‫‪Tunisie (musée d’Oran) Ernest Leroux éditeur ,paris1893, p752.‬‬
‫‪- Nouria Akli : l’art de l’ivoire, Annales du Musée national d’antiquité, N°‬‬
‫‪13.1424/2003 , P 34.‬‬
‫‪-Verner Johnson, et Joanne C.Horgan, , La mise en des collections de‬‬
‫‪musée protection du Patrimoine culturel, Chaiers techniques, Musée et‬‬
‫‪monuments 2- Unesco, p11- 13.‬‬
‫‪- Stolow (N). Conservation des œuvres d’arts pendent leur transport et leurs‬‬
‫‪exposition, U.N.S.C.O 1980.‬‬
‫"‪-Ezrati (J. Jacques( " l’humidité relative et température dans Muséo fiche.‬‬
‫‪148‬‬
‫الع ــدد‪ :‬السادس ص‪149 -127‬‬ ‫جملة منرب الرتاث األثري‬
‫‪ISSN: 2335-1500, EISSN: 2602-7267‬‬

‫‪-‬الرسائل‪:‬‬
‫‪-‬التيجاين مياطة ‪ ،‬املقتنيات االثرية العضوية مبتاحف الشرق اجلزائري "دراسة تطبيقية لوسط احلفظ"‪ ،‬اطروحة لنيل‬
‫شهادة الدكتوراه يف علم االاثر و احمليط‪ ،‬جامعة تلمسان ‪.2017-2016‬‬

‫‪149‬‬
150

You might also like