You are on page 1of 44

‫محاضرات مادة حقوق اإلنسان والحريات‬

‫العامة‬
‫تم التحميل من موقع‪:‬‬

‫‪www.talabaonline.com‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫أحمد أيت األشقر‬

‫عبد الرحمن بوضاز‬

‫الفصل االول‪ :‬مفهوم حقوق اإلنسان والحريات العامة‬

‫الفرع األول ‪ :‬مفهوم الحق‬

‫•أوال‪ :‬الحق لغة له عدة معاني أهمها في هذا الصدد ‪ :‬الثبوت والوجوب‪.‬‬

‫•ثانيا‪ :‬الحق اصطالحا هناك عدة تيارات أواتجاهات منها إما رافضة أو متشبتة بوجود فكرة الحق؛‬
‫‪ -‬التيار المعارض لوجود فكرة الحق‪:‬‬

‫تعويض فكرة الحق الخيالية بالواجب (األلماني أوكيست كونت‪-‬المذهب الوصعي)‬

‫الحق ليس سوى مركزا قانونيا اليحتوي حقوقا شخصية (الفرنسي ليون ديجيت ‪ -‬نطرية التضامن‬

‫االجتماعي)‬

‫الوجود للحقوق وإنما قواعد قانونية منشئة اإللتزامات المتبثة لحقوق (النمساوي هانسن كلسن‪-‬‬

‫النظرية البحتة للقانون)‬

‫=< تعرض هذه اآلراء لإلنتقاد الشديد ولم يأخذ بها أغلب الفقه‪.‬‬

‫‪-‬التيار المتبني لوجود فكرة الحق‪:‬‬

‫تباين آراء الفقهاء الذين تبنوا وجود فكرة الحق الختالفهم حول العنصر الجوهري للحق‪.‬‬

‫‪ -‬الحق في الشريعة اإلسالمية‬

‫‪ -‬التيارات الكالسيكية الثالث‬

‫‪ -‬التيار ذي النزعة الشخصية‬

‫‪ -‬التيار ذي النزعة المصلحية‬

‫‪ -‬التيار ذي النزعة المختلطة‬

‫‪ -‬التيارات الحديثة‬

‫‪-‬الحق في الشريعة اإلسالمية ‪:‬‬

‫‪5‬أركان‬

‫صاحب الحق ‪ -‬الشيء المستحق ‪ -‬من عليه الحق ‪ -‬نص شرعي يوجب الحق ‪ -‬المشروعية‪.‬‬

‫الحق عالقة شرعية تؤدي إلى االختصاص بشيء مع امتثال شخص آخر في إطار محدد ومشروع‪.‬‬

‫التيارات الكالسيكية الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬التيار ذي النزعة الشخصية ‪:‬أو النظرية اإلرادية الحق هو »القدرة أو السلطة اإلرادية التي يخولها‬
‫القانون لشخص من األشخاص في نطاق معلوم« (األلمانيان وينشيد وسافيني)‬

‫اإلنتقاد ‪ -‬ربطه الحق باإلرادة وخلطه بين ثبوت الحق ومباشرته‪.‬‬

‫‪-‬التيار ذي النزعة الموضوعية‪ :‬أو نظرية المصلحة »الحق مصلحة يحميها القانون‪ ،‬وهذه المصلحة قد‬

‫تكون مادية أو معنوية« (األلماني إهرنج)‬

‫اإلنتقاد ‪ -‬المصلحة ليست جوهر الحق بل هي الغاية المرجوة منه‪.‬‬

‫‪-‬التيار ذي النزعة المختلطة‪:‬‬

‫يجمع بين فكرتي اإلرادة والمصلحة‪.‬‬

‫التيارات الحديثة‪:‬‬

‫الحق »استئثار شخص بقيمة معينة‪ ،‬أو شيء معين‪ ،‬عن طريق التسلط على تلك القيمة أو هذا‬

‫الشيء« (البلجيكي دابان)‪ ،‬ويتميز هذا التعريف ب‪ 4‬خاصيات‪:‬‬

‫•‬

‫االستئثار أو االختصاص‬

‫• التسلط‬

‫• احترام الغير لهذا الحق‬

‫• الحماية القانونية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬مفهوم الحرية‬

‫•الحرية ‪ :‬عدم وجود الشخص في حالة تبعية لشخص آخر الحرية هنا نقيض العبودية‬

‫•الحرية تفيد انعدام كل أشكال اإلكراه سواء كان بدنيا أو نفسانيا ومعنويا‪ ،‬أي إمكانية القيام بعمل ما‬

‫بكامل الحرية دون إكراه أو التزام سابق‬

‫•يراد بها أيضا السلطة التي يملكها شخص في مجتمع منظم للقيام أو عدم القيام بعمل ما‪.‬‬

‫غير أن التمتع بالحرية في مجتمع منظم ال يعني ممارستها بشكل مطلق فهي تخضع لقيود تستهدف‬
‫حماية حرية اآلخرين‪.‬‬

‫•التمييز بين الحرية الخاصة والحرية العامة‬

‫•الحرية الخاصة تمنح لفئة معينة دون أخرى (الحريات العينية كحرية الملكية) مع مراعاة‪:‬‬

‫‪-‬القيود الخاصة باحترام حريات اآلخرين والنظام العام؛‬

‫‪--‬ضرورة حمايتها من قبل السلطة ضد أي اعتداء‪.‬‬

‫‪ -‬الحرية الخاصة ال تعتبر نقيض للحرية العامة على أساس أن األولى تهم العالقات بين األفراد والثانية‬

‫تخص العالقات بين األفراد والسلطة أي تلك التي تعترف بها الدولة وتعمل على تنظيمها بنصوص‬

‫تحدد اإلطار القانوني لممارستها‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬التمييز بين مفهومي حقوق اإلنسان والحريات العامة‬


‫‪-‬يقول دومينيك تيربان في التمييز بينهما‪:‬‬

‫بأنـه في الوقت الذي نجد مفاهيم كل من حقوق اإلنسان والحريات العامة كمترادفة‪ ،‬إال أن هـذا ال‬

‫يعني أن أحدهما يغطي اآلخر فاألولى قديمة جدا وطموحة جدا وواسعة جدا لكنها قليلة الدقة‪ ،‬كونها‬

‫أكثر فلسفية وسياسية– وهي اليوم أسست على كثير من القداسة‪.‬‬

‫•بينما الثانية أي الحريات العامة حديثة‪ ،‬كما أن دراستها مستقلة‪ ،‬متأخرة‪ ،‬ولها بداية محتشمة‬

‫ومتواضعة‪ ،‬ولكن في نفس الوقت أكثر قانونية‪ ،‬وبالتالي أكثر دقة‪ ،‬ودون تردد يمكن اعتبارها نصرا‬

‫كبيـرا‪.‬‬

‫الحريات العامة هي حقوق للفرد اتجاه الدولة يقرها الدستور والقانون‪ ،‬وتمارس في مواجهة السلطة‬

‫وفي إطارها‪ ،‬فهي تفترض تدخل السلطة العامة اعترافا وضمانا لترتقي من مجرد حرية مجـردة إلى‬

‫حرية عامة‬

‫• وبالتالي فمصـدر هـذه الحريات وضعي‪ ،‬وهو تلك اإلرادة الشعبية التي وضعت الدسـتور أو القانـون‪،‬‬

‫وعليه ال يـمكن تصـور وجود حريات عامة‪ ،‬إال في ظل نظام قانوني معين‪ ،‬وهو ما يجعلها وثيقة الصلة‬

‫بالدولة‪.‬‬
‫أما حقوق اإلنسان فهي حقوق طبيعية يمتلكها اإلنسان لطبيعته اإلنسانية‪ ،‬وتظل موجودة حتى عند‬

‫عدم االعتراف بها أو انتهاكها من قبل سلطة ما‪ ،‬كونها تستمد وجودها من مصادر تاريخية وفلسفية‬

‫ترجع إلى فكرة القانون الطبيعي‪.‬‬

‫•وهذه الحقوق تقع فوق أطر القانون الوضعي‪ ،‬وما عليه إال أن يقررها ويكفل حمايتها فإذا ما فعل‬

‫اعتبرت في نظره حريات عامة‪.‬‬

‫الحريات العامة غالبا ما تستعمل في إطار الدولة داللة على اإلمكانيات التي يمتلكها المواطن في‬

‫مواجهة السلطة‪ ،‬ولذلك فمكانها الدستور أو القانون‪.‬‬

‫•بينما يحتفظ بتعبير حقوق اإلنسان داللة على اهتمام المجتمع الدولي باإلنسان وحقوقه‪ ،‬ولذلك‬

‫يكون نطاقها القانون الدولي‪.‬‬

‫إذا كان مرجع الحريات العامة هو تدخل الدولة‪ ،‬فإن حقوق اإلنسان تستمد وجودها من القانون‬

‫الطبيعي الذي يعترف لإلنسان بحقوق تالزم شخصيته وبدونها يفقد الفرد صفته كانسان‪.‬‬

‫وهذا يفيد أن حقوق اإلنسان غير مرتبطة بأفراد مقيمين في دولة معينة ولكن بالشخص كإنسان في‬

‫كل مكان وزمان بغض النظر عن جنسيته أو لونه أو دينه‪.‬‬

‫فالبعض يستعمل مصطلحي حقوق اإلنسان والحريات العامة كمترادفين مثل‪ :‬بيلو وجون روش‪ ،‬بينما‬

‫يرى البعض أن الحريات العامة مجرد تسمية فرنسية‪ ،‬وهناك من يرى بأن حقوق اإلنسان ما هي إال‬

‫اصطالح جديد لما عرف بالحقوق والحريات العامة‪.‬‬

‫مدرسة الحقوق والحريات العامـة المـعاصرة‪:‬‬

‫جورج بيردو وكلود ألبير كوليار‪:‬‬

‫‪ -‬إن حقوق اإلنسان ليست سوى اصطالح جديد يغطي كل ما عرف حتى اآلن تحت اسم الحقوق‬

‫والحريات العامة‪ ،‬والتي ترجع إلى الفكر األوربي خالل القرنين ‪ 18‬و ‪ ،19‬وإلى فكرة العقد االجتماعي‬

‫وإلى مبدأ الحرية والمساواة‪ ،‬والتي انعـكست في اإلعـالن الفرنـسي لحقـوق اإلنسـان والمواطن وإعالن‬

‫فرجينيا في أمريكا‬
‫•والحرية حسب هذه المدرسة توصف كذلك‪ ،‬عندما يترتب عليها واجبات يتعين على الدولة النهوض‬

‫بها وتتميز عندهم بالوضعية – أي ما لم يعترف القانون بالحريات فإنها ال توجد‪.‬‬

‫مدرسة رينيه كاسان‪:‬‬

‫•حقوق اإلنسان تقوم بغض النظر عن اعتراف الدستور بها أو عـدم اعترافه‪ ،‬وهو يختلف مع المدرسة‬

‫القانونية الوضعية التي تقول أن الحريات ال تنشأ إال إذا اعترف بها القانون‬

‫•حقوق اإلنسان لها قيمة فوق قانونية وهي متطورة ومتجددة وديناميكية‪.‬‬

‫•أهمية هذه المدرسة‪ ،‬تنبع من كونها تتحمس لتوسيع حقوق اإلنسان‪ ،‬وتتجدد تبعا الحتياجات‬

‫اإلنسان في المجتمع‪ ،‬وألن الحقوق تثبت لإلنسان بمجرد كونه إنسانا‪ ،‬ألنها تنبع من ضمير الجماعة‪،‬‬

‫ومطالبة الجماعة بهذه الحقوق‪ ،‬دون اشتراط أن يكون القانون الوضعي قد اعترف بها أو أدركها‬

‫بالحماية‪.‬‬

‫تعريف بروني كاسان لمادة حقوق اإلنسان بأنها‪:‬‬

‫•فرع خاص من فروع العلوم االجتماعية موضوعه هو دراسة العالقات القائمة بين األشخاص وفق‬

‫الكرامة اإلنسانية مع تحديد الحقوق والخيارات الضرورية لتفتح شخصية كل كائن إنساني‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬تطور حقوق اإلنسان‬

‫الفصل األول‪ :‬حقوق اإلنسان في الشرائع القديمة‬


‫‪ -1‬شريعة حمورابي‪:‬‬

‫ظهرت في بابل في‪1790‬ق‪.‬م‪ ،‬احتوت على‪ 282‬بندا‪ ،‬وهي تدوين للعادات والعقوبات الشائعة في‬

‫تلك الحقبة‬

‫•تتضمن تشريعات تهم الزراعة والممتلكات وحقوق المرأة واألطفال والعبيد‬


‫•عالج شؤون المرأة واألسرة من زواج وطالق وإرث‬

‫•التنصيص على احترام بعض الحقوق األساسية كحرية الملكية الفردية‪.‬‬

‫‪ - 2‬قانون صولون اإلغريقي ‪:‬‬

‫ظهر في اليونان بين القرنين ‪ 6‬و‪(7‬ق‪.‬م) من بين أهم مقتضياته‪:‬‬

‫• إعالن العفو العام لتصفية آثار الماضي‬

‫• السماح للمنفيين بالعودة إلى الوطن وتمتيعهم بالحقوق المدنية‬

‫• إحداث مجلس األربعمائة المنتخب والممثل للقبائل وإحياء مجلس الشعب‬

‫• إحداث مجلس المحلفين الذي يبت في المنازعات‬

‫• حظر االسترقاق بسبب العجز عن أداء الدين‬

‫• اإلفراج عن المسجونين بسبب الدين (تشديد الدال)‪.‬‬

‫‪ 3 -‬قانون األلواح اإلثني عشر ‪:‬‬

‫ظهر في روما في منتصف القرن الخامس (ق‪.‬م)‪ .‬ومن إصالحاته‪:‬‬

‫• نشر القانون الرماني فلم يعد سرا‬

‫• أصبح القانون دنيويا بعد أن كان كهنوتيا‬

‫• األلواح الثالثة األولى تتعلق بنظام الدعاوى‬

‫• اللوحتان ‪ 4‬و‪ 5‬تتعلقان بأحكام األسرة‬

‫•اللوحتان ‪ 6‬و‪ 7‬تتعلقان بأحكام األموال والتصرفات القانونية‬

‫•األلواح الخمسة األخيرة تخص نظام الجرائم‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬حقوق اإلنسان في أبرز الديانات‬


‫الفرع األول‪ :‬حقوق اإلنسان في الشريعة اليهودية‬

‫•نصت على مجموعة من الحقوق مثل الحق في الحرية والتحرر من الظلم باعتبارها من القيم العليا‬

‫التي ركزت عليها الكتب اليهودية المقدسة ‪.‬‬

‫•ورد في سفر "الخروج" " أنا هو الرب إلهك الذى أخرجك من مصر أرض العبودية ‪".‬‬

‫•كما أشار سفر "التثنية" إلى الوصايا العشر التي تضمنت إشارات صريحة إلى بعض حقوق اإلنسان‬

‫كتحريم القتل والسرقة‪،‬‬

‫"التشته بيت أحد‪ ،‬وال عبده‪ ،‬وال أمته‪ ،‬وال ثوره‪ ،‬وال حماره‪ ،‬مما لسواك‪".‬‬

‫انتقادات للديانة اليهودية‪:‬‬

‫‪-‬تعرضها للتحريف‬

‫‪-‬المناداة باحتقار الشعوب األخرى واعتبار اليهود شعب هللا المختار‬

‫‪-‬اإلبقاء على العبودية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حقوق اإلنسان في الشريعة المسيحية‬

‫•أقرت مبدأين أساسيين هما‪:‬‬

‫•الكرامة الشخصية اإلنسانية‪ ،‬باعتبار أن اإلنسان يستحق اإلحترام والتقدير‪ ،‬ألنه من أفضل مخلوقات‬

‫هللا‪.‬‬

‫•وفكرة تحديد السلطة‪» ،‬ما لقيصر لقيصر‪ ،‬وما لله لله« مما أدى إلى رفض فكرة السيادة المطلقة‬

‫للحكام‪ ،‬فال يمكن لسلطة أي حاكم مهما كان أن تكون مطلقة‪ ،‬ومن حق الناس الذين يخضعون‬

‫للسلطة أن يثوروا على الحاكم إذا لم يطبق التعاليم السماوية‪.‬‬

‫•اعتبار الفرد غاية التنظيم اإلجتماعي وإلزام الجماعة بالحفاظ على حقوقه‬

‫•تحريم اإلكراه في الدين‪.‬‬

‫اإلنتقادات‪:‬‬
‫•تعرض تعاليم المسيحية للتحريف والتأويل المتعسف‬

‫•إقرار محاكم التفتيش وصكوك الغفران‬

‫•تورط رجال الكنيسة في تكريس استبداد الحكام باسم السلطة الدينية‬

‫•ظهور حركة دينية إصالحية للكنيسة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬حقوق اإلنسان في الشريعة اإلسالمية‬

‫•ساهم اإلسالم في تعزيز حقوق اإلنسان وحمايتها ومن أبرز هذه الحقوق‪:‬‬

‫‪-‬الحق في المساواة وعدم التمييز بسبب العرق أو الجنس أو النسب أو المال‪،‬‬

‫ال فضل لعربي على أعجمي وال أبيض على أسود إال بالتقوى ‪ -‬حديث‪-‬‬

‫حرية العقيدة‬

‫أي إقرار مبدأ الحرية الدينية واختالف الدين« ال إكراه في الدين» آية‪.‬‬

‫حصانة المسكن‬

‫َى أَهْلِه َا ۚ ذَٰلِك ُ ْ‬ ‫ْ‬


‫م خَيْر لَّك ُ ْ‬
‫م‬ ‫سلِّمُوا عَل ٰ‬
‫سوا وَت ُ َ‬
‫ستَأن ِ ُ‬ ‫حت َّ ٰ‬
‫ى تَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫«يَا أَيُّهَا الَّذِ َ‬
‫ين آمَنُوا الَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غ َيْرَ بُيُوتِك ُ ْ‬

‫م تَذَكَّرُو َ‬
‫ن»‬ ‫لَعَلَّك ُ ْ‬

‫آية‪/27‬النور‬

‫*حرمة اإلعتداء على اإلنسان أو ماله وعرضه‪ ،‬وأي اعتداء عليه يعتبر جريمة في نظر اإلسالم‪ ،‬وقد ورد‬

‫في الحديث‬

‫«كل المسلم على المسلم حرام‪ :‬دمه وماله وعرضه» حديث‪.‬‬


‫* الحق في العدل والمساواة أمام القضاء باإلحتكام إلى الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وبضرورة الحكم بالعدل‬

‫والمساواة بين الناس والمتخاصمين‪،‬‬

‫َى أ َ َّال تَعْدِلُوا ۚ‬


‫ن قَوْم عَل ٰ‬
‫شنَآ ُ‬ ‫جرِمَنَّك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ط ۚ وَالَ ي َ ْ‬
‫س ِ‬ ‫ين لِلَّه ِ ُ‬
‫شهَدَاء َ بِالْقِ ْ‬ ‫«يَا أَيُّهَا الَّذ ِ َ‬
‫ين آمَنُوا ك ُون ُوا قَوَّام ِ َ‬

‫ه ۚ إِنَّ الل َّ َ‬
‫ه خَبِير بِمَا تَعْمَلُو َ‬
‫ن» آية (‪)8‬المائدة‪.‬‬ ‫ى ۚ وَاتَّقُوا الل َّ َ‬ ‫اعْدِلُوا هُو َ أَق ْ َر ُ‬
‫ب لِلتَّقْو َ ٰ‬

‫**مبدأ المسؤولية الجنائية الشخصية حيث أكدت الشريعة اإلسالمية على شخصية العقوبة "وال تزر‬

‫وازرة وزر أخرى" آية‪.‬‬

‫مالحضات‪:‬‬

‫‪-‬حرية العقيدة في اإلسالم غير مطلقة بل هي مقيدة‪ .‬فالمسلم ال يجوز له ألي سبب من األسباب أن‬

‫يترك اإلسالم ويعتنق دينا آخر وإال كان مرتدا‪ .‬وهذا التحريم يعتبر في الدين اإلسالمي من النظام‬

‫العام ال يجوز مخالفته‪.‬‬

‫‪-‬إذا كانت الشريعة اإلسالمية تقر حرية الزواج كأصل عام‪ ،‬فإنها ال تجيزه من المرتدة والالدينية‪.‬‬

‫‪-‬دعا إلى تحرير اإلنسان من الرق لكنه لم يحرم العبودية مراعاة خصوصية وطبيعة كل من الرجل‬

‫والمرأة (المعاملة التمييزية)‬

‫‪-‬حقوق اإلنسان مصدرها إلهي‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬في الحضارتين اإلغريقية والرومانية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حقوق اإلنسان في الحضارة اإلغريقية القديمة‪:‬‬

‫إقرار الحقوق السياسية للمواطنين اإلغريق خاصة ما يتعلق بالحق في الكالم والتعبير والمساهمة في‬

‫تسيير شؤون الحكم في دولة المدينة من خالل الحق في انتخاب المنتدبين الممثلين للقبائل‬

‫والمشاركة في مداوالت الهيئة التشريعية (الديمقراطية المباشرة)‪.‬‬

‫المؤاخذات على هذه الحقوق‪:‬‬


‫‪-‬صفة المواطنة حرم منها المزارعون والعمال واألجانب والنساء‬

‫‪-‬سيادة نظام العبودية‬

‫‪-‬التمييز على أساس الجنس بين الرجل والمرأة وعلى أساس اإلنتماء للبلد بين المواطنين واألجانب‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حقوق اإلنسان في الحضارة الرومانية القديمة‪:‬‬

‫•اولبيان‪ :‬ال يجوز أن يولد الناس إال أحرارا وفقا للقانون الطبيعي الذي يقر أن الناس جميعا متساوون‬

‫•شيشرون (‪43-106‬ق‪.‬م)‪ :‬العالم هو عالم واحد له قانون واحد صالح لجميع األمم وفي مختلف‬

‫األوقات ألنه ذو طبيعة واحدة وان غاية هذا القانون تحقيق العدالة والفضيلة ما دام قد انبثق عن‬

‫طبيعة إلهية عادلة وفاضلة‪ ،‬وان األفراد متساوون في ظل هذا القانون جميعا بالحقوق القانونية‬

‫والمساواة أمام هللا وأمام قانونه األعلى‪.‬‬

‫•سنيكا (‪4‬ق‪.‬م‪65-‬م) الطبيعة هي التي تحدد األساس الذي يعيش في ظله األفراد وأقر بمبدأ‬

‫المساواة اإل نسانية إذ أن اإلختالفات بين السيد والعبد هي مسالة اصطالح قانوني وان الحظ السيئ‬

‫وحده هو الذي يجعل اإلنسان عبدا‪.‬‬

‫•واقع المجتمع والدولة في روما كان يتناقض تماما مع ما دعا إليه هؤالء المفكرون‪ ،‬فما كان يدور من‬

‫هدر لحقوق اإلنسان في روما وإهدار لكرامته يمثل جانبا من مظاهر تلك الدولة وعالمة بارزة تعكس‬

‫جانبا مهما من طبيعة المجتمع الروماني‬

‫•عدم اإلعتراف بالمساواة بين سكان الرومان األصليين واألجانب‬

‫•إباحة الرق‬

‫•التفرقة بين الرومان األشراف وعامة الشعب الروماني‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬مند بداية القرن الثالث عشر‬


‫الفرع األول‪ :‬اإلعالنات اإلنجليزية‬

‫العهد األعظم‪MAGNA CARTA‬‬

‫انتزعته طبقة النبالء من الملك في إنجلترا في ‪ 15‬يونيو‪1215‬م بعد حرب أهلية قصيرة‪ .‬من أهم‬

‫مقتضياتة‪:‬‬

‫‪-‬إحداث مجلس كبير يضم ممثلي النبالء ورجال الدين ولجنة ‪25‬‬

‫‪-‬إلغاء الضرائب االستثنائية ومنع فرض ضريبة جديدة بدون موافقة المجلس الكبير‬

‫‪-‬االعتراف بحرية التجارة وحرية التجول داخل البالد وخارجه‬

‫‪-‬عدم جواز إلقاء القبض على شخص أو حبسه أو تجريده من حريته أو حرمانه من حماية القانون أو‬

‫نفيه إال بحكم قضائي صادر عن المحلفين طبقا للقانون‬

‫‪-‬عدم إدانة شخص إال بسبب مشروع‬

‫‪-‬حماية الممتلكات الخاصة لألفراد‪.‬‬

‫االنتقادات‪:‬‬

‫•شكل أساسا للدفاع بالدرجة األولى على امتيازات طبقة النبالء ورجال الدين‬

‫•اإلبقاء على ظاهرة االستعباد والعبودية‬

‫•احترام هذا العهد لم يعمر طويال‪.‬‬

‫عريضة الحقوق‪BILL OF RIGTHS‬‬

‫‪-‬صدرت عريضة الحقوق في ‪ 1628‬إثر صراع بين الملك شارل األول والبرلمان‪ ،‬اشتراط البرلمان‬

‫موافقة الملك على مضمون العريضة لقاء موافقته على الضرائب لتمويل حربه ضد اسبانيا‬

‫‪-‬تضمنت مجموعة من الحقوق هي‪:‬‬

‫‪-‬عدم قيام الملك بطلب الهبات والقروض اإلجبارية‪ ،‬وعدم فرض ضرائب جديدة إال بموافقة البرلمان‬

‫‪-‬عدم القيام بسجن أي شخص إال بتهمة حقيقية محددة وعدم إعالن األحكام العرفية وقت السلم‪.‬‬
‫‪-‬احترام الحرية الشخصية‪.‬‬

‫قانون الهابياس كوربيس‪HABAES CORPUS‬‬

‫‪-‬صدر سنة ‪1679‬م وهناك من يسميه أيضا قانون تحرير الجسد‬

‫‪-‬التذكير بضرورة احترام أمن األفراد وحريتهم الشخصية ضد كل أشكال االعتقال التعسفي‬

‫‪-‬تمكين المواطنين من إجبار السلطة على اإلفرا ج على األشخاص الذين تعرضوا لإلعتقال التعسفي من‬

‫خالل اللجوء إلى القضاء‬

‫‪-‬التأكيد على محاكمته محاكمة عادلة‬

‫‪-‬معاقبة المسؤول عن هذا اإلعتقال التعسفي وتعويض السجين المتضرر‬

‫‪-‬عدم إبعاد أي سجين أو إلزامه بتنفيذ حكم السجن خار ج إنجلترا‪.‬‬

‫قانون الحقوق‪BILL OF RIGHTS‬‬

‫•وثيقة مهمة أقرت سنة ‪ 1688‬أنهى بها البرلمان سلطة الملوك المطلقة‬

‫•بطالن سلطة الملك في تعطيل القوانين بأي شكل دون موافقة البرلمان‪،‬‬

‫•إبطال العمل بالمحاكم االستثنائية‬

‫•عدم مشروعية جباية الملك للضرائب بدون موافقة البرلمان‪،‬‬

‫•إقرار الحق في تقديم العرائض والتظلمات إلى الملك دون تعرض للعقاب‪،‬‬

‫•وجوب ان تكون االنتخابات البرلمانية حرة‪ ،‬وعدم عرقلة حرية الرأي‬

‫•وجوب مراعاة العدالة وعدم اإلفراط في العقوبات والغرامات والرسوم‬

‫•هذه الوثيقة أرست دعائم الحرية الفردية واعتبرت دستور انكلترا الحديث‪.‬‬

‫مالحظات على هذه اإلعالنات‪:‬‬


‫هناك مد و جزر منذ القرن الحادي عشر بين الملكية التي تسعى إلى تقوية سلطتها المطلقة وبين‬

‫الشعب خاصة طبقتي النبال والبورجوازية اللتين سعتا إلى التقليص التدريجي من سلطة الملك‬

‫•هذا الصراع نتج عنه تطور تدريجي ومهم في حقوق اإلنسان اإلنجليزي‬

‫•هذا التطور في حقوق اإلنسان أثر أيضا وبشكل كبير على حقوق االنسان في الدول األوروبية‬

‫المجاورة (فرنسا) وفي بعض المستعمرات البريطانية (الواليات المتحدة األمريكية)‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلعالنات األمريكية‬

‫هذه اإلعالنات هي نتيجة الحركة التحررية للواليات األمريكية من االستعمار البريطاني (ثقل الضرائب)‬

‫•أخذت هذه اإلعالنات شكل مبادئ تم تبنيها لمواجهة ظروف المستعمرات في عالقتها بالمستعمر‬

‫أوكأساس للحكم‬

‫إعالن والية فرجينيا في ‪ 12‬يونيو ‪1776‬م‪:‬‬

‫من أهم ما ورد في هذا اإلعالن‬

‫‪-‬االعتراف بالحقوق الطبيعية لألفراد (الحق في الحياة والحرية) ( جميع الناس خلقوا أحرارا ومتساوين‬

‫ومستقلين)‬

‫‪-‬عدم حرمان أي شخص من حريته إال وفقا للقانون وحكم المحكمة‬

‫‪-‬محاكمة األفراد محاكمة عادلة‬

‫‪-‬عدم نزع ملكية أي شخص إال برضاه أو بواسطة مجلس منتخب‬

‫‪-‬إقرار سلطة الشعب كمصدر للسلطة‬

‫إعالن االستقالل األمريكي في ‪ 4‬يوليوز ‪1776‬م‪:‬‬


‫•إعالن عن انفصال الواليات المتحدة عن بريطانيا‬

‫•تنصيصه على جميع الحقوق الواردة في إعالن فرجينيا‬

‫•التأكيد على الحقوق الطبيعية لإلنسان المساواة والحرية‬

‫•إن ضمان هذه الحقوق رهين بتكوين حكومات تستمد سلطتها العادلة من موافقة الشعب‬

‫•للشعب واجب إسقاط الحكومة إذا اغتصبت السلطة أو أساءت استعمالها بشكل يرمي إلى‬

‫االستبداد وإهدار حقوق الشعب‪.‬‬

‫التعديالت األولى على الدستور االتحادي للواليات المتحدة األمريكية لسنة ‪1787‬م‪:‬‬

‫انصبت التعديالت الدستورية العشر األولى على ضرورة حماية حقوق المواطنين‪ ،‬وقد أطلق عليها‬

‫قانون الحقوق‪ .‬وهما‪:‬‬

‫‪-‬الحرية الدينية و حرية العقيدة‬

‫‪-‬وحرمة النفس والمال والمنزل‬

‫‪-‬وضمان حرية التقاضي وعدم التجريم بدون محاكمة عادلة‬

‫‪-‬وتحريم الرق وإقرار المساواة‬

‫‪-‬حق الملكية وعدم نزعها إال للصالح العام وبمقتضى تعويض عادل‪.‬‬

‫المالحظات‪:‬‬

‫الثورة التحررية للواليات المتحدة لم يكن باعثها األساسي إقرار الحقوق والحريات للمواطنين‬

‫األمريكيين‪ ،‬بل الثورة على المستعمر البريطاني الذي أقر ضرائب ثقيلة على الواليات دون أن‬

‫يستجيب لمطالبها‬

‫•تأثر اإلعالنات األمريكية بالتجربة البريطانية والمفكر جان جاك روسو‬

‫•رغم أهمية الحقوق المقررة في الوثائق األمريكية‪ ،‬إال أن الوقع األمريكي في بعض واليات الجنوب لم‬

‫يواكب هذا التطور خاصة على مستوى اإلبقاء على ظاهرة الرق‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اإلعالن الفرنسي لحقوق اإلنسان والمواطن ‪1789‬م‪:‬‬

‫وكانت هذه الوثيقة ردة فعل للمخازي المؤلمة في العصور البائدة ومنها‪:‬‬

‫‪-‬نظام إقطاعي وحكم ملكي مطلق » بالط الملوك قبر الشعوب«‬

‫‪-‬االضطهاد الديني وطغيان الحكام‬

‫‪-‬انتهاك الحريات الشخصية واالعتقاالت التعسفية والمحاكمات الصورية ومصادرة األموال وغيرها‪.‬‬

‫يعد اإلعالن مهد الثورة المحملة بمبادئ الفكر الحر التي جرفت العالم وأرغمته على تبني تعاليم حقوق‬

‫اإلنسان والحريات العامة والسيادة الشعبية‬

‫•الثورة الفرنسية أعادت التوازن للخلل المتجسد في الوضعية المتخلفة حيث يسود ويستبد ويجور‬

‫الملك والنبالء وكبار رجال الدين ويضيع حقوق المواطنين وذلك من خالل المناداة باحترام‬

‫حقوق اإلنسان وصون كرامته واحترام حريته واعتبار الدولة حارسة فقط للدفاع الوطني واألمن‬

‫الداخلي والقضاء‪.‬‬

‫وقد ضمن الثوار الفرنسيون بعض مقتضيات اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان والمواطن‪ ،‬في ديباجة‬

‫دستور ‪ 1791‬حيث نصت المادة ‪ 6‬منه تقول‪:‬‬

‫« إن المجتمعات التي ال تتوفر على ضمانات الحقوق‪ ،‬وال تقوم على مبدأ الفصل بين السلطات‪ ،‬هي‬

‫مجتمعات خالية من الدستور»‬

‫وبالتالي فهذه الدساتير تحوي صفات إجمالية تتعدى الحدود السياسية‪ ،‬كونها ذات طبيعة عالمية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الثورة البلشفية‬

‫الثورة أتت كرد فعل على الظروف القاسية والمزرية التي يعيشها العمال والفقراء جراء استغاللها‬
‫البشع من قبل مالكي االنتاج‬

‫•ثورة ‪ 1917‬شكلت أهم حدث في تاريخ تطور الحركة العمالية‬

‫•لينين‪» :‬ال يمكن أن تكون هناك حريات حقيقية في مجتمع قائم على أساس سلطة المال الذي‬

‫توجد فيه الطبقات الكادحة في بؤس‪ ،‬في حين ال توجد إال فئة طفيلية من االغنياء«‪...‬‬

‫•التركيز على الحقوق اإلقتصادية واالجتماعية وعلى حقوق العمال والطبقات‬

‫‪-‬تأكيد لينين على الربط بين حركات التحرر الوطني إللغاء االستعمار وبين صراع الطبقات‬

‫•اعتباره حق تقرير المصير حق عالمي‬

‫•إعالن حقوق الجماهير الكادحة الذي ركز على ضرورة النضال ضد االستغالل الممارس عليها‬

‫•إعالن حقوق الشعب العامل والمستغل‬

‫•هذه الثورة ساهمت في ميالد حقوق اقتصادية واجتماعية جديدة تبنتها في البداية الدول اإلشتراكية‬

‫ثم الدول الليبرالية بعد دخولها مرحلة دولة الرعاية‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬عصبة األمم والجمعية العامة لألمم المتحدة‬

‫‪-‬عصبة األمم وبداية االهتمام الدولي بحقوق اإلنسان‬

‫‪-‬الجمعية العامة لألمم المتحدة والتكريس الدولي لحقوق اإلنسان‬

‫أوال‪ :‬حقوق اإلنسان على عهد عصبة األمم‬

‫تأسست سنة ‪1919‬م ولعبت دورا في منح آفاق جديدة لحقوق اإلنسان‬

‫نص ميثاق العصبة على ضرورة ضمان العديد من الحقوق المدنية والسياسية وحقوق األقليات‬

‫‪-‬تعزيز مجال القانون اإلنساني حيث شكل إحداث العصبة انطالقة كبيرة في تطور حقوق اإلنسان‬

‫الدولية منها‬

‫‪-‬إنشاء االتحاد الدولي لإلغاثة المعد لتنسيق جهود الحكومات والمنظمات مثل اللجنة الدولية‬
‫للصليب األحمر‬

‫‪-‬إحداث اللجنة الدولية للعقوبات والسجون‬

‫‪-‬إقرار اإلتفاقية الخاصة بالوضع الدولي لالجئين‬

‫مالحظات‪:‬‬

‫•انقسامات كبيرة بين الدول المؤسسة للعصبة‬

‫‪-‬عدم االتفاق حول إلغاء العنصرية بين البيض والسود‬

‫‪-‬عدم التوافق على حق الشعوب المستعمرة في تقرير المصير‬

‫‪-‬اإلختالف الكبير بين الدول الليبرالية و الدول اإلشتراكية‬

‫‪-‬عدم التمكن من التوافق على إصدار إعالن عالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حقوق اإلنسان على عهد الجمعية العامة لألمم المتحدة‪:‬‬

‫• أكدت األمم المتحدة في ميثاقها على أن من أهم أهدافها العمل على حماية حقوق اإلنسان وفق ما‬

‫جاء في المادة ‪:55‬‬

‫‪ -‬حق الشعوب في تقرير مصيرها‬

‫‪-‬إشاعة احترام حقوق اإلنسان والحريات األساسية عالميا وللجميع بالتمييز بسبب الجنس أو اللغة أو‬

‫الدين وال تفريق بين الرجال والنساء‪ ،‬ومراعاة تلك الحقوق والحريات فعال‪.‬‬

‫ساهمت األمم المتحدة في صدور العديد من المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق اإلنسان كان على‬

‫رأسها‪:‬‬

‫• اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الذي تبنته الجمعية العامة أللمم المتحدة في ‪ 10‬ديسمبر ‪1948‬‬

‫والذي لعب دورا هاما في إرساء العديد من المبادئ المتعلقة بحماية حقوق اإلنسان‬

‫• هذا اإلعالن تبنى العديد من الحقوق الواردة في اإلعالن الفرنسي لحقوق اإلنسان والمواطن لسنة‬

‫‪1789‬‬
‫لها الفضل في إبرام العديد من االتفاقيات الدولية التي تحدد مضمون حقوق اإلنسان وآليات حمايتها‬

‫على المستوى الدولي؛ ويتصدرهها‪:‬‬

‫‪-‬العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والبروتوكول االختياري الملحق‬

‫‪-‬العهد الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية لسنة‪،1966‬‬

‫‪-‬االتفاقية الدولية لمكافحة كل أشكال التمييز ضد المرأة‬

‫‪-‬االتفاقية الدولية لحقوق الطفل‪...‬‬

‫لها الفضل في إبرام العديد من االتفاقيات الدولية ذات الطابع اإلقليمي التي تحدد مضمون حقوق‬

‫اإلنسان وآليات حمايتها على المستوى اإلقليمي وتتصدرها‪:‬‬

‫‪-‬االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان والحريات األساسية لعام ‪،1950‬‬

‫‪-‬االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان لعام ‪.1969‬‬

‫جاء العهدان بمجموعة من اإلجراءات التي تروم حماية الحقوق المنصوص عليها‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪-1‬اإلجراءات التشريعية؛ والتي تروم مالءمة التشريعات المحلية مع بنود العهدين الدوليين‪ ،‬حيث‬

‫يتعهد عند غياب النص في اجراءاتها التشريعية القائمة أو في حالة وجود تشريعات مخالفة‪ ،‬باتخاذ‬

‫الخطوات الالزمة لمالءمة تشريعاتها مع مقتضيات العهدين‪.‬‬

‫‪ 2-‬إجراءات لمعالجة انتهاكات الحقوق الواردة في العهدين عبر تبني سبل التظلم سواء القضائية أو‬

‫اإلدارية؛ حيث جاء في المادة الثانية من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية أن على‬

‫الدول األعضاء في اإلتفاقية ان تكفل لكل شخص عالجا فعاال في حالة وقوع أي اعتداء على الحقوق‬

‫والحريات المقررة في العهد‪ ،‬حتى ولو ارتكب هذا اإلعتداء من أشخاص يعملون بصفة رسمية‪.‬‬

‫‪3-‬اتخاذ اإلجراءات الالزمة لمنع جميع أشكال التمييز التي تحول دون اإلستفادة من الحقوق الواردة في‬
‫العهدين؛‬

‫‪ 4-‬تبني خطة عمل وطنية شاملة لضمان حماية الحقوق الواردة في العهدين‪ ،‬تتضمن موارد مالية‬

‫وإدارية بشرية وأجدة زمنية إلنفاذ الحقوق الواردة في العهدين‪.‬‬

‫‪-‬اآلليات المنصوص عليها في العهدين‪:‬‬

‫تتميز االتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق اإلنسان لتأسيس مجموعة من اآلليات المرافقة لها‪ ،‬والتي‬

‫تهدف إلى حماية حقوق اإلنسان ومن ضمن هذه اآلليات‪:‬‬

‫‪-‬هيئات المعاهدات التي تفعل أمامها كل اآلليات المسطرية والمتمثلة في الشكاوى الفردية ومسطرة‬

‫التقارير وبالغات الدول‪.‬‬

‫‪1-‬لجنة الخبراء أو هيئات المعاهدات‪:‬‬

‫تتكون اللجان الخاصة بالمعاهدات من خبراء يبلغ عددهم بين ‪ 10‬و ‪ 23‬خبيرا مستقال يتمتعون بكفاءة‬

‫معترف بها في مجال حقوق اإلنسان ويتم ترشيحهم وانتخابهم من جانب دول األطراف‪ ،‬من بين هذه‬

‫اللجان‪:‬‬

‫أ‪-‬لجنة حقوق اإلنسان التابعة للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬ومن أهم مهامها‪:‬‬

‫* دراسة التقارير المطلوبة من الدول من خالل فحص التقارير الدولية؛‬

‫* إدارة آلية البالغات بين الدول؛‬

‫* تلقي الشكاوى الفردية؛‬

‫* ل اللجنة أيضا حرية أخذ المعلومات المقدمة من المنظمات غير الحكومية حول حقوق اإلنسان؛‬

‫*التأكد من أن الدول األطراف تلتزم بتعهداتها‪.‬‬


‫ب‪-‬اللجنة الخاصة بالحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية‪:‬‬

‫ومن ضمن مهامها‪:‬‬

‫‪-‬تلقي تقارير الدول الدول حول اإلجراءات المتخذة لضمان الحقوق الواردة في العهدين؛‬

‫‪-‬تقديم توصيات للمجلس اإلقتصادي اإلجتماعي المنبثق عن العهد الدولي للحقوق اإلقتصادية‬

‫واإلجتماعية والثقافية؛‬

‫‪ -‬فحص الشكاوى الفردية‪.‬‬

‫ومن ضمن اجتهادات اللجنة إقرارها ضرورة التمييز بين عدم قدرة الدول األطراف على الوفاء لقلة‬

‫الموارد‪ ،‬وعدم اإلستعداد للوفاء‪.‬‬

‫‪ 2-‬آليات التقارير أمام لجان الخبراء‪:‬‬

‫حسب المادة ‪ 40‬من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية؛ تتعهد ﺍلدﻭﻝ ﺍألطرﺍﻑ في‬

‫هذﺍ ﺍلعهد بتقديم تقاﺭير عن ﺍلتدﺍبير ﺍلتي ﺍتخذتها ﻭﺍلتي تمثل ﺇعماال للحقوﻕ ﺍلمعترﻑ بها فيه‪ ،‬ﻭعن‬

‫ﺍلتقدﻡ ﺍلمحرﺯ في ﺍلتمتع بهذﻩ ﺍلحقوﻕ‪...‬‬

‫ومن ضمن مهام هذه اللجنة فيما يخص التقارير‪:‬‬

‫‪-‬دراسة التقارير وعقد لقاءات مع ممثلي الدول حولها‬

‫‪-‬مقارنة تشريع البلد المعني مع نصوص العهد‬

‫‪-‬طلب التوضيحات واقتراح الحلول‪.‬‬

‫إقرار بأن دولة ما لم تحترم التزاماتها‪ ،‬واللجنة في نهاية التحليل يمكن أن تصدر تقريرا تقيم فيه‬

‫مجهودات الدولة وتوضح ما إذا كانت الدولة تحترم بنود العهد ولتجاوز العموميات حددت اللجنة‬

‫المعلومات التي يجب أن تضمنها الدولة في هذه التقارير وهي‪:‬‬

‫‪-‬الوسائل الدستورية والقانونية المتخذة؛‬

‫‪-‬المساطر المتبعة من طرف السلطات المختصة في مجال حقوق اإلنسان إدارية وقضائية؛‬
‫‪-‬الصعوبات التي تعيق جهود الدول لتنفيذ تعهداتها‪.‬‬

‫‪ -3‬بالغات الدول‪:‬‬

‫هناك نوعين من هذه البالغات‪:‬‬

‫أ‪-‬بالغات وفق معاهدات تسمح بإخطار محكمة العدل الدولية التي لها اختصاصات البت في المنازعات‬

‫المتعلقة بتطبيق المعاهدة أو تأويل نصوصها‪.‬‬

‫مثال‪ :‬اإلختالف في بعض مقتضيات اإلتفاقية الدولية حول القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‪.‬‬

‫وتنص بعض االتفاقيات الدولية صراحة على آليات البالغات‪ ،‬مثال المادة ‪ 6‬من اإلتفاقية الدولية حول‬

‫القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري لسنة ‪1965‬‬

‫ب‪-‬بالغات وفق اتفاقيات تسمح بإخطار هيئات معينة كالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية‬

‫والسياسية‪:‬‬

‫الفصل ‪ 41‬فلجنة حقوق اإلنسان حسب هذا العهد لها مهمة النظر في المنازعات بين الدول شريطة‬

‫أن تقوم الدولة المعنية بإيداع تصريح تعترف به باختصاصات اللجنة في البت في المنازعات‪.‬‬

‫ومن أجل اتباع هذه المسطرة يجب على الدولتين المتنازعتين أن تعترفا باختصاص اللجنة في تلقي‬

‫هذه البالغات‪ ،‬ويمر هذا البالغ من عدة مراحل‪:‬‬

‫‪-‬على الدولة المشتكية إبالغ الدولة المعنية بالخروقات وعلى هذه األخيرة الرد في ظرف ثالثة أشهر؛‬

‫‪ -‬عدم حصول نتيجة خالل ثالثة أشهر يخول إلحدى الدولتين إحالة القضية ل_اللجنة بدراسة البالغ إال‬

‫بعد التأكد من استنفاذ طرق التظلم؛‬

‫‪-‬قيام اللجنة بالبحث عن حل يرضي الطرفين‬

‫‪-‬عند فشل الحل تعين هيئة توفيقية إليجاد الحل‬

‫‪-‬في حالة تعذر اإلتفاق على تركيبية الهيئة التوفيقية يمكن ل_اللجنة انتخاب الهيئة من بين أعضائها‬

‫بأغلبية الثلثين‪.‬‬
‫وخالل ‪ 12‬شهرا يجب على الهيئة إصدار تقريرها الذي قد تكون حال توفيقيا بين الدولتين أو قد يكون‬

‫تقريرا مفصال للمرحلة والعراقيل والنتائج وآراء الدولتين‪.‬‬

‫‪-4‬آلية الشكاوى الفردية أمام لجان الخبراء‪:‬‬

‫أدت هذه اآللية إلى إدخال فاعل جديد في القانون الدولي والفرد بعدما كان القانون الدولي الكالسيكي‬

‫يتعامل مع الدول‪ ،‬حيث اعترف البرتكول اإلختياري األول الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق‬

‫المدنية والسياسية؛ إعترف لألفراد في حق إشعار لجنة حقوق اإلنسان التابعة للعهد في حالة خرق أي‬

‫من الحقوق الواردة فيه‪.‬‬

‫ومن بين شروط قبول هذه الشكاوى أمام اللجنة هي‪:‬‬

‫‪-‬إعتراف الدولة صراحة بصالحية اللجنة في تلقي الشكاوى الفردية؛‬

‫‪-‬إرسال رسالة كتابية بإسم الشخص أو األشخاص توضح الحقوق التي تم خرقها؛‬

‫‪-‬استنفاذ طرق الطعن المحلية؛‬

‫‪-‬أال تكون المسألة محل دراسة من قبل هيئة أخرى أو بعد فشل الفرد في عرض قضيته أمام هيئة‬

‫الدولة أو رفض شكايته‪.‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬تصنيفات حقوق اإلنسان والحريات العامة‬

‫ان حقوق اإلنسان في جوهرها حقوق في حالة حركة وتطور ولست حقوقا ساكنة‪ ،‬وفي الوقت نفسه‬

‫تتميز بالتنوع فيما بينها‪ ،‬وهذا التنوع يعد مصدر ثراء لها‪ ،‬ونظرا لعددها الكبير فقد وضعت معايير‬

‫ألجل تصنيفها منها‪:‬‬

‫‪-‬من حيث األهمية تنقسم إلى حقوق أساسية وغير اساسية‬

‫‪-‬من حيث األشخاص المستفيدين منها تصنف إلى حقوق فردية وحقوق جماعية‬

‫‪-‬من حيث موضوعها تصنف إلى حقوق مدنية وسياسية من جهة‪ ،‬وحقوق اقتصادية واجتماعية‬
‫وثقافية من جهة أخرى‪ .‬وهناك طائفة جديدة من الحقوق الحديثة والتي تسمى بحقوق التضامن‪.‬‬

‫الحقوق األساسية وغير األساسية‪:‬‬

‫الحقوق األساسية ‪:‬‬

‫‪-‬الحقوق األساسية ‪:‬هي الحقوق الالزمة لحياة اإلنسان والثابته لكل شخص بمجرد وجوده لكونه‬

‫إنساناً‪ ،‬وتتسم بصفة القواعد اآلمرة التي ال يجوز انتهاكها أو مخالفتها والتي يعد تحقيقها وتعزيزها‬

‫شرطا سابقا وجوهريا للتمتع بكافة حقوق اإلنسان األخرى‪ ،‬كحق الحياة‪ ،‬والحرية واألمان الشخصي‪،‬‬

‫وتحريم التعذيب والمعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو الحاطة بالكرامة‪ ،‬وعدم توقيف أحد أو‬

‫اعتقاله تعسفا‪ ً،‬والمساواة وعدم التمييز في التمتع بالحقوق والحريات األساسية على أساس العنصر او‬

‫اللون وغيرها‪ ،‬وتحريم االسترقاق واالستعباد واالتجار بالرقيق‪ ،‬وقد ورد ذكر هذه الحقوق في مقدمة‬

‫ميثاق األمم المتحدة واإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪-‬غير األساسية‪:‬‬

‫الحقوق غير األساسية ‪:‬وهي بقية الحقوق المتعلقة باستكمال حياته ورفاهته وسعادته والتي تحقق‬

‫له قدرا كافيا من الكرامة والعيش الرغيد‪ ،‬منها حقوق سياسية متعلقة بمشاركته في الحياة العامة‪،‬‬

‫كالحق في حرية التفكير والوجدان والدين‪ ،‬وحرية التعبير والرأي‪ ،‬وحرية االجتماع وانشاء الجمعيات‬

‫واالشتراك بها‪ ،‬وحق المشاركة في ادارة شؤون الدولة وتقلد الوظائف‪ ،‬والحق في العدالة القضائية‪،‬‬

‫والمثول امام محاكم مستقلة ومحايدة ومنصفة وعلنية‪ ،‬وغيرها من الحقوق التي ذكرت في المواثيق‬

‫واإلعالنات والعهود الدولية‪.‬‬

‫الحقوق الفردية والحقوق الجماعية‪:‬‬

‫الحقوق الفردية ‪:‬هي حقوق الفرد في مواجهة الدولة أي ضد التدخل التعسفي أو غير المشروع من‬
‫جانب الدولة‪ ،‬وهي حقوق يتمتع بها الفرد بذاته كحقه في الحياة‪ ،‬وعدم التعرض للتعذيب أو المعاملة‬

‫القاسية‪ ،‬وحقه في محاكمة عادلة أو حقه بالعمل والتعليم واإلنتماء وحرية الفكر والضمير واألمن‪...‬‬

‫الحقوق الجماعية ‪:‬فهي تلك الحقوق التي يثبت لمجموع األفراد حق التصرف بها‪ ،‬فهي ليست حقا‬

‫شخصيا لفرد بعينه‪ ،‬وإنما هي حقوق تثبت للجماعة‪ ،‬وال تتم ممارستها إال بشكل جماعي‪ ،‬مثل حق‬

‫تقرير المصير للشعوب في التصرف بحرية في ثرواتها ومواردها الطبيعية‪ ،‬ومنع التمييز العنصري‪،‬‬

‫ومنع إبادة الجنس البشري‪ ،‬وحقوق األقليات والقوميات في التمتع بثقافتهم الخاصة أو المجاهرة‬

‫بدينهم وحقهم في استخدام لغتهم الخاصة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن التمييز بين حقوق اإلنسان الفردية والجماعية مبني بصورة رئيسة على تحديد‬

‫المستفيد من هذه الحقوق من جهة وأسلوب ممارستها من جهة أخرى‪.‬‬

‫الحقوق المدنية والسياسية والحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية‪:‬‬

‫الحقوق المدنية والسياسية ‪:‬وهي الحقوق المرتبطة بالحريات الالزمة لكل فرد باعتباره عضوا في‬

‫المجتمع وال يمكن االستغناء عنها وتتميز بأنها حقوق للتطبيق الفوري وال تحتمل التأخير أو التدريج في‬

‫تطبيقها‪ ،‬وهي حقوق سهلة التطبيق ال تكلف الدولة ماديا ومعنويا‪.‬‬

‫‪-‬حق الحياة من أهم الحقوق المدنية وتؤكد عليها الشرائع السماوية والدساتير الوضعية واإلعالن‬

‫العالمي لحقوق اإلنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬وحق األمان وعدم التعرض‬

‫للتعذيب أو المعاملة القاسية‪ ،‬وحق االعتراف بالشخصية القانونية‪ ،‬وكذلك حق العدالة والمساواة‪،‬‬

‫وحق اللجوء إلى المحاكم الوطنية إلنصافه‪ ،‬وحق الحماية من التدخل التعسفي في حياته الخاصة أو‬

‫حياة أسرته‪ ،‬وحق التنقل وحرية المسكن وحرمة المراسالت‪ ،‬ومن الحقوق السياسية حق تكوين‬

‫النقابات أو المشاركة فيها وحق التجمع السلمي‪ ،‬وحرية المعتقد‪ ،‬وحرية الرأي و التعبير‪ ،‬والحق في‬

‫المشاركة بإدارة الشؤون العامة وتقلد الوظائف‪ ،‬وحق اللجوء‪.‬‬

‫‪-‬الحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية ‪:‬وهي تلك الحقوق المرتبطة باألمة‪ ،‬والتي تتطلب تدخال‬
‫إيجابيا من قبل الدول من أجل كفالتها‪ ،‬وتسمى بالحقوق اإليجابية أي التي تلتزم الحكومات بعمل‬

‫أشياء معينة وبصورة تدريجية‪.‬‬

‫‪-‬ومن أهم هذه الحقوق؛ الحق في العمل والراحة واإلجازة‪ ،‬وحق الملكية‪ ،‬والحق في تأسيس أسرة‪،‬‬

‫والحق في مستوى معاشي كاف‪ ،‬والحق في الضمان والتأمين اإلجتماعي والحقوق العائلية والحق في‬

‫الصحة والحق في التربية والتعليم والحقوق الثقافية‪.‬‬

‫‪-‬طائفة حقوق التضامن‪:‬‬

‫‪-‬وتسمى بجيل الحقوق التضامنية وهي تلك الحقوق التي تقتضيها طبيعة الحياة المعاصرة والتي‬

‫وجدت نتيجة تطور النظام الدولي واتساع دائرة المعرفة وثورة االتصاالت والتقدم التكنولوجي‪ ،‬وهي‬

‫تفترض دورا إيجابيا على الشعوب والحكومات والمجتمع الدولي لتحقيقها‪.‬‬

‫‪-‬ومن هذه الحقوق؛ الحق في السالم‪ ،‬الحق في التنمية‪ ،‬الحق في البيئة النظيفة‪ ،‬الحق في الهدوء‪،‬‬

‫الحق في الثروات الموجودة في ماء البحار‪ ،‬الحق في المياه الصالحة‪ ،‬الحق في اإلغاثة عند الكوارث‬

‫الكبرى‪.‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬المصادر الفكرية للحريات العامة وحقوق اإلنسان‪:‬‬ ‫•‬

‫الفصل األول‪ :‬حقوق اإلنسان والحريات العامة في المذهب الفردي‪:‬‬

‫يقضي هذا اإلتجاه ب‪:‬‬

‫‪-‬عدم تدخل الدولة في أي نشاط يكون خارجا عن مهامها األساسية والذي يترك للنشاط الفردي الحر‬

‫في حدود القانون‪.‬‬

‫هذا المذهب يعتبر الفرد غاية النظام وهو يتمتع في كنفه بامتيازات وحقوق تجعل دور السلطة‬
‫الحاكمة يقتصر على التأكد من توفير األمن والطمأنينة لجميع األفراد وأن كال منهم يمارس حرياته بما‬

‫ال يتعارض مع حريات اآلخرين‪.‬‬

‫‪-‬يتحدد نشاط السلطة الحاكمة حسب المذهب الفردي في أضيق الحدود الممكنة‪ ،‬وال تتدخل الدولة‬

‫إال إذا اقتضت ذلك متطلبات الصالح العام‪ ،‬وفي نطاق المحافظة على الميزات الفردية اإلنسانية‪.‬‬

‫‪-‬هذا اإلتجاه يؤدي إلى توسيع حقوق األفراد مادام الفرد يعتبر غاية في ذاته ال مجرد وسيلة لتحقيق‬

‫أغراض الجماعة‪.‬‬

‫‪-‬في هذا المذهب تنحصر مهام الدولة في حماية األمن الخارجي وكفالة األمن الداخلي والبت في‬

‫المنازعات التي تثور بين األفراد‪.‬‬

‫‪-‬يترتب على عدم تدخل الدولة في ميدان النشاط الفردي السيما ما يتعلق بالحقوق والحريات التي‬

‫تشارك مناطق محجوزة للنشاط الفردي‪.‬‬

‫‪-‬كل ما يفرض على الدولة في هذا الميدان هو حراسة ما يتمتع به األفراد من حقوق وحريات‪ ،‬حتى ال‬

‫تؤدي الممارسة السيئة لتلك الحقوق إلى تهديد كيان الدولة واإلضرار بالجماعة‪.‬‬

‫‪-‬وصف الدولة في هذا المذهب بشرطي المرور الذي ينظم السير‪ ،‬فهو يوقف البعض ليمر البعض‬

‫اآلخر ولكن الهدف هو منبع المخالفات وحماية المارين جميعا‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬حقوق اإلنسان والحريات العامة في المذهب اإلشتراكي‪:‬‬

‫يقرر هذا المذهب اإلشتراكي بأن‪:‬‬

‫‪-‬الجماعة هي الغاية من التنظيم السياسي ال الفرد‬

‫‪-‬الدولة ملزمة بالتدخل في مختلف الميادين والمجاالت باعتبار أن الدولة هي القادرة على تحقيق‬

‫المصالح المختلفة لألفراد‬

‫‪-‬ينظر إلى الحرية من زاوية العالقة بين الطبقة المالكة والطبقات التي ال تملك‪ .‬ومن أجل تحقيق‬
‫الحرية يجب انتزاع الملكية الخاصة من الطبقة المالكة للقضاء على االستغالل في كافة صوره‪ .‬وحينما‬

‫تستحوذ الدولة على الثروات‪ ،‬سوف تقوم بتوزيعها بين األفراد األمر الذي سيحقق أكبر قسط من‬

‫السعادة لجميع الناس‪.‬‬

‫‪-‬الفرد يعتبر مجرد أداة في يد السلطة تحقق به األهداف الجماعية والفردية على السواء‪.‬‬

‫‪-‬يحتم على الدولة التدخل إلشباع الحاجات المختلفة ويحصر النشاط الفردي في مجال ضيق ليحل‬

‫محله نشاط الدولة الذي يمتد بالتنظيم والتقييد لكثير مما كان متروكا أصال للمبادرة الفردية في إطار‬

‫الدولة الحارسة‪.‬‬

‫‪-‬تتحدد حقوق األفراد وحرياتهم بما يكفل أكبر قدر من المنفعة والمصلحة للجماعة برمتها‪.‬‬

‫‪-‬وإذا كانت الحرية الحقيقية والمساواة الفعلية لن تتحقق طيلة الفترة اإلنتقالية أو ما يسمى بمرحلة‬

‫ديكتاتورية البروليتاريا‪ ،‬فإن الحرية الكاملة وفي صورتها المثلى ستتحقق في المرحلة العليا للشيوعية‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬حقوق اإلنسان والحريات العامة في المذهب التدخلي‬

‫‪-‬يقف هذا اإلتجاه موقفا وسطا بين االتجاهين السابقين‪ ،‬فهو ال يوقف نشاط الدولة عند الحد السلبي‪،‬‬

‫كما ال يعمل على إطالق تدخل الدولة في كافة المجاالت‪.‬‬

‫‪-‬هذا اإلتجاه يترك بعض األعمال النشاط الفردي الخاص ويترك للدولة البعض اآلخر الذي يهم مجموع‬

‫األفراد كمسائل الصحة والتعليم وإنشاء الطرق العامة والمواصالت والمصانع التي توفر العمل‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬حقوق اإلنسان والحريات العامة في دولة الرعاية والرفاه‬


‫اإلجتماعي‬
‫‪-‬لم تعد الدول المتقدمة في الوقت الراهن تكتفي بالتدخل في ميادين الصحة والتعليم والبنيات‬

‫التحتية بل أصبحت أيضا تتدخل بشكل قوي في المجال اإلجتماعي واالقتصادي والثقافي والبيئي من‬

‫أجل تقليص الفوارق اإلجتماعية وتحقيق نوع من العدالة في توزيع ثروات البالد على األفراد وبين‬

‫المناطق والجهات‪.‬‬

‫‪-‬إذا أخذنا مثال دولة ألمانيا‪ ،‬نجد أنها نصت في دستورها على أن الدولة األلمانية دولة إجتماعية‪،‬‬

‫وقامت المحكمة الدستورية الفدرالية األلمانية بالتوسع في تفسير مبدأ الدولة اإلجتماعية وجعلته‬

‫أحد الركائز األساسية الخمسة للنظام الدستوري الفدرالي األلماني‪ ،‬هذا المبدأ الذي تفرع عنه العديد‬

‫من المبادئ األخرى كمبدأ الكرامة اإلنسانية ومبدأ المساواة بين الجنسين‪.‬‬

‫‪-‬إن تفسير هذه المحكمة لمبدأ الدولة اإلجتماعية ينطلق أن الدولة األلمانية يتعين عليها أن تراعي في‬

‫تشريعاتها تطور الدولة األلمانية وتطور حاجيات المواطن األلماني المختلفة بما يشبع مختلف‬

‫حاجياته التقليدية والحديثة‪.‬‬

‫القسم الرابع‪ :‬حقوق اإلنسان والحريات العامة في المغرب‬

‫عرف مجال حقوق اإلنسان والحريات العامة منذ اإلستقالل تطورا مطردا وال زال هناك نقص حاد‬

‫وتذبذب في هذا اإلطار‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قبل دستور ‪1962‬‬

‫تم التصريح بالعديد من الحقوق وإقرار عدد مهم من الحريات األساسية‪:‬‬

‫‪-‬العهد الملكي ل ‪ 8‬مايو ‪ 1958‬هو خطاب ملكي تم فيه اإلعتراف بحرية التعبير والنشر واالجتماع‬

‫وتكوين الجمعيات‬

‫‪-‬مدونة الحريات العامة وتشمل ظهير الحرية النقابية ‪ 1957‬والظهائر المتعلقة بتكوين الجمعيات‬

‫وحرية التجمعات العمومية وحرية الصحافة ‪1958‬‬


‫‪-‬القانون األساسي للمملكة تم إصداره في ‪ 2‬يونيو ‪ 1961‬من قبل الملك الحسن الثاني بعد توليه‬

‫العرش‪ ،‬وتضمن عددا من الحقوق المعترف بها للمواطنين وعدد من المبادئ المتعلقة بطبيعة الدولة‬

‫المغربية وأهدافها‪.‬‬

‫مالحظة‪:‬‬

‫رغم إصدار المغرب للمدونة العامة للحريات التي اعتبرت قفزة نوعية مهمة على مستوى الحريات في‬

‫المغرب‪ ،‬إال أن وضعية حقوق اإلنسان لم تكن مطمئنة بالنظر لظرفية عدم اإلستقرار السياسي‬

‫والصراع حول السلطة والتباعد بين التشريع والممارسة وضعف الوعي الحقوقي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحقوق والحريات في دساتير ‪ 1962‬و ‪ 1970‬و ‪1972‬‬

‫نصت على العديد من الحقوق‪:‬‬

‫‪-‬المساواة أمام القانون وحق المواطنين في تقلد الوظائف العمومية‬

‫‪-‬القانون أسمى تعبير عن إرادة األمة‬

‫‪-‬حرية الممارسة الدينية‬

‫‪-‬منع اإلعتقال السياسي‬

‫‪-‬منع انتهاك حرمة المسكن وحرية التجول واالستقرار‬

‫‪-‬المساواة بين الرجل والمرأة في االنتخاب والترشح‬

‫‪-‬حرية الرأي والتعبير واالجتماع وتكوين الجمعيات وحق اإلضراب والملكية والحق في التربية والشغل‬

‫‪-‬من واجبات المواطنين تحمل التكاليف العمومية‪.‬‬

‫‪-‬من االنتقادات الموجهة إلى هذه المرحلة‪:‬‬

‫‪-‬احتدام الصراع حول السلطة بين المؤسسة الملكية واألحزاب الوطنية‬

‫‪-‬ممارسات مشينة وشنيعة للسلطة على مستوى قمع الحركات االحتجاجية واالختطافات‪ ،‬وإعالن حالة‬

‫االستثناء‬

‫‪-‬تراجع مثير في دستور ‪ 1970‬على بعض المكاسب الدستوريه لسنة ‪1962‬‬


‫‪-‬محاولتين انقالبيتين عسكريتين فاشلتين‬

‫‪-‬بروز قضية النزاع على الصحراء‬

‫‪-‬تميز االنتخابات بغياب النزاهة بتزوير حاد ومتحكم فيه في نتائج اإلنتخابات‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تعزيز الحريات العامة في دستوري ‪ 1992‬و ‪1996‬‬

‫التنصيص في الديباجة‪:‬‬

‫‪-‬تعهد المغرب باإللتزام بما تقتضيه مواثيق المنظمات الدولية من مبادئ وحقوق وواجبات‬

‫‪-‬التشبت بحقوق اإلنسان كما هي متعارف عليها عالميا‪.‬‬

‫أثارت هذه الصيغة إشكاال قانونيا حول إمكانية إدماج المعاهدات واالتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق‬

‫اإلنسان في القانون الوضعي المغربي‪ ،‬أي هل تعتبر هذه المعاهدات جزء ال يتجزأ من القانون الداخلي‬

‫الوطني؟ وما هي الطبيعة القانونية للديباجة؟‬

‫هناك ثالثة اتجاهات لإلجابة على اإلشكاليتين‪:‬‬

‫‪-1-‬الديباجة ليس لها أي قوة قانونية وأن لها طبيعة النصوص التصريحية‪ ،‬وهذا القول غير سليم وغير‬

‫مرتكز على أساس قانوني متين‪.‬‬

‫‪-2-‬للديباجة نفس القوة القانونية للقواعد الدستورية‪ ،‬بل وفي بعض األحيان يكون لبعض مقتضياتها‬

‫قوة وقيمة دستورية أعلى من باقي المقتضات الدستورية‪ ،‬وهذا توجه نجده لدى المجلس الدستوري‬

‫الفرنسي الذي اعتبر أن إعالن حقوق اإلنسان والمواطن لسنة ‪ 1789‬وديباجة دستور الجمهورية‬

‫الفرنسية الرابعة لسنة ‪ 1946‬اعتبر أنها جزء ال يتجزأ من الكتلة الدستورية بل وأن المقتضيات‬

‫التشريعية الصادرة عن البرلمان ملزمة إلحترامها‪.‬‬

‫‪-3‬للديباجة نصوص تطبق مباشرة ونصوص تستلزم تدخل المشرع إلعطائها الطابع القانوني الملزم‬

‫لها‪ ،‬وهذا القول أيضا ال يرتكز على أساس قانوني سليم؛ فإذا أخذنا مثال المحكمة الدستورية الفدرالية‬

‫األلمانية التي انطلقت من عبارة الدولة اإلجتماعية لتعتبر أن هذا المبدأ يشكل أحد األسس الخمسة‬

‫للنظام الدستوري الفدرالي األلماني‪ ،‬وأنه لهذا السبب يتوجب على السلطات التشريعية والتنفيذية‬
‫اإللتزام به وال يجوز له خرقه وال إهماله‪ ،‬فهو يشكل واجبا مفروضا على كل السلطات العمومية‬

‫الفيدرالية منها وغير الفدرالية‪.‬‬

‫بالنسبة للمغرب‪:‬‬

‫موقف الباحث عمر بندورو‪ :‬المشرع الدستوري بإضافته في الديباجة نصا جديدا كان هدفه هو إعطاؤه‬

‫نفس القوة القانونية التي للقواعد الدستورية األخرى وبالتالي اإلعتراف باالتفاقيات والمعاهدات‬

‫المتعلقة بحقوق اإلنسان والتي صادق عليها المغرب بأنها جزء ال يتجزأ من القانون الوضعي المغربي‪.‬‬

‫غير أن النص الجديد ال يمكن تنزيله إال إذا تم إدخال إجراءات تشريعية حتى يتم تفعيله أو قيام‬

‫القضاء باللجوء إلى هذه الوثائق العالمية (الشرعة الدولية وباقي االتفاقيات والمعاهدات الدولية‬

‫األساسية في مجال حقوق اإلنسان المصادق عليها من قبل المغرب) لفرض احترامها‪.‬‬

‫‪-‬اإليجابيات‪:‬‬

‫انفراج في عالقة القصر بأحزاب الكتلة الديمقراطية‬

‫تطور في بعض مجاالت حقوق االنسان (إحداث المجلس االستشاري لحقوق اإلنسان‪ ،‬إحداث والي‬

‫المظالم)‬

‫اقتراحان ملكيان للمعارضة البرلمانية لتولي دفة الحكم في إطار التناوب السياسي‬

‫تتويج المفاوضات بتولي المعارضة تدبير الشأن الحكومي في إطار ما سمي بالتناوب التوافقي أو‬

‫التناوب الممنوح بتعيين عبدالرحمان يوسفي وزيرا أوال‬

‫العودة إلى نظام الغرفتين حيث أصبح جميع أعضاء الغرفة األولى ينتخبون باالقتراع المباشر في حين‬

‫ينتخب أعضاء الغرفة الثانية باالقتراع غير المباشر‪.‬‬

‫‪-‬السلبيات‪:‬‬

‫‪-‬أزمة االنتخابات التشريعية لسنة ‪ 1993‬المتعلقة بمجلس النواب نتيجة انقالب الثلث المنتخب‬

‫بطريقة غير مباشرة على إرادة الناخبين‬

‫‪-‬تدخل اإلدارة في االنتخابات البلدية والبرلمانية‬


‫‪-‬فساد القضاء وعدم استقالليته‬

‫‪-‬محدودية دور مؤسستي والية المظالم والمجلس االستشاري لحقوق االنسان‬

‫‪-‬استمرار انتقادات المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية للعديد من االنتهاكات الجسيمة لحقوق‬

‫االنسان(التضييق على الجمعيات واألحزاب المعارضة‪ ،‬قمع التظاهرات واالحتجاجات‪ ،‬التوزيع غير‬

‫العادل للثروات‪ ،‬توسع الهوة بين الفقراء واألغنياء وبين الجهات‪)...‬‬

‫ثالثا‪ :‬حقوق اإلنسان في دستور‪2011‬‬

‫دستور ‪ 2011‬أتى نتيجة لالحتجاجات العارمة لحركة ‪ 20‬فبراير التي عمت مختلف المدن المغربية في‬

‫إطار ما سمي بثورات الربيع العربي‪.‬‬

‫يشكل هذا الدستور تطورا نوعيا وقفزة مهمة على مستوى إقرار حقوق اإلنسان والحريات العامة‬

‫بالمغرب بالمقارنة مع الدساتير السابقة ودساتير معظم الدول العربية واإلفريقية‪.‬‬

‫أهمية البعد الحقوقي لهذا الدستور يكمن في أربع مستويات‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مستوى الديباجة‬

‫ثانيا ‪ :‬مستوى المبادئ األساسية‬

‫ثالثا‪ :‬مستوى أهمية الحقوق المنصوص عليها في الدستور‬

‫رابعا ‪ :‬مستوى الضمانات القضائية والمؤسسات الداعمة‬

‫أوال‪ :‬مستوى الديباجة‬

‫تولي الديباجة أهمية بالغة لمجال حقوق اإلنسان من خالل تأكيدها على‪:‬‬

‫‪-‬بناء دولة ديمقراطية يسودها الحق والقانون ويتمتع فيها الجميع باألمن والحرية والكرامة االنسانية‬

‫وتكافؤ الفرص والعدالة االجتماعية ومقومات العيش الكريم‪.‬‬

‫‪-‬التشبث بحقوق اإلنسان كما هي متعارف عليه عالميا وااللتزام بما تقتضيه المواثيق الدولية من‬

‫مبادئ وحقوق وواجبات‪.‬‬


‫‪-‬االلتزام بحماية منظومتي حقوق اإلنسان والقانون الدولي اإلنساني مع مراعاة الطابع الكوني لتلك‬

‫الحقوق وعدم قابليتها للتجزئة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مستوى المبادئ األساسية‬

‫أكد دستور ‪ 2011‬على مجموعة من المبادئ التي سبق إقرارها في الدساتير السابقة‪:‬‬

‫‪-‬الطابع الدستوري والديمقراطي للنظام الملكي‬

‫‪-‬السيادة لألمة‬

‫‪-‬دولة القانون من خالل ربط مفهوم سيادة القانون بوجود الدولة الديمقراطية وخضوع الحكام‬

‫والمحكومين على السواء لسلطة القانون‬

‫أضاف دستور ‪ 2011‬العديد من المبادئ التي من شأنها دعم الحقوق السياسية بالمغرب وأهمها‪:‬‬

‫‪-‬مبدأ فصل السلط وتوازنها‬

‫‪-‬الديمقراطية التشاركية من خالل العرائض والملتمسات ودور المجتمع المدني‬

‫‪-‬الحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة‬

‫‪-‬الطابع الحر والنزيه لالقتراع واعتباره أساس التمثيل الديمقراطي‬

‫كما يقع على عاتق الدولة العمل على توفير الظروف التي تمكن من تعميم الطابع الفعلي لحرية‬

‫المواطنين والمساواة بينهم ومن مشاركتهم في الحياة السياسية واالقتصادية والثقافية واالجتماعية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مستوى أهمية الحقوق المنصوص عليها في الدستور‬

‫نص دستور ‪ 2011‬في ديباجته والباب األول والسابع وخاصة في الباب الثاني منه على العديد من‬

‫الحقوق والحريات األساسية المعترف بها للمواطنين والتي تشمل الحقوق المدنية والسياسية‬

‫والحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬

‫من بين هذه الحقوق نشير إلى‪:‬‬

‫حظر ومكافحة كل أشكال التمييز ألي سبب كان (الديباجة )‬

‫االعتراف بالتعدد الثقافي باألمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية وإحداث المجلس الوطني‬
‫للغات والثقافة المغربية(الديباجة‪/‬ف‪)5‬‬

‫تعددية األحزاب السياسية وحرية تأسيسها واالنخراط فيها (ف‪)7‬‬

‫حرية تأسيس النقابات واالنخراط فيها(ف‪)8‬‬

‫حرية تأسيس الجمعيات واالنخراط فيها(ف‪)12‬‬

‫حرية التعبير والرأي والفكر(ف‪ 25‬وف‪)28‬‬

‫التأكيد على المساواة في الحقوق بين الرجال والنساء وإقرار مبدأ المناصفة وإحداث هيئة للمناصفة‬

‫ومكافحة كل أشكال التمييز بينهما(ف‪)19‬‬

‫تمتيع المغاربة المقيمين خارج المغرب بحقوق المواطنة كاملة(ف‪ )17‬وضمان مشاركتهم بشكل أوسع‬

‫في الهيئات االستشارية وهيئات الحكامة (ف‪)18‬‬

‫تمتيع األجانب بالحريات األساسية المعترف بها للمواطنين المغاربة ومن بينها الحق في المشاركة في‬

‫االنتخابات المحلية(ف‪)30‬‬

‫التنصيص على حق اللجوء (ف‪)30‬‬

‫حرية اإلبداع والنشر والبحث العلمي(ف‪)25‬‬

‫الحق في الحصول والوصول إلى المعلومة(ف‪)27‬‬

‫حرية الصحافة وتنظيم هذا القطاع بكيفية مستقلة وعلى أسس ديمقراطية ودسترة الهيأة العليا‬

‫لالتصال السمعي البصري(ف ‪)28‬‬

‫احترام التعددية اللغوية والثقافية والسياسية في اإلعالم العمومي(ف ‪)28‬‬

‫حرية االجتماع والتجمهر والتظاهر السلمي(ف ‪ )29‬الحق في ممارسة اإلضراب(ف ‪)29‬‬

‫الحق في التصويت والترشح لالنتخابات والتمتع بالحقوق المدنية والسياسية(ف‪)30‬‬

‫الحق في الحياة(ف‪ )20‬وفي السالمة الجسدية وللممتلكات(ف‪)21‬‬

‫منع المعاملة القاسية أو الحاطة بالكرامة اإلنسانية ومنع ممارسة التعذيب (ف‪)22‬‬

‫حظر االعتقال التعسفي وتجريمه ومنع التحريض على العنصرية والعنف والمعاقبة على جريمة اإلبادة‬
‫وغيرها من الجرائم ضد االنسانية وجرائم الحرب وكافة االنتهاكات الجسيمة والممنهجة لحقوق‬

‫االنسان (ف‪)23‬‬

‫الحق في محاكمة عادلة وتمتيع المعتقل بحقوق أساسية وبظروف اعتقال إنسانية(ف‪)23‬‬

‫الحق في الطعن قضائيا في القرارات اإلدارية الفردية أوالتنظيمية(ف‪)118‬‬

‫الحق في إثارة الدفع بعدم دستورية قانون أثناء منازعة قضائية(ف‪)133‬‬

‫الحق في التعويض عن الضرر الناتج عن خطأ قضائي (ف‪)122‬‬

‫حماية الحياة الخاصة وحظر انتهاك حرمة المنزل ومنع انتهاك سرية االتصاالت (ف‪)24‬‬

‫إقرار حرية التنقل عبر التراب الوطني واالستقرار فيه والخروج منه أو العودة إليه (ف‪)24‬‬

‫الحقوق االجتماعية كالحق في االستفادة من العالج والعناية الصحية والحماية االجتماعية والتغطية‬

‫الصحية والتضامن التعاضدي والتعليم العصري والتكوين المهني والسكن الالئق والشغل والحصول‬

‫على الماء والعيش في بيئة سليمة(ف‪)31‬‬

‫المساواة في ولوج الوظائف العمومية وحسب االستحقاق(ف‪)31‬‬

‫عمل الدولة على ضمان الحماية الحقوقية واالجتماعية واالقتصادية لألسرة والحماية القانونية للطفل‬

‫وإحداث مجلس استشاري لألسرة والطفولة(ف‪)32‬‬

‫ي السلطات العمومية إلى توسيع مشاركة الشباب واندماجهم في الحياة االجتماعية واالقتصادية‬

‫والثقافية والسياسية وإحداث مجلس استشاري للشباب والعمل الجمعوي(ف‪)33‬‬

‫وضع السلطات العمومية لسياسيات لفائدة الفئات واألشخاص ذوي االحتياجات الخاصة أو الذين هم‬

‫في وضعية هشة بهدف معالجة أوضاعهم وإعادة تأهيلهم وتيسير تمتعهم بالحقوق والحريات المعترف‬

‫بها للجميع (ف‪)34‬‬

‫حق التملك وحرية المبادرة وإحداث المقاولة والتنافس الحر(ف‪)35‬‬

‫عمل السلطات العمومية على ضمان تكافؤ الفرص للجميع(ف‪)35‬‬

‫العمل على تحقيق تنمية بشرية مستدامة لتعزيز العدالة االجتماعية والحفاظ على الثروات الطبيعية‬
‫الوطنية وعلى حقوق األجيال القادمة(ف‪)35‬‬

‫وتنص الفصول‪ 37‬و‪ 38‬و‪ 39‬و‪ 40‬على الواجبات والتكاليف الملقاة على عاتق المواطنين مثل تحمل‬

‫التكاليف العمومية من خالل الضرائب والرسوم المؤداة والدفاع عن وحدة الوطن إضافة إلى اآلعباء‬

‫الناجمة عن الكوارث (ف‪)35‬‬

‫أهم المستجدات المتعلقة بتوفير حماية إضافية للحقوق والحريات األساسية الواردة في دستور ‪2011‬‬

‫هي‪:‬‬

‫إضفاء نوع من الحصانة على هذه الحقوق عند إعالن الملك لحالة االستثناء‪.‬‬

‫تنصيص الدستور على منع التعديل الدستوري بالنسبة للمقتضيات الدستورية المتعلقة بالخيار‬

‫الديمقراطي للمملكة وبمجال الحقوق والحريات األساسية الدستورية‪.‬‬

‫مالحظات على الحقوق المدسترة‬

‫إن العديد من الحقوق الجديدة الواردة في دستور ‪ 2011‬سبق وأن وردت في توصيات هيئة اإلنصاف‬

‫والمصالحة‬

‫أن بعض الحقوق المتضمنة في هذا الدستور تأتي استجابة لمقترحات بعض منظمات المجتمع‬

‫المدني عامة والمنظمات الحقوقية خاصة التي تقدمت بمطالبها إلى لجنة صياغة الدستور‬

‫تأثر المشرع الدستوري بالشرعة الدولية لحقوق اإلنسان وببعض الدساتير الغربية المتقدمة كالدستور‬

‫اإلسباني‪.‬‬

‫مدى تطور الحقوق في إطار دستور‪2011‬؟‬

‫هناك اتجاهين‪:‬‬

‫اتجاه يعتبر أن دسترة هذه الحقوق غير كاف لضمان الحماية الالزمة لها خاصة وأن الدستور يتضمن‬

‫العديد من المحددات والقيود التي قد تساهم في إفراغها من محتواها وجوهرها‪ .‬فهناك عمليتان‬

‫مترادفتان في ذات النص‪ :‬عملية ترسيم اإلعالن عن الحق وعملية هدم الحق وإفراغ العملية األولى من‬

‫كل مضمون‪.‬‬
‫نموذج مبدأ سمو االتفاقيات الدولية (الديباجة)‪« :‬جعل االتفاقيات الدولية‪ ،‬كما صادق عليها المغرب‬

‫وفي نطاق أحكام الدستور‪ ،‬وقوانين المملكة‪ ،‬وهويتها الراسخة‪ ،‬تسمو‪ ،‬فور نشرها‪ ،‬على التشريعات‬

‫الوطنية‪ ،‬والعمل على مالءمة هذه التشريعات‪ ،‬مع ما تتطلبه تلك المصادقة»‪.‬‬

‫هذا االتجاه يعتد أيضا بكيفية تنزيل هذه الحقوق من خالل التشريعات العادية التي تتضمن قيودا‬

‫تحد من ممارسة هذه الحقوق كالقانون التنظيمي للملتمسات‪.‬‬

‫‪2.‬اتجاه ثاني يذهب إلى أن دستور‪ 2011‬يشكل قفزة نوعية على مستوى االعتراف بالحقوق والحريات‬

‫األساسية الفردية والجماعية‪ ،‬وإعادة االعتبار لسلطة القضاء‪ ،‬وترقية مؤسسات داعمة لهذه الحقوق‬

‫إلى مصاف المؤسسات الدستورية كمؤسسة المجلس الوطني لحقوق االنسان ومؤسسة الوسيط‪.‬‬

‫القيمة القانونية للحقوق الدستورية‬

‫ترى الباحثة رقية المصدق أن عدم قيام المشرع الدستوري المغربي بالتفصيل في الحقوق والحريات‬

‫الواردة في هذا الدستور وفي المساطر والضمانات المتعلقة بها واالكتفاء بإحالته على القوانين‬

‫التنظيمية أو العادية قد يؤثر بشكل سلبي على الحقوق السيما أمام الضعف الفعلي لوضعية البرلمان‬

‫ومحدودية سلطاته بالمقارنة مع السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫يذهب الفقه الدستوري الغربي إلى أن إدراج الحقوق والحريات األساسية ضمن مقتضيات الدستور‬

‫يعد من بين أهم الضمانات الحقوقية وأقواها على اعتبار مبدأ سمو الدستور على مختلف القواعد‬

‫التشريعية األخرى‪ .‬كما أن الحكام والمحكومين ملزمون باالمتثال للقواعد الدستورية ومن بينها تلك‬

‫المتعلقة بالحقوق والحريات األساسية‪ ،‬بل من واجبهم ومسؤوليتهم العمل على التنزيل السليم‬

‫والفعلي لهذه الحقوق‪.‬‬

‫الترابط الوثيق بين اإلقرار الدستوري للحقوق والحريات وتبني نظام ديمقراطي مرتكز على مبدأ الفصل‬

‫بين السلط‬

‫رابعا ‪ :‬مستوى الضمانات القضائية والمؤسسات الداعمة للحقوق والحريات األساسية‬

‫في األنظمة الديمقراطية تتولى السلطتين التشريعية والقضائية دورا أساسيا وحيويا في حماية‬
‫الحقوق والحريات األساسية وتعزيزها‪.‬‬

‫تتدخل البرلمانات باعتبارها ممثال لإلرادة الشعبية في هذا المضمار من خالل وظيفتي التشريع‬

‫والمراقبة‪ .‬فهذه البرلمانات هي صاحبة االختصاص الحصري في مجال تقنين الحقوق والحريات‬

‫األساسية وتكميل وتفصيل تلك المنصوص عليها في الدستور‪ ،‬فهي ضمانة أساسية لتنزيل هذه‬

‫المقتضيات الدستورية‪.‬‬

‫كما أنها ضمانة مهمة للوقوف بحزم ضد تعسفات وانحرافات السلطة التنفيذية التي يكون هاجسها‬

‫المحافظة على النظام العام‪ ،‬وذلك عبر سلطتها في مراقبة أعمال الحكومة وتقييم سياساتها‬

‫العمومية‪.‬‬

‫ان االعتراف بالحريات العامة في قوانين الدولة مسألة أساسية ألنها تعطي الشرعية لها و تعطي‬

‫ألصحابه الحق في ممارستها في العلن‪ .‬لكن هذا االعتراف ال يكفي‪ ،‬اذ ال بد من توفير حماية كافية‬

‫وضمانات عملية من هذه الضمانات ما هو قضائي‪ ،‬ومنها المؤسسات الموازية الداعمة للحقوق‬

‫والحريات األساسية‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬الحماية ضد تجاوزات البرلمان‬

‫المحور الثاني ‪ :‬الحماية ضد تجاوزات اإلدارة‬

‫المحور الثالث ‪ :‬المؤسسات الموازية‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬الحماية ضد تجاوزات البرلمان‬

‫ونقصد هنا دور القضاء الدستوري في حماية الحقوق والحريات األساسية‬

‫الفرع األول‪ :‬تجليات التطور التشريعي‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تقييم الممارسة‬

‫الفرع األول‪ :‬تجليات التطور التشريعي‬


‫أوال ‪ :‬التطور المؤسساتي‬

‫من الغرفة الدستورية في ظل دساتير ‪ 1962‬و‪ 1670‬و‪1972‬‬

‫إلى المجلس الدستوري في ظل دستوري ‪ 1992‬و‪1996‬‬

‫فالمحكمة الدستورية حاليا أي في إطار دستور ‪2011‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تطور االختصاصات‬

‫مراقبة دستورية القوانين التنظيمي والنظام الداخلي للبرلمان‬

‫مراقبة دستورية القوانين منذ دستور ‪1992‬‬

‫النصوص المندرجة في مجال التنظيم والصادرة في شكل قانون‬

‫حالة الخالف التشريعي بين الحكومة والبرلمان‬

‫البت في صحة انتخاب أعضاء البرلمان وصحة عمليات االستفتاء‬

‫الدفع بعدم الدستورية دستور ‪ 2011‬مرتبط بالمساس بالحقوق والحريات ف‪133‬‬

‫النص صراحة على مراقبة دستورية االلتزامات الدولية ف ‪55‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تقييم الممارسة‬

‫أوال ‪ :‬تأثير تشكيل الجهاز على حماية الحقوق والحريات‬

‫هل الهيئة المكلفة بالمنازعات الدستورية هي ذات صبغة دستورية؟‬

‫عرف الجهاز المكلف بمراقبة دستورية القوانين تراجعا من حيث طابع تشكيله‪.‬‬

‫أي من الطابع شبه القضائي في الغرفة الدستورية التي كان يترأسها المجلس األعلى للقضاء إضافة‬

‫إلى عضوية قاض من الغرفة اإلدارية اما باقي التعيينات فكانت غير مقيدة بشروط‪.‬‬

‫الطابع السياسي الشامل ألعضاء المجلس الدستوري في دستوري ‪ 1992‬و‪1996‬‬

‫أما دستور ‪ 2011‬فقد عمل على التلطيف من الطابع السياسي للمحكمة الدستورية من خالل فرض‬

‫شروط معينة الختيار وتعيين أعضاء المحكمة الدستورية‪:‬‬

‫التكوين العالي في مجال القانون‬


‫الكفاءة القضائية أو الفقهية أو اإلدارية‬

‫ممارسة المهنة لمدة تفوق عشرة سنوات‬

‫االتسام بالتجرد والنزاهة‬

‫إجماع الباحثين على الصبغة السياسية للمحكمة‬

‫هذا يؤثر سلبا في األحكام الصادرة عنها‪:‬‬

‫ضعف في جودة األحكام‬

‫تناقض في بعض األحكام‬

‫بروزبعض مظاهر عدم االستقاللية له عواقب وخيمة على مستوى حماية الحقوق والحريات األساسية‬

‫ومن بينها شرعنة تجاوزات السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية‬

‫المحور الثاني ‪ :‬الحماية ضد تجاوزات اإلدارة‬


‫إن السلطة التنفيذية بما تملكه من صالحيات واسعة لتنظيم حقوق االفراد وحرياتهم قد تنتهك هذه‬

‫الحقوق والحريات بما تصدره من تعليمات واوامر وما تتخذه من اجراءات ولذلك بات من الضروري‬

‫حماية الحقوق والحريات عن طريق القضاء ويرتكز مفهوم هذه الحماية على مراقبة اعمال الحكومة‬

‫واالدارة عن طريق جهتين رئيسيتين هما‪:-‬‬

‫أوال‪ :‬القضاء العادي‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬القضاء المزدوج ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬القضاء العادي‬

‫ويتجسد ذلك بإناطة مهمة الرقابة بجهة واحدة وهي السلطة القضائية على اختالف محاكمها‪ ،‬وعلى‬

‫رأسها محكمة التمييز او محكمة النقض او المحكمة العليا حسب النظام المتبع في الدول وتكون‬

‫والية السلطة القضائية في هذا المجال والية كاملة في الفصل في الخصومات القضائية التي تنشأ‬
‫بين االفراد‪ ،‬او تلك التي تنشأ بين االدارة واالفراد‪ ،‬وهذا المنحى ينسجم مع القواعد العامة التي تقر‬

‫والية المحاكم على جميع االشخاص الطبيعية والمعنوية بما في ذلك الحكومة اال ماأستثني بنص‬

‫خاص‪.‬‬

‫اال ان اناطة مهمة الفصل في المنازعات التي تكون االدارة طرفا ً فيها بالقضاء العادي يتعارض مع ازدياد‬

‫نشاط االدارة نتيجة تدخل الدولة في ميادين كانت قاصرة على نشاط االفراد ‪ ،‬االمر الذي دعا الى‬

‫ضرورة االخذ بنظام القضاء المزدوج وضرورة انشاء محاكم ادارية تختص في الفصل في تلك‬

‫المنازعات‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬نظام القضاء المزدوج‬

‫يقوم على أساس وجود جهتين قضائيتين مستقلتين‪ ،‬جهة القضاء العادي وجهة القضاء اإلداري‬

‫جهة القضاء العادي‪ :‬وتختص بالفصل في المنازعات التي تنشأ بين األفراد أو بينهم وبين اإلدارة عندما‬

‫تتصرف كشخص من أشخاص القانون الخاص‪ ،‬ويطبق القضاء على هذا النزاع أحكام القانون الخاص‪.‬‬

‫جهة القضاء اإلداري‪ :‬وتختص بالفصل في المنازعات التي تنشأ بين األفراد واإلدارة عندما تظهر األخيرة‬

‫بصفتها صاحبة السلطة وتتمتع بامتيازات ال يتمتع بها األفراد ويُطبق القضاء اإلداري في المنازعة‬

‫المعروضة قواعد القانون العام‪.‬‬

‫في المغرب ‪ :‬تم إحداث المحاكم اإلدارية في بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي وتختص في‬

‫البت في المنازعات التي تهدف إلى إلغاء القرارات االدارية‪ ،‬ودعوى التعويض عن االضرار‬

‫المحور الثالث ‪ :‬المؤسسات الموازية‬


‫منذ عقد التسعينيات من القرن الماضي سار المغرب في منحى إحداث مؤسسات وهيئات جديدة‬

‫بهدف تعزيز الحماية في مجال حقوق اإلنسان ببالدنا‪ ،‬وتجديد وتطوير تلك القائمة‪.‬‬

‫ومن بين أهم هذه المؤسسات نورد‪:‬‬

‫المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‬


‫مؤسسة الوسيط‬

‫هيئة اإلنصاف والمصالحة‬

‫المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‬

‫تم إنشاء المجلس االستشاري لحقوق اإلنسان سنة ‪ 1990‬بظهير ويعد اللبنة األولى في مسار تعزيز‬

‫المغرب بمؤسسات لضمان حماية إضافية لحقوق اإلنسان‪ .،‬وتحولت بعد ذلك تسميته إلى المجلس‬

‫الوطني لحقوق االنسان بمقتضى ظهير سنة ‪.2001‬‬

‫مهمته مساعدة الملك في جميع القضايا المتعلقة بالدفاع عن حقوق االنسان وحمايتها‪.‬‬

‫هي مؤسسة استشارية وليست قضائية أو تقريرية‬

‫مؤسسة الوسيط‬

‫تم إحداث مؤسسة ديوان المظالم بظهير سنة ‪2001‬‬

‫تغيير تسميته ليصبح مؤسسة " الوسيط " هذه المؤسسة تشكل وسيلة ضغط فعالة على االدارة من‬

‫خالل تقديم تقارير سنوية للبرلمان وللملك ويوزع على جميع المحاكم والمرافق الحكومية‪.‬‬

‫ميزانيته مرتبطة بالبالط الملكي‪:‬‬

‫مهمته البحث في الشكايات المحالة إليه من قبل المواطنين ضد تعسفات اإلدارة‪.‬‬

‫هيئة اإلنصاف والمصالحة‬

‫تعتبر األولى من نوعها في العالم العربي واإلسالمي‪ ،‬شكلت خطوة هامة في ميثاق حقوق اإلنسان‪ ،‬من‬

‫أجل البحث عن الحقيقة ومن أجل مصالحة المغرب مع نفسه‪ ،‬وبالتالي انطالقة للمسار الديمقراطي‪.‬‬

‫إذ سنحت لضحايا االعتداءات والتجاوزات الماضية لحقوق اإلنسان التعبير عن اآلالم التي تعرضوا لها‬

‫بحيث أصبح بإمكانهم وصف ذلك في جلسات عمومية تابعها الرأي العام الوطني والدولي مباشرة على‬

‫شاشة التلفزة الوطنية‪.‬‬


‫بالتوفيق والسداد‬

‫للتواصل ال تتردد في مراسلتنا عبر موقعنا طلبة أونالين‪.‬‬

‫‪www.talabaonline.com‬‬

‫أو على صفحتنا في الفيس بوك‬

‫‪https://www.facebook.com/talaba.online‬‬

‫محاضرات مادة حقوق اإلنسان والحريات العامة‬


‫تم التحميل من موقع‪:‬‬

‫‪www.talabaonline.com‬‬
‫إعداد ‪:‬‬

‫أحمد أيت األشقر‬

‫عبد الرحمن بوضاز‬

You might also like