You are on page 1of 7

‫" فيبر" الى ان ينعتها ب "العنف المشروع" فهو عنف تمارسه الدولة باسم القانون هكذا اذن تستمد‬

‫الدولة سلطتها من القوة والعنف والتسلط اال انه عنف مشروع يمارس بأسم القانون‪.‬‬
‫الشيخ او االب او الراشد سلطة يستمدها من السلطة المعنوية بحث تشكل سلوكاته وافعاله نمودجا يجب‬
‫على القاصر احترامه والخضوع له ‪.‬‬
‫مجزوءة السياسة‬
‫* تنخرط الباحثة الفرنسية "جاكلين روس" في المجال المتعلق باشكالية الدولة بين الحق والعنف ‪،‬‬ ‫‪ 2‬السلطة الكارزمية ‪ :‬وهي سلطة تستمد مشروعيتها من تلك الصفة الكارزمية التي تميز االنبياء‬ ‫العدالة بين المساواة واالنصاف‬ ‫الحق والعدالة‬
‫وفي هذا االطار نجدها تميز بين نوعين من الدول ‪ :‬فهناك الدولة التقليدية وهناك الدولة العصرية‪.‬‬ ‫والمفكرين او القادة والساسة المتهمين‪.‬‬ ‫* " افالطون" ينظر افالطون‪ 3‬اال ان العدالة في المجتمع ترتبط بما يؤديه كل فرد من وضائف ومهام‬
‫تتميز الدولة التقليدية بطبيعتها االستبدادية ‪ ،‬فهي دولة مطلقة وشمولية تختزل كل السلط في يد واحدة‬ ‫‪ 3‬السلطة التمثيلية ‪ :‬وهي سلطة تستمد مشروعيتها من االنتخابات التي تفرز نخبا و منتخبا بطريقة‬ ‫وادوار تكون مناسبة لقواه العقلية والجسدية والنفسية فليس من العدالة ان ننسب وضيفة او مهمة‬
‫وهذا ما يجعل منها دولة مستبدة تمارس العنف والقهر على مواطنيها الذين يتحولون الى مجرد رعايا‬ ‫ديموقراطية ولعل هذا الشكل من السلطة هي ما يجب ان يطبع الدولة الحديثة ‪.‬‬ ‫داخل المجتمع لفرد اليمتلك المؤهالت لمزاولتها فاالنصاف كل االنصاف ان تتناسب الوظائف والمهام‬
‫ووسائل في خدمة الدولة ‪.‬بخالف هذا تتحدد الدولة العصرية بطبيعتها الديموقراطية فهي دولة الحق‬ ‫اذن واعتبارا لهذا فمصادر السلطة تتعدد ومن تم تتعدد مشروعيتها ‪.‬‬ ‫االجتماعية تبعا لمؤهالت الفرد النفسية والجسدية والعقلية ومن ثم يجب ان يمارس النبالء والسادة‬
‫والقانون انها تستمد مشروعيتها من الحق والقانون وذالك من خالل الفصل بين السلط و عبر احترام‬ ‫* يأخذ العنف حسب " جوليان فرويد" عدة اشكال فهو يراوح مكانه بين العنف والمشروعية وهذا ما‬ ‫مهام ترتبط بطبيعتهم العقلية كما على الجنود ان يمارسو مهامهم تبعا لطبيعتهم الجسدية في حين يبقى‬
‫مواطنيها باعتبارهم ذوات عاقلة وأخالقية‪ .‬ان دولة الحق والقانون تنظر للمواطن كغاية في ذاته وبهذا‬ ‫يفهم من خالل الدولة التي تسعى الى الهيمنة والسلطة باستعمال العنف المشروع ‪ .‬تستعمل الدولة من‬ ‫على العبيد ان يمارسو اعماال تتماشى مع طبيعتهم النفسية ‪.‬هكذا اذن فالعدالة االجتماعية ال ترتبط‬
‫تتحول الدولة إلى وسيلة لخدمة المواطنين ‪.‬‬ ‫اجل شرعنة العنف جملة من الوسائل المتمثلة في االسرة والتربية واالقتصاد وكل ذلك يتم باسم‬ ‫بالمساواة بين الناس بل عبر اإلنصاف الذي يراعي خصوصيته لألفراد ومؤهالتهم النفسية والعقلية‬
‫* ينتهي الفيلسوف الفرنسي " بول ريكور" في تصوره الشكالية الدولة بين الحق والعنف الى اعتبار‬ ‫الديموقراطية و القانون ‪ .‬فمن احداث التوازن في المجتمع تسعى الدولة الى عقلنة وشرعنة العنف‬ ‫والجسدية‪.‬‬
‫ان الدولة هي تركيب تاريخي وعقالني انها تنطوي في ذاتها على مفاهيم العنف والقوة والسلطة‬ ‫وذلك باسم الديموقراطية والقانون ‪.‬‬ ‫* "دافيد هييوم" يؤسس التصور الفلسفي حول اشكالية العدالة بين المساواة واالنصاف من خالل‬
‫ومفاهيم الحق والحرية والقانون فالدولة كمعطى تاريخي جسدت اشكال القهر والعنف واالستبداد وعبر‬ ‫* يبني السوسيولوجي االمريكي "رالف لنتون " تصوره حول العنف من خالل اشكالية العنف‬ ‫اعتبار العدالة شكال يحقق التوازن انها توسط بين العام والخاص بين الفرد والجماعة فالعدالة حسب‬
‫هذه الوسائل ارسلت هياكلها غير ان الدولة ال تشكل فقط معطى تاريخي للقهر والعنف انها كذلك‬ ‫والمشروعية داخل المجتمع اذ يرى ان اساس العنف في المجتمع يرتبط بالمنازعات االجتماعية التي‬ ‫"دافيد هيوم" هي التي تمكن من تحقيق التوازن بين الحرية الفردية والحرية العامة فضال عن تحقيق‬
‫عقالني تقوم بتربية المواطن تربية اساسها الحرية والحق والقانون فالدولة في هذا المستوى تنظر إلى‬ ‫يمكن ان تتخذ شكال فرديا او شكال جماعيا‪.‬اال ان العنف كمظهر من مظاهر العدوان في االنسان نجد‬ ‫التوازن بين المصلحة الخاصة والمصلحة العامة فالعدالة الحقه تلك التي تضع حدودا فاصلة بين ما هو‬
‫المواطن ككائن عاقل قادر على استيعاب مبادئها المتمثلة في الحق والحرية القانون وعليه فالدولة‬ ‫المجتمع يرفضه بل يعمل نبذه عبر السخرية من ممارسه ومرتكبه ‪.‬غير ان العنف الذي ياخذ شكل‬ ‫عام وما هو خاص دون ان يقع ويحدث تعارض بينهما ‪.‬‬
‫حسب بول ريكور هي تركيب تاريخي وعقالني ينطوي في ذاته على العنف والحق والقوة والقانون‬ ‫عراك او شجار عفوي يرفضه المجتمع ‪.‬تتحول اداة العنف الى عنف مقبول اجتماعيا وذلك حينما‬ ‫* ينظم الفيلسوف األمريكي " راولز " الى مناقشة هذه االشكالية المتعلقة بمفهوم العدالة بين المساواة‬
‫المتسلط والحرية‬ ‫يتحول الى عنف مقنن بجملة من القواعد تجعل منه عنفا مشروعا وهذا ما يتمثل في اشكال العنف التي‬ ‫واالنصاف بحيث يعتبر ان العدالة قابلة للتحقق في مجتمع ديمقراطي تحكمه المؤسسات فالعدالة تتحدد‬
‫طبيعة السلطة السياسية‬ ‫يتبناها المجتمع كفرجة تخضع للتشجيع والتحفيز والتحميس‪...‬‬ ‫من خالل المساواة والحريات‪.‬وذلك باعتبارها شكال يحقق االنصاف داخل المجتمع دونما أي تمييز بين‬
‫العنف في التاريخ‬ ‫المواطنين اللهم من خالل الكفأت و المهارات والقدرات التي تميز كل فرد عن االخر هكذا اذن تتحقق‬
‫*" جون لوك" فقد بنا تصوره للدولة والسلطة والسياسة اعتمادا على مرورية العقد االجتماعي ‪.‬تنشأ‬
‫العدالة داخل المجتمع الديموقراطي‪.‬‬
‫الدولة انطالقا من تعاقدات اجتماعية تعبر عن إرادة‪ 3‬األغلبية واذا كانت الدولة تنشأ عبر هذا التعاقب‬ ‫* يؤسس الفيلسوف االنجليزي " توماس هوبز" تصوره حول اشكالية العنف في التاريخ انطالقا من‬
‫االجتماعي الذي يتنازل فيه االفراد عن جزء من حريتهم وقسط من قوتهم لصالح الدولة التي تتمثل في‬ ‫الوقوف عند طبيعة النفس االنسانية التي يعتبرها طبيعة شريرة مسكونة بالعنف والعدوان واألنانية ‪.‬لقد‬ ‫العدالة كأساس للحق‬
‫حكومة شرعية تمارس السلطة السياسية‪.‬‬ ‫كانت الحالة الطبيعية لإلنسان حالة مطبوعة بالصراع والنزاع والفوضى انها حالة تجسد " حرب‬ ‫* يؤسس الفيلسوف الفرنسي" أالن" تصوره إلشكالية الحق والعدالة من خالل النضر إلى الحق ليس‬
‫* يندرج تصور "مونتسكيو" ضمن تصورات فالسفة االنوار حول الدولة و السلطة السياسية‪.‬فإذا‬ ‫الجميع ضد الجميع " ‪.‬‬ ‫بوصفه قيمة معيارية يرتبط بما ينبغي أن يكون بدال من ما هو كائن فالحق ال يتخذ مصداقيته وشرعيته‬
‫كانت الدولة هي االطار القانوني للمجتمع المدني السياسي فعليها ان تحافظ على توازن المجتمع من‬ ‫غير ان هذه الحالة لم تختفي تماما حينما انتقل اإلنسان إلى الحالة المدنية السياسية التي اتسمت‬ ‫إال إذا ارتبط بالواقع بحيث تتمثل قيمة الحق في تلك القيمة التي يستمدها من سلطته وعدالته التي يجب‬
‫خالل الفصل بين السلط التي يختزنها" مونتسكيو" في ثالت انواع من السلط هي السلطة التشريعية‬ ‫بظهور الدولة فبالرغم من وجود الدولة ظل االنسان يعيش حالة من العنف تتجلى باالساس في نزوعه‬ ‫أن يكون معترفا بها من قبل سلطة حاكمة ‪ .‬فال يكفي اإلنسان أن يغلق تشبثه بحقه في شيء ما بل يجب‬
‫والسلطة التنفيذية المتعلقة بحقوق الناس والسلطة التنفيذية المتعلقة بالحق المدني ‪.‬فاذا كانت السلطة‬ ‫الدائم الى النزاع والصراع والحرب ‪.‬نفهم من هذا ان العنف يسكن في التارخ البشري منذ الحاالت‬ ‫أن يثبت بحقه ذلك من خالل سلطة حاكمة تعترف به له بعدالته ومصداقية حقه ‪ .‬هكذا إذن يمكن للحق‬
‫التشريعية تسهر على سن القوانين او التشريعات فان السلطة التنفيذية من وضيفتها السهر على‬ ‫البدائية االولى لالنسان الى الحاالت االكثر تحضرا‪.‬‬ ‫أن يتجسد في الواقع حينما يعترف به من قبل سلطة عليا‪.‬‬
‫احترام الحقوق والحريات وذلك وفق مبدأ سياسي يثمثل في الفصل بين السلط حتى ال يتحول الحاكم الى‬ ‫* ينخرط الفرنسي "بيير‪ ‬فارنييه "ضمن هذا المجال المرتبط باشكالية العنف في التاريخ اذ يرى ان‬ ‫* لقد انتبه الفيلسوف و رجل الدولة الروماني" شيشرون" إلى الفرق و التمييز بين العدالة الطبيعية و‬
‫مشروع وقاضي الى منفذ‪.‬فمتى‪ 3‬اجتمعت هذه السلط في يد واحدة او هيئة واحدة كان مآلها الضياع‬ ‫العنف متجدر في التاريخ فهو يتم عادة من اجل السيطرة والنفوذ وتدمير االخر ومادام العنف يشكل‬ ‫المؤسساتية‪ ،‬فالعدالة الطبيعية تكرس الحق الذي نمجده بالعقل و تستحسنه فنكن له الحب و االحترام‬
‫وانقلبت الى استبداد ‪.‬‬ ‫حاجة انسانية فان اإلنسان قد يسعى إلى تقنينه باسم االخالق وهكذا فكل الحروب التي عرفها التاريخ‬ ‫بخالف العدالة التي تكرس الحق المؤسساتي‪ ،‬فالمؤسسات ال تعمل على إحقاق الحقوق بل تعمل على‬
‫* يندرج عالم االجتماع الفرنسي "آالن تورين " ضمن التصور السسيولوجي المعاصر الذي ينتقد‬ ‫االنساني تمت باسم االخالق ‪ ،‬بالرغم من ان الحرب في حد ذاتها هي فعل بشع ال اخالقي ‪.‬‬ ‫تفويت الحقوق على أصحابها ألنها تشتغل وفق قوانين وضعية أساسها المنفعة الشيء الذي يفضي إلى‬
‫طبيعة السلطة السياسية اذ يعتبر ان مفهوم الديمقراطية اليقف عند مستوى الشعارات التي تخفي‬ ‫* ينظم عالم االجتماع البريطاني " انطوني جيدنز" الى هذا المجال حول طبيعة واشكال العنف في‬ ‫الظلم‪ .‬هكذا إذن فالعدالة الطبيعية حسب شيشرون هي العدالة الحقة أما العدالة المؤسساتية فهي عدالة‬
‫ورائها نظما سياسية كليانية تتسم بالشمولية والقمع والتسلط ومصادرة حقوق الناس والغاء حريتهم‬ ‫التاريخ ‪ ،‬فاذا كان" توماس هوبز" قد ربط العنف في التاريخ بالطبيعة االنسانية الشريرة التي تنزع‬ ‫باطلة‪.‬في هذا السياق يقول" شيشرون"‪,‬ال يوجد عبت اكبر من االعتقاد بأن كل ما هو منظم بواسطة‬
‫فالديموقراطية الحقيقية هي التي تتجرد من الشعارات الفضفاضة لتكرس سياستها لخدمة الحقوق‬ ‫دوما الى الصراع والحرب وكذا" بيير فارنييه " قد ربط العنف باالخالق فهو يمارس دائما باسم‬ ‫المؤسسات أو قوانين الشعوب عادل‪.‬‬
‫الثقافية والمدنية واالجتماعية للمواطنين فالديموقراطية الحقيقية تنهض المبادئ التالية ‪ - :‬االعتراف‬ ‫شعارات اخالقية فان "جيدنز" يعتبر ان العنف مورس في التارخ باسم الشرف ‪.‬وهكذا فمعظم النزاعات‬ ‫الحق بين الطبيعي والوضعي‬
‫بالحقوق االساسية التي ينبغي احترامها ‪ -.‬االعتراف بالتمثيلية الشرعية والسياسية للمواطنين‪-.‬‬ ‫والصراعات بل والحروب تمت باسم الشرف وهذا ما جعل من المرأة في المجتمعات االبوية تشكل‬ ‫* يتحدد الحق الطبيعي حسب " توماس هوبز" من اعتباره حقا يتأسس على القوة المطلقة والحرية‬
‫االعتراف بحقوق المواطنة التي هي تعبير عن الحقوق االجتماعية ‪.‬‬ ‫مصدرا للعار و هذا ما جعل منها موضوعا للعنف و مصدرا له في نفس الوقت‪.‬‬ ‫العمياء والشهوة والغريزة المتوحشة فهو إذن حق مطلق يكرس حق القوة وحق البقاء لألقوى‪ .‬إن هذا‬
‫بهذا فقط يمكن الحديث عن مفهوم صحيح للديموقراطية بعيدا عن السلطة السياسية الكليانية المتمثلة‬ ‫أشكال العنف‬ ‫النوع من الحق يؤدي في آخر المطاف إلى حالة من الصراع والفوضى والعنف ما دام يخضع للمنطق‬
‫في الحزب الواحد والقائم على السطة المطلقة واالستبداد ‪.‬‬ ‫* ينطلق الفيلسوف األلماني"اريك فروم " في تصوره لمفهوم العنف من خالل النظر إلى العنف‬ ‫والقوة والحرية والشهوة الشئ الذي يجعل الحريات والقوى تتعارض وتتصادم في ما بينها مم يخلق‬
‫مشروعية الدولة وغاياتها‬ ‫كنزعة قومية تدميرية كامنة في اإلنسان وتشتغل من خالل تفاعلها مع معطيات و مالبسات خارجية ‪.‬‬ ‫حالة من الحرب المفتوحة إنها "حرب الجميع ضد الجميع " كما يقول توماس هوبز‪.‬إذن وبناءا على‬
‫* يؤسس " جون لوك " تصوره الشكالية مشروعية الدولة من خالل اعتبار ان تلك المشروعية ال‬ ‫فالعنف إذن يرتبط بالطبيعة اإلنسانية من حيث هو رغبة في تدمير اآلخر وتعطش للدماء وشغف‬ ‫هذا فالحق الطبيعي هو حق يكرس حق القوة بدال من قوة الحق ‪.‬‬
‫تستمد من أي سلطة خارجية كما قد يعتقد في نظرية الحق االهي التي ترى بأن مشروعية الحاكم تستمد‬ ‫بالتحطيم فاإلنسان إذن من خالل طبيعته هو كائن عدواني‪.‬لقد ارتبط العنف باإلنسان منذ القدم فعبر عنه‬ ‫* يساهم الفيلسوف الهولندي " سبينوزا" في هذا السجال المتعلق بإشكالية الحق بين ما هو طبيعي‬
‫من تفويض االهي ‪ .‬ان مشروعية الدولة حسب جون لوك ومن خالل فلسفة العقد االجتماعي ل " جون‬ ‫بأشكال ترتبط بممارسات وشعائر طقوسية تأخذ منحى دينيا تارة ومنحى سياسيا أو حربيا تارة أخرى‬ ‫وما هو وضعي ثقافي واجتماعي إذ يرى إن اإلنسان شأنه في ذلك الشأن شأن باقي الحيوانات كان‬
‫لوك ‪ +‬توماس هوبز ‪ +‬جون جاك روسو " تنظر الى ان مشروعية الدولة تستمد من حشد الناس اليها‬ ‫هكذا إذن يرتبط العنف بالطبيعة اإلنسانية باعتباره نزعة تدميرية‪.‬‬ ‫يحيى ويعيش وفق قوانين الطبيعة القائمة على القوة والبطش والصراع ضمن شريعة الطبيعة المتمثلة‬
‫وذلك بدافع من ضرورة حماية من الناس وسالمتهم وحرياتهم وممتلكاتهم‪.‬وهكذا اذن تستمد الدولة‬ ‫* يؤسس" فرويد" تصوره حول إشكالية العنف انطالقا من مرجعية التحليل النفسي بحيث يعتبر أن‬ ‫في قاعدة البقاء لألقوى ‪.‬غير إن اإلنسان وبدافع من العقل ومقتضياته اهتدى إلى التخلي عن الحالة‬
‫مشروعيتها من حاجة داخلية اليها‪.‬‬ ‫العنف سلوك طبيعي في اإلنسان يعبر عن نزوعه العدواني الذي يأخذ شكال فرضيا حينما يرتبط بغرائز‬ ‫الطبيعة المطبوعة بحق القوة ونزوع الشهوة لصالح الحالة المدنية السياسية المطبوعة بالتشريعات‬
‫* ينخرط الفيلسوف الهولندي "سبينوزا" في هذا المجال المتعلق بمشروعية الدولة وغاياتها اذ يرى‬ ‫الفرد العدوانية و هي غرائز ترتبط بالتهديد و االنهيار و التدمير كما أن العنف يأخذ شكال جماعيا حينما‬ ‫والقوانين الوضعية واألخالقية ‪.‬‬
‫" ان الغاية القصوى من تأسيس الدولة ليست السيادة او ارهاب الناس ‪ ...‬فالغاية الحقيقية من قيم‬ ‫يرتبط بالنزوع العدواني للجماعات أو الطوائف أو الشعوب التي تضطهد اآلخرين بغزواتها و حروبها‬ ‫* ينظم "جون جاك روسو " إلى مناقشة هذه اإلشكالية المتعلقة بمفهوم الحق بين ما هو طبيعي وما‬
‫الدولة هي الحرية " نفهم من هذا الكالم ان الطبيعة االنسانية تتحدد بالحرية وعليه يتوجب على الدولة‬ ‫رغبة منها في السيطرة و اإلخضاع‪ .‬إذن حسب فرويد فالعنف نزوع عدواني عند اإلنسان يعبر عن‬ ‫هو وضعي واجتماعي وأخالقي من اجل بيان تصوره يفترض "جون جاك روسو" وجود حاالت مر بها‬
‫ان نجعل من غاياتها الحفاظ على هذة الحرية وذلك بتطويرها وجعلها متالئمة مع مقتضيات العقل‬ ‫رغباته وغرائزه المتمثلة في حب التملك و السيطرة و تدمير اآلخر‪.‬‬ ‫اإلنسان وهي ثالث حاالت ‪ 1 :‬الحالة األصلية وهي حالة من المساواة والالتفاوتات بين الناس بحث‬
‫فالحرية ليست الحرية الطبيعية المطلقة العمياء والمتوحشة بل الحرية االخالقية التي ال تتعارض مع‬ ‫* ينظم عالم االجتماع الفرنسي" بودريار" الى االشكال المتعلق باشكال العنف فيرى ان العنف متجدر‬ ‫كان يعيش أفراد العشيرة البدائية في حالة من الوداعة والسعادة والطيبوبة إذ لم يكن هناك من دافع إال‬
‫قوانين العقل و االخالق فهذه‪ 3‬هي الحرية التي تشكل غاية الدولة ‪.‬‬ ‫في الطبيعة اإلنسانية ‪ ،‬فهو قد يأخذ اشكال الحروب كالحرب العالمية االولى او الثانية او الحرب الباردة‬ ‫اقتتالهما وتناحرهما‪ 2 .‬الحالة الطبيعية ‪:‬وهي حالة ارتبطت بظهور الملكية الخاصة التي خلقت أشكاال‬
‫* ينظم الفيلسوف االلماني " هيجل " الى هذا الجدال حول طبيعة الدولة فيرى ان دور الدولة و‬ ‫غير انه يأخذ كذلك شكل االرهاب الذي هو تعبير عن نزوع ال اخالقي وشرير يهدف الى تدمير االخر‬ ‫من التفاوت والالمساواة بين الناس الشيء الذي خلق حالة من العنف والسلطة الترهيب والصراع‬
‫وضيفتها ال يتوقفان عن الحماية و االمن كما ال يجسدان فرض السيادة على العنف و القمع و االكراه‬ ‫غير ان هذا الشر قد يواجه بشر اعنف منه وذلك ضمن ثنائية انسانية ابدية هي ثنائية الخير‬ ‫والتناحر بينهما فالحالة الطبيعية إذن هي حالة تكرس الحق الطبيعي القائم على حق القوة والعنف‬
‫بل ان وضيفة الدولة تتمثل في اشاعة القيم الروحية والمبادئ العقلية وهي قيم عليا ومبادئ سياسية‬ ‫والشر‪.‬وهكذا اذن يأخذ العنف منحى طبيعي النه يرتبط بالطبيعة االنسانية‪.‬‬ ‫والبطش واالستبداد ‪ 3 .‬الحالة المدنية السياسية‪ :‬أمام حالة الصراع والفوضى التي ميزت الحالة‬
‫بالنسبة للمجتمع وذالك حتى يتمكن االنسان من الشعور بإنسانيتها تبعا لهذا نجد "هيجل" ينظر للدولة‬ ‫الدولة بين الحق والعنف‬ ‫الدولة‬ ‫الطبيعية لإلنسان اهتدى هذا األخير إلى خلق مجتمع تسوده القوانين والتشريعات التي تأطر حيات‬
‫كروح موضوعية انها روح الشعب التي يتشبع بها الفرد ويستمد منها اخالقه وسلوكاته فالدولة اذن‬ ‫الناس وتضمن أمنهم وسالمتهم وحياتهم واستقرارهم ‪.‬‬
‫* يندرج "ماكس فيبر" ضمن تصور السوسيولوجيا السياسية وهو تصور يسعى الى مقاربة اشكالية‬
‫هي تعبير عن االخالق و االرادة العامة والروح العامة لالفراد وهي روح تشعر االنسان بخصوصيته‬ ‫الدولة بين الحق والعنف ‪.‬حيث ينطلق " فيبر" من مقولة ماركسية مفادها "كل دولة تنبني على القوة‬ ‫العنف والمشروعية‬ ‫العنف‬
‫وطبيعته االنسانية ‪.‬‬ ‫" فتبعا لهذا نجد الدولة تستمد سلطتها من القوة التي تمارسها بهدف بسط هيبتها وسيطرتها الجل‬ ‫* تتحدد مصادر مشروعية السلطة حسب " ماكس فييبر " انطالقا من ثالت مصادر يجملها في ما‬
‫الحفاض على النظام العام واالستقرار االجتماعي حيث تشكل هذة القوة حكرا على الدولة وهذا ما دفع‬ ‫يلي ‪ 1 :‬السلطة التقليدية ‪ :‬وهي سلطة تستمد مشروعيتها من النمودج التقليدي الذي كان يشكل فيه‬
‫" فيبر" الى ان ينعتها ب "العنف المشروع" فهو عنف تمارسه الدولة باسم القانون هكذا اذن تستمد‬
‫الدولة سلطتها من القوة والعنف والتسلط اال انه عنف مشروع يمارس بأسم القانون‪.‬‬
‫الشيخ او االب او الراشد سلطة يستمدها من السلطة المعنوية بحث تشكل سلوكاته وافعاله نمودجا يجب‬
‫على القاصر احترامه والخضوع له ‪.‬‬
‫مجزوءة السياسة‬
‫* تنخرط الباحثة الفرنسية "جاكلين روس" في المجال المتعلق باشكالية الدولة بين الحق والعنف ‪،‬‬ ‫‪ 2‬السلطة الكارزمية ‪ :‬وهي سلطة تستمد مشروعيتها من تلك الصفة الكارزمية التي تميز االنبياء‬ ‫العدالة بين المساواة واالنصاف‬ ‫الحق والعدالة‬
‫وفي هذا االطار نجدها تميز بين نوعين من الدول ‪ :‬فهناك الدولة التقليدية وهناك الدولة العصرية‪.‬‬ ‫والمفكرين او القادة والساسة المتهمين‪.‬‬ ‫* " افالطون" ينظر افالطون‪ 3‬اال ان العدالة في المجتمع ترتبط بما يؤديه كل فرد من وضائف ومهام‬
‫تتميز الدولة التقليدية بطبيعتها االستبدادية ‪ ،‬فهي دولة مطلقة وشمولية تختزل كل السلط في يد واحدة‬ ‫‪ 3‬السلطة التمثيلية ‪ :‬وهي سلطة تستمد مشروعيتها من االنتخابات التي تفرز نخبا و منتخبا بطريقة‬ ‫وادوار تكون مناسبة لقواه العقلية والجسدية والنفسية فليس من العدالة ان ننسب وضيفة او مهمة‬
‫وهذا ما يجعل منها دولة مستبدة تمارس العنف والقهر على مواطنيها الذين يتحولون الى مجرد رعايا‬ ‫ديموقراطية ولعل هذا الشكل من السلطة هي ما يجب ان يطبع الدولة الحديثة ‪.‬‬ ‫داخل المجتمع لفرد اليمتلك المؤهالت لمزاولتها فاالنصاف كل االنصاف ان تتناسب الوظائف والمهام‬
‫ووسائل في خدمة الدولة ‪.‬بخالف هذا تتحدد الدولة العصرية بطبيعتها الديموقراطية فهي دولة الحق‬ ‫اذن واعتبارا لهذا فمصادر السلطة تتعدد ومن تم تتعدد مشروعيتها ‪.‬‬ ‫االجتماعية تبعا لمؤهالت الفرد النفسية والجسدية والعقلية ومن ثم يجب ان يمارس النبالء والسادة‬
‫والقانون انها تستمد مشروعيتها من الحق والقانون وذالك من خالل الفصل بين السلط و عبر احترام‬ ‫* يأخذ العنف حسب " جوليان فرويد" عدة اشكال فهو يراوح مكانه بين العنف والمشروعية وهذا ما‬ ‫مهام ترتبط بطبيعتهم العقلية كما على الجنود ان يمارسو مهامهم تبعا لطبيعتهم الجسدية في حين يبقى‬
‫مواطنيها باعتبارهم ذوات عاقلة وأخالقية‪ .‬ان دولة الحق والقانون تنظر للمواطن كغاية في ذاته وبهذا‬ ‫يفهم من خالل الدولة التي تسعى الى الهيمنة والسلطة باستعمال العنف المشروع ‪ .‬تستعمل الدولة من‬ ‫على العبيد ان يمارسو اعماال تتماشى مع طبيعتهم النفسية ‪.‬هكذا اذن فالعدالة االجتماعية ال ترتبط‬
‫تتحول الدولة إلى وسيلة لخدمة المواطنين ‪.‬‬ ‫اجل شرعنة العنف جملة من الوسائل المتمثلة في االسرة والتربية واالقتصاد وكل ذلك يتم باسم‬ ‫بالمساواة بين الناس بل عبر اإلنصاف الذي يراعي خصوصيته لألفراد ومؤهالتهم النفسية والعقلية‬
‫* ينتهي الفيلسوف الفرنسي " بول ريكور" في تصوره الشكالية الدولة بين الحق والعنف الى اعتبار‬ ‫الديموقراطية و القانون ‪ .‬فمن احداث التوازن في المجتمع تسعى الدولة الى عقلنة وشرعنة العنف‬ ‫والجسدية‪.‬‬
‫ان الدولة هي تركيب تاريخي وعقالني انها تنطوي في ذاتها على مفاهيم العنف والقوة والسلطة‬ ‫وذلك باسم الديموقراطية والقانون ‪.‬‬ ‫* "دافيد هييوم" يؤسس التصور الفلسفي حول اشكالية العدالة بين المساواة واالنصاف من خالل‬
‫ومفاهيم الحق والحرية والقانون فالدولة كمعطى تاريخي جسدت اشكال القهر والعنف واالستبداد وعبر‬ ‫* يبني السوسيولوجي االمريكي "رالف لنتون " تصوره حول العنف من خالل اشكالية العنف‬ ‫اعتبار العدالة شكال يحقق التوازن انها توسط بين العام والخاص بين الفرد والجماعة فالعدالة حسب‬
‫هذه الوسائل ارسلت هياكلها غير ان الدولة ال تشكل فقط معطى تاريخي للقهر والعنف انها كذلك‬ ‫والمشروعية داخل المجتمع اذ يرى ان اساس العنف في المجتمع يرتبط بالمنازعات االجتماعية التي‬ ‫"دافيد هيوم" هي التي تمكن من تحقيق التوازن بين الحرية الفردية والحرية العامة فضال عن تحقيق‬
‫عقالني تقوم بتربية المواطن تربية اساسها الحرية والحق والقانون فالدولة في هذا المستوى تنظر إلى‬ ‫يمكن ان تتخذ شكال فرديا او شكال جماعيا‪.‬اال ان العنف كمظهر من مظاهر العدوان في االنسان نجد‬ ‫التوازن بين المصلحة الخاصة والمصلحة العامة فالعدالة الحقه تلك التي تضع حدودا فاصلة بين ما هو‬
‫المواطن ككائن عاقل قادر على استيعاب مبادئها المتمثلة في الحق والحرية القانون وعليه فالدولة‬ ‫المجتمع يرفضه بل يعمل نبذه عبر السخرية من ممارسه ومرتكبه ‪.‬غير ان العنف الذي ياخذ شكل‬ ‫عام وما هو خاص دون ان يقع ويحدث تعارض بينهما ‪.‬‬
‫حسب بول ريكور هي تركيب تاريخي وعقالني ينطوي في ذاته على العنف والحق والقوة والقانون‬ ‫عراك او شجار عفوي يرفضه المجتمع ‪.‬تتحول اداة العنف الى عنف مقبول اجتماعيا وذلك حينما‬ ‫* ينظم الفيلسوف األمريكي " راولز " الى مناقشة هذه االشكالية المتعلقة بمفهوم العدالة بين المساواة‬
‫المتسلط والحرية‬ ‫يتحول الى عنف مقنن بجملة من القواعد تجعل منه عنفا مشروعا وهذا ما يتمثل في اشكال العنف التي‬ ‫واالنصاف بحيث يعتبر ان العدالة قابلة للتحقق في مجتمع ديمقراطي تحكمه المؤسسات فالعدالة تتحدد‬
‫طبيعة السلطة السياسية‬ ‫يتبناها المجتمع كفرجة تخضع للتشجيع والتحفيز والتحميس‪...‬‬ ‫من خالل المساواة والحريات‪.‬وذلك باعتبارها شكال يحقق االنصاف داخل المجتمع دونما أي تمييز بين‬
‫العنف في التاريخ‬ ‫المواطنين اللهم من خالل الكفأت و المهارات والقدرات التي تميز كل فرد عن االخر هكذا اذن تتحقق‬
‫*" جون لوك" فقد بنا تصوره للدولة والسلطة والسياسة اعتمادا على مرورية العقد االجتماعي ‪.‬تنشأ‬
‫العدالة داخل المجتمع الديموقراطي‪.‬‬
‫الدولة انطالقا من تعاقدات اجتماعية تعبر عن إرادة‪ 3‬األغلبية واذا كانت الدولة تنشأ عبر هذا التعاقب‬ ‫* يؤسس الفيلسوف االنجليزي " توماس هوبز" تصوره حول اشكالية العنف في التاريخ انطالقا من‬
‫االجتماعي الذي يتنازل فيه االفراد عن جزء من حريتهم وقسط من قوتهم لصالح الدولة التي تتمثل في‬ ‫الوقوف عند طبيعة النفس االنسانية التي يعتبرها طبيعة شريرة مسكونة بالعنف والعدوان واألنانية ‪.‬لقد‬ ‫العدالة كأساس للحق‬
‫حكومة شرعية تمارس السلطة السياسية‪.‬‬ ‫كانت الحالة الطبيعية لإلنسان حالة مطبوعة بالصراع والنزاع والفوضى انها حالة تجسد " حرب‬ ‫* يؤسس الفيلسوف الفرنسي" أالن" تصوره إلشكالية الحق والعدالة من خالل النضر إلى الحق ليس‬
‫* يندرج تصور "مونتسكيو" ضمن تصورات فالسفة االنوار حول الدولة و السلطة السياسية‪.‬فإذا‬ ‫الجميع ضد الجميع " ‪.‬‬ ‫بوصفه قيمة معيارية يرتبط بما ينبغي أن يكون بدال من ما هو كائن فالحق ال يتخذ مصداقيته وشرعيته‬
‫كانت الدولة هي االطار القانوني للمجتمع المدني السياسي فعليها ان تحافظ على توازن المجتمع من‬ ‫غير ان هذه الحالة لم تختفي تماما حينما انتقل اإلنسان إلى الحالة المدنية السياسية التي اتسمت‬ ‫إال إذا ارتبط بالواقع بحيث تتمثل قيمة الحق في تلك القيمة التي يستمدها من سلطته وعدالته التي يجب‬
‫خالل الفصل بين السلط التي يختزنها" مونتسكيو" في ثالت انواع من السلط هي السلطة التشريعية‬ ‫بظهور الدولة فبالرغم من وجود الدولة ظل االنسان يعيش حالة من العنف تتجلى باالساس في نزوعه‬ ‫أن يكون معترفا بها من قبل سلطة حاكمة ‪ .‬فال يكفي اإلنسان أن يغلق تشبثه بحقه في شيء ما بل يجب‬
‫والسلطة التنفيذية المتعلقة بحقوق الناس والسلطة التنفيذية المتعلقة بالحق المدني ‪.‬فاذا كانت السلطة‬ ‫الدائم الى النزاع والصراع والحرب ‪.‬نفهم من هذا ان العنف يسكن في التارخ البشري منذ الحاالت‬ ‫أن يثبت بحقه ذلك من خالل سلطة حاكمة تعترف به له بعدالته ومصداقية حقه ‪ .‬هكذا إذن يمكن للحق‬
‫التشريعية تسهر على سن القوانين او التشريعات فان السلطة التنفيذية من وضيفتها السهر على‬ ‫البدائية االولى لالنسان الى الحاالت االكثر تحضرا‪.‬‬ ‫أن يتجسد في الواقع حينما يعترف به من قبل سلطة عليا‪.‬‬
‫احترام الحقوق والحريات وذلك وفق مبدأ سياسي يثمثل في الفصل بين السلط حتى ال يتحول الحاكم الى‬ ‫* ينخرط الفرنسي "بيير‪ ‬فارنييه "ضمن هذا المجال المرتبط باشكالية العنف في التاريخ اذ يرى ان‬ ‫* لقد انتبه الفيلسوف و رجل الدولة الروماني" شيشرون" إلى الفرق و التمييز بين العدالة الطبيعية و‬
‫مشروع وقاضي الى منفذ‪.‬فمتى‪ 3‬اجتمعت هذه السلط في يد واحدة او هيئة واحدة كان مآلها الضياع‬ ‫العنف متجدر في التاريخ فهو يتم عادة من اجل السيطرة والنفوذ وتدمير االخر ومادام العنف يشكل‬ ‫المؤسساتية‪ ،‬فالعدالة الطبيعية تكرس الحق الذي نمجده بالعقل و تستحسنه فنكن له الحب و االحترام‬
‫وانقلبت الى استبداد ‪.‬‬ ‫حاجة انسانية فان اإلنسان قد يسعى إلى تقنينه باسم االخالق وهكذا فكل الحروب التي عرفها التاريخ‬ ‫بخالف العدالة التي تكرس الحق المؤسساتي‪ ،‬فالمؤسسات ال تعمل على إحقاق الحقوق بل تعمل على‬
‫* يندرج عالم االجتماع الفرنسي "آالن تورين " ضمن التصور السسيولوجي المعاصر الذي ينتقد‬ ‫االنساني تمت باسم االخالق ‪ ،‬بالرغم من ان الحرب في حد ذاتها هي فعل بشع ال اخالقي ‪.‬‬ ‫تفويت الحقوق على أصحابها ألنها تشتغل وفق قوانين وضعية أساسها المنفعة الشيء الذي يفضي إلى‬
‫طبيعة السلطة السياسية اذ يعتبر ان مفهوم الديمقراطية اليقف عند مستوى الشعارات التي تخفي‬ ‫* ينظم عالم االجتماع البريطاني " انطوني جيدنز" الى هذا المجال حول طبيعة واشكال العنف في‬ ‫الظلم‪ .‬هكذا إذن فالعدالة الطبيعية حسب شيشرون هي العدالة الحقة أما العدالة المؤسساتية فهي عدالة‬
‫ورائها نظما سياسية كليانية تتسم بالشمولية والقمع والتسلط ومصادرة حقوق الناس والغاء حريتهم‬ ‫التاريخ ‪ ،‬فاذا كان" توماس هوبز" قد ربط العنف في التاريخ بالطبيعة االنسانية الشريرة التي تنزع‬ ‫باطلة‪.‬في هذا السياق يقول" شيشرون"‪,‬ال يوجد عبت اكبر من االعتقاد بأن كل ما هو منظم بواسطة‬
‫فالديموقراطية الحقيقية هي التي تتجرد من الشعارات الفضفاضة لتكرس سياستها لخدمة الحقوق‬ ‫دوما الى الصراع والحرب وكذا" بيير فارنييه " قد ربط العنف باالخالق فهو يمارس دائما باسم‬ ‫المؤسسات أو قوانين الشعوب عادل‪.‬‬
‫الثقافية والمدنية واالجتماعية للمواطنين فالديموقراطية الحقيقية تنهض المبادئ التالية ‪ - :‬االعتراف‬ ‫شعارات اخالقية فان "جيدنز" يعتبر ان العنف مورس في التارخ باسم الشرف ‪.‬وهكذا فمعظم النزاعات‬ ‫الحق بين الطبيعي والوضعي‬
‫بالحقوق االساسية التي ينبغي احترامها ‪ -.‬االعتراف بالتمثيلية الشرعية والسياسية للمواطنين‪-.‬‬ ‫والصراعات بل والحروب تمت باسم الشرف وهذا ما جعل من المرأة في المجتمعات االبوية تشكل‬ ‫* يتحدد الحق الطبيعي حسب " توماس هوبز" من اعتباره حقا يتأسس على القوة المطلقة والحرية‬
‫االعتراف بحقوق المواطنة التي هي تعبير عن الحقوق االجتماعية ‪.‬‬ ‫مصدرا للعار و هذا ما جعل منها موضوعا للعنف و مصدرا له في نفس الوقت‪.‬‬ ‫العمياء والشهوة والغريزة المتوحشة فهو إذن حق مطلق يكرس حق القوة وحق البقاء لألقوى‪ .‬إن هذا‬
‫بهذا فقط يمكن الحديث عن مفهوم صحيح للديموقراطية بعيدا عن السلطة السياسية الكليانية المتمثلة‬ ‫أشكال العنف‬ ‫النوع من الحق يؤدي في آخر المطاف إلى حالة من الصراع والفوضى والعنف ما دام يخضع للمنطق‬
‫في الحزب الواحد والقائم على السطة المطلقة واالستبداد ‪.‬‬ ‫* ينطلق الفيلسوف األلماني"اريك فروم " في تصوره لمفهوم العنف من خالل النظر إلى العنف‬ ‫والقوة والحرية والشهوة الشئ الذي يجعل الحريات والقوى تتعارض وتتصادم في ما بينها مم يخلق‬
‫مشروعية الدولة وغاياتها‬ ‫كنزعة قومية تدميرية كامنة في اإلنسان وتشتغل من خالل تفاعلها مع معطيات و مالبسات خارجية ‪.‬‬ ‫حالة من الحرب المفتوحة إنها "حرب الجميع ضد الجميع " كما يقول توماس هوبز‪.‬إذن وبناءا على‬
‫* يؤسس " جون لوك " تصوره الشكالية مشروعية الدولة من خالل اعتبار ان تلك المشروعية ال‬ ‫فالعنف إذن يرتبط بالطبيعة اإلنسانية من حيث هو رغبة في تدمير اآلخر وتعطش للدماء وشغف‬ ‫هذا فالحق الطبيعي هو حق يكرس حق القوة بدال من قوة الحق ‪.‬‬
‫تستمد من أي سلطة خارجية كما قد يعتقد في نظرية الحق االهي التي ترى بأن مشروعية الحاكم تستمد‬ ‫بالتحطيم فاإلنسان إذن من خالل طبيعته هو كائن عدواني‪.‬لقد ارتبط العنف باإلنسان منذ القدم فعبر عنه‬ ‫* يساهم الفيلسوف الهولندي " سبينوزا" في هذا السجال المتعلق بإشكالية الحق بين ما هو طبيعي‬
‫من تفويض االهي ‪ .‬ان مشروعية الدولة حسب جون لوك ومن خالل فلسفة العقد االجتماعي ل " جون‬ ‫بأشكال ترتبط بممارسات وشعائر طقوسية تأخذ منحى دينيا تارة ومنحى سياسيا أو حربيا تارة أخرى‬ ‫وما هو وضعي ثقافي واجتماعي إذ يرى إن اإلنسان شأنه في ذلك الشأن شأن باقي الحيوانات كان‬
‫لوك ‪ +‬توماس هوبز ‪ +‬جون جاك روسو " تنظر الى ان مشروعية الدولة تستمد من حشد الناس اليها‬ ‫هكذا إذن يرتبط العنف بالطبيعة اإلنسانية باعتباره نزعة تدميرية‪.‬‬ ‫يحيى ويعيش وفق قوانين الطبيعة القائمة على القوة والبطش والصراع ضمن شريعة الطبيعة المتمثلة‬
‫وذلك بدافع من ضرورة حماية من الناس وسالمتهم وحرياتهم وممتلكاتهم‪.‬وهكذا اذن تستمد الدولة‬ ‫* يؤسس" فرويد" تصوره حول إشكالية العنف انطالقا من مرجعية التحليل النفسي بحيث يعتبر أن‬ ‫في قاعدة البقاء لألقوى ‪.‬غير إن اإلنسان وبدافع من العقل ومقتضياته اهتدى إلى التخلي عن الحالة‬
‫مشروعيتها من حاجة داخلية اليها‪.‬‬ ‫العنف سلوك طبيعي في اإلنسان يعبر عن نزوعه العدواني الذي يأخذ شكال فرضيا حينما يرتبط بغرائز‬ ‫الطبيعة المطبوعة بحق القوة ونزوع الشهوة لصالح الحالة المدنية السياسية المطبوعة بالتشريعات‬
‫* ينخرط الفيلسوف الهولندي "سبينوزا" في هذا المجال المتعلق بمشروعية الدولة وغاياتها اذ يرى‬ ‫الفرد العدوانية و هي غرائز ترتبط بالتهديد و االنهيار و التدمير كما أن العنف يأخذ شكال جماعيا حينما‬ ‫والقوانين الوضعية واألخالقية ‪.‬‬
‫" ان الغاية القصوى من تأسيس الدولة ليست السيادة او ارهاب الناس ‪ ...‬فالغاية الحقيقية من قيم‬ ‫يرتبط بالنزوع العدواني للجماعات أو الطوائف أو الشعوب التي تضطهد اآلخرين بغزواتها و حروبها‬ ‫* ينظم "جون جاك روسو " إلى مناقشة هذه اإلشكالية المتعلقة بمفهوم الحق بين ما هو طبيعي وما‬
‫الدولة هي الحرية " نفهم من هذا الكالم ان الطبيعة االنسانية تتحدد بالحرية وعليه يتوجب على الدولة‬ ‫رغبة منها في السيطرة و اإلخضاع‪ .‬إذن حسب فرويد فالعنف نزوع عدواني عند اإلنسان يعبر عن‬ ‫هو وضعي واجتماعي وأخالقي من اجل بيان تصوره يفترض "جون جاك روسو" وجود حاالت مر بها‬
‫ان نجعل من غاياتها الحفاظ على هذة الحرية وذلك بتطويرها وجعلها متالئمة مع مقتضيات العقل‬ ‫رغباته وغرائزه المتمثلة في حب التملك و السيطرة و تدمير اآلخر‪.‬‬ ‫اإلنسان وهي ثالث حاالت ‪ 1 :‬الحالة األصلية وهي حالة من المساواة والالتفاوتات بين الناس بحث‬
‫فالحرية ليست الحرية الطبيعية المطلقة العمياء والمتوحشة بل الحرية االخالقية التي ال تتعارض مع‬ ‫* ينظم عالم االجتماع الفرنسي" بودريار" الى االشكال المتعلق باشكال العنف فيرى ان العنف متجدر‬ ‫كان يعيش أفراد العشيرة البدائية في حالة من الوداعة والسعادة والطيبوبة إذ لم يكن هناك من دافع إال‬
‫قوانين العقل و االخالق فهذه‪ 3‬هي الحرية التي تشكل غاية الدولة ‪.‬‬ ‫في الطبيعة اإلنسانية ‪ ،‬فهو قد يأخذ اشكال الحروب كالحرب العالمية االولى او الثانية او الحرب الباردة‬ ‫اقتتالهما وتناحرهما‪ 2 .‬الحالة الطبيعية ‪:‬وهي حالة ارتبطت بظهور الملكية الخاصة التي خلقت أشكاال‬
‫* ينظم الفيلسوف االلماني " هيجل " الى هذا الجدال حول طبيعة الدولة فيرى ان دور الدولة و‬ ‫غير انه يأخذ كذلك شكل االرهاب الذي هو تعبير عن نزوع ال اخالقي وشرير يهدف الى تدمير االخر‬ ‫من التفاوت والالمساواة بين الناس الشيء الذي خلق حالة من العنف والسلطة الترهيب والصراع‬
‫وضيفتها ال يتوقفان عن الحماية و االمن كما ال يجسدان فرض السيادة على العنف و القمع و االكراه‬ ‫غير ان هذا الشر قد يواجه بشر اعنف منه وذلك ضمن ثنائية انسانية ابدية هي ثنائية الخير‬ ‫والتناحر بينهما فالحالة الطبيعية إذن هي حالة تكرس الحق الطبيعي القائم على حق القوة والعنف‬
‫بل ان وضيفة الدولة تتمثل في اشاعة القيم الروحية والمبادئ العقلية وهي قيم عليا ومبادئ سياسية‬ ‫والشر‪.‬وهكذا اذن يأخذ العنف منحى طبيعي النه يرتبط بالطبيعة االنسانية‪.‬‬ ‫والبطش واالستبداد ‪ 3 .‬الحالة المدنية السياسية‪ :‬أمام حالة الصراع والفوضى التي ميزت الحالة‬
‫بالنسبة للمجتمع وذالك حتى يتمكن االنسان من الشعور بإنسانيتها تبعا لهذا نجد "هيجل" ينظر للدولة‬ ‫الدولة بين الحق والعنف‬ ‫الدولة‬ ‫الطبيعية لإلنسان اهتدى هذا األخير إلى خلق مجتمع تسوده القوانين والتشريعات التي تأطر حيات‬
‫كروح موضوعية انها روح الشعب التي يتشبع بها الفرد ويستمد منها اخالقه وسلوكاته فالدولة اذن‬ ‫الناس وتضمن أمنهم وسالمتهم وحياتهم واستقرارهم ‪.‬‬
‫* يندرج "ماكس فيبر" ضمن تصور السوسيولوجيا السياسية وهو تصور يسعى الى مقاربة اشكالية‬
‫هي تعبير عن االخالق و االرادة العامة والروح العامة لالفراد وهي روح تشعر االنسان بخصوصيته‬ ‫الدولة بين الحق والعنف ‪.‬حيث ينطلق " فيبر" من مقولة ماركسية مفادها "كل دولة تنبني على القوة‬ ‫العنف والمشروعية‬ ‫العنف‬
‫وطبيعته االنسانية ‪.‬‬ ‫" فتبعا لهذا نجد الدولة تستمد سلطتها من القوة التي تمارسها بهدف بسط هيبتها وسيطرتها الجل‬ ‫* تتحدد مصادر مشروعية السلطة حسب " ماكس فييبر " انطالقا من ثالت مصادر يجملها في ما‬
‫مجزوءة السياسة‬ ‫الحفاض على النظام العام واالستقرار االجتماعي حيث تشكل هذة القوة حكرا على الدولة وهذا ما دفع‬ ‫يلي ‪ 1 :‬السلطة التقليدية ‪ :‬وهي سلطة تستمد مشروعيتها من النمودج التقليدي الذي كان يشكل فيه‬
‫" فيبر" الى ان ينعتها ب "العنف المشروع" فهو عنف تمارسه الدولة باسم القانون هكذا اذن تستمد‬ ‫الشيخ او االب او الراشد سلطة يستمدها من السلطة المعنوية بحث تشكل سلوكاته وافعاله نمودجا يجب‬ ‫العدالة بين المساواة واالنصاف‬ ‫الحق والعدالة‬
‫الدولة سلطتها من القوة والعنف والتسلط اال انه عنف مشروع يمارس بأسم القانون‪.‬‬ ‫على القاصر احترامه والخضوع له ‪.‬‬ ‫* " افالطون" ينظر افالطون‪ 3‬اال ان العدالة في المجتمع ترتبط بما يؤديه كل فرد من وضائف ومهام‬
‫* تنخرط الباحثة الفرنسية "جاكلين روس" في المجال المتعلق باشكالية الدولة بين الحق والعنف ‪،‬‬ ‫‪ 2‬السلطة الكارزمية ‪ :‬وهي سلطة تستمد مشروعيتها من تلك الصفة الكارزمية التي تميز االنبياء‬ ‫وادوار تكون مناسبة لقواه العقلية والجسدية والنفسية فليس من العدالة ان ننسب وضيفة او مهمة‬
‫وفي هذا االطار نجدها تميز بين نوعين من الدول ‪ :‬فهناك الدولة التقليدية وهناك الدولة العصرية‪.‬‬ ‫والمفكرين او القادة والساسة المتهمين‪.‬‬ ‫داخل المجتمع لفرد اليمتلك المؤهالت لمزاولتها فاالنصاف كل االنصاف ان تتناسب الوظائف والمهام‬
‫تتميز الدولة التقليدية بطبيعتها االستبدادية ‪ ،‬فهي دولة مطلقة وشمولية تختزل كل السلط في يد واحدة‬ ‫‪ 3‬السلطة التمثيلية ‪ :‬وهي سلطة تستمد مشروعيتها من االنتخابات التي تفرز نخبا و منتخبا بطريقة‬ ‫االجتماعية تبعا لمؤهالت الفرد النفسية والجسدية والعقلية ومن ثم يجب ان يمارس النبالء والسادة‬
‫وهذا ما يجعل منها دولة مستبدة تمارس العنف والقهر على مواطنيها الذين يتحولون الى مجرد رعايا‬ ‫ديموقراطية ولعل هذا الشكل من السلطة هي ما يجب ان يطبع الدولة الحديثة ‪.‬‬ ‫مهام ترتبط بطبيعتهم العقلية كما على الجنود ان يمارسو مهامهم تبعا لطبيعتهم الجسدية في حين يبقى‬
‫ووسائل في خدمة الدولة ‪.‬بخالف هذا تتحدد الدولة العصرية بطبيعتها الديموقراطية فهي دولة الحق‬ ‫اذن واعتبارا لهذا فمصادر السلطة تتعدد ومن تم تتعدد مشروعيتها ‪.‬‬ ‫على العبيد ان يمارسو اعماال تتماشى مع طبيعتهم النفسية ‪.‬هكذا اذن فالعدالة االجتماعية ال ترتبط‬
‫والقانون انها تستمد مشروعيتها من الحق والقانون وذالك من خالل الفصل بين السلط و عبر احترام‬ ‫* يأخذ العنف حسب " جوليان فرويد" عدة اشكال فهو يراوح مكانه بين العنف والمشروعية وهذا ما‬ ‫بالمساواة بين الناس بل عبر اإلنصاف الذي يراعي خصوصيته لألفراد ومؤهالتهم النفسية والعقلية‬
‫مواطنيها باعتبارهم ذوات عاقلة وأخالقية‪ .‬ان دولة الحق والقانون تنظر للمواطن كغاية في ذاته وبهذا‬ ‫يفهم من خالل الدولة التي تسعى الى الهيمنة والسلطة باستعمال العنف المشروع ‪ .‬تستعمل الدولة من‬ ‫والجسدية‪.‬‬
‫تتحول الدولة إلى وسيلة لخدمة المواطنين ‪.‬‬ ‫اجل شرعنة العنف جملة من الوسائل المتمثلة في االسرة والتربية واالقتصاد وكل ذلك يتم باسم‬ ‫* "دافيد هييوم" يؤسس التصور الفلسفي حول اشكالية العدالة بين المساواة واالنصاف من خالل‬
‫* ينتهي الفيلسوف الفرنسي " بول ريكور" في تصوره الشكالية الدولة بين الحق والعنف الى اعتبار‬ ‫الديموقراطية و القانون ‪ .‬فمن احداث التوازن في المجتمع تسعى الدولة الى عقلنة وشرعنة العنف‬ ‫اعتبار العدالة شكال يحقق التوازن انها توسط بين العام والخاص بين الفرد والجماعة فالعدالة حسب‬
‫ان الدولة هي تركيب تاريخي وعقالني انها تنطوي في ذاتها على مفاهيم العنف والقوة والسلطة‬ ‫وذلك باسم الديموقراطية والقانون ‪.‬‬ ‫"دافيد هيوم" هي التي تمكن من تحقيق التوازن بين الحرية الفردية والحرية العامة فضال عن تحقيق‬
‫ومفاهيم الحق والحرية والقانون فالدولة كمعطى تاريخي جسدت اشكال القهر والعنف واالستبداد وعبر‬ ‫* يبني السوسيولوجي االمريكي "رالف لنتون " تصوره حول العنف من خالل اشكالية العنف‬ ‫التوازن بين المصلحة الخاصة والمصلحة العامة فالعدالة الحقه تلك التي تضع حدودا فاصلة بين ما هو‬
‫هذه الوسائل ارسلت هياكلها غير ان الدولة ال تشكل فقط معطى تاريخي للقهر والعنف انها كذلك‬ ‫والمشروعية داخل المجتمع اذ يرى ان اساس العنف في المجتمع يرتبط بالمنازعات االجتماعية التي‬ ‫عام وما هو خاص دون ان يقع ويحدث تعارض بينهما ‪.‬‬
‫عقالني تقوم بتربية المواطن تربية اساسها الحرية والحق والقانون فالدولة في هذا المستوى تنظر إلى‬ ‫يمكن ان تتخذ شكال فرديا او شكال جماعيا‪.‬اال ان العنف كمظهر من مظاهر العدوان في االنسان نجد‬ ‫* ينظم الفيلسوف األمريكي " راولز " الى مناقشة هذه االشكالية المتعلقة بمفهوم العدالة بين المساواة‬
‫المواطن ككائن عاقل قادر على استيعاب مبادئها المتمثلة في الحق والحرية القانون وعليه فالدولة‬ ‫المجتمع يرفضه بل يعمل نبذه عبر السخرية من ممارسه ومرتكبه ‪.‬غير ان العنف الذي ياخذ شكل‬ ‫واالنصاف بحيث يعتبر ان العدالة قابلة للتحقق في مجتمع ديمقراطي تحكمه المؤسسات فالعدالة تتحدد‬
‫حسب بول ريكور هي تركيب تاريخي وعقالني ينطوي في ذاته على العنف والحق والقوة والقانون‬ ‫عراك او شجار عفوي يرفضه المجتمع ‪.‬تتحول اداة العنف الى عنف مقبول اجتماعيا وذلك حينما‬ ‫من خالل المساواة والحريات‪.‬وذلك باعتبارها شكال يحقق االنصاف داخل المجتمع دونما أي تمييز بين‬
‫المتسلط والحرية‬ ‫يتحول الى عنف مقنن بجملة من القواعد تجعل منه عنفا مشروعا وهذا ما يتمثل في اشكال العنف التي‬ ‫المواطنين اللهم من خالل الكفأت و المهارات والقدرات التي تميز كل فرد عن االخر هكذا اذن تتحقق‬
‫طبيعة السلطة السياسية‬ ‫يتبناها المجتمع كفرجة تخضع للتشجيع والتحفيز والتحميس‪...‬‬ ‫العدالة داخل المجتمع الديموقراطي‪.‬‬
‫*" جون لوك" فقد بنا تصوره للدولة والسلطة والسياسة اعتمادا على مرورية العقد االجتماعي ‪.‬تنشأ‬ ‫العنف في التاريخ‬ ‫العدالة كأساس للحق‬
‫الدولة انطالقا من تعاقدات اجتماعية تعبر عن إرادة‪ 3‬األغلبية واذا كانت الدولة تنشأ عبر هذا التعاقب‬ ‫* يؤسس الفيلسوف االنجليزي " توماس هوبز" تصوره حول اشكالية العنف في التاريخ انطالقا من‬ ‫* يؤسس الفيلسوف الفرنسي" أالن" تصوره إلشكالية الحق والعدالة من خالل النضر إلى الحق ليس‬
‫االجتماعي الذي يتنازل فيه االفراد عن جزء من حريتهم وقسط من قوتهم لصالح الدولة التي تتمثل في‬ ‫الوقوف عند طبيعة النفس االنسانية التي يعتبرها طبيعة شريرة مسكونة بالعنف والعدوان واألنانية ‪.‬لقد‬ ‫بوصفه قيمة معيارية يرتبط بما ينبغي أن يكون بدال من ما هو كائن فالحق ال يتخذ مصداقيته وشرعيته‬
‫حكومة شرعية تمارس السلطة السياسية‪.‬‬ ‫كانت الحالة الطبيعية لإلنسان حالة مطبوعة بالصراع والنزاع والفوضى انها حالة تجسد " حرب‬ ‫إال إذا ارتبط بالواقع بحيث تتمثل قيمة الحق في تلك القيمة التي يستمدها من سلطته وعدالته التي يجب‬
‫* يندرج تصور "مونتسكيو" ضمن تصورات فالسفة االنوار حول الدولة و السلطة السياسية‪.‬فإذا‬ ‫الجميع ضد الجميع " ‪.‬‬ ‫أن يكون معترفا بها من قبل سلطة حاكمة ‪ .‬فال يكفي اإلنسان أن يغلق تشبثه بحقه في شيء ما بل يجب‬
‫كانت الدولة هي االطار القانوني للمجتمع المدني السياسي فعليها ان تحافظ على توازن المجتمع من‬ ‫غير ان هذه الحالة لم تختفي تماما حينما انتقل اإلنسان إلى الحالة المدنية السياسية التي اتسمت‬ ‫أن يثبت بحقه ذلك من خالل سلطة حاكمة تعترف به له بعدالته ومصداقية حقه ‪ .‬هكذا إذن يمكن للحق‬
‫خالل الفصل بين السلط التي يختزنها" مونتسكيو" في ثالت انواع من السلط هي السلطة التشريعية‬ ‫بظهور الدولة فبالرغم من وجود الدولة ظل االنسان يعيش حالة من العنف تتجلى باالساس في نزوعه‬ ‫أن يتجسد في الواقع حينما يعترف به من قبل سلطة عليا‪.‬‬
‫والسلطة التنفيذية المتعلقة بحقوق الناس والسلطة التنفيذية المتعلقة بالحق المدني ‪.‬فاذا كانت السلطة‬ ‫الدائم الى النزاع والصراع والحرب ‪.‬نفهم من هذا ان العنف يسكن في التارخ البشري منذ الحاالت‬ ‫* لقد انتبه الفيلسوف و رجل الدولة الروماني" شيشرون" إلى الفرق و التمييز بين العدالة الطبيعية و‬
‫التشريعية تسهر على سن القوانين او التشريعات فان السلطة التنفيذية من وضيفتها السهر على‬ ‫البدائية االولى لالنسان الى الحاالت االكثر تحضرا‪.‬‬ ‫المؤسساتية‪ ،‬فالعدالة الطبيعية تكرس الحق الذي نمجده بالعقل و تستحسنه فنكن له الحب و االحترام‬
‫احترام الحقوق والحريات وذلك وفق مبدأ سياسي يثمثل في الفصل بين السلط حتى ال يتحول الحاكم الى‬ ‫* ينخرط الفرنسي "بيير‪ ‬فارنييه "ضمن هذا المجال المرتبط باشكالية العنف في التاريخ اذ يرى ان‬ ‫بخالف العدالة التي تكرس الحق المؤسساتي‪ ،‬فالمؤسسات ال تعمل على إحقاق الحقوق بل تعمل على‬
‫مشروع وقاضي الى منفذ‪.‬فمتى‪ 3‬اجتمعت هذه السلط في يد واحدة او هيئة واحدة كان مآلها الضياع‬ ‫العنف متجدر في التاريخ فهو يتم عادة من اجل السيطرة والنفوذ وتدمير االخر ومادام العنف يشكل‬ ‫تفويت الحقوق على أصحابها ألنها تشتغل وفق قوانين وضعية أساسها المنفعة الشيء الذي يفضي إلى‬
‫وانقلبت الى استبداد ‪.‬‬ ‫حاجة انسانية فان اإلنسان قد يسعى إلى تقنينه باسم االخالق وهكذا فكل الحروب التي عرفها التاريخ‬ ‫الظلم‪ .‬هكذا إذن فالعدالة الطبيعية حسب شيشرون هي العدالة الحقة أما العدالة المؤسساتية فهي عدالة‬
‫* يندرج عالم االجتماع الفرنسي "آالن تورين " ضمن التصور السسيولوجي المعاصر الذي ينتقد‬ ‫االنساني تمت باسم االخالق ‪ ،‬بالرغم من ان الحرب في حد ذاتها هي فعل بشع ال اخالقي ‪.‬‬ ‫باطلة‪.‬في هذا السياق يقول" شيشرون"‪,‬ال يوجد عبت اكبر من االعتقاد بأن كل ما هو منظم بواسطة‬
‫طبيعة السلطة السياسية اذ يعتبر ان مفهوم الديمقراطية اليقف عند مستوى الشعارات التي تخفي‬ ‫* ينظم عالم االجتماع البريطاني " انطوني جيدنز" الى هذا المجال حول طبيعة واشكال العنف في‬ ‫المؤسسات أو قوانين الشعوب عادل‪.‬‬
‫ورائها نظما سياسية كليانية تتسم بالشمولية والقمع والتسلط ومصادرة حقوق الناس والغاء حريتهم‬ ‫التاريخ ‪ ،‬فاذا كان" توماس هوبز" قد ربط العنف في التاريخ بالطبيعة االنسانية الشريرة التي تنزع‬
‫فالديموقراطية الحقيقية هي التي تتجرد من الشعارات الفضفاضة لتكرس سياستها لخدمة الحقوق‬ ‫دوما الى الصراع والحرب وكذا" بيير فارنييه " قد ربط العنف باالخالق فهو يمارس دائما باسم‬ ‫الحق بين الطبيعي والوضعي‬
‫الثقافية والمدنية واالجتماعية للمواطنين فالديموقراطية الحقيقية تنهض المبادئ التالية ‪ - :‬االعتراف‬ ‫شعارات اخالقية فان "جيدنز" يعتبر ان العنف مورس في التارخ باسم الشرف ‪.‬وهكذا فمعظم النزاعات‬ ‫* يتحدد الحق الطبيعي حسب " توماس هوبز" من اعتباره حقا يتأسس على القوة المطلقة والحرية‬
‫بالحقوق االساسية التي ينبغي احترامها ‪ -.‬االعتراف بالتمثيلية الشرعية والسياسية للمواطنين‪-.‬‬ ‫والصراعات بل والحروب تمت باسم الشرف وهذا ما جعل من المرأة في المجتمعات االبوية تشكل‬ ‫العمياء والشهوة والغريزة المتوحشة فهو إذن حق مطلق يكرس حق القوة وحق البقاء لألقوى‪ .‬إن هذا‬
‫االعتراف بحقوق المواطنة التي هي تعبير عن الحقوق االجتماعية ‪.‬‬ ‫مصدرا للعار و هذا ما جعل منها موضوعا للعنف و مصدرا له في نفس الوقت‪.‬‬ ‫النوع من الحق يؤدي في آخر المطاف إلى حالة من الصراع والفوضى والعنف ما دام يخضع للمنطق‬
‫والقوة والحرية والشهوة الشئ الذي يجعل الحريات والقوى تتعارض وتتصادم في ما بينها مم يخلق‬
‫بهذا فقط يمكن الحديث عن مفهوم صحيح للديموقراطية بعيدا عن السلطة السياسية الكليانية المتمثلة‬ ‫أشكال العنف‬ ‫حالة من الحرب المفتوحة إنها "حرب الجميع ضد الجميع " كما يقول توماس هوبز‪.‬إذن وبناءا على‬
‫في الحزب الواحد والقائم على السطة المطلقة واالستبداد ‪.‬‬ ‫* ينطلق الفيلسوف األلماني"اريك فروم " في تصوره لمفهوم العنف من خالل النظر إلى العنف‬ ‫هذا فالحق الطبيعي هو حق يكرس حق القوة بدال من قوة الحق ‪.‬‬
‫مشروعية الدولة وغاياتها‬ ‫كنزعة قومية تدميرية كامنة في اإلنسان وتشتغل من خالل تفاعلها مع معطيات و مالبسات خارجية ‪.‬‬ ‫* يساهم الفيلسوف الهولندي " سبينوزا" في هذا السجال المتعلق بإشكالية الحق بين ما هو طبيعي‬
‫* يؤسس " جون لوك " تصوره الشكالية مشروعية الدولة من خالل اعتبار ان تلك المشروعية ال‬ ‫فالعنف إذن يرتبط بالطبيعة اإلنسانية من حيث هو رغبة في تدمير اآلخر وتعطش للدماء وشغف‬ ‫وما هو وضعي ثقافي واجتماعي إذ يرى إن اإلنسان شأنه في ذلك الشأن شأن باقي الحيوانات كان‬
‫تستمد من أي سلطة خارجية كما قد يعتقد في نظرية الحق االهي التي ترى بأن مشروعية الحاكم تستمد‬ ‫بالتحطيم فاإلنسان إذن من خالل طبيعته هو كائن عدواني‪.‬لقد ارتبط العنف باإلنسان منذ القدم فعبر عنه‬ ‫يحيى ويعيش وفق قوانين الطبيعة القائمة على القوة والبطش والصراع ضمن شريعة الطبيعة المتمثلة‬
‫من تفويض االهي ‪ .‬ان مشروعية الدولة حسب جون لوك ومن خالل فلسفة العقد االجتماعي ل " جون‬ ‫بأشكال ترتبط بممارسات وشعائر طقوسية تأخذ منحى دينيا تارة ومنحى سياسيا أو حربيا تارة أخرى‬ ‫في قاعدة البقاء لألقوى ‪.‬غير إن اإلنسان وبدافع من العقل ومقتضياته اهتدى إلى التخلي عن الحالة‬
‫لوك ‪ +‬توماس هوبز ‪ +‬جون جاك روسو " تنظر الى ان مشروعية الدولة تستمد من حشد الناس اليها‬ ‫هكذا إذن يرتبط العنف بالطبيعة اإلنسانية باعتباره نزعة تدميرية‪.‬‬ ‫الطبيعة المطبوعة بحق القوة ونزوع الشهوة لصالح الحالة المدنية السياسية المطبوعة بالتشريعات‬
‫وذلك بدافع من ضرورة حماية من الناس وسالمتهم وحرياتهم وممتلكاتهم‪.‬وهكذا اذن تستمد الدولة‬ ‫* يؤسس" فرويد" تصوره حول إشكالية العنف انطالقا من مرجعية التحليل النفسي بحيث يعتبر أن‬ ‫والقوانين الوضعية واألخالقية ‪.‬‬
‫مشروعيتها من حاجة داخلية اليها‪.‬‬ ‫العنف سلوك طبيعي في اإلنسان يعبر عن نزوعه العدواني الذي يأخذ شكال فرضيا حينما يرتبط بغرائز‬ ‫* ينظم "جون جاك روسو " إلى مناقشة هذه اإلشكالية المتعلقة بمفهوم الحق بين ما هو طبيعي وما‬
‫* ينخرط الفيلسوف الهولندي "سبينوزا" في هذا المجال المتعلق بمشروعية الدولة وغاياتها اذ يرى‬ ‫الفرد العدوانية و هي غرائز ترتبط بالتهديد و االنهيار و التدمير كما أن العنف يأخذ شكال جماعيا حينما‬ ‫هو وضعي واجتماعي وأخالقي من اجل بيان تصوره يفترض "جون جاك روسو" وجود حاالت مر بها‬
‫" ان الغاية القصوى من تأسيس الدولة ليست السيادة او ارهاب الناس ‪ ...‬فالغاية الحقيقية من قيم‬ ‫يرتبط بالنزوع العدواني للجماعات أو الطوائف أو الشعوب التي تضطهد اآلخرين بغزواتها و حروبها‬ ‫اإلنسان وهي ثالث حاالت ‪ 1 :‬الحالة األصلية وهي حالة من المساواة والالتفاوتات بين الناس بحث‬
‫الدولة هي الحرية " نفهم من هذا الكالم ان الطبيعة االنسانية تتحدد بالحرية وعليه يتوجب على الدولة‬ ‫رغبة منها في السيطرة و اإلخضاع‪ .‬إذن حسب فرويد فالعنف نزوع عدواني عند اإلنسان يعبر عن‬ ‫كان يعيش أفراد العشيرة البدائية في حالة من الوداعة والسعادة والطيبوبة إذ لم يكن هناك من دافع إال‬
‫ان نجعل من غاياتها الحفاظ على هذة الحرية وذلك بتطويرها وجعلها متالئمة مع مقتضيات العقل‬ ‫رغباته وغرائزه المتمثلة في حب التملك و السيطرة و تدمير اآلخر‪.‬‬ ‫اقتتالهما وتناحرهما‪ 2 .‬الحالة الطبيعية ‪:‬وهي حالة ارتبطت بظهور الملكية الخاصة التي خلقت أشكاال‬
‫فالحرية ليست الحرية الطبيعية المطلقة العمياء والمتوحشة بل الحرية االخالقية التي ال تتعارض مع‬ ‫* ينظم عالم االجتماع الفرنسي" بودريار" الى االشكال المتعلق باشكال العنف فيرى ان العنف متجدر‬ ‫من التفاوت والالمساواة بين الناس الشيء الذي خلق حالة من العنف والسلطة الترهيب والصراع‬
‫قوانين العقل و االخالق فهذه‪ 3‬هي الحرية التي تشكل غاية الدولة ‪.‬‬ ‫في الطبيعة اإلنسانية ‪ ،‬فهو قد يأخذ اشكال الحروب كالحرب العالمية االولى او الثانية او الحرب الباردة‬ ‫والتناحر بينهما فالحالة الطبيعية إذن هي حالة تكرس الحق الطبيعي القائم على حق القوة والعنف‬
‫* ينظم الفيلسوف االلماني " هيجل " الى هذا الجدال حول طبيعة الدولة فيرى ان دور الدولة و‬ ‫غير انه يأخذ كذلك شكل االرهاب الذي هو تعبير عن نزوع ال اخالقي وشرير يهدف الى تدمير االخر‬ ‫والبطش واالستبداد ‪ 3 .‬الحالة المدنية السياسية‪ :‬أمام حالة الصراع والفوضى التي ميزت الحالة‬
‫وضيفتها ال يتوقفان عن الحماية و االمن كما ال يجسدان فرض السيادة على العنف و القمع و االكراه‬ ‫غير ان هذا الشر قد يواجه بشر اعنف منه وذلك ضمن ثنائية انسانية ابدية هي ثنائية الخير‬ ‫الطبيعية لإلنسان اهتدى هذا األخير إلى خلق مجتمع تسوده القوانين والتشريعات التي تأطر حيات‬
‫بل ان وضيفة الدولة تتمثل في اشاعة القيم الروحية والمبادئ العقلية وهي قيم عليا ومبادئ سياسية‬ ‫والشر‪.‬وهكذا اذن يأخذ العنف منحى طبيعي النه يرتبط بالطبيعة االنسانية‪.‬‬ ‫الناس وتضمن أمنهم وسالمتهم وحياتهم واستقرارهم ‪.‬‬
‫بالنسبة للمجتمع وذالك حتى يتمكن االنسان من الشعور بإنسانيتها تبعا لهذا نجد "هيجل" ينظر للدولة‬ ‫الدولة بين الحق والعنف‬ ‫الدولة‬ ‫العنف والمشروعية‬ ‫العنف‬
‫كروح موضوعية انها روح الشعب التي يتشبع بها الفرد ويستمد منها اخالقه وسلوكاته فالدولة اذن‬ ‫* يندرج "ماكس فيبر" ضمن تصور السوسيولوجيا السياسية وهو تصور يسعى الى مقاربة اشكالية‬
‫هي تعبير عن االخالق و االرادة العامة والروح العامة لالفراد وهي روح تشعر االنسان بخصوصيته‬ ‫* تتحدد مصادر مشروعية السلطة حسب " ماكس فييبر " انطالقا من ثالت مصادر يجملها في ما‬
‫الدولة بين الحق والعنف ‪.‬حيث ينطلق " فيبر" من مقولة ماركسية مفادها "كل دولة تنبني على القوة‬ ‫يلي ‪ 1 :‬السلطة التقليدية ‪ :‬وهي سلطة تستمد مشروعيتها من النمودج التقليدي الذي كان يشكل فيه‬
‫وطبيعته االنسانية ‪.‬‬ ‫" فتبعا لهذا نجد الدولة تستمد سلطتها من القوة التي تمارسها بهدف بسط هيبتها وسيطرتها الجل‬
‫الحفاض على النظام العام واالستقرار االجتماعي حيث تشكل هذة القوة حكرا على الدولة وهذا ما دفع‬
‫" فتبعا لهذا نجد الدولة تستمد سلطتها من القوة التي تمارسها بهدف بسط هيبتها وسيطرتها الجل‬ ‫* تتحدد مصادر مشروعية السلطة حسب " ماكس فييبر " انطالقا من ثالت مصادر يجملها في ما‬
‫الحفاض على النظام العام واالستقرار االجتماعي حيث تشكل هذة القوة حكرا على الدولة وهذا ما دفع‬ ‫يلي ‪ 1 :‬السلطة التقليدية ‪ :‬وهي سلطة تستمد مشروعيتها من النمودج التقليدي الذي كان يشكل فيه‬
‫" فيبر" الى ان ينعتها ب "العنف المشروع" فهو عنف تمارسه الدولة باسم القانون هكذا اذن تستمد‬ ‫الشيخ او االب او الراشد سلطة يستمدها من السلطة المعنوية بحث تشكل سلوكاته وافعاله نمودجا يجب‬
‫الدولة سلطتها من القوة والعنف والتسلط اال انه عنف مشروع يمارس بأسم القانون‪.‬‬ ‫على القاصر احترامه والخضوع له ‪.‬‬ ‫مجزوءة السياسة‬
‫* تنخرط الباحثة الفرنسية "جاكلين روس" في المجال المتعلق باشكالية الدولة بين الحق والعنف ‪،‬‬ ‫‪ 2‬السلطة الكارزمية ‪ :‬وهي سلطة تستمد مشروعيتها من تلك الصفة الكارزمية التي تميز االنبياء‬ ‫العدالة بين المساواة واالنصاف‬ ‫الحق والعدالة‬
‫وفي هذا االطار نجدها تميز بين نوعين من الدول ‪ :‬فهناك الدولة التقليدية وهناك الدولة العصرية‪.‬‬ ‫والمفكرين او القادة والساسة المتهمين‪.‬‬ ‫* " افالطون" ينظر افالطون‪ 3‬اال ان العدالة في المجتمع ترتبط بما يؤديه كل فرد من وضائف ومهام‬
‫تتميز الدولة التقليدية بطبيعتها االستبدادية ‪ ،‬فهي دولة مطلقة وشمولية تختزل كل السلط في يد واحدة‬ ‫‪ 3‬السلطة التمثيلية ‪ :‬وهي سلطة تستمد مشروعيتها من االنتخابات التي تفرز نخبا و منتخبا بطريقة‬ ‫وادوار تكون مناسبة لقواه العقلية والجسدية والنفسية فليس من العدالة ان ننسب وضيفة او مهمة‬
‫وهذا ما يجعل منها دولة مستبدة تمارس العنف والقهر على مواطنيها الذين يتحولون الى مجرد رعايا‬ ‫ديموقراطية ولعل هذا الشكل من السلطة هي ما يجب ان يطبع الدولة الحديثة ‪.‬‬ ‫داخل المجتمع لفرد اليمتلك المؤهالت لمزاولتها فاالنصاف كل االنصاف ان تتناسب الوظائف والمهام‬
‫ووسائل في خدمة الدولة ‪.‬بخالف هذا تتحدد الدولة العصرية بطبيعتها الديموقراطية فهي دولة الحق‬ ‫اذن واعتبارا لهذا فمصادر السلطة تتعدد ومن تم تتعدد مشروعيتها ‪.‬‬ ‫االجتماعية تبعا لمؤهالت الفرد النفسية والجسدية والعقلية ومن ثم يجب ان يمارس النبالء والسادة‬
‫والقانون انها تستمد مشروعيتها من الحق والقانون وذالك من خالل الفصل بين السلط و عبر احترام‬ ‫* يأخذ العنف حسب " جوليان فرويد" عدة اشكال فهو يراوح مكانه بين العنف والمشروعية وهذا ما‬ ‫مهام ترتبط بطبيعتهم العقلية كما على الجنود ان يمارسو مهامهم تبعا لطبيعتهم الجسدية في حين يبقى‬
‫مواطنيها باعتبارهم ذوات عاقلة وأخالقية‪ .‬ان دولة الحق والقانون تنظر للمواطن كغاية في ذاته وبهذا‬ ‫يفهم من خالل الدولة التي تسعى الى الهيمنة والسلطة باستعمال العنف المشروع ‪ .‬تستعمل الدولة من‬ ‫على العبيد ان يمارسو اعماال تتماشى مع طبيعتهم النفسية ‪.‬هكذا اذن فالعدالة االجتماعية ال ترتبط‬
‫تتحول الدولة إلى وسيلة لخدمة المواطنين ‪.‬‬ ‫اجل شرعنة العنف جملة من الوسائل المتمثلة في االسرة والتربية واالقتصاد وكل ذلك يتم باسم‬ ‫بالمساواة بين الناس بل عبر اإلنصاف الذي يراعي خصوصيته لألفراد ومؤهالتهم النفسية والعقلية‬
‫* ينتهي الفيلسوف الفرنسي " بول ريكور" في تصوره الشكالية الدولة بين الحق والعنف الى اعتبار‬ ‫الديموقراطية و القانون ‪ .‬فمن احداث التوازن في المجتمع تسعى الدولة الى عقلنة وشرعنة العنف‬ ‫والجسدية‪.‬‬
‫ان الدولة هي تركيب تاريخي وعقالني انها تنطوي في ذاتها على مفاهيم العنف والقوة والسلطة‬ ‫وذلك باسم الديموقراطية والقانون ‪.‬‬ ‫* "دافيد هييوم" يؤسس التصور الفلسفي حول اشكالية العدالة بين المساواة واالنصاف من خالل‬
‫ومفاهيم الحق والحرية والقانون فالدولة كمعطى تاريخي جسدت اشكال القهر والعنف واالستبداد وعبر‬ ‫* يبني السوسيولوجي االمريكي "رالف لنتون " تصوره حول العنف من خالل اشكالية العنف‬ ‫اعتبار العدالة شكال يحقق التوازن انها توسط بين العام والخاص بين الفرد والجماعة فالعدالة حسب‬
‫هذه الوسائل ارسلت هياكلها غير ان الدولة ال تشكل فقط معطى تاريخي للقهر والعنف انها كذلك‬ ‫والمشروعية داخل المجتمع اذ يرى ان اساس العنف في المجتمع يرتبط بالمنازعات االجتماعية التي‬ ‫"دافيد هيوم" هي التي تمكن من تحقيق التوازن بين الحرية الفردية والحرية العامة فضال عن تحقيق‬
‫عقالني تقوم بتربية المواطن تربية اساسها الحرية والحق والقانون فالدولة في هذا المستوى تنظر إلى‬ ‫يمكن ان تتخذ شكال فرديا او شكال جماعيا‪.‬اال ان العنف كمظهر من مظاهر العدوان في االنسان نجد‬ ‫التوازن بين المصلحة الخاصة والمصلحة العامة فالعدالة الحقه تلك التي تضع حدودا فاصلة بين ما هو‬
‫المواطن ككائن عاقل قادر على استيعاب مبادئها المتمثلة في الحق والحرية القانون وعليه فالدولة‬ ‫المجتمع يرفضه بل يعمل نبذه عبر السخرية من ممارسه ومرتكبه ‪.‬غير ان العنف الذي ياخذ شكل‬ ‫عام وما هو خاص دون ان يقع ويحدث تعارض بينهما ‪.‬‬
‫حسب بول ريكور هي تركيب تاريخي وعقالني ينطوي في ذاته على العنف والحق والقوة والقانون‬ ‫عراك او شجار عفوي يرفضه المجتمع ‪.‬تتحول اداة العنف الى عنف مقبول اجتماعيا وذلك حينما‬ ‫* ينظم الفيلسوف األمريكي " راولز " الى مناقشة هذه االشكالية المتعلقة بمفهوم العدالة بين المساواة‬
‫المتسلط والحرية‬ ‫يتحول الى عنف مقنن بجملة من القواعد تجعل منه عنفا مشروعا وهذا ما يتمثل في اشكال العنف التي‬ ‫واالنصاف بحيث يعتبر ان العدالة قابلة للتحقق في مجتمع ديمقراطي تحكمه المؤسسات فالعدالة تتحدد‬
‫طبيعة السلطة السياسية‬ ‫يتبناها المجتمع كفرجة تخضع للتشجيع والتحفيز والتحميس‪...‬‬ ‫من خالل المساواة والحريات‪.‬وذلك باعتبارها شكال يحقق االنصاف داخل المجتمع دونما أي تمييز بين‬
‫*" جون لوك" فقد بنا تصوره للدولة والسلطة والسياسة اعتمادا على مرورية العقد االجتماعي ‪.‬تنشأ‬ ‫العنف في التاريخ‬ ‫المواطنين اللهم من خالل الكفأت و المهارات والقدرات التي تميز كل فرد عن االخر هكذا اذن تتحقق‬
‫الدولة انطالقا من تعاقدات اجتماعية تعبر عن إرادة‪ 3‬األغلبية واذا كانت الدولة تنشأ عبر هذا التعاقب‬ ‫* يؤسس الفيلسوف االنجليزي " توماس هوبز" تصوره حول اشكالية العنف في التاريخ انطالقا من‬ ‫العدالة داخل المجتمع الديموقراطي‪.‬‬
‫االجتماعي الذي يتنازل فيه االفراد عن جزء من حريتهم وقسط من قوتهم لصالح الدولة التي تتمثل في‬ ‫الوقوف عند طبيعة النفس االنسانية التي يعتبرها طبيعة شريرة مسكونة بالعنف والعدوان واألنانية ‪.‬لقد‬ ‫العدالة كأساس للحق‬
‫حكومة شرعية تمارس السلطة السياسية‪.‬‬ ‫كانت الحالة الطبيعية لإلنسان حالة مطبوعة بالصراع والنزاع والفوضى انها حالة تجسد " حرب‬ ‫* يؤسس الفيلسوف الفرنسي" أالن" تصوره إلشكالية الحق والعدالة من خالل النضر إلى الحق ليس‬
‫* يندرج تصور "مونتسكيو" ضمن تصورات فالسفة االنوار حول الدولة و السلطة السياسية‪.‬فإذا‬ ‫الجميع ضد الجميع " ‪.‬‬ ‫بوصفه قيمة معيارية يرتبط بما ينبغي أن يكون بدال من ما هو كائن فالحق ال يتخذ مصداقيته وشرعيته‬
‫كانت الدولة هي االطار القانوني للمجتمع المدني السياسي فعليها ان تحافظ على توازن المجتمع من‬ ‫غير ان هذه الحالة لم تختفي تماما حينما انتقل اإلنسان إلى الحالة المدنية السياسية التي اتسمت‬ ‫إال إذا ارتبط بالواقع بحيث تتمثل قيمة الحق في تلك القيمة التي يستمدها من سلطته وعدالته التي يجب‬
‫خالل الفصل بين السلط التي يختزنها" مونتسكيو" في ثالت انواع من السلط هي السلطة التشريعية‬ ‫بظهور الدولة فبالرغم من وجود الدولة ظل االنسان يعيش حالة من العنف تتجلى باالساس في نزوعه‬ ‫أن يكون معترفا بها من قبل سلطة حاكمة ‪ .‬فال يكفي اإلنسان أن يغلق تشبثه بحقه في شيء ما بل يجب‬
‫والسلطة التنفيذية المتعلقة بحقوق الناس والسلطة التنفيذية المتعلقة بالحق المدني ‪.‬فاذا كانت السلطة‬ ‫الدائم الى النزاع والصراع والحرب ‪.‬نفهم من هذا ان العنف يسكن في التارخ البشري منذ الحاالت‬ ‫أن يثبت بحقه ذلك من خالل سلطة حاكمة تعترف به له بعدالته ومصداقية حقه ‪ .‬هكذا إذن يمكن للحق‬
‫التشريعية تسهر على سن القوانين او التشريعات فان السلطة التنفيذية من وضيفتها السهر على‬ ‫البدائية االولى لالنسان الى الحاالت االكثر تحضرا‪.‬‬ ‫أن يتجسد في الواقع حينما يعترف به من قبل سلطة عليا‪.‬‬
‫احترام الحقوق والحريات وذلك وفق مبدأ سياسي يثمثل في الفصل بين السلط حتى ال يتحول الحاكم الى‬ ‫* ينخرط الفرنسي "بيير‪ ‬فارنييه "ضمن هذا المجال المرتبط باشكالية العنف في التاريخ اذ يرى ان‬ ‫* لقد انتبه الفيلسوف و رجل الدولة الروماني" شيشرون" إلى الفرق و التمييز بين العدالة الطبيعية و‬
‫مشروع وقاضي الى منفذ‪.‬فمتى‪ 3‬اجتمعت هذه السلط في يد واحدة او هيئة واحدة كان مآلها الضياع‬ ‫العنف متجدر في التاريخ فهو يتم عادة من اجل السيطرة والنفوذ وتدمير االخر ومادام العنف يشكل‬ ‫المؤسساتية‪ ،‬فالعدالة الطبيعية تكرس الحق الذي نمجده بالعقل و تستحسنه فنكن له الحب و االحترام‬
‫وانقلبت الى استبداد ‪.‬‬ ‫حاجة انسانية فان اإلنسان قد يسعى إلى تقنينه باسم االخالق وهكذا فكل الحروب التي عرفها التاريخ‬ ‫بخالف العدالة التي تكرس الحق المؤسساتي‪ ،‬فالمؤسسات ال تعمل على إحقاق الحقوق بل تعمل على‬
‫* يندرج عالم االجتماع الفرنسي "آالن تورين " ضمن التصور السسيولوجي المعاصر الذي ينتقد‬ ‫االنساني تمت باسم االخالق ‪ ،‬بالرغم من ان الحرب في حد ذاتها هي فعل بشع ال اخالقي ‪.‬‬ ‫تفويت الحقوق على أصحابها ألنها تشتغل وفق قوانين وضعية أساسها المنفعة الشيء الذي يفضي إلى‬
‫طبيعة السلطة السياسية اذ يعتبر ان مفهوم الديمقراطية اليقف عند مستوى الشعارات التي تخفي‬ ‫* ينظم عالم االجتماع البريطاني " انطوني جيدنز" الى هذا المجال حول طبيعة واشكال العنف في‬ ‫الظلم‪ .‬هكذا إذن فالعدالة الطبيعية حسب شيشرون هي العدالة الحقة أما العدالة المؤسساتية فهي عدالة‬
‫ورائها نظما سياسية كليانية تتسم بالشمولية والقمع والتسلط ومصادرة حقوق الناس والغاء حريتهم‬ ‫التاريخ ‪ ،‬فاذا كان" توماس هوبز" قد ربط العنف في التاريخ بالطبيعة االنسانية الشريرة التي تنزع‬ ‫باطلة‪.‬في هذا السياق يقول" شيشرون"‪,‬ال يوجد عبت اكبر من االعتقاد بأن كل ما هو منظم بواسطة‬
‫فالديموقراطية الحقيقية هي التي تتجرد من الشعارات الفضفاضة لتكرس سياستها لخدمة الحقوق‬ ‫دوما الى الصراع والحرب وكذا" بيير فارنييه " قد ربط العنف باالخالق فهو يمارس دائما باسم‬ ‫المؤسسات أو قوانين الشعوب عادل‪.‬‬
‫الثقافية والمدنية واالجتماعية للمواطنين فالديموقراطية الحقيقية تنهض المبادئ التالية ‪ - :‬االعتراف‬ ‫شعارات اخالقية فان "جيدنز" يعتبر ان العنف مورس في التارخ باسم الشرف ‪.‬وهكذا فمعظم النزاعات‬ ‫الحق بين الطبيعي والوضعي‬
‫بالحقوق االساسية التي ينبغي احترامها ‪ -.‬االعتراف بالتمثيلية الشرعية والسياسية للمواطنين‪-.‬‬ ‫والصراعات بل والحروب تمت باسم الشرف وهذا ما جعل من المرأة في المجتمعات االبوية تشكل‬
‫* يتحدد الحق الطبيعي حسب " توماس هوبز" من اعتباره حقا يتأسس على القوة المطلقة والحرية‬
‫االعتراف بحقوق المواطنة التي هي تعبير عن الحقوق االجتماعية ‪.‬‬ ‫مصدرا للعار و هذا ما جعل منها موضوعا للعنف و مصدرا له في نفس الوقت‪.‬‬
‫العمياء والشهوة والغريزة المتوحشة فهو إذن حق مطلق يكرس حق القوة وحق البقاء لألقوى‪ .‬إن هذا‬
‫بهذا فقط يمكن الحديث عن مفهوم صحيح للديموقراطية بعيدا عن السلطة السياسية الكليانية المتمثلة‬ ‫أشكال العنف‬ ‫النوع من الحق يؤدي في آخر المطاف إلى حالة من الصراع والفوضى والعنف ما دام يخضع للمنطق‬
‫في الحزب الواحد والقائم على السطة المطلقة واالستبداد ‪.‬‬ ‫* ينطلق الفيلسوف األلماني"اريك فروم " في تصوره لمفهوم العنف من خالل النظر إلى العنف‬ ‫والقوة والحرية والشهوة الشئ الذي يجعل الحريات والقوى تتعارض وتتصادم في ما بينها مم يخلق‬
‫مشروعية الدولة وغاياتها‬ ‫كنزعة قومية تدميرية كامنة في اإلنسان وتشتغل من خالل تفاعلها مع معطيات و مالبسات خارجية ‪.‬‬ ‫حالة من الحرب المفتوحة إنها "حرب الجميع ضد الجميع " كما يقول توماس هوبز‪.‬إذن وبناءا على‬
‫* يؤسس " جون لوك " تصوره الشكالية مشروعية الدولة من خالل اعتبار ان تلك المشروعية ال‬ ‫فالعنف إذن يرتبط بالطبيعة اإلنسانية من حيث هو رغبة في تدمير اآلخر وتعطش للدماء وشغف‬ ‫هذا فالحق الطبيعي هو حق يكرس حق القوة بدال من قوة الحق ‪.‬‬
‫تستمد من أي سلطة خارجية كما قد يعتقد في نظرية الحق االهي التي ترى بأن مشروعية الحاكم تستمد‬ ‫بالتحطيم فاإلنسان إذن من خالل طبيعته هو كائن عدواني‪.‬لقد ارتبط العنف باإلنسان منذ القدم فعبر عنه‬ ‫* يساهم الفيلسوف الهولندي " سبينوزا" في هذا السجال المتعلق بإشكالية الحق بين ما هو طبيعي‬
‫من تفويض االهي ‪ .‬ان مشروعية الدولة حسب جون لوك ومن خالل فلسفة العقد االجتماعي ل " جون‬ ‫بأشكال ترتبط بممارسات وشعائر طقوسية تأخذ منحى دينيا تارة ومنحى سياسيا أو حربيا تارة أخرى‬ ‫وما هو وضعي ثقافي واجتماعي إذ يرى إن اإلنسان شأنه في ذلك الشأن شأن باقي الحيوانات كان‬
‫لوك ‪ +‬توماس هوبز ‪ +‬جون جاك روسو " تنظر الى ان مشروعية الدولة تستمد من حشد الناس اليها‬ ‫هكذا إذن يرتبط العنف بالطبيعة اإلنسانية باعتباره نزعة تدميرية‪.‬‬ ‫يحيى ويعيش وفق قوانين الطبيعة القائمة على القوة والبطش والصراع ضمن شريعة الطبيعة المتمثلة‬
‫وذلك بدافع من ضرورة حماية من الناس وسالمتهم وحرياتهم وممتلكاتهم‪.‬وهكذا اذن تستمد الدولة‬ ‫* يؤسس" فرويد" تصوره حول إشكالية العنف انطالقا من مرجعية التحليل النفسي بحيث يعتبر أن‬ ‫في قاعدة البقاء لألقوى ‪.‬غير إن اإلنسان وبدافع من العقل ومقتضياته اهتدى إلى التخلي عن الحالة‬
‫مشروعيتها من حاجة داخلية اليها‪.‬‬ ‫العنف سلوك طبيعي في اإلنسان يعبر عن نزوعه العدواني الذي يأخذ شكال فرضيا حينما يرتبط بغرائز‬ ‫الطبيعة المطبوعة بحق القوة ونزوع الشهوة لصالح الحالة المدنية السياسية المطبوعة بالتشريعات‬
‫* ينخرط الفيلسوف الهولندي "سبينوزا" في هذا المجال المتعلق بمشروعية الدولة وغاياتها اذ يرى‬ ‫الفرد العدوانية و هي غرائز ترتبط بالتهديد و االنهيار و التدمير كما أن العنف يأخذ شكال جماعيا حينما‬ ‫والقوانين الوضعية واألخالقية ‪.‬‬
‫" ان الغاية القصوى من تأسيس الدولة ليست السيادة او ارهاب الناس ‪ ...‬فالغاية الحقيقية من قيم‬ ‫يرتبط بالنزوع العدواني للجماعات أو الطوائف أو الشعوب التي تضطهد اآلخرين بغزواتها و حروبها‬ ‫* ينظم "جون جاك روسو " إلى مناقشة هذه اإلشكالية المتعلقة بمفهوم الحق بين ما هو طبيعي وما‬
‫الدولة هي الحرية " نفهم من هذا الكالم ان الطبيعة االنسانية تتحدد بالحرية وعليه يتوجب على الدولة‬ ‫رغبة منها في السيطرة و اإلخضاع‪ .‬إذن حسب فرويد فالعنف نزوع عدواني عند اإلنسان يعبر عن‬ ‫هو وضعي واجتماعي وأخالقي من اجل بيان تصوره يفترض "جون جاك روسو" وجود حاالت مر بها‬
‫ان نجعل من غاياتها الحفاظ على هذة الحرية وذلك بتطويرها وجعلها متالئمة مع مقتضيات العقل‬ ‫رغباته وغرائزه المتمثلة في حب التملك و السيطرة و تدمير اآلخر‪.‬‬ ‫اإلنسان وهي ثالث حاالت ‪ 1 :‬الحالة األصلية وهي حالة من المساواة والالتفاوتات بين الناس بحث‬
‫فالحرية ليست الحرية الطبيعية المطلقة العمياء والمتوحشة بل الحرية االخالقية التي ال تتعارض مع‬ ‫* ينظم عالم االجتماع الفرنسي" بودريار" الى االشكال المتعلق باشكال العنف فيرى ان العنف متجدر‬ ‫كان يعيش أفراد العشيرة البدائية في حالة من الوداعة والسعادة والطيبوبة إذ لم يكن هناك من دافع إال‬
‫قوانين العقل و االخالق فهذه‪ 3‬هي الحرية التي تشكل غاية الدولة ‪.‬‬ ‫في الطبيعة اإلنسانية ‪ ،‬فهو قد يأخذ اشكال الحروب كالحرب العالمية االولى او الثانية او الحرب الباردة‬ ‫اقتتالهما وتناحرهما‪ 2 .‬الحالة الطبيعية ‪:‬وهي حالة ارتبطت بظهور الملكية الخاصة التي خلقت أشكاال‬
‫* ينظم الفيلسوف االلماني " هيجل " الى هذا الجدال حول طبيعة الدولة فيرى ان دور الدولة و‬ ‫غير انه يأخذ كذلك شكل االرهاب الذي هو تعبير عن نزوع ال اخالقي وشرير يهدف الى تدمير االخر‬ ‫من التفاوت والالمساواة بين الناس الشيء الذي خلق حالة من العنف والسلطة الترهيب والصراع‬
‫وضيفتها ال يتوقفان عن الحماية و االمن كما ال يجسدان فرض السيادة على العنف و القمع و االكراه‬ ‫غير ان هذا الشر قد يواجه بشر اعنف منه وذلك ضمن ثنائية انسانية ابدية هي ثنائية الخير‬ ‫والتناحر بينهما فالحالة الطبيعية إذن هي حالة تكرس الحق الطبيعي القائم على حق القوة والعنف‬
‫بل ان وضيفة الدولة تتمثل في اشاعة القيم الروحية والمبادئ العقلية وهي قيم عليا ومبادئ سياسية‬ ‫والشر‪.‬وهكذا اذن يأخذ العنف منحى طبيعي النه يرتبط بالطبيعة االنسانية‪.‬‬ ‫والبطش واالستبداد ‪ 3 .‬الحالة المدنية السياسية‪ :‬أمام حالة الصراع والفوضى التي ميزت الحالة‬
‫بالنسبة للمجتمع وذالك حتى يتمكن االنسان من الشعور بإنسانيتها تبعا لهذا نجد "هيجل" ينظر للدولة‬ ‫الدولة بين الحق والعنف‬ ‫الدولة‬ ‫الطبيعية لإلنسان اهتدى هذا األخير إلى خلق مجتمع تسوده القوانين والتشريعات التي تأطر حيات‬
‫كروح موضوعية انها روح الشعب التي يتشبع بها الفرد ويستمد منها اخالقه وسلوكاته فالدولة اذن‬ ‫* يندرج "ماكس فيبر" ضمن تصور السوسيولوجيا السياسية وهو تصور يسعى الى مقاربة اشكالية‬ ‫الناس وتضمن أمنهم وسالمتهم وحياتهم واستقرارهم ‪.‬‬
‫الدولة بين الحق والعنف ‪.‬حيث ينطلق " فيبر" من مقولة ماركسية مفادها "كل دولة تنبني على القوة‬ ‫العنف والمشروعية‬ ‫العنف‬
‫" فتبعا لهذا نجد الدولة تستمد سلطتها من القوة التي تمارسها بهدف بسط هيبتها وسيطرتها الجل‬ ‫* تتحدد مصادر مشروعية السلطة حسب " ماكس فييبر " انطالقا من ثالت مصادر يجملها في ما‬ ‫هي تعبير عن االخالق و االرادة العامة والروح العامة لالفراد وهي روح تشعر االنسان بخصوصيته‬
‫الحفاض على النظام العام واالستقرار االجتماعي حيث تشكل هذة القوة حكرا على الدولة وهذا ما دفع‬ ‫يلي ‪ 1 :‬السلطة التقليدية ‪ :‬وهي سلطة تستمد مشروعيتها من النمودج التقليدي الذي كان يشكل فيه‬ ‫وطبيعته االنسانية ‪.‬‬
‫" فيبر" الى ان ينعتها ب "العنف المشروع" فهو عنف تمارسه الدولة باسم القانون هكذا اذن تستمد‬
‫الدولة سلطتها من القوة والعنف والتسلط اال انه عنف مشروع يمارس بأسم القانون‪.‬‬
‫الشيخ او االب او الراشد سلطة يستمدها من السلطة المعنوية بحث تشكل سلوكاته وافعاله نمودجا يجب‬
‫على القاصر احترامه والخضوع له ‪.‬‬
‫مجزوءة السياسة‬
‫* تنخرط الباحثة الفرنسية "جاكلين روس" في المجال المتعلق باشكالية الدولة بين الحق والعنف ‪،‬‬ ‫‪ 2‬السلطة الكارزمية ‪ :‬وهي سلطة تستمد مشروعيتها من تلك الصفة الكارزمية التي تميز االنبياء‬ ‫العدالة بين المساواة واالنصاف‬ ‫الحق والعدالة‬
‫وفي هذا االطار نجدها تميز بين نوعين من الدول ‪ :‬فهناك الدولة التقليدية وهناك الدولة العصرية‪.‬‬ ‫والمفكرين او القادة والساسة المتهمين‪.‬‬ ‫* " افالطون" ينظر افالطون‪ 3‬اال ان العدالة في المجتمع ترتبط بما يؤديه كل فرد من وضائف ومهام‬
‫تتميز الدولة التقليدية بطبيعتها االستبدادية ‪ ،‬فهي دولة مطلقة وشمولية تختزل كل السلط في يد واحدة‬ ‫‪ 3‬السلطة التمثيلية ‪ :‬وهي سلطة تستمد مشروعيتها من االنتخابات التي تفرز نخبا و منتخبا بطريقة‬ ‫وادوار تكون مناسبة لقواه العقلية والجسدية والنفسية فليس من العدالة ان ننسب وضيفة او مهمة‬
‫وهذا ما يجعل منها دولة مستبدة تمارس العنف والقهر على مواطنيها الذين يتحولون الى مجرد رعايا‬ ‫ديموقراطية ولعل هذا الشكل من السلطة هي ما يجب ان يطبع الدولة الحديثة ‪.‬‬ ‫داخل المجتمع لفرد اليمتلك المؤهالت لمزاولتها فاالنصاف كل االنصاف ان تتناسب الوظائف والمهام‬
‫ووسائل في خدمة الدولة ‪.‬بخالف هذا تتحدد الدولة العصرية بطبيعتها الديموقراطية فهي دولة الحق‬ ‫اذن واعتبارا لهذا فمصادر السلطة تتعدد ومن تم تتعدد مشروعيتها ‪.‬‬ ‫االجتماعية تبعا لمؤهالت الفرد النفسية والجسدية والعقلية ومن ثم يجب ان يمارس النبالء والسادة‬
‫والقانون انها تستمد مشروعيتها من الحق والقانون وذالك من خالل الفصل بين السلط و عبر احترام‬ ‫* يأخذ العنف حسب " جوليان فرويد" عدة اشكال فهو يراوح مكانه بين العنف والمشروعية وهذا ما‬ ‫مهام ترتبط بطبيعتهم العقلية كما على الجنود ان يمارسو مهامهم تبعا لطبيعتهم الجسدية في حين يبقى‬
‫مواطنيها باعتبارهم ذوات عاقلة وأخالقية‪ .‬ان دولة الحق والقانون تنظر للمواطن كغاية في ذاته وبهذا‬ ‫يفهم من خالل الدولة التي تسعى الى الهيمنة والسلطة باستعمال العنف المشروع ‪ .‬تستعمل الدولة من‬ ‫على العبيد ان يمارسو اعماال تتماشى مع طبيعتهم النفسية ‪.‬هكذا اذن فالعدالة االجتماعية ال ترتبط‬
‫تتحول الدولة إلى وسيلة لخدمة المواطنين ‪.‬‬ ‫اجل شرعنة العنف جملة من الوسائل المتمثلة في االسرة والتربية واالقتصاد وكل ذلك يتم باسم‬ ‫بالمساواة بين الناس بل عبر اإلنصاف الذي يراعي خصوصيته لألفراد ومؤهالتهم النفسية والعقلية‬
‫* ينتهي الفيلسوف الفرنسي " بول ريكور" في تصوره الشكالية الدولة بين الحق والعنف الى اعتبار‬ ‫الديموقراطية و القانون ‪ .‬فمن احداث التوازن في المجتمع تسعى الدولة الى عقلنة وشرعنة العنف‬ ‫والجسدية‪.‬‬
‫ان الدولة هي تركيب تاريخي وعقالني انها تنطوي في ذاتها على مفاهيم العنف والقوة والسلطة‬ ‫وذلك باسم الديموقراطية والقانون ‪.‬‬ ‫* "دافيد هييوم" يؤسس التصور الفلسفي حول اشكالية العدالة بين المساواة واالنصاف من خالل‬
‫ومفاهيم الحق والحرية والقانون فالدولة كمعطى تاريخي جسدت اشكال القهر والعنف واالستبداد وعبر‬ ‫* يبني السوسيولوجي االمريكي "رالف لنتون " تصوره حول العنف من خالل اشكالية العنف‬ ‫اعتبار العدالة شكال يحقق التوازن انها توسط بين العام والخاص بين الفرد والجماعة فالعدالة حسب‬
‫هذه الوسائل ارسلت هياكلها غير ان الدولة ال تشكل فقط معطى تاريخي للقهر والعنف انها كذلك‬ ‫والمشروعية داخل المجتمع اذ يرى ان اساس العنف في المجتمع يرتبط بالمنازعات االجتماعية التي‬ ‫"دافيد هيوم" هي التي تمكن من تحقيق التوازن بين الحرية الفردية والحرية العامة فضال عن تحقيق‬
‫عقالني تقوم بتربية المواطن تربية اساسها الحرية والحق والقانون فالدولة في هذا المستوى تنظر إلى‬ ‫يمكن ان تتخذ شكال فرديا او شكال جماعيا‪.‬اال ان العنف كمظهر من مظاهر العدوان في االنسان نجد‬ ‫التوازن بين المصلحة الخاصة والمصلحة العامة فالعدالة الحقه تلك التي تضع حدودا فاصلة بين ما هو‬
‫المواطن ككائن عاقل قادر على استيعاب مبادئها المتمثلة في الحق والحرية القانون وعليه فالدولة‬ ‫المجتمع يرفضه بل يعمل نبذه عبر السخرية من ممارسه ومرتكبه ‪.‬غير ان العنف الذي ياخذ شكل‬ ‫عام وما هو خاص دون ان يقع ويحدث تعارض بينهما ‪.‬‬
‫حسب بول ريكور هي تركيب تاريخي وعقالني ينطوي في ذاته على العنف والحق والقوة والقانون‬ ‫عراك او شجار عفوي يرفضه المجتمع ‪.‬تتحول اداة العنف الى عنف مقبول اجتماعيا وذلك حينما‬ ‫* ينظم الفيلسوف األمريكي " راولز " الى مناقشة هذه االشكالية المتعلقة بمفهوم العدالة بين المساواة‬
‫المتسلط والحرية‬ ‫يتحول الى عنف مقنن بجملة من القواعد تجعل منه عنفا مشروعا وهذا ما يتمثل في اشكال العنف التي‬ ‫واالنصاف بحيث يعتبر ان العدالة قابلة للتحقق في مجتمع ديمقراطي تحكمه المؤسسات فالعدالة تتحدد‬
‫طبيعة السلطة السياسية‬ ‫يتبناها المجتمع كفرجة تخضع للتشجيع والتحفيز والتحميس‪...‬‬ ‫من خالل المساواة والحريات‪.‬وذلك باعتبارها شكال يحقق االنصاف داخل المجتمع دونما أي تمييز بين‬
‫العنف في التاريخ‬ ‫المواطنين اللهم من خالل الكفأت و المهارات والقدرات التي تميز كل فرد عن االخر هكذا اذن تتحقق‬
‫*" جون لوك" فقد بنا تصوره للدولة والسلطة والسياسة اعتمادا على مرورية العقد االجتماعي ‪.‬تنشأ‬
‫العدالة داخل المجتمع الديموقراطي‪.‬‬
‫الدولة انطالقا من تعاقدات اجتماعية تعبر عن إرادة‪ 3‬األغلبية واذا كانت الدولة تنشأ عبر هذا التعاقب‬ ‫* يؤسس الفيلسوف االنجليزي " توماس هوبز" تصوره حول اشكالية العنف في التاريخ انطالقا من‬
‫االجتماعي الذي يتنازل فيه االفراد عن جزء من حريتهم وقسط من قوتهم لصالح الدولة التي تتمثل في‬ ‫الوقوف عند طبيعة النفس االنسانية التي يعتبرها طبيعة شريرة مسكونة بالعنف والعدوان واألنانية ‪.‬لقد‬ ‫العدالة كأساس للحق‬
‫حكومة شرعية تمارس السلطة السياسية‪.‬‬ ‫كانت الحالة الطبيعية لإلنسان حالة مطبوعة بالصراع والنزاع والفوضى انها حالة تجسد " حرب‬ ‫* يؤسس الفيلسوف الفرنسي" أالن" تصوره إلشكالية الحق والعدالة من خالل النضر إلى الحق ليس‬
‫* يندرج تصور "مونتسكيو" ضمن تصورات فالسفة االنوار حول الدولة و السلطة السياسية‪.‬فإذا‬ ‫الجميع ضد الجميع " ‪.‬‬ ‫بوصفه قيمة معيارية يرتبط بما ينبغي أن يكون بدال من ما هو كائن فالحق ال يتخذ مصداقيته وشرعيته‬
‫كانت الدولة هي االطار القانوني للمجتمع المدني السياسي فعليها ان تحافظ على توازن المجتمع من‬ ‫غير ان هذه الحالة لم تختفي تماما حينما انتقل اإلنسان إلى الحالة المدنية السياسية التي اتسمت‬ ‫إال إذا ارتبط بالواقع بحيث تتمثل قيمة الحق في تلك القيمة التي يستمدها من سلطته وعدالته التي يجب‬
‫خالل الفصل بين السلط التي يختزنها" مونتسكيو" في ثالت انواع من السلط هي السلطة التشريعية‬ ‫بظهور الدولة فبالرغم من وجود الدولة ظل االنسان يعيش حالة من العنف تتجلى باالساس في نزوعه‬ ‫أن يكون معترفا بها من قبل سلطة حاكمة ‪ .‬فال يكفي اإلنسان أن يغلق تشبثه بحقه في شيء ما بل يجب‬
‫والسلطة التنفيذية المتعلقة بحقوق الناس والسلطة التنفيذية المتعلقة بالحق المدني ‪.‬فاذا كانت السلطة‬ ‫الدائم الى النزاع والصراع والحرب ‪.‬نفهم من هذا ان العنف يسكن في التارخ البشري منذ الحاالت‬ ‫أن يثبت بحقه ذلك من خالل سلطة حاكمة تعترف به له بعدالته ومصداقية حقه ‪ .‬هكذا إذن يمكن للحق‬
‫التشريعية تسهر على سن القوانين او التشريعات فان السلطة التنفيذية من وضيفتها السهر على‬ ‫البدائية االولى لالنسان الى الحاالت االكثر تحضرا‪.‬‬ ‫أن يتجسد في الواقع حينما يعترف به من قبل سلطة عليا‪.‬‬
‫احترام الحقوق والحريات وذلك وفق مبدأ سياسي يثمثل في الفصل بين السلط حتى ال يتحول الحاكم الى‬ ‫* ينخرط الفرنسي "بيير‪ ‬فارنييه "ضمن هذا المجال المرتبط باشكالية العنف في التاريخ اذ يرى ان‬ ‫* لقد انتبه الفيلسوف و رجل الدولة الروماني" شيشرون" إلى الفرق و التمييز بين العدالة الطبيعية و‬
‫مشروع وقاضي الى منفذ‪.‬فمتى‪ 3‬اجتمعت هذه السلط في يد واحدة او هيئة واحدة كان مآلها الضياع‬ ‫العنف متجدر في التاريخ فهو يتم عادة من اجل السيطرة والنفوذ وتدمير االخر ومادام العنف يشكل‬ ‫المؤسساتية‪ ،‬فالعدالة الطبيعية تكرس الحق الذي نمجده بالعقل و تستحسنه فنكن له الحب و االحترام‬
‫وانقلبت الى استبداد ‪.‬‬ ‫حاجة انسانية فان اإلنسان قد يسعى إلى تقنينه باسم االخالق وهكذا فكل الحروب التي عرفها التاريخ‬ ‫بخالف العدالة التي تكرس الحق المؤسساتي‪ ،‬فالمؤسسات ال تعمل على إحقاق الحقوق بل تعمل على‬
‫* يندرج عالم االجتماع الفرنسي "آالن تورين " ضمن التصور السسيولوجي المعاصر الذي ينتقد‬ ‫االنساني تمت باسم االخالق ‪ ،‬بالرغم من ان الحرب في حد ذاتها هي فعل بشع ال اخالقي ‪.‬‬ ‫تفويت الحقوق على أصحابها ألنها تشتغل وفق قوانين وضعية أساسها المنفعة الشيء الذي يفضي إلى‬
‫طبيعة السلطة السياسية اذ يعتبر ان مفهوم الديمقراطية اليقف عند مستوى الشعارات التي تخفي‬ ‫* ينظم عالم االجتماع البريطاني " انطوني جيدنز" الى هذا المجال حول طبيعة واشكال العنف في‬ ‫الظلم‪ .‬هكذا إذن فالعدالة الطبيعية حسب شيشرون هي العدالة الحقة أما العدالة المؤسساتية فهي عدالة‬
‫ورائها نظما سياسية كليانية تتسم بالشمولية والقمع والتسلط ومصادرة حقوق الناس والغاء حريتهم‬ ‫التاريخ ‪ ،‬فاذا كان" توماس هوبز" قد ربط العنف في التاريخ بالطبيعة االنسانية الشريرة التي تنزع‬ ‫باطلة‪.‬في هذا السياق يقول" شيشرون"‪,‬ال يوجد عبت اكبر من االعتقاد بأن كل ما هو منظم بواسطة‬
‫فالديموقراطية الحقيقية هي التي تتجرد من الشعارات الفضفاضة لتكرس سياستها لخدمة الحقوق‬ ‫دوما الى الصراع والحرب وكذا" بيير فارنييه " قد ربط العنف باالخالق فهو يمارس دائما باسم‬ ‫المؤسسات أو قوانين الشعوب عادل‪.‬‬
‫الثقافية والمدنية واالجتماعية للمواطنين فالديموقراطية الحقيقية تنهض المبادئ التالية ‪ - :‬االعتراف‬ ‫شعارات اخالقية فان "جيدنز" يعتبر ان العنف مورس في التارخ باسم الشرف ‪.‬وهكذا فمعظم النزاعات‬ ‫الحق بين الطبيعي والوضعي‬
‫بالحقوق االساسية التي ينبغي احترامها ‪ -.‬االعتراف بالتمثيلية الشرعية والسياسية للمواطنين‪-.‬‬ ‫والصراعات بل والحروب تمت باسم الشرف وهذا ما جعل من المرأة في المجتمعات االبوية تشكل‬ ‫* يتحدد الحق الطبيعي حسب " توماس هوبز" من اعتباره حقا يتأسس على القوة المطلقة والحرية‬
‫االعتراف بحقوق المواطنة التي هي تعبير عن الحقوق االجتماعية ‪.‬‬ ‫مصدرا للعار و هذا ما جعل منها موضوعا للعنف و مصدرا له في نفس الوقت‪.‬‬ ‫العمياء والشهوة والغريزة المتوحشة فهو إذن حق مطلق يكرس حق القوة وحق البقاء لألقوى‪ .‬إن هذا‬
‫بهذا فقط يمكن الحديث عن مفهوم صحيح للديموقراطية بعيدا عن السلطة السياسية الكليانية المتمثلة‬ ‫أشكال العنف‬ ‫النوع من الحق يؤدي في آخر المطاف إلى حالة من الصراع والفوضى والعنف ما دام يخضع للمنطق‬
‫في الحزب الواحد والقائم على السطة المطلقة واالستبداد ‪.‬‬ ‫* ينطلق الفيلسوف األلماني"اريك فروم " في تصوره لمفهوم العنف من خالل النظر إلى العنف‬ ‫والقوة والحرية والشهوة الشئ الذي يجعل الحريات والقوى تتعارض وتتصادم في ما بينها مم يخلق‬
‫مشروعية الدولة وغاياتها‬ ‫كنزعة قومية تدميرية كامنة في اإلنسان وتشتغل من خالل تفاعلها مع معطيات و مالبسات خارجية ‪.‬‬ ‫حالة من الحرب المفتوحة إنها "حرب الجميع ضد الجميع " كما يقول توماس هوبز‪.‬إذن وبناءا على‬
‫* يؤسس " جون لوك " تصوره الشكالية مشروعية الدولة من خالل اعتبار ان تلك المشروعية ال‬ ‫فالعنف إذن يرتبط بالطبيعة اإلنسانية من حيث هو رغبة في تدمير اآلخر وتعطش للدماء وشغف‬ ‫هذا فالحق الطبيعي هو حق يكرس حق القوة بدال من قوة الحق ‪.‬‬
‫تستمد من أي سلطة خارجية كما قد يعتقد في نظرية الحق االهي التي ترى بأن مشروعية الحاكم تستمد‬ ‫بالتحطيم فاإلنسان إذن من خالل طبيعته هو كائن عدواني‪.‬لقد ارتبط العنف باإلنسان منذ القدم فعبر عنه‬ ‫* يساهم الفيلسوف الهولندي " سبينوزا" في هذا السجال المتعلق بإشكالية الحق بين ما هو طبيعي‬
‫من تفويض االهي ‪ .‬ان مشروعية الدولة حسب جون لوك ومن خالل فلسفة العقد االجتماعي ل " جون‬ ‫بأشكال ترتبط بممارسات وشعائر طقوسية تأخذ منحى دينيا تارة ومنحى سياسيا أو حربيا تارة أخرى‬ ‫وما هو وضعي ثقافي واجتماعي إذ يرى إن اإلنسان شأنه في ذلك الشأن شأن باقي الحيوانات كان‬
‫لوك ‪ +‬توماس هوبز ‪ +‬جون جاك روسو " تنظر الى ان مشروعية الدولة تستمد من حشد الناس اليها‬ ‫هكذا إذن يرتبط العنف بالطبيعة اإلنسانية باعتباره نزعة تدميرية‪.‬‬ ‫يحيى ويعيش وفق قوانين الطبيعة القائمة على القوة والبطش والصراع ضمن شريعة الطبيعة المتمثلة‬
‫وذلك بدافع من ضرورة حماية من الناس وسالمتهم وحرياتهم وممتلكاتهم‪.‬وهكذا اذن تستمد الدولة‬ ‫* يؤسس" فرويد" تصوره حول إشكالية العنف انطالقا من مرجعية التحليل النفسي بحيث يعتبر أن‬ ‫في قاعدة البقاء لألقوى ‪.‬غير إن اإلنسان وبدافع من العقل ومقتضياته اهتدى إلى التخلي عن الحالة‬
‫مشروعيتها من حاجة داخلية اليها‪.‬‬ ‫العنف سلوك طبيعي في اإلنسان يعبر عن نزوعه العدواني الذي يأخذ شكال فرضيا حينما يرتبط بغرائز‬ ‫الطبيعة المطبوعة بحق القوة ونزوع الشهوة لصالح الحالة المدنية السياسية المطبوعة بالتشريعات‬
‫* ينخرط الفيلسوف الهولندي "سبينوزا" في هذا المجال المتعلق بمشروعية الدولة وغاياتها اذ يرى‬ ‫الفرد العدوانية و هي غرائز ترتبط بالتهديد و االنهيار و التدمير كما أن العنف يأخذ شكال جماعيا حينما‬ ‫والقوانين الوضعية واألخالقية ‪.‬‬
‫" ان الغاية القصوى من تأسيس الدولة ليست السيادة او ارهاب الناس ‪ ...‬فالغاية الحقيقية من قيم‬ ‫يرتبط بالنزوع العدواني للجماعات أو الطوائف أو الشعوب التي تضطهد اآلخرين بغزواتها و حروبها‬ ‫* ينظم "جون جاك روسو " إلى مناقشة هذه اإلشكالية المتعلقة بمفهوم الحق بين ما هو طبيعي وما‬
‫الدولة هي الحرية " نفهم من هذا الكالم ان الطبيعة االنسانية تتحدد بالحرية وعليه يتوجب على الدولة‬ ‫رغبة منها في السيطرة و اإلخضاع‪ .‬إذن حسب فرويد فالعنف نزوع عدواني عند اإلنسان يعبر عن‬ ‫هو وضعي واجتماعي وأخالقي من اجل بيان تصوره يفترض "جون جاك روسو" وجود حاالت مر بها‬
‫ان نجعل من غاياتها الحفاظ على هذة الحرية وذلك بتطويرها وجعلها متالئمة مع مقتضيات العقل‬ ‫رغباته وغرائزه المتمثلة في حب التملك و السيطرة و تدمير اآلخر‪.‬‬ ‫اإلنسان وهي ثالث حاالت ‪ 1 :‬الحالة األصلية وهي حالة من المساواة والالتفاوتات بين الناس بحث‬
‫فالحرية ليست الحرية الطبيعية المطلقة العمياء والمتوحشة بل الحرية االخالقية التي ال تتعارض مع‬ ‫* ينظم عالم االجتماع الفرنسي" بودريار" الى االشكال المتعلق باشكال العنف فيرى ان العنف متجدر‬ ‫كان يعيش أفراد العشيرة البدائية في حالة من الوداعة والسعادة والطيبوبة إذ لم يكن هناك من دافع إال‬
‫قوانين العقل و االخالق فهذه‪ 3‬هي الحرية التي تشكل غاية الدولة ‪.‬‬ ‫في الطبيعة اإلنسانية ‪ ،‬فهو قد يأخذ اشكال الحروب كالحرب العالمية االولى او الثانية او الحرب الباردة‬ ‫اقتتالهما وتناحرهما‪ 2 .‬الحالة الطبيعية ‪:‬وهي حالة ارتبطت بظهور الملكية الخاصة التي خلقت أشكاال‬
‫* ينظم الفيلسوف االلماني " هيجل " الى هذا الجدال حول طبيعة الدولة فيرى ان دور الدولة و‬ ‫غير انه يأخذ كذلك شكل االرهاب الذي هو تعبير عن نزوع ال اخالقي وشرير يهدف الى تدمير االخر‬ ‫من التفاوت والالمساواة بين الناس الشيء الذي خلق حالة من العنف والسلطة الترهيب والصراع‬
‫وضيفتها ال يتوقفان عن الحماية و االمن كما ال يجسدان فرض السيادة على العنف و القمع و االكراه‬ ‫غير ان هذا الشر قد يواجه بشر اعنف منه وذلك ضمن ثنائية انسانية ابدية هي ثنائية الخير‬ ‫والتناحر بينهما فالحالة الطبيعية إذن هي حالة تكرس الحق الطبيعي القائم على حق القوة والعنف‬
‫بل ان وضيفة الدولة تتمثل في اشاعة القيم الروحية والمبادئ العقلية وهي قيم عليا ومبادئ سياسية‬ ‫والشر‪.‬وهكذا اذن يأخذ العنف منحى طبيعي النه يرتبط بالطبيعة االنسانية‪.‬‬ ‫والبطش واالستبداد ‪ 3 .‬الحالة المدنية السياسية‪ :‬أمام حالة الصراع والفوضى التي ميزت الحالة‬
‫بالنسبة للمجتمع وذالك حتى يتمكن االنسان من الشعور بإنسانيتها تبعا لهذا نجد "هيجل" ينظر للدولة‬ ‫الدولة بين الحق والعنف‬ ‫الدولة‬ ‫الطبيعية لإلنسان اهتدى هذا األخير إلى خلق مجتمع تسوده القوانين والتشريعات التي تأطر حيات‬
‫كروح موضوعية انها روح الشعب التي يتشبع بها الفرد ويستمد منها اخالقه وسلوكاته فالدولة اذن‬ ‫الناس وتضمن أمنهم وسالمتهم وحياتهم واستقرارهم ‪.‬‬
‫* يندرج "ماكس فيبر" ضمن تصور السوسيولوجيا السياسية وهو تصور يسعى الى مقاربة اشكالية‬
‫الدولة بين الحق والعنف ‪.‬حيث ينطلق " فيبر" من مقولة ماركسية مفادها "كل دولة تنبني على القوة‬ ‫العنف والمشروعية‬ ‫العنف‬
‫الدولة بين الحق والعنف‬ ‫الدولة‬ ‫الطبيعية لإلنسان اهتدى هذا األخير إلى خلق مجتمع تسوده القوانين والتشريعات التي تأطر حيات‬ ‫هي تعبير عن االخالق و االرادة العامة والروح العامة لالفراد وهي روح تشعر االنسان بخصوصيته‬
‫* يندرج "ماكس فيبر" ضمن تصور السوسيولوجيا السياسية وهو تصور يسعى الى مقاربة اشكالية‬ ‫الناس وتضمن أمنهم وسالمتهم وحياتهم واستقرارهم ‪.‬‬ ‫وطبيعته االنسانية ‪.‬‬
‫الدولة بين الحق والعنف ‪.‬حيث ينطلق " فيبر" من مقولة ماركسية مفادها "كل دولة تنبني على القوة‬ ‫العنف والمشروعية‬ ‫العنف‬
‫" فتبعا لهذا نجد الدولة تستمد سلطتها من القوة التي تمارسها بهدف بسط هيبتها وسيطرتها الجل‬ ‫* تتحدد مصادر مشروعية السلطة حسب " ماكس فييبر " انطالقا من ثالت مصادر يجملها في ما‬
‫الحفاض على النظام العام واالستقرار االجتماعي حيث تشكل هذة القوة حكرا على الدولة وهذا ما دفع‬ ‫يلي ‪ 1 :‬السلطة التقليدية ‪ :‬وهي سلطة تستمد مشروعيتها من النمودج التقليدي الذي كان يشكل فيه‬ ‫مجزوءة السياسة‬
‫" فيبر" الى ان ينعتها ب "العنف المشروع" فهو عنف تمارسه الدولة باسم القانون هكذا اذن تستمد‬ ‫الشيخ او االب او الراشد سلطة يستمدها من السلطة المعنوية بحث تشكل سلوكاته وافعاله نمودجا يجب‬
‫الدولة سلطتها من القوة والعنف والتسلط اال انه عنف مشروع يمارس بأسم القانون‪.‬‬ ‫على القاصر احترامه والخضوع له ‪.‬‬ ‫العدالة بين المساواة واالنصاف‬ ‫الحق والعدالة‬
‫* تنخرط الباحثة الفرنسية "جاكلين روس" في المجال المتعلق باشكالية الدولة بين الحق والعنف ‪،‬‬ ‫‪ 2‬السلطة الكارزمية ‪ :‬وهي سلطة تستمد مشروعيتها من تلك الصفة الكارزمية التي تميز االنبياء‬ ‫* " افالطون" ينظر افالطون‪ 3‬اال ان العدالة في المجتمع ترتبط بما يؤديه كل فرد من وضائف ومهام‬
‫وفي هذا االطار نجدها تميز بين نوعين من الدول ‪ :‬فهناك الدولة التقليدية وهناك الدولة العصرية‪.‬‬ ‫والمفكرين او القادة والساسة المتهمين‪.‬‬ ‫وادوار تكون مناسبة لقواه العقلية والجسدية والنفسية فليس من العدالة ان ننسب وضيفة او مهمة‬
‫تتميز الدولة التقليدية بطبيعتها االستبدادية ‪ ،‬فهي دولة مطلقة وشمولية تختزل كل السلط في يد واحدة‬ ‫‪ 3‬السلطة التمثيلية ‪ :‬وهي سلطة تستمد مشروعيتها من االنتخابات التي تفرز نخبا و منتخبا بطريقة‬ ‫داخل المجتمع لفرد اليمتلك المؤهالت لمزاولتها فاالنصاف كل االنصاف ان تتناسب الوظائف والمهام‬
‫وهذا ما يجعل منها دولة مستبدة تمارس العنف والقهر على مواطنيها الذين يتحولون الى مجرد رعايا‬ ‫ديموقراطية ولعل هذا الشكل من السلطة هي ما يجب ان يطبع الدولة الحديثة ‪.‬‬ ‫االجتماعية تبعا لمؤهالت الفرد النفسية والجسدية والعقلية ومن ثم يجب ان يمارس النبالء والسادة‬
‫ووسائل في خدمة الدولة ‪.‬بخالف هذا تتحدد الدولة العصرية بطبيعتها الديموقراطية فهي دولة الحق‬ ‫اذن واعتبارا لهذا فمصادر السلطة تتعدد ومن تم تتعدد مشروعيتها ‪.‬‬ ‫مهام ترتبط بطبيعتهم العقلية كما على الجنود ان يمارسو مهامهم تبعا لطبيعتهم الجسدية في حين يبقى‬
‫والقانون انها تستمد مشروعيتها من الحق والقانون وذالك من خالل الفصل بين السلط و عبر احترام‬ ‫* يأخذ العنف حسب " جوليان فرويد" عدة اشكال فهو يراوح مكانه بين العنف والمشروعية وهذا ما‬ ‫على العبيد ان يمارسو اعماال تتماشى مع طبيعتهم النفسية ‪.‬هكذا اذن فالعدالة االجتماعية ال ترتبط‬
‫مواطنيها باعتبارهم ذوات عاقلة وأخالقية‪ .‬ان دولة الحق والقانون تنظر للمواطن كغاية في ذاته وبهذا‬ ‫يفهم من خالل الدولة التي تسعى الى الهيمنة والسلطة باستعمال العنف المشروع ‪ .‬تستعمل الدولة من‬ ‫بالمساواة بين الناس بل عبر اإلنصاف الذي يراعي خصوصيته لألفراد ومؤهالتهم النفسية والعقلية‬
‫تتحول الدولة إلى وسيلة لخدمة المواطنين ‪.‬‬ ‫اجل شرعنة العنف جملة من الوسائل المتمثلة في االسرة والتربية واالقتصاد وكل ذلك يتم باسم‬ ‫والجسدية‪.‬‬
‫* ينتهي الفيلسوف الفرنسي " بول ريكور" في تصوره الشكالية الدولة بين الحق والعنف الى اعتبار‬ ‫الديموقراطية و القانون ‪ .‬فمن احداث التوازن في المجتمع تسعى الدولة الى عقلنة وشرعنة العنف‬ ‫* "دافيد هييوم" يؤسس التصور الفلسفي حول اشكالية العدالة بين المساواة واالنصاف من خالل‬
‫ان الدولة هي تركيب تاريخي وعقالني انها تنطوي في ذاتها على مفاهيم العنف والقوة والسلطة‬ ‫وذلك باسم الديموقراطية والقانون ‪.‬‬ ‫اعتبار العدالة شكال يحقق التوازن انها توسط بين العام والخاص بين الفرد والجماعة فالعدالة حسب‬
‫ومفاهيم الحق والحرية والقانون فالدولة كمعطى تاريخي جسدت اشكال القهر والعنف واالستبداد وعبر‬ ‫* يبني السوسيولوجي االمريكي "رالف لنتون " تصوره حول العنف من خالل اشكالية العنف‬ ‫"دافيد هيوم" هي التي تمكن من تحقيق التوازن بين الحرية الفردية والحرية العامة فضال عن تحقيق‬
‫هذه الوسائل ارسلت هياكلها غير ان الدولة ال تشكل فقط معطى تاريخي للقهر والعنف انها كذلك‬ ‫والمشروعية داخل المجتمع اذ يرى ان اساس العنف في المجتمع يرتبط بالمنازعات االجتماعية التي‬ ‫التوازن بين المصلحة الخاصة والمصلحة العامة فالعدالة الحقه تلك التي تضع حدودا فاصلة بين ما هو‬
‫عقالني تقوم بتربية المواطن تربية اساسها الحرية والحق والقانون فالدولة في هذا المستوى تنظر إلى‬ ‫يمكن ان تتخذ شكال فرديا او شكال جماعيا‪.‬اال ان العنف كمظهر من مظاهر العدوان في االنسان نجد‬ ‫عام وما هو خاص دون ان يقع ويحدث تعارض بينهما ‪.‬‬
‫المواطن ككائن عاقل قادر على استيعاب مبادئها المتمثلة في الحق والحرية القانون وعليه فالدولة‬ ‫المجتمع يرفضه بل يعمل نبذه عبر السخرية من ممارسه ومرتكبه ‪.‬غير ان العنف الذي ياخذ شكل‬ ‫* ينظم الفيلسوف األمريكي " راولز " الى مناقشة هذه االشكالية المتعلقة بمفهوم العدالة بين المساواة‬
‫حسب بول ريكور هي تركيب تاريخي وعقالني ينطوي في ذاته على العنف والحق والقوة والقانون‬ ‫عراك او شجار عفوي يرفضه المجتمع ‪.‬تتحول اداة العنف الى عنف مقبول اجتماعيا وذلك حينما‬ ‫واالنصاف بحيث يعتبر ان العدالة قابلة للتحقق في مجتمع ديمقراطي تحكمه المؤسسات فالعدالة تتحدد‬
‫المتسلط والحرية‬ ‫يتحول الى عنف مقنن بجملة من القواعد تجعل منه عنفا مشروعا وهذا ما يتمثل في اشكال العنف التي‬ ‫من خالل المساواة والحريات‪.‬وذلك باعتبارها شكال يحقق االنصاف داخل المجتمع دونما أي تمييز بين‬
‫المواطنين اللهم من خالل الكفأت و المهارات والقدرات التي تميز كل فرد عن االخر هكذا اذن تتحقق‬
‫طبيعة السلطة السياسية‬ ‫يتبناها المجتمع كفرجة تخضع للتشجيع والتحفيز والتحميس‪...‬‬
‫العدالة داخل المجتمع الديموقراطي‪.‬‬
‫*" جون لوك" فقد بنا تصوره للدولة والسلطة والسياسة اعتمادا على مرورية العقد االجتماعي ‪.‬تنشأ‬ ‫العنف في التاريخ‬
‫الدولة انطالقا من تعاقدات اجتماعية تعبر عن إرادة‪ 3‬األغلبية واذا كانت الدولة تنشأ عبر هذا التعاقب‬ ‫* يؤسس الفيلسوف االنجليزي " توماس هوبز" تصوره حول اشكالية العنف في التاريخ انطالقا من‬ ‫العدالة كأساس للحق‬
‫االجتماعي الذي يتنازل فيه االفراد عن جزء من حريتهم وقسط من قوتهم لصالح الدولة التي تتمثل في‬ ‫الوقوف عند طبيعة النفس االنسانية التي يعتبرها طبيعة شريرة مسكونة بالعنف والعدوان واألنانية ‪.‬لقد‬ ‫* يؤسس الفيلسوف الفرنسي" أالن" تصوره إلشكالية الحق والعدالة من خالل النضر إلى الحق ليس‬
‫حكومة شرعية تمارس السلطة السياسية‪.‬‬ ‫كانت الحالة الطبيعية لإلنسان حالة مطبوعة بالصراع والنزاع والفوضى انها حالة تجسد " حرب‬ ‫بوصفه قيمة معيارية يرتبط بما ينبغي أن يكون بدال من ما هو كائن فالحق ال يتخذ مصداقيته وشرعيته‬
‫* يندرج تصور "مونتسكيو" ضمن تصورات فالسفة االنوار حول الدولة و السلطة السياسية‪.‬فإذا‬ ‫الجميع ضد الجميع " ‪.‬‬ ‫إال إذا ارتبط بالواقع بحيث تتمثل قيمة الحق في تلك القيمة التي يستمدها من سلطته وعدالته التي يجب‬
‫كانت الدولة هي االطار القانوني للمجتمع المدني السياسي فعليها ان تحافظ على توازن المجتمع من‬ ‫غير ان هذه الحالة لم تختفي تماما حينما انتقل اإلنسان إلى الحالة المدنية السياسية التي اتسمت‬ ‫أن يكون معترفا بها من قبل سلطة حاكمة ‪ .‬فال يكفي اإلنسان أن يغلق تشبثه بحقه في شيء ما بل يجب‬
‫خالل الفصل بين السلط التي يختزنها" مونتسكيو" في ثالت انواع من السلط هي السلطة التشريعية‬ ‫بظهور الدولة فبالرغم من وجود الدولة ظل االنسان يعيش حالة من العنف تتجلى باالساس في نزوعه‬ ‫أن يثبت بحقه ذلك من خالل سلطة حاكمة تعترف به له بعدالته ومصداقية حقه ‪ .‬هكذا إذن يمكن للحق‬
‫والسلطة التنفيذية المتعلقة بحقوق الناس والسلطة التنفيذية المتعلقة بالحق المدني ‪.‬فاذا كانت السلطة‬ ‫الدائم الى النزاع والصراع والحرب ‪.‬نفهم من هذا ان العنف يسكن في التارخ البشري منذ الحاالت‬ ‫أن يتجسد في الواقع حينما يعترف به من قبل سلطة عليا‪.‬‬
‫التشريعية تسهر على سن القوانين او التشريعات فان السلطة التنفيذية من وضيفتها السهر على‬ ‫البدائية االولى لالنسان الى الحاالت االكثر تحضرا‪.‬‬ ‫* لقد انتبه الفيلسوف و رجل الدولة الروماني" شيشرون" إلى الفرق و التمييز بين العدالة الطبيعية و‬
‫احترام الحقوق والحريات وذلك وفق مبدأ سياسي يثمثل في الفصل بين السلط حتى ال يتحول الحاكم الى‬ ‫* ينخرط الفرنسي "بيير‪ ‬فارنييه "ضمن هذا المجال المرتبط باشكالية العنف في التاريخ اذ يرى ان‬ ‫المؤسساتية‪ ،‬فالعدالة الطبيعية تكرس الحق الذي نمجده بالعقل و تستحسنه فنكن له الحب و االحترام‬
‫مشروع وقاضي الى منفذ‪.‬فمتى‪ 3‬اجتمعت هذه السلط في يد واحدة او هيئة واحدة كان مآلها الضياع‬ ‫العنف متجدر في التاريخ فهو يتم عادة من اجل السيطرة والنفوذ وتدمير االخر ومادام العنف يشكل‬ ‫بخالف العدالة التي تكرس الحق المؤسساتي‪ ،‬فالمؤسسات ال تعمل على إحقاق الحقوق بل تعمل على‬
‫وانقلبت الى استبداد ‪.‬‬ ‫حاجة انسانية فان اإلنسان قد يسعى إلى تقنينه باسم االخالق وهكذا فكل الحروب التي عرفها التاريخ‬ ‫تفويت الحقوق على أصحابها ألنها تشتغل وفق قوانين وضعية أساسها المنفعة الشيء الذي يفضي إلى‬
‫* يندرج عالم االجتماع الفرنسي "آالن تورين " ضمن التصور السسيولوجي المعاصر الذي ينتقد‬ ‫االنساني تمت باسم االخالق ‪ ،‬بالرغم من ان الحرب في حد ذاتها هي فعل بشع ال اخالقي ‪.‬‬ ‫الظلم‪ .‬هكذا إذن فالعدالة الطبيعية حسب شيشرون هي العدالة الحقة أما العدالة المؤسساتية فهي عدالة‬
‫طبيعة السلطة السياسية اذ يعتبر ان مفهوم الديمقراطية اليقف عند مستوى الشعارات التي تخفي‬ ‫* ينظم عالم االجتماع البريطاني " انطوني جيدنز" الى هذا المجال حول طبيعة واشكال العنف في‬ ‫باطلة‪.‬في هذا السياق يقول" شيشرون"‪,‬ال يوجد عبت اكبر من االعتقاد بأن كل ما هو منظم بواسطة‬
‫ورائها نظما سياسية كليانية تتسم بالشمولية والقمع والتسلط ومصادرة حقوق الناس والغاء حريتهم‬ ‫التاريخ ‪ ،‬فاذا كان" توماس هوبز" قد ربط العنف في التاريخ بالطبيعة االنسانية الشريرة التي تنزع‬ ‫المؤسسات أو قوانين الشعوب عادل‪.‬‬
‫فالديموقراطية الحقيقية هي التي تتجرد من الشعارات الفضفاضة لتكرس سياستها لخدمة الحقوق‬ ‫دوما الى الصراع والحرب وكذا" بيير فارنييه " قد ربط العنف باالخالق فهو يمارس دائما باسم‬ ‫الحق بين الطبيعي والوضعي‬
‫الثقافية والمدنية واالجتماعية للمواطنين فالديموقراطية الحقيقية تنهض المبادئ التالية ‪ - :‬االعتراف‬ ‫شعارات اخالقية فان "جيدنز" يعتبر ان العنف مورس في التارخ باسم الشرف ‪.‬وهكذا فمعظم النزاعات‬ ‫* يتحدد الحق الطبيعي حسب " توماس هوبز" من اعتباره حقا يتأسس على القوة المطلقة والحرية‬
‫بالحقوق االساسية التي ينبغي احترامها ‪ -.‬االعتراف بالتمثيلية الشرعية والسياسية للمواطنين‪-.‬‬ ‫والصراعات بل والحروب تمت باسم الشرف وهذا ما جعل من المرأة في المجتمعات االبوية تشكل‬ ‫العمياء والشهوة والغريزة المتوحشة فهو إذن حق مطلق يكرس حق القوة وحق البقاء لألقوى‪ .‬إن هذا‬
‫االعتراف بحقوق المواطنة التي هي تعبير عن الحقوق االجتماعية ‪.‬‬ ‫مصدرا للعار و هذا ما جعل منها موضوعا للعنف و مصدرا له في نفس الوقت‪.‬‬ ‫النوع من الحق يؤدي في آخر المطاف إلى حالة من الصراع والفوضى والعنف ما دام يخضع للمنطق‬
‫بهذا فقط يمكن الحديث عن مفهوم صحيح للديموقراطية بعيدا عن السلطة السياسية الكليانية المتمثلة‬ ‫أشكال العنف‬ ‫والقوة والحرية والشهوة الشئ الذي يجعل الحريات والقوى تتعارض وتتصادم في ما بينها مم يخلق‬
‫في الحزب الواحد والقائم على السطة المطلقة واالستبداد ‪.‬‬ ‫* ينطلق الفيلسوف األلماني"اريك فروم " في تصوره لمفهوم العنف من خالل النظر إلى العنف‬ ‫حالة من الحرب المفتوحة إنها "حرب الجميع ضد الجميع " كما يقول توماس هوبز‪.‬إذن وبناءا على‬
‫مشروعية الدولة وغاياتها‬ ‫كنزعة قومية تدميرية كامنة في اإلنسان وتشتغل من خالل تفاعلها مع معطيات و مالبسات خارجية ‪.‬‬ ‫هذا فالحق الطبيعي هو حق يكرس حق القوة بدال من قوة الحق ‪.‬‬
‫* يؤسس " جون لوك " تصوره الشكالية مشروعية الدولة من خالل اعتبار ان تلك المشروعية ال‬ ‫فالعنف إذن يرتبط بالطبيعة اإلنسانية من حيث هو رغبة في تدمير اآلخر وتعطش للدماء وشغف‬ ‫* يساهم الفيلسوف الهولندي " سبينوزا" في هذا السجال المتعلق بإشكالية الحق بين ما هو طبيعي‬
‫تستمد من أي سلطة خارجية كما قد يعتقد في نظرية الحق االهي التي ترى بأن مشروعية الحاكم تستمد‬ ‫بالتحطيم فاإلنسان إذن من خالل طبيعته هو كائن عدواني‪.‬لقد ارتبط العنف باإلنسان منذ القدم فعبر عنه‬ ‫وما هو وضعي ثقافي واجتماعي إذ يرى إن اإلنسان شأنه في ذلك الشأن شأن باقي الحيوانات كان‬
‫من تفويض االهي ‪ .‬ان مشروعية الدولة حسب جون لوك ومن خالل فلسفة العقد االجتماعي ل " جون‬ ‫بأشكال ترتبط بممارسات وشعائر طقوسية تأخذ منحى دينيا تارة ومنحى سياسيا أو حربيا تارة أخرى‬ ‫يحيى ويعيش وفق قوانين الطبيعة القائمة على القوة والبطش والصراع ضمن شريعة الطبيعة المتمثلة‬
‫لوك ‪ +‬توماس هوبز ‪ +‬جون جاك روسو " تنظر الى ان مشروعية الدولة تستمد من حشد الناس اليها‬ ‫هكذا إذن يرتبط العنف بالطبيعة اإلنسانية باعتباره نزعة تدميرية‪.‬‬ ‫في قاعدة البقاء لألقوى ‪.‬غير إن اإلنسان وبدافع من العقل ومقتضياته اهتدى إلى التخلي عن الحالة‬
‫وذلك بدافع من ضرورة حماية من الناس وسالمتهم وحرياتهم وممتلكاتهم‪.‬وهكذا اذن تستمد الدولة‬ ‫* يؤسس" فرويد" تصوره حول إشكالية العنف انطالقا من مرجعية التحليل النفسي بحيث يعتبر أن‬ ‫الطبيعة المطبوعة بحق القوة ونزوع الشهوة لصالح الحالة المدنية السياسية المطبوعة بالتشريعات‬
‫مشروعيتها من حاجة داخلية اليها‪.‬‬ ‫العنف سلوك طبيعي في اإلنسان يعبر عن نزوعه العدواني الذي يأخذ شكال فرضيا حينما يرتبط بغرائز‬ ‫والقوانين الوضعية واألخالقية ‪.‬‬
‫* ينخرط الفيلسوف الهولندي "سبينوزا" في هذا المجال المتعلق بمشروعية الدولة وغاياتها اذ يرى‬ ‫الفرد العدوانية و هي غرائز ترتبط بالتهديد و االنهيار و التدمير كما أن العنف يأخذ شكال جماعيا حينما‬ ‫* ينظم "جون جاك روسو " إلى مناقشة هذه اإلشكالية المتعلقة بمفهوم الحق بين ما هو طبيعي وما‬
‫" ان الغاية القصوى من تأسيس الدولة ليست السيادة او ارهاب الناس ‪ ...‬فالغاية الحقيقية من قيم‬ ‫يرتبط بالنزوع العدواني للجماعات أو الطوائف أو الشعوب التي تضطهد اآلخرين بغزواتها و حروبها‬ ‫هو وضعي واجتماعي وأخالقي من اجل بيان تصوره يفترض "جون جاك روسو" وجود حاالت مر بها‬
‫الدولة هي الحرية " نفهم من هذا الكالم ان الطبيعة االنسانية تتحدد بالحرية وعليه يتوجب على الدولة‬ ‫رغبة منها في السيطرة و اإلخضاع‪ .‬إذن حسب فرويد فالعنف نزوع عدواني عند اإلنسان يعبر عن‬ ‫اإلنسان وهي ثالث حاالت ‪ 1 :‬الحالة األصلية وهي حالة من المساواة والالتفاوتات بين الناس بحث‬
‫ان نجعل من غاياتها الحفاظ على هذة الحرية وذلك بتطويرها وجعلها متالئمة مع مقتضيات العقل‬ ‫رغباته وغرائزه المتمثلة في حب التملك و السيطرة و تدمير اآلخر‪.‬‬ ‫كان يعيش أفراد العشيرة البدائية في حالة من الوداعة والسعادة والطيبوبة إذ لم يكن هناك من دافع إال‬
‫فالحرية ليست الحرية الطبيعية المطلقة العمياء والمتوحشة بل الحرية االخالقية التي ال تتعارض مع‬ ‫* ينظم عالم االجتماع الفرنسي" بودريار" الى االشكال المتعلق باشكال العنف فيرى ان العنف متجدر‬ ‫اقتتالهما وتناحرهما‪ 2 .‬الحالة الطبيعية ‪:‬وهي حالة ارتبطت بظهور الملكية الخاصة التي خلقت أشكاال‬
‫قوانين العقل و االخالق فهذه‪ 3‬هي الحرية التي تشكل غاية الدولة ‪.‬‬ ‫في الطبيعة اإلنسانية ‪ ،‬فهو قد يأخذ اشكال الحروب كالحرب العالمية االولى او الثانية او الحرب الباردة‬ ‫من التفاوت والالمساواة بين الناس الشيء الذي خلق حالة من العنف والسلطة الترهيب والصراع‬
‫* ينظم الفيلسوف االلماني " هيجل " الى هذا الجدال حول طبيعة الدولة فيرى ان دور الدولة و‬ ‫غير انه يأخذ كذلك شكل االرهاب الذي هو تعبير عن نزوع ال اخالقي وشرير يهدف الى تدمير االخر‬ ‫والتناحر بينهما فالحالة الطبيعية إذن هي حالة تكرس الحق الطبيعي القائم على حق القوة والعنف‬
‫وضيفتها ال يتوقفان عن الحماية و االمن كما ال يجسدان فرض السيادة على العنف و القمع و االكراه‬ ‫غير ان هذا الشر قد يواجه بشر اعنف منه وذلك ضمن ثنائية انسانية ابدية هي ثنائية الخير‬ ‫والبطش واالستبداد ‪ 3 .‬الحالة المدنية السياسية‪ :‬أمام حالة الصراع والفوضى التي ميزت الحالة‬
‫بل ان وضيفة الدولة تتمثل في اشاعة القيم الروحية والمبادئ العقلية وهي قيم عليا ومبادئ سياسية‬ ‫والشر‪.‬وهكذا اذن يأخذ العنف منحى طبيعي النه يرتبط بالطبيعة االنسانية‪.‬‬
‫بالنسبة للمجتمع وذالك حتى يتمكن االنسان من الشعور بإنسانيتها تبعا لهذا نجد "هيجل" ينظر للدولة‬
‫كروح موضوعية انها روح الشعب التي يتشبع بها الفرد ويستمد منها اخالقه وسلوكاته فالدولة اذن‬
‫هي تعبير عن االخالق و االرادة العامة والروح العامة لالفراد وهي روح تشعر االنسان بخصوصيته‬
‫وطبيعته االنسانية ‪.‬‬

You might also like