Professional Documents
Culture Documents
أخص الشكر وكل التقدير لألستاذة المشرفة بودوح ماجدة شهيناز،على صبرها معي وعلى
كل ما بذلته من جهد ونصائح قيمة إلنجاز هذا العمل بكل موضوعية وأمانة علمية.
كما أتقدم بالشكر إلى كل من ساعدني في إنجاز هذه المذكرة وإلى كل األساتذة
الذين تعلمت منهم خالل طور دراستي وإلى كل من ساعدني ولو بالكلمة الطيبة.
وفي األخير نسأل المولى عز وجل أن يجعلنا ممن يكثر ذكره فينال فضله ويحفظ أمره،وأن
يغمر ق لوبنا بمحبته ويرضى علينا.
أهدي هذا البحث المتواضع
إلى معلمي األكبر واألوفى محمد صلى اهلل عليه وسلم الذي حمل األمانة وبلغ الرسالة على
أتم وأفضل وجه
إلى والدي الحنونين،رمزا الوف اء والمحبة أطال اهلل عمرهما ورزقهما وافر الصحة واألمان
-ليندة-
مقدمة
مقدمة:
تعتبر الضريبة أداة مهمة في السياسة المالية باعتبارها تمثل موردا هاما لخزينة الدولة،
كما تساهم في المحافظة على االستقرار االقتصادي ومعالجة ظاهرة التضخم ودفع عجلة
التنمية ومواجهة النفقات العامة .
والجزائر نتيجة منهج اإلستيراد طيلة ثالثة عقود من الزمن والتزايد المستمر للنفقات العامة
أجبرت على إتخاذ سياسة مالية تحقق التوازن اإلقتصادي حيث يسمح فيها للخزينة العامة
بالبحث عن مصادر تمويل ثابتة ومستقرة.
لذلك أعطت الدولة أهمية كبيرة للضرائب في قوانين المالية وهذا لمكانتها وأهميتها في
تمويل خزينة الدولة ومواجهة النفقات العامة المتزايدة،وعلى هذا األساس يحاول المشرع
الجزائري دوما أن يجد نظاما جبائيا يأخذ على عاتقه تطوير دور ومساهمة الجباية العادية في
تغذية الخزينة.حيث قام المشرع الجبائي بتعديالت واصالحات جذرية لنظام الجبائي القديم الذي
كان يتميز بالتعقيد وكثرة أنواع الضرائب،وذلك من أجل زيادة الفاعلية لألنشطة اإلقتصادية
ومحاولة التطور والزيادة في التقدم اإلقتصادي حيث طال هذا اإلصالح على الخصوص
الضرائب المباشرة والرسم على رقم األعمال إضافة إلى تنظيم وتحديث اإلدارة الجبائية التي لم
تحقق األهداف المنشودة لتميز النظام الجبائي بالتعقيد وتعدد الضرائب واألوعية ،مما أدى إلى
ظهور بوادر لعمليات التهرب الضريبي،التي أصبحت تشكل ظاهرة تتوسع بشكل متزايد وبهذا
أصبح التهرب الضريبي يشكل إحدى المعوقات األساسية للتنمية اإلقتصادية األمر الذي
يستوجب مكافحته بإعتماد آليات واجراءات صارمة وبصفة مستمرة وبمجرد إكتشافه بسبب
النقص في التنمية المعتبرة التي يمكن أن يحدثها التهرب الضريبي في الخزينة العمومية لدى
الدولة.
إشكالية البحث:
-ما مدى نجاعة اآلليات التي يفرضها النظام الجبائي الجزائري في مكافحة جريمة التهرب
الضريبي؟.
أ
مقدمة
-ماهي الرقابة الجبائية وماهو دورها في الحد من ظاهرة التهرب الضريبي في الجزائر؟
-ماهي إجراءات متابعة هذه الجريمة ؟ وماهي طرق المكافحة التي إنتهجها النظام الضريبي
للحد من هذه الظاهرة؟
أهمية البحث:
إن أهمية هذه الدراسة تنبع من تلك اآلثار السيئة لظاهرة التهرب الضريبي،والتي جعلت
أمواال طائلة تتداول بكل حرية من دون مراقبة أو إقتطاع ،وفي ظل البحث المتزايد من قبل
السلطات المعنية لمحاولة الحد من هذه الظاهرة وذلك عن طريق تطوير أدوات وأجهزة الرقابة
الجبائية.ومن هنا تتجلى أهمية الرقابة الجبائية كونها أداة لمواجهة التهرب الضريبي.
-محاولة تسليط الضوء على ظاهرة التهرب الضريبي ومدى تأثرها بالتطورات اإلقتصادية و
اإلجتماعية و المالية،إبراز األجهزة القائمة على مواجهة ظاهرة التهرب الضريبي،التعرف على
معوقات الرقابة الجبائية والتي تعمل على الحد من كفائتها وقدرتها على مواجهةالتهرب
الضريبي.
-الميول الشخصي للتعرف على الضريبة،ومعرفة جريمة التهرب الضريبي وازالة الغموض عنه
نظرة المجتمع إلى الرقابة الجبائية خاصة والضريبة عامة.
-التساؤل عن أسباب لجوء المكلفين بالضريبة إلى التهرب الضريبي،محاولة الكشف عن الطرق
المتبعة من قبل مديرية الضرائب لمواجهة التهرب الضريبي ومحاولة الحد منه.
ب
مقدمة
المنهج المتبع:
-إن معالجة هذا الموضوع تطلبت اإلعتماد على المنهج التاريخي لدراسة هذه الحالة وكيف تم
تطويرها وتفشيها في المجتمع،وباإلعتماد على المنهج الوصفي وذلك من خالل تعريف الظاهرة
وأسبابها وكيفية مكافحتها.
الصعوبات:
-إن صعوبات البحث تكمن في قلة المراجع،عدم تقديم إدارة الضرائب للمعلومات الكافية
محتجة في ذلك بالسرية.
ولمعالجة اإلشكالية المطروحة واإلجابة على التساؤالت الفرعية ،أرتأيت أن أقسم دراستي حسب
الخطة التالية :باإلعتماد على فصليين،في كل فصل ثالثة مباحث كالتالي:
ج
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
ويعتبر التهرب الضريبي من الظواهر التي تعاني منها أغلب الدول في العالم ورغم عدم
تمكين الم ؤلفين والشراح على تحديد معنى للتهرب الضريبي،فإن السلطات الجبائية تعمل دوما
على إيجاد اإلطار القانوني لسد الطريق أمام هذه الظاهرة ،ألنها تأخذ في الواقع أشكاال معينة
يقترفها المكلف للتملص من الضريبة كليا أو جزئيا،حيث قد يتحايل مع القانون ليستفيد من
الثغرات ا لموجودة فيه أوقد يوجه أمواله في قطاعات تكون معفاة من الضريبة أو خاضعة
لضرائب أقل.
لذا فقد أولتها التشريعات الحديثة أهمية كبرى وسخرت لها إمكانيات مادية وبشرية لتقديرها
و جبايتها ،ومحاولة الحد من ظاهرة التهرب ،هذه الظاهرة التي تهدد سياسات الدولة االقتصادية
لذا وجب التفكير في الوسائل الكفيلة للحد منها .ومن واجب الدولة مجابهة مثل هذه الظواهر
مجابهة ردعية تمتد من مجرد المراقبة وتطبيق العقوبات وهي ملزمة أمام القانون للحد من
الظاهرة بواسطة طرق سلمية لتضمن بها على األقل مكلفا نزيها بدفع التزامات بمحض إرادته
وبوعي منه بالمكاسب التي تدرها عليه الضرائب.
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
يكتسي تعريف الضريبة أهمية بالغة وذلك لتميزها عن اإليرادات األخرى التي تتشابه معها
في بعض الخصائص وقد حاول الكثير من علماء المالية تعريف الضريبة فجاءت أغلب
تعاريفهم متشابهة نذكر منها اآلتي:عيسى مصطفى حسنى":الض رائب هي المورد المالي العام
1
الذي تقتطعه الدولة من األشخاص جب ار بغرض استخدامه لتحقيق أهد اف عامة".
وكذلك عرفه الفرنسي جيز والذي يعتبر أول تعريف حديث للضريبة على أنها "استقطاع
2
نقدي تفرضه السلطة على األفراد بطريقة نهائية وبال مقابل بقصد تغطية األعباء العامة.
صالح الرولي ":ويمكن أن تعرف الضريبة على أساس أنها اقتطاع مبلغ مالي يلزم األفراد بشكل
3
إجباري دفعه للسلطات العامة بدون مقابل وفقا لقواعد مقررة من أجل تغطية أعباء الدولة".
-1عيسى مصطفى حسني :المالية العامة معهد العلوم القانونية واإلدارية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،دون
ط،الجزائر،سنة ،8991ص.27
-2خالد شحادة الخطيب ،أحمد زهير شامية:أسس المالية العامة ،دار وائل،دون ط،عمان ،سنة ،7002ص. 842
-3صالح الرولي:اقتصاديات المالية العامة ،ديوان المطبوعات الجامعية،دون ط ،الجزائر،سنة ،8917ص. 84
5
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
محمد جمال ذنيبان عرفها بأنها ":مبلغ من المال تعرضه الدولة على المكلفين مساهمة
منهم في تغطية نفقاتها العامة بصفة نهائية ودون أن يعود عليهم بالنفع الخاص مقابل دفع
1
الضريبة باعتبارهم أعضاء متضامنين في الدولة التي تهدف إلى تقديم الخدمات العامة".
عرفها محمد عباس محرزي ":اقتطاع نقدي دون مقابل منجز لفائدة الجماعات اإلقليمية
2
(الدولة وجماعاتها المحلية) أو لصالح الهيئات العمومية اإلقليمية".
تعريف عبد المطلب عبد الحميد":ونالحظ أن مع تطور دور الدولة في النشاط االقتصادي
وتقدم نظريات المالية العامة أدى إلى تعدد مجال الضريبة وتنوع أساليبها وتعود استخداماتها
لتحقق إلى جانب وظيفتها التمويلية أهدافا أخرى اقتصادية واجتماعية وسياسية وقد أدى
اكتشاف هذه الطاقات الكامنة ب استخدام السياسة الضريبية إلى زيادة االهتمام بالضرائب لتحديد
3
خصائصها".
انطالقا من مجمل التعاريف المقدمة يمكن تحديد خصائص الضريبة فيما يلي:
عادل أحمد حشيش ":في الغالب تدفع الضريبة في العصر الحديث في صورة نقدية تماشيا
مع مقتضيات النظام االقتصادي ككل بالنظر إلى أن كل المعامالت أصبحت تقوم على
استخدام النقود سواء في القطاعات العامة أو الخاصة وما دامت النفقات العامة تتم في صورة
4
نقدية فإن اإليرادات العامة بما فيها الضرائب البد أن تحصل كذلك بالنقود".
محمد الصغير بعلي":حيث أصبح نظام الضرائب العينية ال يتالءم واالحتياجات االقتصادية
5
الضخمة للدولة الحديثة".
- 1محمد جمال ذنيبان:المالية العامة والتشريع المالي ،دار الثقافة ،دون ط،عمان ،سنة ،7002ص. 878
- 2محمد عباس محرزي :اقتصاديات الجباية والضرائب ،دار هومة،ط ، 4الجزائر ،سنة ،7001ص.82
- 3عبد المطلب عبد الحميد :اقتصاديات المالية العامة ،الدار الجامعية ،دون ط،القاهرة ،سنة ،7004ص.772
-4عادل أحمد حشيش :أساسيات المالية العامة ،دار النهضة العربية،دون ط ،لبنان،سنة ،8997ص. 828
-5محمد الصغير بعلي ،يسري أبو العال :المالية العامة ،دار العلوم،دون ط ،عنابة،سنة ،7002ص.19
6
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
إذا كان هذا هو الوضع الشائع في ذلك الوقت تماشيا مع طبيعة االقتصاديات والمبادالت
العينية وعدم انتشار النقود فإن الوضع قد اختلف تماما في العصور الحديثة حيث أصبحت
النقود وسيلة وأداة التعامل األساسية األكثر شيوعا وسيط رة مما تستوجب بطبيعة الحال أن تدفع
الضرائب في شكل نقدي باعتبار أن كافة المعامالت سواء في القطاع العام أو الخاص تتم
1
بصورة نقدية.
أي أنها ليست تبرعا اختياريا يترك أمر المساهمة فيه إلى اختيار األفراد أو األشخاص
المفروضة عليهم بل تدفع جب ار باعتبارها عمال من السيادة التي تتمتع بها الدولة وباعتبارها
تعبي ار عن سيادة الدولة فإن هذه األخيرة تستعمل بوضع نظامها القانوني دون أن يكون ذلك
محال لإلنفاق أو التفاوض مع األفراد فاألفراد ملزمون بدفع الضرائب سواء قبلوا أو لم يقبلوا
ويكون للدولة في حالة امتناع األفراد عن أدائها حق اللجوء إلى التنفيذ الجبري للحصول على
2
مقدار الضريبة كما أنها تتمتع بامتياز على أموال المدنيين.
إن األفراد يدفعون الضريبة إلى الدولة بصورة نهائية بمعنى أن الدولة ال تلتزم برد قيمتها
لهم أو تعويضهم إياها وبذلك تختلف الضريبة عن الغرض العام التي تلتزم الدولة برده إلى
3
المكتتبين فيه كما تلتزم بدفع فوائد عن مبلغه.
يقوم المكلف بدفع الضريبة دون أن يحصل على نفع خاص من جانب الدولة وان كان
هذا ال ينفي أن الفرد ينتفع بالخدمات التي تقدمها الدولة بواسطة الم رافق العامة المختلفة
باعتباره فردا في الجماعة وليس باعتبا ره مموال للضرائب ويترتب على هذه الخاصية أنه ال
يجوز وال يمكن النظر إلى مدى انتفاع الفرد بالخدمات العامة لتقدير مقدار الضريبة التي يتعين
عليه دفعها بل ينظر إلى مدى قد رة الفرد على تحمل األعباء العامة لتقدير مبلغ الضريبة حيث
يتعين على الفرد باعتباره عضوا في مجتمع سياسي منتظم هو الدولة أن تساهم بالتضامن مع
غيره من األفراد في تحمل األعباء العامة عن طريق دفع الضرائب إلى الدولة وأن تكون
1
المساهمة حسب قدرته بالنسبة إلى غيره من األفراد.
عرفت الضريبة في بادئ األمر كوسيلة لتوفير األموال الالزمة لتغطية النفقات العامة ولقد
2
ظل الشراح حتى وقت قريب ال يرون للضريبة من هدف سوى هذا الهدف المالي،
فاالقتصاديون الكالسيكيون وجدوا في ع بارة تغطية النفقات العامة التقليدية وحسب رأيهم أنهم
وجدوا في الضريبة وسيلة لتوفير األموال الالزمة والكافية لتغطية النفقات العامة من دون أن
3
يكون لهذه الوسيلة أي تأثير في األوضاع االقتصادية واالجتماعية.
إال أن التحليل االقتصادي الحديث للنقود أنكر مسألة حياد النقود وقد ترتب على ذلك
إنكار مسألة أخرى وهي حياد الضريبة التي ال يمكنها بأي صورة من الصور حتى ولو لم تكن
4
تهدف إلى ذلك التزام جانب الحياد أو عدم التأثير في البنيان االقتصادي واالجتماعي القائم.
يمكن تلخيص أهم القواعد التي تحكم الضريبة فيما يلي :
.1قاعدة العدالة :يستند هذا المبدأ على ضرورة تساوي جميع رعايا الدولة أمام العبء الضريبي
ولتأمين المساواة يتوجب على كل عضو من أعضاء المجتمع أن يساهم في التكاليف الضريبية
كما يحسب مقدرته المالية دون أن يفسح المجال أمام فريق آخر فمبدأ العدالة يقضي إذا بأن
-1عادل أحمد حشيش :أصول الفن المالي لالقتصاد العام ،دار النهضة العربية ،دون ط ،لبنان ،سنة ،8999ص. 889
-2حامد عبد المجيد نزار :مبادئ المالية العامة ،مركز اإلسكندرية للكتاب ،دون ط،مصر،دون تاريخ ،ص. 878
-3فوزي عطوي:المالية العامة ،منشورات الحلبي الحقوقية،دون ط ،لبنان،سنة ،7002ص.22
-4فوزي عطوي :االقتصاد السياسي النقود والنظم النقدية ،دار الفكر العربي،دون ط ،لبنان ،سنة ،8919ص. 889
8
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
تكون الضريبة عامة وشا ملة بحيث تطال بعبئها جميع األشخاص وكافة األموال وشمول
1
الضريبة يمكن أن يكون شموال شخصيا وشموال ماديا.
وقد اتجه علماء المالية في العصر الحديث إلى التخلي عن فك رة الضريبة النسبية
واالتجاه إلى األخذ بفكرة الضريبة التصاعدية فيتم فرض الضرائب بنسب تتغير بقيمة الوعاء أو
المادة الخاضعة للضريبة فإذا كانت الدخول محدودة فإن النسبة التي تفرض تكون أقل من تلك
المعروضة على ذوي الدخول المرتفعة أي أن سعر الضريبة يتذبذب صعودا وهبوطا بحسب
2
مقدار المادة الخاضعة للضريبة.
.2قاعدة اليقين
ويقصد بها أن تكون الضريبة محددة بصورة قاطعة دون أي غموض أو إسهام والهدف
من ذلك أن يكون المكلف متيقنا بمدى التزامه بأدائها بصورة واضحة ال لبس فيها ومن ثم
يمكنه أن يعرف مسبقا موقفه الضريبي من حيث الضرائب الملزم بأدائها ومعدلها وكافة األحكام
3
المتعلقة بها وغير ذلك من المسائل التقنية المتعلقة بالضريبة.
تهدف هذه القاعدة إلى إرساء نظام جبائي يستند إلى إقامة عالقة تنافرية بين الدولة ودافع
الضريبة وذلك من خالل تحديد ميعاد الدفع بما يتالءم ويتناسب مع الفترة المالية للمكلف كأن
يكون مباش رة بعد جني المحصول أو عند المصدر بالنسبة للضريبة على الدخل أو اعتماد نظام
4
التقسيط في الدفع.
-1مهدي محمد محفوظ :علم المالية العامة والتشريع المالي والضريبي ،دون ط،لبنان،سنة ، 7002ص.204
-7حسين مصطفى حسني :مرجع سابق ،ص . 47
-2خالد شحادة،أحمد زهير شامية:مرجع سابق ،ص . 821
-4محمد عباس محرزي:اقتصاديات الجباية و الضرائب ،مرجع سابق ،ص.79
9
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
فيه قيمة األعباء المالية عن مقدار الضريبة المحصلة ،فمن المعروف حديثا أن الضرائب حتى
يتم تحصيلها تمر بمراحل كثيرة تبد أ باإلقرار المقدم من الممول ،ثم فحص هذا اإلقرار ،ثم ربط
1
الضريبة نهائيا ثم تبدأ عملية التحصيل وما يتبعها من إجراءات جبرية إذا لزم األمر.
عملت نظرية المالية العامة في إيجاد نقطة االرتكاز القانونية التي تعطي للدولة الحق في
فرض الضرائب والتزام المواطنين بأدائها ،ويمكن إرجاع هذه المحاوالت إلى تيارين كبيرين كل
منهما تابع إلى فت رة تاريخية معينة ،وأولهما نظرية العقد االجتماعي والمنفعة ،وثانيهما نظرية
2
التضامن االجتماعي.
اعتبر أصحاب ه ذه النظرية عالقة تعاقدية بين الدولة والفرد وفسروا على النحو التالي
"الفرد يدفع الضريبة ألنه يحصل على شيء بالمقابل فيكون أساس فرض الضريبة عقدا ضمنيا
بين الفرد والدولة ،يتم اإلنفاق على أحكامه بين الدولة واألفراد بواسطة ممثلي الشعب أو السلطة
التشريعية 3ويرجع أنصار هذه النظرية فكرة المنفعة إلى ارتباط المواطن بعقد ضمني أو معنوي
بينه وبين الدولة يسمى بالعقد االجتماعي وأول من جاء به هو الفيلسوف الفرنسي "جان جاك
روسو" في القرن الثامن عشر ،ويتمثل هذا العقد في قيام المواطنين بالتنازل عن جزء من
حرياتهم لحماية باقي أفراد المجتمع ،كما أنهم بمقتضى عقد مالي يلتزمون بدفع الضرائب مقابل
4
المنافع التي تعود عليهم من نشاط الدولة،
اعتبر أصحاب هذه النظرية ،الضريبة عبارة عن تضامن الجماعة الخاضعة لسلطة
سياسية واحدة ،وهم ب ذلك يستمدون فكرتهم من التطور التاريخي للضريبة ،حيث كانت الضريبة
عبارة عن تضامن شخصي بين الجماعات السياسية كالقبيلة ،ثم أصبحت هبة مالية يدفعها
األفراد إلى الحاكم لمساعدته على تنفيذ بعض المشروع ات كالحروب ،ومن ثم حتى أجل تغطية
بعض النفقات عامة ،لتصبح الضريبة مشاركة أو مساعدة ،وأخي ار أصبحت الضريبة فريضة
يدفعها األفراد كواجب اجتماعي تضامني ،وبذلك الضريبة هي إحدى الطرائق لتوزيع األعباء
1
العامة التي يتطلبها األفراد.
باإلضافة إلى ما ذكرناه ،فإن نظرية التضامن االجتماعي مرتبطة بفكرة السيادة التي
تمارسها الدولة على مواطنيها ،ومن ثم التزامهم و إجبارهم على أداء الضريبة ،وهذا ما يفسر
التزام المواطنين األجانب المقيمين في الدولة إقامة عادي ة أو مستم رة ،بالمساهمة في أعباء
والتكاليف العامة ودفع الضريبة المفروضة عليهم.
ومن خالل مجمل األفكار التي قمنا بذكرها ،يتضح أن هذه النظرية تمثل السند القانوني
الذي ترتكز عليه الدولة لبسط سلطتها فيما يخص فرض الضريبة على المقيمين على إقليمها
2
من مواطنين وأجانب.
تنقسم الضرائب إلى عدة أنواع تختلف باختالف الزاوية التي ينظر إليها منها:
- 1خالد شحادة الخطيب ،أحمد زهير شامية :مرجع سابق ،ص ص.822-821
-2محمد عباس محرزي ،اقتصاديات الجباية والضرائب :مرجع سابق ص ص. 72-77
-3حسين مصطفى حسين :مرجع سابق ،ص. 41
11
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
1
أوال :من حيث تحمل عبء الضريبة
.1الضرائب المباشرة :هي تلك الضرائب التي تفرض أساسا على الفرد والقطاع العائلي الذين
يتحملون عبء الضريبة.
.2الضرائب غير المباشرة :فهي تفرض على نقطة من النظام ولكنها تتجه إلى االنتقال بالعبء
أشخاص آخرين يفترض أن يتحملوا العبء الضريبي في النهاية سأوضح ذلك عن طريق التفرقة
بينهما كما هو موضح في الجدول.
2
جدول :الفرق بين الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة
تكون الضريبة مباشرة إذا كان تكون الضريبة غير مباشرة إذا المعيار القانوني
تحصيلها بناء على جداول لم يكن تحصيلها بهذه الطريقة
وانما الضريبي التسمية التي تبين اسم المكلف للتحصيل
وسعر بمناسبة حدوث واقعة معينة. الضريبي والوعاء
الضريبة.
تكون الضريبة مباشرة إذا كان تكون الضريبة غير مباشرة إذا المعيار اإلقتصادي
المكلف بها قانونيا وهو الذي كان المكلف يستطيع نقل عبئها
يتحمل عبء الضريبة بصفة إلى شخص آخر.
نهائية.
معيار الثبات واالستقرار تعتبر الضريبة مباشرة إذا ما تكون الضرائب غير مباشرة إذا
كانت مفروضة على مادة كانت مفروضة على وقائع
وتصرفات عرضية أي أنها تتميز بالثبات واالستقرار .
تفرض بمثابة حدوث واقعة .
-1محمد البنا :اقتصاديات المالية العامة ،الدار الجامعية ،دون ط ،مصر،سنة ،7009ص.810
12
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
إن الضرائب على الرؤوس تجعل من الشخص نفسه وعاء للضريبة بغض النظر عما
يمتلكه من أموال فالوجود اإلنساني هو أساس فرض الضريبة والمادة الخاضعة لها ،ويطلق
على هذا النوع من الضرائب بضرائب األشخاص والتي يلتزم في نطاقها كل فرد من أفراد
المجتمع أو بعض أفراده بدفع مب لغ معين من المال خالل فترات زمنية مختلفة ،وأهم ما تتسم به
ضريبة الرؤوس أنها ال تعتمد على مقدار ما يكتسبه الممول من دخل أو مقدار ما ينفقه أو
مقدار ما يدخ ره ،بل إنها تعتمد على الوجود اإلنساني نفسه.
ونظام ضريبة الرؤوس نظام قديم اعتمدت عليه العديد من الدول في مراحل تطورها األول
لتمويل نفقاتها سواء على مستوى الحكومات المحلية أو الحكومات المركزية ،ولكن مع ارتقاء
المجتمعات وتطورها تم التخلي عن هذه الضرائب جزئيا وبدأ االهتمام بتزايد الضرائب على
1
األموال.
فهي المرحلة األخي رة لتطور الضرائب في الوقت الحاضر وهنا تنصب الضريبة على ما
يملكه الفرد من أموال داخل المجتمع ممثلة في رأسماله أو دخله وأخذت في ذلك أشكاال عديدة
من حيث تحديد الوعاء الخاضع للضريبة والواقعة المنشأة له 2،فهي الضريبة التي تفرض على
المال ذاته أ و ما يطلق عليه ضريبة رأس المال حيث تصيب العقارات بحد ذاتها وليس إيراداتها
واألموال بذاتها وليس ناتجها ،وهذه األموال تأخذ في الحياة االقتصادية أكثر من شكل ،فقد
3
يكون هذا المال على شكل أراضي وعقارات وأصول مختلفة كاآلالت والسيارات و...إلخ.
-1سعيد عبد العزيز عثمان ،شكري رجب الحشماوي:اقتصاديات الضرائب ،الدار الجامعية،دون ط ،اإلسكندرية ،سنة، 7001
ص.12
-2حسين مصطفى حسين :مرجع سابق ،ص. 17
-3خالد شحادة الخطيب ،أحمد زهير شامية :مرجع سابق ،ص ص . 812-814
13
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
بمعنى انتقال رأس المال من شخص آلخر يترتب عنه تكليف ضريبي ،فمثال انتقال المال
1
من المالك إلى الوارث يجعل هذا األخير خاضع للضريبة على رأس المال.
.2واقعة اإلنتاج:
وتفرض على المنتجات الطبيعية أو الصناعية ويطلق عليها(رسوم اإلنتاج)وقد تفرض في
أي مرحلة من مراحل التصنيع أو اإلنتاج حيث يقوم بدفعها المنتج ويضيف قيمة الضريبة إلى
2
سعر بيع الوحدة للمستهلك.
.3واقعة االستهالك:
تفرض الضريبة هنا على أساس واقعة االستهالك أو إنفاق الفرد لدخله،وهي ضريبة
متنوعة ومتعددة،ويمكن الق ول أن الضرائب على االستهالك تفرض بمناسبة استعمال الفرد لدخله
3
للحصول على السلع والخدمات التي يحتاج إليها.
فيشأ االلتزام بدفع الضريبة بمجرد تحقق الدخل ومعروف أن مصدر الدخل ألي يأتي عن
طريق سلعة ينتجها أو خدمة يقدمها وبذلك تكون المصادر األساسية للدخل هي-:العمل -رأس
المال -العمل ورأس المال معا ،ويتميز الدخل بصفاته الدورية خالل فترة زمنية معينة أصطلح
على أنها سنة وأن يكون له طابع الدوام النسبي فال يعتبر دخال من وجهة نظر بعض
4
التشريعات ما يكون عارضا كالجزائر مثال
14
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
وتنقسم إلى:
.1ضريبة واحدة:
ويقصد بنظام الضريبة الواحدة أن يقتصر األمر على فرض ضريبة واحدة فقط أو أن
1
تفرض ضريبة رئيسية والى جوارها بعض الضرائب األخرى قليلة األهمية.
.2ضرائب متعددة:
في نظام الضرائب المتعددة يتم فرض أكثر من ضريبة أساسية واحدة على أنواع متعددة
من الدخول واألموال ،وكلما زادت حاجة الدولة إلى المال ،تزداد أنواع الضرائب المتعددة يتسم
بالمرونة ،ويناسب المفهوم العصري للضريبة هذا المفهوم الذي جعل الضريبة تهدف إلى تحقيق
2
مجموعة من األهداف المتنوعة والمتغي رة.
.1ضريبة نسبية:
ويقصد بها النسبة المئوية الثابتة لالقتطاع الذي يفرض على المادة الخاضعة للضريبة وال
تتغير بتغير قيمتها ،وخير مثال على ذلك الضريبة على أرباح الشركات في الجزائر أين تفرض
كل منهابمعدل ثابت يقدر ب % 2وال يتغير المعدل بتغير قيمة المادة الخاضعة للضريبة،
وتزداد الحصيلة الضريبية في الضريبة النسبية بنفس الزيادة في قيمة المادة الخاضعة لها.
15
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
.2الضريبة التصاعدية:ويقصد بها فرض معدالت مختلفة باختالف قيمة المادة الخاضعة لها
والعكس صحيح أي تزداد الحصيلة الضريبية التصاعدية بنسبة أكبر من زيادة قيمة المادة
1
الخاضعة لها.
إن الهدف المالي من أحد األهداف الرئيسية والهامة ألي ضريبة فتأمين إيرادات دائمة
من مصادر داخلية لخزانة الدولة ،أحد غايات السلطات الحكومية ،ومن هنا نشأت قاعدة "وفرة
حصيلة الضرائب" أي اتساع مطرح الضريبة بحيث يكون شامال لجميع األشخاص الطبيعيين
واالعتباريين مع االقتصاد قدر اإلمكان في نفقات الجباية حيث يكون اإليراد الضريبي مرتفعا،
وهذا ما نالحظه في البلدان المتطورة ،حيث ترتفع نسبة اإليرادات إلى الناتج القومي اإلجمالي،
2
فاألمر مرتبط بالواقع بمستوى التطور االقتصادي.
الذي يتمثل في استخدام الضريبة إلعادة توزيع الدخل الوطني لفائدة الفئات الفقيرة محدودة
الدخل ،على سبيل المثال أن يقرر المشرع الضريبي تخفيف األعباء الضريبية كإعفاء بعض
المؤسسات والجمعيات التي تقدم خدمات اجتماعية ،وقد تساهم الضريبة في المحافظة على
إمكانية اقتناء بعض السلع ذات االستهالك الواسع بفرض ضرائب منخفضة المعدل ،والقضاء
على بعض السلع كالدخان والكحول وذلك بفرض ضرائب مرتفعة على صنعها وبيعها 3،كما
تساهم في معالجة أزمة السكن وذلك من خالل إعفاء رأس المال المستثمر في هذا القطاع من
الضرائب لفترة محددة.
إن األهداف االقتصادية من أهم أهداف الضريبة في عصرنا الحاضر فالضريبة ال
تستقطع دون أن تثير انعكاسات على االستهالك واإلنتاج واإلدخار واإلستثمار ،وتمثل األهداف
االقتصادية للضريبة فيما يلي:
لقد لجأ إلى هذا األسلوب الكثير من الحكومات فالبلدان النامية تقوم بتشجيع االستثمار
الصناعي أو السياحي في بالدها ،والبلدان المتطورة ترغب في جذب رأسمال األجنبي لديها
فتعفي االستثمار المالي األجنبي من الضرائب.
الدورات االقتصادية من رخاء وركود ،سمة من سمات النظام االقتصادي المعاصر ومثل
هذه الدورات لها تأثير سيء على االقتصاد الوطني ولذلك يمكن اللجوء إلى الضريبة أو على
األقل بعض أنواع من الضرائب لمعالجة فترات الركود واالنكماش ،حيث يقل الشراء واالستهالك
وتتكدس المنتجات ،تقوم الحكومات بزيادة القوة الش رائية لدى أفراد الشعب من ذوي الدخول
المتدنية وذلك بتخفيض معدل الضريبة على الدخل ورفع اإلعفاء الضريبي وزيادة اإلعفاءات
العائلية ،وتخفيض معدالت الض رائب غير المباشرة وخصوصا تلك المتعلقة بالحاجات األساسية
للمواطنين ،وحتى في فترة االزدهار يمكن استخدام الضريبة كوسيلة اقتصادية وذلك بتقليل
اإلنفاق الحكومي ورفع الضرائب على الدخول وعلى السلع لتخفيض القدرة الش رائية عند األفراد
1
وكبح اإلنفاق الخاص والى محاربة التضخم.
االتجاه إلى التمركز االقتصادي من سمات هذا العصر وخصوصا في النظم الرأسمالية،
وما ظهور الشركات متعددة الجنسيات إال مظهر من مظاهر التمركز االقتصادي ،ويمكن
17
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
استخدام الضريبة كوسيلة لمحاربة هذا التمركز ،وذلك يتم عن طريق فرض ضرائب خاصة
تفرض على كل مرحلة من مراحل اإلنتاج في الشركات المتجهة نحو ال تكتل االقتصادي.
ويتم ذلك عندما تعفى الدولة عائدات سندات التنمية التي تصدرها من أي ضرائب لتشجيع
شراء مثل هذه السندات أو تخفيض الضريبة على الودائع في صناديق االدخار أو أي استثمار
1
مالي يدعم االقتصاد الوطني.
إن االتجاه الحديث في المالية العامة هو األخذ بعين االعتبار بالظروف الشخصية
للمكلف بالضريبة عند فرض الضريبة،وهذا يستدعي التفرقة: 2
.1فالضريبة الحقيقية :تفرض على الدخل بغض النظر عن شخصية المكلف بالضريبة أو
الظروف العائلية أو اإلجتماعية.
.2أما الضريبة الشخصية :فهي التي تفرض على الدخل وتأخذ بعين االعتبار المركز
الشخصي والظروف الشخصية للمكلف بالضريبة.
يتمثل وعاء الضريبة في النشاط االقتصادي أو البند الذي تفرض عليه الضريبة وتحصل
منها فإذا فرضت ضريبة على المرتب اعتبر وعاء الضريبة باعتباره البند الذي فرضت عليه
الضريبة وأخذت منه عموما لدينا ثالث مجموعات من األوعية هي الدخل ،االستهالك والثروة
وتمثل هذه األنشط ة األساس أو األوعية االقتصادية وتتأثر قيمتها بق اررات األفراد فعلى سبيل
المثال يتخذ األفراد يوميا العديد من الق اررات والخيارات التي تؤثر على دخولهم من خالل العمل
أو التوقف عن العمل ،كما أن بإمكان الفرد التحكم في توزيع وتخصيص دخولهم بين االدخار
واالستهالك ألن معظم األفراد يجب أن يدخروا جزءا من دخولهم إلحداث تراكم في ممتلكاتهم
بل أن إق ارراتهم بشأن مقدار ما ينفقونه على االستهالك يؤثر كذلك على ثرواتهم وممتلكاتهم.
ويعرف الدخل الشخصي بمقدار كل من اإلنفاق السنوي على السلع والخدمات وكذلك
مدخراته السنوية وعادة ما يعتمد على الدخل كمؤشر جيد على القدرة في دفع الضريبة ،أما
الثروة فتتمثل في قيمة المدخرات المتراكمة للشخص واالستثمارات في أي لحظة من الزمن
وتمثل تدفقات الدخل السنوي من رصيد الثروة المتراكمة في دولة ما العائد السنوي على
المدخ رات .ومن الواضح أن هناك تداخل بين األوعية الثالثة للضريبة ومن ثم يستخدم معظم
االقتصاديين ذو الوعاء االقتصادي كمقياس لتقييم مدى عدالة النظام الضريبي حيث تقدر نسبة
1
الضرائب إلى الدخل
.1التقدير المباشر:
حسب هذه الطريقة يلتزم المكلف بتقديم إقرار (تصريح) لإلدارة الضريبية عن نتيجة
أعماله كما هو مثبت في دفاتره ومستنداته وتصطدم هذه الطريقة بإمكانية لجوء الممول لتقليل
من قيمة المادة الخاضعة للضريبة المصرحة ،وبذلك يتهرب جزئيا من الضريبة ،وعليه يخضع
2
القانون الضريبي تصريحات الممولين للرقابة اإلدارة الضريبية للتأكد من صحتها.
بموجب هذه الطريقة يلتزم شخص آخر ،غير مكلف بالضريبة ،بتقديم التصريح إلى إدا رة
الضرائب .ويشترط أن تكون عالقة قانونية بين المكلف بالضريبة وشخص الغير ،ومما هو
واضح أن هذه الطريقة تعد أكثر مالءمة لتحديد المادة الخاضعة للضريبة ،خاصة أن الغير
ليس له مصلحة في إخفاء مقدار الدخل أو التهرب من الضريبة ،فصاحب العمل يكون مجب ار
على تقديم تصريح ومطابق للواقع ليتجنب الجزاءات التي يمكن أن تقع عليه في حالة المخالفة،
باإلضافة إلى أن مبلغ الضريبة يخصم من وعائه الضريبي باعتباره أحد بنود التكاليف الواجبة
1
الخصم من الدخل اإلجمالي.
تتمثل هذه الطريقة في اعتماد اإلدارة الضريبية عند تحديد الضريبة على بعض المظاهر
الخارجية التي تتعلق بالمكلف بالضريبة والتي يكون من السهل على اإلدارة الضريبية تقديرها،
على سبيل المثال :تقدير دخل المكلف على أساس القيمة اإليجارية لمنزله أو عدد اآلالت
المستخدم ة وغي ره من المظاهر األخرى ،ويبدو واضحا ،أن هذه الطريقة تتسم بالبساطة وقلة
النفقات كما ال تلزم المكلف بالضريبة تقديم أيه وثائق ،إال أنها طريقة غير منضبطة بشأن
تحديد وعاء الضريبة وال تناسب المجتمعات الحديثة والمتقدمة ،ولذلك ال يمكن االستناد عليها
2
لتقدير وعاء الضريبة.
.2.2التقدير الجزافي:
حسب هذه الطريقة يقدر وعاء الضريبة بطريقة جزافية باالستناد إلى بعض القرائن واألدلة
التي لها صلة وثيقة بالمادة الخاضعة للضريبة .إن القرائن التي يعتمد عليها التقدير الجزافي قد
يكون قانون ،يحددها النظام الضريبي ،ويقتصر دور اإلدارة الضريبية على تطبيق تلك القواعد،
ومن ذلك تقدير األرباح التجارية للممول بنسبة معينة من رقم األعمال وهذا ما يسمى بالجزاف
القانوني.
أما إذا ترك تقدير الوعاء الضريبي لالتفاق بين الممول واإلدارة الضريبية على رقم معين
يمثل مقدار دخله فهذا ما يسمى بالجزاف االتفاقي وفي بعض األحيان بالجزاف اإلداري ،ويعاب
3
على هذه الطريقة ،عدم قيامها على أساس التحديد الدقيق ومن ثم بعدها عن الحقيقة والعدالة.
-يقصد بالتهرب الضريبي ":التخلص من عبء الضريبة كليا أو جزئيا دون مخالفة أو انتهاك
1
القانون".
-ويعرف أيضا ":بأنه يسعى الملزم بالضريبة إلى التخ لص منها رغم تحقق الواقعة المنشأة
للضريبة فيعتمد إلى س لوك احتيالي للتخلص من عبئها ،أو أن الملزم يتخلص من دفعها دون
2
ارتكاب أي مخالفة لقانون الضريبة".
21
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
-ويعرف بأنه ":هو لجوء األفراد إلى وسائل غير مشروعة لالمتناع عن دفع الضرائب المقررة
2
عليهم ،أي دفعها و لكن بمقدار المحدد قانونا".
-ويعرف أيضا ":هو تهرب الممول من الضريبة المفروضة عليه وذلك عن طريق الغش
ومخالفة القانون وقد يحدث التهرب وقت تحديد وعاء الضريبة وذلك عن طريق إخفاء الممول
1
لبعض المادة الخاضعة للضريبة أو بتقديم إقرار غير صحيح".
-تعريف جامع أحمد":هو تخلص الفرد من دفع الضريبة دون إرتكاب أية مخالفة لنصوص
2
التشريع الضريبي".
-تعريف ":Delahaye Thomasالتهرب الضريبي هوأن يسعى المكلف من دفع الضريبة دون
4
إرتكاب أية مخالفة لنصوص التشريع الضريبي".
-تعريف ":Cartou Louisالتهرب الضريبي على أنه":هي مجموعة العمليات التي يقوم بها
المكلف من أجل وضع مادته الخاضعة للضريبة في متناول النظام الجبائي الذي يمنحه أحسن
5
وأكثر امتيازات سواء في داخل الدولة أو خارجها".
-ويمكن إعطاء تع ريف شامل للتهرب الضريبي علي زغدود":تلك المخالفات القانونية المتمثلة
في عدم االمتثال للتشريع الضريبي أو الثغرات الموجودة في القانون من أجل التخلص من أداء
-1عطية عبد الواحد :مبادئ واقتصاديات المالية العامة ،دار النهضة العربية،دون ط،مصر،سنة،7002ص429
22
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
الواجب الضريبي بجمي ع الوسائل واألشكال سواء تعلق األمر بالعمليات المحاسبية أو الحركات
المادية ،وذلك بكل أو بجزء من المبلغ الواجب الدفع للخزينة العمومية والذي تستعمله الدولة في
1
تغطية نفقاتها".
ومن خالل مفهومي الشخصي إرتأيت أن للتهرب الضريبي مجموعة من الركائز وهي كالتالي:
-فالتهرب الضريبي هو استعمال المكلف لطرق احتيالية وتدليسية من أجل االمتناع عن سداد
الضريبة المفروضة عليه.
التهرب الضريبي تكون فيه إرادة المكلف متجهة نحو تحقيق العبء الضريبي إال أنه يسلك
في سبيل ذلك سبال مشروعة ،2فالمكلف هنا يمارس حقا من حقوقه القانونية واالقتصادية ليحقق
هدفا مشروعا بالنسبة له ،وبالتالي فال يوقع عليه أي عقوبة أو جزاء ،فالتهرب الضريبي بهذه
الصورة يتوفر فيه العنصر المعنوي (سوء النية) دون العنصر المادي (الحيل التدليسية).
أما الغش الضريبي فتتجه فيه إراد ة المكلف نحو تحقيق أو إسقاط العبء الضريبي ولكنه
يسلك في سبيل تحقيق ذلك طرق غير مشروعة تصل إلى حد التدليس واالحتيال ،فالغش
الضريبي بهذه الصورة يتوفر فيه العنصر المعنوي والعنصر المادي ،ولذلك يتعين عدم الخلط
بين التهرب الضريبي والغش الضريبي ،فاألول يمثل العام والثاني الخاص ،فالغش الضريبي
3
يمثل حالة خاصة من حالة التهرب الضريبي عن طريق انتهاك القانون.
23
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
هناك عدة أسباب تؤدي إلى التهرب الضريبي وتنقسم هذه األسباب إلى نوعين األسباب
المباشرة واألسباب غير المباش رة وتتمثل فيمايلي:
1
أوال:األسباب المباشرة
-1األسباب التشريعية :لقد زادت في تعقد القواعد التشريعية للنظام الضريبي من احتماالت
التهرب الضريبي سواء في تقدير الوعاء أو في حساب قيمة الضريبة أو التخفيضات،من أخطر
الوسائل التي يلجأ إليها الموظف هي الرشوة التي تظهر أساسا الجانب السلبي له أي عدم وجود
2
وعي مهني من ناحية الكفاءة،تعقد وعدم إستقرار التشريعات الجبائية
-2اإلمكانيات المادية :نقص الوسائل المادية حيث أن جميع المؤسسات والقطاعات قد استفادت
من مشاريع عمرانية تعكس الواقع إال أن القطاع الجبائي لم يتحصل على أي إصالح كونه
3
يزاول عمله في منشآت موروثة من قبل االستعمار.
-3اإلجراءات اإلدارية :تعتبر كإجراءات روتينية معقدة تتسبب في خلق الكراهية اتجاه
الضرائب وما يمثلها من أجه زة وأعوان إداريين ،ويبقى على اإلدارة الجبائية استعمال كل
فيمايلي :ـ اإلجراءات الالزمة لتفادي ذلك وتتمثل هذه اإلجراءات
1
ثانيا:األسباب غير المباشرة
مثال :1الضريبة أداة إلغتصاب و إفتقار الشعوب يرجع هذا التفكير إلى األسباب التاريخية
ورثتها الشعوب عن اإلستعمار فكان اإلستعمار الفرنسي في الجزائر يستعمل الضريبة كوسيلة
لمصادرة ونهب أموال األفراد مما انعكس سلبا على المجتمع اتجاه فرض الضريبة"اقتطاع مالي
دون مقابل" بل وهذا ما أدى إلى إحساسهم بأن الضريبة تحد من حريتهم ويذهب البعض إلى
اعتقادهم في عدم عدالتها.
مثال :2شركة ذات مسؤولية محدودة والثانية شركة تضامن نجد أن األولى تدفع ضريبة على
أرباح الشركات والباقي يقسم على الشركاء والذين يكونون مكلفين بدفع ضريبة على الدخل
اإلجمالي أيضا مجبرون على دفع الض ريبتين معا،أما الثانية فاألرباح تقسم بين الشركاء وكل
شريك ملزم بدفع ضريبة واحدة هي الضريبة على الدخل اإلجمالي بالمقارنة نجد أن الحالة
األولى يحس المكلف بعدم وجود العدالة الضريبية وبالتالي فهو يلجأ إلى محاولة التهرب من
إحداهما.
عبد المنعم فوزي":كلما زاد الوعي المالي ضعف الباعث عن التهرب،وبالعكس كلما
2
ضعف الوعي المالي كان الباعث النفساني على التهرب من الضريبة قويا وملموسا".
ويعتقد باهر محمد عتلم ":أن الوعي الضريبي يعتبر أقل تقدما من الوعي القانوني بمعنى
أن الممول عندما يخالف القوانين الضريبية ال يشعر أنه يرتكب إثما في حق المجتمع كشعوره
3
عندما يقتل أو يسرق غيره".
-2األسباب اإلجتماعية :يلعب المحيط اإلجتماعي دو ار هاما في ترسيخ ظاهرة التهرب الضريبي
وشيوعها بين األفراد وهذا أن ضعف الوعي الضريبي الذي يتناسب مع الشعور الوطني.
-3األسباب السياسية :وهي أسباب تساعد على إنتشار التهرب الضريبي فقد اليساعد النظام
السياسي القائم في البلد على مكافحة التهرب الضريبي ويتجلى ذلك من خالل عاملين أساسين
هما -:اإلختيار اإليديولوجي والسياسي الذي إعتمدته الدولة بعد اإلستقالل مما كان له أثر كبير
على النظام الجبائي الجزائري.
-وجود موارد بترولية هامة جعل السلطات العمومية تعتبر حصيلة الجباية العادية ثانوية،مما
أدى إلى ظهور نوع من التراخي فيما يخص الضرائب ومكافحة التهرب الضريبي لم تكن ضمن
1
أولويات النظام السياسي.
-4األسباب االقتصادية:
يعتبر اقتصاد كل دولة محدد برصيد المعني من القطاع الضريبي فالحالة االقتصادية
للمكلف والحالة االقتصادية العامة لها دور كبير في التأثير على التهرب الضريبي.
غالبا ما تعود أسباب التهرب الضريبي إلى المكلف نفسه،والتي تندرج في إيطار اعتبارات
ذاتية ونفسية وأخالقية،إذ يرى بعض الباحثين أن السبب الرئيسي للتهرب الضريبي هو ضعف
المستوى األخالقي ومستوى الوعي الضريبي لدى المكلف،وهو الشيء المالحظ في شعوب
جنوب البحر األبيض المتوسط والتي تعتبر بلدانا متخلفة عاشت تحت وقع الضغط االستعماري
2
عكس الشعوب االنجل وسكسونية والشمالية حيث تنخفض حدة التهرب والغش الضريبي.
يعرف بأنه ":تملص المكلف القانوني من دفع الضريبة دون مخالفة التشريع الضريبي
القائم،وهذا التهرب ومهما اتصف بالشرعية فإنه يدل على الضعف في التحضر وغياب الضمير
1
اإلجتماعي".
يقصد به أن تفرض الضريبة على تصرف معين ،لكن المكلف رغبة منه في عدم دفع
الضريبة ،فتصرفه يكون سلبيا وهو يعني التخلص من عبء الضريبة كليا أو جزئيا دون مخالفة
أو انتهاك ألحكام القانون ،كذلك قد يتجنب المكلف بالضريبة عن طريق االستفادة من ثغرات
القانون 2ومثاال على ذلك- :التهرب من ضريبة الشركات عن طريق توزيع هذه األخيرة في
شكل هبات للذين تربطهم بصاحب الشركة قرابة من الدرجة األولى على قيد الحياة حتى ال
تخضع بعد وفاته تلك األموال لضريبة الشركات-3 .ترك النشاط اإلنتاجي الذي يخضع إلى
الضريبة المرتفعة،واالنتقال إلى نشاط آخر خاضع لضريبة أقل.
يعرف أيضا ":عملية قانونية يتم من خاللها تجنب الواقعة المنشئة للضريبة،وقد يستطيع
4
الممول أن يتجنب دفع الضريبة من خالل استغالل نقاط الضعف السائدة في التشريع.
-1بغدادي عال ء الدين :فعالية الرقابة الجبائية والحد من التهرب الضريبي وأثارها على الخزينة العمومية،مذكرة الماستر
في التدقيق المحاسبي ،جامعة محمد خيضر بسكرة، 7080/7009،ص.81
-2سوزي عدلي ناشد :الوجيز في المالية العامة ،دارالجامعة الجديدة للنشر،دون ط،اإلسكندرية،سنة،7000ص. 781
يتمثل هذا النوع من التهرب في استغالل المكلف ثغرات القانون من أجل عدم دفع
الضريبة ،وترجع هذه الثغرات في الغالب إلى نقص في التشريع وعدم إحكام صياغة المواد
القانونية.
فالمكلف بذلك ينتهك او يخالفه ألن المشرع هو الذي حدد له مجموعة من اإلعفاءات
2
والتخفيضات في بعض الضرائب الخاصة بأنشطة معينة.
28
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
تهرب ضريبي ناتج عن تغيير سلوك المكلف ترك النشاط اإلنتاجي الذي يخضع
لضريبة مرتفعة واللجوء إلى نشاط خاضع لضريبة أقل.
.1تعريف التهرب غير مشروع:وهو تهرب مقصود من طرف المكلف نتيجة مخالفته الصريحة
عمدا ألحكام القانون الضريبي قصدا منه عدم دفع الضرائب المستحقة عليه ،وذلك من خالل
االمتناع عن تقديم التصريح بمداخيله ،أو تقديم تصريح ناقص ،أو كاذب أو إعداد قيود
2
وسجالت مزيفة 1وتندرج تحته كافة طرق الغش المالي وما تنطوي عليه من طرق احتيالية.
2
-تعريف ": DelahayeTomasالغش الضريبي هومخالفة للقانون الجبائي".
-تعريف القانون الجبائي الجزائري":كل محاولة للتخلص من الضريبة بإستعمال طرق تدليسية
4
في إقرار أساس الضرائب والرسوم التي يخضع لها المكلف أو تصفيتها كليا أو جزئيا".
5
.2تصنيف التهرب غير المشروع :
وهو يشبه التهرب المشروع مصحوبا باستعمال طرق تدليسية ويتمثل في محاولة معتمدة
من أجل دفع ضريبة أقل وهذا من خالل تقديم تصريحات ناقصة أو خاطئة بسوء نية فهو إذا
كل تصرف أو إغفال مرتكب من أجل التخلص من الضريبة،حسب المادتان 897و
892ق.ض.م.
أي أنه غش بسيط مقرون بممارسات تدليسية أي أن المكلف يستعمل أساليب ماهرة تمكنه
من التخلص من الضريبة وكذلك مسح كل اآلثار التي قد تؤدي إلى كشف مغالطاته ومنه
فالغش المركب يتوفر على العنصرين التاليين-:عنصر النية :يقصد به أن المكلف على دراية
بأن الفعل غير مشروع-العنصر المادي :و المتمثل في تخفيض أساس الضريبة.
-عنصر التدليس:ويعني لجوء المكلف إلى مسح كل األدلة ترقبا ألي مراقبة محتملة.
من بين مجموعة كبيرة من نماذج التهرب الغير مشروع نذكر ما يلي:
يمكن تعريفه" كل إستعمال لطرق وممارسات غش من قبل المكلف محاولة منه للتخلص
بصفة غير شرعية من إلتزاماته الجبائية الناجمة عن التشريعات الجبائية الوطنية.
ويعرف أيضا بأنه كل غش يتم داخل حدود الدولة ،يكون المكلف في مواجهة سلطات
1
بلده فهو يخضع لقانون جبائي وحيد.
.2.3الغش الدولي:
يتمثل هذا النوع من الغش في عدم دفع الضرائب داخل البلد وتحويل المداخيل إلى بلد
يتميز بجاذبية جبائية إن صح التعبير وهذا بغية التقليل من المبالغ المتقطعة،وهذا النوع من
الغش يرجع إلى التطور الكبير الذي عرفته التبادالت الدولية والنشاط الكبير الذي غير حركة
2
رؤوس األموال.
بعد التعرض إلى مفهوم التهرب الضريبي وتصنيفاته نتطرق هنا ألشكال التهرب الضريبي
وهي الحاالت التي تمكن المكلف من التخلص من الضريبة دون مخالفة القانون وهي كمايلي:
أوال:االمتناع
وهو أبسط طريقة للتهرب من الضريبة وبصورة أوضح،فإن المكلف يمتنع عن القيام
بالواقعة أو التصرف الذي تفرض على أساسه الضريبة ومثال ذلك إمتناع الشخص عن
إستهالك سلعة ما خاضعة لضريبة مرتفعة وهذه الضريبة قد تكون مقصودة من طرف المشرع
الذي يهدف إلى دفع األفراد بطريقة غير مباشرة إلى التقليل من إستهالك السلعة محل البحث
مراعاة إلعتبارات إقتصادية أو إجتماعية مختلفة كالحد من إستيرادها توفي ار للعمالت األجنبية أو
تشجيع إنتاج السلع البديلة لها أوالحد من إستهالكها حفظا للصحة العامة 3،وطريقة اإلمتناع
هذه تؤدي بالمكلف إلى تجنب دفع الضريبة كليا أو جزئيا،ويكون عدم الدفع كليا عندما يمتنع
المكلف من إستهالك السلع لتجنب دفع الضرائب على اإلنفاق كما يستطيع أن يوظف كل
ثروته في سندات قرض أصدرتها الدولة وأعفته وأعفت دخله من الضرائب لتشجيع اإلكتتاب فيه
فالمكلف ال يدفع أي ضريبة على ثروته كما يكون عدم الدفع جزئيا كأن يقلل من أرباحه
1
الخاضعة للضريبة وذلك بالتقليل من نشاطه حتى ال يتجاوز الحد المقرر إخضاعه للضريبة.
ثانيا:اإلحالل
يتمثل اإلحالل في أن المكلف عوض أن يوظف أمواله في أنشطة أخرى تكون معفاة أو
مفروضة عليها ضريبة أقل،ويتجسد ذلك مثال في اإلستثمار في القطاع الفالحي ،ومن ناحية
أخرى قد يستهدف المشرع هذه النتيجة تحقيقا ألغراض معينة،وفي هذا اإلطارقد يشجع هذا
األخير األفراد على التوجه نحو اإلنتاج الزراعي من أجل تحقيق اإلكتفاء الذاتي وخلق مناصب
شغل والقضاء على البطالة وفي هذه الحالة يحرص المشرع على إعفاء المتهمين بهذا الميدان
من الضرائب وغالبا مايكون هذا اإلعفاء لمدة معينة تشجيعا وتحفيزالهم،وهذا اإلعفاء أوالتقليل
من الضرائب قد يمس أ حيانا اإلنتاج التقليدي أو الحرفي لماله من أهمية على الصعيد الثقافي
2
والحضاري.
قد يحتوي القانون الجبائي على ثغرات تسمح للمكلف أن يستفيد منها وهذه الثغرات تكون
نتيجة عدم إحكام هذه النصوص التي تجعل هذا المكلف يحصل على أرباح دون الخضوع
للضريبة المقررة على مثل هذه األرباح،ومثال على ذلك أن تقوم شركة ما بتوزيع جزء من
أرباحها على المساهمين ليس في الصورة العادية أي توزيع مبلغ نقدي على كل مساهم ولكن
في صورة أخرى هي زيادة رأسمالها بمقدار هذا الجزء من األرباح واصدار أسهم بها توزع مجانا
على المساهمين كل بقدر نصيبه في األرباح وتستند الشركة في عدم دفع الضريبة على إيرادات
القيم المنقولة المقررة على هذه األرباح الموزعة على المساهمين إلى أنه ال يوجد نص صريح
في التشريع الجبائي يقضي بفرض هذه الضريبة على األسهم المجانية التي توزع على
المساهمين( ،)8وما يستنتج من هذه الحاالت هو توفر سوء نية المكلف الذي يتجنب دفع
الضريبة وبالتالي عدم تحمله لنصيبه كامال في األعباء العامة،ونخلص إلى القول بأن على
المشرع الجبائي أن يضبط النصوص القانونية وصياغتها صياغة دقيقة وواضحة التحمل
1
غموض وبالتالي بسيطة وال يترك ثغ ارت يتم التأويل فيها أو تفهم على غير ماقصده فعال.
لذلك يتميز التهرب الضريبي عن الغش الضريبي بعدم توافر أحد أركان الجريمة وهو
العنصر الشرعي أي عدم وجود النص القانوني فإن الجريمة التقوم بناءا على المادة األولى من
2
ق.ع":ال جريمة وال عقوبة أو تدابير أمن بغير قانون"
وعليه يمكن استخالص،الفرع األول :الركن المادي والفرع الثاني:المعنوي فقط لجريمة
التهرب الضريبي الفرع الثالث:صور جريمة التهرب الضريبي.
3
الفرع األول:الركن المادي
33
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
لم يعرف المشرع الطرق االحتيالية والعلة أن كل تعريف ال يستطيع اإللمام بكل الطرق و
األساليب االحتيالية والتدليسية ،وعليه فبالرجوع إلى التشريع الجبائي نجد أن نص المادة220
من ق.ض.غ.م.ر.م تناولت 87حالة والمادة 227ست حاالت ،والمادة881من ق.ر.ر.أ ست
حاالت ،و المادة202من ق.ض.م.ر.م أربع حاالت ،والمادة21من ق.إ.الجبائية خمس حاالت،
والمادة 24من ق.ط،و889من ق.ت حالة واحدة،وكل النصوص أجمعت على استعمال صيغة
على وجه الخصوص قبل ذكر األعمال واألفعال التي تعتبر طرقا احتيالية و تدليسية أو غشا
وذلك حرصا منها على توضيح أن الطرق التي وردت لم تذكر على سبيل الحصر وانما على
سبيل المثال.
إن في مجال الضرائب يهدف المشرع الجبائي بتجريمه ألفعال الغش الضريبي إلى حماية
مصلحة الدولة،أي حماية المصلحة المتعلقة بالسياسة اإلقتصادية للدولة فيمنع بذلك"التهرب
والغش الضريبي بإعتبار أن الضريبة هي األداة التي تخدم السياسة اإلجتماعية واإلقتصادية
للدولة".1وتنص المادة 401من ق.ض.م.ر.م ":على معاق بة كل من يقوم على أي نحوكان
بتنظيم أو يحاول الرفض الجماعي ألداء الضريبة بالعقوبات المنصوص عليها في المادة481
2
من ق.ع التي تقمع أنواع المس بحسن سيراإلقتصاد الوطني.
3
ولقد حدد المشرع الجبائي الطرق التدليسية في المادة7-892من ق.ض.م.ر.م وهي:
-8اإلخفاء أو محاولة اإلخفاء من كل شخص مبالغ أو منتجات يفرض عليها الرسم على القيم
المضافة من طرف أشخاص مدينين به وخصوصا البيع دون فواتير.
34
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
-7تقديم وثائق مزورة أو غير صحيحة لإلستناد إليها عند طلب الحصول إما على تخفيض أو
خصم أو إعفاء أو إسترجاع للرسم على القيمة المضافة واما اإلستفادة من اإلمتيازات الجبائية
1
لصالح بعض الفئات من المدينين بالضريبة.
-2القيام عمدا بنسيان تقييد،أو القيام بتقييد أو إجراء قيد في الحسابات غير صحيح أو وهمي
في دفتر اليومية ودفتر الجرد المنصوص عليهما في المادتين 9و80من القانون التجاري أوفي
الوثائق التي تحل محلها،وال يطبق هذا الحكم إال على المخالفات المتعلقة بالنشاطات التي تم
إقفال حساباته.
-4قيام المكلف بالضريبة بتدبير عدم إمكانية الدفع أو بوضع عوائق بطرق أخرى أمام تحصيل
2
أي ضريبة أورسم مدين به.
-2كل عمل أوفعل أوسلوك يق صد منه بوضوح تجنب أو تأخير دفع كل أوجزء من مبلغ
الضرائب والرسوم كما هي مبينة في التصريحات المودعة.
-1ممارسة نشاط غير قانوني،يعتبر كذلك كل نشاط غير مسجل أو اليتوفر على محاسبة
3
قانونية محررة،تتم ممارسته كنشاط رئيسي أو ثانوي.
4
*كل مناورة تهدف إلى تنظيم اإلعسار من طرف المكلف بالضريبة متابع لدفع ضرائبه.
* القيام بأية وسيلة كانت تجعل األعوان المؤهلين إلثبات المخالفات لألحكام القانونية والتنظيمية
5
التي تضبط الضرائب غير المباشرة غير قادرين على تأدية مهامهم.
6
ثانيا:التملص من الضريبة
تتطلب الجريمة الضريبية لقيامها أن تؤدي استعمال الطرق االحتيالية السالف ذكرها
إحدى النتائج التالية:
* إما التملص من الكل أو من بعض وعاء الضريبة وذلك بالتهرب من تحديد أساس الضريبة
أو ربطها ويتحقق ذلك حينما يقوم الممول بإخفاء كل المادة الخاضعة للضريبة أو بعضها أو
حينما يقدم إقرار غير صحيح.
*واما التملص كليا أو جزئيا أو تصفية الضريبة ويقصد بتصفية الضريبة إعداد الجداول
واإلنذارات وارسالها للجهة المختصة لتحصيل الضريبة.
*واما التملص من أداء الضريبة كلها أو بعضها ويراد به إعفاء الملتزم بالضريبة من االلتزام
بأدائها والتخفيف من عبء االلتزام.
وقد إستعملت مختلف القوانين الجبائية للتعبير عن إمتناع المكلف من الدفع الكلي أو الجزئي
للضريبة عبارات تختلف بإختالف النطاق الجبائي الذي تسري عليه الضريبة أو الرسم.
ففي المادة-8-202من قانون الضرائب المباش رة نجد عبا رة" يعاقب كل من تملص أو التملص
بإستعمال طرق تدليسية في إقرار وعاء أي ضريبة أو حق أو رسم خاضع له،أو تصفيته كليا أو
جزئيا 1"...ونفس العبارة إستعملها المشرع في قانون الرسوم على الضرائب غير المباشرة في
المادة 227منه ،وكذا في قانون الرسوم على رقم األعمال في المادة ،882بينما نجد عبا رة" كل
من خفض أو حاول تخفيض الكل أو البعض من وعاء الضريبة"....وذلك في المادة -8-889
من قانون التسجيل ونفس العبا رة في المادة -8-24من قانون الطابع.
2
ثالثا :العالقة السببية بين التملص من الضريبة والطرق االحتيالي
أ نه يتطلب لقيام الجريمة أن يتم التملص من الضريبة بناء على الطرق االحتيالية التي
استعملها الجاني أو إحدى هذه الطرق ومن ثمة تنعدم الجريمة إذا تخلص الممول من الضريبة
نتيجة لخطأ ارتكبته إدارة الضرائب في ربط الوعاء الضريبي بما صرح به الممول أو وفقا لما
هو معمول به قانونا أو في تقرير إعفاء بعض الفئات.
3
الفرع الثاني:الركن المعنوي
تتميز جريمة التهرب الضريبي بأنها عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي بنوعيه العام
والخاص.
أوال:القصد العام
توجيه الجاني إلرادته نحو إ رتكاب الجريمة عالما بعناصرها القانونية ،وهو مطلوب في
جميع الجرائم العمدية على حد سواء بحيث يفترض في الجاني علمه بإ رتكاب أفعال احتيالية
أوتدليسية أوغش ،تؤدي إلى التخلص أومحاولة التملص من كل أو جزء من الوعاء الضريبي
أوالرسوم المفروضة فإذا أخفى الممول بعض المبالغ المالية التي تسرى عليها الضريبة نتيجة
لغلط مادي
أو لجهله بقواعد المحاسبة ال يعد القصد متواف ار لديه،فالقصد الجنائي يقتضي أن تتجه
إرادة الجاني إلى االحتيال وايقاع اإلدارة الجبائية في الغلط.
ويمكن تعريفه أيضا":بأنه إرادة الخروج على القانون بعمل أو بامتناع،أو هو إرادة اإلضرار
1
بمصلحة يحميها القانون يفترض العلم به عند الفاعل".
ثانيا:القصد الخاص
يتطلب القصد العام توجيه الجاني إلرادته نحو إرتكاب الجريمة عالما بأركانها في
القانون،فال يعتد فيه للباعث على الجريمة وهو اإلحساس أو المصلحة التي تدفع الجاني
إرتكاب جريمته،فهو يتفاوت من جريمة ألخرى بحسب ظروف الجاني ولو كانت الجريمتان من
نوع واحد ،فالقصد الخاص يختلف من جاني ألخر فقد تتجهة إ اردة أحدهما إلى التخلص من
كل الوعاء الضريبي بواسطة طرق احتيالية ،في حين تتجه إرادة الثاني إلى التخلص من بعض
الوعاء الضريبي فقط ،إال أن الغاية واحدة هي حرمان اإلدارة الجبائية من الحصول على حقها
من الوعاء الضريبي.
وبالتالي فإن الباعث هو عنصر تقدير العقوبة تشديدا أو تخفيفا حسبما يقدره القانون
استخالصا من ظروف الدعوى و خاصة في شقها العمومي (الحبس ،والغرامة الجرائية ).
1
فقط دون الشق الجبائي الذي ال تطبق عليه أحكام المادة 22ق.ع.
عالوة على جريمة التهرب الضريبي نصت مختلف القوانين الجبائية على صور أخرى
وهي محاولة الغش واإلشتراك والعود ونتطرق إليها فيمايلي:
أوال:المحاولة
إن محاولة إرتكاب الجريمة أو الشروع فيها معاقب عليها في جميع جرائم الغش الضريبي
بنص صريح من المشرع الجبائي عمال بالمبدأ العام ،وتنص المادة -8-202من ق.ض.م
على المحاولة في إرتكاب الغش الضريبي بعبارة "يعاقب كل من تملص أو حاول التملص
بإستعمال طرق تدليسية ، 2....ويقصد بالمحاولة أن المكلف بهذه الجريمة قد يتجاوز مرحلة
التفكير والتخطيط لها ويتجه نحو تنفيذها فعال فيقال أنه شرع في تنفيذ الجريمة الضريبية.
-ومن المادة 20من ق.ع يمكن إستخالص معنى المحاولة على أنها البدء بالشروع في
التنفيذ مما يؤدي مباش رة إلى إرتكاب الجريمة إذا لم توقف ألسباب خارجة عن إرادة الفاعل ومن
ثم يكفي لوقوع جريمة الغش الضريبي مباشرة إحدى طرق اإلحتيال السالفة الذكر سواء تحققت
النتيجة أو لم تتحقق ألسباب ال دخل إلرادة الفاعل فيها.
-والمحاولة أو الشروع معاقب عليها في جميع القوانين الجبائية بنفس العقوبة المقررة لمن قام
3
فعال بالجريمة فالمحاولة تكفي لقيام الجريمة الضريبية.
-2اإلشتراك :
كل النصوص الجبائية أجمعت على إعتبار الشريك مسؤوال مسؤولية جزائية كاملة وتطبق
عليه العقوبات المقررة للفاعل اإلصلي ،كما أحالت هذه النصوص إلى قانون العقوبات في
تعريف الشريك حيث تعرفه المادة 47منه على أنه " يعتبر شريك في الجريمة من لم يشترك
إشتراكا مباش ار لكنه ساعد بكل الطرق أو عاون الفا عل أو الفاعلين على إرتكاب األفعال
1
التحضيرية أو المسهلة أو المنفذة مع علمه بذلك".
حيث نصت المادة -7-202من ق.ض.م.ر.م" تطبق على شركاء مرتكبي المخالفات
والجنح المحدد نفس العقوبات المطبقة على مرتكبي هذه المخالفات أنفسهم ،مع مراعاة أحكام
المادة 201من نفس القانون.
إن تعريف شركاء مرتكبي الجرائم والجنح المحدد بموجب المادة7-47من ق.ع":يطبق
على شركاء مرتكبي المخالفات المشار في الفقرة السابقة ،ويعتبر على الخصوص كشركاء
األشخاص:
-الذين يتدخلون بصفة غير قانونية لإلتجار في القيم المنقولة أو تحصيل قسائم في الخارج.
2
-الذين قبضوا بإسمهم قسائم يملكها الغير".
لما جاءت به المادة 47من قانون العقوبات فالمساعدة في المجال الجبائي تعني
المساعدة في اإلحتيال بإخفاء مبالغ تسري عليها الضريبية أو بإعتماد بيانات غير صحيحة في
اإلف اررات الضريبية وحتى تقوم جريمة اإلشتراك يجب على الفاعل أن يكون على علم بما يفعله
وأن إرادته تتجه إلى تحقيق جريمة التملص من اداء الضريبة كلها أو بعضها.
-فالشريك هو كل من ليست له صفة المكلف وال يخضع قانونا للض ريبة ومن أمثله ذلك كأن
4
"يساعد المدين الدائن على إخفاء بعض مبالغ الدين الخاضعة فوائدها للضريبة"
" أو كأن يتفق شخص مع المكلف على إصطناع فواتير من شأنها تخفيض الضريبة
الواجبة قانونا عليه ويساعده على ذلك بأن يحررها ويقدمها إليه"،وكذلك إعتماد المحاسب أو
الخبير على أوراق ومستندات غير صحيحة قصد مساعدة المكلف للتخلص من أداء
الضريبة،ومن هنا تظهر المسؤولية الجنائية للمحاسبين،ويعاقب القانون العام للضرائب في فرنسا
الخبير المحاسب القانوني في مساعدة المكلف على إرتك اب الغش الضريبي ،مع توافر قصد
1
الغش لدى المحاسب.
تاريخ إرتكاب الجريمة األولى أو من تاريخ صدور حكم اإلدانة وهو يعتبر ظرفا مشددا ،والشديد
هذا يظهر من خالل ما نصت عليه المادة المذكورة أعاله ":على مضاعفة العقوبة الجزائية و
الجبائية -توجد عقوبات أخرى تذكر منها المنع من ممارسة المهنة والعزل من ممارسة الوظيفة
2
وغلق المؤسسة...الخ".
يعتبر التحايل ماديا عندما يغير المكلف بالضريبة قانونية واقعة مادية بحيث يتمثل هذا
التحايل في عدم التصريح القانوني بجزء من المواد والمنتجات والبضائع أو األرباح التي تدخل
احتساب االقتطاع الضريبي سواء كان هذا التحايل عبارة عن إخفاء جزئي أو إخفاء كلي
وكالهما يساهمان بطريقة غير قانونية في إنشاء اقتصاد غير شرعي.
يعتبر التحايل القانوني األكثر استعماال وتنظيما واألرقى تقنية ،فلقد عرفه Brunoعلى
أنه " العملية التي من خاللها يتم خلق وضعية قانونية مخالفة للوضعية القانونية الحقيقية".
1
يعتمد المتهرب لممارسة عمليات وهمية لخلق محاسبة مشتريات دون فواتير.
ويتمثل هذا اإلخفاء القانوني في تحريف حالة حقيقية بتزييف المكلف لحالة أو وضعية
قانونية ما خاضعة للضريبة إلى وضعية أخرى محل إعفاء مثال :تغيير عقد البيع إلى عقد هبة
2
لتفادي دفع الضرائب للعقد األول.
يستعمل هذا النوع من اإلخفاء غالبا في مجال الرسم على القيمة المضافة والذي يتمثل
في إنشاء فواتير مزيفة لعمليات البيع والشراء من طرف المكلف الذي يستطيع من خاللها
االستفادة من حق خصم الرسوم على المشتريات حيث يلجأ إلى انتهاج مثل هذه التقنية ضنا
منه أن التحقيقات الجبائية تقوم على مطابقة القيود المحاسبية للوثائق التبريرية المقدمة ،وألجل
ذلك فإن المتهربين يقومون بتأسيس نظام تهرب قائم على كتابات حسابية متناقضة فيما بينها
-1بولخوخ عيسى :الرقابة الجبائية كأداة لمحاربة التهرب والغش الضريبي(،مذكرة ماجستير)،جامعة باتنة،سنة،7004ص. 84
-2عوادي مصطفى،رحال نصر:مرجع سابق،ص ص. 22-27
41
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
وتبريرها بفواتير وهمية وهذا ما يسمح باالستفادة من تخفيض الرسم على القيمة المضافة
1
الخاص برقم األعمال.
يتم التالعب المحاسبي إما بتضخيم التكاليف أو بتخفيض اإليرادات أوبهما معا،بإعتبار
المحاسبة قاعدة للرقابة من طرف اإلدارة الجبائية ،أوجبت التشريعات على المكلف مسك
محاسبة شاملة ومقنعة بصورة واضحة على مجمل نشاطه.
إن القوانين الجبائية تسمح للمكلف بأن يقوم بخصم األعباء والتكاليف ضمن شروط
محددة مسبقا من أجل تحديد األسس الخاضعة للضريبة ويشترط أن تكون هذه األعباء متعلقة
بممارسة نشاط المؤسسة ومدعمة بوثائق تبريرية ،وأن تكون في حدود السقف المحدد جبائيا
لبعض التكاليف حتى ال يبالغ فيها مثل :أن تكون هذه األعباء لها عالقة مباشرة بنشاط
2
المؤسسة.
.1.1المستخدمون الوهميون:
يلجأ المكلف من خاللها إلى تسجيل األجور والرواتب في الكشوف المحاسبية لمستخدمين
ال وجود لهم في األصل هذه الرواتب واألجور تسمح بتضخيم األعباء وبالتالي التقليص من
3
الضريبة.
لقد سمح المشرع للمكلف بخصم بعض األعباء التي لها عالقة بنشاط المؤسسة ولكن
المكلف يستغ ل في بعض األحيان هذه الفرصة لتسجيل أعباء أخرى خارج نشاط المؤسسة أي
نفقات ومصاريف متعلقة بها لكي أو مسيري المؤسسة وذلك بتخفيض األعباء المتعلقة
1
باالستغالل،مثال :صيانة سيارة خاصة بأحد مسيري المؤسسة وتسجيل النفقات باسم المؤسسة.
2
.3.1تقنية اإلهتالك:
تعني اإلهتالكات اإلثبات المحاسبي للتدني الذي يحدث في قيمة اإلستثمارات بفعل
تجهيزات أو إنتاجية تجهيزات كانت سواء فاإلستثمارات والتقادم، اإلستعمال
إجتماعية ...إلخ،وهي أموال مخصصة لإلستعمال في النشاط اإلستغاللي وليس لغرض
البيع،ونتيجة لذلك تتناقص قيمتها مع الوقت تدريجيا،وبعد فترة من الوقت تختلف بإختالف
اإلستثمارات تصبح المؤسسة مضطرة لتغييرها وذلك-:ألن اإلستثمار تآكل وأصبح إصالحه
غير ممكن.
وتحسب اإلهتالكات على أساس ثمن شراء اإلستثمارات من مباني وآالت ومعدات وتجهيزات
ويستثنى الرسم على القيمة المضافة المرتبط بعملية الش راء إذا كان قابال لإلسترجاع ،ويحسب
على أساس المبلغ بكل الرسوم إذا كان قابال لإلسترجاع ،ويحسب على القيمة المضافة غير
قابل لإلسترجاع،3ويعتبر اإلهتالك أحد العناصر المكونة للربح والدخل الخاضع للضريبة وهو
عبئ من أعباء اإلستغالل
.2تخفيض اإليرادات:
من خاللها يعتمد المكلف على تخفيض الوعاء الضريبي والتخلص من دفعها كليا يتجسد
هذا التخفيض في البيع دون فواتير أي البيع نقدا وال يترك أثر العملية .هذا السلوك يمكنه من
إخفاء جزء كبير من رقم أعماله كأن يسجل قيمة العمليات بأقل من قيمتها الحقيقية وهذا االتفاق
مع الزبون .ويتبع المكلفون بالضريبة الطرق التالية لتخفيض اإليرادات:
التناسي العمدي لبعض المبيعات التي تتم يدا بيد أي دون فواتير ،ويتم الدفع نقدا.
التخفيض مع مبلغ المبيعات محاسبيا ،حيث يقوم المكلف بتسجيل بضائع مسترجعة
وهمية ،أو خصومات تجارية ممنوحة بشكل بالغ مع أنه لم يكن هناك استيراد للبضاعة
وال خصم تجاري.
عدم التسجيل المحاسبي لبعض التنازالت على االستثمارات المحققة لفائض القيمة.
يلجأ بعض المكلفين با لضريبة إلى التسجيل قيمة المبيعات بأقل من ثمنها الحقيقي وذلك
بالتواطؤ مع الزبون.
من جملة المفارقات المعتمدة من قبل المكلف والتي تبرز الغش جليا ،عندما تخفض قيمة
المبيعات دون أن يقابلها تخفيض في قيمة المشتريات بشكل كبير يؤدي إلى التباين في الربح
1
اإلجمالي ،الش يء الذي يلفت االنتباه المحقق الجبائي.
من اآلثار االقتصادية للتهرب الضريبي هو أن هذه الطاهرة تحدث اعوجاجا بالنسبة
لالقتصاد الوطني وتتمثل فيما يلي:
تؤدي ظاهرة التهرب الضريبي إلى إنقاص اإليرادات الضريبية فتلجأ الدولة بذلك إلى رفع
معدالت الضرائب لتغطية ذلك النقص في ا إليرادات والزيادة في عدد الض رائب ويرفع معدالتها،
فإن التهرب الضريبي سوف يتسبب في تحويل الضغط الضريبي ووقوعه على المكلفين الذين
2
يؤدون واجباتهم الضريبية ،وبذلك تغيب العدالة الضريبية والعدالة االجتماعية.
-1سهام كردودي:الرقابة الجبائية بين النظرية والتطبيق ،دار المفيد،دون ط ،الجزائر،سنة، 7088ص ص. 72-71
-2حميد بوزيدة :مرجع سابق،ص ص.28-20
44
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
إن المؤسسة التي تتخلص من دفع الضريبة تحقق أرباحا وتكون وضعيتها المالية أحسن
من المؤسسة التي تدفع الضرائب بصفة منتظمة .فالمؤسسات األقل إنتاجية هي التي تقوم في
أغلب األحيان بعملية التهرب من دفع الضريبة فهي ال تحاول تحسين اإلنتاجية أو تحقيق التقدم
االقتصادي لتحقيق أرباح أكبر ،وانما تقوم بعملية التهرب الضريبي للحصول على موارد
1
للتمويل وبذلك تبيع منتجاتها بأسعار منخفضة مما يمنع المؤسسات األخرى من منافستها.
إن األثر المتمثل في إعاقة المنافسة والذي يترتب على التهرب الضريبي يؤدي بدوره إلى
2
تأخير التطور االقتصادي واعاقة التقدم االقتصادي.
قد يلجأ األعوان االقتصاديون إلى أنشطة اقتصادية في القطاعات األكثر حساسية للتهرب
الضريبي وال يأخذون بعين االعتبار األنشطة التي تساعد في التنمية االقتصادية وتزيد القيمة
المضافة والحل الوطني ،أي أنهم يتوجهون إلى األنشطة االقتصادية التي تخلق ثروات إضافية،
3
وبذلك فالتهرب الضريبي يصبح مسببا في الركود االقتصادي والتخلف.
إن عملية التهرب الضريبي تتمثل في أغلب األحيان في إخفاء المكلف رقم أعماله أو
أرباحه الحقيقية وتتم هذه العملية إما عن طريق االكتناز ،أو على شكل أوراق نقدية أو على
شكل معادن كالذهب باإلضافة إلى ذلك فإن بعض المكلفين يقومون بفتح حسابات بنكية خارج
4
الوطن وتهرب رؤوس أموال الشيء الذي يؤدي إلى إنقاص إيرادات الدولة.
يلعب التهرب الضريبي دو ار مالحظا في زعزعة االستق ار ار القتصادي للمجتمع سواء في
1
أوقات التضخم أو االنكماش.
يؤدي التهرب الضريبي إلى آثار سيئة من ناحية مالية الدولة وعدم قدرتها على الوفاء
بإلتزاماتها اتجاه األفراد ،إذ أنه يفوت على الدولة جزءا هاما من حصيلة الضرائب ،كما أنه
يؤدي إلى اإلخالل بمبدأ العدالة في توزيع ا ألعباء العامة ،ولذلك فإن الدولة تعمل جاهدة على
2
محاربة هذه الظاه رة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
وتتمثل النتائج المالية للتهرب الضريبي في أنه يلحق بخزينة الدولة خسائر كبيرة تتمثل في
األموال الطائلة التي تضيع منها وتكدس من طرف المكلفين المتملصين من دفع الض رائب ،كما
أنه يؤدي إلى تخفيض الدخل القومي وحتما سيخفض ذلك من مستوى الدخل الفردي،باإلضافة
إلى ذلك فإن التهرب الضريبي يؤدي إلى انخفاض قيمة العملة الوطنية ،وذلك بسبب عملية
اكتناز األموال غير المصرح به ا ،والتي تسبب بدورها في وجود التضخم النقدي على مستوى
السوق النقدية .وتؤكد أرقام و ازرة المالية أن حجم التهرب الضريبي في الجزائر يقدر بنحو1400
مليار سنتيم سنويا وهو رقم مرشح لالرتفاع من سنة ألخرى بسبب زيادة حجم الواردات وكذا
حجم السوق الموازية أظافة إلى عدم التزام األعوان االقتصاديين من إجراء معامالتهم التجارية
3
بالفواتير في الجزائر.
بغياب العدالة الضريبية تغيب العدالة االجتماعية باإلضافة إلى ذلك فإن التهرب الضريبي يخل
بإعادة توزيع المداخيل بين طبقات المجتمع ويزيد الفوارق الطبقية بينها ،باإلضافة إلى ذلك فإن
-1محمد خالد المهايني:التهرب الضريبي وأساليب مكافحته،منشورات المنظمة ال عربية للتنمية اإلدارية،دون ط ،القاهرة ،سنة
، 7080ص. 812
-2محمد عباس محرزي :مرجع سابق ،ص. 289
-3اإلخبارية الوطنية اليومية الشروق اليومي الصادر يوم7001/09/82الموافق لـ82رمضان 8479العدد7401ص.01
46
ماهية جريمة التهرب الضريبي الفصل األول:
التهرب الضريبي يؤثر على سيكولوجية المكلفين النزهاء نظ ار لسقوط العبء الضريبي كله
عليهم ،فانتشار الغش والخداع بين مختلف طبقات المجتمع يؤدي إلى تدهور الحس الجبائي
وغياب الوعي الفردي لدي المك لفين وتغيب الثقة في سياسة الدولة االقتصادية واالجتماعية
ويفضل بذلك الممولين النفع الخاص عن النفع العام ويمتنعون عن دفع الضريبة والمشاركة في
1
النفقات العمومية.
يعتبر التهرب الضريبي نتيجة لعدم فعالية هذا النظام،ف إن انتشار الظاهرة كدليل على
فعالية النظام الضريبي في هذا المجال نجد أن التهرب الضريبي اليحقق مبدأ العدالة
2
الضريبية،ويبتعد عن التكافل االجتماعي،كما يقلص االيرادات المالية للدولة.
-2مراد ناصر:فعالية النظام الضريبي بين النظرية والتطبيق ،دار هومة،دون ط،الجزائر،سنة،7002ص. 812
47
طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي الفصل الثاني :
مقدمة الفصل الثاني :طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي.
لقد منح المشرع الجزائري لكل من المكلفين بالضريبة واإلدارة الجبائية حقوق وواجبات من
أجل حماية الحقوق العامة والخاصة ولذلك أوجب على المكلفين إعطاء تصريحات صحيحة
ودقيقة وتامة بحيث تختلف هذه التصريحات باختالف األنظمة التي يخضع لها هؤالء المكلفين.
إال أن بعض المكلفين يرون أن الضريبة مجرد قيد على نفوذهم المالي وحريتهم
االقتصادية مما يجعلهم يفكرون في مختلف الوسائل التي تمكنهم من تفادي الضريبة مما يؤثر
مباشرة على مصالح الخزينة العمومية مما جعل المشرع يثبت حقا أساسيا من حقوق الدولة في
المحافظة على مصادر التمويل للخزينة العمومية وهي الرقابة والتحقيق الجبائي وهي من أهم
اإلجراءات التي خولت لإلدارة الجبائية من أجل التأكد من صحة التصريحات والتطبيق الميداني
للقوانين والتشريعات الجبائية ف لرقابة الجبائية دور في تمكين اإلدارة من تأدية المكلفين بالضريبة
لمستحقاتها وبالتالي تصحيح األخطاء والمخالفات والتجاوزات التي يتوصلون إليها من خالل
التحقيق الجبائي .كما نجد أن هناك نوعين من التحقيق الجبائي يتمثل األول في التحقيق
لمجمل الوضعية الجبائية و التحقيق المحاسبي .
-وسنعالج في هذا الفصل الثاني طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي فيما
يلي:
واذا رجعنا إلى التشريع الجزائري وجدنا انه قد أعطى صالحيات قانونية للمحققين أهمها
(حق اإلطالع ،حق استدراك الخطاء ،حق الرقابة بجميع أشكالها) .لتمكينهم من ممارسة
مهامهم على أح سن وجه وبالتالي تمكينهم من معاينة األخطاء والنقض في تصريحات المكلفين
مما ينجم عن هذه العملية التغلية في المبالغ الضريبية وبالتالي الزيادة في إيرادات الدولة
الجبائية.
يمكن ورغم هذه الصالحيات واألطر المنصوص عليها قانونا فإننا نرى أنه ال تزال هناك
نقائص جديدة تعين المحققين من أداء وظائفهم على أكمل وجه منها مختلف المشاكل التي
يتلقاها المحققون أثناء أدائهم لمهامهم وضعف درجة التكوين للمحققين وعدم مواكبتهم لمختلف
التطورات الراهنة.
طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي الفصل الثاني :
إن جريمة التهرب الضريبي في انتشار واسع لذلك البد من كبحها وعلى هذا انتهج
المشرع مجموعة من الحلول التي قد تساعد في التقليل من هذه الجريمة.
سأوضح ذلك في فرعيين كالتالي:الفرع األول على المستوى الوطني ،والفرع الثاني على
المستوى الدولي.
يعتبر التهرب الضريبي كنتيجة لعدم فعالية النظام الضريبي لذلك فإن تحسين فعالية ذلك
النظام سيساهم في معالجة ظاهرة التهرب وذلك بمراعاة ما يلي:
يجب العمل على تبسيط اإلجراءات اإلدارية المتعلقة بربط وتحصيل الضرائب ،فضال عن
صياغة التشريع الضريبي بأسلوب يسهل على المكلفين فهمها .وعليه يجب أن يتسم النظام
الضريبي بالشفافية في إجراءات فرض الضرائب .وفي تقييم رقم األعمال خاصة إذا تعلق األمر
بالنظام الجزافي1.ويساهم االستقرار الضريبي في وضوح التشريع وتسهيل اإلجراءات اإلدارية
المتعلقة بالربط والتحصيل،بينما يتعقد التشريع الضريبي لكثرة التعديالت التي تط أر عليه.2
-1موالي ملياني بغدادي:اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائري ،المؤسسة الوطنية للكتاب،دون ط ،الجزائر ،سنة، 2991
ص.21
-2مراد ناصر:التهرب والغش الضريبي في الجزائر،مرجع سابق،ص. 03
50
طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي الفصل الثاني :
تعتبر العدالة الضريبية من أبرز اهتمامات المشرع الضريبي .فمن خاللها يكتسب النظام
الضريبي نجاحه ومصداقيته لدى المكلفين بالضريبة ويسعى النظام الضريبي الجديد إلى تحقيق
1
العدالة الضريبية من خالل مراعاة مبدأ شخصية الضريبة.
إن التشريع الضريبي الجيد ال يكفي وحده لمواجهة ظاه رة التهرب .بل يجب توفر إدارة
ضريبية تمتاز بدرجة عالية من الكفاءة سواء من حيث التطبيق أو التنظيم كما أن الجهاز
الضريبي الكفء يمكنه تحويل ضريبة سيئة إلى أخرى حسنة أما الجهاز غير الكفء
2
فباستطاعته تحويل ضريبة حسنة إلى أسوأ منها .مما يستوجب االهتمام باإلدارة الضريبية.
تسعى اإلصالحات الضريبية دائما لتخفيض حدة التوتر بين المكلف واإلدارة الضريبية
وهذا من شأنه أن يقلل من حاالت التهرب الضريبي وذلك لكسب ثقة المكلف كثمرة لعالقة
3
حسنة.
رغم أن ظاهرة التهرب الضريبي قد تنجر عنها عدة آثار وخيمة إال أنها تستدعي حتمية
4
مكافحتها وذلك بانتهاج سياسة رشيدة للحد من تفاقم الوضع.
-1مراد ناصر:التهرب والغش الضريبي في الجزائر ،دار قرطبة للنشر والتوزيع ،ط،2الجزائر ,سنة ،1332ص. 6
-2مراد ناصر:مرجع سابق،ص.7
-3غازي حسين عناية:النظام الضريبي بين النظرية والتطبيق ،دار هومة،دون ط،الجزائر،سنة،1330ص ص.026-022
51
طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي الفصل الثاني :
خامسا:اإلجراءات العقابية:
فرض العقوبات الرادعة وسيلة ضرورية ومتممة لمكافحة ظواهر التهرب الضريبي
كظواهر التقصير واإلخالل بالواجب وترتبط نوعية مثل هذه العقوبات بظروف الدولة وأفرادها
وتتمثل في * :العقوبات الجبائية و* الغرامات المالية.
-عقد المعاهدات الدولية الثنائية ومتعددة األطراف ،والتي تهدف إلى توحيد وتكثيف الجهود
لمنع المكلفين من التهرب.
-أن تنص القوانين الوطنية لكل دولة على إلزام المكلف ببيان األموال التي يمتلكها وأوجه
النشاط التي يباشرها في الخارج والتي تدر دخال خاضعا للضريبة ،تحت طائلة الخضوع
لعقوبات صارمة.
-ضرورة فرض رقابة فعالة ،وتنظيم عملية خروج األموال ودخوله عبر حدود الدول،ومراقبة
مدى االلتزام الضريبي من قبل الشركات األجنبية.
-أما على الصعيد العملي ،فقد بدأ العمل من قبل عصبة وذلك إبتداءا من عام،2912حيث تم
إعداد تقرير تضمن تحليال وتوضيحا لتلك الظاهرة الخطيرة.1
إن القوانين الجبائية تضمنت عقوبات ردعية لمرتكبي جريمة التهرب الضريبي إلى
عقوبات جزائية و جبائية ،وبصدد الجزاء سوف نبين عل التوالي األشخاص الخاضعين له
كمطلب أول ثم نتطرق بعدها إلى نوعية العقوبات المطبقة عليهم.
.1المكلف بالضريبة:
ي قصد بالمكلف بالضريبة كل مدين للخزينة العامة للدولة بمبالغ تتمثل في الضرائب أو
الرسوم التي يتملص أو يحاول التملص منها كليا أو جزئيا بتقدمه لمصلحة الضرائب ببيانات
ناقصة جعلتها تربط الضريبة أقل مما يجب عليه قانونا.2
.2الشريك:
إن الشريك في الجريمة الضريبية يتحمل المسؤولية الجزائية كاملة وتطبق عليه
العقوبات المقررة للفاعل األصلي وهو الممول فكل ما يتطلبه القانون لتجريم ومعاقبة عمل
الشريك هو إرتباط عمله بفعل أصلي معاقب عليه وهو بحد ذاته النشاط اإلجرامي الموصوف
في مختلف القوانين الجبائية.
.3الشخص المعنوي:
إذا كان الشخص الطبيعي يخضع للمساءلة الجنائية و الجبائية على ما يقوم به من
أفعال مخالفة للقانون الجبائي ،فإن المشكل يطرح فيما إذا يجوز مساءلة الشخص المعنوي
جنائيا ،واألشخاص المعنوية نوعان:3
-أشخاص معنوية عامة تخضع ألحكام القانون العام مثل الدولة والوالية والبلدية والمرافق
العمومية.
-كل شخص معنوي خاص يخضع ألحكام القانون الخاص كالشركات المدنية والتجارية.
قد تصدر من الشخص المعنوي عن طريق ممثليه لذلك من تسند إليه الجريمة وتفرض عليه
العقوبة مع إعتبار أنها ذات طابع شخصي.
وفي هذا الصدد نصت المادة 9-030من ق.ض.م أنه عند إرتكاب المخالفة من قبل
شركة أو شخص معنوي تقع عقوبة الحبس والعقوبات الملحقة على كل من المتصرفين
والممثلين الشرعيين أو القانونيين ،وتطبق عليه الغ رامات كذلك ونفس الحكم تكرر في نص
المادة 222من ق.ض.غ.م والمادة 207من ق.ر.ر.أ وفي المادة 2-06من ق.ط
والمادة 2-212من ق.ت .والمالحظ أن مسؤولية الشخص المعنوي ليست مطلقة بل ذكرها
المشرع على سبيل الحصر،حيث تقع فقط على الشخص المعنوي التابع للقانون الخاص
مستبعدة بذلك الدولة والمجموعات المحلية والهيئات العامة ذات الطابع اإلداري.1
الفرع الثاني:العقوبات
إن القانون الجبائي ينص على نوعين من العقوبات عقوبات جزائية وأخرى جبائية،
فالعقوبات الجزائية تتنوع إلى عقوبات أصلية وتبعية تتمثل األولى في الحبس والغرامات والثانية
تبعية تتمثل في الحكم بمزاولة مهنة الخبراء و المستشاريين الجبائيين والمحاسبيين وعند
اإلقتضاء صور قرار بغلق المؤسسة.
أوال:العقوبات الجبائية
نجد أن مختلف القوانين الجبائية نوعين من الجزاءات جزاءات مالية ذات طبيعة إدارية
توقع من اإلدارة الجبائية ذاتها،وجزاءات جنائية تصدر من المحاكم ضد مرتكبي المخالفات
والمتابعيين من طرفها ،والجزاءات الجبائية قد تكون مجرد زيادات تدفع عالوة على الضريبة
المفروضة وقد تكون غرامات مالية ذات طابع إداري تتمثل أساسا في الغرامات الجبائية
المنصوص عليها في القوانين الجبائية المختلفة وهي تختلف من قانون آلخر مضمونا و
مقدا ار.1
ثانيا:الزيادات
تختلف الزيادات عن فوائد التأخير وهي تدفع بغض النظر عن الج زاءات األخرى التي
يكون الهدف من تطبيقها تعويض الضرر الذي يصيب الخزينة العامة للدولة من جراء تأخر
المكلف عن آداء ضريبته وفوائد التأخير ليست لها طابع عقابي بل تأخذ صورة تعويضات مالية
أما الزيادات فهي ت مثل نسبة تختلف بإختالف درجة المخالفة وتطبق على المكلف عند عدم
قيامه بتسوية وضعيته في اآلجال المحددة قانونا،وكما أنها تفرض تلقائيا وهي مقررة في حاالت
2
معينة نبينها كالتالي-:النقص في تقديم التصريح.
3
-التأخير في تقديم التصريح.
4
-عدم التصريح.
ونشير إلى أن هذه الزيادات تفرض بنسبة %233على كامل الحقوق إذا كان مقدار
الحقوق المتملص منها أقل من خمسة ماليين دينار جزائري( 2.333.333دج) أو ما يعادلها
5
وترفع إلى %133إذا كان مقدار الحقوق يفوق هذا المبلغ.
ثالثا:الغرامات الجبائية
هي نوع خاص من الغرامات منصوص عليها في القوانين الجبائية وتقدر غالبا بنسبة
معينة مما لم يؤدي من الضريبة،أو بمبلغ محدد بالنظر إلى المخالفة المرتكبة"الغرامة الضريبية
6
هي غرامة إضافية تلحق بالضريبة األصلية"
-عدم إمساك الدفاتر المرقمة والمسجلة وتحدد بمبلغ2.333دج بالنسبة للضريبة الجزافية
2
والتقدير اإلداري.
3
-عرقلة أعوان الضرائب في القيام بمهامهم وتتراوح الغرامة مابين2.333دج و03.333دج
-رفض تقديم الوثائق أو إتالفها قبل إنقضاء األجل المحدد لحفظها وتتراوح الغرامة المطبقة في
6
هذه الحالة مابين 2.333دج و23.333دج.
7
-في كل زراعة للتبغ غير مطابقة للقانون تطبق غرامة جبائية يكون حدها األدنى233دج.
-في حالة مساهمة وكيل أعمال أو خبير جبائي في إعداد وثائق يتبين أنها غير صحيحة
1
تطبق غرامة تتراوح بين2.333دج و0.333دج.
-عرقلة أع وان المراقبة الجبائية بأي وسيلة كانت أثناء تأدية مهامهم وفي هذه الحالة تتراوح
الغرامة ما بين 23.333دج و233.333دج.2
في حالة قيام المكلف بالتملص من رسوم التسجيل تطبق غرامة جبائية مساوية ألربعة
أضعاف هذه الرسوم من دون أن تقل عن2.333دج ،3بينما عند عرقلة المراقبة الجبائية من
4
طرف المكلف تتراوح الغرامة مابين 2.333و23.333دج
في حالة التملص من الرسوم الخاصة بالطابع تساوى الغرامة خمسة مرات هذه الرسوم
5
،أما في حالة عرقلة المراقبة الجبائية تتراوح الغرامة دون أن تقل عن1.333دج
مابين23.333دج إلى233.333دج
كل مخالفة ألحكام هذا القانون تطبق غرامة جبائية تتراوح مابين 233دج إلى
6
1.233دج وفي حالة إستعمال طرق تدليسية ترفع الغرامة من 2.333دج إلى2.333دج.
كذلك عند رفض تقديم الوثائق أو إتالفها قبل إنقضاء اآلجال المحددة لحفظها يعاقب بغرامة
7
جبائية تتراوح مابين2.333دج و23.333دج.
إن القوانين الجبائية تشير إلى العقوبات الجزائية باإلضافة إلى العقوبات الجبائية ،وكثي ار
ما ترجع هذه القوانين إلى نصوص قانون العقوبات في توقيع العقاب على أفعال التهرب
الضريبي مثل المادة 227ق .إج ،التي تجعل من تنظيم أو محاولة تنظيم الرفض الجماعي
ألداء الضرائب والرسوم من قبيل الجرائم الماسة بحسن سير اإلقتصاد الوطني و المادة1-21
الخاصة بتعريف الشريك و المادة 20والمتعلقة بالظروف المخففة، 1و المادة 299من
ق.إ .الجزائية تتفرع إلى عقوبات أصلية تحتوي على عقوبات سالبة للحرية وغرامات مالية تبعية
وسندرج هذا فيمايلي:
.1العقوبات األصلية:
تنص عليها القوانين الجبائية بنصوص صريحة وهي تتمثل في الحبس والغرامة،والمالحظ
في القوانين الجبائية أنها اتفقت جميعها على مايلي:
-عقوبة الحبس في الجنح من سنة إلى خمس سنوات وبغرامة مالية قدرها 2333إلى
13333دج فيما يتعلق المواد 030ق.ض.م و 201ق.ض.غ.م و 229ق.ت و227ق.ر.ر.أ
و 02ق .ط وهذا في حالة التملص أو محاولة التملص بصفة كلية أو جزئية باستعمال طرق
تدليسية من أساس الضرائب أو الرسوم المفروضة وقد أجمعت كل المواد باستثناء المادة227
ق.ر.ر .أ أنه لتطبيق الحكم البد أن تكون حالة اإلخفاء تتجاوز 23/2المبلغ الخاضع للضريبة
2
أو مبلغ 2333دج.
-2بالسجن المؤقت من عشر سنوات إلى عشرين سنة وبغرامة مالية من2.333.333دج إلى
0.333.333دج عندما يفوق المبلغ المتملص منه 0.333.333دج.
في حين أن هذا التعديل لم يط أر على المواد20ق.ض.غ.م و227ق.ر .أر و 02ق .ط
1
و229ق.ت.
العقوبات التكميلية:
نصت القوانين الجبائية على فرض العقوبات التكميلية على غرار قانون العقوبات،وتتمثل
هذه العقوبات التكميلية فيما يلي:
-تحديد اإلقامة.
-المنع من اإلقامة.
نتطرق أوال لتعريف الرقابة بشكل عام ،حيث عرفها فايول ":بأنها التحقق مما إذا كان كل
شيء يسير وفقا للخطة المرسومة والتعليمات الصاد رة والقواعد المقررة أما موضوعها فهو تبيان
2
نواحي الضعف أو الخطأ من أجل تقويمها ومنع تكرارها".
-تعريف كوسه فضيل ":هي أداة تستعملها إدا رة الضرائب من أجل اإلثبات والتأكد من صحة
التصريحات المودعة لديها من طرف المكلف بالضريبة ،زيادة على قيامها بإجراءات أشد
ضبطا وتأكيدا والرقابة الجبائية تشمل التحقيق المحاسبي والتحقيق المعمق،كما عرفت بأنها
1
وسيلة للتحقق بأن المكلفين ملتزمين في أداء واجباتهم الجبائية".
وعرفها عادل بن عبد اهلل ":بأنها عبا رة عن حق دستوري يخول لصاحبه سلطة إصدار
الق اررات الالزمة إلنجاح مشروعات الخطة ،فهي حق يخوله دستور أو قد يخوله قانون معين،
كما قد تحمل الرقابة معنى الوصاية من جانب الدولة لغرض حدود وقيود معينة تؤدي إلى
2
أهداف التنظيم اإلداري الذي تتطلبه الدولة".
إضافة إلى أن الرقابة الجبائية هي ":وسيلة للكشف عن المخالفات فإنها تسمح أيضا
بإرساء مبدأ أساسي لالقتطاعات والمتمثل في وقوف جميع المكلفين على قدم المساواة أمام
3
الضريبة وكذلك احترام قواعد المنافسة التي تعرقل دوما من طرف المتمردين".
يوجد سبب ان رئيسيان إلجراء عمليات الرقابة الجبائية على تصريحات المكلفين وهما
كالتالي:
تعد الرقابة الجبائية وسيلة لمتابعة النظام التصريحي ،ألن المكلف هو من يحدد بنفسه
أسس فرض الضريبة ويصرح بها لإلدا رة الجبائية ،وعن طريق الرقابة الجبائية يتم التأكد من
صحة هذه التصريحات المكتتبة و ضمان صدقيتها ،باإلضافة إلى ذلك فإن الرقابة الجبائية
تسمح بتجسيد مبدأ العدالة أمام الضريبة.4
- 2كوسه فوضيل:الدعوى الضريبية واثباتها في ضوء اجتهادات مجلس الدولة ،دارهومة،دون ط ،الجزائر ،سنة، 1322
ص. 222
-1عادل بن عبد اهلل ،عادل سافري :حقوق المكلف بالضريبة في إجراءات الرقابة الجبائية ،مجلة المفكر ،العدد الرابع ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،بسكرة ،سنة، 1332ص . 170
-0كوثر بدوي :الرقابة الجبائية كأداة لمكافحة التهرب الضريبي( شهادة ماستر)غير منشورة ،بسكرة، 1321 ،ص.21
-2سهام كردودي:مرجع سابق،ص. 29
61
طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي الفصل الثاني :
1
.2الرقابة الجبائية كوسيلة لمكافحة التهرب الضريبي
نظ ار ألسب اب متعددة يلجأ بعض المكلفين بالضريبة إلى التهرب أو تخفيض العبء
الضريبي بشتى الطرق و األساليب الشرعية و غير الشرعية وهي ما تعرف بظاهرة التهرب
والغش الضريبي ،لذلك فإن عمليات مكافحة هذه الممارسات التدليسية يعتبر من أولويات اإلدارة
الجبائية و التي تمتلك سلطات و صالحيات واسعة تمارسها ،وذ لك عن طريق تقنيات مختلفة
ومتعددة و على مختلف أصناف المكلفين و التي من بينها الرقابة الجبائية حيث تعد وسيلة
ضرورية لمكافحة ظاهرة التهرب الضريبي ألنها تشكل وسيلة ضمان مصلحة الخزينة العمومية.
أوال:الرقا بة العامة :يتم هذا النوع على مستوى مفتشيات الضرائب حيث نميز ثالث أنواع
للرقابة العامة وهي:
.1.1الرقابة الشكلية:
هي أول عملية تخضع لها التصريحات المقدمة إلى المفتشيات تخص مجمل التدخالت
التي لها عالقة بتصحيح األخطاء المادية الظاهرة في التصريحات والمالحظة من طرف
المراقبين الجبائيين فهذا النوع من الرقابة ال يقوم في التحقيق في مدى صحة المعلومات التي
-1محمد حمو،منور أوسرير :محاضرات في جباية المؤسسات مع تمارين محلولة ،مكتبة الشركة الجزائرية ،ط ،2بوداود،
سنة ،1339ص. 131
-2كوثر بدوي ،مرجع سابق ،ص ص. 20-21،
62
طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي الفصل الثاني :
تحملها التصريحات بل تهتم بالشكل الذي قدمت به هذه المعلومة وتعتبر مرحلة تحضيرية
للرقابة على الوثائق وتتم هذه الرقابة على مستوى مفتشية الضرائب في دائرة االختصاص
والتابعة لمكان ممارسة النشاط 1.و يكون التصريح المقدم من طرف المكلف بالضريبة في وثيقة
(. )G50
تعمل إدارة الضرائب من خالل هذا الشكل من الرقابة على فحص جميع األعمال التي تتم
على مستوى المكتب بحيث تقوم مصلحة التحقيق بإجراء فحص دقيق وشامل لجميع
التصريحات المكتتبة والمقدمة من طرف المكلف بالضريبة وذلك عن طريق مقارنتها بالوثائق
والمعلومات التي تحوزها إدارة الضرائب عن الوضعية الحقيقية لكل مكلف بالضريبة وفقا ألحكام
المادة 27من ق.إ .الجبائية ونصت على :تراقب اإلدارة الجبائية التصريحات واألعمال
المستعملة لتحديد كل ضريبة أو حق أو رسم أو إتاوة كما يمكنها أن تمارس حق الرقابة على
المؤسسات والهيئات التي ليست لها صف ة التاجر والتي تدفع أجو ار أو أتعابا أو مرتبات مهما
كانت طبيعتها .يتعين على المؤسسات والهيئات العليا أن تقدم لإلدارة الجبائية بناء على طلبها
()2
الدفاتر والوثائق المحاسبية التي تتوفر عليها.
وعليه فاإلدارة الجبائية تقوم بتحليل ومقارنة هذه المعلومات عن طريق دراسة ترابطها
وتطور الذمة المالية لكل مكلف بالضريبة من سنة إلى أخرى وفي هذا الصدد تطلب اإلدارة
الجبائية معلومات إضافية من المكلف بالضريبة أو تبريرات وتوضيحات فيما يخص مبالغ
الرسوم المخصومة والمتعلقة بالرسم على القيمة المضافة والتأكد من المعدالت المطبقة على كل
عملية ،زيادة إلى النظر في طبيعتها إن كانت فعال متعلقة بالعمليات المحققة أو كانت من بين
العمليات ال معنية وينحصر هذا الشكل من الرقابة على الوثائق على طلب المعلومات وطلب
()3
التوضيحات والتبريرات.
-1نوى نجاة :فعالية الرقابة الجبائية في الجزائر ( ) 1330-2999رسالة ماجستير في علوم التسيير كلية العلوم االقتصادية
وعلوم التسيير جامعة الجزائر ،غير منشورة ،سنة ،1332/ 1330ص. 9
-2المادة 27من ق.إ.الجبائية الجزائري.
-1كوسة فضيل:مرجع سابق ،ص ص. 269 -267
63
طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي الفصل الثاني :
.1.2.1طلب المعلومات:
يتمثل هذا اإلجراء في سعي إدا رة الض رائب إلى إزالة الغموض أو الشك في التصريحات
المقدمة من طرف المكلف بالضريبة وذلك عن طريق تقديم طلب كان شفويا أو كتابيا من أجل
تقديم طلب من طرف المصلحة المحققة إلى المكلف بالضريبة ،معلومات إضافية فيما يخص
النقاط أو المسائل التي تم تحديدها من طرف مصلحة الضرائب.
وعندها تلجأ إدا رة الضرائب إلى مراسلته من أجل تقديمه لتبريرات وفقا ألحكام المادة 29
الفقرتان 2و 1من ق.إ.الجبائية حيث تنص على " يراقب المفتش التصريحات والتبريرات كتابيا
كما يمكن للمفتش أن يطلب دراسة الوثائق المحاسبية المتعلقة بالبيانات والعمليات والمعطيات
موضوع الرقابة ،كما يستمع للمعنيين إذا تبين أن استدعاءهم ضروري أو لما يطلب هؤالء تقديم
1
تصريحات شفوية.
عندما يرفض المكلف بالضريبة اإلجابة على الطلب الشفوي ،أو ما يكون الجواب الذي
تم تقديمه عبارة عن رفض اإلجابة عن كل أو جزء من النقاط المطلوب توضيحها ،يتعين على
المحقق أن يعيد طلبا كتابيا ألنه يضفي طابع اإللزامية أكثر ،ويجب أن يبين هذا الطلب
الكتابي بشكل صريح النقاط التي يراها المحقق ضرورية للحصول على التبريرات والتوضيحات
ألن المكلف مطالب بتقد يم الشروحات لإلدا رة الضريبية من خالل ممارسة حقها في االتصال
كما يجب تقديم الدليل الكافي على أن ما هو مصرح به من أرقام صحيحة ودقيقة وطلب
التوضيحات والتبريرات من طرف المكلف بالضريبة ال يجب أن يتعدى 03يوما لتقديم الرد
عليها .وقد تكون هذه اإلجراءات غير كافية بالنسبة للمحقق لذلك يلجأ إلى الرقابة الخارجية
ومنه نستخلص في األخير أن الهدف من الرقابة على الوثائق هو اكتشاف المكلفين فير األمناء
وتصحيح األخطاء المرتكبة في التصريحات كما تساعد أيضا في اختيار الملفات التي تشكل
2
موضوعا للرقابة المعمقة.
وخالف الرقابة على الوثائق تتمثل الرقابة الخارجية في التدخالت المباشرة لألعوان
المحققين لألمكنة التي يزاول فيها المكلفون بالضريبة نشاطاتهم .إذا تهدف هذه التدخالت إلى
التأكد من صحة ونزاهة اإلق اررات المصرح بها من خالل الفحص الميداني للدفاتر والوثائق
المحاسبية وكذا جميع الوثائق الملحقة وتبريراتها الالزمة في محاولة الكشف عن احتماالت
التهرب وهذا بهدف مقارنة العناصر والمعطيات المصرح بها مع تلك الموجودة على أرضية
الواقع وهو الشيء الذي أدى بالمشرع إلى تكريسها في شكلية يتمثالن في التحقيق المحاسبي
1
والتحقيق المعمق لمجمل الوضعية الجبائية.
ولذلك فالرقابة بعين المكان تخضع آلجال محددة بستة 36أشهر هذا ما قضى به مجلس
الدولة في ق ارره الصادر بتاريخ 1332.22.10لكن حيث أنه بالرجوع إلى المادة 293من
ق.ض.م فإن إجراء التحقيق الجبائي في المهلة المحددة بستة أشهر إجراء جوهري يطبق على
التحقيق في عين المكان أصال وفي مكاتب إدارة الشركات باالستناد إلى القاعدة العامة من
جهة .كما أن الحاالت تمديد األجل المذكور حددتها المادة 293السالفة الذكر وال تندرج فيها
2
حالة القيام بالتحقيق على مستوى إدارة الضرائب.
كما يدل العنوان فإن هذا النوع من الرقابة يتناول مجمل الوضعية الجبائية والمالية
للمكلف باإلضافة إلى الوضعية المادية حيث تغوص في الفحص والتحقيق في كل المعطيات
والمعلومات التي لها صلة بنشاط المكلفين بالضريبة وخاصة في الوثائق المحاسبية والوضعية
الجبائية وقد عرفها دانيال ريتشر " :بأنها مجموع العمليات التي لها عرض الفحص في عين
الم كان لمحاسب مؤسسة ما أو شخص معين ومقارنة النتائج مع بعض المعطيات المادية
بهدف مراقبة مدى سالمة ودقة التصريحات المكتتبة وعند اقتضاء اآلجال يمكن االلتجاء إلى
اإلجراءات الضرورية لتحقيق التعديالت الالزمة.
-1المادة 293من ق.ض.م.ر .م معدلة بموجب المادة 37من قانون المالية . 1333
65
طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي الفصل الثاني :
كما عرفها جان بركسير" :أنها مجموعة العمليات التي تهدف إلى التحقق من صحة ودقة
1
التصريحات على مجمل المداخيل التي لها عالقة بالضريبة على الدخل اإلجمالي".
.1الهدف القانوني:
ويتمثل في التأكد من مدى مطابقة ومسايرة مختلف التصرفات المالية للمكلفين للقوانين
واألنظمة لذا وحرصا على سالمة هذه األخي رة ترتكز الرقابة الجبائية على مبدأ المسؤولية
والمحاسبة لمعاقبة المكلفين بالضريبة عن أية انحرافات أو مخالفات يمارسونها للتهرب من دفع
2
مستحقا تهم الجبائية.
.1الهدف اإلداري:
إذ تؤدي الرقابة الجبائية دو ار هاما لإلدارة الضريبية من خالل الخدمات والمعلومات التي
تقدمها والتي تساهم بشكل حيوي وكبير في زيادة الفعالية واألداء ويمكن تحديدها في النقاط
التالية:
تساعد الرقابة الجبائية على التنبيه إلى أوجه النقص والخلل في التشريعات المعمول بها
3
مما يساعد اإلدارة الجبائية على اتخاذ اإلجراءات التصحيحية.
-0عبد الحفيظ لواتي:التدقيق المحاسبي كأداة للرقابة الجبائية ،رسالة ماستر في العلوم المالية والمحاسبية ،كلية العلوم
االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة بسكرة،سنة ،1321/ 1322ص ص . 22-23
-2بداوي كوثر :مرجع سابق ،ص.26
-1نوي نجاة :مرجع سابق ،ص.06
-0سهام كردودي:مرجع سابق،ص. 27
66
طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي الفصل الثاني :
تحديد االنحرافات وكشف األخطاء يساعد اإلدا رة الجبائية في المعرفة واإللمام بأسبابها
وتقديم آثارها وبالتالي اتخاذ الق اررات المناسبة لمواجهة المشكالت التي تنجم عن ذلك.
تسمح عملية الرقابة الجبائية بإعداد اإلحصائيات مثل نسب التهرب الضريبي.
3
.1الهدف المالي واالقتصادي:
حيث تهدف الرقابة الجبائية إلى المحافظة على األموال العامة من التالعب والسرقة أي
حمايتها من كل ضياع بأي شكل من األشكال .وهذا لضمان د خول إيرادات أكبر للخزينة
العمومية وبالتالي زيادة األموال المتاحة لإلنفاق العام مما يؤدي إلى زيادة مستوى الرفاهية
االقتصادية للمجتمع .إذ أن األهداف االقتصادية للرقابة الجبائية موجودة ضمن العالقة المركبة
بين االقتصاد والجباية.
.2الهدف االجتماعي:
منع ومحاربة انحرافات الممول بمختلف صورها مثل السرقة واإلهمال أو تقصيره في
آداء وتحمل واجباته تجاه المجتمع.
تحقيق العدالة الجبائية بين المكلفين بالضريبة وهذا بإرساء مبدأ أساسي لالقتطاعات
1
والمتمثل في وقوف جميع المكلفين على قدم المساواة أمام الضريبة.
تعد رسم المشرع الجزائري إطا ار قانونيا ينظم عمل أعوان اإلدارة الجبائية والذي ال يجب
الحياد عنه لممارسة أي شكل من أشكال التعسف بحجة تطبيق القانون .ولذلك ألزمهم بإتباع
إجراءات وخطوات معينة في تنفيذ عملية الرقابية من أجل تكريس سيادة الدولة في الحفاظ على
مواردها وحماية المكلفين من أي تعسف لذلك حدد المشرع الجزائري مجموعة من اإلجراءات
المتتابعة والمتكاملة فيما بينها وتلزم للمحقق بإتباعها وتخضع المكلف لها.
فالرقابة الجبائية ضرورية لحماية حقوق الدولة والخزينة العمومية من تدارك أي تهرب
ضريبي وتصحيح األخطاء لذلك سمح المشرع الجزائري ألعوان اإلدا رة الجبائية بمجموعة من
الحقوق والتي تتمثل في :1حق اإلطالع حق المعاينة حق التحقيق حق إعادة التقييم.
.1حق اإلطالع:
هو وسيلة مساعدة للرقابة الجبائية التي من الممكن أن تسبق إجراء الرقابة إلتمام
المعلومات التي تحوزها المصلحة مسبقا أو بشكل موازي لها للتحقق من المعلومات المجمعة
2
عند مراقبة المكلف وقد حدد المشرع الجزائري حق اإلطالع فيما يلي:
ال يمكن في أي حال من األحوال إلدارات الدولة وكذا المؤسسات الخاضعة لمراقبة الدولة
وجميع المؤسسات والهيئات أيا كان نوعها من تلك الخاضعة لمراقبة السلطة اإلجبارية أن تحتج
بالسر المهني أمام أعوان اإلدارة المالية الذين لهم على األقل من رتبة مراقب ويطلبون منها
اإلطالع على وثائق الخدمة الت ي توجد في حوزتها ،غير أن المعلومات الفردية ذات الطابع
االقتصادي أو المالي المحصل عليها أثناء التحقيقات اإلحصائية التي تجرى بموجب األمر رقم
197-62المؤرخ في 31ديسمبر سنة 2962والمتضمن تحديد مدة وكيفيات إجراء اإلحصاء
العام للسكان في مجموع التراب الوطني ال ي مكن بأي حال من األحوال استعمالها ألغراض
المراقبة الجبائية .إن اإلدارات الحائزة على هذا النوع من المعلومات ليست ملزمة بما تستوجبه
الفقرة السابقة .من أجل ممارسة الحق المنصوص عليه في هذه المادة يتعين على هيئات
الضمان االجتماعي أن توافي سنويا إدارة الضرائب بكشف فردي عن كل طبيب أو طبيب
أسنان أو قابلة أو مساعد طبي ،يبين فيه رقم التسجيل المؤمن لهم والشهر الذي دفعت فيه
األتعاب والمبلغ اإلجمالي لهذه األتعاب كما هي واردة في أوراق العالج وكذا مقدار المبالغ
المسددة من قبل الهيئة المعنية إلى المؤمن له،يجب أن تصل الكشوف التي تعد على نفقة
الهيئات المذكورة أعاله قبل 02ديسمبر من كل سنة إلى مديرية الضرائب بالوالية قبل أول
أفريل من السنة الموالية.
لدى المكلفين اآلخرين بالضريبة حق اإلطالع يمكن أن يكون لدى األشخاص الطبيعيين
أو المعنويين مهما يكن نظامهم الجبائي (حقيقي أو جزافي) إن هؤالء األشخاص ملزمون
بإظهار مختلف دفاترهم المحاسبية التي ألزمهم القانون بمسكها ،إضافة إلى ذلك وفي حالة
بحث عن معلومات متعلق ة بمكلف يراد مراقبته فإن المحققين الجبائيين يمكنهم التحري عن
المعلومات عند مختلف األطراف التي لها عالقة بالمكلف محل التحقيق (الموردين_الزبائن)،
الحصول على مختلف المعلومات التي تساعدهم للتحقق من صحة الوعاء وذلك بهدف
الجبائي المصرح به.
1
.3.1حق اإلطالع لدى الهيئات المالية:
هذا الحق تخضع له جميع المنشئات المالية وذلك حسب المادة 02من قانون المالية
لسنة 1336التي تنص على " يجب على المؤسسات أو الشركات والقائمين بأعمال الصرف
والمصرفيين وأصحاب العموالت وكل األشخاص أو الشركات أو الجمعيات أو الجماعات
المتحصلة بصفة اعتبارية على ودائع لتقييم المنقولة أن يرسلوا إشعا ار خاصا لإلدارة الجبائية
بفتح واقفال كل حساب إيداع للسندات أو القيم أو األموال أو حساب التسبيقات أو الحسابات
الجارية أو حسابات العملة الصعبة أو أي حسابات أخرى تسيرها مؤسساتهم بالجزائر.
كما يمس هذا اإلل زام خصوصا البنوك وشركات البورصة والدواوين العمومية والخزائن
الوالئية ومركز الصكوك البريدية والصندوق الوطني للتوفير وصناديق القرض التعاوني
وصناديق اإليداع و الكفالت.
69
طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي الفصل الثاني :
2
.1حق المعاينة
نصت عليها المادة02من ق.ض.م.ر ":من أجل ممارسة حقها في الرقابة وعندما توجد
قرائن تدل على ممارسات تدليسية يمكن لإلدارة الجبائية أن ترخص ألعوانها الذين لهم على
األقل رتبة مفتش القيام بإجراءات المعاينة في كل المحالت قصد البحث والحصول وحجز كل
المستندات والوثائق والدعائم والعناصر المادية التي من شأنها أن تبرر التصرفات الهادفة إلى
التملص من الوعاء والمراقبة ودفع الضريبة " 0 ،ولكي يتم المحققون مهمتهم على أكمل وجه في
إطار مباشرة البحوث الميدانية المتمثلة في المعاينة المادية .هذا الحق يستعمل عادة في مجال
الرقابة على المنشآت إذ يعتبر الوسيلة الوحيدة الممكنة لمعرفة رقم األعمال الحقيقي ،ويمكن
لإلدارة الجبائية استعمال طريقة المعاينة المفاجئة إذا كانت الحالة تقتضي ذلك ألنه أحيانا عند
إرسال إشعار بالمراقبة تفقد الرقابة فعاليتها وقد حدد المشرع الجزائري شروط المعاينة الفجائية
وفقا ألحكام المادة 02من.ق.إ.جبائي:
ال يمكن الترخيص بإج راء حق المعاينة إال بأمر من رئيس المحكمة المختصة إقليميا أو
قاض يفوضه هذا األخير.
يجب أن يكون طلب الترخيص المقدم للسلطة القضائية من طرف مسؤول اإلدارة
الجبائية المؤهل مؤسسا وأن يحتوي على كل البيانات التي في حوزة اإلدا رة بحيث تبرز
بها المعاينة وتبين على وجه الخصوص ما يلي:
تعريف الشخص الطبيعي أو المعنوي المعني بالمعاينة.
عنوان األماكن التي ستتم معاينتها.
العناصر الفعلية والقانونية التي يفترض منها وجود طرق تدليسية والتي يتم البحث عن
الدليل عليها.
أسماء األعوان المكلفين بإجراء عمليات المعاينة ورتبهم وصفاتهم.
تتم المعاينة وحجز الوثائق واألمالك التي تشكل أدلة على وجود طرق تدليسية تحت سلطة
القاضي ورقابته لهذا الغرض يقوم وكيل الجمهورية ضابط من الشرطة القضائية ويعطي كل
1
التعليمات لألعوان الذين يشاركون في هذه العملية.
.2حق التحقيق:1
إن النظا م التصريحي الذي يقوم عليه النظام الجبائي الجزائري يجعل اإلدارة الجبائية تنظر
دوما للمكلف بعين الريبة وذلك لنقص الوعي والثقافة الجبائية عند أغلب المكلفين لذلك فهي
تحقق دوما في مدى صحة التصريحات المقدمة من طرفهم وعليه خول القانون الجبائي ألعوان
الضرائب حق ال تحقيق في ملفات المكلفين وذلك بموجب األمر 32-36المؤرخ في 20يوليو
سنة 1336والمتضمن لقانون المالية التكميلي لسنة .1336
.3إعادة التقييم:
هو الوسيلة الممنوحة لإلدارة الجبائية إلجراء تقويمات لنفس المدة ونفس الضرائب عندما
يقدم لها المكلف عناصر غير كاملة أو خاطئة فحق إعادة التقييم أو استد راك األخطاء هو حق
ممنوح لإلدارة الجبائية في إعادة النظر في االقتطاع سواء بتعديله أو إنشاء اقتطاع جديد كما
نصت المادة 017من ق.ض.م.ر.م ":على أنه يجوز استدراك كل خطأ يرتكب سواء في نوع
الضريبة أو في مكان فرضها بالنسبة ألي كان من الضرائب والرسوم المؤسسة عن طريق
الجداول وذلك إلى غاية انتهاء السنة الثانية التي تلي السنة التي يصدر فيها قرار القاضي
باإلعفاء من الضريبة األولى".
"كل إغفال أو نقص في الضريبة يتم اكتشافه إما بدعوى أمام المحاكم الجزائية أو على
أثر افتتاح تركة المكلف بالضريبة أو تركة زوجه ودون اإلخالل باآلجال المحددة في المادة
016من ق.ض.م.ر.م يمكن تداركه إلى غاية انقضاء السنة الثانية التي تلي سنة القرار الذي
2
أنهى الدعوى أو التي تم فيها التصريح بالتركة".
هناك وسائل هيكلية أي أجهزة مختصة تسند لها مهمة المراقبة وبواسطتها تنفذ برامج
التحقيق الجبائي والمتمثلة في مديرية األبحاث والمراجعات وكذا المديرية الفرعية للرقابة الجبائية
للمدرية الوالئية ومديرية المؤسسات الكبرى.
-1القانون رقم 32-36المؤرخ في 20يوليو سنة 1336المتضمن لقانون المالية التكميلي لسنة. 1336
-2المادة 016من ق.ض.م .
71
طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي الفصل الثاني :
1
.1مديرية األبحاث والمراجعات
يتم تحديد اختيار المكلفين بالضريبة الذين يقع عليهم التحقيق من خالل برنامج مسبق
حيث يكون انتقاء الملفات عن طريق وضع برنامج لذلك وهذا باقتراح مديرية الرقابة الجبائية
على مستوى مديرية الضرائب الوالئية ثم يصادق على البرنامج أو يغير من طرف مديرية
البحث والمراجعات.
واعتمادا على صالحيات مديرية األبحاث والمراجعات في إطار البحث والتحقيق فهي مكلفة بـ:
إضافة إلى مديرية البحث والتحقيقات فإن المديرية الوالئية للضرائب هي أيضا مكلفة
بالقيام بعمليات الرقابة الجبائية وتتكفل مديريتها الفرعية للرقابة الجبائية بهذه المهمة إذ تعد
الهيئة المختصة بعملي ة الرقابة لذا تسند إليها مهمة تنفيذ برامج التحقيق وتندرج في هذه المديرية
ثالث مصالح تمثل التنظيم الهيكلي والوسائل الميدانية للرقابة الجبائية المختصة في تسطير
وتنفيذ برامج التح قيق الجبائي وتتمثل هذه المصالح في:
باإلضافة إلى الجهازين السابقين الذكر والمكلفين بالقيام بعملية الرقابة الجبائية ،قد
استحدث جهاز ثالث تدعيما لهما في مكافحة التهرب الضريبي،بموجب المرسوم التنفيذي رقم
030/31المؤرخ في 12رجب 2210الموافق لـ17سبتبر ،1331والذي يحدد تنظيم المصالح
الخارجية إلدارة الجبائية و صالحيتها ،ولكن المالحظ هو أنه حتى في وقتنا الحالي لم تدخل
هذه المديرية الميدان العملي ،تتكون مديرية كبريات المؤسسات من خمس مديريات منشقة منها
تتمثل في:
يخضع المكلف بالضريبة إل لتزامات جبائية عدة ،والتي يجب أن يكون على دراية والتزام
بها ومن جهة أخرى ونظ ار لما تتمتع به اإلدارة الجبائية من حقوق تخول لها القيام بمهمة
التحقيق فإن المشرع الجبائي منح المكلف بالضريبة ضمانات تحميه من تعسف هذه األخيرة
عند استخدامها لتلك الحقوق ،وهذا بهدف خلق نوع من التوازن مع تلك االلتزامات المفروضة
عليه.
لتفادي العقوبات يجب على المكلفين بالضريبة االلتزام بواجباتهم الجبائية سواء ذات طابع
المحاسبي أو الجبائي.
.1االلتزامات ذات الطابع المحاسبي :هذه االلتزامات محددة في القانون التجاري ويمكن
تلخيصها في النقاط التالية:
.1.1دفتر اليومية :إن مسك دفتر اليومية محدد في القانون التجاري أن كل شخص طبيعي
1
أو معنوي له صفة التاجر ملزم بمسك دفتر اليومية يقيد فيه يوما بيوم العمليات.
-1حسين مبروك :الكامل في القانون التجاري ،منشورات دحلب، ،دون ط،دون بلد،سنة ،1333ص.23
74
طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي الفصل الثاني :
.2.1دفتر الجرد :إلزامية مسك دفتر الجرد محددة في القانون التجاري والذي ينص إلى إجراء
1
الجرد على جميع عناصر األصول والخصوم سنويا وبصفة مدققة.
.3.1حفظ دفاتر المحاسبة وسندات المراسلة :طبقا للمادة 21من القانون التجاري فإنه يجب
2
االحتفاظ بالدفاتر المحاسبية وسندات المراسلة والصور المطابقة للرسائل لمدة 23سنوات.
إن مجمل االلتزامات الجبائية التي شرعتها القوانين تهدف إلى تنظيم العالقة بين اإلدا رة
الجبائية والمكلفين بالضريبة وتتجلى هذه االلتزامات في:
.1.2تقديم التصريحات :في إطار تنظيم العالقة السابقة الذكر فإن المشرع الجبائي يلزم
المكلفين بالضريبة بملء عدد من التصريحات والمتمثلة في:
التصريح بالوجود.3
التصريح السنوي.
التصريح الشهري والرسم على القيمة المضافة.
التصريح بالتنازل أو توقف المؤسسة.
قصد دعم إجراءات محاربة التهرب والغش الجبائيين المتمم نص قانون المالية لسنة
1331على مجموعة من التدابير التي ترمي إلى جعل هذه اإلجراءات أكثر انسجاما ومنها
وضع رقم التعريف اإلحصائي ويجب أن يشيروا إلى رقم التعريف اإلحصائي على كل الوثائق
المتعلقة بنشاطهم وعدم تقديم رقم التعريف اإلحصائي أو التصريح بمعلومات خاطئة تؤدي إلى
تعليق:
4
تسليم مختلف شهادات اإلعفاء من الرسم على القيمة المضافة.
لقد منح المشرع الجبائي مجموعة من الضمانات والحقوق للمكلفين بالضريبة وهذا مقابل
الحقوق الممنوحة ألعوان اإلدا رة الجبائية الممارسة مهمتهم الرقابية بهدف خلق جو من التفاهم
والتراضي بين المكلف بالضريبة والمراقب الجبائي .لذا فالحقوق الممنوحة للمكلف منها ما هو
مرتبط بسير التحقيق ومنها ما هو متعلق بإجراءات التقويم.
يتمتع المكلف بالضريبة بضمانات متعلقة بالتحقيق حيث يجب على األعوان المحققين
2
احترامها واإلخالل بهذه الضمانات يؤدي إلى بطالن إجراءات التحقيق.
.1.1اإلعالم المسبق:
قبل الشروع في عملية التحقيق من الضروري على األعوان المراقبين إعالم المكلف
المعني بعملية المراقبة وهذا عن طريق إرسال إشعار بالتحقيق بحيث أنه ال يمكن أن تجرى
عملية الرقابة دون أن يكون المكلف على دراية وعلم مسبق عن طريق إرسال أو تسليم إشعار
بالتحقيق مقابل إشعار بالوصول وهذا اإلشعار عموما يجب أن يوضح:
قبل الخوض في عمليات التحقيق يحدد إجبا ار على المراقب إرسال أو منح المكلف ميثاق
المكلفين المراقبين وهي وثيقة ملخصة بطريقة جيدة وواضحة للقواعد األساسية للرقابة الجبائية
1
وكذا حقوق وواجبات المكلفين.
.2.0االستعانة بمستشار:
لقد منح المشرع الجبائي المكلف إمكانية االستعانة بمستشار من اختياره سواء كان
محاسبا أو مستشا ار جبائيا ،وهذا قصد متابعة سير عمليات الرقابة ومناقشة االقتراحات التي
تطرحها اإلدا رة الجبائية .هذا ما نصت عليه المادة 62من ق.إ.الجبائية "لكل مكلف بالضريبة
2
أن يستعين أثناء التحقيق في محاسبته بمستشار من اختياره"
إن مدة التحقيق محددة قانونا حيث أنه -:في حالة التحقيق المعمق في مجمل الوضعية
الجبائية ال يمكن أن تتجاوز هذه السنة سنة واحدة.
-أما في مجال التحقيق المحاسبي فإنه ال يمكن أن تستغرق مدة التحقيق في الدفاتر والوثائق
3
المحاسبية بعين المكان أكثر من 2أشهر فيما يخص.
مؤسسات تأدية الخدمات إذا كان رقم أعمالها السنوي ال يتعدى 2.333.333دج لكل
سنة مالية.
كل المؤسسات األخرى إذا كان رقم أعمالها السنوي ال يتعدى 1.333.333دج لكل
سنة مالية.
يمدد هذا األجل إلى 6أشهر بالنسبة للمؤسسات المذكورة أعاله إذا كان رقم أعمالها
السنوي يفوق على التوالي 2.333.333و 23.333.333من كل سنة مالية يحقق فيها.1
عند إتمام عملية التحقيق فإنه ال يمكن للمراقب الجبائي إجراء تحقيق جديد لنفس الفترة
ونفس الضرائب سواء بالنسبة للتحقيق المحاسبي أو التحقيق المعمق في مجمل الوضعية
الجبائية إال في حالة اكتشاف المراقب بعد عملية التحقيق لبعض العناصر الجديدة التي تظهر
أن التصريحات المقدمة غير دقيقة وغير كاملة أو أن المكلف قد استعمل طرقا تدليسية أثناء
2
التحقيق.
زيادة على الضمانات المتعلقة بسير التحقيق فإن المكلف بالضريبة يستفيد من ضمانات
أخرى متعلقة بتقويمات تتمثل في:
.2.1اإلشعار بالتقويم :عن طريق رسالة موصى عليها مع إشعار باإلستالم ويجب أن يكون
اإلشعار مفصال ومعلال.
.1.1حق الطعن :وذلك لمعالجة مختلف الخالفات بين اإلدارة الضريبية والكلف حول نتائج
التحقيق لذا منح المشرع لهذا األخير إمكانية الطعن في تلك النتائج من خالل طلب التخفيض
الجزئي أو ا لكلي أو التعديل وذلك بتقديم شكايات لدى الجهات المعنية المتمثل في:
الطعن الوالئي.
لجان الطعون.
إن نجاح أي عملية أو عمل ما يرتبط أساسا بالطريق الذي تسير عليه أو المسار الذي
تسلكه كذلك عملية الرقابة الجبائية فنجاحها مرتبط بإتباعها لمختلف اإلجراءات القانونية وكذلك
كفاءة وحنكة وخبرة فريق التحقيق.
قبل االنطالق في عملية الرقابة الجبائية هناك مجموعة من اإلجراءات الشكلية والقانونية
يجب إتباعها وتشمل هذه اإلجراءات:
تحديد المكلفين الخاضعين للتحقيق ( اختيار عينة الدراسة) حيث يعتبر هذا اإلجراء أهم
إجراء في عملية الرقابة .حيث تقوم مفتشية الضرائب والمديريات الفرعية للرقابة الجبائية باختيار
العينة التي يجب التحقيق فيها ثم نقوم بارسالها إلى المديرية المركزية للضرائب للفصل
والمصادقة عليها ويخضع اختيار العينة المراد التحقق منها لمجموعة من المعايير الموضوعية
والشخصية نذكر منها:
أهمية رقم األعمال المصرح به خالل الس نوات الماضية مع العلم أنه يجب إعطاء
األولوية في التحقيق بشأن ا لممولين األكثر أهمية من الناحية حجم النشاط الممارس.
تكرار نتائج العجز واألرباح الضعيفة مقارنة بأهمية رقم األعمال المصرح به وطبيعة
النشاط الممارس.
إعداد برنامج التحقيق :إن إعداد برنامج التحقيق يكون تحت مسؤولية مديرية الرقابة
الجبائية على مستوى الوالية حيث تقوم بتحديد األشخاص القائمين بعملية التحقيق .فترة التحقيق
2
الملفات التي يجب التحقيق منها بدقة.
-1المديرية العامة للضرائب :ميثاق المكلفين بالضريبة ،مرجع سابق ،ص. 26
-2عبد الحفيظ لواتي:مرجع سابق ،ص. 22
79
طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي الفصل الثاني :
من أجل أن تكون عملية التحقيق في الوضعية الجبائية ألي مكلف بالضريبة صحيحة
وقانونية ال بد من احترام اإلجراءات التالية:
.1إلشعار بالتحقيق:
يجب على أعوان اإلدارة الجبائية قبل الشروع في تحقيق إعالم المكلف بالضريبة الخاضع
لعملية التحقيق سواء كان شخص طبيعي أو معنوي كما نصت المادة 13مكرر من قانون
اإلجراءات الجبائية ":ال يمكن الشروع في إجراء أي تحقيق في محاسبة دون إعالم المكلف
بالضريبة بذلك مسبقا ،عن طرق إرسال أو تسليم إشعار بالتحقيق مقابل إشعار بالوصول مرفوقا
بميثاق حقوق وواجبات المكلف المحقق في حساباته ،على أن تستفيد من أجل أدنى لتحضير
مدته 23أيام ابتداء من تاريخ استالم هذه اإلشعا ر.1
بعد انقضاء المدة القانونية من استالم المكلف باإلشعار بالتحقيق ينتقل المحققون إلى
عين المكان لمباش رة أعمالهم الميدانية ويكون التدخل في مقر المنشأة في اليوم والساعة المبينة
فياإلشعار .وقد ميز المشرع الج زائري بين 30أنواع من التحقيق الجبائي:
1
-التحقيق في المحاسبة-التحقيق المصوب-التحقيق في مجمل الوضعية الجبائية الشاملة.
.1.2التحقيق في المحاسبة :يعني التحقيق في المحاسبة مجموعة العمليات الرامية إلى مراقبة
2
التصريحات الجبائية المكتسبة من طرف المكلفين بالضريبة.
.2.2التحقيق المصوب:
هو نوع جديد من الرقابة،أحدث بموجب قانون المالية لسنة 1337وفقا للمادة 11والمعدلة
بموجب المادة 12من قانون المالية لسنة.1323
يمكن ألعوان اإلدا رة الجبائية إجراء تحقيق مصوب في محاسبة المكلفين بالضريبة لنوع
أو عدة أنواع من الضرائب لفترة كاملة أو لجزء منها غير متقادمة أو لمجموعة عمليات أو
معطيات محاسبية لمدة تقل عن سنة جبائية كما يمكن أن يطلب من المكلفين بالضريبة المحقق
معهم أثناء هذا التحقيق تقديم الوثائق المحاسبية والوثائق التوضيحية على غرار الفواتير والعقود
3
ووصول الطلبات أو التسليم المرتبطة بالحقوق والضرائب والرسوم واإلتاوات المتعلقة بالتحقيق.
ي قصد بالتحقيق المعمق في مجمل الوضعية الجبائية العامة مجموع لعمليات التي
تستهدف الكشف عن كل فارق بين الدخل الحقيقي للمكلف والدخل المصرح به،ويستلزم هذا
اإلجراء مقارنة المداخيل المصرح بها بالمداخيل المستنتجة من وضعية أمالك المكلف،حالة
4
خزينته وكذا المتعلقة بسياق الحياة لسائر أفراد أسرته.
بعد استكمال التحقيق يجب على اإلدارة الجبائية إعالم المكلف بالنتيجة األولية للتحقيق
إذا توصلت من خالل التحقيقات إلى إعادة تقويم الوعاء الضريبي حيث منح المشرع الجزائري
أهمية بالغة لهذا اإلجراء من أجل حماية المكلف من تعسف اإلدارة الجبائية .حيث ذكرت المادة
07من قانون المالية لسنة 1339بالتفصيل كيفية ممارسة هذا اإلجراء والتي نصت على ما
يلي" :يجب تحت طائلة بطالن اإلجراء أن يشار في اإلشعار بإعادة التقويم إال أن المكلف
بالضريبة له الحق في االستعانة بمستشار من اختياره من أجل مناقشة رفع مبلغ الضريبة أو
1
من أجل اإلجابة عليها ويرسل اإلشعار بإعادة التقويم".
"-عند رفض العون المحقق مالحظات المكلف بالضريبة بأنه ينبغي عليه أن يعلمه بذلك من
خالل مراسلة تكون كذلك مفصلة ومبررة .واذا أبرزت هذه المراسلة سببا رئيسيا جديدا إلعادة
التقويم أو األخذ بعين االعتبار عناصر جديدة لم يتم التطرق لها في اإلشعار األولي .فإنه يمنح
2
أجل إضافي مدته 23يوما للمكلف بالضريبة لتقديم مالحظاته".
3
ثالثا :نتائج التحقيق النهائي
بعد عمليات البحث والتحري والفحص التي قام بها أعوان الرقابة الجبائية وحصولهم على
مختلف األدلة التي بني عليهم رأيهم اتجاه صحة الوعاء الضريبي الذي صرحت به المنشأة
محل التحقيق اإلدارة الجبائية وبعد إشعار المكلف بنتائج التحقيق واإلطالع على مالحظات
المكلف حولها أو انقضاء األجل كما ذكرناه سابقا يقوم أعوان اإلدا رة الجبائية بكتابة التقرير
الذي يدونون فيه رأيهم اتجاه الوعاء الضريبي المصرح به ويأخذ رأيهم األشكال التالية:
ويكون هذا الرأي عندما يكون المكلف بالضريبة يملك جميع الوثائق التبريرية لجميع
العمليات التي قام بها وأن وعاءه الجبائي تم إعداده وفقا للقواعد والمبادئ.
وهنا يمكن القول أن المحقق الجبائي قد قبل الوعاء الضريبي للمكلف قبوال جزئيا .ولكن
هناك مجموعة من االنحرافات والتجاوزات التي قد تحدث جراء جهل المكلف ببعض الوسائل
4
والقواعد القانونية في تحديد الوعاء الجبائي الصحيح .
قد يرفض أعوان الرقابة الجبائية الوعاء الذي صرح به المكلف وذلك ألسباب موضوعية
1
أدت إلى تعريف الحقائق أو وجود مناورات تدليسية بغية التهرب والغش الضريبي .
وسنتعرض في هذا المبحث إلى المطلب األول :إثبات جريمة التهرب الضريبي والمطلب
الثاني :مباشرة ومتابعة الدعوى العمومية و الجبائية لجريمة التهرب الضريبي
أضفى المشرع القوة الثبوتية على المحاضر التي تحررها اإلدا رة الجبائية والمالية بصفة
عامة،في حالة اتباع اإلجراءات المنصوص عليها في ق.إ .الجبائية والمالية ،و كذلك القوانين
الجبائية األخرى بدقة كون مخالفة أي إجراء يترتب عليه البطالن .
وعليه تلعب المحاضر المحررة في مادة الضريبة دو ار بار از في إثبات الجرائم الضريبية
فهي أساس المتابعة،ألنه ال يمكن تقديم شكوى ما لم يكن هناك إثبات للج ريمة بموجب محاضر
مدعمة بالوثائق والجداول ،ألن تحريك الشكوى منوط باإلدا رة الضريبية وتكون من طرف مديرها
3
حددتها المادة2- 76من ق.إ.جبائية الجزائري
إن البحث عن الجرائم الضريبية يتم عن طريق إجراء المعاينة أو التحقيق المحاسبي أو
التحقيق المعمق وينجز على ذلك إجراء حجوز و معاينات مادية وميدانية بواسطة أعوان اإلدارة
الجبائية و المالية ،وتحرير محضر بالنتائج المتوصل إليها وفقا ألحكام المادة 77ق.إ.جبائية
فيما يتعلق بمحضر المعاينة والحجز وبالمواد 272وما يليها من ق.إ.جبائية والمواد 232وما
1
يليها من ق.ض.غ.م،وقد وصفت هذه المحاضر بأنها شهادة صامتة مثبتة في ورقة.
.1محضر المعاينة:
استنادا ألحكام ق.إ .جبائية ولكي يتم إثبات جريمة التهرب الضريبي عن طريق التحقيق
المحاسبي والمعمق أو معاينات ميدانية للبحث عن وسائل الغش والتدليس التي يهدف من
ورائها المكلف بالضريبة التهرب من أداء كل أو جزء من الوعاء الضريبي أو الرسوم المفروضة
في إطار القانون الجبائي من خالل اإلجراءات التالية:2
البد من اتباع إجراءات سابقة على المعاينة من طرف اإلدارة الجبائية وكذلك االلتزام
بإجراءات شكلية وموضوعية في المحضر المحرر من طرف األعوان تحت طائلة البطالن.
-ال يمكن الترخيص بإجراء المعاينة إال بأمر من رئيس المحكمة المختص إقليميا أو قاض
يفرضه هذا القانون.
-الترخيص المقدم للسلطة القضائية من طرف مسؤول اإلدارة الجبائية ،تبرر المعاينة وتتضمن
على وجه الخصوص ما يأتي (:تعريف الشخص الطب يعي أو المعنوي المعني بالمعاينة،عنوان
األماكن التي ستتم معاينتها،العناصر الفعلية والقانونية التي يفترض منها وجود ممارسة تدليسية،
أسماء األعوان المكلفين بعمليات المعاينة ورتبهم وصفتهم).
-1أحسن بوسقيعة :المنازعات الجمركية في ضوء الفقه واجتهاد القضاء الجديد في قانون الجمارك،دارالحكمة،دون ط،
الجزائر،سنة ،2997ص. 262
-2فارس السبتي:مرجع سابق،ص.229
84
طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي الفصل الثاني :
-يقوم وكيل الجمهورية بتعيين ضابط من الشرطة القضائية ويعطي التعليمات لألعوان الذين
يشاركون في هذه العملية.
-يبلغ للمعني أو ممثله القانوني أو أي شاغل لألماكن بإجراء المعاينة في عين المكان وتسلم له
نسخة مقابل إشعار باالستالم أو إمضاء على المحضر.
-في حالة غياب أي شخص باألماكن يطلب ضابط الشرطة القضائية لهذا الغرض شاهدين
خارج تعداد المستخدمين التابعين لسلطته أو لسلطة اإلدارة الجبائية وفي حالة استحالة طلب
شاهدين يقوم ظابط الشرطة القضائية باإلستعانة بمحضر قضائي.
نصت المادة 07من ق.إ.جبائية أنه بعد االنتهاء من المعاينة يحرر محضر تسرد فيه مجريات
العمليات وتدون فيه المعاينات المسجلة ويجب أن يتضمن الشكليات التالية:
-التعريف باألشخاص الذين أجروا عمليات المعاينة وهم أعوان اإلدارة الجبائية برتبة مفتش
والمؤهلين قانونا.1
-تاريخ وساعة التدخل وفقا ألحكام المادة 60من ق.إ.جبائية ،و المادة07من ق.إ.جبائية تتم
المعاينة بعد السادسة صباحا والى غاية الثامنة مساء.
بعد اإلنتهاء من عملية المعاينة وتحرير المحضر تسلم نسخة منه للمعني باألمر،ويتم
إرسال النسخ األصلية إلى القاضي الذي رخص المعاينة،يلزم ضباط الشرطة القضائية وأعوان
-1وفقا ألحكام المادة 62من قانون الماليةلسنة 1330رقم22-31المؤرخ في. 1331/21/ 12
-2قانون الضرائب غير المباشرة تضمن حجز بعض األشياء والمتمثلة في معدات صنع الخمر وآالت صنع التبغ والمعادن
الثمينة غير المدموغة.
85
طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي الفصل الثاني :
اإلدارة الجبائية الذين أجروا وحضروا المعاينة بكتمان السر المهني تحت طائلة المتابعة الجزائية
032من ق.ع. المادة
-2محضر الحجز:
أنه يجوز لكل أعوان اإلدا رة الجبائية المفوضين والمؤهلين قانونا إلثبات المخالفات وفقا
للقوانين واألنظمة المتعلقة بالتشريع الجبائي باإلضافة إلى أنه يجوز ألعوان آخرين غير تابعين
1
لإلدارة القيام بذلك
.1.2إجراءات الحجز:
أنه في حالة وجوب التحصيل الفوري المنصوص عليه بالمادة 022من ق.ض.م وفي
الحالة التي تحدد وجوب تحصيل الضريبة فيها بمقتضى أحكام خاصة:
-يجوز لقابض الضرائب المختلفة أن يوجه تنبيها بال مصاريف إلى المكلف بالضريبة بمجرد
توفر وجوب هذا التحصيل.
-إن كل سند يتعلق بالمتابعة تم تبليغه لتحصيل القسط الواجب تحصيله من الحصص المقيدة
فيه فإنه يشمل كذلك جميع األقساط حتى التي حل استحقاقها أثناء التبليغ مادام المكلف لم
يسددها.
-أنه في حالة الحجز فإن مصاريف الح راسة للمنقوالت المحجوزة يحدد من طرف اإلدارة
الجبائية تبعا للتعريفات المحددة بقرار من وزير المالية.
-أنه إثر اإلنتهاء من عملية المعاينة والحجز يتم تحرير محضر تسرد فيه مجريات العمليات
وتدون فيه المعاينات المسجلة.
إن الغلق المؤقت الذي يتم بناء على القوة التنفيذية الممنوحة للجداول من طرف وزير
المالية البد من أن يسبقه وجوبا إخطار يمكن تبليغه يوما كامال من تاريخ استحقاق
1
الضريبة.
-أن ال تتجاوز مدة الغلق المؤقت 6أشهر والهدف من ذلك هو التهديد لدفع الضريبة.
-يجب أن يبلغ قرار الغلق من طرف عون المتابعة الموكل قانونا للقيام بها أوالمحضر
القضائي.
-يقوم المحضر القضائي والعون المتابع بتنفيذ قرار الغلق في حالة عدم تسديد المكلف الضريبة
في أجل 23أيام ابتداء من تاريخ التبليغ.
-يمكن للمكلف بالضريبة المعني بإجراء الغلق المؤقت أن يطعن في قرار الغلق من أجل رفع
اليد بمجرد عريضة يقدمها إلى رئيس المحكمة اإلدارية المختصة إقليميا الذي يفصل في
القضية إستعجاليا بعد سماع اإلدا رة الجبائية واستدعاءها قانونا.
2
-إال أن إقامة هذه الدعوى ضد قرار الغلق ال يوقف تنفيذه.
.3محضر البيع:
إنه بعد أن تتم عملية الغلق المؤقت للمحالت المهنية وفي حالة حجز بعض السلع
واألشياء نتيجة عدم استجابة المعني بالضريبة لمطالب اإلدارة بدفع ما في ذمته من ديون
ضريبية فإنه تتم عمليات تنفيذ إجراءات البيع على النحو التالي:
-أنه لكي تتم عملية البيع البد من حصول قابض الضرائب المختص على رخصة من الوالي
أو أي سلطة أخرى تقوم مقامه بعد أخذ رأي مدير الضرائب للوالية.
-في حالة عدم الحصول على ترخيص من الوالي في أجل 03يوما من تاريخ إرسال الطلب
إلى الوالي أو السلطة التي تقوم مقامه يمكن لمدير الضرائب أن يرخص قانونا لقابض الضرائب
المباشر والشروع في البيع.
-أنه يمكن لكل دائن خالل 23أيام التي تلي تبليغ الحجز التنفيذي في الموطن المختار في
تسجيالته والمسجل قبل 22يوما على األقل من التبليغ المذكور أن يطلب من القاضي المباشر
للمتابعة أن يجري بيع المحل التجاري بجمل ة 1بالبيع في المزاد العلني أو البيع بالتراضي.
نجد أن القوانين الجبائية بصفة عامة أجازت إجراء المعاينات والحجوز الضريبية بجميع
الطرق القانونية: 2
-وعليه فإذا عاين ضابط الشرطة القضائية ج رائم ضريبية إثر إجراء تحقيق ابتدائي وفقا لقانون
اإلجراءات الجزائية.
-كذلك إذا عاين أعوان اإلدا رة المالية بصفة عامة جرائم ضريبية إثر تحقيقات اقتصادية في
إطار المنافسة واألسعار وقمع الغش وفقا لألمر.36-92
-يتم إثبات الجرائم الضريبية من طرف الجهات المختصة ووفقا للقواعد العامة المنصوص
إلى 107من قانون اإلج راءات الجزائية وهي المحاضر والتقارير عليها بالمواد 121
واإلجراءات والشهادات وبالكتابة والشهود فضال على إجراء الخبرات الفنية،إال أن اإلشكالية في
الخبرة أصبحت محل خالف خاصة بعد صدور ق.إ.الجبائية والذي يجيز على مستوى
المنازعات اإلدارية تعيين خبير للمكلف بالضريبة وخبير لإلدارة الجبائية وخبير تعينه المحكمة
إال أن اإلشكالية تثور في أية من الخبرات يتم ترجيعها على باقي الخبرتين وماهو المعيار
3
المعتمد خاصة إذا كانت هناك دفوع من طرفي النزاع بشأن ذلك.
إن ق.إ.الجزائية لم يقصر إثبات الجرائم على قواعد معينة ومحددة،ماعدا األحوال التي
ينص فيها القانون على غير ذلك بنص صريح كجريمة الزنا مثال،وأنه في كل الحاالت فإن
للقاضي سلطة تقديرية في إصدار حكمه حسب اقتناعه الخاص في إطار القانون وأن يترجم
ذلك في حيثيات حكمه،والتي حصلت المناقشة فيها حضوريا أمامه وأن تكون هذه األدلة
مشروعة. 1غير أنه باستق ارء القوانين الجبائية ض.م وغ.م وق.ط وق .ت والرسوم ور.ر.أ
وأيضا قانون اإلجراءات الجبائية،فإننا ال نلمس فيها أي تقييد لسلطة القاضي بل له كامل
السلطة التقديرية في إطار المحاضر واألدلة المقدمة من طرف اإلدارة الجبائية.
وعليه سنتعرض في هذا اإلطار إلى المحاضر التي لها قوة وحجية مطلقة لحين الطعن فيها
بالتزوير ،وبالتالي فإن سلطة القاضي تكاد تكون منعدمة في مثل هذه المحاضر وخاصة في
الدعوى الجبائية لعدم إمكانية تطبيق أحكام المادة20من ق.ع،أما سلطة القاضي فهي مطلقة
في كافة وسائل اإلثبات األخرى في إطار الدعوى العمومية دون الدعوى الجبائية.
تكون للمحاضر الضريبية السيما محضر المعاينة والحجز حجية مطلقة إذا تم تحريرها
وفقا لإلجراءات ا لشكلية والجوهرية التي يتطلبها القانون.2
تتمتع محاضر المعاينة والحجز الضريبية المحررة في إطار قانون اإلجراءات الجبائية
والضرائب غير المباشرة المتعلقة خاصة بالحجز للمنقوالت بحجية كاملة بحيث تكون صحيحة
إذا حررت بااللتزام بالشروط واإلجراءات المنصوص عليها بالمواد 72إلى77من ق.إ.جبائية.
ويتعلق األمر بالمحاضر التي تحرر وتتضمن اعترافات،وكذلك المعاينات المادية والحجوز
التي تتم من طرف عون غير مؤهل للقيام بذلك وفقا لقانون اإلجراءات الجبائية ،فالقاضي
الجزائي له دور إيجابي في مجال الدعوى الجبائية فقد أمده القانون بسلطة واسعة في سبيل
-1قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري لم ينص على هذه العبارة بعكس القانون المصري الذي نص عليها في المادة 030من
قانون اإلجراءات الجزائية .
إثبات الجريم ة أو العكس ،وبالتالي فالقاضي الجزائي غير مطالب في حكمه إال ببيان العناصر
1
التي استمد منها رأيه شرط أن يكون ذلك عرض عليه في الجلسة
ألنها بالرجوع إلى أحكام المادة 122من ق.إ.جزائية تنص على":ال يكون للمحضر أو التقرير
قوة اإلثبات إال إذا حرره واضعه أثناء مباش رة أعمال وظيفته وأورد فيه موضوعا داخال في نطاق
اختصاصه ما قد رآه أوسمعه أو عاينه"،أيضا أحكام المادة 127من ق.إ.جزائية":إن المواد التي
تحرر عنها محاضر لها حجيتها إلى أن يطعن فيها بالتزوير تنظمها قوانين خاصة"
وبالرجوع إلى أحكام المادة 232من ق.ض.غ.م":إن المحاضر المحررة من عون وفي هذه
الحالة تكون لها حجية أمام القضاء إلى أن يثبت العكس وعندما تكون محررة من قبل عونين
2
تكون لها حجية إلى أن يطعن فيها بالتزوير".
3
ثانيا:المحاضر األخرى
نجد أن قوانين التشريع الجبائي السيما ق.ض.م تجيز إثبات الجرائم الضريبية بجميع
الطرق الضريبية:
-يحدث هذا عندما تتم معاينة الجرائم الضريبية حسب إجراءات التحقيق االبتدائي.
-كذلك الحاالت التي يحرر فيها أعوان اإلدارة الجبائية محاضر مشوبة بالبطالن أومن طرف
عون واحد بالرغم من صحة الوقائع وتوافر حاالت التدليس والغش والمناورات االحتيالية فإنه
يعتمد على هذه المحاضر كقرينة يتم تدعيمها بأدلة أخرى
-ففي هذه الحاالت تكون للقاضي كامل السلطة التقديرية بحيث يكون اإلثبات في الجريمة
الضريبة وفقا ألحكام المواد 121إلى 122من ق.إ.جزائية ،يكون عبء اإلثبات على القواعد
العامة ويكون عل ى سلطة االتهام واإلدا رة الجبائية والمالية،ويصدر القاضي حكمه تبعا القتناعه
-1علي محمود علي حمودة :النظرية العامة في تسبيب الحكم الجبائي في مراحله المختلفة ( دراسة مقارنة)،دار الكتاب
الحديث ،دون ط ،القاهرة ،سنة،2992ص.202
-2علي محمودعلي حمودة:مرجع سابق،ص. 202
-3فارس السبتي:مرجع سابق،ص.277
90
طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي الفصل الثاني :
الخاص بناء على األدلة المقدمة له في الجلسة ،والتي حصلت فيها المناقشة حضوريا وفقا
ألحكام المادة 121من ق.إ.جزائية.
-وكذلك تطبق أحكام المادة 120من ق.إ.جزائية فيما يتعلق باالعتراف المدون في المحاضر
من المتهم،وعلى القضاة في حالة عدم األخذ باعتراف المتهم أن يبينوا أسباب ذلك في أحكامهم
أو ق ارراتهم واال كان الحكم مشوبا بالقصور و التعليل.
-أن قرينة اإلقرار أو االعتراف يطبق في القضايا المدنية ويؤخذ به كامال ،أما في المواد
1
الجزائية فللقضاة الحرية المطلقة في تقدير االعتراف بإدانة المتهم أو براءته.
وعليه سنتعرض في فرعين إلى الجهة المختصة بتحريك ومباش رة الدعوى العمومية والجبائية ثم
الجهة المختصة بالنظر في جريمة التهرب الضريبي.
تخضع جميع المتابعات القضائية من حيث تحريكها أو توقيفها إلى القواعد العامة المقررة
في قانون اإلجراءات الجبائية تضمنت أحكام ،وتنجم عن الجرائم الضريبية دعويان:2
.2دعوى عمومية تهدف إلى تطبيق العقوبات الجزائية وهي الحبس والغرامات الجزائية.
.1دعوى جبائية تهدف إلى تطبيق جزاءات جبائية وهي الغرامة الجبائية والمصاد رة للمحجوزات.
91
طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي الفصل الثاني :
فإن القوانين الجبائية أوكلت كامل الصالحية إلدا رة الضرائب فقط في تحريك الدعويين
معا.
فالمادة 032من ق.ض.م تنص ":تباشر الالحقات من أجل تطبيق العقوبات الجزائية
المنصوص عليها 030بناءا على شكوى من إدارة الضرائب دون أن يستوجب ذلك القيام
مسبقا بإنذار المعني بأن يقدم أو يكمل تصريحه أو يسوي وضعيته إزاء التنظيم الجبائي" .
وترفع هذه المالحقات إلى محكمة الجنح المختصة فيما يتعلق بالجنح .1
كما أن المادة 037من ق.ض.م تنص":أنه في حالة فتح تحقيق من قبل السلطة
القضائية على أساس شكوى من إدا رة الضرائب المباش رة يجوز لهذه اإلدارة أن تكون نفسها طرفا
مدنيا".
أعاله أمام المحكمة المختصة في قمع الغش بناء على شكوى من اإلدارة المعنية باألمر
وتكون المحكمة المختصة حسب الحالة وحسب اختيار اإلدارة".
أما المادة 1/02من ق.ط نصت هي األخرى أنه":تالحق المخالفات المشار إليها في
المادة 2/02أمام الجهة القضائية بناء على شكوى من إدا رة التسجيل فيما يخص الضرائب
التابعة الختصاصها والجهة القضائية تكون حسب الحالة واختيار اإلدا رة".
كما أن نص المادتين 022ق.ض.م و 77من ق.إ .جبائية أكدتا على أنه يجب على
السلطة القضائية أن تطلع اإلدارة المالية على كل المعلومات التي يمكن أن تتحصل عليها و
التي من شأنها أن تسمح بافتراض وجود غش أو تملص من الضريبة سواء كانت الدعوى مدنية
92
طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي الفصل الثاني :
أو جزائية وتبقى الوثائق مودعة لدى كتابة الضبط تحت تصرف إدارة الضرائب خالل 22يوم
الموالية للنطق بأي قرار من طرف الجهات القضائية وتخفض هذه المدة إلى 23أيام فيما
يخص الجنايات.
خروجا على القواعد العامة لالختصاص المحلي وهي من النظام العام بالنسبة للجرائم بأحكام
المادة 019ق.إ.الجزائية التي تنص ":على أنه تختص محليا بالنظر المحاكم في القضايا محليا
بحسب محل القبض عليهم".
وأخضع المشرع في المادة الضريبية االختصاص بحسب الحالة التي يقع في دائرة
اختصاصها مكان فرض الغرامة أو مكان الحجز أو مقر المؤسسة وفقا ألحكام المواد
039ق.ض.م 202،ق.ض.غ.م 229،ق.ط 229،ق.ر.ر.أ02،ق.ط.
نصت المادة 77من ق.إ.جبائية ":لمدير الضرائب صالحية تفويض كل سلطة ق ارره أوجزء
منها،لقبول أو رفض الشكاوى ،لألعوان المعنيين الذين لهم رتبة مفتش رئيسي على
األقل،وتمارس صالحية البت في الشكاوى عن طريق التفويض بالنسبة لتسوية القضايا المتعلقة
بمبلغ أقصاه مليوني دينار(1.333.333دج).
إن الدعوى العمومية هي وسيلة المدعي للمطالبة بحقوقه أمام القضاء وأن الدعوى
العمومية هي وسيلة الدولة ممثلة في النيابة العامة للمطالبة بحقها في إنزال العقوبة على
مرتكب األفعال اإلجرامية،وأن الدعوى هي وسيلة اقتضاء الحق أمام القضاء و الدعوى ال
تنقضي إال بتحقيق الغاية منها بصدور حكم نهائي فيها.1
نصت المادة 36ق.إ.ج فقرتها األولى على األسباب العامة النقضاء الدعوى العمومية
وهي(:وفاة المتهم،التقادم،العفو الشامل،إلغاء قانون العقوبات،صدور حكم حائز لقوة الشيء
المقضي به) وهي أسباب النقضاء الدعوى العمومية في القضايا الجبائية أيضا رغم سكوت
-1جالل ثروت :أصول المحاكمات الجزائية ،دار النهضة العربية،دون ط،بيروت،سنة، 2971ص.110
93
طرق الوقاية ووسائل مكافحة جريمة التهرب الضريبي الفصل الثاني :
القوانين الجبائية على تناول هذه األسباب ماعدا التقادم والذي يختلف في مدته عن ما هو
منصوص عليه في قانون اإلج راءات الجزائية،في القوانين الجبائية مدة التقادم في الجنح
والمخالفات 2سنوات حسب المادة 2-236من ق.ض.م.ر.م والمادة -227والمادة 2290من
ق .ت والمادة 217من ق.ط.1
.1المصالحة:
تجيز بعض القوانين العقابية وفي جرائم خاصة تحريك الدعوى العمومية بناء على طلب
أو شكوى من بعض اإلدارات والهيئات وبالتالي لإلدارة صاحبة الحق أن تجري مصالحة مع
المخالف والمادة 2-77من ق.إ.جبائية نصت على سحب الشكوى قبل صدور الحكم.
والمادة 77من ق.إ.جبائية نصت على أن ه يجوز للمدير الوالئي للضرائب أن يقدم طلبات
فرعية قصد إلغاء أو تعديل القرار الصادر في موضوع الشكوى اإلبتدائية ،وتبلغ هذه الطلبات
إلى المشتكي.
.1.1شروط المصالحة:
2
-أن تصدر من هيئة مختصة وفقا ألحكام المادتين 23-13من قانون المالية لسنة.2997
-المصالحة أمر جوازي لإلدارة ألنها ليست حق للمتهم فقد ترفض االدارة وتستمر الدعويين.
.2سحب الشكوى:
بمجرد حصول التنازل عن الشكوى أو سحبها إذا كان القانون ينص على ذلك فال يمكن
ق.إ.جزائية على إنقضاء إقامتها أو تقديمها من جديد بعد سحبها وبذلك تنص المادة36
الدعوى العمومية في حالة سحب الشكوى إذا كانت شرطا الزما للمتابعة والسحب والصفح يضع
3
حدا لكل متابعة بنص المادة 36ق.إ.ج.
وبالتالي فإذا كانت هناك متابعة بناء على شكوى من إدا رة الضرائب خطأ فإنه يترك األمر
للقضاء لمعالجة القضية بإصدار الحكم المناسب.1
-1أحسن بوسقيعة:مقال بعن وان الغش الضريبي المجلة القضائية ،العدداألول،سنة،2997ص. 17
95
الخاتمة
الخاتمة:
الضريبة اليوم وسيلة لتحقيق التنمية الشاملة،ويبرز الدور الفعال لها باعتبارها أنجع وسائل
لتحقيق عدالة اجتماعية،الرتكازها أساسا على الحد من الفوارق االجتماعية السائدة عن طريق
إعادة توزيع اإلرادات والثروات بين أفراد المجتمع،إضافة إلى كونها أداة فعالة لمختلف الظواهر
االقتصادية العامة من تضخيم وركود وتأثيرها على المؤشرات األخرى التي من بينها االدخار
واالستثمار واإلنتاج،مما يجعل التهرب من دفعها يضع حا ألهم عنصر في مالية الدولة.
إن مكافحة التهرب الضريبي ليس باألمر الهين،نظ ار لألشكال التي يتخهها والتقنيات
المتبعة من طرف المكلفين بالضريبة في إستعمال الطرق اإلحتيالية ولمجابهة التهرب الضريبي
يجب معرفة الدوافع التي تحمل المكلف للجوء إلى مثل ههه الظواهر والتي قد تنمي الوضعية
اإلقتصادية المزرية وعدم مرونة و إستقرار القوانين،وضغط جبائي مرتفع ونفسية متردية وعقلية
متخلفة تنظر إلى الضريبة بمنظار مشوه ،فتح الباب على مصراعيه أمام المكلف للتخلص من
الضريبة.
واها كانت الرقابة الجبائية والتحقيق المحاسبي من أنجع الوسائل لمحاربة التهرب الضريبي
إال أنها تبقى قاصرة ،وهها لنقص الوسائل المادية والبشرية خاصة الكفاءات العليا في الميدان
المحاسبي والقانوني.
لهلك على المشرع أن يضع نصوص محكمة بشأن الضريبة لتفادي الثغرات،إلى جانب تكثيف
اإلمكانيات البشرية والمادية لمجابهة ههه الجريمة ،و إتخاه المقومات األساسية التي من أهمها
مايلي:
وجود جهاز ضريبي على درجة عالية من الكفاءة و أن توفر ألعضائه كافة الضمانات
التي توفر لهم الحرية و االستقالل في العمل.
نشر الوعي الضريبي بين الممولين بكافة وسائل اإلعالم و الندوات.
تحديد حد اإلعفاء الهي يتناسب مع مستوى المعيشة و ارتفاع مستوى األسعار.
97
الخاتمة
إجبار المكلفين بمسك دفاتر منتظمة و مراقبتها في كل وقت على التعامل بالفاتورة لتسهيل
عملية المراقبة.
التنسيق ما بين اإلدارات و استخدام اإلعالم اآللي لتسهيل عمليات المتابعة.
يجب مراعاة الدقة في تحديد معدالت الضريبة و أن يتم هلك بعد القيام بدراسة شاملة و
تحديد العبء الضريبي المطلوب توزيعه.
إحكام منافه التهرب ،إه أن التهرب من األداء الضريبة لنوع معين من الضرائب يعني
التهرب من كافة أنواعها ،مما يخل بعدالة التوزيع العبء الضريبي.
ههه المقومات التي أرى و وجوب توفرها إها ما أريد من المراقبة الجبائية أن تكون فعالة و
مجدية في الحد من ظاهرة التهرب الضريبي.
98
المختصرات:
أوال :الكتب
و تنرتجلإلوولن ووقن و و فم ن -2أعس و نبمس و إلامن:رتصف زع و لنرتجصا إلوومن ووقن وومتنرت ووان لمرجظي و لنرت
رتجص اكحنلرانرتع صمحلم ن حرتجزرئاحسفم.1991ن
-2رتش ووماب جقنرتبش ووال:جو وارئدنرت و وارئ نرتاس وومدحلرانرتج صاو و لنرتص و نواإلمحن 1حنريس و و فلاإلمحن
سفم.1992ن
-10ع صلنعبلنرتصجإللنفزرا:صب ل نرتص تإلومنرتا صومحصا زنريسو فلاإلمنتن ظو حلم ن حنص واحلم ن
سفم.
99
إل حأعصوولنزهإلووانشو صإلم:أسووسنرتص تإلوومنرتا صوومنحلرانمرئوولحلم ن حنعصو حن -14ن توولنشووع لةنرت
سفم.2002ن
-12ن ال ووقنا و و :رتفمو و دنرتجب و ئقنرتج رزئ ووالنرتع وولإل حج1حلرانهمصوواحلم ن حرتج رزئ وواحنس ووفمنن
.2002ن
-11س و ووي دن و ووالملل :رتا ب و وومنرتجب ئإل و وومنب و ووإل نرتفماإل و وومنمرتظ بإل و ووقحلرانرتص إل و وولحلم ن حرتج رزئ و وواحن
سفم.2011ن
-19سو وومزلنعو وولتقنف شو وول :أس سو ووإل لنرتص تإلو وومنرتا صمحصفشو وومارلنرتعنبو ووقنرتع م إلو وومحلم ن حتبف و و حن
سفم.2001ن
-21و و تلنرتامإلن ووق :إ ظ و و لإل لنرتص تإل وومنرتا ص وومحلإلمر نرتص بمعو و لنرتج صاإل وومحلم ن حرتج رزئ وواحن
سفم.1912ن
لنرتاو دحلرانرتفي ومنرتاابإلومحلم ن حتبفو حن -23ع للنأعصلنعشإلش:أ ملنرت نرتص تقنتإل ظ
سفم.1999ن
-24عب وولنرتص نو و نعب وولنرتصجإل وول:ن إ ظ و و لإل لنرتص تإل وومنرتا ص وومحنرتلرارتج صاإل وومنحلم ن حنرت و و هاةحن
سفم.2004ن
100
-22عب وولنرتص ووفادن وومزل:رتص تإل وومنرتا ص وومنمرتسإل س وومنرتص تإل وومحلرانرتفي وومنرتاابإل وومحلم ن حنص وواحن
سفم.1992ن
انفماحف ئلنعس نعلسحعنإل نرتشاإل :رت ارئ نمصع سبظي حلرانرتصسوإلاةحن 2حن -26عبلنرتف
راال حسفم.2001ن
-21ع إلمنعبلنرتمرعول:صبو ل ن لمر ظ و لإل لنرتص تإلومنرتا صومحلرانرتفي ومنرتاابإلومحلم ن حنص واحن
سفم.2002ن
-32غ و زلنعسووإل نعف إلووم :رتفم و دنرت واإلبقنبووإل نرتفماإلوومنمرتظ بإلووقحلرانهمصوواحلم ن حرتج رزئوواحن
سفم2003ن.ننن
و تنرتج رزئووقنرتج رزئووالحلران -33و اسنرتسووبظق:رتصف زع و لنرت واإلبمن ووقنرتظش واإلعنرتج رزئووالنمرت
همصمحلم ن حرتجزرئاحسفم.2001ن
-36وومزلنع وومل:ري ظ و لنرت سإل سووقنرتف ووملنمرتووفمدنرتف لإلوومحلرانرت ووانرتاابووقحلم ن حتبف و حن
سفم.1919ننن
101
-39مسمن م إلل:رتلعمىنرت اإلبإلمن لمرثب ظي ن قن متنإجظي لرلنصجنوسنرتلمتومحلرانهمصواحلم ن
حنرتجزرئاحسفم.2011ن
-31صاسو ووقنرتسو ووإللنعجو و و زل:صب و و ل نري ظ و و و لنرتا دحرتو وولرانرتج صاإل و وومنتن ب عو وومنمرتفش و وواحن 2حن
ريس فلاإلمنحنسفم.2000ن
و وارلن ووقنجب إل وومنرتصؤسسو و لنص ووعنظصو و اإل نصعنمتمحص ظب وومن -41صعص وولنعصمحصف وومانأمسو واإلا:صع
رتشا منرتجزرئاإلمح 1حبملرملحسفم.2009ن
ووا :ا تإل وومنرتفمو و دنرت و واإلبقنب ووإل نرتفماإل وومنمرتظ بإل ووقحلرانهمص وواحلم ن حرتج رزئ وواحن -44صو وارلنف
سفم.2003ن
-42صعصو وولنعب و و سنصعو ووازل :إ ظ و و لإل لنرتص تإلو وومنرتا صو وومحلإلمر نرتص بمع و و لنرتج صاإلو وومحلم ن حن
رتجزرئاحنسفم.2002ن
-41صيو ووللنصعصو وولنصع و وومم :إ ظ و و لإل لنرتص تإلو وومنرتا صو وومحلإلمر نرتص بمع و و لنرتج صاإلو وومحلم ن حن
ن رتجزرئاحننسفم.2002ن
102
ثانيا:قوانين و أوامر و مراسيم
-1نرتلسظمانرتجزرئال.ن
-6فم نرتظسجإلل.ن
أ-الرسائل:
-1بغلرللنعالتنرتولإل :ا تإلومنرتا بومنرتجب ئإلومنمرتعولنصو نرتظيوالنرت واإلبقنمأث اهو نعنوزنرت زإلفومن
رتاصمصإلم(صذ اةنرتص سظا) قنرتظع إلقنرتصع سبقنحج صامنصعصلن إل انبس اةحسفم.2009ن
-2بمت و و وومخنعإلس و و ووز :رتا ب و و وومنرتجب ئإل و و وومن و و ووالرةنتصع اب و و وومنرتظي و و ووا نمرتغ و و ووشنرت و و و واإلبق(ص و و ووذ اةن
ص جسظإلا)حج صامنب ظفمحسفم.2004ن
-3عبو وولنرتع و ووإلمنت و ومرظق:رتظو وول إلقنرتصع سو ووبقن و ووالرةنتنا بو وومنرتجب ئإلو ووم(اس و و تمنص سو ووظا) و ووقنرتانو وومدن
لإلمنمعنمدنرتظسإلإلاحج صامنبس اةح.2012/2011ن ري ظ
-4مثا نبلرمل :نرتا بمنرتجب ئإلمن الرةنتص عمنرتظيا نرت اإلبق(نشي لةنص سظا)غإلانصفشماةحن
بس اةحن.2012ن
-2ف ووملنفجو و ة :ا تإل وومنرتا ب وومنرتجب ئإل وومن ووقنرتج رزئ ووا(اس تمص س ووظا) ووقنعن وومدنرتظس ووإلإلاح نإلمنرتان وومدن
لإلمنمعنمدنرتظسإلإلاج صامنرتجزرئاحغإلانصفشماةحسفم.2004/2003ن ري ظ
-6إلعإل و و ملنف و ووإلاة:رتغو ووشنمرتظيو ووا نرت و واإلبقح(صو ووذ اةنص جسو ووظإلا)ل راسو وومنع تو وومنرتجزرئاحج صاو وومن
رتجزرئاحسفم.1991ن
ن
ن
ن
104
ب-األطروحات:
ج-المجالت:ن
-3ع للنب نعبلنرهحع للنس ال:ع مقنرتص ن نب ت اإلبمن قنإجارترلنرتا بمنرتجب ئإلمحصجنمن
رتص احرتاللرتاربعح نإلمنرتع مقنمرتانمدنرتسإل سإلمحبس اةحسفم.2004ن
رابعا:الجرائد
خامسا:المراجع بالفرنسية
سادسا:مواقع اإلنترنات
www.acc4arab.com
105
فهرس المحتويات
الفهـــــــــــــــرس:
أ-ج -مقدمة.
-شكر وعرفان.
-إهداء.
الفصل األول:ماهية جريمة التهرب الضريبي
مقدمة الفصل األول
5 المبحث األول:ماهية جريمة التهرب الضريبي
5 المطلب األول:تعريف الضريبة وخصائصها
5 الفرع األول:تعريف الضريبة
6 الفرع الثاني:خصائص الضريبة
8 المطلب الثاني:قواعد الضريبة ومبادئها العامة
8 الفرع األول:قواعد الضريبة
01 الفرع الثاني:المبادئ العامة
00 المطلب الثالث :أنواع الضرائب وأهدافها والتنظيم الفني لها
00 الفرع األول:أنواع الضرائب
06 الفرع الثاني:أهداف الضرائب
08 الفرع الثالث:التنظيم الفني للضريبة
10 المبحث الثاني:ماهية جريمة التهرب الضريبي
10 المطلب األول :مفهوم جريمة التهرب الضريبي
10 الفرع األول:تعريف جريمة التهرب الضريبي
12 الفرع الثاني :الفرق بين التهرب الضريبي والغش الضريبي
12 الفرع الثالث:أسباب التهرب الضريبي
12 المطلب الثاني:أنواع وأشكال التهرب الضريبي
12 الفرع األول:أنواع التهرب الضريبي
20 الفرع الثاني:أشكال التهرب الضريبي
فهرس المحتويات
إن حاجة الدولة إلى المال تطورت اضطرادا مع تطور وظيفتها وليتسنى لها إدارة وتسيير
المرافق وتحقيق الصالح العام عليها البحث على مصادر تمويل دائمة ومستقرة ألن المصادر
المؤقتة تترتب عنها نتائج سيئة تجعل الدولة تتحمل أعباء ثقيلة،السيما مع تعدد وظائف الدولة
حيث بعد أن كان دورها يقتصر على األمن الداخلي والدفاع واقامة العدل أصبحت اليوم تغطي
كل المجاالت الحياتية من إقامة المشاريع إلى حماية اإلقتصاد وتزويد الثروة الوطنية ونشر
العلم وحفظ الصحة وتحسين ظروف معيشة السكان ومعالجة األزمات،حيث تعتبر الضريبة
المحور الذي يقوم حوله التهرب الضريب ي،فالضريبة تعد عبئا على المكلف بها،بحيث ال يوجد
لها مقابل مباشرو إنما يدفعها بإعتباره عضوا في المجتمع،ومن هنا تظهر فكرة التملص من
الواجبات الجبائية وتفادي تحمل العبء الضريبي.
ولتحقيق هذا الغرض قد يستعمل الفرد تقنيات وطرق مختلفة من البسيطة والعادية إلى
تلك المعقدة وهذا ما يصطلح عليه التهرب الضريبي،وأسعى من وراء هذا البحث إلى فحص
ظاهرة التهرب الضريبي وازالة الغموض واإلبهام والتشابه لفك تعقيدات وآليات هذه
الظاهرة .عرض المجهود القانوني في مجال التهرب الضريبي وذلك بتحليل ظاهرة التهرب
الضريبي،مفهومه،أنواعه وأشكاله ،إلى جانب األسباب والعوامل التي يقوم عليها،اآلثار
المترتبة،وضعية اإلدا رة الجبائية في الجزائر وعالقتها بالمصالح والهياكل األخرى،ووسائل
مكافحته وطرق الوقاية على المستوى الوطني والدولي.