You are on page 1of 14

‫خطة البحث‬

‫‪ ‬مقدمة‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬ماهية التهرب الضريبي و أسبابه‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية التهرب الضريبي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب التهرب الضريبي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬المبحث الثاني‪ :‬طرق و أثار التهرب الضريبي‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬طرق التهرب الضريبي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أثار التهرب الضريبي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬وسائل محاربة التهرب الضريبي‪.‬‬
‫‪‬المطلب األول‪ :‬التحقيق المحاسبي‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التنسيق في إطار محاربة التهرب الضريبي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خاتمة‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬
‫تشكل الضرائب عبئا على الممولين‪،‬إذ أنها إقتطاع جبري من دخولهم‬
‫(على نحو مباشر أو غير مباشر) دون أن يع ود على أي منهم مقاب ل أو نف ع‬
‫مباشر كمقابل لها‪،‬و لذلك يسعى البعض منهم إلى مقاومتها إما بالتخلص منها أو‬
‫بالتحايل على اإلدارة الضريبية‪ ،‬و يكون التخلص من الضريبة(عدم دفعها) على‬
‫نحو مشروع (تجنب الضريبة)‪ ،‬أو على نحو غير مشروع (التهرب الضريبي)‪،‬و‬
‫هذا األخير يؤدي إلى نقص اإليرادات العامة للدولة ومن ثم عجزها جزئي ا عن‬
‫تنفيذ المشروعات النافعة للمجتمع‪ ،‬كما انه يؤدي إلى عدم توزيع األعباء العام ة‬
‫توزيعا عادال‪ ،‬ل ذلك تس عى الدول ة لمعالج ة ه ذه الظ اهرة بتحدي د ك ل طاقاته ا‬
‫وإ مكانياته ا المادي ة والبش رية وإ دراك األس باب الحقيقي ة ال تي أدت إلى انعكاس ات‬
‫سلبية على االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫من هنا نطرح اإلشكال التالي حول ماهية و أسباب التهرب الضريبي‪ ،‬طرقه و‬
‫آثاره على المجتمع و وسائل مكافحته بالنسبة للدولة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية التهرب الضريبي و أسبابه‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية التهرب الضريبي‬
‫‪/1‬مفهوم التهرب الضريبي‪:‬‬
‫‪ -‬الته رب الضريبي ه و محاول ة المم ول أو المكلف بالض ريبة التخلص من أعب اء الضريبة وع دم االل تزام القانوني‬
‫بأدائها‪.‬‬
‫‪/2‬أنوع التهرب الضريبي‪:‬‬
‫①‪ .‬الته رب المش روع‪ :‬ه و تخلص المكل ف من أداء الض ريبة نتيج ة اس تفادته من بعض الثغ رات الموج ودة في‬
‫التش ريع الض ريبي ال ذي ينتج عنه ا التخلص من دف ع الض ريبة دون أن تك ون هن اك مخالف ة للنص وص القانوني ة (ق د‬
‫يك ون مقص ودا من ط رف المش رع لتحقي ق بعض الغاي ات االقتص ادية واالجتماعي ة ك أن تف رض ض ريبة دخ ل على‬
‫جميع األرباح الصناعية والتجارية ثم تستثنى منها أرباح بعض المؤسسات الصناعية ضمن شروط معينة تشجيعا‬
‫إلنشاء هذه المؤسسات) والمنصوص عنها في القانون تجنبا ألداء ضريبة اإلنتاج أو التهرب من ضريبة الشركات‬
‫ذلك عن طريق توزيع هذه األخيرة على شكل هبات للذين تربطهم بصاحب الشركة قرابة من الدرجة األولى وهو‬
‫على قيد الحياة حتى ال تخضع بعد وفاته تلك األموال لضريبة الشركات‪.‬‬
‫②‪ .‬التهرب غير المشروع‪" :‬الغش الضريبي"‬
‫هو تهرب مقصود من طرف المكلفين وذلك عن طريق مخالفتهم عمدا ألحكام القانون الجبائي قصدا منهم عدم دفع‬
‫الضرائب المستحقة عليهم إما باالمتناع عن تقديم أي تصريح بأرباحه‪.‬‬
‫أو بتقديم تصريح ناقص أو كاذب‪.‬‬
‫أو إعداد سجالت وقيود مزيفة‪.‬‬
‫أو االستعانة ببعض القوانين التي تمنع الدوائر المالية االطالع على حقيقة األرباح إلخفاء قسم منها‪.‬‬
‫③‪ .‬الـتهرب المحلي‪:‬هذا النوع يحدث في نطاق حدود الدولة الموجودة بها بحيث تكون أفعال التزوير التي يقوم‬
‫بها المكلف ال تتعدى هذه الحدود ‘ما باستغالل الثغرات الموجودة في النظام الجبائي أو بطرق وأساليب أخرى مثل‪:‬‬
‫التهرب عن طريق االمتناع يسمى" التجنب الضريبي" يؤدي امتناع الفرد عن القيام بالتصرف المنشئ للضريبة حتى‬
‫يتجنب دفعها‪.‬‬
‫كأن يرفض استيراد بعض السلع األجنبية لتفادي الضرائب الجمركية‪.‬‬
‫أو يرفض استهالك سجائر حتى يتجنب دفع الضريبة‪.‬‬

‫④‪ .‬التهرب الدولي‪ :‬وه ذه الص ورة من ص ور الته رب إذ يتمث ل في العم ل على التخلص من دف ع الض ريبة في‬
‫بلدها عن طريق التهرب غير القانوني للمداخيل و األرباح التي من المفروض أن تخضع لضريبة البلد التي حققت‬
‫فيه فعال إلى بلد آخر يتميز بضغطه الجبائي(المنخفض)‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب التهرب الضريبي‪:‬‬
‫‪/1‬األسباب المباشرة‪:‬‬
‫①‪ .‬األسباب التشريعية‪ :‬لقد زاد تعقد القواعد التشريعية للنظام الضريبي من احتماالت التهرب الضريبي سواء‬
‫في تقدير الوعاء أو في حساب قيمة الضريبة أو اإلعفاءات أو التخفيضات‪.‬‬
‫②‪ .‬من ناحية الكفاءة‪ :‬من أخطر الوسائل التي يلجأ إليها الموظف هي الرشوة التي تظهر أساسا الجانب السلبي‬
‫له أي عدم وجود وعي مهني‪.‬‬
‫③‪ .‬اإلمكانيات المادية‪ :‬نقص الوس ائل المادي ة حيث أن جمي ع المؤسس ات والقطاع ات ق د اس تفادت من مش اريع‬
‫عمرانية تعكس الواقع إال أن القطاع الجبائي لم يتحصل على أي إصالح كونه يزاول عمله في منشآت موروثة من‬
‫قبل االستعمار‪.‬‬
‫④‪ .‬اإلجراءات اإلدارية‪ :‬تعتبر كإجراءات روتينية معقدة تتسبب في خلق الكراهية اتجاه الضرائب وما يمثلها‬
‫من أجهزة وأعوان إداريين فلذلك يبقى على اإلدارة الجبائية استعمال كل اإلجراءات الالزمة لتفادي ذلك وتتمثل هذه‬
‫اإلجراءات فيمايلي‪:‬‬
‫‪ -‬صعوبة تقدير الوعاء الضريبي‪.‬‬
‫‪ -‬عدم المساواة في تطبيق اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ -‬تعقد اإلجراءات الخاصة بتحصيل الضريبة‪.‬‬
‫‪/2‬األسباب غير المباشرة‪:‬‬
‫① األسباب النفسية‪ :‬الضريبة أداة الغتصاب وافتقار الشعوب يرجع هذا التفكير إلى األسباب التاريخية ورثتها‬
‫الشعوب عن االستعمار فكان االستعمار الفرنسي مثال في الجزائر يستعمل الضريبة كوسيلة لمصادر ونهب أموال‬
‫األفراد مما انعكس سلبا على المجتمع اتجاه فرض الضريبة اقتطاع مالي دون مقابل بل وهذا ما أدى إلى إحساسهم‬
‫بأن الضريبة تحد من حريتهم ويذهب البعض إلى اعتقادهم في عدم عدالتها‪.‬‬
‫مثال‪ :‬شركتين األولى (‪ )SARL‬ذات مسؤولية محدودة والثانية شركة تضامن(‪.)SNC‬‬
‫نجد األولى تدفع ضريبة على أرباح الشركات والباقي تقسم على الشركاء والذين يكنون مكلفين بدفع ضريبة على‬
‫الدخل اإلجمالي أيضا مجبرون على دفع الضريبتين معا‪ ،‬أما الثانية فاألرباح تقسم بين الشركاء وكل شريك ملزم‬
‫بدفع ضريبة واحدة هي الضريبة على الدخل اإلجمالي‪.‬‬
‫بالمقارنة نجد أن الحالة األولى يحس المكلف بعدم وجود العدالة الضريبية وبالتالي فهو يلجأ إلى محاولة التهرب من‬
‫أحداهما‪.‬‬
‫② األسباب االجتماعية‪ :‬يلعب المحيط االجتماعي دورا هاما في ترسيخ ظاهرة التهرب الضريبي وشيوعها بين‬
‫األفراد وهذا وأن ضعف الوعي الضريبي الذي يتناسب مع الشعور الوطني‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫③ األسباب السياسية‪ :‬وه ذا ي رمي ب البالد إلى زي ادة وتف اقم ح االت الته رب وه ذا إلحساس هم بض عف الس لطة‬
‫العامة عجزها على استغاللها األمثل للموارد‪.‬‬
‫④ األسباب االقتصادية‪ :‬يعتبر اقتصاد لكل دولة محددا برصيد المعني من القطاع الضريبي فالحالة االقتصادية‬
‫للمكلف والحالة االقتصادية العامة لها دور كبير في التأثير على التهرب الضريبي‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬طرق وآثار التهرب الضريبي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬طرق التهرب الضريبي‪:‬‬
‫عن طريق المعامالت المحاسبية‪ :‬حسب قول ( ‪)J.C. Martinez‬‬ ‫‪.1‬‬
‫"‪ ‬تتعدد طرق التهرب الضريبي والتي تمتد من التخفيض التافه لمبالغ المبيعات أو االستيراد دون تصريح إلى إهمال‬
‫تسجيل اإليرادات محاسبيا مرورا بتضخم األعباء القابلة للخصم"‪.‬‬
‫تخفيض اإليرادات‪ :‬تعد الطريقة األحسن واألكثر استعماال التي من خاللها يعتمد المكلف على تخفيض الوعاء‬ ‫أ‪-‬‬
‫الضريبي والتخلص من دفعها كليا يتجس د ه دا التخفيض في ال بيع دون فوات ير أي ال بيع نق دا وال ي ترك أثر العملي ة‪،‬‬
‫هذه الطريقة تمكنه من إخفاء جزء كبير من ‪(C.A‬رقم أعماله) وكذلك تسجل قيمة العمليات بأقل من قيمتها الحقيقية‬
‫وهذا بعد االتفاق المبرم مع الزبون‪.‬‬
‫تخفيض التك اليف‪ :‬المكل ف ح ق الخص م لبعض التك اليف واألعب اء من ال ربح الخاض ع للض ريبة وه ذا وفق ا‬ ‫ب‪-‬‬
‫للشروط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬أن تكون موضوعة في صالح نشاط المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون لها عالقة مباشرة بنشاط المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬أن تتصل بأعباء فعلية مرفقة بمبررات ووثائق رسمية‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون في حدود السقف الذي حدده القانون‪.‬‬
‫هذه الرخصة تجعل المكلف يسرع إلى الرفع من نسبة التكاليف واألعباء ويحاول دوما تضخيم أعبائه بكل الوسائل‬
‫والطرق‪.‬‬
‫التهرب عن طريق عمليات مادية وقانونية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫يعتمد هذا النوع من التهرب على ممارسة عمليات وهمية للحصول على محاسبة دون فواتير كما يمارس المكلف‬
‫ع دة نش اطات دون إعالم اإلدارة الجبائي ة وه ذا بإخف اء ج زء من البض اعة ه ذا ليتم بيعه ا في الس وق أو م ا يع رف‬
‫بالسوق الموازية‪.‬‬
‫أ التهرب عن طريق عمليات مادية‪:‬يقصد به خلق وضعية قانونية تظهر مخالفة الوضعية الحقيقية‪.‬‬

‫و يتمثل في إخفاء السلع أو مواد أولية التي في الواقع خاضعة للضريبة سواء كان هنا اإلخفاء جزئي أو كلي‪.‬‬

‫‪‬اإلخفاء الجزئي‪ :‬يتمثل في إخفاء جزء من أمالكه أو جزء من المخزونات التي هي في الواقع تخضع للضريبة‬
‫ليعاد بيعها بعد ذلك في السوق السوداء‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ ‬اإلخف اء الكلي‪ :‬يق وم أص حاب المش اريع بإنش اء مص انع ص غيرة في المن اطق الريفي ة ليص عب الوص ول إليه ا‬
‫وبالتالي اإلنتاج المحصل عليه منها يباع دون فواتير ويسمى " االقتصاد السري على الشرعي" بعيد عن كل مراقبة‬
‫وهكذا تحرم خزينة الدولة من إيرادات مالية لتمويل مشاريعها‪.‬‬
‫ب‪ .‬التهرب عن طريق التالعب في تصنيف الحاالت القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬تصنيف مبيعات خاصة للضريبة إلى مبيعات معفية‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع الشركة ألرباحها على المساهمين شكل رواتب وأجور لينخفض بذلك معدل الضريبة حينما يتعلق بالرواتب‬
‫واألجور‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أثار التهرب الضريبي‬
‫‪/1‬اآلثار االقتصادية‪:‬‬
‫‪ -‬كبح روح المنافس ة بين المؤسس ات االقتص ادية حيث نج د أن درج ة االمتي از عن المؤسس ات المتهرب ة منه ا على‬
‫حساب المؤسسات التي تقوم بواجباتها الضريبية‪ ،‬فالمؤسسات التي تبحث عن تعظيم أرباحها باستعمال أنجع الطرق‬
‫ألنها تجد أن التهرب الضريبي من أنجع الوسائل لتعظيم ربحها وبصفة سريعة‪.‬‬
‫مثال على ذلك‪:‬‬
‫المؤسسات الخاصة حيث نجد أنها تريد االحتفاظ بأموالها الهائلة دون أن يمسها أي اقتطاع ضريبي‪.‬‬
‫‪/2‬اآلثار المالية‪:‬‬
‫الخس ارة في الخزين ة العمومي ة وفقدانها حص يلتها المعت برة من الم داخيل المتوقف ة من وراء الحص ائل الض ريبية مم ا‬
‫ي ؤدي ه ذا إلى التض خم النق دي لنس ب اإلص دار النق دي ال ذي ليس ل ه مقاب ل إض افة إلى أن ه ي ؤدي إلى ارتف اع نس بة‬
‫الديون كطريقة تنتهجها الدولة لسد الفراغ الكبير المالي الذي يسببه التهرب في الخزينة العامة‪.‬‬
‫‪/3‬اآلثار االجتماعية والنفسية (البسيكولوجية)‪:‬‬
‫‪ -‬ع دم المس اواة الخاص ة الته رب الض ريبي يخ ل إخالال كب يرا بفك رة العدال ة في توزي ع الض رائب إذ يتحم ل العبء‬
‫األكبر منها دائما المكلفين الذي ال يستطيعون التهرب أو الحريصون على أداء واجبهم االجتماعي والوطني في أداء‬
‫الضريبة‪.‬‬
‫ومن اآلثار أيضا‪:‬‬
‫‪ ‬تدهور الحس الجبائي لدى المكلفين‪.‬‬
‫‪ ‬تدهور عامل الصدق في المعامالت‪.‬‬
‫‪ ‬تعميق الفوارق االجتماعية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬وسائل محاربة التهرب الضريبي‬
‫المطلب األول‪ :‬الرقابة الجبائية‪:‬‬
‫تعد الرقابة الجبائية أحد أهم اإلجراءات التي تسعى من ورائها اإلدارة الجبائية إلى المحافظة على حقوق الخزينة‪،‬‬
‫من خالل محاربة التهرب الضريبي‪ ،‬أو التخفف على األقل من حدته‪.‬‬
‫فالرقاب ة تعت بر وس يلة لإلدارة الجبائي ة للتأك د من ص حة وس المة المعلوم ات الم دلى به ا في تص ريحات المكلفين‪،‬‬
‫وتسمح أيضا بإرساء مبدأ أساسي لالقتطاعات‪ ،‬والمتمثل في وقوف جميع الممولين على قدم المساواة أمام الضريبة‪.‬‬
‫‪ .I‬اإلطار القانوني للرقابة‬
‫سعيا من طرف القانون للتنظيم عملية الرقابة‪ ،‬رسم المشرع الجزائري إطارا قانونيا‪ ،‬ال يمكن من خالله لمحققين أو‬
‫أع وان الجباي ة الحي اد عن ه لممارس ة أي ش كل من أش كال التعس ف بحج ة تط بيق الق انون ف أوجب عليهم ب ذلك إتب اع‬
‫إجراءات معينة إلتمام أو تنفيذ عملية الرقابة‪ ،‬وفي نفس اإلطار فقد حدد القانون أشكاال وصور متتابعة ومتكاملة‪،‬‬
‫وألزم المحقق إتباعها أثناء عملية الرقابة‪ ،‬وتتمتع اإلدارة بصالحيات وحقوق اتجاه المكلفين أثناء تحقيقها لمهمتها‬
‫الرقابي ة لكن في إط ار من الض مانات لحماي ة المكل ف‪ ،‬باس تبعاد الممارس ات التعس فية اتجاه ه بحج ة أدائه ا لمهم ة‬
‫الرقابة‪ ،‬ومن بين هذه الحقوق‪:‬‬
‫‪ ‬حق االطالع‪.‬‬
‫‪ ‬حق الرقابة‪.‬‬
‫‪ ‬حق استدراك األخطاء اإلدارية‪ ،‬والضمانات الممنوحة‪.‬‬
‫‪ /1‬حق االطالع وه و الح ق المخ ول لإلدارة الجبائي ة أثن اء ممارس تها لمهمته ا وذل ك ب االطالع على دف اتر المكل ف‬
‫ومستنداته وإ ذا اقتضت الضرورة يمكن أخذ نسخ الدفاتر والوثائق من طرف الغير "المؤسسات‪ ،‬اإلدارات والهيئات‬
‫الحكومية" وذلك لجلب أقصى المعلومات الالزمة لتحديد الوعاء الضريبي بطريقة دقيقة "المضافة" ويمكن اإلشارة‬
‫بأن حق االطالع يقتصر على مجرد الحصول على كشوف لكتابات ووثائق حسابية دون تعليق أو إجراء أية مقارنة‬
‫كما ال يمكن أن يمارس إال من قبل األعوان الذين هم برتبة مراقب على األقل مع خضوعهم لسر مهني‪ ،‬وفي حالة‬
‫رفض المكلف لحق االطالع تطبق عليه العقوبات المزدوجة المنصوص عليها في المادة ‪ 314‬من قانون الضرائب‬
‫المباشرة والمادة ‪ 123‬من قانون الرسم على القيمة المضافة‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق غرامة جبائية من ‪ 1000‬إلى ‪10000‬دج على كل من يرفض االطالع على الدفاتر والمستندات والوثائق‬
‫المنصوص عليها قانونيا‪ ،‬وإ تالفها قبل انقضاء مدة التقادم المحددة بـ‪ 10 :‬سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬يطب ق إل زام م الي ق دره ‪50‬دج على األق ل عن ك ل ي وم عن الت أخير ال ذي يب دأ اعتب ارا من ت اريخ توقي ع المحض ر‬
‫والمدة المحددة إلثبات الرفض‪ ،‬يتم الحكم بالغرامة واإللزام من قبل الغرفة‪.‬‬
‫‪ /2‬ح ق الرقاب ة ك ون نس بة كب يرة من الض رائب الموج ودة في النظ ام الجب ائي تق وم على أس اس تص ريحات‬
‫وإ قرارات من طرف المكلف‪ ،‬وهذا األخير الذي يبقى دوما متحريا في عين اإلدارة الجبائية مما يستوجب (إخطار)‬

‫‪7‬‬
‫إحاطتها بوسائل لتقدير مدى صحة اإلقرارات من بين هذه الوسائل حق الرقابة الذي يتمثل في مجمل العمليات التي‬
‫من شأنها التحقق من صحة ونزاهة التصريحات المقدمة ويأخذ حق الرقابة شكلين هما‪:‬‬
‫‪ -‬التحقيق في المحاسبات عن طريق مجموعة من العمليات يكون الهدف من ورائها المعاينة في عين المكان للدفاتر‬
‫والوث ائق المحاس بية‪ ،‬ومقارنته ا بعناص ر االس تغالل للتأك د من ص حة التص ريحات المكتتب ة من أج ل تحدي د وع اء‬
‫الضريبة‪ ،‬ويستمد هذا النوع دعامته من نص المادة ‪ 190‬من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة‪.‬‬
‫‪ -‬أما الشكل الثاني يتمثل في التدقيق المعمق لمجمل الوضعية الجبائية‪ ،‬والذي يهدف للكشف عن الفارق الموجود‬
‫بين الم داخيل المص رح به ا من ج انب‪ ،‬والوض عية المالي ة الحقيقي ة للمكل ف من ج انب آخ ر "نم ط مس توى معيش ته‪،‬‬
‫ممتلكاته‪"...‬‬
‫وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 131‬من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة‪.‬‬
‫كما يمكن استعمال كال الطريقتين في آن واحد ألنه في الواقع أثناء إجراء التحقيق في المحاسبات المؤسسة ما يقوم‬
‫المحقق في نفس الوقت بمعاينة وفحص الحالة الجبائية للمسيرين‪.‬‬
‫‪ /3‬حق استدراك األخطاء حق استدراك األخطاء هو‪ » ‬الوسيلة الممنوحة لإلدارة إلجراء التقويمات لنفس المدة‬
‫ونفس الضرائب عندما يقدم لها المكلف عناصر غير كاملة وخاطئة‪. « ‬‬
‫سواء بتعديل أو بإنهاء اقتطاع‬
‫ً‬ ‫يتمثل هذا الحق في اإلمكانية الممنوحة لإلدارة الجبائية في إعادة النظر في االقتطاع‬
‫جديد حيث نصت المادة ‪ 327‬من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة على أنه‪» ‬يجوز استدراك خطأ يترتب‬
‫سواء من نوع الضريبة أو مكان فرضها بالنسبة ألي كان من الضرائب والرسوم عن طريق الجداول‪ ، « ‬وقد حدد‬
‫األجل القانوني الستدراك األخطاء بأربع‪ 04‬سنوات‪ ،‬كما جاء في الفقرة األولى من المادة ‪ 326‬من قانون الضرائب‬
‫المباشرة والرسوم المماثلة‪» ‬يحدد األجل الممنوح لإلدارة بأربع‪ 04‬سنوات للقيام بتحصيل الجداول الضريبية التي‬
‫يقتضيها استدراك ما كان محل سهو أو نقص في وعاء الضريبة‪ «  ‬ونفس المدة بالنسبة لرسم على القيمة المضافة‬
‫حسب ما جاء في نفس المادة ‪ 157‬وتحدد نقضه البدء لهذه المدة كمايلي‪:‬‬
‫‪ -‬فيما يخص وعاء الحقوق البسيطة والعقوبات المتناسبة مع هذه الحقوق‪ ،‬يبدأ األجل اعتبارا من اليوم األخير من‬
‫السنة التي تم فيها فرض الرسوم على المداخيل‪.‬‬
‫‪ -‬وبالنسبة لوعاء الغرامات الثابتة ذات الطابع الجبائي يبدأ األجل اعتبارا من اليوم األخير من السنة التي ارتكبت‬
‫أثناءها المخالفة‬
‫‪ -‬أم ا في مج ال الرس وم المحص لة لفائ دة المجموع ات المحلي ة وبعض المؤسس ات يب دأ س ريان ه ذا األج ل من أول‬
‫جانفي من السنة التي تفرض فيها الضريبة وقد تهد هذه الفترة أو ما يعرف بقطع التقادم‪.‬‬
‫إذا اعترض هذه المدة‪:‬‬
‫‪ -‬دفع أقساط مسبقة على الضريبة‪.‬‬
‫‪ -‬إيداع طلب تخفيض العقوبة‪.‬‬
‫‪ -‬تبليغ النتائج المتحصل عليها على إثر إجراء تحقيق المحاسبات‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ .II‬صور الرقابة‬
‫تأخذ الرقابة الجبائية أشكاال وصورا عديدة يتوجب استعمالها في الوقت المناسب‪ ،‬وحسب أهميتها في حدود ما هو‬
‫مقرر في التشريعات والتقنيات المنظمة لها والتي تتمثل في ثالث أشكال متتابعة ومتكاملة هي‪:‬‬
‫‪-1‬الرقابة الشكلية‪ :‬هي أول عملية تخضع لها التصريحات المكتتبة وتشكل مجمل التدخالت التي تهدف إلى إحداث‬
‫تصحيحات مادية لألخطاء والنقائص المرتكبة أثناء كتابة وتقديم المكلفين‪.‬‬
‫‪-2‬الرقابة على الوثائق‪ :‬يعد هذا النوع من الرقابة ثاني إجراء تقوم به اإلدارة الجبائية بعد الرقابة الشكلية يتجلى‬
‫دور ه ذه الرقاب ة في مجموع ة األعم ال والفحوص ات الدقيق ة ال تي تتم على مس توى المكتب‪ ،‬وال تي تق وم من خالله ا‬
‫اإلدارة بمقارن ة المعلوم ات المص رح به ا من ط رف المكل ف‪ ،‬والمعلوم ات المتحص ل عليه ا من ط رف اإلدارات‬
‫والهيئات والمؤسسات العامة أو الخاصة‪ ،‬والمتعلقة بالمعامالت أو الصفقات المبرمة بين المكلف وهذه الهيئات والتي‬
‫تك ون في ش كل كش وفات تع رف بـ‪ Bullet de recoupement‬كمعلوم ات إض افية‪ ،‬وبإمك ان المحق ق طلب بعض‬
‫التوضيحات والتبريرات من المكلف إذا لزم األمر ال سيما المتعلقة بنمط المعيشة أو بعض األعباء المخصوصة ‪les‬‬
‫‪. charges de ductile‬‬
‫‪-3‬الرقاب ة في عين المك ان‪ :‬على خالف الرقاب ة على الوث ائق‪ ،‬ف إن الرقاب ة بعين المك ان تتم خ ارج مك اتب اإلدارة‬
‫الجبائي ة‪ ،‬مم ا يس مح لهم بالتنق ل إلى المق رات المهني ة إلج راء بح وث ميداني ة‪ ،‬من أج ل التأك د من ص حة ودراس ة‬
‫المعلومات المصرح بها‪ ،‬وهذا بمقارنتها مع العناصر الخارجية‪.‬‬
‫تع د ه ذه الطريق ة أك ثر فعالي ة بالنس بة لإلدارة الجبائي ة حيث تس اعدها على التأك د من ص حة التص ريحات وكش ف‬
‫ح االت الته رب ‪ ،‬ولق د ك رس النظ ام الجب ائي الجزائ ري ه ذا الن وع من الرقاب ة ليش مل التحقي ق المحاس بي والتحقي ق‬
‫المعمق لمجمل الوضعية الجبائية ‪.  VASEF‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬وسائل محاربة التهرب الضريبي‬
‫تخول التشريعات الجبائية لإلدارة حق ممارسة التحقيق المحاسبي‪ ،‬والتحقيق المعمق المجمل الوضعية الجبائية بهدف‬
‫التأك د من م دى ص حة التص ريحات المقدم ة من ط رف المكلفين‪ .‬وي أتي ه ذا اإلج راء للقض اء على ظ اهرة الته رب‬
‫الجبائي‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التحقيق المحاسبي‪:‬‬
‫يسمح هذا التحقيق لإلدارة الجبائية بالتأكد من صحة وقانونية الكتابات المحاسبية ومقارنتها مع الوضعية الحقيقية‬
‫للنش اط المم ارس‪ ،‬حيث يخ رج التحقي ق المحاس بي من إط اره الض يق المتمث ل في المراجع ة الش كلية للملف ات إلى‬
‫مراجعة لكل الدفاتر والوثائق المحاسبية بعين المكان‪ ،‬هذا ما أكدته المادة ‪ 190‬من قانون الضرائب المباشرة على‬
‫أن (التحقيق المحاسبي عبارة عن مجموعة من العمليات التي تهدف إلى فحص في عين المكان الملفات المحاسبية‬
‫مقارنتها بعناصر االستغالل واستثناءا قد نصت المادة ‪ 113‬من قانون الرسم على رقم األعمال على أنه (يجب أن‬
‫يتم التحقي ق في ال دفاتر المحاس بية في عين المك ان‪ ،‬م ا ع دا إذا تم تق ديم الكل ف طلب ا مكتوب ا يقض ي بعكس ذل ك وتم‬
‫قبول ه من ط رف المص لحة‪ ،‬أو في حال ة ق وة ق اهرة مثبت ة قانون ا من ط رف المص لحة‪ .‬ال يمكن لإلدارة الجبائي ة‬
‫ممارسة التحقيق المحاسبي إال على المكلفين الملزمين بمسك الدفاتر والوثائق المحاسبية التي فرض القانون التجاري‬
‫‪9‬‬
‫والجبائي مسكها‪ .‬أي أنه بغياب هذه الوثائق ال يمكن إجراء هذا النوع من التحقيق هذا من جهة‪ ،‬من جهة أخرى ال‬
‫يمكن مباشرة التحقيق إال من طرف أعوان اإلدارة الجبائية الذين لهم على األقل رتبة مراقب‪.‬‬
‫‪ /1‬التحضير للتحقيق‬
‫يتجسد هذا اإلجراء إلى لجوء العون المحقق الذي يجب أن ال تقل رتبته عن مراقب بأعمال تمهيدية تسمح له بأخذ‬
‫صورة مستوفية وكاملة عن المكلف المعني بعملية المراقبة‪.‬‬
‫ويتمثل هذا اإلجراء بسحب ملف هذا األخير أو ما يسمى‪» Dossier Unique «  ‬الذي يشمل على جميع الوثائق‬
‫والمعلومات المتعلقة بنشاطه‪ .‬وكذلك كل التصريحات الخاصة بجميع الضرائب والرسوم الخاضعة لها وبعد جمع‬
‫كل الوثائق والمعلومات التي يستوفيها ملف المكلف يقوم العون المحقق بدراستها ذلك للتأكد من أنها كاملة وصحيحة‬
‫مع مسك وثائق ضرورية لسير مهمته على أحسن وجه منها‪:‬‬
‫‪ ‬بيان مقارن بين ميزانيات المؤسسة (األصول والخصوم)‪.‬‬
‫‪ ‬بيان محاسبي من خالل جدول حسابات النتائج‪.‬‬
‫‪ ‬رقم األعمال المعلن عنه‪ ،‬رقم األعمال المعفى‪ ،‬التخفيضات المطبقة والرسوم المسددة‪ .‬كما يجب التأكد من‪:‬الدخل‬
‫اإلجم الي المص رح به من طرف المكلف المعني بالمراقب ة‪ .‬وك ذلك فحص مدى ترابط عناصر المعيش ة مع الدخل‬
‫المصرح به‪.‬‬
‫ومن أج ل اإلحاط ة الك برى بمل ف المع ني بالمراقب ة‪ ،‬يمكن لع ون الم راقب القي ام ببح وث خارجي ة ال تي يمكن أن تتم‬
‫على عدة مستويات منها‪:‬‬
‫‪ ‬البنوك والمصارف من أجل مراقبة حركة األرصدة‪.‬‬
‫‪ ‬مصالح الجمارك فيما يخص المؤسسات المصدرة والمستوردة ( تصاريح جمركية ‪.) D3‬‬
‫‪ ‬اإلدارات العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬الزبائن‪.‬‬
‫بعد إتمام المحقق كل هذه األعمال السالفة الذكر‪ ،‬يأتي إعالم المكلف بالضريبة كآخر خطوة وهذا بإرسال إشعار‬
‫بالتحقيقات ‪ Avis de Vérification‬من أجل الشروع في التحقيق المحاسبي الدقيق‪ ،‬كما يمكن القيام بزيارة مفاجئة‬
‫في حالة الدراسة المسبقة للمكلف التي أظهرت تشويهات خطيرة للمكلف أو علم المحقق بوجود محاسبة خفية حيث‬
‫يخشى المحقق إخفاءها من طرف المكلف إذا تم إعالمه وكذلك في حالة رغبة اإلدارة الجبائية إجراء جرد حقيقي‬
‫للمخ زون‪ .‬فه ذه الزي ارة المفاجئ ة ال يمكن أن تتم إال بحض ور م دير المؤسس ة شخص يا وفي األوق ات المخصص ة‬
‫للعمل‪.‬‬
‫‪ /2‬التحقيق‬
‫تنص الم ادة ‪ 140‬من ق انون الض رائب على أن ه ال يمكن الب دء في إج راء التحقي ق المحاس بي دون أن يتم إش عار‬
‫المكلف بذلك مسبقا عن طريق إرسال إشعار بالتحقيق أو تسليمه له وأن يستفيد من أجل أدنى للتحضير مدته ‪15‬‬
‫يوما ابتدءا من تاريخ إرسال اإلشعار‪.‬‬
‫يجب أن يبين اإلشعار بالتحقيق مايلي‪:‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ ‬تاريخ ووقت بداية التحقيق‪.‬‬
‫‪ ‬مدة التحقيق‪.‬‬
‫‪ ‬الحقوق‪ ،‬الضرائب‪ ،‬الرسوم وكذا الوثائق التي يطلع عليها‪.‬‬
‫يمكن إجراء رقابة مفاجئة دون إشعار المكلف‪ .‬ذلك من أجل المعاينة الحقيقية وفي هذه الحالة يسلم اإلشعار بالتحقيق‬
‫مع بداية التحقيق فغياب اإلشعار بالتحقيق يلغي تماما إجراء التحقيق باستثناء (الزيارة المفاجئة) التي يسلم اإلشعار‬
‫وقت الزيارة يقوم المحقق منذ اليوم األول من انقضاء المدة المحددة بـ‪ 15‬يوما باالتصال مع مسيري المؤسسة بعين‬
‫المكان ويستفسر عن طبيعة العمل والنشاط الممارس مع زيارة أماكن اإلنتاج‪ ،‬التخزين‪ ،‬المحالت المهنية التي تس مح‬
‫له بأخذ نظرة شاملة حول الوضعية الحقيقية للمؤسسة حيث يجب جمع كل المعلومات المتعلقة بـ‪:‬‬
‫‪ ‬النشاط الرئيسي والثانوي للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬سعر التكلفة‪ ،‬أسعار البيع المطبقة فعال ودوران المخزون‪.‬‬
‫‪ ‬وسائل النتاج المستعملة‪.‬‬
‫‪ ‬زبائن المؤسسة ومورديها‪.‬‬
‫‪ ‬صلة المؤسسة مع الفروع األخرى‪ ،‬الشركة األم وفروعها‪.‬‬
‫باإلض افة إلى ك ل ه ذا يجب على المحق ق التأك د من الص حة الش كلية للمحاس بة‪ .‬ذل ك بأنه ا تلم جمي ع الوث ائق‬
‫والمستندات القانونية التي ينص علها القانون التجاري في المواد من ‪ 09‬إلى ‪ 11‬والمتمثلة في دفتر اليومية ‪livre‬‬
‫‪ journal‬حسب المادة ‪ ،09‬دفتر الجرد ‪ livre d’inventaire‬حسب المادة ‪.10‬‬
‫زي ادة على ذل ك يجب التأك د من مطابق ة الكتاب ة الموج ودة به ذا ال دفتر م ع الوث ائق التبريري ة بع د الدراس ة الش كلية‬
‫للمحاسبة‪ .‬يجب التطرق إلى الدراسة الموضوعية أي في مضمون المحاسبة من بينها حساب المشتريات والمبيعات‬
‫والمخزون ات كونه ا المص در األول واألساس ي للته رب وعلى ه ذا فإن ه من الض روري على المحق ق مراجع ة ه ذه‬
‫الحسابات الثالثة‪.‬‬
‫حساب المشتريات‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫حساب المبيعات‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫حساب المخزونات‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ /3‬نتائج التحقيق‬
‫تعتبر آخر مرحلة في التحقيق المحاسبي‪ .‬فبعد قيام العون المحقق بالتحقيق يتوصل إلى نتائج مهمة قد تكون مخالفة‬
‫لتص ريحات المكل ف‪ .‬وهن ا يوج د مج ال إلح داث بعض التع ديالت في القاع دة الض ريبية أو ق د تك ون ه ذه النتيج ة‬
‫مطابق ة لتص اريح المكل ف وفي ه ذه الحال ة يع د من الض روري إج راء تع ديالت بإتب اع اإلج راءات العادي ة للتق ويم‬
‫بنوعيه األحادي والثنائي‪.‬‬
‫‪ -‬التق ويم الثن ائي‪ :‬ه ذا الن وع من التق ويم يتم في حال ة امتث ال المكل ف بالتزامات ه الجبائي ة أو المحاس بية كتق ديم‬
‫التص اريح في وقته ا المح دد‪ ...‬ولكن بع د التحقي ق ت بين وج ود نق ائص أو اإلخف اءات ال تي ت دخل في تحدي د األس اس‬

‫‪11‬‬
‫الضريبي إذ تقوم اإلدارة الجبائية بتصحيح القاعدة الضريبية مع تمكين المكلف من االستفادة بالمشروعات إذا طلب‬
‫ذلك واالستماع إلى أقواله‪ ،‬ويبدأ اإلجراء بإشعاره بالتقويم المراد إتباعه مع حمايته بقدر معين من الضمانات‪.‬‬
‫‪ -‬إعالمه بالطرق المتبعة في إجراء التقويم‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية استعانة المكلف بمستشاره القانوني من أجل دراسة االقتراحات اإلدارية وتقديم مالحظاته‪.‬‬
‫‪ -‬يجب استعانة المكلف بتقويم مفصل بصفة كافية تسمح للمعني تقديم مالحظاته حيث تمنح له مدة ‪ 40‬يوما‪.‬‬
‫‪ -‬التق ويم األح ادي‪ :‬ه ذا الن وع من التق ويم يتم من ط رف اإلدارة الجبائي ة فق ط‪ ،‬ويطب ق في حال ة م ا إذا لم ي ؤد‬
‫المكلف واجباته الجبائية والمحاسبية في أوقاتها وهنا تباشر اإلدارة هذا التقويم عن طريق اإلجراءات اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬إجراء الفرض الضريبي‪.‬‬
‫‪ ‬إجراء التعديل التلقائي‪.‬‬
‫‪ ‬إجراء التقديم الفوري‪.‬‬
‫ومن ه ف إن معطي ات المحاس بة تعت بر من أهم المعطي ات ال تي تح دد القاع دة الض ريبية فبع د إح داث التع ديالت‬
‫والتص ريحات في المعلوم ات ال تي تض منتها عملي ة المحاس بة ال يمكن ال رفض الج زئي أو الكلي للمحاس بة إال في‬
‫الحاالت اآلتية التي نصت عليها المادة ‪ 119‬من قانون الضرائب المباشرة‪.‬‬
‫‪ ‬عندما ال تحتوي المحاسبة على أي قيمة مقنعة بسبب انعدام الوثائق الثبوتية‪.‬‬
‫‪ ‬عندما تتضمن المحاسبة أخطاء أو إعفاءات‪ ،‬أو معلومات غير صحيحة‪ ،‬خطيرة‪ ،‬متكررة في عمليات المحاسبة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التنسيق في إطار محاربة التهرب الضريبي‬
‫بع د أن أص بحت اإلدارة الجبائي ة غ ير ق ادرة وح دها على مجابهة الته رب الض ريبي ‪ ،‬اس توجب وض ع سياس ة‬
‫منسجمة لمحاربة هذا المرض تقوم على التنسيق بين اإلدارات (الضرائب‪ ،‬الجمارك‪ ،‬التجارة) وهي ما تعرف بلجان‬
‫التنس يق وال تي ب دورها تق وم بتك وين ف رق مختلط ة تعم ل على مس توى ك ل والي ة وله ذا ف إن أع وان إدارة الض رائب‬
‫الذين لهم رتبة مراقب على األقل‪ ،‬يتمتعون بصالحية الوقوف أمام كل أوجه‪ ،‬وأساليب التهرب مستعينين في ذلك‬
‫بالمعلومات التي تحوزها اإلدارات األحرى‪.‬‬
‫يرتكز التنسيق بين المصالح اإلدارية على‪:‬‬
‫‪ .1‬تنشيط وتوحيد نشاط اإلدارات بلجان التنسيق‪.‬‬
‫‪ .2‬استغالل وصول التوريد وتبادل المعلومات‪.‬‬
‫‪ /1‬تنسيق الرقابة بين اإلدارات (جبائية‪ ،‬تجارية‪ ،‬جمركية)‬
‫نظرا لتفاقم ظاهرة التهرب الضريبي في وقتنا الحالي وما سببته من خسائر كبيرة للخزينة العامة التي قدرت حسب‬
‫تقارير إدارة الضرائب في سنة ‪1995‬م بـ ‪ 50‬مليار دينار السبب الذي انعكس سلبا على االقتصاد الوطني‪ ،‬ال سيما‬
‫وأن الجزائر شرعت في تطبيق نظام اقتصاد السوق الذي يتأسس على حرية التجارة مما زاد في عدد المستوردين‪،‬‬
‫األمر ال ذي ق د يزي د من نس بة الته رب الضريبي وقصد زيادة مردودي ة اإلدارة الجبائي ة وإ عطائه ا وت يرة تسمح لها‬
‫بمسايرة التحوالت االقتصادية‪ ،‬والدور المنوط بها في التنمية االقتصادية وفي إطار دعم مكافحة التهرب الضريبي‬

‫‪12‬‬
‫بات من الضروري وضع سياسة منسجمة تقوم على التنسيق بين اإلدارات المعنية (تجارة‪ ،‬جمارك‪ ،‬ضرائب)‪ .‬ألن‬
‫الكثير من االقتصاديين يرجعون المشكلة الرئيسية للتهرب الضريبي إلى عدم وجود تنسيق محكم بين اإلدارات على‬
‫المستوى المركزي‪ ،‬الجهوي‪ ،‬وكذا الوالئي‪.‬‬
‫ولهذا فقد تم إنشاء هذه اللجان التي تقوم بالتنسيق بين اإلدارات المعنية بموجب قرار بين الوزارات رقم ‪ 23‬بتاريخ‬
‫‪ 23‬ج انفي ‪ 1994‬وال ذي تم نش ره لتط بيق التعليم ات رقم ‪ 431‬بين ‪MF/DGI/DOF‬ولق د تم تع ديل ه ذا الق رار‬
‫بقرار آخر صادر في ‪22/02/1995‬م والذي تم نشره في نفس اليوم‪.‬‬
‫‪ /2‬أشكال التنسيق بين اإلدارات الجبائية واإلدارات األخرى‬
‫إن نقص أو غياب المعلومات أو البيانات الخاصة ببعض المكلفين يعد سببا يعرقل اإلدارة الجبائية في تأدية مهامها‬
‫على أحسن ما يرام وعلى أحسن وجه ولوضع حد أمام كل هذه الصعوبات من أجل توجيه البحث والمراقبة أصبح‬
‫توطي د العالق ة بين اإلدارات أو الهيئ ات األخ رى أم را حتمي ا ذل ك يرج ع إلى أن ه ذه اإلدارات أو الهيئ ات يمكن أن‬
‫تساعد في تبادل المعلومات الموجودة بحوزتهم ووضعها تحت خدمة المصالح الجبائية المختصة‪.‬‬
‫إن وضع سياسة منسجمة لمحاربة التهرب الضريبي يتطلب التنسيق بين اإلدارات المعينة التي يمكن أن يرتكز على‬
‫النقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪-1‬التنسيق في برامج التدخل بعين المكان‪ :‬خاصة في إطار تدخل الفرق الموحدة ضرائب‪ ،‬جمارك‪ ،‬تجارة ومصالح‬
‫األمن‪.‬‬
‫هذا اإلجراء يعد ضروريا خاصة عندما يتعلق األمر بالبحوث الخارجية المنظمة لكشف األنشطة المخفاة " اقتصاد‬
‫سري" واألشخاص الذين يمارسونها‪.‬‬
‫هذا التدخل المشترك يمكن أن يسفر عن نتائج إيجابية انطالقا من المعلومات المجمعة لدى كل هيئة أو إدارة يمكن‬
‫اس تغاللها للخ روج بنتيج ة مش تركة و مقنع ة‪ ،‬م ع ال دعم الالزم للق وة العمومي ة ال تي تلعب دور ه ام في تش خيص‬
‫المتهربين الموجودين في المناطق أواألحياء التي يصعب التوغل فيها‪.‬‬
‫التنسيق الثن ائي‪ ،‬دائم ا وفي مج ال التنس يق بين اإلدارة الجبائي ة واإلدارات األخرى وفي إط ار تب ادل المعلوم ات عن‬
‫الوضعية المالية الحقيقية للمكلفين يمكن ذكر األمثلة اآلتية‪:‬‬
‫‪-2‬التنسيق بين اإلدارة الجبائية ومصالح الجمارك‪:‬من واجب اإلدارة الجبائية في أغلب األحيان اللجوء إلى مصادر‬
‫لم دها بالمعلوم ات الالزم ة‪،‬و من بين ه ذه المص ادر مص الح الجم ارك باعتباره ا حلق ة وص ل بين ال داخل والخ ارج‬
‫ونظرا لم ا له ا من إمكاني ات استقص اء لمعلوم ات قيم ة بش أن حرك ة رؤوس األموال والتحويالت المش بوهة من قب ل‬
‫المؤسسات المالية‪ ،‬كل ذلك من أجل كشف حاالت التهرب الضريبي‪ ،‬زيادة على ذلك يجب على مصالح الجمارك‬
‫التبليغ التلقائي بكل المعلومات التي تخص اإلستيرادات الخاصة بالمكلف‪.‬‬
‫‪ -3‬التنسيق مع مصالح التجارة ‪:‬قصد إيجاد تجاوب من شأنه أن يقلل من حاالت التهرب‪ ،‬أصبح من الضروري‬
‫التنس يق بين اإلدارة الجبائي ة والمص الح التجاري ة خاص ة مديري ة المنافس ة واألس عار ومديري ة اإلحص اءات ال تي‬
‫تس اعدها في التبلي غ عن المخالف ات ال تي يرتكبها بعض المكلفين بالض ريبة‪ ،‬ال تي تؤثر س لبا على االقتص اد الوط ني‪،‬‬
‫باإلضافة إلى التبليغ عن أسعار السلع والخدمات‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫‪-‬د‪.‬عبد هللا الصعيدي‪، d‬علم المالية(النفقات العامة‪،‬اإليرادات العامة الموازنة العامة للدولة)القاهرة‪-‬ط‪.2007 1‬‬

‫خــات ـمــة‪:‬‬

‫إن مكافحة التهرب الضريبي ليس باألمر الهين‪ ،‬نظرا لألشكال التي يتخذها والتقنيات المتبعة‬
‫من ط رف المكلفين في اس تعمال الطرق االحتيالي ة‪ ،‬ولمجابهة الته رب الض ريبي يجب معرفة ال دوافع‬
‫التي تحمل المكلف للجوء إلى مثل هذه الظواهر والتي قد تكون الوضعية االقتصادية المزرية وعدم‬
‫مرون ة واس تقرار الق وانين‪ ،‬وض غط جب ائي مرتف ع ونفس ية متردي ة وعقلي ة متخلف ة تنظ ر إلى الض ريبة‬
‫بمنظار مشوه فتح الباب على مصراعيه أمام المكلف للتخلص من الضريبة‪.‬‬

‫وإ ذا كانت الرقابة الجبائية و المحاسبية من أنجع الوسائل لمحاربة التهرب إال أنها تبقى قاصرة وهذا‬
‫لنقص الوسائل المادية والبشرية خاصة الكفاءات العليا في الميدان المحاسبي والقانوني‪.‬‬

‫‪14‬‬

You might also like