Professional Documents
Culture Documents
التهرب الضريبي
التهرب الضريبي
مقدمة
المبحث األول :ماهية التهرب الضريبي و أسبابه.
المطلب األول :ماهية التهرب الضريبي.
المطلب الثاني :أسباب التهرب الضريبي.
المبحث الثاني :طرق و أثار التهرب الضريبي.
المطلب األول :طرق التهرب الضريبي.
المطلب الثاني :أثار التهرب الضريبي.
المبحث الثالث :وسائل محاربة التهرب الضريبي.
المطلب األول :التحقيق المحاسبي.
المطلب الثاني :التنسيق في إطار محاربة التهرب الضريبي.
خاتمة
1
مقدمة
تشكل الضرائب عبئا على الممولين،إذ أنها إقتطاع جبري من دخولهم
(على نحو مباشر أو غير مباشر) دون أن يع ود على أي منهم مقاب ل أو نف ع
مباشر كمقابل لها،و لذلك يسعى البعض منهم إلى مقاومتها إما بالتخلص منها أو
بالتحايل على اإلدارة الضريبية ،و يكون التخلص من الضريبة(عدم دفعها) على
نحو مشروع (تجنب الضريبة) ،أو على نحو غير مشروع (التهرب الضريبي)،و
هذا األخير يؤدي إلى نقص اإليرادات العامة للدولة ومن ثم عجزها جزئي ا عن
تنفيذ المشروعات النافعة للمجتمع ،كما انه يؤدي إلى عدم توزيع األعباء العام ة
توزيعا عادال ،ل ذلك تس عى الدول ة لمعالج ة ه ذه الظ اهرة بتحدي د ك ل طاقاته ا
وإ مكانياته ا المادي ة والبش رية وإ دراك األس باب الحقيقي ة ال تي أدت إلى انعكاس ات
سلبية على االقتصاد الوطني.
من هنا نطرح اإلشكال التالي حول ماهية و أسباب التهرب الضريبي ،طرقه و
آثاره على المجتمع و وسائل مكافحته بالنسبة للدولة.
2
المبحث األول :ماهية التهرب الضريبي و أسبابه
المطلب األول :ماهية التهرب الضريبي
/1مفهوم التهرب الضريبي:
-الته رب الضريبي ه و محاول ة المم ول أو المكلف بالض ريبة التخلص من أعب اء الضريبة وع دم االل تزام القانوني
بأدائها.
/2أنوع التهرب الضريبي:
① .الته رب المش روع :ه و تخلص المكل ف من أداء الض ريبة نتيج ة اس تفادته من بعض الثغ رات الموج ودة في
التش ريع الض ريبي ال ذي ينتج عنه ا التخلص من دف ع الض ريبة دون أن تك ون هن اك مخالف ة للنص وص القانوني ة (ق د
يك ون مقص ودا من ط رف المش رع لتحقي ق بعض الغاي ات االقتص ادية واالجتماعي ة ك أن تف رض ض ريبة دخ ل على
جميع األرباح الصناعية والتجارية ثم تستثنى منها أرباح بعض المؤسسات الصناعية ضمن شروط معينة تشجيعا
إلنشاء هذه المؤسسات) والمنصوص عنها في القانون تجنبا ألداء ضريبة اإلنتاج أو التهرب من ضريبة الشركات
ذلك عن طريق توزيع هذه األخيرة على شكل هبات للذين تربطهم بصاحب الشركة قرابة من الدرجة األولى وهو
على قيد الحياة حتى ال تخضع بعد وفاته تلك األموال لضريبة الشركات.
② .التهرب غير المشروع" :الغش الضريبي"
هو تهرب مقصود من طرف المكلفين وذلك عن طريق مخالفتهم عمدا ألحكام القانون الجبائي قصدا منهم عدم دفع
الضرائب المستحقة عليهم إما باالمتناع عن تقديم أي تصريح بأرباحه.
أو بتقديم تصريح ناقص أو كاذب.
أو إعداد سجالت وقيود مزيفة.
أو االستعانة ببعض القوانين التي تمنع الدوائر المالية االطالع على حقيقة األرباح إلخفاء قسم منها.
③ .الـتهرب المحلي:هذا النوع يحدث في نطاق حدود الدولة الموجودة بها بحيث تكون أفعال التزوير التي يقوم
بها المكلف ال تتعدى هذه الحدود ‘ما باستغالل الثغرات الموجودة في النظام الجبائي أو بطرق وأساليب أخرى مثل:
التهرب عن طريق االمتناع يسمى" التجنب الضريبي" يؤدي امتناع الفرد عن القيام بالتصرف المنشئ للضريبة حتى
يتجنب دفعها.
كأن يرفض استيراد بعض السلع األجنبية لتفادي الضرائب الجمركية.
أو يرفض استهالك سجائر حتى يتجنب دفع الضريبة.
④ .التهرب الدولي :وه ذه الص ورة من ص ور الته رب إذ يتمث ل في العم ل على التخلص من دف ع الض ريبة في
بلدها عن طريق التهرب غير القانوني للمداخيل و األرباح التي من المفروض أن تخضع لضريبة البلد التي حققت
فيه فعال إلى بلد آخر يتميز بضغطه الجبائي(المنخفض).
3
المطلب الثاني :أسباب التهرب الضريبي:
/1األسباب المباشرة:
① .األسباب التشريعية :لقد زاد تعقد القواعد التشريعية للنظام الضريبي من احتماالت التهرب الضريبي سواء
في تقدير الوعاء أو في حساب قيمة الضريبة أو اإلعفاءات أو التخفيضات.
② .من ناحية الكفاءة :من أخطر الوسائل التي يلجأ إليها الموظف هي الرشوة التي تظهر أساسا الجانب السلبي
له أي عدم وجود وعي مهني.
③ .اإلمكانيات المادية :نقص الوس ائل المادي ة حيث أن جمي ع المؤسس ات والقطاع ات ق د اس تفادت من مش اريع
عمرانية تعكس الواقع إال أن القطاع الجبائي لم يتحصل على أي إصالح كونه يزاول عمله في منشآت موروثة من
قبل االستعمار.
④ .اإلجراءات اإلدارية :تعتبر كإجراءات روتينية معقدة تتسبب في خلق الكراهية اتجاه الضرائب وما يمثلها
من أجهزة وأعوان إداريين فلذلك يبقى على اإلدارة الجبائية استعمال كل اإلجراءات الالزمة لتفادي ذلك وتتمثل هذه
اإلجراءات فيمايلي:
-صعوبة تقدير الوعاء الضريبي.
-عدم المساواة في تطبيق اإلجراءات.
-تعقد اإلجراءات الخاصة بتحصيل الضريبة.
/2األسباب غير المباشرة:
① األسباب النفسية :الضريبة أداة الغتصاب وافتقار الشعوب يرجع هذا التفكير إلى األسباب التاريخية ورثتها
الشعوب عن االستعمار فكان االستعمار الفرنسي مثال في الجزائر يستعمل الضريبة كوسيلة لمصادر ونهب أموال
األفراد مما انعكس سلبا على المجتمع اتجاه فرض الضريبة اقتطاع مالي دون مقابل بل وهذا ما أدى إلى إحساسهم
بأن الضريبة تحد من حريتهم ويذهب البعض إلى اعتقادهم في عدم عدالتها.
مثال :شركتين األولى ( )SARLذات مسؤولية محدودة والثانية شركة تضامن(.)SNC
نجد األولى تدفع ضريبة على أرباح الشركات والباقي تقسم على الشركاء والذين يكنون مكلفين بدفع ضريبة على
الدخل اإلجمالي أيضا مجبرون على دفع الضريبتين معا ،أما الثانية فاألرباح تقسم بين الشركاء وكل شريك ملزم
بدفع ضريبة واحدة هي الضريبة على الدخل اإلجمالي.
بالمقارنة نجد أن الحالة األولى يحس المكلف بعدم وجود العدالة الضريبية وبالتالي فهو يلجأ إلى محاولة التهرب من
أحداهما.
② األسباب االجتماعية :يلعب المحيط االجتماعي دورا هاما في ترسيخ ظاهرة التهرب الضريبي وشيوعها بين
األفراد وهذا وأن ضعف الوعي الضريبي الذي يتناسب مع الشعور الوطني.
4
③ األسباب السياسية :وه ذا ي رمي ب البالد إلى زي ادة وتف اقم ح االت الته رب وه ذا إلحساس هم بض عف الس لطة
العامة عجزها على استغاللها األمثل للموارد.
④ األسباب االقتصادية :يعتبر اقتصاد لكل دولة محددا برصيد المعني من القطاع الضريبي فالحالة االقتصادية
للمكلف والحالة االقتصادية العامة لها دور كبير في التأثير على التهرب الضريبي.
المبحث الثاني :طرق وآثار التهرب الضريبي:
المطلب األول :طرق التهرب الضريبي:
عن طريق المعامالت المحاسبية :حسب قول ( )J.C. Martinez .1
" تتعدد طرق التهرب الضريبي والتي تمتد من التخفيض التافه لمبالغ المبيعات أو االستيراد دون تصريح إلى إهمال
تسجيل اإليرادات محاسبيا مرورا بتضخم األعباء القابلة للخصم".
تخفيض اإليرادات :تعد الطريقة األحسن واألكثر استعماال التي من خاللها يعتمد المكلف على تخفيض الوعاء أ-
الضريبي والتخلص من دفعها كليا يتجس د ه دا التخفيض في ال بيع دون فوات ير أي ال بيع نق دا وال ي ترك أثر العملي ة،
هذه الطريقة تمكنه من إخفاء جزء كبير من (C.Aرقم أعماله) وكذلك تسجل قيمة العمليات بأقل من قيمتها الحقيقية
وهذا بعد االتفاق المبرم مع الزبون.
تخفيض التك اليف :المكل ف ح ق الخص م لبعض التك اليف واألعب اء من ال ربح الخاض ع للض ريبة وه ذا وفق ا ب-
للشروط التالية:
أن تكون موضوعة في صالح نشاط المؤسسة.
أن تكون لها عالقة مباشرة بنشاط المؤسسة.
أن تتصل بأعباء فعلية مرفقة بمبررات ووثائق رسمية.
أن تكون في حدود السقف الذي حدده القانون.
هذه الرخصة تجعل المكلف يسرع إلى الرفع من نسبة التكاليف واألعباء ويحاول دوما تضخيم أعبائه بكل الوسائل
والطرق.
التهرب عن طريق عمليات مادية وقانونية: .2
يعتمد هذا النوع من التهرب على ممارسة عمليات وهمية للحصول على محاسبة دون فواتير كما يمارس المكلف
ع دة نش اطات دون إعالم اإلدارة الجبائي ة وه ذا بإخف اء ج زء من البض اعة ه ذا ليتم بيعه ا في الس وق أو م ا يع رف
بالسوق الموازية.
أ التهرب عن طريق عمليات مادية:يقصد به خلق وضعية قانونية تظهر مخالفة الوضعية الحقيقية.
و يتمثل في إخفاء السلع أو مواد أولية التي في الواقع خاضعة للضريبة سواء كان هنا اإلخفاء جزئي أو كلي.
اإلخفاء الجزئي :يتمثل في إخفاء جزء من أمالكه أو جزء من المخزونات التي هي في الواقع تخضع للضريبة
ليعاد بيعها بعد ذلك في السوق السوداء.
5
اإلخف اء الكلي :يق وم أص حاب المش اريع بإنش اء مص انع ص غيرة في المن اطق الريفي ة ليص عب الوص ول إليه ا
وبالتالي اإلنتاج المحصل عليه منها يباع دون فواتير ويسمى " االقتصاد السري على الشرعي" بعيد عن كل مراقبة
وهكذا تحرم خزينة الدولة من إيرادات مالية لتمويل مشاريعها.
ب .التهرب عن طريق التالعب في تصنيف الحاالت القانونية.
-تصنيف مبيعات خاصة للضريبة إلى مبيعات معفية.
-توزيع الشركة ألرباحها على المساهمين شكل رواتب وأجور لينخفض بذلك معدل الضريبة حينما يتعلق بالرواتب
واألجور.
المطلب الثاني :أثار التهرب الضريبي
/1اآلثار االقتصادية:
-كبح روح المنافس ة بين المؤسس ات االقتص ادية حيث نج د أن درج ة االمتي از عن المؤسس ات المتهرب ة منه ا على
حساب المؤسسات التي تقوم بواجباتها الضريبية ،فالمؤسسات التي تبحث عن تعظيم أرباحها باستعمال أنجع الطرق
ألنها تجد أن التهرب الضريبي من أنجع الوسائل لتعظيم ربحها وبصفة سريعة.
مثال على ذلك:
المؤسسات الخاصة حيث نجد أنها تريد االحتفاظ بأموالها الهائلة دون أن يمسها أي اقتطاع ضريبي.
/2اآلثار المالية:
الخس ارة في الخزين ة العمومي ة وفقدانها حص يلتها المعت برة من الم داخيل المتوقف ة من وراء الحص ائل الض ريبية مم ا
ي ؤدي ه ذا إلى التض خم النق دي لنس ب اإلص دار النق دي ال ذي ليس ل ه مقاب ل إض افة إلى أن ه ي ؤدي إلى ارتف اع نس بة
الديون كطريقة تنتهجها الدولة لسد الفراغ الكبير المالي الذي يسببه التهرب في الخزينة العامة.
/3اآلثار االجتماعية والنفسية (البسيكولوجية):
-ع دم المس اواة الخاص ة الته رب الض ريبي يخ ل إخالال كب يرا بفك رة العدال ة في توزي ع الض رائب إذ يتحم ل العبء
األكبر منها دائما المكلفين الذي ال يستطيعون التهرب أو الحريصون على أداء واجبهم االجتماعي والوطني في أداء
الضريبة.
ومن اآلثار أيضا:
تدهور الحس الجبائي لدى المكلفين.
تدهور عامل الصدق في المعامالت.
تعميق الفوارق االجتماعية.
6
المبحث الثالث :وسائل محاربة التهرب الضريبي
المطلب األول :الرقابة الجبائية:
تعد الرقابة الجبائية أحد أهم اإلجراءات التي تسعى من ورائها اإلدارة الجبائية إلى المحافظة على حقوق الخزينة،
من خالل محاربة التهرب الضريبي ،أو التخفف على األقل من حدته.
فالرقاب ة تعت بر وس يلة لإلدارة الجبائي ة للتأك د من ص حة وس المة المعلوم ات الم دلى به ا في تص ريحات المكلفين،
وتسمح أيضا بإرساء مبدأ أساسي لالقتطاعات ،والمتمثل في وقوف جميع الممولين على قدم المساواة أمام الضريبة.
.Iاإلطار القانوني للرقابة
سعيا من طرف القانون للتنظيم عملية الرقابة ،رسم المشرع الجزائري إطارا قانونيا ،ال يمكن من خالله لمحققين أو
أع وان الجباي ة الحي اد عن ه لممارس ة أي ش كل من أش كال التعس ف بحج ة تط بيق الق انون ف أوجب عليهم ب ذلك إتب اع
إجراءات معينة إلتمام أو تنفيذ عملية الرقابة ،وفي نفس اإلطار فقد حدد القانون أشكاال وصور متتابعة ومتكاملة،
وألزم المحقق إتباعها أثناء عملية الرقابة ،وتتمتع اإلدارة بصالحيات وحقوق اتجاه المكلفين أثناء تحقيقها لمهمتها
الرقابي ة لكن في إط ار من الض مانات لحماي ة المكل ف ،باس تبعاد الممارس ات التعس فية اتجاه ه بحج ة أدائه ا لمهم ة
الرقابة ،ومن بين هذه الحقوق:
حق االطالع.
حق الرقابة.
حق استدراك األخطاء اإلدارية ،والضمانات الممنوحة.
/1حق االطالع وه و الح ق المخ ول لإلدارة الجبائي ة أثن اء ممارس تها لمهمته ا وذل ك ب االطالع على دف اتر المكل ف
ومستنداته وإ ذا اقتضت الضرورة يمكن أخذ نسخ الدفاتر والوثائق من طرف الغير "المؤسسات ،اإلدارات والهيئات
الحكومية" وذلك لجلب أقصى المعلومات الالزمة لتحديد الوعاء الضريبي بطريقة دقيقة "المضافة" ويمكن اإلشارة
بأن حق االطالع يقتصر على مجرد الحصول على كشوف لكتابات ووثائق حسابية دون تعليق أو إجراء أية مقارنة
كما ال يمكن أن يمارس إال من قبل األعوان الذين هم برتبة مراقب على األقل مع خضوعهم لسر مهني ،وفي حالة
رفض المكلف لحق االطالع تطبق عليه العقوبات المزدوجة المنصوص عليها في المادة 314من قانون الضرائب
المباشرة والمادة 123من قانون الرسم على القيمة المضافة.
-تطبيق غرامة جبائية من 1000إلى 10000دج على كل من يرفض االطالع على الدفاتر والمستندات والوثائق
المنصوص عليها قانونيا ،وإ تالفها قبل انقضاء مدة التقادم المحددة بـ 10 :سنوات.
-يطب ق إل زام م الي ق دره 50دج على األق ل عن ك ل ي وم عن الت أخير ال ذي يب دأ اعتب ارا من ت اريخ توقي ع المحض ر
والمدة المحددة إلثبات الرفض ،يتم الحكم بالغرامة واإللزام من قبل الغرفة.
/2ح ق الرقاب ة ك ون نس بة كب يرة من الض رائب الموج ودة في النظ ام الجب ائي تق وم على أس اس تص ريحات
وإ قرارات من طرف المكلف ،وهذا األخير الذي يبقى دوما متحريا في عين اإلدارة الجبائية مما يستوجب (إخطار)
7
إحاطتها بوسائل لتقدير مدى صحة اإلقرارات من بين هذه الوسائل حق الرقابة الذي يتمثل في مجمل العمليات التي
من شأنها التحقق من صحة ونزاهة التصريحات المقدمة ويأخذ حق الرقابة شكلين هما:
-التحقيق في المحاسبات عن طريق مجموعة من العمليات يكون الهدف من ورائها المعاينة في عين المكان للدفاتر
والوث ائق المحاس بية ،ومقارنته ا بعناص ر االس تغالل للتأك د من ص حة التص ريحات المكتتب ة من أج ل تحدي د وع اء
الضريبة ،ويستمد هذا النوع دعامته من نص المادة 190من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة.
-أما الشكل الثاني يتمثل في التدقيق المعمق لمجمل الوضعية الجبائية ،والذي يهدف للكشف عن الفارق الموجود
بين الم داخيل المص رح به ا من ج انب ،والوض عية المالي ة الحقيقي ة للمكل ف من ج انب آخ ر "نم ط مس توى معيش ته،
ممتلكاته"...
وهذا ما نصت عليه المادة 131من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة.
كما يمكن استعمال كال الطريقتين في آن واحد ألنه في الواقع أثناء إجراء التحقيق في المحاسبات المؤسسة ما يقوم
المحقق في نفس الوقت بمعاينة وفحص الحالة الجبائية للمسيرين.
/3حق استدراك األخطاء حق استدراك األخطاء هو » الوسيلة الممنوحة لإلدارة إلجراء التقويمات لنفس المدة
ونفس الضرائب عندما يقدم لها المكلف عناصر غير كاملة وخاطئة. «
سواء بتعديل أو بإنهاء اقتطاع
ً يتمثل هذا الحق في اإلمكانية الممنوحة لإلدارة الجبائية في إعادة النظر في االقتطاع
جديد حيث نصت المادة 327من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة على أنه» يجوز استدراك خطأ يترتب
سواء من نوع الضريبة أو مكان فرضها بالنسبة ألي كان من الضرائب والرسوم عن طريق الجداول ، « وقد حدد
األجل القانوني الستدراك األخطاء بأربع 04سنوات ،كما جاء في الفقرة األولى من المادة 326من قانون الضرائب
المباشرة والرسوم المماثلة» يحدد األجل الممنوح لإلدارة بأربع 04سنوات للقيام بتحصيل الجداول الضريبية التي
يقتضيها استدراك ما كان محل سهو أو نقص في وعاء الضريبة « ونفس المدة بالنسبة لرسم على القيمة المضافة
حسب ما جاء في نفس المادة 157وتحدد نقضه البدء لهذه المدة كمايلي:
-فيما يخص وعاء الحقوق البسيطة والعقوبات المتناسبة مع هذه الحقوق ،يبدأ األجل اعتبارا من اليوم األخير من
السنة التي تم فيها فرض الرسوم على المداخيل.
-وبالنسبة لوعاء الغرامات الثابتة ذات الطابع الجبائي يبدأ األجل اعتبارا من اليوم األخير من السنة التي ارتكبت
أثناءها المخالفة
-أم ا في مج ال الرس وم المحص لة لفائ دة المجموع ات المحلي ة وبعض المؤسس ات يب دأ س ريان ه ذا األج ل من أول
جانفي من السنة التي تفرض فيها الضريبة وقد تهد هذه الفترة أو ما يعرف بقطع التقادم.
إذا اعترض هذه المدة:
-دفع أقساط مسبقة على الضريبة.
-إيداع طلب تخفيض العقوبة.
-تبليغ النتائج المتحصل عليها على إثر إجراء تحقيق المحاسبات.
8
.IIصور الرقابة
تأخذ الرقابة الجبائية أشكاال وصورا عديدة يتوجب استعمالها في الوقت المناسب ،وحسب أهميتها في حدود ما هو
مقرر في التشريعات والتقنيات المنظمة لها والتي تتمثل في ثالث أشكال متتابعة ومتكاملة هي:
-1الرقابة الشكلية :هي أول عملية تخضع لها التصريحات المكتتبة وتشكل مجمل التدخالت التي تهدف إلى إحداث
تصحيحات مادية لألخطاء والنقائص المرتكبة أثناء كتابة وتقديم المكلفين.
-2الرقابة على الوثائق :يعد هذا النوع من الرقابة ثاني إجراء تقوم به اإلدارة الجبائية بعد الرقابة الشكلية يتجلى
دور ه ذه الرقاب ة في مجموع ة األعم ال والفحوص ات الدقيق ة ال تي تتم على مس توى المكتب ،وال تي تق وم من خالله ا
اإلدارة بمقارن ة المعلوم ات المص رح به ا من ط رف المكل ف ،والمعلوم ات المتحص ل عليه ا من ط رف اإلدارات
والهيئات والمؤسسات العامة أو الخاصة ،والمتعلقة بالمعامالت أو الصفقات المبرمة بين المكلف وهذه الهيئات والتي
تك ون في ش كل كش وفات تع رف بـ Bullet de recoupementكمعلوم ات إض افية ،وبإمك ان المحق ق طلب بعض
التوضيحات والتبريرات من المكلف إذا لزم األمر ال سيما المتعلقة بنمط المعيشة أو بعض األعباء المخصوصة les
. charges de ductile
-3الرقاب ة في عين المك ان :على خالف الرقاب ة على الوث ائق ،ف إن الرقاب ة بعين المك ان تتم خ ارج مك اتب اإلدارة
الجبائي ة ،مم ا يس مح لهم بالتنق ل إلى المق رات المهني ة إلج راء بح وث ميداني ة ،من أج ل التأك د من ص حة ودراس ة
المعلومات المصرح بها ،وهذا بمقارنتها مع العناصر الخارجية.
تع د ه ذه الطريق ة أك ثر فعالي ة بالنس بة لإلدارة الجبائي ة حيث تس اعدها على التأك د من ص حة التص ريحات وكش ف
ح االت الته رب ،ولق د ك رس النظ ام الجب ائي الجزائ ري ه ذا الن وع من الرقاب ة ليش مل التحقي ق المحاس بي والتحقي ق
المعمق لمجمل الوضعية الجبائية . VASEF
المبحث الرابع :وسائل محاربة التهرب الضريبي
تخول التشريعات الجبائية لإلدارة حق ممارسة التحقيق المحاسبي ،والتحقيق المعمق المجمل الوضعية الجبائية بهدف
التأك د من م دى ص حة التص ريحات المقدم ة من ط رف المكلفين .وي أتي ه ذا اإلج راء للقض اء على ظ اهرة الته رب
الجبائي.
المطلب األول :التحقيق المحاسبي:
يسمح هذا التحقيق لإلدارة الجبائية بالتأكد من صحة وقانونية الكتابات المحاسبية ومقارنتها مع الوضعية الحقيقية
للنش اط المم ارس ،حيث يخ رج التحقي ق المحاس بي من إط اره الض يق المتمث ل في المراجع ة الش كلية للملف ات إلى
مراجعة لكل الدفاتر والوثائق المحاسبية بعين المكان ،هذا ما أكدته المادة 190من قانون الضرائب المباشرة على
أن (التحقيق المحاسبي عبارة عن مجموعة من العمليات التي تهدف إلى فحص في عين المكان الملفات المحاسبية
مقارنتها بعناصر االستغالل واستثناءا قد نصت المادة 113من قانون الرسم على رقم األعمال على أنه (يجب أن
يتم التحقي ق في ال دفاتر المحاس بية في عين المك ان ،م ا ع دا إذا تم تق ديم الكل ف طلب ا مكتوب ا يقض ي بعكس ذل ك وتم
قبول ه من ط رف المص لحة ،أو في حال ة ق وة ق اهرة مثبت ة قانون ا من ط رف المص لحة .ال يمكن لإلدارة الجبائي ة
ممارسة التحقيق المحاسبي إال على المكلفين الملزمين بمسك الدفاتر والوثائق المحاسبية التي فرض القانون التجاري
9
والجبائي مسكها .أي أنه بغياب هذه الوثائق ال يمكن إجراء هذا النوع من التحقيق هذا من جهة ،من جهة أخرى ال
يمكن مباشرة التحقيق إال من طرف أعوان اإلدارة الجبائية الذين لهم على األقل رتبة مراقب.
/1التحضير للتحقيق
يتجسد هذا اإلجراء إلى لجوء العون المحقق الذي يجب أن ال تقل رتبته عن مراقب بأعمال تمهيدية تسمح له بأخذ
صورة مستوفية وكاملة عن المكلف المعني بعملية المراقبة.
ويتمثل هذا اإلجراء بسحب ملف هذا األخير أو ما يسمى» Dossier Unique « الذي يشمل على جميع الوثائق
والمعلومات المتعلقة بنشاطه .وكذلك كل التصريحات الخاصة بجميع الضرائب والرسوم الخاضعة لها وبعد جمع
كل الوثائق والمعلومات التي يستوفيها ملف المكلف يقوم العون المحقق بدراستها ذلك للتأكد من أنها كاملة وصحيحة
مع مسك وثائق ضرورية لسير مهمته على أحسن وجه منها:
بيان مقارن بين ميزانيات المؤسسة (األصول والخصوم).
بيان محاسبي من خالل جدول حسابات النتائج.
رقم األعمال المعلن عنه ،رقم األعمال المعفى ،التخفيضات المطبقة والرسوم المسددة .كما يجب التأكد من:الدخل
اإلجم الي المص رح به من طرف المكلف المعني بالمراقب ة .وك ذلك فحص مدى ترابط عناصر المعيش ة مع الدخل
المصرح به.
ومن أج ل اإلحاط ة الك برى بمل ف المع ني بالمراقب ة ،يمكن لع ون الم راقب القي ام ببح وث خارجي ة ال تي يمكن أن تتم
على عدة مستويات منها:
البنوك والمصارف من أجل مراقبة حركة األرصدة.
مصالح الجمارك فيما يخص المؤسسات المصدرة والمستوردة ( تصاريح جمركية .) D3
اإلدارات العمومية.
الزبائن.
بعد إتمام المحقق كل هذه األعمال السالفة الذكر ،يأتي إعالم المكلف بالضريبة كآخر خطوة وهذا بإرسال إشعار
بالتحقيقات Avis de Vérificationمن أجل الشروع في التحقيق المحاسبي الدقيق ،كما يمكن القيام بزيارة مفاجئة
في حالة الدراسة المسبقة للمكلف التي أظهرت تشويهات خطيرة للمكلف أو علم المحقق بوجود محاسبة خفية حيث
يخشى المحقق إخفاءها من طرف المكلف إذا تم إعالمه وكذلك في حالة رغبة اإلدارة الجبائية إجراء جرد حقيقي
للمخ زون .فه ذه الزي ارة المفاجئ ة ال يمكن أن تتم إال بحض ور م دير المؤسس ة شخص يا وفي األوق ات المخصص ة
للعمل.
/2التحقيق
تنص الم ادة 140من ق انون الض رائب على أن ه ال يمكن الب دء في إج راء التحقي ق المحاس بي دون أن يتم إش عار
المكلف بذلك مسبقا عن طريق إرسال إشعار بالتحقيق أو تسليمه له وأن يستفيد من أجل أدنى للتحضير مدته 15
يوما ابتدءا من تاريخ إرسال اإلشعار.
يجب أن يبين اإلشعار بالتحقيق مايلي:
10
تاريخ ووقت بداية التحقيق.
مدة التحقيق.
الحقوق ،الضرائب ،الرسوم وكذا الوثائق التي يطلع عليها.
يمكن إجراء رقابة مفاجئة دون إشعار المكلف .ذلك من أجل المعاينة الحقيقية وفي هذه الحالة يسلم اإلشعار بالتحقيق
مع بداية التحقيق فغياب اإلشعار بالتحقيق يلغي تماما إجراء التحقيق باستثناء (الزيارة المفاجئة) التي يسلم اإلشعار
وقت الزيارة يقوم المحقق منذ اليوم األول من انقضاء المدة المحددة بـ 15يوما باالتصال مع مسيري المؤسسة بعين
المكان ويستفسر عن طبيعة العمل والنشاط الممارس مع زيارة أماكن اإلنتاج ،التخزين ،المحالت المهنية التي تس مح
له بأخذ نظرة شاملة حول الوضعية الحقيقية للمؤسسة حيث يجب جمع كل المعلومات المتعلقة بـ:
النشاط الرئيسي والثانوي للمؤسسة.
سعر التكلفة ،أسعار البيع المطبقة فعال ودوران المخزون.
وسائل النتاج المستعملة.
زبائن المؤسسة ومورديها.
صلة المؤسسة مع الفروع األخرى ،الشركة األم وفروعها.
باإلض افة إلى ك ل ه ذا يجب على المحق ق التأك د من الص حة الش كلية للمحاس بة .ذل ك بأنه ا تلم جمي ع الوث ائق
والمستندات القانونية التي ينص علها القانون التجاري في المواد من 09إلى 11والمتمثلة في دفتر اليومية livre
journalحسب المادة ،09دفتر الجرد livre d’inventaireحسب المادة .10
زي ادة على ذل ك يجب التأك د من مطابق ة الكتاب ة الموج ودة به ذا ال دفتر م ع الوث ائق التبريري ة بع د الدراس ة الش كلية
للمحاسبة .يجب التطرق إلى الدراسة الموضوعية أي في مضمون المحاسبة من بينها حساب المشتريات والمبيعات
والمخزون ات كونه ا المص در األول واألساس ي للته رب وعلى ه ذا فإن ه من الض روري على المحق ق مراجع ة ه ذه
الحسابات الثالثة.
حساب المشتريات. .1
حساب المبيعات. .2
حساب المخزونات. .3
/3نتائج التحقيق
تعتبر آخر مرحلة في التحقيق المحاسبي .فبعد قيام العون المحقق بالتحقيق يتوصل إلى نتائج مهمة قد تكون مخالفة
لتص ريحات المكل ف .وهن ا يوج د مج ال إلح داث بعض التع ديالت في القاع دة الض ريبية أو ق د تك ون ه ذه النتيج ة
مطابق ة لتص اريح المكل ف وفي ه ذه الحال ة يع د من الض روري إج راء تع ديالت بإتب اع اإلج راءات العادي ة للتق ويم
بنوعيه األحادي والثنائي.
-التق ويم الثن ائي :ه ذا الن وع من التق ويم يتم في حال ة امتث ال المكل ف بالتزامات ه الجبائي ة أو المحاس بية كتق ديم
التص اريح في وقته ا المح دد ...ولكن بع د التحقي ق ت بين وج ود نق ائص أو اإلخف اءات ال تي ت دخل في تحدي د األس اس
11
الضريبي إذ تقوم اإلدارة الجبائية بتصحيح القاعدة الضريبية مع تمكين المكلف من االستفادة بالمشروعات إذا طلب
ذلك واالستماع إلى أقواله ،ويبدأ اإلجراء بإشعاره بالتقويم المراد إتباعه مع حمايته بقدر معين من الضمانات.
-إعالمه بالطرق المتبعة في إجراء التقويم.
-إمكانية استعانة المكلف بمستشاره القانوني من أجل دراسة االقتراحات اإلدارية وتقديم مالحظاته.
-يجب استعانة المكلف بتقويم مفصل بصفة كافية تسمح للمعني تقديم مالحظاته حيث تمنح له مدة 40يوما.
-التق ويم األح ادي :ه ذا الن وع من التق ويم يتم من ط رف اإلدارة الجبائي ة فق ط ،ويطب ق في حال ة م ا إذا لم ي ؤد
المكلف واجباته الجبائية والمحاسبية في أوقاتها وهنا تباشر اإلدارة هذا التقويم عن طريق اإلجراءات اآلتية:
إجراء الفرض الضريبي.
إجراء التعديل التلقائي.
إجراء التقديم الفوري.
ومن ه ف إن معطي ات المحاس بة تعت بر من أهم المعطي ات ال تي تح دد القاع دة الض ريبية فبع د إح داث التع ديالت
والتص ريحات في المعلوم ات ال تي تض منتها عملي ة المحاس بة ال يمكن ال رفض الج زئي أو الكلي للمحاس بة إال في
الحاالت اآلتية التي نصت عليها المادة 119من قانون الضرائب المباشرة.
عندما ال تحتوي المحاسبة على أي قيمة مقنعة بسبب انعدام الوثائق الثبوتية.
عندما تتضمن المحاسبة أخطاء أو إعفاءات ،أو معلومات غير صحيحة ،خطيرة ،متكررة في عمليات المحاسبة.
المطلب الثاني :التنسيق في إطار محاربة التهرب الضريبي
بع د أن أص بحت اإلدارة الجبائي ة غ ير ق ادرة وح دها على مجابهة الته رب الض ريبي ،اس توجب وض ع سياس ة
منسجمة لمحاربة هذا المرض تقوم على التنسيق بين اإلدارات (الضرائب ،الجمارك ،التجارة) وهي ما تعرف بلجان
التنس يق وال تي ب دورها تق وم بتك وين ف رق مختلط ة تعم ل على مس توى ك ل والي ة وله ذا ف إن أع وان إدارة الض رائب
الذين لهم رتبة مراقب على األقل ،يتمتعون بصالحية الوقوف أمام كل أوجه ،وأساليب التهرب مستعينين في ذلك
بالمعلومات التي تحوزها اإلدارات األحرى.
يرتكز التنسيق بين المصالح اإلدارية على:
.1تنشيط وتوحيد نشاط اإلدارات بلجان التنسيق.
.2استغالل وصول التوريد وتبادل المعلومات.
/1تنسيق الرقابة بين اإلدارات (جبائية ،تجارية ،جمركية)
نظرا لتفاقم ظاهرة التهرب الضريبي في وقتنا الحالي وما سببته من خسائر كبيرة للخزينة العامة التي قدرت حسب
تقارير إدارة الضرائب في سنة 1995م بـ 50مليار دينار السبب الذي انعكس سلبا على االقتصاد الوطني ،ال سيما
وأن الجزائر شرعت في تطبيق نظام اقتصاد السوق الذي يتأسس على حرية التجارة مما زاد في عدد المستوردين،
األمر ال ذي ق د يزي د من نس بة الته رب الضريبي وقصد زيادة مردودي ة اإلدارة الجبائي ة وإ عطائه ا وت يرة تسمح لها
بمسايرة التحوالت االقتصادية ،والدور المنوط بها في التنمية االقتصادية وفي إطار دعم مكافحة التهرب الضريبي
12
بات من الضروري وضع سياسة منسجمة تقوم على التنسيق بين اإلدارات المعنية (تجارة ،جمارك ،ضرائب) .ألن
الكثير من االقتصاديين يرجعون المشكلة الرئيسية للتهرب الضريبي إلى عدم وجود تنسيق محكم بين اإلدارات على
المستوى المركزي ،الجهوي ،وكذا الوالئي.
ولهذا فقد تم إنشاء هذه اللجان التي تقوم بالتنسيق بين اإلدارات المعنية بموجب قرار بين الوزارات رقم 23بتاريخ
23ج انفي 1994وال ذي تم نش ره لتط بيق التعليم ات رقم 431بين MF/DGI/DOFولق د تم تع ديل ه ذا الق رار
بقرار آخر صادر في 22/02/1995م والذي تم نشره في نفس اليوم.
/2أشكال التنسيق بين اإلدارات الجبائية واإلدارات األخرى
إن نقص أو غياب المعلومات أو البيانات الخاصة ببعض المكلفين يعد سببا يعرقل اإلدارة الجبائية في تأدية مهامها
على أحسن ما يرام وعلى أحسن وجه ولوضع حد أمام كل هذه الصعوبات من أجل توجيه البحث والمراقبة أصبح
توطي د العالق ة بين اإلدارات أو الهيئ ات األخ رى أم را حتمي ا ذل ك يرج ع إلى أن ه ذه اإلدارات أو الهيئ ات يمكن أن
تساعد في تبادل المعلومات الموجودة بحوزتهم ووضعها تحت خدمة المصالح الجبائية المختصة.
إن وضع سياسة منسجمة لمحاربة التهرب الضريبي يتطلب التنسيق بين اإلدارات المعينة التي يمكن أن يرتكز على
النقاط اآلتية:
-1التنسيق في برامج التدخل بعين المكان :خاصة في إطار تدخل الفرق الموحدة ضرائب ،جمارك ،تجارة ومصالح
األمن.
هذا اإلجراء يعد ضروريا خاصة عندما يتعلق األمر بالبحوث الخارجية المنظمة لكشف األنشطة المخفاة " اقتصاد
سري" واألشخاص الذين يمارسونها.
هذا التدخل المشترك يمكن أن يسفر عن نتائج إيجابية انطالقا من المعلومات المجمعة لدى كل هيئة أو إدارة يمكن
اس تغاللها للخ روج بنتيج ة مش تركة و مقنع ة ،م ع ال دعم الالزم للق وة العمومي ة ال تي تلعب دور ه ام في تش خيص
المتهربين الموجودين في المناطق أواألحياء التي يصعب التوغل فيها.
التنسيق الثن ائي ،دائم ا وفي مج ال التنس يق بين اإلدارة الجبائي ة واإلدارات األخرى وفي إط ار تب ادل المعلوم ات عن
الوضعية المالية الحقيقية للمكلفين يمكن ذكر األمثلة اآلتية:
-2التنسيق بين اإلدارة الجبائية ومصالح الجمارك:من واجب اإلدارة الجبائية في أغلب األحيان اللجوء إلى مصادر
لم دها بالمعلوم ات الالزم ة،و من بين ه ذه المص ادر مص الح الجم ارك باعتباره ا حلق ة وص ل بين ال داخل والخ ارج
ونظرا لم ا له ا من إمكاني ات استقص اء لمعلوم ات قيم ة بش أن حرك ة رؤوس األموال والتحويالت المش بوهة من قب ل
المؤسسات المالية ،كل ذلك من أجل كشف حاالت التهرب الضريبي ،زيادة على ذلك يجب على مصالح الجمارك
التبليغ التلقائي بكل المعلومات التي تخص اإلستيرادات الخاصة بالمكلف.
-3التنسيق مع مصالح التجارة :قصد إيجاد تجاوب من شأنه أن يقلل من حاالت التهرب ،أصبح من الضروري
التنس يق بين اإلدارة الجبائي ة والمص الح التجاري ة خاص ة مديري ة المنافس ة واألس عار ومديري ة اإلحص اءات ال تي
تس اعدها في التبلي غ عن المخالف ات ال تي يرتكبها بعض المكلفين بالض ريبة ،ال تي تؤثر س لبا على االقتص اد الوط ني،
باإلضافة إلى التبليغ عن أسعار السلع والخدمات.
13
المراجع:
-د.عبد هللا الصعيدي، dعلم المالية(النفقات العامة،اإليرادات العامة الموازنة العامة للدولة)القاهرة-ط.2007 1
خــات ـمــة:
إن مكافحة التهرب الضريبي ليس باألمر الهين ،نظرا لألشكال التي يتخذها والتقنيات المتبعة
من ط رف المكلفين في اس تعمال الطرق االحتيالي ة ،ولمجابهة الته رب الض ريبي يجب معرفة ال دوافع
التي تحمل المكلف للجوء إلى مثل هذه الظواهر والتي قد تكون الوضعية االقتصادية المزرية وعدم
مرون ة واس تقرار الق وانين ،وض غط جب ائي مرتف ع ونفس ية متردي ة وعقلي ة متخلف ة تنظ ر إلى الض ريبة
بمنظار مشوه فتح الباب على مصراعيه أمام المكلف للتخلص من الضريبة.
وإ ذا كانت الرقابة الجبائية و المحاسبية من أنجع الوسائل لمحاربة التهرب إال أنها تبقى قاصرة وهذا
لنقص الوسائل المادية والبشرية خاصة الكفاءات العليا في الميدان المحاسبي والقانوني.
14