You are on page 1of 25

‫المقالة رقم) ‪ - 83-62 (4‬االصدار االول ‪-‬‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬

‫‪2016‬‬

‫مجلة البحوث المالية واالقتصادية‬


‫مجلة علمية الكترونية محكمة متخصصة في المجاالت المحاسبية والمالية واإلدارية واالقتصادية‬

‫تصدرعن قسم المحاسبة بكلية االقتصاد بجامعة بنغازي‬

‫الدور الحالي لنظم المعلومات المحاسبية في خدمة التنمية في ليبيا‬


‫‪THE CURRENT ROLE OF ACCOUNTING INFORMATION SYSTEMS IN‬‬
‫‪SERVING THE DEVELOPMENT IN LIBYA‬‬
‫‪1‬‬
‫د ‪.‬بوبكر فرج شريعة‬

‫الملخص‬

‫تهدف هذه الورقة إلى اب ارز اهمية المغلومات المحاسبية في خدمة التنمية االقتصادية في الدول النامية بشكل عام و‬
‫ِ‬
‫ارسة استندت على م‬ ‫في ليبيا بشكل خاص‪ ،‬مع التركيز على العوامل االقتصادية والسياسية والقانونية واالجتماعية‪ .‬إن هذه الد‬
‫ِ‬
‫األدب المحاس بي الس ابق‪ ،‬وتم تعزيزه ا ببعض الوس ائل األخ ر ى وال تي اش تملت على د ارس ة بعض التق ارير الدوري ة‬ ‫ارجع ة‬
‫لبعض الجهات الرقابية في الدولة كديوان المحاسبة والهيئة العامة للتوثيق واإلحصاء‪ .‬ولقد تم استخدام نظرية العولمة‬
‫كإح دى نظري ات التنمي ة االقتص ادية وذل ك لتفس ير م ا تم التوص ل إلي ه في ه ذا الخص وص‪ .‬أوض حت ه ذه ال د ارس ة إن‬
‫ِ‬
‫وعدد الهياكل اإلدارية التي‬ ‫ِ‬
‫تركيب‬ ‫ِ‬
‫المعلومات المحاسبية تم تحديده وفق اً للتغي ار ت السياسية التي تمت في‬ ‫استخدام‬
‫توالت على قطاعات الدولة المختلفة‪ ،‬مما ينفي الدور األساسي للمحاسبة كنظام للمعلومات‪ ،‬ونتيج ةً لذلك‪ ،‬أصبح تأثير‬
‫المعلومات‬
‫المحاسبية على تشجيع التنمية االقتصادية في ليبيا محد ودا‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪62‬‬
‫المقالة رقم) ‪ - 83-62 .(4‬االصدار االول ‪-‬‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
‫‪2016‬‬

‫‪The purpose of this paper is to highlights the importance of accounting information in the‬‬
‫‪economic development of developing countries, with a particular focus on the nation of‬‬
‫‪Libya. It demonstrates that the use of accounting information to achieve economic‬‬
‫‪development goals is determined largely by the political/ideological setting in which it is‬‬
‫‪generated. The study is based on a literature review and archival research, reinforced by a‬‬
‫‪qualitative case study comprised of interviews, attendance at meetings and a study of internal‬‬
‫‪documents. The globalization as a Theories of economic development has been used to‬‬
‫‪interpretive the results of the study. A study of The Libyan case as a developing country‬‬
‫‪revealed that frequent politically driven changes in the structure and number of popular‬‬
‫‪congresses and committees severely limited the use of accounting information, relegating it to‬‬
‫‪a formal role. In consequence, accounting information had little effect on stimulating‬‬
‫‪economic development in Libya.‬‬

‫‪ 1‬أستاذ مشارك بقسم المحاسبة ‪ -‬كلية االقتصاد ‪ -‬جامعـة بنغازي‬

‫المقدمة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫إن قطاع المعلومات في ليبي ا‪ ،‬وك ذلك في غيره ا من البلدان النامية‪ ،‬يواجه مشاكل كبيرة‪ ،‬حيث يشكو‬
‫ص ناع ال ق ارر من ع دم حص ولهم على المعلوم ات المطلوب ة في ال وقت المناس ب عالوة على الزي ادة‬
‫المضطردة للحاجة لهذه المعلومات ويقولون‪ ،‬كما هو موضح الحقا في هذه الورقة‪ ،‬أن هذه المعلومات‬
‫ال تت وفر فيه ا الص فات الكمي ة والنوعي ة المطلوب ة لكي تك ون مفي دة في اتخ اذ ال ق ارر ه ذا من ناحي ة‪،‬‬
‫ومن ناحية أخرى فان معدي هذه المعلومات يشتكو ن أيضا من عملية تك ارر طلب نفس المعلومات‬
‫من قب ل نفس الجه ات و يقول و ن أن العدي د من الوك االت والهيئ ات الحكومي ة تطلب م ارار وت ك ارار‬
‫الحصول على نفس معلومات‪ ،‬هذا باإلضافة إلى مشكلة عدم التعرف بشكل جيد على نوع المعلومات‬
‫المطلوبة وال مستخدمي هذه المعلومات‪.‬‬

‫هدف الدراسة‪:‬‬ ‫‪.2‬‬


‫تهدف هذه الد ارسة إلى التعرف على الدور الحالي لنظم المعلومات المحاسبية في مساعدة احتياجات‬
‫التنمية في ليبيا‪ ،‬حيث يمكن أن يكو ن للنظام المحاسبي الموحد الذي يستجيب للمؤث ارت العالمية أثر‬
‫إيجابي على التنمية االقتصادية‪ ،‬على اعتبار أن توفير معلومات دقيقة وفي الوقت المناسب تعتبر أحد‬
‫العوامل الرئيسية التي تساعد في تطوير التنمية االقتصادية والتقدم الحثيث في كافة المجاالت الصناعية‬
‫والخدمية وخاص ة في ظل التطور الهائل في التكنولوجيا‪ ،‬ويعتقد أن إدارة التنمية سوف تكو ن أكبر‬

‫‪63‬‬
‫المقالة رقم) ‪ - 83-62 (4‬االصدار االول ‪-‬‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
‫‪2016‬‬
‫منتج ومس تهلك للمعلوم ات‪ ،‬وك ذلك محف ز أساس ي لتحقي ق التنمي ة الش املة‪ .‬إن اله دف الرئيس ي من ه ذه‬
‫الورقة هو التعرف على الدور الحالي والمحتمل لنظم المعلومات المحاسبية في تلبية احتياجات التنمية‬
‫في ليبي ا ود ارس ة ت أثير الثقاف ة على االحتياج ات المحاس بية‪ ،‬وذل ك من خالل مناقش ة مع نى المعلوم ات‬
‫وتحديد أهداف النظم المحاسبية في خدمة احتياجات ومتطلبات التنمية في ليبيا‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‬ ‫‪.3‬‬


‫تلعب المعلومات المحاسبية دوار حيويا في األنشطة االقتصادية التي تعتمد عليها العديد من الق ارارت‪،‬‬
‫وه ذا م ا يفس ر أن المؤسس ات والوح دات االقتص ادية المختلف ة تنف ق جه دا ك بي ار لتوف ير المعلوم ات‬
‫ألولئك المد ارء ) متخذي الق ارارت( وذلك نظ ار لمسؤوليتها عن توفير هذه المعلومات التخاذ هذه‬
‫ال ق ارارت‪ ،‬وهن اك تمي يز مهم بين "المعلوم ات" و "البيان ات"‪ ،‬حيث توص ف المعلوم ات بأنه ا "البيان ات‬
‫ذات الص لة باتخ اذ ال ق ارر‪ ،‬أم ا البيان ات‪ ،‬فهي تحت اج إلى معالج ة إض افية لكي تص بح معلوم ات مفيدة‬
‫لمتخ ذي ال ق ارارت )‪ .(McNeill, 1974‬إن وج ود ب دائل يجع ل الم ديرين في حاج ة ماس ة لتق ييم ه ذه‬
‫البدائل الختيار البديل المناسب وان هذا لن يتأتى إال بتوفر المعلومات المناسبة في هذا الخصوص‪ ،‬و‬
‫قد تك و ن المعلوم ات )البيان ات ذات الص لة( ل ق ارر واح د غ ير ذات ص لة ب ق ارر آخ ر‪ ،‬وه ذه إح دى‬
‫المش اكل الرئيس ية في مجاالألعم ال وهي تحدي د أي المعلوم ات ال تي س تكو ن مهم ة التخ اذ ال ق ارارت‬
‫وبالت الي الس عي إلى توفيره ا عندالحاج ة‪ ،‬وتتمث ل المهم ة الرئيس ية للمعلوم ات المحاس بية في توف ير‬
‫المعلومات المفيدة وفي الوقت المناسب لمتخذي الق ارارت‪ ،‬حيث يتم توفير هذه المعلومات في شكل‬
‫تق ارير في فئ تين رئيس يتين هم ا‪ :‬البيان ات المالي ة والتق ارير اإلداري ة )‪Romney and Steinbart,‬‬
‫‪ ،(2003‬فالمحاسبة توفر معلومات حول الجوانب المالية للوحدة االقتصادية باإلضافة إلى تقديم بعض‬
‫المعلومات غير المالية‪ ،‬وعلى الرغم من أن البعض يرى ضرورة أن تقدم المحاسبة أكثر من ذلك فيما‬
‫يتعلق بالمعلومات غير المالية‪ ،‬إال أن الخدمة األساسية لوظيفة المحاسبة كانت توقير المعلومات المالية‪،‬‬
‫حيث يتم توفير هذه المعلومات الستخدام جميع أولئك الذين يتخذو ن الق ارارت المتعلقة باألعمال مثل‪:‬‬
‫المستثمرين‪ ،‬واإلدارة‪ ،‬والموظفين‪ ،‬والحكومة‪.‬‬

‫منهجية الدراسة‪:‬‬ ‫‪.4‬‬


‫لغرض تحقيق أهداف الد ارسة تم استخدام نظرية العولمة كإحدى نظريات التنمية االقتصادية وذلك‬
‫لتفس ير م ا تم التوص ل إلي ه في ه ذا الخص وص‪ ،‬م ع الترك يز على العوام ل االجتماعي ة والثقافي ة لتفس ير‬

‫‪64‬‬
‫المقالة رقم) ‪ - 83-62 .(4‬االصدار االول ‪-‬‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
‫‪2016‬‬

‫الحالة االقتصادية ودور االتصاالت وأهميتها في عالم العولمة وكذلك التقنية ومساهمتها في عولمة مهنة‬
‫المحاسبة‪.‬‬

‫ِ‬
‫األدب المحاسبي السابق‪ ،‬وتم تعزيزها ببعض الوسائل‬ ‫ِ‬
‫ارسة استندت على م ارجعة‬ ‫إن هذه الد‬
‫األخر ى والتي اشتملت على د ارسة بعض التقارير الدورية لبعض الجهات الرقابية في الدولة كديوان‬
‫المحاسبة والهيئة العامة للتوثيق واإلحصاء‪.‬‬

‫أهمية المعلومات المحاسبية‪ ،‬وكيفية تطويرها لخدمة التنمية االقتصادية‬ ‫‪.5‬‬


‫المحاسبة هي إحدى العلوم االجتماعية‪ ،‬وبالتالي فإنها تتأثر بالظروف البيئية المحيطة في المجتمع الذي‬
‫تعمل فيه‪ ،‬وتتطور تبعا لتطوره‪ ،‬ويمكن وصف المحاسبة كفن ينطو ي على تسجيل وتصنيف وتلخيص‬
‫العمليات والتقارير المالية التي يتم إنجازها في مؤسسة بطريقة منطقية على أساس فرض ثبات وحدة‬
‫النقد ) ‪ ،(Hoggett, Edwards et al., 2006‬حيث ينطو ي على تفسير وتحليل النتائج‪ ،‬كما يمكن‬
‫أيض ا أن توص ف بأنه ا النش اط ال ذي ي وفر المعلوم ات الكمي ة‪ ،‬ذات الخص ائص المالي ة‪ ،‬للوح دات‬
‫االقتصادية الالزمة ألغ ارض اتخاذ الق ارارت‪ ،‬هذه المعلومات تساعد في المفاضلة بين البدائل والخيا‬
‫ارت المتاح ة وك ذلك بين األس اليب المقترح ة لإلنج از والتنفي ذ‪ ،‬أي أنه ا إح دى الوس ائل الهام ة لنق ل‬
‫المعلومات إلى وحداتاقتصادية محددة والى النشاط االقتصادي بشكل عام )‪ ،(Belkaoui, 1985‬وبناء‬
‫على ذلك‪ ،‬فانللمحاسبة دور هام في تزويد جميع الفئات بالمعلومات الالزمة للتخطيط والرقابة واتخاذ‬
‫الق ارارت‪ ،‬والتي تمثل م ارحل أي عملية من عمليات التنمية في أي بلد‪.‬‬

‫وقد تبرز هنا عدة تساؤالت مثل‪ ،‬لماذا مسيرة التنمية في ليبيا تأتي في مرتبة متأخرة‪ ،‬إن إحدى أهم‬
‫ه ذه التفس ي ارت هي أن ه يمكن أن تع ز ى ج ذور ه ذه الظ اهرة إلى العوام ل غ ير االقتص ادية‪ ،‬مث ل‬
‫الثقافية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬فحيث يشير البعض اآلخر إلى عوامل اقتصادية مثل االنخفاض الهائل‬
‫في معدل ت اركم أرس المال‪ ،‬وعدم تطور أساليب اإلنتاج‪ ،‬و بعض الصعوبات األخر ى التي وضعت‬
‫الح واجز أم ام التق دم االقتص ادي في البل دان النامي ة‪ ،‬ومن ه ذه التفس ي ارت‪ ،‬يمكن اس تخالص األس باب‬
‫الرئيسية لظاهرة‬

‫‪65‬‬
‫المقالة رقم) ‪ - 83-62 (4‬االصدار االول ‪-‬‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
‫‪2016‬‬
‫التخلف لتشمل (‪:)Bait El-Mal, 1990a‬‬
‫• المناخ الحار وندرة الموارد الطبيعية؛‬
‫• البيئة االجتماعية التقليدية وفشلها في التقدم؛‬
‫• مرحلة االستعمار وما بعده؛‬
‫• العقبات التي تعترض التقدم االقتصادي‪ ،‬و‬
‫• التجارة الخارجية‪.‬‬

‫تعت بر عملي ة التنمي ة االقتص ادية هي عملي ة التح ول في االقتص اد الوط ني من حال ة التخل ف إلى حال ة‬
‫التقدم‪ ،‬هذا التحول يتطلب تغيي ار جذريا في تقنيات اإلنتاج المستخدمة )قو ى اإلنتاج وعالقات اإلنتاج‬
‫التي تتناس ب م ع مرحل ة التق دم (‪ ،‬والتحول إلى الوسط الثق افي الذي يتناس ب م ع ه ذه التقني ات‪ ،‬وتعتبر‬
‫التنمية االقتصادية عملية زيادة مستمرة و تنمية في قو ى اإلنتاج االجتماعي )المادية والبشرية( وهذا‬
‫يعني أن هناك حاجة للتغيير في عالقات اإلنتاج لتتناسب مع هذا الوضع‪ ،‬إن الحاجة للتنمية االقتصادية‬
‫تص بح أم ر ض روري وط بيعي للمجتم ع‪ ،‬ل ذلك يمكن الق ول ب أن االقتص اد الوط ني ق د دخ ل مرحل ة‬
‫التط وير‪ ،‬وه ذا م ا يع ني تك وين مقوم ات داخ ل المجتم ع ق ادرة على التغلب على ك ل العقب ات‪ ،‬ووض ع‬
‫االقتصاد الوطني على طريق التنمية والتقدم‪.‬‬

‫ويمكن إج ارء المفاضلة بين االقتصاد الغربي ومفهوم الحضارة الغربية من خالل معرفة‪ ،‬ما إذا كان‬
‫اكتس اب بعض خص ائص الحض ارة الغربي ة‪ ،‬في ه ذه الحال ة يمكن أن يحق ق لن ا م ا تحق ق في االقتص اد‬
‫الغربي‪ ،‬دو ن الحصول على الحضارة الغربية‪ ،‬وهذا سوف يؤدي بالمجتمع ليصبح مجتمعا مستهلكا‬
‫للس لعوالخدمات الموج ودة في المجتم ع المتق دم وليس منتج ا له ا‪ ،‬و لكي تحق ق التنمي ة االقتص ادية‬
‫األهدافالمرجوة‪ ،‬يجب أن تتم اإلجابة على األسئلة التالية بشكل محدد وصريح‪:‬‬
‫• ما هو حجم الموارد المتاحة‪ ،‬وما هو مصدرها ودورها المتوقع في التنمية؟‬
‫• ما هي الوسائل المتاحة للتطبيق واألكثر مالئمة لهذه الموارد؟‬
‫• ما هي طبيعة المعلومات المحاسبية الالزمة لتحقيق االستخدام األمثل لهذه الموارد؟‬

‫إن فهم العالقة المتبادلة بين احتياجات التنمية والمحاسبة والمعلومات والتخطيط في أي دولة نامية‪ ،‬من‬
‫أجل تطوير اقتصادها‪ ،‬يحتاج إلى خطة للتنمية االقتصادية‪ ،‬ووضع وتنفيذ تلك الخطط‪ ،‬وتقييم فعاليتها‬
‫على نح و مس تمر‪ ،‬وبالت الي فالمعلوم ات المحاس بية يجب أن تس تجيب الحتياج ات التنمي ة‬

‫‪66‬‬
‫المقالة رقم) ‪ - 83-62 .(4‬االصدار االول ‪-‬‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
‫‪2016‬‬

‫االقتصادية ‪،‬وتقوم بمهمة تقديم وتقييم وتحسين المعلومات الستخدامها في عملية صنع الق ارر من أج ل‬
‫تحقيق خطط التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫‪ .6‬دور المعلومات المحاسبية في التنمية االقتصادية‬


‫إحدى أهم االنتقادات لنظم المعلومات المحاسبية في ليبيا هو عدم وجود بيانات ومعلومات واحصاءات‬
‫دقيقة‪ ،‬حيث أن ما هو متوفر ال يتم الحصول عليه في الوقت المحدد‪ ،‬والذي يفرض مسؤولية كبيرة في‬
‫وقت الحق على المحاسبين لتوفير المعلومات المحاسبية‪ ،‬وهو أمر مفيد لعملية صنع الق ارارت الال‬
‫زم ة لالقتص اد في ليبي ا‪ ،‬من أج ل المس اهمة في التنمي ة االقتص ادية‪ ،‬و ق د يع اد النظ ر في المعلوم ات‬
‫المحاس بية الالزم ة للش روع في ق ارارت مح ددة وذل ك حس ب التغذي ة العكس ية المتحص ل عليه ا من‬
‫متخذي الق ارارت‪.‬‬
‫وتعتبر المعلومات المحاسبية في مجال التنمية االقتصادية نتاج عملية منهجية‪ ،‬والتي تتضمن رصد آثار‬
‫ونت ائج الت دفق النق دي‪ ،‬ونق ل ه ذه المعلوم ات المحاس بية‪ ،‬ومن المس لم ب ه اآلن بأنه ا ض رورية للتنمي ة‬
‫االقتص ادية في ك ل بل د )‪ ،(Bait El-Mal, 1990a‬فالمعلوم ات المحاس بية ال تي ينبغي أن يتم توفيره ا‬
‫لخدم ة احتياج ات التنمي ة في ليبي ا يجب أن تتض من خص ائص معين ة‪ ،‬حيث يجب أن يك و ن ل ديها م يزة‬
‫الوضوح بحيث يفهمها الكل حتى من الموظفين الغير محاسبين‪ ،‬ويجب أن تتوفر في الوقت المناسب‬
‫وبش كل موث وق‪ ،‬ويجب أن تك و ن مناس بة الحتياج ات متخ ذي ال ق ارارت على مس تو ى الوح دة‬
‫االقتص ادية وعلى المستو ى الوط ني‪ ،‬و يجب أن تكون قابل ة المقارن ة بين الوح دات في جمي ع األوق ات‬
‫ويمكن التمييز بينها وان تكو ن هناك امكانية للتحقق منها‪.‬‬

‫ليبي ا كدول ة نامي ة تحت اج إلى زي ادة في الفائ دة النس بية للمعلوم ات المحاس بية للتنمي ة االقتص ادية‬
‫بطريقةتض من الخص ائص الس ابقة‪ ،‬وب ذلك يجب تط وير مهن ة المحاس بة في ليبي ا لكي تتض من اس تخدام‬
‫السياساتالمحاس بية الموح دة على مس تو ى القطاع ات الرئيس ية بطريق ة من ش أنها أن تس مح للنت ائج ال تي‬
‫يتم الحصول عليها أن تكو ن قابلة للمقارنة من جهة‪ ،‬وترتبط مع احتياجات المحاسبة الوطنية من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬ويمكن أن يبدأ هذا من خالل إنشاء دليل واحد للمحاسبة واستما ارت البيانات المالية للشركات‬
‫في األنشطة المماثلة‪ ،‬مع المرونة التي تسمح بفهم القضايا المتصلة بكل قطاع من القطاعات المختلفة‪،‬‬

‫‪67‬‬
‫المقالة رقم) ‪ - 83-62 (4‬االصدار االول ‪-‬‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
‫‪2016‬‬
‫فضال عن تلبية أي تطوارت جديدة‪ ،‬فالمعايير يجب أن يتم تطويرها لتقييم المشاريع االستثمارية في كل‬
‫من القط اعين الع ام والخ اص للمس اعدة في إص دار أحك ام عادل ة بش أن الكف اءة والفعالي ة في اس تخدام‬
‫الم وارد المتاح ة ‪،‬وك ذلك هن اك حاج ة إلى ص دور مع ايير محاس بية لقي اس األداء االجتم اعي و ك ذلك‬
‫بيان ات ال دخل تحت اج إلى تط وير ألن من أوج ه القص ور في القي اس ه و التعب ير عن فعالي ة األنش طة‪،‬‬
‫فالقياس ات المالي ة ال تغطي حالي ا جمي ع األنش طة و قد يكو ن ه ذا النقص نتيج ة لعوام ل عدة‪ ،‬من بينها‬
‫الفر ق بين األسعار السائدة في الدولة واألسعار الفعلية لتقييم األصول في هذا المجال‪ ،‬وقد أشار بعض‬
‫الكتاب إلى أنه في حين أن انتظام المحاسبة كان منذ حوالي ‪ 500‬سنة )منذ اخت ارع القيد المزدوج و‬
‫مسك الدفاتر(‪ ،‬إال أن التطور في المحاسبة عن المسئولية االجتماعية ال ي ازل حديث نسبيا‪ ،‬وان كان‬
‫التط ور ال ذي ح دث له ا ك ان س ريعا إال ان ه ال ي ازل أمامه ا طري ق طوي ل لتحقي ق المزي د في ه ذا‬
‫المج ال )‪ ،(Ralph, 1973‬و ل ذلك‪ ،‬س يكو ن هن اك ت أثير واض ح على الممارس ات المحاس بية حيث‬
‫يتضمن القياس المحاسبي بالمقارنة مع اآلثار االقتصادية واالجتماعية لألنشطة بدال من أن تقتصر على‬
‫اآلثار المالية‪ ،‬وعلى الوحدة االقتصادية أن تكو ن قادرة على تمثيل الدولة ككل‪ ،‬عند إق ارر برنامج‬
‫أو نشاط معين‪.‬‬

‫يجب إع ادة النظ ر في النظ ام الم الي للدول ة من أج ل التعام ل م ع التوجه ات الحديث ة في اإلدارة المالي ة‬
‫للدولة وخدمة التنمية االقتصادية في ليبيا‪ ،‬بما في ذلك التقارير المرتبطة بنشاط الدولة‪ ،‬وقد تجلى ذلك‬
‫في أن نظم التق ارير المالي ة ك أداة لتوص يل المعلوم ات في العدي د من البل دان النامي ة غ ير كافي ة ألغ‬
‫ارض اإلدارة المالي ة‪ ،‬ألنه ا فش لت في تزوي د ص انعي السياس ات بالمعلوم ات ذات الص لة على أس اس‬
‫منتظم وفي ال وقت المناس ب ‪ ،‬على ال رغم من حقيق ة أن نظ ام المعلوم ات ال يض من في ح د ذات ه ق‬
‫ارارت أفضل في مجال السياسات االقتصادية والمالية‪ ،‬إال انه يقلل من إمكانية صنع الق ارارت غير‬
‫الفعالة من خالل توفير المعلومات المحاسبية المناسبة لصانعي السياسة المالية‪.‬‬

‫يجب أن يك و ن هن اك ارتب اط بين المحاس بة والمحاس بة الحكومي ة للقطاع ات المختلف ة في إط ار‬


‫توفيراالحتياجات المركزية للتخطيط وتقييم األداء‪ ،‬هذا ولقد جرت العادة أن المحاسبة في البلدان النامية‬
‫مثلليبيا وضعت على نحو أفضل في القطاع العام بالمقارنة بقطاع األعمال‪ ،‬فقطاع األعمال كان وال ي‬
‫ازألص غر وأق ل أهمي ة من الناحي ة االقتص ادية من القط اع الع ام في المس اهمة في تحقي ق التنمي ة‬
‫االقتص ادية‪ ،‬ودمج ك ل ف روع المحاس بة س يكو ن مفي دا‪" ،‬فالمحاس بة للتنمي ة االقتص ادية" س تتناول ع دة‬
‫مجاالت بما في ذلك التخطيط من أجل التنمية على مستو ى القطاع ومستويات االقتصاد الكلي‪ ،‬وهو ما‬

‫‪68‬‬
‫المقالة رقم) ‪ - 83-62 .(4‬االصدار االول ‪-‬‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
‫‪2016‬‬

‫ي ؤدي إلى تولي د أرس الم ال وتموي ل التنمي ة‪ ،‬وبش أن ه ذا الف رع من المحاس بة‪ ،‬فلق د تم االعت ارف‬
‫بالمحاس بة للتنمي ة االقتص ادية كأح د حق ول المحاس بة المتخصص ة ال تي ق د تك و ن ذات ص لة ب النمو‬
‫)‪,Enthoven‬‬ ‫االقتصادي‬
‫‪.)1973‬‬

‫إن إنشاء مركز للمعلومات المحاسبية بحيث تشمل مجموعة من الفروع المرتبطة بالقطاعات الرئيسية‬
‫في الدول ة‪ ،‬مص نفة من خالل ه ذا المرك ز إلى ع دد من األش كال ال تي تل بي احتياج ات المس تخدمين من‬
‫المعلوم ات‪ ،‬وبطبيع ة الح ال ف إن ه ذا المرك ز س وف يظه ر إلى ح يز الوج ود بع د إنش اء وتح ديث قاع دة‬
‫البيانات المحاسبية‪ ،‬مع األخذ في االعتبار التكلفة وامكانية التفاوض والمرونة‪ ،‬وفي هذا المجال‪ ،‬سيكو‬
‫ن من الضرور ي تحدي د م ا يلي‪ :‬طبيع ة االحتياجات من المعلومات‪ ،‬واألهمي ة النسبية للمعلومات‪ ،‬ود‬
‫ارس ة التك اليف والمن افع‪ ،‬والتعه د بتحلي ل وتص ميم واختب ار النظ ام‪ ،‬ومن ثم االرتق اء ب ه ) ‪Davis,‬‬
‫‪.(1983‬‬
‫على ال رغم من االعت ارف ب دور النظم المحاس بية في التخطي ط وص نع ال ق ارر‪ ،‬فهي لم تلعب ه ذا‬
‫الدور في ليبيا في الماضي وقد ال تلعبه حتى في المستقبل القريب‪ ،‬وذلك بسبب وجود القيود والعقبات‬
‫التي تحول دو ن ذلك‪ ،‬ومن بين هذه القيود والعقبات ما يلي‪:‬‬
‫ص عوبة التنب ؤ والس يطرة على الظ روف غ ير المؤك دة‪ ،‬وذل ك بس بب إ رس اء العدي د من القواع د‬ ‫•‬
‫واللوائح دو ن إج ارء د ارسات الجدوى؛‬
‫نقل الجزء األكبر من ممارسة الم ارجعة إلى الهيئة العامة )ديوان المحاسبة(؛‬ ‫•‬
‫زيادة في مسؤولية الم ارجع الخارجي بدو ن زيادة مواكبة في سلطته المهنية؛‬ ‫•‬
‫انخفاض في مستو ى الرعاية المخصصة لمهنة المحاسبة والم ارجعة القانونية‪،‬‬ ‫•‬
‫عدم وجود الكفاءة وتطوير التعليم المحاسبي والبحث العلمي في هذا المجال‪.‬‬ ‫•‬

‫المحاسبة والتخطيط االقتصادي الوطني‬ ‫‪.7‬‬


‫حثت العديد من الحكومات في البلدان النامية على التخطيط لتطوير اقتصادياتها بدال من ترك كل شيء‬
‫للصدفة أو لقو ى السوق‪ ،‬ويتحقق هذا من خالل خطط التنمية االقتصادية التي تهدف إلى تحقيق النمو‬

‫‪69‬‬
‫المقالة رقم) ‪ - 83-62 (4‬االصدار االول ‪-‬‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
‫‪2016‬‬
‫االقتص ادي الس ريع والمس تدام والتنمي ة في أي المج ال من النش اط الحك ومي‪ ،‬والمحاس بة له ا دور ه ام‬
‫تؤدي ه من خالل تزوي د المخططين االقتص اديين بالمعلوم ات المحاس بية من أج ل تحدي د اتجاه ات التنمي ة‬
‫االقتصادية في الماضي‪ ،‬وإلج ارء د ارسات جدو ى للمشاريع والخطط ورصد المشاريع االقتصادية‬
‫الجارية من أجل تسهيل السيطرة وتنقيح الخطط‪.‬‬

‫نظرية التنمية االقتصادية ودو ر المعلوما ت المحاسبية‬ ‫‪.8‬‬


‫الدور الوطنِي للنظم المحاسبية‪ ،‬حيث‬ ‫ِ‬
‫للتنمية االقتصادية قد ظهرت لت وضح ِ‬ ‫إن النظريات البديلة‬
‫أن ك ل منه ا تستخدم حجج وفرضيات مختلف ِة‪ ،‬وأيض اً لك ل منه ا نت ائ ج مختلفة ألهمي ِة المعلوم ِ‬
‫ات‬
‫ية للتنمي ِة هي أربع ة وتتمث ل في‬
‫المحاس بية في عملي ة اتخ اذ ال ق ارار ِت‪ ،‬حيث أن النظريا ِت الرئيس ِ‬

‫تمي زت بأنه ا تفسر النظرية الرئيسية وهي ت ست‬


‫التحديث‪ ،‬التبعية‪ ،‬األنظمة العالمية والعولمة ‪،‬وقد ّ‬

‫ود المنف ذة‪ ،‬خص وص اً في ال دول الن امي ِة ‪ ،‬فنظري ة التح ِ‬


‫ديث هي‬ ‫خد م لتط وير وترجم ة ال جه ِ‬

‫ِ‬
‫ناعية في المجتم ع هي‬ ‫نظ ري ة تنمي ة دولي ِة تعت بر أن قل ة أرس الم ال التق ني وق ل ة التنمي ة الص‬
‫الس بب الرئيس ي لنقص النم و أو التخل ف االقتص ادي ) ‪Martinussen, 1997; Chase-Dunn,‬‬
‫ِ‬
‫التبعية تفترض أن عالقا ت اإلنتا ِج غير المرغوبة التي‬ ‫‪ ،(2000; Reyes, 2001a‬أما نظري ة‬
‫وج د بين البل دا ِن هي ن تيج ة للهيمن ِة االس تعمارية )‪ ،(Muuka, 1997; Haque, 1999‬في‬
‫ت ِ‬
‫ِ‬
‫التغيير االجتم اعي‬ ‫حين أن نظري ة األنظم ِة الع المي ِة ترتك ز على وجه ة نظ ر عالمي ة‪ ،‬وت هتم ب‬
‫والثق اف ِي باعتب اره كمس اهم ض رور ي للتنمي ة االقتص ادية )‪Wallerstein, 1974; Wallerstein,‬‬
‫‪ ،(1979; Szymanski, 1982; Reyes, 2001b‬وأخي ار وليس آخ ار نظرية العولم ِة تشير إلى‬
‫ِ‬
‫العالم‪ ،‬وتصرح بِ أ ن‬ ‫ق المختلف ِة ِم ن‬ ‫ِ‬
‫التكامل الذي ي حد ث بين المناط ِ‬ ‫مستو ى أعظم ِم ن‬

‫التكامل ل ه تأثي ر مه م على النمو االقتصادي والمؤش ار ِت االجتماعية من خالل تحسين‬


‫ِ‬ ‫هذا‬
‫ِ‬
‫العالمية ) ‪ ،(Reyes, 2001a; Reyes, 2001b; Zineldin, 2002‬إن‬ ‫ِ‬
‫التقنيات‬ ‫االتصال وانتشار‬

‫ِ‬
‫العولمة ي سم ح لنا بتوضيح المفاهي م ووضعها في منظورها‬ ‫المنظور النظر ِي لنظري ِة‬
‫ِ‬ ‫تبني‬
‫ِ‬
‫السياسات االجتماعية ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫التوصيات من ناحية‬ ‫االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬و أيض اً ت مييز‬

‫في هذه الورقة‪ ،‬مصطلح أو تعبير "التنمية" تم فهمه بأنه شرط اجتماعي في األمة‪ ،‬أي يعني أن يتم‬
‫ِ‬
‫وأنظمة التنمية‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والمستمر للموارد الطبيعية‬ ‫العقالني‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للسكان باالستخدام‬ ‫إشباع الحاجات األساسية‬

‫‪70‬‬
‫المقالة رقم) ‪ - 83-62 .(4‬االصدار االول ‪-‬‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
‫‪2016‬‬

‫يتضم ن هذا‬ ‫ِ‬


‫لسكان البلد‪ ،‬و‬ ‫ِ‬
‫التقنية التي ت حتر م المي از ت الثقافي‬ ‫وهذا االستخدام يستند على‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫منظمات الخدمات األساسية‬ ‫ِ‬
‫للتنمية مواصفا ت الفئات االجتماعية التي تتعامل مع‬ ‫العام‬
‫ف ِّ‬ ‫التعري ِ‬
‫ِ‬
‫التعليم‪ ،‬اإلسكان‪،‬الخدمات الصحية‪ ،‬والتغذية‪ ،‬ولكن قبل ذلك يجب أن يتم احت ارم ثقافاتهم‬ ‫مثل‬
‫وتقاليدهم ضمن اإلطا ِراالجتماعي للبلد‪.‬‬

‫ومن الناحي ة االقتص ادية‪ ،‬يش ي ر ه ذا التعري ِ‬


‫ف‪،‬إلى أن يك و ن هن اك ف رص عم ل لس ِ‬
‫كان أي بل د‪،‬‬
‫لتوفير الحاجات األساسي ِة على األقل ‪ ،‬وتحقيق نسبة جيدة ِم ن إعاد ِة توزيع الثرو ِة الوطني ِة‪ ،‬ومن‬
‫أن األنظم ِة الحكومي ِة له ا ش رعي ة ليس فق ط من‬ ‫ِ‬
‫ك د ه ذا التع ري ف ب ّ‬
‫الناحي ة السياس ية‪ ،‬ي ؤ ّ‬
‫السكان بالمنافع االجتماعية‪ ،‬فعلى الرغم ِم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أغلبية‬ ‫الناحية القانون ية‪ ،‬إنما أيض اً من ناحية ت زويد‬

‫التنمية على ت حسين قدر ِة النظم المحاسبية في الدول‬


‫ِ‬ ‫التركيز ال معاصر في العديد ِم ن دوائر‬
‫ِ‬ ‫ن‬

‫النامية‪ ،‬كمسألة تجريبية‪ ،‬فإننا نندهش بقلة المعرفة حول العالق ِة بين النظم المحاسبية والتنمية )‪Clark‬‬
‫ِ‬

‫‪ ،(and Knowles, 2003; Graham and Neu, 2003‬فب م ار ج ع ة األد ِب المحاس بي‬

‫ات التنمي ِة وبالت الي اس تنتاج قل ة االهتم ام ال‬


‫ير نظري ِ‬
‫ات التنمي ِة‪ ،‬ف ان ذل ك يتم من خالل تفس ِ‬
‫ونظري ِ‬

‫مع ط ى إلى د ارس ِة العالق ِة بين النظم المحاس بية واحتياج ات التنمي ة ) ‪Graham and Neu,‬‬
‫‪ ،(2003; Shareia, 2004‬وه ذا النقص في االهتم ام بالمحاس بة أك د على أهمي ة النظ ر في الج وانب‬
‫ال تي أهملته ا نظري ا ِت التنمي ة االقتص ادية‪ ،‬وه ذا ه و ج وهر البحث‪ ،‬حيث إن اس تخدام نظري ة التنمي ِة‬
‫ِ‬
‫التنمية‪ ،‬والموارد و تاريخ ومكان‬ ‫الثقافة‪ ،‬الدين ‪ ،‬دور الدولة والنظم السياسية ومرحل ِة‬
‫ِ‬ ‫يهتم بتأثي ر‬
‫البلد في العال ِم‪.‬‬

‫إن نظري ة العولم ِة كأح د نظري ات التنمي ِة االقتص ادية رك زت على التفاع ِل بين ال دول المتط ور ِة و‬

‫النامي ِة‪ ،‬وهي طريق ة مفي دة ومالئم ة ل ف هم بيان ِ‬


‫ات تم جم عه ا ِم ن العم ل المي داني‪ ،‬كم ا أنه ا تهتم‬

‫ب العوام ل االجتماعي ة والثق افي ة‪ ،‬و بانتش ار االتص ال الع الم ِي والوح د ِة التق ني ِة على المس تو ى‬
‫العالمي‪،‬وذلك باإلضافة إلى التقني ِة‬

‫‪71‬‬
‫المقالة رقم) ‪ - 83-62 (4‬االصدار االول ‪-‬‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
‫‪2016‬‬
‫المحاس بية ) ‪،(Enthoven, 1973; Barker, 1982; Mirghani, 1982; Belkaoui, 1994‬‬
‫بن ت العدي د ِم ن ال دول النامي ِة األنظم ة المحاس بية الخاص ة بالبل ِ‬
‫دان‬ ‫وكنتيج ة لت أثير العولم ة ‪ ،‬ت ّ‬
‫ِ‬
‫المعلومات الالزمة‬ ‫الغربية المتطور ِة ‪ ،‬بدو ن أن تأخذ في االعتبار قدر ِة هذه األنظم ِة على خ لق‬
‫ِ‬

‫للتخطيط‬
‫الفع ِ‬
‫ال (‪.)Mir and Rahaman, 2005; Shareia, 2005‬‬ ‫الوطني ّ‬
‫ِ‬ ‫االقتصادي‬

‫ففي اغلب األح وال تم تب ني األنظم ة المحاس بية األمريكي ة‪ .‬واألك ثر ك انت األنظم ة البريطاني ة حيث‬
‫تميزه ا اللغ ة االنجليزي ة عن غيره ا‪ ،‬وتوف ير ع روض لم ؤهالت مهني ة في البل دان األجنبي ة والتب ادل‬
‫الثق افي والمس اعدة المباش رة من األمريك ان والبريط انيين‪ ،‬وعلى ال رغم من ذل ك‪ ،‬يجب أ ن ي ؤ خ ذ‬

‫وأنه ا س تحتا ج‬
‫أن هذهاألنظم ة نش أت في بيئ ة اجتماعي ة وسياس ية واقتص ادية غربي ه‪ّ ،‬‬
‫في االعتب ار ب ّ‬
‫ِ‬
‫حاجات أي بلد من البلدان النامية (‪ ، ))Briston, 1990‬ففي المركز األول‬ ‫لتعديل كبي ر ل ت لبِية‬

‫الشركات التي تم تمويلها ِمن ِقبل ح ِ‬


‫ملة األسهم للقطاع الخاص في سو ق‬ ‫ِ‬ ‫يفترض هذا النظام أ ّن‬

‫المحلي تقوم بتنفيذ معظمالنشاط االقتصادي‪ ،‬حيث أ ن معظم االستثمار في شركا ِت‬
‫ّ‬ ‫األوارق المالية‬
‫القط اع الع ِام‪ ،‬ل ه مع ايير تختل ف عن المع ايير الض رورية للتط ور‪ ،‬ويمكن أيض اً أ ن يختل ف النظ ام‬
‫المتحدة‪ ،‬وبالتالي أه داف اإلدار ِة‬
‫ِ‬ ‫السياسي واالقتص ادي اختالف ا ك بي ار عم ا هو موج ود في الوالي ات‬
‫العربي من حيث‬
‫ِ‬ ‫االقتصادية ت كو ن مختلفة أيضا تبعا لهذا االختالف ‪،‬أيض اً‪ ،‬خصوصية العال ِم‬
‫ام على التق ارير الماليِ ة واالقتص ادية‪ ،‬أخي اًر ‪ ،‬و مهم ا ك انت طبيع ة‬
‫ال دين‪ ،‬وم ا ل ه من ت أثير ه ّ‬
‫داف الديني ِة واالقتص ادية‬
‫االقتص اد‪ ،‬فعن د التوس ع في تط بيق المحاس بة يجب األخ ذ في االعتب ار األه ِ‬
‫ِ‬
‫المختلفة‪ ،‬و لكن األهم من ذلك ‪،‬يجب م ارعاة أن المحاسبة ستكو ن لها مساهمة أقو ى إذا‬ ‫ِ‬
‫والسياسية‬
‫ِ‬
‫ارارت‪ ،‬والم ارجع ة الداخلي ة للحس ابات‪ ،‬وكمقي اس‬ ‫تم توجيهه ا لت وفر المعلوم ِ‬
‫ات الالزم ة التخ اذ ال ق‬
‫ِ‬
‫أداء‪ ،‬ب دالً ِم ن أ ن يك و ن ه دفها م ارجع ة الحس ابات الخارجي ة لألنش طة ال تي تم انجازه ا فعالً ‪،‬‬

‫وذل ك ح تى يك و ن للمحاس بة دوار حي و ي في التنمي ة االقتص ادية وه و توف ير المعلوم ا ت الالزم ة‬

‫ات محاس بية ك افي ِة وموث وق فيه ا ه و‬


‫ات البال ِد‪ ،‬حيث أن التخطي ط الحك ومي ب دو ن معلوم ِ‬
‫لحاج ِ‬

‫تخطي ط س ي ئ ب دون ادني ش ك )‪ ،(Seidler, 1967‬فالمحاس بة تلعب دو اًر ه ام اً في التخطي ط‬


‫الحكومي‪.‬و يحتا ج المخطّطو ن االقتصاديو ن للمحاسبة لتوفير معلوما ِت توضح اتجاهات التنمية‬

‫ِ‬
‫الماضية‪ ،‬وذلك للمساعدة في ت نفيذ د ارسات الجدو ى لخطط المشاري ِع ول م ار ق بة‬ ‫االقتصادية‬

‫‪72‬‬
‫المقالة رقم) ‪ - 83-62 .(4‬االصدار االول ‪-‬‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
‫‪2016‬‬

‫مشاريع أخر ى مستمر ِة و لتسهّي ل م ارقبة وم ارجعة الخطط‪ ،‬حيث أشار سيدلر بأنه ما ازل هناك‬
‫ِ‬
‫نوع من عدم اإلد ارك لدور األنظمة المحاسبية حيث قال‪:‬‬
‫ِ‬
‫عملية التنمية االقتصادية[ أساسه شعور االقتصاديين الذين ي‬ ‫ِ‬
‫]ألهمية المحاسبة في‬ ‫أن هذا اإلهما ِل‬
‫بأن القطاع‬ ‫ِ‬
‫عم لو ن في مجال التنمية االقتصادية للقطاع العام فقط ‪ ،‬لي س فقط ألنه يفت ر ض ّ‬
‫ِ‬
‫الخاصة في هذا المجال‪ ،‬و لكن أيضا إلهمال الدو ر الشام ل‬ ‫الخا ص قادر على إ رضاء حاجاتِ ه‬
‫للمحاسبة في الت أثير على عمليا ت التخطيط و التطوير الحكومي‪ ،‬وبالتالي فان التخطيط االقتصادي‬
‫ِ‬
‫النامية ‪ ،‬وحتى حكومات‬ ‫ِ‬
‫جدول أعمال أكثر الدول‬ ‫والسيطرة الوطنية يعتب ارن من أهم األنشطة في‬
‫ال دول المتقدم ة ال تي تتب نى نظ ام اقتص اديات الس و ق ت م ار س ع ادة ق در من الرق اب ِة على‬
‫ِ‬
‫ومالية ‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإن الدول النامية تحتاج إلى نظام المحاسبة‬ ‫ِ‬
‫نقدية‬ ‫اقتصادياتها من خالل سياسات‬
‫الذي يوفر المعلومات التي تعكس الواقع االقتصادي للدولة ‪ ،‬والذي يوفر معلوما ت مفيد ة تساعده‬
‫في تخطي ط التنمي ة االقتص ادية الوطني ة )‪ ،(2Mirghani, 198‬حيث إن المعلوم ات الغ ير مت وفرة أ و‬
‫غير الموثوق بها تحد من قدرة الحكومة على تحقيق أهدافها االقتصادية الن ذلك يعني اختيار نموذج‬
‫ِ‬
‫خططها )‪Mirghani,‬‬ ‫ِ‬
‫الحالية ولقدر ِة البال د على إ نجاز‬ ‫تنمية ليس واقعي اً بالنسبة للحالة االقتصادية‬

‫‪ ،(1982‬و المعلوم ات المتقط ع ة أو المتن اقض ة ي م ِك ن أ ن ت ّ‬


‫ؤدي إلى خط ة اقتص ادية ت‬

‫القطاع )‪Mirghani,‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أقسام االقتصاد دو ن غيرها‪ ،‬وذلك لتوفر المعلوما ت عن ذلك‬ ‫خدم ب عض‬
‫ِ‬
‫المعلومات حول اعتماد متباد ِل "للقطاعاتاالقتصادية الرئيسية"‪ ،‬بنفس الطريقة‪،‬‬ ‫‪ ،(1982‬أي إن ندرة‬
‫يؤدي إلى خط ِة غير رشيدة للتنمية االقتصادية‪ ،‬وكذلك الى عدموجود معلومات عن "الندرة النسبية‬
‫س ّ‬
‫للم وارد المتاح ة من أج ل التنمي ة" ‪ ،‬واج ارء تق ييم دقي ق للتق دم ال ذي تم انج ازه نح و تحقي ق األه داف‬
‫االقتصادية )‪.(Mirghani, 1982‬‬

‫المحاسبين واالقتصاديين والتنمية االقتصادية‬ ‫‪.9‬‬


‫معظم البل دان النامي ة ل ديها ع دد قلي ل ج دا من المحاس بين واالقتص اديين الق ادرين على اس تغالل كام ل‬
‫اإلمكان ات ال تي ت وفر المعلوم ات المحاس بية للتنمي ة االقتص ادية‪ ،‬إن واض عي السياس ات ال تي يمكن أن‬
‫ت ؤثر على تط ور المحاس بة هم نفس هم في كث ير من األحي ان ال ي دركون م اذا يمكن أن تق دم المحاس بة‬
‫للتنمي ة االقتص ادية‪ ،‬وبالت الي فهم م ترددو ن في اس تخدام الكث ير من م واردهم الش حيحة لتط وير النظم‬
‫‪73‬‬
‫المقالة رقم) ‪ - 83-62 (4‬االصدار االول ‪-‬‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
‫‪2016‬‬
‫المحاس بية ذات الص لة‪ ،‬ومم ا يض اعف الفش ل في إد ارك أهمي ة المحاس بة في التنمي ة االقتص ادية في‬
‫البلدان النامية من خالل حقيقة أن المحاسبين واالقتصاديين ال يدركو ن أن تخصصاتهم تغطي أرضية‬
‫مشتركة‪ ،‬وبالتالي ال يوجد تعاون بينهم بشكل وثيق وكما يجب‪ ،‬وترتبط بشكل رئيسي أنشطة المؤسسة‬
‫مع المحاسبين ‪ ،‬في حين يعتبر االقتصاديين المخططين للحكومة والقطاع العام‪ ،‬و في البلدان النامية‪،‬‬
‫حيث الم وارد أك ثر ن درة بكث ير مم ا هي علي ه في البل دان المتقدم ة‪ ،‬هن اك حاج ة ملح ة للتع اون بين‬
‫المحاسبين واالقتصاديين لتحديد االحتياجات من المعلومات المطلوبة من المخططين االقتصاديين‪ ،‬وذلك‬
‫من أجل بناء نظام محاسبي مناسب للبالد‪.‬‬

‫إن مخططي الحكوم ة االقتص اديين ال ذين ع ادة م ا يك ون من االقتص اديين أو اإلحص ائيين‪ ،‬ال يب دو أنهم‬
‫ي دركون م دى اإلس هام الكب ير ال ذي يمكن أن تقدم ه المحاس بة في عملي ة التخطي ط االقتص ادي‪ ،‬س واء‬
‫كمصدر للمعلوم ات للخطط وآلي ة التغذية المرت دة حول فعالي ة الخطط االقتص ادية الجارية‪ ،‬ومع ذل ك‪،‬‬
‫ف ان المخططين االقتص اديين ال يعتم دون‪ ،‬على األق ل في ج زء منه ا‪ ،‬على المحاس بة الدقيق ة في تق ييم‬
‫وصياغة ورصد الخطط االقتصادية الوطنية‪ ،‬و في الواقع‪ ،‬فإن جمع البيانات المحاسبية الدقيقة بانتظام‬
‫من مؤسس ات القط اع الخ اص والع ام على ح د س واء‪ ،‬غ ير مدرك ة الحتم ال أن المؤسس ة ربم ا س تقدم‬
‫المعلوم ات المحاس بية في مث ل ه ذه الطريق ة ال تي يمكن أن تخ دم احتياج اتهم مباش رة‪ ،‬واح د ه ذا‬
‫االحتماالت هو إق ارر خطط محاسبية موحدة‪ ،‬تتطلب مثل هذه الخطط من جميع المؤسسات التي تقع‬
‫ضمن المعايير التي وضعتها الحكومة على حد سواء بإمساك سجالتها المالية والمحاسبية إلعداد بياناتها‬
‫المالية المنشورة وفقاللقواعد الموحدة المنصوص عليها في الخطة‪ ،‬و احد أهداف الخطة في تيسير بناء‬
‫الحسابات الجزئية منخالل تجميع حسابات موحدة للمؤسسات الفردية )‪ ،(Bait El-Mal, 1990a‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬فإن تحقيقالتوافق بين المحاسبة على المستو ى الجزئي والكلي ليست سهلة أبدا‪ ،‬حتى عندما يكو‬
‫ن هناك تجانسكبير داخل النظام المحاسبي للمؤسسة‪ ،‬فلقد أكد فريق ليبي مشترك عمل بين مؤسسات‬
‫الدول ة وك ان المع ني بإع داد بالحس ابات القومي ة )‪ ،(Abusneina, 1993‬في مناقش ة العالق ة بين‬
‫المحاسبة المالية والنظرية االقتصادية‪ ،‬و أكدوا أن األولوية يجب أن تعطى للنظرية االقتصادية حيث‬
‫أنها تتعارض مع الممارسات المحاسبية بسبب عدم كفاية ممارسة إعداد التقارير المالية في مسائل مثل‬
‫قي اس االس تهالك‪ ،‬وتع ديل البيان ات إلى التعام ل م ع التغ ير في المس توى الع ام لألس عار وتحدي د تك اليف‬
‫الفرص ة البديل ة )في مقاب ل التكلف ة التاريخي ة(‪ .‬ه ذا يقودن ا إلى النظ ر في دور مهن ة المحاس بة في ليبي ا‪،‬‬
‫والتي سيتم مناقشتها في القسم التالي‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫المقالة رقم) ‪ - 83-62 .(4‬االصدار االول ‪-‬‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
‫‪2016‬‬

‫مهنة المحاسبة في ليبيا‬ ‫‪.10‬‬


‫ليبي ا‪ ،‬وكم ا تم تص نيفها حس ب م ا أرى هوفس تيد كدول ة عربي ة )‪ ،(Hofstede, 1984‬ل ديها مس تويات‬
‫عالي ة من الطاق ة وع دم االس تق ارر األم ر ال ذي اث ر على مهن ة المحاس بة على ال رغم من أنه ا غ ير‬
‫متطورة بالدرجة المطلوبة لتلبية احتياجات متخذي الق ارارت )‪El-Sharif, 1980; Bengharbia,‬‬
‫;‪,1989‬‬ ‫‪Selway‬‬
‫‪ ،(2000‬و هناك اعتقاد أن مهنة المحاسبة في ليبيا قد تأثرت باألنظمة المحاسبية في كل من المملكة‬
‫المتح دة والوالي ات المتح دة )‪ ،(Kilani, 1988‬إن المملك ة المتح دة والوالي ات المتح دة هي تمث ل‬
‫مجتمعات فردية مع مستويات منخفضة من عدم التأكد بينما ليبيا هي مجتمع جماعي حيث من المتوقع‬
‫أن مستويات عدم التأكد تكو ن عالية‪ ،‬ولذلك‪ ،‬فإنه من المتوقع أن النظم المحاسبية في المؤسسات الليبية‬
‫"قد ال توفر المعلومات الالزمة والمطلوبة من قبل الحكومة على المستوى االقتصادي الكلي‪.‬‬

‫حيث ال توجد سجالت توضح بالضبط كيف ومتى تم أول تأسيس لمهنة المحاسبة في ليبيا‪ ،‬فمنذ أوائل‬
‫الخمسينيات من القرن الماضي‪ ،‬تم تطوير مهنة المحاسبة الليبية بالتأثر الكبير بفعل عوامل عدة‪ ،‬مثل‬
‫نظ ام التعليم‪ ،‬والت دريس من األك اديميين للمحاس بة‪ ،‬وت أثير بعض الش ركات العالمي ة‪ ،‬وخ برة ش ركات‬
‫المحاس بة الدولي ة والى ح د م ا‪ ،‬على التغي ارت الس ريعة في البيئ ة الليبي ة االجتماعي ة واالقتص ادية‬
‫والسياسية والقانونية‪ ،‬ولقد تسببت التأثي ارت الغربية في أن تسلك مهنة المحاسبة الليبية نفس الدرب‬
‫ال ذي س لكته نظي ارته ا في بريطاني ا والوالي ات المتح دة ) ‪ ،(Kilani, 1988‬ل ذلك‪ ،‬مقارن ة م ع مهن ة‬
‫المحاسبة الغربية‪ ،‬والتي كانت موجودة منذ أكثر من قر ن من الزمان‪ ،‬فالمحاسبة في ليبيا تعتبر حديثة‬
‫نس بيا ونقابةالمحاس بين الق انونيين في ليبي ا تعت بر جس م ال ي ازل في المه د حيث لم يتج اوز عمره ا‬
‫األربعين عاما بعدوذلك منذ بدء نظام المحاسبة القانونية رسميا في عام ‪ 1973‬بموجب القانو ن رقم‬
‫‪ 116‬لس نة ‪ ،(Libya State, 1974)1973‬بع د ه ذا الت اريخ أص بحت المهن ة أك ثر رس مية‪ ،‬وعالوة‬
‫على ذل ك‪ ،‬أصبحتالمحاس بة من العل وم ال تي ت درس من ذ ع ام ‪ ،1957‬عن دما تم تأس يس كلي ة االقتص اد‬
‫والتج ارة في الجامع ة الليبي ة في ليبي ا‪ ،‬حيث ك انت الهيئ ات المهني ة والجامع ات في المملك ة المتح دة‬
‫والواليات المتحدة أهم مصادر التأثير‪ ،‬وتوفير التعليم والتدريب لطلبة المحاسبة الليبيين )‪Bakar and‬‬
‫‪ ،(Russell, 2003‬ولقد كان هناك تفضيل واضح للواليات المتحدة من قبل العديد من الطلبة الليبيين‬

‫‪75‬‬
‫المقالة رقم) ‪ - 83-62 (4‬االصدار االول ‪-‬‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
‫‪2016‬‬
‫الستكمال د ارستهم في الجامعات األمريكية خالل سبعينيات القرن الماضي )‪ ،(Kilani, 1988‬وكانت‬
‫الواليات المتحدة أيضا قوة اقتصادية وارئدة في الممارسة المحاسبية والتعليم المحاسبي‪ ،‬وكانت لليبيا‬
‫عالقة جيدة مع الواليات المتحدة في ذلك الوقت‪.‬‬

‫وعلى ال رغم من أن نقاب ة المحاس بين والم ارجعين الليب يين ق د تأسس ت من ذ ق ارب ة األربعين عام ا كم ا‬
‫ذكرن ا إال أنه ا‪ ،‬لم تفع ل ش يئا لبن اء أي قاع دة نظري ة للمحاس بة كمهن ة في ليبي ا ولم تنش ئ الئح ة لقواع د‬
‫السلوك المهني الواجب إتباعها من قبل أعضاء المهنة ) ‪ ،(Bakar and Russell, 2003‬هذا يشير‬
‫إلى أن النقابة فشلت في تنظيم نفسها واالعت ارف بالت ازمها تجاه المصلحة العامة والمجتمع‪ ،‬عالوة‬
‫على ذل ك‪ ،‬لم تحق ق أه دافها األخ رى مث ل تعزي ز العدي د من األنش طة مث ل البح وث والم ؤتم ارت‪،‬‬
‫والحلق ات الد ارس ية‪ ،‬والتعليم المستمر والتدريب لتحس ين وض ع المهن ة )‪ ،(Shareia, 1994‬ك ل هذه‬
‫العوامل تشير إلى أن وضع مهنة المحاسبة في ليبيا ضعيف جدا‪.‬‬

‫وأيض ا النقاب ة لم تح دد ص يغة موح دة لتقري ر م ارجع ة الحس ابات كم ا ان ه ال يوج د متطلب ات للفحص‬
‫المه ني‪ ،‬ويب نى ه ؤالء المحاس بين ممارس اتهم أساس ا على م ا تم د ارس ته في التعليم الج امعي )‪Kilani,‬‬
‫‪ ،(1988‬وبذلك نجد أن تعريف وأهداف مهنة المحاسبة في ليبيا هي نفسها تلك الموجودة في المملكة‬
‫المتحدة والوالي ات المتح دة )‪ ،(Kilani, 1988‬وم ع ذل ك‪ ،‬ف إن العوام ل البيئي ة في ليبي ا تختلف كثي ار‬
‫عن تلك الموجودة في المملكة المتحدة أو الواليات المتحدة ‪ ،‬فمهنة المحاسبة حاليا في ليبيا تضع نفسها‬
‫في ح دود إع داد التق ارير المالي ة الخارجي ة والم راجع ة الخارجي ة )‪Bait El-Mal, Smith et al., -‬‬
‫‪1973; El‬‬
‫‪.)Sharif, 1978; Kilani, 1988; Bakar, 1998‬‬
‫‪ .11‬النقابة العامة للمحاسبين والمراجعين الليبيين‬
‫إن نقابة المحاسبين والم ارجعين الليبيين‪ ،‬ليست الهيئة الوحيدة المسئولة عن المحاسبة المهنية في ليبيا‪،‬‬
‫هناك أيضا ديوان المحاسبة أو ما كان يعرف بجهاز الم ارجعة المالية ‪ ،‬حيث أن هذه الجهة كانت هي‬
‫المس ئولة عن م ارجع ة القط اع الع ام في حين أن المحاس بين الت ابعين للنقاب ة والع املين في المك اتب‬
‫الخاص ة هم المس ئولين عن م ارجع ة القط اع الخ اص‪ ،‬أيض ا‪ ،‬في بعض األحي ان يتم االس تعانة بهم من‬
‫قبل ديوان المحاسبة لم ارجعة القوائم المالية للقطاع العام عندما ال تتوافر اإلمكانيات لديوان المحاسبة‬
‫ألداء هذا العمل من خالل المحاسبين المتوفرين لديه ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫المقالة رقم) ‪ - 83-62 .(4‬االصدار االول ‪-‬‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
‫‪2016‬‬

‫لق د تأسس ت نقاب ة المحاس بين والم ارجعين الليب يين ع ام ‪ 1973‬وفق ا لق انو ن تنظيم مهن ة المحاس بة‬
‫الصادر عام ‪ ،1973‬حيث أوضح هذا القانون مؤهالت دخول األعضاء في المهنة‪ ،‬وكذلك بين القانون‬
‫أن مجلس النقابة هو المسئول عن تسجيل المحاسبين‪ ،‬والحفاظ على سجل للمحاسبين‪ ،‬وتحديد مؤهالت‬
‫األش خاص للتس جيل كمحاس بين ق انونيين‪ ،‬وك ذلك ض مان االلت زام بقواع د الس لوك المه ني والمس ائل‬
‫التأديبية‪ ،‬وشروط التأهل كمحاسب قانوني حسب ما تم إيضاحه في المادة ‪ 24‬من القانو ن حيث نص‬
‫على أن تتوفر فيمن يرغب أن يكون محاسبا قانونيا الشروط التالية‪:‬‬
‫• أن يكو ن مواطنا ليبيا؛‬
‫• أن يكون متحصل على األقل على درجة البكالوريوس في المحاسبة؛‬
‫• أن يكو ن حسن الخلق؛‬
‫• أن يكون حسن السيرة والسلوك‬
‫• أن يستوفي أية متطلبات أخرى يتم إق اررها من المجلس النقابي )‪.(Libya State, 1974‬‬

‫أيض ا يتم االعت ارف بأي ة م ؤهالت أخ رى‪ ،‬مث ل درج ة ال دكتواره في المحاس بة أو الم ارجع ة من أي‬
‫جامع ة مع ترف به ا في ليبي ا‪ ،‬من قب ل مجلس المحاس بين و أيض ا يتم االعت ارف بش هادة معه د‬
‫المحاسبين القانونيين في إنجلت ار وويلز أو المعهد األمريكي للمحاسبين القانونيين‪.‬‬

‫ولغرض الحصول على قبول في االتحاد العام للمحاسبين والم ارجعين الليبيين‪ ،‬يجب أن يكو ن المتقدم‬
‫حاص ال على م دة م ا بين ثالث وخمس س نوات من الت دريب العملي ذات الص لة بالمحاس بة‪ ،‬في اح د‬
‫مك اتب المحاس بة أو في أي منظم ة في القط اع الع ام أو الص ناعة والتج ارة‪ .‬و م ع ص دور ق انون تنظيم‬
‫مهن ة المحاس بة والم ارجع ة في ليبي ا ع ام ‪ ،1973‬أص بح يطل ق على جمي ع أعض اء المهن ة مص طلح‬
‫"محاسبقانوني معتمد"‪.‬‬

‫ويتم إنج از الممارس ات المحاس بية إم ا من خالل تنظيم الهيئ ة العام ة قانون ا وال تي تعطى المس ؤولية عن‬
‫تنفي ذ ورص د وانف اذ المع ايير المحاس بية أو من خالل النهج الط وعي ال ذي يعتم د على التنظيم ال ذاتي‬
‫للمهنة ‪ ،‬فنظريا‪ ،‬كانت النقابة العامة للمحاسبين والم ارجعين الليبيين هي الجهة المسئولة عن وضع وم‬

‫‪77‬‬
‫المقالة رقم) ‪ - 83-62 (4‬االصدار االول ‪-‬‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
‫‪2016‬‬
‫ارقب ة المعايير والممارس ات المحاس بية في ليبي ا )ق انو ن مهن ة المحاس بة رقم ‪ 116‬لع ام ‪ ،(1973‬ولكن‬
‫عمليا لم تصدر هذه المعايير المحاسبية الليبية حتى اآلن‪ ،‬وبالتالي فان ما يحكم المهنة في ليبيا هو ما‬
‫هو موجود من التشريعات مثل القانون التجاري أو غيره من اللوائح ذات العالقة بالموضوع‪ .‬وقد أدى‬
‫ضعف االتحاد العام للمحاس بين الليبيين إلى أن تكو ن المحاسبة القانوني ة في الواقع‪ ،‬منظم ة من خالل‬
‫ديوان المحاسبة ‪.‬‬

‫‪ .12‬التعليم المحاسبي في ليبيا‬


‫هيمنت مناهج المحاسبة الغربية )خاصة من المملكة المتحدة والواليات المتحدة( على المحاس بة و التعليم‬
‫المحاس بي في ليبي ا‪ ،‬فنظ ام التعليم المحاس بي مث ل أي تخص ص‪ ،‬يت ألف من الطالب‪ ،‬وأعض اء هيئ ة‬
‫التدريس‪ ،‬والمناهج الد ارسية‪ ،‬والموارد )مكتبة‪ ،‬والحواسيب‪ ،‬وم ارفق‪ ،‬والموارد المالية واالبتك ا ارت‪،‬‬
‫والتكنولوجي ا( ال تي ترتب ط بش كل مث الي وكف اءة لتلبي ة االحتياج ات التعليمي ة لمجتم ع معين )‪Bakar,‬‬
‫‪ ،(1998‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن نظام التعليم المحاسبي في حد ذاته جزء من نظام أوسع من التعليم في‬
‫البالد‪ ،‬ويت أثر بالنظ ام التعليمي الع ام وي ؤثر أيض ا على البيئ ات االجتماعي ة واالقتص ادية والسياس ية‬
‫والثقافي ة للبل د ال ذي يعم ل في ه‪ ،‬وبن اء على ذل ك‪ ،‬ينبغي تص ميم نظ ام التعليم بحيث يل بي االحتياج ات‬
‫الوطنية الشاملة‪.‬‬

‫إن التنمية االقتصادية تتطلب تغيي ارت في نظام التعليم المحاسبي السائد من أجل خلق موقف يؤكد بأن‬
‫هن اك حاج ة حيوي ة للتغي ير في المن اهج وأس اليب التعليم المحاس بي بحيث تك ون ق ادرة على اس تيفاء‬
‫احتياج ات التنمي ة والتع ايش م ع الظ روف البيئي ة المحيط ة‪ ،‬و أيض ا‪ ،‬ال ب د أن يك و ن نظ ام التعليم‬
‫المحاسبي قادر على خلق المها ارت وتطوير القد ارت التقنية والتنظيمية‪ ،‬التي تحتاجها خطط التنمية‪،‬‬
‫لكي تكل ل بالنج اح‪ ،‬و يجب أن يك و ن هن اك ع دد ك اف من الم وظفين المه رة ألداء المه ام اإلداري ة‬
‫والتنظيمي ة‪ ،‬إن اح د المش اكل الرئيس ية ال تي تواج ه عملي ة التنمي ة في البل دان النامي ة‪ ،‬هي قل ة ت وفر‬
‫الك وادر اإلداري ة والمالي ة ت ارفقه ا انتق ادات لس وء اس تخدام الم وارد‪ ،‬وبالت الي س وء اإلدارة في ه ذه‬
‫البلدان )‪.(Mohidin, 1972‬‬

‫فمن الواض ح أن سياس ات التعليم المحاس بي والبحث العلمي في ه ذا المج ال‪ ،‬غ ير متوافق ة م ع متطلب ات‬
‫التنمي ة االقتص ادية للبل دان النامي ة بش كل ع ام‪ ،‬وفي الع الم الع ربي وليبي ا‪ ،‬على وج ه الخص وص‪ ،‬ه ذا‬
‫التعارض بين متطلبات التنمية االقتصادية و التعليم المحاسبي والبحث العلمي يرجع إلى أوجه القصور‬

‫‪78‬‬
‫المقالة رقم) ‪ - 83-62 .(4‬االصدار االول ‪-‬‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
‫‪2016‬‬

‫في دور المحاسبين والمعلمين وذلك الن دور هذه المهن هو أمر حاسم في دفع عجلة التنمية االقتصادية‬
‫وسرعة االستجابة في وقت الحق من قبل المحاسبة فيما يتعلق بتغير هيكل التعليم المتوقع في االقتصاد‬
‫الوطني‪ ،‬هذا األمر يلقي بالمسئولية على الجامعة لتطوير التعليم المحاسبي بما يخدم المجتمع‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬فإن الهدف هو االتصال بين االقتصاد الوطني والتعليم المحاسبي والبحث العلمي بحيث يتم‬
‫تطوير التعليم المحاسبي والبحث العلمي بدرجة تخدم احتياجات التنمية ‪.‬‬

‫لقد أكدت د ارسة أجريت في عام ‪ ،(Bait El-Mal, 1990b) 1985‬إن المشاكل الرئيسية للممارسة‬
‫العلمية والتعليم المحاسبي في البلدان النامية‪ ،‬كانت إلى حد كبير بسبب التعليم المحاسبي‪ ،‬وقد تم تحديد‬
‫أهم هذه المشاكل فيما يلي‪:‬‬
‫نقص في المحاسبين المؤهلين على جميع المستويات وفي جميع المجاالت المحاسبية؛‬ ‫•‬
‫عدم توفر الصفات الكمية والنوعية في المعلومات المحاسبية المقدمة لمتخذي الق ارارت‪.‬‬ ‫•‬
‫عدم استخدام المعلومات المحاسبية بالقدر المطلوب ألغ ارض اإلدارة الداخلية؛‬ ‫•‬
‫عدم وجود معايير الم ارجعة المالئمة؛‬ ‫•‬
‫عدم وجود نظم للمحاسبة الوطنية؛‬ ‫•‬
‫عدم وجود المحاسبة المالئمة داخل سلطات الدولة والشركات العامة؛‬ ‫•‬
‫عدم وجود التشريعات المرتبطة بالمحاسبة والم ارجعة؛‬ ‫•‬
‫استخدام الوحدات االقتصادية للمحاسبة في المقام األول لمساعدتها في التهرب من دفع ضريبة‬ ‫•‬
‫الدخل؛‬
‫تطبيق نظم محاسبية معدة لبيئات تختلف في ظروفها االقتصادية والثقافية والسياسية‬ ‫•‬
‫عدم توافق المعايير التعليمية في تدريس موضوعات المحاسبة في الكليات والمعاهد؛‬ ‫•‬
‫نقص في كتب المحاسبة والم ارجع األخر ى في الكليات والمعاهد‪،‬‬ ‫•‬
‫نقص في المحاضرين المؤهلين في الكليات والمعاهد‪.‬‬ ‫•‬

‫من خالل ما سبق‪ ،‬يمكن أن ينظر إلى الدور الرئيسي لنظم المحاسبة بصفة عامة‪ ،‬والمعلوماتالمحاسبية‬
‫ال تي تنتجه ا ه ذه النظم على وج ه الخص وص‪ ،‬بأن ه أم ر مهم ألن التق دم في مج ال إنت اج ونق ل ه ذه‬

‫‪79‬‬
‫المقالة رقم) ‪ - 83-62 (4‬االصدار االول ‪-‬‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
‫‪2016‬‬
‫المعلومات أصبح عنص ار حيويا لتحقيق أهداف التنمية االقتصادية في البلدان المتقدمة والبلدان النامية‬
‫على ح د س واء‪ ،‬و ليبي ا هي اح د ه ذه البل دان ال تي تتوق ع إنج از التنمي ة االقتص ادية‪ ،‬وبالت الي من‬
‫الض روري له ا أن تكرس اهتمامه ا لتط وير النظم المحاس بية التي تض من توف ير المعلوم ات المحاسبية‬
‫المناسبة والالزمة لخطط التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫‪ .13‬الخالصة‬
‫ه ذه الورق ِة رك زت على كي ف يمكن لنظم المعلوم ات المحاس بية تلبي ة االحتياج ات الض رورية إلدارة‬

‫اء على ال مناقش ا ِت‬


‫التنمي ة االقتص ادية في ال دول النامي ة بش كل ع ام وفي ليبي ا بش كل خ اص‪ ،‬ف بن ً‬
‫الس ِ‬
‫ابقة‪ ،‬تم التحقي ق في كالً من‪ ،‬دور نظم المعلوم ات المحاس بية في التنمي ة االقتص ادية والت ِ‬
‫أثير‬
‫ية والديني ِة واالقتص ادية‬
‫دور في الظ روف الثقافي ِة واالجتماعي ة والسياس ِ‬
‫االنعكاس ي على ه ذا ال ِ‬
‫والقانوني ِة ‪ ،‬إن تحقيق التنمي ة االقتص ادية في البل دان النامي ة ي دل على االعت ارف بأهمي ة وجود نظم‬
‫المعلومات المحاسبية التي تنتج معلومات مالئمة وفي الوقت المناسب وصالحة على المستو ى الع المي‪،‬‬
‫إن دور ن ظم االتص االت للبل دان النامي ة ‪ ،‬مهم ج دا من ذ أن عملت تل ك ال دول في البيئ ة العالمي ة ال تي‬
‫يتحتم فيها تأثير تقنيات الغرب على الظروف الوطنية المحلية‪.‬‬

‫لقد ت عامل ت هذه الورق ة مع ِ‬


‫دور ال نظم ال محاسبية في الخطط االقتصادية واالجتماعية للدول‬
‫النامي ِة ‪ ،‬وق د تم ذل ك في الس ياق اللي بي من خالل د ارس ة ال دور ال ذي لعبت ه البيان ات والمعلوم ات‬
‫المحاسبية المقدمة من النظم المحاسبية في الجهات المختلفة إلى السلطات الحكومية‪.‬‬

‫ِ‬
‫النامية‪،‬‬ ‫وقد ال تعكس هذه الد ارسة وجهة نظر كامل السكان‪ ،‬لكن التشابه بين القطاع ِ‬
‫العام في الدول‬
‫عموم اً‪ ،‬وفي ليبي ا‪ ،‬بش كل خ اص‪ ،‬والمتعل ق باألخ ذ في االعتب ار الظ روف االجتماعي ة والسياس ية‬

‫واالقتص ادية ال م عني ة‪ ،‬ي ج ع ل ال نت اِئ ج مفي دة وت دع م األد ب المحاس بي‪ ،‬و ل ذلك ف ان‬

‫ك د ِد ارس ا ت أخ ر ى ويق دم معلوم ات ّقيم ة‪ ،‬فه و د ارس ة‬


‫المث ال اللي بي‪،‬على ال رغم من ان ه ي ؤ ّ‬
‫لحالة واحدة فقط‪ ،‬وبالتالي يجب الحرص عند تطبيق هذه النتائج في بلدان نامية أخر ى‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫المقالة رقم) ‪ - 83-62 .(4‬االصدار االول ‪-‬‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
‫‪2016‬‬

‫ِ‬
‫ارسة ‪ ،‬وبالتالي فان اس تخدام أي‬ ‫ِ‬
‫العولمة كإطار لهذه الد‬ ‫ِ‬
‫نظرية‬ ‫ِ‬
‫ارسة‪ ،‬يتعلق باستخدام‬ ‫القيد اآلخر للد‬
‫نظري ة أخ رى أو م دخل آخ ر ي م ِك ن أ ن ينت ج عن ه تفس ي ارت مختلف ة ِم ن البيان ِ‬
‫ات‪ ،‬مم ا‬
‫يؤدي إلى ظهور نتائج أ خر ى‪.‬‬

‫ِ‬
‫ارسات أخر ى‬ ‫مك ن أ ن ت ست عم ل إل ج ارء ِد‬
‫ارسة ي ِ‬
‫ِ‬ ‫إن مالحظات ومقترحات هذه الد‬

‫ِ‬
‫ارسة في هذه البلدان أ و بت‬ ‫أم ا بتك ارر هذه الد‬
‫على باقي البلدان النامية والتي لها نفس الظروف‪ّ ،‬‬
‫ّبني طر ِ‬
‫ق منهجية مختلفة‪.‬‬

‫ِ‬
‫ارارت‬ ‫دور أنظم ِة المحاس بة في اتخ اذ ال ق‬
‫ق د تعم ل ال د ارس ة على توف ير مف اهيم مختلف ة عن ِ‬
‫والتخطيط ِوالرقابة‪ ،‬وقد تعمل البحوث األخر ى على اكتشاف مدى مفهوم دور المحاسبة في اتخاذ الق‬
‫دور أنظم ِة‬
‫ات في ليبي ا‪ ،‬و ب الرغم من أن ال د ارس ِة ع رض ت أهمي ة ِ‬
‫ارارت في المنظم ِ‬

‫المحاس بة‪ ،‬فان ه ال ي ازل هن اك حاج ة لبح وث أخ ر ى إللق اء الض وء على دور وت أثير نظم المحاس بة‬

‫العالمي ة على المحاس بة في البيئ ة الداخلي ة ‪،‬وه ذه الت أثي ارت ق د تتض ّم ن ف هم كيفي ة وض ع‬
‫ِ‬
‫مهنة المحاسبة‪ ،‬واهتمام‬ ‫المجتمع وتعلقه بدور نظم المحاسبة‪ ،‬مثال ذلك الدين‪ ،‬النظام سياسي‪ ،‬وضع‬
‫الحكومة بتغيير التشريعات ‪.‬‬

‫إن التح دي ال ذي تواجه ه ال دول النامي ِة‪ )،‬مث ل ليبي ا(‪ ،‬في ت ط وير واس تعمال أنظم ة المعلوم ات ه و‬
‫ّ‬
‫االعتق اد الس ائد ب أن اس تخدام األنظم ة المحاس بية في ال دول المتقدم ة س وف ي ؤدي إلى تلبي ة االحتياج ات‬
‫المطلوبة دون األخذ في االعتبار العوامل الثقافية والسياسية واالقتصادية للبيئة المحاسبية ‪،‬و هذا يعتبر‬

‫تحق الجه د المش ِ‬


‫ترك من الس لطا ت الحك ومي ة‪ ، ،‬وال ممته نين لمهن ة‬ ‫ّ‬ ‫تح دي ض خم‪ ،‬يس‬

‫المحاس بة ‪،‬وغ يرهم من مستخدمي المعلوم ات المحاس بية واألك اديميين وذل ك لكي يص بح للمحاس بة دور‬
‫فعال في تلبية احتياجات التنمية االقتصادية في البالد‪.‬‬

‫‪81‬‬
- ‫ االصدار االول‬- 83-62 (4 )‫المقالة رقم‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
2016

‫المارجع‬
Abusneina, M. (1993). Use the Libyan Economics Sources to Build the Future.
Benghazi, National Academy of Scientific Research.
Bait El-Mal, M., C. H. Smith, et al. (1973). "The Development of Accounting in
Libya." The International Journal of Accounting ,Education and Research 8(2):
83-101.
Bait El-Mal, M. A. (1990a). "The Significance and Advancement of Accounting
Information for Economic Development." Journal of Economic Research 2(2):
25-36.
Bait El-Mal, M. A. (1990b). "Survey and Evaluation of the Accounting
Principles Applied in Libya." Journal of Economic Research, National Academy
of Scientific Research: The Economic Research Centre, Benghazi 2(1): 1426.

82
- ‫ االصدار االول‬- 83-62 .(4 )‫المقالة رقم‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
2016

Bakar, M. (1998). Accounting and the Developments Economic Development


of Oil and Gas in Libya .Department of Accounting. Dundee, University of
Dundee, Scotland. Unpublished PhD Thesis.
Bakar, M. and A. Russell (2003). The development of Accounting Education
and Practice in Libya. Research in Accounting in Emerging Economies. R. S.
O. Wallace, J .M. Samuels, R. J. Briston and S. M. Saudagaran. Oxford,
Elsevier Science 5: 197-236.
Barker, P. (1982). The Development of Libyan Industry in Libya Since
Independence: Economic and Political Development. Kent, Croom Helm.
Belkaoui, A. (1985). International accounting: issues and solutions. Westport,
Conn., Quorum Books.
Belkaoui, A. (1994). Accounting in the Developing Countries. Westport, Conn.,
Quorum Books.
Bengharbia, S. (1989). "Auditing and profession ethics in Libya." Journal of
Economic Research ,National Institute for Scientific Research: The Economic
Research Center, Benghazi 1(1): 117-126.
Briston, R. J. (1990). Accounting in Developing Countries: Indonesia and the
Solomon Islands as Case Studies for Regional Cooperation. Research in Third
World Accounting. R. S. O. Wallace, J. M. Samuels and R. J. Briston.
London, JAI 1: 195-216.
Chase-Dunn, C. (2000). The Effects of International Economic Dependence
on Development and Inequality: A Cross-National Study (1975). From
Modernisation to Globalisation: Perspectives on Development and Social
Change J. T. Roberts and A. Hite. Oxford, Blackwell: 210-228.
Clark, T. and L. L. Knowles (2003). "Global Myopia: Globalisation Theory in
International Business " Journal of International Management 9: 361-372.

83
- ‫ االصدار االول‬- 83-62 (4 )‫المقالة رقم‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
2016
Davis, W. S. (1983). Systems Analysis and Design. Addison, Wesley
Publishing
El-Sharif, Y. (1978). An empirical investigation of Libyan professional
accounting services. Department of Accounting. Columbia, University of
Missouri. Unpublished PhD thesis.
El-Sharif, Y. (1980). "An Empirical Investigation of Libyan Professional
Accounting Services" Dirasat in Economics and Business XVI (1, 2): 3-11.
Enthoven, A. J. H. (1973). Accountancy and Economic Development Policy.
Amsterdam, North-Holland.
Graham, C. and D. Neu (2003). "Accounting for Globalisation." Accounting
Forum 27(4): 449-471.
Haque, M. S. (1999). Restructuring Development Theories and Policies, A
Critical Study New York, State University of New York Press, Albany. Hofstede,
G. (1984). Culture's consequences: international differences in work-related
values Beverly Hills Sage.
Hoggett, J. R., L. Edwards, et al. (2006). Accounting. Milton, Qld, Wiley.
Kilani, A. K. (1988). The Evolution and Status of Accounting in Libya.
Department of Accounting .Hull, University of Hull. Unpublished PhD thesis.
Libya State (1974). The Official Gazette, Law No.116 of 1973 to Organise the
Accounting Profession in Libya: 251-268.
Martinussen, J. (1997). State, society, and market: a guide to competing
theories of development London, Atlantic Highlands.
McNeill, I. E. (1974). Financial Accounting: A Decision Information System.
California Goodyear.
Mir, M. Z. and A. S. Rahaman (2005). "The adoption of international
accounting standards in Bangladesh, An exploration of rationale and process"
Accounting, Auditing & Accountability Journal 18(6): 816-841.

84
- ‫ االصدار االول‬- 83-62 .(4 )‫المقالة رقم‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
2016

Mirghani, M. (1982). "Framework for a Linkage between Microaccounting and


Macroaccounting for the Purposes of Development Planning in Developing
Countries." International Journal of Accounting. 18(1): 57-68.
Mohidin, A. (1972). Development and Economic Planning. Beirut, Dar Alnahtha
Alarabia.
Muuka, G. N. (1997). "Wrong-footing MNCs and local manufacturing: Zambia's
1992-1994 structural adjustment program." International Business Review
6(6): 667-687.
Ralph, E. W. (1973). Accounting and Society. New York, John Wiley. Reyes,
G. E. (2001a). "Four main Theories of Development: Modernization,
Dependency, World -Systems, and Globalisation " NOMADAS 4: 1-12. Reyes,
G. E2001( .b). "Theory of Globalisation: Fundamental Basis " Sincronia Spring
1-5.
Romney, M. B. and P. J. Steinbart (2003). Accounting information systems.
New Jersey, Prentice Hall.
Seidler, L. J. (1967). The function of accounting in economic development:
Turkey as a case study. New York, Praeger.
Selway, M. (2000). "Over the hump." Accountancy 125(1280): 68-69.
Shareia, B. (1994). Responsibility of the External Auditor in Libya, an Empirical
Study Accounting Benghazi, University of Garyounis, Libya. Unpublished
Masters Thesis: 126.
Shareia, B. (2004). The Role of Accounting Systems in Developing Countries:
A Case Study of Libya. Accounting, Commerce & Finance: The Islamic
Perspective Conference, Brisbane, Queensland University of Technology.

85
- ‫ االصدار االول‬- 83-62 (4 )‫المقالة رقم‬ ‫مجلة البحوث المالية و االقتصادية‬
2016
Shareia, B. (2 .)005The Role and Objectives of Accounting Systems in Libya:
The Status of the Industry Secretariat. Accounting, Commerce & Finance: The
Islamic Perspective Conference, Jakarta, Trisakti University.
Szymanski, A. (1982). The Socialist World-System. Socialist states in the
world-system C. K. Chase-Dunn. Beverly Hills, Sage Publications: 57-84.
Wallerstein, I. (1974). "The Rise and Future Demise of the World Capitalist
System: Concepts for Comparative Analysis " Comparative Studies in Society
and History 1.415-387 :)4(6
Wallerstein, I. (1979). The capitalist world-economy: essays London,
Cambridge University Press.
Zineldin, M. (2002). "Globalisation, Strategic Co-operation and Economic
Integration among Islamic/Arabic Countries." Management Research
News .61-35 :)4(25

86

You might also like