You are on page 1of 10

‫مفهوم الجباية‬

‫مقدمة‬

‫تعتبر الجبایة مشتقا اقتصادیا ھاما یعكس الھیكل االقتصادي و االجتماعي لتطور الدولة و الحكم ‪،‬لكونھا‬

‫أداة تدخلیة لھا آثارھا المتعددة على المستوى الكلي و الجزئي ‪.‬حیث ترتبط الجبایة بوجود الدولة‬

‫المعاصرة ككیان سیاسي ‪ ،‬وبما تمثلھ من سلطة ‪ ،‬ففرض الضرائب و الرسوم المختلفة یمكن الدولة من‬

‫تغطیة عبء اإلنفاق العام ‪ ،‬وتحقیق مصالح المجتمع ‪ ،‬وتأمین الحمایة للمواطنین فیھا ‪ ،‬و الدفاع عن‬

‫نفسھا من المخاطر الخارجیة و الظروف الطارئة‪.‬‬

‫ووظیفة الضریبة في الماضي ‪ ،‬وفي ظل الدولة الحارسة كانت تقتصر على تأمین اإلیرادات الالزمة‬

‫لتغطیة المرافق األساسیة للدولة ‪،‬كالقضاء ‪،‬الدفاع ‪ ،‬الجیش ‪ ،‬وكانت وظیفة الدولة وذات بعد مالي‪،‬ألن‬

‫الدولة الحارسة تمنع التدخل في المجالین االقتصادي و االجتماعي‪ .‬أما بعد الحرب العالمیة األولى ‪،‬‬

‫وعقب أزمة الكساد العالمي في العام ‪ ، 1929‬لم تعد الدولة تستطیع أن تقف موقف المتفرج أمام‬

‫األوضاع االقتصادیة و االجتماعیة المتردیة ‪ ،‬وبدأ الفكر االقتصادي یتحول نحو السماح للدولة بالتدخل ‪،‬‬

‫عن طریق سیاستھا المالیة و الجبائیة‪.‬‬

‫نبذة تاریخیة عن الجبایة‬

‫تعود االقتطاعات الضریبیة إلى أقدم العصور التاریخیة حیث وجدت الضرائب و تطورت مع وجود‬

‫السلطة العامة في المجتمع و تطورت مع تطور أھدافھا السیاسیة و االقتصادیة ‪ ،‬فالرومان اعتبروا أن‬

‫الضریبة من أھم عناصر السیادة في إمبراطوریتھم ‪ ،‬حیث فرضوا الضرائب لتمكنھم من تغطیة األعباء‬

‫المترتبة علیھم من جراء قیامھم بااللتزامات الخدمة و ذات الطابع القمعي المتخذة لتحقیق ذلك‪.‬‬

‫والتي فرضت على كل (‪ ) capitation‬أھم الضرائب في العصر الروماني كانت ضریبة الرؤوس‬

‫شخص بمجرد إقامتھا على أرض الدولة ‪ ،‬كانت الملزم بھا ھو أب األسرة الذي یدفع ھذه الضریبة عن‬

‫كل األفراد الذي بعولھم البالغین من العمر ‪ 18‬سنة إلى ‪ 60‬سنة و القادرین على العمل ‪ ،‬بغض النظر‬

‫عن كونھ مالك لثروة أم ال ‪ ،‬فھي ال تراعي المقدرة التكلیفین للشخص و كانت تتم بقرارات إلزامیة دون‬

‫دروس في جباية المؤسسات ‪ -‬د‪ .‬رضوان لمار‪ ،‬أستاذ محاضر ‪ -‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪-‬‬
‫مركزالجامعي مرسلي عبد هللا بتيبازة‬
‫أخذ رأي المكلفین‪.‬‬

‫في " ‪ “ don‬و في الوقت الذي كانت فیھ الضریبة یحصل علیھا المالك في شكل استثنائي وھي بمثابة‬

‫القرن ‪ 13‬فقد أصبح في القرن ‪ 14‬ذات شكل عام و مستمر واقر في انجلترا عام ‪ 1429‬م حق فرض‬

‫ویالحظ أن التطور التاریخي أحدث أساسیا في العناصر (‪ )la taille royale‬ضریبة ملكیة دائمة‬

‫بضریبة واحدة رئیسیة بدال من الضرائب المتعددة‪ “vauban“ .‬الخاضعة للضرائب ‪ ،‬وقد طالب فوبان‬

‫فقد نادوا بقصر التكلیف الضریبي على اإلنتاج الزراعي باعتبار أن "‪ " physiocrates‬أما الطبیعیون‬

‫األرض ھي المصدر الوحید للثروة ‪.‬‬

‫وبعد قیام الثورة الصناعیة في انجلترا و الثورة الفرنسیة ظھر نظام االقتصاد الحر القائم على أساس ما‬

‫یسمى بنظریة التعادل و یجدر الذكر أن الثورة الفرنسیة تأثرت بحد كبیر بآراء الفیزیوقراط ‪ ،‬حیث‬

‫اعتبرت الضریبة العقاریة عنصر رئیسي في النظام الضریبي ‪.‬‬

‫مفھوم الجبایة‬

‫تعریف الجبایة ‪ :‬ھي اقتطاعات نقدیة تقوم بھا الدولة على األفراد لتغطیة نفقات الدولة و تكون على‬

‫شكل ضریبة أو رسم ‪.‬‬

‫إن البحث المعنون بجبایة المؤسسة ھو محاولة لتحدید أھم أنواع الضرائب المفروضة من طرف إدارة‬

‫الضریبیة ‪:‬‬

‫في النظام الجبائي الجزائري تسعى الدولة لتحقیق تنمیة شاملة تمس كل القطاعات و ذلك عن طریق‬

‫استخدام عدة موارد من بینھا الضریبة كونھا أداة أساسیة تساھم في اإلنعاش االقتصادي و االجتماعي‪.‬‬

‫تعددت تعار یف الضریبة بتعدد األفكار و المفاھیم ‪ ,‬لذا سنتناول مجموعة من التعاریف بھدف الوصول‬

‫لتعریف شامل كامل ‪:‬‬

‫التعریف األول ‪ " :‬الضریبة ھي وسیلة لتوزیع األعباء العامة بین األفراد توزیعا قانونیا و سنویا طبقا‬

‫لقدراتھم التكلیفیة‪.‬‬

‫التعریف الثاني ‪ " :‬ھي فریضة مالیة یدفعھا الفرد جبرا إلى الدولة أو إحدى الھیئات العامة المحلیة‬

‫بصورة نھائیة مساھمة منھا في التكالیف و األعباء العامة دون أن یعود علیھ نفع خاص مقابل دفع‬

‫الضریبة‪.‬‬
‫دروس في جباية المؤسسات ‪ -‬د‪ .‬رضوان لمار‪ ،‬أستاذ محاضر ‪ -‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪-‬‬
‫مركزالجامعي مرسلي عبد هللا بتيبازة‬
‫التعریف الثالث ‪":‬ھي مبلغ من النقود یقوم احد األشخاص العامة بفرضھ و تحصیلھ جبرا وفقا لقواعد‬

‫تشریعیة مقررة و بصفة نھائیة لغرض أساسي و ھي تغطیة النفقات العامة إلى جانب األھداف‬

‫االقتصادیة و االجتماعیة األخرى دون أن یكون دفعھا نظیر مقابل‪.‬‬

‫من خالل ھذه التعاریف یمكن الوصول إلى تعریف مناسب و ملم في كون ‪:‬‬

‫" أن الضریبة ھي اقتطاع عیني أو مالي تفرضھ الدولة على المكلفین بھا بصورة جزئیة و نھائیة بدون‬

‫مقابل مباشر بغیة تحقیق األھداف االقتصادیة و االجتماعیة و التنمیة أي ھي عبارة عن غطاء نقدي‬

‫جبري مقابل أو لقاء عمل غیر مباشر‪.‬‬

‫خصائص الضریبة‬

‫تتمیز الضرائب بعدة خصائص تتمثل فیما یلي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الضریبة ذات شكل نقدي‪:‬‬

‫في النظم االقتصادیة القدیمة كانت الضریبة تفرض في صور عینیة أما عن طریق اقتطاع جزء من‬

‫المحصول أو إلزام األفراد القیام بعمل معین ‪،‬و ذلك بسبب عدم انتشار النقود‪ ،‬مع ظھورھذه األخیرة‬

‫أصبح فرض و تحصیل الضریبة بالصورة النقدیة عن طریق جمع و تخزین المحصول‪.‬‬

‫ب‪ -‬الضریبة ذات طابع إجباري‪:‬‬

‫الضریبة تفرض بطریقة أحادیة و تحصل عن طریق إجبار المكلف بھا في أدائھا عبر طرق إداریة و‬

‫جھاز كامل للجبر و العقوبات تلزم المكلف بالدفع‪.‬‬

‫ج‪ -‬الضریبة تدفع بشكل نھائي و دون مقابل‪:‬‬

‫یلتزم األفراد بدفع الضریبة للدولة بصفة نھائیة أي لیس لھم الحق في ردھا أو طلب تعویضھم إیاھا و‬

‫تدفع دون حصولھ على منفعة خاصة تعود علیھ وحده بحیث ینتفع بخدمات الدولة عن طریق مرافقھا‬

‫العامة المختلفة (مثل القضاء ‪ ,‬األمن ‪ ,‬الدفاع التعلیم‪...‬الخ‪.‬‬

‫د‪ -‬الضریبة ألجل تغطیة األعباء العامة ‪:‬‬

‫الضرائب لھا دور كبیر في تمویل الخزینة العمومیة كما تلعب دورا كبیرا في تحفیز االستثمارات و في‬

‫إعادة توزیع الدخل الوطني‪.‬‬

‫دروس في جباية المؤسسات ‪ -‬د‪ .‬رضوان لمار‪ ،‬أستاذ محاضر ‪ -‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪-‬‬
‫مركزالجامعي مرسلي عبد هللا بتيبازة‬
‫االقتطاعات اإلجباریة األخرى الغیر الضریبیة‬

‫تعریف الرسم ‪:‬‬

‫مبلغ من النقود یعرف بأنھ مبلغ من النقود یدفعھ الفرد بصفة جبریة إلى الدولة أو إحدى الھیئات التابعة‬

‫لھا ‪ ،‬قصد الحصول على خدمة خاصة ذات مقابل مزدوج ( مقابل خاص و عام في أن واحد)‪.‬‬

‫یتضح من ھدا التعریف أن الرسم یشبھ الضریبة في ‪:‬‬

‫‪ -‬الصفة اإللزامیة‪.‬‬

‫‪ -‬الصفة النقدیة ‪.‬‬

‫‪ -‬الصفة النھائیة ‪.‬‬

‫و یختلفان في المقابل حیث یدفع الرسم مقابل تحقیق النفع الذي یعود على الفرد من جراء تقدیم الدولة‬

‫لخدمة خاصة ‪.‬‬

‫تعریف الرسم شبه الجبائي‪ :‬ھو ما تحصل علیھ الدولة كإیراد عام ‪،‬نظیر تقدیم خدماتھا و یتحدد‬

‫عادة طبقا للعرض و الطلب ‪ ،‬و إعماال بمبدأ المنافسة ‪ ،‬و یتم من خالل التعاقد مثل كراء مساحات معینة‬

‫للعرض‪ ،‬أو استغالل مصالح الدولة و منشاتھا من قبل المكلفین ‪ ،‬قصد االستفادة منھا مثل ثمن االشتراك‬

‫في الھاتف ‪ ،‬االنترنت ‪.‬‬

‫تعریف اإلتاوة ‪ :‬تعرف اإلتاوة على أنھا مبلغ نقدي تتقاضاه الدولة أو إحدى ھیأتھا جبرا من مالكي‬

‫العقارات نتیجة استفادتھم من عمل قامت بھ الدولة و أدى إلى إدخال تحسین و إضافة میزة لھدا العقار‪.‬‬

‫المبادئ االساسیة للضریبة‬

‫یقصد بقواعد الضریبة تلك األسس التي تلتزم بها الدولة عند التنظیم الفني للضریبة و تهدف هده القواعد‬

‫إلى التوفیق بین مصلحتي الدولة و مصلحة الممولین‪.‬‬

‫و لقد صاغ ادم سمیث هده القواعد في ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬مبدأ االعدالة ‪) )la règle de justice‬‬

‫یقصد بالعدالة ان یوزع العبء المالي على أف ا رد المجتمع كل حسب مقدرته أي م ا رعاة تحقیق العدال——ة‬
‫في توزیع األرباح العامة بین األفراد ‪.‬ولقد تط——ور مفهوم العدال——ة بتط——ور المجتم——ع فل——دى التقلی——دیین یقص——د‬
‫بالعدال——ة ب——ان یس——اهم ك——ل أف ا رد المجتم——ع في تحم——ل نفق——ات الدول——ة حس——ب مق——درتهم النس——بیة أي ت——ك ون‬
‫مساهمتهم متناسبة مع دخولهم‪.‬‬
‫دروس في جباية المؤسسات ‪ -‬د‪ .‬رضوان لمار‪ ،‬أستاذ محاضر ‪ -‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪-‬‬
‫مركزالجامعي مرسلي عبد هللا بتيبازة‬
‫غیر أنه حدیثا اخدت فكرة العدالة منحى أخر في سن القوانین الضریبیة‪ ،‬ذا أبعاد سیاسیة و اقتصادیة و‬

‫اجتماعیة‪ ،‬و علیه فلتحقیق عدالة اك—بر في توزی—ع العبء الض——ریبي بین األف ا رد أص——بح یؤخ—ذ كاس—تثناء‬
‫عن عمومیة الضریبة عند التنظیم الفني للض ریبة لمقابلة اعتبا ا رت ی ا رها المش——رع ض——روریة‪ ،‬فیلج——أ‬
‫لعملیة االختالف في المعاملة الضریبیة‪.‬‬

‫ب ‪ -‬الوضوح) مبدأ الیقین (( (‪la règle de certitude‬‬

‫إن مضمون قاعدة الیقین هو إن تكون الضریبة محددة بوضوح من حیث أسس حسابها (وعاؤها سعرها)‬

‫و میعاد الوفاء بها‪.‬‬

‫ج ‪ -‬مبدأ المالئمة في تحصیل ) ‪) la règle de commodité‬‬

‫و یقصد بها أن تجني الضریبة في األوقات و الطرق األكثر مالئمة للممول‪.‬وهدا یعني یتالءم میعاد‬

‫تحصیل الضریبة مع موعد تحقیق الدخل و هو الوقت الذي یكون فیه المكلف أكثر تقبال لعبء الضریبة‪.‬‬

‫وفي هدا المضمار نجد في الج ا زئر الضریبة المفروضة على المداخل االجریة تقتطع ساعة دفع األجر و‬

‫بدلك تشكل وقتا مالئما لألج ا رء‪.‬‬

‫د ‪ -‬مبدأ االقتصاد في النفقات ‪))la règle d’économie‬‬

‫یقصد بهده القاعدة أن تكون نفقات جبایة الضریبة ضئیلة مقارنة بحصیلتها قدر اإلمكان و إال أصبح‬

‫فرضها عدیم األهمیة و دالك عندما تصبح التكالیف الجنائیة أكثر من حصیلتها‪.‬‬

‫و االقتصاد في نفقات الجبایة یكون في مصلحة الطرفین و الدولة و المكلف‪.‬فالدولة تحصل على قدر من‬

‫الحصیلة في الوقت نفسه تقتطع من أموال األف ا رد اقل قدر ممكن‪.‬‬

‫و قد أضاف كتاب المالیة المحدثتین اضافة للقواعد التي وضعها أدام سمیث مایلي ‪:‬‬

‫ه ‪ -‬مبدأ االثبات ( ‪)la règle de la stabilité‬‬

‫و یقص——د بها أن ال تتغ——یر حص——یلة الض ا رئب تبع——ا للتغی ا رت ال——تي تط——رى على الحی——اة االقتص——ادیة‬
‫وخصوصا في أوقات الكس——اد و دل——ك أن حص——یلة الض——ریبة ت——زداد ع——ادة في أوق——ات الرخ——اء بس——بب ازدی——اد‬
‫الدخول و اإلنتاج‪ ،‬بینما نجد أن حصیلة الضریبة تقل عادة في أوقات الكساد مما یع——رض الس——لطات العام——ة‬
‫لمضایقات مالیة كبیرة بالنسبة لمسؤولیتها التي تزداد في هده األوقات‪.‬‬

‫و ‪ -‬مبدأ المرونة ( ‪)la règle de l’élasticité‬‬

‫ویقصد بها أن یكون تغیر الدخل مصحوبا من الناحیة الزمنیة و قدر اإلمكان بتغیر في الحصیلة‬

‫الضریبیة وفي نفس االتجاه و بمعنى أخر فالضریبة المرنة هي التي تزداد حصیلتها نتیجة الزدیاد‬

‫دروس في جباية المؤسسات ‪ -‬د‪ .‬رضوان لمار‪ ،‬أستاذ محاضر ‪ -‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪-‬‬
‫مركزالجامعي مرسلي عبد هللا بتيبازة‬
‫معدالتها مع عدم انكماش وعائها ومن ثم إلى انخفاض حصیلتها‪.‬‬

‫تصنیف الضرائب‬

‫یمكن تصنیف اضرائب باالستناد إلى عدة معاییر‪:‬‬

‫‪ 1-‬معیار وعاء الضریبة‬

‫حسب هدا المعیار نجد الضریبة الوحیدة و الضرائب المتعددة‪.‬‬

‫*الضریبة الوحیدة‬

‫یقصد بها أن فرض ضریبة موحدة على الدخل المتولد على مختلف المصادر بعد خصم جمیع‬

‫التكالیف الالزمة للحصول على الدخل و بعبارة أخرى یجمع ما یحصل علیه الشخص الواحد من‬

‫المداخيل المختلفة على أنها وعاء واحد‪ .‬و تمتاز الضریبة الوحیدة بمایلي ‪:‬‬

‫‪ -‬سهولة تحصیلها و قلة نفقات جبایتها‪.‬‬

‫‪ -‬تاخد بعین االعتبار كل امكانیات المكلف و كذا مختلف أعبائه‪.‬‬

‫‪ -‬تمتاز بالوضوح‬

‫و یاخد علیها التالي ‪:‬‬

‫‪ -‬ال تصیب إال جزءا من الثروة أو مظهر واحدا من مظاهر النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫‪ -‬ثقیلة العبء على المكلفین حیث تؤدي إلى إرهاق وعاء الضریبة و تجعل المكلفین یتهربون من‬

‫دفعها‪.‬‬

‫*الضرائب المتعددة‬

‫یعني نظام الضرائب المتعددة إخضاع الممول ألنواع مختلفة من الضرائب‪ .‬فحسب هذا النظام تعتمد‬

‫الدولة على أنواع متعددة من الضرائب التي یخضع لها المكلفون و من ثم تختلف األوعیة الضریبیة‪.‬‬

‫و یبرر اللجوء إلى هد النظام اختالفا مصادر الثروة و تكالیف تحقیق الدخل‪.‬‬

‫ولهدا النوع من الضرائب عدة مزایا أهمها‬

‫‪ -‬یقلل من ظاهرة التهرب الضریبي حیث انه آدا افلح الممول من التهرب من الضریبة الوحیدة و لم‬

‫یتحمل نصیبه من األعباء العامة فانه في ظل هدا النظام یستحیل علیه التهرب منى كافة الض ا رئب‪.‬‬

‫‪ -‬یقلل من العبء الضریبي على المكلفین آدا ال یؤدي إلى إرهاق الممول كما هو الشأن في الضریبة‬
‫دروس في جباية المؤسسات ‪ -‬د‪ .‬رضوان لمار‪ ،‬أستاذ محاضر ‪ -‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪-‬‬
‫مركزالجامعي مرسلي عبد هللا بتيبازة‬
‫الوحیدة‪.‬‬

‫و بالرغم من هذه المزایا نسجل على هذا النوع من الضرائب مایلي‬

‫إن اإل فرا ط في تعدد الضرائب یؤدي إلى تعقید النظام الضریبي و إلى عرقلة سیر النشاط االقتصادي‬

‫و زیادة نفقات الجبایة‪.‬‬

‫‪ 2-‬معیار الواقعة المنشئة للضریبة‬

‫یقصد بالواقعة المنشئة للضریبة إن االلت ا زم بالضریبة ینشا بمجرد توافر تلك الظروف الموضوعیة و‬

‫الشخصیة التي تؤدي إلى ظهور االلتزام بالضریبة‪.‬‬

‫وطبقا لهدا المعیار نمیز مایلي ‪:‬‬

‫* الضرائب على أ رس المال‬

‫هي الضرائب التي تنشا عن واقعة تملك أ رس المال‪ .‬و یقصد بواقعة تملك أ رس المال من الناحیة‬

‫الضریبیة مجموع األموال المنقولة و العقاریة التي یمتلكها الشخص في لحظة معینة و القابلة للتقدیر‬

‫بالنقود سواءا كانت تدر دخال أم ال‪ .‬ومن أمثلتها حقوق التسجیل المدفوعة بمناسبة تملك عقار مبنى‬

‫و بمقابل‪.‬‬

‫* الضرائب على الدخل‬

‫و التي تتولد عن واقعة تحقق و یفهم من الدخل كل ما یحصل علیه الشخص من إی ا رد مقابل السلع‬

‫التي ینتجها أو الخدمة التي یقدمها و بدلك تكون مصادر الدخل أساسیة هي ‪:‬‬

‫‪ -‬العمل‬

‫‪ -‬أ رس المال‬

‫و للعمل عائد األجر الذي تفرض علیه الضریبة على األجور بینما عائد أ رس المال و الفوائد تفرض‬

‫علیها الضریبة على الدخل و یدر العمل و أ رس المال معا ربحا تفرض علیه الضریبة على‬

‫اإلرباح‪...‬الخ‪.‬‬

‫* الضرائب على االستهالك‬

‫هذه الضرائب هي نتائج واقعة االستهالك التي مفادها أن تلتزم بدفع الضریبة ینشا بمجرد شراء السلعة‬

‫وقد تفرض على جمیع أنواع السلع في صورة ضریبیة عامة على االستهالك كالرسم على القیمة‬

‫المضافة‪.‬‬
‫دروس في جباية المؤسسات ‪ -‬د‪ .‬رضوان لمار‪ ،‬أستاذ محاضر ‪ -‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪-‬‬
‫مركزالجامعي مرسلي عبد هللا بتيبازة‬
‫‪ - 3‬معیار تحمل العبء الضریبي‬

‫وفقا لهدا المعیار نمیز بین الضرائب المباشرة و غیر مباشرة‪.‬‬

‫* الضرائب المباشرة‬

‫هي الضرائب التي یتحملها المكلف مباشرة و ال یستطیع نقل عبئها إلى شخص أخر بأي حال فمثال‬

‫ضریبة الدخل سواء كانت على األشخاص كما هو الحال بالنسبة للضریبة على الدخل اإلجمالي أم‬

‫على الشركات هو الحال بالنسبة للضریبة على إرباح الشركات یتحملونها مباشرة دون استطاعتهم‬

‫نقل العبء إلى غیرهم‪.‬‬

‫* الضرائب غیر المباشرة‬

‫وهي عكس الضریبة المباشرة أي إن المكلف یستطیع نقل عبئها إلى شخص أخر مثل ض ا رئب‬

‫الجمارك التي تكون متضمنة على تكالیف عند تحدید األسعار و كدا الرسم على االستهالك‪ .‬فدافع‬

‫هده الض ا رئب (التاجر) یستطیع نقل عبئها الى المستهلكین‪.‬‬

‫ومن األمثلة لهده الض ا رئب غیر مباشرة نذكر‪:‬‬

‫الحقوق و الرسوم الجمركیة على الواردات و الضریبة على المبیعات و الض ا رئب على اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ - 4‬معیار معدل أو سعر الضریبة‬

‫یعرف معدل الضریبة بأنه مبلغ الضریبة في عالقته بوعاء الضریبة و یتحدد معدل الضریبة بشكل‬

‫عام من طرف السلطات العامة بناءا على احتیاجاتها من تغطیة أعبائها‪.‬‬

‫أهداف الجبایة‬

‫تصبو الجبایة في أي مجتمع إلى تحقیق األهداف التالیة‪:‬‬

‫‪ 1-‬األهداف المالیة ‪:‬‬

‫و یقصد بها تغطیة األعباء العامة أي أن الضریبة تسمح بتوفیر الموارد المالیة للدولة بصورة تضمن‬

‫لها الوفاء بالت ا زماتها اتجاه اإلنفاق على الخدمات المطلوبة ألف ا رد المجتمع أي تمویل اإلنفاق على‬

‫الخدمات العامة و على استثما ا رت اإلدارة الحكومیة ( كبناء السدود و المستشفیات و الجامعات و‬

‫شق الطرق‪...‬الخ)‬

‫‪ 2-‬األهداف االقتصادیة‬
‫دروس في جباية المؤسسات ‪ -‬د‪ .‬رضوان لمار‪ ،‬أستاذ محاضر ‪ -‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪-‬‬
‫مركزالجامعي مرسلي عبد هللا بتيبازة‬
‫ویقصد بها أن الضریبة تستخدم بهدف الوصول إلى حالة االستق ا رر االقتصادي غیر مشوب بالتضخم‬

‫أو باالنكماش و أصبحت في إطار الدولة الحدیثة أداة للتأثیر في األوضاع االقتصادیة و تحقیق‬

‫االستقرار االقتصادي ‪.‬‬

‫ویمكن إیجاز أهم األهداف االقتصادیة فیما یلي‪:‬‬

‫‪ -‬تشجیع بعض أنواع المشروعات العتبا ا رت معینة فتعفیها من الض ا رئب كلیا أو جزئیا‪.‬‬

‫‪ -‬حمایة الصناعات الوطنیة و معالجة العجز في میدان المدفوعات و یتم دلك بفرض ض ا رئب‬

‫جمركیة مرتفعة على االستی ا رد من الخارج و بإعفاء الصاد ا رت من الض ا رئب كلیا أو جزئیا‪.‬‬

‫‪ -‬تخفیض معدل الضریبة على اإلرباح المعاد استثمارها من اجل توسیع االستثمار‪.‬‬

‫‪ 3-‬األهداف االجتماعیة‬

‫تعمل الضریبة على تحقیق بعض األغ ا رض االجتماعیة و التي من أهمها‬

‫‪ -‬تخفیض حدة التفاوت بین الدخول و الثروات المرتفعة و دلك بان تعتمد الدولة على زیادة الض ا رئب‬

‫على أصحاب الدخول و الثروات المرتفعة ثم تقوم بإعادة توزیع حصیلتها على أصحاب الدخول‬

‫المنخفضة و یتم دلك من خالل التصاعدیة على الدخول‪.‬‬

‫‪ -‬جلب اكبر قدر ممكن من المساكن بهدف التخفیض من أزمة السكن و دلك بإعفاء مدا خیل الك ا رء‬

‫من الضریبة أو منحها تخفیض‪.‬‬

‫‪ 4-‬األهداف السیاسیة‬

‫أي أن الضریبة أصبحت مرتبطة بشكل مباشر بمخططات التنمیة االقتصادیة و االجتماعیة العامة‬

‫ففرض رسوم جمركیة مرتفعة على منتجات بعض الدول و تخفیضها علة منتجات أخرى یعتبر‬

‫استعماال للضریبة ألهداف سیاسیة كما هو الحال في الحروب التجاریة بین البلدان المتقدمة ( الیابان‬

‫و الوالیات المتحدة األمریكیة )‪.‬‬

‫قائمة الم ا رجع ‪:‬‬

‫‪ -‬حميد بوزيدة ‪ ،‬جباية المؤسسة ‪ ،‬ديوان مطبوعات الجامعية ‪.‬‬


‫دروس في جباية المؤسسات ‪ -‬د‪ .‬رضوان لمار‪ ،‬أستاذ محاضر ‪ -‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪-‬‬
‫مركزالجامعي مرسلي عبد هللا بتيبازة‬
‫‪ -‬حسن مصطفي حسينا‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج ‪.‬‬

‫‪ - .‬سوزي عدلي ناشد ‪ ،‬الوجيز في المالية العامة ‪ ،‬دار الجامعة للنشر ‪2000‬‬

‫‪ - .‬محمد سعيد فرهود ‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬منشورات جامعة حلب ‪1979‬‬

‫‪ -‬مراد ناصر ‪ ،‬اإلصالح الجبائي و أثره في المؤسسة و الترخيص االستثماري ‪،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬معهد‬
‫العلوم االقتصادية ‪،‬‬

‫التجارية و علوم التسيير‪.‬‬

‫‪ -‬محمد بلحوزي‪ ،‬اإلصالح الجبائي و انعكاسته المالية و االقتص••ادية في الجزائ••ر ‪ ،‬رس••الة ماجس••تير ‪،‬‬
‫معهد العلوم االقتصادية‪،‬‬

‫تجارية و علوم التسيير‪.‬‬

‫‪ -‬محاضرات في مقياس الجباية من إعداد دكتور عبد القادر شليل ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية ‪ ،‬التجارية و‬
‫علوم التسيير‪،‬‬

‫‪ - 2016.‬جامعة أكلي محتد الحاج‪ ،‬البويرة ‪2015‬‬

‫‪ - .‬محاضرات االستاد حنش ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة دالي إبراهيم ‪،‬‬
‫الجزائر‪__2003 ،‬‬

‫دروس في جباية المؤسسات ‪ -‬د‪ .‬رضوان لمار‪ ،‬أستاذ محاضر ‪ -‬معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪-‬‬
‫مركزالجامعي مرسلي عبد هللا بتيبازة‬

You might also like