Professional Documents
Culture Documents
الية الدفع بعدم الدستورية في الانظمة الدستورية المقارنة
الية الدفع بعدم الدستورية في الانظمة الدستورية المقارنة
مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ـــــــــــــــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة
آلية الدفع بعدم دستورية القوانين في األنظمة الدستورية المقارنة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة:
يعترب الدستور القانون األمسى واألعلى يف الدولة ومسوه من اخلصائص الرئيسية لقيام
دولة القانون اليت تعترب من مقتضيات الدميقراطية الفعلية ،وحىت يتحقق هذا السمو البد له
من وسائل وآليات تضمن وجوده وتطبيقه أمهها الرقابة على دستورية القوانني السيما من خالل
آلية الدفع بعدم الدستورية املتاحة للمتقاضي أثناء نظر دعواه ،وبتصنيف أوريب قامت به
اللجنة األوربية للدميقراطية املنعقدة يف مدينة " "Venisسنة ،0202حددت من خالل دراسة
قامت هبا أنواع الولوج واالتصال بالقضاء الدستوري ،بني نوع مباشر وآخر غري مباشر وعلى إثر
هذا التصنيف يربز حق املتقاضي يف املعارضة أمام القضاء الدستوري إذا مت املساس حبقوقه
وحرياته األساسية ،فإما أن يعرض املتقاضي دفعه مباشرة أمام القاضي الدستوري وإال عليه
املرور بوساطة علتها عملية التصفية تفرضها مقتضيات النظام الذي يأخذ هبا ،ويف كلتا
احلالتني وبغض النظر عن اختالف هذه األنظمة فإن هذه اآللية يف حد ذاهتا وجدت ألجل
تنقية وتنقيح املنظومة القانونية من املقتضيات غري الدستورية ،وعليه سنتناول بالدراسة
النموذج الفرنسي البارز يف النظام املتعلق بإحالة الدفع بعدم الدستورية من قبل جهات النقض
إىل القضاء الدستوري بعد مروره بعملية التصفية اليت سنقف عندها لتوضيح مفهومها وحتديد
شروطها ،كما سنتطرق إىل مناذج قانونية أخرى ترتبط بنظام إثارة الدفع بعدم الدستورية
أمام احملاكم وكيفية اتصال القضاء الدستوري هبذا الدفع اليت يربز فيها النموذج االسباين
أساسا.
وعليه وتبعا ملا سلف ذكره فإن موضوع دراستنا يثري اإلشكالية التالية:
إىل أي مدى تضمن آلية الدفع بعدم الدستورية تبعا ألنظمتها املختلفة تنقية وتنقيح
النظم القانونية من املقتضيات غري الدستورية؟
ومن أجل الوصول إىل إجابة عن هذه اإلشكالية نتناول :
نظام إحالة الدفع بعدم الدستورية من قبل جهات النقض إىل القضاء الدستوري عن
طريق عملية التصفية "النموذج الفرنسي" (املبحث األول) ،مث نظام إثارة الدفع بعدم
الدستورية أمام احملاكم وكيفية اتصال القضاء الدستوري هبذا الدفع "مناذج خمتلفة" (املبحث
الثاين).
المبحث األول :نظام إحالة الدفع بعدم الدستورية من قبل جهات
النقض إلى القضاء الدستوري عن طريق عملية التصفية "النموذج الفرنسي"
نتناول يف هذا املبحث مضمون هذا النظام وإجراءات العمل به ،مث نتطرق اىل شروط
قبول الدفع بعدم الدستورية مع حماولة لتقييمه عن طريق عرض الجيابياته وسلبياته.
المطلب األول :مضمون هذا النظام وإجراءات العمل به
- 10 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د .بن اعراب محمد /ب .بن شناف منال – جامعة سطيف ( 8الجزائر)
من خالل هذا املطلب نتطرق إىل مدلول هذا النظام ،مث نتناول احلديث عن عملية
التصفية يف إطاره.
الفرع األول :مدلول آلية الدفع بعدم الدستورية في إطار هذا النظام
بأن الوقت قد حان لالعتراف للمواطنني صرح " "Robert Badinterسنة
بإمك انية ولوجهم إىل اجمللس الدستوري عن طريق التصفية القضائية عندما يتم انتهاك
حقوقهم األساسية ،1ويتعلق نظام إحالة الدفع بعدم الدستورية من قبل جهات النقض إىل
القضاء الدستوري عرب عملية التصفية ،إما ببت حمكمة املوضوع يف جدية الدفع املثار يف
القضية الرائجة أمامها إذا أثري هذا الدفع ألول مرة أمام قضاة املوضوع ،فإذا تبني هلم جديته
أوقفوا النظر يف الدعوى ،ورفعوا الدفع إىل جهات النقض -جملس الدولة ،حمكمة النقض،-
هذه األخرية بدورها تبت يف جديته من جديد وحتيل الدفع اجلديّ إىل القاضي الدستوري-
اجمللس الدستوري.2-
ومن أشهر األنظمة القانونية اليت تأخذ هبذا األسلوب األردن وفرنسا ،هذه األخرية اليت
من خالل إدراجها ملسألة اعتمدته على إثر التعديل الدستوري الذي قامت به سنة
األولوية الدستورية " "Prioritaire de la constitutionnalité la questionواليت تشتهر
جويلية الصادر بتاريخ - باختصار" ،"QPCتبعا للقانون الدستوري رقم
- اليت حيدد شروط وشكليات تطبيقها القانون العضوي رقم بإضافة املادة -
مارس وقد دخل هذا التعديل حيز النفاذ منذ تاريخ ديسمرب الصادر بتاريخ
،حيث أمجع أغلب املهتمني بالقضايا الدستورية يف فرنسا على أمهية هذا التعديل
باعتباره يشكل ووصفوه بأنه من أهم ما قام به املؤسس الدستوري الفرنسي منذ سنة
ثورة حقوقية حقيقية ،3فتحت صفحة جديدة يف تاريخ القضاء الدستوري الفرنسي من خالل
السماح وألول مرة للمتقاضني بالولوج إىل اجمللس الدستوري.
1
-Fanny JACQUELOT, la procédure de la QPC, "nouveau cahier du conseil
constitutionnel",(dossier :le conseil constitutionnel : trois ans de QPC),n040, France,2013, P.01.
خالد الدك ،دستورية القوانني واخليار األنسب للمغرب " ،جملة القانون واألعمال -جملة الكترونية،" - 2
، .متوفرة على املوقع اإللكتروين: - - ،الرباط أطلع عليه بتاريخ: العدد التاسع،
www.droitetentrprise.org
3
- Mathieu Disant, Droit de la question prioritaire de la constitutionnalité, collection Lamy,
France, 2011, P.09.
- 11 -
آلية الدفع بعدم دستورية القوانين في األنظمة الدستورية المقارنة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باملق ابل وإدراكا من املؤسس الدستوري اجلزائري لألمهية البالغة آللية الدفع بعدم
الدستورية يف حتقيق العدالة الدستورية عن طريق كفالة احلقوق واحلريات واملسامهة يف بناء
املؤرخ يف - دولة قانون عصرية ،نص التعديل الدستوري الصادر مبوجب القانون
،1على األخذ هبذا األسلوب وبذلك مل يعد حق إحالة القوانني غري الدستورية على مارس
اجمللس الدستوري قاصرا على الطبقة السياسية فقط بل أصبح حقا للمتقاضني كذلك.2
وأمام تأخر صدور - من القانون وجاء استحداث هذه اآللية من خالل املادة
القانون العضوي احملدد لكيفية تطبيقها ،نقوم بدراسة حتليلية هلذه املادة ونقارهنا بنظريهتا
من أجل بيان كيفية متتع املواطن املتقاضي هبذا احلق وكذا حتديد شروط الفرنسية -
مشاركته يف صيانة مسو الدستور يف إطار سعيه حلماية حقوقه وحرياته الدستورية.
جاءت أكثر دقة ووضوحا من املادة وعليه باستقراء نص املادتني ،نقول أن املادة -
،3وهذا من حيث احترامها للترتيب املنطقي يف الصياغة إذ استهلت بذكر وجود خصومة
قائمة أمام جهة قضائية معينة ،اعترض سريها اكتشاف نص تشريعي ميسّ باحلقوق واحلريات
املضمونة دستوريا ،ترتب عن هذا إمكانية إخطار اجمللس الدستوري بعدم الدستورية من قبل
حمكمة النقض أو جملس الدولة عن طريق اإلحالة وأن للمجلس الدستوري أجال حمددا للفصل
يف موضوع الدفع.
،بدئت مباشرة بالنص على إمكانية إخطار اجمللس الدستوري يف حني أن املادة
بالدفع بعدم الدستورية عن طريق اإلحالة من طرف احملكمة العليا أو جملس الدولة ،فبداية
املادة كانت بآخر مراحل هذا الدفع أمام القضاء العادي واليت تكون قبل بت القضاء الدستوري
على ذكر أجل حمدد للمجلس الدستوري للفصل مل تأت املادة فيه ،وخبالف املادة -
يف الدفع بعدم الدستورية.
إن هاتني املادتني وإن منحتا لألفراد حق إخطار اجمللس الدستوري بعدم دستورية نص
تشريعي ،إال أن هذا احلق ال يتم تلقائيا من قبل األفراد إال إذا تعـــلق األمـر بوجــود دعـــوى
املتضمن التعديل الدستوري ،اجلريدة الرمسية للجمهورية مارس املؤرخ يف - -1قانون رقم
لسنة اجلزائرية الدميقراطية الشعبية ،رقم
،مقال متوفر على كمال محريط ،الدفع بعدم دستورية القوانني يف التعديل الدستوري اجلزائري 2
- 12 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د .بن اعراب محمد /ب .بن شناف منال – جامعة سطيف ( 8الجزائر)
قضائية معروضة أمام إحدى احملاكم ،1وأن إعطاء مكنة جديدة للمتقاضي للدفاع عن حقوقه
وحرياته من خالل هذا الدفع جاءت بطريقة غري مباشرة ،أي أن املتقاضي ال يصح له الطعن
املباشر أمام اجمللس الدستوري حيث يتعني أن مير دفعه وجوبا على احملكمة العليا أو جملس
الدولة ،2وتعترب الوساطة املفروضة بني املواطن وإمكانية ولوجه إىل القضاء الدستوري تعطيال
حلق املساواة أمام القضاء من منطلق إمكانية إخطار الطبقة السياسية للمجلس الدستوري
مباشرة ودون وساطة وجعل املواطن مير هبا وجوبا من أجل حتريك دفعه.
الفرع الثاني :التصفية في إطار نظام إحالة الدفع بعدم الدستورية من قبل جهات النقض
إلى القضاء الدستوري
Le إن الوساطة بني املتقاضي و اتصاله بالقضاء الدستوري علتها عملية التصفية "
،"filtrageوإن كانت أساسية ومطلوبة تبعا لنظام إحالة الدفع بعدم الدستورية من قبل جهات
مل تأت على ذكرها وهي تلك العملية اليت النقض إىل القضاء الدستوري ،إال أن املادة
يقوم هبا القضاء العادي -العديل ،اإلداري -قبل إحالة املسألة إىل اجمللس الدستوري حبكم
أهنا ت سهل عمل هذا األخري ،ومقارنة مبا ورد يف التشريع الفرنسي فإن املسألة املطروحة أمام
القضاء العادي ختضع يف املرحلة األوىل إىل عملية التصفية قبل إحالتها على اجمللس
الدستوري وهذه العملية قد تكون مزدوجة " "un double filtrageتقوم هبا اهليئة القضائية
مبراقبة أولي ة على مستواها ،مث بعدها مراقبة ثانية من طرف جملس الدولة أو حمكمة
النقض ،وهذا بعد حتويلها إليهما حسب احلالة واإلجراءات احملددة يف القانون العضوي رقم
،كما قد تكون هناك تصفية وحيدة إذا مت طرح املسألة ألول مرة مبناسبة -
3
الطعن أمام جهات النقض .
لكن اإلش كالية اليت تثار هنا تتعلق بتحديد مفهوم وحدود هذه التصفية تبعا للنموذج
الفرنسي الذي يعترب خمتلفا مقارنة ببقية األنظمة األوربية ،ويف هذا اإلطار ومبقارنة شروط
تصنيفا هلذه ""Pierre BON قبول مسألة عدم الدستورية يف األنظمة األوروبية ،اقترح
العملية يقوم على معيار درجة التصفية " "le degré de filtrageاليت قامت هبا اجلهات
من الدستور اجلزائري " ،جملة الدراسات -1مجال رواب ،الدفع بعدم دستورية القوانني قراءة يف نص املادة
. ،ص احلقوقية " العدد اخلامس ،جامعة موالي الطاهر ،سعيدة
-2كمال محريط ،املرجع السابق.
" ،جملة الدراسات -إبراهيم بلمهدي ،آلية الدفع بعدم الدستورية يف أحكام تعديل الدستور اجلزائري
. ،ص القانونية " ،اجلزء الثالث ،العدد األول ،جامعة حيي فارس ،املدية،
- 13 -
آلية الدفع بعدم دستورية القوانين في األنظمة الدستورية المقارنة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ا لقضائية ،وعليه ويف أدىن درجات التصفية واليت نعين هبا إثارة الدفع بعدم الدستورية ألول
مرة أمام قضاة املوضوع نكون أمام تصفية مرنة " "le filtrage légerهدفها جتاوز املسائل
الغريبة ،الزائفة ،أو تلك املثارة من أجل املماطلة يف إجراءات دعوى املوضوع األصلية ،أي
يراقب فيها القاضي الطابع اجلدي للمسألة فقط ،مث بعد ذلك تأيت التصفية يف الدرجة األعلى
" ،"le degré supérieurواليت يعتد فيها بالشك اجلدي الذي يثريه القاضي على مستوى اجلهات
القضائية العليا –جهات النقض -وال تتم اإلحالة هنا إال إذا كانت املسألة جديدة أو جدية
إن هذا الفرق يف فحص الدفع بعدم الدستورية من قبل القضاة يف خمتلف الدرجات
القضائية يفرض بالضرورة اختالفا يف نوعية التصفية حبيث تكون هذه األخرية أكثر تشددا
على مستوى جهات النقض.1
تبعا هلذا التصنيف نستنتج أن التصفية يف النظام الفرنسي تتعلق أساسا بدرجات
التقاضي وأن قاضي النقض هو الفاصل األساسي يف جدية الدفع بعدم الدستورية من عدمها ،من
خالل التصفية اليت تتم على مستواه إثر شكوكه اجلدية خبصوص الدفع املثار أمامه ،أو أن
تكون املسألة جديدة.
لكن وبسبب غياب احلدود الفاصلة بني عملية التصفية والرقابة الدستورية ،قد تصبح
هذه العملية حاجزا أمام ولوج املواطن بوصفه متقاضيا إىل القضاء الدستوري إثر عدم اإلحالة
الكافية ملسائل األولوية الدستورية من قبل جهات النقض إىل اجمللس الدستوري ،2وعليه تتم
هذه العملية مبراعاة شروط قبول الدفع من قبل اجلهات القضائية ،واليت حتددها املادتني -
(الشروط املوضوعية) 4من القانون العضوي السالف ذكره. (الشروط الشكلية) ، 3و -
1
-Marthe Fatin-Rouge STEFANINI, l’appréciation par les cours suprêmes du caractère sérieux
de la question de constitutionnalité , institut universitaire Varenne, la QPC : vers une culture
constitutionnelle partagée, LGDJ, France,2015,p.33,34. Disponible aussi sur le site :’’https:
//hal.archives-ouverts.fr’’.consulté le :15-11-2017.
2
-Ibid.p.39.
3
- Article 23-1 de la loi organique numéro 2009-1523 du 10 Décembre 2009, relative à
l’application de l’article 61-1 de la constitution, journal officiel de la république française no
0287 de l’an 2009: “ ….présenté dans un écrit distinct et motivé, un tel moyen peut être soulevé
pour la première fois et en cause d’appel, il ne peut être soulevé d’office…”.
4
- Article 23-2, Ibid. : “ … il est procédé de cette transmission si les conditions suivantes sont
remplies:
1e : La disposition contestée est applicable au litige ou à la procédure, ou constitue le fondement des
poursuites.
2e : Elle n’a pas déjà été déclarée conforme à la constitution dans les motifs et le dispositif d’une
décision du conseil constitutionnel, sauf changement des circonstances.
3e : La question n’est pas dépourvue de caractère sérieux“ .
- 14 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د .بن اعراب محمد /ب .بن شناف منال – جامعة سطيف ( 8الجزائر)
المطلب الثاني :شروط قبول الدفع بعدم الدستورية مع محاولة تقييمه
من خالل هذا املطلب حندد بداية شروط قبول الدفع بعدم الدستورية ،مت نتطرق
حملاولة تقييمه بعرض اجيابياته وسلبياته
الفرع األول :شروط قبول الدفع بعدم الدستورية
-0الشروط الشكلية ( المادة :)82-0
-جيب أن ترفع دعوى الدفع بعدم الدستورية مبوجب عريضة منفصلة عن الدعوى األصلية
ويشترط فيها الكتابة.
-هي دعوى تعترب حقا لكل ذ ي مصلحة وال جيوز للقاضي إثارهتا من تلقاء نفسه فهي ليست من
النظام العام.
-ترفع يف مجيع مراحل الدعوى وأمام حماكم أول درجة وكذا حماكم الدرجة الثانية أو يف
مرحلة النقض.
-8الشروط الموضوعية ( المادة :)82-8
-تطبيق النص التشريعي حمل الزناع حبيث جيب أن يكون النص التشريعي حمل الدفع مطبقا
على الزناع املعروض أمام اجلهة القضائية.
-عدم وجود قرار سابق صادر عن اجمللس الدستوري ينص على مطابقة النص املطعون فيه
للدستورإال إذا تغريت الظروف -تعديل دستوري.-
-الطابع اجلدي أو اجلديد للمسألة.
من قرارات عدم اإلحالة هبذا الشرط األخري ذلك أنه وعلى إثر وترتبط نسبة
فحصه يتم تقدير حجج عدم دستورية النص حمل الدفع املثارة من قبل العارض ،إذ يعترب هذا
الشرط الفاصل واحملدد إلحالة الدفع من عدمه إىل اجمللس الدستوري ،1وتعترب املسائل ذات
الطابع اجلديد قليلة الطرح مقارنة بتلك اليت توصف باجلدية ،وقد حدد اجمللس الدستوري
،مفهوم الطابع اجلديد للمسألة ديسمرب الصادر بتاريخ الفرنسي يف القرار رقم
حيث بني من جهة مىت ميكن لقاضي التصفية أن يصبغ وصف املسألة اجلديدة على الدفع املثار
أمامه ،ومن جهة أخرى بني املسائل اليت ال تعترب جديدة.
إن اجلانب األول من هذا القرار يعطينا التعريف االجيايب للمسألة اجلديدة ،حيث بني
اجمللس الدستوري أن املشرع العضوي وعن طريق اعتماد هذا املعيار جعل إخطار اجمللس
الدستوري ال يكون إال مبناسبة النصوص الدستورية اليت مل تعرض عليه للفحص من قبل،
ومسح جمللس الدولة وحمكمة النقض بتقدير املصلحة الكامنة وراء إخطار اجمللس الدستوري
1
-Marthe Fatin-Rouge STEFANINI, op.cit,P.30,31.
- 15 -
آلية الدفع بعدم دستورية القوانين في األنظمة الدستورية المقارنة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بناء على هذا املعيار ،إن هذا املفهوم للمسألة اجلديدة يعترب مفهوما غري موضوعي وواسعا
ويفتقد إىل الوضوح ،ألنه ميكن اعتبار "مسألة جديدة" كل مسألة يرى ويقدر قاضي التصفية
أن اجمللس الدستوري من املهم أن ينظر ويفصل يف دستوريتها ،وهنا نأيت إىل حتديد عائق آخر
متعلق بولوج املواطن إىل القضاء الدستوري يتمثل يف ذاتية حتديد الطابع اجلديد للمسألة من
قبل قاضي.
أما اجلانب الثاين من هذا القرار فيمكننا من التعريف السليب للمسألة اجلديدة ،إذ قضى
اجمللس الدستوري يف هذا اإلطار بقوله أن مسألة األولوية الدستورية ال ميكن أن تكون جديدة
إال إذا مل يفحص اجمللس الدستوري النص التشريعي حمل الدفع من قبل ومل يصدر بشأنه قرارا
باملطابقة ،إن هذا املفهوم للمسألة اجلديدة يعترب جد واضح وحمددا العتماده على التقدير
والفحص ذو الطابع التقين من قبل قضاة التصفية ،إال أنه ويف حال تغري الظروف ميكن إثارة
عدم دستورية نص تشريعي سبق وأن نظر فيه اجمللس ،ويظهر هذا يف الدفع الذي تقدمت به
Marine LE PENواملتعلق بنصوص أقر اجمللس الدستوري مطابقتها سابقا للدستور لكن تغري
الظروف احمليطة هبا اليت مست احلياة السياسية والتنظيم املؤسسايت للدولة جعلها من جديد
حمل دفع بعدم الدستورية ،ومن هذا املنطلق متّ اعتبار املسألة ذات طابع جديد ونظر فيها
اجمللس الدستوري.1
ويف إطار اجللسة املنعقدة من قبل جلنة القوانني للجمعية الوطنية بتاريخ
Jean-Marc SAUVEو Bernard STIRNبوصفهما نائب رئيس ،صرح كل من نوفمرب
جملس الدولة ورئيس قسم املنازعات مبجلس الدولة على التوايل ،بأن الطابع اجلدي ملسألة
األولوية الدستورية يعترب من أهم الشروط اليت تركز عليها اجلهات القضائية العليا ،وأن
جملس الدولة ويف إطار عمله يقرر جدية املسألة الدستورية املثارة أمامه إذا كانت طبيعتها
تولد لديه شكا جديا ،إن اإلشكالية اليت تطرح هنا تتعلق باملعايري املعتمدة من قبل القاضي يف
حتديد هذا الشك اجلدي الذي تثريه املسألة ،ذلك أن أغلب قرارات جملس الدستوري ال تعطي
مبادئ خاصة يعتد هبا يف هذا اجملال وأن كل من Bernard STIRNو Jean-Marc SAUVEخالل
احلصيلة اليت قدماها خبصوص مسألة األولوية الدستورية مل يتطرقا إطالقا للطريقة اليت
تتبع من أجل حتديد الطابع اجلدي للمسألة املثارة.
وعليه وهبدف التأكد من الطابع اجلدي ملسألة األولوية الدستورية مل يتردد جملس
الدولة يف الرجوع إىل اجتهادات اجمللس الدستوري والعمل وفق منطقه ،وحىت استعمال تقنيات
1
- Marthe Fatin-Rouge STEFANINI, le filtrage opéré par le conseil d’état, (rapport de recherche),
Aix-Marseille université, France,2013,p.9-10. Disponible aussi sur le site :’’https: //hal.archives-
ouverts.fr’’.consulté le :15-11-2017
- 16 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د .بن اعراب محمد /ب .بن شناف منال – جامعة سطيف ( 8الجزائر)
الرقابة املعتمدة من طرفه ،وهبذا يصبح اجمللس الدستوري من خالل اجتهاداته أحد املصادر
اليت يعتمد عليها قضاة التصفية للجهات القضائية العليا للتأكد من جدية الدفع املثار أمامهم.1
الفرع الثاني :محاولة تقييم هذا النظام من خالل عرض اليجابياته وسلبياته
إن آلية الدفع بعدم الدستورية املعتمدة على تقنية التصفية تساهم يف تنقية النظام
القانوين من املقتضيات غري الدستورية وهذا عن طريق إشراك املواطنني بطريقة غري مباشرة
يف عملية التشريع ،2كما يساهم كذلك هذا النظام يف ضبط وعقلنة الدفوعات وتفادي الكيدية
منها من قبل املواطنني ،ما ميكن اجمللس الدستوري من االنصراف إىل جوهر عمله املتمثل يف
مراقبة دستورية القوانني وعليه تتحسن نوعية الولوج إىل القضاء الدستوري.3
من جهة أخرى فإن هذا النظام من شأنه إغراق جهات النقض بقضايا الدفع بعدم
الدستورية ،األمر الذي قد يؤدي إىل إبعادها عن عملها األساسي املتمثل يف توحيد االجتهاد
القضائي وباعتبارها جهات للتصفية فإن هذه الوظيفة اجلديدة قد تؤدي إىل تضارب االجتهاد
القضائي خبصوص إحالة أو عدم إحالة الدفع بعدم الدستورية على اجمللس الدستوري.4
وجت در اإلشارة أنه وخالل السنة األوىل من تطبيق هذا النظام يف فرنسا أصدر كل من
قرار يف مادة مسألة األولوية الدستورية ،قرروا على إثرها جملس الدولة واحملكمة العليا
مسألة ،وتعد نسبة اإلحالة مسألة إىل اجمللس الدستوري ،وعدم إحالة إحالة
منخفضة مقارنة بعدم اإلحالة حيث أنه يف كل أربع مسائل تطرح على جهات النقض حتال
مسألة واحدة فقط ،األمر الذي جيعل عملية التصفية عائقا أمام ولوج املواطن للقضاء
الدستوري وترقية مشاركته يف تنقيح املنظومة القانونية من املقتضيات غري الدستورية ،أما أمام
مسألة ،وعلى إثر هذه األرقام صرح نائب قضاة الدرجة األوىل فقد مت طرح أزيد من
رئيس جملس الدولة أمام اجلمعية الوطنية بنجاح اجلهات القضائية يف التعامل مع هذا الدفع
السيما جهات النقض ،ووعي املواطن الفرنسي بفعالية هذه اآللية يف تكريس مشاركته يف حتقيق
دولة القانون ،من خالل سعيه حلماية حقوقه وحرياته وعلى إثر طرح هذا العــــدد من املسائل
1
- Ibid, p.13,14.
. -2مجال رواب ،املرجع السابق ،ص
-3مجال الدك ،املرجع السابق.
-4املرجع نفسه.
- 17 -
آلية الدفع بعدم دستورية القوانين في األنظمة الدستورية المقارنة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قرار بعدم من قراراته مبطابقة الدستور ،و قضى اجمللس الدستوري بنسبة
1
بعدم وجود مسألة عدم دستورية من األساس الدستورية ،و
ويف آفاق صدور القانون العضوي احملدد لكيفيات تطبيق نظام الدفع بعدم الدستورية يف
اجلزائر ،نتساءل إذا كان املواطن اجلزائري بوصفه متقاضيا ،ميتلك الثقافة القانونية الكافية
اليت تؤهله الستعمال هذا الدفع من أجل محاية حقوقه وحرياته وإثبات مشاركته الفعلية يف
، - من القانون إرساء مقومات دولة القانون ،السيما والقيد الزمين املطروح يف املادة
وهل سيكون هناك جتاوب من اجلهات القضائية املختلفة مع مقتضيات هذا الدفع اجلديد من
أجل إجناحه.
1
- Jean Louis Debré, Première anniversaire de la question prioritaire de la constitutionnalité,
''revue annuelle des avocats au conseil d’état et à la cour de cassation'', Rapport justice et cassation,
France, 2011, p.04.
-2مجال الدك ،املرجع السابق.
- 18 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د .بن اعراب محمد /ب .بن شناف منال – جامعة سطيف ( 8الجزائر)
القانون املطعون يف دستوريته متصل مبوضوع الزناع ،1فإذا ثبت هلا ذلك تتوقف عن البت يف
دعوى املوضوع وحتيل الدفع مباشرة إىل احملكمة الدستورية وأخذت هبذه الصورة كل من :أملانيا،
اسبانيا ،تركيا وتونس.
حيث يسمى هذا الدفع يف النظام االسباين بــــ " "Le recours d’amparoأين تكون
احملكمة الدستورية اإلسبانية خمتصة بالنظر يف هذا الطعن املرفوع من قبل املئات من املواطنني
هذا الطعن كحماية خاصة للحقوق األساسية، سنويا ،واعتمد الدستور اإلسباين لسنة
أن كل مواطن يستطيع طلب محاية حرياته وحقوقه املقررة يف املادة حيث قررت املادة
من اجلزء األول الفصل الثاين منه عن طريق طعن Amparoأمام احملكمة الدستورية ،2وهو
أين نصت على إمكانية تقدمي الطعن بعدم الدستورية و ما ذهبت إليه املادتني
بص فة فردية من قبل كل شخص طبيعي أو معنوي يثري مصلحة مشروعة ،وعليه فإن املواطن
اإلسباين جيوز له االتصال املباشر بالقضاء الدستوري ،أي املشاركة املباشرة من قبله دون أي
وساطة يف تكريس مسو القاعدة الدستورية وحتقيق دولة احلق والقانون ،ومرد هذا أن الشعب
هو أصل ومرجع السلطة السياسية وفقا ملفهوم الدميقراطية املباشرة ،وهبذه احلكمة يتوىل
بنفسه مباشرة شؤون احلكم ليس بوصفه صاحب السلطة أو السيادة فقط يف الدولة بل ميارسها
بالفعل دون وساطة أو إنابة.3
إن إخطار احملكمة الدستورية االسبانية يتم دون عملية التصفية ،وهذا القول يتضح إثر
الدراسات اليت متت يف إطار النصوص القانونية املنظمة للدفع بعدم الدستورية ،السيما الدستور
املتعلق باحملكمة الدستورية أكتوبر الصادر بتاريخ / والقانون العضوي رقم
" ،"LOTCأين ال يوجد أي أثر لتوظيف مصطلح التصفية ،حيث يقوم قاضي املوضوع بإحالة
املسألة مباشرة للمحكمة الدستورية بعد تأكده من اتصال النص القانوين املتعلق مبسألة
الدستورية بالزناع املعروض عليه وشكه يف عدم دستوريته ،إن هذه العملية اليت يقوم هبا
القاضي واليت تعترب فحصا مسبقا لشروط قبول الدفع بعدم الدستورية ،4تشبه التصفية املرنة
اليت يقوم هبا قاضي املوضوع يف فرنسا ،لكن وباملفهوم الفرنسي لعملية التصفية السالف ذكره
-أمحد زيد ،الطعن يف دستورية القوانني " دراسة مقارنة " ،مذكرة ماجستري ،جامعة النجاح الوطنية ،كلية
. ،ص الدراسات العليا ،فلسطني،
2
- Carlos Ruiz Miguel, L’amparo constitutionnel en Espagne, traduction de Daniel Jean Charles,
''nouveau cahiers du conseil constitutionnel'', ( dossier: l’accès des personnes à la justice
constitutionnelle ), no 10. France, 2001, P. 1-3.
. -3حبشي لزرق ،املرجع السابق ،ص
4
- Laurent GUY, la question prioritaire de constitutionnalité, approche comparé de droit,
bruylant, 1er édition, France, 2014,P.13.
- 19 -
آلية الدفع بعدم دستورية القوانين في األنظمة الدستورية المقارنة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والقائم على درجات التقاضي واملتعلق وجوبا جبهات النقض اليت تقيم تصفية مشددة ،نقول أن
النظام االسباين باملقارنة مع نظريه الفرنسي يفتقد إىل هذه التقنية.
وجتدر اإلشارة هنا إىل ضرورة معرفة القواعد والفلسفة اليت يقوم عليها كل نظام ،ذلك
أن النظام االسباين للدفع بعدم الدستورية وجد كوسيلة لتدقيق وتنقيح النظام القانوين ،بينما
الفلسفة الفرنسية هلذا الدفع تبىن أساسا على اعتباره حقا للمتقاضني.1
وبالعودة إىل الدراسة املتعلقة بالولوج الفردي إىل القضاء الدستوري اليت قامت هبا
اللجنة األوربية من أجل الدميقراطية عن طريق القانون ،جندها تصنف الطعن " "Amparoيف
خانة الطعون الفردية اليت تتيح الولوج املباشر للمتقاضي إىل القضاء الدستوري ،2ما يبني عدم
وجود حاجز التصفية الذي تفرضه جهات النقض على املتقاضي.
وجتدر اإلشارة أن الدفع عن طريق " "Le recours d’amparoعرف جناحا كبريا يف
طعن املرفوعة يف السنة األوىل من بداية نشاط احملكمة الدستورية اسبانيا ،بدءا بــــــ
،وإذا قمنا بقسمة فترة وجود احملكمة طعن املرفوعة سنة ) ،إىل غاية (
- سنوات ،نالحظ أن يف الفترة املمتدة بني سنيت الدستورية على مدة حمددة بــــ
- ،وخالل الفترة املمتدة بني سنيت ،الطعن " "Amparoوصل إىل
،وصل إىل حد - ،وأخريا يف إطار الفترة ما بني وصل عدده إىل غاية
طعن.3
ورغم جناعة هذه الصورة يف تقريب املواطن من القضاء الدستوري إال أن كثرة تدفق
امللفات على احملكمة الدستورية ،خاصة يف حالة تعسف املتقاضني يف استعمال هذا الدفع يرتب
اختناق احملكمة الدستورية خاصة إثر حمدودية أعضائها وممارستها ملهام أخرى.4
الفرع الثاني :منح محكمة الموضوع أجال لمثير الدفع من أجل إثارة دفعه أمام المحكمة
الدستورية بعد دراستها لجديته
يف هذه احلالة يتم إثارة الدفع بعدم الدستورية من قبل أحد أطراف الدعوى إىل
حمكمة املوضوع ويف حال ثبت هلذه األخرية جديته تصدر حكما متهيديا خيول ملثري الدفع "
مهلة أو أجال " لتقدمي دفعه أمام احملكمة الدستورية ،فإن مل يقدمه داخل األجل احملدد له
اعترب هذا الدفع كأن مل يكن وتواصل احملكمة البت يف القضية الرائجة أمامها ،وأخذت هبذه
1
- Marthe Fatin-Rouge STEFANINI, l’appréciation par les cours suprêmes du caractère sérieux
de la question de constitutionnalité ,op.cit,P.42.
2
- Gaguik HARUTYUNYAN et autres, étude sur l’accès individuel a la justice constitutionnelle,
adoptée par la commission de Venise lors de sa 85e session plénière, Venise,2010,P.18.
3
- Carlos Ruiz Miguel, op. cit, P. 09.
-4خالد الدك ،املرجع السابق.
- 20 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د .بن اعراب محمد /ب .بن شناف منال – جامعة سطيف ( 8الجزائر)
الصورة كل من البحرين ،مصر وفلسطني ،1إذ ورد هذا الدفع كأسلوب من أساليب اتصال احملكمة
من قانوهنا واليت قضت بتويل الدستورية العليا الفلسطينية بالدعوى الدستورية يف املادة
احملكمة الرقابة القضائية على الدستورية على النحو التايل" :إذا دفع أحد اخلصوم أثناء نظر
دعوى أمام إحدى احملاكم أو اهليئات ذات االختصاص القضائي بعدم دستورية نص يف قانون أو
مرسوم أو الئحة أو نظام أو قرار ،ورأت احملكمة أو اهليئة أن الدفع جدي ،أجلت نظر الدعوى
وحددت ملن أثار الدفع ميعادا ال يتجاوز تسعني يوما لرفع دعوى بذلك أمام احملكمة الدستورية
العليا ،فإن مل يرفع الدعوى يف امليعاد ،اعترب الدفع كأن مل يكن" ،2وهو ذات األمر يف مصر.
إن ا لنص املتقدم ذكره يستفاد منه أن لكل ذي مصلحة يف الدعوى أن يدفع بعدم
دستورية النص املقرر تطبيقه على املوضوع ويف هذا قضت احملكمة الدستورية العليا املصرية يف
" :أن الدعوى الدستورية وإن كانت تستقل جلسة رقم لسنة الدعوى رقم
مبوضوعها عن الدعوى املوضوعية ،إال أن هاتني الدعويني ال تنفكان عن بعضهما من زاويتني:
أوالمها أن املصلحة يف الدعوى الدستورية وهي شرط لقبوهلا ،مناطها يف ارتباطها باملصلحة يف
الدعوى املوضوعية وذلك بأن يكون احلكم يف املسألة الدستورية مؤثرا يف الطلب املوضوعي
املرتبط هبا".3
مما سبق نقول أن املواطن املتقاضي يف هذه الصورة جيوز له الولوج مباشرة إىل القضاء
الدستوري للدفع يف دستورية نص قانوين مسّ حبقوقه وحرياته ومن هذا املنطلق فإن هذه
الصورة ماهي إال تكريس ملبدأ املساواة أمام القضاء الدستوري ،لكن امليعاد أو املهلة اليت تعطى
من قبل احملكمة للمتقاضي من أجل عرض دفعه على احملكمة الدستورية قد تزعزع ثقة
املواطنني يف قضائهم خاصة إثر عدم تقدمي مثري الدفع لطلبه أمام احملكمة الدستورية خالل
األجل احملدد له واعتبار احملكمة كأن دفعه مل يكن وعودة بتها يف الدعوى املعروضة أمامها رغم
يقينها من عدم دستورية القانون املراد تطبيقه على الزناع األمر املتنايف متاما ومنطق وروح
الدستور ومساسه مببدأ احملاكمة العادلة.4
الفرع الثالث :إثارة الدفع بعدم الدستورية تلقائيا من طرف القاضي
تبعا هلذه الصورة يتم إثارة الدفع بعدم الدستورية تلقائيا من قبل القاضي أثناء بته يف
قضية رائجة أمامه وحييلها مباشرة إىل احملكمة الدستورية ويتوقف عن البت يف القضية
- 21 -
آلية الدفع بعدم دستورية القوانين في األنظمة الدستورية المقارنة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرائجة أمامه ،إىل أن تصدر احملكمة الدستورية قرارها بشأن الدفع احملال عليها وقد أخذت
هبذه الصورة أساسا ،مصر ،فلسطني ،اسبانيا ،أملانيا ،1وعليه فإن الدفع بعدم الدستورية هنا يعترب
من النظام الع ام وجيوز للقاضي إثارته من تلقاء نفسه ،وباستقراء النصوص الفلسطينية يتضح
أن املشرع الفلسطيين تبىن أربعة طرق لتحريك الدعوى الدستورية من بينها التصدي ،وهو ذات
األمر يف النصوص املصرية أين متارس احملكمة الدستورية العليا رقابتها إما عن طريق:
اإلحالة ،الدفع الفرعي أو التصدي ،2كذلك يف أملانيا أين جيوز لقاضي املوضوع إثارة الدفع بعدم
الدستورية من تلقاء نفسه ودومنا انتظاره ملبادرة من قبل أطراف الدعوى املعروضة عليه
كمسألة األولوية الدستورية يف فرنسا ،3ويظهر هذا األمر جليا كذلك يف النظام اإلسباين الذي
يتميز خباصيتني مهمت ني مقارنة بالنظام الفرنسي ،أوالمها تتمثل يف أن مسألة األولوية
الدستورية يف فرنسا ال تعرض على اجمللس الدستوري إال من طرف جهات النقض العليا ألهنا
ختضع لتقنية التصفية ،يف حني أنه يف اسبانيا مثال أو أملانيا يتم طرح الدفع مباشرة أمام
احملكمة الدستورية من طرف أي قاض -حمكمة ابتدائية ،جهة استئناف ، -وهذا ما نصت عليه
من الدستور اإلسباين اليت اعترفت حبق كل اجلهات القضائية بإخطار احملكمة املادة
الدستورية ،وال تعد من النظام العام يف فرنسا وأن طرحها حيق حصريا ألطراف الدعوى فقط
وخالف هذا ما جنده يف النظام اإلسباين أين ميكن إثارة هذا الدفع تلقائيا مببادرة من
القاضي.4
تكرس هذه الصورة أن الدعوى الدستورية دعوى عينية والقول بغري ذلك جيعلها
قضائية، لسنة شخصية ،5وهو ما قضت به احملكمة الدستورية العليا يف مصر يف الدعوى
قضائية بقوهلا " :األحكام الصادرة يف الدعاوى لسنة دستورية مشتركة مع الدعوى
الدستورية هي بطبيعتها دعاوى عينية ،توجه اخلصومة فيها إىل النصوص التشريعية املطعون
عليها بعيب دستوري ،تكون هلا وعلى ما جرى به قضاء هذه احملكمة حجية مطلقة ،حيث ال
يقتصر أثرها على اخلصوم يف الدعوى اليت صدرت فيها ،وإمنا ينصرف هذا األثر إىل الكافة،
وتلتزم هبا مجيع سلطات الدولة ،سواء كانت هذه األحكام قد انتهت إىل عــــدم دستورية النص
-1املرجع نفسه.
. -2أمحد زيد ،املرجع السابق ،ص
3
- Gustave Grewe, Le contrôle de constitutionnalité de la loi en Allemagne, quelques
comparaisons avec le système français, revue pouvoir, no 137, France, 2011, P. 148.
4
- Pierre Bon, op.cit, PP. 133, 134.
-5خالد الدك ،املرجع السابق.
- 22 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د .بن اعراب محمد /ب .بن شناف منال – جامعة سطيف ( 8الجزائر)
التشريعي املطعون فيه أم إىل دستورية ورفض الدعوى من األساس" ،1من خالل هذا فإن القاضي
يتمكن من البت يف القضية ،وهو يعلم أن القانون املراد تطبيقه يف الدعوى مطابق للدستور ،إذ
ميكن أن يوجد نص غري دستوري ومل ينتبه له األطراف وأن حرمان القاضي من هذه اإلمكانية
من شأنه إرغامه على تطبيق القانون وهو يعلم عدم دستوريته ومن هنا فإن هذه الصورة جتسد
مبدأ التزام األحكام القضائية بالقواعد الدستورية الصحيحة.2
المطلب الثاني :تقييم نظام إثارة الدفع بعدم الدستورية أمام المحاكم و اتصال القضاء
الدستوري بهذا الدفع وتحديد آثاره القانونية
من خالل هذا املطلب سنتطرق إىل حماولة تقييم هذا النظام بعرض الجيابياته
وسلبياته ،مث تبيان اآلثار القانونية املترتبة عنه.
الفرع األول :نظام إثارة الدفع بعدم الدستورية أمام المحاكم واتصال القضاء الدستوري
به بين إيجابياته وسلبياته
يعترب الدفع بعدم الدستورية يف هذا النظام من النظام العام أي أن القاضي جيوز له
إثارته من تلقاء نفسه ،وهذا عكس النظام السابق ،كما أن الدفع هنا ال ينحصر يف جمرد
منازعة النصوص التشريعية بل ينصرف إىل بقية النصوص القانونية واألعمال القضائية مبا
فيها القوانني العضوية ،التنظيمات الداخلية للمجالس النيابية ،وحىت بعض األعمال الصادرة
عن اهليئات املستقلة ،إىل جمرد التصرفات املادية الصادرة عن السلطة العامة للدولة ،3ورغم
جناعة هذا الد فع يف تقريب املواطن من القضاء الدستوري تبعا لصورته األوىل إال أن كثرة
تدفق امللفات على احملكمة الدستورية قد يرتب اختناقها ويزيد الضغط عليها السيما وكثرة
امللفات ،وتبعا للصورة الثانية من هذا النظام يعترب امليعاد أو املهلة اليت تعطى من قبل احملكمة
للمتقاضي من أجل عرض دفعه على احملكمة الدستورية أمرا من شأنه زعزعة ثقة املواطنني
يف قضائهم خاصة إثر عدم تقدمي مثري الدفع لطلبه أمام احملكمة الدستورية خالل األجل
احملدد له.
الفرع الثاني :اآلثار القانونية المترتبة على إثارة هذا الدفع
إن تفعيل آلية الدفع بعدم الدستورية من خالل صوره السالف ذكرها يكرس مفهوم
املواطنة اليت تعترب مسألة مرتبطة بالدميقراطية فكلما كانت هناك دميقراطية أكثر كلما كــان
- 23 -
آلية الدفع بعدم دستورية القوانين في األنظمة الدستورية المقارنة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك احترام أكثر للمواطنة مما جيعلها مسألة دستورية بامتياز ،1وهي تعين متتع الشخص
الذي يرتبط برابطة قانونية بالدولة باحلقوق وكذا حتمله لاللتزامات طبقا للنصوص
القانونية ،2وإذا كان جلوء املواطنني إىل القضاء الدستوري عن طريق تقنية الدفع قد أصبح
حقا معترفا به يف غالبية الدول فإن االعتماد على هذه الرقابة الالحقة على دستورية القوانني
من خالل منح األفراد احلق يف ممارسة هذا الدفع يشكل نقلة نوعية لتحقيق " عدالة دستورية
مواطنة " يكون فيها املواطن يف مركز معادلة حتصني حقوقه وحرياته ،مما يترتب على ذلك
إشاعة ثقافة جمتمعية تتفاعل والقضاء الدستوري بشكل اجيايب وتعكس وعي املواطن حلقوقه
والتزاماته يف تكريس األمن القانوين للدولة الذي حيمل يف طياته أبعادا تنموية على سائر
املستويات،3
فالنص على احلقوق واحلريات يف حد ذاته غري كاف بل يتطلب األمر مشاركة صاحب
هذه احلقوق واحلريات يف محايتها وضمان مطابقتها للمقتضيات الدستورية ،4ويعترب اعتماد
املشرع الدستوري لطريقة حق األفراد يف الدفع بعدم الدستورية تكريسا لنوع من التشاركية بني
املؤسسات الرمسية واألفراد من أجل تفعيل العدالة الدستورية ،5وأن منح حق للمواطن يف
الولوج إىل القضاء الدستوري أمر ضروري علته حتقيق نظام رقايب على دستورية القوانني ذو
فعالية هدفه السهر على احترام مبدأ مسو الدستور من خالل ضمان عدم التعرض حلقوق
األفراد وحرياهتم األساسية.6
وباعتبار سلطة التشريع من بني أهم سلطات احلكم يف الدولة كان لزاما أن تتربط
ممارستها من قبل السلطة التأسيسية ممثلة يف الشعب ملا لذلك من تطابق مع مضامني الدستور
وأحكامه غري أن الواقع اقتضى التسليم مبسلمة اإلنابة عن الشعب من قبل هيــــئة نيابية تقوم
-نادية خلفة ،املواطنة كمؤشر للدميقراطية وكمسألة دستورية اجلزائر منوذجا " ،جملة الباحث للدراسات
. ،ص ،باتنة، األكادميية " ،العدد
. -2إبراهيم بلمهدي ،املرجع السابق ،ص
، -3يوسف ادريدو ،نظام تصفية طلبات الدفع بعدم الدستورية يف القانون املغريب"،جملة الفقه والقانون"،العدد
. ،ص املغرب،
4
- Bernard Stirn, constitution et droit administratif, nouveaux cahiers du conseil constitutionnel.
(dossier : le conseil constitutionnel et le droit administratif), no 37, France, 2012, P. 07.
وأثره يف تطوير الرقابة الدستورية يف اجلزائر" ،جملة احلقوق -ليندة أونيسي ،التعديل الدستوري
. ،ص ،جامعة عباس لغرور ،خنشلة، ،العدد والعلوم السياسية" ،اجمللد
. -6مجال رواب ،املرجع السابق ،ص
- 24 -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د .بن اعراب محمد /ب .بن شناف منال – جامعة سطيف ( 8الجزائر)
مقامه يف التشريع ،لكن هل يكون التشريع من قبل نواب الشعب مطابقا يف كل األحوال
للدستور؟.1
تعترف الدميقراطيات احلديثة مببدأ التمثيل وتكرسه يف دساتريها عرب االنتخاب احلر
والزنيه وطبقا ملبدأ املساواة ،وتربز هنا إشكالية متثيل اإلرادة العامة من طرف املمثلني املنتخبني
خصوصا إذا تعارضت إرادهتم وإرادة املواطنني وذلك من خالل النصوص التشريعية اليت قد
تصدر خمالفة ملا جاء يف الدستور ،2وتعترب آلية الدفع بعدم الدستورية إحدى احللول العملية
هلذه اإلشكالية من منظور أن املواطن ميلك احلق يف طلب الرقابة على دستورية القوانني
وبالتايل أصبح ميكن له الطعن بعدم دستورية القانون املطبق عليه استنادا إىل خرقه
للمقتضيات الدستورية ،وعليه فإن عملية تنقيح املنظومة القانونية من املقتضيات غري
الدستورية الصادرة عن ممثلي الشعب تدعم إشراك املواطن بطريقة غري مباشرة يف عملية
التشريع ومتكن من جتاوز عقبات التمثيل الشعيب ،وتؤدي إىل جتاوز تأثري االعتبارات السياسية
على حمدودية اإلخطار ذلك أن حصر حق إخطار اجمللس الدستوري يف اجلهات السياسية العامة
فقط ال ميكن أن ميثل ضمانة كافية ،ألن هذا احلق قد ال يستعمل حلماية الدستور والدفاع عنه
بقدر ما يستعمل لتحقيق أهداف سياسية.3
خاتمة:
من خالل هذه الدراسة اليت تطرقنا فيها إىل موضوع آلية الدفع بعدم دستورية القوانني
يف األنظمة الدستورية املقارنة ،نتوصل إىل عرض النتائج التالية:
-ختتلف الفلسفة اليت تقوم عليها أنظمة الدفع بعدم الدستورية من حيث كوهنا إما مكنة متنح
للمتقاضي من أجل محاية حقوقه وحرياته وولوجه إىل القضاء الدستوري ،وإما باعتبارها آلية
لتنقيح املنظومة القانونية من املقتضيات غري الدستورية كآلية متنح باألساس للقاضي.
-األنظمة املختلفة للدفع بعدم الدستورية تبني وجود إما اتصال مباشر بني املتقاضي والقضاء
الدستوري وإما اتصاال غري مباشر بني هذين الطرفني وعلة نوعية هذا االتصال هي عملية
التصفية.
-التصفية كعملية لفحص شروط إحالة الدفع بعدم الدستورية على القضاء الدستوري خيتلف
مفهومها من منوذج إىل آخر فهي إما وحيدة أو مزدوجة ،مرنة أو شديدة ،على حسب اجلهة
القضائية اليت تتم على مستواها تبعا للمفهوم الفرنسي ،وقد ال يشترط فيها أصال مراقبة
- 25 -
آلية الدفع بعدم دستورية القوانين في األنظمة الدستورية المقارنة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جهات النقض وحييل قضاة املوضوع الدفع مباشرة إىل القضاء الدستوري وتكون هنا جمرد
فحص عادي لبعض شروط قبول مسألة الدستورية وال ترقى إىل املفهوم الفرنسي.
-عملية التصفية ميكن أن تعترب حاجزا أمام ولوج املواطن إىل القضاء الدستوري السيما يف
إطار النموذج الفرنسي الذي يتميز بإعمال التصفية املشددة.
-نظام إحالة الدفع من قبل حماكم املوضوع إىل القضاء الدستوري مباشرة يوفر فرصا أكرب
للمتقاضي من أجل ولوجه إىل القضاء الدستوري.
-تعرب آلية الدفع بعدم الدستورية إحدى احللول العملية إلشكالية تعارض إرادة النواب
وإرادة املواطنني ،وذلك من خالل النصوص التشريعية اليت قد تصدر خمالفة ملا جاء يف
الدستور من منظور أن املواطن ميلك احلق يف طلب الرقابة على دستورية القوانني وبالتايل أصبح
ميكن له الطعن بعدم دستورية القانون املطبق عليه استنادا إىل خرقه للمقتضيات الدستورية.
-إن إقرار الدفع بعدم الدستورية يكرس قاعدة أن صاحب احلق جيب أن ميلك سلطة الدفاع
واجلزائر بدسترهتا هلذه اآللية تؤكد توجهها حنو إرساء أفضل ملقومات دولة القانون وسعيها
على املنظومة القانونية خالية من املقتضيات غري الدستورية، حنو إشراك املواطن يف احلفا
نتائج هذه الدسترة ننتظرها بصدور القانون العضوي املنظم هلذا الدفع يف آفاق سنة
ودخوله حيز النفاذ.
قائمة المراجع:
أوال :باللغة العربية
-القوانني:
املتضمن التعديل الدستوري ،اجلريدة الرمسية للجمهورية مارس املؤرخ يف - القانون ؤقم -
. لسنة اجلزائرية الدميقراطية الشعبية رقم
-الكتب:
-عصام بن الشيخ ،األمني سويقات ،إدماج مقاربة الدميقراطية التشاركية يف تدبري الشأن احمللي – حالة اجلزائر
واملغرب من كتاب الدميقراطية التشاركية يف ظل اإلصالحات السياسية واإلدارية يف الدول املغاربية ،دار احلامد،
. األردن،
-املقاالت:
" ،جملة الدراسات -إبراهيم بلمهدي ،آلية الدفع بعدم الدستورية يف أحكام تعديل الدستور اجلزائري
. القانونية" ،اجلزء الثالث ،العدد األول ،جامعة حيىي فارس ،املدية،
من الدستور اجلزائري " ،جملة الدراسات -مجال رواب ،الدفع بعدم دستورية القوانني قراءة يف نص املادة
. احلقوقية " العدد اخلامس ،جامعة موالي الطاهر ،سعيدة
وأثره يف تطوير الرقابة الدستورية يف اجلزائر" ،جملة احلقوق -ليندة أونيسي ،التعديل الدستوري
. ،جامعة عباس لغرور ،خنشلة، ،العدد والعلوم السياسية" ،اجمللد
- 26 -
) (الجزائر8 بن شناف منال – جامعة سطيف. ب/ بن اعراب محمد.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د
" جملة الباحث للدراسات، املواطنة كمؤشر للدميقراطية وكمسألة دستورية اجلزائر منوذجا، نادية خلفة-
. ، باتنة، العدد،" األكادميية
. . ، املغرب، العدد،" " جملة الفقه والقانون، الدميقراطية املواطنة والتشاركية، نور الدين قربال-
، العدد،""جملة الفقه والقانون، نظام تصفية طلبات الدفع بعدم الدستورية يف القانون املغريب، يوسف ادريدو-
. ،املغرب
: الرسائل اجلامعية-
كلية، جامعة أبو بكر بلقايد، أطروحة دكتوراه، أثر سلطة التشريع على احلريات العامة وضماناهتا، لزرق حبشي-
. ، تيمسان،احلقوق والعلوم السياسية
كلية، جامعة النجاح الوطنية، مذكرة ماجستري،" الطعن يف دستورية القوانني " دراسة مقارنة، أمحد زيد-
. ، فلسطني،الدراسات العليا
: املواقع االلكترونية-
العدد،" - جملة الكترونية- " جملة القانون واألعمال، دستورية القوانني واخليار األنسب للمغرب، خالد الدك-
على املوقع اإللكتروين متوفرة ‘’. - - :أطلع عليه بتاريخ ، ، الرباط،التاسع
"www.droitetentrprise.org’’
مقال متوفر على املوقع، الدفع بعدم دستورية القوانني يف التعديل الدستوري اجلزائري، كمال محريط-
. - - :" أطلع عليه بتاريخ74374 / Diae.net" :اإللكتروين
باللغة الفرنسية:ثانيا
1- Les lois :
- la loi organique numéro 2009-1523 du 10 Décembre 2009, relative à l’application de l’article 61-1
de la constitution, journal officiel de la république française no 0287 de l’an 2009.
2- Les livres :
- Laurent GUY, la question prioritaire de constitutionnalité, approche comparé de droit, bruylant,
1er édition, France, 2014
- Mathieu Disant, Droit de la question prioritaire de la constitutionnalité, collection Lamy, France,
2011.
3- Les articles :
- Bernard Stirn, constitution et droit administratif, nouveaux cahiers du conseil constitutionnel.
(dossier : le conseil constitutionnel et le droit administratif), no 37, France, 2012.
- Carlos Ruiz Miguel, L’amparo constitutionnel en Espagne, traduction de Daniel Jean Charles,
''nouveau cahiers du conseil constitutionnel'', ( dossier: l’accès des personnes à la justice
constitutionnelle ), no 10. France, 2001
- Fanny JACQUELOT, la procédure de la QPC, "nouveau cahier du conseil
constitutionnel",(dossier :le conseil constitutionnel : trois ans de QPC),n040,France,2013.
- Gaguik HARUTYUNYAN et autres, étude sur l’accès individuel a la justice constitutionnelle,
adoptée par la commission de Venise lors de sa 85e session plénière, Venise,2010.
- Gustave Grewe, Le contrôle de constitutionnalité de la loi en Allemagne, quelques comparaisons
avec le système français, revue pouvoir, no 137, France, 2011
- Jean Louis Debré, Première anniversaire de la question prioritaire de la constitutionnalité, ''revue
annuelle des avocats au conseil d’état et à la cour de cassation'', Rapport justice et cassation, France,
2011.
- Marthe Fatin-Rouge STEFANINI, l’appréciation par les cours suprêmes du caractère sérieux de la
question de constitutionnalité , institut universitaire Varenne, la QPC : vers une culture
- 27 -
آلية الدفع بعدم دستورية القوانين في األنظمة الدستورية المقارنة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
constitutionnelle partagée, LGDJ, France.
- Marthe Fatin-Rouge STEFANINI, le filtrage opéré par le conseil d’état, (rapport de recherche),
Aix-Marseille université, France.
- Pierre BON, La question d’inconstitutionnalité en Espagne, ''revue pouvoir'', no 137, France, 2011.
- 28 -