Professional Documents
Culture Documents
-مداخمة ثنائية:
-د/عبايدية سارة
-التخصص:القانون العام
-الوظيفة/:
-الياتف0793836899:
-البريد اإللكترونيsaraabaidia215agmail.com:
-التخصص:القانون العام
-الوظيفة/:
-الياتف0673550953:
-البريد اإللكترونيabaidimaroua12@gmail.com:
-رقم المحور:المحور الثاني النظام القانوني لمبيئة البحرية في الجزائر
-عنوان المداخمة:
الممخص:
تعد البيئة التراث اإلنساني المشترك إذ أصبحت في الوقت الحالي تكتسي أىمية بالغة نظ اًر
لمتجاوزات التي تعتمييا وغالبا ما تتعمق بالتموث بمختمف أشكالو,فموضوع حمايتيا مرتبط أساساً
بما ىو موجود عمى المستوى الوطني والدولي من خالل النظام القانوني المنظم لقضايا البيئة
البحرية,بسن العديد من القوانين والموائح التي ىي ضرورية لحماية المياه اإلقميمية ومنع التموث
في الدول الساحمية بانتياكات تمك القوانين واألنظمة.
إذ تيدف ىذه الورقة البحثية إلى تسميط الضوء عمى الدور الذي يمعبو القضاء بشقيو
المدني والجزائي ومدى تطبيقو لمختمف النصوص القانونية وتحديد المسؤولية الممقاة عمى مرتكبي
الخطأ واقرار التعويضات والجزاءات المترتبة عمى التمويث.
Résumé:
Cette étude de recherche vise à faire la lumière sur le rôle joué par la
justice, tant civile que pénale, et l'étendue de son application de divers
textes juridiques, déterminant la responsabilité des auteurs de l'erreur, et
approuvant les indemnisations et sanctions résultant de la pollution
تعد البيئة البحرية من المواضيع الميمة الرتباطيا بعنصر أو شكل التموث ألنو يؤثر بشكل
مباشر عمى المخزون اليائل لمثروات المعدنية والسمكية ,ومع تزايد األىمية التي تتمتع بيا البيئة
البحرية فقد بدأت تجذب انتباه العالم إلييا أين أدركت الدول أىميتيا نظ ار كونيا تمس بالجانب
اإلقتصادي والتنموي لكل دولة ,فنشاط اإلنسان ارتبط ارتباطا مباش ار بالتموث نتيجة ممارستو
ألنشطتو عمى البر أين تمقى المموثات طريقيا إلى البحار واألنابيب المختمفة وقنوات الصب
واألنيار ,لتتشكل في ما بعد نفايات أساسيا النشاط الصناعي الناتج عن اإلغراق من السفن
والناقالت الخاصة بالنفط لتترسب في أعماق البحار.
وعمى الرغم من الجيود عمى المستوى الدولي والرامية إلى حماية البيئة البحرية من التموث
بإبرام العديد من اإلتفاقيات إال أنيا اتفاقيات تعكس جيود المنظومة القانونية لكل دولة,فالقانون
الداخمي لمدولة الجزائرية ضبط بمجموعة من القواعد القانونية البيئية عامة والبيئة البحرية خاصة
حتى ولو كانت تعاني من غموض في تطبيق القاعدة القانونية خاصة عند وقوع الضرر أو
المسؤولية المدنية أو تجريم كل مرتكبي الجرائم البيئية البحرية ومما سبق نصل إلى طرح
اإلشكالية التالية:ما مدى فعالية المنظومة التشريعية الجزائرية في مكافحة التموث وحماية
البيئة البحرية؟
ولإلجابة عمى اإلشكالية السابقة قسمنا الورقة البحثية إلى محورين رئيسيين:
-المحور األول:دور القضاء المدني في حماية البيئة البحرية وتوقيع المسؤولية المدنية.
-المحور الثاني:دور القضاء الجزائي في حماية البيئة البحرية وتوقيع الجزاءات .
-المحور األول :دور القضاء المدني في حماية البيئة البحرية وتوقيع المسؤولية المدنية.
لم يتطرق قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة 10-03والقوانين الخاصة لقواعد
المسؤولية المدنية التي تصيب البيئة البحرية بل بقيت تطبق عمييا كل ما تعمق بالمسؤولية في
المجال المدني غير ان اإلشكال يدور حول مسالة من لو الحق في المطالبة بالتعويض مادام أن
البحار والشواطئ 1والكائنات التي تعيش فييا ليا الشخصية القانونية:
نصت المادة 124من القانون المدني عمى أن "كل فعل أيا كان يرتكبو الشخص بخطئو
ويسبب ضر ار لمغير يمزم من كان سببا في حدوثو بالتعويض".
فالمسؤولية المدينة الناتجة عن أضرار التموث البحري خاصة مع تفاقم المخاطر التي
تحدث بالبيئة البحرية واألضرار التي تمحق بيا تكمن في تحديد المتضرر المباشر من ذلك
التموث والمتسبب في الضرر لتعتمد مشكمة التموث البحري وأشكالو المختمفة التي حالت دون
تطبيق النظرية التقميدية لممسؤولية المدينة في صورىا المعروفة ,ليتم 2اإلعتماد عمى نظرية عدم
التعسف في استعمال الحق وكذا تقنيات قانونية مفادىا المتسبب في التمويث وان كانت قواعد
خاصة بالقانون المدني إال أن الفقو ربطيا بالمسؤولية المدينة الناتجة عن التموث البحرية بتطيق
نظريتين:
-نظرية التعسف في استعمال الحق والتي بموجبيا يكون الشخص قد استعمل حقو بشكل
3
متعسف دون حق فأضر باآلخرين
-نظرية المخاطر:تقوم عمى أساس كفاية تحقق الضرر دون النظر إلى الخطأ أو تعرف
بنظرية تحميل التبعة والتي كانت وراء ظيور مبدأ من يموث يدفع وعميو إصالح ذلك وىذا المبدأ
تناولو قانون البيئة في إطار التنمية المستدامة 10-03وىو مبدأ معروف دوليا بأنو يتحمل
-1طيب ابراىيم ويس,دور القضاء المدني في حماية البيئة ,مجمة معالم لمدراسات القانونية والسياسية,المجمد5
العدد 2021. 01ص 178-161
-2زعروعة فاطمة,دور القضاء في حماية البيئة البحرية,المجمة الجزائرية لمقانون البحري و النقل,العدد 5ص27
-3خالد مصطفى فيمي,الجوانب القانونية لحماية البيئة من التموث في ضوء التشريعات الوطنية واالتفاقيات
الدولية دراسة مقارنة,دار الفكر الجامعي ط 1االسكتدرية 2011ص 154ومابعدىا
بمقتضاه كل شخص يسبب نشاطو في إلحاق الضرر بالبيئة نفقات كل تدابير الوقاية من التموث
والتقميص منيو إعادة األماكن إلى ماكانت عميو وحالتيا األصمية.
فالمشرع الجزائري قد تبنى المسؤولية المدينة التي تقوم عمى أساس المخاطر أو المسؤولية
الموضوعية في إلحاق الضرر بالبيئة البحرية.
تطبق أساسا في مجال البيئة البحرية المسؤولية المدنية طبقا لمقواعد العامة بوجود الضرر
والعالقة السببية:
يخمق ىذا الركن الرابطة القانونية بين المسؤول عن الضرر البيئي البحري وبين المضرور وىو
الذي يفرض عميو اإللتزام بالتعويض الذي يحدثو الغير من ضرر ليشمل مصاريف إزالة التموث
وآثاره 4ليخص ىذا الضرر كل الموارد الحبة او غير الحية وييدد صحة األنسان او يعوق
األنشطة المائية بما في ذلك صيد األسماك أو االنشطة السياحية أو يفسد صالحية مياه البحر
أو ينقص أو يغير من خواصيا.
وعن قضية تمويث البحر في جزيرة كورسيكا ىي األولى من نوعيا التي تناولت الضرر
البحري البيئي الذي أقرتو المحكمة العميا ببستيار في 08ديسمبر 1986فأحداث القضية قامت
بين المؤسسات اإليطالية بإلقاء مخمّفات سامة باسم الطين االحمر في عرض البحر الذي يطل
عمى جزيرة كورسيكا لينتج عن ذلك تموث بحري كبير ليس فقط في أعالي البحار ولكن أيضا في
مياه اإلقميمية لجزيرة كورسيكا ووفقا لممحكمة فغن تموث مياه البحر الزائد عن الحد من جراء
المخمفات الصناعية أدى إلى عرقمة الممارسة الطبيعية لعمميات الصيد وألحق الضرر بالمياه
االقميمية لمسواحل.5
وبالنسبة لمسألة التعويض التي آلت إلى الجمعيات البيئية التي تعطي ليا أحقية المطالبة
بالتعويضات عن طريق تمثيميا أمام القضاء من خالل نص المادة 35من القانون 10-03
فدورىا يكمن في العمل عمى حماية البيئة والمحيط الذي يعيش فيو اإلنسان وتكوين وعي لحماية
البيئة لدى المواطنين تجاه المسائل البيئية ونشر الوعي لدى الناس.6
ورغم المعيقات التي لم تجعل من الجمعيات البيئية أن تمارس عمميا في تفعيل تمك الحماية
وبالمقابل فالمشرع الجزائري لم يخصص ليا نظاما خاصا بيا وانما أخضعيا لمقانون العام وىو
8
قانون الجمعيات 06-712لممطالبة بالتعويض في حالة وجود الضرر.
ال يصيب اإلنسان واألموال بصفة مباشرة وانما يصيب المياه وبالتالي الموارد الحية
األسماك,وغير الحية كتغيير الخصائص ومميزات المعادن التي يحتاجيا اإلنسان خاصة في
المجال اإلقتصادي وبالتالي حتى لوكان ىذا الضرر غير مباشر فإنو وصل إلى اإلنسان وتسبب
في إلحاق الضرر بو,فيذا النوع من التموث ال يمكن إصالحو عن طريق الترميم أو إزالتو أو
إعادة الحمة الى ماكنت عميو مثمما يعمل بو في مجال المسؤولية المدينة من تعويض عيني كل
ىذا جعل القضاء يتردد كثي ار بل يفرض غالبا ىذا التعويض.9
كما تناولت المادة 31المجاالت المحمية والتي من بينيا المناظر البحرية ,فالضرر لو طبيعة
خاصة مزدوجة كالتموث بالنفط أو الزيت البترولي من أكثر مصادر تموث المياه البحرية,
فاختالط الزيت أو النفط يؤثر عمى نحو كبير وخطير بالتوازن والوسط الطبيعي والنظم البيئية
المائية فيو يؤثر من جية عمى بعض الفصائل الحيوانية والنباتية الموجودة في البحر والتي تتمف
نتيجة ذلك كما يؤثر عمى التنوع البيولوجي ومياه البحر.11
كمما توفر الخطأ والضرر والعالقة السببية بينيما فإن أركان المسؤولية المدينة تكون مكتممة
تبين لو قيام ىذه
ومن ثم ينتج عنيا الحكم بالتعويض من طرف القاضي المختص الذي ّ
المسؤولية.
فقد يكون عينيا أو نقدا إال أنو أعطى لمقاضي السمطة التقديرية في تحديد طريقة التعويض
تبعا لطبيعة الضرر وظروف القضية فيناك أض ار ار تمكن المتضرر من طمب إعادة الحال إلى
ما كان عميو قبل وقوع الضرر وعمى المحكمة في ىذه الحالة الحكم بيذا الشكل من أشكال
التعويض.
/1التعويض العيني:
يمس التعويض العيني إعادة الحال إلى ما كان عميو قبل وقوع الضرر وىو أحد التعويضات
التي تمس األضرار البيئية.
-10القانون 10-03المؤرخ في 19يوليو 2003المتعمق بحماية البيئة في اطار التنمية المستدامة ج ر العدد
43المؤرخة في 20يوليو 2003
-11خالد مصطفى فيمي,المرجع السابق ص226
وبالرجوع إلى القانون المدني السيما المادتين 180و 181الذي ألزمت المدين بعد إعذاره عمى
تنفيذ إلتزاماتو تنفيذا عينيا متى كان ذلك ممكنا ,عمى عكس قانون البيئة الذي اعتب نظام إعادة
مصنفة غير خاضعة
ّ الحال إلى ما كان عميو مرتبط بعقوبة جزائية في حالة استغالل منشأة
لمشروط القانونية المنصوص عمييا في قانون البيئة والقوانين الخاصة لينفرد المشرع الفرنسي
واعتبرىا عقوبة ينطق بيا كل من القاضي المدني والجزائي ,لكن من جية أخرى فإن المشرع
الجزائري كون أنو لم يضع قواعد لتنظيم المسؤولية المدينة عن األضرار البيئية فإنو يحب عمى
القاضي المدني الرجوع الى القواعد العامة لممسؤولية المدينة ومن ثم يمكن لو األمر بإرحاع
الحالة الى أصميا.
ولتطبيق التعويض المدني في مجال التموث البحري نجد صعوبة ألن األمر يمتزم وقتا طويال
ويحتاج لعناية فتصادم سفن بحرية بالشعب المرجانية وتحطيميا يحتاج لعشرات السنين إلعادة
تمك الشعب لحالتيا وىو ما جعل القضاء يعين خبراء مختصين لتحديد قيمة الضرر ومن ثم يمزم
12
بدفعو بدال من إعادة الحال الى ما كان عميو
/2التعويض النقدي:
يتمثل في الحكم لممتضرر بمبمغ من النقود نتيجة من أصابو من ضرر حيث تحدد المحكمة
آلية الدفع ألن الضرر قد يكون نيائيا وال يمكن إصالحو وىذا النوع من التعويض ىو المناسب
مع الضرر الذي نحن بصدد البحث فيو كتصادم السفن وخاصة ناقالت النفط ترتطم ناقمة نفط
في مياه البحر فتؤدي إلى القضاء عمى الكائنات البحرية ففي مثل ىذه الحالة يصعب تطبيق
إعادة الحال إلى ما كان عميو ويعتبر التعويض النقدي ىو القاعدة العامة في مجال المسؤولية
التقصيرية ولمقاضي سمطة تقديرية في تقدير مبمغ التعويض وقد يعتمد عمى الخبرة تحدد نسبة
العجز الدائم أو المؤقت حسب الحالة وأحيانا يكون التعويض جزء من المسؤولية الجنائية فيمكن
لممتضرر التأسيس المدني ,لتنص المادة 95من قانون 10-03عمى حماية البحر من السفن
األجنبية حتى تمك التي تكون تابعة لمدولة غير ممزمة باتفاقية 1954وفي حالة ارتكابيا السفن
لممخالفات في منطقة خاصة لمقضاء الوطني الجزائري.
-المحور الثاني :دور القضاء الجزائي في حماية البيئة البحرية وتوقيع الجزاءات
يقصد باألركان القانونية لمجريمة األركان العامة التي تتوافر في كل جريمة أيا كان نوعيا وأيا
كانت طبيعتيا وال يختمف األمر بالنسبة لجرائم البيئة عموما إال في ما يخص الطبيعة الخاصة
والمتميزة ليذه الجريمة:
من المألوف في الجانب الجزائي وجود عبارة "ال جريمة وال عقوبة إال بنص "بمقتضى ىذه
العبارة أو ىذا المبدأ ال يجوز تجريم فعل ما لم ينص القانون الساري وقت وقوعو صراحة عمى
تجريمو لتبدأ أىمية دراسة مبدأ الشرعية في مجال جرائم تمويث البيئة البحرية من ناحية ان
المشرع الجنائي غالبا ما يتجو عند تصديو لمتجريم والعقاب ألفعال التموث نحو تبني سياسات
جنائية ذات مرونة عالية تتناسب مع الطبيعة الخاصة ليذه الجرائم ,14ومن 15القوانين اليامة
التي تجرم كل فعل يموث البيئة البحرية القانون البحري الذي أضاف األحكام الجزائية التي تعاقب
عمى تمويث البيئة البحرية بين الغرامة والحبس لتصل أحيانا إلى عقوبة اإلعدام وبما أن الجزائر
صادقت عمى االتفاقية الدولية حول الوقاية من تموث مياه البحر بالمحروقات,ليتضمن ىذا
القانون كل ما تعمق بالتموث الناجم عن اإلغراق أو الطمر أو الدفن لمواد البحر" ,كل منع أو
-13لمتفصيل أكثر حول:اإلختصاص النوعي واإلقميمي لمنازعات التموث البحري أنظر:الحماية القانونية لمبيئة
البحرية من أخطار التموث"دراسة مقارنة"أطروحة دكتوراه,كمية الحقوق والعموم السياسية,جامعة تممسان-2009,
2010ص 226ومابعدىا
-14واعي جمال,األطروحة نفسيا ص322
-15أنظر القانون رقم 05-98المؤرخ في 25يونيو 1998المعدل والمتمم لألمر رقم 80-76المؤرخ في 23
أكتوبر 1976المتضمن القانون البحري ج ر العدد 47لسنة 1998
غمر أو ترميد لمواد من شانيا االضرار بالصحة العمومية واألنظمة البيئية البحرية بنصوص
تجريمية تتراوح عقوبتيا بين الحبس والغرامة" ليتضمن أيضا قانون حماية الساحل نصوصا
تجريمية في حالة إقامة أي نشاط 16صناعي مموث عمى الساحل.
ثانيا:الركن المادي
يعتبر ىذا الركن في الجريمة البيئية الفعل الذي يترتب عميو انبعاث مادي يسبب ضرر خطير
لمبيئة أو لصحة اإلنسان فيو النشاط الذي يصدر عن الجاني بيدف تحقيق النتيجة الجرمية التي
يعاقب عمييا القانون,17وىو إتيان الجاني لنشاط ايجابي أو سمبي من شأنو تمويث أحد عناصر
البيئة البحرية والخمل بمكوناتيا وبالتالي فالسموك اإلجرامي يعني ان الفاعل قد أضفى أو ألقى
مواد مموثة إلى الوسط البيئي محل الحماية القانونية أو امتنع عن إضافة عنصر حيوي إلى
ذلك.
ومثال ذلك المادة 55من القانون 10-03التي اشترطت الحصول عمى ترخيص لشحن أو
تحميل كل المواد أو النفايات الموجية لمغمر في البحر فبمجرد غياب الترخيص يكون الشخص
قد امتنع عن تطبيق النص القانوني وىنا تحدث مخالفة إللتزام قانوني.
أما قانون تسيير النفايات 19-01فقد نص ىو أيضا عن السموك اإلجرامي السمبي يتحقق
باالمتناع عن القيام بفعل معين يفرضو القانون".....النفايات الخاصة الخطرة إلى ترخيص خاص
ومن ثم فإن نقميا دون الحصول عمى ترخيص تجعل المخالف يقع تحت طائمة العقوبات".
لتتميز النتيجة اإلجرامية في جرائم تمويث البيئة البحرية بأنيا عادة ما يكون تحققيا فتحدث
في مكان او زمان مختمفين عن مكان أو زمان السموك اإلجرامي مما يرتبط ذلك بوجود إشكاالت
18
قانونية دقيقة ومعقّدة.
-16راجع أحكام القانون رقم 02-02المؤرخ في 05فبراير 2002المتعمق بحماية الساحل وتثمينو ج ر العدد
10لسنة 2002
ص.10 -17زعروعة فاطمة,المقال السابق
-18واعمي جمال,األطروحة السابقة ص330
ال يكفي إرتكاب الجاني لنشاط إجرامي ووجود عالقة سببية بين نشاطو والنتيجة بل وجود حالة
معنوية التي يمكن عمى أساسيا محاكمتو وتوقيع الجزاء عميو أي يجب أن يكون النشاط أو الفعل
المجرم قد ارتكب بخطأ مرتكبو لتتنوع الجرائم البيئية إلى:
-جرائم بيئية عمدية :تكون بتوفر القصد الجنائي العام ففي جريمة تموث البحار يكفي معاقبة
الجاني الذي قد اقترف فعل إلقاء المواد الضارة أو النفايات أو غير ذلك من المواد التي من
19
شأنيا تمويث البحر.
-جرائم بيئية غير عمدية :ترتكب ىذه الجريمة بطريقة سوء التقدير والجيل بما يجب العمم بو
وقد تترتب نتيجة غير مشروعة كجريمة الصيد المحظور التي تتم بارتكاب الفاعل لكل ما يعد
اعتداءا عمى األنظمة والبيانات والق اررات الكفيمة بتعيين اآلداءات التي يجوز استعماليا في
الصيد.
-الجزاءات الجنائية المقررة في حماية البيئة البحرية :ىي األثر القانوني الذي يترتب عمى
إرتكاب أي جريمة ومنيا الجريمة الواقعة عمى البيئة البحرية:
/1العقوبات السالبة لمحرية :كالحبس في الجنح الخاصة بالبيئة البحرية كجريمة استعمال آالت
محظورة في الصيد البحري التي يعاقب عنيا بالحبس من ثالثة إلى ستة أشير ,لتنص المادة 44
من قانون تسيير النفايات 19-01عمى جريمة إلقاء النفايات أو تصريف أية مواد أخرى في
أوساط غير مخصصة ليا التي يعاقب عنيا بالحبس من ستة إلى3سنوات ,وفي ما يخص
اإلعدام في قانون العقوبات في حالة االعتداء عمى المحيط أو ادخال مادة أو تسريبيا في الجو
20
أو باطن األرض او في المياه بما فييا االقميمية لتصنف عمى أنيا أعمال تخريبية إرىابية.
"يعاقب باالعدام ربان السفينة الجزائرية أو األجنبية الذين يمقون عمدا نفايات مشعة في المياه
21
التابعة لمقضاء الجزائري".
"يعاقب بغرامة من مئة ألف دينار إلى مميون دينار لكل ربان تسبب بسوء تصرفو أو غفمتو او
اخاللو بالقوانين واألنظمة في وقوع حادث مالحي أو لم يتحكم فيو أو لم يتفاداه" ,23أما عن
المصادرة فتتمثل في نزع الممكية من صاحبيا جب ار واضافتيا إلى ممك الدولة دون مقابل وىي ما
عادة ما تكون عقوبة تكميمية إلى جانب العقوبة األصمية,وىو ما نصت عميو المادة 82من
القانون 11-01المتعمق بالصيد "في حالة استعمال مواد متفجرة تحجز سفينة الصيد إذا كان
مالكيا ىو مرتكب المخالفة".
/3التدابير اإلحترازية:غالبا ما تكون جزاءات تبعية ينطق بيا القاضي إلى جانب العقوبات
األصمية المقررة لمجريمة لتتمثل تمك التدابير في:
-غمق المنشاة المموثة :نتيجة لتفاقم األضرار البيئية الناجمة عن استغالل المنشآت المصنفة
حتما ستؤدي الى غمقيا بصفة نيائية وحظر ممارسة نشاطيا بقرار اداري محتواه الغمق النيائي
ويقيده كما يمنع حقو في استغالل
بالرغم من أن غمقيا سيصيب المخالف في ذمتو المالية ّ
وىو ما نصت عميو المادة " 48يمكن لموالي بصيغة جوازية 24
المنشأة ممموكة كانت أم مستأجرة
المحددة األمر بغمق المؤسسة
ّ وليست وجوبية بعد إعذار المستغل لتسوية وضعيتو في اآلجال
المضرة بالبيئة" ,وكذا إلزام صاحب المنشأة المموثة لمبية البحرية بغمقيا وعدم اإلنتفاع بنشاطيا
ّ
إلى غاية الحصول عمى الترخيص وفي ىذه الحالة يمكن لممحكمة أن تطمب النفاذ المعجل
25
لمحظر.
-التدابير المينية :ويقصد بيا حرمان المخالف ألحكام الشرائع البيئية في حالة إتيان سموك من
شأنو إحداث تمويث البيئة الطبيعية بسحب أو وقف أو إلغاء الترخيص الممنوح لمباشرة النشاط.
وتبقى األحكام القانونية المتعمقة بالبيئة البحرية ومكافحة التموث البحري مبيمة إلى حد ما رغم
وجود التشريع المنظم لممجال البحري.
خاتمة:
في نياية ىذه المداخمة والتي حاولنا قدر اإلمكان تسميط الضوء عمى تموث البيئة البحرية
ومدى تأثرىا بكافة المخاطر التي تصيب صحة اإلنسان والمواد الغذائية المنتجة من البحر والتي
البد أن يتم حمايتيا بكل اآلليات القانونية حتى يعيد ليا نوع من التوازن الذي يحقق بدوره تنمية
بحرية مستديمة ,ومع ذلك فإننا نجد أن المشرع الجزائري قد تناول العديد من القوانين واإلتفاقيات
الدولية التي تقر بموضوع الحماية بإقرار مسؤولية مدنية عن كل متسبب بضرر ومدى عالقتو بو
(ممغى). -26القانون رقم 03-83المؤرخ في 5فيفري 1983المتعمق بحماية البيئة ج ر عدد 6
ص.41 -27زعروعة فاطمة,المقال السابق
وتجريم كل مرتكبي المخالفات ولمقضاء دور بارز جدا في ىذا المجال إلثبات الضرر والجرم
البيئي المرتكب من قبل المخالفين.
-ضرورة تفصيل أحكام قانونية تتعمق بالمسؤولية المدنية لحماية البيئة البحرية ضمن القانون
البحري الجزائري لتسييل العممية القضائية.
-التنسيق أكثر فأكثر بين الدول األعضاء ضمن اتفاقية األمم المتحدة لمبحار لمسيطرة عمى
التموث في المياه اإلقميمية الناتج عن عمل السفن خاصة الناقالت البترولية.
-ضرورة إصدار نصوص تنظيمية في مجال المسؤولية المدينة الناتجة عن تموث البيئة البحرية
إلزالة الغموض.
-رفع مبمغ التعويض النقدي في حالة وجود الضرر وقبل توقيع الجزاء لتسييل كل اإلجراءات
والتسريع فييا ألنيا عادة ما تتطمب وقتا إلثبات المعني بالتعويض أمام الجيات القضائية
المختصة.