You are on page 1of 5

‫جامعة الجزائر‪-1‬بن يوسف بن خدة‪-‬‬

‫كلية الحقوق‬

‫ماستر‪_2‬فرع قانون البيئة والتنمية المستدامة_‬

‫محاضرات مادة التلوث العابر للحدود‬

‫إعداد‪.‬د‪/‬يبدة ليلى‬

‫السنة الجامعية ‪2022-2021‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫تعد البيئة الوسط الطبيعي أو المحيط الحيوي الذي يعيش فيه اإلنسان وباقي الكائنات الحية‪ ،‬ولقد‬
‫ارتبطت حياة اإلنسان منذ وجوده على وجه األرض بالبيئة التي وجد فيها‪ ،‬كما ارتبط تطوره الحضاري‬
‫باستغالله إلمكانياتها وطاقاتها‪ ،‬والذي كان محدود في العصور األولى‪ ،‬فلم تكن هناك مشكلة التلوث‬
‫البيئي نتيجة قلة الملوثات وقدرة البيئة على استيعابها‪ ،‬إال أن األمر تغير نتيجة التقدم العلمي والتكنولوجي‬
‫في كافة المجاالت‪ ،‬وإن كان له مظاهر إيجابية في تحسين أحوال معيشة اإلنسان‪ ،‬إال أن له مساوئ‬
‫كثيرة تتمثل في جعل الطبيعة ضحية سلوكيات اإلنسان‪ ،‬بحيث تعرف الطبيعة اليوم تدهو ار مستم ار يرجع‬
‫إلى سوء ت صرف اإلنسان واعتداءاته العمدية وغير العمدية عليها‪ ،‬و اشتد التأثير على البيئة وعناصرها‬
‫بحصول التطورات الصناعية الكبرى‪ ،‬فظهرت مشكلة التلوث البيئي بسبب اإلفراط في استعمال الموارد‬
‫الطبيعية والتوسع الهائل في استخدام مصادر الطاقة المختلفة وانتشار وسائل المواصالت وزيادة المنتجات‬
‫الصناعية التي انجر عنها تلوث المياه بالسموم الكيمياوية‪ ،‬وتلوث الهواء باألدخنة والغازات‪ ،‬ولم تعد البيئة‬
‫قادرة على تجديد مواردها الطبيعية‪ ،‬واختل التوازن بين عناصرها المختلفة‪.‬‬

‫فتلوث البيئة من أهم مشكالت العصر الحالي‪ ،‬بالرغم من أنها ليست جديدة‪ ،‬إال أن االستخدام‬
‫المكثف والمتزايد للدول لموارد األرض زاد من شدة كثافة التلوث الذي تعدى اإلقليم الوطني‪ ،‬فهو ليس من‬
‫المشكالت التي تصيب دولة بعينها‪ ،‬وإنما هي مشكلة كونية عابرة للحدود‪ ،‬ال تعوقها الحدود الجغرافية‬
‫والسياسية‪ ،‬فعلى سبيل المثال تسرب غاز من أحد المفاعالت النووية لدولة ما‪ ،‬أو انتشار فيروس معد‬
‫أو تلوث مياه البحر‪ ،‬يشكل تهديدا للبيئة الدولية كلها‪ ،‬وعليه التصدي لها يتجاوز حدود وإمكانيات التحرك‬
‫الفردي‪ ،‬فهي ال تقل خط ار على الحروب والنزاعات المسلحة‪.‬‬

‫وعليه أدى التلوث البيئي العابر للحدود إلى وجود العديد من النزاعات بين الدول فيما يتعلق‬
‫المسؤولية الدولية عن هذا التلوث‪ ،‬ومسألة جبره‪ ،‬وكيفية تسوية هذه النزاعات وبالمقابل تظافرت الجهود‬
‫الدولية من أجل الوقاية من هذا التلوث العابر للحدود ‪.‬‬

‫ويكمن الهدف من تدريس هذه المادة لطلبة ماستر‪ 2‬قانون البيئة والتنمية المستدامة إلى إحاطتهم‬
‫بمفاهيم لها عالقة بفروع قانون أخرى درست لهم كالقانون الدولي للبيئة والقانون الدولي لحقوق اإلنسان‬
‫والقانون الدولي اإلنساني‪ ،‬ونتيجة أهمية موضوع التلوث العابر للحدود الذي يعتبر من المشكالت التي‬

‫‪2‬‬
‫حركت المجتمع الدولي إليجاد حل له نتيجة خطورة األضرار التي يسببها لمختلف الدول مهما بعدت عن‬
‫الدولة المصدرة للتلوث‪.‬‬

‫وعليه نطرح االشكالية التالية‪ :‬ماهي المشاكل التي يثيرها التلوث العابر للحدود‪ ،‬ومامدى كفاية‬
‫الجهود الدولية للوقاية منه؟‪.‬‬

‫سنقوم باإلجابة على هذه االشكالية من خالل المحاور التالية‪:‬‬

‫المحور األول‪:‬مفهوم التلوث العابر للحدود‬

‫نتطرق فيه إلى تعريف التلوث‪ ،‬خصائصه‪ ،‬صوره‪ ،‬وأسبابه‪....‬إلخ‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬المشاكل التي يثيرها التلوث العابر للحدود‬

‫يثير التلوث العابر للحدود عدة مشاكل نتيجة طبيعة الضرر الذي يتعدى حدود الدولة الواحدة مما‬
‫يؤدي إلى وجود نزاعات بين الدول‪ ،‬ولعل أساس هذه النزاعات المسؤولية الدولية عن أضرار التلوث العابر‬
‫للحدود واآلثار المترتبة عليها من تعويض عن هذه األضرار‪ ،‬وعليه سنتناول في هذا المحور مفهوم‬
‫المسؤولية الدولية عن أضرار التلوث العابر للحدود‪ ،‬أسسها‪ ،‬المبادئ التي تنظمها‪ ،‬شروطها‪ ،‬واآلثار‬
‫المترتبة عن التلوث العابر للحدود‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬تسوية المنازعات الناتجة عن أضرار التلوث البيئي العابر للحدود‪.‬‬

‫المحور الرابع‪:‬الجهود الدولية للوقاية من التلوث العابر للحدود‪.‬‬

‫ونقترح على الطلبة اإلطالع على قائمة المراجع التالية‪:‬‬

‫أوال‪-/‬المراجع باللغة العربية‪:‬‬


‫أ‪-/‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -/1‬عبد هللا تركي حمد العيال الطائي‪ ،‬الضرر البيئي وتعويضه في المسؤولية المدنية‪ ،‬الطبعة االولى‪،‬‬
‫منشورات الحلبي‪ ،‬لبنان‪.2013 ،‬‬
‫‪-/2‬جمال محمود الكردي‪ ،‬المحكمة المختصة والقانون الواجب تطبيقه بشأن دعوى المسؤولية والتعويض‬
‫عن مضار التلوث البيئي العابر للحدود‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬

‫‪3‬‬
‫‪-/3‬حلمي نبيل أحمد‪،‬الحماية القانونية الدولية للبيئة من التلوث‪ ،‬دار النهضة العربية للطبع والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.1991 ،‬‬
‫‪-/4‬المنياوي ياسر محمد‪ ،‬المسؤولية المدنية الناشئة عن التلوث البيئي‪ ،‬دار الجامعة الجديد‪،‬‬
‫االسكندية‪.2008،‬‬
‫‪-/5‬معمر رتيب محمد عبد الحافظ‪ ،‬المسؤولية الدولية عن نقل وتخزين النفايات الخطرة ‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬مصر‪.2007،‬‬
‫‪-/6‬دسوقي إسالم دسوقي عبد النبي‪ ،‬النظرية العامة للمسؤولية الدولية بدون خطأ(المسؤولية الدولية‬
‫الموضوعية)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مركز الدراسات العربية للنشر والتوزيع‪.2016 ،‬‬
‫‪-/7‬الكبيسي بشير جمعة عبد الجبار‪ ،‬الضرر العابر للحدود عن األنشطة التي ال يحظرها القانون‬
‫الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.2013 ،‬‬
‫ب‪-/‬المجالت‪:‬‬
‫‪-/1‬حميدة جميلة‪ ،‬إصالح األضرار البيئية بين ثوابت المسؤولية المدنية ومبدأ االحتياط‪ ،‬مجلة البحوث‬
‫العلمية في التشريعات البيئية‪ ،‬العدد‪ ،07‬الجزائر‪.2016 ،‬‬
‫‪-/2‬شكراني الحسين‪ ،‬تسوية المنازعات البيئية وفق القانون الدولي‪ ،‬مجلة سياسات عربية‪ ،‬المركز العربي‬
‫لألبحاث ودراسة السياسات‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬قطر‪.2013 ،‬‬
‫‪ -/3‬عبد النور أحمد‪ ،‬االختصاص القضائي الدولي بشأن منازعات الضرر الناتج عن التلوث البيئي‬
‫العابر للحدود‪ ،‬مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬المجلد‪ ،9‬العدد‪ ،2‬الجزائر‪.2019 ،‬‬
‫‪-/4‬بواط محمد‪ ،‬فعالية نظام المسؤولية الدولية في حماية البيئة من التلوث‪ ،‬مجلة األكاديمية للدراسات‬
‫االجتماعية واالنسانية ‪ ،‬العدد‪.2016 ،15‬‬
‫‪-/5‬أعمر عمر محمود‪ ،‬دور المسؤولية الدولية في حماية البيئة من التلوث‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪،‬‬
‫المجلد‪ ،26‬العدد‪ ،01‬بغداد‪.2011 ،‬‬
‫الدولي‪،‬‬ ‫للقانون‬ ‫المصرية‬ ‫المجلة‬ ‫يدفع‪،‬‬ ‫الملوث‬ ‫مبدأ‬ ‫عرفات‪،‬‬ ‫أشرف‬ ‫حجازه‬ ‫‪-/6‬أبو‬
‫العدد‪،62‬مصر‪.2006،‬‬
‫‪-/7‬بلقاسم أحمد‪ ،‬المسؤولية الدولية‪ ،‬الناشئة عن الفعل الدولي غير المشروع وعوائق تقنينها‪ ،‬المجلة‬
‫الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬الجزائر‪.2009،‬‬

‫‪4‬‬
:‫الرسائل الجامعية‬-/‫ج‬
‫ كلية‬،‫ أطروحة دكتوراه‬،‫ أحكام حماية البيئة من التلوث في ضوء القانون الدولي العام‬،‫أسكندر أحمد‬-/1
.1995،‫ جامعة الجزائر‬،‫الحقوق‬
‫ كلية الحقوق‬،‫أطروحة دكتوراه‬-‫حالة الضرر البيئي‬-‫ المسؤولية الدولية بدون ضرر‬،‫معلم يوسف‬-/2
.2012،‫ الجزائر‬،‫ جامعة منتوري‬،‫والعلوم السياسية‬
‫ مذكرة‬،‫ المسؤولية الدولية عن تلويث البيئة البحرية بأنشطة غير محرمة دوليا‬،‫ داودي جعفر‬-/3
.2013 ،‫ عنابة‬،‫ جامعة باجي مختار‬،‫ كلية الحقوق‬،‫ماجستير‬
‫ كلية الحقوق‬،‫ رسالة ماجستير‬،‫ المسؤولية الدولية عن األضرار البيئية‬،‫قنصوميلود زين العابدين‬-/4
.2012،‫ سيدي بلعباس‬،‫ جامعة جياللي ليابس‬،‫والعلوم السياسية‬
،‫ كلية الحقوق‬،‫ أطروحة دكتوراه‬،‫ المسؤولية الدولية عن التلوث عبر الحدود‬،‫مراح علي بن علي‬-/5
.2006 ،‫ الجزائر‬،‫جامعة بن يوسف بن خدة‬
:‫المراجع باللغة األجنبية‬-/‫ثانيا‬
A/Les ouvrages :
- Didier Anouchka, Le dommage écologique pur en droit international, Graduate institute
publications, Genéve, 2013,disponible sur le site :http:/book.openedition.org/iheid/667>.
-Bellenger Jacques, La pollution en international la responsabilité pour les dommages causés
par la pollution transfrontière ,Lausanne,1975.
-Bitar(F), Les mouvements transfrontières des déchets dangereux selon convention de Bale,
Pédone , Paris,1997.
-Bomassies (P), La responsabilté par pollution en droit international et en droit maritime et en
droit international de l’environnement,Economica,Paris,1987.
-Dupuy.P,Smets.H, La réparation des dommages dus à la pollution ,OCDE,1981.
B/Les articles :
-Al –Kandari Fayez, La réparation civile du dommage écologique en droit Français et
Koweitien, Revue Arab law quarterly, vol18,N°3, 2003.
-Kambia Chopin Bidénam, Règles de responsabilité civile et prévention des risques
environnementaux, Revue d’économie politique,vol117,2007.
-Solveig Henry, Le pouvoir de sanction des mécanismes internationaux de règlement des
différends dans le domaine de l’environnement, Revue juridique de l’ environnement, vol
39,2014.
-Gilles Martin, La réparation des dommages et l’indemnisaton des victimes des pollutions
transfrontières, Revue juridique de l’environnement, numéro spécial, 1989.

You might also like