‫اإلشكالية‬

‫يعيش اإلنس ان وي ترعرع في وس ط حي وي يمث ل ل ه م ورده الط بيعي ال ذي يس اعده‬

‫على التك اثر والتط ور والنم و‪ ،‬وه ذا الوس ط أو المك ان يع رف بالبيئ ة‪ ،‬وال تي من خالله ا‬

‫يحظى بجمي ع ض روريات ومتطلب ات العيش ال تي تبقي ه على قي د الحي اة‪ ،‬من م اء وه واء‬

‫وترب ة س خرها ل ه الخ الق ليحي في كنفه ا ويحاف ظ على بق اءه واس تمراريته‪ ،‬ش أنه ش أن‬

‫الكائنات الحية األخرى‪.‬‬

‫ولعل التطور الصناعي الذي عرفه العالم في القرن العشرين و ما ترتب عنه من‬

‫مخلفات صناعية‪ ،‬يعد من أهم أسباب تلوث البيئة و مشكالتها‪ ،‬التي باتت تهدد حياة جميع‬

‫الكائنات الحية التي تعيش على سطح األرض‪ ،‬حيث أصبحت البشرية تواجه تحديات بيئية‬

‫خطيرة في ظل كل االنتهاكات التي طالتها‪ ،‬هذا ما دفع المختصون إلى رفع قضايا البيئة‬

‫ومش كالتها إلى مس تويات عالميةـ‪ ،‬حيث تص درت قائم ة ج داول األعم ال على ط اوالت‬

‫الم ؤتمرات والن دوات الدولي ة لمناقش تها‪" ،‬وق د عق د ع ام ‪1972‬م بمدين ة س توكهولم‬

‫الس ويدية أول م ؤتمر لهيئ ة األمم المتح دة عن بيئ ة اإلنس ان‪ ،‬ال ذي أك د بال ريب الط ابع‬

‫‪1‬‬
‫العالمي لمشكالت البيئة"‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬محمد صابر‪ ،‬االنسان وتلوث البيئة‪ ،‬االدارة العامة للتوعية البيئية والنشر‪ ،‬السعودية‪ ،2000 ،‬ص ص ‪.6-5‬‬ ‫‪1‬‬
‫إن التلوث البيئي لم يقتصر فقط على الهواء والماء‪ ،‬وإ نما طال كذلك التلوث البري‬

‫وال ذي يعت بر في وقتن ا الح الي من أك ثر أن واع التل وث انتش ارا‪ ،‬نتيج ة لل رمي العش وائي‬

‫للقمامات في الشوارع المساحات الخضراء‪ ،‬وحتى على مستوى الجامعات‪ ،‬مما أدى إلى‬

‫تشويه معالم هذه المرافق العامة‪.‬‬

‫فمثل هذه السلوكيات التي أصبحت تمارس بطريقة غير عقالنية‪ ،‬سواء عن قصد‬

‫أو جهل وضعت حياة وصحة اإلنسان على المحك‪ ،‬بسبب غياب مظاهر الثقافة والتثقيف‬

‫البيئي مما خلق ضرورة حتمية لتوسيع نطاق االهتمام بالبيئة ومحاولة إيجاد سبل وحلول‬

‫للوق وف أم ام ه ذه المش كالت والمخ اطر ال تي لحقت به ا‪ ،‬عن طري ق ترس يخ مب ادئ التعليم‬

‫والثقاف ة المتعلق ة بالقض ايا البيئي ة من خالل التعري ف بمخ اطر البيئ ة والعم ل على نش ر‬

‫الوعي البيئي‪.‬‬

‫إّن التط ور الهائ ل ال ذي عرفت ه ش بكات االن ترنت خالل الس نوات األخ يرة‪ ،‬أف رز م ا‬

‫يعرف بمواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬التي مارست الوظيفة اإلعالمية بنجاح بفضل التطور‬

‫الكب ير ال ذي أحرزت ه ع بر منص اتها من حيث الس رعة في نق ل المعلوم ة وت دفقها خاص ية‬

‫اإلتاح ة واخ تراق الح دود الزمكاني ة‪ ،‬فق د تج اوزت دور وس ائل اإلعالم التقليدي ة من حيث‬

‫نق ل المعرف ة والق درة على الت أثير أيض ا على س لوكيات األف راد‪ ،‬أين أص بحت الرس الة‬

‫اإلعالمي ة مزدوج ة االتج اه فالمس تقبل فيه ا أص بح مرس ال أيض ا وه ذا م ا ع زز س بل نش ر‬

‫المعلومة ومشاركتها‪.‬‬
‫يج در ال ذكر أن موق ع الفايس بوك يع د من أهم مواق ع التواص ل االجتم اعي ت داوال‪،‬‬

‫حيث الق رواج ا ل دى مختل ف الفئ ات العمري ة في المجتم ع‪ ،‬و تج اوز ح دود نق ل األخب ار‬

‫والمعلومات بين األصدقاء إلى مهام أكثر فاعلية‪ ،‬فأصبحت هذه المنصة تستخدم الستقطاب‬

‫ال رأي الع ام وتتن اول قض ايا عالمي ة راهن ة‪ ،‬أهمه ا القض ايا البيئي ة ومخاطره ا‪ ،‬وذل ك من‬

‫خالل ط رح المش اكل المتعلق ة بالبيئ ة ومحاول ة إيج اد حل ول له ا‪ ،‬ونش ر الثقاف ة وال وعي‬

‫البي ئي بين األف راد ع بر ص فحاته وتنمي ة حس المس ؤولية ل ديهم و تش جيعهم على التفاع ل‬

‫والمساهمة والمشاركة في حماية البيئة والحفاظ عليها‪.‬‬

‫إن الطلبة بصفتهم الفئة الشبابية األكثر تداوال على استخدام موقع الفايسبوك‪ ،‬سواء‬

‫ب دافع الترفي ه أو كوس يلة لتب ادل المعلوم ات واألخب ار فيم ا بينهم‪ ،‬مكنهم من التع رف على‬

‫قضايا البيئة التي يعيشون فيها ومشكالتها‪ ،‬وعلى رأسها التلوث البيئي‪ ،‬هذا ما أتاح لهم‬

‫فرصة إثراء معارفهم البيئية‪ ،‬وتعديل سلوكهم الواضح عبر المشاركة اإليجابية في البحث‬

‫عن الحل ول المالئم ة للتقلي ل من ه ذه الظ اهرة‪ ،‬وتعزي ز مس ؤولياتهم اتج اه البيئ ة ال تي‬

‫يعيشون فيها‪ ،‬عبر نشر الوعي البيئي‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق نطرح التساؤل التالي‪:‬‬

‫هل يساهم موقع الفايسبوك في نشر الوعي البيئي لدى الطلبة؟‬ ‫‪‬‬

‫وتليه التساؤالت الفرعية‪:‬‬

 ‫‪ -‬إلى أي مدى يهتم الفايسبوك بقضايا البيئة؟‬

‫‪ -‬ما مدى مساهمة الفايسبوك في نشر الوعي البيئي؟‬

‫الفرضيات‪:‬‬

‫‪-/1‬يساهم الفايسبوك في نشر الوعي البيئي لدى الطلبة من خالل منشورات توعوية‪.‬‬

‫‪-/2‬يحقق الطلبة احتياجاتهم المعرفية بالقضايا البيئة من خالل الفايسبوك‪.‬‬