You are on page 1of 18

‫التربية البيئية‬

‫المحاضرة األولي‬
‫اعداد د‪ /‬فايزة فاروق‬
‫الفصل االول‬

‫التربية البيئية مفهومها‬


‫وأهدافها وأساليب تحقيقها‬
‫فى رياض االطفال‬
‫‪ ‬يعتبر موضوع التربية البيئية من أهم الموضوعات التي يجب أن تلم بها‬
‫معلمة رياض األطفال بل ايضًا اآلباء واألمهات المسئولين عن توجيه‬
‫سلوك األطفال وتكوينه‪.‬‬
‫‪ ‬فالبيئة هى موطن الحياة‪ .‬وأول ما يجب على اإلنسان تحقيقه حفاظًا على‬
‫الحياة حماية البيئة‪ .‬وبما أن أكبر مؤثر في البيئة سلبيا أو إيجابيا هو‬
‫اإلنسان فإن حماية البيئة تستلزم فهم البيئة فهمًا صحيحًا بكل عناصرها‬
‫ومكوناتها ومقوماتها وتفاعالتها المتبادلة إلى جانب العمل الجماعي الجاد‬
‫لحماية هذه البيئة وضمان استمرارها موطنا مقبوًال للحياة‪.‬‬
‫‪ ‬إن مشكلة حماية البيئة بدأت تظهر بشكل واضح في العصر الحديث حيث‬
‫كانت البيئة قبل ذلك العصر قادرة على إصالح أي فساد يحدثه البشر فيها‪.‬‬
‫ولم يتوقف البشر عن إحداث األضرار بالبيئة التي يعيشون فيها وبها‪.‬‬
‫لقد كانت البيئة نظرا لقلة حجم الضرر الواقع عليها من اإلنسان نسبيا‬ ‫‪‬‬

‫تصلح ما أفسده اإلنسان بسرعة لدرجة أن اإلنسان صار ال يكترث بما‬


‫يفعله بها معتمدًا على قدرتها على إصالح ذلك‪.‬‬
‫وزاد حجم فساد بالبيئة وتضخم وتزايد وأصبح يتكرر بشكل يجعل قدرة‬ ‫‪‬‬

‫البيئة وسرعتها في إصالح الخلل غير كافية‪.‬‬


‫ذلك الخلل الذي يحدث نتيجة إدخال عامل أو عوامل جديدة أو زيادة نسبة‬ ‫‪‬‬

‫عامل موجود أصال أو إنقاص عامل إلى حد كبير بحيث تكون النتيجة‬
‫إخالل االتزان البيئي وإفساد البيئة بشكل ضار بالحياة فيها حيث تتدهور‬
‫مقومات البيئة‪ .‬وإن كانت في جوهرها واحدة‪ ،‬كما أن كل جانب من‬
‫جوانبها يعكس آثاره على الجوانب األخرى‪.‬‬
‫إن مواجهة مشكلة الحفاظ على البيئة تعتبر أمانة في عنق المربين في كافة‬ ‫‪‬‬

‫المواقع والمراحل من آباء وأمهات ومعلمات ومعلمين وأجهزة إعالمية‬


‫وصحافة‪ ،‬وغيرها‪ .‬بما يملكوه من قوى مؤثرة في تشكيل وتنمية السلوك‬
‫اإلنساني أو مواجهة مشكلة الحفاظ على البيئة‪،‬‬
‫إن مواجهة مشكلة الحفاظ على البيئة يتأتى بتربية اإلنسان تربية بيئية‬ ‫‪‬‬

‫تمده بالمعلومات والمعارف والمفاهيم البيئية وتكون لديه مجموعة من‬


‫العادات والمهارات واالتجاهات والقيم التي تواجه سلوكه بشكل إيجابي‬
‫بما يحقق الحفاظ على البيئة‪ .‬فالتربية البيئية وخاصة لطفل ما قبل المدرسة‬
‫أصبحت ضرورة ملحة لمواجهة مشكالت البيئة التي تسبب فيها سوء‬
‫تعامل اإلنسان فيها ومنها‪.‬‬
‫لماذا التربية البيئية هامة في مرحلة رياض االطفال‬
‫يعد االهتمام بالتربية البيئية من األمور اإليجابية ‪ ،‬األساسية والهامة‬ ‫‪‬‬

‫لتكوين وعي تام للطفل‬


‫اإلدراك بأهمية البيئة قد يصل إلى ضمير اإلنسان ويتحول إلى قيم‬ ‫‪‬‬

‫اجتماعية ايجابية وضوابط داخلية‬


‫وتلعب الخبرات المبكرة التي يكتسبها الطفل في السنوات األولى دورًا‬ ‫‪‬‬

‫هامًا في تكوين وبناء شخصيته‪ ،‬وتشكيل سلوكه للسلوك الذي يحافظ على‬
‫البيئة‬
‫ومن هنا جاء اهتمام التربويين بضرورة إكساب المفاهيم البيئية للطفل منذ‬ ‫‪‬‬

‫السنوات األولى لوجوده في المؤسسة التربوية وذلك من خالل اتاحة‬


‫الفرص له للتعامل مع ظروف تربوية مناسبة لمستوى نموه ونضجه‪.‬‬
‫وتعمل التربية البيئية على توفير الفرص لألطفال ليتمكنوا من تكوين‬ ‫‪‬‬

‫مفاهيمهم الخاصة بهم من خالل االستقصاءات العملية والعقلية؛‬


‫فالمتعلمون ينشغلون بخبرات مباشرة‪ ،‬ويواجهون تحديات الستخدام‬ ‫‪‬‬

‫مهارات التفكير العليا‪.‬‬


‫كما تشجع التربية البيئية على تنمية بيئة تعليمية نشطة‪ ،‬يتقاسم فيها‬ ‫‪‬‬

‫المتعلمون األفكار والخبرات وتشجع على االستقصاء المستمر‪،‬‬


‫كما توفر أجواء تعلمية وقضايا واقعية يمكن من خاللها تعلم المفاهيم‬ ‫‪‬‬

‫والمهارات‬
‫‪ ‬وتختلف مناهج رياض األطفال في مدخلها للتربية‬
‫البيئية عن مناهج المراحل األخرى ‪،‬‬
‫‪ ‬حيث تأخذ بالمنحى التكاملي الذي يقوم على فلسفة‬
‫متكاملة نحو البيئة أي إلى تكامل خبرات الطفل في‬
‫مجال التربية البيئية عبر تحقيق هدف النمو الشامل‬
‫المتكامل المتوازن لطفل ما قبل المدرسة‪.‬‬
‫‪ ‬فتكامل الخبرة في رياض األطفال يقوم على أساس أن‬
‫الطفل يكتسب خبراته عن طريق الممارسة العملية‬
‫والتعلم الذاتي والتفكير في المشكالت الحية المرتبطة‬
‫بواقع الحياة‬
‫مفهوم البيئة‬

‫البيئة ‪ :‬هى كل مايحيط بالكائن الحى من يابس وبحر وماء وغالف جوى ويتفاعل‬
‫االنسان معه ويشترك معه فى تنمية نفسه ومعداته ‪..‬‬
‫أو لفظ شائع يرتبط مدلولها بنمط العالقة بينها وبين مستخدمها فنقول البيئة الزراعية ‪،‬‬
‫البيئه الصناعية وغيرها ‪....‬ويعنى ذلك عالقه النشاطات البشرية المتعلقه بهذه المجاالت ‪.‬‬
‫وقد ترجمت كلمت ‪ ECOLOGY‬إلى اللغة العربية إلى علم البيئة بحيث يتم دمج كلمتين‬
‫يونايتين ‪OIKES ، LOGOS‬‬
‫اى العلم الذى يدرس عالقة الكائنات الحيه بالوسط الذى تعيش فيه ويهتم بالكائنات الحية‬
‫كما يتضمن دراسة الخصائص غير الحية ( الحرارة ‪ ،‬والرطوبة‪ ،‬المياه والهواء )‬
‫ويتفق العلماء فى الوقت الحاضر على أن مفهوم البيئة يشتمل جميع الظروف والعوامل الخارجية‬
‫التى تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر على العمليات التى تقوم بها ‪.‬‬
‫وقسمت البيئة إلى‬
‫قسين ‪.....‬‬

‫البيئة الطبيعية‬ ‫البيئة المشيدة‬


‫اوال‪:‬البيئة الطبيعية‬
‫عبارة عن المظاهر التى ليس لالنسان دخل فى وجودها او تكوينها ومن مظاهرها ‪ :‬الصحراء ‪ ،‬المناخ ‪ ،‬التضاريس ‪،‬‬
‫البحار والماء السطحى ‪ ،‬والجوفى ‪ ،‬والحياه النباتية والحيوانية ‪ ،‬والبيئة الطبيعية ذات تاثير مباشر وغير مباشر‬

‫أقسام البيئة الطبيعية‬

‫الهواء الجوي ‪:‬‬


‫يعتبر الهواء من أثمن عناصر البيئة‪ ،‬فهو سر الحياة‪ ،‬أو روح الحياة كما كان‬
‫ي س م ى ف ي ا ل ح ض ا ر ا ت ا إل ن س ا ن ي ة ا ل ق د ي م ة ‪ ،‬و ه و ض ر و ر ي ل ج م ي ع ا ل ك ا ئ ن ا ت ا ل ح ي ة ‪،‬‬
‫و خ ا ص ة ا إل ن س ا ن ا ل ذ ي ال ي س ت ط ي ع أ ن ي س ت غ ن ي ع ن ه و ل و ل ل ح ظ ا ت م ع د و د ة و ي م ث ل‬
‫ا ل ه و ا ء ب ي ئ ة ا ل غ ال ف ا ل ج و ي ا ل م ح ي ط ب ا أل ر ض ‪ ،‬و ي س م ى ع ل م ي ًا ب ا ل غ ال ف ا ل غ ا ز ي أل ن ه‬
‫ي ت ك و ن م ن غ ا ز ا ت ت ع ت ب ر م ن م ق و م ا ت ا ل ح ي ا ة ل ل ك ا ئ ن ا ت ا ل ح ي ة ك ا أل و ك س ج ي ن‬
‫والنتروجين‪.‬‬
‫المياه العذبة ‪:‬‬
‫ا ل م ي ا ه ا ل ع ذ ب ة ه ي ع ص ب ا ل ح ي ا ة أل غ ل ب ا ل ك ا ئ ن ا ت ا ل ح ي ة ‪ ،‬و ت م ث ل ا ل م ي ا ه ا ل ع ذ ب ة ( ‪) %3‬‬
‫م ن ا ل ح ج م ا ل ك ل ي ل م ي ا ه ا أل ر ض ‪ ،‬و ه ذ ه ا ل ن س ب ة ب ا ل ر غ م م ن ض آ ل ت ه ا ‪ ،‬ف إ ن ه ا ت و ا ج ه‬
‫إ ش ك ا ال ت ع د ي د ة ت ت م ث ل ف ي ا ل ت د ه و ر ا ل م ض ط ر د ف ي ن و ع ي ت ه ا و ف ي ص ال ح ي ت ه ا ل ل و ف ا ء‬
‫ب ا ال س ت خ د ا م ا ت ا ل م ق ص و د ة م ن ه ا ‪ ،‬ب س ب ب ا ل ت ل و ث ا ل ن ا ش ئ ع ن ا أل ن ش ط ة ا ل ر ئ ي س ي ة‬
‫المختلفة‬
‫البيئة البحرية ‪:‬‬
‫تلعب البحار والمحيطات دورًا مهمًا في حياة اإلنسان‪ ،‬فهي تغطي أكثر من ‪ %71‬من سطح‬
‫األرض‪ ،‬وبالتالي فهي تسهم بنصيب وافر من الحفاظ على التوازن البيولوجي للكرة األرضية‪،‬‬
‫يضاف إلى ذلك أن البحار والمحيطات تتمتع بأهمية اقتصادية كبرى لإلنسان‪ ،‬فهي مصدر لغذائه‪،‬‬
‫ومصدر للطاقة‪ ،‬ومصدر للعديد من الثروات المعدنية والنباتية المختلفة‪ ،‬وسبيل للنقل والمواصالت‬
‫ومجال للترفيه واالستجمام والسياحة ‪..‬إلخ‬
‫التربة ‪:‬‬
‫التربة أو األرض من العناصر الجوهرية لمكونات البيئة البرية‪ ،‬فعليها تقوم الزراعة والحياة‬
‫اإلنسانية والحيوانية‪ .‬والتربة مورد طبيعي متجدد من موارد البيئة‪ ،‬وهي أحد المتطلبات األساسية‬
‫الالزمة للحياة على األرض تعادل في أهميتها أهمية الماء والهواء‪ ،‬ولكنها في الوقت نفسه معرضة‬
‫للتأثيرات التي هي من صنع اإلنسان‪ ،‬حيث أدت الزيادة السكانية السريعة في العالم‪ ،‬وما واكب ذلك‬
‫من الحاجة إلى المزيد من الغذاء والطاقة‪ ،‬إلى اإلسراف الشديد في استخدام األرض‪ ،‬وإلى اإلفراط‬
‫الهائل في استعمال كل ما من شأنه زيادة اإلنتاج الغذائي من أسمدة كيماوية ومبيدات حشرية وقد‬
‫نتج عن ذلك إجهاد التربة واستنزافها بصورة أدت إلى تدهورها وأضرت بقدرته ‪.‬‬

‫ثانيا البيئة المشيدة‬

‫وتتكون من البنية االساسية المادية التى شيدها االنسان ومن النظم االجتماعية والموئسسات‬
‫التى اقامها ومن ثم يمكن النظر الى البيئة المشيدة‪ ،‬استعمال االراضى للزراعة والمناطق‬
‫السكنيه والتنقيب عن الثروات الطبيعية والمناطق الصناعية والمراكز التجارية ‪.‬‬
‫مفهوم التربية‬
‫البيئية وأهدافها‬

‫كل نشاط تعليمى يتخذ من البيئة التى يعيش فيها الطفل معمال يمارس فيها نشاطه فى الكشف والريادة‬
‫والتجوال وتحصيل المعرفه من مصادرها االصلية وهو االمر الذى يساعد على تكوين االتجاهات‬
‫والمهارات والمدركات البيئية ‪.‬‬
‫أو التربية البيئية ‪:‬‬
‫هي عملية تعلم تهدف إلى زيادة معرفة الناس ووعيهم حول البيئة والتحديات المرتبطة بها وتسهم في‬
‫تطوير المهارات والخبرات الالزمة لمواجهة التحديات وتعزز المواقف والدوافع وااللتزامات على اتخاذ‬
‫قرارات مستنيرة واتخاذ إجراءات مسئولة‬
‫عرف مؤتمر تبليسي التربية البيئية عام ‪ 1977‬بأنها عملية إعادة توجيه وربط لمختلف فروع المعرفة‬
‫والخبرات التربوية بما ييسر اإلدراك المتكامل للمشكالت ويتيح القيام بأمال عقالنية للمشاركة في‬
‫مسئولية تجنب المشكالت البيئية واإلرتقاء بنوعية البيئة‪ .‬وأكد إعالن تبليسي على أن التربية البيئية‬
‫ترمي بشكل أساسي إلى تعريف األفراد والجماعات بطبيعة البيئة بشقيها الطبيعي والمشيد الناتجة من‬
‫تفاعل مكوناتها البيولوجية والطبيعية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية وكذلك إكتساب المعارف والقيم‬
‫و اإلتجاهات والمهارات التي تساعدهم على اإلسهام المسئول والفعال في بلورة حلول للمشكالت‬
‫اإلجتماعية وتدبير أمور نوعية الحياة في البيئة‪.‬‬
‫أهداف التربية‬
‫البيئية‬

‫‪ – 1‬الوعى ‪ :‬معاونة التالميذعلى اكتساب الوعى الحس المرهف بالبيئة بجميع‬


‫جوانبها وبالمشكالت المرتبطة بها ‪.‬‬
‫‪ -2‬المعرفة ‪ :‬اتاحة الفرصة للتالميذ الكتساب خبرات متنوعة والتزود بفهم اساسى‬
‫لها ومشكالتها المتعلقة بها ‪.‬‬
‫‪ -3‬المهارات ‪ :‬معاونة التالميذ على اكتساب المهارات لتحديد المشكالت البيئية‬
‫وحلها ‪.‬‬
‫‪ - 4‬االتجاهات والقيم ‪ :‬اكساب التالميذ مجموعة من االتجاهات والقيم ومشاعر‬
‫االهتمام بالبيئة وحوافز المشاركة االيجابية في حمايتها وتحسينها ‪.‬‬
‫‪ – 5‬المشاركة النشطة ‪ :‬اتاحة الفرصة للتالميذ للمشاركة على كافة المستويات‬
‫في العمل على حل المشكالت التي تعتبر مشكالت ملحة تتطلب اتخاذ اإلجراءات المناسبة‬
‫لها‪.‬‬
‫أساليب تحقيق اهداف التربية البيئية‬
‫فى مرحله ما قبل المدرسة‬

‫‪ - 1‬أن يكون اآلباء ومعلمات رياض األطفال قدوة في السلوك والتعامل الرشيد مع عناصر ومكونات البيئة‪ ،‬ومن‬
‫أمثلتها تجنب االستعمال السيئ للمياه‪ ،‬وخصوًص ا في مناطق صنابير المياه المخصصة للخدمة العامة‪ ،‬ومنع إهدار‬
‫المياه وترشيد استهالكها‪ ،‬كالتأكيد على إغالق الصنابير بعد استعمالها‪ ،‬وتنبيه األطفال إلى ذلك‬
‫والعناية بالطابع الجمالي للبيئة‪ ،‬مثل الهتمام بنظافة المنزل ودور الحضانة والحدائق والشوارع والطرقات؛ حتى تكون‬
‫مثاًال أمام األطفال‪،‬‬
‫وامتناع اآلباء عن التدخين في األماكن المغلقة وغيرها من الممارسات الخاطئة األخرى‪ .‬ويتطلب ذلك عقد لقاءات‬
‫دورية لآلباء ومعلمات رياض األطفال مع بعض القيادات التربوية؛ لمناقشة سلوكيات الكبار‪ ،‬والتي تنتقل إلى األطفال‬
‫عن طريق التقليد والمحاكاة‪ ،‬وتدارس سلوكيات األطفال والطرق المثلى لتعديلها‪ ،‬وعالج ما قد يشوبها من قصور أو‬
‫أخطاء تجاه البيئة‪،‬‬
‫فالتربية البيئية ليست قاصرة على األطفال فقط‪ ،‬وإنما ينبغي أن تبدأ أيًض ا بالكبار‪ ،‬خاصة وأنهم هم الذين يتخذون كل‬
‫القرارات الخاصة باإلنتاج واالستهالك واستغالل الموارد‪ ....‬الخ‪ ،‬وإهمال التربية البيئية للكبار معناه أن تظل‬
‫الممارسات البيئية الخاطئة هي السائدة؛ حتى يأتي جيل واٍع بأسلوب التعامل مع البيئة ‪ .‬وهذا الجيل ربما ال يأتي أيًض ا؛‬
‫نظًر ا ألنه يتلقى أساليب تنشئة خاطئة من الكبار‪.‬‬
‫‪ - 2‬توفير مواقف حقيقية تساعد األطفال على االنطالق في البيئة والحصول على المعلومات والحقائق من خالل‬
‫حب االستطالع والرغبة في الكشف واالرتياد‪ ،‬واالتصال المباشر وإدراك الظاهرات في إطارها الكامل ومواقعها‬
‫الطبيعية‪ ،‬والتي تجذب انتباه األطفال‪ ،‬وتؤثر في حياتهم وحياة أسرهم‪ ،‬وتتحكم في حاجاتهم الضرورية من مأكل‬
‫وملبس ومسكن ومواصالت وترفيه‪ .‬والمهم هو أن ينجح اآلباء ومعلمات رياض األطفال في إثارة اهتمام األطفال‬
‫بالبيئة ومشكالتها‪ ،‬فالطفل الذي يصبح واعًي ا بأهمية حماية األشجار وبجمال األزهار حتى تكون في بيئتها‬
‫الطبيعية لن يقدم على قطفها أو إتالفها‪ ،‬وهذا النوع من الحساسية البيئية يأتي من خالل التفاعل الحسي للطفل‬
‫مع البيئة‪.‬‬

‫‪ - 3‬استخدام أساليب غير تقليدية في غرس القيم واالتجاهات لدى الطفل تجاه البيئة بما يتناسب ومستوى‬
‫إدراكه‪ .‬ومن بين هذه األساليب التصوير الدرامي‪ ،‬خاصة لعب األدوار؛ لتقييم بعض األعمال التي يقوم بها الطفل‬
‫وما يواجهه من مشكالت في البيئة‪ ،‬واستخدام القصص ذات النهايات المفتوحة؛ لتنمية القيم البيئية ولغرس‬
‫السلوك البيئي الرشيد لديه‪ ،‬ويتم ذلك في صورة حوار مع الطفل‪ ،‬حتى يصل إلى نهاية القصة وتعُّر ف الدروس‬
‫المستفادة منها‪ ،‬وتشجيعه أو مكافآته عندما يعبر عن اتجاه مرغوب فيه‪ ،‬مما يؤدي إلى تأصيل االتجاهات‬
‫اإليجابية تجاه البيئة‪ .‬ومن أمثلة ذلك أن يضع الطفل القمامة في الموضع المخصص لها‪ ،‬وأن يرفع القمامة‬
‫الملقاة على األرض‪ ،‬وأن يغسل يديه قبل األكل‪ ،‬وأن يحرص على نظافة مالبسه وأدواته عند استعمال األلوان‪،‬‬
‫وأن يحترم زمالئه‪ ،‬ويحرص على أال يتحدث معهم بصوت مرتفع‪ ،‬وأن يشعر بالخطأ فيما يصدر عنه من‬
‫سلوكيات غير رشيدة تجاه البيئة‪.‬‬
‫‪ - 4‬المشاركة النشطة لألطفال في تجميل البيئة التي يعيشون فيها‪ ،‬مثل زراعة النباتات‬
‫والزهور‪ ،‬سواء في المنزل أو دور الحضانة‪ ،‬وزراعة األشجار في الشارع؛‬
‫مما يؤدي إلى شعورهم بملكية ما شاركوا في زراعته أو ريه بالماء أو العناية به‪ ،‬وبأنهم جزء‬
‫من البيئة المحلية؛ مما يؤكد على انتمائهم إليها‪ ،‬ويشجعهم على المشاركة الفعالة في مناقشة‬
‫مشكالت البيئة‪ ،‬وعلى اآلباء ومعلمات رياض األطفال توعية األطفال – أثناء العطالت – في‬
‫األماكن التي يتجمعون فيها بأهمية المحافظة على جمال ونظافة البيئة من حولهم‪ ،‬واالستمتاع‬
‫بالزهور والنباتات‪ ،‬بدًال من العدوان عليها وإتالفها‪ ،‬والمشاركة في جميع ما قد يوجد بها من‬
‫األوراق والعلب واألكياس الفارغة التي تشوه جمال المكان‪ ،‬ووضعها في السالل المخصصة‬
‫للقمامة‪ ،‬ولفت نظر األطفال للمقارنة بين جمال المكان قبل وبعد تنظيفه‪ ،‬وتخصيص أسبوع‬
‫للبيئة يساهم فيه األطفال بأنشطة بيئية مختلفة‪ ،‬مثل جمع المعلومات البيئية عن طريق‬
‫المشاهدة والخروج منها بتعميمات ومبادئ عامة تتعلق بنظافة البيئة وحمايتها من التلوث‪.‬‬

‫‪ - 5‬صياغة دروس وبرامج بيئية مناسبة لألطفال مستمدة من‬


‫بيئاتهم وخبراتهم‪ ،‬وتشتمل جوانب التعلم الثالثة‪ :‬المعرفة –‬
‫المهارات – االتجاهات وتقوم على فكرة أن البيئة نعمة من هللا‬
‫وإفسادها يتعارض مع شكر هللا على نعمه‪ ،‬وأن يراعى في هذه‬
‫الدروس والبرامج مستوى نضج األطفال‪ ،‬وكذلك اللغة واألسلوب‬
‫الذي تقدم بهما‪ ،‬مع االستعانة بالصور واألفالم والرسوم الثابتة‬
‫والمتحركة واألشكال التوضيحية التي تركز على السلوك البيئي‬
‫الرشيد‪ ،‬وتدعو إلى نبذ السلوكيات الخاطئة في التعامل مع‬
‫البيئة‪.‬‬
‫انتهت‬
‫المحاضرة‬

‫والسالم عليكم‬
‫ورحمة هللا‬
‫وبركاته‬

You might also like