You are on page 1of 176

‫الجمهوريـــــــــة الجزائريـــــــــة الديمقراطيـــــــة الشعبيــــــة‬

‫وزارة التعليــــــم العالـــــــي و البحـــث العلمــــي‬


‫جامعــــــــــــة وهـــــــــــران – السانيــــــــــــا‬
‫كليـــــــــــــــة الحقـــــــــــــــــوق‬

‫دعوى المسؤولية ضد الناقل البحري‬

‫مذكــرة ماجستيـــر فـي قانــون االعمـــال‬

‫تحت اشراف االستاذ‪:‬‬ ‫من اعداد الطالب‪:‬‬


‫ذ‪ .‬حبار محمد (االبن)‬ ‫سحولي صالح الدين‬

‫لجنة المناقشة مشكلة من االساتذة‪:‬‬

‫رئيسا‬ ‫جامعة وهران‬ ‫أستاذة التعليم العالي‬ ‫ذ‪ .‬زناقي دليلة‬


‫مقررا‬ ‫جامعة وهران‬ ‫ذ‪ .‬حبار محمد (االبن) أستاذ التعليم العالـي‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة وهران‬ ‫أستاذة محاضــرة‬ ‫ذ‪ .‬بوخاتمي فاطمة‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة وهران‬ ‫أستاذ مكلف بالتدريس‬ ‫ذ‪ .‬داودي إبراهيم‬

‫السنة الدراسية ‪6002 - 6002 :‬‬

‫‪1‬‬
‫قائمـــة اإلختصـــارات‬

‫‪ – 1‬باللغة العربيـــة ‪:‬‬

‫‪ -‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬ج ‪ :‬قانون اإلجراءات المدنية الجزائري ‪.‬‬

‫‪ -‬ق‪.‬م‪.‬ج ‪ :‬القانون المدني الجزائري ‪.‬‬

‫‪ -‬ق‪.‬ب‪.‬ج ‪ :‬القانون البحري الجزائري ‪.‬‬

‫‪ -‬ق‪.‬ت‪.‬ج ‪ :‬القانون التجاري الجزائري ‪.‬‬

‫‪ -‬غ‪.‬ت‪.‬ب ‪ :‬الغرفة التجارية و البحرية‪.‬‬

‫‪ – 6‬باللغة األجنبيــة ‪:‬‬


‫‪2‬‬
- Ass.plén : Assemblée plénière de la cour de cassation

- B.T : Bulletin des transports

- B.T.L : Bulletin des transports et de la logistique

- Cass : Cassation

- C.J.C.E : Cour de justice des communantés européennes

- D.M.F : Droit Maritine Français

- I.M.T.M : Institut méditerranéen des transports Maritimes

- RID.Com : Revue intrernationalle de droit comparé

- R.T.D.Com : Revue Trimestrielle de droit commercial

‫المقدمـــة‬

3
‫ظهـــرت مهنــة النــاقلين منــذ القــدم‪،‬وتطورت مــت تطــور المؤسســات التجاريــة التــي‬
‫أصبحت تملك فروعا في مختلف البلدان و هو األمر الذي أدى إلى نشأة تيـار منـتظم لنقـ‬
‫البضائت عبر البحر بواسطة أشخاص محترفين في هذا الميدان ‪.‬‬

‫وقد أدى تطور هذه المهنة إلى ظهور خدمات فرعيـة للنقـ م ـ الشـحن والت ريـ ‪،‬‬
‫كان الناق هو الذي يلزم بالقيام بها بإحترامه لقواعد معنية‪.‬‬

‫وقد ازدادت أهمية النقـ البحـري مـت تطـور حركـة المالحـة البحريـة‪،‬ومت التطـور‬
‫الهائ للسـ ن التـي إرت ـت حجمهـا و إزديـاد درجـة اسـتيعابها للبضائت‪،‬فضـال عـن تزويـدها‬
‫بأحدث األجهزة ‪ ،‬و هو ما أدى إلى إنخ اض المخاطر البحرية‪.‬‬

‫ورغم ك هذا التطور الحاص سواء على مسـتوى السـ ن الناقلـة أو علـى مسـتوى‬
‫وســائ الشــحن والت ري ـ ‪ ،‬فــإن حجــم المنازعــات الناجمــة عــن عقــد النق ـ البحــري ال زا‬
‫يشــك الحيــز األكبــر للمنازعــات البحريــة‪ ،‬وهــو أمــر طبيعــي بــالنظر إلــى الحجــم الكبيــر‬
‫للمبادالت التجارية بين مختلف الدو ‪.‬‬

‫و قد صاحب هذا التطور في مجـا النقـ البحـري اهتمـام تشـريعي وطنـي ودولـي‬
‫لتوحيد وتنظيـم القواعد المتعلقـة بالنقـ البحـري عمومـا‪ .‬فنجـد معاهـدة بروكسـ المؤرخـة‬
‫في ‪ 62‬أوت ‪ 1261‬المتعلقة بتوحيد القواعد المتعلقة بسندات الشحن ‪ .‬ذلك أن أسـاس هـذه‬
‫المعاهدة هو قواعد الهاي التي أقرها المؤتمر الدولي الـذي عقـد فـي الهـاي فـي ال تـرة مـا‬
‫بين ‪ 11‬أوت و‪ 1‬سبتمبر ‪.1261‬‬

‫و هــي المعاهــدة التــي صادقـــت عليهــا الجزائــر فــي ســنة ‪ .)1(1221‬كمــا أن هــذه‬
‫المعاهدة تم تعديلها مرتين برتوكو ‪ 1221‬وبرتوكو ‪ ،1222‬و أنـه ال تـرتبط بـالبرتوكو‬

‫‪4‬‬
‫سوى الدو التي صادقت أو انضمت إليها‪،‬علما أن االنضمام إلـى البرتوكـو يرتـب ن ـس‬
‫األ ــر المترتــب علــى االنضــمام للمعاهــدة وذلــك بالنســبة للــدو التــي لــم تنضــم لمعاهــدة‬
‫بروكس ـ لعــام ‪.1261‬و أنــه بــالرغم مــن أن التعــديالت التــي أتــى بهــا البرتوكــوالن فــإن‬
‫الجزائر لم تصادق على أي منهما‪.‬‬
‫كمــــــا اهتمـــــت لجنــــة األمــــم المتحـــــدة الخاصـــــة بقــــانون التجـــــــارة الدوليــــــة‬
‫(‪ ) UNICITRAL‬بهذا المجا التـي عنيـت بدراسـة القواعـد التـي تحكـم مسـؤولية النـاقلين‪.‬‬
‫والتــي تــوج مجهودهــا بإنجــاز معاهــدة بتــاري ‪ 11‬مــارس ‪ 1221‬والتــي أطلــق عليهــا‪":‬‬
‫معاهـدة األمم المتحدة لنق البضـائت عبـر البحـر" و التـي تعـرف أيضـا تحـت إسـم معاهـدة‬
‫هامبورغ ‪.‬‬
‫كمـــا أن التشــريت البحــري الجزائــري كــان محــ تعــدي ‪ ،‬فبعــد إصــدار القــانون‬
‫البحــري الجزائــري عــام ‪ 1222‬بــاألمر رقــم ‪ ، )2(10-22‬فإنــه تــم تعديلــه وتميمــه بموجــب‬
‫القانون رقم ‪ ، )3( 02-21‬لتـدارك النقـائص واالنتقـادات التـي وجهـت للقـانون البحـري فـي‬
‫صـياغته األصــلية ‪ ،‬ومواكبـة اللتحــوالت االقتصــادية التـي عرفتهــا الجزائـر‪ ،‬و التــي تلتهــا‬
‫العديد من المراسيم والقوانين التي تناولت بالتنظيم مختلف األنشطة البحرية‪.‬‬
‫ولم تحظ دعوى المسؤولية المقامة ضد الناق البحري للبضائت باإلهتمام الكـافي إذ‬
‫أنها نادرا ما تكـون موضـوعا لدراسـة متخصصـة و عـادة مـا يـتم التعـرض لهـا فـي إطـار‬
‫النظرية العامة لمسؤولية الناق البحري‪.‬‬

‫‪ -1‬المرسوم ‪ ، 11-46‬المؤرخ في ‪ 2‬مارس ‪ ، 1646‬الجريدة الرسمية العدد ‪22.‬‬


‫‪ - 2‬األمر ‪ ، 28-14‬المؤرخ في ‪ 23‬أكتوبر ‪ ، 1614‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 26‬لسنة ‪1611.‬‬
‫‪ - 3‬قانون رقم ‪ 80-62‬المؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪ ،1662‬الجريدة الرسمية العدد‪.61‬‬

‫و يقصد بالدعوى القضائية بمعناها التقليدي السلطة المخولـة للشـخص للتوجـه إلـى‬
‫القضاء ليحص علـى حمايـة حقوقـه طبقـا ألحكـام القـانون‪ .‬و بـذلك فإنـه يقصـد بهـا سـلطة‬
‫الحصــو علــى حمايــة مــن طــرف جهــاز القضــاء الــذي يطلــب منــه إمــا االعتــراف بحــق‬

‫‪5‬‬
‫متنازع فيه وإما الحكم له بطلباته في مواجهة خصـمه وإمـا القيـام بإتخـاذ إجـراءات التن يـذ‬
‫أو تدابير تح ظية أو وقتية(‪.)1‬‬

‫ويتحــــدد طرفــــا دعــــوى المســــؤولية بالمــــدعي والمــــدعى عليــــه‪ ،‬و المقصــــود بالمــــدعي‬
‫هو الشخص الذي أصابه الضرر سواء من جراء إصابة البضائت ن سها بالهالك أو التلف‪،‬‬
‫أوإذا لحقه ضرر تجاري نتيجة تأخر الناق في تسليم البضائت في الميعاد المت ق عليـه‪.‬أمـا‬
‫المدعى عليه فيقصد به الناق سواء أكان محددا بالناق المتعاقد أو بالناق ال علي إذا تعلـق‬
‫األمر بنق متتابت أو بالناق األو أو بالناقلين المتعاقبين إذا كان النقـ بسـند شـحن مباشـر‬
‫أو بو يقة نقـ مباشرة‪.‬كماأنه يجـوز إقامـة الـدعوى ضـد الربـان بصـ ته وكـيال عـن الناقـ‬
‫ويصح أيضا إقامتها ضد وكي الس ينة بص ته وكيال للناق ‪.‬‬

‫ويعتبر الناق البحري للبضائت طرفا رئيسيا في عقد النقـ البحـري‪ ،‬فهـو الطـرف‬
‫المتعاقد ومسئوليته تكيف على أنها مسؤولية تعاقدية تجد مصدرها فـي عقـد النقـ ‪ .‬فالناقـ‬
‫يلتزم بإيصا البضـاعة المشـحونة مـن مينـاء الشـحن إلـى مينـاء الوصـو ‪ ،‬فـإذا أخـ بهـذا‬
‫االلتزام فإن ذلك يقوم دليال على خطئه التعاقدي‪،‬ويرتب المسـؤولية العقديـة فـي جانبـه وال‬
‫يع يه منها سوى إ باته للسـبب األجنبـي‪،‬أي أن الخطـأ هنـا هـو خطـأ م تـرض‪ .‬ولـذلك فإنـه‬
‫سيتم في إطار هذا البحث التعرض لموضوع الدعوى في دعوى المسؤولية التعاقدية ضـد‬
‫الناقــ البحــري واســتبعاد مســؤوليته التقصــيرية تماشــيا مــت مــا هــو معتمــد قانونــامن أن‬
‫المسؤولية التعاقدية تعتبر جزاء على اإلخال بلتزام يجد مصدره في العقد‪،‬‬

‫‪ – 1‬د‪ /‬محمد اإلبراهيمي ‪ ،‬الوجيز في اإلجراءات المدنية ‪ ،‬الجزء األو ‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية‬
‫‪ ،‬الجزائر ‪ 2882 ،‬ص‪.16‬‬
‫و أن المسؤلية التقصيرية تجد مصـدرها فـي القـانون‪،‬وأن اإللتزامـات التـي يقرهـا‬
‫القانون تبقى غير محددة و ال يمكن حصرها ويعتمد في تحديدها على معيار عام هو عـدم‬
‫اإلضرار بالغير أواإلخال بواجب إتخاذ الحيطة ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وإن الغاية من التعرض لـدعوى المسـؤولية ضـد الناقـ البحـري هـو معالجـة بعـض‬
‫القانونيــة التــي تطــرح بمناســبة تن يــذ عقــد النق ـ البحــري للبضــائت علــى ضــوء‬ ‫المســائ‬
‫القــانون البحــري الجزائــري مقارنــة بــالقوانين البحريــة األخــرى وخاصــة منهــا القــانونين‬
‫ال رنســي والمصــري‪ ،‬مــت مراعــاة مــا تــم الــنص عليهــا فــي االت اقيــات الدوليــة بشــأن هــذا‬
‫الموضــوع وخاصــة معاهــدتي بروكس ـ لعــام ‪ 1261‬و هــامبورغ لعــام ‪ . 1221‬وعليــه لــن‬
‫أتعرض فــي إطارهـذا البحث لدعوى المسـؤولية المقامـة ضـد الناقـ البحـري للمسـافرين‬
‫‪.‬و سأحاو من خاللـه معالجـة أهـم اإلشـكاالت التـي تطـرح فـي هـذا المجـا والتـي تتم ـ‬
‫فيمايلي ‪:‬‬
‫مــا هــي شــروط رفــت دعــوى المســؤولية ضــد الناق ـ البحــري ‪ ،‬أي البحــث فيمــا إذا كانــت‬
‫لدعوى المسؤولية ضد الناق البحري شروط تختلف عـن الشـروط المطلوبـة فـي الـدعوى‬
‫هذه الشروط الخاصة فما هو األ ر المترتب عنها؟‬ ‫العادية‪،‬وإن وجدت م‬
‫و كيف يتـم التوص إلى تحميـ الناقـ مسؤوليـة الضرر الالحق بالبضاعة؟‬
‫وسأحاو اإلجابة على هذين التساؤلين من خال ال صلين التاليين‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط رفت دعوى المسؤولية العقدية ضد الناق البحري للبضائت‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬فض المنازعات الناجمة عن عقد النق البحري للبضائت‪.‬‬
‫وسأعالج في ال ص األو الشروط المتطلبة لرفـت دعـوى المسـؤولية العقديـة ضـد‬
‫الناق البحري‪ ،‬وهي الشـروط العامـة الواجـب توافرهـا فـي أيـة دعـوى قضـائية مـن صـ ة‬
‫وأهلية ومصلحة وسأقتصر في هذا البحث على شرط ص ة التقاضـي ألنـه ي يرالك يـر مـن‬
‫التسـاؤالت إذ يتعــين تحديــد صــاحب الحـق فــي الــدعوى وبيــان مـا إذا كــان ذلــك مقصــورا‬
‫على أطراف العقد أم أنه يمتد ليشـم أشخاصـا لـم يحـدث أن شـاركو فـي إبـرام عقـد النقـ‬
‫البحري‪.‬‬
‫كما أنـه يبقـى أحيانـا مـن الصـعب تحديـد صـ ة المـدعى عليـه لصـعوبة تحديـد هويتـه‪،‬‬
‫ومن تم تحديد الشخص المسؤو بسبب التداخ الذي قـد يحصـ بينـه وبـين لمتـدخلين فـي‬
‫عملية النق البحري‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وعليه سيكون محور المبحث األو من هذا ال صـ ‪:‬صـ ة التقاضـي سـواء فـي جانـب‬
‫المدعي أوفي جانب المدعى عليه وسأحاو من خـال هـذا المبحـث اإلجابـة علـى األسـئلة‬
‫التاليــة‪:‬‬
‫من هو الشخص المؤه لرفت الدعوى وضد من يتم رفعها ؟‬
‫وما هو المركز القانوني للمرس إليه في عقد النق البحري؟ وماهو األساس القانوني‬
‫لرفت دعوى المسؤولية العقدية ؟‬

‫وبعد دراسة شرط ص ة التقاضي أعالج في المبحث ال ـاني مـن ال صـ األو إلـى مـاتتم‬
‫تســميته بالشــروط الخاصــة لرفــت دعــوى المســؤولية ضــد الناق ـ البحــري‪ ،‬وذلــك بالقيــام‬
‫بتحديدها م بيان األ ر المترتب على تخل ها ؟‬
‫أما ال ص ال اني فيخص الكي يات التي يتم بها ح المنازعات الناجمة عن عقـد النقـ‬
‫البحري متى تم ذلك بواسطة سند الشحن‪،‬بدءا بتحديد الجهة التـي يـتم أمامهـا عـرض هـذا‬
‫النزاع والتي قد تتحدد بجهة قضائية أو بهيأة تحكيم مراعاة لكون هذا األخير الـذي أصـبح‬
‫يحت مكانة هامة ل ض منازعـات النق البحري لما يتمتت به المحكمون من درايـة وخبـرة‬
‫وتخصص في مجا التجارة الدولية والبحرية‪.‬‬
‫وحــين التعــرض لحالــة عــرض النــزاع أمــام جهــة قضــائية‪ ،‬أكت ــي بتحديــد المحكمــة‬
‫المختصة بال ص في الدعوى مت اإلقتصار على محاكم أو درجة‪.‬‬
‫وبعــد تحديــد الجهــة المختصــة بال صــ فــي النــزاع‪,‬فإنــه يتعــين التعــرض لا ــار‬
‫المترتبة على قيام المسؤولية العقدية وهو ما سأتعرض في المبحث ال اني والـذي سـأتناو‬
‫فيه بالبحث ماإذا كان حساب التعويض المستحق للمتضـرر يخضـت لتقـدير خـاص يختلـف‬
‫عن كي ية احتساب التعويض في الدعوى العادية‪.‬‬

‫الفصـــل األول‬
‫شروط رفع دعوى المسؤولية العقدية ضد الناقل‬

‫‪8‬‬
‫حصر المشرع الجزائري في المادة ‪ 459‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬ج شروط قبو الدعوى في الص ة‬
‫واألهلية والمصلحة(‪ .)1‬وأستبعد الشرطين األخيرين في إطار هذه الدراسة إذ يك ي‬
‫الرجوع بشأنهما إلى القواعد العامة‪ .‬وأكت ي بتحلي الص ة في الدعوى (المبحث األو )‪.‬‬
‫كما أن المشرع تطلب إضافة إلى ذلك مراعاة شروطا خاصة قب رفت دعوى‬
‫المسؤولية ضد الناق البحري‪ ،‬وهي احترام ميعاد إبداء االحتجاجات ورفت الدعوى‬
‫خال أج معين (المبحث ال اني)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬صفة التقاضي‬


‫يتحدد الحق برفت دعوى المسؤولية العقدية ضد الناق البحري بالشخص الدي له‬
‫صلة بالعقد موضوع النزاع و هو الطرف الدائن (المطلب االو )‪ .‬وترفت هذه الدعوى‬
‫ضد المدين بااللتزام الم مت هنا في الناق البحري للبضائت تجنبا لرفت دعاوي افتراضية‬
‫ولما قد ينجر عنها من ضياع للوقت وللما (المطلب ال اني)‪.‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬صفة المدعي‬
‫البحري بصاحب الحق في‬ ‫و يتحددالمدعي في دعوى المسؤولية ضد الناق‬
‫البضاعة الذي لحقه ضرر بسبب هالكها أو لتل ها أو للتأخير في تسليمها له‪.‬و بذلك فان‬
‫هذه الدعوى قد يتحدد بالحائزالشرعي لسند الشحن (ال رع‬ ‫صاحب الحق في رفت م‬
‫األو ) أوبالشاحن (ال رع ال اني)‪.‬‬
‫الفـرع األول‪ :‬الحامل الشرعي لسند الشحن‬
‫بقصد تحقيق الحماية الكافية لسند الشحن‪ ،‬فان المشرع منح لحامله الحق في رفت‬
‫الحام الشرعي لسند الشحن بالمرس إليه‪ ،‬إال أن أشخاصا‬ ‫دعواه ضد الناق ‪ ،‬ويتم‬
‫آخرين قد يحلون محله في رفت الدعوى‪.‬‬

‫‪ - 1‬يقصد باألهلية أن يكون رافت الدعوى أهال لتصرف أي أن تكون له أهلية األداء الكاملة بينما بقصد بالمصلحة‬
‫ال ائدة العملية الت ي يراد تحقيقها بااللتجاء إلى القضاء فالمصلحة هي أساس الدعوى حيث ال توجد مصلحة ال توجد‬
‫دعوى‪ .‬أما الص ة فهي أن يكون رافت الدعوى هو صاحب الحق المدعي به أو مم له القانوني‪ -‬د‪/‬زهدور محمد‪،‬‬
‫محاضرات في قانون المرافعات‪ ،‬السنة ال ال ة حقوق‪ ،‬غير منشورة‪.1666 ،‬‬

‫‪9‬‬
‫أوال‪ -‬المرسل إليه الشرعـــي‬
‫من المقرر قانونا أن العقد شريعة المتعاقدين (المادة ‪ 106‬ق‪.‬م‪.‬ج) فإذا ما ابرم‬
‫العقد مستوفيا لك أركانه و شروط صحته انصرفت آ اره إلى المتعاقدين دون أن تمتد‬
‫إلى غيرهما‪ ،‬وهو ما يسمى بمبدأ نسبية آ ار العقود‪ .‬فعقد النق يبرم أساسا بين الناق‬
‫والشاحن‪،‬غير أنه قد يظهر طرف آخر يصبح مرتبطا بالعقد هو المرس إليه‪ .‬فإذا ما‬
‫اتحدت ص ة هذا األخير مت الشاحن فالإشكا ‪ ،‬أما إذا كان المرس إليه محددا بغير‬
‫الشاحن فيطرح التساؤ حو مركزه القانوني في عقد النق أي تحديد ما إذا كان يعتبر‬
‫طرفا في عقد النق البحري أم أنه يعتبر من الغير؟ وما إذا كان حق التقاضي هنا يتقرر‬
‫للمرس إليه أيضا في مواجهة الناق البحري؟‬
‫أ‪ -‬تحديد المركز القانوني للمرسل إليه من عقد النقل البحري‬
‫إن التساؤ حو السند القانوني لمركز المرس إليه في عقد النق البحري اليعتبر‬
‫مجرد تساؤ نظري‪ ،‬ذلك أن عقد النق البحري يبقى حجة بين أطرافه وال يجوز للناق‬
‫أو الشاحن إ بات عكس ما ورد به إال بالكتابة أو ما يقوم مقامها كاإلقرار‪ .‬أما بالنسبة‬
‫للغير فيجوز إ بات عكس ماورد بسند الشحن بكافة طرق اإل بات‪ ،‬وبمعنى آخر فإن‬
‫البيانات الواردة في سند الشحن لها حجية مطلقة في اإل بات لصالح الغير الذي من‬
‫مصلحته التمسك بها‪ ،‬في حين ال يمكن لألطراف إ بات عكس هذه البيانات عن طريق‬
‫أوراق أو مستندات أخرى كخطابات الضمان فهي ال تسري في مواجهة الغير حسن‬
‫النية‪ .‬وبالتالي إذا اعتبرنا المرس إليه طرفا في هذا العقد فإنه لن يكون بإمكان الناق أن‬
‫يتمسك في مواجهته بغير ماهو وارد في سند الشحن من شروط وبيانات خاصة بحالة‬
‫البضاعة‪ ،‬أما إذا تحدد مركزه على أنه من قبي الغير فإن بمقدوره أن يتمسك بكافة‬
‫البيان ات الواردة بسند الشحن ضد الناق دون استطاعة هذا األخير إ بات عكسها في‬
‫مواجهته إال وفقا ل لشروط المتطلبة لن اذ التصرفات القانونية في مواجهة الغير ومن ذلك‬
‫شرط العلم(‪.)1‬‬

‫‪10‬‬
‫‪-1‬التأصيل الفقهي لمركز المرسل اليه‬
‫تعددت النظريات واآلراء حو المركز الذي يتمتت به المرس إليه‪ ،‬غير أن جلها باء‬
‫بال ش ‪ .‬وتتحدد هذه النظريات تباعا فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬نظرية االشتراط لمصلحة الغير‪:‬‬


‫يرى البعض أن هذه النظرية تشك است ناء على مبدأ نسبية أ ر العقود وإن كانت‬
‫هناك اتجاهات فقهية حدي ة ال ترى في ذلك أي است ناء‪ ،‬وسنده في ذلك أنه تتوافر في‬
‫المنت ت نية االلتزام بالعقد المبرم مت توافر شرط المصلحة‪ ،‬وذلك يجع المنت ت بم ابة‬
‫الطرف في العالقة العقدية األصلية وبالتالي فال است ناء (‪.)2‬‬

‫ولقد اعتنق اتجاه فقهي فكرة االشتراط لمصلحة الغير كأساس قانوني لمركز‬
‫المرس إليه عندما قرر أنه يترتب على هذا االشتراط أن يكسب المرس إليه حقا مباشر‬
‫قب الناق المتعهد بتن يذ االشتراط(‪ .)3‬ذلك أن الشاحن وقت إبرامه عقد النق يشترط‬
‫إليه فيكتسب هذا األخير بهذا االشتراط الحق في تسلم البضاعة‪،‬‬ ‫لمصلحة المرس‬
‫ويتحقق قبوله بالطبت عندما يتقدم الستالم هذه البضاعة ومن ناحية أخرى فإن قبو هذا‬
‫االشتراط من جانب المرس إليه ي ترض قبوله تن يذ االلتزامات المرتبطة بهذا االشتراط‬
‫كااللتزام بدفت أجرة النق وااللتزام بالشروط الواردة بسندالشحن(‪.)4‬‬

‫تعرضت هذه النظرية النتقادات ك يرة يمكن إيجازها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ – 1‬د‪/‬ع باس مصط ى المصري ‪ ،‬المركز القانوني للمرس إليه في عقد النقد البحري ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للشنر‬
‫اإلسكندرية ‪، 2882 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -2‬دة‪ /‬نبيلة أرسالن‪ ،‬النظرية العامة للعالقات ال ال ية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫طنطا‪،‬مصر‪،1624،‬ص‪ 281‬المشار إليه في مرجت عباس مصط ى المصري ‪ ،‬المرجت السابق‪،‬ص‪.63‬‬
‫‪ – 3‬د‪ /‬عدلي أمير خالد‪ ،‬أحكام دعوى مسؤولية الناق البحري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪، 2888 ،‬‬
‫ص‪.16‬‬
‫‪ – 6‬د‪/‬عباس مصط ى المصري‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪.66‬‬

‫‪11‬‬
‫إن النظام القانوني لإلشتراط لمصلحة الغير يترتب عليه اكتساب الغير لحق دون إمكان‬
‫تحميله أي التزام‪ ،‬وإال نكون قد خرجنا عن النطاق المقرر لهذا النظام‪ ،‬و عليه فإن‬
‫االعتماد على هذه النظرية ال يمكن أن ي سر التزام المرس إليه(‪.)1‬‬

‫إليه (المنت ت)‬ ‫المرس‬ ‫(المتعهد) أن يتمسك قب‬ ‫بمقتضى هذه النظرية يمكن للناق‬
‫بالدفوع التي يمكن أن تنشأ عن هذا العقد‪ .‬ومعنىذلك إذا صدر سند الشحن مستندا إلى‬
‫مشارطة اإليجار فإنه يمكن االحتجاج قب حام سند الشحن بالشروط الواردة بالمشارطة‬
‫حتى ولو لم يكن هذا السند قد تضمنها أو أشار إليها‪ ،‬كما يمكن للناق أن يحتج قب‬
‫المرس إليه بخطابات الضمان التي يتم تحريرها بينه وبين الشاحن من أج الحصو‬
‫على سند شحن نظيف‪ .‬وهذا يخالف بالتأكيد القاعدة المقررة في األوراق التجارية عموما‬
‫والتي امتدت إلى سند الشحن والخاصة بعدم إمكان االحتجاج بالدفوع في مواجهة الحام‬
‫حسن النية‪ ،‬توصال إلى تزويد سند الشحن بقيمة ائتمانية تسمح بتداوله والحصو‬
‫بمقتضاه على االئتمان بسهولة ويسر‪ .‬إذ ال يتصور أن يقوم سند الشحن بهذه الوظي ة في‬
‫وجود قاعدة االحتجاج بالدفوع في مواجهة المرس إليه حام هذا السند(‪.)6‬‬

‫يتبين من اإلنتقادات المقدمة أن فكرة االشتراط لمصلحة الغير عجزت في أن تكون سندا‬
‫قانونيا لتبرير الرجوع المباشر للمرس إليه على الناق ‪ ،‬مما يستلزم البحث عن أساس‬
‫هذه العالقة‪.‬‬ ‫آخر لم‬

‫‪ – 1‬دة‪ /‬سوزان على حسن ‪ ،‬عقد نق البضائت بالحاويات ‪ ،‬دار منشآة المعارف باألسكندرية ‪ ، 2886 ،‬ص ‪. 23‬‬
‫‪ –2‬د‪ /‬عباس مصط ى المصري ‪ ،‬المرجت السابق ‪ ،‬ص ‪.23‬‬

‫ـ نظرية النيابة الناقصـة‪:‬‬


‫اعتنق ال قيه ريبار (‪ )Ripert‬هذه النظرية لتبرير التزام المرس إليه بدفت أجرة النق‬
‫وتتلخص هذه ال كرة في أن من يتعاقد بإذن ولحساب الغير يعتبر نائبا عنه فتنصرف آ ار‬

‫‪12‬‬
‫العقد إلى الغير باعتباره األصي ويظ النائب مسؤوال عن تن يذ التزاماته الواردة بالعقد‬
‫شأنه شأن األصي ‪ ،‬وعليه فإن الشاحن في تعاقده مت الناق يعتبر نائبا عن المرس إليه‬
‫غيرأن نيابته تبقى ناقصة و يظ بموجبها ملتزما بالوفاء بأجرة النق شأنه شأن الموك‬
‫الذي تنصرف إليه آ ار العقد الذي أبرمه الوكي وفقا ألحكام النيابة (‪.)1‬‬

‫تقوم هذه النظرية على وجود وكالة ضمنية بين الغير وأحد أطراف العالقة العقدية‬
‫األصلية‪ ،‬بحيث أن طبيعة النظام الذي ينطبق على عالقات الغير المتعاقدين يتغير في‬
‫هذه الحالة ليصبح تعاقديا‪ ،‬وهي صيغة من صي إيجاد عالقات مباشرة بين الغير‬
‫والمتعاقدين تتميز باحترام مبدأ عدم الجمت بين المسئوليتين العقدية والتقصيرية‪ ،‬فليس‬
‫(‪)6‬‬
‫للمتعاقد أن يخرج من عالقته التعاقدية لكي يختار نظام المسؤولية التقصيرية ‪.‬‬
‫وهذا معناه أن الشاحن حين تعاقده مع الناقل يتصرف بصفته نائبا عن المرسل إليه‪ ،‬وهذه‬
‫النيابة نيابة ناقصة‪ ،‬يبقى فيها الشاحن طرفا في عقد النقل في الوقت الذي يكون فيه‬
‫المرسل إليه طرفا في ذات العقد وفقا ألحكام النيابة التي تقضي بانصراف أثار العقد إلى‬
‫الطرف األصيل (‪.)1‬‬
‫لم تسلم هذه النظرية من النقد كونها تقوم على نية افتراضية فهي تجع من المرس إليه‬
‫طرفا في ع قد النق ‪ ،‬رغم أن الشاحن حين تعاقده مت الناق لم تتجه نيته إطالقا إلى أن‬
‫تكون له ص ة مزدوجة ص تـه كأصي وص ته كنائب عن المرس إليه وجعله طرفا في‬
‫العقد‪.‬‬

‫‪1 – G.Ripert , droit Maritime , Tome 2 Paris 1952, n° 1662, p548 .‬‬
‫‪ – 2‬د‪ /‬عباس مصط ى المصري ‪ ،‬المرجت السابق ‪ ،‬ص ‪. 66‬‬
‫‪ – 3‬دة‪ /‬سوزان علي حسن ‪ ،‬المرجت السابق ‪ ،‬ص ‪. 23‬‬

‫ف األخذ بهذه النظرية يؤدي إلى عدم إمكانية تغيير المست يد من سند الشحن باعتبار‬
‫أن الحقوق و االلتزامات التي يتضمنها هذا السند ال تخص إال شخصا محددا أال وهو‬
‫األصي ‪ ،‬وهو يتعارض مت ما هو مقرر من إمكانية تداو سند الشحن‪ ،‬وانتقاله بين أك ر‬
‫من مست يد‪ ،‬مما يصعب معه افتراض نيابة الشاحن عن الحام الذي يتقدم للربان والذي‬

‫‪13‬‬
‫يكون في الغالب شخصا آخر غير المرس إليه الذي كان الشاحن قد تعاقد لحسابه عند‬
‫إبرام عقد النق (‪.)1‬‬

‫‪ -‬المرسل إليه يستمد مركزه من سند الشحن ذاتـه ‪:‬‬


‫لسند الشحن دور كبير في مجا التجارة البحرية ولقد تطور من مجرد إيصا‬
‫استالم البضاعة إلى أداة إل بات عقد النق وإ بات شروطه إلى أن أصبح أخيرا‬ ‫يم‬
‫البضاعة المشحونة ويتم تداولها بتداوله وبذلك يبقى بإمكان حامله بيت أو رهن هذه‬ ‫يم‬
‫البضاعة (‪ .)6‬ويرى ال قيه روديار (‪ )Rodière‬أن لسند الشحن وجهان وجه عيني‬
‫البضاعة‬ ‫يم‬ ‫(‪ )Aspect réel‬ووجه شخصي (‪ )Aspect personnel‬فاألو‬
‫المشحونة وال اني يتيح لمن يحوزه الحق في المطالبة باستالم البضاعة(‪.)1‬‬
‫ويترتب على هذه النظرية النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إن المرس إليه حسن النية يخوله سند شحن حقا خاصا‪ ،‬ال يتأ ر بالعالقات التي بين‬
‫الناق والشاحن‪ ،‬وعليه فإن الناق ال يستطيت أن يحتج قب المرس إليه بالدفوع التي‬
‫يمكن أن يحتج بها في مواجهة الشاحن‪.‬‬
‫‪ -‬يلتزم المرس إليه بالشروط الواردة في سند الشحن ويدفت أجرة النق إن لم يكن قد‬
‫دفعها الشاحن‪ ،‬كما يلتزم بالشروط التي أحا إليها سند الشحن في مستندات أخرى‪،‬‬
‫فالسند يشك وحدة ال تتجزأ‪ ،‬وإذا امتنت المرس إليه عن تسلم البضاعـة فإن الناقـ‬

‫‪ -1‬د‪ /‬عباس مصط ى المصري‪ ،‬المرجت السابق‪،‬ص‪181.‬‬


‫‪ – 2‬د‪/‬حبار محمد (االبن)‪،‬محاضرات في القانون البحري‪،‬ماجستير قانون األعما ‪،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة وهران كلية‬
‫الحقوق ‪.2882‬‬
‫‪3 - R.Rodière, Traité général de droit Maritime, Tome 2,paris,1968, n 481, p 110.‬‬

‫ال ي قد حقه ال ابت بالسند وإنما يحق له أن يباشر على البضاعة المشحونة الحق في‬
‫حبسها كما يكون له حق امتياز عليها دون أن ي قده ذلك الحق في الرجوع ضد الشاحن‬
‫باعتباره طرفـا في عقد النق (‪.)1‬‬

‫إال أنه يعاب على هذه النظرية أنها لم تتناو حالة النق البحري بغير سند شحن‪،‬‬
‫فهي ال تشك بذلك معيارا جامعا مانعا‪ ،‬وعلق روديار على هذه النظرية بأنه يمكن‬

‫‪14‬‬
‫اإلستناد إليها في حالة ما إذا كان المرس إليه حامال لسند الشحن ولكنها تكون قاصرة في‬
‫حالة عدم وجود سند الشحن‪ .‬وقد أشار ذات ال قيه إلى الح المعمو به في ال قه‬
‫والقضاء اإليطالي لمواجهة هذه الحالة‪.‬ف ي حالة صدور سند الشحن فإن الحائـز الشرعي‬
‫للسند يملك حقا ذاتيا ومستقال في مواجهة الناق ‪ ،‬أما في حالة عدم صدور سند الشحن‬
‫فإن حق المرس إليه يجد اساسه في االشتراط لمصلحة الغير(‪ .)6‬غير أن هذا الح غير‬
‫مقبو لكونه يعطي ت سيرين لمركز قانوني واحد‪.‬‬

‫حيازة‬ ‫إن القو باعتبار سند الشحن مم ال للبضاعة يتم تداولها بتداوله وأن حيازته تم‬
‫البضاعة هو أمر ال يخلو من كونه مجرد افتراض استلزمته الضرورات العملية‪ ،‬وال‬
‫مطروحـا حــو‬ ‫التسـاؤ‬ ‫من األحـوا ‪ ،‬إذ يظـ‬ ‫أساسـا قانونيـا بأي حـا‬ ‫يشكـ‬
‫األسـاس القانونـي لمركـز المرسـ إليـه وحقه في المطالبة بتن يذ عقد لم يكن طرفا فيه‬
‫وكذا التزامه بشروط سند الشحن(‪.)1‬‬

‫‪ -‬نظرية العقد ثالثي األطراف ‪:‬‬


‫يرى رأي آخر من ال قه أن عقد النق هو عقد ال ي األطراف يجمت الشاحن والناق‬
‫والمرس إليه منذ البداية ‪ ،‬وإن كان الطرفان األوالن يظهران فورا وقت إبرام العقد‪،‬‬
‫وتكـون شخصيـا تهم معروفة ومحــددة ‪ ،‬فإن الشخصية ال ال ة يمكن أن تظــ‬

‫‪– 1‬د‪/‬عياس مصط ى المصري‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪111‬‬


‫‪2 - R.Rodière, Traité général de droit Maritime, Tome2, op.cit, n 408, p 27 .‬‬
‫‪ – 3‬د‪ /‬عباس مصط ى المصري‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪. 112‬‬
‫بعض الوقت مجهولة بالنسبة إلى الناق وأن العالقات بين الناق والشاحن ال توجد أصال‬
‫إال بغرض نق البضاعة وتوصيلها بين أيدي المرس إليه ويرى روديار أنه يشك‬
‫است ناء على مبدأ نسبية أ ر العقود وهو است ناء تبرره الوظي ة االقتصادية لعقد النق ‪.‬‬

‫انتقد ال رأي السابق على أساس أنه من غير المنطقي تقرير عدم ظهور المرس‬
‫إليه عند إبرام العقد األصلي بين الناق والشاحن م القو بأنه طرف في هذا العقد دون‬

‫‪15‬‬
‫أن يظهر في مجلس العقد بص ة شخصية وال حتى من خال نائب عنه‪ ،‬وهذه النظرية‬
‫تقوم على افتراض ال يسنده واقت أو قانون(‪.)1‬‬
‫نظرية االنضمــام‪:‬‬
‫تقوم هذه النظرية على اعتبار المرس إليه من قبي الغير ولكنه يصبح طرفا في‬
‫عقد النق بمجرد قبوله له‪ ،‬فهو ال يعتبر ال طرفا وال غيرا ولكنه يتحو من مركز إلى‬
‫آخر بص ة متتالية(‪.)6‬‬

‫غير أن السؤا المطروح كيف يمكن للمرس إليه الذي هو في أصله من الغير أن‬
‫يتحو إلى طرف في عقد النق ؟ ي سر هذا التحو باالنضمام (‪ )L’adhésion‬أي‬
‫انضمام المرس إليه إلى العقد نتيجه قيامه بعم إيجابي ليصبح طرفا في العقد(‪.)1‬‬
‫ويجــب التمييز بين االنضمام إلى العقد الذي يعبر عنه عادة بتسلم البضاعة و بين قبـو‬
‫ش‪،‬ـروط العقد ويعبر عنه عادة بتوقيت المرس إليه‪.‬ف ي الحالة االولى يصبح‬

‫‪1-R.Rodière et E. Pontavice, droit maritime ,12ème Ed,dalloz 1997, n 359, p 336.‬‬


‫‪ -2‬د‪/‬حبار محمد (االبن)‪ ،‬المرجت السابق‪.‬‬
‫‪3-p.tosi ;l’adhésion du destinataire au contrat de transport, in Mélanges‬‬
‫‪mouly ,litec,Paris1998,p175,cité par f.Boukhatmi ,, aspects du contrat de transport de‬‬
‫‪marchandises par mer en droit algérien et dans les conventions internationales , thèses de‬‬
‫‪doctorat d'état en droit , université d'Es-Senia , Oran – algérie 2002, p48.‬‬

‫المرس اليه طرفا في العقد مما يمنحه حق رفت دعوى على الناق ‪ ،‬في حين أنه في‬
‫الحالة ال انية الخاصة بقبوله شروط العقد يجع من الشروط االت اقية لهذا العقد ذات‬
‫الشروط التي تحد من مسؤولية الناق‬ ‫حجية عليه وباألخص تلك التي ال تخدمه م‬
‫أوالتي تعين المحكمة المختصة في حالة وقوع النزاع‪ ،‬حتى ولو تسلم المرس إليه‬
‫هذه البنود ال يحتج بها عليه إال إذا أ بت الناق قبوله لها وقت التسليم‪.‬‬ ‫البضاعة فإن م‬

‫ف المرس إليه يعبر عن إرادته باالنضمام إلى العقد بقبوله تسلم البضاعة فإذا‬
‫رفض تسلم البضاعة – بدون سبب‪ -‬فقط ألنه ال يرى ن سه مرسال إليه فهو يضت ن سه‬

‫‪16‬‬
‫خارج عقد النق ‪ ،‬وبالمقاب إذا كان الرفض لسبب جدي له عالقة بعم الناق (كتأخير أو‬
‫تلف‪ )...‬فلي س العقد ن سه الذي يرفضه وإنما مح هذا العقد أي البضاعة ومن تم يحت ظ‬
‫بص ته كطرف وبحقه في رفت دعوى المسؤولية العقدية ضد الناق البحري(‪.)1‬‬

‫إن هذه النظرية تبرر مركز المرس إليه في عقد النق وحقه في رفت الدعوى‬
‫المسؤولية التعاقدية ضد الناق ‪ ،‬كما ت سر عدم سريان الشروط الواردة بسند الشحن التي‬
‫ال يقبلها ونرى أنه يجب توفيق بين هذه النظرية ونظرية العقد ال ي األطراف ذلك أن‬
‫انضمام المرس إليه يجع من العقد عقد ال ي األطراف‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ موقف القضاء والتشريع من هذه المسألــة ‪:‬‬


‫لقد كان لل قه أ ر كبير على موقف القضاء والتشريت‪.‬بخصوص وضعية المرس إليه في‬
‫عقد النق البحري وفيما يلي تحلي لموقف ك منهما‪.‬‬
‫ـ موقــف القضاء ‪:‬‬
‫في غياب أحكام قضائية منشورة في الجزائر بخصوص مركز المرس إليه مما يستحي‬
‫معه معرفة موقف القضاء الجزائري‪ ،‬سنسعى إلبراز موقف القضاء من خال‬

‫‪1 - B.Mercadal, droit des transport terrestres et aeriens ,dalloz,1996, n° 139 , p84.‬‬

‫القضائين المصري و ال رنسي‪.‬‬


‫لم تأخذ محكمة النقض المصرية باتجاه محدد بخصوص هذه المسألة المهمة وإنما‬
‫تضاربت أحكامها وتشعبت ما بين اعتبار المرس إليه طرفا في عقد النق وبين اعتباره‬
‫من الغير‪ ،‬ف ي حكم لها مؤرخ في ‪ 1222/06/17‬قررت‪ ..." :‬إن قانون التجارة البحري‬
‫و‬ ‫يجع المرس إليه طرفا في سند الشحن يتكافأ مركزه حين يطالب بتن يد عقد النقــ‬
‫مركز الشاحن و أ نه يرتبط بسند الشحن كما يرتبط به الشاحن ومنذ ارتباط هذا األخير‬
‫به‪ "...‬بينما قررت في حكم آخر خاص بنق بري مؤرخ في ‪ " 1967/06/29‬ال ابت‬
‫فقها وقضاء أن المرس إليه وإن كان ليس طرفا في عقد النق الذي انعقد بين المرس‬

‫‪17‬‬
‫والناق إال أنه يكتسب حقوق ويتحم التزامات من هذا العقد ومن تلك الحقوق الرجوع‬
‫على الناق بتعويض‪.)1( "..‬‬

‫غير أنه غالبا ما يستند القضاء إلى فكرة االشتراط لمصلحة الغير إذا ما أراد‬
‫تحق يق فائدة من خال نظام المسؤولية العقدية‪ ،‬ولقد كرس القضاء ال رنسي قديما هذه‬
‫النظرية من خال حكم محكمة النقض ال رنسية في ‪.)6(1891/12/22‬‬

‫نظرا لالنتقادات السال ة الذكر والتي وجهت لنظرية االشتراط لمصلحة الغير غير‬
‫ا لقضاء ال رنسي موق ه‪ ،‬معترفا دائما للمرس إليه بحق الرجوع المباشر على الناق‬
‫ولكن على أساس أنه يستمد هذا الحق من سند الشحن ذاته‪ ،‬وبغرض حماية ائتمان هذا‬
‫السند فلقد اعترف القضاء ال رنسي بحق مطلق لحام الشرعي لسند الشحن(‪ ،)1‬ليصبح‬
‫هو الوحيد المؤه لرفت الدعوى المسؤولية العقدية ضد الناق ‪ ،‬الشيء الذي أدى إلى‬
‫نتائج غير عادلة‪ ،‬كما لو تعلق االمربأشخاص آخرين غير الحام‬

‫‪ – 1‬د‪ /‬عباس مصط ى المصري‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪.344‬‬


‫‪2 - F.Boukhatmi, op.Cit, p44‬‬
‫‪3 - Cass.com. 25/06/1985, DMF, 1986, p540‬‬

‫الشرعي لسند قد تحملوا أضرارا ناتجة عن العقد فلهم مصلحة في رفت الدعوى إال أنهم‬
‫يجدون أن سهم بدون ص ة‪.‬‬

‫وفي قرار لمحكمة النقض ال رنسية مؤرخ في ‪ 1989/12/22‬وضعت حدا للقضاء‬


‫السابق بإقرارها قبو دعوى الشاحن غير حام لسند الشحن إذا كان الوحيد الذي تحم‬
‫(‪)1‬‬
‫مما أدى إلى زوا اعتماد القضاء ال رنسي للنظرية التي تستند على سند‬ ‫الضرر‬
‫الشحن ذاته في ت سير مركز المرس إليه وفتح المجا لنظريات أخرى والتي من بينها‬
‫نظرية االنضمام‪.‬‬
‫‪ -‬موقف التشريــع ‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫لم يورد المشرع الجزائري نصا صريحا بشـأن هـذه المسـألة ولكـن بالرجــوع إلـى‬
‫أحكام القـانون التجـاري يمكـن اسـتخالص ت سـير اإلشـكا حيـث نصـت المـادة ‪": 12‬إذا‬
‫كان المرس إليه غير المرس ن سه فال تترتب إلى المرس إليـه االلتزامـات المتولـدة مـن‬
‫عقد النق ما لم يصدر منه قبو صريح أو ضمني للناق "‪.‬‬

‫ويكون القبو صريحا‪ ،‬إذا صرح المرس إليه بقبو سند الشحن بالقو أو الكتابـة‬
‫أو بوســائ التعبيــر الحدي ــة‪ ،‬ويعتبــر قبولــه ضــمنيا إذا تســلم البضــاعة أو إذا طالــب الناقـ‬
‫بتسليمه للبضاعة أو طالب فحصها قب إنزالها‪ ،‬أو لـم ينـازع فـي مطالبـة الناقـ لـه بـأجرة‬
‫النق (‪.)6‬‬
‫ويست اد من نص المادة السابقة أن المشرع الجزائري جع المرس إليه خارج‬
‫إطار العالقة العقدية ولكنه يصبح طرفا فيها لقبوله الصريح أو الضمني‪.‬وأرى أن موقف‬
‫المشرع الجزائري معيب على أساس أن يمكن المرس إليه من االست ادة من الحقوق‬
‫المتولدة عن عقد النق ‪ ،‬في حين يشترط لتحمله التزامات المترتبةعلى عقد لنق‬

‫‪1- M.Remond gouilloud, le contrat de transport, Dalloz 1993, P34.‬‬


‫‪ – 2‬د‪ /‬حبار محمد االبن‪ ،‬المرجت السابق‬

‫قبوله‪ ،‬وأن ذلك يض ي على مركز المرس إليه وصـ ين مختل ـين حسـب كـ حالـة‪.‬وكـان‬
‫عليه القو بأن المرس إليه طرف في عقد النق متـى صـدر منـه قبـو صـريح أوضـمنى‬
‫على غرار ما تبناه المشرع العراقي قي المادة ‪ 65‬من قانون النق والتي اعتبرت المرس‬
‫(‪.)1‬‬
‫إليه طرفا في حقوق وإلتزامات عقد النق إذا قب ما جاء فيه صراحة أو ضمنا‬
‫أما في فرنسا فانه تجدر المالحظة الـى صـدور قـانون يحمـ رقـم ‪ 69-98‬مـؤرخ‬
‫في ‪ 6‬فبراير ‪ 1998‬و المادة ‪ 10‬منه هي التي جاءت بح هذه المسألة وهذا بتعديلها للمادة‬
‫‪ 101‬من القانون التجاري ال رنسي فنصت على اعتبارمرس إليه طرفا في عقد النق منـذ‬
‫ابرامه ولم تعد تحدد موقت قبوله تسلم البضاعة‪ ،‬و ذلك بمخال ـة مـا كـان يعتمـده القضـاء‬
‫وعليه فإنه مدين بأجرة النق للناق (‪.)6‬‬

‫‪19‬‬
‫ب‪ -‬حق التقاضي الممنوح للمرسل إليه الشرعي ‪:‬‬
‫مهما يكن الت سير الذي يعطي لمركز المرس إليه في عقد النق فال أحد ينازع في‬
‫قبو دعواه‪.‬‬
‫إليه يتعين على هذا األخير عمال بأحكام المادة ‪749‬‬ ‫وإل بات ص ة المرس‬
‫ق‪.‬ب‪ .‬ج أن يقدم سند الشحن التي يعتبر سندا لحيازة البضائت واستيالمها وقد تكون و يقة‬
‫الشحن اسمية أو إذنية أو لحاملها‪ ،‬وصدر في هذا الشأن قرار عن المحكمة العليا بتاري‬
‫وشركة‬ ‫‪ 17‬ديسمبر ‪ 1996‬قضى برفض دعوى الشركة الجزائرية لتأمينات النق‬
‫سوناطراك – كانت رامية إلى تعويض الخسائر‪ -‬لكونهما لم تبررا ص تهما كمرس إليه‬
‫بتقديم و يقة الشحن(‪.)1‬‬
‫‪ -1‬د‪/‬عبد القادر العطير‪ ،‬الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية‪ ،‬مكتبة دار النشر وال قافة للتوزيت ‪ ،1666‬ص‪636‬‬
‫الهامش رقم ‪1.‬‬

‫‪2 - Ph. Le Tourneau et L.Cadiet, droit de la responsabilité et des‬‬ ‫‪contrats, 2ème‬‬ ‫‪Ed,‬‬

‫‪Dalloz 2000\, n°3586. p788.‬‬


‫البحري‪،‬المجلة القضائية الجزائرية‪،‬اإلجتهاد القضائي للغرفة التجارية و‬ ‫‪—3‬ذ‪/‬حسان بوعروج ‪،‬مسؤولية الناق‬
‫البحرية‪،‬عدد خاص‪ ،‬ص‪. 13‬‬

‫ويطرح التساؤ حو مدى قبو دعوى المرس إليه ال علي ؟‬


‫إن حق الحام سند الشحن أو المرس إليه في رفت الدعوى ليس مطلقا في ك‬
‫األحوا ‪ ،‬فينتق هذا الحق أيضا للمرس إليه ال علي عندما يكون المرس إليه المعين في‬
‫سند الشحن وسيطا أو وكيال بالعمولة‪.‬‬
‫وقد استقر عليه القضاء ال رنسي منذ إصدار حكم محكمة النقض ال رنسية المؤرخ‬
‫في ‪ 6‬نوفمبر ‪ 1951‬على األخذ بهذا المبدأ‪ ،‬غير أن مجرد كون المرس إليه الظاهر‬
‫وسيطا‪ ،‬خاصة متى تعلق األمر بوكي العمولة للنق ‪ ،‬فإنه ال يتصرف لحسابه الخاص و‬
‫لذلك فإنه يبقى غير كافي لقبو دعوى المرس إليه ال علي‪.‬‬
‫ويطرح اإلشكا حو الوصف القانوني الذي يجب أن يظهر به ص ة المرس إليه‬
‫في سند الشحن حتى يسمح له أن يقاضي الناق ؟ وأجابت محكمة النقض ال رنسية عن‬
‫هذا اإلشكا في قراريها المؤرخين في ‪ 17‬أفريل ‪ 1987‬و ‪ 15‬جويلية‪ : 1987‬فإعتمدت‬

‫‪20‬‬
‫مبدأ قبو دعوى الشخص المذكور اسمه في سند الشحن في الخانة المتعلقة بـ "‪Notify-‬‬
‫‪( "party‬أي الشخص الواجب إخطاره عند وصو البضاعة) ولكنها أكدت هذا البيان ال‬
‫يك ي وحده إذ يجب أن تعزز هده الص ة بعناصر أخرى(‪. )1‬‬
‫م إن االكت اء بالقو أن سند الشحن يجع حامله مالكا للبضاعة فإن ذلك ال يمنحه‬
‫الحق المباشر لرفت الدعوى‪ ،‬و أن عقد النق ال يمكن التمسك به من مالك البضاعة بهذه‬
‫الص ة ‪ ،‬و أنه غالبا ما يعتمد القضاء بمنطق مؤداه أن عقد النق ينشأ ديناعلى الناق ‪،‬‬
‫وأن ذلك يقتضي معرفة من هو الطرف الدائن بااللتزام بالتسليم ألن األمر ال يتعلق هنا‬
‫بملكية البضاعة أو بتحديد مالكها‪ )6‬وهذا خالفا لما يراه بعض ال قه من أن الحق رفت‬
‫الدعوى يبقى مقررا بمالك البضاعة(‪.)1‬‬

‫‪1 - M.Remond Gouilloud, droit maritime, edditions a. pedone 1988, n° 612 p350.‬‬
‫‪Cass, com 7 avril 1987, BT 1987, p311.‬‬
‫‪Cass, com 15 Juillet 1987, B.T 1987, p532.‬‬
‫‪2 - R.Rodière et E.du Pontavice, op.cit, p 359, p336.‬‬
‫‪3 - H.Bermtane, la responsabilité du transporteur maritime, le phare n°27, juillet 2001, p35.‬‬
‫ثانيــا‪ -‬الشخص المتنازل له عن حق في رفع الدعـوى‬
‫يمكن لمن له الحق في رفت الدعوى المسؤولية ضد الناق أن يتناز عن هذا الحق‬
‫لصالح شخص آخر من الغير عن طريق حوالة الحق أو عن طريق الحلو وأيضا عن‬
‫طريق تطهير السند‪.)1( .‬‬

‫‪.‬‬
‫أ‪ -‬الشخص المحال إليه الحـق‬
‫إذا كان سند الشحن اسميا فإن حق مباشرة الدعوى يعطى للشخص الذي يتم ذكر‬
‫إسمه في السند‪ ،‬و يمكن التناز عنه عن طريق ما يسمى بحوالة الحق‪ .‬وهنا يلزم‬
‫المحي بتبلي المحا عليه (الناق ) بهذا التناز ‪ .‬أما إذا كان السند لحامله فال إشكا ألنه‬
‫يتم تداوله عن طريق التسليم‪ .‬أما إذا كان سند الشحن إذنيا وهو الغالب في الحياة العملية‬
‫فقد جرى العم على تداو هذا السند عن طريق التظهير إلى أن يص إلى يد المظهر‬
‫عن الضرر أو التلف الالحق‬ ‫إليه األخير الذي يصبح حائزا لحق مقاضاته للناق‬
‫بالبضاعة (‪.)6‬‬

‫‪21‬‬
‫ب‪ -‬أثر التأميـــن‬
‫تجدر المالحظة أنه في أغلبية القضايا المطروحة على مختلف الجهات القضائية‬
‫فإن شركة التأمين تح مح المرس إليه بإستعمالها لدعوى الحلو المنصوص عليها‬
‫في المادة ‪ 744‬ق‪.‬ب‪.‬ج والمادة ‪ 144‬من القانون رقم ‪ 07-80‬المتضمن قانون التأمين‬
‫والمادة ‪ 117‬من األمر ‪ 07-95‬المتضمن قانون التأمين المعد لقانون التأمين الصادر عام‬
‫‪. 1210‬‬
‫ووضعت المحكمة العليا بعض المبادئ التي يجب احترامها لقبو دعوى المؤمن‬
‫ضد الناق تتحد بما يلي ‪:‬‬

‫‪1 - M.Cel Alter.la responsabilite droit des transport.2 ed .dalloz 1989.p 136.‬‬
‫‪ – 2‬د‪ /‬حبار محمد (اإلبن)‪ ،‬المرجت السابق‪.‬‬
‫في تقديم عقد الحلو يوم رفت الدعوى‪ ،‬وهو عقد موقت‬ ‫فأما الشرط األول فيتم‬
‫من المؤمن له والمؤمن يوضح المبال المالية المطابقة لقيمة الخسائر التي تم دفعها‬
‫للمرس إليه‪ .‬فالمحكمة العليا أصدرت عدة قرارات تؤكد فيها أن عقد الحلو هو السند‬
‫القانوني الذي يسمح لشركة التأمين أن تح مح المؤمن له (المرس إليه) ويعطي لها‬
‫الص ة والمصلحة(‪ .)1‬و من ذلك قرارها المؤرخ في ‪ 1996/02/27‬حيث أكدت‪ ...":‬من‬
‫المقرر أن المؤمن يح مح المؤمن له في حقوقه ودعواه ضد الغير كما أن رافت‬
‫الدعوى أمام القضاء يجب أن تكون له الص ة وأهلية التقاضي ومن تم فإن القضاء بما‬
‫يخالف هذا المبدأ يعد خرقا للقانون‪ .‬ولما تبين في قضية الحا أن الشركة الجزائرية‬
‫لتأمينات النق لم تقدم عقد الحلو الذي يعطى لها الص ة في رفت الدعوى الرامية إلى‬
‫الحصو على التعويضات عن الخسائر الالحقة بالبضائت المنقولة‪ .‬ولما رفض قضاة‬
‫(‪)6‬‬
‫الموضوع الدعوى شكال النعدام الص ة فإنهم يكونون قد طبقوا القانون تطبيقا سليما"‬
‫و في قرار آخر صادر بتاري ‪ 1997/09/23‬في دعوى المسؤولية المرفوعة ضد الناق ‪:‬‬
‫"‪ ...‬إن تدخ شركة المؤمنة تح مح المؤمن له في حقوقه ودعواه ضد الغير وبالتالي‬

‫‪22‬‬
‫ال يمكن بأي حا من األحوا تجزئة دعوى منازعة تسوية الخسائر البحرية والسماح‬
‫للمؤمن والمؤمن له أن يباشرا هذه الدعوى معا‪ ،)1( "...‬فتعويض المؤمن للمؤمن له ين ي‬
‫عن هذا األخير المصلحة في رفت الدعوى‪.‬‬

‫‪ – 1‬ذ‪ /‬حسان بوعروج‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪. 10‬‬


‫‪ -‬د‪ /‬معراج حديدي‪ ،‬مدخ لدراسة قانون التأمين الجزائري ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة ال ال ة‬
‫‪ ، 2883‬ص ‪ : 106‬الذي أشار إلى إحتكار الشركة الجزائرية لتأمينات النق لعقود التأمين البحري‪ .‬و نظرا لشدة‬
‫المخاطر فهي تعيد التأمين للشركة المركزية إلعادة التامين و التي تحت ظ بنسبة معينة من المخاطر و تحو ما زاد‬
‫على قدراتها إلى الشركات األجنبية‪.‬‬
‫‪ - 2‬قرار المحكمة العليا‪ ،‬غ‪.‬ت‪.‬ب‪ ،‬مؤرخ في ‪ ،1664/82/21‬المجلة القضائية‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪123.‬‬
‫‪ - 3‬قرار المحكمة العليا‪ ،‬غ‪.‬ت‪.‬ب‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،1661/86/23‬المجلة القضائية‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪.124‬‬

‫أما الشرط الثاني المطلوب توافره لقبو دعوى شركة التأمين هو وجوب ممارستها‬
‫لدعوى الحلو خال المهلة المحددة لها‪ .‬و قد صدر قرار من المحكمة العليا بتاري‬
‫‪ 1997/02/06‬قضى بنقض قرار مجلس قضاء الجزائر العاصمة الذي رفض‬
‫دعوى شركة التأمين الرامية إلى تعويض الخسائر الالحقة بالبضائت على أساس "أن تلك‬
‫الدعوى رفعت في ‪ 1221/11/10‬وأن عقد الحلو مؤرخ في ‪ 1991/02/5‬أي خارج مهلة‬
‫ال ة أشهر المنصوص عليها في المادة ‪ 744‬من القانون البحري"‪ ،‬فأوضحت المحكمة‬
‫العليا "أن الدعوى ترفت في مهلة سنة واحدة ابتداء من تاري تسليم البضاعة عمال بأحكام‬
‫المادة ‪ 743‬من القانون البحري‪ ،‬كما يمكن أن ترفت أيضا وفقا ألحكام المادة ‪ 744‬حتى‬
‫بعد انقضاء مهلة السنة المنصوص عليها في المادة ‪ 743‬وذلك في مهلة ال ة أشهر ابتداء‬
‫من تاري تسديد قيمة الدين"(‪.)1‬‬
‫و عالوة على الشرطين السابقين فإنهم يجب أن يتضمن عقد الحلو تاريخا سابقا‬
‫على تاري رفت الدعوى(‪.)6‬‬
‫القانوني أن يكون هناك‬ ‫دعوى الحلو‬ ‫كما يشترط القضاء ال رنسي إلعما‬
‫تعويض تم دفعه للمتضرر و أن يكون هذا التعويض في حدود ما التزمت به شركة‬
‫التأمين تعاقديا‪ .‬و بمجرد أدائه من المؤمن للمؤمن له فإنه يح محله في إسترجاعه للمبل‬

‫‪23‬‬
‫المستحق بموجب القانون‪ .‬و إن ذلك يؤكد في التشريت الجزائري بالمادة ‪ 118‬من األمر‬
‫‪ 07-95‬و التي تنص على أنه ‪" :‬يح المؤمن مح المؤمن له في حقوقه ودعاواه ضد‬
‫الغير المسؤو في حدود التعويض الذي يدفعه للمؤمن له" و هذا الحق في الحلو يتقرر‬
‫إذن بقوة القانون حتى و لو لم يتم النص عليه في عقد التأمين‪.‬‬
‫و المقرر هنا هو أن المؤمن الذي يريد مطالبة الشخص المسؤو بالمبال التي‬
‫دفعها للمؤمن له والتي لم يكن ملزما بدفعها للمؤمن له فإنه يجب عليه أن يلجأ إلى ما‬
‫يسمى بالحلو اإلت اقي والذي يشترط فيه أن يكون متزامنا مت دفت التعويض(‪.)1‬‬
‫‪ – 1‬ذ‪ /‬حسان بوعروج‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪11.‬‬
‫‪2 - F.Boukhatmi, op.Cit, p224.‬‬
‫‪3 - J.F.TANTIN, le droit d’action de l’assureur subrogé: pièges et parades, D.M. F 2002,‬‬
‫‪p803.‬‬
‫الفـرع الثانـي ‪ :‬الشاحـن‬
‫يعتبر الشاحن الطرف الرئيسي المتعاقد مت الناق ‪ ،‬غير أنه فيما يتعلق بمدى‬
‫قدرته على رفعه لدعواه ضد الناق من عدمه أ ار جدال واسعا خاصة في فرنسا‪.‬‬

‫أوال‪ -‬الشاحن الطرف الرئيسي المتعاقد مع الناقـل‬


‫يلعب الشاحن دورا هاما في عقد النق البحري باعتباره الطرف المتعاقد المباشر‬
‫مت الناق ‪ ،‬غير أنه غالبا ما يظهر وكي العمولة للنق كشاحـن‪.‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الشاحن ‪:‬‬
‫لم يعرف القانون البحري الجزائري الشاحن و لم تتناوله ات اقية بروكس‬
‫بالتعريف أيضا‪ .‬في حين أنه تم التعرض لذلك في معاهدة هامبورغ في مادتها األولى‬
‫ال قرة ‪ 3‬بنصها على ما يلي ‪ ":‬يراد بمصطلح الشاحن ك شخص أبرم عقد أو أبرم‬
‫باسمه أو نيابة عنه عقد نق البضائت بحرا‪ ،‬مت الناق أو أي شخص قام بتسليم البضائت‬
‫للناق سواء تم ذلك التسليم بواسطته أو باسمه أو نيابة عنه وكانت تلك تتعلق بعقد النق‬
‫البحري"‪.‬‬
‫ومن الواضح أن هذا التعريف يشك محاولة لتغطية أهم الحاالت التي تقت في‬
‫الحياة العملية‪ ،‬ومنها الحالة التي يكون فيها الشاحن هو ن سه الذي أبرم عقد النق أو‬

‫‪24‬‬
‫مت ى كان نائبا عنه‪ ،‬و كذا الحالة التي يكون فيها الشاحن شخصا يقوم بتسليم البضاعة‬
‫فعال إلى الناق دون أن يكون نائبا عنه كما هو الشأن بالنسبة إلى الناق المتعاقد (أو‬
‫نائبه) عندما يسلم البضاعة إلى الناق ال علي(‪ .)1‬مت مالحظة أن الشاحن يلزم بتسليم‬
‫البضاعة إلى النا ق في المكان والزمان المت ق عليهما أو حسب العرف السائد في ميناء‬
‫التحمي ‪ ،‬وبالمقاب يزوده الناق بسند الشحن – بناء على طلبه‪ -‬والذي يتضمن بيانات‬
‫تخـص هويـة األطراف و البضائت الواجب نقلها وعناصر الرحلة الواجب القيام بها و‬
‫أجرة الحمولة المستحق دفعها(‪.)6‬‬
‫‪ – 1‬د‪ /‬محسن ش يق‪ ،‬الجديد في القواعد الدولية الخاصة بنق البضائت بالبحر ‪ ،‬إت اقية هامبورغ لـ‪ 31‬مارس ‪1612‬‬
‫‪ ،‬دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ 1620‬ص‪26.‬‬
‫‪ - 2‬المادة ‪ 162‬ق‪.‬ب‪.‬ج‪.‬‬

‫و يجب على الشـاحن أن يـدلي ببيانـات صـحيحة عـن حالـة البضـاعة حتـى يتسـنى‬
‫للناق أخـذ االحتياطـات الالزمـة و ليكـون ضـامنا صـحة تصـريحه‪ .‬غيـر أنـه يمكـن للناقـ‬
‫رفـــض إدراج تصـــريحات الشـــاحن فـــي ســـند الشـــحن إذا مـــا تـــوافرت إحـــدى الحـــاالت‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 755‬ق‪.‬ب‪.‬ج و التي تتحدد بما يلي ‪:‬‬
‫‪" -‬عدد الطرود أو القطت وكمية ووزن البضائت تكون لديه دواع جديـة للشـك فـي صـحتها‬
‫أو إذا لم تتوفر لديه الوسائ المعقولة للتحقق منها‪.‬‬
‫‪ -‬عالمات التعريف المتعلقة بالبضائت عندما ال تكون مدموغة أو مختومة بشك تبقـى فيـه‬
‫مقروءة بص ة عادية حتى نهاية الرحلة"‬
‫‪ -‬وعليه فإذا توافرت هذه األسباب للناق فإنـه يمكنـه إبـداء تح ظـات عـادة مـا تضـاغ كمـا‬
‫يلـي ‪" :‬حسـب قـو الشــاحن" أو "غيـر معتمـدة مـن طــرف الناقـ " أو "البضـاعة مجهولــة‬
‫الــوزن أو مجهولــة المقــدار أو المقــاس أو المحتويــات أو القيمــة"‪ .‬و تجيــز غالبيــة الــدو‬
‫هذه التح ظات بحجة أن قواعد اإل بات ليسـت مـن النظـام العـام ويمكـن االت ـاق‬ ‫إيراد م‬
‫على ما يخال ها(‪.)1‬‬

‫وال يجوز للشاحن أن يقدم بضائت لم يرد ذكرها في سند الشحن أو وردت بشأنها‬
‫بيانات غير صحيحة و إال جاز للناق إخراجها أو نقلها مقاب الحصو على األجرة التـي‬
‫هذه البضائـت عـالوة على حقه في التعويض وفقا للقواعد العامة (‪.)6‬‬ ‫تستحق لنق م‬

‫‪25‬‬
‫ب‪ -‬وضعية وكيل العمولة للنقل ‪Commissionnaire de transport‬‬
‫عرفت المادة ‪ 37‬من ق‪.‬ت‪.‬ج عقد العمولة للنق بأنه‪" :‬ات اق يلتزم بمقتضاه تاجر‬
‫بأن يباشر باسمه الخاص أو باسم موكله أو شخص من الغير نق أشخاص أو أشياء وأن‬
‫يقـوم عندمـا االقتضاء باألعما ال رعية المرتبطة بالنق "‪ .‬بينما ورد تعريـف‬

‫‪ – 1‬د‪/‬حبار محمد (االبن)‪ ،‬المرجت السابق‪.‬‬


‫‪ – 2‬د‪/‬محمود بريري‪ ،‬قانون التجارة البحرية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1666 ،‬ص‪.348‬‬

‫في المادة ‪ 14‬من المرسوم التن يذي ‪ 231-94‬المؤرخ في‬ ‫العمولـة للنق‬ ‫وكيـ‬
‫‪ 1994/02/27‬المحدد لشروط ممارسة مهنتي وسيط الشحن ووكي نق البضائت بأنه "يعد‬
‫وكيال لنق البضائت ك شخص طبيعي أو معنوي يلتزم بنق البضائت تحت مسؤوليته‬
‫وباسمه الخاص لحساب زبون ما مت مراعاة شروط التي حددها القانون التجاري"‪.)1(.‬‬
‫وبتحلي هذين التعري ين فإنه يظهر خل في التعريف المنصوص عليه في القانون‬
‫التجاري‪ ،‬حيث لم يبين هذا التعريف أن وكي العمولة يتصرف باسمه ولكن لحساب‬
‫موكله‪ ،‬و بذلك فإن التعريف الذي جاء به المرسوم التن يذي رقم ‪ 231-94‬يصبح هو‬
‫األصح واألسلم‪.‬‬
‫و على سبي المقارنة‪ ،‬فإن التشريت ال رنسي لم يعرف عقد العمولة للنق عكس ما‬
‫قام المشرع الجزائري في القانون التجاري‪ .‬فالمشرع ال رنسي عرف مباشرة وكي‬
‫العمولة للنق في المادة ‪ 94‬من القانون التجاري ال رنسي يلجأ إليه في غياب تعريف‬
‫قانوني لعقد العمولة للنق ‪ ،‬و قد عرفت محكمة النقض ال رنسية عقد العمولة للنق بأنه‬
‫"ات اق يلتزم بمقتضاه وكي العمولة اتجاه موكله بالقيام لحساب هذا األخير باألعما‬
‫القانونية الالزمة لنق البضاعة من مكان إلى آخر"(‪.)6‬‬
‫و على العكس من الوكالة التي تبقى عقدا مدنيا‪ ،‬فإن عقد العمولة يكتسي طابعا‬
‫تجاريا‪ .‬ويتصرف الوكي في الوكالة المدنية لحساب الغير و يتم بإسم الغير في حين أن‬
‫بتن يذ العقد من‬ ‫وكي العمولة يتصرف لحساب الغير ولكن باسمه الخاص وهو يتك‬

‫‪26‬‬
‫‪ - 1‬المرسوم التن يذي ‪ 231-94‬المؤرخ في ‪ 27‬جويلية ‪ ،1994‬الجريدة الرسمية ‪3،‬أوت ‪،1666‬العدد‪.08‬‬

‫‪2 - B.Mercadal, op.cit, n°13, p15 : « La commission de transport est la convention pour‬‬
‫‪laquelle le commissionnaire s’engage envers le commettant à accomplir pour le compte de‬‬
‫‪celui-ci les actes juridiques nécessaires au déplacement d’une marchandise d’un lieu à un‬‬
‫‪autre ».‬‬
‫‪Art 94 du code commerce français: « le commissionnaire est celui qui agit en son propre‬‬
‫‪nom ou sous un nom social pour le compte d’un commettant ».‬‬
‫( )‬
‫أجر محدد ‪ . 1‬يعـد التزامه بتحقيق نتيجة ( ‪Obligation de‬‬ ‫بدايته إلى نهايته مقاب‬
‫‪ .)6()résultat‬كما أنه ين ذ عملية النق باختياره للوسائ المالئمة و من ذلك حقه في‬
‫اختيار الناقلين والوسطاء اآلخرين وباألخص وكي العبور‪.‬‬
‫و يمكن القو أن الوكي بالعمولة للنق هو وكي للعبور‪ ،‬أنه عوض أن يكت ي‬
‫بتنظيم عملية النق من البداية إلى النهاية‪ ،‬و‬ ‫بإبرام عقود النق لحساب موكله‪ ،‬فإنه يتك‬
‫هو ما يجع مسئوليته قائمة إلى حين تمام عملية النق ‪ .‬و إذا كان وكي العبور من‬
‫الجانب العملي يعتبر وكي العمولة للنق فإنه ال يوجد مهنة بالمعنى المجرد لوكي‬
‫العمولة للنق ولكن مهنته تجمت بشك أو بآخر بين وكي العبور ووكي العمولة للنق ‪.‬‬
‫أما من ناحية الجانب القانوني فإن وكي العمولة للنق هو وكي بالعمولة أي أنه يتصرف‬
‫باسمه الخاص لحساب الغير(‪.)1‬‬
‫وتجدر اإلشارة أنه ك يرا ما يتم الخلط بين وكي العمولة للنق والناق ألن كالهما‬
‫يتعهد بأن ينق البضاعة من مكان إلى مكان آخر‪ ،‬كما يحدث أن يقوم وكي العمولة بنق‬
‫البضاعة فعليا وباألخص إذا كانت ن س المؤسسة تتصرف غالبا بص تها وكيال للعمولة‬
‫للنق كما تتصرف بص تها ناقال‪ .‬فعندما تجتمت الص تان معا (الناقــ ووكي العمولة)‬
‫فإن القاضي يقوم بتكييف العقد وتطبيق القاعدة القانونية التي يراها مناسبة للبحث عن‬
‫إرادة األطراف‪ .‬فإذا قامت مؤسسة بنق البضاعة بن سها فإنه تتوافر فيها ص ة الناق‬
‫وت قد بذلك إمكانية التمسك بص ة أخرى‪ ،‬كما جرى العم على أن يعهد الناق بنق‬
‫البضاعة إلى ناق آخر دون حاجة إلذن من الشاحن‪،‬فبمجرد قيام الناق‬

‫‪27‬‬
‫‪1- M.Benamar, quelques aspects du contrat de transit en droit comparé (France- Algérie),‬‬
‫‪revue juridique Algérienne des sciences juridiques économiques et politiques, n°1, Avril‬‬
‫‪1996, p9.‬‬

‫‪2- R.Rodière et E du Pontavice, op.cit, n°281-1, p260.‬‬

‫‪3 - M.Benamar, op.cit, p10.‬‬

‫بالتعاقد مت ناق آخر فإنه ال تتوافر فيه مبدئيا ص ة وكي العمولة للنق ‪ ،‬فإذا لم‬
‫تكن ص ة الناق محددة عند التعاقد فإن القاضي يبقى من صالحيته أن يعترف له بص ة‬
‫وكي العمولة للنق إذا كانت العناصر الدالة على ذلك مجتمعة(‪.)1‬‬

‫ثانيــا‪ -‬مدى قبول دعوى الشاحن ضد الناقل‬


‫كان القضاء ال رنسي ولمدة طويلة يقضى بعدم قبو دعوى الشاحن مؤسسا ذلك‬
‫على وجوب حماية الحام الشرعي للسند الذي يملك حقا مطلقا واستئ اريا(‪ .)1‬غير أنه‬
‫ورد بقرار محكمة النقض ال رنسية المعروف تحت إسم قرار "‪ "Mercandia‬المؤرخ‬
‫في ‪ 1989/12/22:‬و هو قرار أحدث انقالبا في القضاء‪ .‬فبموجب هذا القرار يصبح‬
‫الشاحـن الـذي يظهـر اسمه بالسند حائزا على حق التقاضي بص ته طرفا في العقـد‪ ،‬و‬
‫لذلك فإن محكمة النقض ال رنسية قضت بقبو دعوى الشاحن ضد الناق عندما يكون هو‬
‫"الوحيــد" الذي تحم الضرر الناتج عن عملية النق (‪.)1‬‬
‫كما قضت محكمة النقض ال رنسية في قضية تعرف باسم قضية‬
‫« ‪ » RONAMA‬برفض دعوى مظهر لسند الشحن اإلذنى الذي ظهره لمظهر إليه‬
‫الحق ألن ذلك ال يؤهله القيام برفت دعوى المسؤولية العقدية ضد الناق رغم كونه هو‬
‫المتضرر الوحيد(‪ .)1‬وفي قضية أخرى تدعى بـ « «‪ ».)2( Majestic Maerst‬والتــي‬

‫‪1 - B.Mercadal, op.Cit, n°15, p16..‬‬


‫‪2 - M.Remond - Gouilloud, droit Maritime, op.cit, n611, p349.‬‬
‫‪3 – A.Vialard , droit maritime, P.U.F 1997, n° 498 , p425.‬‬
‫‪cass, ass.plén, 22 décembre 1989, D.M.F, 1990, p29.‬‬
‫‪4 - F.Boukhatmi, op.cit, p226.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪5 - cass, com, 3 octobre 2000, D.M.F.2000, p1018, obs Bonassies :‬‬
‫‪« après avoir relevé que la société HACO été désignée en qualité de chargeur sur le‬‬
‫‪connaissement, qu’elle avait supporté le préjudice résultant du transport et que les‬‬
‫‪assureurs l’avaient indemnisée de ce préjudice, le 2 Avril 1991, soit avant l’expiration du‬‬
‫» ‪délai de prescription la cour d’appel… a violé le texte‬‬

‫عادت فيها محكمة النقض ال رنسية لحق الشاحن في رفت الدعوى‪ ،‬بعد أن بت لها‬
‫وجود أضرار عند وصو الس ينة في ‪ ،1990/06/01‬و أنه بتاري ‪ 1991/04/02‬قام‬
‫المؤمن بتعويض الشاحن‪ ،‬و بالتالي نقضت قرار محكمة إستئناف باريس المؤرخ في‬
‫‪ 1997/06/19‬و الذي رفضت فيه هذه المحكمة دعوى المؤمن ضد الناق بحجة أن شركة‬
‫التأمين ال تستطيت الحلو مح الشاحن على في حقوق ال يملكها أصال و ما دامت هذه‬
‫الحقوق لم يتناز المرس إليه عنها لشركة التأمين إال بتاري ‪ 1993/06/25‬و أن ذلك‬
‫يخضعها للتقادم‪.‬و هنا نقضت محكمة النقض ال رنسية قرار مجلس باريس مرتكزة في‬
‫ذلك إلى قانون التأمين ودون تطبيقها لقانون العقد بتأكيدها على أنه ‪." :‬بعد ما تبين أن‬
‫شركة ‪ HACO‬المعينة في سند الشحن بص تها شاحنا تحملت ضررا ناجما عن النق‬
‫وأن المؤمن قد عوضها عن هذا الضرر في ‪ 1221/01/02‬قب انقضاء مدة التقادم‪ ،‬فإن‬
‫مجلس االستئناف ‪ ...‬يكون خرق القانون‪".‬‬
‫و أن مشك التأخر في دفت التعويض من قب المؤمن ال يطرح أصال و أن الحجة‬
‫الوحيدة لعدم قبو دعوى المؤمن يكمن في أن المحي ال يملك حق مباشرة دعواه ضد‬
‫الناق ‪ .‬وهو ما اعتقـده قضاة مجلس باريس‪ .‬و المالحظ في هذا القرار هو التخلي عن‬
‫إشتراط أن يكون الشاحن هو المتضرر الوحيد‪ ،‬و اإلكت اء بوجود ضرر تعرض له‬
‫الشاحن‪.‬‬

‫و إن محكمة النقض ال رنسية جسدت النظرية التعاقدية لسند الشحن من خال‬


‫قضية "‪ "Nor berg‬و تتعلق وقائت هذه القضية بعملية نق ن ذ جزء منها بواسطة ناق‬
‫بحري وعهد بالمرحلة المتبقاة لناق بري‪ ،‬و قام المؤمن برفت دعوى ضد الناقلين‬
‫البحري والبري‪ ،‬فقامت محكمة إستئناف أكس بتحمي الناقلين معا المسؤولية و لكنها‬
‫رفضت دعوى الناق البري التي قام برفعها ضد الناق البحري بحجة أن األو لم يكن‬

‫‪29‬‬
‫مذكورا في سند الشحن‪ .‬فقامت محكمة النقض ال رنسية بنقض هذا القرار مؤكدة أن‬
‫محكمة إستئناف أكس حينما صرحت برفض دعوى الناق البري ضد الناق البحري‬
‫دون البحث فيما إذا كان قد تعرض لضرر ناتج عن هذا النق ‪ ،‬فإنها لم تعط سندا قانونيا‬
‫( )‬
‫لقرارها‪ . 1 "...‬مؤكدة بذلك موق ها السابق الذي إعتمدته في قرار " ‪Majestic‬‬
‫‪."Maerst‬‬

‫المطلـب الثاني‪ :‬صفــة المدعي عليه‬


‫يعتبر الناق البحري للبضائت أحد أطراف عقد النق البحري للبضائت الذي يتعهد‬
‫بنق البضاعة من ميناء إلى ميناء آخر عبر البحر‪ .‬ويكتسي تعري ه أهمية كبيرة ألنه‬
‫بتحديد الناق البحري يتحدد الطرف المسؤو (ال رع األو )‪ ،‬كما أنه لتجنب ك خلط‬
‫و ص ات أخرى فإن ذلك يستلزم التمييز بينه و بين بعض المتدخلين في‬ ‫بين ص ة الناق‬
‫عملية النق البحري (ال رع ال اني)‪.‬‬

‫الفـرع األول‪ :‬تعدد صفات الناقل البحري للبضائـع‬


‫يعتبـر ناقـال الشخص الذي يلتزم تعاقديا بنق البضاعة على عاتق مسؤوليته‪ ،‬و قد يكون‬
‫مالكا لوسيلة النق وهي الس ينة أو مستغال لها‪ .‬و إن صعوبة معرفة الناق الذي يقـت عليه‬
‫عبء تحم مسؤولية البضاعة أ ناء نقلها تجد أساسها في الت كك أو التجزئة الذي قد‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ ،‬إذ‬ ‫يحدث بين ملكية الس ينة وبين إستغاللها أو بين مختلـف أوجه إستغـال الس ينة‬
‫تظهر هنا عالقات بين المالك و المحهز و المستغ ‪ ،‬و إن هذه العالقات التي يحكمها عقد‬
‫النقد الذي قد يكون في صورة مشارطة إيجار أو في صورة سند شحن وهو الذي يحدد‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ .‬وبال شك فإن اطراف هذا العقد يعرفون عادة إلتزاماتهم‬ ‫من يحم ص ة الناق‬
‫المحددة بموجب القانون أو العقد‪ ،‬غير أن الغير قد ال يعلم بها و أن ذلك يدفعه للتصرف‬
‫عشوائيا و يؤدي به إلى اللجوء إلى رفت دعوى رجوع إفتراضية‪ .‬و بذلك فإنه يجب‬
‫توضيح هوية الناق و التي تكون أحيانا مح إشكا ‪.‬‬

‫‪1 - cass.com19 décembre2000, D.M.F 2001, p222.‬‬


‫‪2 - F . Boukhatmi ,op.cit.p 31.‬‬
‫‪3- M-Remond- Gouilloud, Droit maritime, Op.cit, , n°229 , p 126.‬‬

‫‪30‬‬
‫أوال‪ -‬مـالك السفينة ومجهزهـا‬
‫ي ترض تخصيص الس ينة للمالحة البحرية (أي مدى قدرتها على عبور البحر‬
‫وتحم المخاطر البحرية) وجود شخص طبيعي أو معنوي يتولى تسييرها للقيام بمهمتها‬
‫على أحسن وجه‪ .‬بما في ذلك المالحية والتجارية التي يمكن أن تجمت في شخص واحد‬
‫كما يمكن أن تتوزع بين عدة أشخاص‪ ،‬فمالك الس ينة قد يمسكها بن سه أو يعهدها إلى‬
‫غيره مما يتطلب معرفة من هو مالك الس ينة ومن هو مجهزها‪.‬‬
‫أ‪-‬مالك السفينــة ‪:‬‬
‫تكون الس ينة مملوكة لشخص سواء كان طبيعيا أو معنويا وقد تكون مملوكة على‬
‫الشيوع‪ ،‬وقد تكون مملوكة ملكية خاصة أو عامة‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة هنا إلى الحكم المقرر في الدستور الجزائري لسنة ‪ 1664‬والذي يقضي‬
‫)‪(1‬‬
‫بأنه " تشم الملكية العامة‪ ...‬النق بالسكك الحديدية والنق البحري والجوي"‪.‬‬
‫هذا النص في الدساتير السابقة حيث كان هناك مبرر لوجوده نتيجة‬ ‫كما ورد م‬
‫إختيار الجزائر بعد اإلستقال لإلشتراكية كمنهج سياسي و إقتصادي‪ .‬غير أن األحداث‬
‫التي عرفتها الجزائر وعدولها عن النهج اإلشتراكي وتبني نظام إقتصاد السوق الم توح‬
‫هذا النص غير مبرر في الوقت الحاضر‪.‬‬ ‫على التجارة والمنافسة يجع وجود م‬
‫و المالحظ هو أن مشرعنا خ ف موق ه في هذا المجا حيث أجاز ممارسة م‬
‫هذه األنشطة من قب القطاع الخاص فأصبحت المؤسسات الخاصة الراغبة في ممارسة‬
‫هذه األنشطة مؤهلة لطلب إمتيازات شأنها في ذلك شأن المؤسسات العمومية (‪ . )2‬و‬ ‫م‬
‫هو ما يتجلى من القانون رقم ‪ 02-21‬المؤرخ فـي ‪ 1221/02/62‬المعد والمتمم لألمـر‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 11‬ال قرة ‪ 83‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 632 – 64‬المتضمن إصدار نص دستور ‪.1664‬‬
‫‪ – 2‬دة‪ /‬فرحة زراوي صالح ‪ ،‬الكام في القانون التجاري الجزائري ‪ ،‬األعما تجارية ‪ -‬تاجر ‪ -‬الحرفي – دار‬
‫النشر إبن خلدون ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2883‬ص ‪. 260‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ 10-22‬المتضمـن القانون البحري من خال نص الـمادة ‪ 221‬من القانون البحري‪" :‬النق‬
‫البحري ملكية عامة ويمكن أن يكون موضوع إمتياز " ‪.‬‬

‫كما تم تنظيم ملكية الس ينة في المواد من ‪ 12‬إلى ‪ 21‬مكرر من القانون البحري‬
‫الجزائري وتعتبر ملكية س ينة شرطا لمنحها الجنسية الجزائرية باإلضافة إلى شرط‬
‫الطاقم‪ .‬و لقد كانت المادة ‪ 61‬قب تعديلها تشترط أن تكون الس ينة مملوكة بنسبة ‪%01‬‬
‫من قب أشخاص طبيعية أو معنوية حتى يمكن إعتبارها جزائرية‪ .‬ولكن بعد تعديلها‬
‫بموجب قانون ‪ 02-21‬أصبحت تشترط إظ اء الجنسية الجزائرية على الس ينة أن تكون‬
‫مملوكة ملكا كامال لشخص طبيعي من جنسية جزائرية أو لشخص إعتباري خاضت‬
‫للقانون الجزائري‪ .‬وعبارة "خاضت لقانون جزائري" يمتد مجا أعمالها لتشم الشخص‬
‫المعنوي الذي له مركز إدارة رئيسي في الجزائر أو الذي له فرع في الجزائر حتى ولو‬
‫كان مركزه الرئيسي في الخارج‪.‬‬

‫وقد يشترك في ملكية الس ينة أك ر من شخص ‪ ،‬فنكون أمام ملكية شائعة وهي‬
‫صورة قديمة ال تزا قائمة رغم بروز فكرة شركة وإستقرارها‪ .‬وي رق بين الشيوع‬
‫والشركة في كون هذه األخيرة تعتبر عقدا ‪ ،‬أي تنشأ عن إرادة وإختيار بعكس الشيوع‬
‫الذي قد ينشأ جبريا كحالة اإلرث م ال‪ ،‬كما يعترف للشركة بالشخصية المعنوية على‬
‫خالف الشيوع البحري الذي يعتبر نوعا من الملكية الشائعة يخضت للقواعد العامة‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ .‬كما يميز ال قه‬ ‫الواردة في القانون المدني ماعدا ماتم النص عليه في القانون البحري‬
‫بين الشيوع المدني والبحري في أمرين‪:‬‬

‫أولهمـا‪ :‬إن العرف البحري قد جرى على تقسييم الس ينة إلى ‪ 61‬قيراط في حالة ملكيتها‬
‫على الشيوع بحيث يملك ك واحد قيراطا أو أك ر وليس لهذا التقسييم أي قيمة قانونية‬
‫بخالف القانون اإلنجليزي الذي يقسمها إلى ‪ 21‬قيراط أين لهذا التقسييم القيمة القانونية‬

‫‪ - 1‬د‪/‬محمود بريري ‪ ،‬المرجت السابق ‪ ،‬ص ‪. 124‬‬

‫‪32‬‬
‫الملزمة حيث ال يقب تسجي الس ينة على أك ر من ‪ 21‬مالكا وليس هناك مانت من‬
‫إشتراك شخصان أو أك ر في قيراط على أن يسج بإسم واحد منهم‪.‬‬

‫ثانيهمـا ‪ :‬ينظر إلى الشيوع المدني في أغلب التشريعات إلى أنه حالة عرضية يجب‬
‫إزالتها عن طريق القسمة على خالف الشيوع البحري الذي يشجعه وهذا لما يحققه من‬
‫)‪(1‬‬
‫إزدهار إقتصادي‪.‬‬
‫ويسأ مالك الس ينة على الشيوع بالتضامن عن ديون التي تنشأ عن إستغال‬
‫)‪(2‬‬
‫و إذا كان هذا هو وضت ملكية الس ينة فماذا عن‬ ‫الس ينة موضوع الملكية الشائعة‪.‬‬
‫تجهيزها لخوض رحالتها البحرية ؟‪.‬‬

‫ب‪ -‬مجهز السفينــة ‪:‬‬


‫إن إعـداد الس ينـة لمباشرة رحالتها البحرية يعني تزويدها بالمؤن و بالوقود‬
‫وبوسائ السالمة الك يلة لمواجهة المخاطز البحرية‪ ،‬عالوة على تزويدها بالطاقم الالزم‬
‫لقيادة الس ينة وتقديم الخدمات الالزمـة ا ناء الرحلة البحرية وهو ما يسمى بـ "تجهيز‬
‫الس ينة " وهو عم قد يقوم به مالك الس ينة فيجمت ص تي المالك والمجهز)‪ .(3‬واألص‬
‫أن المجهز هو من يقوم بتزويد الس ينة بالوسائ البشرية والمادية ولكن سرعان ما تطور‬
‫هدا الم هوم ليرتبط أيضا بمن يستغلها فهو يجهز الس ينة ليستغلها أو يتنـاز عن هذا‬
‫اإلستغال ‪ ،‬ومن هنا بدأت تتبلور فكرة "اإلستغال " وأصبح ي ترض في مستغ الس ينة‬
‫ص ة المجهز)‪.(4‬‬
‫و قد تبنى المشرع الجزائري فكرة اإلستغال وهذا بتعري ه للمجهز‪" :‬ك شخص‬
‫طبيع ي أو معنوي يقوم بإستغال الس ينة على إسمه‪ ،‬إما بص ته مالكا للس ينة وإما بناءا‬

‫‪ – 1‬د‪ /‬محمد زهدور‪ ،‬المسؤولية عن فع األشياء الغبر حية ومسؤولية مالك الس ينة في القانون البحري الجزائري‪،‬‬
‫دار الحدا ة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،168،‬ص ‪.141‬‬
‫‪ – 2‬د‪ /‬محمود بريري‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪.168‬‬
‫‪ -3‬ن س المرجت ‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪4- M. Remond- Gouilloud, droit maritime , op. cit, p 119.‬‬

‫‪33‬‬
‫على ص ات أخرى تخوله الحق بإستعما الس ينة" )‪ ،(1‬وهو ن س الموقف الذي إعتمده‬
‫المشرعان ال رنسي )‪ (2‬والمصري )‪.(3‬‬
‫و إن القانون اإلنجليزي يجه هدا اإلصطالح‪ ،‬و يرفض إستعما مصطلحات عامة‬
‫ومجردة و ي ض التحديـد الدقيــق لك حالــة على حدة‪ .‬فنجد فيه مصطلحات أخـرى‬
‫علـى سبيـ الم ــا " ‪ ،" Ship Ouwer‬ويقصـد بـه مالك الس ينـة‪ ،‬و‪" Managing-‬‬
‫" ‪ owner‬و يراد به الشخص الذي يتم تسجي الس ينة بإسمه ويبقى هو المسؤو عنها‬
‫أمام اإلدارة‪ ،‬إضافة إلى "‪ " True –Owner‬الذي يبقى المالك الحقيقي لها‪. (4).‬‬
‫و مما سبق عرضه يتضح أنه ال وجود إرتباط بين ص ة المالك والمجهز‪ ،‬فقد يقدم‬
‫المالك س ينة غير مجهزة‪ ،‬ويتولى المستأجر ذلك ويباشر اإلستغال ‪ ،‬وهنا ت بت ص ة‬
‫المجهز للمستأجر وحده‪ .‬أما إذا عهد المالك بالس ينة إلى مدير ينوب عنه في تجهيزها و‬
‫في إستغاللها فإن ص ة المجهز ت بت لمالكها ألن اإلستغال يتم بإسمه ولحسابه‪ .‬وقد‬
‫ت بت ص ة المجهز لشخصين في وقت واحد متى كنا أمام مشارطة زمنية حيث يتخلى‬
‫المؤجر عن التسيير التجاري لصالح المستأجر ويحت ظ لن سه باإلدارة المالحية‪ .‬فمالك‬
‫الس ينة يستغلها بتأجيرها مجهزة فهو مجهز والمستأجر يستغ الس ينة بإبـرام عقـود نق‬
‫(‪(5‬‬
‫‪ ،‬أما في حالة‬ ‫مت الغير بإسمه الخاص ويكون مسؤوال وحده عن تن يذها دون المالك‬
‫إيجار الس ينة على أساس الرحلة فيحت ظ المؤجر بالتسيير‬
‫التجاري والمالحي لها و يكون هو المجهز وهو إيجار يجمت بين إيجار األشياء‬
‫(‪(1‬‬
‫والخدمات‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬الناقل الظاهر والناقل الفعلي‪Transporteur apparent et transporteur réel:‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 016‬ق‪.‬ب‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 1‬من قانون ‪ 3‬جان ي ‪ 1646‬تعرف المجهز‪:‬‬
‫‪« celui qui exploite le navire en son nom, qu’il en soit ou nom propriétaire ».‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 12‬من قانون التجارة البحرية المصري" هو من يقوم بإستغال الس ينة لحسابه بوص ه مالكا أو مستأجر‬
‫لها‪ ،‬ويعتبرالمالك مجهزا حتى ي بت غير ذلك"‪.‬‬
‫‪4 -M. Remond- Gouillond, droit maritime , op , cit, p 126.‬‬
‫‪ – 0‬د‪/‬محمود بريري‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬

‫‪ – 1‬د‪/‬حمدي الغنيمي‪ ،‬محاضرات في القانون البحري الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪1623.‬‬

‫‪34‬‬
‫يقضي المنطق أن الناق الدي أبرم عقد النق هو من يتولى تن يذ هذا العقد‪ ،‬أي‬
‫القيام بعملية النق من ميناء التحمي إلى ميناء الوصو ‪ .‬و لكن قد تحدث إعتبارات‬
‫عملية يعجز معها الناق القيام بعملية النق بم رده فيستعين بناقلين آخرين إما لتن يد ك‬
‫)‪(2‬‬
‫الرحلة أو جزء منها دون حاجة إلذن من الشاحن‪.‬‬
‫و يعتبر ناقال الشخص الذي يظهر إسمه على السند ولو لم يساهم في عملية‬
‫فيعد هدا البيان الظاهر على متن السند كافيا )‪ ،(4‬حتى ولو تم إستعما نماذج‬ ‫)‪(3‬‬
‫النق‬
‫لسندات خاصة بمجهز آخر غير ذلك الذي ن ذ عملية النق ‪.‬‬
‫وفي حالة تعدد الناقلين المبينين على متن سند الشحن كحالة إشتراك شركتين‬
‫بحريتين فالمحاكم تقضي هنا بحق المدعي في الخيار بين أحد الناقلين وإعتبار الناقلين‬
‫)‪(5‬‬
‫مسؤولين بالتضامن‪.‬‬
‫و إن المشرع الجزائري على غرار المشرع ال رنسي لم يعرف الناق البحري‪ .‬أما‬
‫اإلت اقيات الدولية فإنها تولت ذلك‪ ،‬فنجد إت اقية بروكس لعام ‪ 1261‬قصدت به "مالك‬
‫الس ينة أو مستأجرها الذي يكون طرفا في عقد النق يبرمه مت الشاحن" )‪ .(6‬أما معاهدة‬
‫هامبورغ فعرفته بأنه " ك شخص أبرم مت الشاحن عقد نق البضائت بالبحر أو أبرم هذا‬
‫)‪(7‬‬
‫العقد بإسمه"‪.‬‬
‫و يت ق التعري ان السابقان في الجوهر وهو شرط ص ة الناق في أن يكون‬
‫الموصوف طرفا في عقد النق ويختلف التعري ان في أمرين‪:‬‬
‫أولهمـا ‪ :‬هو حرص إت اقية هامبورغ على التأكيد بأن الناق قد يبرم العقد بإسمه أو‬

‫‪ – 2‬د‪/‬محمود بريري‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪.321‬‬


‫‪3- F Boukhatmi, op.cit, p34.‬‬
‫‪4– R. Rodiere, traité général de droit Maritime, Tome 02, Op-cit , n° 401 p23.‬‬
‫‪5- F. Boukhatmi, Op. cit , p34.‬‬
‫‪ -4‬المادة األولى ال قرة أمن معاهدة بروكس لعام ‪.1626‬‬
‫‪ - 1‬المادة األولى ال قرة األولى من اإلت اقية العامة لألمم المتحدة لنق البضائت بالبحر (هامبورغ)‪.‬‬

‫‪ – 1‬د‪/‬محسن ش يق ‪ ،‬المرجت السابق ‪،‬ص ‪. 32‬‬

‫‪35‬‬
‫بواسطة نائب عنه يعم لحسابه‪ ،‬وينبنى على ذلك أنه إذا أبرم النائب العقد بإسمه فهو‬
‫بالنظر إلى الشاحن والغير ناقال و لو كان يعم لحساب موكله‪.‬‬
‫ثانيهمـا ‪ :‬إسقاط التصريح في إت اقية هامبورغ بأن الناق قد يكون غير مالك الس ينة‬
‫)‪(1‬‬
‫ألن األمر ال يحتاج إلى بيان ولع ذلك يتجلى من النص"ك شخص أبرم‪."....‬‬
‫كما جاءت إت اقية أ ينا لنق الركاب وأمتعتهم بطريق البحر لسنة ‪ 1221‬باصطالح‬
‫جديد‪ .‬فعرفت الناق على أنه الشخص الذي يبرم عقد النق أو الذي يبرم عقد النق‬
‫لحسابه سواء قام فعال بتن يذ النق أو ن ذ بواسطة ناق من ذ‪ .‬و عرفت هذا األخير بأنه ك‬
‫شخص آخر خالف الناق يقوم بتن يذ ك عملية النق أو جزء منها وقد يكون مالكا لس ينة‬
‫أو مستأجرها أو مستغلها‪ .‬أما إت اقية هامبورغ لسنة ‪ 1221‬فإنها جاءت بمصطلح الناق‬
‫)‪(2‬‬
‫ال علي عوض الناق المن ذ‪.‬‬
‫و ترفت دعوى المسؤواية ضد من أصدر سند الشحن )‪ (3‬وال ي ار اإلشكا إذا كان‬
‫الشاحن هو الذي تعاقد مت المالك المجهز الناق فهنا تتحدد هذه الص ات في شخص‬
‫)‪(4‬‬
‫القانوني للناق ‪.‬‬ ‫واحد‪ ،‬كما أنه يمكن للمدعي أن يرجت على الربان بإعتباره المم‬
‫أما في حالة إستئجار الس ينة فإنه ي رق بين أنواع اإليجار‪ .‬فإذا كان إيجار الس ينة‬
‫لمدة معينة فمستأجرها هو الذي له ص ة الناق ‪ .‬أما في حالة إستئجار الس ينة على أساس‬
‫الرحلة فإن المؤجر يحت ظ بتسييرها التجاري وبالتالي له ص ة الناق أما إذا إستأجرت‬
‫الس ينة بهيكلها فيكون المستأجر هو المسؤو الوحيد عن جميت اإللتزامات التي عقدها‬
‫)‪(1‬‬
‫وهذا ما أكدته المحكمة العليا عندنا في عدة قرارات صادرة‬ ‫ربان الس ينة لخدمتها‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عنها‪.‬‬

‫‪ -2‬د‪/‬أحمد محمود حسني‪ ،‬النق الدولي للبضائت دار منشأة المعارف باإلسكندرية‪ ،‬الطبعة ال انية‪ ،1626 ،‬ص‪. 03‬‬
‫‪3 - R. Rodiére et E. du Pontavice, op.cit.n 382-3, p387.‬‬
‫‪4 - R. Rodiére, Op. Cit, n° 697, p327.‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬حسان بو عروج‪ ،‬مسؤولية الناق البحري‪ ،‬المجلة القضائية‪ ،‬عدد خاص بإجتهاد الغرفة التجارية والبحرية‬
‫للمحكمة العليا الجزائرية‪ 2881 ،‬ص ‪. 21‬و أنظر المواد ‪ 401 :‬و ‪ 181‬و ‪ 138‬ق‪.‬ب‪.‬ج ‪.‬‬
‫‪ - 2‬قرار المحكمة العليا ‪ ،‬غ ‪.‬ت ‪ .‬ب ‪ ،‬المؤرخ في ‪ ، 1666/11/22‬المجلة القضائية الجزائرية ‪ ،‬المرجت‬
‫السابق ‪،‬ص ‪. 214‬‬
‫‪3 – F.Boukhatmi ,Op.cit, p33.‬‬

‫‪36‬‬
‫و إن صعوبة تحديد الناق المسؤو تظهر متى وجد سند شحن صادر في إطار‬
‫مشارطة إيجار أو متى خلى السند من بيان إسم الناق ‪ .‬و قد أورد مشرعنا حال لهذا‬
‫اإلشكا في المادة ‪ 221‬من ق‪.‬ب‪.‬ج‪ .‬بنصه على أنه ‪" :‬إذا لم يذكر إسم الناق في و يقة‬
‫الشحن‪ ،‬عد مجهز الس ينة التى تحم البضاعة على متنها هو الناق ‪ ،‬وكذلك الحا إذا لم‬
‫هذا التعريف يظهر الخلط‬ ‫يذكر إسم الناق في و يقة الشحن بشك غير دقيق"‪ .‬و م‬
‫في م هوم المجهز الذي قد يكون مالكا لس ينة أو غير مالك‪.‬‬
‫و إنه كان يستحسن أن يقصد المجهز المالك وهو ن س الخطأ المرتكب من قب‬
‫(‪)3‬‬
‫المحكمة العليا عندنا في قرارها المؤرخ في ‪.1212/02/02‬‬
‫كما أنه في قضية أخرى قرر مجلس قضاء الجزائر العاصمة في قرار صـادر عنـه‬
‫فــي ‪ 1226/02/01‬بــرفض دعــوى الشــركة الجزائريــة لتأمينــات النقـ و المؤسســة الوطنيــة‬
‫للتمــوين بــالمواد الغذائيــة المرفوعــة ضــد شــركة نوربــا إلنعــدام الصـ ة‪ .‬إذ أســس مجلــس‬
‫قضاء الجزائر قراره على إنعدام ص ة المستأن ة نوربا معتبرا أن سند الشحن يحم إسم‬
‫كوميســا الــذي يجــب أن ترفــت دعــوى هــذه بصـ ته الناقـ ‪ ،‬فنقضــت المحكمــة العليــا هــذا‬
‫الخبـرة قضى‬ ‫فإن تقريـر‬
‫القرار الذي‬ ‫خاصة من‬
‫الملف وبالتالي "‬ ‫عناصر‬
‫الربان‪ ،‬و‬ ‫من من‬
‫طرف‬ ‫تبين لها‬
‫صحتها‬‫بعدما أن‬
‫‪ 1221‬على‬
‫المصادق‬ ‫القرار في‬
‫المعلومات و‬
‫‪/10/62‬‬

‫ببطاقة الو ائق قد خرق القانون‪،‬‬ ‫بعين مؤكدة‬


‫اإلعتبار هذه‬ ‫األخذالص ة‬
‫دون هذه‬
‫ضدهاو لكن‬
‫المطعونكناق ‪.‬‬
‫لدى لم يذكر‬
‫نوربا‬ ‫شركة‬
‫الص ة‬ ‫أن إسم‬
‫بإنعدام‬
‫(‪)4‬‬
‫النقض ال رنسية فإنها إعتبرت أنه في غياب بيان يوضح ص ة الناق‬ ‫يستوجبمحكمة‬
‫النقض‪".‬‬ ‫أما‬ ‫و‬
‫فإن المجهز مالك الس ينة هو الناق ‪ ،‬و للمرس إليه الرجوع عليه دون األخذ بعين‬
‫اإلعتبار العناصر الخارجية لسند الشحن‪ ،‬وهو الح الذي إعتمدته في قرارها المؤرخ‬
‫)‪)1‬‬
‫في ‪.1212/02/61‬‬
‫و إن هذا الح يشك حماية أكيدة للغير الحام لسند الشحن متى كانت ذمة‬
‫سند الشحن القيام‬ ‫المجهز المالك موسرة‪ ،‬فإن إختلف األمر فإنه يمكن للغير حام‬
‫بمقاضاة المستأجر الذي تتوافر فيه ص ة الموسر‪ .‬و أنه توجد قرارات حدي ة في فرنسا‬
‫تخلت عن إجتهاد محكمة النقض ال رنسية وقضت فيها المحاكم الدنيا بقبو دعوى‬

‫‪ -‬قرار المحكمة العليا‪،‬غ‪.‬ت‪.‬ب‪ ،‬المؤرخ في ‪ ، 1626/81/86‬المجلة القضائية الجزائرية‪ ،‬المرجت السابق‪،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -6‬قرار المحكمة العليا‪ ،‬غ‪.‬ت‪.‬ب‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،1663/18/20‬المجلة القضائية الجزائرية‪ ،‬العدد األو ‪،1666 ،‬‬
‫ص‪.146‬‬

‫‪37‬‬
‫المرس إليه ضد المجهز بالرغم من صدور سند الشحن من قب المستأجر وكذلك ضد‬
‫المستاجر رغم أن السند جاء خاليا من بيان إسم الناق ‪. (2(.‬‬

‫و قد يتضمن سند الشحـن شـرطا يسمـــى " ‪"identity of carrier clause‬و هـو‬
‫شــرط مــؤداه أن الناق ـ هــو مالــك الس ـ ينة ولــيس مســتأجرها عنــدما يوقــت الســند مــن قب ـ‬
‫الربان‪ .‬ممـا يحميـه مـن المطالبـات و يصـبح المالـك هـو المسـؤو عـن األضـرار الالحقـة‬
‫بالبضائت )‪ .(3‬ظهر هذا الشرط في إنجلترا في وقت لم يكن فيه المستأجرون يست يدون من‬
‫هـذا الشـرط غيـر مقبـو بعـد نظـام‬ ‫تحديد المسؤولية لمالكي الس نن األمر الذي يجع م‬
‫)‪(4‬‬
‫كمــا إنتقــد هــذا الشــرط نظــرا‬ ‫المســؤولية الــذي وضــعته معاهــدة بروكسـ لعــام ‪.1222‬‬
‫لطابعــه الغــامض‪ .‬و غالبــا مــا يقابلــه شــرط آخــر مــدرج فــي مشــارطة اإليجــار يقضــي بــأن‬
‫توقيت الربان يتم لحساب المستأجـر‪.‬‬

‫‪1 – M. Remond – Gouilloud , Droit maritime, Op.cit , n° 535 , p307 .‬‬


‫‪2 – F. Boukhatmi ,Op.cit, p34.‬‬
‫‪3 – F.Boukhatmi ,Op.cit, p33.‬‬
‫‪4 – R.Rodière , Droit maritime , tome 2 , Op.cit, n° 698 , p330.‬‬

‫و بذلك فإن الممارسة الميدانية في مجا النق البحري ترفض ك أ ر لهذا‬


‫الشرط لما يمنحه للمستاجر من حماية تعس ية و لكونه يح ظ حق المؤجر في رجوعه‬
‫على المستأجر في إطار مشارطـــة اإليجار‪ )1( .‬و يقاب هذا الشرط شرط آخر مغاير له‬
‫لمالكها‪.‬‬ ‫يعرف بـ » ‪ « Démise clause‬الذي بمقتضاه يتصرف مستأجر الس ينة كمم‬

‫و يختلف الشرطان في كون األو يمنح ص ة الناق لمالك الس ينة وحدها بينما ال اني‬
‫يقضي بعودتها إلى المستأجر الذي إنتقلت إليه ك سلطات التسيير‪ .‬غير أنه ال يحتج بهما‬
‫على الغير ما لم يكونا ظاهرين على متن سند الشحن‪ .‬كما يبقى الشرطان غير مجديين‬
‫من الناحية العملية و ال يتماشيان مت روح معاهدة بروكس وقواعدها اآلمرة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫و إنه لت ادي ذلك يحتاط المساعدون البحريون المتدخلون لإلتمــام عملية النقـ‬
‫بـإدراج بند يوضح الص ـة التـي يتصـرفون بهـا وذلك بادراج البيـان " ‪As agent only‬‬
‫(‪)2‬‬
‫و هو ما يقتضـي منا البحث عن تحديد هؤالء المساعدين ؟ و البحث في كي ية‬ ‫"‪.‬‬
‫مساهمتهم في عملية النق ؟‪ .‬و من تم تمييزهـم عن الناق البحري للبضائـت ‪.‬‬

‫‪1 - F.Boukhatmi ,Op.cit, p 34.‬‬


‫‪2 - M. Remond – Gouilloud , Droit maritime, Op.cit , n° 535 , p 308.‬‬

‫الفـرع الثانـي‪ :‬تمييـز الناقل البحري عن بعض المساعدين المتدخلين في عملية النقل‬
‫البحـري‪.‬‬
‫و إنه لتحقيق و إلنجاز عملية النق البحري يتدخ عدة أشخاص يساعدون في‬
‫السيـر الحسن لعملية النق ‪ .‬و قديما كان يك ي مت صغر حجم الس ن وحمولتها أن يتولى‬
‫ك ذلك ربانها‪ ،‬ولكن تطور تقنية بناء الس ن العمالقة وضخامة حمولتها ورغبة مستغلها‬
‫في حسن اإلست ادة منها‪ ،‬وما للوقت من اهمية أدى إلى ظهور متخصصين حملوا عبء‬
‫هذه المهام سواء أتعلقت بحاجات الس ينة أو بحاجات الشحنة‪ .‬و كانت هذه األنشطة في‬
‫بالدنا ولمدة طويلة محتكرة من قب القطاع العام إلى غاية فتح هذه األنشطة على‬
‫الخواص‪ .‬و في ما يلي بيان لذلك كله ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مساعـدو التجهيـز‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫مساعدو التجهيز هم األشخاص الذين أشار إليهم المشرع الجزائري في ال ص‬
‫ال الث من الباب األو من الكتاب ال اني من القانون البحري ‪ ،‬و هم ‪:‬‬

‫أ‪ -‬وكيــل السفينة ‪Le consignataire de navire :‬‬


‫و يقصد به هو ك شخص يلتزم مقاب أجر بوكالـة من المجهز أو من الربان‬
‫القيام بالعمليات المتع لقة بإحتياجــات الس ينة ولحسابها أ ناء الرحلة‪ ،‬و تتعلق أنشطته‬
‫بإستيالم وتسليم البضائت بإسـم الربان‪.‬‬
‫ويتولى العالقات اإلدارية للس ينة مت السلطات المحلية وإبرام عقود القطر‬
‫واإلرشاد وإسعاف الس ينة أ نـاء رسوها في الميناء وتموين الربان بالما الالزم ودفت‬
‫الحقوق والمصاريف وغير ذلك من التكاليف الواجبة األداء علىس ينة بمناسبة توق ها فـي‬
‫المينـاء‪ (1) .‬و يجوز لوكي الس ينة أن يقب من المجهز أو الربان جميت المهام‬

‫)‪(1‬‬
‫ولوكي الس ينة أن يدافت عن مصالح‬ ‫األخرى التي تتعلق باإلستغال التجاري للس ينة‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫و يسأ وكي الس ينة في‬ ‫مجهز الس ينة أمام القضاء إذا كان تم يله يمنحه هذا الحق‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫مواجهة المجهز مسؤولية الوكي قب موكله إذا لم يبذ العناية الالزمة‪.‬‬

‫ويجب عدم الخلط بين مسؤولية الناق ومسؤولية وكي الس ينة فال يسأ هذا‬
‫األخير عما لحق البضاعة من أضرار أ ناء نقلها وعلى المضرور الرجوع على الناق‬
‫مباشرة‪ .‬ذلك أن وكي الس ينة يتصرف بص ته وكيال عن الناق (المجهز) ال بص ته‬
‫)‪(4‬‬
‫وتتقادم ك دعـوى ناشئة عن عقد وكالة الس ينة بإنقضاء سنتبن إبتداء من‬ ‫الشخصية‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫تاري إستحقاق الدين‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 486‬و‪ 418‬من ق‪ ،‬ب‪ ،‬ج‪.‬‬


‫‪ - 1‬المادة ‪ 411‬ق‪.‬ب‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ - 2‬المادة ‪ 413‬ق‪.‬ب‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 411‬ق‪.‬ب‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ – 6‬د‪ /‬محمود بريري‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪241.‬‬
‫‪ - 0‬المادة ‪ 428‬ق‪.‬ب‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ - 4‬د‪/‬محمود بريري‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪.241‬‬

‫‪40‬‬
‫ب‪ -‬وكيــل الحمولة ‪Le consignataire de la cargaison :‬‬

‫إليهم حاملين سندات الشحن وكافة‬ ‫هو سعي المرس‬ ‫إذا كان األص‬
‫المستندات الالزمة إلستالم بضائعهم من الربان‪ ،‬فإن مؤدى ذلك تجميد حركة الس ينة‬
‫لحين قيام الربان بعمليات التسليم بعد مراجعة المستندات‪ ،‬وهو أمر يضر بالمجهز‪ ،‬كما‬
‫يضر بالمر س إليهم الذين قد ال تتوفر لديهم الخبرة الكافية للتعام مت اإلدارات المختل ة‬
‫داخ الميناء وإدارة الجمارك وغيرها‪ .‬لذلك يلجأ المرس إليه إلى وكي يتولى عنه‬
‫إستيالم البضاعة وإتخاذ ما يلزم من إجراءات وح ظها في مخازنه لحين تسليمها للمرس‬
‫إليه (‪ .)6‬وهو ما يسمى بوكي الحمولة أو وكي الشحنة وعرفه القانون البحري الجزائري‬
‫بأنه‪ ":‬ك شخص طبيعي أو معنوي يلتزم مقاب أجر وبموجب وكالة من ذوي الحق في‬
‫البضاعة بإستيالم البضائت بإسم ولحساب موكله ودفت أجرة الشحن عن البضائت إذا كانت‬
‫(‪)1‬‬
‫مستحقة وتوزيت البضائت بين المرس إليهم"‪.‬‬

‫و إذن فإن وكي الحمولة ال يقوم بعم مادي كمقاو الشحن والت ري وإنما يباشر‬
‫عمال قانونيا جوهريا ينتهي به عقد النق ‪ ،‬وهو عملية إستالم البضاعة بص ته نائبا عن‬
‫)‪(2‬‬
‫وبذلك فإن وكي الحمولة يصبح ملزما بالمحافظة‬ ‫أصحـاب الشأن في تسليم البضاعة‪.‬‬
‫على أصحاب الحق وإتخاذ جميت اإلجراءات الضرورية من دفت األجرة وتحريـر‬
‫)‪(3‬‬
‫و‬ ‫اإلحتجـاج إذا مـا الحظ تل ا أو نقصانا في البضاعة ورفت دعوى أمام القضاء‪.‬‬
‫بمجرد تسليم البضاعة إلى وكي الحمولة تنقضي مسؤولية الناق وهو ما يبينه المشرع‬
‫الجزائري في المادة ‪ 106‬ق‪.‬ب‪.‬ج ‪":‬يعد الناق مسؤوال عن الخسائر أو أضرار التي تلحق‬
‫بالبضائت منذ تكل ه بها حتى تسليمها إلى المرس إليه أو مم له القانوني‪".‬وهو ن س موقف‬
‫القضاء ال رنسي‪ ،‬غير أن أحد ال قهاء إنتقد موقف المحكمة العليا الجزائرية وتطبيقها‬

‫‪41‬‬
‫الحرفي للمادة ‪ 106‬ق‪.‬ب‪.‬ج‪ .‬وأن التسليم يجب أن يكون بين يدي المرس إليه مستند إلى‬
‫)‪(4‬‬
‫القرارين المؤرخين في ‪ 1222/02/12‬و ‪.1222/02/66‬‬

‫و يسأ وكي الحمولة قب ذوي الحق في البضاعة مسؤولية الوكي قب موكله‬


‫و لذلك فإنه يجب إ بات خطئه الشخصي أو خطأ تابيعه في أداء األعما المنوطة بهم‪ .‬و‬
‫إن تسلمه البضاعة المعيبة دون إتخاذ اإلجراءات القانونية لح ظ حقوق موكلـه فإنه يكون‬
‫مسؤوال مسؤولية عقدية وال يستطيت دفت مسؤوليته إال وفقا للقواعد‬

‫‪ – 1‬المادة ‪ 421‬ق‪.‬ب‪.‬ج ‪.‬‬


‫‪ – 2‬د‪/‬محمود بريري‪ ،‬المرجت السابقن ص ‪242.‬‬
‫‪3 - F. Boukhatmi, op.cit, p52.‬‬
‫‪ – 6‬قرار المحكمة العليا ‪،‬غ‪.‬ت‪.‬ب‪ ،‬مؤرخ في ‪ 1660/80/14‬و ‪ ، 1661/81/22‬المجلة القضائية الجزائرية‪ ،‬المرجت‬
‫السابق ص ‪ 282‬و‪. 211‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وتتقادم ك دعوى ناشئة‬ ‫العامة الخاصة بن ي الخطأ العقدي أو إ بات السبب األجنبي‪.‬‬
‫عن عقد وكالة الحمولة بن س المدة المقررة لوكي الس ينة )‪. (2‬‬
‫هذا و قد يحدث أن تتجمت ص ة وكي الس ينة و وكي الحمولة في شخص واحد‬
‫)‪(4‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬وهو ما أخذ به المشرع الجزائري بشرط أن يتم ذلك بناء على موافقة المجهز‬
‫فيعتبر حينها وكيال عن الناق ووكيال عن المرس إليه‪ ،‬و هو األمر الذي يشك خطورة‬
‫بالغة إذا ما قام بت ضي مصالح أحدهما إضرارا بمصالح الطرف اآلخر‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى فهو يبدي ويوجه التح ظات المتعلقة بحالة البضاعة لن سه بإعتباره‬
‫وكيال عن طرفي عقد النق ‪ .‬كما قد يصعب معرفة الوقت ال اص بين التصرف الصادر‬
‫منه بص ته وكيال للس ينة أو عن الحمولة وإذا ما نتج ضرر في هذه ال ترة أو تلك‪ ،‬أي إذا‬

‫‪ – 1‬د‪ /‬محمود بريري‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪.243‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 438‬ق‪.‬ب‪.‬ج وهي محددة بسنتين إبتداءا من تاري إستحقاق الدين‪.‬‬
‫‪3 -E. du pontavice et R. Rodiére, op. cit, n° 280 , p 260.‬‬
‫‪ - 6‬المادة ‪ 412‬ق‪.‬ب‪.‬ج‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫كان الناق أو المرس إليه هو الذي يتحم الضرر الناتج‪ ،‬و هو ما يصعب معه عمليا‬
‫الس ينة ووكي الحمولة )‪.(5‬‬ ‫الجمت بين وظائف وكي‬

‫ج‪ -‬السمســار البحري‪Le courtier maritime :‬‬


‫يعد سمسارا بحريا ك شخص طبيعي أو معنوي يلتزم مقاب أجر وبموجب‬
‫وكالة بالتصرف كوسيط إلبرام عقود شراء الس ن وبيعها وعقود اإلستئجار والنق‬
‫)‪(6‬‬
‫ويمكن للسمسار البحري أن‬ ‫البحري والعقود األخرى المرتبطة بالتجارة البحرية‬
‫يعم لحساب الطرفين المتعاقدين إذا عين من طرفهما مت األخذ بعين اإلعتبار مصالح‬
‫)‪(7‬‬
‫ك منهما‪.‬‬
‫يقف السمسار عند عملية التوسط وال يتدخ في إبرام العقد‪ ،‬فعمله عم مادي‬
‫بحث‪ .‬ويجب أن يتم العقد بناء على مساعيه وإال لما إستحق أجره‪ ،‬و يلتزم السمسار بأن‬
‫ال ينصب ن سه طرفا انيا إالإذا قب الطرف الذي وسطه‪ ،‬وهنا ي قد ص ته كسمسار‬
‫ويصبح متعاقدا‪ ،‬بائعا أو مشتريا‪ ،‬مؤمنا أو مستأمنا‪ ،‬مؤجرا أو مستأجرا حسب‬
‫)‪(1‬‬
‫األحوا ‪.‬‬
‫و لقد كانت السمسرة البحرية محتكرة من المؤسسات العمومية الجزائرية في ظ‬
‫األحكام السابقة للقانون البحري عمال بالمادة ‪ 212‬ق‪.‬ب‪.‬ج التي تم إلغاؤها‪ .‬غير أن هذا‬
‫(‪)2‬‬
‫الوضت ما يزا قائما بالرغم من الهياك القانونية التي تم وضعها لتنظيم هذه المهنة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫و هو ما يترك المجا م توحا لمبادرة الخواص لدخو مجا المنافسة الدولية‪.‬‬
‫يسأ السمسار البحري عن أخطائه كما لو قدم معلومات كاذبة لمن وسطه أو‬
‫أخ ى عنه معلومات هامة لو عرفها لما أبرم العقد‪ .‬ولكن يجب إ بات وجود الخطأ ألننا‬
‫أمام مسؤولية عقدية تقوم على أساس الخطأ والضرر والعالقة السببية وفقا للقواعد‬
‫)‪(4‬‬
‫العامة‪.‬‬

‫‪5 - F. Boukhatmi, op cit, p52.‬‬


‫‪ - 4‬المادة ‪ 431‬ق‪.‬ب‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ - 1‬المادة ‪ 436‬ق‪.‬ب‪.‬ج‪.‬‬
‫‪– 1‬د‪ /‬محمود بريري‪ ،‬المرجت السابق‪.218 ،‬‬
‫‪ – 2‬المرسوم التن يذي ‪ ، 022- 61‬المؤرخ في ‪ 1661/12/22‬المتضمن شروط ممارسة وظائف وكي الس ينة ‪،‬‬

‫‪43‬‬
‫والتشوين‪L’entrepreneur de manutention et l’acconier.‬‬ ‫‪ -‬ثانيـا‪ :‬مقاول المناولة‬
‫قد يرجت سبب األضرار الالحقة بالبضائت المنقولة بحرا بمقتضى عقد النق‬
‫البحري إبتداءا من شحنها إلى غاية تسليمها للمرس إليه‪ ،‬لخدمات مقاولي المناولة‬
‫المينائية والتشوين بنسبة ال ة أرباع وهذا يتبين من نسبة القضايا المطروحة أمام‬
‫(‪)5‬‬
‫المحكمة العليا الجزائرية‪.‬‬
‫و قد تعرض المشرع الجزائري للمناولة المينائية والتشوين في الباب الخامس‬
‫من الكتاب ال الث من القانون البحري تحت عنوان "النشاطات المينائية"‪ ،‬فخصص لك‬
‫منهما فصال مستقال في حين كانت هذه األنشطـة سابقا مدمجـة وتدخ في مهام مقاو‬
‫هذه‬ ‫الشحن والت ري عمال بما كانت تنص عليه المادة ‪ 121‬ق‪.‬ب‪.‬ج قبـ تعديلهـا‪ .‬و م‬
‫األنشطة كانت تمارس من طرف هيئات إحتكارية كما كانت تمارس ايضا من الخواص‬
‫(‪)1‬‬
‫بص ة انوية عن نشاطهم الرئيسـي ( كوكي العبور أو وكي الس ينة أو الحمولة‪.)..‬‬
‫المناولة المينائية عمليات شحن البضائت ورصها وفكها وإنزالها‬ ‫و تشم‬
‫وعمليات وضت البضائت على السطوح الترابية ووضعها في المخازن وأخذها‪ .‬بينما‬
‫يقصد بالتشوين العمليات الموجهة لتأمين اإلستيالم والتأشير على البضائت المشحونة أو‬
‫)‪(2‬‬
‫المنزلة وحراستها إلى أن يتم شحنها أو تسليمها إلى المرس إليه‪.‬‬
‫في وضت ورص البضاعة على ظهر‬ ‫يقوم مقاو المناولة بأعما مادية بح ة تتم‬
‫الس ينة عند الرحلة وإخراجها منها عند الوصو ‪ ،‬بينما يقوم مقاو التشوين بعمليات‬
‫قانونية كاستيالم البضائت والتعرف عليها عند اإلقالع والوصو ‪ .‬وقد يقوم بعم قانوني‬

‫وكي الحمولة و السمسار البحري ‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪. 42‬‬


‫‪ -‬األمر ‪ 83 -83‬المعد لألمر ‪ 84-60‬المتعلق بحرية المنافسة ‪.‬‬
‫‪3 – F.Boukhatmi , Op.cit, p52.‬‬
‫‪ – 6‬د‪ /‬محمود بريري‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪.218‬‬
‫في الموانئ ‪ ،‬المجلة القضائية الجزائرية ‪ ،‬عدد‬
‫‪ – 0‬ذة‪ /‬فاطمة مستيري ‪ ،‬مهام و مسؤوليات عام الشحن والت ري‬
‫خاص ‪، 2881‬ص ‪. 11‬‬
‫‪1 - F.Boukhatmi , Op.cit, p52 : " En algérie , monopolisée par la SONAMA devenue‬‬
‫‪Sonatmag puis MTA et à ce jour par l'EPO , la manutention est également exercée par des‬‬
‫‪entreprises privées mais à titres accessoires à leur fonctions principale " .‬‬
‫‪ - 2‬المادة ‪ 612‬و‪ 628‬من ق‪ .‬ب‪.‬ج ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ومادي كإستيالم البضائت وحراستها‪ .‬و يعتبر من المسائ الشائعة في موانئ البحر‬
‫)‪(3‬‬
‫األبيض المتوسط الجمت بين مقاو المناولة والتشوين معا‪.‬‬
‫و تكون حراسة البضائت والح اظ عليها طوا مدة المكوث المرخص بها في‬
‫)‪(4‬‬
‫الميناء على عاتق مقاو التشوين الذي يضمن إستيالمها ومعرفتها إلى غاية تسليمها‪.‬‬
‫به في الموانئ‪ ،‬وهو نظام التوقيت‬ ‫المناولة طبقا للنظام المعمو‬ ‫كما يلزم مقاو‬
‫المستمر‪ ،‬بالقيام بعمليات الشحن والت ري فور إرساء الس ينة وبدون إنقطاع‪ ،‬و ينبغي‬
‫عليه تشغي مستخدمين مؤهلين وعتاد مالئم في عمليات المناولة سواء كان ذالك على‬
‫متن الس ن أو اليابسة حتى تتم عملية المناولة في أحسن الظروف التقنية واألمنية مت‬
‫إحترام اآلجا المحددة لهذه العمليات )‪.(1‬‬
‫و يسـأ مقـاو المناولة و التشوين أمام موكلـه طبقا لما هو مقرر في المادتين ‪ 212‬و‬
‫‪ 261‬من القانون البحري ‪ ،‬وطبقا لمبدأ نسبية آ ار العقود ألنه يبقى مسؤوال في مواجهة‬
‫من طلب خدماتــه‪.‬‬

‫ثالثــــا ‪ :‬وكيل العبـــور ‪Transitaire‬‬


‫العبور‪ ،‬فان كال من التشريعين‬ ‫رغم التطور الذي عرفته وظي ة وكي‬
‫)‪(2‬‬
‫الجزائري وال رنسي لم يحاوال تنظيمها مت أنها ك يرة الشيوع عمال ‪.‬‬
‫و يصف البعض وكي العبور بأنه همزة وص بين نوعين من أنواع النق ‪ ،‬وإذا‬
‫كان الزما وجود ناق بحري فال لزوم لذلك في إعـادة النق الذي قد يكون نقال بحريـا أو‬
‫نهريا أو جويا‪ .‬و ال يجاوز وكي العبور المكان الذي يعم فيه‪ ،‬الميناء أو المنطقة‬
‫)‪(3‬‬
‫الحدودية التي يباشر فيها نشاطه‪.‬‬
‫البحري والتحقق من‬ ‫مهامه أساسا في تسليم البضاعة من الناق‬ ‫و تتم‬
‫سالمتهـا ومطابقتها للبيانات الواردة بسند الشحن‪ ،‬و إتخاذ ما يلزم لح ظ حقوق موكله إذا‬

‫‪3 - R. Rodiére et E. du pontavice, op. cit, n°277, p 252 .‬‬


‫‪ - 6‬المادة ‪ 22‬من المرسوم التن يذي رقم ‪ 81-82‬المؤرخ في ‪ 2882/81/84‬المحددة لنظام إستغال الموانئ وأمنها‪.‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪81.‬‬
‫‪ - 1‬المادة ‪23‬و‪ 26‬من ن س المرسوم‪.‬‬
‫‪2 - M. BENAMAR , op.cit , p07.‬‬

‫‪45‬‬
‫تبين وجود أي نقص أو تلف ولكنه ال يملك مقاضاة الناق ‪ .‬وإذا كانت البضاعة ستعبر‬
‫الحدود الجمركية فعليه إتخاذ اإلجراءات الجمركية الالزمة ويجب عليه ح ظ البضائت‬
‫وإيداعه في مخازنه أو أخذ المخازن المخصصة لذلك‪ ،‬وله أن يقوم بتجميت البضائت‬
‫المتجهة لوجهة واحدة إذا تعدد موكلوه أصحاب هذه البضائت ولكنه ال يلتزم بالتأمين إال‬
‫إذا كلف بذالك صراحة‪.‬‬

‫كما أنه يختار وسيلة النق التي حددها الموك و التي فوضه في إختيارها وهو‬
‫يعلن عن ص ته كوكي عن صاحب البضاعة المراد شحنها‪ .‬و يزوده بالنصح عن وسيلة‬
‫المستندات الالزمة التي يستطيت‬ ‫أك ـر ن عا وأمنا ويقوم بتسليم موكله ك‬ ‫النق‬
‫بمقتضاهاإستيالم البضاعة‪.‬‬
‫و المالحظ هنا أن وكي العبور يرتبط بموكله عن طريق عقد الوكالة يخضت للقواعد‬
‫في نق‬ ‫العامة التي تحكم عقد الوكالة‪ .‬فهو ليس بناق إلن إلتزامه الرئيسي ال يتم‬
‫)‪(1‬‬
‫البضاعة‪ .‬كما ال يعتبر وكيال بالعمولة إلنه ال يتعاقد باسمه الشخصي‪.‬‬

‫‪ -3‬د‪ /‬محمود بريري‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬


‫‪1 - R. Rodiére et E .du pontavice , op.cit, n° 281, p260.‬‬

‫‪46‬‬
‫المبحـث الثانـي ‪ :‬الشروط الخاصة المتطلبة لرفع دعوى المسؤولية ضد الناقل‬
‫البحري للبضائـع ‪.‬‬

‫تطلب التشريت البحري الجزائري على غرار أغلبية التشريعات شروطا خاصة‬
‫يجب على المدعى مراعاتها قب رفعه لدعواه ضد الناق ‪ ،‬كما تعرضت االت اقيات‬
‫الدولية لهذه المسألة‪.‬‬

‫و تتجسد هذه الشروط في أمرين‪ :‬أولهمـا ‪ :‬وجوب احترام أج االحتجاج أي‬


‫القانوني إلبداء التح ظات من الطرف الذي تسلم البضاعة (المطلب األو )‪.‬‬ ‫األج‬
‫وثانيهمـا ‪ :‬في وجوب مراعاة أج التقادم‪ ،‬أي رفت الدعوى خال مدة زمنية محددة‬
‫(المطلب ال اني)‪.‬‬

‫المطلـب األول ‪ :‬احترام أجل إبـداء االحتجاج‬


‫يقتضي المنطق أن تبدأ مطالبة الناق بإخطاره والتح ظ بشأن حالة البضاعة ليتبين‬
‫ما لحقها من هالك أو تلف ليعلم الناق ما حدث مما قد يؤدي إلى فض الخالف وديا دون‬
‫حاجته إلى دخو في دعاوى قضائية وما يترتب عليها من ضياع للوقت‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫و تكتسي التح ظات أهمية بالغة في مجا النق البحري‪ ،‬فغيابها يعنى تسليم الناق‬
‫البضاعة بالحالة الموصوفة في سند الشحن‪ ،‬مما يدفت للتساؤ حو شروط صحة هذه‬
‫التح ظات أو االحتجاج (ال رع األو )‪ ،‬و حو مضمونها و األ ار المترتبة عليها (ال رع‬
‫ال اني)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬شـروط صحة االحتجاج‬


‫تقضي المادة ‪ 212‬من ق‪.‬ب‪.‬ج بأن كي ية التحقق من البضاعة يجب أن توضت بناء‬
‫على ات اق األطراف وهذا في حالة ما إذا تم النق بو يقة أخرى غير سند الشحن‪،‬‬
‫وتوضح المادة ‪ 211‬وما يليها من ق‪.‬ب‪.‬ج األشكا المعتمدة في االحتجاج وميعاده‪ ،‬كما‬
‫تعرضـت ك من معاهـدة بروكسـ وهامبورغ لهذه المسألة في المـادة ‪ 1‬سادسـا‬
‫و الـمادة ‪.12‬‬

‫أوال ‪ :‬ميعاد االحتجـاج‬


‫حددت المادة ‪ 220‬ق‪.‬ب‪.‬ج وقت تقديم التح ظات "قب أو عند التسليم" وهو مـا‬
‫أكدتـه المحكمة العليـا عندنا في عدة قرارات الصادرة عنها نذكر منها القرار المؤرخ في‬
‫‪ .1222/02/66‬والذي نقض قرار مجلس قضاء مستغانم وهذا األسباب التالية‪" :‬ولما تبين‬
‫أن قضاة الموضوع رفضوا دعوى الطاعنة الرامية إلى تعويض‬ ‫من قضية الحا‬
‫الخسائر الالحقة بالبضائت على أساس أنها أفرغت من ‪ 62‬ماي إلى ‪ 61‬جوان ‪ 1211‬وأن‬
‫تقرير الخبير المتعلق بالخسائر حرر في‪ 1211/06/61‬أي بعد تاري إنزالها من الباخرة‪.‬‬
‫و أنهم بقضائهم كما فعلوا فإن قضاة المجلس خرقوا مقتضيات المادة ‪ 220‬من القانون‬
‫البحري التي تشترط تقديم التح ظات قب أو في وقت التسليم البضاعة وليس في وقت‬
‫ت ريغهـا‪.)1("...‬‬
‫و هنا فإنه ي رق المشرع الجزائري‪ ،‬و على غرار أغلبية التشريعات ومعاهدتي‬
‫بروكس وهامبورغ بين األضرار الظاهرة وغير الظاهرة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫فإذا كانت األضرار ظاهرة‪ ،‬فإن االحتجاج يجب أن يتم تقديمه عند أو قب التسليم‬
‫طبقا للمادة ‪ 220‬ق‪.‬ب‪.‬ج والمادة ‪ 1‬سادسا من معاهدة بروكس بينما يمتد هذا األج في‬
‫التشريت المصري(‪ )2‬إلى يومي العم التاليين ليوم تسليم البضاعة‪ ،‬بينما‬

‫‪-1‬قرار المحكمة العليا‪ ،‬ع‪.‬ت‪.‬ب مؤرخ في ‪ ،1661/81/22‬المجلة القضائية الجزائرية المرجت السابق ‪ ،‬ص ‪238.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 236‬من قانون التجارة البحرية المصري ‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 12‬من ات اقية هامبورغ على أال يتجاوز يوم العم الذي يلي مباشرة تسليم‬
‫البضائت للمرس إليه‪.‬‬
‫أما إذا كانت األضرار غير ظاهرة‪ ،‬فيجب أن يتم االحتجاج في التشريت‬
‫الجزائري ومعاهدة بروكس في أج أقصاه ‪ 1‬أيام من تاري التسليم على خالف ما هو‬
‫مقرر في التشريت المصري وإت اقية هامبورغ اللتين تحددانه بأج ‪ 12‬يوم التالية ليوم‬
‫التسليم مما ي تح المجا للتحايالت والغش(‪.)1‬‬
‫و قد خالف القانون العراقي األحكام السابقة بجعله مدة تقديم التح ظ شهرا كامال‬
‫سـواء كان الضرر ظاهرا أم خ يا‪ ،‬و هو حكم ال يتماشى مت مقتضيات النق البحري و‬
‫مت حجم العالقات البحرية التي تتطلب الحسم السريت(‪.)6‬‬
‫ويخص هذا األج الهالك الجزئي وليس الكلي وهو ما يستخلص من عبارة "إذا‬
‫حصلت خسائر أو أضرار بالبضاعة" (المادة ‪ 220‬ق‪.‬ب‪.‬ج)‪ .‬كما أن سريان ميعاد‬
‫االحتجاج هو من يوم التسليم وبما أن الهالك الكلي ي ترض اخت اء البضائت كليا أي عدم‬
‫تسليمها إطالقا‪ ،‬فإن ذلك يعني أن المقصود بالهالك هو الهالك الجزئي‪ ،‬الذي ي ترض‬
‫وصو البضائت لمكان التسليم مت وجود عجز بها‪.‬‬
‫ويختلف هالك البضاعة عن تل ها‪ ،‬فهالكها يعني إما أنها لم تص أصال أي لم يتم‬
‫تسليمها وهنا يكون الهالك كليا وإما أنها وصلت وبها عجز في مقدارها فيكون هالكا‬
‫(‪)1‬‬
‫وهو ما‬ ‫جزئيا‪ ،‬أما التلف في قصد به وصو البضاعة كاملة لكنها مصابة بأضرار‪.‬‬
‫أدى بمشرعنا إلى إستعما عبارة الخسائر" والتي قصد بها الهالك و"األضرار" التي‬
‫يعني بها التلف‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪1 – F.Odier, Les reformes apportés par les règles de Hambourg au régime de l’action de‬‬
‫» ‪responsabilité, le point de vue armateurs, « l’entrée en vigueur des règles de Hambourg‬‬
‫‪IMTM 1992, P96.‬‬
‫‪ – 2‬د‪ /‬لطيف جبر كوماني‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬دار ال قافة والنشر والتوزيت‪ ،‬عمان‪ ،1664 ،‬ص‪162.‬‬
‫‪ – 3‬دة‪ /‬سوازن على حسن‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪.220‬‬

‫و السؤا المطروح هنا‪ :‬ما معيار الت رقة بين األضرار الظاهرة والغير الظاهرة‬
‫؟‬
‫في الحقيقة ال يوجد معيار محدد يمكن على أساسه إقامة هذه الت رقة بطريقة‬
‫محددة و مؤكدة و إنما هو معيار متغير من دعوى إلى أخرى‪ ،‬أي معيار مرن‪.‬‬
‫ولقد حاولت محكمة إستئناف باريس وضت معيار مرن للغاية وهذا في حكمها‬
‫المؤرخ في ‪ 1222/02/02‬حيث قالت ‪ " :‬يعتبر الضرر ظاهرا إذا أمكن إدراكه والتنبه له‬
‫من خال فحص سريت للبضاعة ال يحتاج لخبرة أو لوسائ خاصة لكش ه"‪ ،‬حيث‬
‫اعتبرت المحكمة أن الضرر ظاهرة في هذه الدعوى ويمكن كش ه من خال حاسة الشم‪،‬‬
‫ذلك أن األمر يتعلق ببضاعة متم لة في آالت ميكانيكية وعند اتخاذ إجراءات تسليمها‬
‫للمرس إليه تبين بأنه تنبعث منها رائحة شديدة من زيت المحرك مما يوجب ل ت النظر‬
‫(‪)1‬‬
‫إلى وجود عيب فني بها"‪.‬‬
‫و إنه يستحسن أن تبقى هذه المسألة متروكة للسلطة التقديرية لقاضي‬
‫الموضوع لتقديرها إذا كان الضرر ظاهرا أم غير ظاهر ‪.‬‬
‫كما تضمنت ات اقية هامبورغ أحكاما خاصة تتعلق بحالة تأخير في تسليم‬
‫البضاعة وحددت ميعاد االحتجاج بـ ‪ 20‬يوما متصلة تلي مباشرة يوم التسليم(‪.)6‬‬

‫ثانيــا ‪ :‬شكل االحتجـاج‬


‫و يتحدد المبدأ العام هنا و كما هو واضح من نص المادة ‪ 220‬ق‪.‬ب‪.‬ج‪ ،‬بوجوب‬
‫إيراد التح ظات في شك كتابي‪ .‬و لكن ي ار تسائ مضمونه ه لهذه الكتابة شك معين‬
‫ومن له الحق في إجرائه ؟‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ – 1‬د‪ /‬عباس مصط ى المصري ‪ ،‬المرجت السابق ‪،‬ص ‪312.‬‬
‫‪ - 2‬المادة ‪ ، 0 / 16‬معاهدة هامبورغ‪.‬‬
‫أـ تبليـغ االحتجاج مكتوبا للناقـل‬
‫تعرض البضائت على المرس إليه أو مم له الذي له الحق في أن يتحقق مقدما من‬
‫حالتها وحجمها ويتعين عليه أن يتبث وجود الضرر أو ال قدان‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد‪ ،‬فإن المادة ‪ 220‬ق‪.‬ب‪.‬ج تنص على أنه في حالة تحقق خسائر أو‬
‫أضرار بالبضاعة‪ ،‬يقوم المرس إليه أو مم له بتبلي الناق أو مم لة كتابيا في ميناء‬
‫الت ري قب أو في وقت التسليم البضاعة‪.‬‬

‫و بالرغم من إشتراط المادة ‪ 220‬ق‪.‬ب‪.‬ج لتبلي التح ظ كتابيا إال أنها لم تشترط‬
‫شكال خاصا للكتابة‪ .‬األمر الذي يمكن معه أن يتم توجيه اإلحتجاج عن طريق محضر‬
‫قضائي أو بموجب رسالة موصى عليها وبأي وسيلة أخرى‪ .‬و يكون االحتجاج صحيحا‬
‫(‪)1‬‬
‫مهما كان شكله‪ ،‬إذا بت أنه بل للناق خال المهلة القانونية‪.‬‬

‫و يرى جانب من القضاء ال رنسي بضرورة أن ياتي االحتجاج بالشك المقرر في‬
‫المادة ‪ 102‬من القانون التجاري ال رنسي وهو خطاب مسج أو عن طريق المحضر وإال‬
‫فإنه ال يكون منتجا أل ره القانوني‪ .‬و ذهب جانب آخر إلى عدم ضرورة التزام بشك‬
‫معين فهو صحيح قانونا ولو كان ش هيا في البداية طالما اطمأنت المحكمة من وقائت‬
‫الدعوى إلى أنه وص إلى علم الناق عند تسليم البضاعة وأنه قام بإ باته كتابة بحضور‬
‫(‪) 6‬‬
‫المرس إليه على سند الشحن‪.‬‬

‫بينما ذهبت محكمة النقض المصرية في حكم حديث لها إلى أنـه ‪:‬‬
‫" ال يك ي لصحة االحتجاج البحري مجرد إرساله للناق خال األج المنصوص عليـه‪...‬‬
‫وإنمـا يجـب إ بات تسليمه له فال يك ى في هذا تسليم الخطاب المتضمـن‬

‫‪51‬‬
‫‪ - 1‬المادة ‪ 2/ 55‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ – 2‬د‪ /‬عباس مصط ى المصري ‪ ،‬المرجت السابق ‪،‬ص ‪.222‬‬
‫(‪)1‬‬
‫االحتجـاج إلـى هيأة البريـد‪".‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن قواعد هامبورغ في المادة األولى منها قد أتت بتحديد‬
‫المدلو القانوني لبعض المصطلحات الواردة ضمنها والتي من بينها مصطلح "الكتابة"‬
‫حيث ورد بال قرة ‪ :1‬أن مدلو الكتابة يشم من بين ما يشم البرقية والتلكس وبتالي أي‬
‫وسيلة أخرى تؤدي بطبيعتها إلى التح ظ في صورة كتابية‪ .‬ذلك أن الوسائ السابقة الذكر‬
‫لم ترد في االت اقية على سبي الحصر ‪ ،‬وإنما جاءت على سبي الم ا ‪ .‬وفي األخير فإن‬
‫المشرع الجزائري أقر على غرار معاهدة بروكس ‪ ،‬بعدم ضرورة التبلي الكتابي إذا‬
‫(‪)6‬‬
‫كانت البضائت محققا فيها حضوريا عند التسليم‪.‬‬
‫وإذا طلب أحد األطراف إجراء خبرة قب تسلمه الشيء المنقو أو ال ة أيام‬
‫(‪)1‬‬
‫التالية للتسليم‪ ،‬يكون طلبه بم ابة احتجاج‪ ،‬وال مجا عندئذ للقيام بإجراء االحتجاج‪.‬‬

‫ب ـ صاحب الحق في توجيه االحتجـاج‬


‫تلزم المادة ‪ 220‬ق‪.‬ب‪.‬ج المرس إليه أو مم له تبلي الناق أو مم له كتابيا عما لحق‬
‫البضاعة من خسائر أو أضرار‪ .‬وفي الواقت أنه يمكن توجيه االحتجاج من ك صاحب‬
‫شأن أو مصلحة في البضاعة‪ ،‬فيجوز أنه يوجه من حام سند الشحن ولو كان دائنا‬
‫مرتهنا ومن مشتري البضاعـة ولو لم تصله المستندات‪.‬‬
‫كما يمكن توجيه االحتجاج من نائب المتضرر (وكيله) كوكي العبور م ال عندما‬
‫يتسلم البضاعة من الناق األو ‪ ،‬أو من وكي الحمولة عندما يتسلم البضاعة من الناق‬
‫لحسـاب موكلـه المرسـ إليه‪ ،‬وكذلك ك من عهد له المرس إليه لتسلم البضاعة‪،‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ – 1‬قرار محكمة النقض المصرية ‪ ،‬المؤرخ في ‪ ، 1995/02/25‬منشور بمجموعة أحمد حسني ‪ ،‬ملحق قضاء‬
‫النقض البحري‪،‬دار منشآة المعارف باألسكندرية ‪ ، 1991 ،‬مشار إليه من قب عباس مصط ى المصري ‪ ،‬المرجت‬
‫السابق ‪،‬ص ‪.225‬‬
‫‪ – 2‬المادة ‪ 2/090‬ق‪.‬ب‪.‬ج و المادة ‪ 2‬سادسا من معاهدة بروكس ‪.‬‬
‫‪ – 2‬المادة ‪ 2/55‬ق‪.‬ت‪.‬ج ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫إذ يقت على عاتقهم جميعا واجب المحافظة على حقوق المضرور في مواجهة الناق ‪.‬‬

‫ويوجه االحتجاج إلى الناق في ميناء التسليم حيث ال تكتشف األضرار إال عند‬
‫التسليم‪ ،‬ويترتب على توجيه اإلحتجاج إلى ك من الناق المتعاقد أو الناق ال علي ن س‬
‫األ ر‪ .‬كما يجوز توجيهه إلى الناق سواءا عن طريق نائبه القانوني وهو الربان أو نائبه‬
‫(‪)6‬‬
‫و لقد ورد حكم عن محكمة استئناف الكويت يناقش هذه‬ ‫اإلت اقي كوكي الس ينة‪.‬‬
‫المسألة حيث قضى بأنه‪:‬‬
‫" ليس للناق أن يتمسك بعدم صحة االحتجاج البحري قب من وجهه إليه في‬
‫الموعد الذي حدده القانون متى بت أن هذا االحتجاج قد صدر ممن له الحق في توجيهه‬
‫ولو كان خالف المرس إليه‪ ،‬ما دامت هناك رابطة بينهما يقرها القانون وتكون محال‬
‫(‪)1‬‬
‫لحمايته تتيح إجراء هذا التح ظ وتوجيهه‪"...‬‬

‫ج ـ مضمون االحتجـاج‬
‫ورد نص القانون البحري الجزائري‪ ،‬على غرار نظيره ال رنسي‪ ،‬عاما فأشار‬
‫إلى ضرورة توجيه االحتجاج عن الخسائر أو األضرار‪ ،‬بينما نص المادة ‪ 22‬ق‪.‬ت‪.‬ج‬
‫والمادة ‪ 180‬ق‪.‬ت‪.‬ف على وجوب أن يكون االحتجاج مسببا‪ ،‬ويتطلب القضاء ال رنسي‬
‫أن يكـون االحتجاج محددا‪ .‬أي أن يذكر فيه الضرر على وجـه التحديــد و يوضح فيه‬
‫طبيعة وحجم الضرر‪ .‬فـال يك ى في هذا الصدد التأشير على سند الشحن بوجود خسارة‬
‫أو ضرر‪ ،‬فالتح ظات العامة ال توضح بالتحديد طبيعة التلف أو الهالك‬

‫‪53‬‬
‫‪– 1‬د‪ /‬سوزان على حسن‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪266.‬‬
‫‪ – 2‬د‪ /‬كما حمدى‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر باإلسكندرية‪،2888 ،‬ص‪.484‬‬
‫‪ -3‬حكم محكمة اسئناف العليا بالكويت‪ ،‬دائرة التجارية ال انية‪ 1618/80/80 ،‬المشار إليه من قب عباس مصط ى‬
‫المصري‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪.328‬‬

‫و أهمية وعدد الطرود التي تل ت‪ ،‬و ال تساعد المضرور في الحصو على تعويضات‬
‫(‪) 1‬‬
‫المستحقة‪.‬‬
‫و يقصد بالتح ظ أو االحتجاج إحاطة الناق علما بالعجز أو الضرر المدعى به‬
‫وبأن المرس إليه ال يرتضيه ويتمسك بحقوقه الناشئة عنه‪ ،‬ليتمكن من إعداد أدلته‬
‫استعدادا لدعوى المسؤولية‪ .‬وعليه فإن علم الناق بالعجز عند التسليم ال يع ى المرس‬
‫إليـه من توجيه التح ظ حتى ي صح عن موق ه من هذا العجز‪ .‬كما يشترط في التح ظ‬
‫حتى يح ظ حق المرس إليه قب الناق ‪ -‬أن يسلم للناق أو لوكيله أو ي بت امتناعه عن‬
‫استالمه‪ ،‬فيجب أن يتضمن االحتجاج ما أصاب البضاعة من هالك أو تلف وماهية هذا‬
‫الهالك أو التلف‪ .‬و ال يعتبر احتجـاجا ذلك االحتجاج الذي يرس قب تسلم البضاعة‪ ،‬أو‬
‫يقوم على مجرد أضرار محتملـة وفـي هـذا ذهبت محكمة النقض المصرية في قرار‬
‫صادر ‪ 1221/02/61‬إلى أنه ‪:‬‬
‫" يجب أن يبين للناق ماهية العجز أو التلف وأن يكون معبرا عن سخط المرس‬
‫إليه وعدم رضاه عن ذاك وأن يستد منه على تحديه وإصراره بالتمسك بحقه في‬
‫(‪)6‬‬
‫مواجهة الناق ‪"...‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن كال من معاهدتي بروكس و هامبورغ قد أشارتا إلى حد‬
‫أدنى يتضمنه التح ظ بشأن البضاعة المشحونة وهو ضرورة توضيح ماهية الهالك أو‬
‫التلف أو كما جاء في معاهدة هامبورغ توضيح الطبيعة العامة لهذا الهالك أو التلف‪.‬‬

‫وفي حكم لمحكمة اإلسكندرية صدر سنة ‪ 1211‬في دعوى تنطبق عليها أحكام‬
‫ات اقية بروكس لسندات الشحن لعام ‪ ،1261‬التي كان اإلحتجاج الصادر من المرس إليه‬
‫غير موضح به الضرر على وجه التحديد فاعتبرت إستيالم المرس إليه للبضاعة‬

‫‪54‬‬
‫‪1- Cass,com,12 décembre 1962,,D.M.F 1963, p219.‬‬
‫‪ – 2‬د‪ /‬عباس مصط ى المصري‪ ،‬المرجت السابق ص ‪.321‬‬

‫يعتبر قرينة على أن الناق قد سلمها بالحالة الموصوفة بها في سند الشحن وبالتالي لم‬
‫(‪)1‬‬
‫تأخذ بعين االعتبار هذا االحتجاج‬

‫الفـرع الثاني ‪ :‬أثـار االحتجـاج‬

‫إن المرس إليه الذي ال يقوم بعم االحتجاج البحري وتوجيهه في المواعيد‬
‫المقررة قانونا يواجه خطر قرينة التسليم المطابق حيث ي ترض أنه قد تسلم البضاعة‬
‫بالحالة الموصوفة بها في سند الشحن‪.‬‬

‫و يطرح التساؤ حو ما إذا كان فوات ميعاد تقديم التح ظ يترتب عليه سقوط‬
‫الدعوى من عدمه‪ ،‬وما نوع القرينة التي يشكلها االحتجاج حالة وقوعه‪ ،‬أي ه هي‬
‫قرينة قاطعة أم بسيطة؟‬

‫أوال ‪ :‬قرينـة التسليم المطابـق‬

‫إذا تم تن يذ عقد النق البحري بدقة ووصلت البضاعة إلى ميناء الوصو دون أن‬
‫تصاب بأضرار أو بتلف فإن تسليمها للمرس إليه بهذه الحالة ودون تح ظ منه يضت‬
‫نهاية لعقد النق البحري وإللتزامات الناق الناشئة عنه‪.‬‬

‫أ‪ -‬مفهـوم التسليـم ‪:‬‬

‫تعرف المادة ‪ 2/136‬ق‪.‬ب‪.‬ج التسليم بأنه ‪" :‬تصرف قانوني يلتزم الناق بموجبه‬
‫بتسليم البضاعة المنقولة إلى المرس إليه أو مم لة القانوني مت إبداء قبوله لها ما لم ينص‬
‫على خالف ذلك في و يقة الشحن‪.".‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ -1‬د‪ /‬عباس مصط ى المصري‪ ،‬المرجت السابق ص ‪.322‬‬

‫ويعرفه ال قيه روديار (‪ ،)Rodière‬بأنه ‪" :‬العم القانوني الذي من خالله يتمم‬
‫الناق التزامه الجوهري‪ ،‬وهذا بتسليمه البضاعة للمرس إليه (أو إلى مم له) الذي يقب‬
‫(‪)1‬‬
‫البضاعة التي نقلت لهذا الغرض"‪.‬‬

‫فبتمام عملية التسليم ينقضي عقد النق وتنتهي به التزامات الناق ومسؤوليته وهو‬
‫(‪)6‬‬
‫فال ينقضي عقد النق البحري إال بتسليم البضائت إلى‬ ‫رأي المحكمة العليا الجزائرية‪.‬‬
‫المرس إليه أو مم له القانوني تسليما فعليا بحيث تنتق إليه حيازتها ويتمكن من فحصها‬
‫(‪) 1‬‬
‫و التحقق من مقدارها‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه سبق للمحكمة النقض ال رنسية إعتماد ن س الموقف معتبرة‬
‫أن التسليم يجسد عملية تحوي حيازة البضائت من الناق إلى المرس إليه‪ )1(.‬فالتسليم إذن‬
‫هو انتقا الحيازة ال علية للبضائت إما إلى المرس إليه أو إلى مم لة القانوني أما خارج‬
‫نطاق هؤالء األشخاص فال تتم عملية التسليم بم هومها القانوني وتظ مسؤولية الناق‬
‫عن البضائت قائمة لعدم انقضاء عقد النق (‪.)2‬‬
‫وتعتبر عملية التسليم عملية هامة ألسباب التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬فهي تضت حدا لعقد النق البحري بتسليم البضاعة إلى المرس إليه أو إلى مم له القانوني‬
‫وينتق بذلك االلتزام بالمحافظة على البضاعة إلى غير الناق ‪.‬‬
‫‪ -‬تنطلق من تحققها احتساب مواعيد التقادم دعوى المسؤولية التي يمكن أنة ترفت ضد الناق‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬تسمح بحساب مدة التأخير‪ ،‬الذي يلزم الناق بتعويض المتضرر عنه(المادة ‪ 102‬ق‪.‬ب‪.‬ج)‬

‫‪1 - R.Rodière, droit maritime, Tome 2 , Op.Cit, n°545, p182.‬‬


‫‪ -2‬قرار المحكمة العليا‪ ،‬غ‪.‬ت‪.‬ب‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،1663/12/28‬المجلة القضائية المرجت السابق ‪ ،‬ص‪21.‬‬
‫‪ – 3‬دة‪ /‬سوزان على حسن ‪ ،‬المرجت السابق ‪ ،‬ص ‪12.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪4 - Cass.com ,5 juillet 1994 , BT 1994 , p582.‬‬
‫‪ – 0‬دة‪ /‬سوزان على حسن ‪ ،‬المرجت السابق ‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -‬تبدأ معها انطالق مواعيد إبداء التح ظات الصادرة من المرس إليه أو من مم له القانوني‬
‫(‪)1‬‬
‫وهذا عن األضرار الالحقة بالبضائت (المادة ‪ 220‬ق‪.‬ب‪.‬ج)‬

‫‪1‬ـ زمــان ومكان التسليم ‪:‬‬


‫من المقرر في التشريت البحري الجزائري‪ ،‬أن عقد النق البحري ال ينقضي‬
‫فالعبرة بالتسليم وليس بالت ري ‪ ،‬طبقا للمادة ‪212‬‬ ‫بت ري البضاعة في ميناء الوصو‬
‫و‪ 106‬ق‪.‬ب‪.‬ج وطبقا لما إستقر عليه إجتهاد المحكمة العليا عندنا في عدة قرارات(‪.)6‬‬

‫قانوني يتعلق بالتسليم(‪ ،)1‬وسريان مسؤولية الناق عن‬ ‫و يطرح غالبا مشك‬
‫األضرار والخسائر والمخاطر األخرى الالحقة بالبضائت خال مكو ها بالرصيف أو في‬
‫مخازن مقاو المناولة والتشوين و في انتظار وصو المرس إليه لتسلمها‪ .‬فإذا كان‬
‫التسليم يضت حدا لعقد النق البحري‪ ،‬فإنه ليس من السه معرفة أين ومتى تتم هذه‬
‫العملية؟ عند تباد سندات الشحن مت الناق أو من ينوب عنه أو عند وضت هذه البضاعة‬
‫بين أيدي مقاو المناولة أو عند رفت البضاعة من قب المرس إليه ن سـه‬

‫‪1 - F.Boukhatmi, op.Cit, p138.‬‬


‫‪2- M.Mahraz,la notion de livraison en droit Maritime,journal El Waten, 25/09/1997.‬‬
‫‪ -‬قرار المحكمة العليا‪ ،‬غ‪.‬ت‪.‬ب‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،1666/86/21‬المجلة ال ضائية الجزائرية المرجت السابق المذكورة‬
‫سابقا‪ ،‬ص ‪ ،146‬حيث قررت‪ ..." :‬ومن المستقر عليه قضاء أن التسليم بالمعنى القانوني يتم عندما يعرض الناق أو‬
‫مم له البضائت للمرس إليه‪ ،‬ويحص على القبو من طرفه‪ ،‬ولما بت من –قضية الحا ‪ -‬أن قضاة االستئناف أخلطوا‬
‫بين التسليم والت ري حينما اعتبروا أن وصو الباخرة إلى الميناء وت ري البضاعة بم ابة التسليم القانوني‪ ،‬ومتى كان‬
‫ذلك استوجب النقض"‪.‬‬
‫‪3 - P.Postel-Debord, contreverse sur la livraison à Marseille B.T.L 1991, p431.‬‬
‫‪A.CHAO, Transport par mer, livraison maritime, une notion fixe dans une espace variable,‬‬
‫‪B.T1994 p516.‬‬

‫‪57‬‬
‫و لو كان ذلك بعد عدة أشهر‪ ،‬إن لم نق سنوات من مكو ها بالميناء؟ (‪.)1‬‬

‫ومن خال ما تقدم يتضح أنه ال يمكن أن يقت التسليم قب ت ري سواء في القانون‬
‫الجزائري أو في القانون ال رنسي‪ ،‬و هو ن س الحكم المعمو به في معاهدة بروكس ‪،‬‬
‫بينما لم تبين معاهدة هامبورغ ذلك واكت ت بنص على أنه يتم للمرس إليه دون تحديد‬
‫وقت التسليم (المادة ‪ 6/1‬ب) وما عدا ذلك فإن لألطراف الحرية في تحديد زمان و مكان‬
‫التسليم(‪.)6‬‬

‫و يقت التسليم عند وصو الس ينة هذا الوصو الذي قد يكون محددا باالت اق‪ ،‬وإال‬
‫على الناق أن يسلم البضاعة في الميعاد الذي ي ترض أن الناق يقوم فيه بالتسليم في‬
‫الظروف المما لة ويسعى المرس إليه تلقائيا إلى ميناء الوصو في الموعد المحدد في‬
‫سند الشحن‪ ،‬ولقد قضت محكمة النقض المصرية في قرارها المؤرخ في ‪1211/01/62‬‬
‫بأن‪" :‬عقد النق ينشأ التزامات على عاتق الناق والمرس إليه‪ ،‬ومنها التزام هذا األخير‬
‫بالتقدم إلستيالم البضاعة دون حاجة إلخطاره متى كان هذا الموعد معلوما‪ ،‬سواءا‬
‫بالنص عليه في سند الشحن أو سل ا لشحن البضاعة على خط مالحي منتظم معلنة‬
‫مواعيده"‪.‬‬

‫ومما ال شك أن تقدم وسائ اإلتصا تتيح إمكانية اإلستعالم والتحقق من الوصو‬


‫في الموعد أو حدوث تأخير‪ .‬أما إذا لم يكن هناك موعد محدد فيتحتم على الناق إخطار‬
‫المرس إليه بوصو الس ينة حتى يتسنى لهذا األخير التوجه للميناء لالستيـالم البضاعـة‪،‬‬
‫كمـا يلـزم الناقـ بإجراء هذا اإلخطار إذا حدث تأخير في‬

‫‪1 - A.Drâa, le transporteur maritime face aux risques et aléas de la phase portuaire, le‬‬
‫‪phare, n°3 Juillet 1999, p3.‬‬
‫‪2 - M.Remond- Gouilloud, droit maritime , op.Cit, n°568 , p324.‬‬

‫‪58‬‬
‫الموعد المحدد أو كان النق يتم على خطوط غير منتظمة ولم يكن هناك موعد محدد‬
‫سل ا(‪.)1‬‬
‫وك يرا ما تتضمن سندات السحن بعض الشروط تتعلق بتحديد فترة المسؤولية‬
‫كشرط التسليم "تحت الروافت" (‪ ،)Sous palan‬بعد وضت البضاعة على الرصيف‪،‬‬
‫والغرض منها استبعاد مسؤولية الناق عن ال ترة الالحقة‪ .‬ولقـد قـرر القضاء ال رنسي‬
‫أنه بالنسبة لما "جاء في شرط رقم ‪ 2‬المدرج في سند الشحن مح الدعوى المرفوعة‬
‫والذي ي يد إنتهاء مسؤولية الناق بتسليم البضاعة تحت الروافت فإن ذلك ال يتعارض مت‬
‫ما هو مقرر قانونا من أن التسليم يقت الحقا لت ري التام للبضاعة بمعرفة الناق ذلك أن‬
‫المقصود من هذا الشرط هو وضت البضاعة على الرصيف"(‪.)6‬‬
‫كما أوضحت محكمة ايكس في حكم الحق لها أن مسؤولية الناق البحري ال‬
‫تنتهي في ظ هذا النظام (‪ )Sous palan‬إال إذا أ بت الناق أنه قام بتسليم البضاعة فعال‬
‫للمرس إليه و ال يمكن اعتبار مسؤولية الناق منتهية في لحظة إخراج البضائت من‬
‫الس ينة ووضعها تحت الروافت(‪.)1‬‬
‫كما أنه قد يحدث ما يعوق رسو الس ينة داخ الميناء فهنا يتم ت ري البضاعة على‬
‫الصناد " ‪ ."Allèges‬و يرى األستاذ روديار أن ل ظ الت ري الوارد معاهدة بروكس‬
‫يجب فهمه في اإلطار الذي ي هم به في فرنسا تسلم وتسليم "تحت الروافت" فالمحاكم‬
‫المختل ة‬ ‫هذا الشرط على الوسائ‬ ‫و أشكا‬ ‫ال رنسية تقوم بإجراء توفيق لصي‬
‫والمتطورة لعمليات الت ري في الموانئ وبالتأكيد فإن ت ري يغطي فقط عمليات وضت‬
‫البضاعة على الصناد و لكنه ال يغطي عملية النق بهذه الوسيلة حتى الميناء فهذه‬

‫‪ – 1‬د‪ /‬محمود بريري‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪. 364‬‬


‫‪2 - M.Remond- Gouilloud, droit maritime , op.Cit, n° 568, p324.‬‬
‫‪3 - Aix, 29 Juin 1972, D.M.F 1972, p281.‬‬

‫‪59‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫و يمكن لألطراف اإلت اق على أن‬ ‫العملية تأتي الحقة لعملية الت ري بم هومها الدقيق‬
‫أي من لحظة التي نقلت فيها البضاعة بواسطتها (‪.)6‬‬ ‫يتم تسلم البضاعة على الصناد‬

‫‪ -6‬التسليم للهيأة إحتكارية بالمينـاء‬


‫يتولى عمليات الشحن والت ري والتسلم والتسليم في بعض الموانئ هيئة عمومية‬
‫إحتكارية على غرار ما كان مقررا في الجزائر(‪ .)1‬والسؤا الذي ي رض ن سه هنا هو‬
‫لحساب من تقوم الهيئات اإلحتكارية بعملية التسليم؟ أي ه يعتبر تسليم الناق للبضاعة‬
‫المنقولة لهذه الهيأة بم ابة تسليم قانوني ينتهي به عقد النق البحري؟‪.‬‬
‫و يرى األستاذ روديار (‪ )Rodière‬أنه إذا كانت هذه الهيئة اإلحتكارية هي من‬
‫تتولى عملية التسليم فهي التي يقت عليها عبء إجراء التح ظات عن الخسائر أو‬
‫األضرار الالحقة بالبضاعة و أن تخل ها عن إجراءها يشك خطأ في جانبها‪ ،‬و هو‬
‫الشيء الذي يؤدي إلى التساؤ عن وضعية المرس إليه وأين يتجه للمطالبة بالتعويض؟‬
‫أي ه يتوجه بهذا الطلب إلى الناق الذي يدفت بقرينة التسليم المطابق لغياب التح ظات‬
‫أم يتم تقديمه أمام الهيأة االحتكارية التي تدفت بأنها غير ملزمة بإجراء التح ظات(‪.)1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن قضاة الموضوع بالجزائر ك يرا ما كانوا يعتبرون الخسائر‬
‫الالحقة بالبضائت أ ناء ت ري تكون تحت مسؤولية المؤسسة المينائية على أساس ‪:‬‬
‫‪ -‬أن عقد النق البحري ينتهي بالت ري‬
‫‪ -‬أن عملية الت ري محتكرة في الموانئ الجزائرية‬

‫‪1 - R.Rodière, droit maritime , Tome 2 , op.Cit, n° 510, p148 .‬‬


‫‪2 - M.Remond -Gouilloud, droit maritime , op.Cit, n° 568 , p324 .‬‬
‫‪3 - A.Vialard, le code Maritime Algérien, D.M.F 1980, p303 :‬‬
‫والذي يشير إلى ‪ SONAMA‬والتي نظمها األمر المؤرخ في ‪ 6‬أفري ‪1611.‬‬
‫‪4 R.Rodière, Régime de manutention en Algérie, BT 1978, p 122.‬‬
‫إن المادة ‪ 121‬وما يليها من ق‪.‬ب‪.‬ج القديم تكلف المؤسسة المينائية بت ري البضاعة‬
‫وحراستها وح ظها‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ومن ذلك ما قرره مجلس قضاء الجزائر في ‪" 1221/16/62‬أن الناق البحري غير‬
‫مسؤو عن تصرفات المؤسسة المينائية ولم تكن له أي عالقة مت هذه المؤسسة التي لها‬
‫حق االحتكــار بموجب المادة ‪ 122‬من القانون البحري"‪.‬‬
‫غير أن المحكمة العليا رفضت هذا الت سير بحجة ‪:‬‬

‫‪ -‬أن المادة ‪ 210‬ق‪.‬ب‪.‬ج تشير إلى أن الناق يبدأ بعمليات فك وإنزا البضائت بعد‬
‫الوصو إلى المكان المت ق عليه‪.‬‬
‫‪ -‬المرسوم ‪ 601-11‬المؤرخ في ‪ 1221/10/11‬قد ألغى جميت المقتضيات‬
‫التنظيمية التي تمنح للمؤسسات ذات الطابت االقتصادي االحتكار في النشاط أو‬
‫تسويق المنتوجات أو الخدمات‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 121‬وما يليها ق‪.‬ب‪.‬ج (الملغاة) تنظم العالقة بين الناق البحري ومقاو‬
‫الشحن والت ري وليس المرس إليه(‪.)1‬‬
‫مت مالحظة أن المحكمة العليا عندنا تطبق المادة ‪ 106‬ق‪.‬ب‪.‬ج تطبيقا صارما‪ ،‬معتبرة أن‬
‫التسليم ال يمكن أن يتم إال للمرس إليه أو مم له وليس للمؤسسة المنائية (‪.)6‬‬

‫كما صدر قرار بتاري ‪ 1221/02/62‬أوضح "أنه يمكن لقضاة الموضوع أن‬
‫يقرروا مسؤولية الناق البحري تجاه المرس إليه عن الخسائر الالحقة بالبضائت عمال‬
‫بالمادة ‪ 106‬ق‪.‬ب‪.‬ج و أن يقضوا في ن س الحكم في حالة توفر الشروط القانونية‬
‫المنصوص عليها في المواد ‪ 121‬وما يليها من القانون البحري‪ -‬على عام الشحـن‬

‫‪ – 1‬ذ‪/‬حسان بوعروج‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪. 22‬‬


‫‪ -2‬قرار المحكمة العليا‪ ،‬الغرفة التجارية والبحرية‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،1661/81/22‬المجلة القضائية الجزائرية‪،‬‬
‫المرجت السابق ص‪.21‬‬
‫و الت ري بدفعه للناق البحري قيمة التعويضات التي حكم بها على هذا األخير استنادا‬
‫إلى عقد النق "(‪.)1‬‬

‫‪61‬‬
‫أما في فرنسا فقد أقر قضاؤها صراحة أن تسليم البضاعة لهذه الشركات‬
‫االحتكارية في ميناء الوصو يؤدي قانونا إلى إنتهاء عقد النق البحري وبالتالي إلى‬
‫تن يذ الناق إللتزامه‪ .‬و لقد اعتبر هذا القضاء أن هذه الهيأة المحتكرة تقوم بعملها لحساب‬
‫المرس إليه باستالمها للبضاعة من الناق ‪ ،‬و هي بذلك تقوم بعم الواقت على عاتق‬
‫هذه الحالة يعتبر تسليما قانونيا تبرأ به ذمة‬ ‫وكي الح مولة وعليه فإن التسليم في م‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ ،‬فبمجرد تسلم البضاعة من الناق تقوم عالقات مباشرة بين هذه الهيأة و‬ ‫الناق‬
‫المرس إليه‪.‬‬
‫وانتقد هذا الموقف في فرنسا فهو و إن كان يتماشى مت معاهدة بروكس إال أنه ال‬
‫ينطبق مت أحكام القانون البحري ال رنسي الذي ينص على انقضاء عقد النق البحري‬
‫بتسليم البضاعة إلى المرس إليه‪ ،‬فالمبرر الذي اعتمده هذا القضاء هو إعتبار الهيأة‬
‫اإلحتكارية بم ابة وكي للحمولة بالرغم أن ن س هذه الهيئة هي وكي الس ينة مما يعني‬
‫أيضا الناقـ ‪ .‬و‬ ‫أن هذه الهيئات االحتكارية ليست فقط مم لة للمرس إليهم و لكنها تم‬
‫هنا يصعب تحديـد اللحظـة التـي تتحو فيها هذه الهيئة من وكي للس ينة إلى وكي‬
‫(‪)1‬‬
‫للحمولة‪.‬‬
‫و الجدير بالذكر أن معاهدة هامبروغ لسنة ‪ 1221‬قد تضمنت حكما بخصوص هذه‬
‫المسألة حيث نصت صراحة في مادتها ‪( 6/1‬ب) أن الناق يكون قد قام بتن يذ إلتزامه‬
‫بتسليم البضاعة وبالتالي انقضاء مسؤوليته إذا قام بتسليمها في ميناء الوصو إلى سلطة‬
‫أو طرف الث آخر يتعين تسليمها له طبقا للقوانين واللوائح المعمو بها في‬

‫‪ – 1‬ذ‪/‬حسان بوعروج‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪22.‬‬


‫‪2 - Paris, 10 Juillet 1981, D.M.F, 1981, p 723, note P.Boulay :‬‬
‫" الذي يعتبر أن تدخ هيأة إحتكارية يضت بالضرورة نهاية لتن يذ عقد النق البحري "‪.‬‬
‫‪3 - F.Boukhatmi, op.Cit, p144.‬‬

‫هـذا الميناء‪ ،‬فالناق هنا يجري تسليما للبضاعة بين أيدي هيئة احتكارية وليس له حرية‬
‫اختيار مقاو للقيام بهذه العمليات(‪.)1‬‬

‫ب ـ مدلـول التسليم المطابق ‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫قد يحدث أن تلحق بالبضاعة أضرار أ ناء رفعها وسحبها من على أرص ة الميناء‬
‫أو من المستودعات المخزنة بها وكذلك قد يحدث ذلك أ ناء نقلها وت ريغها في مح‬
‫المرس إليه‪ ،‬ولذا فإن عدم تح ظ هذا األخير أ ناء اإلستيالم يجع من الصعب تحديد ما‬
‫إذا كانت األضرار التي أصابت البضاعة قد حد ت أيناء تن يذ عقد النق وحتى التسليم أم‬
‫أنها حد ت بعد التسليم ال علي‪ .‬وهذا ما حدى بالتشريعات النق المختل ة إلى وضت قرينة‬
‫لصالح الناق مؤداها أن إستيالم المرس إليه للبضاعة دون تح ظات ي ترض معه أنه‬
‫تسلمها بالحالة الموصوفة بها في سند الشحن(‪ .)6‬وبم هوم المخال ـة فإن حصو اإلحتجاج‬
‫في موعده مستوفي لشروطه القانونية يشك قرينة على أن البضائت لم تسلم على نحو ما‬
‫هي موصوفة في سند الشحن‪ ،‬والقرينة في الحالتين بسيطة يجوز إ بات عكسها بكافة‬
‫طرق اإل بات حيث أن األمر يتعلق بواقعة مادية(‪.)1‬‬

‫و يالحظ هنا أن المواعيد المحددة في القانون البحري الجزائري لتقديم اإلحتجاج‬


‫أك ر توافقا في تقدير مت متطلبات عملية نق البضائت حيث كم العمليات ضخم وتم ي‬
‫األطراف ذوي الشأن أ ناء عملية اإلستيالم متحقق نظرا للقيمة اإلقتصادية الكبيرة لم‬
‫هذه العمليات في الغالب‪ .‬وعليه فإن تقرير ميعاد إضافي يزيد عن الميعاد المحدد على‬
‫غرار ما قررته معاهدة هامبورغ قد ي ير مشاك كبيرة في العم ‪ ،‬ألن البضاعة‬

‫‪ – 1‬د‪ /‬عباس مصط ى المصري‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪366.‬‬


‫‪– 2‬ذة‪/‬فاطمـة مستيري‪ ،‬عقد النقـ البحري للبضائت في القانون البحري الجزائري المجلة القضائية الجزائرية‪،‬‬
‫المرجت السابق ص ‪11.‬‬
‫‪ – 3‬د‪/‬كمـا حمدي ‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪.486‬‬

‫إستلمها المرس إليه وأصبحت في حيازته وطالما أنه لم يتح ظ بشأنها عند اإلستيالم فإن‬
‫قرينة التسليم المطابق تسري في مواجهته وله بطبيعة الحا إ بات العكس‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫وما يخ ف إلى حد ما من هذه األمور هو أن وسائ اإل بات تكون مح تقدير من‬
‫قاضي الموضوع وله أن يحكم بما يراه مت قا ومتطلبات العدالة إن ظهر من الوقائت‬
‫المطروحة أمامه أن مة حقا ألحد المتنازعين‪.‬‬

‫ثانيـا ‪ :‬أثر فوات ميعاد االحتجاج على سقوط الدعوى‬


‫تنص المادة ‪ 22‬ق‪.‬ت‪.‬ج على سقوط ك دعوى ضد الناق من أج التلف أو‬
‫الضياع الجزئي إذا لم يبادر المرس إليه أو أي شخص يعم لحساب أحدهما بإجراء‬
‫التح ظ في ظرف ال ة أيام من تاري اإلستيالم غير أن القانون البحري الجزائري‪ ،‬على‬
‫(‪)1‬‬
‫فإنه لم يعتمد هذا الح فجاء نص المادة ‪ 220‬ق‪.‬ب‪.‬ج على‬ ‫غرار نظيره ال رنسي‬
‫إعتبار أن عدم القيام بالتح ظات بشك قرينة على أن البضائت مستلمة حسب ما تم‬
‫وص ها في سند الشحن لغاية بوت العكس‪.‬‬
‫و هنا فإن المرس إليه يعطى الحق في رفت دعوى المسؤولية ضد الناق ‪ ،‬غير أنه‬
‫يقت عليه عبء إ بات وجود األضرار أو الخسائر بك الوسائ الممكنة و إن كان يبقى‬
‫من الصعب إقامة الدلي العكسى بالنظر إلى وجوب إ بات وقوع الضرر قب تسلمه‬
‫(‪)6‬‬
‫البضاعة‪.‬‬
‫واعتمد القضاء الجزائري هذا الح في عدة قرارات صادرة من المحكمة العليا‪،‬‬
‫ف ي قرارها المؤرخ في ‪ 1222/02/11‬حيث أكدت على أن "‪ ...‬عدم تقديم التح ظات‬
‫حسب الشروط المطلوبة في المادة ‪ 168‬من القانون البحري ال يؤدي على سقوط حق‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 01‬من مرسوم ‪ 31‬ديسمبر ‪ 1644‬والتي جاءت مخال ة لنص المادة ‪ 180‬من ق‪.‬ت‪.‬ف‪.‬‬
‫‪2 - L.LAVERGNE, les transports par mer, MOREUX 5ème ed,1975, n°175, p119‬‬
‫‪- C.MILLER, le transport sous connaissement en droit anglais, " le transport maritime‬‬
‫‪sous connaissement l heure du marché commun", paris1966, p81.‬‬

‫المرسـ إليـه النقضـاء المهلـة ب يسمح له بتقديم الدلي العكسـي‪".‬‬


‫كما أكدت في قرار أخر مؤرخ في ‪ 1222/02/16‬أن ‪":‬عدم تقديم التح ظات في‬
‫األجا المنصوص عليها في المادة ‪ 220‬ال يؤدي إلى تقادم دعوى المرس إليه أو إلى‬

‫‪64‬‬
‫سقوط حقه في المطالبة لكن يسمح له بإ بات الخسائر أو األضرار الالحقة بالبضائت‬
‫حسب الطرق القانونية التي تنص عليها المادة ‪ "220‬وفي ن س القرار اعتبرت "أن شهادة‬
‫عدم الت ري المسلمة من قب وكي الس ينة تشك الدلي العكسى المنصوص عليه في‬
‫(‪)1‬‬
‫المادة ‪."220‬‬
‫و في قرارها المؤرخ في ‪ 1222/02/02‬حيث أكدت أن ‪.." :‬عدم تقديم المرس إليه‬
‫لتح ظاته في اآلجا المذكورة في المادة ‪ 220‬من القانون البحري ال يؤدي إلى سقوط‬
‫حق المرس إليه ب تبقى حقوقه قائمة حسب المادة ‪ 211‬من القانون البحري ويتم إ بات‬
‫(‪)6‬‬
‫ذلك بجميت الوسائ ‪"...‬‬
‫و في جميت األحوا فإن التح ظات وإن وجهها المرس اليه للناق في المواعيد‬
‫المقررة لها قانونا إال أنها ال يمكن أن تقطت بمسؤولية الناق عن األضرار التي لحقت‬
‫(‪)1‬‬
‫بالبضاعة ولكن يلزم تقويتها بعناصر أخرى لإل بات‪.‬‬

‫وإذا حدث عش من الناق أو أحد تابيعه أدى إلىتعدر قيام المرس إليه بتوجيه‬
‫احتجاجه للناق في المواعيد المقررة قانونا فهنا تترك هذه المسألة للقواعد العامة والقاعدة‬
‫المقررة في هذا الشأن من أن "الغش ي سد ك شيء‪ .".‬ولقد حكم في فرنسا من أن‬
‫التحاي الواقـت مـن الناق الـذي أدى إلـى منـت المرسـ إليـه من فحـص‬
‫ميعاد تقديم االحتجاج قد انقضى‪ ،‬فالدفت بعدم قبو دعوى المسؤولية والتمسك بقرينة‬

‫‪ – 1‬ذ‪/‬حسان بوعورج‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪21.‬‬


‫‪ - 2‬قرار المحكمة العليا‪،‬غ‪.‬ت‪.‬ب المؤرخ في‪ ،1644/81/86‬المجلة القضائية الجزائرية‪،‬المرجت السابق‪،‬ص ‪160.‬‬
‫‪3 -G.FRAIKIN,Traité de la responsabilité du transporteur maritime,Paris 1957,n°393, p20.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫التسليم المطابق مواجهة المرس إليه ي ترض قيامه ب حص البضاعة قب إستيالمها‪.‬‬

‫المطلـب الثاني ‪ :‬مراعاة األجل المحدد لرفع الدعـوى‬

‫‪65‬‬
‫للتخ يف من المطالبات ضـد الناقـ وح اظـا علـى أدلـة اإل بـات‪ ،‬أرسـت االت اقيـات‬
‫الدولية والتشريعات البحرية الوطنية أحكاما خاصة لتقادم دعوى المسؤولية في مادة النق‬
‫البحري‪ ،‬وتختلف مدة تقـادم دعـوى األصـلية (ال ـرع األو ) عـن دعـوى الرجـوع (ال ـرع‬
‫ال اني) ولمـا كـان حكـم وقـف وإنقطـاع التقـادم يسـري علـى الـدعوتين سـأتعرض إليـه فـي‬
‫ال رع ال اني‪.‬‬

‫الفـرع األول ‪ :‬تقادم الدعوى األصليـة‬


‫يقصد بالتقادم المسقط ‪ " :‬مرور فترة من الـزمن محـددة قانونـا تعطـي للمـدين دفعـا‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫في مواجهة الدائن يؤدي على إنقضاء حقـوق تتقـادم بعـد تمسـك ذي المصـلحة بهـا "‬
‫و يقتضي التعـرف علـى حكـم تقـادم الـدعوى األصـلية بيـان أسـاس هــذا التقــادم و مدتـه و‬
‫لحظة بدء إحتساب هذه المدة ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬أساس التقــادم‬


‫نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 211‬ق‪.‬ب‪.‬ج على تقادم ك دعوى ضد الناق‬
‫است ناء عن المبدأ المقرر في المادة ‪216‬‬ ‫يكون بمرور عام واحد‪ ،‬وهو بذلك يشك‬
‫ق‪.‬ب‪ .‬ج والتي تقضي بتقادم الدعوى الناتجة عن عقد النق البحري بمرور سنتين من‬
‫يوم التسليم أو اليوم الذي كان يجب أن يسلم فيه البضاعة والتقادم السنوي منصـوص‬

‫‪1 - ROUEN, 28 Novembre 1963, B.T 1964, p20.‬‬


‫‪ – 2‬ذ‪ /‬محمد أمين مزيان ‪ ،‬التقادم المسقط في القانون المدني الجزائري ‪ ،‬رسالة ماجستير في القانون الخاص ‪،‬‬
‫جامعة السانية وهران ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 1666‬ص ‪. 82‬‬
‫عليه في المادة ‪ 3‬من معاهدة بروكس بينما مدت ات اقية هامبورغ هذا اآلج في المادة‬
‫‪ 28‬منها إلى سنتين يحتسب من تاري التسليم‪.‬‬
‫فرض المشرع في مادة النق البضائت تقادما قصيرا مدته سنة رغبة منه في‬
‫تص ية عملية النق في أسرع وقت ممكن‪ ،‬حماية من ناحية لناق حتى ال تتراكم عليه‬

‫‪66‬‬
‫المطالبات على نحو قد يعجز معه على الوفاء بها‪ ،‬وللتخوف من ضياع أدلة اإل بات‪،‬‬
‫وحماية من ناحية أخرى للطرف الضعيف في العقد حتى ال يرهقه الطرف اآلخر‬
‫باشتراط مدة تقادم مسرفة في القصر ال تتيح له الوقت الكافي لتحضير دعـواه (‪.)1‬‬

‫(‪)6‬‬
‫فإنه ال يجوز أن يتم‬ ‫و عمال بما هو ابت من خال نصوص القانون المدني‬
‫التقادم في مدة تختلف عن تلك المادة التي حددها القانون‪ ،‬ويعني ذلك اعتبارها ملزمة‬
‫ألطراف العقد ليس لهما أن يت ق على تعديلها إطالة أو نقصانا إذ هي من النظام العام ال‬
‫يجوز أن يترك تحديدها لمشيئة األطراف المتعاقدة‪ .‬و تبعا لذلك فإنه يقت باطال اإلت اق‬
‫قصير مدة تقادم الدعاوي الناشئة عن عقد النق البحري للبضائت‪ .‬على أنه يمكن مخال ة‬
‫القاعدة السال ة الذكر في حالة اإلت اق على إطالة مدة التقادم‪ ،‬وهو ما عبر عنه المشرع‬
‫الجزائري في المادة ‪ 6/211‬ق‪.‬ب‪.‬ج "بيد أنه يمكن تمديد هذه المدة إلى عامين بات اق مبرم‬
‫بين األطراف بعد وقوع الحادث الذي ترتب عليه رفت الدعوى"‪ .‬ولم تنـص إت اقيــة‬
‫هذا االت ـاق فقـام بعـض الشك حو صحته‪ ،‬وحسـم برتوكو‬ ‫بروكسـ علـى جـواز م‬
‫هذا اإلت اق بشرط أن يكــون الحقا لوقوع السبب‬ ‫‪ 1221‬األمر بالنـص على صحـة م‬
‫في الدعـوى‪ .‬وأجـازت إت اقيـة هامبـورغ إطالة مدة التقادم في أي وقت‪ ،‬يشـرط أن يقـت‬
‫ذلك بإعــالن كتابـي يصـدر مـن المدعـى عليــه لصالــح المدعـي‪ ،‬ويجوز تكرار إطالة‬
‫المـدة‬

‫‪– 1‬د‪ /‬كما حمدي ‪ ،‬المرجت السابق ‪ ،‬ص ‪. 413‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 322‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عـدة مـرات بن ـس الكي يــة‪.‬‬
‫و إن ما جاءت به معاهدة هامبورغ ال يؤدي إلى تص ية الدعاوى بشك سريت‬
‫ويمكن أن يترتب عليه تراكم مدة دعاوي على الناق الواحد فإن إطالة التقادم إلى مدة‬
‫عامين كحد أقصى هو موقف سليم لدى المشرع الجزائري‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫و يجوز لمن تقرر التقادم لمصلحته التناز عنه صراحة أو ضمنا كعرض الناق‬
‫بعد انقضاء مدة التقادم تسوية العجز الالحق بالبضاعة تسوية ودية أو مناقشة مقدار‬
‫التعويض المستحق للمرس إليه‪ .‬غير أنه يشترط في هذا التناز في ما يلي ‪:‬‬
‫بوته أي قب اكتما مدته‪ ،‬والسبب في ذلك خشية‬ ‫‪ -‬ال يجوز التناز عن التقادم قب‬
‫المشرع من فقدان نظام التقادم لقيمته الحقيقية‪ ،‬ألنه لو أجيز ذلك‪ ،‬فإن الدائن سي رض‬
‫شروطه على المدين في ك حالة‪ ،‬ومن م حظر المشرع النزو عن الحق في التقادم‬
‫بوتـه‪.‬‬ ‫قبـ‬
‫(‪)6‬‬
‫و‬ ‫‪ -‬يجب أال يترتب على النزو عن الحق في التمسك بالتقادم ضررا يلحق الدائنين‪.‬‬
‫هذا‬ ‫على الرغم من أن مدة التقادم من النظام العام إال أن الدفت بالتقادم ال يكتسب م‬
‫الوصف في ك األحوا ‪ ،‬و من ذلك أنه ال يجوز للمحكمة الحكم به من تلقاء ن سها‪ ،‬ب‬
‫يجب على صاحب الحق فيه الدفت به أمام المحكمة في أية حالة كانت عليها الدعوى‪ ،‬أي‬
‫سواء أمام محكمة أو درجة أو أمام الجهة الخاصة بالنظر في االستئناف‪ ،‬ولكن ال‬
‫يجوز الدفت به ألو مرة أمام المحكمة العليا (‪.)1‬‬
‫ثانيـا ‪ :‬بـدء سريان التقادم‬
‫يعتبر التقادم في مادة النق البحري تقادما مسقطا‪ ،‬وتبدأ مدته من تاري التسليم أو‬
‫من تاري الذي كان يجب أن يتم فيه التسليم‪.‬‬

‫‪ – 1‬د‪/‬محسن ش يق‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪.116‬‬


‫‪ -‬المادة ‪ 6/28‬من معادة هامبورغ‪.‬‬
‫‪ - 2‬المادة ‪ 322‬ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫‪ - 3‬دة‪ /‬سوزان على حسن‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪.261‬‬
‫أـ حالـة حصـول تسليم البضائـع‬

‫إذا كان مة تسليم للبضائت فإن المدة تحتسب من تاري التسليم‪ ،‬وإذا استغرق‬
‫التسليم عدة أيام فإنها تحسب من تاري االنتهاء من وضت البضاعة كاملة في حيازة‬
‫المرس إليه‪ ،‬والمقصود باالستيالم البضائت هو االستيالم المادي أو ال علي لها من جانب‬
‫صاحب الحق فيها بحيث تنتق إليه حيازتها ويتمكن من فحصها والتحقق من حالتها‪ .‬وهو‬

‫‪68‬‬
‫ما ذهبت إليه المحكمة العليا الجزائرية في قرارها المؤرخ في ‪ 1222/02/02‬المشار إليه‬
‫سابقا والذي يوضح موق ها بخصوص إحتساب مدة التقادم من يوم التسليم(‪.)1‬‬
‫و تبعا لذلك فإنه ال يعتبر التسليم الحكمي أو الرمزي الذي يحص بتسليم سند‬
‫البضاعة إلى الريان فال يسرى التقادم من هذا التاري وإنها من تاري‬ ‫الشحن الذي يم‬
‫التسليم ال علي للبضائت‪ ،‬وبناء عليه فال يعتبر تسليما فعليا تسليم البضائت إلى مصلحة‬
‫الجمارك ألنها ليست نائبا عن المرس إليه في استيالم البضائت وإنما هي تتسلم البضائـت‬
‫وفقا لما يقرره لها القانون من حق بغية الوفاء بالرسوم المستحقة على البضائت (‪. )6‬‬

‫ب – حالـة عدم حصول تسليم البضائع‬


‫في حالة ما إذا لم يكن مة تسليم للبضائت فإن مدة احتساب التقادم يبدأ من التاري‬
‫الذي كان يجب أن يتم فيه التسليم‪.‬‬
‫وفي حالة هالك البضاعة هالكا كليا‪ ،‬فإنه ليس هناك تسليم فإنه يحتسب ميعاد‬
‫التقادم ابتداء من التاري المت ق على التسليم فيه‪ ،‬أو في الميعاد الذي يسلمها فيه الناق‬
‫العادي في ظروف مما لة إذا لم يكن مة إت اق سابق عن مدة بشأنها ‪.‬‬

‫‪ - 1‬قرار المحكمة العليا‪،‬غ‪.‬ت‪.‬ب‪ ،‬المؤرخ في ‪،1664/81/86‬المحلية القضائية الجزائرية‪،‬المرجت السابق‪،‬ص ‪16.‬‬


‫‪ – 2‬د‪ /‬كما حمدي ‪ ،‬المرجت السابق ‪ ،‬ص ‪. 410‬‬

‫وي ار التساؤ حو حساب مدة التقادم في حالة ما إذا لم يتقدم صاحب الحق في‬
‫تسلم البضائت أو حضر وامتنت عن تسلمها‪ ،‬و تقتضي اإلجابة عن هذا التساؤ الت رقة‬
‫بين فرضين‪ :‬األول هو عدم تسلم صاحب الحق البضاعة مت علمه بتاري وصو الس ينة‬
‫والثاني هو عدم تسلمه البضاعة بسبب عدم علمه بوصو الس ينة المعلوم‪.‬‬
‫ف ي الحالة األولى يبدأ حساب التقادم من تاري وصو الس ينة المعلوم ‪ ،‬أما في‬
‫الحالة ال انية فيتعين على الناق إخطار صاحب الحق بموعد وصو الس ينة فإذا لم‬
‫يحضر صاحب الحق في البضاعة لتسلمها فإنه يجب على الناق إيداع البضاعة على‬
‫ذمة أصحابها في المخازن المعدة لذلك وعلى ن قتهم بأمر يصدر من رئيس المحكمة على‬
‫ذي عريضة ويخطر المرس إليه أو صاحب الحق في البضاعة بهذا اإلجراء أي إيداع‬

‫‪69‬‬
‫البضائت في المخازن ليصبح تاري اإلخطار أو تاري إيداع البضائت هو التاري الذي‬
‫يبدأ به حساب مدة التقادم‪.‬‬
‫أما إذا رفض صاحب الحق في البضاعة تسلمها أو امتنت عن دفت أجرة النق أو‬
‫أية مصاريف أخرى ناشئة عن النق تحتسب مدة التقادم من تاري رفض االستيالم ألن‬
‫الحكم بخالف ذلك يعتبر بم ابة إطالة لمدة التقادم وبالتالي بقاء مسؤوليته الناق معلقة‬
‫ومرهونة بمشيئة صاحب الحق‪ )1(.‬وهذا الح يتطابق مت ما ذهب إليه المشرع الجزائري‬
‫في المادة ‪ 21‬ق‪.‬ت‪.‬ج بنصه على تقادم ك دعوى ناشئة عن عقد نق األشياء بمرور سنة‬
‫واحدة و بأن تحسب هذه المدة في حالة الضياع الكلي ابتداء من يوم الذي كان يجب فيه‬
‫تسليم الشيء المنقو وفي جميت األحوا األخرى من تاري تسليمه للمرس إليه أو‬
‫عرضه عليه‪.‬‬

‫‪– 1‬دة‪ /‬سوزان على حسن‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪.266‬‬

‫الفـرع الثانـي ‪ :‬تقادم دعاوي الرجـوع‬


‫ت ترض دعوى الرجوع أن تكون هناك دعوى تعويض مقامه بص ة رئيسة ضد‬
‫الشخص الذي يقيم دعوى الرجوع‪ ،‬وال بد أن تقام دعوى الرجوع في المدة التي حددها‬
‫القانون إذا تعداها سقط حقه في الرجوع‪ .‬و هنا سأتعرض أيضا لحكم وقف وإنقطاع‬
‫التقادم‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مدة تقادم دعاوى الرجــوع‬


‫تنص المادة ‪ 211‬ق‪.‬ب‪.‬ج على أنه "يمكن رفت دعاوى الرجوع حتى بعد إنقضاء‬
‫المدة المذكورة في المادة ‪ 211‬على أال تتعدى ال ة أشهر من اليوم الذي يسدد فيه من‬
‫رفـت دعـوى الرجوع المبل المطالب به أو يكون هو ن سه استلم تبليـ الدعـوى"‪ .‬و‬

‫‪70‬‬
‫يطرح التساؤ حو ما إذا كانت مدة ال ة أشهر تدخ ضمن السنة المحددة للتقادم‬
‫األصلي أم تضاف إليها؟ ومتى يبدأ سريان هذه المدة ؟‪.‬‬
‫يبدأ هذا األج من يوم إقامة الدعوى على رافت دعوى الرجوع أو من اليوم الذي‬
‫قـام فيه هـذا األخير بتسوية المطالبة‪ ،‬وتعتبر مدة السنة مضافا إليها ال ال ة أشهر هي‬
‫المـدة القصـوى‪ .‬وقضت المحكمة العليا الجزائرية في قرارها المؤرخ في ‪:1222/02/02‬‬
‫إليه تم يوم ‪ 01‬ديسمبر ‪ 1220‬وأن دعوى الشركة‬ ‫"‪ ...‬إن تسليم البضائت للمرس‬
‫اآلجا‬ ‫الجزائرية لتأمين رفعت يوم ‪ 10‬نوفمبر ‪ 1221‬وبذلك جاءت الدعوى داخ‬
‫القانونية المنصوص عليها في المادة ‪ 211‬من القانون البحري وال مجا لتطبيق المادة‬
‫‪ 211‬من القانون البحري"(‪.)1‬‬
‫و لقد أجاز القانون إطالة مدة التقادم مما يسمح بإقامة دعوى الرجـوع بعد انقضـاء‬
‫هذا األج مـت بقاء المدة المضافة هي دائما ال ة أشهر(‪.)6‬‬

‫‪ - 1‬قرار المحكمة العليا‪ ،‬غ‪.‬ت‪.‬ب‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،1661/80/84‬المجلة القضائيةالجزائرية ‪ ،‬المرجت السابق‪،‬‬


‫ص‪.166‬‬
‫‪2 - M.Remond- Gouilloud, droit maritime, op.Cit, p618, p353.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن محكمة باريس رفضت إخضاع دعاوي الرجوع‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬على خالف محكمة‬ ‫المرفوعة من قب الناق للنظام المعمو به في القانون البحري‬
‫أكس والتي اعتبرت دعوته كباقي دعاوى األخرى وتخضت لن س النظام(‪ . )6‬ويعتبر الح‬
‫األخير األجدر باالتباع‪ ،‬ذلك أن ما يطبق على دعوى المقامة ضد الناق يجب تطبيقه‬
‫على الدعوى المرفوعة من هذا األخير ضد من تسبب في تحمله المسؤولية ‪ ،‬إذ أنه في‬
‫الحياة العملية غالبا ما يقيم صاحب الحق دعواه ضد الناق في آخر اللحظة في المدة التي‬
‫حددها القانون إلقامة هذه الدعوى‪ ،‬أي في نهاية السنة التي قررها لها القانون‪ ،‬األمر‬
‫إمكانية للرجوع ضد الشخص‬ ‫(المدعى عليه) ك‬ ‫الذي يؤدي إلى فقدان الناق‬
‫المسؤو (‪ .)1‬و عليه فإنه المنطقي أن تمنح مدة ال ال ة أشهر المنصوص عليها قانونا‬
‫للناق سواء كان رجوعه ضد أحد الناقلين المتتابعين أو غيره من األشخاص المحتم‬
‫تدخلهم في عملية النق والمتسبب في األضرار الالحقة بالبضاعة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫هذا و إنه لم يرد بمعاهدة بروكس لسنة ‪ 1261‬أي نص يتعلق بدعاوي الرجوع‬
‫مما أ ار حولها وحو مدة تقادمها جدال كبيرا وقد جاء برتوكو ‪ 1221‬في مادته األولى‬
‫ال قرة ال ال ة بما يسد هذا النقص ‪ ،‬إذ قرر إضافة فقرة جديدة إلى المادة ال ال ة من‬
‫المعاهدة برقم ‪ 2‬مكرر نصها كاآلتي‪" :‬يمكن رفت دعوى الرجوع بالضمان ضد الغير‬
‫ولو بعد إنقضاء السنة المنصوص عليها في ال قرة السابقة‪ ،‬إذا رفعت هذه الدعوى خال‬
‫المدة التي يحددها قانون المحكمة التي تنظر الدعوى‪ ،‬ومت ذلك فإن المدة يجب أال تق‬
‫عن ال ة أشهر من يوم قيام رافت دعوى الضمان بتسوية المطالبة أو من تاري إقامة‬
‫الدعوى عليه"‪.‬‬
‫و بذلك فإن هذا النص يترك لدو المتعاقدة أمر تنظيم المدة التي يتعين خاللها‬
‫رفت دعوى الرجوع في قوانينها الخاصة بشرط أن ال تق هذه المدة عن ال ة أشهر‬

‫‪1 - Paris, 23 Octobre 1981, DMF 1982, p540, note Achard.‬‬


‫‪2 - Aix-en- Provence, 16 Mars 1982, D.M.F 1982, p540, note Achard.‬‬
‫‪3 - M.Tilche,recours entre professionnels, pièges de l’action en garanties ,B.T1995, p828.‬‬
‫من يوم قيام رافت الدعوى الضمان بتسوية المطالبة أو من يوم إقامة الدعوى عليه(‪.)1‬‬
‫أما معاهدة هامبورغ فإنها أجازت في المادة ‪ 60‬أجازت دعوى الرجوع في حدود‬
‫المهلة المسموح بها في قانون الدولة التي تتخذ فيها اإلجراءات ويجب أال تق هذه المهلة‬
‫عن ‪ 20‬يوما تبدأ من يوم قيام رافت دعوى الضمان بتسوية المطالبة أو من يوم تاري‬
‫إقامة الدعوى عليه‪.‬‬
‫و الحقيقة أن إنقاص مدة دعوى رجوع في معاهدة هامبوروغ أي فائدة لصاحب‬
‫الحق في الرجوع ومدة ال ة أشهر تبقى مدة معقولة ترضي جميت األطراف إذ يجب‬
‫خلق توازن بين المصالح المتعارضة للمتنازعين‪ ،‬ألنه بت ضي مصالح طرف على آخر‬
‫لن يساهم في تطوير القانون البحري وتوحيده ‪.‬‬

‫ثانيـا ‪ :‬حكم وقف وإنقطاع التقـادم‬


‫سأتعرض فيما يلي إلى ك من وقف مدة التقادم و إنقطاع مدة التقادم ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫أـ وقف مدة التقـــادم‬
‫و المقصود بوقف مدة التقادم هو وقف هذه المدة لحين إنتهاء الحدث الذي تسبب‬
‫في وقف الدعوى‪ ،‬على أن تتم بعدها تكملتها تبقى من هذه المدة(‪ .)6‬و عليه يسرى التقادم‬
‫كلما وجد مانت يتعذر معه على الدائن أن يطالب بحقه و لو كان مانعا أديبا(‪. )1‬‬
‫ويعني ذلك أن وقف التقادم يتطلب أن يكون رفت الدعوى مستحيال على المدعى إستحالة‬
‫مطلقة‪ ،‬ويكون مة وقف للتقادم إذا تم اإلت اق على عدم رفت الدعوى خال مدة‬

‫‪ – 1‬د‪ /‬أحمد محمود حسني‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪.332‬‬


‫‪ – 2‬د‪/‬عبد الرزاق السنهوري ‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني ‪ ،‬الجزء التاست ‪ ،‬أسباب كسب الملكية ‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية القاهرة ‪ ،1642‬ص ‪. 1842‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 314‬ق‪.‬م‪.‬ج والتي تنص على انه‪ ":‬ال يسرى التقادم كلما وجد مانت مبرر شرعا يمنت الدائن من المطالبة‬
‫بحقه‪ ،‬كما ال يسرى فيها بين األص والنائب وال يسرى التقادم الذي ال تزيد مدته عن خمس سنوات في حق عديما‬
‫األهلية و الغائبين والمحكوم عليهم بعقوبات جنائية إذا لم يكن لهم نائب قانوني"‪.‬‬
‫معينة ألن المدعى يكون ممنوعا إت اقا من رفت الدعوى(‪ . )1‬ويشترط هنا أن يكون وقف‬
‫التقادم واضحا و صريحا (‪ . )6‬وحتى مت وجود إت اق واضح وصريح فال يست يد من وقف‬
‫التقادم إال الشخص الذي تم اإلت اق لصالحه و هو ما قضت به إحدى المحاكم ال رنسية‬
‫في قضية تتعلق بنق للمبرادات كان المرس إليه قد أطا مدة التقادم الدعوى ‪ 2‬أشهر‬
‫لصالح الناق يستطيت من خاللها إقامة دعواه ضد المرس إليه للمطالبة بأجرة النق ‪،‬‬
‫فقضت المحكمة بأن المرس إليه ال يست يد من هذه المدة في دعواه المقامة على الناق ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ويتم وقف التقادم أيضا عندما يستحي تماما على صاحـب الحق‬ ‫وقضت بتقادم الدعوى‬
‫االدعاء أمام القضاء بالقانون أو بإت اق األطراف أو بالقوة القاهـرة‪ .‬و كذا متى نتجت‬
‫االستحالة عن فع المدين ن سه كما هو الحا إذا ذكر أن ال واتير تم دفعها للناق‬
‫آلخر(‪ .)1‬ويترتب على وقف التقادم أن المدة التي تم وقف سريان التقادم خاللها ال تحسب‬
‫ضمن مدة التقادم‪ ،‬وتحسب المدة السابقة والمدة الالحقة على ذلك ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫ب ـ إنقطــاع التقادم‬
‫يقصد به الحالة التي إذا توافرات أسبابها أدت إلى إعتبار المدة التي مضت من‬
‫التقادم كأن لم تكن ‪ ،‬و بالتالي ال بد من البدء بمدة تقادم جديدة كاملة وبهذا يختلف‬
‫أسباب اإلنقطاع التقادم فيما يلي‪:‬‬ ‫االنقطاع عن الوقف‪ ،‬وتتم‬

‫(‪)2‬‬
‫‪1‬ـ األسبـاب التي ترجع إلى الدائن‬
‫و تتحدد بما يلـــي ‪:‬‬
‫ـ المطالبة القضائية‪ :‬ينقطت التقادم الساري لمصلحة المدين إذا رفت الدائن دعوى أمام‬
‫القضـاء مطالبا فيهـا حقه‪ ،‬حتى ولو رفعت إلى جهة قضائيـة غير مختصـة‪،‬‬

‫‪– 1‬د‪ /‬كما حمدى‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪. 412‬‬


‫‪2 - Cass, 27 Février 1993, BT 1993, p473.‬‬
‫‪3 - Aix- en- Provence, 7 Février 1990, BT 1990, p698.‬‬
‫‪4 - Aix en –Provence 21 juin 1978, BT 1978, p556.‬‬
‫‪ - 0‬المادة ‪ 311‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫ومن م فإن المطالبة الش وية أو الكتابية طالما ظلت بين الدائن والمدين ال تقطت التقادم‪.‬‬
‫ويجب أن تكون المطالبة القضائية موجهة من الدائن إلى المدين فإذا وقـت العكس‪،‬‬
‫كأن يرفت المدين دعوى يطالب فيها ببراءة ذمته من الدين‪ ،‬أو إلبطا السند الم بت فيه‬
‫الدين فإن هذه الدعوى ال تقطت التقادم‪ ،‬و كذلك إذا رفت الدعوى م تركها‪ ،‬أو قضي‬
‫بسقوط الخصومة فإن ك ما ترتب على رفت الدعـوى يسقط تبعا لسقـوط الخصومة و‬
‫(‪)1‬‬
‫يؤدي إلى إعتبار إنقطاع التقادم كأن لم يكن‬

‫ـ التنبيـه‪ :‬وهو عبارة عن إجراء يتخذ قب تن يذ على أموا المدين متى كان بيـد الدائن‬
‫سند قاب للتن يذ‪.‬‬

‫ـ الحجـز ‪ :‬و يؤدي إلى قطت التقادم وإعتباره كأن لم يكن‪ ،‬فالحجز يحم معنى المطالبة‬
‫القضائية‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ـ الطلـب ‪ :‬الذي يقدمه الدائن لقبو حقه في ت لسية المدين أو توزيت أو أي عم يقوم به‬
‫الدائن لتمسك بحقه أ ناء سيره في إحدى الدعاوى‪.‬‬

‫‪6‬ـ انقطاع التقادم بإقرار المديـن‬


‫ينقطت التقادم إذا أقر المدين بحق الدائن إقرارا صريحا أو ضمينا‪ ،‬كان يطلب المدين‬
‫أجال للدين‪ ،‬أو أن يطلب من الدائن أن يوفي بالدين على أقساط وليس دفعة واحدة‪ ،‬كذلك‬
‫كأن يقدم المدين ك يال لدائن‪ ،‬أو يترك المدين تحت يد الدائن أحد األموا تأمينا لوفاء‬
‫(‪.)6‬‬
‫الدين‬
‫ويعرف المشرع الجزائري اإلقرار بأنه اعتراف الخصم أمام القضاء بواقعة‬

‫‪ – 1‬د‪/‬خلي أحمد قدادة‪ ،‬الوجيز في شرح القانون المدني الجزائري‪ ،‬أحكام االلتزام‪ ،‬الجزء ال اني‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية الجزائر‪ ،‬الطبعة ال انية‪ ،1662 ،‬ص ‪313.‬‬
‫‪ - 2‬المادة ‪ 312‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫(‪)1‬‬
‫قانونية مدعى بها وذلك أ ناء السير في الدعوى المتعلقة بها الواقعة‬
‫فاالنقطاع يكون سببه عمال قانونيا صادرا ممن يسري التقادم لمصلحته كالمطالبة‬
‫القضائية أو ممن يسري التقادم ضده كاإلقرار‪ .‬وقد رتب المشرع على االنقطاع زوا‬
‫ك أ ر بالنسبة للمدة التي انقضت ويبدأ بعده إحتساب ميعاد جديد‪ ،‬وهذا التقادم الجديد ال‬
‫يكم المدة األولى السابقة على االنقطاع وهذا على خالف وقف التقادم والذي خوله‬
‫المشرع لبعض األشخاص الذين يكونون في حالة تمنعهم من المطالبة القضائية(‪. .)6‬‬
‫و المالحظ هنا أنه في حالة التجاء الخصوم في مادة النق البحري إلى التحكيم‬
‫فمن المقرر في القضاء المصري أن مشارطة التحكيم والتوقيت عليها ال يقطت أيهما بذاته‬
‫مدة التقادم‪ ،‬وإنما تقطعه الطلبات التي يقدمها الدائن للمحكمين أ ناء السير في التحكيم إذا‬
‫كانت تتضمن التمسك بحقه‪ ،‬وهو موقف منتقد على أساس أن التحكيم هو بدي عن‬
‫التقاضي ارتضاه الخصوم فإنه يتعين أن يكون له أ ره في انقطاع التقادم وأن يترتب ذلك‬
‫على مجرد حصو إجراءات التحكيم ذاتها‪ ،‬إذ ليس من المعقو أن يتأخر إلى ما بعد بدء‬
‫التحكيم وإيجاب تمسك الدائن بحقه أمام هيئة التحكيم للقو بانقطاع التقادم(‪.)1‬‬
‫فإذا تضمن سند الشحن شرط التحكيم فإن المدعي يلزم قانونا باللجوء إلى التحكيم‬
‫وهو ما يقاب رفت الدعوى‪ ،‬ومن تم فإن الطلب الذي يتقدم به إلى خصمه والذي يتضمن‬
‫طلب التحكيم يقطت التقادم إذا قدم خال سنة(‪.)1‬‬
‫و أخيرا فإنه تجدر اإلشارة إلى أن التقادم يسقط الدعوى و الحق معا و هذا ما‬
‫يت ق مت نصوص القانون المدني الجزائري ‪ ،‬ذلك أن النصوص صريحة بأن التقادم‬
‫يقضـي بسقوط الحق ن سـه ‪ ،‬و ليس سقوط الدعوى بالتقادم إال نتيجة لسقوط الحق ‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 361‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ – 2‬د‪/‬عبد القادر حسين العطير‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪.666‬‬
‫‪ – 3‬د‪/‬كما حمدى‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪.416‬‬
‫‪4 - R.Rodière, traité général du droit maritime, Tome2 , op.cit, n°782. p429.‬‬

‫و أبرز م ا على ذلك قيام الدائن برفت دعوى للمطالبة بدينه ‪ ،‬فيستطيت المدين أن يدفت‬
‫بالتقادم – في حالة توافر جميت الشروط السابقة – حتى و لو إعترف بوجود عالقة دين‬

‫‪76‬‬
‫بينه و بين الدائن ‪ ،‬أي حتى و لو إعترف الناق بخطئه ‪ ،‬و عليه يمكن القو أن الحق‬
‫سقط بالتقادم و إن الدعوى سقطت نتيجة لسقوط الحق (‪. )1‬‬

‫‪ – 1‬ذ‪/‬محمد أمين مزيان ‪ ،‬المرجت السابق ‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫الفصـل الثاني ‪ :‬فض المنازعات الناجمة عن عقد النقل البحري للبضائع‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫تعتبر الدعوى القضائية وسيلة لحماية حق أو مركز قـانوني‪ ,‬فـإذا تـوافرت شـروطها‪-‬‬
‫السابق ذكرها في ال ص األو ‪ -‬يتعين علـى الجهـة القضـائية المختصـة المرفوعـة أمامهـا‬
‫دعوى قبولها ( المبحث األو )‪.‬‬
‫وبعد أن تقب الدعوى من الناحية اإلجرائية‪ ,‬فإنه يبقى على الطرف المدعى إ بات مـا‬
‫يدعيه لتقرير مسؤولية في جانب التاق ‪ ,‬الذي يبقى بإمكانـه درؤهـا بكـ الوسـائ القانونيـة‬
‫الممكنة ( المبحث ال اني)‪.‬‬

‫المبحـث األول‪ :‬الجهة المؤهلة للفصل في النزاع‬


‫من الطبيعي أن يلجأ أطراف أي عقد عند نشـوب نـزاع بيـنهم إلـى القضـاء‪ ,‬وعرضـه‬
‫على المحكمة المختصة لل ص فيه طبقا للقانون الذي يحكمه‪ ( .‬المطلب األو )‪ .‬غيـر أنـه‬
‫قد يت ق األطراف على عرض النزاع على شخص أو أشخاص معينـين لي صـلوا فيـه دون‬
‫اللجوء إلى المحكمة المختصة و هو ما يسمى " بالتحكيم" ( المطلب ال اني)‪.‬‬

‫المطلـب األول‪ :‬تحديد المحكمة المختصة بطلب الفصل في دعوى المسؤولية‪.‬‬

‫إذا كان االختصاص المقرر للمحاكم في مجا التجارة الدولية‪ ,‬ومن تم النق البحـري‬
‫بتحــدد بموجــب القــانون ســواء بمقتضــى القواعــد الخاصــة المنصــوص عليهــا فــي القــانون‬
‫البحري أو المعاهدات الدولية ‪ ،‬أو بمقتضى القواعد العامة المنصـوص عليهـا فـي القـانون‬
‫الداخلي ‪ .‬فإنه قد يتحدد أيضا بإرادة األطراف عن طريق اللجوء إلى شروط االختصاص‬
‫القضــائي ( ال ــرع األو ) ‪ .‬فــإذا مــا تحــددت المحكمــة المختصــة فمــن المنطقــي أن تقــوم‬
‫بتطبيق القانون الذي يحكم هذه المنازعة الذي قد يختلـف عـن قـانون القاضـي الناظــر فـي‬
‫الدعوى ( ال ـرع ال اني )‪.‬‬

‫الفـرع األول ‪ :‬االختصاص القضائي للمحاكم الجزائرية‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫غالبــا مــا يكــون النقــ البحــري للبضــائت دوليــا‪ ,‬وعليــه ســنتطرق لالختصــاص‬
‫القضائي الداخلي و الدولي م لشروط االختصاص القضائي لما هذه شروط من أهمية في‬
‫تحديد المحكمة المختصة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االختصاص القضائي الداخلي‪.‬‬


‫يعتبر النق البحري عمال تجاريا بالنسبة إلـى الناقـ وهـو تجـاري كـذالك بالنسـبة إلـى‬
‫الشـــاحن إذا كـــان تـــاجرا أو أبـــرم لحاجـــات تجارتـــه‪ ,‬ومـــن تـــم تكـــون دعـــوى المســـؤولية‬
‫المرفوعة ضد الناق تجارية (‪. )1‬‬
‫ومــن المقــرر قانونــا أن ترفــت الــدعاوى التــي تتعلــق بعقــد النقـ البحــري أمــام الجهــات‬
‫القضائية المختصة اقليميا حسب قواعد القانـون العام‪ .‬كما للمدعي الخيار في رفـت دعـواه‬
‫(‪)6‬‬
‫و‬ ‫أمـــام محكمــة مينــــاء الشــحن أو محكمــة مينــاء الت ريــ إذا كانــت واقعـــا بــالجزائر‬
‫المقصود بقواعد القانون العام المادة ‪ 1‬و ‪ 2‬من ق‪ .‬إ‪.‬م‪ .‬ج ‪.‬‬
‫هذه الدعاوى ما عدا االفالس‬ ‫و أنه ما دامت الدعوى تجارية فإن المقرر في م‬
‫و التســوية القضــائية فــإن المــدعي الخيــار بــين المحكمــة التــي يقــت فــي دائــرة إختصاصــها‬
‫مــوطن المــدعى عليــه أو" الوعــد وتســليم البضــاعة أو الجهــة التــي يــتم الوفــاء فــي دائــرة‬
‫إختصاصهـا"‪.‬‬
‫فالمحكمــة المختصــة وفقــا للقاعــدة العامــة هـــي محكمــة مح ـ إقامـــة المدعـــى عليــه (‬
‫الناق )‪ ،‬غير أنـه لتسـوية القضـايا التجاريـة فـي أقـرب وقـت ممكـن مـنح مشـرعنا للمـدعي‬
‫الحق في رفت دعواه أمام إحدى المحاكم التالية‪ :‬إما محكمة مكان إبرام وتن يذ العقـد‪ ،‬وإمـا‬
‫محكمة وفاء الدين‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪/‬مصط ى كمـا طـه‪ ,‬مبـادى القـانون البحـري‪ ,‬دار منشـأته المعـارف‪ ,‬طبعـة ال ال ـة ‪ 1626‬ص ‪ 223‬أنظـر كـذالك‬
‫المادة ‪2‬و‪ 6‬من ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 160‬ق‪ .‬ب‪ .‬ج‪.‬‬

‫وعلــى ذلــك يتبــين أن االختصــاص المحلــي لــيس مــن النظــام العــام‪ ،‬و إن كــان يجــب علــى‬
‫األطراف المعنية الدفت بعدم االختصاص قب أي دفاع في الموضوع(‪ .)1‬و إذا تعلق األمر‬

‫‪79‬‬
‫شركة وهو الغالب فـي مجـا النقـ البحـري‪ ،‬فيرجـت االختصـاص إمـا إلـى المحكمـة التـي‬
‫يقت بدائرتها المركز الرئيسي للشركة أو أحد فروعها‪.‬‬

‫و قــد مــنح مشــرعنا للمــدعي فــي المــادة ‪ 212‬ق‪.‬ب‪.‬ج االختيــار بــين المحكمــة التــي‬
‫يحددها قـانون االجـراءات المدنيـة ومحكمـة مينـاء الشـحن أو مينـاء الت ريـ إذا كـان واقعـا‬
‫بالجزائر وال يمكن للقضاة الموضوع أن يمنعوا المدعي من االست ادة من هذا الحق‪ ,‬وهـو‬
‫ما قررته المحكمة العليا الجزائريـة حيـث نقضـت قـرار مجلـس تلمسـان الـذي قضـى بعـدم‬
‫االختصاص المحلي لمحكمة الغزوات تطبيقا للمـادة ‪ 1‬منن ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬ج علـى أسـاس أن دعـوى‬
‫يجـب أن ترفـت أمـام محكمـة مقـر إقامـة المـدعى عليـه أي الشـركة الجزائريـة الليبيـة للنقـ‬
‫البحري التي يوجد مقرها بالجزائر العاصمة وليس أمام محكمـة الغـزوات التـي يوجـد بهـا‬
‫(‪)6‬‬
‫ميناء الت ري ومن تم خرق أحكام المادة ‪ 212‬ق‪.‬ب‪.‬ج‪.‬‬
‫ف ــي هــذه االجــازة مــن جانــب المشــرع مــا يتــيح لصــاحب الحــق فــي البضــاعة مــن‬
‫إمكانية رفت دعواى إلى المحكمة األقرب له وفي الدولة التي يكون علـى بينـة مـن نظامهـا‬
‫القانوني والقضائي إذ الشك في أن سعي المدعي ضد الناقـ فـي حالـة مـا إذا كـان مـوطن‬
‫هــذا األخيــر فــي دولــة غيــر دولتــه يحملــه الك يــر مــن المشــقة والن قــات‪ ,‬إذ هــو فــي الغالــب‬
‫سيكون في مواجهة قضاء غريب عليه يسير وفق إجراءات لم يأل ها باإلضافة إلـى ن قـات‬
‫(‪)1‬‬
‫االنتقا والبرقيات وتوكي المحامين وترجمة المستندات‬
‫وإشترط المشرع الجزائـري لقبـو اختصـاص المحكمة التي يقت بدائرتها ميناء‬

‫‪ – 1‬دة‪ /‬فرحة زراوي صالح‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص ‪41.‬‬


‫‪ - 2‬قرار المحكمة العليا‪ ,‬غ‪ .‬ت‪ .‬ب‪ .‬المؤرخ في ‪,1661 /12 /14‬المحلية القضائية المرجت السابق‪ ,‬ص‪140.‬‬
‫‪ -3‬د‪ /‬كما حمدي‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص ‪.421‬‬

‫الشــحن أو مينــاء الت ري ـ وقوعـــه داخ ـ التــراب الــوطني‪ ,‬رغبــة منــه فــي توســيت نطــاق‬
‫اختصــاص القضــاء الجزائــري ليشــم أكبــر عــدد مــن المنازعــات الناشــئة عــن عقــد النقـ‬
‫البحري‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫غير أنه يعيـب علـى المشـرع الجزائـري عـدم اعتبـاره هـذا االختيـار مـن النظـام‬
‫العام مما يبط ك إت اق يحرم المدعي من هـذا الحـق أو بقيـده وإن كـان هنـاك إت ـاق بـين‬
‫األطراف على مـنح االختصـاص لقضـاء دولـة معينـة فيجـب إعتبـار هـذا اإلت ـاق كإختيـار‬
‫يضاف لباقـي االختيـارات المنصوص عليها في القانون‪ .‬على نحو ما ذهبـت إليـه معاهـدة‬
‫هــامبورغ ‪ .‬فعلــى المشــرع الجزائــري أن ال يكت ــي بترجمــة حرفيــة لنصــوص القانـــون‬
‫ال رنسـي ب أن يسعـى ويجتهد ويحاو أن يقتبس من مختلـف القوانين‬
‫و اإلت اقيات مادام في ذلك خدمة للقانون البحري الجزائري‪.‬‬

‫ثانيـا‪ :‬اإلختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائريـة‬


‫علــى الــرغم مــن األهميــة العمليــة التــي ي يرهــا االختصــاص القضــائي الــدولي بنظــر‬
‫الدعاوى عن عقد النق البحري إال أن إت اقيـة بروكسـ و برتوكـو عـام ‪ 1221‬قـد أهملتـا‬
‫ذلك تاركة مسألة تنظيمها لقانون الدولة التي ترفت أمامها الدعوى‪.‬‬

‫و إذا رجعنا القانون الجزائري‪ ،‬فإنه يالحظ أنه إذا كان أحد طرفـي الـدعوى جزائريـا‬
‫فاالختصاص ينعقد للقضاء الجزائري طبقا للمادة ‪ 10‬و ‪ 11‬من ق‪ .‬إ‪ .‬م‪.‬ج فنصت المادة ‪10‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬ج علــى أنــه يجــوز لك ـ مــدعي جزائــري أن يقاضــي المــدعي عليــه األجنبــي أمــام‬
‫المحاكم الجزائرية بخصوص إلتزامـات تـم التعاقـد عليهـا داخـ الجزائـر أو خارجهـا‪ ,‬أمـا‬
‫المادة ‪ 11‬من ن س القانون فتواجه الحالة العكسية التـي يكـون فيهـا المـدعي عليـه أجنبيـا و‬
‫المدعي عليه جزائريـا‪.‬‬
‫و بذلك فإن القضاء الجزائري يبقى مختصا فـي كـ الـدعاوي متـى كـان أحـد طرفيهـا‬
‫جزائريا وبغض النظر عن مكان إبرام سند الشحن أو تن يـذه وتتطـايق هاتـان المادتـان مـت‬
‫المادتين ‪ 11‬و‪ 12‬من ق‪ .‬م‪ .‬ف ‪.‬‬
‫و عليه فإن المحا إليه الجزائري أو المـؤمن الجزائـري الـذي يحـ محـ المـؤمن لـه‬
‫األجنبي يستطيت رفت دعواه أمـا المحـاكم الجزائريـة حتـى ولـو لـم يكـن للقضـية أي عالقـة‬
‫(‪)1‬‬
‫بالنظام القضائي الجزائري وحتى وإن كان العقد المبرم ال يجمت سوى أطراف أجانب‪.‬‬
‫ألن العبرة في إعطاء االختصاص للقضاء الجزائري هو توافر صـ ة الجزائـري فـي أحـد‬

‫‪81‬‬
‫طرفــي الخصــومة‪ ،‬بـ وإن مــن المســتقر عليــه هــو إعطــاء االختصــاص القضــائي الــدولي‬
‫الجزائري حتى ولو كان الطرفان معا من الجزائرين ألن األمر هنا يخـص امتيـازا بتقـرر‬
‫للطـــرف الجزائـــري ألن يقاضـــي الغيـــر و ألن يقاضـــي مـــن طـــرف الغيـــر أمـــام القضـــاء‬
‫الجزائــري وهــي ن ــس الحكمــة المقــررة فــي الحالــة التــي يكــون طرفــا النــزاع معـــا مــن‬
‫الجزائرين‪.‬‬
‫غير أنه يجـوز للطـرف الجزائـري التنـاز اإلمتيـاز المقـرر لـه فـي تطبيـق هـاتين‬
‫المـادتين وهــو يتحــد صــوريتن‪ :‬فقــد يكــون صــريحا أو ضــمنيا‪ .‬فيــتم التنــاز الصــريح ببنــد‬
‫صريح فـي العقـد بمقتضـاه يتنـاز الطـرف الجزائـري عـن تمسـكه بهـاتين المـادتين‪ ،‬بينمـا‬
‫يتحقق التناز الضـمني مـن ظـروف النـزاع ويكـون ذالـك إمـا بـالجوء الطـرف الجزائـري‬
‫إلى رفت دعوى أمام القضاء األجنبي أي يتنـاز عـن تطبيـق المـادة ‪ 10‬ق‪ .‬إ‪ .‬م‪.‬ج وإمـا أن‬
‫يدافت عن ن سه في إطار دعـوى قضـائية مرفوعـة ضـده أمـام جهـة قضـائية أجنبيـة‪ ،‬فهنـا‬
‫يتناز عن المادة ‪ 11‬ق‪ .‬إ‪ .‬م‪.‬ج على ان هذه الحالة األخيرة تبقـى قرينـة بسـيطة بـأن ي بـت‬
‫(‪)6‬‬
‫الطرف الجزائري أن لجوءه إلى القضاء األجنبي لم يكن نتيجة إختيار إرادي‬
‫أمـــا إذا تخلــف العنصــر الجزائــري فــي الــدعوى فــإن االختصــاص القضــائي الــدولي‬
‫‪ Scheffel‬الصادر عن محكمة‬ ‫للمحاكم الجزائرية يتقرر وفقا لما تقرر في حكم شي‬

‫‪1 - J . M . Jacquet et P. Delebecque, cours droit du commerce international Dalloz 1997,no‬‬


‫‪382 P 257‬‬
‫‪ – 2‬د‪/‬حبار محمد (اإلبن)‪ ,‬محاضرات في القانون الدولي الخاص السنة الرابعة لسانس حقوق ‪ ,‬غير منشورة‪ ،‬جامعة‬
‫السانيا – وهران‪. 2888‬‬

‫الــنقض ال رنســية فــي ‪ .1226 /10 /10‬والــذي جســد مبــدأين هــامين يــتم العم ـ بهمــا فــي‬
‫الجزائر لتطابق المادتين ‪ 18‬و ‪ 11‬ق‪ .‬إ‪ .‬م مت المادتين ‪ 11‬و ‪ 12‬ق‪ .‬م‪ .‬ف وهمـا ‪:‬‬
‫‪ -‬إن كــون طرفــي النــزاع معــا مــن األجانــب ال يعــد مانعــا لالختصــاص القضــائي الــوطني‬
‫بال ص في دعواهما‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ -‬إن قواعــد االختصــاص القضــائي الــدولي مــاهي إال تطبيــق لقواعــد االختصــاص المحلــي‬
‫الداخلي(‪. )1‬‬

‫وخالفــا لمعاهــدة بروكسـ و برتوكولهــا لعــام ‪ 1221‬فــإن معاهــدة هــامبورغ تعرضــت‬


‫(‪)6‬‬
‫لمســألة االختصــاص تاركــة للمــدعي اختيــارا واســعا فــي تعيــين المحكمــة المختصــة‪،‬‬
‫فتركــت المــادة ‪ 1 /61‬للمــدعي الخيــار بــين إختصــاص إحــدى محــاكم الــدو التــي يقــت فــي‬
‫إقليمها أحد األماكن اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬المركز الرئيسي للمدعى عليه وفي حالة عدم وجوده فبمح إقامته العادي‪.‬‬
‫‪ -‬مكان إبرام عقد النق البحري بشرط أن يكون للمدعي عليـه فيـه محـ عمـ أو فـرع أو‬
‫وكالة أبرم العقد عن طريق أي منهـا ‪.‬‬
‫‪ -‬ميناء الشحن أو ميناء الت ري ‪.‬‬
‫‪ -‬أي مكــان يعــين لهــذا الغــرض فــي عقــد النق ـ البحــري ممــا يعنــي أن المعاهــدة أجــازت‬
‫شــروط االختصــاص القضــائي لكنهــا ت قــد الك يــر مــن قيمتهــا كونهــا ليســت ســوى إختيــار‬
‫يضاف إلى باقي االختيارات السابقة (‪. )1‬‬
‫وإذا إختار المدعي من بين الخيارات المتاحة له دولة معينة إلقامة الدعوى بها فإن قـانون‬
‫هذه الدولة هو الذي يعين المحكمة المختصة نوعيا ومحليا بنظر النزاع‪.‬‬

‫‪1- J. M . Jacquet et Ph. Delebecque, op . cit , no 381 , p 256.‬‬


‫‪2- J.C. Buhler, les reformes apportées par les règles de Hambourg au régime de l’action‬‬
‫‪en responsabilité, le point de vue des chargeurs , "l’entrée en vigeur des règles de‬‬
‫‪hambourg ", IMTM 1992, p85.‬‬
‫‪3- F. Odier, op .cit, p 99.‬‬

‫وأضافـت ال قرة ال انية من المادة ‪ 61‬خيارا أخر للمدعي هو محاكم أي ميناء أو مكان فـي‬
‫دولة متعاقدة يكون قد وقت فيـه الحجـز علـى السـ ينة حاملـة البضـاعة أو أيـة سـ ينة أخـرى‬
‫مملوكــة لــن س المالــك‪ ،‬و الحكمــة مــن ذلــك أن يــتمكن المضــرور مــن الحصــو علــى ســند‬
‫تن يذي بالتعويض يسمح له باالشتراك في توزيت ناتج بيت الس ن المحجوز عليها‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫إال أن ذات ال قـرة أوردت أنــه إذا أقـام المــدعي دعـواه أمــام محـاكم هــذه الدولـة فإنــه‬
‫يجوز للمدعى عليه أن يطلب من المدعي نق الدعوى‪ ,‬حسـب إختيـاره إلـى إحـدى محـاكم‬
‫الدولــة المختصــة وفقــا لل قــرة األولــى مــن المــادة لل ص ـ فيهــا وأنــه يجــب علــى المــدعي‬
‫االستجابة إلى هذا الطلب إذا قدم المدعي عليه ك الـة بضـمان الوفـاء بمـا قـد يحكـم بــه فـي‬
‫الدعوى لصالح المدعي و المحكمـة التـي أقيمـت أمامهـا الـدعوى أوال هـي المختصـة دون‬
‫غيرها في تقرير مدى ك اية تلك الك الة‪.‬‬
‫هـذا وال يجــوز إقامــة الــدعوى أمــام أيــة محكمـة أخــرى غيــر تلــك التــي حــددتها ال قــرة‬
‫األولى و ال انية من المادة ‪ ,61‬واالت اق الذي يخالف هذا الحظر يقت بـاطال علـى أن ذالـك‬
‫ال يمنت محاكم الدو المتعاقدة ‪ -‬ولو لم تكن مختصـة بنظـر الـدعوى – مـن األمـر باتخــاد‬
‫(‪)1‬‬
‫ما يلزم من تدابير مؤقتة أو وقائيـة‪.‬‬
‫وإذا أقيمت الدعوى أمام إحدى المحاكم المختصة إمتنت على المدعي إقامة دعوى‬
‫جديدة على ن س المدعى عليه ومستندة إلى ن س األسباب أمام محكمة أخرى ولو كانت‬
‫مختصة ويس تنى من ذلك ال رض الذي يتبين فيه أن الحكم الذي سيصدر من المحكمة‬
‫التي أقام أمامها الدعوى غير قاب للتن يذ في الدولـة التي يريد أن ين ذه بها‪.‬‬
‫وال تعتبر دعوى جديدة التي ي رض القيام بها قانون الدولة المـراد تن يـذ الحكـم بهـا‬
‫للحصو على الصيغة التن يذية‪ ,‬ولو كان من بين هذه االجـراءات إقامـة دعـوى الحصـو‬
‫(‪)6‬‬
‫على هذه الصيغة‬

‫‪-1‬د‪ /‬كما حمدى‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص‪118.‬‬


‫‪ -2‬د‪ /‬محسن ش يق‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص‪.116‬‬

‫وعلـى الــرغم مــن األهميــة التــي أعطتهـا معاهــدة هــامبورغ لقواعــد اإلختصــاص‬
‫وقائمــة االختيــارات التــي تمنحهــا للمــدعى فــي شــأن إختيــار المكــان الــذي يمكــن أن يباشــر‬
‫دعواه فيه‪ ,‬دون أن يكون لناق أن يلغي هذه القائمة بشرط يدرجه في سـند الشـحن إال أنـه‬
‫ال يمكن الجزم بأنها تخـدم فعـال مصـلحة الشـاحنين فـي إنتظـار تطبيقـات عمليـة لنصـوص‬
‫المعاهدة‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ثالثــا‪ :‬شرط اإلختصاص القضائي‬
‫غالبــا مــا تتضــمن ســندات الشــحن شــرطا بعقــد االختصــاص القضــائي لمحــاكم دولــة‬
‫معينـــة هــي فــي الغالــب الدولــة التــي يقــت فيهــا المقــر الرئيســي لناقـ ‪ )1(.‬و تلعــب م ـ هــذه‬
‫الشروط دورا مهما في تكييف العالقة‪ ,‬وتحديد القـانون الواجـب التطبيـق وعلـى إجـراءات‬
‫(‪)6‬‬
‫التقـاضي وكذا القواعد المتعلقة بالنظام العام والقواعد ذات التطبيق المباشر‪.‬‬

‫أ– مـدى مشروعية شروط اإلختصاص القضائـي‬


‫إن خطــورة هــذه المســألة الشــك فيهــا‪ ,‬ألن الغــرض مــن وضــت قواعــد االختصــاص‬
‫في تحديـد مجـا إختصـاص النظـام القضـائي الجزائـري‬ ‫القضائي الدولي الجزائرية يتم‬
‫بالنسـبة لمجـا إختصـاص الـنظم القضـائية األجنبيــة‪ ،‬ممـا يترتـب علـى اإلقـرار بم ـ هــذه‬
‫الشروط مساس بسيادة الدولة و النظام العام‪ .‬وهذا يعني أن ك مخال ة لهذه القواعد تكـون‬
‫(‪)1‬‬
‫حينئذ مستحيلة‪.‬‬
‫غيــر أن نصــوص القــانون الــداخلي تــذهب فــي إتجــاه معــاكس لهــذا الت ســير‪ ,‬ولــذلك‬
‫يتوجب تطبيق هذه النصـوص كمـا هـي‪ ,‬ألن قواعـد االختصـاص الـدولي مـاهي إال إمتـداد‬
‫هـذه‬ ‫لقواعد االختصاص المحلي‪ .‬ومن المنطقي أن تترك مسألة تقدير مشروعية م‬

‫‪1 - G. Ripert,op.cit,no 1421, p336.‬‬


‫‪ – 2‬د‪ /‬حبار محمد (اإلبن) ‪ ,‬محاظرات في القانون البحري‪ ,‬المرجت السابق‪.‬‬
‫‪– 3‬د‪ /‬موحند إسعاد‪ ,‬القانون الدولي الخاص‪ ,‬الجزء ال اني‪ ,‬ديوان الطمبوعات الجامعية ‪ , 1626‬ص ‪.20‬‬
‫الشروط لقانون المحكمة التي أ يرت أمامها‪ ,‬ذلك أن إختصاص المحاكم يتحدد – باس تناء‬
‫(‪)1‬‬
‫وجود معاهدة دولية – بناء على أحكام قانون هذه الدولة‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫وتظهر إجازة المشرع الجزائري لم ـ هـذه الشــروط مـن خـال نـص المـادة ‪212‬‬
‫ق‪ .‬ب‪ .‬ج التــي أعطــت لألطــراف حريــة اإلختيــار بــين المحكمــة المختصــة طبقــا للقواعــد‬
‫العامــة أو المحكمــة التــي يقــت بــدائرة إختصاصــها مينــاء الشــحن أو الت ريـ إذا كــان واقعــا‬
‫بالجزائر‪ ,‬وهنا تظهر إرادة المشرع في توسيت نطاق إختصـاص القضـاء الجزائـري علـى‬
‫المنازعات الناجمة عن عقد النق البحري‪.‬‬
‫وبالرجوع إلـى القواعـد العامـة فـإن المـادة ‪ 61‬منن ق‪ .‬إ‪ .‬م تسـمح لطرفـي الخصـومة‬
‫بالحضور إختياريا أمام القاضي حتى ولـو لـم يكـن مختصـا محليـا بنظـر الـدعوى‪ .‬وتـنص‬
‫المادة ‪ 1/21‬ق‪ .‬إ‪ .‬م على أن عدم إختصاص المحكمة بسبب نوع الدعوى يعتبر من النظام‬
‫العام وتقضي به المحكمة عند الضرورة ولو من تلقـاء ن سـها‪ .‬وتضـيف ال قـرة ال انيـة أنـه‬
‫في جميت الحاالت األخرى يجب أن ي ار الدفت بعدم االختصاص قب أي دفـت آخر‪.‬‬
‫وتجرى األمور على ذات المنـوا بالنسـبة للحـاالت المنـوه بهـا فـي المـادة ‪ 2‬ق‪ .‬إ‪ .‬م‪.‬ج‬
‫فهــذا الــنص يقــر معيــاري ربــط علــى األقـ ‪ ,‬معيــار القــانون المشــترك أي مــوطن أو محـ‬
‫إقامـة المــدعي عليــه‪ .‬و معيــار ــاني ي م ـ فــي مكــان تمركــز الوضــعية القانونيــة المتنــازع‬
‫بشأنها‪ ,‬ومـن المحتمـ أن يعـين أحـد المعيـارين نظامـا قضـائيا أجنبيـا‪ ,‬بينمـا يعـين المعيـار‬
‫األخر النظام القضائي الجزائري‪ .‬وهذا يعني بعبـارة أخـرى أن هـذا األخيـر لـم يعـد يتمتـت‬
‫باالختصاص االن رادي ‪.‬‬
‫وإنـه ما من شـئ يمنـت األطـراف إلعتبـارات المالئمــة مـن إختيـار محكمـة تابعـة‬
‫لنظـام قضائـي الـث‪ .‬و لذلك فإنـه ال يوجـد أي مانت يحـو دون قبـو‬

‫‪1 – P. Mayer, Droit international privé, 5 éd, Montchrestien 1994, no 301, p 202.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫االمتداد االرادي لالختصاص القضائي‪.‬‬

‫ب‪ -‬شـروط اعمال شرط االختصاص القضائـي‬

‫‪86‬‬
‫غالبــا مــا تتضــمن ســندات الشــحن االشــارة إلــى شــرط االختصــاص القضــائي والــذي‬
‫ك يرا ما يرد مقترنا بالقانون الواجب التطبيق‪ .‬وعلة ذلك أنه حتى عندما يـتم االت ـاق علـى‬
‫تحديــد قــانون معــين لحكــم ســند الشــحن‪ ,‬فــإن تطبيــق هــذا القــانون ســيختلف مــن محكمــة‬
‫ألخــرى‪ ,‬ومــن تــم يحــرص الناقـ أيضــا علــى تعــين المحكمــة المختصــة بنظــر النـزاع وال‬
‫(‪)6‬‬
‫يكت ي بتحديد القانون الواجب التطبيق‪.‬‬

‫و الواقت أن اعما شرط االختصاص القضائي له أ رين‪ ,‬إما أن يكون إيجابيـا بعقـد‬
‫اإلختصاص للمحكمة خـارج نطـاق إختصاصـها‪ ,‬وإمـا أن يكـون سـلبيا بنـزع االختصـاص‬
‫عن المحكمة المختصة أصال وعقده لمحكمة أخرى‪ ,‬مما قد يشك في هذه الحالـة األخيـرة‬
‫مساســا بهيبــة القضــاء وســمعته‪ ,‬وقــد يم ـ الرغبــة فــي التهــرب مــن األحكــام الســائدة لــدى‬
‫هذه الحاالت يجري القضاء على عدم االعتراف بصـحة تلـك‬ ‫قضاء دولة معينة‪ ,‬وفي م‬
‫الشروط‪ )1(.‬ومن ذلك حكـم محكمـة اسـتئناف ‪ Aix- en- Provence‬والـذي قضـى بـبطالن‬
‫شروط االختصاص القضـائي التـي ترمـى إلـى اسـتبعاد نـص آمـر حيـث رأت المحكمـة أن‬
‫القانون المطبق هو القانون ال رنسي لسنة ‪ 1222‬والذي يعتبر من النظام العام بينما يعطـي‬
‫شــرط االختصــاص القضــائي االختصــاص إلــى محكمــة الــدار البيضــاء بــالمغرب وبالتــالي‬
‫تطبيق القانون المغربـي(‪ )1‬إن هـذا الحكـم مـاهو إال ترجمـة لرغبـة وفكـر القضـاء ال رنسـي‬
‫والـــذي يرغـــب فـــي توســـيت نطـــاق تطبيـــق القـــانون ال رنســـي ليشمــــ أكبــــر عـــدد مـــن‬
‫المنازعـات‪ .‬وهو ما يؤكـده حكم سابق لن س المحكمــة‪,‬‬

‫‪ -1‬د‪/‬موحند إسعاد‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص‪20.‬‬


‫‪ -2‬د‪/‬صالح محمد المقدم‪,‬تنازع القوانين في سندات الشحن ومنارطات االيجار‪,‬دار الجامعية لنشر‪,‬بيروت‪ ,‬ص‪330‬‬
‫‪ -3‬د‪/‬حبار محمد (اإلبن) ‪ ,‬محاضرات في القانون البحري‪ ,‬المرجت السابق‪.‬‬
‫‪4 – Aix – en- Provence , 29 avril 1990, D. M. F 1991, p105.‬‬

‫حيــث قضــت بــأن شــرط االختصــاص القضــائي عنــدما يمــنح االختصــاص لدولــة أجنبيــة‪,‬‬
‫اليعتبر صحيحا تطبيقا للمادة ‪ 11‬ق‪ .‬م‪ .‬ف والمـادة ‪ 21‬مـن المرسـوم الصـادر فـي ‪/16 /11‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.1222‬‬

‫‪87‬‬
‫و بالرغم مـن هـذا الموقـف للقضـاء ال رنسـي فـإن محكمـة الـنقض ال رنسـية قضـت‬
‫بعدم سريان شرط االختصاص القضائي على المرس إليه إال إذا قبلـه صـراحة‪ ,‬وحيازتـه‬
‫(‪)6‬‬
‫هذا الشرط‪.‬‬ ‫لسند الشحن ال تشك الدلي على قبوله لم‬
‫و في حكم حديث لمحكمة النقض ال رنسية صادر في ‪ 6001/01/01‬و على خـالف‬
‫قرارتهـا الســابقة‪ ،‬فإنهـا لــم تشـترط موافقــة خاصــة لصـاحب الحـــق فـي البضاعـــة ‪ .‬هــذا و‬
‫يتجــه قضــاء محكمــة العــد األوروبيــة (‪ )CJCE‬إلــى عــدم اإلحتجــاج بم ـ هــذه الشــروط‬
‫بالنسبـة للمرسـ إليه إال إذا كان هذا الشرط صـحيحا بـين الناقـ و الشـاحن مـن جهـة ‪ .‬و‬
‫صحيحا أيضا من وجهة القانون الواجب التطبيق من جهة أخرى (‪. )1‬‬

‫وفي مصر يتجه ال قه إلى أنـه متـى إنعقـد االختصـاص القضـائي للمحـاكم المصـرية‬
‫فال يجوز التقاضي أمام محكمة أجنبية لتعلق المسـألة بالسيــادة الوطنيـة والنظــام العـام‪ ،‬و‬
‫ألن في ذلك إنتقاض من حياد القاضي الوطني‪ ,‬ومن ذلك ما قضت به محكمة االسـكندرية‬
‫فــي حكميهــا الصــادرين بتــاري ‪ 1220 /02 /01‬و ‪ 1221 /01 /11‬مــن إختصــاص القضــاء‬
‫المصري بنظر الدعـاوى المرفوعـة ضد شركـة مالحة أجنبية بشأن عقد يجـب تن يـذه فـي‬
‫مصر‪ ,‬و هذا بعض النظر عما ورد بسند الشحن من االت اق‬

‫‪ -1‬د‪ /‬صالح محمد المقدم‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص‪ 334‬والذي أشار إلى حكم محكمة ‪Aix- en - Provence‬‬
‫المؤرخ في ‪ 1612 /84 /10‬المنشور ب ‪ Dalloz‬ص‪.104‬‬
‫‪2 – Cass. Com . 16 janvier 1996, D. M. F 1996, p393.‬‬
‫‪3– Ph.Delebeque , transport maritime : dans quelle mesure la clause attributive de‬‬
‫‪compétence stipulée sur le connaissement est-elle opposable au destinataire ? R.T.D.com‬‬
‫‪2003 , p421 .‬‬

‫على عقـد االختصاص للقضاء األجنبي‪ ,‬إذ إعتبرت المحكمة المسألة متعلقة بالنظـام العـام‬
‫(‪)1‬‬
‫في مصـر ‪.‬‬
‫وفــي غيـــاب أحكـــام قضــائية منشـــورة بخصـــوص هـــذه المســألة فـــي الجزائـــر‪ ,‬فـــإن‬
‫المشـرع الجزائري يعتـرف بصـحة م ـ هـذه الشـروط متـى أعطـت االختصـاص للقضـاء‬
‫‪88‬‬
‫الجزائري وهو ما يست اد من نص المادة ‪ 212‬ق‪ .‬ب‪ .‬ج والتي إشترطت لقبـو إختصـاص‬
‫محكمــة مينــاء الشــحن أو الت ريـ ‪ ,‬أن يكــون واقعــا بــالجزائر ومــن تــم إختصــاص القضـــاء‬
‫الجزائـري‪.‬‬

‫الفـرع الثانـي ‪ :‬القانون الواجب التطبيـق‬


‫مـن الــناذر أن يكــون السـند الشـحن وطنيـا إذ فـي الغالـب مـا يتميـز بالطـابت الــدولي‪.‬‬
‫وتتقــرر لــه هــذه الص ـ ة عــادة إذا مــا تخللــه عنصــر أجنبــي‪ ،‬أي تطبيــق المعيــار القــانوني‬
‫كــإختالف جنســية أطــراف العقــد أو إخــتالف مكــان إبــرام العقــد عــن مكــان تن يــذه إال أن‬
‫المعيار االقتصادي ي رض هنا ن سـه أيضـا‪ ,‬ألنـه متـى كـان العقـد دوليـا فإنـه يترتـب عليـه‬
‫بالضرورة نق البضاعة من دولة إلى أخرى وهذا هو جوهر المعيار اإلقتصادي‪.‬‬

‫فإذا ما إتسم سند الشحن بالطابت الدولي فإنـه يطـرح لنـا ال ـة إشـكاالت‪ :‬األو يتعلـق‬
‫بتطبيق القانون البحـري الجزائـري أم معاهـدة بروكسـ لسـندات الشـحن لعـام ‪ 1261‬كـون‬
‫هــذه األخيــرة هــي المصــادق عليهــا مــن طــرف الجزائــر‪ .‬و ال ــاني يخــص تحديــد القــانون‬
‫المؤه لحكم سندات الشحن التي ال تسرى بشأنها إحدى اإلت اقات الدوليـة‪ .‬وال الـث حـو‬
‫ما يسمى بشرط برامونت )‪.( Paramount clause‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬صالح محمد المقدم‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬و الذي أشار أيضا إلى موقف القانون األسترالي لتق البضائت بحـرا لسـنة‬

‫‪ 1626‬والذي يقض في مادته ‪ 1 /6‬بأن أي شرط بعقـد االختصـاص القضـائي لمحكمـة أجنبيـة يعتبـر بـاطال‪ ,‬وغيـر ذي‬
‫أ ر‪ ,‬الهامش ‪ ,136‬ص‪.236‬‬

‫أوال – حالة التنـازع في القانون‬


‫تجدر االشارة بداءة إلى حكم المادة ‪ 18‬من معاهدة بروكس والتي نصت على مايلي‪:‬‬
‫" تسرى نصوص هذه المعاهدة على ك سند شحن يصدر في إحدى الدو المتعاقدة"‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫كمــا مــن المقــرر فــي الدســتور الجزائــري ســمو المعاهــدة علــى القــانون‪ )1(.‬وهــو ن ــس‬
‫موقف المشرع ال رنسـي الـذي يعتمـد هـذا المبـدأ صـراحة فـي المـادة ‪ 22‬منن دسنتور ‪1221‬‬
‫(‪)6‬‬
‫سواء كان القانون الداخلي قد دخ حيز التطبيق قب أو بعد المعاهدة‪.‬‬
‫ويــرى جمهــور ال قهــاء أن تطبيــق المــادة العاشــرة تطبيقــا حرفيــا يــؤدي إلــى إســتبعاد‬
‫القــانون الــوطني كليــة‪ )1(.‬و مــن تــم قــالوا بوجـــوب أن يكــون النق ـ دوليــا‪ ,‬حتــى يخضــت‬
‫للمعاهدة‪ ,‬ولكن متى يكون النق دوليـا ؟‬

‫أ‪ -‬المعيــار الشخصـي ‪:‬‬


‫يعتمـد هذا المعيار أساسا على جنسية األطراف‪,‬فيعتبـر هـذا المعيـار العقـد دوليـا متـى‬
‫تخلله عنصر أجنبي يجعله مرتبطا بأك ر من نظام قانوني‪.‬‬
‫ويرى ‪ Maris‬بعدم إنطباق المعاهدة إذا كان أطراف سند الشحن فرنسيين أو إذا كـان‬
‫النق موانئ فرنسـية بغـض النظـر عـن جنسـية حامـ سـند الشـحن‪ .‬وإشـترط ‪ Dubosc‬أن‬
‫تختلف جنسية أطراف سند الشحن بغض النظر عن إنتمائهم لدو منظمـة للمعاهـدة‪ ,‬حتـى‬
‫يمكن أن تسري المعاهدة على سند الشحن صـادر فـي إحـدى الـدو المنظمـة إليهـا‪ )1(.‬وقـد‬
‫إعتنقت محكمة ‪ Rouen‬هذا الرأي في حكمهـا المـؤرخ فـي ‪ 1226 /06 /16‬حيــث قضـت‬
‫باستبعاد معاهدة بروكس وتطبيـق القانـون ال رنسي رغم صدور سند‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 132‬من دستور ‪1664.‬‬


‫‪2- E – du Pontavice , interpretation des conventions maritimes internationales en droit‬‬
‫‪francais, R . I . D . C , no 2, avril – juin 1990, p 726.‬‬
‫‪ -3‬د‪ /‬أحمد محمود حسني‪ ،‬المرجت السابق ص ‪. 228‬‬
‫‪ -6‬د‪ /‬صالح محمد المقدم‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص‪.213‬‬
‫الشحن في إنجلترا و هي دولة موقعة على معاهـدة بروكسـ مرتكـزة فـي ذلـك علـى كـون‬
‫الناق والشاحن لهما مركزهما الرئيسي بباريس‪ ,‬ومن تـم فـال مجـا إل ـارة مشـكلة تنـازع‬
‫(‪)1‬‬
‫القوانين بين متعاقديـن يخضت كالهما للقانون ال رنسي‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫ويعاب على هذا المعيار الـذي وإن كـان يت ـق مـت القواعـد العامـة فـي القـانون الـدولي‬
‫الخاص‪ ,‬حيث تلعب جنسية أطراف العقد دورا هاما فـي تحديـد القـانون الواجـب التطبيـق‪,‬‬
‫إال أنه ليس له وزن في إعتبارات التجـارة الدوليـة والنقـ بسـندات الشـحن‪ ,‬إذ ال يلقـي أي‬
‫من الناق والشاحن بـاال إلـى جنسـية األخـر وال يعـو عليهـا عنـد التعاقـد‪ .‬عـالوة علـى ان‬
‫أطراف سند الشحن يكونون عادة شركات تجارية ذات شخصـية معنويـة‪ ,‬وهـذه الشـركات‬
‫في ك ير من األحيان تباشر نشاطها في أك ر مـن دولـة ممـا ي يـر صـعوبة تحديـد جنسـيتها‪.‬‬
‫كما أن هـذا المعيـار يـؤدي إلـى إزدواج النظـام القـانوني الـذي تخضـت لـه الرحلـة البحريـة‬
‫الواحدة‪ ,‬ذلك أن بعض الشاحنين تتحد جنسيتهم مت الناقـ فيسـرى علـيهم قـانونهم الـوطني‬
‫المشــترك والــبعض األخــر تختلــف جنســيتهم فتســرى علــيهم المعاهــدة‪ .‬والشــك أنهــا نتيجـــة‬
‫(‪)6‬‬
‫تجافـي المنطق السليم‪.‬‬

‫ب‪ -‬المعيـار الموضوعـي‬


‫مقتضى هذا المعيار أنه يك ي لتطبيق معاهدة بروكس أن يكون سند الشـحن صـادرا‬
‫في دولة منظمة إليها وأن يكون النق بـين مينـائين تـابعين لـدولتين مختل تـين بغـض النظـر‬
‫عن جنسيـة أطـراف سند الشحن وجنسية الس ينة الناقلة أو أي إعتبار أخر‪ )1(.‬و هـو بـذلك‬
‫يتقــارب مــت المعيــار االقتصــادي المطبــق فــي القــانون الــدولي الخــاص والــذي يعتبــر العقــد‬
‫دولـيا متـى كان من شأنه أن يمـس بمعطيات التجـارة الدولية‪,‬‬

‫‪1 - Rouen, 21/ 02/ 1972, D. M. F 1972, p 463.‬‬


‫‪ -2‬د‪/‬صالح محمد المقدم‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص ‪211.‬‬
‫‪ -3‬ن س المرجت‪ ,‬ص‪.216‬‬
‫ومعنــى ذلــك العقــد الــذي يترتــب عليــه إدخــا البضــاعة مــن دولــة أولــى إلــى دولــة انيــة‬
‫(‪)1‬‬
‫وبالمقاب نق ال من من الدولة ال انية إلى الدولة األولى أو بضاعة بالمقاب ‪.‬‬
‫وقــد تبنــى المشــرع الجزائــري هــذا المعيــار فــي نــص المــادة ‪ 212‬مننن ق‪ .‬ب‪ .‬ج والتــي‬
‫نصت على‪ ...." :‬وتسرى عند الحاجة األحكام الخاصة لالت اقية الدوليـة التـي تتنـاو هـذا‬

‫‪91‬‬
‫الميدان ( نق البضائت ) والتي إنضمت إليها الجزائر وذلك فـي النقـ البحـري المـتمم بـين‬
‫الموانئ الجزائرية والموانئ األجنبية‪".‬‬
‫والمالحظ هنا أنه في فرنسا فإن مسألة معرفـة القـانون الواجـب التطبيـق‪ ،‬أي هـ هـو‬
‫القانون ال رنسي أو إت اقية بروكس لعام ‪ .1261‬قد فقـدت الك يـر مـن أهميتهـا بعـد صـدور‬
‫قــانون ‪ 61‬ديسننمبر ‪ 1212‬والــذي نســق بــين محتــوى القــانون ال رنســي ومعاهــدة بروكس ـ‬
‫المعدلــة ببرتوكــو ‪ )6( .1221‬هــذا األخيــر الــذي إنتهــى فــي مادتــه الخامســة إلــى تــرجيح‬
‫المعيار الموضوعي وذلك بنصها على أنـه‪ ":‬تسـرى المعاهـدة علـى كـ سـند شـحن يتعلـق‬
‫بنق البضائت بين مينائين تابعين لدولتين مختل تين إذا ‪:‬‬
‫‪ -‬صدر سند الشحن في دولة موقعة‪,‬أو‬
‫‪ -‬تضــمن العقــد أو ســند الشــحن نصــا بتطبيــق أحكــام المعاهــدة أو تطبيــق أي تشــريت أخــر‬
‫يتضمن أحكام المعاهدة أو يعطى أحكامها قوة الن اذ‪.‬‬
‫وذلك بغض النظر عن جنسـية السـ ينة أو الناقـ أو الشـاحن أو حامـ سـند الشـحن أو‬
‫(‪)1‬‬
‫أي شخص أخر ذى شأن‪ ".....‬وما تعدي المادة العاشرة إال بم ابة ت سير تشريعي لها‪.‬‬

‫‪ – 1‬د‪ /‬حبار محمد ( االبن)‪ ,‬محاضرات في القانون الدولي الخاص‪ ,‬المرجت السابق‪.‬‬
‫‪2- E .du pontavice, op.cit, p 728.‬‬
‫‪ -3‬د‪ /‬صالح محمد المقدم‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص ‪.221‬‬

‫ثانيـننـا‪ :‬القننانون المؤهننل لحكننم سننندات الشننحن التنني ال تسننرى بشننأنها إحنندى االتفاقيننات‬
‫الدولية‪.‬‬

‫لم تتناو معاهدة بروكس ك المسائ المتعلقة بسند الشحن‪ ,‬ومعنى هذا أنه حتى مـت‬
‫إفتراض تطبيقهـا‪ ,‬فـإن ذلـك ال يمنـت مـن حصـو تنـازع تشـريعي بصـدد المسـائ التـي لـم‬

‫‪92‬‬
‫تنظمها المعاهدة‪ .‬كما أن األمر قد يتعلـق بدولـة ليسـت طرفـا فـي المعاهـدة كالصـين وكنـدا‬
‫م ال مما ي ير مسألة تنازع القوانين؟‬
‫يعتبــر قــانون االرادة هــو ضــابط االســناد األصــلي والرئيســي المؤهـ لحكــم موضــوع‬
‫العقود بص ة عامةوعقد سند الشحن بص ة خاصة‪ ,‬غير أنه قد يتعذر تحديـد قـانون االرادة‬
‫مما يحسن إخضاع سند الشحن إلى ضوابط أخرى تسمى بضوابط االسناد االحتياطية‪.‬‬

‫أ – ضابط اإلسناد األصلي‪ :‬قانون االرادة‪.‬‬

‫يقصــد يقــانون االرادة القــانون الــذي إت قــت األطــراف المتعاقــدة علــى تطبيقــه‪ .‬وتت ــق‬
‫غالبية الدو في الوقـت الحاضـروحتى التـي كانـت تنتمـي إلـى المعسـكر االشـتراكي علـى‬
‫إخضاع موضوع العقد لقانون االرادة‪.‬‬
‫هذا وقد تعرض قانون االرادة في أصله لعـدة إنتقـادات وهـي االنتقـادات التـي وجهـت‬
‫لنظرية الذاتية المطلقة‪ ,‬إذ تؤدي هذه األخيرة إلى نتائج غير مقبولـة يمكـن تلخيصـها فيمـا‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إعطاء األطراف المتعاقدة الحق في إختيار قانون يحكـم موضـوع العقـد ولـو لـم تكـن لـه‬
‫صلة بهذا العقد‪.‬‬
‫‪ -‬إن إختيار األطراف قد يؤدي إلى بطالن العقد عوض صحته‪.‬‬
‫‪ -‬إن األطراف المتعاقدة يبقى بإمكانها تجزئة العقد‪ ,‬أي إخضاع ك عنصـر مـن عناصـره‬
‫لقانون مستق عن القوانين األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬األطراف يبقوا أحرار في عدم إخضـاع عقـدهم ألي قـانون وهـو مايسـمى بنظريـة العقـد‬
‫(‪)1‬‬
‫المتجرد من ك قانون‪.‬‬
‫‪-‬يسمح لألطراف أن يتحاشوا تطبيق قـانون معـين وإختيـار قـانون أخـر بـدال منـه فـإن هـذا‬
‫القانون يكون مجردا من سلطانه الجبري‪ ,‬وهـذا مـاال يجـوز خاصـة إذا كـان هـذا القـانون‬
‫(‪)6‬‬
‫متضمنا لقواعد أمرة‪.‬‬
‫هـذه االنتقـادات أدت إلـى ظهـور بالنظريـة الموضـوعية أو نظريـة تركيـز العقـد وهــي‬
‫نظرية ترى أن إختيار األطراف لقانون معين اليلزم في شـيء القاضـي المعـروض أمامـه‬

‫‪93‬‬
‫النزاع‪ ،‬والذي يبقى في إمكانه إستبعاد هذا القانون متى تبين أنه ال صلة له بالعقـد المبـرم‪.‬‬
‫أي أن األطــراف يقتصــر دورهمــا علــى تركيــز العقــد فــي إطــار معــين ولــيس إلــى إختيــار‬
‫القانون الواجب التطبيق الذي يبقى من إختصاص القاضي الذي يبحـث العناصـر المختل ـة‬
‫(‪)1‬‬
‫والذي يمكن أن يتدخ في تحديد هذا القانون‪.‬‬
‫ويرى ال قه ضرورة مـد مجـا إعمـا قـانون االرادة لسـند الشـحن البحـري بحجـة أن‬
‫ذلك يتماشى مت ماهو معتمد في إطار االلتزامات العقدية عموما إضافة إلى كونه يتماشـى‬
‫مت ظروف التجارة الدولية و يحقق مبدأ وحدة سـند الشـحن‪ )6(.‬غيـر أنـه إذا كـان هـذا هـو‬
‫المبدأ العام فـإن هنـاك قيـود إسـتقر العمـ علـى إعتمادهـا حـين اعمـا قـانون االرادة علـى‬
‫موضـوع سند الشحن وهي قيود تتحدد فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون للقانون المختار صلة بسند الشحن‪ ,‬ومت ذلك يجوز أن يكون هذا القـانون‬
‫على غير صلة بأي عنصر من عناصر العقد إذا كان هذا القانون هو القـانون االنجليـزي‪.‬‬
‫بحجة أن هذا األخير قد جرى العم دوليا على إعتماده لحكم هـذا النـوع مـن العقـود وكـذا‬
‫هذا القانون علـى صـلة مشـروعة بالعقـد‪ .‬أمـا إذا كـان‬ ‫عقود التأمين البحري‪ ,‬إذ يعتبر م‬
‫القانون المختار ال صلة له بجنسية المتعاقدين أو موطنهما أو مح‬

‫‪ – 1‬د‪ /‬حبار محمد (االبن)‪ ,‬مخاضرات في القانون البحري‪ ,‬المرجت السابق‪.‬‬


‫‪ -2‬د‪ /‬صالح محمد المقدم‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص ‪.124‬‬
‫‪3- H.Batiffol et P.lagarde, droit international privé,tome 2,5 éne ed , paris 1971no 572,p 214.‬‬
‫‪ -6‬د‪ /‬صالح محمد المقدم‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص ‪.121‬‬
‫االنعقاد أو التن يذ‪ ,‬فيكون المتعاقدان قد قاما بتركيز العقد علـى غيـر أسـاس ويعتبـر مخال ـا‬
‫(‪)1‬‬
‫للقانون أو بم ابة غش نحو القانون‪.‬‬

‫‪ -‬إن قانون االرادة يكـون معرضـا لإلسـتبعاد متـى كـان يتعـارض مـت النظـام العـام لقـانون‬
‫القاضي المعروض أمامه النزاع ‪ ،‬علما أن م هوم النظام العـام يجـب أن يحـدد هنـا بمعنـاه‬
‫المعــروف فــي القــانون الــدولي الخــاص‪ ،‬إذ هنــاك مســائ قــد تعتبــر مخال ــة لنظــام العــام‬
‫(‪)6‬‬
‫الوطني ولكن تصبح مشروعة في إطار النظام العام الدولي‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ -‬يجب مر اعاة القوانين ذات التطبيق المباشر إذ لهذه الطائ ـة مـن القـوانين الصـادرة علـى‬
‫قواعــد االســناد والتــي ال يمكــن أن تكــون محـ تنــازع القــوانين لكونهــا قواعــد أساســية فــي‬
‫الدولة التي تصدرها‪.‬‬
‫وأخيرا فإنه إذا تعذر إعمـا قـانون االرادة الصـريح فإنـه ال قـه والقضـاء مسـتقرين‬
‫على األخذ بقانون االرادة الضمني وهو ما يستخلصه القاضي من ظروف وملبسات العقد‬
‫‪.‬‬

‫ب‪ -‬ضوابـط االسناد االحتياطيـة‬


‫إذا تعــذر تحديــد قــانون اإلرادة فإنــه جــرى العم ـ فــي إطــار ســند الشــحن علــى إخضــاع‬
‫موضوعه لضوابط إسناد إحتياطية يمكن حصرها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬قانـون محل إصدار سند الشحـن‬


‫إن قانون مح إصدار الشحن سه التطبيق‪,‬إذ ك يرا ما يكون معلوما لدى طرفيه ويسه‬
‫التعرف عليه كما أن األخذ بهذا الضابط يوحد القانون الذي يطبق على العقد‪,‬إذ‬

‫‪ – 1‬د‪ /‬حبار محمد (االبن) ‪ ,‬محاضرات في القانون البحري‪ ,‬المرجت السابق‪.‬‬


‫‪ – 2‬د‪ /‬صالح محمد المقدم‪ ,‬المرجت السايق‪ ,‬ص ‪.126‬‬
‫هو معيار إقليمي فضال على أنه يجنبنا مسألة تجزئة العقد(‪. )1‬‬
‫غير أنه يعيب على هذه القاعدة أن قانون مح االبرام غالبـا مـا يكـون عرضـيا أي‬
‫وليد الصدفة ‪ .‬كما أنه يصبح بغير ذي معنى إذا تعدد وكـاالء الناقـ البحـري فـي المـوانئ‬
‫المختل ــة ويقومــون بإصــدار س ـندات الشــحن ‪ .‬إضــافة الــى أن تحديــد قــانون مح ـ االبــرام‬
‫يكون صعبا خاصة إذا ما أخذنا بعين االعتبار وسائ االتصا الحدي ة ‪.‬‬
‫ومن الناحية العلمية فغالبا ما يصدر سند الشحن في مينـاء الشـحن‪ ،‬فـإذا مـا إختلـف‬
‫مكان االصدار عن مكان شحن البضاعة فإنه يطبـق القـانون السـاري بـه العمـ فـي مينـاء‬
‫الشحن ‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫‪ -6‬قانـون ميناء الوصول ( قانون بلد التنفيذ )‬
‫أهمية كبيـرة‪ ,‬إذ هـو مكـان وصـو‬ ‫مح تن يذ بالنسبة لسند الشحن البحري يم‬ ‫يم‬
‫البضاعة‪ ,‬والغرض األساسي مـن إبـرام سـند الشـحن هـو نقـ البضـاعة إلـى مينـاء معـين‪.‬‬
‫ومن م فهو يرتبط إرتباطـا ماديـا وملموسـا بمصـالح الطـرفين‪ ,‬إذ فـي مينـاء الوصـو يـتم‬
‫التأكــد ممــا إذا كــان الطرفــان قــد إحترامــا االلتزامــات المترتبــة فــي ذمتهمــا بموجــب ســند‬
‫الشحن‪.‬‬

‫فضال على أنه إذا إقتضى األمـر إتخـاذ إجـراء بشـأن البضـاعة المشـحونة كـالحجز‬
‫التح ظــي وطــرق إجــراءات التن يــذ فإنــه البــد مــن تطبيــق قــانون مين ـاء الوصــو ‪ .‬و مــن‬
‫الطبيعي أن تكون المحكمة التي تنظر فـي الـدعوى التـي يرفعهـا المرسـ إليـه ضـد الناقـ‬
‫هي محكمة ميناء الوصو (‪.)6‬‬

‫‪1- R . Rodiére , trave général du droit maritune , tome 2, op.cit, n 432 p 789.‬‬
‫‪ -2‬د‪/‬صالح محمد المقدم‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص‪.288‬‬
‫في أن قـانون محـ‬ ‫غير أن هذا الضابط تعرض بدوره إلى إنتقادات و التي تتم‬
‫التن يذ غالبا ما ي تقر لعنصر التحديد خاصة إذا أعطـى للناقـ الحـق فـي تغييـر إتجـاه سـير‬
‫الس ينة‪ .‬كما قـد يضـطر الناقـ لت ريـ البضـاعة فـي مينـاء غيـر المينـاء المت ـق عليـه‪ .‬فـال‬
‫يمكن القو حتما بتطابق مكان الوصو مت مكان التن يذ(‪ .)1‬وفي هذا يرى ال قيه روديار‬
‫)‪(Rodiére‬أن مح ـ التن يــذ بالنســبة للرحلــة البحريــة ال ينحصــر بمكــان معــين ألنــه يمتــد‬
‫ليشــم الرحلــة البحريــة بكاملهــا‪ .‬كمــا أنــه إذا لحــق البضــاعة ضــرر بأعــالي البحــار فهنــا‬
‫يصعب تحديد القانون الواجب التطبيق وه يطبق قانون العلـم ؟ وتوصـ مـن خـال ذلـك‬
‫أن قانون مح التن يذ ليس ك ـيال فـي حـد ذاتـه لحكـم موضـوع سـند الشـحن‪ ,‬وقـا بتطبيـق‬
‫قانون مح االنعقاد إلتصاله بسند الشحن برابطة واقعية و أن معظم األحكـام الـذي طبقـت‬
‫هذا الضابط جاءت دون تسبيب وربما كان ذلك أفض من إبداء أسباب غير مقبولة (‪.)6‬‬

‫‪96‬‬
‫‪ -1‬إعتمـاد القانون الخاص بالعقد المأخود به في ظل القانون اإلنجلوسكسوني‬
‫ومضمون هـذه النظريـة هـو ان القاضـي المعـروض أمامـه النـزاع يلجـأ إلـى تطبيـق‬
‫النظـــام القـــانوني الـــذي يعتمـــده الطرفـــان صـــراحة أو ضـــمنا‪ .‬فـــإذا تعـــذر علـــى القاضـــي‬
‫المعروض أمامه النزاع فإنه يلجأ إلى إخضاع موضوع العقد الدولي للنظام القانوني الذي‬
‫يرتبط به العقد إرتبطا و يقا‪ .‬وتقترب هذه النظرية إلى حد ما من النظرية الذاتيـة المعتدلـة‬
‫وهي بذلك ال تقيد القاضي بقاعدة إسناد جامدة‪.‬‬

‫وبالمقاب فقد أخذ على هذه النظرية أنها ت تقـد إلـى اليقـين و التأكـد اللـذين يجـب أن‬
‫يتوافرا في العقود البحرية بص ة عامة وسند الشحن بص ة خاصة‪ ،‬و يعم القضاء في‬

‫‪ -1‬د‪ /‬حبار محمد ( االبن)‪ ،‬محاضرات في القانون البحري‪ ,‬المرجت السابق‪.‬‬


‫‪2- R.Rodière, traité général du droit maritime, tome 2, op.cit, p432.‬‬

‫شرط‬ ‫تطبيقه لهذه النظرية على سند الشحن‪ .‬على عدة عوام ترشده إلى هذا القانون م‬
‫التحكــيم فــي بلــد معــين‪ ,‬ولغــة العقــد ومح ـ إصــدار ســند الشــحن‪ ,‬ومينــاء ت ري ـ البضــاعة‬
‫ومح سداد أجرة النق والعملة التي يتم بها السداد‪ ,‬وعلم السـ ينة‪ .‬ولكـن يالحـظ أنـه لـيس‬
‫ألي من هذه العوام قيمة حاسمة في ذاته وإنما تضافر مجموعة من هذه العوام بعضها‬
‫مت بعض يمكن أن يحدد قانون العقد (‪. )1‬‬

‫‪ -1‬قانــون علم السفينــة ‪:‬‬


‫يعتبر قانون علم الس ينة ضابط إسناد مهم نظرا إلرتباطه بالسـ ينة التـي تعتبـر محـور‬
‫الرحلة البحرية‪ .‬غير أنه ناذرا ما يتطابق قانون علم الس ينة مت جنسية الناق إذ قـد تحمـ‬
‫الس ينة جنسية دولة ما في حين يحم الناق جنسية دولة أخرى‪.‬‬
‫ومــن مزايــا هــذا الضــابط أنــه يحقــق مبــدأ وحــدة القــانون المطبــق علــى كـ ســندات‬
‫(‪)6‬‬
‫إال أن هنـاك مـن يـرى أنـه يتعـين مواجهـة‬ ‫الشحن المتعلقة بالس ينة فهو سه التطبيـق‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫ك حالة على حدى ويجب دائما أن نتعرف على المـدى الـذي يطبـق معـه قـانون العلـم‪ ,‬إذ‬
‫قــد نكــون أمــام تصــرف قــانوني يعتبــر مــن النظــام العــام فــي الدولــة التــي تمــر السـ ينة فــي‬
‫مياههــا االقليميــة أو تتواجــد فــي أحــد موانيئهــا‪ ,‬فإنــه يتعــين تطبيــق القــانون االقليمــي ولــيس‬
‫قانون العلم (‪.)1‬‬

‫ولقد أنتقد قانون علم الس ينة على إعتبار أن الغاية من إبرام سند الشحن هو نق‬
‫البضاعة وال يهم جنسية الس ينة التي تعتبر عنصرا عارضا بالنسبة للعملية المقصودة من‬
‫(‪)1‬‬
‫سند الشحن‪ .‬كما أنه ك يرا ما يتم تغيير الس ينة وهذا يؤدي إلى مبدأ عدم التوقت‪.‬‬
‫ومن أبرز االنتقادات الموجهة ضد قانون العلم أنه ك يرا ما نكون بصدد مواجهة ما‬

‫‪ -1‬د‪ /‬صالح محمد المقدم‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص ‪216.‬‬


‫‪ -2‬د‪ /‬حبار محمد ( االبن) محاضرات في القانون البحري‪ ,‬المرجت السابق‪.‬‬
‫‪3- R . Rodiére et E.Pontavice, op.cit, no 62, p 65.‬‬
‫‪ – 6‬د‪ /‬صالح محمد المقدم‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص ‪.216‬‬
‫يسمى بأعالم المجاملة وبالتالي فإن تطبيق قـانون العلـم يصـبح بغيـر ذي معنـى ألنـه يبقـى‬
‫قانونا مصطنعا (‪.)1‬‬

‫‪ -2‬قانـون الهيأة المختصة بالفصل في النـزاع‬


‫يقصد به قانون الجهة القضائية التي يعرض أمامها النـزاع‪,‬بحجـة أن الطـرفين عنـدما‬
‫يت قان على عرض نزاعهما أمام محكمة معينة‪,‬فإنهما غالبـا مـا يرغبـان فـي تطبيـق قـانون‬
‫هذه المحكمــة علـى هذا النزاع‪.‬‬
‫ويجـري العم في سندات الشحن علـى تحديـد محكمـة معينـة‪,‬هـي غالبـا محكمـة التـي‬
‫يقـت فـي دائرتهـا المقـر الرئيسـي للناقـ ‪ .‬بينمـا يجـري العمـ فـي مشـارطات اإليجـار علــى‬
‫عرض النزاع على هيئة تحكيم يـتم اختيارهـا بمعرفـة الطـرفين ويكـون مقـر انعقادهـا فــي‬
‫(‪)6‬‬
‫نيويورك و باريس‪.‬‬ ‫معظـم الحاالت لندن أو في إحدى المراكز البحرية الهامة م‬

‫ثالثـــا‪ :‬شرط بارامونـت‬

‫‪98‬‬
‫بمقتضى هذا الشرط يت ق األطراف علـى إخضـاع سـند الشـحن لمعاهـدة دوليـة أو أي‬
‫قانون آخر تضمن أحكامها‪,‬حتى وإن كان هذا السند ال يخضت أصال لهذه المعاهدة أو هـذا‬
‫القانون (‪.)1‬‬
‫ويمكـن أن يؤدي إعما هذا الشرط إلى تطبيق ات اقية دوليـة فـي دولـة غيـر منظمـة‬
‫إليها أصال كما الحا في النق البحري الدولي الذي يبدأ أو ينتهي فـي دولـة غيـر منضـمة‬
‫إلى معاهدة هامبورغ كالجزائر م ال أوإلى ات اقية بروكس كالمغرب‪.‬مما يسمح‬

‫‪ – 1‬د‪ /‬حبار محمد ( االبن )‪ ,‬محاضارات في القانون البحري‪ ,‬المرجت السابق‪.‬‬


‫‪ - 2‬د‪ /‬صالح محمد المقدم‪,‬المرجت السابق‪ ,‬ص ‪223.‬‬
‫‪3- F. Boukhatmi, op.cit, p71.‬‬
‫بتطبيـق هــذه المعاهــدة كونهــا القــانون المختـار مــن األطــراف (‪ .)1‬إذ يمكـن إســتخالص مــن‬
‫خال نص المادة ‪ 161‬ق‪.‬ب‪.‬ج ‪ ،‬صحة شرط بارامونت حتى و لو أحـا علـى إت اقيـة لـم‬
‫(‪)6‬‬
‫تصادق عليها الجزائر‪.‬‬
‫وظهــر في القضاء المصري اتجاهان بخصوص تطبيق هذا الشرط ‪:‬‬

‫االتجنناه األول‪ :‬يــرى أن االت ــاق علــى تطبيــق أحكــام المعاهــدة إنمــا ينصــرف فقــط إلــى‬
‫القواعــد الموضــوعية دون المواعيــد و اإلجــراءات الخاصــة بقبــو الــدعوى‪,‬التــي ينبغــي‬
‫بالنسبة لها تطبيق قـانون البلـد الـذي تقـام فيـه الـدعوى إعمـاال لقواعـد اإلسـناد المنصـوص‬
‫عليها في القانون المدني‪.‬‬

‫أما االتجاه الثاني‪ :‬فذهب إلى أن االت اق على تطبيق أحكام معاهدة ما يؤدي إلـى انطبـاق‬
‫المعاهدة سواء ما يتعلق منها بالقواعد الموضوعية أو تلك المتعلقة باإلجراءات(‪.)1‬‬

‫كما يرفض القضاء ال رنسي أن يت ق األطراف على تطبيق بعـض أحكـام المعاهـدة‬
‫واستبعاد أحكام أخرى واستبدا هذه األخيرة بنصوص أخـرى بنـاء علـى إرادتهـم‪ .‬فشـرط‬
‫بارامونت ال يمكن أن يكون خليطا أو مزيجا لنصوص مت رقة (‪.)1‬‬

‫‪99‬‬
‫كمــا أن أحكــام القضــاء فــي إنجلتــرا والواليــات المتحــدة األمريكيــة اتجهــت إلــى أن‬
‫االت ــاق على تطبيق معاهدة بروكس أو أي قانون أخر يتضمن أحكامها‪,‬خــارج‬

‫‪1 - A . Aboussoror, l’exécution du contrat de transport maritime de merchandises en de‬‬


‫‪droit marocain et en droit francais, litec 2001 n° 36, p34.‬‬
‫‪2 – Neffous Mohamed mankour,le nouveau code maritime algérien,Mémoire du DESS en‬‬
‫‪droit maritime et droit des transports,Université de droit , d'économie et des sciences,‬‬
‫‪d'Aix – Marseille 2000, p41 .‬‬
‫‪ – 3‬د‪ /‬أحمد محمود حسني‪,‬المرجت السابق‪ ,‬ص ‪160.‬‬
‫‪4 - A . Aboussoror, op. cit, n° 47,p42.‬‬
‫نطاق تطبيقها القانوني‪,‬أي بات ـاق الطـرفين مـن خـال الشـرط المـذكور‪ .‬ممـا يعنـي‬
‫أن هذه المعاهدة تطبق باعتبارها شروطا تعاقديـة وليسـت أحكامـا قانونيـة‪,‬ومـن ـم يجـرى‬
‫ت سيرها وتطبيقها على قدم المسـاواة مـت بـاقي شـروط سـند الشـحن األخـرى وفقـا للقواعـد‬
‫العامة للت سير(‪.)1‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ -1‬د‪ /‬صالح محمد المقدم‪,‬المرجت السابق‪ ,‬ص‪.314‬‬

‫المطلـب الثاني‪ :‬التحكيم كوسيلة لفض منازعات النقل البحري‪.‬‬


‫إزدادت أهمية التحكيم كوسيلة لح المنازعات المرتبطة بعملية النقـ البحـري مـا‬
‫لحسم الخالفات ‪ .‬و يعرف التحكيم أنه " تقنية المراد منها وضت حـ لنـزاع يمـس طـرفين‬
‫أو أك ر وهذا بواسطة أشخاص‪ -‬محكـم أو محكمـين – الـذين يسـتمدون سـلطتهم مـن إت ـاق‬
‫خاص دون أن تسند إليهم هذه المهمة من طرف الدولة" (‪.)1‬‬

‫وبإنتشار التحكيم في مجا التجارة الدولية‪ ,‬وجـدت مراكـز ومؤسسـات متخصصـة‬


‫بــالتحكيم إحتلــت مكانــة دوليــة ونشــاطا واســعا فــي تســوية العديــد مــن القضــايا المعروضــة‬
‫للتحكيم سنويا‪ ،‬مما جع للتحكيم تنظيما خاصا ي يـر مسـائ هامـة يقتضـي تحليلهـا( ال ـرع‬
‫األو )‪ .‬وبعــد بيــان هــذا التنظــيم فإنــه ســيتم البحــث عــن الوســيلة التــي يــتم اللجــوء بهــا الــى‬
‫التحكيم وماهو القانون المطبق على المنازعة التحكيمية (ال رع ال اني)‪.‬‬

‫الفـرع األول‪ :‬تنظيم التحكيـم‬


‫توالت مساعي الدولة الجزائريـة لتكـريس التحكـيم بـدءا مـن سـنة ‪ 1212‬باإلنضـمام‬
‫الــى معاهــدة نيويــورك لعــام ‪ 1221‬ــم إصــدار المرســوم التشــريعي ‪ 02-21‬حــو التحكــيم‬
‫التجاري الدولي الذي عد وتمم قانون االجراءات المدنية الجزائري‪.‬‬
‫تعددت المنازعات المعروضة على التحكيم البحـري بحيـث تشـم كافـة المنازعـات‬
‫الناشـــئة فـــي إطـــار المعـــامالت البحريـــة بـــين األشـــخاص الخاصـــة أو بينهـــا وبـــين أحـــد‬

‫‪101‬‬
‫األشخـــاص المعنويــــة العامــة‪ .‬كمــا أن هنــاك مراكـز للتحكيـــم البحــري حــددت فــي لــوائح‬
‫التحكيـم التي وضعتهـا العالقـات البحريـة التـي تعـرض منازعاتها على‬

‫‪1- Ph.Fouchard,E.Gaillard et B.Goldman,Traite de l'arbitrage commercial international‬‬


‫‪Litec 1996,n°7, p12. « L arbitrage est une technique visant à faire donner la solution‬‬
‫‪d’une question, intéressant les rapports entre deux ou plusieurs perssonnes,par une ou‬‬
‫‪plusieurs autres personnes l’arbitre ou les arbitres les quelles tiennent leurs pouvoirs‬‬
‫‪d’une convention privée et statuent sur la base de cette convention,sans être investies‬‬
‫» ‪de cette mission par l’état.‬‬
‫التحكيم البحري الذي تضطلت هذه المؤسسات بإدارته وتنظيمه (‪.)1‬‬

‫أوال‪ :‬ماهية التحكيـم‬


‫مما الشك فيه أن منازعات التحكـيم تتميـز بطابعهـا البحـري والـدولي والتجـاري‪,‬ولـذا‬
‫سنتناو ك طابت منها على حدى‪.‬‬

‫أ‪ -‬الطبيعـة البحرية لمنازعات التحكيم البحرية‪.‬‬


‫يتم اللجوء الى التحكيم البحري لح العديـد مـن النزاعـات البحريـة‪,‬م ـ تلـك الناشـئة‬
‫عن عقود التأمين البحري‪,‬إعادة التـأمين البحـري‪,‬إال أن أهـم النزاعـات عـادة مـا تنشـأ عـن‬
‫عقود النق البحري بسند الشحن ومشارطات إيجار الس ن وعقود بناء الس ن‪.‬‬

‫و الجــدير بالــذكر أن النســبة الغالبــة مــن التحكيمــات التــي تــتم فــي لنــدن تتعلــق‬
‫بعمليات النق البحري بسـند شـحن أو بمشـارطة إيجـار وكـ مـا يتصـ بعمليـة النقـ ولقـد‬
‫كــان لبريطانيــا الســبق فــي تقريــر اللجــوء للتحكــيم بمقتضــى قــانون التحكــيم الصــادر عــام‬
‫‪ 1220‬ومن بين أسباب نجاح التحكيم التجاري في بريطانيا هو وجـود تشـريت ينظمـه منـذ‬
‫‪. 1220‬هــذا فضــال عــن تمتــت المحكمــين االنجليــز بســمعة عاليــة بســبب جــديتهم وحيــادهم‬
‫وإتســـاع إختصاصاتهـــم وخبرتهـــم وقـــد تــم تأسيـــس رابطــة المحكمــين بلنــدن عـــام ‪1220‬‬
‫» ‪.« London Maritime Arbitrators Association‬‬

‫‪102‬‬
‫‪ – 1‬د‪ /‬عاطف محمد ال قى‪,‬التحكيم في المنازعـات البحريـة‪,‬دار النهضـة العربيـة للنشـر‪,‬القـاهرة ‪ 1661‬ص‪ 21‬وأشـار‬
‫الى بعض األم لة منها‪:‬‬
‫‪ -‬المــادة األولــى مــن الئحــة تحكــيم غرفــة التحكــيم البحــري ببــاريس‪:‬حيــث تضــطلت بالمنازعــات الناشــئة عــن االســتغال‬
‫البحري والمالحة البحرية والنق واالبحار البحري وبناء الس ن أو إمالحها‪,‬بيت أو شراء الس ن التجارية أو س ن الصيد‬
‫أو س ن النزهة‪....‬وكذا المنازعات الناشئة عن التأمين البحـري‪,‬وبوجـه عـام المنازعـات الناشـئة عـن أي أنشـطة بحريـة‬
‫أخرى ترتبط بطريق مباشر أو غير مباشر بأي من الموضوعات السابقة‪.‬‬
‫المادة األولى من الئحة المنظمة الدولية لتحكيم البحري‪ :‬التحكيمات المتعلقة بالتجارة البحرية ومنها التحكيمات المتعلقة‬
‫بمشارطات االيجار وعقود النق البحري وعقود التأمين البحري واالنقاذ والخسائر البحرية المشتركة وبناء الس ن‬
‫وإصالحها وعقود بيت الس ن وبأي من العقود األخرى التي تنشأ حقوقا على الس ن‪.‬‬
‫و عالوة على ذلك فإنه عندما تنص مشارطة االيجار أو سند الشـحن علـى حـ‬
‫النــزاع علــى أســاس التحكــيم فــي لنــدن فهــذا ال يعنــي خضــوع النــزاع للمحكمــين فــي لنــدن‬
‫فحسب وإنما أيضا تطبيـق قـانون التحكـيم االنجليـزي علـى إجـراءات التحكـيم األمـر الـذي‬
‫يحقق قدرا أكبر من المرونة (‪.)1‬‬
‫ومن أم لة المنازعات الناشئة عن النق البحـري بسـند الشـحن المنازعـات الخاصـة‬
‫بإحالة سند الشحن الى مشارطة االيجار الصادر بموجبها والمشتملة علـى شـرط التحكـيم‪،‬‬
‫وإذا ماكانت تك ي إلندماج السند في المشارطة االحالة العامة الـى نصـوص المشـارطة أم‬
‫تلزم االحالة الخاصة لشرط التحكيم الوارد بها؟ ومشكلة تحوي سند الـى شـخص الـث لـم‬
‫يكن طرفا ويمكن القو أن المنازعات المعروضة علـى التحكـيم البحـري هـي المنازعـات‬
‫الناشــئة عــن النشــاط البحــري بوجــه عــام‪,‬وذلــك فــي إطــار القــانون الخــاص أي التعــامالت‬
‫البحريـــة بـــين األشـــخاص الخاصـــة أو بـــين هـــذه األشـــخاص الخاصـــة والدولـــة أو أحـــد‬
‫األشخاص المعنوية العامة (‪.)6‬‬

‫ب‪ -‬الطابع الدولي للتحكيم البحري‪.‬‬


‫إن المجا البحري هو مجا دولي بطبيعته ألن نق البضائت غالبا ما يكون بين‬
‫مينائين مختل ين يقعان في بلدين مختل ين وقد إختلف ال قه في المعيار المعتمد لتحديد‬
‫دولية التحكيم‪ ،‬إذ أورد عدة إقتراحات يمكن إيجازها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬معيـار مكان التحكيم‪:‬‬

‫‪103‬‬
‫يعتبر التحكيم دوليا بمقتضى هذا المعيـار عنـدما يـتم التحكـيم علـى إقلـيم دولـة غيـر الدولـة‬
‫التـي يطلب منها تن يذ حكـم التحكيم‪ .‬و قـد أخـذت بهذا المعيار إت اقية نيويورك‬

‫‪ – 1‬د‪ /‬محمد عبد ال تاح ترك‪,‬التحكيم البحري‪,‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪,‬االسكندرية‪ 2883,‬ص‪. 266‬‬
‫‪ – 2‬د‪ /‬عاطف محمد ال قى‪,‬المرجت السابق ص‪. 31‬‬
‫بشــأن االعتــراف وتن يــذ أحكــام التحكــيم الدوليــة لســنة ‪ 1221‬والقــانون النمــودجي‬
‫للتحكيم التجاري الدولي للجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي ‪. 1212‬‬
‫ولقــد شــكك غالبيــة ال قــه فــي صــالحية وك ايــة معيــار مكــان التحكــيم لتحديــد الص ـ ة‬
‫الدوليــة للتحكــيم‪ ,‬ذلــك أن تــوطن التحكــيم فــي الخــارج يمكــن أن يكــون عنصــرا خارجيــا‬
‫مصطنعاأو نتيجة إلختيار المحكمين لمكان بعيد الصلة عـن العناصـر التـي ت يرهـا العمليـة‬
‫التحكيمية وبالتالي فهو معيار عرضي سيؤدي الى نتائج سطحية عندما تكون ك عناصـر‬
‫الدولية األخرى مرتبطة بدولة واحدة (‪.)1‬‬

‫‪ -6‬معيــار جنسية المحكمين‪:‬‬


‫يكون التحكيم دوليا عندما تحتلف جنسية المحكمـين عـن جنسـية أطـراف النـزاع‪.‬وقـد‬
‫يكون هذا المعيار دليال هاما على دوليـة التحكـيم أو قـد يكـون عـديم األ ـر وقـد يحتـاج الـى‬
‫عام آخر للمساعدة على إكتساب دولية التحكيم‪.‬‬
‫إال أنه ال يمكن أن تك ي جنسـية المحكـم وحـدها إلسـباغ الصـ ة الدوليـة كمـا لـو كانـت كـ‬
‫نقاط االلتقاء التي ي يرها التحكيم تتعلـق بـن س الدولـة مـا عـدى كـون المحكـم أو المحكمـين‬
‫من جنسية تختلـف عـن جنسـية الخصـوم‪ ،‬فـإن هـذا ال يك ـي وحـده إلظ ــاء الصـ ة الدوليـة‬
‫على التحكيم (‪.)6‬‬

‫‪ -1‬معيـار القانـون المطبق على إجراءات التحكيم‪:‬‬

‫‪104‬‬
‫بمقتضـى هــذا المعيـار يكــون التحكـيم دوليــا إذا إختـار األطـراف قانونـا أجنبيـا أو‬
‫الئحة مركز التحكيم دولي ليطبــق هـذا القانــون أو هـذه الالئحــة علـى إجـراءات التحكيــم‬
‫وقد شهـد هذا المعيـار جدال واسعـا حـو نقطتيــن فـي‬

‫‪ -1‬د‪ /‬محمد عبد ال تاح ترك المرجت السابق ص ‪. 308‬‬


‫‪ -2‬د‪ /‬عاطف محمد ال قي المرجت السابق ص‪.60‬‬
‫قانون االجراءات المحاكمة المطبق على التحكيم ‪:‬‬
‫‪ -‬هــ تتمتــت إرادة األطــراف بحريــة إختيــار قــانون أو نظــام تحكيمــي معــين إلجــراءات‬
‫المحاكمة التحكيميـة أم أنـه مـن األلـزم أن يطبـق قـانون إجـراءات المحاكمـة التحكيميـة فـي‬
‫البلد الذي يجري فيه التحكيم ؟‬
‫‪ -‬ه إذا طبق قانون إجـراءات محاكمة دولة أجنبية يعتبر التحكيم أجنبيـا ويحسـم األمـر ؟‬
‫‪.‬‬
‫بالرجوع الى إت اقيـة نيويـورك لعـام ‪ 1221‬نجـد أنهـا أجـازت للطـرفين التحـرر مـن‬
‫قـــانون إجـــراءات المحاكمـــة فـــي البلـــد الـــذي يجـــرى فيـــه التحكـــيم‪.‬وطالمـــا كانـــت قـــوانين‬
‫االجراءات الخاصة بالمحاكمة في ك األنظمة القانونية يجمت بينها حـق الـدفاع والمسـاواة‬
‫بــين الطــرفين فــإن ربــط الحكــم التحكيمــي ببلــد القــانون الــذي طبقــت إجراءاتــه فــي العمليــة‬
‫التحكيمية ال يك ي إلظ اء الصبغة األجنبية على التحكيم (‪.)1‬‬

‫‪ -1‬المعيـار المستمد من أطراف النزاع‪:‬‬


‫يرتبط هذا المعيار بـأطراف النـزاع أن سـهم‪ ,‬فالمنازعـة تنشـأ بـين شخصـين أو بـين‬
‫أشخاص طبيعية أو معنوية‪,‬ولكـ جنسـية مختل ـة‪ ,‬و لكـ شـخص طبيعـي مـوطن أو محـ‬
‫إقامــة‪,‬ولك ـ شــخص معنـــوي مقــرأ أو مركــز أعمــا وســيعتبر التحكــيم دوليــا طبقــا لهــذا‬
‫المعيار إذا كان أطراف النزاع من دو مختل ة (‪.)6‬‬

‫‪ -2‬المعيـار االقتصادي‪:‬‬

‫‪105‬‬
‫مما ال شـك فيه أن التحكيـم قد وضت لح منازعات التجارة الدوليـة‪,‬وليسـه معهـا‬
‫الحركة بتوفيـر كافة الضمانـات واالحتياطـات لح ظ حقوق األطراف المعنية بها ‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬محمد عبد ال تاح ترك‪,‬المرجت السابق ص‪. 306‬‬


‫‪ -2‬د‪ /‬عاطف محمد ال قى‪,‬المرجت السابق ص‪.66‬‬
‫فالتحكيم وجـد مـن أجـ التجـارة الدوليـة ولـذا يجـب أن يكـون مقيـاس الت رقـة بينـه‬
‫وبين التحكيم الداخلي هـو التجـارة الدوليـة‪ ,‬حيـث ال يك ـي أي معيـار مـن المعـايير السـابقة‬
‫لل ص ـ بــين التحكــيم الــداخلي والتحكــيم الــدولي‪.‬فالتجــارة تصــبح دوليــة حــين تخــرج مــن‬
‫إقتصاد بلد ما و تنتقـ األمـوا والخـدمات والسـلت عبـر حــدود الـدو ‪,‬ويعتبـر العقـد دوليـا‬
‫إعماال للمعيار االقتصادي‪.‬إذا كان هذا العقد يتص بمصالح التجارة الدولية (‪.)1‬‬

‫ومن مة فهذا المعيار يقـود الـى القـو بـأن التحكـيم يعتبـر دوليـا ال بـالنظر الـى أي‬
‫روابــط تربطــه بدولــة أجنبيــة‪,‬أو تربطــه بجنســية أطــراف النــزاع أو مح ـ إقــامتهم ولكــن‬
‫بالنظر الى موضوع النزاع وذلك عندما تكون العالقـة موضـوع العقـد وموضـوع التحكـيم‬
‫هي ن سها ذات ص ة دولية‪ .‬و بموجب هذا المعيار يكون التحكيم البحري غالبا إن لم يكـن‬
‫دائمــا تحكيمــا دوليــا‪.‬حيــث أن الس ـ ن هــي وســيلة التجــارة الدوليــة لنقــ الســلت واألمــوا‬
‫(‪)6‬‬
‫وغيـرها عبر الدو‬
‫‪ -2‬موقف المشرع الجزائري من هذه المعايير‬
‫و تجدر اإلشارة هنا الى موقف المشرع الجزائـري مـن خـال مرسـوم ‪ 02-21‬هـذا‬
‫األخير مـرة دمـج بـين المرسـوم ال رنسـي الخـاص بـالتحكيم التجـاري الـدولي لسـنة ‪1211‬‬
‫والنص السويسري المتضمن القانون الدولي الخاص لسنة ‪ 1212‬وحتى القانون النموذجي‬
‫الذي أقرته و أوصت به لجنة األمم المتحدة لقانون التجـارة الدوليـة‪.‬ويظهـر هــذا جليـا مـن‬
‫خال أحكام المادة ‪ 121‬مكرر ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬ج التي إعتبرت التحكيم دوليـا‪,‬ليس كما فعـ المشـرع‬
‫ال رنســي بمجــرد أن يتعلـــق بمصــالح التجـــارة الدوليــة‪,‬وإنمــا أضـــاف علــى هــذا المعيـــار‬
‫االقتصــادي معيـــارا جغرافيــا م ـــاده أن يكــون مــوطن الشحـــن الطبيعــي أو مقــر الشــخص‬
‫االعتباري ألحد الطرفين علـى األق واقعا خارج الجزائر‪.‬‬
‫‪106‬‬
‫‪ – 1‬د‪ /‬محمد عبد ال تاح ترك‪,‬المرجت السابق ص‪. 306‬‬
‫‪ – 2‬د‪ /‬حبار محمد (االبن)‪,‬محاضرات في القانون الدولي الخاص ‪ ،‬المرجت السابق‪.‬‬
‫وحسن ما فع المشرع الجزائري الذي ضيق بعض الشـيء المعيـار ال رنسـي الـذي وسـت‬
‫بصورة مبال فيها من نطاق الدولية‪,‬حتـى أصـبح التحكـيم بـين ال رنسـيين دوليـا لمجـرد أن‬
‫العقد الذي يحتويه ينجر عنـه تـدفق لألمـوا والخـدمات عبـر الحـدود الدوليـة وهـو الشـرح‬
‫الذي أعطته محكمة النقض ال رنسية لعبارة مصالح التجارة الدولية (‪.)1‬‬

‫ج‪ -‬الطابـع التجاري للتحكيم‪:‬‬


‫التحكـيم البحـري فــرع مـن فــروع التحكـيم التجـاري الــدولي بصـ ة عامــة‪,‬وهـو مــنظم‬
‫بــالقوانين والمعاهــدات الدوليــة المنظمــة للتحكــيم التجــاري الــدولي بص ـ ة عامــة ‪ .‬كمــا هــو‬
‫الشأن في التشريت الجزائري وال رنسي والمصري‪.‬ومت ما أتت به معاهدة هامبورغ لسـنة‬
‫‪ 1221‬بشــأن النق ـ البحــري الــدولي للبضــائت بموجــب ســندات الشــحن مــن أحكــام خاصــة‬
‫بــالتحكيم فــي المنازعــات البحريــة ربمــا تخرجــه مــن إطــار النصــوص التــي تحكــم التحكــيم‬
‫التجاري بص ة عامة كأو نص دولي خاص بالتحكيم البحري (‪.)6‬‬

‫و الجدير بالذكر أن التشريعات التي تأخذ بقانون تجاري مستق ومتميز عن القـانون‬
‫المدني تعني بتحديد دائرة القانون التجاري بدقة ورسم الحدود ال اصـلة بينـه وبـين القـانون‬
‫المدني بوضوح تحقيقا الستقرار المعامالت‪.‬‬
‫وهناك نوعان من المعايير إلض اء الص ة التجارية على التحكيم البحري ‪:‬‬

‫أولهمـــا‪ :‬المعيار المستمد من الص ة التجارية للمحكم وهو مطبق في دو القـانون العـام‬
‫ومنها إنجلترا والواليات المتحدة األمريكية حيث ال ي رق بين العم المدنـي‬

‫‪ – 1‬د‪ /‬مصط ى تراري اني‪,‬التحكيم التجاري الدولي في الجزائر إ ر صدور المرسوم التشريعي ‪ 86/63‬المؤرخ‬

‫‪107‬‬
‫في ‪ 1663/86/20‬المعد والمتمم لقانون االجراءات المدنية‪,‬مجلة دراسات قانونية‪,‬العدد ‪,81‬جوان ‪ 2882‬ص‪31.‬‬
‫‪ – 2‬د‪ /‬عاطف محمد ال قى‪,‬المرجت السابق ص‪. 01‬‬

‫والعمـــ التجـــاري‪ ,‬وحرصـــا علـــى أن يتـــولى حـــ المنازعـــات البحريـــة محكمـــون أك ـــاء‬
‫متخصصــون فــي مجــا التجــارة البحريــة عــالمون بأمورهــا ال نيــة وعادتهــا التجاريــة فقــد‬
‫نصت شروط التحكيم الواردة فـي بعـض مشـارطات إيجـار السـ ن االنجليزيـة واألمريكيـة‬
‫على وجوب أن يكون المحكم البحري تاجرا‪.‬‬

‫غيــر أنــه ال يمكــن التســليم بهــذا المعيــار و يجــب تجنــب المعــايير التــي تبحــث فــي‬
‫عناصر خارجية عـن موضـوع النـزاع المعـروض علـى التحكـيم كصـ ة المحكـم وأنـه مـن‬
‫األفض البحث عن الص ة التجارية في موضوع النزاع الناشئ عـن العالقـة البحريـة بـين‬
‫األطراف (‪.)1‬‬

‫ثانيهمـــا‪ :‬المعايير المستمدة من القوانين الوطنية ‪.‬‬


‫خولــت إت اقيــة نيويــورك لســنة ‪ 1221‬الــدو الموقعــة أن تحــت ظ لن ســها بــالحق فــي قصــر‬
‫تطبيق االت اقية على المنازعات المعتبرة تجارية طبقا للقانون الداخلي لك دولة‪ ,‬وبالتـالي‬
‫فإن االت اقية لم تعرف معيار التجارية الذي يض ي على نشاط محـ حكـم التحكـيم الص ــة‬
‫التجارية حتى يصبح التحكيم تجاريا نافذا (‪.)6‬‬

‫ثانيــا‪ :‬التنظيم العالمي للتحكيم‪.‬‬

‫تجــدر االشـارة بـداءة أن التحكـيم البحـري قـد يكـون مؤسسـيا أو حـرا‪.‬حيـث يقصـد‬
‫باألو االت اق على إحالة النزاعات التي ستنشأ أو التي نشأت بال ع الى التحكيم‬

‫‪ -1‬د‪ /‬عاطف محمد ال قى‪,‬المرجت السابق ص‪. 42‬‬

‫‪108‬‬
‫‪ – 2‬ن س المرجت ص‪. 18‬‬
‫أمام إحدى مؤسسات التحكـيم البحـري الدائمـة والتـي تتـولى بـدورها تنظـيم وإدارة العمليـة‬
‫التحكيمية منذ تلقي طلب التحكـيم وحتـى إصـدار حكـم التحكـيم وذلـك عـن طريـق األجهـزة‬
‫االدارية التابعة للمؤسسـة التحكيميـة وعلـى ضـوء الئحتهـا التحكيميـة‪.‬أمـا التحكـيم البحـري‬
‫الحر فهو ذلك النوع من التحكيم الذي يت ق األطراف من خـال إت ـاق التحكـيم علـى إدارة‬
‫وتنظــيم عمليــة التحكــيم بأن ســهم وبعيــدا عــن مؤسســات التحكــيم البحريــة‪,‬وبالتــالي يقــوم‬
‫األطراف بتشكي هيئة التحكيم‪,‬واالت اق على تحديد كافة القواعد المطبقة على االجـراءات‬
‫التحكمية وإختيار مكان التحكيم والقانون المطبق على موضوع التحكيم (‪.)1‬‬

‫أ‪ -‬مراكــز التحكيــم البحري المؤسسي‪:‬‬


‫ومن أهم مراكز التحكيم المؤسسي غرفة التحكيم بباريس والمنظمة الدولية للتحكيم‬
‫البحري وغرفـة اللويدز للتحكيم البحري‪.‬‬

‫‪ -1‬غرفة التحكيم البحري بباريـس ‪:‬‬


‫تأسسـت غرفـة التحكـيم ببـاريس عـام ‪ 1262‬بواسـطة اللجنــة المركزيـة لمجهـزي‬
‫الس ن وتوقـــف نشـاطها نظـرا إلنـدالع الحـرب العالميـة ال انيـــة‪ ,‬ـم أعيـد تنظيمهـا فـي ‪2‬‬
‫نوفمبر‪ 1222‬وهي غرفة متخصصة في المجا البحري تضم كافـة التخصصـات البحريـة‬
‫ضــمن عضويتهـــا مــن مــالك الســ ن والــوكالء البحريـــن‪ ,‬ومقاولـــي الشــحن و الت ريــ ‪،‬‬
‫والسماسرة البحرييـن‪ ,‬وشركـات بناء الس ـن والتأمين وأي تجمت يهتم مباشـرة أو بطريـق‬
‫غير مباشر بالنق البحري‪ .‬وتدار الغرفـة بواسطة مجلـس إدارة مكـون من ‪ 12‬عضو يـتم‬
‫إختيارهم بواسطة الجمعية العامة للغرفة عن‬

‫‪ – 1‬د‪ /‬محمد عبد ال تاح ترك‪,‬المرجت السابق ص‪.686‬‬

‫طريق االقتراع السري وبأغلبية األصوات ويجدد نص هم ك عام (‪.)1‬‬


‫‪109‬‬
‫ومن حق الغرفة رفض أي طلب من قب األطراف لتعيين المحكمين من الخـارج‬
‫دون إبداء أسباب الرفض‪.‬وي ص المحكمون في القضايا بإسم الغرفة بعد توقيت الحكم من‬
‫رئيس الغرفة ‪ .‬ومن م نجد أن غرفة التحكيم البحري ببـاريس تتـدخ فـي تسـيير العمليـة‬
‫التحكيميــة بجهازيهــا التنظيمــي واالداري‪,‬وذلــك منــذ تلقــي طلــب التحكــيم وحتــى إصــــدار‬
‫الحكم (‪.)6‬‬

‫‪ -6‬المنظمة الدولية للتحكيم البحــري‪:‬‬


‫هــي منظمة دولية حيث يوجد مقر اللجنة الدائمة ومقر سكرتارية المنظمة‬
‫ب رنسا‪ ،‬غير أنها ليست فرنسية‪,‬وكانت غرفة التجارة الدولية )‪ (CCI‬باالشتراك مت‬
‫اللجنة البحرية الدولية )‪ (CMI‬قد وضعتا سويا الئحة تحكيم بحري تعرف بالئحة‬
‫تحكيم غرفة التجارة الدولية واللجنة البحرية الدولية وذلك في مارس ‪ 1612‬حيث يقت‬
‫عاتق تطبيق هذه الالئحة على المنظمة الدولية للتحكيم البحري‪.‬وتتكون اللجنة من ‪16‬‬
‫عضو تعين غرفة التجارة الدولية نص هم‪,‬وتعين اللجنة البحرية الدولية النصف ال اني‬
‫وذلك لمدة الث سنوات ويتم إختيار رئيس اللجنة بالتعاون بين الهيئتين‪.‬‬

‫يتم تدخ المنظمة الدولية للتحكيم البحري في سريان العملية التحكيمية من عدة‬
‫نواح منها‪ :‬المساعدة في تعيين المحكم أو في تشكي هيئة التحكيم وفي حالة تخلف أحد‬
‫أطراف العملية التحكمية في تعيين محكم تقوم اللجنة الدائمة بتعيينه‪,‬كما ت ص اللجنة‬
‫الدائمة في مشاك رد المحكمين وإستبدالهم في حالة قيام أحد األطراف بتقديم أي‬
‫إعترضــات على إختيار المحكمين أو وجود ظرف طارئ يمنت ذلك (‪.)1‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬عاطف محمد ال قي‪,‬المرجت السابق ص‪. 62‬‬


‫‪ -2‬د‪ /‬محمد عبد ال تاح ترك‪,‬المرجت السابق ص‪. 613‬‬
‫‪-3‬د‪ /‬عاطف محمد ال قي‪,‬المرجت السابق ص‪. 60‬‬

‫‪ -1‬غرفــة اللويدز للتحكيم البحري‪:‬‬

‫‪110‬‬
‫تعتبر هذه الغرفة من أهم وأعرق مؤسسات التحكيم البحري ويوجد بهـا عـدد كبيـر‬
‫من أشهر المحكمين المشهود لهم بالك اءة في مجا المساعدات البحرية واالنقاذ وعمليـات‬
‫النق البحري‪.‬‬
‫وتقوم غرفة اللويدز بتنظيم العملية التحكيمية بالكام إبتداءا من تلقي طلبات التحكـيم‬
‫حتى صدور قرار التحكيم‪.‬ويمتد عمـ الغرفـة كـذلك الـى تنظـيم وإدارة حـاالت االسـتئناف‬
‫(‪)1‬‬
‫على حكم المحكم‪,‬كما يتم تطبيق القانون االنجليزي على العملية التحكمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬مراكز التحكيم البحري الحـر‪:‬‬
‫ونتناو في هذا الصدد جمعية المحكمين البحرين بلندن وجمعية المحكمين البحرين‬
‫بنيويورك ‪ ،‬و التحكيم البحري الخاضت لالئحة التحكيم للجنة األمم المتحدة للقانون‬
‫التجاري الدولي‪.‬‬
‫‪ -1‬جمعية المحكمين البحرين بلندن‪:‬‬
‫لهذه الجمعية الئحة تضم كافة األحكام والقواعد الخاصة بها وتعـرف بقواعـد جمعيـة‬
‫لندن للمحكمين البحرين لسنة ‪ 1212‬وقد أدخلت عليها عدة تعديالت‪.‬وال تقوم هذه الجمعيـة‬
‫بأي دور في تنظيم وإدارة العملية التحكيمية‪,‬أو حتى االشراف على سير العمـ التحكيمـي‬
‫إال أنها تسه من عملية إختيار المحكمين البحـريين مـن بـين أعضـائها عـن طريـق وضـت‬
‫قائمة ليتم االختيار بينهم عن طريـق أطـراف العمليـة التحكيميـة‪ .‬كمـا تحـدد الئحـة التحكـيم‬
‫الخاصة بالجمعية لكي يسير المحكم أو هيئة التحكيم عليها‪,‬كمـا تقـوم الجمعيـة بإمـداد هيئـة‬
‫التحكيم بأي نصائح بناء على طلبها وبخصوص العملية التحكيمية فهـي همـزة وصـ بـين‬
‫المنظمــات والتجمعــات البحريــة األخــرى وكافــة التخصصــات التــي لهــا عالقــة بالعمليــة‬
‫التحكيميــة‪.‬فيقتصــر دور الجمعيــة فــي تعــين المحكمــين إذا طلــب منهــا ذلــك وال تتــدخ فــي‬
‫سريان العملية التحكمية فهو تحكيم بحري حر (‪.)6‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬محمد عبد ال تاح ترك‪,‬المرجت السابق ص‪. 614‬‬


‫‪ -2‬د‪ /‬عاطف محمد ال قي‪,‬المرجت السابق ص‪. 61‬‬

‫‪ -6‬جمعيـة المحكمين البحرين بنيويـورك‬

‫‪111‬‬
‫ال يختلف الوضت هنا ك يرا عن جمعية المحكمين البحرين بلندن‪ ,‬فجمعيـة المحكمـين‬
‫بنيويورك هي جمعية للتحكيم البحري الحر‪,‬وهي جمعية مهنية وليست جمعية هدفها جلـب‬
‫الــربح غرضــها تمكــين المشــاركين فــي التحكــيم البحــري مــن االســت ادة مــن التحكــيم علــى‬
‫أفض وجه من خال وضـت الئحـة التحكـيم‪.‬وال تكتسـي الئحتهـا الصـ ة االلزاميـة‪,‬فهـي ال‬
‫تطبق على التحكيمات اال عند موافقة أطراف التحكيم على ذلك‪.‬‬
‫هــذا وإن الجمعيــة ال تحــت ظ لن ســها بــأي دور فــي تنظــيم وإدارة العمليــة التحكيميــة‬
‫فكافة االتصاالت تتم بين األطراف أو مستشاريهم والمحكمـين بعيـدا عـن الجهـاز االداري‬
‫للجمعية‪ .‬فـالتحكيم ال يبـدأ بطلـب الـى الجمعيـة بـ بطلـب مـن طالـب التحكـيم الـى الطـرف‬
‫اآلخر مشتمال على ما يوضح طبيعة النزاع وقيمته النقدية والتعويض المطلـوب الـى غيـر‬
‫ذلك من بيانات (‪. )1‬‬

‫‪ -1‬الئحة تحكيم لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولـي‬


‫تــم وضــت هــذه الالئحــة بواســطة لجنــة األمــم المتحــدة للقــانون التجــاري الــدولي‪,‬وهــي‬
‫تحتــوي علــى العديــد مــن القواعــد واألحكــام القــادرة علــى تســيير العمليــة التحكيميــة‪.‬وهــذه‬
‫الالئحة في متناو أي من األطراف أو المحكمين للسـير علـى قواعـدها وأحكامهـا فـي أي‬
‫عملية تحكيميـة‪ ،‬ولـم تنشـأ لجنـة األمـم المتحـدة للقـانون التجـاري الـدولي مؤسسـة تحكيميـة‬
‫دائمة تشرف على تطبيق هـذه الالئحـة ‪ ،‬بـ يمكـن لألطـراف االسـتعانة بالالئحـة ويمكـنهم‬
‫كذلك إستبعاد بعض نصوصها أو إستبدالها ببعض النصوص األخرى أو إضافة نصـوص‬
‫جديدة فهي الئحة إختيارية (‪. )6‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬عاطف محمد ال قي‪,‬المرجت السابق ص‪.184‬‬


‫‪.‬‬ ‫‪ -2‬د‪ /‬محمد عبد ال تاح ترك‪,‬المرجت السابق ص‪612‬‬

‫وتجــدر االشــارة أخيــرا إلــى أن االت ــاق علــى المحكمــين أو طريقــة تعييــنهم ال يقطــت‬
‫الطريق على ما أسماه أحد ال قهاء "بإنحطاط األخالق" )‪(Dégradation des Mœurs‬‬

‫‪112‬‬
‫الذي أصبح يميز طريقة تشكي محاكم التحكيم إذ ك يـرا مـا يـؤدي األمـر الـى نشـوب نـوع‬
‫مــن المنازعــات تتعلــق بشــخص المحكــم أو أهليتــه أو مؤهالتــه‪ ,‬والــذي فــي أغلــب األحيــان‬
‫تكون عن سوء نية للتنص من االلتزامات التي ي رضها إت اق التحكيم (‪.)1‬‬

‫‪1- Ph .Fouchard,E Gaillard et B.Goldman,op .cit,n° 743, p466.‬‬

‫الفـرع الثاني‪ :‬إتفاق التحكيم والقانون الواجب التطبيق على منازعة التحكيم‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫عندما يكون االت اق على التحكيم منصوص عليه في العقد فهو يسـمى شـرط التحكـيم‬
‫أما إذا تم االت اق على التحكيم بعد قيام النزاع فهو يسمى في هذه الحالة عقد التحكـيم وهـو‬
‫يكون دائما في صورة إت اق مستق عن عقد النق ‪ ،‬وبعـد االت ـاق علـى التحكـيم فإنـه البـد‬
‫لهذا النزاع أن يخضت لقانون معين‪.‬‬

‫أوال‪ -‬إتفاق التحكيـم‬


‫عرف المشرع الجزائري إت اق التحكيم فـي المـادة ‪ 121‬مكنرر ‪ 1‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬ج علـى غـرار‬
‫ما فع القانون النمودجي التي وضعته لجنة األمم المتحدة لقانون التجارة الدولية‪,‬على أنـه‬
‫يقصد بـه علـى حـد السـواء النزاعـات المسـتقبلية‪ -‬وهنـا شـرط التحكـيم هـو المقصـود – أو‬
‫التي نشأت فعال والمقصود بهذا عقد التحكيم أو ما يسمى بمشارطة التحكيم (‪.)1‬‬

‫أ‪ -‬مبدأ إستقاللية إتفاق التحكيــم‬


‫يقصــد بإســتقال إت ــاق التحكــيم‪ :‬إســتقال إت ــاق التحكــيم المبــرم فــي صــورة شــرط‬
‫التحكيم المـدرج ضـمن نصـوص العقـد األصـلي عـن هـذا العقـد‪ ,‬وعـن المـؤ رات التـي قـد‬
‫تؤ ر في عدم صحته‪.‬حيـث ال ت ـور مسـألة إسـتقال إت ـاق التحكـيم بالنسـبة إلت ـاق التحكـيم‬
‫المبرم في صورة مشارطة التحكيم (عقد التحكيم) ‪.‬‬
‫إذ المشارطة هي بالضرورة عقد من ص يبرم إستقالال عن العقد األصلي لح‬
‫المنازعات التي نشأت عنه وعن تن يذه (‪ .)6‬و أكدت المادة ‪ 121‬مكرر ‪ 1‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬ج في فقرتها‬
‫الرابعة على مبدأ إستقاللية التحكيم على خالف المشرع ال رنسي الذي لم يتناو في‬
‫مرسوم ‪ 1211/02/16‬المتعلق بالتحكيم الدولي هذه المسألة وإنما تطرق لها القضاء‬

‫‪ -1‬د‪ /‬مصط ى ترارى ال اني‪,‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪. 63‬‬


‫‪ -2‬ن س المرجت السابق‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫ال رنسي في قرار كوسي )‪ (Gosset‬لسنة ‪ 1221‬حيث جاء كنقطـة االنطـالق لتقريـر هـذه‬
‫القاعدة في صورة إعتراف محكمة النقض ال رنسية بمبدأ إستقال إت اق التحكيم في مجا‬
‫العالقات الدولية الخاصة (‪.)1‬‬

‫‪114‬‬
‫و لكن ما تجدر االشارة إليـه‪,‬هـو أن المشـرع الجزائـري إسـتبعد أن يكـون إت ـاق‬
‫التحكيم مستقال عن القوانين الوطنية على النحو المبين في قـرار محكمـة الـنقض ال رنسـية‬
‫لســنة ‪ 1221‬فــي قضــية داليكــو ضــد بلديــة خمــس الليبيــة‪,‬والــذي إعتبــر إت ــاق التحكــيم لــيس‬
‫مستقال عن عقد األساس فحسب‪,‬وإنما كذلك عـن القـوانين الوطنيـة وهـذا يظهـر مـن خـال‬
‫القانون الواجب التطبيق على الشروط الموضوعية التي تطلبها المشرع الجزائري لصحة‬
‫إت اق التحكيم (‪.)6‬‬

‫ب‪ -‬إنعقــاد التحكيم‪.‬‬


‫اليخــرج إت ــاق التحكــيم عــن كونــه تعبيــرا عــن إرادتــين إت قــت علــى إختيــار التحكــيم‬
‫وسيلة لتسـوية منازعـات تـارث أو قـد ت ـور ولهـذا يجـب تـوافر فيـه الشـروط الموضـوعية‬
‫والشكلية التي يتطلبها القانون لصحة هذا االت اق‪.‬‬
‫‪ -1‬الشروط الموضوعية‪.‬‬
‫تتم ـ الشــروط الموضــوعية فــي ضــرورة تــوافر التراضــي الصــحيح بمعنــى تطــابق‬
‫إرادتين وإتجاههما إلى ترتيب أ ار قانونية تبعا لمضمون ما أت ـق عليه‪ ،‬و من م فمن‬
‫الضروري من إيجاب وقبو يتالقيان على إختيار التحكيم كوسيلة لحسم المنازعـات التـي‬
‫ت ور بشأن العالقة األصلية‪,‬وإذا ما تعلق األمر بشرط التحكيم فمن الضروري التحقق مـن‬
‫تطابق إرادة األطراف بشأن شرط التحكيم كشرط موجود في العقد‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬عاطف محمد ال قى‪,‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪. 126‬‬


‫‪ -2‬د‪ /‬محمد عبد ال تاح ترك‪,‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪. 666‬‬
‫‪ -3‬د‪ /‬مصط ى تراري اني‪,‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪. 36‬‬

‫كما أنه من الضروري توافر األهلية لدى أطـراف العمليـة التحكيميـة والمقصـود هنـا‬
‫أهلية التصرف‪ ,‬باإلضافة الى مشروعية السبب وتتصور حالة عدم مشـروعية السـبب إذا‬
‫كان القصد من اللجوء الى التحكيم هو التهرب من القانــون الذي كـان سيطبـــق لـو طـرح‬

‫‪115‬‬
‫النزاع أمام القضاء‪,‬على أساس ما يتضمنه هذا القانون من قيود وإلتزامات يـراد الـتخلص‬
‫منها (‪.)1‬‬

‫وتنص المادة ‪ 121‬مكرر ‪ 1‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬ج على أنه يكون االت اق على التحكيم صحيحا من‬
‫حيـث الموضـوع إذا إســتجاب للشـروط التــي يتطلبهـا إمــا القـانون الــذي إختـاره األطــراف‪,‬‬
‫وإمـا القـانون الـذي يــنظم موضـوع النـزاع ال سـيما القــانون المطبـق علـى العقـد األساســي‪,‬‬
‫وإما القانون الجزائري‪.‬‬

‫و بهذا يكون مشرعنا قد أخذ حرفيا بالقانون السويسري في مادته ‪ 6/121‬وبـالمنهج‬


‫التنازعي‪ ,‬وتخلى عـن مـنهج القواعـد الماديـة الـذي أخـذ بـه القضـاء ال رنسـي الحـديث فـي‬
‫غيـاب نــص مكتـوب مــن خـال مــا يعـرف اليــوم فـي ال قــه ال رنسـي بمبــدأ إسـتقاللية إت ــاق‬
‫التحكــيم عــن القــوانين الوطنيــة‪.‬ورغــم هــذا فــإن المشــرع الجزائــري علــى غــرار نظيــره‬
‫السويسري لم يح على قانون واحد وإنما عدد المصادر القانونية التـي يسـتمد منهـا إت ـاق‬
‫(‪)6‬‬
‫التحكيم شرعيته لضمان صحة أكبرعدد ممكن من إت اقات التحكيم‬
‫وي ار هنا التساؤ حو شرط التحكـيم الـوارد بمشـارطة إيجـار‪ ,‬فهـ يعتبـر حامـ‬
‫سند الشحن راضيا بإت اق التحكيم الوارد بمشارطة االيجار؟‬

‫‪ -1‬د‪ /‬محمد عبد ال تاح ترك‪,‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪. 688‬‬


‫‪ – 2‬د‪ /‬مصط ى تراري ال اني‪,‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫ووفقـا للقضــاء ال رنسـي فهــو ابـت و مســتقر منــذ زمـن طويـ علـى أنــه لإلحتجــاج‬
‫بشرط التحكيم الوارد بمشارطة االيجار على حام سند الشحن الـذي أحـا الـى شـروطها‬
‫أن يتــوافر فــي حقــه العلــم ال ابــت بشــرط التحكــيم الــوارد ضــمن بنــود مشــارطة االيجــار‬
‫المــذكورة والقبــو المؤكــد لهــذا الحام ـ بهــذا الشــرط التحكيمــي‪.‬وذلــك بــأن تكــون االحالــة‬
‫الــواردة بســند الشــحن هــي إحالــة خاصــة وواضــحة ومحــددة الــى شــرط التحكــيم الــوارد‬

‫‪116‬‬
‫بمشارطة االيجار المحا إليها‪,‬أو بأن يرفق نص المشارطة بسند الشحن‪,‬أو بأن يتم إبـالغ‬
‫هذا الحام بنص مشارطة االيجار المذكورة بطريقة ابتة ومؤكدة ال تدع مجاال للشك في‬
‫أن هذا الحام قد علم بشرط التحكيم الوارد بالمشارطة (‪.)1‬‬

‫أما القضاء االنجليزي فيري أنه إلندماج شرط التحكيم الوارد بمشارطة االيجـار فـي‬
‫سند الشحن‪ ,‬واالحتجاج به على حام السند فإنه البد من توافر شرطين ‪:‬‬
‫األول‪ :‬شرط تحكيم الوارد في مشارطة اإليجار يت ق وموضوع السند‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن يتضمن سند الشحن كلمات صريحة واضحة في شرط االحالة ن سه تؤكـد ذلك‬
‫(‪.)6‬‬

‫‪ -6‬الشــروط الشكلية‬
‫أما فيما يخص الشروط الشكلية‪,‬ف ي الوقت الذي يلتزم المشرع ال رنسي الصمت‪,‬ممـا‬
‫ي تح المجا أمام القضاء لألخذ بمعاهدة نيويورك ب حتى تعديها بقبو ك‬

‫‪1- Cass.com.4juin1985,D.M.F1986,p106 note R.Achard‬‬


‫‪« Viole l’article 1124 du code civile,l’arret qui délare l’endossataire d’un connaissement‬‬
‫‪tenu par une clause compromissoire ,alorsque le connaissement n’était pas accompagné de‬‬
‫‪la charte – partie et qui’il n’était donc pas certain que l’endossataire ait eu connaissance de‬‬
‫‪son texte ; le porteur du connaissement ne peut se voir opposer une clause de la charte‬‬
‫‪partie qui ne s’ytrouve pas reproduite et qui n’a pas fait l’objet d’une acceptation certaine‬‬
‫» ‪de sa part‬‬
‫‪ – 2‬د‪ /‬عاطف محمد ال قى‪,‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪. 106‬‬

‫البينة والقرائن‪,‬فإن المشـرع الجزائـري حـذا حـذو‬ ‫أشكا الكتابة و كافة طرق اال بات م‬
‫المشرع السويسري فإعتبر بأن إت اق التحكيم ينعقد طبقا لقاعدة مادية بالكتابة تحـت طائلـة‬
‫البطالن في المادة ‪ 1/ 121‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬ج (‪.)1‬‬

‫وتعتبــر الكتابــة فــي الــدو االنجلوسكســونية شــرطا لال بــات ولــيس لالنعقــاد حيــث لــم‬
‫ترتب البطالن على تخلف الشـك المكتـوب‪ .‬كمـا أن إت اقيـة هـامبورغ قـررت فـي مادتهـا‬

‫‪117‬‬
‫ال انية والعشرين على أنه‪ ...« :‬يجوز للطرفين النص بإت اق م بـت كتابـة علـى أن يحـا‬
‫الى التحكـيم أي نـزاع قـد ينشـأ فيمـا يتعلـق بنقـ بضـائت بموجـب هـذه االت اقيـة‪ » .‬فـالنص‬
‫واضح و صريـح على أن الكتابـة الالزمة لالت اق التحكيم البحري هي لإل بات (‪.)6‬‬

‫ثانيــا‪ :‬القانون الواجب التطبيق‬


‫تجدر اإلشارة هنا أنه ال يجوز األخذ بالتحكيم مت ت ـويض المحكمـين بالصـلح‪ ,‬إذ أن‬
‫المحكمين الم وضين بالصلح مع ون من التقيد بقواعد القانون ممـا يجعـ هـذا الشـرط مـن‬
‫الشروط الباطلة طبقا لمعاهـدة بروكس لما قد ينتج عنه من مساس بقواعدها األمرة (‪.)1‬‬
‫وعالجت معاهدة هامبورغ هذه ال غرة بالنص في ال قرة الرابعـة مـن المـادة ‪ 66‬علـى‬
‫إلـزام المحكــم بتطبيــق أحكــام االت اقيــة‪ ,‬وإعتبــرت ال قــرة الخامســة هــذا اإللتــزام جــزءا مــن‬
‫إت اق التحكيم وقضت ببطالن ك إت ـاق يخال ـه‪.‬وهـذا حرصـا علـى عـدم تمكـين األطـراف‬
‫من ش فاعلية المعاهدة باإلت اق على التحكيم وإطالق الحريـة للمحكـم لل صـ فـي النـزاع‬
‫دون التقيد بها (‪.)1‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬مصط ى نراري ال اني‪,‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪. 68‬‬


‫‪ -2‬د‪ /‬عاطف محمد ال قى‪,‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪. 286‬‬
‫‪ -3‬د‪ /‬أحمد محمود حسني‪,‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪. 212‬‬
‫‪ -6‬د‪ /‬محسن ش يق‪ ,‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪. 121‬‬
‫ولع من أهم المسائ التي تور أمام المحكـم‪,‬مسـألة القـانون الواجـب التطبيـق سـواء‬
‫القانون الواجب التطبيق على إجراءات التحكيم أو القانون الواجب التطبيق على موضـوع‬
‫التحكيم‪.‬‬

‫أ‪ -‬القانـون الواجب التطبيق على إجراءات التحكيم‬


‫إنقسم ال قه بين رأي يذهب الـى ربـط التحكـيم وإجراءاتـه بقـانون مقـر التحكـيم ورأي‬
‫اني يذهب الى ربطه بإرادة الطرفين‪ .‬ويختلف األمر في حالة التحكيم الحر عنه في حالة‬
‫التحكيم المؤسسي‪,‬ف ي مـا يخـص الـتحكم الحـر يكـون إلرادة الطـرفين دورهـام وكبيـر فـي‬
‫إختيــار القواعــد القانونيــة أو القــانون الــذي تخضــت لــه إجــراءات التحكــيم بينمــا فــي حالــة‬

‫‪118‬‬
‫التحكيم المؤسسي فإن إرادة األطـراف تـذهب للتعبيـر عـن إيجـاد حـ النـزاع وفقـا لقواعـد‬
‫التحكيم إلحدى المؤسسات أو لمركز من مراكز التحكيم‪ ,‬غير أن هـذا ال يمنـت مـن إختيـار‬
‫قواعد قانونية أو قانون معين ليطبق علـى إجـراءات بـدء العمليـة التحكيميـة‪ .‬أمـا فـي حالـة‬
‫ســكوت الطــرفين عــن تحديــد القــانون الــذي يطبــق علــى إجــراءات التحكــيم ‪ ،‬فإنــه تطبــق‬
‫القواعد االجرائية الخاصة بالمؤسسة التحكيمية (‪.)1‬‬

‫و في القانون الجزائري فإن المادة ‪ 121‬مكرر ‪ 2‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬ج نصت على أنه يمكن إلت اق‬
‫التحكيم‪ ,‬أن يعين بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق االحالـة علـى نظـام التحكـيم‪,‬‬
‫تســـوية االجـــراءات الواجبـــة االتبـــاع فـــي الخصـــومة‪ ,‬ويمكـــنهم كـــذلك إخضـــاعها لقـــانون‬
‫االجــراءات الــذي يحدادنــه‪ .‬أمــا فــي غيــاب هــذا االت ــاق تتــولى محكمــة التحكــيم ضــبط هــذه‬
‫االجراءات مباشرة أو إستنادا الى قانون أو نظام تحكيمي‪.‬‬
‫و أقـرت إت اقيــة نيويـورك لعــام ‪ 1221‬فنني مادتهنا ‪/2‬د مبــدأ حريــة األطـراف فــي تعيــين‬
‫القانون والقواعد الواجبة التطبيق في إجراءات التحكيـم‪ ,‬و أن قانـون مكان‬

‫‪ -1‬د‪ /‬محمد عبد ال تاح ترك‪,‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪.621‬‬


‫التحكيم ال يطبق إال في حالـة عـدم إت ـاق األطـراف‪.‬وذكـرت أن للقاضـي الـذي يطلـب منـه‬
‫االعتراف وتن يذ قـرار التحكـيم األجنبـي أن يـرفض االعتـراف وتن يـذ القـرار المـذكور إذا‬
‫كان تشكي هيئة التحكيم أو إجراءات التحكيم ال تتطابق مت إت اق األطـراف أو مـت قـانون‬
‫البلد الذي يجري فيه التحكيم في حالة عدم وجود االت اق بين األطـراف علـى تشـكي هيئـة‬
‫التحكيم أو اإلجراءات الواجب إتباعها في عملية التحكيم(‪.)1‬‬

‫ب‪ -‬القانـون الواجب التطبيق على موضوع النزاع‬


‫يتم تحديد القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع إما مـن األطـراف أن سـهم و‬
‫إمـــا مـــن طـــرف هيـــأة التحكـــيم‪ .‬و إن إختيـــار األطـــراف للقـــانون الواجـــب التطبيـــق علـــى‬
‫موضوع النزاع مح التحكيم يعتبر تطبيقا للمبادئ المقررة في أغلـب التشـريعات‪ ,‬إذ تقـر‬

‫‪119‬‬
‫هذه التشريعات إعطاء األولوية إلرادة األطراف المتعاقدة الصـريحة أو الضـمنية إلختيـار‬
‫القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع(‪.)6‬‬

‫ومــن المنطقــي أال يتجاه ـ التشــريت الجزائــري قــانون اإلرادة بإعتبــاره أصــبح مــن‬
‫المســلمات فــي قــانون التجــارة الدوليــة‪,‬ونصــت المــادة ‪ 121‬مكننرر ‪ 11‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬ج بــأن محكمــة‬
‫هذا‬ ‫التحكيم ت ص في النزاع طبقا لقواعد القانون الذي إختاره األطراف‪ ,‬وفي غياب م‬
‫اإلت اق ت ص محكمة التحكيم وفقا لقواعد القانون واالعراف التي تراها مالئمة‪.‬‬

‫و المالحـظ هنـا أن قيـام المشـرع الجزائـري في المـادة السال ة الذكـر لعبارة قواعـد‬
‫القانـون عـوض عبـارة القانــون الواجـب التطبيـق (‪ ,)1‬ي يـد على أنه فتح المجـا لألخذ‬
‫بالمبـادئ العامـة للقانون أو مـا يعبـر عنـه اليـوم‬

‫‪ -1‬د‪ /‬محمد عبد ال تاح ترك‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪.622‬‬


‫‪ -2‬د‪/‬عاطف محمد ال قى‪ ,‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪. 616‬‬
‫‪ -3‬د‪ /‬مصط ى تراري ال اني ‪ ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬

‫بقانون التجار)‪ (Lex Mercatoria‬الذي يدافت عن بعض ال قهاء ال رنسيين (‪.)1‬‬

‫و ما يميز النص الجزائري عن نظيره ال رنسي‪ ,‬أنه أخضت مسألة تطبيـق األعـراف‬
‫التجارية لتقدير المحكم ‪ ،‬فهو الذي يقدر مدى مالءمتها لتطبق في النزاع المعروض عليـه‬
‫من عدمه‪ ,‬في حين أن المرسوم ال رنسي جع تطبيقها تلقائيا‪.‬‬

‫كمــا أنــه مــا يميــز القــانون الجزائــري عــن القــانون السويســري هــو أنــه يقيــد المحكــم‬
‫باللجوء إلى إعما قاعدة االسناد االحتياطية متى تعذر إعما قانون االرادة ‪ ,‬في حين أن‬
‫النص السويسري يعم إلى تطبيق قواعد القانون األك ر صلة بالنزاع‪,‬وهو حكم يـرى فيـه‬
‫أحــد ال قهــاء الجزائــريين أنــه يتضــمن توجيهــا للمحكــم ولكــن ال يختلــف فــي جــوهره عــن‬
‫المنحى ال رنسي و ال الجزائري (‪.)6‬‬

‫‪120‬‬
‫‪1- Ph . Fouchard,E Gaillard et B.Goldman,op.cit,n°1444, p814.‬‬
‫‪ -2‬د‪ /‬مصط ى تراري ال اني‪,‬المرجت السابق‪ ،‬ص‪.64‬‬

‫المبحـث الثاني‪ :‬قيام مسؤولية الناقل البحري‪.‬‬

‫تختلف التشريعات الوطنية حـو أسـاس مسـؤولية الناقـ ‪ .‬فالتشـريعات الالتينيـة تتجـه‬
‫نحو جع مسؤولية الناق تعاقدية و تقوم كلمـا حصـ اخـال بـالتزام تعاقـدي‪ ،‬بينمـا ت ـرق‬
‫والناقـ‬ ‫األنظمة اإلنجلوسكسونية بين مسؤولية الناق العام ومسؤولية الناق الخـاص‪.‬‬
‫العام هو الناقـ الـذي يتعهـد لقـاء مقابـ بتلبيـة جميـت طلبـات النقـ دون تمييـز بينهمـا‪ ،‬أمـا‬
‫الناق الخاص فهو من يتولى النقـ بنـاءا علـى إت ـاق خـاص فـي كـ حالـة علـى حـدة دون‬
‫وجود أدنى إلتزام في جانبه ي رض عليه القيام بعملية النقـ ‪ .‬وهنـا ترتكـز مسـؤولية الناقـ‬
‫العام على أساس الخطـأ التقصـبري الم تـرض‪ ،‬أمـا مسـؤولية الناقـ الخـاص ترتكـز علـى‬
‫الخطأ التقصيري الواجب اال بات (‪.)1‬‬

‫‪121‬‬
‫و المالحظ هنا هو أنه لتقرير مسؤولية الناق فإن عبء ا بات الخطأ يقت على عـاتق‬
‫المــدعي (المطلـب األو ) ‪ ،‬فــإذا مــا بــت خطــأ الناقـ ‪ ،‬فإنــه يصــبح ملزمــا بجبــر الضــرر‬
‫الالحق بالبضاعة (المطلب ال اني)‪.‬‬

‫المطلـب األول‪ :‬القواعد المتعلقة باالثبـات‬


‫يتم إ بات عقد النقـ البحـري بالكتابـة‪ .‬غيـر أن الكتابـة هنـا ليسـت شـرطا لإلنعقـاد‬
‫وإنما هي مجرد وسيلة لال بات وبالتالي فإنه يمكن العدو عنهـا إلـى وسـائ اال بـات التـي‬
‫تعادلها كاالقرار واليمـين‪ .‬وي بـت عقـد النقـ البحـري بسـند الشـحن الـذي يعـد إيصـاال داال‬
‫على إستالم البضائت ودليال كافيا على وجود عقد نق بـين الشـاحن والناقـ ‪ .‬و تحليـ ذلـك‬
‫يقتضــي التعــرض لحجيــة ســند الشــحن فــي اال بــات ( ال ـرع األو ) ــم للوســائ المقــررة‬
‫للناق لدرء المسؤولية عن ن سه ( ال رع ال اني)‪.‬‬

‫‪–1‬د‪/‬هاني محمد دويدار‪،‬موجز في القانون البحري‪ ،‬المؤسسة الجامعية للنشر و التوزيت ‪ ،‬بيروت ‪،1661‬ص ‪.218‬‬

‫الفـرع األول‪ :‬حجية سند الشحن في االثبات‬


‫تختلف قوة سند الشحن في اال بات تبعا للعالقة المطروحة و بالنظر إذا كان اال بـات‬
‫فيما بين أطراف عقد النق أو بالنسـبة للغيـر (‪ .)1‬كمـا ي ـار التسـائ يتعلـق بالبحـث فيمـا إذا‬
‫كان ألوراق أخرى كورقة الضمان تأ ير على حجية سند الشحن في اال بات؟‬

‫أوال‪ :‬حجيـة سند الشحن فيما بين الناقل والشاحن‬


‫يكون سند الشحن في العالقة بين الناق والشـاحن قرينـة علـى تسـلم البضـاعة بالحالـة‬
‫الموصوفة فيه‪ ,‬وإذا كان سند الشحن مؤشرا عليه بكلمة "مشحون" فهو أيضـا قرينـة علـى‬
‫شحن البضاعة على الس ينة المعينة وفي التـاري المعـين والقرينـة بسـيطة يجـوز لكـ مـن‬
‫الطــرفين تقويضــها بالــدلي العكســي‪ .‬فيجــوز للناق ـ مـ ال أن ي بــت أن عـــدد الطــرود التــي‬
‫تسلمها أق من عدد الذي ذكـر فـي السـند‪ ,‬كمـا يجـوز لشـاحن أن ي بـت أن العـدد أكبـر (‪.)6‬‬

‫‪122‬‬
‫واال بات فـي هـذا العـدد تحمكـه القواعـد العامـة والتـي مقتضـاها أنـه اليجـوز إ بـات عكـس‬
‫ال ابـت بالكتابـة إال بالكتابـة أو مـا يقـوم مقامهـا‪ .‬مـا لـم تكـن الواقعـة المـراد إ باتهـا منطويـة‬
‫على غش فيجوز إ بات عكس الوارد بسند الشحن بكافة الطرق (‪.)1‬‬

‫ثانيـا‪ :‬حجية سند الشحن بالنسبة إلى الغير‬


‫يقصد بالغير هنا حام السند حسـن النيـة وهـو الشـخص الـذي إطمـئن إلـى بنـود سـند‬
‫الشحن أي لم يكن عالما بالتغييرات التي تكون قد طـرأت عليـه‪ ,‬فيعتبـر السـند قرينـة علـى‬
‫صحة هذه البيانات وهي في هـذا المقـام قرينـة قاطعـة اليجـوز لناقـ أو الشـاحن تقويضـها‬
‫بإقامة الدلي على عكسها وذلك حماية لظاهر األشياء وتمكينا للسند من أداء وظي ته في‬
‫تم ي البضاعة على الوجه األكم ‪.‬‬

‫‪ -1‬وقد نظمت هذه المسألة المادة ‪ 141‬ق‪ .‬ب‪ .‬ج والمادة ‪ 6 / 3‬من معاهدة بروكس والمادة ‪ 3 / 14‬من معاهدة‬
‫هاميورغ‪.‬‬
‫‪ -2‬د‪ /‬محسن ش يق‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص‪66.‬‬
‫‪ -3‬د‪ /‬كما حمدي‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص‪.624‬‬
‫و لما كان المرس إليه في بعض التشـريعات يعتبـر طرفـا فـي عقـد النقـ فقـد أرادت‬
‫إت اقية هامبورغ تمكينه من االفادة من قطيعة القرينة إذا كان حسن النية األمر الذي يمتنـت‬
‫معه على الناق أو الشاحن االدعاء في مواجهته بعدم صحة بيانات سـند الشـحن(‪ ،)1‬وذلـك‬
‫حماية للمعامالت الظاهرة وتدعيما للقوة االئنمانية لسند الشحن‪.‬‬

‫و لــم تــنص إت اقيـــة بروكس ـ علــى هــذا الجــزء وإنمــا تحــد ت فقــط عــن الشــاحن‬
‫والناقـ ممـــا أ ــار بعــض الجـــد حــو طبيعــة القرينــة بــالنظر إلــى الغيــر‪ ،‬و ذهــب الــرأي‬
‫الراجـح إلى أن إ بات عكس بيانـات سند الشحن يكون غير مقبو في مواجهة الغير‪،‬‬
‫و هذا الح يت ق والمنطق بالنظر إلى السلوك الذي يجب أن يسلكه الناق عنـد تسـليم سـند‬
‫الشحن‪ .‬فالناق يحرر هذا السند بناء على البيانات المكتوبة التي يقدمها له الشاحن‪ ,‬إال أنه‬
‫يتعين على الناق أن يراقب هذه البيانات‪ ,‬فإذا توافرت لديه أسباب جدية تحمله على الشك‬
‫فــي عــدم مطابقــة البيانــات المقدمــة مــن الشــاحن للبضــائت المســلمة إليــه فعــال أو عنــدما ال‬

‫‪123‬‬
‫تتوافر لديه الوسائ الكافية لتحقـق منهـا فـإن المـادة ‪ 1 / 1‬تعطيـه الحـق فـي أن ي بـت علـى‬
‫الســند الشــحن التح ظــات المتعلقــة بالبيانــات التــي يقــدمها الشــاحن‪ ،‬وهــذا الح ـ يت ــق ومــا‬
‫إســتهدفته المعاهــدة مــن تزويــد ســند الشــحن بقيمــة إئتمانيــة تســمح بتداولــه والحصــو علــى‬
‫إنتمــان فــي يســر وســهولة أمــا الــرأي اآلخــر والــذي قــا بتعمــيم تطبيــق المــادة ‪ 1 / 1‬علــى‬
‫العالقة بالنسبة إلى الغير فلم يأخذ به (‪.)6‬‬
‫وأضافت إت اقية هامبورغ قرائن أخرى تست اد من سند الشحن وهي‪:‬‬
‫‪ -‬إذا لـم يــذكر فــي السـند أي بيــان يتعلــق بالحالــة الظـاهرة للبضــاعة فــالم روض أن الناقـ‬
‫تلقى البضاعة بحالة ظاهرة سليمة‪ ,‬أي ينظم الوضت كما لو كان قـد ذكـر فـي سـند الشـحن‬
‫أن الحالة الظاهرة للبضاعة سليمة وتسرى عندئد القاعدة السالف ذكرها‪ ,‬فتكون القرينة‬

‫‪ – 1‬د‪ /‬محسن ش يق‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص‪188.‬‬


‫‪ -2‬د‪ /‬أحمد محمود حسني‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص‪.108‬‬

‫بسيطة في العالقة بـين الناقـ والشـاحن‪ ,‬وقاطعـة بالنسـبة إلـى المرسـ إليـه والغيـر حسـن‬
‫النية ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا لم يذكر أي بيان في السند يتعلق بأجرة النق ‪ ,‬أو ذكر هـذا البيـان دون أن يوضـح أن‬
‫األجرة أو جزء منها مستحقة على المرس إليه‪ ,‬فهي قرنيـة بسـيطة علـى أن المرسـ إليـه‬
‫غير ملزم بدفت أية أجرة‪ .‬وتكون القرنية قاطعة بالنظر إلـى الغيـر حسـن النيـة الـذي يتلقـى‬
‫السند وهو يعتقد أنه غير ملزم بدفت أجرة النق وتسرى ن س القاعدة فيما يتعلـق بغرامـات‬
‫التأخير التي إستحقت في ميناء الشحن(‪.)1‬‬

‫وتجدر االشارة إلى أنه يترتب على إيراد التح ظات في سند الشـحن تقـويض حجيتـه‬
‫فيمــا يخــص البيــان الــذي وقــت الــتح ظ بشــأنه‪ ،‬وينتق ـ عــبء اال بــات إلــى المــدعي طالــب‬
‫التعويض الذي يلزم بإ بات الهالك أو التلف الذي يلحق بالبضاعة سـواء كـان هالكـا كليـا‬
‫أو جزئيا أو التأخير في تسليم البضاعة‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫و يالحظ أن هذا اال بات يكون سـهال إذا تعلـق األمـر بسـند الشـحن النظيـف أمـا إذا‬
‫وردت في سند الشحن تح ظات فهنا يكون عبء اال بات صعبا‪ ,‬ألنه ملزم با بات أمـرين‪:‬‬
‫أولهما أن البضاعة سـلمت لناقـ بشـك معـين‪ ,‬وثانيهمنا أنـه قـد لحـق هـذه البضـاعة تلـف‬
‫كلي أو جزئي دون أن يكون بإمكانه االستناد إلى سند الشحن‪ .‬أما فيما يخص ميعاد النق ‪,‬‬
‫فإته حتى وإن لم يـنص سـند الشـحن علـى ميعـاد معـين‪ ,‬فـإن ذلـك اليمنـت الناقـ مـن القيـام‬
‫بالنق في ميعاد معقو عادة ما يترك تقديره للمحكمة المعـروض أمامهـا النـزاع وإن كـان‬
‫العرف البحـري يتسـاه فيمـا يتعلـق بميعـاد النقـ بالنسـبة للناقـ البحـري أك ـر مـن الناقـ‬
‫البري نظرا للمخاطر التي تتهدد الرحلة البحرية (‪.)6‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬محسن ش يق‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص‪.181‬‬


‫‪ -2‬د‪ /‬حبار محمد ‪ ،‬محاضرات في القانون البحري‪،‬المرجت السابق ‪.‬‬

‫ثالثــا‪ :‬أوراق الضمان وأثرها على حجية سند الشحن في االثبات‬


‫لمعرفة األ ر الذي تلعبه أوراق الضمان في اال بات فإن ذلك يقتضي التعرض‬
‫لماهية هذه األوراق م لقيمتها القانونية‪.‬‬

‫أ‪ -‬مفهوم ورقة الضمـــان‬


‫تجـــدر االشـــارة بـــداءة إلـــى أوراق الضــــمان تختلـــف تمامـــا عـــن أوراق الضــــمان‬
‫المصرفية‪ .‬ذلك أن الغرض من هذه األخيرة هو إمكانية تسليم المرس إليه البضـاعة دون‬
‫تقديمه أص سند الشحن الذي تم تظهيره له أو قيامه بإصدار مجموعة أخرى مـن سـندات‬
‫الشــحن عنــدما يكــون األص ـ قــد فقــد أو ضــاع فــي الطريــق‪ .‬ف ــي هــذه الحــاالت وتحاشــيا‬
‫للمخاطر التي تحيط تسليم الشحنة دون سـند الشـحن األصـلي‪ ،‬و لت ـادي إصـدار مجموعـة‬
‫مطابقة من السند فانه يطلب من المرس إليه أن يقدم ورقة الضمان من أحد البنـوك بقيمـة‬
‫من البضاعة (‪.)1‬‬

‫‪125‬‬
‫وقد جرى العم على تضمين سند الشحن تح ظـات تتعلـق بالبيانـات التـي يقـدمها‬
‫الشاحن عن حالة البضاعة‪ ,‬و مـن البـديهي ان هـذه التح ظـات ال تشـجت علـى التعامـ فـي‬
‫البضاعة و من شأنها أن تضعف قوة سـند الشـحن ‪ ،‬وت يـر الشـك فـي ن ـس المـؤمن فيرفـت‬
‫سعر التأمين أو يمتنت عن إبرامه كما أنها تحدث إضطرابا فـي سـوق االعتمـاد المسـتندي‪,‬‬
‫إذ ال تمكن البنك فاتح االعتماد من ان يعين على وجه الضـبط قيمـة الضـمان الـذي يغطـي‬
‫االعتماد الذي ي تحه فيتردد فـي منحـه‪ .‬ويت ـادى الشـاحن هـذا الحـرج إذا إسـتطاع أن يقنـت‬
‫الناقـــ بقبـــو إصـــدار ســـند الشـــحن نظيـــف)‪ (clean-net‬خـــا مـــن التح ظـــات والبيانـــات‬
‫المضادة مقابـ منحـه ورقـة الضـمان يتعهـد بموجبهـا بتعويضـه عمـا قـد يلحقـه مـن ضـرر‬
‫بســبب عــدم صــحة بيانــات الســند‪ .‬و يقبـ الناق ـ إبــرام م ـ هــذا االت ــاق مــت الشــاحن إمــا‬
‫مجاملة له بوص ه من عمالئه الدائمين وإما تواطؤا معه (‪.)6‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬أحمد محمود حسني‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص ‪141.‬‬


‫‪ -2‬د‪/‬محسن ش يق ‪ ،‬المرجت السابق ‪ ،‬ص‪.181‬‬
‫و األسباب التـي تـدعو الشـاحن إلـى االلتجـاء إلـى هـذا االت ـاق قـد تكـون بريئـة مـن‬
‫الغــش كمــا إذا إضــطرته الظــروف إلــى تقــديم البضــاعة قبـ قيــام السـ ينة بوقــت قصــير ال‬
‫يك ي للتحقق من صحة البيانات الخاصة بها أو ل حص حالتها الظاهرة فيطلـب مـن الناقـ‬
‫قبولها وإدراج البيانات في سند الشحن مقاب منحه الضمان كسبا للوقت‪ .‬كما أنه إذا أخطأ‬
‫الشـاحن فـي عـدد الطــرود وتبـين للربـان الخطــأ بعـد إنـزا البضــاعة فـي السـ ينة ورصــها‬
‫فيطلب منه الشاحن إبقاءها وتـرك بيانـات السـند دون إضـافة تح ظـات عليهـا مقابـ منحـه‬
‫ورقــة ضــمان‪ .‬غيــر أن الغالــب أن يكــون قصــد الشــاحن مــن إبــرام االت ــاق علــى إصــدار‬
‫خطـــاب الضـــمان هـــو الغـــش واإلضـــرار بـــالغير‪ ,‬كالمشـــترى أو المـــؤمن أو البنـــك فـــاتح‬
‫االعتماد‪ .‬وقد يتواطأ معه الناق في ذلك‪ ,‬وقد يكون هو ن سه فريسة الغش (‪.)1‬‬

‫ب – مـدى مشروعة أوراق الضمان‬


‫تعرض المشرع الجزائري لهذه المسألة في المادة ‪ 222‬ق‪ .‬ب‪ .‬ج التي ورد النص بها‬
‫على أن ‪ ":‬تعتبر باطلة وعديمة األ ر إتجاه الغير ك الوسائ أو االت اقيات التي يتعهد‬
‫بموجبها الشاحن بتعويض الناق في حالة قيام هذا األخير أو مم له القانوني بتسليم سند‬
‫‪126‬‬
‫الشاحن بدون تح ظات لشاحن في حين أنه كان يعلم أو كان من الم روض عليه أن يشك‬
‫في صحة البيانات الواردة في سند الشحن‪ .‬غير أنه يجوز للغير أن يتمسك بها في‬
‫مواجهة الشاحن"‪.‬‬

‫وتجدر المالحظة أن المشـرع الجزائري إقتبس نص هذه المــادة من المادة ‪60‬‬


‫من القانون الفرنسي لعام ‪ 1222‬والتي أوضحـت أن ورقة الضمـان تعتبـر باطلة إذا كان‬
‫التح ـظ الوارد بها يتعلـق بعيب فـي البضاعـة يعلمـه الناقـ أو كـان من الواجب عليـه أن‬
‫يعلم به وقت تحرير سند الشحـن ‪ .‬وبالمقارنة بين ورد فـي‬

‫‪ -1‬د‪ /‬أحمد محمود حسني‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص ‪.184‬‬


‫بالتشــريعين الجزائــري وال رنســي يتضــح أن المشــرع الجزائــري لــم ينق ـ المــادة ‪ 60‬مــن‬
‫القــانون البحــري ال رنســي علــى مقتضــاها ‪ ،‬فعلــم أو عــدم علــم الناقـ يكــون لــه أ ــره علــى‬
‫صحة ورقة الضمان في العالقة بـين الناقـ والشـاحن ولكـن ال يـؤ ر فـي شـئ علـى حجيـة‬
‫ورقة الضـمان فـي العالقـة بـين الناقـ والغيـر‪ .‬كمـا أن الرجـوع لـنص المـادة ‪ 222‬ق‪.‬ب‪.‬ج‬
‫يبننينإنهــا تعطــي الغيــر الحــق فــي التمســك بورقــة الضــمان فــي مواجهــة الشــاحن حمايــة‬
‫لمصلحة الغير ألته يكون أمامـه مسـؤوالن عـن تعـويض الضـرر الـذي لحـق بـه يتحـددان‬
‫بالناق والشاحن‪ .‬ويقوم الغير بالرجوع ضـد الشـاحن فـي حالـة مـا إذا كانـت الذمـة الماليـة‬
‫للناق غير كافية لتمكين الغير مـن الحصـو علـى التعـويض(‪ .)1‬هـذا و أنـه لصـحة ورقـة‬
‫الضمان يجب أال تكون البضائت محتوية على عيب ظاهر‪ ،‬كما يجـب إخطـار حامـ سـند‬
‫الشحن بوجود ورقة الضمان(‪.)6‬‬

‫و يذهب رأي فـي ال قـه إلـى أن أوراق الضـمان تعتبـر باطلـة ال أ ـر لهـا فـي جميـت‬
‫األحــوا لمــا تــؤدي إليــه مــن ت ــويض القيمــة االئتمانيــة لســند الشــحن واهــدار حجيتــه فــي‬
‫اال بات‪ .‬و أنه ال يمكن التسليم بالت رقة التي يقو بها البعض بين أوراق الضـمان الحسـنة‬
‫وأوراق الضمان المنطوية على غش وإعتبار هذه األخيرة وحدها باطلـة دون األولـى هـي‬

‫‪127‬‬
‫ت رقة غير مقبولة‪ ,‬ألنه من الصعب أحيانا تحديد الغش‪ ،‬فضال عن أن حسن نيـة الطـرفين‬
‫م ترض دائما‪.‬‬
‫وينتهــي هــذا الــرأي إلــى أنــه ال جــدوى مــن التمســك بالضــرورات العمليــة لتبريــر أوراق‬
‫الضــمان ألن ســند الشــحن وهــو اليعبــر فــي هــذه الحالــة عــن الحقيقــة يــؤدي بــال شــك إلــى‬
‫خديعـة الغير حسن النيـة الذي إطمأن إلى ظاهر األشياء‪ .‬وعلى العكس يذهب إتجاه آخــر‬
‫فـي ال قه إلى أن ورقـة الضمان قد تعطى للربـان لكي يطمئـن إلى صـدق‬

‫‪ -1‬د‪ /‬حبار محمد ( االبن)‪ ,‬محاضرات القانون البحري‪ ,‬المرجت السابق‪.‬‬


‫‪2- F.Boukhatmi, la lettre de garantie, le phare no 41, September 2002, p10.‬‬
‫بيانات الشاحـن التي ال يستطيت الربان التحقق منها في المينـاء ألي سـبب كـان‪ ,‬وال يكـون‬
‫القصــد مــن الورقــة فــي هــذه الحــاالت الغــش بــأي شــخص ويــرى أصــحاب هــذا الــرأي أن‬
‫الصحيح إعتبار تعهد الضمان باطال إذا قصـد بـه الغـش أي إذا حـرره الشـاحن وهـو عـالم‬
‫بأن البيانات السند ال تطابق الواقت وقبله الربان وهو عـالم بهـذه الواقعـة (‪ . )1‬ولقـد قـررت‬
‫محكمــة الــنقض ال رنســية أن إت ــاق الشــاحن مــت الناقـ علــى إصــدار ســند الشــحن النظيــف‬
‫مقاب ورقة الضمان يعتبر عم تـدليس ال يغطيـه التقـادم ويحـرم بـذلك الناقـ مـن التمسـك‬
‫بالتحديد القانوني للمسؤولية (‪.)6‬‬

‫أما بخصوص موقف المعاهدات الدولية من هذه المسألة‪ ,‬والتي لـم تتناولهـا إت اقيـة‬
‫بروكس ـ وإن كانــت معروفــة وقــت إبرامهــا إال انهــا لــم تكــن منتشــرة‪ .‬بينمــا قننــت إت اقيــة‬
‫هامبورغ الح المعمو به في فرنسا وتتخلص القواعد التي وضعتها فيما يلي‪:‬‬

‫فهي بالنظر إلـى الغيـر الـذي إنتقـ إليـه السـند‪ ،‬كالمشـتري والـدائن المـرتهن تكـون أوراق‬
‫الضمان عديمة ال اعلية‪ ,‬وهو ما يترتب عليه الزام الناق بتسليم البضاعة إلـى حامـ سـند‬
‫الشحن بحالتها الموصوفة فيه‪ .‬كما أنها نصت على إعتبار ك مرس إليه مـن قبيـ الغيـر‬
‫في هذا الخصوص لتمكينه من االفادة من عدم االحتجاج عليه بورقة الضمان‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫م أنها أوضحت أنه في إطار العالقة بين الشاحن والناق تبقى ورقة الضمان صحيحة‬
‫ومنتجة أل ارها ‪ ،‬فيجوز لناق بموجبها الرجوع على الشاحـن ليطالبـه بتعويـض عما‬
‫لحقه من ضرر بسبب إدراج البيان في سند الشحن خـا من التح ـظ‪ ,‬ويشترط إلحداث‬
‫هذه النتيجة أن يكون الناق حسن النية‪ .‬فإذا إتجهـت نيته إلى الغـش فتواطـأ مت الشاحن‬
‫علـى إلحـاق الضرر بالغير الذي تصرف إعتمـادا علـى الوصـف الوارد بسند الشحن‬
‫بشأن البضاعـة (كالمؤمن والبنـك ال اتـح اإلعتماد المستندى ) فإنه يمنت من مطالبة‬
‫الشاحن بالتعويـض‪ .‬مت مالحظـة هنـا أن رأي‬

‫‪ -1‬د‪ /‬أحمد محمود حسني‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص‪101.‬‬


‫‪2- cass . com, 20 juin 1960, D . M . F 1960, p 559.‬‬

‫بعض الوفود المشاركة في مؤتمر هامبورغ شـطب هـذه ال قـرة مـن الـنص (المنادة ‪) 1/12‬‬
‫ألنها تنظم العالقة بين طرفي أوراق الضمان وهي مسألة ال تتعلـق فـي نظـرهم بموضـوع‬
‫االت اقية وينبغي أن تترك هذه المسألة للقـوانين الوطنيـة التـي تبـين أنهـا تعـالج مسـألة أ ـار‬
‫البطالن بأحكام مختل ة‪.‬‬

‫و إضافة إلى ما سبق‪ ،‬فإن االت اقية لم تكت ي بالنص على حرمان الناق السيء النية من‬
‫في‬ ‫الرجوع على الشاحن وإنما أضافت لهذا الجزاء جزاء آخر أعمق أ را‪ ,‬يتم‬
‫حرمانها للناق من التمسك بتحديد مسؤوليته تجاه الغير الذي يكون تصرف إعتمادا على‬
‫الوصف الوارد بسند الشحن (‪. )1‬‬

‫الفـرع الثاني‪ :‬دفع المسؤولية عن الناقـل البحري‬


‫إذا كــان القـانون يحــدد أســبابا إلنعقــاد المســؤولية وهــي الخطــأ والضــرر ورابطــة‬
‫السببية فإنه يحدد أيضا أسبابا لإلع اء منها وهي ما يسمى بأسـباب اإلع ـاء القانونيـة‪ .‬كمـا‬
‫يجوز ألطراف العقد االت اق علـى إع ـاء المـدين مـن المسـؤولية المترتبـة علـى خطئـه بمـا‬
‫يسمى بأسباب اإلع اء االت اقية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أسباب اإلعفاء القانوني من المسؤوليـة‬


‫‪129‬‬
‫يعتبر إلتزام الناق في القانون البحري الجزائري إلتزامـا ببـذ عنايـة‪ ،‬علـى خـالف‬
‫المشرع المصري الذي يعتبره إلتزاما بتحقيق نتيجة‪ .‬وقد أورد المشرع الجزائري حاالت‬
‫يست يـذ منها الناق بإع ـائه من المسؤوليـة تم النص عليهـا فـي المنادة ‪ 101‬ق‪ .‬ب‪ .‬ج والتـي‬
‫أوردت ‪ 16‬حالــة‪ ،‬و المالحــظ هنــا أن المشــرع الجزائــري تــأ ر بمعاهــدة بروكس ـ والتــي‬
‫تـــأ رت باالتجـــاه االنجلوسكســـوني الـــذي يـــرفض إستعمــــا مصـــطلحات عامـــة ومجـــردة‬
‫وي ض إعتماد التحديد الدقيق لك حالة على حدة ‪ .‬و يمكـن تصنيـف‬

‫‪ -1‬د‪ /‬محسن ش يق‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص ‪.181‬‬


‫هذه الحاالت الواردة في القانون الجزائري ومعاهدة بروكس في مادتها الرابعة فـي أربـت‬
‫مجموعات(‪:)1‬‬

‫أ‪ -‬االعفـاء من المسؤولية الناجم عن عدم صالحية السفينة للمالحة بعد بدء السفر‬
‫إذا نشأ الضرر عن عدم صالحية الس ينة للمالحة‪ ,‬فإنه ال يسأ الناق عنه إال إذا‬
‫كان عدم الصـالحية راجعـا إلـى إهمالـه فـي بـذ العنايـة الالزمـة لتـأمين صـالحية السـ ينة‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ ،‬والمقصــود مــن هــذا االع ــاء تحصــين الناقـ‬ ‫وتجهيزهــا وإعــدادها إلســتقبا البضــاعة‬
‫ضد األخطاء التي ترتكبها الشـركة التـي تولـت بنـاء السـ ينة أو إصـالحها‪ .‬و حتـى يسـت يد‬
‫الناق من هذا االع ـاء فإنـه يجـب عليـه إ بـات أمـرين‪ :‬أن الضـرر نشـأ مـن عـدم صـالحية‬
‫الســ ينة للمالحــة وأن ذلــك غيــر راجــت الهمــا لــه فــي بــذ العنايــة الالزمــة لتــأمين هــذه‬
‫الصــالحية قب ـ الس ـ ر أو عنــد البــدء فيــه‪ .‬مــت مالحظــة أنــه ال يك يــه ال بــات بــذ العنايــة‬
‫الالزمــة االســتناد إلــى شــهادات الصالحيـــة التــي تمنحهـــا شــركات االشــراف أو الجهــات‬
‫االدارية المختصة ألنهـا و إن كانــت تشـك دلـيال فهـي ليسـت بالدليـــ القـاطت ولـو تولـت‬
‫تحريرها شركة شهيرة وذات سـمعة فـي بنـاء السـ ن وإصالحهــا‪ ،‬وهـو مـا قـرره القضـاء‬
‫االنجليــزي فـي قضيــة تعـرف بقضيـــة « ‪ .» MUN CASTER CASTLE‬ف ـي هـذه‬
‫القضية‪ ،‬حاو فيها الناقـ التنصـ من مسؤوليته بإ بات بذله العناية الالزمـة وأن السـ ينة‬
‫قــد خضــعت لل حـــص والت تــيش المســبق قب ـ إنطالقهــــا فــي الرحلــة مــن طــرف شــركة‬

‫‪130‬‬
‫مختصة وأن الخطا وقـت من أحد عما الشركـة بسـبب عـدم إغالقـه أحـد األغطيـة‪ ،‬و أن‬
‫ذلــك هــو الــذي تســبب فـــي تســرب الميــاه إلــى داخـــ الس ـ ينة و أدى إلــى تلــف البضاعـــة‬
‫المشحونــــة‪ .‬غيـــر أن مجلــــس اللـــوردات لـــم يستجــــب لحجــــة الناقـــ موضـــحا أنـــه كـــان‬
‫باستطاعته إكتشاف العيب وإتقاء هذا الضرر لو بذ‬

‫‪ -1‬د‪ /‬حبار محمد ( االبن)‪ ,‬محاضرات في القنون البحري‪ ,‬المرجت السابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 118‬ق‪ .‬ب‪ .‬ج والمادة ‪ 1 / 3‬من معاهدة بروكس ‪.‬‬
‫(‬ ‫العناية الالزمة (‪. )1‬وبذلك فان هـذه القضيـة رتبت إلتزامـا شخصيـــا فـي جانـب الناقــ‬
‫) ‪.)6(obligation personnelle‬‬

‫ب – اإلعفـاء من المسؤولية عن األخطاء في المالحة أو في إدارة السفينة‪.‬‬


‫يقصد باألخطاء المالحية األخطاء ال نية في قيادة الس ينة وتسـيرها وم الهـا مخال ـة‬
‫الربان للقواعد الدولية لمنت التصـادم فـي البحـار أو إقـالع السـ ينة مـن المينـاء دون مبـاالة‬
‫بالظروف الجوية الرذيئة الذي تنذر بها النشرات الجوية أو القيام بمنـاورة بحريـة خطيـرة‬
‫يترتب عليها إصطدام الس ينة التي يقودها بس ينة أخرى (‪ .)1‬وقد يقـت الخطـأ المالحـي فـي‬
‫الميناء على الرصيف‪ ،‬وان قاضي الموضوع هو الذي يقـدر مـا إذا كـان الخطـأ مالحيـا أم‬
‫غير مالحي ‪ .‬أما الخطأ في إدارة الس ينة فهو الدييتم تحديده بالنظر للغـرض مـن العمـ ‪.‬‬
‫فإذا كان الغرض االساسي من القيام بالعم هو المحافظـة علـى سـالمة السـ ينة وصـيانتها‬
‫وإستقرارها أعتبر الخطأ أو اإلهما في هذه العم خطأ في إدارة الس ينة يع ى الناق مـن‬
‫المسؤولية‪ .‬أما إذا كان الغرض األساسي من العم هو المحافظة علـى البضـاعة والعنايـة‬
‫بها‪ ،‬فإنه ال يخضت لإلع اء القانوني من المسؤولية‪.‬‬

‫وعلى خالف األخطاء المالحية ‪ ،‬فإن األخطاء التجارية يقصـد بهـا األخطـاء التـي‬
‫تتعلــق بالبضــاعة ن ســها‪ ،‬كالخطــأ فــي شــحنها أو رصــها أو ح ظهــا‪ ,‬كمــا يعتبــر الخطــأ فــي‬

‫‪131‬‬
‫إستعما آالت التبريـد خطـأ تجاريـا ألن الغـرض األساسـي مـن هـذه اآلالت هـو المحافظـة‬
‫على البضاعة‪.‬‬

‫‪1– chambres des lords, 7 / 12 / 1961, D . M . F 1963, p 245. obs bonassies.‬‬


‫‪2- P . bonassies, le doirt poutif francais en 1991, D . M . F 1992, p 147.‬‬
‫‪ -3‬د‪/‬حبار محمد (اإلبن) ‪ ،‬محاضرات في القانون البحري‪ ،‬المرجت السابق‪.‬‬

‫و ليتمتت الناق باالع اء من المسؤولية عن الخطأ في المالحة أو فـي إدارة الس ينة‬
‫فأنه يجب أن ين رد هذا الخطأ في إحداث الضرر‪ ،‬فإن إشترك معه في ذلك خطأ تجاري‬
‫فإنه ال يع ى الناق من المسؤولية (‪.)1‬‬

‫ج – الحــاالت المستثناة‬
‫وتشم ما يسمى بالسبب األجنبـي‪ ،‬و ينـدرج ضـمنه القـوة القـاهرة و خطـأ الشـاحن‬
‫والعيب الذاتي في البضاعة‪ .‬بالرجوع إلى القواعد العامة المقررة في القانون المـدني نجـد‬
‫المادة ‪ 162‬التي نصت على أنه ‪ " :‬إذا أ بت الشخص أن الضـرر قـد نشـأ مـن سـبب ال يـد‬
‫له فيه كحادث م اجئ أو قوة قاهرة أو خطأ صدر من المتضرر أو خطأ الغير‪ ،‬كـان غيـر‬
‫ملزم بتعويض هذا الضرر ما لم يوجد نص قانوني أو إت اق يخالف ذلك"‪.‬‬
‫و عليه يمكن القو أن السبب األجنبي هو أي ظرف أو حادث ال ينسب للناقـ يـؤدي إلـى‬
‫حتمية وقوع الضرر‪ .‬كما قـررت المحكمـة العليـا عنـدنا بأنـه ‪... ":‬لمـا كـان مـن ال ابـت –‬
‫من قضية الحا – أن قضاة الموضوع أبرزوا أن العاص ة لم تكـن غيـر متوقعـة إلعتبـار‬
‫أن النقـ تـم فـي فصـ الشـتاء و أن رداءة الطقـس تعتبـر حالــة عاديـة بالنسـبة للمالحــين و‬
‫بتحميلهم المسؤولية للناق عن خسائر البضائت المنقولة طبقوا صحيح القانون" (‪.)6‬‬

‫كمــا تقضــي المــادة ‪ 126‬ق‪.‬م‪.‬ج بــأن المــدين ال يســأ إذا بــذ فــي تن يــذ االلتــزام‬
‫عناية الرج العادي‪,‬في حـين تلـزم المـادة ‪ 122‬ق‪ .‬م‪ .‬ج المـدين الـذي لـم ين ـذ التزامـه بـأن‬
‫ي بت السبب الحقيقي لعدم التن يذ وعليه ي رق بين حاالت الث‪:‬‬

‫‪132‬‬
‫الحالــة األولى ‪ :‬في حالة ما إذا أخطأ المدين في تن يذ االلتزام أو تـأخر فيـه فـال يكـون لـه‬
‫أن يطالب بإع ائه وال شك في تحقق المسؤولية العقدية‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬أحمد محمود حسني‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص ‪. 232‬‬


‫‪ -2‬قرار المحكمة العليا‪ ،‬غ‪.‬ت‪.‬ب‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،1661/80/16‬المجلة القضائية الجزائرية‪ ،‬العدد ال الث ‪1663‬‬
‫‪ ،‬ص‪.102‬‬
‫الحالــة الثانية ‪ :‬إذا تدخ سبب أجنبـي منـت المـدين مـن تن يـذ التزامـه أو التـأخر فيـه‪,‬ف ـي‬
‫هذه الحالة ال يتحم المدين تبعة السبب األجنبـي‪ .‬فيع ـى مـن المسـؤولية إال إذا وجـد نـص‬
‫خاص في العقد يقرر تحمله لتبعة السبب األجنبي‪.‬‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬وهي منطقـة وسـطى بـين إ بـات المـدين قيامـه بالعنايـة المطلوبـة منـه وبـين‬
‫عدم إ باته للسبب األجنبي الذي تدخ فمنعه من التن يذ أو أدى إلى تأخيره ف ي هذه الحالـة‬
‫بقــي ســبب عــدم التن يــذ مجهــوال فمــن يتحملــه الــدائن أم المــدين؟ والــرأي الــراجح فــي ال قــه‬
‫يعتبر المدين مسؤوال عن عـدم التن يـذ أو التـأخير فيـه ‪ .‬وهـو مـا يستشـف مـن نـص المـادة‬
‫‪ 122‬ق‪ .‬م‪ .‬ج التي تتضمن قرينة سببية مزدوجة ‪:‬‬

‫الشق األول‪ :‬هو قرينة سببية الخطأ وتنحصر في نسبة عدم التن يذ إلى المدين‪.‬‬
‫الشننق الثنناني‪ :‬هــو الســببية بمعناهــا الــدقيق بوص ـ ها ركنــا مســتقال مــن أركــان المســؤولية‬
‫المدنية‪ ,‬وهي السببية التي تربط خطأ المـدين بالسـبب الـذي أصـاب بالضـرر‪ ،‬و السـببيتان‬
‫م ترضتان افتراضا ال يقبـ إ بـات العكـس وال ين يهمـا إال إ بـات السـبب األجنبـي‪ .‬فالمـادة‬
‫‪ 122‬تناولـــت موضـــوع دفـــت المســـؤولية العقديـــة وتعتبـــر كمبـــدأ عـــام ينطبـــق علـــى كـــ‬
‫االلتزامات من غير تمييز بين االلتزام بوسيلة و االلتزام بنتيجة (‪.)1‬‬
‫ومن قبي حاالت القوة القاهرة‪ :‬الحريق الذي لم يكن ب ع الناق أو خطأه ومخاطر البحر‬
‫القرصنة البحرية‪ ،‬و من أم لة أخطاء‬ ‫االست نائية وحواد ه والقضاء والقدر وأعما‬
‫الشاحن والعيب في البضاعة‪ :‬ك هالك يرجت لخطأ صادر عن الشاحن كعدم ك اية‬
‫التغليف أو عدم إتقان العالمات الخارجية للبضاعة أو عيب آخر في البضاعة (‪.)6‬‬
‫ومقارنة بمعاهدة بروكس فإن إت اقية هاميورغ(‪ )1‬أجازت لناق ن ي مسؤوليته‬

‫‪133‬‬
‫بإ بات أنه قد إتخد هو أو مستخدموه أو وكالؤه جميت ما كان من المعقو إتخاده من‬

‫‪ – 1‬ذ‪ /‬رزقي الطيب‪,‬دفت المسؤولية العقدية بالقوة القاهرة‪,‬رسالة ماجستير‪,‬جامعة الجزائر ‪,1612‬ص‪32.‬‬
‫‪ – 2‬د‪/‬كما حمدي‪ ,‬المرجت السابق‪ ,‬ص‪466.‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 1 / 3‬من معاهدة بروكس والمادة ‪ 1 / 2‬من معاهدة هاميورغ‪.‬‬
‫تدابير لتجنب الحادث وتبعاته‪ ,‬والغالب عمال أن يضطر الناق بغية تقديم هذا الدلي إلى‬
‫إ بات مصدر الضرر‪ ,‬أي السبب األجنبي كالقوة القاهرة أو العيب الذاتي للبضاعة أو‬
‫فع الشاحن أو تابيعه أو فع الغير‪ .‬ووفقا لنص المادة ‪ 1 / 2‬من االت اقية فإن مسؤولية‬
‫الناق عن الحريق ال تقوم على فكرة الخطأ الم ترض‪ ,‬وإنما تقوم على فكرة الخطأ‬
‫واجب اال بات‪ ,‬ومن م فإذا ما أ بت المضرور أن الحريق قد نشأ عن الخطأ أو إهما‬
‫من جانب الناق أو مستخدميه أو أن الضرر ناتج عن عجز الناق في إتخاد جميت‬
‫التدابير التي كان عليه القيام بها الخماد الحريق وفي هذا الغرض فإن سبي الناق لن ي‬
‫مسؤوليته‪ ,‬وقد أ بت المضرور في حقه الخطأ أو اإلهما ‪ ,‬ال يكون إال بإ بات السبب‬
‫األجنبي‪.‬‬
‫كما تعرضت االت اقية لحاالت اإلع اء الخاصة من المسؤولية يك ي الناق فيها لن ي‬
‫مسؤولية اإل بات اليسير‪،‬ومن ذلك حالة األضرار التي تلحق بالحيوانات الحية طالما‬
‫(‪)1‬‬
‫كانت تلك األضرار ناشئة عن المخاطـر التي تصاحب نق هذا النوع من البضائت‬
‫د‪ -‬األفعــال البريئة من الغش‬
‫ويتقرر ذلك في حالة ما إذا صدر من الناق تصرف معـين أدى إلـى إلحـاق ضـرر‬
‫بالبضاعة وكان الناق مضـطرة للقيـام بـه ومـن قبيـ ذلـك مـ ال‪ :‬إلقـاء جـزء مـن البضـاعة‬
‫المشــحونة فــي البحــر لحمايــة تــوازن الس ـ ينة‪ ,‬وأيضــا إنحرافــه عــن خطــر الســير المعتــاد‬
‫لحمايــة األرواح واألمــوا فــي البحــر علمــا وأن تقــدير ذلــك كلــه يعــود لقاضــي الموضــوع‬
‫المعروض أمامه النزاع (‪.)6‬‬
‫ثانيــا‪ :‬أسباب اإلعفاء اإلتفاقي من المسؤولية‬
‫نص المشرع الجزائري على بطالن ك شرط تعاقدي يكـون هدفه إع اء الناق من‬
‫المسؤولية أو تحديدها عن إلتزامه بوضت س ينة صالحة لإلبحار والتزامه بتحميـ‬

‫‪134‬‬
‫‪ – 1‬د‪ /‬كما حمدي‪ , ،‬المرجت السابق‪ ،‬ص ‪411.‬‬
‫‪ – -2‬د‪ /‬حبار محمد ( االبن)‪,‬محاضرات في القانون البحري‪ ,‬المرجت السابق‪.‬‬
‫ورص البضاعة وصيانتها ونقلها وحراستها وإلتزامه بالت ري والتسليم وعن إع اءه في‬
‫حاالة تعدد المسؤوليات بسبب تالقي أخطاء التاق أو مندوبيه مت سبب آخـر ‪ .‬مما ي يد‬
‫بإمكانية االت اق على إع اء الناق من المسؤولية (‪ . )1‬هو ما تؤكده المادة ‪ 121‬ق‪.‬م‪.‬ج التي‬
‫نصت على جواز اإلت اق على إع اء المدين من أية مسؤولية تترتب على عدم تن يذ‬
‫إلتزامه التعاقدي ويستئني من ذلك إذا صدر منه غش أو خطأ جسيم‪ .‬ومت ذلك يجوز‬
‫للمدين إشتراط عدم مسؤوليته عن الغــش أو الخطأ الجسيم الذي يقت من أشخاص‬
‫هذه الشروط سيمس بال شك‬ ‫يستخدمهم في تن يذ إلتزامه هذا وال يخ ي أن إقرار م‬
‫بمصلحة الشاحن أو من له الحق في البضاعة‪.‬‬

‫ويبقى بإمكان القاضي اللجوء إلى المادة ‪ 110‬ق‪ .‬م‪ .‬ج والتي تقضي بأنه في‬
‫عقود االذعان‪ -‬وهو الحا بالنسبة لسند الشحن‪ -‬جاز للقاضي أن يعد من الشروط‬
‫التعس ية وأن يع ي الطرف المدعن منها وفقا لما تقضي به العدالة ويقت باطال ك إت اق‬
‫على خالف ذلك (‪.)6‬‬

‫كما أن معاهدة بروكس وبعد بيانها إللتزامات الناق وضعت مبدأ هام وهو‬
‫بطالن الشروط االع اء من المسؤولية وحتى التخ يف منها بطالنا مطلقا وهذا معناه أن‬
‫أحكام المعاهدة من النظام العام وال يجوز االت اق على ما يخال ها ومن أم لة الشروط‬
‫الباطلــة ‪:‬‬
‫‪ -‬شـرط التناز لناق عن الحقوق الناشئة عن تأمين أبرمه الشاحن‪.‬‬
‫‪ -‬شـرط إع اء الناق من المسؤولية عن أخطاء الربان والتابعين التجارية‪.‬‬
‫ذلك من شروط إال إذا وجد لديه سبب جدي يحمله لشك‬ ‫‪ -‬شـرط الجه بالوزن وما يما‬
‫في بيانات الشاحن أو لم تتوافر له الوسائ الكافية لتحقق من ذلك‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫‪ - 1‬المادة ‪ 211‬ق‪.‬ب‪.‬ج ‪.‬‬
‫‪ -2‬د‪ /‬حبار محمد ( االبن)‪ ,‬محاضرات في القانون البحري‪ ,‬المرجت السابق‪.‬‬
‫‪ -‬شرط تحديد مسؤولية الناق بمبل يق عن الحد االدنى المقرر في المعاهدة‪.‬‬
‫‪ -‬شرط تحديد مسؤولية الناق باعتبار الحاوية وما إشتملت عليه طردا واحدا عندما يكـون‬
‫سند الشحن قد حدد عدد الطرود الموجودة في الحاوية‪.‬‬
‫‪ -‬شرط التحكيم مت ت ويض المحكمين بالصلح‪.‬‬
‫ومن بين الشروط الصحيحة‪:‬‬
‫‪ -‬شرط ‪ ( free in and out) F . I . O‬والذي مقتضاه وضت مصاريف عمليات الشـحن‬
‫والت ري على عاتق الشاحن أو المرس إليه‪.‬‬
‫‪ -‬شرط إستحقاق الناق لألجرة في ك األحوا وأيا كانت الحوادث‪.‬‬
‫و تجدر االشارة إلى أنه حيث يكون الشرط باطال فاألمر يقتصر على بطالن‬
‫الشرط ذاتـه دون أن يؤ ر ذلك فــي صحة عقد النق أو صحة الشروط األخرى الواردة‬
‫فيه‪ ,‬فالشرط باط ويح محله حكم المعاهدة (‪.)1‬‬

‫ثالثـا‪ :‬األثـر المترتب على توافر حالة من حاالت االعفاء من المسؤولية‬


‫إذا تبين قيام حالة من حاالت االع اء من المسؤولية‪ ،‬فإن ذلك ال يعني االستبعاد‬
‫الكلي لمسؤولية الناق في ك األحوا ‪ ،‬ألن القو بخالف ذلك سيسمح للناق بالتحل من‬
‫مسؤوليته وهو أمر غير مقبو ‪ ,‬و لذلك فإن أ رها في هذه الحاالت يقتصر في أغلب‬
‫األحيان على إع اء الناق من أن إ باته أن عدم تن يذه اللتزام مرده السبب األجنبي‪ .‬وعليه‬
‫فإنه يجب على الشاحن أو صاحب الحق في البضاعة إ بات أن الهالك أو التلف الذي‬
‫لحق البضاعة المشحونة مرجعه لخطأ الناق أو خطأ تابيعه‪ ،‬فإذا ما تم إقامة هذا الدلي‬
‫فإن مسؤولية الناق تعود إلى الوجود‪,‬أي بعبارة أخرى فإن حاالت اإلع ـاء القانوني‬
‫يقتصر أ رها علـى قلـب عبء اإل بـــات و نصبح هنا أمام قرينـة بسيطـة على عدم‬
‫مسؤوليــة الناق أي يمكن إقامة الدلي على عكسها (‪.)6‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬كما حمدي المرجت السابق‪ ,‬ص ‪462.‬‬

‫‪136‬‬
‫‪ – 2‬د‪ /‬حبار محمد‪ ,‬محاضرات في القانون البحري‪,‬المرجت السابق‪.‬‬
‫المطلـب الثاني‪ :‬التعويض عن الضرر الالحق بالبضاعة‬

‫عندما يلجأ أطراف عقد النق للمحاكم أو إلى إعتمـاد أسـلوب التحكـيم فـإن المـدعي‬
‫يأم ـ فــي الحصــو علــى تعــويض عــن األضــرار التــي لحقــت بــه‪ .‬غيــر أنــه نظــرا ل ق ـ‬
‫المسؤولية التي تقت على عاتق الناق ‪,‬وضت له المشـرع حـدا أقصـى لتعـويض يلـزم الناقـ‬
‫بأدائـه إذا مـا تحققـت مســؤوليته ( ال ـرع األو )‪ .‬علـى أنـه إذا كــان التحديـد القـانوني ميــزة‬
‫للناق ‪ ،‬فإنه مما ال شك فيه سيحرم منه‪,‬متى كان غير جدير به ( ال رع ال اني)‪.‬‬

‫الفــرع األول‪ :‬الحد األقصـى للتعويض‬


‫حدد التشريت البحري الجزائري‪ ،‬على غرار أغلب التشريعات البحرية واالت اقيات‬
‫الدولية‪,‬حدا أقصى للتعويض الواجب دفعه للمضرور في حالة إصابة البضائت بضرر ما‪.‬‬
‫وهذا كمقاب لحرمان الناق من إدراج شروط اإلع اء من المسؤولية‪ ,‬و أن هذا التحديد‬
‫يسري على مسؤوليته سواء أكانت عقدية أو تقصيرية (‪.)1‬‬

‫أوال‪ :‬طبيعـة الحد األقصى للتعويض‬


‫يـــرى بعـــض ال قـــه أن مصـــطلحات « التحديـــد القـــانوني للمســـؤولية » أو « الحـــد‬
‫األعلـى للمسـؤولية » أو « الحـد األقصـى للتعـويض » وإن كانـت تـؤدي ن ـس المعنــى‪,‬إال‬
‫أنه من األوفق استخدام اصطالح « الحد األقصى للتعويض »‪ .‬ذلك أن المسؤولية ال يـرد‬
‫عليهــا تحديــد‪ .‬فالناقـ إمــا أن يكــون مســؤوال أو ال يكــون‪ .‬وإنمــا يــرد التحديــد علــى مقــدار‬
‫التعويض الذي يدفعه الناق ‪,‬فيكون بذلك لتعويض حدا أقصى يلتزم الناقـ بأدائـه فـي حالـة‬
‫إصابة البضائت بضرر ما (‪.)6‬‬
‫و يعتبر التحديد القانوني للمسؤولية هو حد أقصى للتعويض و بذلك فإنه ال يعتبر تقديرا‬
‫جزافيا‪ ،‬كما أنه يشبه الشرط الجزائي‪,‬إذ يقت على المضرور إ بات مقدار الضرر الذي‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 213‬ق‪ .‬ب‪ .‬ج ‪.‬‬


‫‪ -2‬ذة‪ /‬سوزان علي حسن‪,‬المرجت السابق‪,‬ص ‪.203‬‬

‫‪137‬‬
‫لحــق بــه وذلــك طبقــا للقواعــد العامــة المقــررة فــي القــانون المــدني ‪ .‬وإذا مــا أ بــت المــدعي‬
‫مقـدار الضرر فاألمر ال يخرج من حاالت الث‪:‬‬
‫‪ -‬الحالننة األولننى ‪ :‬إذا كــان مقــدار الضــرر ي ــوق الحــد األقصــى للتعــويض فــال يحصــ‬
‫المضرور إال على ذلك الحد المحدد له ‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة الثانية‪ :‬إذا كان الضرر مساويا للحد األقصى للتعويض فانه يعمد هنا الى تطبيق‬
‫ن س الحكم المحدد أعاله ‪.‬‬
‫‪ -‬الحالننـة الثالثننة‪ :‬إذا كــان مقــدار الضــرر أق ـ مــن الحــد األقصــى للتعــويض‪,‬فــال يســتحق‬
‫المضــرور إال تعويضــا يعــاد مــا لحقــه مــن ضــرر‪,‬دون أن يكــون لــه الحــق فــي المطالبــة‬
‫بالحد األقصى للتعويض حتى ال ي ري على حساب الناق (‪.)1‬‬
‫أما إذا تضمن سند الشحن شرطا يحدد الحد األقصى للتعويض بمبل أقـ مـن الحـد‬
‫المقــرر قانونــا‪ ,‬فــإن هــذا الشــرط يعتبــر بــاطال بطالنــا مطلقــا وال يرتــب أي أ ــر قــانوني‪ .‬و‬
‫ي ســر ذلـك بكــون النصــوص الخاصــة بمســؤولية الناقـ البحــري تتعلــق بالنظــام العــام‪,‬فــال‬
‫يجوز االت اق على مخال تها (‪ .)6‬كما أنه من المقرر قانونـا هـو أنـه بإمكـان الناقـ أن يزيـد‬
‫من التزاماته و مسؤوليته فإن ذلك يبقى مرهونا بإيراده ذلك فـي سند الشـحن‪ .‬و علـة ذلـك‬
‫أن رعاية الناق التــي اسـتهدفها تحديـد التعـويض هـي ميـزة و ليسـت حمايـة‪,‬فـيمكن لـه أن‬
‫ي يد منها أو يتركها‪,‬ومن م فإن هـذا االت ـاق صـحيح ولـو بلـ حـد إلغـاء حـدود المسـؤولية‬
‫أصال حتى يغطـي التعـويض كـ الضـرر(‪ .)1‬ومعنـى ذلـك أن التحديـد القـانوني المسـؤولية‬
‫(والذي يقصد به هنا الحد األقصى للتعويض)هو حد أقصى لمسـؤولية الناقــ و حـد أدنـى‬
‫للمسؤوليـة االت اقية (‪ .)1‬و بهذا الخصوص ‪ ،‬قضت محكمة النقض ال رنسـية أنـه يجـب أن‬
‫يتمســك الناقـ بتحديــد المســؤولية و أنــه لــيس للمحكمــة أن ت يــره مــن تلقــاء ن ســها (‪ .)2‬كمــا‬
‫أجازت محكمة النقض المصرية للناق التمسـك بتحديد مسؤوليتـه‬

‫‪ -1‬د‪ /‬كما حمدي‪,‬المرجت السابق‪,‬ص‪026.‬‬


‫‪ -2‬د‪ /‬أحمد محمود حسني‪,‬المرجت السابق‪,‬ص‪244.‬‬
‫‪ -3‬د‪ /‬كما حمدي‪,‬المرجت السابق‪,‬ص‪020.‬‬
‫‪ -6‬د‪ /‬أحمد محمود حسني‪,‬المرجت السابق‪,‬ص‪244.‬‬
‫‪5- Cass, com, 25 October 1982, B.T 1983, p13‬‬

‫‪138‬‬
‫أمام محكمة االستئناف و أنه ال يعتبر أمامها طلبا جديدا بأن قررت ما يلي ‪ ..«:‬لما كانـت‬
‫المطعــون ضــدها قــد طلبــت أمــام محكمــة أو درجــة رفــض الــدعوى علــى أســاس انت ــاء‬
‫مسؤوليتها عن تلف البضاعة مح النزاع‪,‬فال يعـد ذلـك تنـازال منهـا عـن التحديـد القـانوني‬
‫لمسؤوليتها كناقلة وفقا لمعاهدة بروكس لسـندات الشـحن‪,‬ألن هـذا التحديـد ممـا ينـدرج فـي‬
‫عموم طلب رفـض الـدعوى ويـدخ فـي نطاقـه وبالتـالي فإنـه ال يعتبـر طلبـا جديـدا ممـا ال‬
‫يجوز ابدلؤه ألو مرة أمام محكمة االستئناف‪.)1(» ...‬‬

‫ثانيـا‪ :‬كيفية حساب التعويض‬


‫ن رق في هذا الصدد بين التعويض في حالة الضرر الناجم عن الهالك أو التلف و‬
‫بين حالة التأخير في تسليم البضاعة وفيما يلي تحلي لكال الحالتين ‪.‬‬

‫أ‪ -‬حالـة الهـالك أو التلــف‪.‬‬


‫نصت المادة ‪ 2/1‬من معاهدة بروكسـ علـى أنـه ‪ « :‬ال يلـزم الناقـ أو السـ ينة‪,‬فـي‬
‫أي حا من األحوا بسبب الهالك أو التلف الالحق بالبضاعة أو ما يتعلق بها بمبل يزيـد‬
‫عن مائة جنيه إنجليـزي عـن كـ طـرد أو وحـدة أو علـى مـا يعـاد هـذه القيمـة بنقـد عملـة‬
‫أخرى ما لم يكن الشاحن قد بين جـنس البضـاعة و قيمتهـا قبـ الشـحن وأن هـذا البيـان قـد‬
‫دون في سند الشحن»‪.‬‬
‫ونصت المادة ‪ 2‬من المعاهدة على أنه يقصد بالوحدات النقدية الواردة في المعاهدة القيمة‬
‫الذهبية‪ .‬و إن المالحظ هنا هو أن برتوكو عام ‪ ، 1221‬والذي تأ ر المشـرع الجزائري‬
‫بأحكامه مت أن الجزائر ليست منضمـة له لحين الساعة‪ .‬فحدد مبل التعويض بـ ‪100000‬‬
‫فرنك بوانكاري (‪ )Franc Poincaré‬عن ك طرد أو وحدة‪ .‬و‪ 10‬فرنك بوانكاري عن‬
‫الكيلو غرام من وزن البضاعة اإلجمالي الذي ي قد أو يتلف على أن‬

‫‪ -1‬د‪ /‬أحمد محمود حسني‪,‬المرجت السابق‪,‬ص‪.213‬‬

‫‪139‬‬
‫يؤخذ بالحد األعلى من الحدين‪ .‬والمقصود بال رنك بوانكاري (أو ما أسماه المشرع‬
‫الجزائري بالوحدة الحسابية) هو ‪ 2252‬مليغرام من الذهب عيار ‪ 200‬من األلف وهذه‬
‫القيمة تعلو وتنز مت قيمة الذهب (‪.)1‬‬

‫علما وأن برتوكـو ‪ 1221‬بـين بالت صـي طريقـة حسـاب التعـويض‪ ،‬فقـرر أنـه يـتم‬
‫حساب التعويض علـى أساس قيمـة البضائت في المكـان والزمان اللذين أفرغت فيهما مـن‬
‫الس ينـــة أو اللذيـــن كــان ينبغـــي ت ريغهــا فيهمـــا‪ ،‬وهــو مــا يطــابق نــص المــادة ‪ 102‬ق‪ .‬ب‪.‬‬
‫ج(‪.)6‬‬

‫مما تقدم عرضه ‪ ،‬فإنه يالحظ أن معاهدة بروكس اسـتعملت مصـطلح « الطـرد‬
‫أو الوحدة» حين القيام بتحديد هذا التعويض وأضاف برتوكو ‪ 1221‬ضابطا أخر للتقدير‬
‫هو « الوزن »‪ .‬و يقصد بالطرد وحدة قائمة بذاتها متميزة عن غيرها من وحدات الشحن‬
‫بما تحمله من بيانات وعالمات‪ ،‬ونـذكر فـي سـند الشـحن بوصـ ها وحـدة قائمـة بـذاتها‪ ,‬أي‬
‫حزم البضاعة وتجميعها في رباط واحد قصد نقلها كالصناديق أو البرامي ‪ ..‬أو غيـر ذلـك‬
‫من وسائ الحزم والتغليف‪.‬أما الوحـدة فإنـه يـتم إعتمادهـا لتغطيـة ال ـرض الـذي تسـلم فيـه‬
‫البضاعة مقدرة بحجمها أو بالطن أو القنطار أو الكيلو غرام أو اللتـر أو بأيـة وحـدة شـحن‬
‫أخرى تذكر في سند الشحن‪ .‬وتطرق برتوكو ‪ 1642‬وكذلك‬

‫‪ - 1‬ونصت المادة ‪ 6/280‬ق‪ .‬ب‪ .‬ج « ‪ ...‬بقصد بالوحدة الحسابية في م هوم هذا المر ومدة حساب‬
‫متشكلة من خمسة وستين مليغرام ونصف من الذهب ع أساس تسعة مائة من األلف في النهاية‪,‬ويمكن أن‬
‫تحو وحدات‬
‫الحساب المذكورة بالعملة الوطنية بأرقام مضبوطة ويتم التحوي في حالة دعوى القضائية حسب قيمة‬
‫الذهب للعملة المذكورة بتاري النطق بالحكم‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 284‬ق‪ .‬ب‪ .‬ج « تحديد التعويضات عن خسارة البضائت بالسنة لقيمتها الجارية‪,‬أما التعويض عن الخسائر‬
‫البحرية للبضائت فعلى أساس فرق قيمتها الجارية وهي بحالة جيدة وقيمتها بعد الخسائر‪ ...‬وإذا لم ترفت قيمة البضائت‬
‫على أساس السعر الجاري في األسواق فيمكن تحديدها على أساس القيمة العادية للبضائت من ن س النوع والجودة »‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫القانون البحري الجزائري الستخدام الحاويات فـي عمليـة النقـ فنصـت ال قـرة ال انيـة مـن‬
‫المادة ‪ 280‬ق‪ .‬ب‪ .‬ج " في حالة استخدام الحاوية أو أية أداة أخرى لتجميت البضائت‪ ,‬فإن‬
‫العبرة في حساب أي المبلغين أكبر لتحديد المسؤولية هو عـدد الطـرود المدونـة فـي و يقـة‬
‫الشحن أو أي و يقة أخرى ت بت عقد النق البحري"‪.‬‬

‫أمــا إذا لــم يــذكر فــي ســند الشــحن عــدد الطــرود التــي تشــملها الحاويــة‪ ,‬فإنــه يــتم‬
‫اعتبربارهــا طـــردا وحيـــدا بغـــض النظــر عـــن محتوياتهـــا‪ ,‬وهـــو حــ تـــم إقـــراره لصـــالح‬
‫الناقـ ‪,‬ولكــن تبــرره ضــرورة األخـذ بظــاهر األشــياء متــى كــان سـند الشــحن خاليــا مــن كـ‬
‫بيان‪ .‬ومت ذلك فإن األمر يتوقف على كي ية تحرير سـند الشـحن‪,‬فـال تعتبـر الحاويـة طـردا‬
‫واحدا إال إذا ذكرت في سند الشحن دون أي بيان آخر ‪ ,‬وإن ذلك يبقى أمرا ناذرا الوقـوع‬
‫عمال كأن يذكر "حاوية" فحسب ‪ .‬فإذا ما تمو ذكر عبارة الحاوية مرفقة بحجمها باألمتـار‬
‫(‪)1‬‬
‫المكعبة فإن المتر المكعب يصبح عندئذ وحدة شحن‬

‫و بــالرغم مــن التعــديالت التــي وردت فــي برتوكــو ‪ ، 1221‬فأنــه بقــي معتمــدا‬
‫لقيمــة الــذهب فــي تقــديره للتعــويض ولــم يت ــاد مــا وجــه لمعاهــدة بروكس ـ مــن إنتقــادت‬
‫بخصــوص اعتمادهــا هــذا األســاس فــي إحتســاب مبل ـ التعــويض‪ ،‬و هــو األمــر الــذي دفــت‬
‫واضـــعي برتوكـــو ‪ 1222‬المعـــــد برتوكــــو ‪ 1221‬لألخـــــذ بقاعــــدة حــــق السحــــب‬
‫الخــاص ( ‪ )Droit de tirage Spécial‬بـد ال رنـك الـذهبي المؤخـوذ بـه فـي برتوكـو‬
‫‪ .1221‬و بناءا على هذا التعدي فــإن الحـد األقصـى للتعـويض يصـبح محـددا بــ ‪222522‬‬
‫كحق سحب خاص )‪ )D.T.S‬عـن كـ طـرد أو وحـدة و ‪ 2‬حـق سـحب خـاص عـن الكيلـو‬
‫غرام‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪/‬محسن ش يق‪ ,‬المرجت السابق‪,‬ص‪.42‬‬

‫‪141‬‬
‫وحق السحب الخاص هو قيمـة دوليـة عامـة يحـددها صـندوق النقـد الـدولي‪ ،‬و تعلـن غالبـا‬
‫يوما بيوم ومن ـم فإنـه ال يتـأ ر بالتضـخم الـذي يبقـى الـدافت إليجـاد طريقـة التعـويض بمـا‬
‫(‪)1‬‬
‫يتماشى مت قيمة العملة وما قد يلحق بها من تدهور نتيجة التضخم‬

‫أمـا معاهدة هامبورغ فإنها بالنسبة إلى مسألة إحتساب الحد األقصى للتعـويض فـي‬
‫حالة هالك البضاعة أو تل ها‪ ،‬حددت التقدير على أساس الطرد أو وحـدة الشـحن والتقـدير‬
‫على أساس الوزن واألخذ بالحد األعلى للتقديرين‪ .‬واتبعت هذه االت اقية األسلوب الحـديث‬
‫فــي الوفــاء فــي المعــامالت الدوليــة وهــو حــق الســحب الخــاص‪ .‬فعينــت الحــد األقصــى‬
‫للتعويض في حالة التقدير على أساس الطرد أو وحـدة الشـحن ب ‪ 112‬وحـدة حسـابية لكـ‬
‫طرد أو وحدة شحن‪ .‬و إذا تم التقدير على أساس الوزن فإنه يحدد بمبل يعـاد ‪ 652‬وحـدة‬
‫حسابية لك كيلـو غـرام مـن الـوزن اإلجمـالي للبضـاعة التـي هلكـت أو تل ـت‪ .‬كمـا أخـذت‬
‫االت اقية بن س القاعدة الموجـودة فـي برتوكـو عـام ‪ 1221‬بخصـوص الحاويـات‪ ،‬غيـر أن‬
‫الجديد فيها هو اعتبار الحاوية ذاتها فـي حالـة تل هـا أو هالكهـا وحـدة شـحن مسـتقلة تـدخ‬
‫في حساب الحد األعلى للتعويض‪ ,‬بشرط أال تكون مملوكة للناقـ أو مقدمـة منـه‪ ،‬أي أنـه‬
‫(‪)6‬‬
‫ال يعم بالنص إال إذا كان الشاحن هو المقدم للحاوية‬

‫ب‪ -‬حالة التأخير في تسليم البضاعة‬

‫تجـدر المالحظة بـداءة أن الدعاوى القضائيـة المرفوعة بسبب التأخير قليلة‪ ،‬إذا‬
‫تمـت مقارنتها مت الدعـاوى القضائيــة المرفوعة بسبب الهـالك أو التلف‪ .‬فالتأخيـر في‬
‫النق البحري للبضاعة أعتبر كمسألـة انوية وهذا بالنظر إلى‬

‫‪ -1‬د‪/‬أحمد محمود حسني‪,‬المرجت السابق‪,‬ص‪261.‬‬


‫‪ -2‬د‪/‬محسن ش يق‪,‬المرجت السابق‪,‬ص‪.46‬‬

‫‪142‬‬
‫المخاطر التي تعرفها الرحلة البحرية‪ ،‬غير أنه في الوقت الحاضر فإن الطرق البحرية‬
‫معروفة و آمنــة‪ ,‬وليست معرضة سوى للمخاطر الطبيعية‪,‬إذ تتوافر هذه الطرق على‬
‫المزيد من االستقرار واألمان‪ .‬وعليه فإنه يظهر من الطبيعي تحم الناق المسؤولية‬
‫بشأن التأخير في تسليم البضاعة‪ .‬ألن التأخيـر في تسليم البضاعة يلحق الك ير من‬
‫الضرر في ظ اقتصاد م توح مبنى على المنافسة الحرة و ألن الزمن أصبح يعتبر اليوم‬
‫(‪) 1‬‬
‫قيمة اقتصادية‬
‫وقد راعى المشرع الجزائـري هـذه األهميـة للوقـت ورتـب المسـؤولية عـن التـأخير‬
‫فــي تســليم البضــاعة صــراحة فــي نــص المــادة ‪ 102‬ق‪.‬ب‪.‬ج علــى خــالف ك ـ مــن معاهــدة‬
‫بروكس والقانون ال رنسي‪ ,‬معتمدا في ذلك موقف معاهدة هامبورغ وقدر هذا التعـويض‬
‫« بمقــدار يعــاد مــرتين ونصــف مــن أجــرة النقـ المســتحقة الــدفت عــن البضــائت المتــأخرة‬
‫التـي لـم تسلم في الوقت المت ق عليه أو في الوقت المعقو المطلوب من ناق حـريص أن‬
‫يسلم فيـه البضـائت ولكـن ال تزيـد عـن مجمـوع أجـرة النقـ المسـتحقة بموجـب عقــد النقــ‬
‫البحـــري »‪.‬‬
‫و يتطابق نص المادة ‪ 102‬ق‪ .‬ب‪ .‬ج مت نص المادة ‪( 1/2‬ب) من معاهدة هامبورغ‪ ،‬غير‬
‫أن المعاهدة أضافت سق ا أخر يحد التعويض المقرر في حالة التأخير في تسليم البضاعة‬
‫بنصها في مادتها ‪( 1/2‬ج) على أنه يجب أال يتجاوز مجموع مسؤولية الناق عن هالك‬
‫البضاعة أو تل ها والتأخير في تسليمها الحد المقرر بالنسبـة للهالك الكلـي للبضاعــة‪.‬‬
‫ويرى بعض ال قه في فرنسا أن القانون ال رنسي و كذا معاهـدة بروكس تضمنا أحكاما‬
‫تأخذ بمبدأ المسؤوليـة عن التأخيـر ومن تم فإنه يمكن لناق االست ادة من تحديد المسؤولية‬
‫المنصوص عليه‪ .‬فنصت المادة ‪ 62‬من قانون ‪ 11‬جوان ‪ 1222‬على ان‬

‫‪1- J.B Racine,le retard dans le transport maritime de marchandises,R.T.D.com,2003,p223.‬‬

‫الناقـ مســؤو « عــن الهــالك أو التلــف الالحــق بالبضــاعة » إذ يمكــن ت ســير هــذا الــنص‬
‫على أنه يشم الضرر النـاجم مـن التـأخير (‪ .)1‬أمــا بخصـوص معاهـدة بروكسـ فقـد أخـذ‬

‫‪143‬‬
‫القضاء ال رنسي بموقف نظيره اإلنجليــــزي و إسـتقر علـى أن سـنص المعاهـدة ال يخـص‬
‫فقـط الضرر الحاص للبضاعة وإنما يشم كـ مـا يتعلـق بهـا‪ ،‬ذلـك أنـه تـم صـياغة نـص‬
‫المادة ‪( 1‬خامسا) على النحو التالي‪ « :‬ال يلزم الناقـ ‪ ...‬بسـبب الهـالك أو التلـف الالحـق‬
‫بالبضائت أو ما يتعلق بها ‪.» ...‬وفي الواقت فإن قواعد هاميورغ أك ـر تحديـدا مـن معاهـدة‬
‫بروكسـ ألن عبــارة تجــارة " أو مــا يتعلــق بهــا" يمكــن تطبيقــه باإلضــافة علــى الهــالك أو‬
‫التلــف والتــأخير فــي مجــاالت أخــرى‪ :‬كمصــاريف إعــادة تســتيف البضــاعة‪,‬المصــاريف‬
‫االست نائية للشحن والت ري ‪,‬مصاريف الجمارك (‪.)6‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬سقوط حق الناقل في التمسك بالحد األقصى للتعويض‬
‫يعتبر الحد األقصى للتعويض ميزة قررت لصالح الناق ‪,‬ومن المنطقي أال يست يد‬
‫منها سوى الناق الجدير بها‪ ,‬و لذلك أورد المشـرع الجـزاري حـاالت تـؤدي إلـى سـقوط‬
‫حالة منها‪.‬‬ ‫هذا الحق‪ .‬ونتعرض فيما يلي لهذه الحاالت وكي ية تقدير التعويض في ك‬
‫أوال‪ :‬الحاالت التي يترتب عنها سقوط حق التمسك بالحد األقصى للتعويض‬
‫يسقط حق الناق في تحديد التعويض إذا قام الشاحن قب عملية الشحن بتصريح‬
‫بقيمة البضائت أو إذا صدر منه خطأ عمدي (‪ ) Faute intentionelle‬أو إهما غير‬
‫مغت ر (‪.)1() Faute inexcusable‬‬
‫أ‪ -‬التصريـح بالقيمة ‪Déclaration de valeur‬‬
‫يسقط الحق في االست ادة من الحد األقصى للتعويض إذا قام الشاحن قب عملية الشحن‬
‫بإخطار الناق بأهمية البضاعة وقدم بيانا موضحا فيه طبيعتها وقيمتها وذكر هذا البيان‬

‫‪1 – J.B Racine,Op.Cit, p230.‬‬


‫‪2- J. Bonnaud, Les reformes apportées par les règles de hambourg aux exonérations de‬‬
‫‪responsabilité et limitation de réparation du transprteur maritime, « L’entre en‬‬
‫‪vigueur des règles de hambrug » I.M.T.M,1992,p 89.‬‬
‫‪3- F. Boukhatmi, Op. Cit, p 213.‬‬
‫إنه يلتـزم بتعويــض‬ ‫في سند الشحن‪ ،‬فهنا ال يجوز للناق أن يتمسك بالتحديد القانوني‪ ,‬ب‬
‫الضرر كامـال على أساس القيمـة المصـرح بها‪ )1( .‬وقد نصت المادة ‪ 102‬ق‪ .‬ب‪ .‬ج‪ «:‬إذا‬
‫لم يصرح الشاحن أو مم له بطبيعة وقيمة البضائت قب شحنها على الس ينة ولـم يـدون هـذا‬
‫التصريح في و يقة الشحن أو أية و يقة نق أخرى مما لة‪,‬فال يعد الناق مسؤوال‪ ....‬بمبلـ‬

‫‪144‬‬
‫يزيــد عــن‪ .» ...‬غيــر أن هــذه المــادة لــم تــنص صــراحة علــى أن جبــر الضــرر ســيكون‬
‫كامال(‪.)6‬‬
‫ويست اد من هذا الـنص أن البيـان الخـاص بطبيعـة البضـاعة وقيمتهـا يجـب أن يقـدم‬
‫قبـ الشــحن وأن بــدون فــي ســند الشــحن‪ .‬ومــن ــم فإنــه ال يجــوز للناقـ أن يتمســك بتحديــد‬
‫التعويض ألن ذكر البيان في سند الشـحن يعـد قرينـة علـى صـحة قيمـة البضـائت المصـرح‬
‫بها من طرف الشاحن‪ ,‬بيد أن هـذه القيمـة ال تلـزم الناقـ الـذي يمكنـه المنازعـة فيهـا طبقـا‬
‫للمادة ‪ 102‬ق‪ .‬ب‪ .‬ج‪.‬‬
‫وعند استشارة أحـد المختصـين فـي المنازعـات البحريـة (‪ )1‬بشـأن المسـألة المتعلقـة‬
‫بالطريقة المعتمدة عمليا حين تحديد التعويض في الجزائر ‪ ،‬فإنه أكد أن سند الشحن غالبـا‬
‫ما يكون مصحوبا بال اتورات التي تحدد قيمة البضائت المشحونة‪ ,‬وأن القاضي الجزائـري‬
‫يعتمد على تقرير الخبرة حين تقديره لحجـم الضـرر الالحـق بالبضـاعة‪ ،‬وهـو أمـر يطـابق‬
‫نص المادة ‪ 102‬و ‪ 102‬ق‪ .‬ب‪ .‬ج‪.‬‬
‫ب‪ -‬خطأ الناقـل‬
‫ال يمكن للناق االست ادة من الحد األقصـى للتعـويض متـى إرتكـب خطـأ عمـديا أو‬
‫غير عمدي يؤدي إلى وقوع أضرار أو إلحاق خسائر بالبضائت‪.‬وطبقـا لمعاهـدة بروكســ‬
‫فإنها نصت في مادتها ‪ 2/1‬على أنه‪ «:‬ال يلزم الناق أو الس ينة في أي حا‬

‫‪ -1‬د‪/‬عدلي أمير خالد‪,‬المرجت السابق‪,‬ص‪21.‬‬


‫‪2- F. Boukhatmi, Op. Cit, P 213.‬‬

‫‪ -3‬ذ‪ /‬بلبار الهواري‪ ،‬المحامى لدى مجلس قضاء وهران و المعتمد لدى المحكمة العليا‬

‫من األحوا (بدفت التعويض) بسـبب الهـالك أو التلـف الالحـق بالبضـائت بمبلـ يزيـد علـى‬
‫مائة جنية إنجليزي‪ ».‬وأ ارت عبارة « في أي حـا مـن األحـوا » بورودهـا فـي صـيغة‬
‫مطلقة التساؤ حو ما إذا كان يجب األخذ بمبدأ تحديد المسؤولية حتى ولو ارتكب الناق‬
‫أو تابعوه غشا أو خطأ جسيما ؟‬

‫‪145‬‬
‫وهنــا اســتقر قضــاء محكمــة الــنقض المصــرية علــى أن عبــارة « فــي أي حــا مــن‬
‫األحوا » وردت بصيغة العموم وأنه يندرج في نطاق التحديد القانوني للمسؤولية المقـرر‬
‫بهذه ال قرة ك ما قد يقت من هالك نتيجة لخطأ غير عمدي أيا كانت درجة هذا الخطأ‪,‬وال‬
‫يخرج مـن هـذا النطـاق إال مـا يكـون ناشـئا عـن غـش الناقـ شخصـيا‪ ،‬وهـو ن ـس الموقـف‬
‫الذي يعتمده القضاء ال رنسي إعماال لقاعدة الغش يفسد كنل شنيء‪ .‬وذهـب رأي فـي ال قـه‬
‫إلــى أن الخطــأ الجسيــــم الــذي يرتكبــه الناق ـ أو أحــد تابعيــه ي قــد الناق ـ حقــه فــي التمســك‬
‫بالتحديد القانوني للتعويض (‪.)1‬‬
‫أما نص برتوكو ‪ 1221‬فانه حاو إنهاء الجد الذي كان قائما فاتجه إلى حرمان‬
‫الناق السيئ النية أو الم رط في اإلهما من اإلست ادة من مبدأ تحديد التعويض‪,‬ولكنه لم‬
‫يستعم ل ظ « الغش » أو عبارة « الخطأ الجسيم »‪ ،‬ألن لهذا الل ظ ولهذه العبارة معانى‬
‫تختلف من نظام قانوني آلخر‪ .‬ب إن من األنظمة القانونية كالنظام االنجلوسكسوني من‬
‫ال يعرف اصطالح "الخطأ الجسيم" ‪ .‬وقد سعى البرتوكو إلى إيجاد صياغة تجمت بين‬
‫مختلف األنظمة ‪ ،‬غير أنه لم يجد أحسن مما فعلته ات اقية وارسو بشأن النق الجوي في‬
‫من التمسك بتحديد‬ ‫مسألة مما لة‪,‬فنص في مادته ال انية على حرمان الناق‬
‫المسؤولية‪ « :‬إذا بت أن الضرر حدث ب ع أو امتناع صدر منه بقصد إحداث الضرر‬
‫أو بعدم اكتراث مصحوب بادراك بأن ضرر يمكن أن يحدث » وهو ما أخـذ بـه المشرع‬
‫الجزائري في نص المادة ‪ 102‬من ق‪ .‬ب‪.‬ج ‪.‬‬

‫د‪/‬أحمد محمود حسني‪,‬المرجت السابق‪,‬ص ‪.261‬‬ ‫‪1‬‬


‫و بذلك فإن برتوكو ‪ 1221‬أخذ ب كرة السلوك المعيب المعروفة في النظام القانوني‬
‫اإلنجليزي بعنصريها المحددين بالعمد وعدم االكتراث و التي يقابلها في القانون ال رنسي‬
‫(‪)1‬‬
‫ويرجت القاضي ال رنسي في تقديـره للخطأ الغير‬ ‫فكـرة الغـش والخطـأ غيـر المغت ر ‪.‬‬
‫المغت ـر للتصرف الذي كان من الم روض أن يسلكه الناق الم الي (‪.)6‬‬
‫أمـــا معاهــــدة هــاميورغ فقــد أخــذت ب كــرة الخطــأ غيــر المغت ــر فــي مادتهــا ‪1/1‬‬
‫بصياغة تكاد تكون مطابقة لنص المـادة ‪ 6‬مـن برتوكـو ‪ 1221‬بقولهـا‪ «:‬ال يسـت يد الناقـ‬

‫‪146‬‬
‫من تحديد المسؤولية المنصوص عليه في المادة ‪ 4‬إذا بت أن الهالك أو التلف أو التأخير‬
‫في التسليم حدث ب ع أو امتناع صدر منه بقصد إحداث هـذا الهـالك أو التلـف أو التـأخير‬
‫أو بعدم اكتراث مصحوب بادراك بأن الهالك أو التلف أو التأخير يمكن أن يحدث »‪ .‬كما‬
‫أنه ال يحق لمستخدم الناق أو لوكيله طبقا للمادة ‪ 6/1‬مـن معاهـدة هـاميورغ االسـت ادة مـن‬
‫تحديد المسؤولية إذا بت أن الهـالك أو التلـف أو التـأخير فـي التسـليم قـد نـتج عـن فعـ أو‬
‫تقصــير مــن جانــب هــذا المســتخدم بقصــد التســبب فــي هــذا الهــالك أو التلــف أو التــأخير أو‬
‫ارتكب بعدم اكتراث مت العلم باحتما حصو الهالك أو التلف أو التأخير‪.‬‬
‫غير أن الناقـ ال يحـرم مـن اإلسـت ادة مـن تحديـد المسـؤولية إال بـت إصـدار خطـأ‬
‫غيــر مغت ــر منــه شخصــيا‪ ,‬وهــو ن ــس موقــف معاهــدة بروكس ـ والقضــاء اإلنجليــزي‪ ،‬إذ‬
‫يتطلبــان تــوافر خطــأ شخصــي مــن الناق ـ ‪ .‬و إن مــا قــد يصــدر مــن التــابعين كالربــان أو‬
‫البحارة أو غيرهم فإنه يحو دون تمسك الناق بتحديد المسؤولية (‪.)1‬‬
‫والواقــت أن هــذا الحـ يكــاد يعطـ تطبيــق الــنص‪ ,‬ألن الغــش أو عــدم االكتــراث ال‬
‫يصدران عادة من الناق شخصيا ألنه ك يرا ما يبقى ماك ا في مكتبه بمركز إدارة‬

‫‪ -1‬د‪/‬محسن ش يق‪,‬المرجت السابق‪,‬ص ‪.16‬‬


‫‪2- F. Boukhatmi, Op. Cit, p 241.‬‬
‫‪3-J. Bonnaud, Op. Cit, p 87.‬‬

‫الشركة الناقلة‪ ,‬وإنمـا يحصـ حالـة وقوعـه مـن الربـان أو مـن البحـارة أو التابعيـــن‪ ،‬فـإذا‬
‫كان الجزاء الذي يقرره هذا النص ال يشم هؤالء فهـو ال يخـرج عـن كونـه مجـرد جـزاء‬
‫نظري (‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬كيفية حساب التعويض حالة سقوط الحق في التمسك بالحد األقصى للتعويض‪.‬‬
‫يكون تعويض الضرر كامال نتيجة وجود غش أو خطأ ال يغت ر أو نتيجة‬
‫التصريح بقيمة البضائت أو إذا كان التعويض محددا بقيمة أق من القيمة المنصوص‬
‫عليها قانونا عمال بنص المادة ‪ 211‬من ق‪ .‬ب‪ .‬ج التي نصت على أنه‪ «:‬يعد باطال‬
‫وعديم الم عو ك شرط تعاقدي يكون هدفه أو أ ره المباشر أو غير المباشر‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد المسؤولية بمبل يق عن المبل الذي حدد في المادة ‪.» ...280‬‬

‫‪147‬‬
‫و يتم تقدير التعويض بطرق ال ة تتحدد اما باالت اق أو بنص القانون أو من‬
‫طرف القاضي‪ .‬وهو ما قررته المادة ‪ 116‬ق‪ .‬م‪ .‬ج حيث تقو ‪ «:‬إذا لم يكن التعويض‬
‫مقدرا في العقد أو في القانون فالقاضي هو الذي يقدره‪,‬ويشم التعويض ما لحق الدائن‬
‫من خسارة وما فاته من كسب‪.» .......‬‬
‫و ان القاضي يقـدر التعـويض علـى ضـوء مـا يكـون لحـق صـاحب البضـاعة مـن‬
‫ضرر وما فاته من كسب‪,‬وهو وان كان حرا فـي ذلك فإنه يبقى ملزما بتوضيح العناصـر‬
‫التي يكون قد اعتمدها في تحديده للتعويض‪ ,‬و هو الحكـم الـذي تؤكـده ال قـرة ‪ 6‬مـن المـادة‬
‫‪ 116‬ق‪ .‬م‪ .‬ج بنصها علـى مـا يلـي ‪ " :‬غيـر أنـه إذا كـان االلتـزام مصـدره العقـد‪,‬فـال يلتـزم‬
‫المدين الذي لم يرتكب غشا أو خطـأ جسـيما إال بتعـويض الضـرر الـذي كـان يمكـن توقعـه‬
‫عادة وقت التعاقد »‪.‬‬
‫كما نصـت المادة ‪ 102‬ق‪ .‬ب‪ .‬ج علـى الطريقــة التـي تعتمـد فـي تقـدير التعـويض و‬
‫أوضحت أن تحديد التعويض عن هالك البضائت يتم على أساس قيمتها الجارية أي قيمتهـا‬
‫في السوق‪ .‬أما بالنسبة للتلف الذي قد يلحق بالبضاعة فيقدر على أساس ال رق بين قيمتهـا‬
‫الجارية وهي في بحالة جيدة وقيمتها بعد التلف‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪/‬محسن ش يق‪,‬المرجت السابق‪,‬ص ‪.10‬‬


‫و يحسب هذا المبل بالرجوع إلى قيمة البضائت في يوم ومكان الت ري طبقـا للعقـد أو إلـى‬
‫اليــوم والمكــان اللــذين مــن الم ــروض ت ريغهــا فيهمــا‪ .‬وإذا لــم يكــن باإلمكــان تحديــد ســعر‬
‫البضائت على أساس السعر الجـاري فـي األسـواق‪ .‬فإنهـا تحـدد علـى أسـاس القيمـة العاديـة‬
‫للبضائت من ن س النوع والجودة (‪.)1‬‬

‫وإذا كان سـعر البضـاعة محـددا جبـرا فـإن ذلـك ال يمنـت مـن التأكـد مـن قيمتهـا فـي‬
‫السوق الحـرة فـي مينـاء الوصـو ‪ ,‬إذ يبقـى إمكـان المحكمـة تحديـد هـذه القيمـة باالسـتهداء‬
‫بقيمــة البضــاعة فــي مينــاء قريــب مــن مينــاء الوصــو و إن كــان الــدائن يتحمـ هنــا عــبء‬
‫إ بات الضرر الذي يدعيه (‪.)6‬‬

‫‪148‬‬
‫‪ -1‬المادة ‪ 284‬فقرة ‪ 2‬و ‪ ، 3‬ق‪ .‬ب‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -2‬د‪/‬عدلي أمير خلد‪,‬المرجت السابق‪,‬ص ‪.213‬‬

‫الخاتمــة ‪:‬‬

‫ينتهي النزاع في الدعوى بصدور حكم فيها بالقبو أو بالرفض ‪ ،‬فعندما‬


‫يقضي الحكم بالقبو أو بالرفض فإنه يترتب عليه حسم النزاع بخصوص الحق‬
‫المتنازع فيه‪ .‬فمتى صدر حكم في منازعة ناشئة عن عقد النق البحري فإنه يحـوز‬
‫حجية الشيئ المقضي به ‪ ،‬و متى أصبح الحكم نهائيا فإنه يحـوز قوة األمر المقضي‬
‫فيه‪.‬‬

‫و قـــد ركـــزت الجهـــود القانونيـــة الدوليـــة المبذولـــة اهتمامهـــا علـــى بعـــض القواعـــد‬
‫الموضوعية التي تخـص النقـ البحـري‪ ,‬وتركـت مسـألة تنظـيم القواعـد اإلجرائيـة للقـانون‬
‫الوطني الواجب التطبيق‪ ,‬و بذلك فإن الجهود الدولية اقتصرت على تنظيم بعـض المسـائ‬

‫‪149‬‬
‫و توصــلت إلــى وضــت أحكــام موحــدة بشــأنها لتحقيــق مبــدأ إســتقرار المعــامالت التجاريــة‬
‫الدولية‪.‬‬

‫و بــذلك فإنــه يظهــر بوضــوح أن التوحيــد الــدولي للقواعــد المطبقــة علــى عقــود النق ـ‬
‫البحري عموما و على سند الشحن خصوصا لم يتحقق لحـد السـاعة و ال يمكـن أن يتحقـق‬
‫بالتطبيق االختياري للقواعـد الدوليـة الماديـة ‪ .‬فتـرك الحريـة للمشـرع الـوطني فـي اختيـار‬
‫القواعــد المالئمــة ســيؤدي حتمــا إلــى اخــتالف فــي القــوانين الوطنيــة و هــو أمــر ال يخــدم‬
‫مصلحة التجارة الدولية‪.‬‬

‫م أن ترك هذه المسألة دون تنظيم دولي موحـد‪ ,‬قـد يـؤدي إلـى تمكـين أحـد األطـراف‬
‫من الحصو على حكم ينشئ لصاحبه سندا رسميا يح مح السند الذي أقام عليه دعاواه‬
‫‪ ,‬و قد يصطدم باستحالة التن يذ لمخال ة الحكم للنظام العام في الدولة المراد تن يـذه بهـا‪ ,‬و‬
‫قد يتطلب منه الحصو على حكم من جديد واعتبار الحكم السـابق إصـداره سـند لإل بـات‬
‫‪ ،‬و أن ذلك سيؤدي إلى ضياع للوقت وللما ‪.‬‬
‫هذا التباين بين الدو سي وت حتما فرصـة التوحيد التشـريعي المـأمو ‪,‬‬ ‫و إن م‬
‫و يحو دون تحقيق الهدف المنشود من االت اقيات الدولية البحرية المنجزة‪ ,‬وهـو القضـاء‬
‫على مسألة تنازع القوانين وما ينجم عن ذلك زعزعة للتجارة الدولية‪.‬‬

‫و لـــذلك فـــإن الـــدو تبقـــى مـــدعوة لتنظـــيم القواعـــد اإلجرائيـــة م لهـــا م ـــ القواعـــد‬
‫الموضــوعية التــي تحكــم مســؤولية الناقــ البحــري للبضــائت‪ ,‬وبصــ ة عامــة توحيــد كــ‬
‫المسائ الناشئة عن عقد النق البحري دون ما إست ناء ‪ .‬كما أنهـا مـدعوة لتوحيـد الشـروط‬
‫المتطلبة لممارسـة دعـوى المسـؤولية‪ ,‬لنكـون أمـام إجـراءات موحـدة بـين الـدو ‪ ،‬ومـن ـم‬
‫فإننا سنكون أمام مدة تقادم موحـدة سـواء بالنسـبة للـدعاوى األصـلية أو لـدعاوى الرجـوع‪,‬‬
‫وتكون لو يقة النق ن س الحجية أمام قضاء ك الـدو ‪ .‬كمـا أنـه يجـب أن تكـون للشـروط‬
‫المدرجة في سند الشحن من شروط االختصاص القضائي وشروط التحكـيم مـ ال وغيرهـا‬

‫‪150‬‬
‫مــن الشــروط األخــرى خاضــعة لــن س األحكــام القانونيــة علــى مســتوى جميــت المحــاكم‪ ,‬و‬
‫بذلك نت ادى اعتبار هذا الشرط أو ذلك باطال في دولة ما وصحيحا في دولة أخرى‪.‬‬

‫وسيتعزز هذا التوحيد أك ر باالعتماد على ما توص إليه القضاء في هذا المجا فـي‬
‫مختلف األنظمة القانونية في العالم ألن القضاء يبقى خير حقـ تجـارب للقواعـد القانونيـة‪,‬‬
‫ومن م لمعرفة مدى فعالية هذه القواعد‪,‬ومدى مساهمتها في تطور القانون البحري‪.‬‬

‫وتجدر المالحظـة هنـا أن القضـاء الجزائـري لـم يسـاهم بعـد بشـك كبيـر فـي إ ـراء‬
‫مواد القانون البحري‪ ،‬و لع ذلك راجت إلى قلة القضايا الشائكة التي أ يرت أمامـه بـالظر‬
‫إلى الحاالت التي عرضت على القضاء األجنبي ‪ .‬و إن إن تـاح اإلقتصـاد الجزائـري علـى‬
‫العــالم الخــارجي و إزدهــار التجــارة الدوليــة انطالقــا مــن الجزائــر ســيؤدي بــدون شــك الــى‬
‫االك ار من عمليات االيـراد واالسـتيراد انطالقـا مـن المـوانئ الجزائريـة وفـي اتجاهممـا و‬
‫من تم الى حجم المنازعات كما و نوعا ‪.‬‬
‫كمــا أنــه مــن المؤكــد أن القــانون البحــري الجزائــري يحتــاج إلــى التعــدي و إعتمــاد‬
‫القواعد المادية المأخوذ بها في إطار النشاط البحـري الـدولي للقضـاء علـى حـاالت تنـازع‬
‫القوانين‪ ،‬للمسـاهمة فـي وضـت قـانون بحـري موحـد خاصـة بشـأن القواعـد المتعلقـة بالنقـ‬
‫البحري مادام ذلك يساهم على إزدهار النشاط البحري الدولي ‪.‬‬

‫و إذن فإنــه ال م ــر مــن اإلصــالح‪ ،‬و إن خيــر إصــالح هــو مــا يــتم علــى المســتوى‬
‫الدولي ليكون أك ر فعالية‪ ,‬خاصة و أن العالم مهيأ اليوم أك ر من أي وقـت مضـى لتحقيـق‬
‫هذا التوحيد‪ ,‬و خاصة بعد إنهيـار المعسـكر االشـتراكي‪ ,‬وظهـور مـا يسـمى اآلن بالعولمـة‬
‫التي يتست نطاقها لتشم كافة المجاالت بدون است ناء و مـن ضـمنها التجـارة الدوليـة التـي‬
‫تتم بواسطة النق البحري‪.‬‬

‫‪151‬‬
152
153
154
155
156
157
158
159
‫قائمــــة المراجــــــع‬
‫أوال ‪ :‬المراجــع باللغـــة العربيــــة‬
‫‪ : - 1‬المؤلفـــــات‬
‫أ‪ -‬المؤلفات العامــــة‪.‬‬

‫‪ -01‬د‪/‬أحمد محمود حسني‪ ,‬النق الدولي البحري للبضائت‪ ,‬دار منشأة المعارف‬

‫باإلسكندرية ‪ ،‬الطبعة ال انية ‪1626.‬‬

‫‪ -06‬د‪ /‬اإلبراهيمي محمد‪ ,‬الوجيز في قانون اإلجراءات المدنية‪,‬الجزء األو ‪ ,‬ديوان‬

‫المطبوعات الجامعية الجزائر ‪.2882‬‬

‫‪ -01‬د‪ /‬إسعاد محند ‪ ,‬القانون الدولي الخاص‪ ,‬الجزء ال اني‪ ,‬ديوان المطبوعـــات‬

‫الجامعية‪ ,‬الجزائر ‪1626.‬‬

‫‪ – 01‬د‪ /‬حديدي معراج‪ ،‬مدخ لدراسة قانون التأمين الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعـات‬

‫الجامعية‪ ،‬الطبعة ال ال ة‪. 2883 ،‬‬

‫‪ – 02‬د‪ /‬زهدور محمد‪ ,‬المسؤولية عن فع األشياء غير الحية ومسؤولية مالك الس ينة‬

‫في القانون البحري الجزائري‪ ,‬دار الحدا ة‪ ,‬بيروت ‪.1668‬‬

‫‪ – 02‬دة‪ /‬سوزان علي حسن‪ ,‬عقد نق البضائت بالحلويــات‪ ,‬دار منشـأة المعارف‬

‫باإلسكندرية ‪2886.‬‬

‫‪ – 02‬دة‪ /‬صالح فرحة زراوي ‪ ,‬الكام في القانون التجاري الجزائري ‪ ،‬األعمــا‬

‫التجارية ‪ ،‬دار النشر إبن خلدون ‪ ،‬الجزائر ‪. 2883‬‬

‫‪ -01‬د‪ /‬عاطف محمد الفقى‪ ,‬التحكيم في المنازعات البحرية‪ ,‬دار النهضة العربيــة‬

‫للنشر‪,‬القاهرة ‪.1661‬‬

‫‪160‬‬
‫‪ -02‬د‪ /‬عباس مصطفى المصري‪ ,‬المركز القانونـي للمرس إليـه في عقد النقـ‬

‫البحري‪,‬دار الجامعة الجديدة للنشر باإلسكندرية‪. 2882,‬‬

‫‪ -10‬د‪ /‬عبد الرزاق السنهوري‪ ,‬الوسيط في شــرح القانونـي المدنــي‪ ,‬الجـزء‬

‫التاست‪,‬أسباب كسب الملكية‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪1642. ،‬‬

‫‪ -11‬د‪ /‬عبد القادر العطير‪ ,‬الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية‪,‬دار النشر وال قافة‬

‫للتوزيت‪ ،‬عمان ‪1666. ،‬‬

‫‪ -16‬د‪ /‬قدادة خليـل أحمد ‪,‬الوجيز في شرح القانون المدني الجزائــري‪ ,‬أحكــام‬

‫االلتزام‪,‬الجزء ال اني ديوان المطبوعات الجامعية‪,‬الطبعة ال انية‪,‬الجزائر ‪1662.‬‬

‫‪ -11‬د‪ /‬كما حمدي‪ ,‬القانون البحري دار الجامعة الجديدة للنشر باإلسكندرية‪.2888,‬‬

‫‪ – 11‬د‪ /‬لطيف جبر كوماني‪,‬القانون البحري‪,‬دار ال قافة للنشر والتوزيت‪,‬عمان ‪1664.‬‬

‫‪ -12‬د‪ /‬محمد عبد الفتاح ترك‪,‬التحكيم البحري‪,‬دار الجامعة الجديدة للنشر باإلسكندرية‬

‫‪2883.‬‬

‫‪ -12‬د‪ /‬محمود بريري ‪ ,‬قانون التجارة البحرية‪,‬دار النهضة العربية القاهرة ‪1666.‬‬

‫‪ – 12‬د‪ /‬مصطفى كمال طه‪ ,‬مبــادئ القانون البحــري‪ ,‬دار منشــأة المعارف‬

‫باإلسكندرية‪,‬الطبعة ال ال ة ‪1626.‬‬

‫‪ – 11‬د‪ /‬هاني محمد دويدار‪,‬موجز في القانون البحري‪,‬المؤسسة الجامعية للدراسـات‬

‫والنشر والتوزيت ‪ ,‬بيروت ‪.1661‬‬

‫ب – المؤلفات المتخصصة ‪:‬‬

‫‪ – 1‬د‪ /‬صالح محمد المقدم‪ ,‬تنازع القوانين في سندات الشحــن و مشارطــات‬

‫‪161‬‬
‫اإليجار‪,‬الدار الجامعية للنشر‪,‬بيروت‪.‬‬

‫‪ – 6‬د‪ /‬عدلي أمير خالد‪ ,‬أحكام دعوى مسؤولية الناق البحري‪,‬دار منشأة المعارف‬

‫باإلسكندرية ‪.2888‬‬

‫‪ - 6‬المقـــــاالت‪:‬‬
‫‪ -1‬ذ‪ /‬بوعروج حسان ‪ ,‬رئيس الغرفة التجارية و البحرية للمحكمة العليا ‪ ،‬مسؤولية‬

‫الناقـ البحري‪ ,‬االجتهـاد القضائي لل رقة التجارية و البحرية‪,‬المجلة القضائية‬

‫الجزائرية ‪,‬عدد خاص ‪2881.‬‬

‫‪ -6‬د‪ /‬تراري ثاني مصطفى‪ ,‬التحكيم التجاري الدولي في الجزائر إ ر صدور المرسوم‬

‫التشريعي ‪ 86 -63‬مجلة دراسات قانونية‪,‬العدد‪,81‬جوان ‪2882.‬‬

‫‪ -1‬ذة‪ /‬مستري فاطمة‪ ,‬مستشارة بالمحكمـة العليا – الغرفة التجارية و البحرية‪ ،‬مهام‬

‫مسؤوليات عام الشحن والت ري في الموانئ ‪ ،‬االجتهاد القضائي لل رقة التجارية‬

‫والبحرية‪,‬المجلـة القضائيـة الجزائريـة ‪,‬عدد خاص ‪2881.‬‬

‫‪ -1‬ذة‪ /‬مستري فاطمة‪ ,‬مستشارة بالمحكمـة العليا – الغرفة التجارية و البحريـة‪،‬‬

‫عقد النق البحري للبضائت في القانون البحري الجزائري ‪،‬االجتهاد القضائي لل رقة‬

‫التجارية و البحرية‪ ,‬المجلـة القضائيـة الجزائريـة ‪,‬عدد خاص ‪.2881‬‬

‫‪ - 1‬الرسائــــل‪:‬‬

‫‪162‬‬
‫‪ – 1‬د‪ /‬رزقي الطيب‪ ,‬دفت المسؤولية العقدية بالقوة القاهرة‪,‬رسالة ماجستير‪ ,‬جامعــة‬

‫الجزائر ‪1612.‬‬

‫‪ – 6‬د‪/‬محسن شفيق‪ ,‬الجديد في القواعد الدولية الخاصة بنق البضائت بالبحر‪ ,‬دبلـوم‬

‫الدراسات العليا في القانون الخاص‪,‬كلية الحقوق‪,‬جامعة القاهرة ‪1620.‬‬

‫‪ – 1‬ذ‪ /‬مزيان محمد أمين‪,‬التقادم المسقط في القانون المدني الجزائري‪,‬ماجستير‬

‫في القانون الخاص‪,‬جامعة السانية وهران – الجزائر ‪.1666‬‬

‫‪ - 1‬المحاضـــرات‬
‫‪ -1‬د‪ /‬الغنيمي حمدي ‪ ,‬محاضرات في القانون البحري الجزائري‪,‬ديوان المطبوعـات‬

‫الجامعية الجزائر ‪1623.‬‬

‫‪ – 6‬د‪ /‬حبار محمد ( االبن) ‪,‬محاضرات فـي القانون البحــري‪ ,‬ماجستير قانـون‬

‫األعما ‪,‬غير منشور‪,‬جامعة السانية‪ ،‬وهران – الجزائر ‪2882.‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬حبارمحمد ( االبن)‪,‬محاضرات في القانون الدولي الخاص‪,‬السنة الرابعة فــي‬

‫الحقوق غير منشورة‪,‬جامعة السانية ‪ ،‬وهران – الجزائر ‪2888.‬‬

‫‪ – 1‬د‪ /‬زهدور محمد ‪,‬محاضرات في المرافعات‪,‬السنة ال ال ة في الحقوق‪,‬غير منشورة‬

‫جامعة السانية‪ ،‬وهران – الجزائر ‪.1666‬‬

‫ثانيا –المراجع األجنببـة‬

‫‪163‬‬
1 – Ouvrages Généraux :

1- Battiffol (H) et Lagarde (p),droit international privé, Tome 2,


5éme éd Paris 1971.
2- Boussoror (A), L’exécution du contrat de transport maritime de
marchandises en droit marocain et en droit français, LITEC 2001.
3- Cel alter (M), droit des transport, 2éme éd, Dalloz 1989.
4- Fonchard (PH), Gaillard (E) et Goldman (B), traité de
l’arbitrage commercial international, LITEC 1990.
5- Jacquet (JM) et Delebecque (PH), cours droit du commerce
international, Dalloz 1997.
6- FRAIKIN (G), traité de la responsabilité du transporteur
maritime, Paris 1957.
7- LAVARGNE (L), les transports par mer, 5éme éd, Moreux 1975.
8- Le Tourneau(PH) et Cadiet (L),droit de la responsabilite et des
contrats, 2éme éd, Dalloz 2000.
9- Mayer (P),droit international privé, 5éme éd, Montchrestien 1994.
10- Mercadal (B), droit des transports terrestres et aériens, dalloz
1996.
11- Miller (C), les transports sous connaissement en droit anglais,
le transport maritime sous connaissement à l’heure du marché
commun , Paris 1966.
12- Remond–Gouilloud(M), le contrat des transports, Dalloz 1993.
13- Remond (M) - Gouilloud, droit maritime, A.Pedone 1988.
14- Ripert (G),droit maritime, Tome 2,Paris 1952.

164
15- Rodiére(R), Traite général de droit maritime,tome 2,Paris 1968.
16- Rodiére(R),et du Pontavice(E),droit maritime,12éme éd Dalloz
1997.
17- Viallard (A), droit maritime , PUF 1997 .

2 - Articles

1- Benamar (M),Quelques Aspects du contrat du transit en droit


comparé ( France – Algérie ), revue juridique algérienne des
sciences juridiques économiques et politiques,no1 Avril 1996.
2-Beremtane(H),la responsabilité du transporteur maritime,le
phare no27,Juillet 2001.
3- BONASSIES (P), Le dommaine d’application des régles de
Hambourg, l’entrée en vigueur des régles de Hambourg, IMTM
1992.
4-BONASSIES(P),le droit positif français en 1991, D.M.F 1992 .
5- Bonnaud (J), « Les réformes apportées par régles de Hambourg
aux exonérations de responsabilité et limitations de réparation du
transporteur maritime », l’entrée en vigueur des régles de
Hambourg IMTM 1992.
6- Boukhatmi(Fatima),la lettre de garantie,le phare no41,Sptembre
2002.
7- Buhler(JC), Les réformes apportées par les régles de Hambourg
au régime de l’action en responsabilité, le point de vue des
chargeurs,l’entrée en vigueur des régles de Hambourg,IMTM

165
1992.
8- CHAO(A),transport par mer, livraison maritime, une nation fixe
dans une espace variable B.T 1994.
.9- Delebeque(PH), transport maritime : dans quelle mesure la
danse attributive de compétence stipulée sur le connaissement
est-elle opposable au destinataire ? R.T.D.com 2003.
10-Drâa(A),le transporteur maritime face aux risques, et aleas de la
phase portuaires le phare , n° 03 juillet 1999..
11- Du Pontavice ( E) , interpretation des conventions maritimes
internationales en droit français, R.I.D.C, no2,Avril – juin 1990.
12-Mahrez(M),la notion de livraison en droit maritime,El-Watan,
25/9/1997..
13- Odier(F), Les réformes apportées par les régles de Hambourg
au régime de l’action en responsabilité, le point de vue des
armateurs, l’entrée en vigueur des régles de Hambourg, IMTM
1992.
14- Pestel-Debard(P), controverse sur la livraison à marseille,
B.T.L 1991.
15-Racine(JB),le retard dans le transport maritime de marchandises
R.T.D.com 2003.
16- Rodiére ( R), Régime de manutention en Algérie ; B.T 1978.
17-Rodiére(R), Freinte de route dans les transports de vin d’Algerie
a sete, BT 1971.
18- TANTIN(J.F),le droit de l’action de l’assureur suborgé : piéges
et parades, D.M.F 2002.

166
19- TASSAL(Y), les réformes apportées par les régles de
Hambourg au régime juridique du connaissement ,l’entrée en
vigueur des régles de Hambourg, IMTM 1992.
20- Tilche(M), recours entre professionnels, Pieges de l’action en
garantie, B.T 1995.
21- Vialard(A), le code maritime Algérien, D.M.F 1980.

3 - Thèses

1-Boukhatmi(Fatima),Aspects du contrat de transport de

marchandise par mer en droit Algérien et dans les conventions

internationales Thèse de doctorat d’état en droit, université d’es-

Senia - Oran Algérie 2002.

2–Neffous Mohamed mankour,le nouveau code maritime algérien,

Mémoire du DESS en droit maritime et droit des transports ,

Université de droit , d'économie et des sciences,

d'Aix – Marseille 2000 .

‫الصفحـــــــة‬ ‫الفهـــرس‬

167
‫‪1‬‬ ‫المقدمة ‪:‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬شروط رفع دعوى المسؤولية العقدية‬
‫‪1‬‬ ‫ضد الناقل‬
‫‪1‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬صفة التقاضي‬

‫‪1‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬صفة المدعي‬

‫‪2‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬الحام الشرعي لسند الشحن‬


‫‪2‬‬ ‫أوال ‪ :‬المرس إليه الشرعي‬
‫‪2‬‬ ‫أ‪ -‬تحديد المركز القانوني للمرس إليه من عقد النق البحري‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -1‬التأصي ال قهي لمركز المرس إليه‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -‬نظرية اإلشتراط لمصلحة الغير‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -‬نظرية النيابة الناقصة‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -‬المرس إليه يستمد مركزه من سند الشحن‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -‬نظرية العقد ال ي األطراف‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -‬نظرية اإلنضمام‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -6‬موقف القضاء و التشريت من هذه المسألة‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -‬موقف القضاء‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -‬موقف التشريت‬
‫‪12‬‬ ‫ب‪ -‬حق التقاضي الممنوح للمرس إليه الشرعي‬
‫‪61‬‬ ‫ثانيا‪ -‬الشخص المتناز له عن الحق في رفت الدعوى‬
‫‪61‬‬ ‫الشخص المحا إليه الحق‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪61‬‬ ‫ب‪ -‬أ ر التأمين‬
‫‪61‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الشاحن‬
‫‪61‬‬ ‫أوال‪ -‬الشاحن الطرف الرئيسي المتعاقد مت الناق‬

‫‪168‬‬
‫‪61‬‬ ‫أ‪ -‬تعريف الشاحن‬
‫‪62‬‬ ‫ب‪ -‬وضعية وكي العمولة للنق‬
‫‪61‬‬ ‫ثانيا‪ -‬مدى قبو دعوى الشاحن‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬صفة المدعى عليه‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬تعدد ص ات الناق البحري للبضائت‬
‫‪11‬‬ ‫أوال‪ -‬مالك الس ينة و مجهزها‬
‫‪11‬‬ ‫أ‪ -‬مالك الس ينة‬
‫‪11‬‬ ‫ب‪ -‬مجهز الس ينة‬
‫‪12‬‬ ‫ثانيا ‪ -‬الناق الظاهر و الناق ال علي‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تمييز الناق البحري عن بعض المساعدين المتدخلين في‬
‫‪10‬‬ ‫عملية النق البحري‬
‫‪10‬‬ ‫أوال ‪ :‬مساعد و التجهيز‬
‫‪10‬‬ ‫أ‪ -‬وكي الس ينة‬
‫‪11‬‬ ‫ب‪ -‬وكي الحمولة‬
‫‪11‬‬ ‫ج‪ -‬السمسار البحري‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا‪ -‬مقاو المناولة و التشوين‬
‫‪12‬‬ ‫ثالثا‪ -‬وكي العبور‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الروط الخاصة المتطلبة لرفع دعوى المسؤولية ضد ‪11‬‬

‫الناقل البحري للبضائع‬


‫‪11‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬إحترام أجل إبداء اإلحتجاج‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬شروط صحة اإلحتجاج‬
‫‪12‬‬ ‫أوال‪ -‬ميعاد اإلحتجاج‬
‫‪21‬‬ ‫ثانيا‪ -‬شك اإلحتجاج‬

‫‪26‬‬ ‫أ ‪ -‬تبلي اإلحتجاج مكتوبا للناق‬

‫‪169‬‬
‫‪21‬‬ ‫ب‪ -‬صاحب الحق في توجيه اإلحتجاج‬
‫‪21‬‬ ‫ج‪ -‬مضمون اإلحتجاج‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬آ ار اإلحتجاج‬
‫‪22‬‬ ‫أوال‪ -‬قرينة التسليم المطابق‬
‫‪22‬‬ ‫أ‪ -‬م هوم التسليم‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -1‬زمان و مكان التسليم‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -6‬التسليم للهيأة اإلحتكارية بالميناء‬
‫‪21‬‬ ‫ب‪ -‬مدلو التسليم المطابق‬
‫‪22‬‬ ‫ثانيا ‪ -‬أ ر فوات ميعاد اإلحتجاج على سقوط الدعوى‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬مراعاة األجل المحدد لرفع الدعوى‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬تقادم الدعوى األصلية‬
‫‪22‬‬ ‫أوال‪ -‬أساس التقادم‬
‫‪22‬‬ ‫ثانيا‪ -‬بدء سريان التقادم‬
‫‪20‬‬ ‫أ‪ -‬حالة حصو تسليم البضائت‬
‫‪20‬‬ ‫ب‪ -‬حالة عدم حصو تسليم البضائت‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬تقادم دعاوى الرجوع‬
‫‪26‬‬ ‫أوال‪ -‬مدة تقادم دعاوى الرجوع‬
‫‪21‬‬ ‫أ‪ -‬وقف مدة التقادم‬
‫‪22‬‬ ‫ب‪ -‬إنقطاع التقادم‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -1‬األسباب التي ترجت إلى الدائن‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -6‬إنقطاع التقادم بإقرار المدين‬

‫الفصل الثاني فض المنازعات الناجمة عن عقد النقل البحري‬


‫‪79‬‬ ‫للبضائع‬
‫‪22‬‬ ‫الجهة المؤهلة للفصل في النزاع‬ ‫المبحث األول‬

‫‪170‬‬
‫‪:‬‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬تحديد المحكمة المختصة بطلب الفصل في دعوى‬
‫المسؤولية‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬اإلختصاص القضائي للمحاكم الجزائرية‬
‫‪10‬‬ ‫أوال‪ -‬اإلختصاص القضائي الداخلي‬
‫‪16‬‬ ‫ثانيا‪ -‬اإلختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية‬
‫‪12‬‬ ‫ثالثا‪ -‬شرط اإلختصاص القضائي‬
‫‪12‬‬ ‫أ‪ -‬مدى مشروعية شروط اإلختصاص القضائي‬
‫‪11‬‬ ‫ب‪ -‬شروط إعما شرط اإلختصاص القضائي‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬القانون الواجب التطبيق‬
‫‪21‬‬ ‫أوال ‪ -‬حالة التنازع في القانون‬
‫‪21‬‬ ‫أ‪ -‬المعيار الشخصي‬
‫‪26‬‬ ‫ب‪ -‬المعيار الموضوعي‬
‫ثانيا‪ -‬القانون المؤه لحكم سندات الشحن التي ال يسري بشأنها‬
‫‪21‬‬ ‫إحدى اإلت اقيات الدولية‬
‫‪21‬‬ ‫أ‪ -‬ضابط اإلسناد األصلي ‪ :‬قانون اإلدارة‬
‫‪22‬‬ ‫ب‪ -‬ضوابط اإلسناد اإلحتياطية‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -1‬قانون مح إصدار سند الشحن‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -6‬قانون ميناء الوصو‬
‫‪ -1‬إعتماد القانون الخاص بالعقد المأخوذ به في ظ القانون‬
‫‪21‬‬ ‫اإلنجلوسكسوني‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -1‬قانون علم الس ينة‬
‫‪100‬‬ ‫‪ -2‬قانون الهيأة المختصة بال ص في النزاع‬
‫‪10‬‬ ‫ثالثا‪ -‬شرط بارامونت‬
‫‪0‬‬

‫‪171‬‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬التحكيم كوسيلة لفض منازعات النقل البحري‬
‫‪1‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬تنظيم التحكيم‬
‫‪1‬‬
‫‪10‬‬ ‫أوال‪ -‬ماهية التحكيم‬
‫‪1‬‬
‫‪10‬‬ ‫أ‪ -‬الطبيعة البحرية لمنازعات التحكيم البحرية‬
‫‪1‬‬
‫‪10‬‬ ‫ب‪ -‬الطابت الدولي للتحكيم البحري‬
‫‪2‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -1‬معيار مكان التحكيم‬
‫‪2‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -6‬معيار جنسية المحكمين‬
‫‪2‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -1‬معيار القانون المطبق على إجراءات التحكيم‬
‫‪2‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -1‬المعيار المستمد من أطراف النزاع‬
‫‪2‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -2‬المعيار اإلقتصادي‬
‫‪2‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -2‬موقف المشرع الجزائري من هذه المعايير‬
‫‪1‬‬
‫‪10‬‬ ‫ج‪ -‬الطابت التجاري للتحكيم‬
‫‪2‬‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا ‪ -‬التنظيم العالمي للتحكيم‬

‫‪172‬‬
‫‪0‬‬
‫‪11‬‬ ‫أ‪ -‬مراكز التحكيم البحري المؤسسي‬
‫‪1‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -1‬غرفة التحكيم البحري بباريس‬
‫‪1‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -6‬المنظمة الدولية للتحكيم البحري‬
‫‪6‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -1‬غرفة اللويدز للتحكيم البحري‬
‫‪1‬‬
‫‪11‬‬ ‫ب‪ -‬مراكز التحكيم البحري الحر‬
‫‪1‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -1‬جمعية المحكمين البحريين بلندن‬
‫‪1‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -6‬جمعية المحكمين البحريين بنيويورك‬
‫‪1‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -1‬الئحة تحكيم لجنة األمم المتحددة للقانون التجاري الدولي‬
‫‪1‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬إت اق التحكيم و القانون الواجب التطبيق على منازعة التحكيم ‪112‬‬
‫‪112‬‬ ‫أوال‪ -‬إت اق التحكيم‬
‫‪112‬‬ ‫أ‪ -‬مبدأ إستقاللية شرط التحكيم‬
‫‪112‬‬ ‫ب‪ -‬إنعقاد التحكيم‬
‫‪112‬‬ ‫‪ -1‬الشروط الموضوعية‬

‫‪173‬‬
‫‪112‬‬ ‫‪ -6‬الشروط الشكلية‬
‫‪160‬‬ ‫ثانيا ‪ -‬القانون الواجب التطبيق‬
‫‪161‬‬ ‫أ‪ -‬القانون الواجب التطبيق على إجراءات التحكيم‬
‫‪166‬‬ ‫ب‪ -‬القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع‬
‫‪161‬‬ ‫المبحث الثاني قيام مسؤولية الناق البحري‬
‫‪161‬‬ ‫المطلب األول القواعد المتعلقة باإل بات‬
‫‪162‬‬ ‫الفرع األول حجية سند الشحن في اإل بات‬
‫‪162‬‬ ‫أوال ‪ -‬حجية سند الشحن فيما بين الناق و الشاحن‬
‫‪162‬‬ ‫ثانيا ‪ -‬حجية سند الشحن بالنسبة إلى الغير‬
‫‪161‬‬ ‫ثالثا ‪ -‬أوراق الضمان و أ رها على حجية سند الشحن في اإل بات‬
‫‪161‬‬ ‫أ‪ -‬م هوم ورقة الضمان‬
‫‪162‬‬ ‫ب‪ -‬مدى مشروعية أوراق الضمان‬
‫‪116‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬دفت المسؤولية عن الناق البحري‬
‫‪116‬‬ ‫أوال ‪ -‬أسباب اإلع اء القانوني من المسؤولية‬
‫أ‪ -‬اإلع اء من المسؤولية الناجم عن عدم صالحية الس ينة‬
‫‪111‬‬ ‫للمالحة بعد بدء الس ر‬

‫ب‪ -‬اإلع اء من المسؤولية عن األخطاء في المالحة أو في إدارة‬


‫‪111‬‬ ‫الس ينة‬
‫‪112‬‬ ‫ج‪ -‬الحاالت المست ناة‬
‫‪112‬‬ ‫د‪ -‬األفعا البريئة من الغش‬
‫‪112‬‬ ‫ثانيا‪ -‬أسباب اإلع اء اإلت اقي من المسؤولية‬
‫‪112‬‬ ‫ثالثا ‪ -‬األ ر المترتب على توافر حالة من حاالت اإلع اء من‬
‫المسؤولية‬
‫‪110‬‬ ‫المطلب الثاني التعويض عن الضرر الالحق بالبضاعة‬

‫‪174‬‬
‫‪110‬‬ ‫الفرع األول الحد األقصى للتعويض‬
‫‪110‬‬ ‫أوال ‪ -‬طبيعة الحد األقصى للتعويض‬
‫‪116‬‬ ‫ثانثا ‪ -‬كي ية حساب التعويض‬
‫‪116‬‬ ‫أ ‪ -‬حالة الهالك أو التلف‬
‫‪112‬‬ ‫ب‪ -‬حالة التأخير في تسليم البضاعة‬
‫‪112‬‬ ‫الفرع الثاني سقوط حق الناق في التمسك بالحد األقصى للتعويض‬
‫أوال‪ -‬الحاالت التي يترتب عنها سقوط حق التمسك بالحد األقصى‬
‫‪112‬‬ ‫للتعويض‬
‫‪112‬‬ ‫أ‪ -‬التصريح بالقيمة‬
‫‪111‬‬ ‫ب‪ -‬خطأ الناق‬
‫ثانيا ‪ -‬كي ية حساب التعويض في حالة سقوط الحق في التمسك بالحد‬
‫‪121‬‬ ‫األقصى للتعويض‬
‫‪121‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪122‬‬ ‫المالحق‬
‫‪122‬‬ ‫‪ -‬نص معاهدة بروكس لسندات الشحن لسنة ‪1626‬‬
‫‪158‬‬ ‫‪ -‬نص معاهدة هامبروغ لسنة ‪1612‬‬
‫‪122‬‬ ‫‪ -‬النماذج الخاصة بسندات الشحن‬
‫‪ -‬تقرير خبرة يبين كي ية تقدير األضرار و الخسائر الالحقة‬
‫‪120‬‬ ‫بالبضائت‬
‫‪121‬‬ ‫‪ -‬قرارات المحكمة العليا الجزائرية‬
‫‪126‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪121‬‬ ‫الفهـرس‬

‫‪175‬‬
176

You might also like