Professional Documents
Culture Documents
1
قائمـــة اإلختصـــارات
- Cass : Cassation
المقدمـــة
3
ظهـــرت مهنــة النــاقلين منــذ القــدم،وتطورت مــت تطــور المؤسســات التجاريــة التــي
أصبحت تملك فروعا في مختلف البلدان و هو األمر الذي أدى إلى نشأة تيـار منـتظم لنقـ
البضائت عبر البحر بواسطة أشخاص محترفين في هذا الميدان .
وقد أدى تطور هذه المهنة إلى ظهور خدمات فرعيـة للنقـ م ـ الشـحن والت ريـ ،
كان الناق هو الذي يلزم بالقيام بها بإحترامه لقواعد معنية.
وقد ازدادت أهمية النقـ البحـري مـت تطـور حركـة المالحـة البحريـة،ومت التطـور
الهائ للسـ ن التـي إرت ـت حجمهـا و إزديـاد درجـة اسـتيعابها للبضائت،فضـال عـن تزويـدها
بأحدث األجهزة ،و هو ما أدى إلى إنخ اض المخاطر البحرية.
ورغم ك هذا التطور الحاص سواء على مسـتوى السـ ن الناقلـة أو علـى مسـتوى
وســائ الشــحن والت ري ـ ،فــإن حجــم المنازعــات الناجمــة عــن عقــد النق ـ البحــري ال زا
يشــك الحيــز األكبــر للمنازعــات البحريــة ،وهــو أمــر طبيعــي بــالنظر إلــى الحجــم الكبيــر
للمبادالت التجارية بين مختلف الدو .
و قد صاحب هذا التطور في مجـا النقـ البحـري اهتمـام تشـريعي وطنـي ودولـي
لتوحيد وتنظيـم القواعد المتعلقـة بالنقـ البحـري عمومـا .فنجـد معاهـدة بروكسـ المؤرخـة
في 62أوت 1261المتعلقة بتوحيد القواعد المتعلقة بسندات الشحن .ذلك أن أسـاس هـذه
المعاهدة هو قواعد الهاي التي أقرها المؤتمر الدولي الـذي عقـد فـي الهـاي فـي ال تـرة مـا
بين 11أوت و 1سبتمبر .1261
و هــي المعاهــدة التــي صادقـــت عليهــا الجزائــر فــي ســنة .)1(1221كمــا أن هــذه
المعاهدة تم تعديلها مرتين برتوكو 1221وبرتوكو ،1222و أنـه ال تـرتبط بـالبرتوكو
4
سوى الدو التي صادقت أو انضمت إليها،علما أن االنضمام إلـى البرتوكـو يرتـب ن ـس
األ ــر المترتــب علــى االنضــمام للمعاهــدة وذلــك بالنســبة للــدو التــي لــم تنضــم لمعاهــدة
بروكس ـ لعــام .1261و أنــه بــالرغم مــن أن التعــديالت التــي أتــى بهــا البرتوكــوالن فــإن
الجزائر لم تصادق على أي منهما.
كمــــــا اهتمـــــت لجنــــة األمــــم المتحـــــدة الخاصـــــة بقــــانون التجـــــــارة الدوليــــــة
( ) UNICITRALبهذا المجا التـي عنيـت بدراسـة القواعـد التـي تحكـم مسـؤولية النـاقلين.
والتــي تــوج مجهودهــا بإنجــاز معاهــدة بتــاري 11مــارس 1221والتــي أطلــق عليهــا":
معاهـدة األمم المتحدة لنق البضـائت عبـر البحـر" و التـي تعـرف أيضـا تحـت إسـم معاهـدة
هامبورغ .
كمـــا أن التشــريت البحــري الجزائــري كــان محــ تعــدي ،فبعــد إصــدار القــانون
البحــري الجزائــري عــام 1222بــاألمر رقــم ، )2(10-22فإنــه تــم تعديلــه وتميمــه بموجــب
القانون رقم ، )3( 02-21لتـدارك النقـائص واالنتقـادات التـي وجهـت للقـانون البحـري فـي
صـياغته األصــلية ،ومواكبـة اللتحــوالت االقتصــادية التـي عرفتهــا الجزائـر ،و التــي تلتهــا
العديد من المراسيم والقوانين التي تناولت بالتنظيم مختلف األنشطة البحرية.
ولم تحظ دعوى المسؤولية المقامة ضد الناق البحري للبضائت باإلهتمام الكـافي إذ
أنها نادرا ما تكـون موضـوعا لدراسـة متخصصـة و عـادة مـا يـتم التعـرض لهـا فـي إطـار
النظرية العامة لمسؤولية الناق البحري.
و يقصد بالدعوى القضائية بمعناها التقليدي السلطة المخولـة للشـخص للتوجـه إلـى
القضاء ليحص علـى حمايـة حقوقـه طبقـا ألحكـام القـانون .و بـذلك فإنـه يقصـد بهـا سـلطة
الحصــو علــى حمايــة مــن طــرف جهــاز القضــاء الــذي يطلــب منــه إمــا االعتــراف بحــق
5
متنازع فيه وإما الحكم له بطلباته في مواجهة خصـمه وإمـا القيـام بإتخـاذ إجـراءات التن يـذ
أو تدابير تح ظية أو وقتية(.)1
ويتحــــدد طرفــــا دعــــوى المســــؤولية بالمــــدعي والمــــدعى عليــــه ،و المقصــــود بالمــــدعي
هو الشخص الذي أصابه الضرر سواء من جراء إصابة البضائت ن سها بالهالك أو التلف،
أوإذا لحقه ضرر تجاري نتيجة تأخر الناق في تسليم البضائت في الميعاد المت ق عليـه.أمـا
المدعى عليه فيقصد به الناق سواء أكان محددا بالناق المتعاقد أو بالناق ال علي إذا تعلـق
األمر بنق متتابت أو بالناق األو أو بالناقلين المتعاقبين إذا كان النقـ بسـند شـحن مباشـر
أو بو يقة نقـ مباشرة.كماأنه يجـوز إقامـة الـدعوى ضـد الربـان بصـ ته وكـيال عـن الناقـ
ويصح أيضا إقامتها ضد وكي الس ينة بص ته وكيال للناق .
ويعتبر الناق البحري للبضائت طرفا رئيسيا في عقد النقـ البحـري ،فهـو الطـرف
المتعاقد ومسئوليته تكيف على أنها مسؤولية تعاقدية تجد مصدرها فـي عقـد النقـ .فالناقـ
يلتزم بإيصا البضـاعة المشـحونة مـن مينـاء الشـحن إلـى مينـاء الوصـو ،فـإذا أخـ بهـذا
االلتزام فإن ذلك يقوم دليال على خطئه التعاقدي،ويرتب المسـؤولية العقديـة فـي جانبـه وال
يع يه منها سوى إ باته للسـبب األجنبـي،أي أن الخطـأ هنـا هـو خطـأ م تـرض .ولـذلك فإنـه
سيتم في إطار هذا البحث التعرض لموضوع الدعوى في دعوى المسؤولية التعاقدية ضـد
الناقــ البحــري واســتبعاد مســؤوليته التقصــيرية تماشــيا مــت مــا هــو معتمــد قانونــامن أن
المسؤولية التعاقدية تعتبر جزاء على اإلخال بلتزام يجد مصدره في العقد،
– 1د /محمد اإلبراهيمي ،الوجيز في اإلجراءات المدنية ،الجزء األو ،ديوان المطبوعات الجامعية
،الجزائر 2882 ،ص.16
و أن المسؤلية التقصيرية تجد مصـدرها فـي القـانون،وأن اإللتزامـات التـي يقرهـا
القانون تبقى غير محددة و ال يمكن حصرها ويعتمد في تحديدها على معيار عام هو عـدم
اإلضرار بالغير أواإلخال بواجب إتخاذ الحيطة .
6
وإن الغاية من التعرض لـدعوى المسـؤولية ضـد الناقـ البحـري هـو معالجـة بعـض
القانونيــة التــي تطــرح بمناســبة تن يــذ عقــد النق ـ البحــري للبضــائت علــى ضــوء المســائ
القــانون البحــري الجزائــري مقارنــة بــالقوانين البحريــة األخــرى وخاصــة منهــا القــانونين
ال رنســي والمصــري ،مــت مراعــاة مــا تــم الــنص عليهــا فــي االت اقيــات الدوليــة بشــأن هــذا
الموضــوع وخاصــة معاهــدتي بروكس ـ لعــام 1261و هــامبورغ لعــام . 1221وعليــه لــن
أتعرض فــي إطارهـذا البحث لدعوى المسـؤولية المقامـة ضـد الناقـ البحـري للمسـافرين
.و سأحاو من خاللـه معالجـة أهـم اإلشـكاالت التـي تطـرح فـي هـذا المجـا والتـي تتم ـ
فيمايلي :
مــا هــي شــروط رفــت دعــوى المســؤولية ضــد الناق ـ البحــري ،أي البحــث فيمــا إذا كانــت
لدعوى المسؤولية ضد الناق البحري شروط تختلف عـن الشـروط المطلوبـة فـي الـدعوى
هذه الشروط الخاصة فما هو األ ر المترتب عنها؟ العادية،وإن وجدت م
و كيف يتـم التوص إلى تحميـ الناقـ مسؤوليـة الضرر الالحق بالبضاعة؟
وسأحاو اإلجابة على هذين التساؤلين من خال ال صلين التاليين:
الفصل األول :شروط رفت دعوى المسؤولية العقدية ضد الناق البحري للبضائت.
الفصل الثاني :فض المنازعات الناجمة عن عقد النق البحري للبضائت.
وسأعالج في ال ص األو الشروط المتطلبة لرفـت دعـوى المسـؤولية العقديـة ضـد
الناق البحري ،وهي الشـروط العامـة الواجـب توافرهـا فـي أيـة دعـوى قضـائية مـن صـ ة
وأهلية ومصلحة وسأقتصر في هذا البحث على شرط ص ة التقاضـي ألنـه ي يرالك يـر مـن
التسـاؤالت إذ يتعــين تحديــد صــاحب الحـق فــي الــدعوى وبيــان مـا إذا كــان ذلــك مقصــورا
على أطراف العقد أم أنه يمتد ليشـم أشخاصـا لـم يحـدث أن شـاركو فـي إبـرام عقـد النقـ
البحري.
كما أنـه يبقـى أحيانـا مـن الصـعب تحديـد صـ ة المـدعى عليـه لصـعوبة تحديـد هويتـه،
ومن تم تحديد الشخص المسؤو بسبب التداخ الذي قـد يحصـ بينـه وبـين لمتـدخلين فـي
عملية النق البحري.
7
وعليه سيكون محور المبحث األو من هذا ال صـ :صـ ة التقاضـي سـواء فـي جانـب
المدعي أوفي جانب المدعى عليه وسأحاو من خـال هـذا المبحـث اإلجابـة علـى األسـئلة
التاليــة:
من هو الشخص المؤه لرفت الدعوى وضد من يتم رفعها ؟
وما هو المركز القانوني للمرس إليه في عقد النق البحري؟ وماهو األساس القانوني
لرفت دعوى المسؤولية العقدية ؟
وبعد دراسة شرط ص ة التقاضي أعالج في المبحث ال ـاني مـن ال صـ األو إلـى مـاتتم
تســميته بالشــروط الخاصــة لرفــت دعــوى المســؤولية ضــد الناق ـ البحــري ،وذلــك بالقيــام
بتحديدها م بيان األ ر المترتب على تخل ها ؟
أما ال ص ال اني فيخص الكي يات التي يتم بها ح المنازعات الناجمة عن عقـد النقـ
البحري متى تم ذلك بواسطة سند الشحن،بدءا بتحديد الجهة التـي يـتم أمامهـا عـرض هـذا
النزاع والتي قد تتحدد بجهة قضائية أو بهيأة تحكيم مراعاة لكون هذا األخير الـذي أصـبح
يحت مكانة هامة ل ض منازعـات النق البحري لما يتمتت به المحكمون من درايـة وخبـرة
وتخصص في مجا التجارة الدولية والبحرية.
وحــين التعــرض لحالــة عــرض النــزاع أمــام جهــة قضــائية ،أكت ــي بتحديــد المحكمــة
المختصة بال ص في الدعوى مت اإلقتصار على محاكم أو درجة.
وبعــد تحديــد الجهــة المختصــة بال صــ فــي النــزاع,فإنــه يتعــين التعــرض لا ــار
المترتبة على قيام المسؤولية العقدية وهو ما سأتعرض في المبحث ال اني والـذي سـأتناو
فيه بالبحث ماإذا كان حساب التعويض المستحق للمتضـرر يخضـت لتقـدير خـاص يختلـف
عن كي ية احتساب التعويض في الدعوى العادية.
الفصـــل األول
شروط رفع دعوى المسؤولية العقدية ضد الناقل
8
حصر المشرع الجزائري في المادة 459ق.إ.م.ج شروط قبو الدعوى في الص ة
واألهلية والمصلحة( .)1وأستبعد الشرطين األخيرين في إطار هذه الدراسة إذ يك ي
الرجوع بشأنهما إلى القواعد العامة .وأكت ي بتحلي الص ة في الدعوى (المبحث األو ).
كما أن المشرع تطلب إضافة إلى ذلك مراعاة شروطا خاصة قب رفت دعوى
المسؤولية ضد الناق البحري ،وهي احترام ميعاد إبداء االحتجاجات ورفت الدعوى
خال أج معين (المبحث ال اني).
- 1يقصد باألهلية أن يكون رافت الدعوى أهال لتصرف أي أن تكون له أهلية األداء الكاملة بينما بقصد بالمصلحة
ال ائدة العملية الت ي يراد تحقيقها بااللتجاء إلى القضاء فالمصلحة هي أساس الدعوى حيث ال توجد مصلحة ال توجد
دعوى .أما الص ة فهي أن يكون رافت الدعوى هو صاحب الحق المدعي به أو مم له القانوني -د/زهدور محمد،
محاضرات في قانون المرافعات ،السنة ال ال ة حقوق ،غير منشورة.1666 ،
9
أوال -المرسل إليه الشرعـــي
من المقرر قانونا أن العقد شريعة المتعاقدين (المادة 106ق.م.ج) فإذا ما ابرم
العقد مستوفيا لك أركانه و شروط صحته انصرفت آ اره إلى المتعاقدين دون أن تمتد
إلى غيرهما ،وهو ما يسمى بمبدأ نسبية آ ار العقود .فعقد النق يبرم أساسا بين الناق
والشاحن،غير أنه قد يظهر طرف آخر يصبح مرتبطا بالعقد هو المرس إليه .فإذا ما
اتحدت ص ة هذا األخير مت الشاحن فالإشكا ،أما إذا كان المرس إليه محددا بغير
الشاحن فيطرح التساؤ حو مركزه القانوني في عقد النق أي تحديد ما إذا كان يعتبر
طرفا في عقد النق البحري أم أنه يعتبر من الغير؟ وما إذا كان حق التقاضي هنا يتقرر
للمرس إليه أيضا في مواجهة الناق البحري؟
أ -تحديد المركز القانوني للمرسل إليه من عقد النقل البحري
إن التساؤ حو السند القانوني لمركز المرس إليه في عقد النق البحري اليعتبر
مجرد تساؤ نظري ،ذلك أن عقد النق البحري يبقى حجة بين أطرافه وال يجوز للناق
أو الشاحن إ بات عكس ما ورد به إال بالكتابة أو ما يقوم مقامها كاإلقرار .أما بالنسبة
للغير فيجوز إ بات عكس ماورد بسند الشحن بكافة طرق اإل بات ،وبمعنى آخر فإن
البيانات الواردة في سند الشحن لها حجية مطلقة في اإل بات لصالح الغير الذي من
مصلحته التمسك بها ،في حين ال يمكن لألطراف إ بات عكس هذه البيانات عن طريق
أوراق أو مستندات أخرى كخطابات الضمان فهي ال تسري في مواجهة الغير حسن
النية .وبالتالي إذا اعتبرنا المرس إليه طرفا في هذا العقد فإنه لن يكون بإمكان الناق أن
يتمسك في مواجهته بغير ماهو وارد في سند الشحن من شروط وبيانات خاصة بحالة
البضاعة ،أما إذا تحدد مركزه على أنه من قبي الغير فإن بمقدوره أن يتمسك بكافة
البيان ات الواردة بسند الشحن ضد الناق دون استطاعة هذا األخير إ بات عكسها في
مواجهته إال وفقا ل لشروط المتطلبة لن اذ التصرفات القانونية في مواجهة الغير ومن ذلك
شرط العلم(.)1
10
-1التأصيل الفقهي لمركز المرسل اليه
تعددت النظريات واآلراء حو المركز الذي يتمتت به المرس إليه ،غير أن جلها باء
بال ش .وتتحدد هذه النظريات تباعا فيما يلي :
ولقد اعتنق اتجاه فقهي فكرة االشتراط لمصلحة الغير كأساس قانوني لمركز
المرس إليه عندما قرر أنه يترتب على هذا االشتراط أن يكسب المرس إليه حقا مباشر
قب الناق المتعهد بتن يذ االشتراط( .)3ذلك أن الشاحن وقت إبرامه عقد النق يشترط
إليه فيكتسب هذا األخير بهذا االشتراط الحق في تسلم البضاعة، لمصلحة المرس
ويتحقق قبوله بالطبت عندما يتقدم الستالم هذه البضاعة ومن ناحية أخرى فإن قبو هذا
االشتراط من جانب المرس إليه ي ترض قبوله تن يذ االلتزامات المرتبطة بهذا االشتراط
كااللتزام بدفت أجرة النق وااللتزام بالشروط الواردة بسندالشحن(.)4
– 1د/ع باس مصط ى المصري ،المركز القانوني للمرس إليه في عقد النقد البحري ،دار الجامعة الجديدة للشنر
اإلسكندرية ، 2882 ،ص.22
-2دة /نبيلة أرسالن ،النظرية العامة للعالقات ال ال ية ،رسالة دكتوراه ،كلية الحقوق
طنطا،مصر،1624،ص 281المشار إليه في مرجت عباس مصط ى المصري ،المرجت السابق،ص.63
– 3د /عدلي أمير خالد ،أحكام دعوى مسؤولية الناق البحري ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية، 2888 ،
ص.16
– 6د/عباس مصط ى المصري ،المرجت السابق ،ص.66
11
إن النظام القانوني لإلشتراط لمصلحة الغير يترتب عليه اكتساب الغير لحق دون إمكان
تحميله أي التزام ،وإال نكون قد خرجنا عن النطاق المقرر لهذا النظام ،و عليه فإن
االعتماد على هذه النظرية ال يمكن أن ي سر التزام المرس إليه(.)1
إليه (المنت ت) المرس (المتعهد) أن يتمسك قب بمقتضى هذه النظرية يمكن للناق
بالدفوع التي يمكن أن تنشأ عن هذا العقد .ومعنىذلك إذا صدر سند الشحن مستندا إلى
مشارطة اإليجار فإنه يمكن االحتجاج قب حام سند الشحن بالشروط الواردة بالمشارطة
حتى ولو لم يكن هذا السند قد تضمنها أو أشار إليها ،كما يمكن للناق أن يحتج قب
المرس إليه بخطابات الضمان التي يتم تحريرها بينه وبين الشاحن من أج الحصو
على سند شحن نظيف .وهذا يخالف بالتأكيد القاعدة المقررة في األوراق التجارية عموما
والتي امتدت إلى سند الشحن والخاصة بعدم إمكان االحتجاج بالدفوع في مواجهة الحام
حسن النية ،توصال إلى تزويد سند الشحن بقيمة ائتمانية تسمح بتداوله والحصو
بمقتضاه على االئتمان بسهولة ويسر .إذ ال يتصور أن يقوم سند الشحن بهذه الوظي ة في
وجود قاعدة االحتجاج بالدفوع في مواجهة المرس إليه حام هذا السند(.)6
يتبين من اإلنتقادات المقدمة أن فكرة االشتراط لمصلحة الغير عجزت في أن تكون سندا
قانونيا لتبرير الرجوع المباشر للمرس إليه على الناق ،مما يستلزم البحث عن أساس
هذه العالقة. آخر لم
– 1دة /سوزان على حسن ،عقد نق البضائت بالحاويات ،دار منشآة المعارف باألسكندرية ، 2886 ،ص . 23
–2د /عباس مصط ى المصري ،المرجت السابق ،ص .23
12
العقد إلى الغير باعتباره األصي ويظ النائب مسؤوال عن تن يذ التزاماته الواردة بالعقد
شأنه شأن األصي ،وعليه فإن الشاحن في تعاقده مت الناق يعتبر نائبا عن المرس إليه
غيرأن نيابته تبقى ناقصة و يظ بموجبها ملتزما بالوفاء بأجرة النق شأنه شأن الموك
الذي تنصرف إليه آ ار العقد الذي أبرمه الوكي وفقا ألحكام النيابة (.)1
تقوم هذه النظرية على وجود وكالة ضمنية بين الغير وأحد أطراف العالقة العقدية
األصلية ،بحيث أن طبيعة النظام الذي ينطبق على عالقات الغير المتعاقدين يتغير في
هذه الحالة ليصبح تعاقديا ،وهي صيغة من صي إيجاد عالقات مباشرة بين الغير
والمتعاقدين تتميز باحترام مبدأ عدم الجمت بين المسئوليتين العقدية والتقصيرية ،فليس
()6
للمتعاقد أن يخرج من عالقته التعاقدية لكي يختار نظام المسؤولية التقصيرية .
وهذا معناه أن الشاحن حين تعاقده مع الناقل يتصرف بصفته نائبا عن المرسل إليه ،وهذه
النيابة نيابة ناقصة ،يبقى فيها الشاحن طرفا في عقد النقل في الوقت الذي يكون فيه
المرسل إليه طرفا في ذات العقد وفقا ألحكام النيابة التي تقضي بانصراف أثار العقد إلى
الطرف األصيل (.)1
لم تسلم هذه النظرية من النقد كونها تقوم على نية افتراضية فهي تجع من المرس إليه
طرفا في ع قد النق ،رغم أن الشاحن حين تعاقده مت الناق لم تتجه نيته إطالقا إلى أن
تكون له ص ة مزدوجة ص تـه كأصي وص ته كنائب عن المرس إليه وجعله طرفا في
العقد.
1 – G.Ripert , droit Maritime , Tome 2 Paris 1952, n° 1662, p548 .
– 2د /عباس مصط ى المصري ،المرجت السابق ،ص . 66
– 3دة /سوزان علي حسن ،المرجت السابق ،ص . 23
ف األخذ بهذه النظرية يؤدي إلى عدم إمكانية تغيير المست يد من سند الشحن باعتبار
أن الحقوق و االلتزامات التي يتضمنها هذا السند ال تخص إال شخصا محددا أال وهو
األصي ،وهو يتعارض مت ما هو مقرر من إمكانية تداو سند الشحن ،وانتقاله بين أك ر
من مست يد ،مما يصعب معه افتراض نيابة الشاحن عن الحام الذي يتقدم للربان والذي
13
يكون في الغالب شخصا آخر غير المرس إليه الذي كان الشاحن قد تعاقد لحسابه عند
إبرام عقد النق (.)1
ال ي قد حقه ال ابت بالسند وإنما يحق له أن يباشر على البضاعة المشحونة الحق في
حبسها كما يكون له حق امتياز عليها دون أن ي قده ذلك الحق في الرجوع ضد الشاحن
باعتباره طرفـا في عقد النق (.)1
إال أنه يعاب على هذه النظرية أنها لم تتناو حالة النق البحري بغير سند شحن،
فهي ال تشك بذلك معيارا جامعا مانعا ،وعلق روديار على هذه النظرية بأنه يمكن
14
اإلستناد إليها في حالة ما إذا كان المرس إليه حامال لسند الشحن ولكنها تكون قاصرة في
حالة عدم وجود سند الشحن .وقد أشار ذات ال قيه إلى الح المعمو به في ال قه
والقضاء اإليطالي لمواجهة هذه الحالة.ف ي حالة صدور سند الشحن فإن الحائـز الشرعي
للسند يملك حقا ذاتيا ومستقال في مواجهة الناق ،أما في حالة عدم صدور سند الشحن
فإن حق المرس إليه يجد اساسه في االشتراط لمصلحة الغير( .)6غير أن هذا الح غير
مقبو لكونه يعطي ت سيرين لمركز قانوني واحد.
حيازة إن القو باعتبار سند الشحن مم ال للبضاعة يتم تداولها بتداوله وأن حيازته تم
البضاعة هو أمر ال يخلو من كونه مجرد افتراض استلزمته الضرورات العملية ،وال
مطروحـا حــو التسـاؤ من األحـوا ،إذ يظـ أساسـا قانونيـا بأي حـا يشكـ
األسـاس القانونـي لمركـز المرسـ إليـه وحقه في المطالبة بتن يذ عقد لم يكن طرفا فيه
وكذا التزامه بشروط سند الشحن(.)1
انتقد ال رأي السابق على أساس أنه من غير المنطقي تقرير عدم ظهور المرس
إليه عند إبرام العقد األصلي بين الناق والشاحن م القو بأنه طرف في هذا العقد دون
15
أن يظهر في مجلس العقد بص ة شخصية وال حتى من خال نائب عنه ،وهذه النظرية
تقوم على افتراض ال يسنده واقت أو قانون(.)1
نظرية االنضمــام:
تقوم هذه النظرية على اعتبار المرس إليه من قبي الغير ولكنه يصبح طرفا في
عقد النق بمجرد قبوله له ،فهو ال يعتبر ال طرفا وال غيرا ولكنه يتحو من مركز إلى
آخر بص ة متتالية(.)6
غير أن السؤا المطروح كيف يمكن للمرس إليه الذي هو في أصله من الغير أن
يتحو إلى طرف في عقد النق ؟ ي سر هذا التحو باالنضمام ( )L’adhésionأي
انضمام المرس إليه إلى العقد نتيجه قيامه بعم إيجابي ليصبح طرفا في العقد(.)1
ويجــب التمييز بين االنضمام إلى العقد الذي يعبر عنه عادة بتسلم البضاعة و بين قبـو
ش،ـروط العقد ويعبر عنه عادة بتوقيت المرس إليه.ف ي الحالة االولى يصبح
المرس اليه طرفا في العقد مما يمنحه حق رفت دعوى على الناق ،في حين أنه في
الحالة ال انية الخاصة بقبوله شروط العقد يجع من الشروط االت اقية لهذا العقد ذات
الشروط التي تحد من مسؤولية الناق حجية عليه وباألخص تلك التي ال تخدمه م
أوالتي تعين المحكمة المختصة في حالة وقوع النزاع ،حتى ولو تسلم المرس إليه
هذه البنود ال يحتج بها عليه إال إذا أ بت الناق قبوله لها وقت التسليم. البضاعة فإن م
ف المرس إليه يعبر عن إرادته باالنضمام إلى العقد بقبوله تسلم البضاعة فإذا
رفض تسلم البضاعة – بدون سبب -فقط ألنه ال يرى ن سه مرسال إليه فهو يضت ن سه
16
خارج عقد النق ،وبالمقاب إذا كان الرفض لسبب جدي له عالقة بعم الناق (كتأخير أو
تلف )...فلي س العقد ن سه الذي يرفضه وإنما مح هذا العقد أي البضاعة ومن تم يحت ظ
بص ته كطرف وبحقه في رفت دعوى المسؤولية العقدية ضد الناق البحري(.)1
إن هذه النظرية تبرر مركز المرس إليه في عقد النق وحقه في رفت الدعوى
المسؤولية التعاقدية ضد الناق ،كما ت سر عدم سريان الشروط الواردة بسند الشحن التي
ال يقبلها ونرى أنه يجب توفيق بين هذه النظرية ونظرية العقد ال ي األطراف ذلك أن
انضمام المرس إليه يجع من العقد عقد ال ي األطراف.
1 - B.Mercadal, droit des transport terrestres et aeriens ,dalloz,1996, n° 139 , p84.
17
والناق إال أنه يكتسب حقوق ويتحم التزامات من هذا العقد ومن تلك الحقوق الرجوع
على الناق بتعويض.)1( "..
غير أنه غالبا ما يستند القضاء إلى فكرة االشتراط لمصلحة الغير إذا ما أراد
تحق يق فائدة من خال نظام المسؤولية العقدية ،ولقد كرس القضاء ال رنسي قديما هذه
النظرية من خال حكم محكمة النقض ال رنسية في .)6(1891/12/22
نظرا لالنتقادات السال ة الذكر والتي وجهت لنظرية االشتراط لمصلحة الغير غير
ا لقضاء ال رنسي موق ه ،معترفا دائما للمرس إليه بحق الرجوع المباشر على الناق
ولكن على أساس أنه يستمد هذا الحق من سند الشحن ذاته ،وبغرض حماية ائتمان هذا
السند فلقد اعترف القضاء ال رنسي بحق مطلق لحام الشرعي لسند الشحن( ،)1ليصبح
هو الوحيد المؤه لرفت الدعوى المسؤولية العقدية ضد الناق ،الشيء الذي أدى إلى
نتائج غير عادلة ،كما لو تعلق االمربأشخاص آخرين غير الحام
الشرعي لسند قد تحملوا أضرارا ناتجة عن العقد فلهم مصلحة في رفت الدعوى إال أنهم
يجدون أن سهم بدون ص ة.
18
لم يورد المشرع الجزائري نصا صريحا بشـأن هـذه المسـألة ولكـن بالرجــوع إلـى
أحكام القـانون التجـاري يمكـن اسـتخالص ت سـير اإلشـكا حيـث نصـت المـادة ": 12إذا
كان المرس إليه غير المرس ن سه فال تترتب إلى المرس إليـه االلتزامـات المتولـدة مـن
عقد النق ما لم يصدر منه قبو صريح أو ضمني للناق ".
ويكون القبو صريحا ،إذا صرح المرس إليه بقبو سند الشحن بالقو أو الكتابـة
أو بوســائ التعبيــر الحدي ــة ،ويعتبــر قبولــه ضــمنيا إذا تســلم البضــاعة أو إذا طالــب الناقـ
بتسليمه للبضاعة أو طالب فحصها قب إنزالها ،أو لـم ينـازع فـي مطالبـة الناقـ لـه بـأجرة
النق (.)6
ويست اد من نص المادة السابقة أن المشرع الجزائري جع المرس إليه خارج
إطار العالقة العقدية ولكنه يصبح طرفا فيها لقبوله الصريح أو الضمني.وأرى أن موقف
المشرع الجزائري معيب على أساس أن يمكن المرس إليه من االست ادة من الحقوق
المتولدة عن عقد النق ،في حين يشترط لتحمله التزامات المترتبةعلى عقد لنق
قبوله ،وأن ذلك يض ي على مركز المرس إليه وصـ ين مختل ـين حسـب كـ حالـة.وكـان
عليه القو بأن المرس إليه طرف في عقد النق متـى صـدر منـه قبـو صـريح أوضـمنى
على غرار ما تبناه المشرع العراقي قي المادة 65من قانون النق والتي اعتبرت المرس
(.)1
إليه طرفا في حقوق وإلتزامات عقد النق إذا قب ما جاء فيه صراحة أو ضمنا
أما في فرنسا فانه تجدر المالحظة الـى صـدور قـانون يحمـ رقـم 69-98مـؤرخ
في 6فبراير 1998و المادة 10منه هي التي جاءت بح هذه المسألة وهذا بتعديلها للمادة
101من القانون التجاري ال رنسي فنصت على اعتبارمرس إليه طرفا في عقد النق منـذ
ابرامه ولم تعد تحدد موقت قبوله تسلم البضاعة ،و ذلك بمخال ـة مـا كـان يعتمـده القضـاء
وعليه فإنه مدين بأجرة النق للناق (.)6
19
ب -حق التقاضي الممنوح للمرسل إليه الشرعي :
مهما يكن الت سير الذي يعطي لمركز المرس إليه في عقد النق فال أحد ينازع في
قبو دعواه.
إليه يتعين على هذا األخير عمال بأحكام المادة 749 وإل بات ص ة المرس
ق.ب .ج أن يقدم سند الشحن التي يعتبر سندا لحيازة البضائت واستيالمها وقد تكون و يقة
الشحن اسمية أو إذنية أو لحاملها ،وصدر في هذا الشأن قرار عن المحكمة العليا بتاري
وشركة 17ديسمبر 1996قضى برفض دعوى الشركة الجزائرية لتأمينات النق
سوناطراك – كانت رامية إلى تعويض الخسائر -لكونهما لم تبررا ص تهما كمرس إليه
بتقديم و يقة الشحن(.)1
-1د/عبد القادر العطير ،الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية ،مكتبة دار النشر وال قافة للتوزيت ،1666ص636
الهامش رقم 1.
2 - Ph. Le Tourneau et L.Cadiet, droit de la responsabilité et des contrats, 2ème Ed,
20
مبدأ قبو دعوى الشخص المذكور اسمه في سند الشحن في الخانة المتعلقة بـ "Notify-
( "partyأي الشخص الواجب إخطاره عند وصو البضاعة) ولكنها أكدت هذا البيان ال
يك ي وحده إذ يجب أن تعزز هده الص ة بعناصر أخرى(. )1
م إن االكت اء بالقو أن سند الشحن يجع حامله مالكا للبضاعة فإن ذلك ال يمنحه
الحق المباشر لرفت الدعوى ،و أن عقد النق ال يمكن التمسك به من مالك البضاعة بهذه
الص ة ،و أنه غالبا ما يعتمد القضاء بمنطق مؤداه أن عقد النق ينشأ ديناعلى الناق ،
وأن ذلك يقتضي معرفة من هو الطرف الدائن بااللتزام بالتسليم ألن األمر ال يتعلق هنا
بملكية البضاعة أو بتحديد مالكها )6وهذا خالفا لما يراه بعض ال قه من أن الحق رفت
الدعوى يبقى مقررا بمالك البضاعة(.)1
1 - M.Remond Gouilloud, droit maritime, edditions a. pedone 1988, n° 612 p350.
Cass, com 7 avril 1987, BT 1987, p311.
Cass, com 15 Juillet 1987, B.T 1987, p532.
2 - R.Rodière et E.du Pontavice, op.cit, p 359, p336.
3 - H.Bermtane, la responsabilité du transporteur maritime, le phare n°27, juillet 2001, p35.
ثانيــا -الشخص المتنازل له عن حق في رفع الدعـوى
يمكن لمن له الحق في رفت الدعوى المسؤولية ضد الناق أن يتناز عن هذا الحق
لصالح شخص آخر من الغير عن طريق حوالة الحق أو عن طريق الحلو وأيضا عن
طريق تطهير السند.)1( .
.
أ -الشخص المحال إليه الحـق
إذا كان سند الشحن اسميا فإن حق مباشرة الدعوى يعطى للشخص الذي يتم ذكر
إسمه في السند ،و يمكن التناز عنه عن طريق ما يسمى بحوالة الحق .وهنا يلزم
المحي بتبلي المحا عليه (الناق ) بهذا التناز .أما إذا كان السند لحامله فال إشكا ألنه
يتم تداوله عن طريق التسليم .أما إذا كان سند الشحن إذنيا وهو الغالب في الحياة العملية
فقد جرى العم على تداو هذا السند عن طريق التظهير إلى أن يص إلى يد المظهر
عن الضرر أو التلف الالحق إليه األخير الذي يصبح حائزا لحق مقاضاته للناق
بالبضاعة (.)6
21
ب -أثر التأميـــن
تجدر المالحظة أنه في أغلبية القضايا المطروحة على مختلف الجهات القضائية
فإن شركة التأمين تح مح المرس إليه بإستعمالها لدعوى الحلو المنصوص عليها
في المادة 744ق.ب.ج والمادة 144من القانون رقم 07-80المتضمن قانون التأمين
والمادة 117من األمر 07-95المتضمن قانون التأمين المعد لقانون التأمين الصادر عام
. 1210
ووضعت المحكمة العليا بعض المبادئ التي يجب احترامها لقبو دعوى المؤمن
ضد الناق تتحد بما يلي :
1 - M.Cel Alter.la responsabilite droit des transport.2 ed .dalloz 1989.p 136.
– 2د /حبار محمد (اإلبن) ،المرجت السابق.
في تقديم عقد الحلو يوم رفت الدعوى ،وهو عقد موقت فأما الشرط األول فيتم
من المؤمن له والمؤمن يوضح المبال المالية المطابقة لقيمة الخسائر التي تم دفعها
للمرس إليه .فالمحكمة العليا أصدرت عدة قرارات تؤكد فيها أن عقد الحلو هو السند
القانوني الذي يسمح لشركة التأمين أن تح مح المؤمن له (المرس إليه) ويعطي لها
الص ة والمصلحة( .)1و من ذلك قرارها المؤرخ في 1996/02/27حيث أكدت ...":من
المقرر أن المؤمن يح مح المؤمن له في حقوقه ودعواه ضد الغير كما أن رافت
الدعوى أمام القضاء يجب أن تكون له الص ة وأهلية التقاضي ومن تم فإن القضاء بما
يخالف هذا المبدأ يعد خرقا للقانون .ولما تبين في قضية الحا أن الشركة الجزائرية
لتأمينات النق لم تقدم عقد الحلو الذي يعطى لها الص ة في رفت الدعوى الرامية إلى
الحصو على التعويضات عن الخسائر الالحقة بالبضائت المنقولة .ولما رفض قضاة
()6
الموضوع الدعوى شكال النعدام الص ة فإنهم يكونون قد طبقوا القانون تطبيقا سليما"
و في قرار آخر صادر بتاري 1997/09/23في دعوى المسؤولية المرفوعة ضد الناق :
" ...إن تدخ شركة المؤمنة تح مح المؤمن له في حقوقه ودعواه ضد الغير وبالتالي
22
ال يمكن بأي حا من األحوا تجزئة دعوى منازعة تسوية الخسائر البحرية والسماح
للمؤمن والمؤمن له أن يباشرا هذه الدعوى معا ،)1( "...فتعويض المؤمن للمؤمن له ين ي
عن هذا األخير المصلحة في رفت الدعوى.
أما الشرط الثاني المطلوب توافره لقبو دعوى شركة التأمين هو وجوب ممارستها
لدعوى الحلو خال المهلة المحددة لها .و قد صدر قرار من المحكمة العليا بتاري
1997/02/06قضى بنقض قرار مجلس قضاء الجزائر العاصمة الذي رفض
دعوى شركة التأمين الرامية إلى تعويض الخسائر الالحقة بالبضائت على أساس "أن تلك
الدعوى رفعت في 1221/11/10وأن عقد الحلو مؤرخ في 1991/02/5أي خارج مهلة
ال ة أشهر المنصوص عليها في المادة 744من القانون البحري" ،فأوضحت المحكمة
العليا "أن الدعوى ترفت في مهلة سنة واحدة ابتداء من تاري تسليم البضاعة عمال بأحكام
المادة 743من القانون البحري ،كما يمكن أن ترفت أيضا وفقا ألحكام المادة 744حتى
بعد انقضاء مهلة السنة المنصوص عليها في المادة 743وذلك في مهلة ال ة أشهر ابتداء
من تاري تسديد قيمة الدين"(.)1
و عالوة على الشرطين السابقين فإنهم يجب أن يتضمن عقد الحلو تاريخا سابقا
على تاري رفت الدعوى(.)6
القانوني أن يكون هناك دعوى الحلو كما يشترط القضاء ال رنسي إلعما
تعويض تم دفعه للمتضرر و أن يكون هذا التعويض في حدود ما التزمت به شركة
التأمين تعاقديا .و بمجرد أدائه من المؤمن للمؤمن له فإنه يح محله في إسترجاعه للمبل
23
المستحق بموجب القانون .و إن ذلك يؤكد في التشريت الجزائري بالمادة 118من األمر
07-95و التي تنص على أنه " :يح المؤمن مح المؤمن له في حقوقه ودعاواه ضد
الغير المسؤو في حدود التعويض الذي يدفعه للمؤمن له" و هذا الحق في الحلو يتقرر
إذن بقوة القانون حتى و لو لم يتم النص عليه في عقد التأمين.
و المقرر هنا هو أن المؤمن الذي يريد مطالبة الشخص المسؤو بالمبال التي
دفعها للمؤمن له والتي لم يكن ملزما بدفعها للمؤمن له فإنه يجب عليه أن يلجأ إلى ما
يسمى بالحلو اإلت اقي والذي يشترط فيه أن يكون متزامنا مت دفت التعويض(.)1
– 1ذ /حسان بوعروج ،المرجت السابق ،ص11.
2 - F.Boukhatmi, op.Cit, p224.
3 - J.F.TANTIN, le droit d’action de l’assureur subrogé: pièges et parades, D.M. F 2002,
p803.
الفـرع الثانـي :الشاحـن
يعتبر الشاحن الطرف الرئيسي المتعاقد مت الناق ،غير أنه فيما يتعلق بمدى
قدرته على رفعه لدعواه ضد الناق من عدمه أ ار جدال واسعا خاصة في فرنسا.
24
مت ى كان نائبا عنه ،و كذا الحالة التي يكون فيها الشاحن شخصا يقوم بتسليم البضاعة
فعال إلى الناق دون أن يكون نائبا عنه كما هو الشأن بالنسبة إلى الناق المتعاقد (أو
نائبه) عندما يسلم البضاعة إلى الناق ال علي( .)1مت مالحظة أن الشاحن يلزم بتسليم
البضاعة إلى النا ق في المكان والزمان المت ق عليهما أو حسب العرف السائد في ميناء
التحمي ،وبالمقاب يزوده الناق بسند الشحن – بناء على طلبه -والذي يتضمن بيانات
تخـص هويـة األطراف و البضائت الواجب نقلها وعناصر الرحلة الواجب القيام بها و
أجرة الحمولة المستحق دفعها(.)6
– 1د /محسن ش يق ،الجديد في القواعد الدولية الخاصة بنق البضائت بالبحر ،إت اقية هامبورغ لـ 31مارس 1612
،دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة القاهرة 1620ص26.
- 2المادة 162ق.ب.ج.
و يجب على الشـاحن أن يـدلي ببيانـات صـحيحة عـن حالـة البضـاعة حتـى يتسـنى
للناق أخـذ االحتياطـات الالزمـة و ليكـون ضـامنا صـحة تصـريحه .غيـر أنـه يمكـن للناقـ
رفـــض إدراج تصـــريحات الشـــاحن فـــي ســـند الشـــحن إذا مـــا تـــوافرت إحـــدى الحـــاالت
المنصوص عليها في المادة 755ق.ب.ج و التي تتحدد بما يلي :
" -عدد الطرود أو القطت وكمية ووزن البضائت تكون لديه دواع جديـة للشـك فـي صـحتها
أو إذا لم تتوفر لديه الوسائ المعقولة للتحقق منها.
-عالمات التعريف المتعلقة بالبضائت عندما ال تكون مدموغة أو مختومة بشك تبقـى فيـه
مقروءة بص ة عادية حتى نهاية الرحلة"
-وعليه فإذا توافرت هذه األسباب للناق فإنـه يمكنـه إبـداء تح ظـات عـادة مـا تضـاغ كمـا
يلـي " :حسـب قـو الشــاحن" أو "غيـر معتمـدة مـن طــرف الناقـ " أو "البضـاعة مجهولــة
الــوزن أو مجهولــة المقــدار أو المقــاس أو المحتويــات أو القيمــة" .و تجيــز غالبيــة الــدو
هذه التح ظات بحجة أن قواعد اإل بات ليسـت مـن النظـام العـام ويمكـن االت ـاق إيراد م
على ما يخال ها(.)1
وال يجوز للشاحن أن يقدم بضائت لم يرد ذكرها في سند الشحن أو وردت بشأنها
بيانات غير صحيحة و إال جاز للناق إخراجها أو نقلها مقاب الحصو على األجرة التـي
هذه البضائـت عـالوة على حقه في التعويض وفقا للقواعد العامة (.)6 تستحق لنق م
25
ب -وضعية وكيل العمولة للنقل Commissionnaire de transport
عرفت المادة 37من ق.ت.ج عقد العمولة للنق بأنه" :ات اق يلتزم بمقتضاه تاجر
بأن يباشر باسمه الخاص أو باسم موكله أو شخص من الغير نق أشخاص أو أشياء وأن
يقـوم عندمـا االقتضاء باألعما ال رعية المرتبطة بالنق " .بينما ورد تعريـف
في المادة 14من المرسوم التن يذي 231-94المؤرخ في العمولـة للنق وكيـ
1994/02/27المحدد لشروط ممارسة مهنتي وسيط الشحن ووكي نق البضائت بأنه "يعد
وكيال لنق البضائت ك شخص طبيعي أو معنوي يلتزم بنق البضائت تحت مسؤوليته
وباسمه الخاص لحساب زبون ما مت مراعاة شروط التي حددها القانون التجاري".)1(.
وبتحلي هذين التعري ين فإنه يظهر خل في التعريف المنصوص عليه في القانون
التجاري ،حيث لم يبين هذا التعريف أن وكي العمولة يتصرف باسمه ولكن لحساب
موكله ،و بذلك فإن التعريف الذي جاء به المرسوم التن يذي رقم 231-94يصبح هو
األصح واألسلم.
و على سبي المقارنة ،فإن التشريت ال رنسي لم يعرف عقد العمولة للنق عكس ما
قام المشرع الجزائري في القانون التجاري .فالمشرع ال رنسي عرف مباشرة وكي
العمولة للنق في المادة 94من القانون التجاري ال رنسي يلجأ إليه في غياب تعريف
قانوني لعقد العمولة للنق ،و قد عرفت محكمة النقض ال رنسية عقد العمولة للنق بأنه
"ات اق يلتزم بمقتضاه وكي العمولة اتجاه موكله بالقيام لحساب هذا األخير باألعما
القانونية الالزمة لنق البضاعة من مكان إلى آخر"(.)6
و على العكس من الوكالة التي تبقى عقدا مدنيا ،فإن عقد العمولة يكتسي طابعا
تجاريا .ويتصرف الوكي في الوكالة المدنية لحساب الغير و يتم بإسم الغير في حين أن
بتن يذ العقد من وكي العمولة يتصرف لحساب الغير ولكن باسمه الخاص وهو يتك
26
- 1المرسوم التن يذي 231-94المؤرخ في 27جويلية ،1994الجريدة الرسمية 3،أوت ،1666العدد.08
2 - B.Mercadal, op.cit, n°13, p15 : « La commission de transport est la convention pour
laquelle le commissionnaire s’engage envers le commettant à accomplir pour le compte de
celui-ci les actes juridiques nécessaires au déplacement d’une marchandise d’un lieu à un
autre ».
Art 94 du code commerce français: « le commissionnaire est celui qui agit en son propre
nom ou sous un nom social pour le compte d’un commettant ».
( )
أجر محدد . 1يعـد التزامه بتحقيق نتيجة ( Obligation de بدايته إلى نهايته مقاب
.)6()résultatكما أنه ين ذ عملية النق باختياره للوسائ المالئمة و من ذلك حقه في
اختيار الناقلين والوسطاء اآلخرين وباألخص وكي العبور.
و يمكن القو أن الوكي بالعمولة للنق هو وكي للعبور ،أنه عوض أن يكت ي
بتنظيم عملية النق من البداية إلى النهاية ،و بإبرام عقود النق لحساب موكله ،فإنه يتك
هو ما يجع مسئوليته قائمة إلى حين تمام عملية النق .و إذا كان وكي العبور من
الجانب العملي يعتبر وكي العمولة للنق فإنه ال يوجد مهنة بالمعنى المجرد لوكي
العمولة للنق ولكن مهنته تجمت بشك أو بآخر بين وكي العبور ووكي العمولة للنق .
أما من ناحية الجانب القانوني فإن وكي العمولة للنق هو وكي بالعمولة أي أنه يتصرف
باسمه الخاص لحساب الغير(.)1
وتجدر اإلشارة أنه ك يرا ما يتم الخلط بين وكي العمولة للنق والناق ألن كالهما
يتعهد بأن ينق البضاعة من مكان إلى مكان آخر ،كما يحدث أن يقوم وكي العمولة بنق
البضاعة فعليا وباألخص إذا كانت ن س المؤسسة تتصرف غالبا بص تها وكيال للعمولة
للنق كما تتصرف بص تها ناقال .فعندما تجتمت الص تان معا (الناقــ ووكي العمولة)
فإن القاضي يقوم بتكييف العقد وتطبيق القاعدة القانونية التي يراها مناسبة للبحث عن
إرادة األطراف .فإذا قامت مؤسسة بنق البضاعة بن سها فإنه تتوافر فيها ص ة الناق
وت قد بذلك إمكانية التمسك بص ة أخرى ،كما جرى العم على أن يعهد الناق بنق
البضاعة إلى ناق آخر دون حاجة إلذن من الشاحن،فبمجرد قيام الناق
27
1- M.Benamar, quelques aspects du contrat de transit en droit comparé (France- Algérie),
revue juridique Algérienne des sciences juridiques économiques et politiques, n°1, Avril
1996, p9.
بالتعاقد مت ناق آخر فإنه ال تتوافر فيه مبدئيا ص ة وكي العمولة للنق ،فإذا لم
تكن ص ة الناق محددة عند التعاقد فإن القاضي يبقى من صالحيته أن يعترف له بص ة
وكي العمولة للنق إذا كانت العناصر الدالة على ذلك مجتمعة(.)1
28
5 - cass, com, 3 octobre 2000, D.M.F.2000, p1018, obs Bonassies :
« après avoir relevé que la société HACO été désignée en qualité de chargeur sur le
connaissement, qu’elle avait supporté le préjudice résultant du transport et que les
assureurs l’avaient indemnisée de ce préjudice, le 2 Avril 1991, soit avant l’expiration du
» délai de prescription la cour d’appel… a violé le texte
عادت فيها محكمة النقض ال رنسية لحق الشاحن في رفت الدعوى ،بعد أن بت لها
وجود أضرار عند وصو الس ينة في ،1990/06/01و أنه بتاري 1991/04/02قام
المؤمن بتعويض الشاحن ،و بالتالي نقضت قرار محكمة إستئناف باريس المؤرخ في
1997/06/19و الذي رفضت فيه هذه المحكمة دعوى المؤمن ضد الناق بحجة أن شركة
التأمين ال تستطيت الحلو مح الشاحن على في حقوق ال يملكها أصال و ما دامت هذه
الحقوق لم يتناز المرس إليه عنها لشركة التأمين إال بتاري 1993/06/25و أن ذلك
يخضعها للتقادم.و هنا نقضت محكمة النقض ال رنسية قرار مجلس باريس مرتكزة في
ذلك إلى قانون التأمين ودون تطبيقها لقانون العقد بتأكيدها على أنه ." :بعد ما تبين أن
شركة HACOالمعينة في سند الشحن بص تها شاحنا تحملت ضررا ناجما عن النق
وأن المؤمن قد عوضها عن هذا الضرر في 1221/01/02قب انقضاء مدة التقادم ،فإن
مجلس االستئناف ...يكون خرق القانون".
و أن مشك التأخر في دفت التعويض من قب المؤمن ال يطرح أصال و أن الحجة
الوحيدة لعدم قبو دعوى المؤمن يكمن في أن المحي ال يملك حق مباشرة دعواه ضد
الناق .وهو ما اعتقـده قضاة مجلس باريس .و المالحظ في هذا القرار هو التخلي عن
إشتراط أن يكون الشاحن هو المتضرر الوحيد ،و اإلكت اء بوجود ضرر تعرض له
الشاحن.
29
مذكورا في سند الشحن .فقامت محكمة النقض ال رنسية بنقض هذا القرار مؤكدة أن
محكمة إستئناف أكس حينما صرحت برفض دعوى الناق البري ضد الناق البحري
دون البحث فيما إذا كان قد تعرض لضرر ناتج عن هذا النق ،فإنها لم تعط سندا قانونيا
( )
لقرارها . 1 "...مؤكدة بذلك موق ها السابق الذي إعتمدته في قرار " Majestic
."Maerst
30
أوال -مـالك السفينة ومجهزهـا
ي ترض تخصيص الس ينة للمالحة البحرية (أي مدى قدرتها على عبور البحر
وتحم المخاطر البحرية) وجود شخص طبيعي أو معنوي يتولى تسييرها للقيام بمهمتها
على أحسن وجه .بما في ذلك المالحية والتجارية التي يمكن أن تجمت في شخص واحد
كما يمكن أن تتوزع بين عدة أشخاص ،فمالك الس ينة قد يمسكها بن سه أو يعهدها إلى
غيره مما يتطلب معرفة من هو مالك الس ينة ومن هو مجهزها.
أ-مالك السفينــة :
تكون الس ينة مملوكة لشخص سواء كان طبيعيا أو معنويا وقد تكون مملوكة على
الشيوع ،وقد تكون مملوكة ملكية خاصة أو عامة.
و تجدر اإلشارة هنا إلى الحكم المقرر في الدستور الجزائري لسنة 1664والذي يقضي
)(1
بأنه " تشم الملكية العامة ...النق بالسكك الحديدية والنق البحري والجوي".
هذا النص في الدساتير السابقة حيث كان هناك مبرر لوجوده نتيجة كما ورد م
إختيار الجزائر بعد اإلستقال لإلشتراكية كمنهج سياسي و إقتصادي .غير أن األحداث
التي عرفتها الجزائر وعدولها عن النهج اإلشتراكي وتبني نظام إقتصاد السوق الم توح
هذا النص غير مبرر في الوقت الحاضر. على التجارة والمنافسة يجع وجود م
و المالحظ هو أن مشرعنا خ ف موق ه في هذا المجا حيث أجاز ممارسة م
هذه األنشطة من قب القطاع الخاص فأصبحت المؤسسات الخاصة الراغبة في ممارسة
هذه األنشطة مؤهلة لطلب إمتيازات شأنها في ذلك شأن المؤسسات العمومية ( . )2و م
هو ما يتجلى من القانون رقم 02-21المؤرخ فـي 1221/02/62المعد والمتمم لألمـر
-1المادة 11ال قرة 83من المرسوم الرئاسي رقم 632 – 64المتضمن إصدار نص دستور .1664
– 2دة /فرحة زراوي صالح ،الكام في القانون التجاري الجزائري ،األعما تجارية -تاجر -الحرفي – دار
النشر إبن خلدون ،الجزائر ، 2883ص . 260
31
10-22المتضمـن القانون البحري من خال نص الـمادة 221من القانون البحري" :النق
البحري ملكية عامة ويمكن أن يكون موضوع إمتياز " .
كما تم تنظيم ملكية الس ينة في المواد من 12إلى 21مكرر من القانون البحري
الجزائري وتعتبر ملكية س ينة شرطا لمنحها الجنسية الجزائرية باإلضافة إلى شرط
الطاقم .و لقد كانت المادة 61قب تعديلها تشترط أن تكون الس ينة مملوكة بنسبة %01
من قب أشخاص طبيعية أو معنوية حتى يمكن إعتبارها جزائرية .ولكن بعد تعديلها
بموجب قانون 02-21أصبحت تشترط إظ اء الجنسية الجزائرية على الس ينة أن تكون
مملوكة ملكا كامال لشخص طبيعي من جنسية جزائرية أو لشخص إعتباري خاضت
للقانون الجزائري .وعبارة "خاضت لقانون جزائري" يمتد مجا أعمالها لتشم الشخص
المعنوي الذي له مركز إدارة رئيسي في الجزائر أو الذي له فرع في الجزائر حتى ولو
كان مركزه الرئيسي في الخارج.
وقد يشترك في ملكية الس ينة أك ر من شخص ،فنكون أمام ملكية شائعة وهي
صورة قديمة ال تزا قائمة رغم بروز فكرة شركة وإستقرارها .وي رق بين الشيوع
والشركة في كون هذه األخيرة تعتبر عقدا ،أي تنشأ عن إرادة وإختيار بعكس الشيوع
الذي قد ينشأ جبريا كحالة اإلرث م ال ،كما يعترف للشركة بالشخصية المعنوية على
خالف الشيوع البحري الذي يعتبر نوعا من الملكية الشائعة يخضت للقواعد العامة
)(1
.كما يميز ال قه الواردة في القانون المدني ماعدا ماتم النص عليه في القانون البحري
بين الشيوع المدني والبحري في أمرين:
أولهمـا :إن العرف البحري قد جرى على تقسييم الس ينة إلى 61قيراط في حالة ملكيتها
على الشيوع بحيث يملك ك واحد قيراطا أو أك ر وليس لهذا التقسييم أي قيمة قانونية
بخالف القانون اإلنجليزي الذي يقسمها إلى 21قيراط أين لهذا التقسييم القيمة القانونية
32
الملزمة حيث ال يقب تسجي الس ينة على أك ر من 21مالكا وليس هناك مانت من
إشتراك شخصان أو أك ر في قيراط على أن يسج بإسم واحد منهم.
ثانيهمـا :ينظر إلى الشيوع المدني في أغلب التشريعات إلى أنه حالة عرضية يجب
إزالتها عن طريق القسمة على خالف الشيوع البحري الذي يشجعه وهذا لما يحققه من
)(1
إزدهار إقتصادي.
ويسأ مالك الس ينة على الشيوع بالتضامن عن ديون التي تنشأ عن إستغال
)(2
و إذا كان هذا هو وضت ملكية الس ينة فماذا عن الس ينة موضوع الملكية الشائعة.
تجهيزها لخوض رحالتها البحرية ؟.
– 1د /محمد زهدور ،المسؤولية عن فع األشياء الغبر حية ومسؤولية مالك الس ينة في القانون البحري الجزائري،
دار الحدا ة ،بيروت ،الطبعة األولى ،168،ص .141
– 2د /محمود بريري ،المرجت السابق ،ص .168
-3ن س المرجت ،ص .126
4- M. Remond- Gouilloud, droit maritime , op. cit, p 119.
33
على ص ات أخرى تخوله الحق بإستعما الس ينة" ) ،(1وهو ن س الموقف الذي إعتمده
المشرعان ال رنسي ) (2والمصري ).(3
و إن القانون اإلنجليزي يجه هدا اإلصطالح ،و يرفض إستعما مصطلحات عامة
ومجردة و ي ض التحديـد الدقيــق لك حالــة على حدة .فنجد فيه مصطلحات أخـرى
علـى سبيـ الم ــا " ،" Ship Ouwerويقصـد بـه مالك الس ينـة ،و" Managing-
" ownerو يراد به الشخص الذي يتم تسجي الس ينة بإسمه ويبقى هو المسؤو عنها
أمام اإلدارة ،إضافة إلى " " True –Ownerالذي يبقى المالك الحقيقي لها. (4).
و مما سبق عرضه يتضح أنه ال وجود إرتباط بين ص ة المالك والمجهز ،فقد يقدم
المالك س ينة غير مجهزة ،ويتولى المستأجر ذلك ويباشر اإلستغال ،وهنا ت بت ص ة
المجهز للمستأجر وحده .أما إذا عهد المالك بالس ينة إلى مدير ينوب عنه في تجهيزها و
في إستغاللها فإن ص ة المجهز ت بت لمالكها ألن اإلستغال يتم بإسمه ولحسابه .وقد
ت بت ص ة المجهز لشخصين في وقت واحد متى كنا أمام مشارطة زمنية حيث يتخلى
المؤجر عن التسيير التجاري لصالح المستأجر ويحت ظ لن سه باإلدارة المالحية .فمالك
الس ينة يستغلها بتأجيرها مجهزة فهو مجهز والمستأجر يستغ الس ينة بإبـرام عقـود نق
((5
،أما في حالة مت الغير بإسمه الخاص ويكون مسؤوال وحده عن تن يذها دون المالك
إيجار الس ينة على أساس الرحلة فيحت ظ المؤجر بالتسيير
التجاري والمالحي لها و يكون هو المجهز وهو إيجار يجمت بين إيجار األشياء
((1
والخدمات.
-1المادة 016ق.ب.ج.
-2المادة 1من قانون 3جان ي 1646تعرف المجهز:
« celui qui exploite le navire en son nom, qu’il en soit ou nom propriétaire ».
-3المادة 12من قانون التجارة البحرية المصري" هو من يقوم بإستغال الس ينة لحسابه بوص ه مالكا أو مستأجر
لها ،ويعتبرالمالك مجهزا حتى ي بت غير ذلك".
4 -M. Remond- Gouillond, droit maritime , op , cit, p 126.
– 0د/محمود بريري ،المرجت السابق ،ص .120
– 1د/حمدي الغنيمي ،محاضرات في القانون البحري الجزائري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر 1623.
34
يقضي المنطق أن الناق الدي أبرم عقد النق هو من يتولى تن يذ هذا العقد ،أي
القيام بعملية النق من ميناء التحمي إلى ميناء الوصو .و لكن قد تحدث إعتبارات
عملية يعجز معها الناق القيام بعملية النق بم رده فيستعين بناقلين آخرين إما لتن يد ك
)(2
الرحلة أو جزء منها دون حاجة إلذن من الشاحن.
و يعتبر ناقال الشخص الذي يظهر إسمه على السند ولو لم يساهم في عملية
فيعد هدا البيان الظاهر على متن السند كافيا ) ،(4حتى ولو تم إستعما نماذج )(3
النق
لسندات خاصة بمجهز آخر غير ذلك الذي ن ذ عملية النق .
وفي حالة تعدد الناقلين المبينين على متن سند الشحن كحالة إشتراك شركتين
بحريتين فالمحاكم تقضي هنا بحق المدعي في الخيار بين أحد الناقلين وإعتبار الناقلين
)(5
مسؤولين بالتضامن.
و إن المشرع الجزائري على غرار المشرع ال رنسي لم يعرف الناق البحري .أما
اإلت اقيات الدولية فإنها تولت ذلك ،فنجد إت اقية بروكس لعام 1261قصدت به "مالك
الس ينة أو مستأجرها الذي يكون طرفا في عقد النق يبرمه مت الشاحن" ) .(6أما معاهدة
هامبورغ فعرفته بأنه " ك شخص أبرم مت الشاحن عقد نق البضائت بالبحر أو أبرم هذا
)(7
العقد بإسمه".
و يت ق التعري ان السابقان في الجوهر وهو شرط ص ة الناق في أن يكون
الموصوف طرفا في عقد النق ويختلف التعري ان في أمرين:
أولهمـا :هو حرص إت اقية هامبورغ على التأكيد بأن الناق قد يبرم العقد بإسمه أو
35
بواسطة نائب عنه يعم لحسابه ،وينبنى على ذلك أنه إذا أبرم النائب العقد بإسمه فهو
بالنظر إلى الشاحن والغير ناقال و لو كان يعم لحساب موكله.
ثانيهمـا :إسقاط التصريح في إت اقية هامبورغ بأن الناق قد يكون غير مالك الس ينة
)(1
ألن األمر ال يحتاج إلى بيان ولع ذلك يتجلى من النص"ك شخص أبرم."....
كما جاءت إت اقية أ ينا لنق الركاب وأمتعتهم بطريق البحر لسنة 1221باصطالح
جديد .فعرفت الناق على أنه الشخص الذي يبرم عقد النق أو الذي يبرم عقد النق
لحسابه سواء قام فعال بتن يذ النق أو ن ذ بواسطة ناق من ذ .و عرفت هذا األخير بأنه ك
شخص آخر خالف الناق يقوم بتن يذ ك عملية النق أو جزء منها وقد يكون مالكا لس ينة
أو مستأجرها أو مستغلها .أما إت اقية هامبورغ لسنة 1221فإنها جاءت بمصطلح الناق
)(2
ال علي عوض الناق المن ذ.
و ترفت دعوى المسؤواية ضد من أصدر سند الشحن ) (3وال ي ار اإلشكا إذا كان
الشاحن هو الذي تعاقد مت المالك المجهز الناق فهنا تتحدد هذه الص ات في شخص
)(4
القانوني للناق . واحد ،كما أنه يمكن للمدعي أن يرجت على الربان بإعتباره المم
أما في حالة إستئجار الس ينة فإنه ي رق بين أنواع اإليجار .فإذا كان إيجار الس ينة
لمدة معينة فمستأجرها هو الذي له ص ة الناق .أما في حالة إستئجار الس ينة على أساس
الرحلة فإن المؤجر يحت ظ بتسييرها التجاري وبالتالي له ص ة الناق أما إذا إستأجرت
الس ينة بهيكلها فيكون المستأجر هو المسؤو الوحيد عن جميت اإللتزامات التي عقدها
)(1
وهذا ما أكدته المحكمة العليا عندنا في عدة قرارات صادرة ربان الس ينة لخدمتها.
()2
عنها.
-2د/أحمد محمود حسني ،النق الدولي للبضائت دار منشأة المعارف باإلسكندرية ،الطبعة ال انية ،1626 ،ص. 03
3 - R. Rodiére et E. du Pontavice, op.cit.n 382-3, p387.
4 - R. Rodiére, Op. Cit, n° 697, p327.
-1د /حسان بو عروج ،مسؤولية الناق البحري ،المجلة القضائية ،عدد خاص بإجتهاد الغرفة التجارية والبحرية
للمحكمة العليا الجزائرية 2881 ،ص . 21و أنظر المواد 401 :و 181و 138ق.ب.ج .
- 2قرار المحكمة العليا ،غ .ت .ب ،المؤرخ في ، 1666/11/22المجلة القضائية الجزائرية ،المرجت
السابق ،ص . 214
3 – F.Boukhatmi ,Op.cit, p33.
36
و إن صعوبة تحديد الناق المسؤو تظهر متى وجد سند شحن صادر في إطار
مشارطة إيجار أو متى خلى السند من بيان إسم الناق .و قد أورد مشرعنا حال لهذا
اإلشكا في المادة 221من ق.ب.ج .بنصه على أنه " :إذا لم يذكر إسم الناق في و يقة
الشحن ،عد مجهز الس ينة التى تحم البضاعة على متنها هو الناق ،وكذلك الحا إذا لم
هذا التعريف يظهر الخلط يذكر إسم الناق في و يقة الشحن بشك غير دقيق" .و م
في م هوم المجهز الذي قد يكون مالكا لس ينة أو غير مالك.
و إنه كان يستحسن أن يقصد المجهز المالك وهو ن س الخطأ المرتكب من قب
()3
المحكمة العليا عندنا في قرارها المؤرخ في .1212/02/02
كما أنه في قضية أخرى قرر مجلس قضاء الجزائر العاصمة في قرار صـادر عنـه
فــي 1226/02/01بــرفض دعــوى الشــركة الجزائريــة لتأمينــات النقـ و المؤسســة الوطنيــة
للتمــوين بــالمواد الغذائيــة المرفوعــة ضــد شــركة نوربــا إلنعــدام الصـ ة .إذ أســس مجلــس
قضاء الجزائر قراره على إنعدام ص ة المستأن ة نوربا معتبرا أن سند الشحن يحم إسم
كوميســا الــذي يجــب أن ترفــت دعــوى هــذه بصـ ته الناقـ ،فنقضــت المحكمــة العليــا هــذا
الخبـرة قضى فإن تقريـر
القرار الذي خاصة من
الملف وبالتالي " عناصر
الربان ،و من من
طرف تبين لها
صحتهابعدما أن
1221على
المصادق القرار في
المعلومات و
/10/62
-قرار المحكمة العليا،غ.ت.ب ،المؤرخ في ، 1626/81/86المجلة القضائية الجزائرية ،المرجت السابق،ص .11
-6قرار المحكمة العليا ،غ.ت.ب ،المؤرخ في ،1663/18/20المجلة القضائية الجزائرية ،العدد األو ،1666 ،
ص.146
37
المرس إليه ضد المجهز بالرغم من صدور سند الشحن من قب المستأجر وكذلك ضد
المستاجر رغم أن السند جاء خاليا من بيان إسم الناق . (2(.
و قد يتضمن سند الشحـن شـرطا يسمـــى " "identity of carrier clauseو هـو
شــرط مــؤداه أن الناق ـ هــو مالــك الس ـ ينة ولــيس مســتأجرها عنــدما يوقــت الســند مــن قب ـ
الربان .ممـا يحميـه مـن المطالبـات و يصـبح المالـك هـو المسـؤو عـن األضـرار الالحقـة
بالبضائت ) .(3ظهر هذا الشرط في إنجلترا في وقت لم يكن فيه المستأجرون يست يدون من
هـذا الشـرط غيـر مقبـو بعـد نظـام تحديد المسؤولية لمالكي الس نن األمر الذي يجع م
)(4
كمــا إنتقــد هــذا الشــرط نظــرا المســؤولية الــذي وضــعته معاهــدة بروكسـ لعــام .1222
لطابعــه الغــامض .و غالبــا مــا يقابلــه شــرط آخــر مــدرج فــي مشــارطة اإليجــار يقضــي بــأن
توقيت الربان يتم لحساب المستأجـر.
و يختلف الشرطان في كون األو يمنح ص ة الناق لمالك الس ينة وحدها بينما ال اني
يقضي بعودتها إلى المستأجر الذي إنتقلت إليه ك سلطات التسيير .غير أنه ال يحتج بهما
على الغير ما لم يكونا ظاهرين على متن سند الشحن .كما يبقى الشرطان غير مجديين
من الناحية العملية و ال يتماشيان مت روح معاهدة بروكس وقواعدها اآلمرة.
38
و إنه لت ادي ذلك يحتاط المساعدون البحريون المتدخلون لإلتمــام عملية النقـ
بـإدراج بند يوضح الص ـة التـي يتصـرفون بهـا وذلك بادراج البيـان " As agent only
()2
و هو ما يقتضـي منا البحث عن تحديد هؤالء المساعدين ؟ و البحث في كي ية ".
مساهمتهم في عملية النق ؟ .و من تم تمييزهـم عن الناق البحري للبضائـت .
الفـرع الثانـي :تمييـز الناقل البحري عن بعض المساعدين المتدخلين في عملية النقل
البحـري.
و إنه لتحقيق و إلنجاز عملية النق البحري يتدخ عدة أشخاص يساعدون في
السيـر الحسن لعملية النق .و قديما كان يك ي مت صغر حجم الس ن وحمولتها أن يتولى
ك ذلك ربانها ،ولكن تطور تقنية بناء الس ن العمالقة وضخامة حمولتها ورغبة مستغلها
في حسن اإلست ادة منها ،وما للوقت من اهمية أدى إلى ظهور متخصصين حملوا عبء
هذه المهام سواء أتعلقت بحاجات الس ينة أو بحاجات الشحنة .و كانت هذه األنشطة في
بالدنا ولمدة طويلة محتكرة من قب القطاع العام إلى غاية فتح هذه األنشطة على
الخواص .و في ما يلي بيان لذلك كله :
39
مساعدو التجهيز هم األشخاص الذين أشار إليهم المشرع الجزائري في ال ص
ال الث من الباب األو من الكتاب ال اني من القانون البحري ،و هم :
)(1
ولوكي الس ينة أن يدافت عن مصالح األخرى التي تتعلق باإلستغال التجاري للس ينة.
)(2
و يسأ وكي الس ينة في مجهز الس ينة أمام القضاء إذا كان تم يله يمنحه هذا الحق.
)(3
مواجهة المجهز مسؤولية الوكي قب موكله إذا لم يبذ العناية الالزمة.
ويجب عدم الخلط بين مسؤولية الناق ومسؤولية وكي الس ينة فال يسأ هذا
األخير عما لحق البضاعة من أضرار أ ناء نقلها وعلى المضرور الرجوع على الناق
مباشرة .ذلك أن وكي الس ينة يتصرف بص ته وكيال عن الناق (المجهز) ال بص ته
)(4
وتتقادم ك دعـوى ناشئة عن عقد وكالة الس ينة بإنقضاء سنتبن إبتداء من الشخصية.
)(5
تاري إستحقاق الدين.
40
ب -وكيــل الحمولة Le consignataire de la cargaison :
إليهم حاملين سندات الشحن وكافة هو سعي المرس إذا كان األص
المستندات الالزمة إلستالم بضائعهم من الربان ،فإن مؤدى ذلك تجميد حركة الس ينة
لحين قيام الربان بعمليات التسليم بعد مراجعة المستندات ،وهو أمر يضر بالمجهز ،كما
يضر بالمر س إليهم الذين قد ال تتوفر لديهم الخبرة الكافية للتعام مت اإلدارات المختل ة
داخ الميناء وإدارة الجمارك وغيرها .لذلك يلجأ المرس إليه إلى وكي يتولى عنه
إستيالم البضاعة وإتخاذ ما يلزم من إجراءات وح ظها في مخازنه لحين تسليمها للمرس
إليه ( .)6وهو ما يسمى بوكي الحمولة أو وكي الشحنة وعرفه القانون البحري الجزائري
بأنه ":ك شخص طبيعي أو معنوي يلتزم مقاب أجر وبموجب وكالة من ذوي الحق في
البضاعة بإستيالم البضائت بإسم ولحساب موكله ودفت أجرة الشحن عن البضائت إذا كانت
()1
مستحقة وتوزيت البضائت بين المرس إليهم".
و إذن فإن وكي الحمولة ال يقوم بعم مادي كمقاو الشحن والت ري وإنما يباشر
عمال قانونيا جوهريا ينتهي به عقد النق ،وهو عملية إستالم البضاعة بص ته نائبا عن
)(2
وبذلك فإن وكي الحمولة يصبح ملزما بالمحافظة أصحـاب الشأن في تسليم البضاعة.
على أصحاب الحق وإتخاذ جميت اإلجراءات الضرورية من دفت األجرة وتحريـر
)(3
و اإلحتجـاج إذا مـا الحظ تل ا أو نقصانا في البضاعة ورفت دعوى أمام القضاء.
بمجرد تسليم البضاعة إلى وكي الحمولة تنقضي مسؤولية الناق وهو ما يبينه المشرع
الجزائري في المادة 106ق.ب.ج ":يعد الناق مسؤوال عن الخسائر أو أضرار التي تلحق
بالبضائت منذ تكل ه بها حتى تسليمها إلى المرس إليه أو مم له القانوني".وهو ن س موقف
القضاء ال رنسي ،غير أن أحد ال قهاء إنتقد موقف المحكمة العليا الجزائرية وتطبيقها
41
الحرفي للمادة 106ق.ب.ج .وأن التسليم يجب أن يكون بين يدي المرس إليه مستند إلى
)(4
القرارين المؤرخين في 1222/02/12و .1222/02/66
ومن جهة أخرى فهو يبدي ويوجه التح ظات المتعلقة بحالة البضاعة لن سه بإعتباره
وكيال عن طرفي عقد النق .كما قد يصعب معرفة الوقت ال اص بين التصرف الصادر
منه بص ته وكيال للس ينة أو عن الحمولة وإذا ما نتج ضرر في هذه ال ترة أو تلك ،أي إذا
42
كان الناق أو المرس إليه هو الذي يتحم الضرر الناتج ،و هو ما يصعب معه عمليا
الس ينة ووكي الحمولة ).(5 الجمت بين وظائف وكي
43
والتشوينL’entrepreneur de manutention et l’acconier. -ثانيـا :مقاول المناولة
قد يرجت سبب األضرار الالحقة بالبضائت المنقولة بحرا بمقتضى عقد النق
البحري إبتداءا من شحنها إلى غاية تسليمها للمرس إليه ،لخدمات مقاولي المناولة
المينائية والتشوين بنسبة ال ة أرباع وهذا يتبين من نسبة القضايا المطروحة أمام
()5
المحكمة العليا الجزائرية.
و قد تعرض المشرع الجزائري للمناولة المينائية والتشوين في الباب الخامس
من الكتاب ال الث من القانون البحري تحت عنوان "النشاطات المينائية" ،فخصص لك
منهما فصال مستقال في حين كانت هذه األنشطـة سابقا مدمجـة وتدخ في مهام مقاو
هذه الشحن والت ري عمال بما كانت تنص عليه المادة 121ق.ب.ج قبـ تعديلهـا .و م
األنشطة كانت تمارس من طرف هيئات إحتكارية كما كانت تمارس ايضا من الخواص
()1
بص ة انوية عن نشاطهم الرئيسـي ( كوكي العبور أو وكي الس ينة أو الحمولة.)..
المناولة المينائية عمليات شحن البضائت ورصها وفكها وإنزالها و تشم
وعمليات وضت البضائت على السطوح الترابية ووضعها في المخازن وأخذها .بينما
يقصد بالتشوين العمليات الموجهة لتأمين اإلستيالم والتأشير على البضائت المشحونة أو
)(2
المنزلة وحراستها إلى أن يتم شحنها أو تسليمها إلى المرس إليه.
في وضت ورص البضاعة على ظهر يقوم مقاو المناولة بأعما مادية بح ة تتم
الس ينة عند الرحلة وإخراجها منها عند الوصو ،بينما يقوم مقاو التشوين بعمليات
قانونية كاستيالم البضائت والتعرف عليها عند اإلقالع والوصو .وقد يقوم بعم قانوني
44
ومادي كإستيالم البضائت وحراستها .و يعتبر من المسائ الشائعة في موانئ البحر
)(3
األبيض المتوسط الجمت بين مقاو المناولة والتشوين معا.
و تكون حراسة البضائت والح اظ عليها طوا مدة المكوث المرخص بها في
)(4
الميناء على عاتق مقاو التشوين الذي يضمن إستيالمها ومعرفتها إلى غاية تسليمها.
به في الموانئ ،وهو نظام التوقيت المناولة طبقا للنظام المعمو كما يلزم مقاو
المستمر ،بالقيام بعمليات الشحن والت ري فور إرساء الس ينة وبدون إنقطاع ،و ينبغي
عليه تشغي مستخدمين مؤهلين وعتاد مالئم في عمليات المناولة سواء كان ذالك على
متن الس ن أو اليابسة حتى تتم عملية المناولة في أحسن الظروف التقنية واألمنية مت
إحترام اآلجا المحددة لهذه العمليات ).(1
و يسـأ مقـاو المناولة و التشوين أمام موكلـه طبقا لما هو مقرر في المادتين 212و
261من القانون البحري ،وطبقا لمبدأ نسبية آ ار العقود ألنه يبقى مسؤوال في مواجهة
من طلب خدماتــه.
45
تبين وجود أي نقص أو تلف ولكنه ال يملك مقاضاة الناق .وإذا كانت البضاعة ستعبر
الحدود الجمركية فعليه إتخاذ اإلجراءات الجمركية الالزمة ويجب عليه ح ظ البضائت
وإيداعه في مخازنه أو أخذ المخازن المخصصة لذلك ،وله أن يقوم بتجميت البضائت
المتجهة لوجهة واحدة إذا تعدد موكلوه أصحاب هذه البضائت ولكنه ال يلتزم بالتأمين إال
إذا كلف بذالك صراحة.
كما أنه يختار وسيلة النق التي حددها الموك و التي فوضه في إختيارها وهو
يعلن عن ص ته كوكي عن صاحب البضاعة المراد شحنها .و يزوده بالنصح عن وسيلة
المستندات الالزمة التي يستطيت أك ـر ن عا وأمنا ويقوم بتسليم موكله ك النق
بمقتضاهاإستيالم البضاعة.
و المالحظ هنا أن وكي العبور يرتبط بموكله عن طريق عقد الوكالة يخضت للقواعد
في نق العامة التي تحكم عقد الوكالة .فهو ليس بناق إلن إلتزامه الرئيسي ال يتم
)(1
البضاعة .كما ال يعتبر وكيال بالعمولة إلنه ال يتعاقد باسمه الشخصي.
46
المبحـث الثانـي :الشروط الخاصة المتطلبة لرفع دعوى المسؤولية ضد الناقل
البحري للبضائـع .
تطلب التشريت البحري الجزائري على غرار أغلبية التشريعات شروطا خاصة
يجب على المدعى مراعاتها قب رفعه لدعواه ضد الناق ،كما تعرضت االت اقيات
الدولية لهذه المسألة.
47
و تكتسي التح ظات أهمية بالغة في مجا النق البحري ،فغيابها يعنى تسليم الناق
البضاعة بالحالة الموصوفة في سند الشحن ،مما يدفت للتساؤ حو شروط صحة هذه
التح ظات أو االحتجاج (ال رع األو ) ،و حو مضمونها و األ ار المترتبة عليها (ال رع
ال اني).
48
فإذا كانت األضرار ظاهرة ،فإن االحتجاج يجب أن يتم تقديمه عند أو قب التسليم
طبقا للمادة 220ق.ب.ج والمادة 1سادسا من معاهدة بروكس بينما يمتد هذا األج في
التشريت المصري( )2إلى يومي العم التاليين ليوم تسليم البضاعة ،بينما
-1قرار المحكمة العليا ،ع.ت.ب مؤرخ في ،1661/81/22المجلة القضائية الجزائرية المرجت السابق ،ص 238.
-2المادة 236من قانون التجارة البحرية المصري .
نصت المادة 12من ات اقية هامبورغ على أال يتجاوز يوم العم الذي يلي مباشرة تسليم
البضائت للمرس إليه.
أما إذا كانت األضرار غير ظاهرة ،فيجب أن يتم االحتجاج في التشريت
الجزائري ومعاهدة بروكس في أج أقصاه 1أيام من تاري التسليم على خالف ما هو
مقرر في التشريت المصري وإت اقية هامبورغ اللتين تحددانه بأج 12يوم التالية ليوم
التسليم مما ي تح المجا للتحايالت والغش(.)1
و قد خالف القانون العراقي األحكام السابقة بجعله مدة تقديم التح ظ شهرا كامال
سـواء كان الضرر ظاهرا أم خ يا ،و هو حكم ال يتماشى مت مقتضيات النق البحري و
مت حجم العالقات البحرية التي تتطلب الحسم السريت(.)6
ويخص هذا األج الهالك الجزئي وليس الكلي وهو ما يستخلص من عبارة "إذا
حصلت خسائر أو أضرار بالبضاعة" (المادة 220ق.ب.ج) .كما أن سريان ميعاد
االحتجاج هو من يوم التسليم وبما أن الهالك الكلي ي ترض اخت اء البضائت كليا أي عدم
تسليمها إطالقا ،فإن ذلك يعني أن المقصود بالهالك هو الهالك الجزئي ،الذي ي ترض
وصو البضائت لمكان التسليم مت وجود عجز بها.
ويختلف هالك البضاعة عن تل ها ،فهالكها يعني إما أنها لم تص أصال أي لم يتم
تسليمها وهنا يكون الهالك كليا وإما أنها وصلت وبها عجز في مقدارها فيكون هالكا
()1
وهو ما جزئيا ،أما التلف في قصد به وصو البضاعة كاملة لكنها مصابة بأضرار.
أدى بمشرعنا إلى إستعما عبارة الخسائر" والتي قصد بها الهالك و"األضرار" التي
يعني بها التلف.
49
1 – F.Odier, Les reformes apportés par les règles de Hambourg au régime de l’action de
» responsabilité, le point de vue armateurs, « l’entrée en vigueur des règles de Hambourg
IMTM 1992, P96.
– 2د /لطيف جبر كوماني ،القانون البحري ،دار ال قافة والنشر والتوزيت ،عمان ،1664 ،ص162.
– 3دة /سوازن على حسن ،المرجت السابق ،ص.220
و السؤا المطروح هنا :ما معيار الت رقة بين األضرار الظاهرة والغير الظاهرة
؟
في الحقيقة ال يوجد معيار محدد يمكن على أساسه إقامة هذه الت رقة بطريقة
محددة و مؤكدة و إنما هو معيار متغير من دعوى إلى أخرى ،أي معيار مرن.
ولقد حاولت محكمة إستئناف باريس وضت معيار مرن للغاية وهذا في حكمها
المؤرخ في 1222/02/02حيث قالت " :يعتبر الضرر ظاهرا إذا أمكن إدراكه والتنبه له
من خال فحص سريت للبضاعة ال يحتاج لخبرة أو لوسائ خاصة لكش ه" ،حيث
اعتبرت المحكمة أن الضرر ظاهرة في هذه الدعوى ويمكن كش ه من خال حاسة الشم،
ذلك أن األمر يتعلق ببضاعة متم لة في آالت ميكانيكية وعند اتخاذ إجراءات تسليمها
للمرس إليه تبين بأنه تنبعث منها رائحة شديدة من زيت المحرك مما يوجب ل ت النظر
()1
إلى وجود عيب فني بها".
و إنه يستحسن أن تبقى هذه المسألة متروكة للسلطة التقديرية لقاضي
الموضوع لتقديرها إذا كان الضرر ظاهرا أم غير ظاهر .
كما تضمنت ات اقية هامبورغ أحكاما خاصة تتعلق بحالة تأخير في تسليم
البضاعة وحددت ميعاد االحتجاج بـ 20يوما متصلة تلي مباشرة يوم التسليم(.)6
50
– 1د /عباس مصط ى المصري ،المرجت السابق ،ص 312.
- 2المادة ، 0 / 16معاهدة هامبورغ.
أـ تبليـغ االحتجاج مكتوبا للناقـل
تعرض البضائت على المرس إليه أو مم له الذي له الحق في أن يتحقق مقدما من
حالتها وحجمها ويتعين عليه أن يتبث وجود الضرر أو ال قدان.
وفي هذا الصدد ،فإن المادة 220ق.ب.ج تنص على أنه في حالة تحقق خسائر أو
أضرار بالبضاعة ،يقوم المرس إليه أو مم له بتبلي الناق أو مم لة كتابيا في ميناء
الت ري قب أو في وقت التسليم البضاعة.
و بالرغم من إشتراط المادة 220ق.ب.ج لتبلي التح ظ كتابيا إال أنها لم تشترط
شكال خاصا للكتابة .األمر الذي يمكن معه أن يتم توجيه اإلحتجاج عن طريق محضر
قضائي أو بموجب رسالة موصى عليها وبأي وسيلة أخرى .و يكون االحتجاج صحيحا
()1
مهما كان شكله ،إذا بت أنه بل للناق خال المهلة القانونية.
و يرى جانب من القضاء ال رنسي بضرورة أن ياتي االحتجاج بالشك المقرر في
المادة 102من القانون التجاري ال رنسي وهو خطاب مسج أو عن طريق المحضر وإال
فإنه ال يكون منتجا أل ره القانوني .و ذهب جانب آخر إلى عدم ضرورة التزام بشك
معين فهو صحيح قانونا ولو كان ش هيا في البداية طالما اطمأنت المحكمة من وقائت
الدعوى إلى أنه وص إلى علم الناق عند تسليم البضاعة وأنه قام بإ باته كتابة بحضور
() 6
المرس إليه على سند الشحن.
بينما ذهبت محكمة النقض المصرية في حكم حديث لها إلى أنـه :
" ال يك ي لصحة االحتجاج البحري مجرد إرساله للناق خال األج المنصوص عليـه...
وإنمـا يجـب إ بات تسليمه له فال يك ى في هذا تسليم الخطاب المتضمـن
51
- 1المادة 2/ 55ق.ت.ج.
– 2د /عباس مصط ى المصري ،المرجت السابق ،ص .222
()1
االحتجـاج إلـى هيأة البريـد".
و تجدر اإلشارة إلى أن قواعد هامبورغ في المادة األولى منها قد أتت بتحديد
المدلو القانوني لبعض المصطلحات الواردة ضمنها والتي من بينها مصطلح "الكتابة"
حيث ورد بال قرة :1أن مدلو الكتابة يشم من بين ما يشم البرقية والتلكس وبتالي أي
وسيلة أخرى تؤدي بطبيعتها إلى التح ظ في صورة كتابية .ذلك أن الوسائ السابقة الذكر
لم ترد في االت اقية على سبي الحصر ،وإنما جاءت على سبي الم ا .وفي األخير فإن
المشرع الجزائري أقر على غرار معاهدة بروكس ،بعدم ضرورة التبلي الكتابي إذا
()6
كانت البضائت محققا فيها حضوريا عند التسليم.
وإذا طلب أحد األطراف إجراء خبرة قب تسلمه الشيء المنقو أو ال ة أيام
()1
التالية للتسليم ،يكون طلبه بم ابة احتجاج ،وال مجا عندئذ للقيام بإجراء االحتجاج.
52
– 1قرار محكمة النقض المصرية ،المؤرخ في ، 1995/02/25منشور بمجموعة أحمد حسني ،ملحق قضاء
النقض البحري،دار منشآة المعارف باألسكندرية ، 1991 ،مشار إليه من قب عباس مصط ى المصري ،المرجت
السابق ،ص .225
– 2المادة 2/090ق.ب.ج و المادة 2سادسا من معاهدة بروكس .
– 2المادة 2/55ق.ت.ج .
()1
إذ يقت على عاتقهم جميعا واجب المحافظة على حقوق المضرور في مواجهة الناق .
ويوجه االحتجاج إلى الناق في ميناء التسليم حيث ال تكتشف األضرار إال عند
التسليم ،ويترتب على توجيه اإلحتجاج إلى ك من الناق المتعاقد أو الناق ال علي ن س
األ ر .كما يجوز توجيهه إلى الناق سواءا عن طريق نائبه القانوني وهو الربان أو نائبه
()6
و لقد ورد حكم عن محكمة استئناف الكويت يناقش هذه اإلت اقي كوكي الس ينة.
المسألة حيث قضى بأنه:
" ليس للناق أن يتمسك بعدم صحة االحتجاج البحري قب من وجهه إليه في
الموعد الذي حدده القانون متى بت أن هذا االحتجاج قد صدر ممن له الحق في توجيهه
ولو كان خالف المرس إليه ،ما دامت هناك رابطة بينهما يقرها القانون وتكون محال
()1
لحمايته تتيح إجراء هذا التح ظ وتوجيهه"...
ج ـ مضمون االحتجـاج
ورد نص القانون البحري الجزائري ،على غرار نظيره ال رنسي ،عاما فأشار
إلى ضرورة توجيه االحتجاج عن الخسائر أو األضرار ،بينما نص المادة 22ق.ت.ج
والمادة 180ق.ت.ف على وجوب أن يكون االحتجاج مسببا ،ويتطلب القضاء ال رنسي
أن يكـون االحتجاج محددا .أي أن يذكر فيه الضرر على وجـه التحديــد و يوضح فيه
طبيعة وحجم الضرر .فـال يك ى في هذا الصدد التأشير على سند الشحن بوجود خسارة
أو ضرر ،فالتح ظات العامة ال توضح بالتحديد طبيعة التلف أو الهالك
53
– 1د /سوزان على حسن ،المرجت السابق ،ص 266.
– 2د /كما حمدى ،القانون البحري ،دار الجامعة الجديدة للنشر باإلسكندرية،2888 ،ص.484
-3حكم محكمة اسئناف العليا بالكويت ،دائرة التجارية ال انية 1618/80/80 ،المشار إليه من قب عباس مصط ى
المصري ،المرجت السابق ،ص .328
و أهمية وعدد الطرود التي تل ت ،و ال تساعد المضرور في الحصو على تعويضات
() 1
المستحقة.
و يقصد بالتح ظ أو االحتجاج إحاطة الناق علما بالعجز أو الضرر المدعى به
وبأن المرس إليه ال يرتضيه ويتمسك بحقوقه الناشئة عنه ،ليتمكن من إعداد أدلته
استعدادا لدعوى المسؤولية .وعليه فإن علم الناق بالعجز عند التسليم ال يع ى المرس
إليـه من توجيه التح ظ حتى ي صح عن موق ه من هذا العجز .كما يشترط في التح ظ
حتى يح ظ حق المرس إليه قب الناق -أن يسلم للناق أو لوكيله أو ي بت امتناعه عن
استالمه ،فيجب أن يتضمن االحتجاج ما أصاب البضاعة من هالك أو تلف وماهية هذا
الهالك أو التلف .و ال يعتبر احتجـاجا ذلك االحتجاج الذي يرس قب تسلم البضاعة ،أو
يقوم على مجرد أضرار محتملـة وفـي هـذا ذهبت محكمة النقض المصرية في قرار
صادر 1221/02/61إلى أنه :
" يجب أن يبين للناق ماهية العجز أو التلف وأن يكون معبرا عن سخط المرس
إليه وعدم رضاه عن ذاك وأن يستد منه على تحديه وإصراره بالتمسك بحقه في
()6
مواجهة الناق "...
وتجدر اإلشارة إلى أن كال من معاهدتي بروكس و هامبورغ قد أشارتا إلى حد
أدنى يتضمنه التح ظ بشأن البضاعة المشحونة وهو ضرورة توضيح ماهية الهالك أو
التلف أو كما جاء في معاهدة هامبورغ توضيح الطبيعة العامة لهذا الهالك أو التلف.
وفي حكم لمحكمة اإلسكندرية صدر سنة 1211في دعوى تنطبق عليها أحكام
ات اقية بروكس لسندات الشحن لعام ،1261التي كان اإلحتجاج الصادر من المرس إليه
غير موضح به الضرر على وجه التحديد فاعتبرت إستيالم المرس إليه للبضاعة
54
1- Cass,com,12 décembre 1962,,D.M.F 1963, p219.
– 2د /عباس مصط ى المصري ،المرجت السابق ص .321
يعتبر قرينة على أن الناق قد سلمها بالحالة الموصوفة بها في سند الشحن وبالتالي لم
()1
تأخذ بعين االعتبار هذا االحتجاج
إن المرس إليه الذي ال يقوم بعم االحتجاج البحري وتوجيهه في المواعيد
المقررة قانونا يواجه خطر قرينة التسليم المطابق حيث ي ترض أنه قد تسلم البضاعة
بالحالة الموصوفة بها في سند الشحن.
و يطرح التساؤ حو ما إذا كان فوات ميعاد تقديم التح ظ يترتب عليه سقوط
الدعوى من عدمه ،وما نوع القرينة التي يشكلها االحتجاج حالة وقوعه ،أي ه هي
قرينة قاطعة أم بسيطة؟
إذا تم تن يذ عقد النق البحري بدقة ووصلت البضاعة إلى ميناء الوصو دون أن
تصاب بأضرار أو بتلف فإن تسليمها للمرس إليه بهذه الحالة ودون تح ظ منه يضت
نهاية لعقد النق البحري وإللتزامات الناق الناشئة عنه.
تعرف المادة 2/136ق.ب.ج التسليم بأنه " :تصرف قانوني يلتزم الناق بموجبه
بتسليم البضاعة المنقولة إلى المرس إليه أو مم لة القانوني مت إبداء قبوله لها ما لم ينص
على خالف ذلك في و يقة الشحن.".
55
-1د /عباس مصط ى المصري ،المرجت السابق ص .322
ويعرفه ال قيه روديار ( ،)Rodièreبأنه " :العم القانوني الذي من خالله يتمم
الناق التزامه الجوهري ،وهذا بتسليمه البضاعة للمرس إليه (أو إلى مم له) الذي يقب
()1
البضاعة التي نقلت لهذا الغرض".
فبتمام عملية التسليم ينقضي عقد النق وتنتهي به التزامات الناق ومسؤوليته وهو
()6
فال ينقضي عقد النق البحري إال بتسليم البضائت إلى رأي المحكمة العليا الجزائرية.
المرس إليه أو مم له القانوني تسليما فعليا بحيث تنتق إليه حيازتها ويتمكن من فحصها
() 1
و التحقق من مقدارها.
وتجدر اإلشارة إلى أنه سبق للمحكمة النقض ال رنسية إعتماد ن س الموقف معتبرة
أن التسليم يجسد عملية تحوي حيازة البضائت من الناق إلى المرس إليه )1(.فالتسليم إذن
هو انتقا الحيازة ال علية للبضائت إما إلى المرس إليه أو إلى مم لة القانوني أما خارج
نطاق هؤالء األشخاص فال تتم عملية التسليم بم هومها القانوني وتظ مسؤولية الناق
عن البضائت قائمة لعدم انقضاء عقد النق (.)2
وتعتبر عملية التسليم عملية هامة ألسباب التالية :
-فهي تضت حدا لعقد النق البحري بتسليم البضاعة إلى المرس إليه أو إلى مم له القانوني
وينتق بذلك االلتزام بالمحافظة على البضاعة إلى غير الناق .
-تنطلق من تحققها احتساب مواعيد التقادم دعوى المسؤولية التي يمكن أنة ترفت ضد الناق
.
-تسمح بحساب مدة التأخير ،الذي يلزم الناق بتعويض المتضرر عنه(المادة 102ق.ب.ج)
56
4 - Cass.com ,5 juillet 1994 , BT 1994 , p582.
– 0دة /سوزان على حسن ،المرجت السابق ،ص .12
-تبدأ معها انطالق مواعيد إبداء التح ظات الصادرة من المرس إليه أو من مم له القانوني
()1
وهذا عن األضرار الالحقة بالبضائت (المادة 220ق.ب.ج)
قانوني يتعلق بالتسليم( ،)1وسريان مسؤولية الناق عن و يطرح غالبا مشك
األضرار والخسائر والمخاطر األخرى الالحقة بالبضائت خال مكو ها بالرصيف أو في
مخازن مقاو المناولة والتشوين و في انتظار وصو المرس إليه لتسلمها .فإذا كان
التسليم يضت حدا لعقد النق البحري ،فإنه ليس من السه معرفة أين ومتى تتم هذه
العملية؟ عند تباد سندات الشحن مت الناق أو من ينوب عنه أو عند وضت هذه البضاعة
بين أيدي مقاو المناولة أو عند رفت البضاعة من قب المرس إليه ن سـه
57
و لو كان ذلك بعد عدة أشهر ،إن لم نق سنوات من مكو ها بالميناء؟ (.)1
ومن خال ما تقدم يتضح أنه ال يمكن أن يقت التسليم قب ت ري سواء في القانون
الجزائري أو في القانون ال رنسي ،و هو ن س الحكم المعمو به في معاهدة بروكس ،
بينما لم تبين معاهدة هامبورغ ذلك واكت ت بنص على أنه يتم للمرس إليه دون تحديد
وقت التسليم (المادة 6/1ب) وما عدا ذلك فإن لألطراف الحرية في تحديد زمان و مكان
التسليم(.)6
و يقت التسليم عند وصو الس ينة هذا الوصو الذي قد يكون محددا باالت اق ،وإال
على الناق أن يسلم البضاعة في الميعاد الذي ي ترض أن الناق يقوم فيه بالتسليم في
الظروف المما لة ويسعى المرس إليه تلقائيا إلى ميناء الوصو في الموعد المحدد في
سند الشحن ،ولقد قضت محكمة النقض المصرية في قرارها المؤرخ في 1211/01/62
بأن" :عقد النق ينشأ التزامات على عاتق الناق والمرس إليه ،ومنها التزام هذا األخير
بالتقدم إلستيالم البضاعة دون حاجة إلخطاره متى كان هذا الموعد معلوما ،سواءا
بالنص عليه في سند الشحن أو سل ا لشحن البضاعة على خط مالحي منتظم معلنة
مواعيده".
1 - A.Drâa, le transporteur maritime face aux risques et aléas de la phase portuaire, le
phare, n°3 Juillet 1999, p3.
2 - M.Remond- Gouilloud, droit maritime , op.Cit, n°568 , p324.
58
الموعد المحدد أو كان النق يتم على خطوط غير منتظمة ولم يكن هناك موعد محدد
سل ا(.)1
وك يرا ما تتضمن سندات السحن بعض الشروط تتعلق بتحديد فترة المسؤولية
كشرط التسليم "تحت الروافت" ( ،)Sous palanبعد وضت البضاعة على الرصيف،
والغرض منها استبعاد مسؤولية الناق عن ال ترة الالحقة .ولقـد قـرر القضاء ال رنسي
أنه بالنسبة لما "جاء في شرط رقم 2المدرج في سند الشحن مح الدعوى المرفوعة
والذي ي يد إنتهاء مسؤولية الناق بتسليم البضاعة تحت الروافت فإن ذلك ال يتعارض مت
ما هو مقرر قانونا من أن التسليم يقت الحقا لت ري التام للبضاعة بمعرفة الناق ذلك أن
المقصود من هذا الشرط هو وضت البضاعة على الرصيف"(.)6
كما أوضحت محكمة ايكس في حكم الحق لها أن مسؤولية الناق البحري ال
تنتهي في ظ هذا النظام ( )Sous palanإال إذا أ بت الناق أنه قام بتسليم البضاعة فعال
للمرس إليه و ال يمكن اعتبار مسؤولية الناق منتهية في لحظة إخراج البضائت من
الس ينة ووضعها تحت الروافت(.)1
كما أنه قد يحدث ما يعوق رسو الس ينة داخ الميناء فهنا يتم ت ري البضاعة على
الصناد " ."Allègesو يرى األستاذ روديار أن ل ظ الت ري الوارد معاهدة بروكس
يجب فهمه في اإلطار الذي ي هم به في فرنسا تسلم وتسليم "تحت الروافت" فالمحاكم
المختل ة هذا الشرط على الوسائ و أشكا ال رنسية تقوم بإجراء توفيق لصي
والمتطورة لعمليات الت ري في الموانئ وبالتأكيد فإن ت ري يغطي فقط عمليات وضت
البضاعة على الصناد و لكنه ال يغطي عملية النق بهذه الوسيلة حتى الميناء فهذه
59
() 1
و يمكن لألطراف اإلت اق على أن العملية تأتي الحقة لعملية الت ري بم هومها الدقيق
أي من لحظة التي نقلت فيها البضاعة بواسطتها (.)6 يتم تسلم البضاعة على الصناد
60
ومن ذلك ما قرره مجلس قضاء الجزائر في " 1221/16/62أن الناق البحري غير
مسؤو عن تصرفات المؤسسة المينائية ولم تكن له أي عالقة مت هذه المؤسسة التي لها
حق االحتكــار بموجب المادة 122من القانون البحري".
غير أن المحكمة العليا رفضت هذا الت سير بحجة :
-أن المادة 210ق.ب.ج تشير إلى أن الناق يبدأ بعمليات فك وإنزا البضائت بعد
الوصو إلى المكان المت ق عليه.
-المرسوم 601-11المؤرخ في 1221/10/11قد ألغى جميت المقتضيات
التنظيمية التي تمنح للمؤسسات ذات الطابت االقتصادي االحتكار في النشاط أو
تسويق المنتوجات أو الخدمات.
-المادة 121وما يليها ق.ب.ج (الملغاة) تنظم العالقة بين الناق البحري ومقاو
الشحن والت ري وليس المرس إليه(.)1
مت مالحظة أن المحكمة العليا عندنا تطبق المادة 106ق.ب.ج تطبيقا صارما ،معتبرة أن
التسليم ال يمكن أن يتم إال للمرس إليه أو مم له وليس للمؤسسة المنائية (.)6
كما صدر قرار بتاري 1221/02/62أوضح "أنه يمكن لقضاة الموضوع أن
يقرروا مسؤولية الناق البحري تجاه المرس إليه عن الخسائر الالحقة بالبضائت عمال
بالمادة 106ق.ب.ج و أن يقضوا في ن س الحكم في حالة توفر الشروط القانونية
المنصوص عليها في المواد 121وما يليها من القانون البحري -على عام الشحـن
61
أما في فرنسا فقد أقر قضاؤها صراحة أن تسليم البضاعة لهذه الشركات
االحتكارية في ميناء الوصو يؤدي قانونا إلى إنتهاء عقد النق البحري وبالتالي إلى
تن يذ الناق إللتزامه .و لقد اعتبر هذا القضاء أن هذه الهيأة المحتكرة تقوم بعملها لحساب
المرس إليه باستالمها للبضاعة من الناق ،و هي بذلك تقوم بعم الواقت على عاتق
هذه الحالة يعتبر تسليما قانونيا تبرأ به ذمة وكي الح مولة وعليه فإن التسليم في م
()6
،فبمجرد تسلم البضاعة من الناق تقوم عالقات مباشرة بين هذه الهيأة و الناق
المرس إليه.
وانتقد هذا الموقف في فرنسا فهو و إن كان يتماشى مت معاهدة بروكس إال أنه ال
ينطبق مت أحكام القانون البحري ال رنسي الذي ينص على انقضاء عقد النق البحري
بتسليم البضاعة إلى المرس إليه ،فالمبرر الذي اعتمده هذا القضاء هو إعتبار الهيأة
اإلحتكارية بم ابة وكي للحمولة بالرغم أن ن س هذه الهيئة هي وكي الس ينة مما يعني
أيضا الناقـ .و أن هذه الهيئات االحتكارية ليست فقط مم لة للمرس إليهم و لكنها تم
هنا يصعب تحديـد اللحظـة التـي تتحو فيها هذه الهيئة من وكي للس ينة إلى وكي
()1
للحمولة.
و الجدير بالذكر أن معاهدة هامبروغ لسنة 1221قد تضمنت حكما بخصوص هذه
المسألة حيث نصت صراحة في مادتها ( 6/1ب) أن الناق يكون قد قام بتن يذ إلتزامه
بتسليم البضاعة وبالتالي انقضاء مسؤوليته إذا قام بتسليمها في ميناء الوصو إلى سلطة
أو طرف الث آخر يتعين تسليمها له طبقا للقوانين واللوائح المعمو بها في
هـذا الميناء ،فالناق هنا يجري تسليما للبضاعة بين أيدي هيئة احتكارية وليس له حرية
اختيار مقاو للقيام بهذه العمليات(.)1
62
قد يحدث أن تلحق بالبضاعة أضرار أ ناء رفعها وسحبها من على أرص ة الميناء
أو من المستودعات المخزنة بها وكذلك قد يحدث ذلك أ ناء نقلها وت ريغها في مح
المرس إليه ،ولذا فإن عدم تح ظ هذا األخير أ ناء اإلستيالم يجع من الصعب تحديد ما
إذا كانت األضرار التي أصابت البضاعة قد حد ت أيناء تن يذ عقد النق وحتى التسليم أم
أنها حد ت بعد التسليم ال علي .وهذا ما حدى بالتشريعات النق المختل ة إلى وضت قرينة
لصالح الناق مؤداها أن إستيالم المرس إليه للبضاعة دون تح ظات ي ترض معه أنه
تسلمها بالحالة الموصوفة بها في سند الشحن( .)6وبم هوم المخال ـة فإن حصو اإلحتجاج
في موعده مستوفي لشروطه القانونية يشك قرينة على أن البضائت لم تسلم على نحو ما
هي موصوفة في سند الشحن ،والقرينة في الحالتين بسيطة يجوز إ بات عكسها بكافة
طرق اإل بات حيث أن األمر يتعلق بواقعة مادية(.)1
إستلمها المرس إليه وأصبحت في حيازته وطالما أنه لم يتح ظ بشأنها عند اإلستيالم فإن
قرينة التسليم المطابق تسري في مواجهته وله بطبيعة الحا إ بات العكس.
63
وما يخ ف إلى حد ما من هذه األمور هو أن وسائ اإل بات تكون مح تقدير من
قاضي الموضوع وله أن يحكم بما يراه مت قا ومتطلبات العدالة إن ظهر من الوقائت
المطروحة أمامه أن مة حقا ألحد المتنازعين.
- 1المادة 01من مرسوم 31ديسمبر 1644والتي جاءت مخال ة لنص المادة 180من ق.ت.ف.
2 - L.LAVERGNE, les transports par mer, MOREUX 5ème ed,1975, n°175, p119
- C.MILLER, le transport sous connaissement en droit anglais, " le transport maritime
sous connaissement l heure du marché commun", paris1966, p81.
64
سقوط حقه في المطالبة لكن يسمح له بإ بات الخسائر أو األضرار الالحقة بالبضائت
حسب الطرق القانونية التي تنص عليها المادة "220وفي ن س القرار اعتبرت "أن شهادة
عدم الت ري المسلمة من قب وكي الس ينة تشك الدلي العكسى المنصوص عليه في
()1
المادة ."220
و في قرارها المؤرخ في 1222/02/02حيث أكدت أن .." :عدم تقديم المرس إليه
لتح ظاته في اآلجا المذكورة في المادة 220من القانون البحري ال يؤدي إلى سقوط
حق المرس إليه ب تبقى حقوقه قائمة حسب المادة 211من القانون البحري ويتم إ بات
()6
ذلك بجميت الوسائ "...
و في جميت األحوا فإن التح ظات وإن وجهها المرس اليه للناق في المواعيد
المقررة لها قانونا إال أنها ال يمكن أن تقطت بمسؤولية الناق عن األضرار التي لحقت
()1
بالبضاعة ولكن يلزم تقويتها بعناصر أخرى لإل بات.
وإذا حدث عش من الناق أو أحد تابيعه أدى إلىتعدر قيام المرس إليه بتوجيه
احتجاجه للناق في المواعيد المقررة قانونا فهنا تترك هذه المسألة للقواعد العامة والقاعدة
المقررة في هذا الشأن من أن "الغش ي سد ك شيء .".ولقد حكم في فرنسا من أن
التحاي الواقـت مـن الناق الـذي أدى إلـى منـت المرسـ إليـه من فحـص
ميعاد تقديم االحتجاج قد انقضى ،فالدفت بعدم قبو دعوى المسؤولية والتمسك بقرينة
65
للتخ يف من المطالبات ضـد الناقـ وح اظـا علـى أدلـة اإل بـات ،أرسـت االت اقيـات
الدولية والتشريعات البحرية الوطنية أحكاما خاصة لتقادم دعوى المسؤولية في مادة النق
البحري ،وتختلف مدة تقـادم دعـوى األصـلية (ال ـرع األو ) عـن دعـوى الرجـوع (ال ـرع
ال اني) ولمـا كـان حكـم وقـف وإنقطـاع التقـادم يسـري علـى الـدعوتين سـأتعرض إليـه فـي
ال رع ال اني.
66
المطالبات على نحو قد يعجز معه على الوفاء بها ،وللتخوف من ضياع أدلة اإل بات،
وحماية من ناحية أخرى للطرف الضعيف في العقد حتى ال يرهقه الطرف اآلخر
باشتراط مدة تقادم مسرفة في القصر ال تتيح له الوقت الكافي لتحضير دعـواه (.)1
()6
فإنه ال يجوز أن يتم و عمال بما هو ابت من خال نصوص القانون المدني
التقادم في مدة تختلف عن تلك المادة التي حددها القانون ،ويعني ذلك اعتبارها ملزمة
ألطراف العقد ليس لهما أن يت ق على تعديلها إطالة أو نقصانا إذ هي من النظام العام ال
يجوز أن يترك تحديدها لمشيئة األطراف المتعاقدة .و تبعا لذلك فإنه يقت باطال اإلت اق
قصير مدة تقادم الدعاوي الناشئة عن عقد النق البحري للبضائت .على أنه يمكن مخال ة
القاعدة السال ة الذكر في حالة اإلت اق على إطالة مدة التقادم ،وهو ما عبر عنه المشرع
الجزائري في المادة 6/211ق.ب.ج "بيد أنه يمكن تمديد هذه المدة إلى عامين بات اق مبرم
بين األطراف بعد وقوع الحادث الذي ترتب عليه رفت الدعوى" .ولم تنـص إت اقيــة
هذا االت ـاق فقـام بعـض الشك حو صحته ،وحسـم برتوكو بروكسـ علـى جـواز م
هذا اإلت اق بشرط أن يكــون الحقا لوقوع السبب 1221األمر بالنـص على صحـة م
في الدعـوى .وأجـازت إت اقيـة هامبـورغ إطالة مدة التقادم في أي وقت ،يشـرط أن يقـت
ذلك بإعــالن كتابـي يصـدر مـن المدعـى عليــه لصالــح المدعـي ،ويجوز تكرار إطالة
المـدة
67
و يجوز لمن تقرر التقادم لمصلحته التناز عنه صراحة أو ضمنا كعرض الناق
بعد انقضاء مدة التقادم تسوية العجز الالحق بالبضاعة تسوية ودية أو مناقشة مقدار
التعويض المستحق للمرس إليه .غير أنه يشترط في هذا التناز في ما يلي :
بوته أي قب اكتما مدته ،والسبب في ذلك خشية -ال يجوز التناز عن التقادم قب
المشرع من فقدان نظام التقادم لقيمته الحقيقية ،ألنه لو أجيز ذلك ،فإن الدائن سي رض
شروطه على المدين في ك حالة ،ومن م حظر المشرع النزو عن الحق في التقادم
بوتـه. قبـ
()6
و -يجب أال يترتب على النزو عن الحق في التمسك بالتقادم ضررا يلحق الدائنين.
هذا على الرغم من أن مدة التقادم من النظام العام إال أن الدفت بالتقادم ال يكتسب م
الوصف في ك األحوا ،و من ذلك أنه ال يجوز للمحكمة الحكم به من تلقاء ن سها ،ب
يجب على صاحب الحق فيه الدفت به أمام المحكمة في أية حالة كانت عليها الدعوى ،أي
سواء أمام محكمة أو درجة أو أمام الجهة الخاصة بالنظر في االستئناف ،ولكن ال
يجوز الدفت به ألو مرة أمام المحكمة العليا (.)1
ثانيـا :بـدء سريان التقادم
يعتبر التقادم في مادة النق البحري تقادما مسقطا ،وتبدأ مدته من تاري التسليم أو
من تاري الذي كان يجب أن يتم فيه التسليم.
إذا كان مة تسليم للبضائت فإن المدة تحتسب من تاري التسليم ،وإذا استغرق
التسليم عدة أيام فإنها تحسب من تاري االنتهاء من وضت البضاعة كاملة في حيازة
المرس إليه ،والمقصود باالستيالم البضائت هو االستيالم المادي أو ال علي لها من جانب
صاحب الحق فيها بحيث تنتق إليه حيازتها ويتمكن من فحصها والتحقق من حالتها .وهو
68
ما ذهبت إليه المحكمة العليا الجزائرية في قرارها المؤرخ في 1222/02/02المشار إليه
سابقا والذي يوضح موق ها بخصوص إحتساب مدة التقادم من يوم التسليم(.)1
و تبعا لذلك فإنه ال يعتبر التسليم الحكمي أو الرمزي الذي يحص بتسليم سند
البضاعة إلى الريان فال يسرى التقادم من هذا التاري وإنها من تاري الشحن الذي يم
التسليم ال علي للبضائت ،وبناء عليه فال يعتبر تسليما فعليا تسليم البضائت إلى مصلحة
الجمارك ألنها ليست نائبا عن المرس إليه في استيالم البضائت وإنما هي تتسلم البضائـت
وفقا لما يقرره لها القانون من حق بغية الوفاء بالرسوم المستحقة على البضائت (. )6
وي ار التساؤ حو حساب مدة التقادم في حالة ما إذا لم يتقدم صاحب الحق في
تسلم البضائت أو حضر وامتنت عن تسلمها ،و تقتضي اإلجابة عن هذا التساؤ الت رقة
بين فرضين :األول هو عدم تسلم صاحب الحق البضاعة مت علمه بتاري وصو الس ينة
والثاني هو عدم تسلمه البضاعة بسبب عدم علمه بوصو الس ينة المعلوم.
ف ي الحالة األولى يبدأ حساب التقادم من تاري وصو الس ينة المعلوم ،أما في
الحالة ال انية فيتعين على الناق إخطار صاحب الحق بموعد وصو الس ينة فإذا لم
يحضر صاحب الحق في البضاعة لتسلمها فإنه يجب على الناق إيداع البضاعة على
ذمة أصحابها في المخازن المعدة لذلك وعلى ن قتهم بأمر يصدر من رئيس المحكمة على
ذي عريضة ويخطر المرس إليه أو صاحب الحق في البضاعة بهذا اإلجراء أي إيداع
69
البضائت في المخازن ليصبح تاري اإلخطار أو تاري إيداع البضائت هو التاري الذي
يبدأ به حساب مدة التقادم.
أما إذا رفض صاحب الحق في البضاعة تسلمها أو امتنت عن دفت أجرة النق أو
أية مصاريف أخرى ناشئة عن النق تحتسب مدة التقادم من تاري رفض االستيالم ألن
الحكم بخالف ذلك يعتبر بم ابة إطالة لمدة التقادم وبالتالي بقاء مسؤوليته الناق معلقة
ومرهونة بمشيئة صاحب الحق )1(.وهذا الح يتطابق مت ما ذهب إليه المشرع الجزائري
في المادة 21ق.ت.ج بنصه على تقادم ك دعوى ناشئة عن عقد نق األشياء بمرور سنة
واحدة و بأن تحسب هذه المدة في حالة الضياع الكلي ابتداء من يوم الذي كان يجب فيه
تسليم الشيء المنقو وفي جميت األحوا األخرى من تاري تسليمه للمرس إليه أو
عرضه عليه.
70
يطرح التساؤ حو ما إذا كانت مدة ال ة أشهر تدخ ضمن السنة المحددة للتقادم
األصلي أم تضاف إليها؟ ومتى يبدأ سريان هذه المدة ؟.
يبدأ هذا األج من يوم إقامة الدعوى على رافت دعوى الرجوع أو من اليوم الذي
قـام فيه هـذا األخير بتسوية المطالبة ،وتعتبر مدة السنة مضافا إليها ال ال ة أشهر هي
المـدة القصـوى .وقضت المحكمة العليا الجزائرية في قرارها المؤرخ في :1222/02/02
إليه تم يوم 01ديسمبر 1220وأن دعوى الشركة " ...إن تسليم البضائت للمرس
اآلجا الجزائرية لتأمين رفعت يوم 10نوفمبر 1221وبذلك جاءت الدعوى داخ
القانونية المنصوص عليها في المادة 211من القانون البحري وال مجا لتطبيق المادة
211من القانون البحري"(.)1
و لقد أجاز القانون إطالة مدة التقادم مما يسمح بإقامة دعوى الرجـوع بعد انقضـاء
هذا األج مـت بقاء المدة المضافة هي دائما ال ة أشهر(.)6
71
هذا و إنه لم يرد بمعاهدة بروكس لسنة 1261أي نص يتعلق بدعاوي الرجوع
مما أ ار حولها وحو مدة تقادمها جدال كبيرا وقد جاء برتوكو 1221في مادته األولى
ال قرة ال ال ة بما يسد هذا النقص ،إذ قرر إضافة فقرة جديدة إلى المادة ال ال ة من
المعاهدة برقم 2مكرر نصها كاآلتي" :يمكن رفت دعوى الرجوع بالضمان ضد الغير
ولو بعد إنقضاء السنة المنصوص عليها في ال قرة السابقة ،إذا رفعت هذه الدعوى خال
المدة التي يحددها قانون المحكمة التي تنظر الدعوى ،ومت ذلك فإن المدة يجب أال تق
عن ال ة أشهر من يوم قيام رافت دعوى الضمان بتسوية المطالبة أو من تاري إقامة
الدعوى عليه".
و بذلك فإن هذا النص يترك لدو المتعاقدة أمر تنظيم المدة التي يتعين خاللها
رفت دعوى الرجوع في قوانينها الخاصة بشرط أن ال تق هذه المدة عن ال ة أشهر
72
أـ وقف مدة التقـــادم
و المقصود بوقف مدة التقادم هو وقف هذه المدة لحين إنتهاء الحدث الذي تسبب
في وقف الدعوى ،على أن تتم بعدها تكملتها تبقى من هذه المدة( .)6و عليه يسرى التقادم
كلما وجد مانت يتعذر معه على الدائن أن يطالب بحقه و لو كان مانعا أديبا(. )1
ويعني ذلك أن وقف التقادم يتطلب أن يكون رفت الدعوى مستحيال على المدعى إستحالة
مطلقة ،ويكون مة وقف للتقادم إذا تم اإلت اق على عدم رفت الدعوى خال مدة
73
ب ـ إنقطــاع التقادم
يقصد به الحالة التي إذا توافرات أسبابها أدت إلى إعتبار المدة التي مضت من
التقادم كأن لم تكن ،و بالتالي ال بد من البدء بمدة تقادم جديدة كاملة وبهذا يختلف
أسباب اإلنقطاع التقادم فيما يلي: االنقطاع عن الوقف ،وتتم
()2
1ـ األسبـاب التي ترجع إلى الدائن
و تتحدد بما يلـــي :
ـ المطالبة القضائية :ينقطت التقادم الساري لمصلحة المدين إذا رفت الدائن دعوى أمام
القضـاء مطالبا فيهـا حقه ،حتى ولو رفعت إلى جهة قضائيـة غير مختصـة،
ـ التنبيـه :وهو عبارة عن إجراء يتخذ قب تن يذ على أموا المدين متى كان بيـد الدائن
سند قاب للتن يذ.
ـ الحجـز :و يؤدي إلى قطت التقادم وإعتباره كأن لم يكن ،فالحجز يحم معنى المطالبة
القضائية.
74
ـ الطلـب :الذي يقدمه الدائن لقبو حقه في ت لسية المدين أو توزيت أو أي عم يقوم به
الدائن لتمسك بحقه أ ناء سيره في إحدى الدعاوى.
– 1د/خلي أحمد قدادة ،الوجيز في شرح القانون المدني الجزائري ،أحكام االلتزام ،الجزء ال اني ،ديوان المطبوعات
الجامعية الجزائر ،الطبعة ال انية ،1662 ،ص 313.
- 2المادة 312ق.م.ج.
75
()1
قانونية مدعى بها وذلك أ ناء السير في الدعوى المتعلقة بها الواقعة
فاالنقطاع يكون سببه عمال قانونيا صادرا ممن يسري التقادم لمصلحته كالمطالبة
القضائية أو ممن يسري التقادم ضده كاإلقرار .وقد رتب المشرع على االنقطاع زوا
ك أ ر بالنسبة للمدة التي انقضت ويبدأ بعده إحتساب ميعاد جديد ،وهذا التقادم الجديد ال
يكم المدة األولى السابقة على االنقطاع وهذا على خالف وقف التقادم والذي خوله
المشرع لبعض األشخاص الذين يكونون في حالة تمنعهم من المطالبة القضائية(. .)6
و المالحظ هنا أنه في حالة التجاء الخصوم في مادة النق البحري إلى التحكيم
فمن المقرر في القضاء المصري أن مشارطة التحكيم والتوقيت عليها ال يقطت أيهما بذاته
مدة التقادم ،وإنما تقطعه الطلبات التي يقدمها الدائن للمحكمين أ ناء السير في التحكيم إذا
كانت تتضمن التمسك بحقه ،وهو موقف منتقد على أساس أن التحكيم هو بدي عن
التقاضي ارتضاه الخصوم فإنه يتعين أن يكون له أ ره في انقطاع التقادم وأن يترتب ذلك
على مجرد حصو إجراءات التحكيم ذاتها ،إذ ليس من المعقو أن يتأخر إلى ما بعد بدء
التحكيم وإيجاب تمسك الدائن بحقه أمام هيئة التحكيم للقو بانقطاع التقادم(.)1
فإذا تضمن سند الشحن شرط التحكيم فإن المدعي يلزم قانونا باللجوء إلى التحكيم
وهو ما يقاب رفت الدعوى ،ومن تم فإن الطلب الذي يتقدم به إلى خصمه والذي يتضمن
طلب التحكيم يقطت التقادم إذا قدم خال سنة(.)1
و أخيرا فإنه تجدر اإلشارة إلى أن التقادم يسقط الدعوى و الحق معا و هذا ما
يت ق مت نصوص القانون المدني الجزائري ،ذلك أن النصوص صريحة بأن التقادم
يقضـي بسقوط الحق ن سـه ،و ليس سقوط الدعوى بالتقادم إال نتيجة لسقوط الحق .
- 1المادة 361ق.م.ج.
– 2د/عبد القادر حسين العطير ،المرجت السابق ،ص .666
– 3د/كما حمدى ،المرجت السابق ،ص .416
4 - R.Rodière, traité général du droit maritime, Tome2 , op.cit, n°782. p429.
و أبرز م ا على ذلك قيام الدائن برفت دعوى للمطالبة بدينه ،فيستطيت المدين أن يدفت
بالتقادم – في حالة توافر جميت الشروط السابقة – حتى و لو إعترف بوجود عالقة دين
76
بينه و بين الدائن ،أي حتى و لو إعترف الناق بخطئه ،و عليه يمكن القو أن الحق
سقط بالتقادم و إن الدعوى سقطت نتيجة لسقوط الحق (. )1
77
تعتبر الدعوى القضائية وسيلة لحماية حق أو مركز قـانوني ,فـإذا تـوافرت شـروطها-
السابق ذكرها في ال ص األو -يتعين علـى الجهـة القضـائية المختصـة المرفوعـة أمامهـا
دعوى قبولها ( المبحث األو ).
وبعد أن تقب الدعوى من الناحية اإلجرائية ,فإنه يبقى على الطرف المدعى إ بات مـا
يدعيه لتقرير مسؤولية في جانب التاق ,الذي يبقى بإمكانـه درؤهـا بكـ الوسـائ القانونيـة
الممكنة ( المبحث ال اني).
إذا كان االختصاص المقرر للمحاكم في مجا التجارة الدولية ,ومن تم النق البحـري
بتحــدد بموجــب القــانون ســواء بمقتضــى القواعــد الخاصــة المنصــوص عليهــا فــي القــانون
البحري أو المعاهدات الدولية ،أو بمقتضى القواعد العامة المنصـوص عليهـا فـي القـانون
الداخلي .فإنه قد يتحدد أيضا بإرادة األطراف عن طريق اللجوء إلى شروط االختصاص
القضــائي ( ال ــرع األو ) .فــإذا مــا تحــددت المحكمــة المختصــة فمــن المنطقــي أن تقــوم
بتطبيق القانون الذي يحكم هذه المنازعة الذي قد يختلـف عـن قـانون القاضـي الناظــر فـي
الدعوى ( ال ـرع ال اني ).
78
غالبــا مــا يكــون النقــ البحــري للبضــائت دوليــا ,وعليــه ســنتطرق لالختصــاص
القضائي الداخلي و الدولي م لشروط االختصاص القضائي لما هذه شروط من أهمية في
تحديد المحكمة المختصة.
-1د/مصط ى كمـا طـه ,مبـادى القـانون البحـري ,دار منشـأته المعـارف ,طبعـة ال ال ـة 1626ص 223أنظـر كـذالك
المادة 2و 6من ق .ت .ج.
-2المادة 160ق .ب .ج.
وعلــى ذلــك يتبــين أن االختصــاص المحلــي لــيس مــن النظــام العــام ،و إن كــان يجــب علــى
األطراف المعنية الدفت بعدم االختصاص قب أي دفاع في الموضوع( .)1و إذا تعلق األمر
79
شركة وهو الغالب فـي مجـا النقـ البحـري ،فيرجـت االختصـاص إمـا إلـى المحكمـة التـي
يقت بدائرتها المركز الرئيسي للشركة أو أحد فروعها.
و قــد مــنح مشــرعنا للمــدعي فــي المــادة 212ق.ب.ج االختيــار بــين المحكمــة التــي
يحددها قـانون االجـراءات المدنيـة ومحكمـة مينـاء الشـحن أو مينـاء الت ريـ إذا كـان واقعـا
بالجزائر وال يمكن للقضاة الموضوع أن يمنعوا المدعي من االست ادة من هذا الحق ,وهـو
ما قررته المحكمة العليا الجزائريـة حيـث نقضـت قـرار مجلـس تلمسـان الـذي قضـى بعـدم
االختصاص المحلي لمحكمة الغزوات تطبيقا للمـادة 1منن ق.إ.م.ج علـى أسـاس أن دعـوى
يجـب أن ترفـت أمـام محكمـة مقـر إقامـة المـدعى عليـه أي الشـركة الجزائريـة الليبيـة للنقـ
البحري التي يوجد مقرها بالجزائر العاصمة وليس أمام محكمـة الغـزوات التـي يوجـد بهـا
()6
ميناء الت ري ومن تم خرق أحكام المادة 212ق.ب.ج.
ف ــي هــذه االجــازة مــن جانــب المشــرع مــا يتــيح لصــاحب الحــق فــي البضــاعة مــن
إمكانية رفت دعواى إلى المحكمة األقرب له وفي الدولة التي يكون علـى بينـة مـن نظامهـا
القانوني والقضائي إذ الشك في أن سعي المدعي ضد الناقـ فـي حالـة مـا إذا كـان مـوطن
هــذا األخيــر فــي دولــة غيــر دولتــه يحملــه الك يــر مــن المشــقة والن قــات ,إذ هــو فــي الغالــب
سيكون في مواجهة قضاء غريب عليه يسير وفق إجراءات لم يأل ها باإلضافة إلـى ن قـات
()1
االنتقا والبرقيات وتوكي المحامين وترجمة المستندات
وإشترط المشرع الجزائـري لقبـو اختصـاص المحكمة التي يقت بدائرتها ميناء
الشــحن أو مينــاء الت ري ـ وقوعـــه داخ ـ التــراب الــوطني ,رغبــة منــه فــي توســيت نطــاق
اختصــاص القضــاء الجزائــري ليشــم أكبــر عــدد مــن المنازعــات الناشــئة عــن عقــد النقـ
البحري.
80
غير أنه يعيـب علـى المشـرع الجزائـري عـدم اعتبـاره هـذا االختيـار مـن النظـام
العام مما يبط ك إت اق يحرم المدعي من هـذا الحـق أو بقيـده وإن كـان هنـاك إت ـاق بـين
األطراف على مـنح االختصـاص لقضـاء دولـة معينـة فيجـب إعتبـار هـذا اإلت ـاق كإختيـار
يضاف لباقـي االختيـارات المنصوص عليها في القانون .على نحو ما ذهبـت إليـه معاهـدة
هــامبورغ .فعلــى المشــرع الجزائــري أن ال يكت ــي بترجمــة حرفيــة لنصــوص القانـــون
ال رنسـي ب أن يسعـى ويجتهد ويحاو أن يقتبس من مختلـف القوانين
و اإلت اقيات مادام في ذلك خدمة للقانون البحري الجزائري.
و إذا رجعنا القانون الجزائري ،فإنه يالحظ أنه إذا كان أحد طرفـي الـدعوى جزائريـا
فاالختصاص ينعقد للقضاء الجزائري طبقا للمادة 10و 11من ق .إ .م.ج فنصت المادة 10
ق.إ.م.ج علــى أنــه يجــوز لك ـ مــدعي جزائــري أن يقاضــي المــدعي عليــه األجنبــي أمــام
المحاكم الجزائرية بخصوص إلتزامـات تـم التعاقـد عليهـا داخـ الجزائـر أو خارجهـا ,أمـا
المادة 11من ن س القانون فتواجه الحالة العكسية التـي يكـون فيهـا المـدعي عليـه أجنبيـا و
المدعي عليه جزائريـا.
و بذلك فإن القضاء الجزائري يبقى مختصا فـي كـ الـدعاوي متـى كـان أحـد طرفيهـا
جزائريا وبغض النظر عن مكان إبرام سند الشحن أو تن يـذه وتتطـايق هاتـان المادتـان مـت
المادتين 11و 12من ق .م .ف .
و عليه فإن المحا إليه الجزائري أو المـؤمن الجزائـري الـذي يحـ محـ المـؤمن لـه
األجنبي يستطيت رفت دعواه أمـا المحـاكم الجزائريـة حتـى ولـو لـم يكـن للقضـية أي عالقـة
()1
بالنظام القضائي الجزائري وحتى وإن كان العقد المبرم ال يجمت سوى أطراف أجانب.
ألن العبرة في إعطاء االختصاص للقضاء الجزائري هو توافر صـ ة الجزائـري فـي أحـد
81
طرفــي الخصــومة ،بـ وإن مــن المســتقر عليــه هــو إعطــاء االختصــاص القضــائي الــدولي
الجزائري حتى ولو كان الطرفان معا من الجزائرين ألن األمر هنا يخـص امتيـازا بتقـرر
للطـــرف الجزائـــري ألن يقاضـــي الغيـــر و ألن يقاضـــي مـــن طـــرف الغيـــر أمـــام القضـــاء
الجزائــري وهــي ن ــس الحكمــة المقــررة فــي الحالــة التــي يكــون طرفــا النــزاع معـــا مــن
الجزائرين.
غير أنه يجـوز للطـرف الجزائـري التنـاز اإلمتيـاز المقـرر لـه فـي تطبيـق هـاتين
المـادتين وهــو يتحــد صــوريتن :فقــد يكــون صــريحا أو ضــمنيا .فيــتم التنــاز الصــريح ببنــد
صريح فـي العقـد بمقتضـاه يتنـاز الطـرف الجزائـري عـن تمسـكه بهـاتين المـادتين ،بينمـا
يتحقق التناز الضـمني مـن ظـروف النـزاع ويكـون ذالـك إمـا بـالجوء الطـرف الجزائـري
إلى رفت دعوى أمام القضاء األجنبي أي يتنـاز عـن تطبيـق المـادة 10ق .إ .م.ج وإمـا أن
يدافت عن ن سه في إطار دعـوى قضـائية مرفوعـة ضـده أمـام جهـة قضـائية أجنبيـة ،فهنـا
يتناز عن المادة 11ق .إ .م.ج على ان هذه الحالة األخيرة تبقـى قرينـة بسـيطة بـأن ي بـت
()6
الطرف الجزائري أن لجوءه إلى القضاء األجنبي لم يكن نتيجة إختيار إرادي
أمـــا إذا تخلــف العنصــر الجزائــري فــي الــدعوى فــإن االختصــاص القضــائي الــدولي
Scheffelالصادر عن محكمة للمحاكم الجزائرية يتقرر وفقا لما تقرر في حكم شي
الــنقض ال رنســية فــي .1226 /10 /10والــذي جســد مبــدأين هــامين يــتم العم ـ بهمــا فــي
الجزائر لتطابق المادتين 18و 11ق .إ .م مت المادتين 11و 12ق .م .ف وهمـا :
-إن كــون طرفــي النــزاع معــا مــن األجانــب ال يعــد مانعــا لالختصــاص القضــائي الــوطني
بال ص في دعواهما.
82
-إن قواعــد االختصــاص القضــائي الــدولي مــاهي إال تطبيــق لقواعــد االختصــاص المحلــي
الداخلي(. )1
وأضافـت ال قرة ال انية من المادة 61خيارا أخر للمدعي هو محاكم أي ميناء أو مكان فـي
دولة متعاقدة يكون قد وقت فيـه الحجـز علـى السـ ينة حاملـة البضـاعة أو أيـة سـ ينة أخـرى
مملوكــة لــن س المالــك ،و الحكمــة مــن ذلــك أن يــتمكن المضــرور مــن الحصــو علــى ســند
تن يذي بالتعويض يسمح له باالشتراك في توزيت ناتج بيت الس ن المحجوز عليها.
83
إال أن ذات ال قـرة أوردت أنــه إذا أقـام المــدعي دعـواه أمــام محـاكم هــذه الدولـة فإنــه
يجوز للمدعى عليه أن يطلب من المدعي نق الدعوى ,حسـب إختيـاره إلـى إحـدى محـاكم
الدولــة المختصــة وفقــا لل قــرة األولــى مــن المــادة لل ص ـ فيهــا وأنــه يجــب علــى المــدعي
االستجابة إلى هذا الطلب إذا قدم المدعي عليه ك الـة بضـمان الوفـاء بمـا قـد يحكـم بــه فـي
الدعوى لصالح المدعي و المحكمـة التـي أقيمـت أمامهـا الـدعوى أوال هـي المختصـة دون
غيرها في تقرير مدى ك اية تلك الك الة.
هـذا وال يجــوز إقامــة الــدعوى أمــام أيــة محكمـة أخــرى غيــر تلــك التــي حــددتها ال قــرة
األولى و ال انية من المادة ,61واالت اق الذي يخالف هذا الحظر يقت بـاطال علـى أن ذالـك
ال يمنت محاكم الدو المتعاقدة -ولو لم تكن مختصـة بنظـر الـدعوى – مـن األمـر باتخــاد
()1
ما يلزم من تدابير مؤقتة أو وقائيـة.
وإذا أقيمت الدعوى أمام إحدى المحاكم المختصة إمتنت على المدعي إقامة دعوى
جديدة على ن س المدعى عليه ومستندة إلى ن س األسباب أمام محكمة أخرى ولو كانت
مختصة ويس تنى من ذلك ال رض الذي يتبين فيه أن الحكم الذي سيصدر من المحكمة
التي أقام أمامها الدعوى غير قاب للتن يذ في الدولـة التي يريد أن ين ذه بها.
وال تعتبر دعوى جديدة التي ي رض القيام بها قانون الدولة المـراد تن يـذ الحكـم بهـا
للحصو على الصيغة التن يذية ,ولو كان من بين هذه االجـراءات إقامـة دعـوى الحصـو
()6
على هذه الصيغة
وعلـى الــرغم مــن األهميــة التــي أعطتهـا معاهــدة هــامبورغ لقواعــد اإلختصــاص
وقائمــة االختيــارات التــي تمنحهــا للمــدعى فــي شــأن إختيــار المكــان الــذي يمكــن أن يباشــر
دعواه فيه ,دون أن يكون لناق أن يلغي هذه القائمة بشرط يدرجه في سـند الشـحن إال أنـه
ال يمكن الجزم بأنها تخـدم فعـال مصـلحة الشـاحنين فـي إنتظـار تطبيقـات عمليـة لنصـوص
المعاهدة.
84
ثالثــا :شرط اإلختصاص القضائي
غالبــا مــا تتضــمن ســندات الشــحن شــرطا بعقــد االختصــاص القضــائي لمحــاكم دولــة
معينـــة هــي فــي الغالــب الدولــة التــي يقــت فيهــا المقــر الرئيســي لناقـ )1(.و تلعــب م ـ هــذه
الشروط دورا مهما في تكييف العالقة ,وتحديد القـانون الواجـب التطبيـق وعلـى إجـراءات
()6
التقـاضي وكذا القواعد المتعلقة بالنظام العام والقواعد ذات التطبيق المباشر.
85
وتظهر إجازة المشرع الجزائري لم ـ هـذه الشــروط مـن خـال نـص المـادة 212
ق .ب .ج التــي أعطــت لألطــراف حريــة اإلختيــار بــين المحكمــة المختصــة طبقــا للقواعــد
العامــة أو المحكمــة التــي يقــت بــدائرة إختصاصــها مينــاء الشــحن أو الت ريـ إذا كــان واقعــا
بالجزائر ,وهنا تظهر إرادة المشرع في توسيت نطاق إختصـاص القضـاء الجزائـري علـى
المنازعات الناجمة عن عقد النق البحري.
وبالرجوع إلـى القواعـد العامـة فـإن المـادة 61منن ق .إ .م تسـمح لطرفـي الخصـومة
بالحضور إختياريا أمام القاضي حتى ولـو لـم يكـن مختصـا محليـا بنظـر الـدعوى .وتـنص
المادة 1/21ق .إ .م على أن عدم إختصاص المحكمة بسبب نوع الدعوى يعتبر من النظام
العام وتقضي به المحكمة عند الضرورة ولو من تلقـاء ن سـها .وتضـيف ال قـرة ال انيـة أنـه
في جميت الحاالت األخرى يجب أن ي ار الدفت بعدم االختصاص قب أي دفـت آخر.
وتجرى األمور على ذات المنـوا بالنسـبة للحـاالت المنـوه بهـا فـي المـادة 2ق .إ .م.ج
فهــذا الــنص يقــر معيــاري ربــط علــى األقـ ,معيــار القــانون المشــترك أي مــوطن أو محـ
إقامـة المــدعي عليــه .و معيــار ــاني ي م ـ فــي مكــان تمركــز الوضــعية القانونيــة المتنــازع
بشأنها ,ومـن المحتمـ أن يعـين أحـد المعيـارين نظامـا قضـائيا أجنبيـا ,بينمـا يعـين المعيـار
األخر النظام القضائي الجزائري .وهذا يعني بعبـارة أخـرى أن هـذا األخيـر لـم يعـد يتمتـت
باالختصاص االن رادي .
وإنـه ما من شـئ يمنـت األطـراف إلعتبـارات المالئمــة مـن إختيـار محكمـة تابعـة
لنظـام قضائـي الـث .و لذلك فإنـه ال يوجـد أي مانت يحـو دون قبـو
1 – P. Mayer, Droit international privé, 5 éd, Montchrestien 1994, no 301, p 202.
()1
االمتداد االرادي لالختصاص القضائي.
86
غالبــا مــا تتضــمن ســندات الشــحن االشــارة إلــى شــرط االختصــاص القضــائي والــذي
ك يرا ما يرد مقترنا بالقانون الواجب التطبيق .وعلة ذلك أنه حتى عندما يـتم االت ـاق علـى
تحديــد قــانون معــين لحكــم ســند الشــحن ,فــإن تطبيــق هــذا القــانون ســيختلف مــن محكمــة
ألخــرى ,ومــن تــم يحــرص الناقـ أيضــا علــى تعــين المحكمــة المختصــة بنظــر النـزاع وال
()6
يكت ي بتحديد القانون الواجب التطبيق.
و الواقت أن اعما شرط االختصاص القضائي له أ رين ,إما أن يكون إيجابيـا بعقـد
اإلختصاص للمحكمة خـارج نطـاق إختصاصـها ,وإمـا أن يكـون سـلبيا بنـزع االختصـاص
عن المحكمة المختصة أصال وعقده لمحكمة أخرى ,مما قد يشك في هذه الحالـة األخيـرة
مساســا بهيبــة القضــاء وســمعته ,وقــد يم ـ الرغبــة فــي التهــرب مــن األحكــام الســائدة لــدى
هذه الحاالت يجري القضاء على عدم االعتراف بصـحة تلـك قضاء دولة معينة ,وفي م
الشروط )1(.ومن ذلك حكـم محكمـة اسـتئناف Aix- en- Provenceوالـذي قضـى بـبطالن
شروط االختصاص القضـائي التـي ترمـى إلـى اسـتبعاد نـص آمـر حيـث رأت المحكمـة أن
القانون المطبق هو القانون ال رنسي لسنة 1222والذي يعتبر من النظام العام بينما يعطـي
شــرط االختصــاص القضــائي االختصــاص إلــى محكمــة الــدار البيضــاء بــالمغرب وبالتــالي
تطبيق القانون المغربـي( )1إن هـذا الحكـم مـاهو إال ترجمـة لرغبـة وفكـر القضـاء ال رنسـي
والـــذي يرغـــب فـــي توســـيت نطـــاق تطبيـــق القـــانون ال رنســـي ليشمــــ أكبــــر عـــدد مـــن
المنازعـات .وهو ما يؤكـده حكم سابق لن س المحكمــة,
حيــث قضــت بــأن شــرط االختصــاص القضــائي عنــدما يمــنح االختصــاص لدولــة أجنبيــة,
اليعتبر صحيحا تطبيقا للمادة 11ق .م .ف والمـادة 21مـن المرسـوم الصـادر فـي /16 /11
()1
.1222
87
و بالرغم مـن هـذا الموقـف للقضـاء ال رنسـي فـإن محكمـة الـنقض ال رنسـية قضـت
بعدم سريان شرط االختصاص القضائي على المرس إليه إال إذا قبلـه صـراحة ,وحيازتـه
()6
هذا الشرط. لسند الشحن ال تشك الدلي على قبوله لم
و في حكم حديث لمحكمة النقض ال رنسية صادر في 6001/01/01و على خـالف
قرارتهـا الســابقة ،فإنهـا لــم تشـترط موافقــة خاصــة لصـاحب الحـــق فـي البضاعـــة .هــذا و
يتجــه قضــاء محكمــة العــد األوروبيــة ( )CJCEإلــى عــدم اإلحتجــاج بم ـ هــذه الشــروط
بالنسبـة للمرسـ إليه إال إذا كان هذا الشرط صـحيحا بـين الناقـ و الشـاحن مـن جهـة .و
صحيحا أيضا من وجهة القانون الواجب التطبيق من جهة أخرى (. )1
وفي مصر يتجه ال قه إلى أنـه متـى إنعقـد االختصـاص القضـائي للمحـاكم المصـرية
فال يجوز التقاضي أمام محكمة أجنبية لتعلق المسـألة بالسيــادة الوطنيـة والنظــام العـام ،و
ألن في ذلك إنتقاض من حياد القاضي الوطني ,ومن ذلك ما قضت به محكمة االسـكندرية
فــي حكميهــا الصــادرين بتــاري 1220 /02 /01و 1221 /01 /11مــن إختصــاص القضــاء
المصري بنظر الدعـاوى المرفوعـة ضد شركـة مالحة أجنبية بشأن عقد يجـب تن يـذه فـي
مصر ,و هذا بعض النظر عما ورد بسند الشحن من االت اق
-1د /صالح محمد المقدم ,المرجت السابق ,ص 334والذي أشار إلى حكم محكمة Aix- en - Provence
المؤرخ في 1612 /84 /10المنشور ب Dallozص.104
2 – Cass. Com . 16 janvier 1996, D. M. F 1996, p393.
3– Ph.Delebeque , transport maritime : dans quelle mesure la clause attributive de
compétence stipulée sur le connaissement est-elle opposable au destinataire ? R.T.D.com
2003 , p421 .
على عقـد االختصاص للقضاء األجنبي ,إذ إعتبرت المحكمة المسألة متعلقة بالنظـام العـام
()1
في مصـر .
وفــي غيـــاب أحكـــام قضــائية منشـــورة بخصـــوص هـــذه المســألة فـــي الجزائـــر ,فـــإن
المشـرع الجزائري يعتـرف بصـحة م ـ هـذه الشـروط متـى أعطـت االختصـاص للقضـاء
88
الجزائري وهو ما يست اد من نص المادة 212ق .ب .ج والتي إشترطت لقبـو إختصـاص
محكمــة مينــاء الشــحن أو الت ريـ ,أن يكــون واقعــا بــالجزائر ومــن تــم إختصــاص القضـــاء
الجزائـري.
فإذا ما إتسم سند الشحن بالطابت الدولي فإنـه يطـرح لنـا ال ـة إشـكاالت :األو يتعلـق
بتطبيق القانون البحـري الجزائـري أم معاهـدة بروكسـ لسـندات الشـحن لعـام 1261كـون
هــذه األخيــرة هــي المصــادق عليهــا مــن طــرف الجزائــر .و ال ــاني يخــص تحديــد القــانون
المؤه لحكم سندات الشحن التي ال تسرى بشأنها إحدى اإلت اقات الدوليـة .وال الـث حـو
ما يسمى بشرط برامونت ).( Paramount clause
-1د /صالح محمد المقدم ,المرجت السابق ,و الذي أشار أيضا إلى موقف القانون األسترالي لتق البضائت بحـرا لسـنة
1626والذي يقض في مادته 1 /6بأن أي شرط بعقـد االختصـاص القضـائي لمحكمـة أجنبيـة يعتبـر بـاطال ,وغيـر ذي
أ ر ,الهامش ,136ص.236
89
كمــا مــن المقــرر فــي الدســتور الجزائــري ســمو المعاهــدة علــى القــانون )1(.وهــو ن ــس
موقف المشرع ال رنسـي الـذي يعتمـد هـذا المبـدأ صـراحة فـي المـادة 22منن دسنتور 1221
()6
سواء كان القانون الداخلي قد دخ حيز التطبيق قب أو بعد المعاهدة.
ويــرى جمهــور ال قهــاء أن تطبيــق المــادة العاشــرة تطبيقــا حرفيــا يــؤدي إلــى إســتبعاد
القــانون الــوطني كليــة )1(.و مــن تــم قــالوا بوجـــوب أن يكــون النق ـ دوليــا ,حتــى يخضــت
للمعاهدة ,ولكن متى يكون النق دوليـا ؟
90
ويعاب على هذا المعيار الـذي وإن كـان يت ـق مـت القواعـد العامـة فـي القـانون الـدولي
الخاص ,حيث تلعب جنسية أطراف العقد دورا هاما فـي تحديـد القـانون الواجـب التطبيـق,
إال أنه ليس له وزن في إعتبارات التجـارة الدوليـة والنقـ بسـندات الشـحن ,إذ ال يلقـي أي
من الناق والشاحن بـاال إلـى جنسـية األخـر وال يعـو عليهـا عنـد التعاقـد .عـالوة علـى ان
أطراف سند الشحن يكونون عادة شركات تجارية ذات شخصـية معنويـة ,وهـذه الشـركات
في ك ير من األحيان تباشر نشاطها في أك ر مـن دولـة ممـا ي يـر صـعوبة تحديـد جنسـيتها.
كما أن هـذا المعيـار يـؤدي إلـى إزدواج النظـام القـانوني الـذي تخضـت لـه الرحلـة البحريـة
الواحدة ,ذلك أن بعض الشاحنين تتحد جنسيتهم مت الناقـ فيسـرى علـيهم قـانونهم الـوطني
المشــترك والــبعض األخــر تختلــف جنســيتهم فتســرى علــيهم المعاهــدة .والشــك أنهــا نتيجـــة
()6
تجافـي المنطق السليم.
91
الميدان ( نق البضائت ) والتي إنضمت إليها الجزائر وذلك فـي النقـ البحـري المـتمم بـين
الموانئ الجزائرية والموانئ األجنبية".
والمالحظ هنا أنه في فرنسا فإن مسألة معرفـة القـانون الواجـب التطبيـق ،أي هـ هـو
القانون ال رنسي أو إت اقية بروكس لعام .1261قد فقـدت الك يـر مـن أهميتهـا بعـد صـدور
قــانون 61ديسننمبر 1212والــذي نســق بــين محتــوى القــانون ال رنســي ومعاهــدة بروكس ـ
المعدلــة ببرتوكــو )6( .1221هــذا األخيــر الــذي إنتهــى فــي مادتــه الخامســة إلــى تــرجيح
المعيار الموضوعي وذلك بنصها على أنـه ":تسـرى المعاهـدة علـى كـ سـند شـحن يتعلـق
بنق البضائت بين مينائين تابعين لدولتين مختل تين إذا :
-صدر سند الشحن في دولة موقعة,أو
-تضــمن العقــد أو ســند الشــحن نصــا بتطبيــق أحكــام المعاهــدة أو تطبيــق أي تشــريت أخــر
يتضمن أحكام المعاهدة أو يعطى أحكامها قوة الن اذ.
وذلك بغض النظر عن جنسـية السـ ينة أو الناقـ أو الشـاحن أو حامـ سـند الشـحن أو
()1
أي شخص أخر ذى شأن ".....وما تعدي المادة العاشرة إال بم ابة ت سير تشريعي لها.
– 1د /حبار محمد ( االبن) ,محاضرات في القانون الدولي الخاص ,المرجت السابق.
2- E .du pontavice, op.cit, p 728.
-3د /صالح محمد المقدم ,المرجت السابق ,ص .221
ثانيـننـا :القننانون المؤهننل لحكننم سننندات الشننحن التنني ال تسننرى بشننأنها إحنندى االتفاقيننات
الدولية.
لم تتناو معاهدة بروكس ك المسائ المتعلقة بسند الشحن ,ومعنى هذا أنه حتى مـت
إفتراض تطبيقهـا ,فـإن ذلـك ال يمنـت مـن حصـو تنـازع تشـريعي بصـدد المسـائ التـي لـم
92
تنظمها المعاهدة .كما أن األمر قد يتعلـق بدولـة ليسـت طرفـا فـي المعاهـدة كالصـين وكنـدا
م ال مما ي ير مسألة تنازع القوانين؟
يعتبــر قــانون االرادة هــو ضــابط االســناد األصــلي والرئيســي المؤهـ لحكــم موضــوع
العقود بص ة عامةوعقد سند الشحن بص ة خاصة ,غير أنه قد يتعذر تحديـد قـانون االرادة
مما يحسن إخضاع سند الشحن إلى ضوابط أخرى تسمى بضوابط االسناد االحتياطية.
يقصــد يقــانون االرادة القــانون الــذي إت قــت األطــراف المتعاقــدة علــى تطبيقــه .وتت ــق
غالبية الدو في الوقـت الحاضـروحتى التـي كانـت تنتمـي إلـى المعسـكر االشـتراكي علـى
إخضاع موضوع العقد لقانون االرادة.
هذا وقد تعرض قانون االرادة في أصله لعـدة إنتقـادات وهـي االنتقـادات التـي وجهـت
لنظرية الذاتية المطلقة ,إذ تؤدي هذه األخيرة إلى نتائج غير مقبولـة يمكـن تلخيصـها فيمـا
يلي:
-إعطاء األطراف المتعاقدة الحق في إختيار قانون يحكـم موضـوع العقـد ولـو لـم تكـن لـه
صلة بهذا العقد.
-إن إختيار األطراف قد يؤدي إلى بطالن العقد عوض صحته.
-إن األطراف المتعاقدة يبقى بإمكانها تجزئة العقد ,أي إخضاع ك عنصـر مـن عناصـره
لقانون مستق عن القوانين األخرى.
-األطراف يبقوا أحرار في عدم إخضـاع عقـدهم ألي قـانون وهـو مايسـمى بنظريـة العقـد
()1
المتجرد من ك قانون.
-يسمح لألطراف أن يتحاشوا تطبيق قـانون معـين وإختيـار قـانون أخـر بـدال منـه فـإن هـذا
القانون يكون مجردا من سلطانه الجبري ,وهـذا مـاال يجـوز خاصـة إذا كـان هـذا القـانون
()6
متضمنا لقواعد أمرة.
هـذه االنتقـادات أدت إلـى ظهـور بالنظريـة الموضـوعية أو نظريـة تركيـز العقـد وهــي
نظرية ترى أن إختيار األطراف لقانون معين اليلزم في شـيء القاضـي المعـروض أمامـه
93
النزاع ،والذي يبقى في إمكانه إستبعاد هذا القانون متى تبين أنه ال صلة له بالعقـد المبـرم.
أي أن األطــراف يقتصــر دورهمــا علــى تركيــز العقــد فــي إطــار معــين ولــيس إلــى إختيــار
القانون الواجب التطبيق الذي يبقى من إختصاص القاضي الذي يبحـث العناصـر المختل ـة
()1
والذي يمكن أن يتدخ في تحديد هذا القانون.
ويرى ال قه ضرورة مـد مجـا إعمـا قـانون االرادة لسـند الشـحن البحـري بحجـة أن
ذلك يتماشى مت ماهو معتمد في إطار االلتزامات العقدية عموما إضافة إلى كونه يتماشـى
مت ظروف التجارة الدولية و يحقق مبدأ وحدة سـند الشـحن )6(.غيـر أنـه إذا كـان هـذا هـو
المبدأ العام فـإن هنـاك قيـود إسـتقر العمـ علـى إعتمادهـا حـين اعمـا قـانون االرادة علـى
موضـوع سند الشحن وهي قيود تتحدد فيما يلي :
-يجب أن يكون للقانون المختار صلة بسند الشحن ,ومت ذلك يجوز أن يكون هذا القـانون
على غير صلة بأي عنصر من عناصر العقد إذا كان هذا القانون هو القـانون االنجليـزي.
بحجة أن هذا األخير قد جرى العم دوليا على إعتماده لحكم هـذا النـوع مـن العقـود وكـذا
هذا القانون علـى صـلة مشـروعة بالعقـد .أمـا إذا كـان عقود التأمين البحري ,إذ يعتبر م
القانون المختار ال صلة له بجنسية المتعاقدين أو موطنهما أو مح
-إن قانون االرادة يكـون معرضـا لإلسـتبعاد متـى كـان يتعـارض مـت النظـام العـام لقـانون
القاضي المعروض أمامه النزاع ،علما أن م هوم النظام العـام يجـب أن يحـدد هنـا بمعنـاه
المعــروف فــي القــانون الــدولي الخــاص ،إذ هنــاك مســائ قــد تعتبــر مخال ــة لنظــام العــام
()6
الوطني ولكن تصبح مشروعة في إطار النظام العام الدولي.
94
-يجب مر اعاة القوانين ذات التطبيق المباشر إذ لهذه الطائ ـة مـن القـوانين الصـادرة علـى
قواعــد االســناد والتــي ال يمكــن أن تكــون محـ تنــازع القــوانين لكونهــا قواعــد أساســية فــي
الدولة التي تصدرها.
وأخيرا فإنه إذا تعذر إعمـا قـانون االرادة الصـريح فإنـه ال قـه والقضـاء مسـتقرين
على األخذ بقانون االرادة الضمني وهو ما يستخلصه القاضي من ظروف وملبسات العقد
.
95
-6قانـون ميناء الوصول ( قانون بلد التنفيذ )
أهمية كبيـرة ,إذ هـو مكـان وصـو مح تن يذ بالنسبة لسند الشحن البحري يم يم
البضاعة ,والغرض األساسي مـن إبـرام سـند الشـحن هـو نقـ البضـاعة إلـى مينـاء معـين.
ومن م فهو يرتبط إرتباطـا ماديـا وملموسـا بمصـالح الطـرفين ,إذ فـي مينـاء الوصـو يـتم
التأكــد ممــا إذا كــان الطرفــان قــد إحترامــا االلتزامــات المترتبــة فــي ذمتهمــا بموجــب ســند
الشحن.
فضال على أنه إذا إقتضى األمـر إتخـاذ إجـراء بشـأن البضـاعة المشـحونة كـالحجز
التح ظــي وطــرق إجــراءات التن يــذ فإنــه البــد مــن تطبيــق قــانون مين ـاء الوصــو .و مــن
الطبيعي أن تكون المحكمة التي تنظر فـي الـدعوى التـي يرفعهـا المرسـ إليـه ضـد الناقـ
هي محكمة ميناء الوصو (.)6
1- R . Rodiére , trave général du droit maritune , tome 2, op.cit, n 432 p 789.
-2د/صالح محمد المقدم ,المرجت السابق ,ص.288
في أن قـانون محـ غير أن هذا الضابط تعرض بدوره إلى إنتقادات و التي تتم
التن يذ غالبا ما ي تقر لعنصر التحديد خاصة إذا أعطـى للناقـ الحـق فـي تغييـر إتجـاه سـير
الس ينة .كما قـد يضـطر الناقـ لت ريـ البضـاعة فـي مينـاء غيـر المينـاء المت ـق عليـه .فـال
يمكن القو حتما بتطابق مكان الوصو مت مكان التن يذ( .)1وفي هذا يرى ال قيه روديار
)(Rodiéreأن مح ـ التن يــذ بالنســبة للرحلــة البحريــة ال ينحصــر بمكــان معــين ألنــه يمتــد
ليشــم الرحلــة البحريــة بكاملهــا .كمــا أنــه إذا لحــق البضــاعة ضــرر بأعــالي البحــار فهنــا
يصعب تحديد القانون الواجب التطبيق وه يطبق قانون العلـم ؟ وتوصـ مـن خـال ذلـك
أن قانون مح التن يذ ليس ك ـيال فـي حـد ذاتـه لحكـم موضـوع سـند الشـحن ,وقـا بتطبيـق
قانون مح االنعقاد إلتصاله بسند الشحن برابطة واقعية و أن معظم األحكـام الـذي طبقـت
هذا الضابط جاءت دون تسبيب وربما كان ذلك أفض من إبداء أسباب غير مقبولة (.)6
96
-1إعتمـاد القانون الخاص بالعقد المأخود به في ظل القانون اإلنجلوسكسوني
ومضمون هـذه النظريـة هـو ان القاضـي المعـروض أمامـه النـزاع يلجـأ إلـى تطبيـق
النظـــام القـــانوني الـــذي يعتمـــده الطرفـــان صـــراحة أو ضـــمنا .فـــإذا تعـــذر علـــى القاضـــي
المعروض أمامه النزاع فإنه يلجأ إلى إخضاع موضوع العقد الدولي للنظام القانوني الذي
يرتبط به العقد إرتبطا و يقا .وتقترب هذه النظرية إلى حد ما من النظرية الذاتيـة المعتدلـة
وهي بذلك ال تقيد القاضي بقاعدة إسناد جامدة.
وبالمقاب فقد أخذ على هذه النظرية أنها ت تقـد إلـى اليقـين و التأكـد اللـذين يجـب أن
يتوافرا في العقود البحرية بص ة عامة وسند الشحن بص ة خاصة ،و يعم القضاء في
شرط تطبيقه لهذه النظرية على سند الشحن .على عدة عوام ترشده إلى هذا القانون م
التحكــيم فــي بلــد معــين ,ولغــة العقــد ومح ـ إصــدار ســند الشــحن ,ومينــاء ت ري ـ البضــاعة
ومح سداد أجرة النق والعملة التي يتم بها السداد ,وعلم السـ ينة .ولكـن يالحـظ أنـه لـيس
ألي من هذه العوام قيمة حاسمة في ذاته وإنما تضافر مجموعة من هذه العوام بعضها
مت بعض يمكن أن يحدد قانون العقد (. )1
97
ك حالة على حدى ويجب دائما أن نتعرف على المـدى الـذي يطبـق معـه قـانون العلـم ,إذ
قــد نكــون أمــام تصــرف قــانوني يعتبــر مــن النظــام العــام فــي الدولــة التــي تمــر السـ ينة فــي
مياههــا االقليميــة أو تتواجــد فــي أحــد موانيئهــا ,فإنــه يتعــين تطبيــق القــانون االقليمــي ولــيس
قانون العلم (.)1
ولقد أنتقد قانون علم الس ينة على إعتبار أن الغاية من إبرام سند الشحن هو نق
البضاعة وال يهم جنسية الس ينة التي تعتبر عنصرا عارضا بالنسبة للعملية المقصودة من
()1
سند الشحن .كما أنه ك يرا ما يتم تغيير الس ينة وهذا يؤدي إلى مبدأ عدم التوقت.
ومن أبرز االنتقادات الموجهة ضد قانون العلم أنه ك يرا ما نكون بصدد مواجهة ما
98
بمقتضى هذا الشرط يت ق األطراف علـى إخضـاع سـند الشـحن لمعاهـدة دوليـة أو أي
قانون آخر تضمن أحكامها,حتى وإن كان هذا السند ال يخضت أصال لهذه المعاهدة أو هـذا
القانون (.)1
ويمكـن أن يؤدي إعما هذا الشرط إلى تطبيق ات اقية دوليـة فـي دولـة غيـر منظمـة
إليها أصال كما الحا في النق البحري الدولي الذي يبدأ أو ينتهي فـي دولـة غيـر منضـمة
إلى معاهدة هامبورغ كالجزائر م ال أوإلى ات اقية بروكس كالمغرب.مما يسمح
االتجنناه األول :يــرى أن االت ــاق علــى تطبيــق أحكــام المعاهــدة إنمــا ينصــرف فقــط إلــى
القواعــد الموضــوعية دون المواعيــد و اإلجــراءات الخاصــة بقبــو الــدعوى,التــي ينبغــي
بالنسبة لها تطبيق قـانون البلـد الـذي تقـام فيـه الـدعوى إعمـاال لقواعـد اإلسـناد المنصـوص
عليها في القانون المدني.
أما االتجاه الثاني :فذهب إلى أن االت اق على تطبيق أحكام معاهدة ما يؤدي إلـى انطبـاق
المعاهدة سواء ما يتعلق منها بالقواعد الموضوعية أو تلك المتعلقة باإلجراءات(.)1
كما يرفض القضاء ال رنسي أن يت ق األطراف على تطبيق بعـض أحكـام المعاهـدة
واستبعاد أحكام أخرى واستبدا هذه األخيرة بنصوص أخـرى بنـاء علـى إرادتهـم .فشـرط
بارامونت ال يمكن أن يكون خليطا أو مزيجا لنصوص مت رقة (.)1
99
كمــا أن أحكــام القضــاء فــي إنجلتــرا والواليــات المتحــدة األمريكيــة اتجهــت إلــى أن
االت ــاق على تطبيق معاهدة بروكس أو أي قانون أخر يتضمن أحكامها,خــارج
100
-1د /صالح محمد المقدم,المرجت السابق ,ص.314
101
األشخـــاص المعنويــــة العامــة .كمــا أن هنــاك مراكـز للتحكيـــم البحــري حــددت فــي لــوائح
التحكيـم التي وضعتهـا العالقـات البحريـة التـي تعـرض منازعاتها على
و الجــدير بالــذكر أن النســبة الغالبــة مــن التحكيمــات التــي تــتم فــي لنــدن تتعلــق
بعمليات النق البحري بسـند شـحن أو بمشـارطة إيجـار وكـ مـا يتصـ بعمليـة النقـ ولقـد
كــان لبريطانيــا الســبق فــي تقريــر اللجــوء للتحكــيم بمقتضــى قــانون التحكــيم الصــادر عــام
1220ومن بين أسباب نجاح التحكيم التجاري في بريطانيا هو وجـود تشـريت ينظمـه منـذ
. 1220هــذا فضــال عــن تمتــت المحكمــين االنجليــز بســمعة عاليــة بســبب جــديتهم وحيــادهم
وإتســـاع إختصاصاتهـــم وخبرتهـــم وقـــد تــم تأسيـــس رابطــة المحكمــين بلنــدن عـــام 1220
» .« London Maritime Arbitrators Association
102
– 1د /عاطف محمد ال قى,التحكيم في المنازعـات البحريـة,دار النهضـة العربيـة للنشـر,القـاهرة 1661ص 21وأشـار
الى بعض األم لة منها:
-المــادة األولــى مــن الئحــة تحكــيم غرفــة التحكــيم البحــري ببــاريس:حيــث تضــطلت بالمنازعــات الناشــئة عــن االســتغال
البحري والمالحة البحرية والنق واالبحار البحري وبناء الس ن أو إمالحها,بيت أو شراء الس ن التجارية أو س ن الصيد
أو س ن النزهة....وكذا المنازعات الناشئة عن التأمين البحـري,وبوجـه عـام المنازعـات الناشـئة عـن أي أنشـطة بحريـة
أخرى ترتبط بطريق مباشر أو غير مباشر بأي من الموضوعات السابقة.
المادة األولى من الئحة المنظمة الدولية لتحكيم البحري :التحكيمات المتعلقة بالتجارة البحرية ومنها التحكيمات المتعلقة
بمشارطات االيجار وعقود النق البحري وعقود التأمين البحري واالنقاذ والخسائر البحرية المشتركة وبناء الس ن
وإصالحها وعقود بيت الس ن وبأي من العقود األخرى التي تنشأ حقوقا على الس ن.
و عالوة على ذلك فإنه عندما تنص مشارطة االيجار أو سند الشـحن علـى حـ
النــزاع علــى أســاس التحكــيم فــي لنــدن فهــذا ال يعنــي خضــوع النــزاع للمحكمــين فــي لنــدن
فحسب وإنما أيضا تطبيـق قـانون التحكـيم االنجليـزي علـى إجـراءات التحكـيم األمـر الـذي
يحقق قدرا أكبر من المرونة (.)1
ومن أم لة المنازعات الناشئة عن النق البحـري بسـند الشـحن المنازعـات الخاصـة
بإحالة سند الشحن الى مشارطة االيجار الصادر بموجبها والمشتملة علـى شـرط التحكـيم،
وإذا ماكانت تك ي إلندماج السند في المشارطة االحالة العامة الـى نصـوص المشـارطة أم
تلزم االحالة الخاصة لشرط التحكيم الوارد بها؟ ومشكلة تحوي سند الـى شـخص الـث لـم
يكن طرفا ويمكن القو أن المنازعات المعروضة علـى التحكـيم البحـري هـي المنازعـات
الناشــئة عــن النشــاط البحــري بوجــه عــام,وذلــك فــي إطــار القــانون الخــاص أي التعــامالت
البحريـــة بـــين األشـــخاص الخاصـــة أو بـــين هـــذه األشـــخاص الخاصـــة والدولـــة أو أحـــد
األشخاص المعنوية العامة (.)6
103
يعتبر التحكيم دوليا بمقتضى هذا المعيـار عنـدما يـتم التحكـيم علـى إقلـيم دولـة غيـر الدولـة
التـي يطلب منها تن يذ حكـم التحكيم .و قـد أخـذت بهذا المعيار إت اقية نيويورك
– 1د /محمد عبد ال تاح ترك,التحكيم البحري,دار الجامعة الجديدة للنشر,االسكندرية 2883,ص. 266
– 2د /عاطف محمد ال قى,المرجت السابق ص. 31
بشــأن االعتــراف وتن يــذ أحكــام التحكــيم الدوليــة لســنة 1221والقــانون النمــودجي
للتحكيم التجاري الدولي للجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي . 1212
ولقــد شــكك غالبيــة ال قــه فــي صــالحية وك ايــة معيــار مكــان التحكــيم لتحديــد الص ـ ة
الدوليــة للتحكــيم ,ذلــك أن تــوطن التحكــيم فــي الخــارج يمكــن أن يكــون عنصــرا خارجيــا
مصطنعاأو نتيجة إلختيار المحكمين لمكان بعيد الصلة عـن العناصـر التـي ت يرهـا العمليـة
التحكيمية وبالتالي فهو معيار عرضي سيؤدي الى نتائج سطحية عندما تكون ك عناصـر
الدولية األخرى مرتبطة بدولة واحدة (.)1
104
بمقتضـى هــذا المعيـار يكــون التحكـيم دوليــا إذا إختـار األطـراف قانونـا أجنبيـا أو
الئحة مركز التحكيم دولي ليطبــق هـذا القانــون أو هـذه الالئحــة علـى إجـراءات التحكيــم
وقد شهـد هذا المعيـار جدال واسعـا حـو نقطتيــن فـي
-2المعيـار االقتصادي:
105
مما ال شـك فيه أن التحكيـم قد وضت لح منازعات التجارة الدوليـة,وليسـه معهـا
الحركة بتوفيـر كافة الضمانـات واالحتياطـات لح ظ حقوق األطراف المعنية بها .
ومن مة فهذا المعيار يقـود الـى القـو بـأن التحكـيم يعتبـر دوليـا ال بـالنظر الـى أي
روابــط تربطــه بدولــة أجنبيــة,أو تربطــه بجنســية أطــراف النــزاع أو مح ـ إقــامتهم ولكــن
بالنظر الى موضوع النزاع وذلك عندما تكون العالقـة موضـوع العقـد وموضـوع التحكـيم
هي ن سها ذات ص ة دولية .و بموجب هذا المعيار يكون التحكيم البحري غالبا إن لم يكـن
دائمــا تحكيمــا دوليــا.حيــث أن الس ـ ن هــي وســيلة التجــارة الدوليــة لنقــ الســلت واألمــوا
()6
وغيـرها عبر الدو
-2موقف المشرع الجزائري من هذه المعايير
و تجدر اإلشارة هنا الى موقف المشرع الجزائـري مـن خـال مرسـوم 02-21هـذا
األخير مـرة دمـج بـين المرسـوم ال رنسـي الخـاص بـالتحكيم التجـاري الـدولي لسـنة 1211
والنص السويسري المتضمن القانون الدولي الخاص لسنة 1212وحتى القانون النموذجي
الذي أقرته و أوصت به لجنة األمم المتحدة لقانون التجـارة الدوليـة.ويظهـر هــذا جليـا مـن
خال أحكام المادة 121مكرر ق.إ.م.ج التي إعتبرت التحكيم دوليـا,ليس كما فعـ المشـرع
ال رنســي بمجــرد أن يتعلـــق بمصــالح التجـــارة الدوليــة,وإنمــا أضـــاف علــى هــذا المعيـــار
االقتصــادي معيـــارا جغرافيــا م ـــاده أن يكــون مــوطن الشحـــن الطبيعــي أو مقــر الشــخص
االعتباري ألحد الطرفين علـى األق واقعا خارج الجزائر.
106
– 1د /محمد عبد ال تاح ترك,المرجت السابق ص. 306
– 2د /حبار محمد (االبن),محاضرات في القانون الدولي الخاص ،المرجت السابق.
وحسن ما فع المشرع الجزائري الذي ضيق بعض الشـيء المعيـار ال رنسـي الـذي وسـت
بصورة مبال فيها من نطاق الدولية,حتـى أصـبح التحكـيم بـين ال رنسـيين دوليـا لمجـرد أن
العقد الذي يحتويه ينجر عنـه تـدفق لألمـوا والخـدمات عبـر الحـدود الدوليـة وهـو الشـرح
الذي أعطته محكمة النقض ال رنسية لعبارة مصالح التجارة الدولية (.)1
و الجدير بالذكر أن التشريعات التي تأخذ بقانون تجاري مستق ومتميز عن القـانون
المدني تعني بتحديد دائرة القانون التجاري بدقة ورسم الحدود ال اصـلة بينـه وبـين القـانون
المدني بوضوح تحقيقا الستقرار المعامالت.
وهناك نوعان من المعايير إلض اء الص ة التجارية على التحكيم البحري :
أولهمـــا :المعيار المستمد من الص ة التجارية للمحكم وهو مطبق في دو القـانون العـام
ومنها إنجلترا والواليات المتحدة األمريكية حيث ال ي رق بين العم المدنـي
– 1د /مصط ى تراري اني,التحكيم التجاري الدولي في الجزائر إ ر صدور المرسوم التشريعي 86/63المؤرخ
107
في 1663/86/20المعد والمتمم لقانون االجراءات المدنية,مجلة دراسات قانونية,العدد ,81جوان 2882ص31.
– 2د /عاطف محمد ال قى,المرجت السابق ص. 01
والعمـــ التجـــاري ,وحرصـــا علـــى أن يتـــولى حـــ المنازعـــات البحريـــة محكمـــون أك ـــاء
متخصصــون فــي مجــا التجــارة البحريــة عــالمون بأمورهــا ال نيــة وعادتهــا التجاريــة فقــد
نصت شروط التحكيم الواردة فـي بعـض مشـارطات إيجـار السـ ن االنجليزيـة واألمريكيـة
على وجوب أن يكون المحكم البحري تاجرا.
غيــر أنــه ال يمكــن التســليم بهــذا المعيــار و يجــب تجنــب المعــايير التــي تبحــث فــي
عناصر خارجية عـن موضـوع النـزاع المعـروض علـى التحكـيم كصـ ة المحكـم وأنـه مـن
األفض البحث عن الص ة التجارية في موضوع النزاع الناشئ عـن العالقـة البحريـة بـين
األطراف (.)1
تجــدر االشـارة بـداءة أن التحكـيم البحـري قـد يكـون مؤسسـيا أو حـرا.حيـث يقصـد
باألو االت اق على إحالة النزاعات التي ستنشأ أو التي نشأت بال ع الى التحكيم
108
– 2ن س المرجت ص. 18
أمام إحدى مؤسسات التحكـيم البحـري الدائمـة والتـي تتـولى بـدورها تنظـيم وإدارة العمليـة
التحكيمية منذ تلقي طلب التحكـيم وحتـى إصـدار حكـم التحكـيم وذلـك عـن طريـق األجهـزة
االدارية التابعة للمؤسسـة التحكيميـة وعلـى ضـوء الئحتهـا التحكيميـة.أمـا التحكـيم البحـري
الحر فهو ذلك النوع من التحكيم الذي يت ق األطراف من خـال إت ـاق التحكـيم علـى إدارة
وتنظــيم عمليــة التحكــيم بأن ســهم وبعيــدا عــن مؤسســات التحكــيم البحريــة,وبالتــالي يقــوم
األطراف بتشكي هيئة التحكيم,واالت اق على تحديد كافة القواعد المطبقة على االجـراءات
التحكمية وإختيار مكان التحكيم والقانون المطبق على موضوع التحكيم (.)1
يتم تدخ المنظمة الدولية للتحكيم البحري في سريان العملية التحكيمية من عدة
نواح منها :المساعدة في تعيين المحكم أو في تشكي هيئة التحكيم وفي حالة تخلف أحد
أطراف العملية التحكمية في تعيين محكم تقوم اللجنة الدائمة بتعيينه,كما ت ص اللجنة
الدائمة في مشاك رد المحكمين وإستبدالهم في حالة قيام أحد األطراف بتقديم أي
إعترضــات على إختيار المحكمين أو وجود ظرف طارئ يمنت ذلك (.)1
110
تعتبر هذه الغرفة من أهم وأعرق مؤسسات التحكيم البحري ويوجد بهـا عـدد كبيـر
من أشهر المحكمين المشهود لهم بالك اءة في مجا المساعدات البحرية واالنقاذ وعمليـات
النق البحري.
وتقوم غرفة اللويدز بتنظيم العملية التحكيمية بالكام إبتداءا من تلقي طلبات التحكـيم
حتى صدور قرار التحكيم.ويمتد عمـ الغرفـة كـذلك الـى تنظـيم وإدارة حـاالت االسـتئناف
()1
على حكم المحكم,كما يتم تطبيق القانون االنجليزي على العملية التحكمية.
ب -مراكز التحكيم البحري الحـر:
ونتناو في هذا الصدد جمعية المحكمين البحرين بلندن وجمعية المحكمين البحرين
بنيويورك ،و التحكيم البحري الخاضت لالئحة التحكيم للجنة األمم المتحدة للقانون
التجاري الدولي.
-1جمعية المحكمين البحرين بلندن:
لهذه الجمعية الئحة تضم كافة األحكام والقواعد الخاصة بها وتعـرف بقواعـد جمعيـة
لندن للمحكمين البحرين لسنة 1212وقد أدخلت عليها عدة تعديالت.وال تقوم هذه الجمعيـة
بأي دور في تنظيم وإدارة العملية التحكيمية,أو حتى االشراف على سير العمـ التحكيمـي
إال أنها تسه من عملية إختيار المحكمين البحـريين مـن بـين أعضـائها عـن طريـق وضـت
قائمة ليتم االختيار بينهم عن طريـق أطـراف العمليـة التحكيميـة .كمـا تحـدد الئحـة التحكـيم
الخاصة بالجمعية لكي يسير المحكم أو هيئة التحكيم عليها,كمـا تقـوم الجمعيـة بإمـداد هيئـة
التحكيم بأي نصائح بناء على طلبها وبخصوص العملية التحكيمية فهـي همـزة وصـ بـين
المنظمــات والتجمعــات البحريــة األخــرى وكافــة التخصصــات التــي لهــا عالقــة بالعمليــة
التحكيميــة.فيقتصــر دور الجمعيــة فــي تعــين المحكمــين إذا طلــب منهــا ذلــك وال تتــدخ فــي
سريان العملية التحكمية فهو تحكيم بحري حر (.)6
111
ال يختلف الوضت هنا ك يرا عن جمعية المحكمين البحرين بلندن ,فجمعيـة المحكمـين
بنيويورك هي جمعية للتحكيم البحري الحر,وهي جمعية مهنية وليست جمعية هدفها جلـب
الــربح غرضــها تمكــين المشــاركين فــي التحكــيم البحــري مــن االســت ادة مــن التحكــيم علــى
أفض وجه من خال وضـت الئحـة التحكـيم.وال تكتسـي الئحتهـا الصـ ة االلزاميـة,فهـي ال
تطبق على التحكيمات اال عند موافقة أطراف التحكيم على ذلك.
هــذا وإن الجمعيــة ال تحــت ظ لن ســها بــأي دور فــي تنظــيم وإدارة العمليــة التحكيميــة
فكافة االتصاالت تتم بين األطراف أو مستشاريهم والمحكمـين بعيـدا عـن الجهـاز االداري
للجمعية .فـالتحكيم ال يبـدأ بطلـب الـى الجمعيـة بـ بطلـب مـن طالـب التحكـيم الـى الطـرف
اآلخر مشتمال على ما يوضح طبيعة النزاع وقيمته النقدية والتعويض المطلـوب الـى غيـر
ذلك من بيانات (. )1
وتجــدر االشــارة أخيــرا إلــى أن االت ــاق علــى المحكمــين أو طريقــة تعييــنهم ال يقطــت
الطريق على ما أسماه أحد ال قهاء "بإنحطاط األخالق" )(Dégradation des Mœurs
112
الذي أصبح يميز طريقة تشكي محاكم التحكيم إذ ك يـرا مـا يـؤدي األمـر الـى نشـوب نـوع
مــن المنازعــات تتعلــق بشــخص المحكــم أو أهليتــه أو مؤهالتــه ,والــذي فــي أغلــب األحيــان
تكون عن سوء نية للتنص من االلتزامات التي ي رضها إت اق التحكيم (.)1
الفـرع الثاني :إتفاق التحكيم والقانون الواجب التطبيق على منازعة التحكيم.
113
عندما يكون االت اق على التحكيم منصوص عليه في العقد فهو يسـمى شـرط التحكـيم
أما إذا تم االت اق على التحكيم بعد قيام النزاع فهو يسمى في هذه الحالة عقد التحكـيم وهـو
يكون دائما في صورة إت اق مستق عن عقد النق ،وبعـد االت ـاق علـى التحكـيم فإنـه البـد
لهذا النزاع أن يخضت لقانون معين.
114
و لكن ما تجدر االشارة إليـه,هـو أن المشـرع الجزائـري إسـتبعد أن يكـون إت ـاق
التحكيم مستقال عن القوانين الوطنية على النحو المبين في قـرار محكمـة الـنقض ال رنسـية
لســنة 1221فــي قضــية داليكــو ضــد بلديــة خمــس الليبيــة,والــذي إعتبــر إت ــاق التحكــيم لــيس
مستقال عن عقد األساس فحسب,وإنما كذلك عـن القـوانين الوطنيـة وهـذا يظهـر مـن خـال
القانون الواجب التطبيق على الشروط الموضوعية التي تطلبها المشرع الجزائري لصحة
إت اق التحكيم (.)6
كما أنه من الضروري توافر األهلية لدى أطـراف العمليـة التحكيميـة والمقصـود هنـا
أهلية التصرف ,باإلضافة الى مشروعية السبب وتتصور حالة عدم مشـروعية السـبب إذا
كان القصد من اللجوء الى التحكيم هو التهرب من القانــون الذي كـان سيطبـــق لـو طـرح
115
النزاع أمام القضاء,على أساس ما يتضمنه هذا القانون من قيود وإلتزامات يـراد الـتخلص
منها (.)1
وتنص المادة 121مكرر 1ق.إ.م.ج على أنه يكون االت اق على التحكيم صحيحا من
حيـث الموضـوع إذا إســتجاب للشـروط التــي يتطلبهـا إمــا القـانون الــذي إختـاره األطــراف,
وإمـا القـانون الـذي يــنظم موضـوع النـزاع ال سـيما القــانون المطبـق علـى العقـد األساســي,
وإما القانون الجزائري.
116
بمشارطة االيجار المحا إليها,أو بأن يرفق نص المشارطة بسند الشحن,أو بأن يتم إبـالغ
هذا الحام بنص مشارطة االيجار المذكورة بطريقة ابتة ومؤكدة ال تدع مجاال للشك في
أن هذا الحام قد علم بشرط التحكيم الوارد بالمشارطة (.)1
أما القضاء االنجليزي فيري أنه إلندماج شرط التحكيم الوارد بمشارطة االيجـار فـي
سند الشحن ,واالحتجاج به على حام السند فإنه البد من توافر شرطين :
األول :شرط تحكيم الوارد في مشارطة اإليجار يت ق وموضوع السند.
الثاني :أن يتضمن سند الشحن كلمات صريحة واضحة في شرط االحالة ن سه تؤكـد ذلك
(.)6
-6الشــروط الشكلية
أما فيما يخص الشروط الشكلية,ف ي الوقت الذي يلتزم المشرع ال رنسي الصمت,ممـا
ي تح المجا أمام القضاء لألخذ بمعاهدة نيويورك ب حتى تعديها بقبو ك
البينة والقرائن,فإن المشـرع الجزائـري حـذا حـذو أشكا الكتابة و كافة طرق اال بات م
المشرع السويسري فإعتبر بأن إت اق التحكيم ينعقد طبقا لقاعدة مادية بالكتابة تحـت طائلـة
البطالن في المادة 1/ 121ق.إ.م.ج (.)1
وتعتبــر الكتابــة فــي الــدو االنجلوسكســونية شــرطا لال بــات ولــيس لالنعقــاد حيــث لــم
ترتب البطالن على تخلف الشـك المكتـوب .كمـا أن إت اقيـة هـامبورغ قـررت فـي مادتهـا
117
ال انية والعشرين على أنه ...« :يجوز للطرفين النص بإت اق م بـت كتابـة علـى أن يحـا
الى التحكـيم أي نـزاع قـد ينشـأ فيمـا يتعلـق بنقـ بضـائت بموجـب هـذه االت اقيـة » .فـالنص
واضح و صريـح على أن الكتابـة الالزمة لالت اق التحكيم البحري هي لإل بات (.)6
118
التحكيم المؤسسي فإن إرادة األطـراف تـذهب للتعبيـر عـن إيجـاد حـ النـزاع وفقـا لقواعـد
التحكيم إلحدى المؤسسات أو لمركز من مراكز التحكيم ,غير أن هـذا ال يمنـت مـن إختيـار
قواعد قانونية أو قانون معين ليطبق علـى إجـراءات بـدء العمليـة التحكيميـة .أمـا فـي حالـة
ســكوت الطــرفين عــن تحديــد القــانون الــذي يطبــق علــى إجــراءات التحكــيم ،فإنــه تطبــق
القواعد االجرائية الخاصة بالمؤسسة التحكيمية (.)1
و في القانون الجزائري فإن المادة 121مكرر 2ق.إ.م.ج نصت على أنه يمكن إلت اق
التحكيم ,أن يعين بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق االحالـة علـى نظـام التحكـيم,
تســـوية االجـــراءات الواجبـــة االتبـــاع فـــي الخصـــومة ,ويمكـــنهم كـــذلك إخضـــاعها لقـــانون
االجــراءات الــذي يحدادنــه .أمــا فــي غيــاب هــذا االت ــاق تتــولى محكمــة التحكــيم ضــبط هــذه
االجراءات مباشرة أو إستنادا الى قانون أو نظام تحكيمي.
و أقـرت إت اقيــة نيويـورك لعــام 1221فنني مادتهنا /2د مبــدأ حريــة األطـراف فــي تعيــين
القانون والقواعد الواجبة التطبيق في إجراءات التحكيـم ,و أن قانـون مكان
119
هذه التشريعات إعطاء األولوية إلرادة األطراف المتعاقدة الصـريحة أو الضـمنية إلختيـار
القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع(.)6
ومــن المنطقــي أال يتجاه ـ التشــريت الجزائــري قــانون اإلرادة بإعتبــاره أصــبح مــن
المســلمات فــي قــانون التجــارة الدوليــة,ونصــت المــادة 121مكننرر 11ق.إ.م.ج بــأن محكمــة
هذا التحكيم ت ص في النزاع طبقا لقواعد القانون الذي إختاره األطراف ,وفي غياب م
اإلت اق ت ص محكمة التحكيم وفقا لقواعد القانون واالعراف التي تراها مالئمة.
و المالحـظ هنـا أن قيـام المشـرع الجزائـري في المـادة السال ة الذكـر لعبارة قواعـد
القانـون عـوض عبـارة القانــون الواجـب التطبيـق ( ,)1ي يـد على أنه فتح المجـا لألخذ
بالمبـادئ العامـة للقانون أو مـا يعبـر عنـه اليـوم
و ما يميز النص الجزائري عن نظيره ال رنسي ,أنه أخضت مسألة تطبيـق األعـراف
التجارية لتقدير المحكم ،فهو الذي يقدر مدى مالءمتها لتطبق في النزاع المعروض عليـه
من عدمه ,في حين أن المرسوم ال رنسي جع تطبيقها تلقائيا.
كمــا أنــه مــا يميــز القــانون الجزائــري عــن القــانون السويســري هــو أنــه يقيــد المحكــم
باللجوء إلى إعما قاعدة االسناد االحتياطية متى تعذر إعما قانون االرادة ,في حين أن
النص السويسري يعم إلى تطبيق قواعد القانون األك ر صلة بالنزاع,وهو حكم يـرى فيـه
أحــد ال قهــاء الجزائــريين أنــه يتضــمن توجيهــا للمحكــم ولكــن ال يختلــف فــي جــوهره عــن
المنحى ال رنسي و ال الجزائري (.)6
120
1- Ph . Fouchard,E Gaillard et B.Goldman,op.cit,n°1444, p814.
-2د /مصط ى تراري ال اني,المرجت السابق ،ص.64
تختلف التشريعات الوطنية حـو أسـاس مسـؤولية الناقـ .فالتشـريعات الالتينيـة تتجـه
نحو جع مسؤولية الناق تعاقدية و تقوم كلمـا حصـ اخـال بـالتزام تعاقـدي ،بينمـا ت ـرق
والناقـ األنظمة اإلنجلوسكسونية بين مسؤولية الناق العام ومسؤولية الناق الخـاص.
العام هو الناقـ الـذي يتعهـد لقـاء مقابـ بتلبيـة جميـت طلبـات النقـ دون تمييـز بينهمـا ،أمـا
الناق الخاص فهو من يتولى النقـ بنـاءا علـى إت ـاق خـاص فـي كـ حالـة علـى حـدة دون
وجود أدنى إلتزام في جانبه ي رض عليه القيام بعملية النقـ .وهنـا ترتكـز مسـؤولية الناقـ
العام على أساس الخطـأ التقصـبري الم تـرض ،أمـا مسـؤولية الناقـ الخـاص ترتكـز علـى
الخطأ التقصيري الواجب اال بات (.)1
121
و المالحظ هنا هو أنه لتقرير مسؤولية الناق فإن عبء ا بات الخطأ يقت على عـاتق
المــدعي (المطلـب األو ) ،فــإذا مــا بــت خطــأ الناقـ ،فإنــه يصــبح ملزمــا بجبــر الضــرر
الالحق بالبضاعة (المطلب ال اني).
–1د/هاني محمد دويدار،موجز في القانون البحري ،المؤسسة الجامعية للنشر و التوزيت ،بيروت ،1661ص .218
122
واال بات فـي هـذا العـدد تحمكـه القواعـد العامـة والتـي مقتضـاها أنـه اليجـوز إ بـات عكـس
ال ابـت بالكتابـة إال بالكتابـة أو مـا يقـوم مقامهـا .مـا لـم تكـن الواقعـة المـراد إ باتهـا منطويـة
على غش فيجوز إ بات عكس الوارد بسند الشحن بكافة الطرق (.)1
-1وقد نظمت هذه المسألة المادة 141ق .ب .ج والمادة 6 / 3من معاهدة بروكس والمادة 3 / 14من معاهدة
هاميورغ.
-2د /محسن ش يق ,المرجت السابق ,ص66.
-3د /كما حمدي ,المرجت السابق ,ص.624
و لما كان المرس إليه في بعض التشـريعات يعتبـر طرفـا فـي عقـد النقـ فقـد أرادت
إت اقية هامبورغ تمكينه من االفادة من قطيعة القرينة إذا كان حسن النية األمر الذي يمتنـت
معه على الناق أو الشاحن االدعاء في مواجهته بعدم صحة بيانات سـند الشـحن( ،)1وذلـك
حماية للمعامالت الظاهرة وتدعيما للقوة االئنمانية لسند الشحن.
و لــم تــنص إت اقيـــة بروكس ـ علــى هــذا الجــزء وإنمــا تحــد ت فقــط عــن الشــاحن
والناقـ ممـــا أ ــار بعــض الجـــد حــو طبيعــة القرينــة بــالنظر إلــى الغيــر ،و ذهــب الــرأي
الراجـح إلى أن إ بات عكس بيانـات سند الشحن يكون غير مقبو في مواجهة الغير،
و هذا الح يت ق والمنطق بالنظر إلى السلوك الذي يجب أن يسلكه الناق عنـد تسـليم سـند
الشحن .فالناق يحرر هذا السند بناء على البيانات المكتوبة التي يقدمها له الشاحن ,إال أنه
يتعين على الناق أن يراقب هذه البيانات ,فإذا توافرت لديه أسباب جدية تحمله على الشك
فــي عــدم مطابقــة البيانــات المقدمــة مــن الشــاحن للبضــائت المســلمة إليــه فعــال أو عنــدما ال
123
تتوافر لديه الوسائ الكافية لتحقـق منهـا فـإن المـادة 1 / 1تعطيـه الحـق فـي أن ي بـت علـى
الســند الشــحن التح ظــات المتعلقــة بالبيانــات التــي يقــدمها الشــاحن ،وهــذا الح ـ يت ــق ومــا
إســتهدفته المعاهــدة مــن تزويــد ســند الشــحن بقيمــة إئتمانيــة تســمح بتداولــه والحصــو علــى
إنتمــان فــي يســر وســهولة أمــا الــرأي اآلخــر والــذي قــا بتعمــيم تطبيــق المــادة 1 / 1علــى
العالقة بالنسبة إلى الغير فلم يأخذ به (.)6
وأضافت إت اقية هامبورغ قرائن أخرى تست اد من سند الشحن وهي:
-إذا لـم يــذكر فــي السـند أي بيــان يتعلــق بالحالــة الظـاهرة للبضــاعة فــالم روض أن الناقـ
تلقى البضاعة بحالة ظاهرة سليمة ,أي ينظم الوضت كما لو كان قـد ذكـر فـي سـند الشـحن
أن الحالة الظاهرة للبضاعة سليمة وتسرى عندئد القاعدة السالف ذكرها ,فتكون القرينة
بسيطة في العالقة بـين الناقـ والشـاحن ,وقاطعـة بالنسـبة إلـى المرسـ إليـه والغيـر حسـن
النية .
-إذا لم يذكر أي بيان في السند يتعلق بأجرة النق ,أو ذكر هـذا البيـان دون أن يوضـح أن
األجرة أو جزء منها مستحقة على المرس إليه ,فهي قرنيـة بسـيطة علـى أن المرسـ إليـه
غير ملزم بدفت أية أجرة .وتكون القرنية قاطعة بالنظر إلـى الغيـر حسـن النيـة الـذي يتلقـى
السند وهو يعتقد أنه غير ملزم بدفت أجرة النق وتسرى ن س القاعدة فيما يتعلـق بغرامـات
التأخير التي إستحقت في ميناء الشحن(.)1
وتجدر االشارة إلى أنه يترتب على إيراد التح ظات في سند الشـحن تقـويض حجيتـه
فيمــا يخــص البيــان الــذي وقــت الــتح ظ بشــأنه ،وينتق ـ عــبء اال بــات إلــى المــدعي طالــب
التعويض الذي يلزم بإ بات الهالك أو التلف الذي يلحق بالبضاعة سـواء كـان هالكـا كليـا
أو جزئيا أو التأخير في تسليم البضاعة.
124
و يالحظ أن هذا اال بات يكون سـهال إذا تعلـق األمـر بسـند الشـحن النظيـف أمـا إذا
وردت في سند الشحن تح ظات فهنا يكون عبء اال بات صعبا ,ألنه ملزم با بات أمـرين:
أولهما أن البضاعة سـلمت لناقـ بشـك معـين ,وثانيهمنا أنـه قـد لحـق هـذه البضـاعة تلـف
كلي أو جزئي دون أن يكون بإمكانه االستناد إلى سند الشحن .أما فيما يخص ميعاد النق ,
فإته حتى وإن لم يـنص سـند الشـحن علـى ميعـاد معـين ,فـإن ذلـك اليمنـت الناقـ مـن القيـام
بالنق في ميعاد معقو عادة ما يترك تقديره للمحكمة المعـروض أمامهـا النـزاع وإن كـان
العرف البحـري يتسـاه فيمـا يتعلـق بميعـاد النقـ بالنسـبة للناقـ البحـري أك ـر مـن الناقـ
البري نظرا للمخاطر التي تتهدد الرحلة البحرية (.)6
125
وقد جرى العم على تضمين سند الشحن تح ظـات تتعلـق بالبيانـات التـي يقـدمها
الشاحن عن حالة البضاعة ,و مـن البـديهي ان هـذه التح ظـات ال تشـجت علـى التعامـ فـي
البضاعة و من شأنها أن تضعف قوة سـند الشـحن ،وت يـر الشـك فـي ن ـس المـؤمن فيرفـت
سعر التأمين أو يمتنت عن إبرامه كما أنها تحدث إضطرابا فـي سـوق االعتمـاد المسـتندي,
إذ ال تمكن البنك فاتح االعتماد من ان يعين على وجه الضـبط قيمـة الضـمان الـذي يغطـي
االعتماد الذي ي تحه فيتردد فـي منحـه .ويت ـادى الشـاحن هـذا الحـرج إذا إسـتطاع أن يقنـت
الناقـــ بقبـــو إصـــدار ســـند الشـــحن نظيـــف) (clean-netخـــا مـــن التح ظـــات والبيانـــات
المضادة مقابـ منحـه ورقـة الضـمان يتعهـد بموجبهـا بتعويضـه عمـا قـد يلحقـه مـن ضـرر
بســبب عــدم صــحة بيانــات الســند .و يقبـ الناق ـ إبــرام م ـ هــذا االت ــاق مــت الشــاحن إمــا
مجاملة له بوص ه من عمالئه الدائمين وإما تواطؤا معه (.)6
و يذهب رأي فـي ال قـه إلـى أن أوراق الضـمان تعتبـر باطلـة ال أ ـر لهـا فـي جميـت
األحــوا لمــا تــؤدي إليــه مــن ت ــويض القيمــة االئتمانيــة لســند الشــحن واهــدار حجيتــه فــي
اال بات .و أنه ال يمكن التسليم بالت رقة التي يقو بها البعض بين أوراق الضـمان الحسـنة
وأوراق الضمان المنطوية على غش وإعتبار هذه األخيرة وحدها باطلـة دون األولـى هـي
127
ت رقة غير مقبولة ,ألنه من الصعب أحيانا تحديد الغش ،فضال عن أن حسن نيـة الطـرفين
م ترض دائما.
وينتهــي هــذا الــرأي إلــى أنــه ال جــدوى مــن التمســك بالضــرورات العمليــة لتبريــر أوراق
الضــمان ألن ســند الشــحن وهــو اليعبــر فــي هــذه الحالــة عــن الحقيقــة يــؤدي بــال شــك إلــى
خديعـة الغير حسن النيـة الذي إطمأن إلى ظاهر األشياء .وعلى العكس يذهب إتجاه آخــر
فـي ال قه إلى أن ورقـة الضمان قد تعطى للربـان لكي يطمئـن إلى صـدق
أما بخصوص موقف المعاهدات الدولية من هذه المسألة ,والتي لـم تتناولهـا إت اقيـة
بروكس ـ وإن كانــت معروفــة وقــت إبرامهــا إال انهــا لــم تكــن منتشــرة .بينمــا قننــت إت اقيــة
هامبورغ الح المعمو به في فرنسا وتتخلص القواعد التي وضعتها فيما يلي:
فهي بالنظر إلـى الغيـر الـذي إنتقـ إليـه السـند ،كالمشـتري والـدائن المـرتهن تكـون أوراق
الضمان عديمة ال اعلية ,وهو ما يترتب عليه الزام الناق بتسليم البضاعة إلـى حامـ سـند
الشحن بحالتها الموصوفة فيه .كما أنها نصت على إعتبار ك مرس إليه مـن قبيـ الغيـر
في هذا الخصوص لتمكينه من االفادة من عدم االحتجاج عليه بورقة الضمان.
128
م أنها أوضحت أنه في إطار العالقة بين الشاحن والناق تبقى ورقة الضمان صحيحة
ومنتجة أل ارها ،فيجوز لناق بموجبها الرجوع على الشاحـن ليطالبـه بتعويـض عما
لحقه من ضرر بسبب إدراج البيان في سند الشحن خـا من التح ـظ ,ويشترط إلحداث
هذه النتيجة أن يكون الناق حسن النية .فإذا إتجهـت نيته إلى الغـش فتواطـأ مت الشاحن
علـى إلحـاق الضرر بالغير الذي تصرف إعتمـادا علـى الوصـف الوارد بسند الشحن
بشأن البضاعـة (كالمؤمن والبنـك ال اتـح اإلعتماد المستندى ) فإنه يمنت من مطالبة
الشاحن بالتعويـض .مت مالحظـة هنـا أن رأي
بعض الوفود المشاركة في مؤتمر هامبورغ شـطب هـذه ال قـرة مـن الـنص (المنادة ) 1/12
ألنها تنظم العالقة بين طرفي أوراق الضمان وهي مسألة ال تتعلـق فـي نظـرهم بموضـوع
االت اقية وينبغي أن تترك هذه المسألة للقـوانين الوطنيـة التـي تبـين أنهـا تعـالج مسـألة أ ـار
البطالن بأحكام مختل ة.
و إضافة إلى ما سبق ،فإن االت اقية لم تكت ي بالنص على حرمان الناق السيء النية من
في الرجوع على الشاحن وإنما أضافت لهذا الجزاء جزاء آخر أعمق أ را ,يتم
حرمانها للناق من التمسك بتحديد مسؤوليته تجاه الغير الذي يكون تصرف إعتمادا على
الوصف الوارد بسند الشحن (. )1
أ -االعفـاء من المسؤولية الناجم عن عدم صالحية السفينة للمالحة بعد بدء السفر
إذا نشأ الضرر عن عدم صالحية الس ينة للمالحة ,فإنه ال يسأ الناق عنه إال إذا
كان عدم الصـالحية راجعـا إلـى إهمالـه فـي بـذ العنايـة الالزمـة لتـأمين صـالحية السـ ينة
()6
،والمقصــود مــن هــذا االع ــاء تحصــين الناقـ وتجهيزهــا وإعــدادها إلســتقبا البضــاعة
ضد األخطاء التي ترتكبها الشـركة التـي تولـت بنـاء السـ ينة أو إصـالحها .و حتـى يسـت يد
الناق من هذا االع ـاء فإنـه يجـب عليـه إ بـات أمـرين :أن الضـرر نشـأ مـن عـدم صـالحية
الســ ينة للمالحــة وأن ذلــك غيــر راجــت الهمــا لــه فــي بــذ العنايــة الالزمــة لتــأمين هــذه
الصــالحية قب ـ الس ـ ر أو عنــد البــدء فيــه .مــت مالحظــة أنــه ال يك يــه ال بــات بــذ العنايــة
الالزمــة االســتناد إلــى شــهادات الصالحيـــة التــي تمنحهـــا شــركات االشــراف أو الجهــات
االدارية المختصة ألنهـا و إن كانــت تشـك دلـيال فهـي ليسـت بالدليـــ القـاطت ولـو تولـت
تحريرها شركة شهيرة وذات سـمعة فـي بنـاء السـ ن وإصالحهــا ،وهـو مـا قـرره القضـاء
االنجليــزي فـي قضيــة تعـرف بقضيـــة « .» MUN CASTER CASTLEف ـي هـذه
القضية ،حاو فيها الناقـ التنصـ من مسؤوليته بإ بات بذله العناية الالزمـة وأن السـ ينة
قــد خضــعت لل حـــص والت تــيش المســبق قب ـ إنطالقهــــا فــي الرحلــة مــن طــرف شــركة
130
مختصة وأن الخطا وقـت من أحد عما الشركـة بسـبب عـدم إغالقـه أحـد األغطيـة ،و أن
ذلــك هــو الــذي تســبب فـــي تســرب الميــاه إلــى داخـــ الس ـ ينة و أدى إلــى تلــف البضاعـــة
المشحونــــة .غيـــر أن مجلــــس اللـــوردات لـــم يستجــــب لحجــــة الناقـــ موضـــحا أنـــه كـــان
باستطاعته إكتشاف العيب وإتقاء هذا الضرر لو بذ
وعلى خالف األخطاء المالحية ،فإن األخطاء التجارية يقصـد بهـا األخطـاء التـي
تتعلــق بالبضــاعة ن ســها ،كالخطــأ فــي شــحنها أو رصــها أو ح ظهــا ,كمــا يعتبــر الخطــأ فــي
131
إستعما آالت التبريـد خطـأ تجاريـا ألن الغـرض األساسـي مـن هـذه اآلالت هـو المحافظـة
على البضاعة.
و ليتمتت الناق باالع اء من المسؤولية عن الخطأ في المالحة أو فـي إدارة الس ينة
فأنه يجب أن ين رد هذا الخطأ في إحداث الضرر ،فإن إشترك معه في ذلك خطأ تجاري
فإنه ال يع ى الناق من المسؤولية (.)1
ج – الحــاالت المستثناة
وتشم ما يسمى بالسبب األجنبـي ،و ينـدرج ضـمنه القـوة القـاهرة و خطـأ الشـاحن
والعيب الذاتي في البضاعة .بالرجوع إلى القواعد العامة المقررة في القانون المـدني نجـد
المادة 162التي نصت على أنه " :إذا أ بت الشخص أن الضـرر قـد نشـأ مـن سـبب ال يـد
له فيه كحادث م اجئ أو قوة قاهرة أو خطأ صدر من المتضرر أو خطأ الغير ،كـان غيـر
ملزم بتعويض هذا الضرر ما لم يوجد نص قانوني أو إت اق يخالف ذلك".
و عليه يمكن القو أن السبب األجنبي هو أي ظرف أو حادث ال ينسب للناقـ يـؤدي إلـى
حتمية وقوع الضرر .كما قـررت المحكمـة العليـا عنـدنا بأنـه ... ":لمـا كـان مـن ال ابـت –
من قضية الحا – أن قضاة الموضوع أبرزوا أن العاص ة لم تكـن غيـر متوقعـة إلعتبـار
أن النقـ تـم فـي فصـ الشـتاء و أن رداءة الطقـس تعتبـر حالــة عاديـة بالنسـبة للمالحــين و
بتحميلهم المسؤولية للناق عن خسائر البضائت المنقولة طبقوا صحيح القانون" (.)6
كمــا تقضــي المــادة 126ق.م.ج بــأن المــدين ال يســأ إذا بــذ فــي تن يــذ االلتــزام
عناية الرج العادي,في حـين تلـزم المـادة 122ق .م .ج المـدين الـذي لـم ين ـذ التزامـه بـأن
ي بت السبب الحقيقي لعدم التن يذ وعليه ي رق بين حاالت الث:
132
الحالــة األولى :في حالة ما إذا أخطأ المدين في تن يذ االلتزام أو تـأخر فيـه فـال يكـون لـه
أن يطالب بإع ائه وال شك في تحقق المسؤولية العقدية.
الحالة الثالثة :وهي منطقـة وسـطى بـين إ بـات المـدين قيامـه بالعنايـة المطلوبـة منـه وبـين
عدم إ باته للسبب األجنبي الذي تدخ فمنعه من التن يذ أو أدى إلى تأخيره ف ي هذه الحالـة
بقــي ســبب عــدم التن يــذ مجهــوال فمــن يتحملــه الــدائن أم المــدين؟ والــرأي الــراجح فــي ال قــه
يعتبر المدين مسؤوال عن عـدم التن يـذ أو التـأخير فيـه .وهـو مـا يستشـف مـن نـص المـادة
122ق .م .ج التي تتضمن قرينة سببية مزدوجة :
الشق األول :هو قرينة سببية الخطأ وتنحصر في نسبة عدم التن يذ إلى المدين.
الشننق الثنناني :هــو الســببية بمعناهــا الــدقيق بوص ـ ها ركنــا مســتقال مــن أركــان المســؤولية
المدنية ,وهي السببية التي تربط خطأ المـدين بالسـبب الـذي أصـاب بالضـرر ،و السـببيتان
م ترضتان افتراضا ال يقبـ إ بـات العكـس وال ين يهمـا إال إ بـات السـبب األجنبـي .فالمـادة
122تناولـــت موضـــوع دفـــت المســـؤولية العقديـــة وتعتبـــر كمبـــدأ عـــام ينطبـــق علـــى كـــ
االلتزامات من غير تمييز بين االلتزام بوسيلة و االلتزام بنتيجة (.)1
ومن قبي حاالت القوة القاهرة :الحريق الذي لم يكن ب ع الناق أو خطأه ومخاطر البحر
القرصنة البحرية ،و من أم لة أخطاء االست نائية وحواد ه والقضاء والقدر وأعما
الشاحن والعيب في البضاعة :ك هالك يرجت لخطأ صادر عن الشاحن كعدم ك اية
التغليف أو عدم إتقان العالمات الخارجية للبضاعة أو عيب آخر في البضاعة (.)6
ومقارنة بمعاهدة بروكس فإن إت اقية هاميورغ( )1أجازت لناق ن ي مسؤوليته
133
بإ بات أنه قد إتخد هو أو مستخدموه أو وكالؤه جميت ما كان من المعقو إتخاده من
– 1ذ /رزقي الطيب,دفت المسؤولية العقدية بالقوة القاهرة,رسالة ماجستير,جامعة الجزائر ,1612ص32.
– 2د/كما حمدي ,المرجت السابق ,ص466.
- 3المادة 1 / 3من معاهدة بروكس والمادة 1 / 2من معاهدة هاميورغ.
تدابير لتجنب الحادث وتبعاته ,والغالب عمال أن يضطر الناق بغية تقديم هذا الدلي إلى
إ بات مصدر الضرر ,أي السبب األجنبي كالقوة القاهرة أو العيب الذاتي للبضاعة أو
فع الشاحن أو تابيعه أو فع الغير .ووفقا لنص المادة 1 / 2من االت اقية فإن مسؤولية
الناق عن الحريق ال تقوم على فكرة الخطأ الم ترض ,وإنما تقوم على فكرة الخطأ
واجب اال بات ,ومن م فإذا ما أ بت المضرور أن الحريق قد نشأ عن الخطأ أو إهما
من جانب الناق أو مستخدميه أو أن الضرر ناتج عن عجز الناق في إتخاد جميت
التدابير التي كان عليه القيام بها الخماد الحريق وفي هذا الغرض فإن سبي الناق لن ي
مسؤوليته ,وقد أ بت المضرور في حقه الخطأ أو اإلهما ,ال يكون إال بإ بات السبب
األجنبي.
كما تعرضت االت اقية لحاالت اإلع اء الخاصة من المسؤولية يك ي الناق فيها لن ي
مسؤولية اإل بات اليسير،ومن ذلك حالة األضرار التي تلحق بالحيوانات الحية طالما
()1
كانت تلك األضرار ناشئة عن المخاطـر التي تصاحب نق هذا النوع من البضائت
د -األفعــال البريئة من الغش
ويتقرر ذلك في حالة ما إذا صدر من الناق تصرف معـين أدى إلـى إلحـاق ضـرر
بالبضاعة وكان الناق مضـطرة للقيـام بـه ومـن قبيـ ذلـك مـ ال :إلقـاء جـزء مـن البضـاعة
المشــحونة فــي البحــر لحمايــة تــوازن الس ـ ينة ,وأيضــا إنحرافــه عــن خطــر الســير المعتــاد
لحمايــة األرواح واألمــوا فــي البحــر علمــا وأن تقــدير ذلــك كلــه يعــود لقاضــي الموضــوع
المعروض أمامه النزاع (.)6
ثانيــا :أسباب اإلعفاء اإلتفاقي من المسؤولية
نص المشرع الجزائري على بطالن ك شرط تعاقدي يكـون هدفه إع اء الناق من
المسؤولية أو تحديدها عن إلتزامه بوضت س ينة صالحة لإلبحار والتزامه بتحميـ
134
– 1د /كما حمدي , ،المرجت السابق ،ص 411.
– -2د /حبار محمد ( االبن),محاضرات في القانون البحري ,المرجت السابق.
ورص البضاعة وصيانتها ونقلها وحراستها وإلتزامه بالت ري والتسليم وعن إع اءه في
حاالة تعدد المسؤوليات بسبب تالقي أخطاء التاق أو مندوبيه مت سبب آخـر .مما ي يد
بإمكانية االت اق على إع اء الناق من المسؤولية ( . )1هو ما تؤكده المادة 121ق.م.ج التي
نصت على جواز اإلت اق على إع اء المدين من أية مسؤولية تترتب على عدم تن يذ
إلتزامه التعاقدي ويستئني من ذلك إذا صدر منه غش أو خطأ جسيم .ومت ذلك يجوز
للمدين إشتراط عدم مسؤوليته عن الغــش أو الخطأ الجسيم الذي يقت من أشخاص
هذه الشروط سيمس بال شك يستخدمهم في تن يذ إلتزامه هذا وال يخ ي أن إقرار م
بمصلحة الشاحن أو من له الحق في البضاعة.
ويبقى بإمكان القاضي اللجوء إلى المادة 110ق .م .ج والتي تقضي بأنه في
عقود االذعان -وهو الحا بالنسبة لسند الشحن -جاز للقاضي أن يعد من الشروط
التعس ية وأن يع ي الطرف المدعن منها وفقا لما تقضي به العدالة ويقت باطال ك إت اق
على خالف ذلك (.)6
كما أن معاهدة بروكس وبعد بيانها إللتزامات الناق وضعت مبدأ هام وهو
بطالن الشروط االع اء من المسؤولية وحتى التخ يف منها بطالنا مطلقا وهذا معناه أن
أحكام المعاهدة من النظام العام وال يجوز االت اق على ما يخال ها ومن أم لة الشروط
الباطلــة :
-شـرط التناز لناق عن الحقوق الناشئة عن تأمين أبرمه الشاحن.
-شـرط إع اء الناق من المسؤولية عن أخطاء الربان والتابعين التجارية.
ذلك من شروط إال إذا وجد لديه سبب جدي يحمله لشك -شـرط الجه بالوزن وما يما
في بيانات الشاحن أو لم تتوافر له الوسائ الكافية لتحقق من ذلك.
135
- 1المادة 211ق.ب.ج .
-2د /حبار محمد ( االبن) ,محاضرات في القانون البحري ,المرجت السابق.
-شرط تحديد مسؤولية الناق بمبل يق عن الحد االدنى المقرر في المعاهدة.
-شرط تحديد مسؤولية الناق باعتبار الحاوية وما إشتملت عليه طردا واحدا عندما يكـون
سند الشحن قد حدد عدد الطرود الموجودة في الحاوية.
-شرط التحكيم مت ت ويض المحكمين بالصلح.
ومن بين الشروط الصحيحة:
-شرط ( free in and out) F . I . Oوالذي مقتضاه وضت مصاريف عمليات الشـحن
والت ري على عاتق الشاحن أو المرس إليه.
-شرط إستحقاق الناق لألجرة في ك األحوا وأيا كانت الحوادث.
و تجدر االشارة إلى أنه حيث يكون الشرط باطال فاألمر يقتصر على بطالن
الشرط ذاتـه دون أن يؤ ر ذلك فــي صحة عقد النق أو صحة الشروط األخرى الواردة
فيه ,فالشرط باط ويح محله حكم المعاهدة (.)1
136
– 2د /حبار محمد ,محاضرات في القانون البحري,المرجت السابق.
المطلـب الثاني :التعويض عن الضرر الالحق بالبضاعة
عندما يلجأ أطراف عقد النق للمحاكم أو إلى إعتمـاد أسـلوب التحكـيم فـإن المـدعي
يأم ـ فــي الحصــو علــى تعــويض عــن األضــرار التــي لحقــت بــه .غيــر أنــه نظــرا ل ق ـ
المسؤولية التي تقت على عاتق الناق ,وضت له المشـرع حـدا أقصـى لتعـويض يلـزم الناقـ
بأدائـه إذا مـا تحققـت مســؤوليته ( ال ـرع األو ) .علـى أنـه إذا كــان التحديـد القـانوني ميــزة
للناق ،فإنه مما ال شك فيه سيحرم منه,متى كان غير جدير به ( ال رع ال اني).
137
لحــق بــه وذلــك طبقــا للقواعــد العامــة المقــررة فــي القــانون المــدني .وإذا مــا أ بــت المــدعي
مقـدار الضرر فاألمر ال يخرج من حاالت الث:
-الحالننة األولننى :إذا كــان مقــدار الضــرر ي ــوق الحــد األقصــى للتعــويض فــال يحصــ
المضرور إال على ذلك الحد المحدد له .
-الحالة الثانية :إذا كان الضرر مساويا للحد األقصى للتعويض فانه يعمد هنا الى تطبيق
ن س الحكم المحدد أعاله .
-الحالننـة الثالثننة :إذا كــان مقــدار الضــرر أق ـ مــن الحــد األقصــى للتعــويض,فــال يســتحق
المضــرور إال تعويضــا يعــاد مــا لحقــه مــن ضــرر,دون أن يكــون لــه الحــق فــي المطالبــة
بالحد األقصى للتعويض حتى ال ي ري على حساب الناق (.)1
أما إذا تضمن سند الشحن شرطا يحدد الحد األقصى للتعويض بمبل أقـ مـن الحـد
المقــرر قانونــا ,فــإن هــذا الشــرط يعتبــر بــاطال بطالنــا مطلقــا وال يرتــب أي أ ــر قــانوني .و
ي ســر ذلـك بكــون النصــوص الخاصــة بمســؤولية الناقـ البحــري تتعلــق بالنظــام العــام,فــال
يجوز االت اق على مخال تها ( .)6كما أنه من المقرر قانونـا هـو أنـه بإمكـان الناقـ أن يزيـد
من التزاماته و مسؤوليته فإن ذلك يبقى مرهونا بإيراده ذلك فـي سند الشـحن .و علـة ذلـك
أن رعاية الناق التــي اسـتهدفها تحديـد التعـويض هـي ميـزة و ليسـت حمايـة,فـيمكن لـه أن
ي يد منها أو يتركها,ومن م فإن هـذا االت ـاق صـحيح ولـو بلـ حـد إلغـاء حـدود المسـؤولية
أصال حتى يغطـي التعـويض كـ الضـرر( .)1ومعنـى ذلـك أن التحديـد القـانوني المسـؤولية
(والذي يقصد به هنا الحد األقصى للتعويض)هو حد أقصى لمسـؤولية الناقــ و حـد أدنـى
للمسؤوليـة االت اقية ( .)1و بهذا الخصوص ،قضت محكمة النقض ال رنسـية أنـه يجـب أن
يتمســك الناقـ بتحديــد المســؤولية و أنــه لــيس للمحكمــة أن ت يــره مــن تلقــاء ن ســها ( .)2كمــا
أجازت محكمة النقض المصرية للناق التمسـك بتحديد مسؤوليتـه
138
أمام محكمة االستئناف و أنه ال يعتبر أمامها طلبا جديدا بأن قررت ما يلي ..«:لما كانـت
المطعــون ضــدها قــد طلبــت أمــام محكمــة أو درجــة رفــض الــدعوى علــى أســاس انت ــاء
مسؤوليتها عن تلف البضاعة مح النزاع,فال يعـد ذلـك تنـازال منهـا عـن التحديـد القـانوني
لمسؤوليتها كناقلة وفقا لمعاهدة بروكس لسـندات الشـحن,ألن هـذا التحديـد ممـا ينـدرج فـي
عموم طلب رفـض الـدعوى ويـدخ فـي نطاقـه وبالتـالي فإنـه ال يعتبـر طلبـا جديـدا ممـا ال
يجوز ابدلؤه ألو مرة أمام محكمة االستئناف.)1(» ...
139
يؤخذ بالحد األعلى من الحدين .والمقصود بال رنك بوانكاري (أو ما أسماه المشرع
الجزائري بالوحدة الحسابية) هو 2252مليغرام من الذهب عيار 200من األلف وهذه
القيمة تعلو وتنز مت قيمة الذهب (.)1
علما وأن برتوكـو 1221بـين بالت صـي طريقـة حسـاب التعـويض ،فقـرر أنـه يـتم
حساب التعويض علـى أساس قيمـة البضائت في المكـان والزمان اللذين أفرغت فيهما مـن
الس ينـــة أو اللذيـــن كــان ينبغـــي ت ريغهــا فيهمـــا ،وهــو مــا يطــابق نــص المــادة 102ق .ب.
ج(.)6
مما تقدم عرضه ،فإنه يالحظ أن معاهدة بروكس اسـتعملت مصـطلح « الطـرد
أو الوحدة» حين القيام بتحديد هذا التعويض وأضاف برتوكو 1221ضابطا أخر للتقدير
هو « الوزن » .و يقصد بالطرد وحدة قائمة بذاتها متميزة عن غيرها من وحدات الشحن
بما تحمله من بيانات وعالمات ،ونـذكر فـي سـند الشـحن بوصـ ها وحـدة قائمـة بـذاتها ,أي
حزم البضاعة وتجميعها في رباط واحد قصد نقلها كالصناديق أو البرامي ..أو غيـر ذلـك
من وسائ الحزم والتغليف.أما الوحـدة فإنـه يـتم إعتمادهـا لتغطيـة ال ـرض الـذي تسـلم فيـه
البضاعة مقدرة بحجمها أو بالطن أو القنطار أو الكيلو غرام أو اللتـر أو بأيـة وحـدة شـحن
أخرى تذكر في سند الشحن .وتطرق برتوكو 1642وكذلك
- 1ونصت المادة 6/280ق .ب .ج « ...بقصد بالوحدة الحسابية في م هوم هذا المر ومدة حساب
متشكلة من خمسة وستين مليغرام ونصف من الذهب ع أساس تسعة مائة من األلف في النهاية,ويمكن أن
تحو وحدات
الحساب المذكورة بالعملة الوطنية بأرقام مضبوطة ويتم التحوي في حالة دعوى القضائية حسب قيمة
الذهب للعملة المذكورة بتاري النطق بالحكم.
-2المادة 284ق .ب .ج « تحديد التعويضات عن خسارة البضائت بالسنة لقيمتها الجارية,أما التعويض عن الخسائر
البحرية للبضائت فعلى أساس فرق قيمتها الجارية وهي بحالة جيدة وقيمتها بعد الخسائر ...وإذا لم ترفت قيمة البضائت
على أساس السعر الجاري في األسواق فيمكن تحديدها على أساس القيمة العادية للبضائت من ن س النوع والجودة ».
140
القانون البحري الجزائري الستخدام الحاويات فـي عمليـة النقـ فنصـت ال قـرة ال انيـة مـن
المادة 280ق .ب .ج " في حالة استخدام الحاوية أو أية أداة أخرى لتجميت البضائت ,فإن
العبرة في حساب أي المبلغين أكبر لتحديد المسؤولية هو عـدد الطـرود المدونـة فـي و يقـة
الشحن أو أي و يقة أخرى ت بت عقد النق البحري".
أمــا إذا لــم يــذكر فــي ســند الشــحن عــدد الطــرود التــي تشــملها الحاويــة ,فإنــه يــتم
اعتبربارهــا طـــردا وحيـــدا بغـــض النظــر عـــن محتوياتهـــا ,وهـــو حــ تـــم إقـــراره لصـــالح
الناقـ ,ولكــن تبــرره ضــرورة األخـذ بظــاهر األشــياء متــى كــان سـند الشــحن خاليــا مــن كـ
بيان .ومت ذلك فإن األمر يتوقف على كي ية تحرير سـند الشـحن,فـال تعتبـر الحاويـة طـردا
واحدا إال إذا ذكرت في سند الشحن دون أي بيان آخر ,وإن ذلك يبقى أمرا ناذرا الوقـوع
عمال كأن يذكر "حاوية" فحسب .فإذا ما تمو ذكر عبارة الحاوية مرفقة بحجمها باألمتـار
()1
المكعبة فإن المتر المكعب يصبح عندئذ وحدة شحن
و بــالرغم مــن التعــديالت التــي وردت فــي برتوكــو ، 1221فأنــه بقــي معتمــدا
لقيمــة الــذهب فــي تقــديره للتعــويض ولــم يت ــاد مــا وجــه لمعاهــدة بروكس ـ مــن إنتقــادت
بخصــوص اعتمادهــا هــذا األســاس فــي إحتســاب مبل ـ التعــويض ،و هــو األمــر الــذي دفــت
واضـــعي برتوكـــو 1222المعـــــد برتوكــــو 1221لألخـــــذ بقاعــــدة حــــق السحــــب
الخــاص ( )Droit de tirage Spécialبـد ال رنـك الـذهبي المؤخـوذ بـه فـي برتوكـو
.1221و بناءا على هذا التعدي فــإن الحـد األقصـى للتعـويض يصـبح محـددا بــ 222522
كحق سحب خاص ) )D.T.Sعـن كـ طـرد أو وحـدة و 2حـق سـحب خـاص عـن الكيلـو
غرام.
141
وحق السحب الخاص هو قيمـة دوليـة عامـة يحـددها صـندوق النقـد الـدولي ،و تعلـن غالبـا
يوما بيوم ومن ـم فإنـه ال يتـأ ر بالتضـخم الـذي يبقـى الـدافت إليجـاد طريقـة التعـويض بمـا
()1
يتماشى مت قيمة العملة وما قد يلحق بها من تدهور نتيجة التضخم
أمـا معاهدة هامبورغ فإنها بالنسبة إلى مسألة إحتساب الحد األقصى للتعـويض فـي
حالة هالك البضاعة أو تل ها ،حددت التقدير على أساس الطرد أو وحـدة الشـحن والتقـدير
على أساس الوزن واألخذ بالحد األعلى للتقديرين .واتبعت هذه االت اقية األسلوب الحـديث
فــي الوفــاء فــي المعــامالت الدوليــة وهــو حــق الســحب الخــاص .فعينــت الحــد األقصــى
للتعويض في حالة التقدير على أساس الطرد أو وحـدة الشـحن ب 112وحـدة حسـابية لكـ
طرد أو وحدة شحن .و إذا تم التقدير على أساس الوزن فإنه يحدد بمبل يعـاد 652وحـدة
حسابية لك كيلـو غـرام مـن الـوزن اإلجمـالي للبضـاعة التـي هلكـت أو تل ـت .كمـا أخـذت
االت اقية بن س القاعدة الموجـودة فـي برتوكـو عـام 1221بخصـوص الحاويـات ،غيـر أن
الجديد فيها هو اعتبار الحاوية ذاتها فـي حالـة تل هـا أو هالكهـا وحـدة شـحن مسـتقلة تـدخ
في حساب الحد األعلى للتعويض ,بشرط أال تكون مملوكة للناقـ أو مقدمـة منـه ،أي أنـه
()6
ال يعم بالنص إال إذا كان الشاحن هو المقدم للحاوية
تجـدر المالحظة بـداءة أن الدعاوى القضائيـة المرفوعة بسبب التأخير قليلة ،إذا
تمـت مقارنتها مت الدعـاوى القضائيــة المرفوعة بسبب الهـالك أو التلف .فالتأخيـر في
النق البحري للبضاعة أعتبر كمسألـة انوية وهذا بالنظر إلى
142
المخاطر التي تعرفها الرحلة البحرية ،غير أنه في الوقت الحاضر فإن الطرق البحرية
معروفة و آمنــة ,وليست معرضة سوى للمخاطر الطبيعية,إذ تتوافر هذه الطرق على
المزيد من االستقرار واألمان .وعليه فإنه يظهر من الطبيعي تحم الناق المسؤولية
بشأن التأخير في تسليم البضاعة .ألن التأخيـر في تسليم البضاعة يلحق الك ير من
الضرر في ظ اقتصاد م توح مبنى على المنافسة الحرة و ألن الزمن أصبح يعتبر اليوم
() 1
قيمة اقتصادية
وقد راعى المشرع الجزائـري هـذه األهميـة للوقـت ورتـب المسـؤولية عـن التـأخير
فــي تســليم البضــاعة صــراحة فــي نــص المــادة 102ق.ب.ج علــى خــالف ك ـ مــن معاهــدة
بروكس والقانون ال رنسي ,معتمدا في ذلك موقف معاهدة هامبورغ وقدر هذا التعـويض
« بمقــدار يعــاد مــرتين ونصــف مــن أجــرة النقـ المســتحقة الــدفت عــن البضــائت المتــأخرة
التـي لـم تسلم في الوقت المت ق عليه أو في الوقت المعقو المطلوب من ناق حـريص أن
يسلم فيـه البضـائت ولكـن ال تزيـد عـن مجمـوع أجـرة النقـ المسـتحقة بموجـب عقــد النقــ
البحـــري ».
و يتطابق نص المادة 102ق .ب .ج مت نص المادة ( 1/2ب) من معاهدة هامبورغ ،غير
أن المعاهدة أضافت سق ا أخر يحد التعويض المقرر في حالة التأخير في تسليم البضاعة
بنصها في مادتها ( 1/2ج) على أنه يجب أال يتجاوز مجموع مسؤولية الناق عن هالك
البضاعة أو تل ها والتأخير في تسليمها الحد المقرر بالنسبـة للهالك الكلـي للبضاعــة.
ويرى بعض ال قه في فرنسا أن القانون ال رنسي و كذا معاهـدة بروكس تضمنا أحكاما
تأخذ بمبدأ المسؤوليـة عن التأخيـر ومن تم فإنه يمكن لناق االست ادة من تحديد المسؤولية
المنصوص عليه .فنصت المادة 62من قانون 11جوان 1222على ان
الناقـ مســؤو « عــن الهــالك أو التلــف الالحــق بالبضــاعة » إذ يمكــن ت ســير هــذا الــنص
على أنه يشم الضرر النـاجم مـن التـأخير ( .)1أمــا بخصـوص معاهـدة بروكسـ فقـد أخـذ
143
القضاء ال رنسي بموقف نظيره اإلنجليــــزي و إسـتقر علـى أن سـنص المعاهـدة ال يخـص
فقـط الضرر الحاص للبضاعة وإنما يشم كـ مـا يتعلـق بهـا ،ذلـك أنـه تـم صـياغة نـص
المادة ( 1خامسا) على النحو التالي « :ال يلزم الناقـ ...بسـبب الهـالك أو التلـف الالحـق
بالبضائت أو ما يتعلق بها .» ...وفي الواقت فإن قواعد هاميورغ أك ـر تحديـدا مـن معاهـدة
بروكسـ ألن عبــارة تجــارة " أو مــا يتعلــق بهــا" يمكــن تطبيقــه باإلضــافة علــى الهــالك أو
التلــف والتــأخير فــي مجــاالت أخــرى :كمصــاريف إعــادة تســتيف البضــاعة,المصــاريف
االست نائية للشحن والت ري ,مصاريف الجمارك (.)6
الفرع الثاني :سقوط حق الناقل في التمسك بالحد األقصى للتعويض
يعتبر الحد األقصى للتعويض ميزة قررت لصالح الناق ,ومن المنطقي أال يست يد
منها سوى الناق الجدير بها ,و لذلك أورد المشـرع الجـزاري حـاالت تـؤدي إلـى سـقوط
حالة منها. هذا الحق .ونتعرض فيما يلي لهذه الحاالت وكي ية تقدير التعويض في ك
أوال :الحاالت التي يترتب عنها سقوط حق التمسك بالحد األقصى للتعويض
يسقط حق الناق في تحديد التعويض إذا قام الشاحن قب عملية الشحن بتصريح
بقيمة البضائت أو إذا صدر منه خطأ عمدي ( ) Faute intentionelleأو إهما غير
مغت ر (.)1() Faute inexcusable
أ -التصريـح بالقيمة Déclaration de valeur
يسقط الحق في االست ادة من الحد األقصى للتعويض إذا قام الشاحن قب عملية الشحن
بإخطار الناق بأهمية البضاعة وقدم بيانا موضحا فيه طبيعتها وقيمتها وذكر هذا البيان
144
يزيــد عــن .» ...غيــر أن هــذه المــادة لــم تــنص صــراحة علــى أن جبــر الضــرر ســيكون
كامال(.)6
ويست اد من هذا الـنص أن البيـان الخـاص بطبيعـة البضـاعة وقيمتهـا يجـب أن يقـدم
قبـ الشــحن وأن بــدون فــي ســند الشــحن .ومــن ــم فإنــه ال يجــوز للناقـ أن يتمســك بتحديــد
التعويض ألن ذكر البيان في سند الشـحن يعـد قرينـة علـى صـحة قيمـة البضـائت المصـرح
بها من طرف الشاحن ,بيد أن هـذه القيمـة ال تلـزم الناقـ الـذي يمكنـه المنازعـة فيهـا طبقـا
للمادة 102ق .ب .ج.
وعند استشارة أحـد المختصـين فـي المنازعـات البحريـة ( )1بشـأن المسـألة المتعلقـة
بالطريقة المعتمدة عمليا حين تحديد التعويض في الجزائر ،فإنه أكد أن سند الشحن غالبـا
ما يكون مصحوبا بال اتورات التي تحدد قيمة البضائت المشحونة ,وأن القاضي الجزائـري
يعتمد على تقرير الخبرة حين تقديره لحجـم الضـرر الالحـق بالبضـاعة ،وهـو أمـر يطـابق
نص المادة 102و 102ق .ب .ج.
ب -خطأ الناقـل
ال يمكن للناق االست ادة من الحد األقصـى للتعـويض متـى إرتكـب خطـأ عمـديا أو
غير عمدي يؤدي إلى وقوع أضرار أو إلحاق خسائر بالبضائت.وطبقـا لمعاهـدة بروكســ
فإنها نصت في مادتها 2/1على أنه «:ال يلزم الناق أو الس ينة في أي حا
-3ذ /بلبار الهواري ،المحامى لدى مجلس قضاء وهران و المعتمد لدى المحكمة العليا
من األحوا (بدفت التعويض) بسـبب الهـالك أو التلـف الالحـق بالبضـائت بمبلـ يزيـد علـى
مائة جنية إنجليزي ».وأ ارت عبارة « في أي حـا مـن األحـوا » بورودهـا فـي صـيغة
مطلقة التساؤ حو ما إذا كان يجب األخذ بمبدأ تحديد المسؤولية حتى ولو ارتكب الناق
أو تابعوه غشا أو خطأ جسيما ؟
145
وهنــا اســتقر قضــاء محكمــة الــنقض المصــرية علــى أن عبــارة « فــي أي حــا مــن
األحوا » وردت بصيغة العموم وأنه يندرج في نطاق التحديد القانوني للمسؤولية المقـرر
بهذه ال قرة ك ما قد يقت من هالك نتيجة لخطأ غير عمدي أيا كانت درجة هذا الخطأ,وال
يخرج مـن هـذا النطـاق إال مـا يكـون ناشـئا عـن غـش الناقـ شخصـيا ،وهـو ن ـس الموقـف
الذي يعتمده القضاء ال رنسي إعماال لقاعدة الغش يفسد كنل شنيء .وذهـب رأي فـي ال قـه
إلــى أن الخطــأ الجسيــــم الــذي يرتكبــه الناق ـ أو أحــد تابعيــه ي قــد الناق ـ حقــه فــي التمســك
بالتحديد القانوني للتعويض (.)1
أما نص برتوكو 1221فانه حاو إنهاء الجد الذي كان قائما فاتجه إلى حرمان
الناق السيئ النية أو الم رط في اإلهما من اإلست ادة من مبدأ تحديد التعويض,ولكنه لم
يستعم ل ظ « الغش » أو عبارة « الخطأ الجسيم » ،ألن لهذا الل ظ ولهذه العبارة معانى
تختلف من نظام قانوني آلخر .ب إن من األنظمة القانونية كالنظام االنجلوسكسوني من
ال يعرف اصطالح "الخطأ الجسيم" .وقد سعى البرتوكو إلى إيجاد صياغة تجمت بين
مختلف األنظمة ،غير أنه لم يجد أحسن مما فعلته ات اقية وارسو بشأن النق الجوي في
من التمسك بتحديد مسألة مما لة,فنص في مادته ال انية على حرمان الناق
المسؤولية « :إذا بت أن الضرر حدث ب ع أو امتناع صدر منه بقصد إحداث الضرر
أو بعدم اكتراث مصحوب بادراك بأن ضرر يمكن أن يحدث » وهو ما أخـذ بـه المشرع
الجزائري في نص المادة 102من ق .ب.ج .
146
من تحديد المسؤولية المنصوص عليه في المادة 4إذا بت أن الهالك أو التلف أو التأخير
في التسليم حدث ب ع أو امتناع صدر منه بقصد إحداث هـذا الهـالك أو التلـف أو التـأخير
أو بعدم اكتراث مصحوب بادراك بأن الهالك أو التلف أو التأخير يمكن أن يحدث » .كما
أنه ال يحق لمستخدم الناق أو لوكيله طبقا للمادة 6/1مـن معاهـدة هـاميورغ االسـت ادة مـن
تحديد المسؤولية إذا بت أن الهـالك أو التلـف أو التـأخير فـي التسـليم قـد نـتج عـن فعـ أو
تقصــير مــن جانــب هــذا المســتخدم بقصــد التســبب فــي هــذا الهــالك أو التلــف أو التــأخير أو
ارتكب بعدم اكتراث مت العلم باحتما حصو الهالك أو التلف أو التأخير.
غير أن الناقـ ال يحـرم مـن اإلسـت ادة مـن تحديـد المسـؤولية إال بـت إصـدار خطـأ
غيــر مغت ــر منــه شخصــيا ,وهــو ن ــس موقــف معاهــدة بروكس ـ والقضــاء اإلنجليــزي ،إذ
يتطلبــان تــوافر خطــأ شخصــي مــن الناق ـ .و إن مــا قــد يصــدر مــن التــابعين كالربــان أو
البحارة أو غيرهم فإنه يحو دون تمسك الناق بتحديد المسؤولية (.)1
والواقــت أن هــذا الحـ يكــاد يعطـ تطبيــق الــنص ,ألن الغــش أو عــدم االكتــراث ال
يصدران عادة من الناق شخصيا ألنه ك يرا ما يبقى ماك ا في مكتبه بمركز إدارة
الشركة الناقلة ,وإنمـا يحصـ حالـة وقوعـه مـن الربـان أو مـن البحـارة أو التابعيـــن ،فـإذا
كان الجزاء الذي يقرره هذا النص ال يشم هؤالء فهـو ال يخـرج عـن كونـه مجـرد جـزاء
نظري (.)1
ثانيا :كيفية حساب التعويض حالة سقوط الحق في التمسك بالحد األقصى للتعويض.
يكون تعويض الضرر كامال نتيجة وجود غش أو خطأ ال يغت ر أو نتيجة
التصريح بقيمة البضائت أو إذا كان التعويض محددا بقيمة أق من القيمة المنصوص
عليها قانونا عمال بنص المادة 211من ق .ب .ج التي نصت على أنه «:يعد باطال
وعديم الم عو ك شرط تعاقدي يكون هدفه أو أ ره المباشر أو غير المباشر:
-تحديد المسؤولية بمبل يق عن المبل الذي حدد في المادة .» ...280
147
و يتم تقدير التعويض بطرق ال ة تتحدد اما باالت اق أو بنص القانون أو من
طرف القاضي .وهو ما قررته المادة 116ق .م .ج حيث تقو «:إذا لم يكن التعويض
مقدرا في العقد أو في القانون فالقاضي هو الذي يقدره,ويشم التعويض ما لحق الدائن
من خسارة وما فاته من كسب.» .......
و ان القاضي يقـدر التعـويض علـى ضـوء مـا يكـون لحـق صـاحب البضـاعة مـن
ضرر وما فاته من كسب,وهو وان كان حرا فـي ذلك فإنه يبقى ملزما بتوضيح العناصـر
التي يكون قد اعتمدها في تحديده للتعويض ,و هو الحكـم الـذي تؤكـده ال قـرة 6مـن المـادة
116ق .م .ج بنصها علـى مـا يلـي " :غيـر أنـه إذا كـان االلتـزام مصـدره العقـد,فـال يلتـزم
المدين الذي لم يرتكب غشا أو خطـأ جسـيما إال بتعـويض الضـرر الـذي كـان يمكـن توقعـه
عادة وقت التعاقد ».
كما نصـت المادة 102ق .ب .ج علـى الطريقــة التـي تعتمـد فـي تقـدير التعـويض و
أوضحت أن تحديد التعويض عن هالك البضائت يتم على أساس قيمتها الجارية أي قيمتهـا
في السوق .أما بالنسبة للتلف الذي قد يلحق بالبضاعة فيقدر على أساس ال رق بين قيمتهـا
الجارية وهي في بحالة جيدة وقيمتها بعد التلف.
وإذا كان سـعر البضـاعة محـددا جبـرا فـإن ذلـك ال يمنـت مـن التأكـد مـن قيمتهـا فـي
السوق الحـرة فـي مينـاء الوصـو ,إذ يبقـى إمكـان المحكمـة تحديـد هـذه القيمـة باالسـتهداء
بقيمــة البضــاعة فــي مينــاء قريــب مــن مينــاء الوصــو و إن كــان الــدائن يتحمـ هنــا عــبء
إ بات الضرر الذي يدعيه (.)6
148
-1المادة 284فقرة 2و ، 3ق .ب .ج.
-2د/عدلي أمير خلد,المرجت السابق,ص .213
الخاتمــة :
و قـــد ركـــزت الجهـــود القانونيـــة الدوليـــة المبذولـــة اهتمامهـــا علـــى بعـــض القواعـــد
الموضوعية التي تخـص النقـ البحـري ,وتركـت مسـألة تنظـيم القواعـد اإلجرائيـة للقـانون
الوطني الواجب التطبيق ,و بذلك فإن الجهود الدولية اقتصرت على تنظيم بعـض المسـائ
149
و توصــلت إلــى وضــت أحكــام موحــدة بشــأنها لتحقيــق مبــدأ إســتقرار المعــامالت التجاريــة
الدولية.
و بــذلك فإنــه يظهــر بوضــوح أن التوحيــد الــدولي للقواعــد المطبقــة علــى عقــود النق ـ
البحري عموما و على سند الشحن خصوصا لم يتحقق لحـد السـاعة و ال يمكـن أن يتحقـق
بالتطبيق االختياري للقواعـد الدوليـة الماديـة .فتـرك الحريـة للمشـرع الـوطني فـي اختيـار
القواعــد المالئمــة ســيؤدي حتمــا إلــى اخــتالف فــي القــوانين الوطنيــة و هــو أمــر ال يخــدم
مصلحة التجارة الدولية.
م أن ترك هذه المسألة دون تنظيم دولي موحـد ,قـد يـؤدي إلـى تمكـين أحـد األطـراف
من الحصو على حكم ينشئ لصاحبه سندا رسميا يح مح السند الذي أقام عليه دعاواه
,و قد يصطدم باستحالة التن يذ لمخال ة الحكم للنظام العام في الدولة المراد تن يـذه بهـا ,و
قد يتطلب منه الحصو على حكم من جديد واعتبار الحكم السـابق إصـداره سـند لإل بـات
،و أن ذلك سيؤدي إلى ضياع للوقت وللما .
هذا التباين بين الدو سي وت حتما فرصـة التوحيد التشـريعي المـأمو , و إن م
و يحو دون تحقيق الهدف المنشود من االت اقيات الدولية البحرية المنجزة ,وهـو القضـاء
على مسألة تنازع القوانين وما ينجم عن ذلك زعزعة للتجارة الدولية.
و لـــذلك فـــإن الـــدو تبقـــى مـــدعوة لتنظـــيم القواعـــد اإلجرائيـــة م لهـــا م ـــ القواعـــد
الموضــوعية التــي تحكــم مســؤولية الناقــ البحــري للبضــائت ,وبصــ ة عامــة توحيــد كــ
المسائ الناشئة عن عقد النق البحري دون ما إست ناء .كما أنهـا مـدعوة لتوحيـد الشـروط
المتطلبة لممارسـة دعـوى المسـؤولية ,لنكـون أمـام إجـراءات موحـدة بـين الـدو ،ومـن ـم
فإننا سنكون أمام مدة تقادم موحـدة سـواء بالنسـبة للـدعاوى األصـلية أو لـدعاوى الرجـوع,
وتكون لو يقة النق ن س الحجية أمام قضاء ك الـدو .كمـا أنـه يجـب أن تكـون للشـروط
المدرجة في سند الشحن من شروط االختصاص القضائي وشروط التحكـيم مـ ال وغيرهـا
150
مــن الشــروط األخــرى خاضــعة لــن س األحكــام القانونيــة علــى مســتوى جميــت المحــاكم ,و
بذلك نت ادى اعتبار هذا الشرط أو ذلك باطال في دولة ما وصحيحا في دولة أخرى.
وسيتعزز هذا التوحيد أك ر باالعتماد على ما توص إليه القضاء في هذا المجا فـي
مختلف األنظمة القانونية في العالم ألن القضاء يبقى خير حقـ تجـارب للقواعـد القانونيـة,
ومن م لمعرفة مدى فعالية هذه القواعد,ومدى مساهمتها في تطور القانون البحري.
وتجدر المالحظـة هنـا أن القضـاء الجزائـري لـم يسـاهم بعـد بشـك كبيـر فـي إ ـراء
مواد القانون البحري ،و لع ذلك راجت إلى قلة القضايا الشائكة التي أ يرت أمامـه بـالظر
إلى الحاالت التي عرضت على القضاء األجنبي .و إن إن تـاح اإلقتصـاد الجزائـري علـى
العــالم الخــارجي و إزدهــار التجــارة الدوليــة انطالقــا مــن الجزائــر ســيؤدي بــدون شــك الــى
االك ار من عمليات االيـراد واالسـتيراد انطالقـا مـن المـوانئ الجزائريـة وفـي اتجاهممـا و
من تم الى حجم المنازعات كما و نوعا .
كمــا أنــه مــن المؤكــد أن القــانون البحــري الجزائــري يحتــاج إلــى التعــدي و إعتمــاد
القواعد المادية المأخوذ بها في إطار النشاط البحـري الـدولي للقضـاء علـى حـاالت تنـازع
القوانين ،للمسـاهمة فـي وضـت قـانون بحـري موحـد خاصـة بشـأن القواعـد المتعلقـة بالنقـ
البحري مادام ذلك يساهم على إزدهار النشاط البحري الدولي .
و إذن فإنــه ال م ــر مــن اإلصــالح ،و إن خيــر إصــالح هــو مــا يــتم علــى المســتوى
الدولي ليكون أك ر فعالية ,خاصة و أن العالم مهيأ اليوم أك ر من أي وقـت مضـى لتحقيـق
هذا التوحيد ,و خاصة بعد إنهيـار المعسـكر االشـتراكي ,وظهـور مـا يسـمى اآلن بالعولمـة
التي يتست نطاقها لتشم كافة المجاالت بدون است ناء و مـن ضـمنها التجـارة الدوليـة التـي
تتم بواسطة النق البحري.
151
152
153
154
155
156
157
158
159
قائمــــة المراجــــــع
أوال :المراجــع باللغـــة العربيــــة
: - 1المؤلفـــــات
أ -المؤلفات العامــــة.
-01د/أحمد محمود حسني ,النق الدولي البحري للبضائت ,دار منشأة المعارف
-01د /إسعاد محند ,القانون الدولي الخاص ,الجزء ال اني ,ديوان المطبوعـــات
– 01د /حديدي معراج ،مدخ لدراسة قانون التأمين الجزائري ،ديوان المطبوعـات
– 02د /زهدور محمد ,المسؤولية عن فع األشياء غير الحية ومسؤولية مالك الس ينة
– 02دة /سوزان علي حسن ,عقد نق البضائت بالحلويــات ,دار منشـأة المعارف
باإلسكندرية 2886.
-01د /عاطف محمد الفقى ,التحكيم في المنازعات البحرية ,دار النهضة العربيــة
للنشر,القاهرة .1661
160
-02د /عباس مصطفى المصري ,المركز القانونـي للمرس إليـه في عقد النقـ
-11د /عبد القادر العطير ,الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية,دار النشر وال قافة
-16د /قدادة خليـل أحمد ,الوجيز في شرح القانون المدني الجزائــري ,أحكــام
-11د /كما حمدي ,القانون البحري دار الجامعة الجديدة للنشر باإلسكندرية.2888,
-12د /محمد عبد الفتاح ترك,التحكيم البحري,دار الجامعة الجديدة للنشر باإلسكندرية
2883.
-12د /محمود بريري ,قانون التجارة البحرية,دار النهضة العربية القاهرة 1666.
– 12د /مصطفى كمال طه ,مبــادئ القانون البحــري ,دار منشــأة المعارف
باإلسكندرية,الطبعة ال ال ة 1626.
161
اإليجار,الدار الجامعية للنشر,بيروت.
– 6د /عدلي أمير خالد ,أحكام دعوى مسؤولية الناق البحري,دار منشأة المعارف
باإلسكندرية .2888
- 6المقـــــاالت:
-1ذ /بوعروج حسان ,رئيس الغرفة التجارية و البحرية للمحكمة العليا ،مسؤولية
-6د /تراري ثاني مصطفى ,التحكيم التجاري الدولي في الجزائر إ ر صدور المرسوم
-1ذة /مستري فاطمة ,مستشارة بالمحكمـة العليا – الغرفة التجارية و البحرية ،مهام
عقد النق البحري للبضائت في القانون البحري الجزائري ،االجتهاد القضائي لل رقة
- 1الرسائــــل:
162
– 1د /رزقي الطيب ,دفت المسؤولية العقدية بالقوة القاهرة,رسالة ماجستير ,جامعــة
الجزائر 1612.
– 6د/محسن شفيق ,الجديد في القواعد الدولية الخاصة بنق البضائت بالبحر ,دبلـوم
- 1المحاضـــرات
-1د /الغنيمي حمدي ,محاضرات في القانون البحري الجزائري,ديوان المطبوعـات
– 6د /حبار محمد ( االبن) ,محاضرات فـي القانون البحــري ,ماجستير قانـون
163
1 – Ouvrages Généraux :
164
15- Rodiére(R), Traite général de droit maritime,tome 2,Paris 1968.
16- Rodiére(R),et du Pontavice(E),droit maritime,12éme éd Dalloz
1997.
17- Viallard (A), droit maritime , PUF 1997 .
2 - Articles
165
1992.
8- CHAO(A),transport par mer, livraison maritime, une nation fixe
dans une espace variable B.T 1994.
.9- Delebeque(PH), transport maritime : dans quelle mesure la
danse attributive de compétence stipulée sur le connaissement
est-elle opposable au destinataire ? R.T.D.com 2003.
10-Drâa(A),le transporteur maritime face aux risques, et aleas de la
phase portuaires le phare , n° 03 juillet 1999..
11- Du Pontavice ( E) , interpretation des conventions maritimes
internationales en droit français, R.I.D.C, no2,Avril – juin 1990.
12-Mahrez(M),la notion de livraison en droit maritime,El-Watan,
25/9/1997..
13- Odier(F), Les réformes apportées par les régles de Hambourg
au régime de l’action en responsabilité, le point de vue des
armateurs, l’entrée en vigueur des régles de Hambourg, IMTM
1992.
14- Pestel-Debard(P), controverse sur la livraison à marseille,
B.T.L 1991.
15-Racine(JB),le retard dans le transport maritime de marchandises
R.T.D.com 2003.
16- Rodiére ( R), Régime de manutention en Algérie ; B.T 1978.
17-Rodiére(R), Freinte de route dans les transports de vin d’Algerie
a sete, BT 1971.
18- TANTIN(J.F),le droit de l’action de l’assureur suborgé : piéges
et parades, D.M.F 2002.
166
19- TASSAL(Y), les réformes apportées par les régles de
Hambourg au régime juridique du connaissement ,l’entrée en
vigueur des régles de Hambourg, IMTM 1992.
20- Tilche(M), recours entre professionnels, Pieges de l’action en
garantie, B.T 1995.
21- Vialard(A), le code maritime Algérien, D.M.F 1980.
3 - Thèses
الصفحـــــــة الفهـــرس
167
1 المقدمة :
الفصل األول :شروط رفع دعوى المسؤولية العقدية
1 ضد الناقل
1 المبحث األول :صفة التقاضي
168
61 أ -تعريف الشاحن
62 ب -وضعية وكي العمولة للنق
61 ثانيا -مدى قبو دعوى الشاحن
10 المطلب الثاني :صفة المدعى عليه
10 الفرع الثاني :تعدد ص ات الناق البحري للبضائت
11 أوال -مالك الس ينة و مجهزها
11 أ -مالك الس ينة
11 ب -مجهز الس ينة
12 ثانيا -الناق الظاهر و الناق ال علي
الفرع الثاني :تمييز الناق البحري عن بعض المساعدين المتدخلين في
10 عملية النق البحري
10 أوال :مساعد و التجهيز
10 أ -وكي الس ينة
11 ب -وكي الحمولة
11 ج -السمسار البحري
11 ثانيا -مقاو المناولة و التشوين
12 ثالثا -وكي العبور
المبحث الثاني :الروط الخاصة المتطلبة لرفع دعوى المسؤولية ضد 11
169
21 ب -صاحب الحق في توجيه اإلحتجاج
21 ج -مضمون اإلحتجاج
22 الفرع الثاني :آ ار اإلحتجاج
22 أوال -قرينة التسليم المطابق
22 أ -م هوم التسليم
22 -1زمان و مكان التسليم
21 -6التسليم للهيأة اإلحتكارية بالميناء
21 ب -مدلو التسليم المطابق
22 ثانيا -أ ر فوات ميعاد اإلحتجاج على سقوط الدعوى
22 المطلب الثاني :مراعاة األجل المحدد لرفع الدعوى
22 الفرع األول :تقادم الدعوى األصلية
22 أوال -أساس التقادم
22 ثانيا -بدء سريان التقادم
20 أ -حالة حصو تسليم البضائت
20 ب -حالة عدم حصو تسليم البضائت
26 الفرع الثاني :تقادم دعاوى الرجوع
26 أوال -مدة تقادم دعاوى الرجوع
21 أ -وقف مدة التقادم
22 ب -إنقطاع التقادم
22 -1األسباب التي ترجت إلى الدائن
22 -6إنقطاع التقادم بإقرار المدين
170
:
22 المطلب األول :تحديد المحكمة المختصة بطلب الفصل في دعوى
المسؤولية
10 الفرع األول :اإلختصاص القضائي للمحاكم الجزائرية
10 أوال -اإلختصاص القضائي الداخلي
16 ثانيا -اإلختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية
12 ثالثا -شرط اإلختصاص القضائي
12 أ -مدى مشروعية شروط اإلختصاص القضائي
11 ب -شروط إعما شرط اإلختصاص القضائي
20 الفرع الثاني :القانون الواجب التطبيق
21 أوال -حالة التنازع في القانون
21 أ -المعيار الشخصي
26 ب -المعيار الموضوعي
ثانيا -القانون المؤه لحكم سندات الشحن التي ال يسري بشأنها
21 إحدى اإلت اقيات الدولية
21 أ -ضابط اإلسناد األصلي :قانون اإلدارة
22 ب -ضوابط اإلسناد اإلحتياطية
22 -1قانون مح إصدار سند الشحن
22 -6قانون ميناء الوصو
-1إعتماد القانون الخاص بالعقد المأخوذ به في ظ القانون
21 اإلنجلوسكسوني
22 -1قانون علم الس ينة
100 -2قانون الهيأة المختصة بال ص في النزاع
10 ثالثا -شرط بارامونت
0
171
10 المطلب الثاني :التحكيم كوسيلة لفض منازعات النقل البحري
1
10 الفرع األول :تنظيم التحكيم
1
10 أوال -ماهية التحكيم
1
10 أ -الطبيعة البحرية لمنازعات التحكيم البحرية
1
10 ب -الطابت الدولي للتحكيم البحري
2
10 -1معيار مكان التحكيم
2
10 -6معيار جنسية المحكمين
2
10 -1معيار القانون المطبق على إجراءات التحكيم
2
10 -1المعيار المستمد من أطراف النزاع
2
10 -2المعيار اإلقتصادي
2
10 -2موقف المشرع الجزائري من هذه المعايير
1
10 ج -الطابت التجاري للتحكيم
2
11 ثانيا -التنظيم العالمي للتحكيم
172
0
11 أ -مراكز التحكيم البحري المؤسسي
1
11 -1غرفة التحكيم البحري بباريس
1
11 -6المنظمة الدولية للتحكيم البحري
6
11 -1غرفة اللويدز للتحكيم البحري
1
11 ب -مراكز التحكيم البحري الحر
1
11 -1جمعية المحكمين البحريين بلندن
1
11 -6جمعية المحكمين البحريين بنيويورك
1
11 -1الئحة تحكيم لجنة األمم المتحددة للقانون التجاري الدولي
1
الفرع الثاني :إت اق التحكيم و القانون الواجب التطبيق على منازعة التحكيم 112
112 أوال -إت اق التحكيم
112 أ -مبدأ إستقاللية شرط التحكيم
112 ب -إنعقاد التحكيم
112 -1الشروط الموضوعية
173
112 -6الشروط الشكلية
160 ثانيا -القانون الواجب التطبيق
161 أ -القانون الواجب التطبيق على إجراءات التحكيم
166 ب -القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع
161 المبحث الثاني قيام مسؤولية الناق البحري
161 المطلب األول القواعد المتعلقة باإل بات
162 الفرع األول حجية سند الشحن في اإل بات
162 أوال -حجية سند الشحن فيما بين الناق و الشاحن
162 ثانيا -حجية سند الشحن بالنسبة إلى الغير
161 ثالثا -أوراق الضمان و أ رها على حجية سند الشحن في اإل بات
161 أ -م هوم ورقة الضمان
162 ب -مدى مشروعية أوراق الضمان
116 الفرع الثاني :دفت المسؤولية عن الناق البحري
116 أوال -أسباب اإلع اء القانوني من المسؤولية
أ -اإلع اء من المسؤولية الناجم عن عدم صالحية الس ينة
111 للمالحة بعد بدء الس ر
174
110 الفرع األول الحد األقصى للتعويض
110 أوال -طبيعة الحد األقصى للتعويض
116 ثانثا -كي ية حساب التعويض
116 أ -حالة الهالك أو التلف
112 ب -حالة التأخير في تسليم البضاعة
112 الفرع الثاني سقوط حق الناق في التمسك بالحد األقصى للتعويض
أوال -الحاالت التي يترتب عنها سقوط حق التمسك بالحد األقصى
112 للتعويض
112 أ -التصريح بالقيمة
111 ب -خطأ الناق
ثانيا -كي ية حساب التعويض في حالة سقوط الحق في التمسك بالحد
121 األقصى للتعويض
121 الخاتمة
122 المالحق
122 -نص معاهدة بروكس لسندات الشحن لسنة 1626
158 -نص معاهدة هامبروغ لسنة 1612
122 -النماذج الخاصة بسندات الشحن
-تقرير خبرة يبين كي ية تقدير األضرار و الخسائر الالحقة
120 بالبضائت
121 -قرارات المحكمة العليا الجزائرية
126 قائمة المراجع
121 الفهـرس
175
176