You are on page 1of 25

ISSN: 2325-0798 ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬

DOI:5424/IJO/21547 2018 ‫ السنة‬70 :‫ العدد‬70 :‫المجلد‬

ّ ‫تعددية صفة الناقل البحري للبضائع على نظام المس‬


‫ؤولية‬ ّ ‫انعكاس‬
)‫(على ضوء قواعد هامبورغ وروتردام وال ّتشريع البحري الداخلي‬
The reflection of the multiple quality of maritime
carrier of goods on the liability regime
(In Hamburg and Rotterdam Rules and internal
maritime legislation)
‫أمينة بورطال‬
amina.droit13@gmail.com
‫جامعة أبي بكر بلقايد – تلمسان‬
‫الملخص‬
‫خاصة‬
ّ ‫من المشاكل التي يثيرها النقل البحري الدولي للبضائع مسؤولية الناقل‬
ّ‫النقل إال‬
ّ ‫الناقلين نتيجة عجز الناقل المتعاقد ضمان تنفيذ عملّية‬ ّ ‫تعدد‬
ّ ‫ببروز ظاهرة‬
‫بتدخل الناقل الفعلي أو الناقلين المتعاقبين اّلذين يسألون عن المرحلة اّلتي نّفذوها أو‬
ّ
‫ والجديد‬.‫للنقل‬
ّ ‫بالتّضامن مع الناقل األصلي الذي يسأل أيضا بصفته وكيل بالعمولة‬
.‫طرف المنّفذ البحري‬ّ ‫متد لل‬
ّ ‫وسعت مجال مسؤولية الناقل التي ت‬ ّ ‫في قواعد روتردام ّأنها‬
.‫طرف المنّفذ؛ المسؤولية ؛ المختلط‬
ّ ‫ صفة الناقل؛ ال‬:‫الكلمات المفتاحية‬
Abstract
One of problems raised by international shipping is the
liability of the carrier, especially in light of the phenomenon of
multiple carriers, As a result of the inability of the contracting
carrier to guarantee execution of the transport only by the
intervention of the actual carrier or the successive carriers who
asking about the phase carried out by him or in solidarity with
the original carrier who will be asked as commissioner. The new
of Rotterdam rules, expand liability that extends to maritime
performing party.
Key words: quality carrier; performing party; responsibility;
mixed.

178
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫النقل البحري كأقدم طريق عرفته البشرية عصب المبادالت التّجارية اّلتي‬
‫يش ّكل ّ‬
‫تتعرض لمخاطر‬ ‫محل هذه المبادالت قد ّ‬‫أن البضائع ّ‬ ‫تبلغ نسبتها أكثر من ‪ %79‬مع ّ‬
‫ليشكل همزة وصل‬ ‫شخصيا ّ‬
‫ّ‬ ‫الناقل البحري ينّفذ التزاماته‬
‫أن ّ‬ ‫ولما كان األصل ّ‬
‫عديدة‪ّ .‬‬
‫الرسالة البحرّية بمفرده‬
‫الشاحن‪ ،‬إالّ ّأنه يتع ّذر عليه إتمام مراحل ّ‬
‫بين المرسل إليه و ّ‬
‫يتحملون المسؤولية رغم ّأنه المسئول قانونا ليتّضح‬
‫ّ‬ ‫بمتدخلين‬
‫ّ‬ ‫مما يستدعي استعانته‬
‫ّ‬
‫لما يفترض الخطأ من جانبه نتيجة إخالله بالتزام‬ ‫ّ‬ ‫القانوني‬ ‫األمان‬ ‫من‬ ‫ع‬‫نو‬ ‫تحقيق‬
‫الشاحنين وان أتيحت له أسباب‬
‫تعاقدي‪ .‬والتّشديد في أساس مسؤوليته خدمة لمصالح ّ‬
‫التمّلص من المسؤولية أو إثبات اتّخاذه االحتياطات الالّزمة لتفادي وقوع الحادث‪.‬‬
‫الدولي‬
‫المشرع الوطني و ّ‬
‫ّ‬ ‫مما دفع‬
‫المتدخلين ّ‬
‫ّ‬ ‫وهو ما ترتّب تشابك في عالقات هؤالء‬
‫يسعى إلى وضع إطار تنظيمي لها‪.‬‬
‫أهم موضوعات القانون البحري ّ‬
‫فان نظام‬ ‫النقل ّ‬
‫ونبادر للقول ّأنه إذا كان عقد ّ‬
‫الزاوية في مجال نقل البضائع نظ ار لما يثيره‬
‫يقل شأنه بتاتا فهو حجر ّ‬
‫المسؤولية ال ّ‬
‫الدولية اّلتي أولت له‬
‫من منازعات في الساحة القضائية‪ ،‬فيش ّكل جوهر االتّفاقيات ّ‬
‫الصراع القائم بين مصالح ا ّلدول الشاحنة‬
‫اهتماما كبي ار نتيجة حساسيتها اّلتي تنبع من ّ‬
‫اقتصادية وتجارّية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الناقلة وأمام ما ترتّبه أحكام المسؤولية من انعكاسات‬
‫وّ‬
‫يؤدي إلى‬ ‫وعليه فاإلشكالية التي تطرح أليس الناقل البحري طرف جوهري ّ‬
‫مما ّ‬
‫النقل إلى ناقلين آخرين فكيف تتم‬
‫عملية ّ‬
‫ّ‬ ‫قيام مسؤوليته؟ وبما ّأنه يعهد تنفيذ‬
‫طرف المنّفذ البحري عند صدور خطأ مشترك؟‬
‫مساءلتهم؟ وما هي طبيعة مسؤولية ال ّ‬
‫المشرع الجزائري بخصوص اتّفاقية األمم‬
‫ّ‬ ‫الصدر التّساؤل عن موقف‬ ‫وما ٌيثلج ّ‬
‫المتحدة للنقل البحري للبضائع لعام ‪ 8791‬ذائعة الصيت اّلتي لم يصادق عليها‪،‬‬
‫(‪)8‬‬

‫النصوص القانونية‬
‫أهم مكنونات ّ‬‫ولإلجابة عن اإلشكالية سنحاول استخالص ّ‬
‫باالستناد للمنهج التحليلي والمقارن‪ ،‬فنسّلط الضوء في (المبحث األول) على دراسة‬

‫الشخصي لتنفيذ عقد النقل البحري و ّ‬


‫التعرض إلشكالية تأثير ظاهرة‬ ‫النطاق ّ‬
‫امتداد ّ‬
‫تعدد الناقلين على المسؤولية في (المبحث الثاني)‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪179‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫الشخصي لتنفيذ عقد الّنقل البحري‪:‬‬


‫األول‪ :‬امتداد النطاق ّ‬
‫المبحث ّ‬
‫الناقل رابطة بين حقوق والتزامات األط ارف وان كان يشاركه آخرين‬
‫يش ّكل ّ‬
‫النقل المتتابع‪.‬‬
‫ثم نحاول تشخيصه في ّ‬‫لنتحدث عن استعانة الناقل بالمتدخلين ّ‬
‫ّ‬
‫بالمتدخلين‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المطلب األول‪ :‬مدى استعانة الناقل البحري‬
‫سنحاول تحديد األشخاص اّلذي يعتمد عليهم الناقل البحري في تنفيذ مهامه‬
‫تكرسه قواعد هامبورغ ‪ 8791‬بما فيهم األطراف الجدد وفقا‬
‫المادية والقانونية وهو ما ّ‬
‫ّ‬
‫(‪)8‬‬
‫التفاقية روتردام لعام ‪.8001‬‬
‫األول‪ :‬تشخيص الناقل المتعاقد والناقل الفعلي‪:‬‬
‫الفرع ّ‬
‫الدولة للنقل البحري نتيجة االنفتاح االقتصادي اّلذي‬‫تالشت فكرة احتكار ّ‬
‫حق االمتياز الذي يمنح للخواص طبقا ل ّ‬
‫لمادة ‪ 198‬من‬ ‫شهدته الجزائر وهو ما يؤّكده ّ‬
‫عامة ويمكن أن يكون‬
‫ملكية ّ‬
‫ّ‬ ‫النقل البحري‬
‫أن ّ‬‫ق‪.‬ب‪.‬ج التي جاء في محتواها ّ‬
‫أن ال ّناقل‬
‫طبيعي في عقد النقل البحري ّ‬
‫وان كان الوضع ال ّ‬ ‫موضوع امتياز‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫المتعاقد هو من يتكّفل شخصيا تنفيذ هذا العقد التجاري خدمة ّ‬


‫للشاحن فيصطلح عليه‬
‫عملية لناقل آخر‬
‫بالناقل األصلي اّلذي أبرم العقد وتمنح له إمكانية أن يعهد تنفيذ ال ّ‬
‫ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫يسمى بالناقل الفعلي أو البذيل‪.‬‬
‫ّ‬
‫الدولي ساهم‬
‫ّ‬ ‫قل‬‫الن‬
‫ّ‬ ‫ن‬ ‫قانو‬ ‫أن‬
‫ّ ّ‬‫ال‬‫إ‬ ‫للفقه‬ ‫سند‬‫ت‬ ‫يف‬
‫ر‬ ‫ع‬‫الت‬
‫ّ ّ ّ‬‫ة‬ ‫مهم‬ ‫أن‬ ‫معلوم‬ ‫هو‬ ‫وكما‬
‫تعدد الناقلين معتمدة على‬
‫اهتمت كثي ار بظاهرة ّ‬
‫خاصة اتفاقية هامبورغ اّلتي ّ‬
‫في ذلك ّ‬
‫الناقل‬
‫الناقل الفعلي والمتعاقد عند تعريف ّ‬‫"معيار التّعاقد" فضبطت مصطلح ّ‬
‫فعليا بتنفيذه أو‬
‫النقل أو اّلذي يبرمه لحسابه سواء قام هو ّ‬
‫بالشخص اّلذي يبرم عقد ّ‬
‫ّ‬
‫الناقل اّلذي يقوم‬
‫يعد بمثابة شخص آخر على خالف ّ‬ ‫نّفذ بواسطة ناقل من ّفذ اّلذي ّ‬
‫النقل أو جزء منها طبقا للمادة ‪-8/8‬أ‪-‬ب‪ -‬من اتفاقية أثينا لنقل‬‫عملية ّ‬
‫ّ‬ ‫كل‬
‫بتنفيذ ّ‬
‫اتفاقية هامبورغ استخدمت‬
‫ّ‬ ‫الركاب وأمتعتهم بطريق البحر لعام ‪ 8794‬وان كانت‬
‫كل‬
‫وميزت بينهما عند تعريف الناقل ب ّ‬
‫ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫الناقل الفعلي بذال من الناقل المنّفذ‬
‫مصطلح ّ‬
‫الشاحن فينتحل ّ‬
‫الناقل المتعاقد‬ ‫شخص أبرم بشخصه أو باسمه عقد نقل البضائع مع ّ‬
‫الشحن‪.‬‬
‫بمجرد تعاقده مع التّنويه السمه في وثيقة ّ‬
‫ّ‬ ‫الصفة‬
‫هذه ّ‬
‫‪180‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫الشاحن‬
‫بأي عالقة تعاقدية مع ّ‬ ‫وال يرتبط المتعامل البحري (الناقل الفعلي) ّ‬
‫لعملية نقل البضائع المسّلمة له من الناقل المتعاقد‬
‫ّ‬ ‫فيتوّلى التنفيذ الكّلي أو الجزئي‬
‫الشاحن‪ ،‬مع وجوب إخطار المرسل إليه‬
‫السلطة دون الحاجة لموافقة ّ‬
‫اّلذي يتمتّع بهذه ّ‬
‫قبل وصول السفينة بتكّفل ناقل آخر غيره إيصالها طبقا للمادة ‪ 8/8‬من قواعد‬
‫أن عبارة "أي شخص عهد إليه بالتّنفيذ" تضمن‬ ‫هامبورغ التي يالحظ من خاللها ّ‬
‫الناقل الفعلي‬
‫الشاحن و ّ‬
‫التعاقدية أال وهو ّ‬
‫ّ‬ ‫الضعيف في العالقة‬
‫طرف ّ‬‫حماي ًة قانونيّ ًة لل ّ‬
‫والمالحظ‬ ‫طالع على العقد األصلي وما يحتويه من شروط؛‬
‫(‪)6‬‬
‫اّللذان ال يتم ّكنا من اال ّ‬
‫يحدد مركز‬
‫النقل الذي ّ‬
‫عملية ّ‬
‫الشاحن حول تنفيذ ّ‬ ‫أهمية اال تّفاق بين الّناقل و ّ‬
‫هنا مدى ّ‬
‫(‪)9‬‬
‫النظر عن موافقة الشاحن وعلمه‪.‬‬
‫بغض ّ‬ ‫الناقل األصلي والبذيل ّ‬‫ّ‬
‫حديثها عن الناقل المتعاقد والفعلي‬ ‫وان أغفلت معاهدة بروكسل لعام ‪8784‬‬
‫(‪)1‬‬

‫الناقل بل ربطت تعريفها له "بمعيار ملكية‬


‫إال ّأنه ال يعني ألبتة تجاهلها تحديد مفهوم ّ‬
‫مما يستدعي وجود‬ ‫السفينة" إذ لم تولي ّ‬
‫أي اهتمام بـمعيار التعاقد تطبيقا للمادة ‪ّ 8/8‬‬
‫للشاحنين‪ ،‬وان تالشت هذه‬
‫صلة بين الناقل والسفينة كأداة لتنفيذ عقد النقل وضمانة ّ‬
‫الناقل على‬
‫بالرغم من تعاقد ّ‬ ‫الصلة بينهما ّ‬
‫الفكرة تبعا لما ذهب إليه الفقه النعدام ّ‬
‫النقل ليضع تبعا لذلك تنفيذها على كاهل ناقل آخر يلتزم بالّنقل الفعلي‬
‫عملية ّ‬
‫انجاز ّ‬
‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫عبر‬
‫على متن عمارة بحرّية يستغّلها لحسابه بصفته مالكا أو مستأجرا‪ .‬وقد ّ‬
‫البحري الجزائري تأث ار بالمادة ‪ 80‬من اتفاقية هامبورغ بتشخيصه للناقل المتعاقد ب ـ‬
‫ويسمى الناقل الفعلي ب ـ "ال ّناقل المتعاقب"‬
‫ّ‬ ‫طرف الذي يصدر وثيقة شحن مباشرة"‬‫"ال ّ‬
‫بمفهوم المادة ‪ 964‬من ق‪.‬ب‪.‬ج‪.‬‬
‫المشرع الجزائري تعريف ا ّلناقل فيمكننا استنباط تعريفا له بموجب‬
‫ّ‬ ‫وأمام إغفال‬
‫يتعهد بموجب عقد نقل البضائع عن طريق البحر‬ ‫الشخص الذي ّ‬ ‫المادة ‪" 931‬ب ّ‬
‫المجهز صفة الناقل طبقا‬
‫ّ‬ ‫إيصال البضاعة من ميناء إلى ميناء آخر‪ "...‬وقد ينتحل‬
‫كل شخص يستغل السفينة باسمه بصفته مالكا أو بناءا‬ ‫لمادة ‪ 914‬الذي يتمثّل في ّ‬
‫ل ّ‬
‫المشرع اتّخذ‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫ليتبين لنا ّ‬ ‫على صفات أخرى ّ‬
‫تخوله ذلك الحق بمفهوم المادة ‪ّ 198‬‬

‫‪181‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫هو اآلخر موقفا مخالفا لما جاءت به معاهدة بروكسل معتمدا على معيار التّعاقد ولم‬
‫الملكية إالّ عند إغفال اإلشارة السم الناقل في سند الشحن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أهمية لمعيار‬
‫أي ّ‬‫يولي ّ‬
‫المادة ‪ 8/843‬من قانون‬‫يكرسه في ّ‬‫المشرع المصري نفس االتّجاه الذي ّ‬
‫ّ‬ ‫ويأخذ‬
‫أن األخذ بفكرة الناقل المتعاقد‬
‫التجارة البحرية الجديد رقم ‪ 1‬لسنة ‪ 8770‬فيعتقد ّ‬
‫اهتمت كثي ار‬
‫الشاحنين؛ وعلى خالف قواعد هامبورغ اّلتي ّ‬
‫والفعلي ليست في صالح ّ‬
‫المشرع المصري لم يورد أي تعريف ّ‬
‫للناقل‬ ‫ّ‬ ‫فان‬
‫بهذا الجانب في المادتين ‪ 80‬و ‪ّ 88‬‬
‫النقل البحري سواء كان الناقل‬
‫بال أشار فقط إلى سريان أحكام الفصل على عقد ّ‬
‫للسفينة أو مجهّ از أو مستأج ار لها بموجب المادة ‪ ،871‬لنالحظ أنه ال ينتمي‬
‫مالكا ّ‬
‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫يدل على وقوع‬
‫الناقل المتعاقد أو الفعلي وهو ما ّ‬
‫أي من ّ‬ ‫لهذه الطائفة ّ‬
‫الناقل المتعاقد ناقال‬
‫المادة ‪ 871‬عندما اعتبر ّ‬
‫ّ‬ ‫المصري في تناقض ظاهر بحكم‬
‫التمسك بتحديد المسؤولية وفقا للمادة ‪.833‬‬
‫(‪)7‬‬
‫ّ‬ ‫وأجاز له من ناحية أخرى‬
‫محل الّناقل البحري‪:‬‬
‫طرف المنّفذ ومستخدميهم ّ‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حلول ال ّ‬
‫طرف الوحيد اّلذي يسأل عن أخطائه‬ ‫الناقل البحري كأصل عام ال ّ‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫رغم ّ‬
‫تصرفات الغير تطبيقا للمادة ‪ 81‬من اتفاقية‬
‫يتحمل تبعة ّ‬
‫ّأنه مع ذلك ّ‬ ‫الشخصية إالّ‬
‫ّ‬
‫كل من‪:‬‬
‫ّ‬ ‫متهم‬‫مقد‬
‫ّ‬ ‫في‬ ‫يأتي‬ ‫ي‬‫البحر‬ ‫للناقل‬ ‫جديدا‬ ‫قانونيا‬ ‫ز‬
‫ا‬ ‫مرك‬ ‫ت‬‫استجد‬
‫ّ‬ ‫التي‬ ‫روتردام‬
‫يؤدي أي‬
‫يتعهد بأن ّ‬
‫يؤدي أو ّ‬
‫الناقل ّ‬
‫أي شخص غير ّ‬ ‫يعد ّ‬‫الطّرف المن ّفذ اّلذي ّ‬
‫الناقل كتسّلم البضائع أو تحميلها أو مناولتها أو تستيفها أو نقلها أو‬
‫من واجبات ّ‬
‫االعتناء بها بطلب الناقل أو تحت إشرافه أو سيطرته بمقتضى المادة ‪(6/8‬أ) من‬
‫ليتعهد بتنفيذ جميع‬
‫قواعد روتردام أي ّأنه شخص آخر غير الناقل اّلذي أبرم عقد نقل ّ‬
‫المحددة على سبيل الحصر بناء على عقد مبرم بينهما وهو يشبه‬ ‫ّ‬ ‫الناقل‬
‫واجبات ّ‬
‫طرف‬‫الناقل الفعلي الذي جاءت به اتفاقية هامبورغ‪ )80(،‬مع اإلشارة ّأنه ال يشمل ال ّ‬
‫المنّفذ أي شخص يستعين به بصورة مباشرة أو غير مباشرة الشاحن أو الشاحن‬
‫طرف المسيطر أو المرسل إليه طبقا للمادة ‪– 6/8‬ب‪-‬‬
‫المستندي أو ال ّ‬
‫ي (‪)88‬‬
‫يؤدي أي من‬ ‫يتعهد بأن ّ‬
‫يؤدي أو ّ‬‫كشخص ّ‬ ‫ّأما الطّرف المن ّفذ البحر‬
‫الممتدة بين وصول البضاعة ميناء الشحن حتّى مغادرة‬
‫ّ‬ ‫واجبات الناقل أثناء الفترة‬

‫‪182‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫طرف المنّفذ البحري ال ينطبق‬‫أن ال ّ‬


‫مما يعني ّ‬
‫السفينة ميناء التفريغ طبقا للمادة ‪ّ 9/8‬‬
‫الممتدة من ميناء‬
‫ّ‬ ‫يؤدي خدماته حصريا خالل الفترة‬
‫عليه هذا الوصف إالّ إذا كان ّ‬
‫طرف المنّفذ‬
‫طرف المنفذ أوسع من ال ّ‬
‫أن مصطلح ال ّ‬
‫الشحن إلى ميناء التفريغ‪ .‬مع ّ‬
‫ّ‬
‫البحري(‪ )88‬الذي ال يبدأ عمله إالّ منذ وصول البضاعة ميناء التّحميل وليس قبل‬
‫يتحمل الواجبات المفروضة على الناقل بناء على‬
‫كل منهما ّ‬
‫ذلك‪ ،‬وان كان في الواقع ّ‬
‫طرف‬‫طلبه وتحت إشرافه وال يعمل نيابة عن الشاحن أو الشاحن المستندي أو ال ّ‬
‫األستاذ‬ ‫يالحظ‬ ‫كما‬ ‫إليه‪.‬‬
‫(‪)83‬‬
‫المرسل‬ ‫أو‬ ‫البضاعة‬ ‫على‬ ‫المسيطر‬
‫طرف المنفذ البحري ممثّل يقوم ّ‬
‫بعدة وظائف في‬ ‫‪ P.DELEBECQUE‬أن ال ّ‬
‫(‪)84‬‬
‫السلسلة الّلوجستية ويخضع للنظام القانوني للناقل البحري وفقا للمادة ‪.87‬‬
‫وأخي ار موظّفو الناقل أو موظّفو الطّرف المن ّفذ وفقا للمادة ‪/81‬ج اّلذين يتمثلون‬
‫طرف المنّفذ‬
‫الناقل باستثناء ما يقوم بها ال ّ‬
‫يتعهد بأن يؤدي واجبات ّ‬
‫في أي شخص ّ‬
‫البحري من أعمال على أساس ّأنه من األشخاص اّلذين يسألون عن أعمال الناقل‬
‫يتصرف بصورة مباشرة أو غير مباشرة بناءا على طلب‬‫ّ‬ ‫الشخص‬ ‫متى كان ذلك ّ‬
‫الناقل أو تحت إشرافه وسيطرته وفقا للمادة ‪/81‬د‪.‬‬
‫شخصية الناقل البحري في الّنقل المتتابع‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تحديد‬
‫يختلف سند الشحن المباشر عن وثيقة الشحن العادية ليطرح التّساؤل فيما إذا‬
‫إمكانية التّعاقد مع‬
‫ّ‬ ‫حق ا ّلناقلين المتعاقبين إصدار وثائق نقل منفصلة ومدى‬
‫كان من ّ‬
‫الناقل البحري بدور مزدوج‪.‬‬
‫ناقلين آخرين بعقود مستقّلة أو عقد واحد يقوم فيه ّ‬
‫الشحن المباشر‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الّنقل المتتابع وتنفيذه بموجب سند ّ‬
‫‪ -‬مفهوم النقل المتتابع‪:‬‬
‫تعرضت له المادة‬
‫النقل بالحاويات الذي ّ‬ ‫ظهر ال ّنقل المتتابع البحري من ّ‬
‫جراء ّ‬
‫يتم بموجب واسطة واحدة ذات طبيعة بحرية في جميع‬
‫‪ 88‬من اتفاقية هامبورغ كنقل ّ‬
‫يضم‬
‫ّ‬ ‫النقل المختلط بناءا على عقد واحد‬
‫مراحله ويثبت بوثيقة واحدة فيختلف عن ّ‬
‫عدة عقود‪ ،‬مما يستدعي إصدار وثيقة تتالءم مع المرحلة‬ ‫كاّفة المراحل أو ّ‬
‫ويختلف عن النّقل المشترك اّلذي تتخّلله مرحلة بحرية أو برية أو جوية‪.‬‬ ‫(‪)81‬‬
‫العقدية‬

‫‪183‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫النقل بطابع بحري ك ّ‬


‫عملية نقل‬ ‫النقل أحادي الواسطة وتتّسم واسطة ّ‬‫وعليه طبيعة هذا ّ‬
‫معينة من الجزائر إلى لندن ثم يعاد نقلها من لندن إلى نيويورك الفتراض‬
‫بضاعة ّ‬
‫(‪)86‬‬
‫عدم وجود خط مالحي مباشر بين الجزائر ونيويورك‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ النقل المتتابع بموجب سند الشحن المباشر‪:‬‬
‫تعريف سند ال ّشحن المباشر‪:‬‬
‫ماسة لـ سند الشحن المباشر الذي‬
‫أظهرت مقتضيات التّجارة البحرية حاجة ّ‬
‫المتعهد بنقل البضائع على دفعات متتابعة بمراحل منفصلة التي‬
‫ّ‬ ‫األول‬
‫يسّلمه الناقل ّ‬
‫تش ّكل إحداها حصريا مرحلة نقل بحري تنّفذ من قبل ّ‬
‫عدة ناقلين وان كان الناقل‬
‫النقل التي ينّفذها‬
‫خالل مرحلتين أو أكثر من مراحل ّ‬
‫(‪)89‬‬
‫األول ملزم بتصرفاتهم‬
‫ّ‬
‫الناقل اعتمادا على نظام المسافنة‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫مجهزو مختلفو بناءا على عقد واحد يبرمه ّ‬ ‫ّ‬
‫الرحلة‪ .‬وتكمن ميزة سند الشحن المباشر ّأنه يوّفر ألطراف العقد ائتمانا في‬
‫(‪)81‬‬
‫أثناء ّ‬
‫يجسد عملية النقل بأكملها دون إلزامية التعاقد مع‬
‫حصولهم على سند نقل واحد ّ‬
‫تطبق أحكام الفصل‬
‫بأنه ّ‬‫تنص المادة ‪ 963‬من ق‪.‬ب‪.‬ج ّ‬ ‫المتعددين إذ ّ‬
‫ّ‬ ‫الناقلين‬
‫الناقل‬
‫الشحن المباشرة التي يضعها ّ‬
‫الشحن بصورة مطابقة لوثيقة ّ‬
‫والمتعّلقة بوثيقة ّ‬
‫يتمم جزئيا بواسطة ناقل آخر بحري أو بري‪...‬الخ‪.‬‬ ‫البحري الذي ّ‬
‫يتعهد بنقل ّ‬
‫الشحن العادية‪:‬‬
‫الشحن المباشر وتعارضه مع وثائق ّ‬ ‫القانونية لسند ّ‬
‫ّ‬ ‫طبيعة‬
‫ال ّ‬
‫النقل البحري يلزم مصدره إلى غاية‬
‫الشحن المباشر المستخدم في ّ‬ ‫إن سند ّ‬
‫يتضمن أحيانا‬
‫ّ‬ ‫الرحلة البحرية‪ ،‬بحيث يختلف عن سند الشحن العادي الذي قد‬
‫انتهاء ّ‬
‫المسماة في العقد النعدام‬
‫ّ‬ ‫السفينة" باستخدام سفينة أخرى غير تلك‬
‫" شرط تغيير ّ‬
‫حق نقل البضاعة على‬ ‫الشحن والتّفريغ ليمنح ّ‬
‫وجود خط مالحي يربط بين مينائي ّ‬
‫أن اتفاقية هامبورغ‬
‫ال ّ‬
‫السفينة العاملة على الخط المتّصل بالميناء المقصود(‪ )87‬إ ّ‬
‫متن ّ‬
‫لسفينة فقضت بإبطال‬ ‫الناقل موّقع سند الشحن ا ّ‬
‫عالجت المشكلة عند عدم امتالك ّ‬
‫المجهز على خالف سند‬
‫ّ‬ ‫"شرط تغيير السفينة"(‪ )80‬بل حتى ولو كانت مملوكة لنفس‬
‫لمجهز آخر غير مصدر‬
‫ّ‬ ‫الناقلة مملوكة‬ ‫الشحن المباشر أين يحتمل أن تكون ّ‬
‫السفينة ّ‬ ‫ّ‬

‫‪184‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫الرحلة فينطبق عليها وصف‬


‫السند‪ .‬وتختلف طبيعة سند الشحن المباشر تبعا لطبيعة ّ‬
‫ّ‬
‫(‪)88‬‬
‫الرحلة التي يفترض أنها بحرّية‪.‬‬
‫األول من ّ‬
‫الشحن العادي خالل الجزء ّ‬
‫سند ّ‬
‫عدة مراحل لناقلين‬
‫ويجب على الناقل أن يذكر منذ البداية ّأنه سيعهد مرحلة أو ّ‬
‫لمادة ‪ 964‬من ق‪.‬ب‪.‬ج فإصدار وثيقة شحن مباشرة يمنع‬ ‫آخرين‪ ،‬ورجوعا لفحوى ا ّ‬
‫المتممة من‬
‫ّ‬ ‫النقل‬
‫المتعددين إصدار وثائق منفصلة لمسافات ّ‬ ‫ّ‬ ‫الناقلين‬
‫في األصل ّ‬
‫سيتم نقل البضائع بوثيقة شحن‬
‫ّ‬ ‫للناقل المتعاقد إالّ إذا أشارت أنه‬
‫طرفهم لتسليمها ّ‬
‫مباشرة‪ ،‬فيمكن أن يسّلم أحدهم لآلخر سند شحن يظهر فيه بوضوح طبيعة البضاعة‬
‫يحتج باالشتراطات‬
‫ّ‬ ‫ظاهرة مع إثبات تحّفظاته إذا كان لها محل وال‬
‫المستلمة وحالتها ال ّ‬
‫الناقلين المتعاقبين طبقا‬
‫الشحن المنفصلة إالّ بين ّ‬‫والتح ّفظات المدرجة في وثائق ّ‬
‫الشحن المباشر عند تعارضه مع سندات الشحن غير‬ ‫ويرّجح سند ّ‬
‫(‪)88‬‬
‫للمادة ‪.964‬‬
‫الناقل المتعاقد والفعلي أمام‬
‫مباشرة؛ مع العلم ّأنه ال وجود أل ّي وثيقة تحكم عالقة ّ‬
‫الناقل البذيل االحتجاج به دون االحتجاج بسند الشحن‬ ‫مكن ّ‬ ‫مما ي ّ‬
‫وجود االتفاق ّ‬
‫وال تسلم أي‬ ‫(‪)83‬‬
‫الشاحن والمرسل إليه‪،‬‬
‫الناقل المتعاقد في عالقته مع ّ‬ ‫الصادر عن ّ‬ ‫ّ‬
‫السند اّلذي يسّلمه للناقل المتعاقد إالّ وصل بسيط دليل تسّلمه‬
‫ّ‬ ‫وما‬ ‫احن‬ ‫للش‬
‫ّ‬ ‫وثيقة‬
‫(‪)84‬‬
‫يسمى بـ "سند شحن الخدمة"‪.‬‬
‫البضاعة و ّ‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تحديد صفة الناقل البحري بالّنظر إلى ّ‬
‫تعددية عقود النقل المتتابعة‪:‬‬
‫النقل المتتابع اّلذي يتّخذ صورتين‬
‫تفرض ظروف نقل البضائع اللجوء إلى نظام ّ‬ ‫ِ‬
‫السفينة األولى ثم تنقل على السفينة الثانية المملوكة‬
‫فإما أن تشحن البضاعة على ّ‬‫ّ‬
‫الناقل الثاني أو الثالث‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مع‬ ‫آخر‬ ‫نقل‬ ‫عقد‬ ‫ام‬
‫ر‬ ‫إب‬ ‫احن‬ ‫الش‬
‫ّ ّ‬ ‫يضطر‬ ‫بحيث‬ ‫آخر‬ ‫ز‬ ‫لمجه‬
‫ّ‬
‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫ظمها‬ ‫لنكون أمام عقدا نقل متعاقبان ومستقلتان وان كانت هذه ّ‬
‫الصورة لم ين ّ‬
‫المجهز‬
‫ّ‬ ‫الجزائري على خالف الحالة التي تكون فيها السفينة الثانية مملوكة لنفس‬

‫لنكون بصدد عقد نقل واحد‪ .‬وغالبا ما يعتمد الشاحن في ميناء تغيير ّ‬
‫السفينة على‬
‫األول ليعهد بها آلخر مع ّأنه‬
‫مقدم البضائع اّلذي يتسّلم البضاعة من الناقل ّ‬
‫وسيط ك ّ‬
‫(‪)81‬‬
‫تصرف بصفته ناقال أصيال أو وكيال عن المرسل‪.‬‬
‫قد ي ّ‬

‫‪185‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫أما بخصوص الحالة التي يبرم فيها الناقل عقد نقل بحري واحد ّ‬
‫فانه ينتحل‬ ‫ّ‬
‫صفة مزدوجة إذ يكتسب صفة ال ّناقل في المرحلة األولى اّلتي يتوّلى تنفيذها فيصدر‬
‫لكل العملية ويضمن تنفيذ باقي المراحل بصفته وكيال‬
‫سند شحن مباشر واحد ّ‬
‫النقل البحري ّ‬
‫تفضل الّلجوء‬ ‫وان كانت شركات ّ‬
‫(‪)86‬‬
‫بالعمولة للنقل في النقل التالي‪،‬‬
‫النقل ليكتسب صفة‬
‫ظم العملية بإبرام عقود ّ‬
‫مباشرة للوكيل بالعمولة للنقل الذي ين ّ‬
‫الموسع الذي جاءت‬
‫ّ‬ ‫الناقل فيتعاقد باسمه ولحساب موّكله (الشاحن) تطبيقا للمفهوم‬
‫به المادة ‪ 8/8‬من اتفاقية هامبورغ‪ ،‬ويكتسب صفة الشاحن أمام الناقلين‬
‫لتطبق أحكام الوكالة بالعمولة للنقل بالنسبة للعالقة التي تربطه‬ ‫(‪)89‬‬
‫المتوسطين‪،‬‬
‫ّ‬
‫بموّكله‪ ،‬وال يخضع للتّنظيم اآلمر الذي جاءت به معاهدة بروكسل‪.‬‬
‫المسؤولية‬
‫ّ‬ ‫تعدد الّناقلين على‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إشكالية تأثير ظاهرة ّ‬
‫سيتحمل المسؤولية بمفرده أو باالشتراك‬
‫ّ‬ ‫الناقل‬
‫عما إذا كان ّ‬ ‫يثور التّساؤل ّ‬
‫النقل المتتابع البحري والمختلط‪.‬‬
‫عرض الزدواج مسؤولية الناقل اّلتي تنطبق على ّ‬‫لنت ّ‬
‫مسؤولية الناقل البحري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫األول‪ :‬ازدواج‬
‫المطلب ّ‬
‫مهمة تنفيذ‬
‫يسأل الناقل على أساس مزدوج وان سأل طرف آخر عهدت إليه ّ‬
‫طرف المنّفذ البحري عن ّ‬
‫أي خطأ مشترك صادر من الناقل‪.‬‬ ‫سؤولية ال ّ‬
‫العقد وتثار م ّ‬
‫المسؤولية بين الناقل المتعاقد والناقل الفعلي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫األول‪ :‬توزيع‬
‫الفرع ّ‬
‫الناقل المتعاقد والفعلي اّلذي‬
‫تبني نظام جديد للمسؤولية المشتركة بين ّ‬ ‫تم ّ‬‫لقد ّ‬
‫الناقل بوجه عام وهو ما يستنبط من المادة ‪8/80‬‬ ‫يخضع لنفس أحكام مسؤولية ّ‬
‫الناقل الفعلي اّلذي منحت له‬
‫الضرر التي نّفذها ّ‬
‫فيحق للمضرور بعد إثبات فترة وقوع ّ‬
‫ّ‬
‫الناقل المتعاقد حول التّرخيص له إمكانية‬
‫الشاحن و ّ‬‫المهمة بناء على اتّفاق مسبق بين ّ‬
‫ّ‬
‫الرجوع على ال ّناقل األصلي المسؤول عن‬ ‫الناقل البذيل من عدمه ّإما ّ‬
‫التّعاقد مع ّ‬
‫الناقل الفعلي ل ّلنقل كّله أو جزء منه فقط أو‬
‫النظر عن تنفيذ ّ‬
‫بغض ّ‬ ‫النقل بأكمله ّ‬
‫ّ‬
‫الرجوع على ال ّناقل البذيل‪.‬‬
‫(‪)81‬‬
‫ّ‬
‫فوض‬
‫يتصرف إالّ بصفته مُ ّ‬
‫ّ‬ ‫الناقل األصلي على ناقل آخر الذي ال‬ ‫واعتماد ّ‬
‫النقل بأكمله بما في ذلك اختياره لهذا الناقل البذيل‪ )87(،‬وقد تقوم أيضا‬‫فيسأل عن ّ‬
‫‪186‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫والمشتركة عن سالمة‬ ‫(‪)30‬‬


‫مسؤوليتهما بالتّكافل بناءا على مبدأ المسؤولية التّضامنية‬
‫أن هذا‬
‫البضاعة لتسليمها للمرسل إليه بحسب الحالة اّلتي استلمت عليها؛ خاصة و ّ‬
‫مما يم ّكنهم المطالبة‬
‫المبدأ يحمي بكفاية مصالح أصحاب الحق على البضاعة ّ‬
‫النص على إعفاء الناقل من المسؤولية‬
‫مع جوازية ّ‬
‫(‪)38‬‬
‫بإصالحات مباشرة وسريعة‪.‬‬
‫الناقل الفعلي مع إثباته لذلك‬
‫عن األضرار الالّحقة بالبضاعة وقت وجودها في عهدة ّ‬
‫الناقل الفعلي أمام المحكمة‬
‫ضد ّ‬‫الدعوى القضائية ّ‬ ‫مادام ّأنه لم تباشر إجراءات ّ‬
‫االتفاقية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫للمادة ‪ 8/88‬و ‪ 8‬من نفس‬
‫المختصة طبقا ّ‬
‫ّ‬
‫فيحق‬
‫ّ‬ ‫والجدير باإلشارة إلى ّأنه إذا رفعت دعوى المسؤولية على مستخدم الناقل‬
‫الدفوع وحدود المسؤولية ّ‬
‫المقررة للناقل البحري إذا أثبت ّأنه تصرف‬ ‫له االستفادة من ّ‬
‫الناقل‬ ‫في نطاق وظيفته على أالّ ّ‬
‫يتعدى مجموع المبالغ التي يمكن استردادها من ّ‬
‫يحق لهؤالء التّابعين‬
‫والناقل الفعلي ووكالءهما حدود المسؤولية طبقا لالتفاقية؛ وال ّ‬
‫الضرر نتج عن تقصير من قبلهم وهو‬
‫(‪)38‬‬
‫أن ّ‬‫االستفادة من التّحديد القانوني إذا ثبت ّ‬
‫الناقل المتعاقد والبذيل‬
‫ما حرصت عليه المادة ‪ 1/80‬لنالحظ نوع من المساواة بين ّ‬
‫المشرع المصري إذ ال يستطيع تابعو ّ‬
‫الناقل الفعلي االحتجاج‬ ‫ّ‬ ‫وتابعيهما وهو ما أغفله‬
‫للناقل‪.‬‬
‫المقررة ّ‬
‫بالدفوع وحدود المسؤولية ّ‬
‫ّ‬
‫ويجوز للناقل أن يزيد من المسؤوليات أو يتنازل عن الحقوق على أساس‬
‫تكليف الناقل المتعاقد شخص آخر تنفيذ النقل وهو ما احتاط منه واضعوها على‬
‫االتفاق بين الناقل والشاحن على‬
‫المادة ‪ 4/6‬بخصوص إمكانية ّ‬‫تقرره ّ‬ ‫سبيل المثال ما ّ‬
‫أن هذه‬
‫صة و ّ‬
‫أقرتها قواعد هامبورغ خا ّ‬
‫تعيين حدود للمسؤولية تتجاوز الحدود اّلتي ّ‬
‫يتم االحتجاج بسند‬
‫الناقل الفعلي إالّ إذا وافق عليها صراحة وال ّ‬
‫االتّفاقات ال تلزم ّ‬
‫يحق أن يرجع‬
‫الشحن اّلذي يستبدل باالتّفاق المبرم بينه وبين الناقل األصلي‪ .‬كما ّ‬
‫تسوية جميع التّعويضات المدفوعة‬
‫ّ‬ ‫أي منهما على اآلخر بدعوى المسؤولية بغرض‬ ‫ّ‬
‫من قبلهما طبقا للمادة ‪ 6/80‬وان كان هذا ال يمنع رفع دعوى تعويض على الناقل‬
‫لمهمته ويجوز‬
‫ّ‬ ‫الضرر أثناء تنفيذ الناقل الفعلي‬
‫األصلي فقط على الرغم من وقوع ّ‬
‫أن المادة ‪8/80‬‬
‫الدعوى‪ ،‬لنالحظ ّ‬ ‫الناقل الفعلي في ّ‬
‫للناقل المتعاقد المطالبة بإدخال ّ‬
‫ّ‬

‫‪187‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫الناقل األصلي مسؤوال بصفة مطلقة عن النقل اّلذي ينّفذه الناقل البذيل على‬
‫ال تجعل ّ‬
‫خالف الفقرة ‪ 8‬التي تشير بوضوح قيام مسؤولية الناقل المتعاقد عن أفعال الناقل‬
‫الناقل‪.‬‬
‫للشاحن عند رجوع المضرور على ّ‬
‫(‪)33‬‬
‫يحقق إنصافا ّ‬
‫ّ‬ ‫مما‬
‫الفعلي ّ‬
‫المادة ‪ 8/80‬و ‪ 8‬من‬
‫المادة ‪ 843‬من ق‪.‬ت‪.‬ب نفس أحكام ّ‬
‫المشرع في ّ‬
‫ّ‬ ‫يقر‬
‫ّ‬
‫قضائية تتّسم بطابع تعاقدي اتجاه الناقل‬
‫ّ‬ ‫اتفاقية هامبورغ فيمكن للمضرور رفع دعوى‬
‫ّ‬
‫والمالحظ‬ ‫(‪)34‬‬
‫الرجوع على الناقل المتعاقد‪.‬‬
‫يتم فيه ّ‬
‫الفعلي على ذات األساس اّلذي ّ‬
‫الصريحة التي تقضي بالمسؤولية‬ ‫من باب المقارنة ّأنه خالفا للمادة ‪ّ 8/843‬‬
‫المادة ‪ 4/80‬من االتفاقية اعتبرتها‬
‫فان ّ‬ ‫الناقل المتعاقد والناقل الفعلي ّ‬
‫التضامنية بين ّ‬
‫ّ‬
‫النص أكثر انضباطا مما ورد في‬ ‫ومتعددة لنالحظ أ ّن هذا ّ‬
‫ّ‬ ‫مسؤولية مشتركة‬
‫فيستطيع‬ ‫التّشريع المصري إذ تقوم المسؤولية على التضامم وليس التّضامن‬
‫(‪)31‬‬

‫طرف اآلخر أما‬ ‫المضرور المطالبة بالتعويض كامال ومن دفع نصيبا الّرجوع على ال ّ‬
‫أن المبدأ الذي‬
‫كل منهم‪ .‬وال جرم في القول ّ‬ ‫إذا تعادلت األخطاء فيتساوي نصيب ّ‬
‫السيما أمام‬
‫ّ‬ ‫نادت به اتفاقية هامبورغ واعتنقه المشرع المصري ّ‬
‫أهمية كبيرة عمليا‬
‫تطرق لمسؤولية الناقل الفعلي اّلذي اعتبرته من‬
‫إغفال معاهدة بروكسل لعام ‪ 8784‬ال ّ‬
‫الغير وال يعرف المضرور إال الناقل المتعاقد مع الشاحن‪.‬‬
‫(‪)36‬‬

‫يتعرض لذلك فنعتقد ّأنه انطالقا من فكرة ك ْون‬


‫المشرع الجزائري لم ّ‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫رغم ّ‬
‫مكملة باستثناء أحكام‬
‫أن أحكام عقد نقل البضائع ّ‬ ‫"األصل في األشياء اإلجازة" و ّ‬
‫النقل‬
‫الناقل األصلي على ناقل باطني آخر بتكليفه تنفيذ عملية ّ‬
‫فإن اعتماد ّ‬
‫المسؤولية ّ‬
‫الناقل يسأل عن‬ ‫كّلها أو جزء منها جائز ما لم يرد خالف ذلك‪ .‬وعلى أساس ّ‬
‫أن ّ‬
‫الخسائر الالّحقة بالبضاعة منذ تكّلفه بها إلى غاية تسليمها للمرسل إليه أو لممّثله‬
‫فإنه ليست هناك عالقة بين الشاحن والّناقل‬
‫القانوني طبقا للمادة ‪ 108‬من ق‪.‬ب‪.‬ج ّ‬
‫الناقل المتعاقد طبقا للمادة ‪ 964‬مما يترتب عليه عدم‬
‫الفعلي للبضاعة المسلمة من ّ‬
‫الرابطة بينهما‪.‬‬
‫الناقل الفعلي قبل الشاحن النعدام ّ‬
‫مساءلة ّ‬

‫‪188‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫طرف المنفذ البحري‪:‬‬


‫مسؤولية ال ّ‬
‫ّ‬ ‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫عددتهم المادة ‪81‬‬
‫أن قواعد روتردام جاءت بأشخاص جدد ّ‬ ‫كما هو معلوم ّ‬
‫مما ّأدى إلى توسيع مجال مسؤولية الناقل البحري إلى أشخاص آخرين‬‫والمادة ‪ّ 4‬‬
‫فأ ّكدت‬ ‫يقعون تحت إمرته وما هذا إالّ دليل على امتياز خدمة لمصالح الشاحنين‬
‫(‪)39‬‬

‫فحوى المادة ‪ 81‬أنه يسأل الناقل ّ‬


‫عما يحدث من إخالل بالواجبات المترتّبة عليه‬
‫لتصرفات التي تصدر منه أو تلك اّلتي يغفلها أثناء‬
‫بمقتضى هذه االتفاقية نتيجة ا ّ‬
‫أي طرف منّفذ أو ربّان السفينة أو طاقمها‬
‫النقل أو اإلهمال الصادر عن ّ‬
‫عملية ّ‬‫تنفيذ ّ‬
‫يؤدي ّأيا‬
‫يتعهد بأن ّ‬
‫يؤدي أو ّ‬ ‫طرف المنّفذ أو أي شخص آخر ّ‬ ‫أو موظّفو ال ّناقل أو ال ّ‬
‫الشخص بصورة مباشرة أو‬ ‫تصرف ذلك ّ‬
‫النقل‪ ،‬متى ّ‬‫الناقل بمقتضى عقد ّ‬
‫من واجبات ّ‬
‫أن‬
‫الناقل أو تحت إشرافه أو سيطرته‪ ،‬م ّما يعني منطقيا ّ‬
‫غير مباشرة بناء على طلب ّ‬
‫طرف‬
‫طرف المنّفذة واأل ا‬
‫الناقل يسأل عن أفعال جميع األشخاص بما في ذلك األ ا‬
‫ّ‬
‫لتفادي رفع‬ ‫المنّفذة البحرية اّلذين يخضعون لنفس االلتزامات اّلتي تقع على عاتقه‬
‫(‪)31‬‬

‫الناقل المنّفذ لنفس‬


‫مما يستلزم خضوع ّ‬
‫طرف المنّفذ ّ‬ ‫دعوى المسؤولية التقصيرية ّ‬
‫ضد ال ّ‬
‫(‪)37‬‬
‫الناقل البحري‪.‬‬
‫المطبقة على ّ‬
‫ّ‬ ‫القواعد‬
‫طرف المنّفذ البحري نظ ار لخصوصيته‬
‫يهمنا أكثر أال وهو مسؤولية ال ّ‬
‫وعليه ما ّ‬
‫الضوء بموجب المادة ‪ 87‬على‬‫في المجال البحري بحيث ألقت عليه اتفاقية روتردام ّ‬
‫الناقل وال‬
‫تتم مساءلتهم اتجاه المضرور أو ّ‬‫خالف األشخاص اآلخرين اّلذين ال ّ‬
‫ضدهم؛ وان كان ذلك ال يعني تمّلصهم من المسؤولية عن‬‫االدعاء المباشر ّ‬
‫يمكنهما ّ‬
‫العامة في‬
‫ّ‬ ‫الشخصية إذ يسألون إعماال لقواعد اإلسناد بموجب القواعد‬
‫أخطاءهم ّ‬
‫طالعنا على أحكام‬‫ظاهر من خالل ا ّ‬ ‫القانون الوطني الواجب التطبيق‪ .‬غير ّ‬
‫أن ال ّ‬
‫يتبين لنا ّأنها تستلزم توافر شروط تقوم على أساسها مسؤولية بحتة‬
‫المادة ‪ّ 87‬‬ ‫ّ‬
‫االدعاء المباشر‬
‫طرف المضرور ّ‬ ‫طرف المنّفذ البحري ّ‬
‫مما يفرض على ال ّ‬ ‫ومستقّلة لل ّ‬
‫بناء على قواعد المسؤولية التّقصيرية النعدام رابطة عقدية بينهما مع إثبات مقدار‬
‫المدعى عليه؛ وان كان يسأل عن‬ ‫الضرر ولحظة حدوثه أثناء فترة قيام مسؤولية ّ‬ ‫ّ‬
‫الشخصية واألفعال اّلتي يكّلِف بها شخص آخر‪ ،‬بحيث ال يجوز رفع دعوى‬
‫تصرفاته ّ‬
‫ّ‬
‫‪189‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫طرف المنّفذ البحري ليختلف األمر تماما عند ارتكاب‬


‫ظفي ال ّ‬
‫مباشرة على أحد مو ّ‬
‫طرف المنّفذ البحري وهو ما نتناوله فيما يلي‪:‬‬
‫الناقل وال ّ‬
‫أخطاء مشتركة بين ّ‬
‫طرف المنّفذ البحري‪:‬‬ ‫مسؤولية ال ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬شروط‬
‫طرف المنّفذ البحري نفس االلتزامات التي تقع على كاهل الناقل‬ ‫تحمل ال ّ‬
‫رغم ّ‬
‫الناقل البحري إذ‬
‫طرف المنّفذ البحري تختلف نوعا ما عن مسؤولية ّ‬ ‫أن مسؤولية ال ّ‬
‫إالّ ّ‬
‫طرف المنّفذ البحري بإحدى االلتزامات المعهودة إليه من قبل‬
‫يترتّب على إخالل ال ّ‬
‫جراء إهماله إثارة مسؤوليته‬
‫مادية للبضائع من ّ‬
‫الناقل والذي تسبب في إلحاق خسائر ّ‬ ‫ّ‬
‫مباشرة ّإزاء الشاحن أو المرسل إليه‪ ،‬ولكن بشرط أن يقع الحادث أثناء فترة مسؤولية‬
‫طرف المنّفذ البحري بموجب المادة ‪– 8/87‬ب‪ -‬منذ وقت وصول البضائع إلى‬
‫ال ّ‬
‫الصرف‬ ‫الشحن وحتى مغادرتها ميناء التفريغ وما بينهما أي ّ‬
‫الرحلة البحرية ّ‬ ‫ميناء ّ‬
‫من وقت استالم البضاعة إلى حين عملية التفريغ أو الفترة اّلتي تكون فيها البضائع‬
‫تحت حراسة ال ّ‬
‫طرف المنّفذ البحري وان كانت هذه الفترة مشمولة ح ْكما بالفترة ّ‬
‫السالفة‬
‫طرف‬ ‫مدة وجود البضائع في عهدة ال ّ‬
‫الدولي من وراء ذلك ّ‬ ‫ال ّذكر ما لم يقصد المشرع ّ‬
‫تظل تحت‬ ‫خاصة وأ ّن البضائع ّ‬
‫ّ‬ ‫المنّفذ البحري في المرحلة ّ‬
‫السابقة والالّحقة لها‪،‬‬
‫مر إلى شحنها وكذا االلتزام‬
‫بمجرد وصولها إلى الميناء واستالمها وتست ّ‬
‫ّ‬ ‫الناقل‬
‫حراسة ّ‬
‫المتفرعة عن ذلك إلى غاية تسليمها للمرسل إليه وهي ذات الفترة‬‫ّ‬ ‫العمليات‬
‫ّ‬ ‫بمجمل‬
‫جراء إخالله بها‬
‫ليتحمل عبء المسؤولية من ّ‬
‫ّ‬ ‫طرف المنّفذ بالتزاماته‬
‫التي يقوم فيها ال ّ‬
‫أي وقت آخر يشارك فيه‬ ‫باإلضافة إلى الفترة المتّفق عليها في عقد النقل خالل ّ‬
‫الطرف المنفذ البحري ّ‬
‫بأي نشاط‪.‬‬
‫طرف المنّفذ البحري يجب تسّلم البضائع المرغوب في نقلها‬
‫وإلثارة مسؤولية ال ّ‬
‫العمليات المتعّلقة بالبضاعة في ميناء دولة متعاقدة طبقا‬
‫ّ‬ ‫أو تسليمها أو تنفيذ أحد‬
‫أن االتفاقية تقع في نوع من التّناقض فبعدما حصرت‬‫لمادة ‪ 8/87‬بند –أ‪ -‬لنالحظ ّ‬‫ل ّ‬
‫وسع في هذا‬‫فإنها ت ّ‬ ‫طرف المنّفذ البحري من ميناء ّ‬
‫الشحن إلى ميناء التفريغ ّ‬ ‫مهام ال ّ‬
‫طرف المنّفذ البحري خارج فترة مهامه فيمكنه أن يتسّلم البضائع‬
‫البند التزامات ال ّ‬

‫‪190‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫المشرع من وراء‬
‫ّ‬ ‫الشحن أو التّفريغ؛ إالّ إذا قصد‬
‫بغرض نقلها أو يسّلمها خارج ميناء ّ‬
‫"عملية تسّلم البضائع وتسليمها في ميناء دولة متعاقدة"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ذلك‬
‫المنفذ البحري عن الخطأ المشترك‪:‬‬
‫طرف ّ‬ ‫مسؤولية الناقل وال ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫الناقل البحري‬
‫طرف المنّفذ البحري منفصلة عن مسؤولية ّ‬ ‫أن مسؤولية ال ّ‬ ‫رغم ّ‬
‫تطبيقا للمادة ‪ 8/87‬من اتفاقية روتردام إالّ ّأنها نادت بالمسؤولية التّضامنية إذا‬
‫صدر خطأ مشترك بينهما طبقا للمادة ‪ 80‬منها لنالحظ ّأنه إذا صدر إهمال مشترك‬
‫وطرف من ّف ٍذ بحري واحد أو أكثر فذلك ّ‬
‫يؤدي إلى قيام المسؤولية الجماعيّة‬ ‫ٍ‬ ‫بين ناق ٍل‬
‫الحق على البضائع رفع الدعوى على الناقل‬
‫ّ‬ ‫ضامنية بحيث يمكن ألصحاب‬
‫ّ‬ ‫التّ‬
‫طرف أو (األطراف) المنّفذة البحرية معا‪ ،‬ويجوز أيضا تحصيل التّعويض‬
‫وال ّ‬
‫المستحق منهما معا أو من أحدهم‪ ،‬بحيث يمارس ّ‬
‫المدعى عليه اّلذي التزم بدفع‬
‫التّعويض دعوى رجوع على ال ّ‬
‫طرف المتضامن معه في المسؤولية ليدفع ما يتناسب‬
‫كل‬ ‫حصته من التّعويض المستحق‪ .‬ويجوز للمضرور رفع دعوى مستقّلة ّ‬
‫ضد ّ‬ ‫مع ّ‬
‫مسؤول على أساس المسؤولية الفرديّة لتحصيل مبلغ التّعويض المناسب كل حسب‬
‫نسبة مسؤوليته‪ .‬مع اإلشارة ّأنه يجب أالّ يتجاوز مجموع مبالغ التّعويض المستحّقة‬
‫الحد األقصى للتّعويض الوارد في االتّفاقية‪ ،‬مثال إذا كان الناقل مسؤول‬
‫ّ‬ ‫عن‬

‫طرف المنّفذ البحري ّ‬


‫األول‬ ‫بتعويض نسبته ‪ %30‬عن الضرر الالّحق بالشاحن‪ ،‬وال ّ‬
‫طرف المنفذ البحري الثاني مسؤول بنسبة‬
‫مسؤول بنسبة ‪ %40‬عن ذات الضرر‪ ،‬وال ّ‬
‫الضرر الكّلي يتجاوز الحد األقصى‬
‫‪ %30‬عن ذات الضرر‪ ،‬فإذا افترضنا أن ّ‬
‫للتّعويض فال يلتزم الناقل بدفع التّعويض المترتّب عليه إالّ بنسبة ‪ %30‬من الحد‬

‫طرف المنّفذ البحري ّ‬


‫األول نسبة ‪ %40‬في حين يدفع‬ ‫األقصى للتعويض‪ ،‬ويدفع ال ّ‬
‫الطرف المنفذ البحري الثاني ‪ %30‬وان كانت قاعدة الحد األقصى للتّعويض تسقط‬
‫(‪)40‬‬
‫عمديا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الشخص المسؤول إذا ارتكب خطأ‬
‫عن ّ‬
‫الشحن المباشر‪:‬‬
‫مسؤولية الناقل بموجب سند ّ‬
‫ّ‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫حددت مرحلة وقوعه فيما‬
‫الضرر الذي ّ‬
‫سنحاول تحديد المسؤول الحقيقي عن ّ‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪191‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫مسؤولية الناقل في الّنقل المتتابع البحري‪:‬‬


‫ّ‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفرع ّ‬
‫الناقل على توصيل البضاعة‬
‫انطالقا من المادة ‪ 88‬من اتفاقية هامبورغ يتعهد ّ‬
‫النقل‬
‫يتم إصدار سند شحن واحد يحكم عملية ّ‬‫تدخل ناقلين آخرين ف ّ‬‫معين ب ّ‬
‫إلى مكان ّ‬
‫بأكملها إق ار ار لـ مبدأ وحدة عقد ال ّنقل البحري ‪ ،‬ويكمن االختالف بين ّ‬
‫النقل المتتابع‬
‫كل أو‬
‫أن هذا األخير ينّفذ ّ‬
‫النقل اّلذي ينّفذه ناقل فعلي بموجب المادة ‪ّ 80‬‬ ‫البحري و ّ‬
‫الناقل األصلي سواء بعلم الشاحن أو دون‬
‫عملية النقل اّلتي يكّلفه بها ّ‬
‫ّ‬ ‫جزء من‬
‫أن‬
‫عملية النقل ّ‬
‫ّ‬ ‫مما يفترض علم الشاحن منذ بداية‬
‫لمادة ‪ّ 88‬‬
‫موافقته‪ ،‬على خالف ا ّ‬
‫الناقل‬
‫الرسالة البحرّية‪ ،‬وان كان ّ‬
‫الناقل األصلي اتّفق مع ناقل الحق للقيام بجزء من ّ‬
‫ّ‬
‫سيتحمل المسؤولية عن جميع األضرار الحاصلة خالل المراحل التي نّفذها‬
‫ّ‬ ‫المتعاقد‬
‫الناقلين الثانويين لمصلحة ّ‬
‫الشاحن واّلذين يصدرون سندات شحن غير مباشرة لتسّلم‬
‫الضرر الحاصل خالل المرحلة التي نّفذها‪.‬‬ ‫كل منهم عن ّ‬‫للناقل األصلي ليسأل ّ‬
‫ليتقمص صفة‬‫ويصدر المجهز الناقل سند شحن غير قابل للتّداول ل ّلناقل المتعاقد ّ‬
‫النص‬
‫يتم ّ‬‫الشاحن على أن يسلم لهذا األخير سند شحن مباشر‪ .‬مع ال ّذكر أنه قد ّ‬
‫(‪)48‬‬
‫ّ‬
‫في العقد على عدم مسؤولية الناقل المتعاقد عن هالك البضاعة أثناء وجودها في‬
‫للناقلين الالّحقين اّلذي يكون‬
‫الشاحن وافق على اختياره ّ‬
‫أن ّ‬‫عهدة ناقل الحق بما ّ‬
‫الضرر أثناء وجود البضاعة في حراسة ٍ‬
‫ناقل‬ ‫على دراية بهم‪ ،‬بشرط إثبات وقوع ّ‬
‫النص في العقد على عدم مسؤوليته فيسأل مع الناقل الالّحق‬ ‫ٍ‬
‫الحق له‪ ،‬واذا لم يتم ّ‬
‫الناقل األخير‬
‫لدرجة ّأنه يمكن للمرسل إليه الرجوع على ّ‬
‫(‪)48‬‬
‫على أساس التّضامن‪.‬‬
‫للموكل الرجوع على نائب الوكيل مباشرة طبقا‬
‫ّ‬ ‫التي تجيز‬ ‫العامة‬
‫(‪)43‬‬
‫ّ‬ ‫تطبيقا للقواعد‬
‫(‪)44‬‬
‫للمادة ‪ 110‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫الناقل المتعاقد‬
‫والمالحظ في هذا اإلطار شبه بين أحكام الحالة التي يسأل فيها ّ‬
‫كالناقل المتعاقد‬
‫األول ّ‬‫الناقل ّ‬
‫النقل المتتابع إذ جعلت ّ‬
‫والفعلي وأحكام المسؤولية في ّ‬
‫الناقلين المتعاقبين بما فيهم الناقل األخير‬
‫النقل بأكمله وقصرت مسؤولية ّ‬
‫مسؤوال عن ّ‬
‫بالنسبة للناقل‬
‫الناقل األول كما هو الشأن ّ‬
‫الذي يسأل عن مرحلته ومتضامن مع ّ‬
‫األول من‬
‫للمادة ‪ 843‬إمكانية تمّلص الناقل ّ‬
‫ّ‬ ‫الفعلي فيكمن الفارق الوحيد وفقا‬

‫‪192‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫المسؤولية عند إثباته وقوع الضرر أثناء وجود البضاعة في حراسة الناقل الالّحق‬
‫الناقل المتعاقد في الحالة األولى باإلضافة إلى مدى إمكانية‬
‫وهذا ما ال يتمتّع به ّ‬
‫(‪)41‬‬
‫النقل المتتابع‪.‬‬
‫الشاحن التي تشترط في ّ‬
‫الحصول على موافقة ّ‬
‫أن المشرع الجزائري حرصا منه على تحقيق التوازن بين مصالح‬ ‫في حين ّ‬
‫الناقل‬
‫الرجوع على ّ‬
‫المدعي ّ‬‫أصحاب البضاعة والتزامات الناقلين ليؤكد ّأنه على ّ‬
‫كل االتفاق مادام ّأنه مسؤول عن‬
‫المتعاقد في األصل ليسأل بصفته ناقال عن تنفيذ ّ‬
‫يعد وكيال بالعمولة‬ ‫الرحلة الذي ّ‬
‫تعهد بتنفيذها بنفسه أو كّلف ناقل آخر حيث ّ‬ ‫كامل ّ‬
‫أما إذا‬
‫الناقل الفعلي عن المرحلة التي نف ّذها؛ ّ‬ ‫للنقل ّ‬
‫بالنسبة لألجزاء األخرى ويسأل ّ‬
‫الضرر خالل مرحلة سابقة أو الحقة فهذا ال يمنع من تضامنه مع اآلخرين‬ ‫وقع ّ‬
‫الرجوع عليهم جميعا أو ألحدهم فقط على أن يرجع‬ ‫تم ّ‬
‫خدمة للناقل المتعاقد سواء ّ‬
‫وان كان ال يمكن ممارسة دعوى‬ ‫(‪)46‬‬
‫الناقلين‬
‫الناقل اّلذي دفع التعويض على باقي ّ‬‫ّ‬
‫الضرر لم يقع خالل المرحلة التي نفذها طبقا‬‫أن ّ‬‫يتمسك ب ّ‬
‫الرجوع على الناقل الذي ّ‬ ‫ّ‬
‫بحل في المادة ‪ 969‬إذا تع ّذر إثبات مرحلة‬
‫المشرع ّ‬
‫ّ‬ ‫للمادتين ‪ 961‬و‪ ،966‬وجاء‬
‫الضرر فيسأل الناقلون بنسبة أجرة الحمولة المقبوضة‪.‬‬
‫وقوع ّ‬
‫مسؤولية الّناقل البحري في الّنقل المختلط‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫ويصطلح عليه بال ّنقل متعدد الوسائط فهو نقل البضائع بطرق نقل مختلفة ّبرية‬
‫(‪)49‬‬
‫عدة ناقلين‬
‫فتقدم خدمة النقل من قبل ّ‬
‫يضم المرحلة البحرية ّ‬
‫جوية مع ضرورة أن ّ‬ ‫و ّ‬
‫ظمه المشرع الجزائري في المادة ‪ 963‬خالفا التفاقية هامبورغ التي لم تولي‬
‫وهو ما ن ّ‬
‫الناقل‬
‫النقل أن يتعاقد بموجب عقد واحد مع ّ‬
‫ظل هذا ّ‬
‫للشاحن في ّ‬
‫اهتماما له‪ .‬ويمكن ّ‬
‫البحري ألجل نقل البضاعة إلى المكان المطلوب بح ار ّا‬
‫وبر معا وا ّما أن يتعاقد‬
‫بكل واسطة وان‬
‫الخاصة ّ‬
‫ّ‬ ‫تطبق األحكام القانونية‬
‫كل ناقل ف ّ‬
‫بموجب عقود مستقلة مع ّ‬
‫النقل‬
‫لتعدد وسائط ّ‬
‫متممة للمرحلة البحرية‪ .‬مع اإلشارة ّأنه نظ ار ّ‬
‫(‪)41‬‬
‫تعد مراحل ّ‬
‫كانت ّ‬
‫األول سيبرم عقدا واحدا فال يمكنه إصدار سند واحد إالّ بظهور سند‬
‫الناقل ّ‬‫فان كان ّ‬
‫الشحن المباشر اّلذي أوردته ممارسات التّجارّية البحرّية ال ّذي يحكم جميع المراحل‬
‫يتبين لنا ّأنه سوي بين النقل المتتابع البحري‬ ‫لمادة ‪ 963‬من ق‪.‬ب‪.‬ج ل ّ‬ ‫طبقا ل ّ‬

‫‪193‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫األول مصدر السند أو ّ‬


‫بالرجوع‬ ‫الرجوع على الناقل ّ‬
‫والمختلط‪ .‬وبإمكان المرسل إليه ّ‬
‫كل منهم‬ ‫على ال ّناقلين بالتّضامن لتسري هنا نفس أحكام المادة ‪ .961‬وبما ّ‬
‫أن ّ‬
‫ضامن فستنتقل المسؤولية من شخص آلخر إلى غاية وصولها للناقل األخير‪ ،‬واذا لم‬
‫الضرر بين يديه‬
‫السابق له بسلسلة الناقلين فيفترض وقوع ّ‬
‫للناقل ّ‬
‫يتم إبداء التحّفظات ّ‬
‫ّ‬
‫ويتحمل‬
‫ّ‬ ‫وان قام بنقل البضاعة لمسافة قصيرة ليتواجد في موقف ال ٌيحسد عليه‬
‫السند‬
‫أن طبيعة هذا ّ‬
‫النقل بأكملها كما لو كان وكيال بالعمولة للنقل‪ ،‬مع ّ‬
‫(‪)47‬‬
‫مسؤولية ّ‬
‫الضرر‪ .‬ويطرح‬
‫تؤدي إلى انقسام نظام المسؤولية تبعا لواسطة النقل اّلذي وقع فيها ّ‬
‫ّ‬
‫ظم النقل المختلط بصفته متعهد نقل متعدد‬
‫الناقل هو الذي ين ّ‬
‫التّساؤل فيما إذا كان ّ‬
‫الوسائط فيتّخذ صفة الناقل من وجهة نظر المرسل ووكيال بالعمولة للنقل بالنسبة‬
‫بمجرد‬
‫النقل‪ ،‬و ّ‬‫وان كان يقتصر التزامه األساسي على تنظيم ّ‬
‫(‪)10‬‬
‫للجزء غير البحري‬
‫طي عملية النقل من الباب إلى الباب فال يسأل‬
‫إصدار سند شحن مباشر الذي يغ ّ‬
‫الناقل عن المرحلة اّلتي نّفذها فقط إذ يفقد صفته في ميناء الوصول ليصبح وكيال‬
‫بالعمولة للنقل منذ الّلحظة التي يعهد فيها للناقل البري إيصال الحاويات للمرسل‬
‫كل‬
‫وهذا ما أ ّكدته المادة ‪ 8/8‬من قواعد هامبورغ عند تعريف ا ّلناقل ب ّ‬
‫(‪)18‬‬
‫إليه‪،‬‬
‫شخص أبرم عقد النقل مع الشاحن‪ ،‬ويالحظ الفقيه ‪ R. Achard‬أن سند الشحن‬
‫المباشر يوحي بتحقيق وحدة عملية النقل لتتحول صفة الناقل مصدر هذه الوثيقة إلى‬
‫(‪)18‬‬
‫وكيل بالعمولة للنقل‪.‬‬
‫النتائج والتوصيات‪:‬‬
‫ألهم ما أسفر عليه الموضوع‬
‫منا األمر التّعريج ّ‬
‫تقدم يتطّلب ّ‬
‫على ضوء ما ّ‬
‫لكل شخص خاصة‬ ‫أن انتحال صفة الناقل متاحة ّ‬‫الدراسة من نتائج فنستنتج ّ‬ ‫محل ّ‬‫ّ‬
‫عدد الناقلين تطبيقا لقواعد هامبورغ بما لها من انعكاس على نظام المسؤولية لترسي‬
‫بت ّ‬
‫العالقة بين المصالح المتناحرة على أسس أفضل‪ ،‬على خالف معاهدة بروكسل التي‬
‫تبني بعض أحكام اتفاقية هامبورغ‬
‫أن ذلك لم يمنع من ّ‬‫صادقت عليها الجزائر إالّ ّ‬
‫النقل‬
‫يظل الناقل المتعاقد مسؤول عن ّ‬ ‫كامتداد المسؤولية للناقل الفعلي على أن ّ‬
‫الحق‬
‫ّ‬ ‫المشرع المصري يرى أن هذا ال يوّفر حماية قانونية لصاحب‬
‫ّ‬ ‫بأكمله‪ .‬وان كان‬

‫‪194‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫يقل شعوره باالئتمان في حتمية حصوله على التّعويض من ج اّرء‬


‫على البضاعة اّلذي ّ‬
‫مساءلة شخص آخر غير المتعاقد معه‪ .‬غير ّأنه من وجهة نظرنا نرى أ ّن اتّساع‬
‫نطاق المسؤولية ألشخاص آخرين ال يعني تمّلص الناقل من المسؤولية بما ّأنه‬
‫الناقل المتعاقد والفعلي بالتّضامن أو‬ ‫الرجوع على ّ‬ ‫بإمكان المتضرر ممارسة دعوى ّ‬
‫طرف المضرور على مبلغ التّعويض‬ ‫هم ضمان حصول ال ّ‬ ‫الناقل األصلي فقط‪ ،‬فالم ّ‬
‫ّ‬
‫طرف اّلذي‬
‫الملكية و ّأيا كان ال ّ‬
‫ّ‬ ‫النظر عن إثارة المسؤولية على معيار التّعاقد أو‬
‫بغض ّ‬
‫ّ‬
‫امتد نطاق المسؤولية ألشخاص آخرين كّلما‬
‫الرجوع عليه وبمفهوم المخالفة كّلما ّ‬
‫يتم ّ‬
‫ّ‬
‫اطمأن المضرور على استيفاء حقوقه‪.‬‬
‫حيز‬
‫الناقلة وان لم تدخل ّ‬
‫الدول ّ‬
‫أما قواعد روتردام ‪ 8001‬التي تحّقق آمال ّ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫النفاذ إلى يومنا هذا والتي تهدف إلى حماية مصالح الشاحنين الذي ال طالما فقد‬
‫الناقل عن األخطاء الصادرة عنهم‪،‬‬
‫سابقا خاصة أمام األطراف الجدد بحيث يسأل ّ‬
‫الرجوع بناء على قواعد المسؤولية التقصيرية متى قامت في نطاق زمني‬
‫فيجوز للغير ّ‬
‫عملية تسّلم البضاعة أو تسليمها في ميناء دولة متعاقدة‬
‫ّ‬ ‫محّدد مع وجوب إتمام‬
‫للمدعي الخيار بين رفع‬
‫ومد مجال مسؤوليته‪ ،‬ومنحت ّ‬ ‫ليالحظ تناقض بين تضييق ّ‬
‫دعوى مستقّلة أو بناء على المسؤولية الجماعية تماشيا مع التّشريعات البحرية‪ .‬وقد‬
‫تنّفذ عملية النقل بسلسلة من المراحل فنكون أمام نقل متتابع بحري إذ يتحمل ّ‬
‫الناقل‬
‫الناقلون الثانويين‬
‫للنقل مع مساءلة ّ‬
‫المتعاقد المسؤولية بصفته ناقال أو وكيال بالعمولة ّ‬
‫النقل المختلط‪.‬‬ ‫وتسري أحكام ّ‬
‫المادة ‪ 961‬على ّ‬
‫يتم األخذ بها في‬
‫توصية نأمل أن ّ‬
‫ّ‬ ‫أهم‬
‫الشك في ختام القول التأكيد على ّ‬
‫و ّ‬
‫المشرع الجزائري ألحكام القانون البحري بما‬
‫ّ‬ ‫المستقبل القريب وهي ضرورة تعديل‬
‫الدولية ووجوب انضمام الدول بما فيها الجزائر التفاقية‬
‫يتالءم مع أحكام االتفاقيات ّ‬
‫النقل البحري التي استحدثت العديد من االيجابيات‬
‫روتردام كأحدث اتفاقية في مجال ّ‬
‫وتشجع‬
‫ّ‬ ‫الشاحنة‬
‫موحد تهدف إلى حماية الدول ّ‬
‫ألجل تكريس نظام عالمي قانوني ّ‬
‫االستثمار في حقل التّجارة البحرّية وقيامها على أساس قواعد العدالة بهدف خلق‬
‫التّوازن بين حقوق والتزامات الشاحن والناقل‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫الهوامش والمراجع المعتمدة‪:‬‬


‫(‪ )8‬ترسي اتفاقية األمم المتحدة للنقل البحري للبضائع نظام قانوني ّ‬
‫موحد ألطراف‬
‫عقد النقل وت ّم التوقيع عليها بـتاريخ ‪ 8791/03/38‬في مؤتمر دبلوماسي‬
‫حيز النفاذ ابتداء من‬
‫الجمعية العامة لألمم المتحدة ودخلت ّ‬
‫ّ‬ ‫بواسطة‬
‫‪.8778/88/08‬‬
‫الدولي‬
‫(‪ )8‬يقصد بقواعد روتردام اتفاقية األمم المتحدة بشأن عقود نقل البضائع ّ‬
‫بالبحر كليا أو جزئيا كاسم رسمي أقرته الجمعية العامة لألمم المتحدة وأوصت‬
‫تسميتها بقواعد روتردام التي تميل لتحقيق قواعد العدالة وتوائم المصالح‬
‫المتعارضة للدول وتسعى لحلول توفيقية لحل المشاكل القانونية‪ .‬فتحت باب‬
‫التوقيعات عليها في ‪ 8007/07/83‬بحيث وقع عليها حوالي ‪ 86‬دولة من بين‬
‫ٍ‬
‫ممثل حاضر للدول لتصادق عليها اسبانيا في ‪ 8088/08/87‬وتوغو في‬ ‫‪87‬‬
‫الدول‬
‫‪ 8088/09/89‬والكونغو في ‪ 8084/09/81‬وقد وصل مجموع ّ‬
‫المصادقة على االتفاقية إلى ‪ 81‬دولة‪.‬‬
‫– فاروق ملش‪" ،‬اتفاقية األمم المتحدة بشأن عقود نقل البضائع الدولي بالبحر كليا أو‬
‫جزئيا لسنة ‪ ،"8007‬األكاديمية العربية للنقل والتكنولوجيا والنقل البحري‪ ،‬مجلة‬
‫أخبار النقل البحري‪ ،‬العدد ‪ ،81‬مصر‪ ،‬ص‪.09 ،06 ،03‬‬
‫(‪ )3‬األمر رقم ‪ 10-96‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 71-01‬المؤرخ في ‪ 81‬جوان‬
‫‪ 8771‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 04-80‬ل ـ ‪ 81‬أوت ‪ 8080‬ج‪.‬ر ‪ 46‬ل ـ‬
‫‪ 81‬أوت ‪ 8080‬المتضمن القانون البحري الجزائري‪.‬‬
‫(‪ )4‬جانب من الفقه ينتقد عبارة "الناقل الفعلي" الذي يسمى في لغة القانون الناقل‬
‫بالنيابة وهناك من يفضل لفظ الناقل البذيل الذي يقوم مقام الناقل األصلي ويرى‬
‫أن عبارة الناقل الفعلي الوارد في النص العربي تعني من قام فعال بالنقل‪ ،‬وهذا‬
‫ما ال يتوافق مع مضمون ‪ .substitué‬ويرى جانب آخر أن الناقل بالنيابة‬
‫المشرع في النص‬
‫ّ‬ ‫أصر‬
‫يصلح اعتباره ناقال فعليا من وجهة نظر الشاحن‪ ،‬لكن ّ‬
‫الناقل‬
‫بمجرد إسناد إليه عملية النقل من ّ‬
‫ّ‬ ‫بالنيابة‬
‫الفرنسي ربط مدلول الناقل ّ‬
‫‪196‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫المهمة ويرى أن تلك العبارة تعني‬


‫ّ‬ ‫كل شخص عهد إليه بهذه‬
‫األصلي مع شمول ّ‬
‫أي درجة من درجات التّفويض‪،‬‬ ‫لدى واضعي االتفاقية الناقل المفوض وعلى ّ‬
‫لكن بالرجوع إلى النسخة االنجليزية لالتفاقية فمصطلح فعلي ترجمة سليمة من‬
‫الناحية القانونية والعملية لكلمة ‪Actuel‬‬
‫‪ -‬مشار إليه‪ :‬عبد الفتاح محمد ترك‪ ،‬عقد النقل البحري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫مصر‪ ،8001 ،‬ص‪ – .91‬فاروق ملش‪ ،‬النقل متعدد الوسائط‪ ،‬األكاديمية‬
‫العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪.896‬‬
‫السبق في استخدام مصطلح الناقل المتعاقد والفعلي إلى اتفاقية أثينا لنقل‬
‫(‪ )1‬كان ّ‬
‫حيز‬
‫الركاب وأمتعتهم بطريق البحر الموقعة في ‪ 8794/88/83‬اّلتي دخلت ّ‬
‫بعدة بروتوكوالت‪.‬‬
‫المعدلة ّ‬
‫ّ‬ ‫التنفيذ ‪8719/04/81‬‬
‫– عبد الفتاح محمد ترك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ – 94‬أحمد محمود حسني‪ ،‬النقل‬
‫الدولي البحري للبضائع‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬طبعة ‪ ،8717 ،8‬ص ‪.14‬‬
‫(‪ )6‬محمود عبابنه‪ ،‬أحكام عقد النقل‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬األردن‪ ،‬ط ‪ ،8081 ،8‬ص ‪.67‬‬
‫(‪ )9‬كمال حمدي‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،8779 ،‬ص ‪118‬‬
‫تم توقيع معاهدة بروكسل لتوحيد بعض القواعد المتعلقة بسندات الشحن في‬
‫( ‪ّ )1‬‬
‫‪ 8784/01/81‬المعدلة ببروتوكول بروكسل ‪ 8761/08/83‬والذي نّقح في‬
‫‪ .8797/88/88‬وصادقت الجزائر على المعاهدة بالمرسوم رقم ‪ 90-64‬المؤرخ‬
‫المؤرخة في ‪.8764/04/09‬‬‫في ‪ ،8764/03/08‬ج‪.‬ر عدد ‪ّ 81‬‬
‫النقل البحري في القانون البحري الجديد الصادر‬
‫(‪ )7‬أحمد محمود حسني‪ ،‬عقد ّ‬
‫بالقانون رقم ‪ 01‬لسنة ‪ ،8770‬منشأة المعارف‪ ،8771 ،‬ص ‪.86 ،81‬‬
‫(‪ )80‬وجدي حاطوم‪ ،‬النقل البحري في ضوء القانون والمعاهدات الدولية‪ ،‬المؤسسة‬
‫الحديثة للكتاب‪ ،‬طبعة ‪ ،8088 ،8‬ص ‪.369‬‬
‫طرف المنّفذ غير البحري في المادة ‪ 1/8‬الطرف المعني ذكره في‬‫(‪ )88‬كما أشير لل ّ‬
‫المادة ‪ 3/80‬لمشروع اتفاقية روتردام غير ّأنه حذف في ظل االتفاقية المعمول‬
‫بها‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫‪-Anastasiya Kozubovskaya, "Brief overview of the state of‬‬


‫‪negotiations of the UNCITRAL Draft convention on the‬‬
‫‪carriage of goods wholly or partly by sea", Revue‬‬
‫‪électronique Neptunus, CDMO, Univ Nantes, 2007, vol3-3,‬‬
‫‪p3‬‬
‫(‪ )88‬وقع نقاش لفريق عمل لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي في ‪84-3‬‬
‫ماي ‪ 8004‬حول االستعانة بمصطلح الطرف المنفذ البحري عند تعريف الطرف‬
‫المنفذ الذي يشمل الطرف البحري والغير بحري‪ ،‬وتم االعتماد في تعريف‬
‫طرف المنفذ البحري لتمييزه عن الطرف المنّفذ على المعيار الجغرافي بالفترة‬
‫ال ّ‬
‫الداخلي‬
‫الممتدة بين ميناء التحميل وميناء التفريغ‪ ،‬فاقترح الفريق إدراج النقل ّ‬
‫ّ‬
‫النقل بين ميناءين مختلفين مكانيا يعتبر جزءا‬
‫أن ّ‬‫ضمن الميناء وان ذهب رأي ّ‬
‫الرغم من‬ ‫طرف المنفذ غير البحري ّ‬
‫كالناقل بالسكك الحديدية ب ّ‬ ‫من وظائف ال ّ‬
‫يعرف‬
‫قيامه بخدمات داخل الميناء لكن ال يعتبر طرفا منّفذا بحريا‪ .‬وعليه ّ‬
‫يؤدي أي من التزامات ومسؤوليات‬
‫أي طرف منّفذ ّ‬‫طرف المنّفذ غير بحري ّ‬ ‫ال ّ‬
‫الناقل قبل وصول البضاعة ميناء التحميل وبعد مغادرتها ميناء التفريغ‪ .‬وان‬
‫كانت قواعد روتردام تطبق على المرحلة البحرية والمراحل األخرى السابقة‬
‫النقل من الباب إلى الباب‪ ،‬فهو ما يتطابق مع المركز‬
‫والالّحقة لها تماشيا مع ّ‬
‫للناقل في قواعد روتردام‪.‬‬
‫القانوني ّ‬
‫‪- P. DELEBECQUE, droit maritime, Dalloz, 13 éd, 2014, p 47.‬‬
‫(‪ )83‬شريف محمد غنام‪ ،‬التزام الشاحن ومسؤولياته في قواعد روتردام ‪ 8001‬لنقل‬
‫البضائع دوليا عبر البحر‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪. 39 ،36‬‬
‫‪)41( Observation P.DELEBECQUE, "Réflexion sur les Règles‬‬
‫‪De Rotterdam", Journée National, 16/44/2010, avocats du‬‬
‫‪bureau de Cameron, p 3.‬‬
‫(‪ )81‬عبد الفتاح محمد ترك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص من ‪ 484‬إلى ‪.489‬‬
‫(‪ )86‬عبد الفضيل محمد أحمد‪ ،‬القانون الخاص البحري‪ ،‬دار الفكر والقانون‪ ،‬ط ‪،8‬‬
‫‪ ،8088‬ص ‪.401‬‬

‫‪198‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫‪)41( Note R.A, Aix, 24/03/1983, p 670 -Cité par:‬‬


‫‪R.RODIERE/E. de pontavice, droit maritime, 12 édition,‬‬
‫‪Dalloz, 1997, p 307.‬‬
‫لعملية المسافنة في عدة وسائط كالواسطة‬
‫ّ‬ ‫)‪ (18‬تطبيقا للمادة ‪ 966‬يتم اللجوء‬

‫البحرية بشحن الناقل للبضاعة بوسيلة أخرى عند توقف ّ‬


‫الرحلة إلى غاية ميناء‬
‫ستغل سفينة أخرى بما ّ‬
‫أن إعمالها يستلزم استخدام واسطة‬ ‫الوصول ولو لم ت ّ‬
‫أخرى‪.‬‬
‫– بسعيد مراد‪ ،‬عقد النقل البحري للبضائع وفقا لالتفاقيات الدولية والتشريع البحري‬
‫الجزائري‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،8088/8088 ،‬ص ‪.831 ،839‬‬
‫(‪ )87‬آليي الصفا‪ ،‬قانون التجارة البحرية‪ ،‬دار المنشورات العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬طبعة ‪،8‬‬
‫‪ ،8773‬ص ‪.811‬‬
‫(‪ )80‬عبد القادر العطير‪" ،‬اتفاقية األمم المتحدة حول النقل الدولي متعدد الوسائل‬
‫للبضائع ‪ ،"8710‬مجلة الحقوق الكويتية‪ ،‬مجّلد عدد ‪ ،1‬سنة ‪ ،1‬ص ‪.893‬‬
‫(‪ )88‬أحمد محمود حسني‪ ،‬عقد النقل البحري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.878 ،878‬‬
‫(‪ )88‬كمال حمدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫(‪ )83‬عادل علي المقدادي‪،‬القانون البحري‪،‬دار الثقافة‪،‬عمان‪،‬ط ‪،8011 ،1‬ص‪880‬‬
‫‪)41( Pierre Bonassies/Christian scapel, traité de droit maritime,‬‬
‫‪LGDJ, 2006, p 612.‬‬
‫(‪ )81‬فاروق ملش‪ ،‬النقل متعدد الوسائط‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص من ‪ 418‬إلى ‪.100‬‬
‫يتقمص صفة الناقل البحري وهو ما يشغل‬
‫(‪ )86‬يالحظ أن الوكيل بالعمولة للنقل ّ‬
‫بال الفقه لتطرح إشكالية إمكانية الحديث عن عقد نقل بين ناقل ومرسل أم‬
‫النفاذ التي تتّسم‬
‫حيز ّ‬
‫سيكيف لعقد وكالة بالعمولة بعد دخول قواعد روتردام ّ‬ ‫ّ‬
‫بطابع متعدد الوسائط ما يمنح الناقل إمكانية التّعاقد من الباطن مع الناقلين‬
‫أحادي الواسطة‪.‬‬
‫‪- Philippe DELEBECQUE, "l’évolution du transport maritime ",‬‬
‫‪DMF 01-2009 n°699, § 08.‬‬
‫(‪ )89‬آليي الصفا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.816‬‬

‫‪199‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫(‪ )81‬وجدي حاطوم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.830‬‬


‫‪)42( Jean BELOTI, transport international des marchandises,‬‬
‫‪paris, 4é éd, 2012, p 281.‬‬
‫(‪ )30‬إن مفهوم المسؤولية التضامنية جاء على نفس النمط الوارد باالتفاقية المك ّملة‬
‫التفاقية وارسو لتوحيد بعض قواعد النقل الجوي الدولي التي تم التوقيع عليها في‬
‫حيز النفاذ في ‪ 8733/08/83‬والمعدلة ببروتوكول‬
‫‪ 8787/80/88‬ودخلت ّ‬
‫الهاي لـ‪ 8711/07/81:‬وبروتوكول جواتيماالستي لـ‪8798/03/01:‬‬
‫وبروتوكوالت مونتيريال األربعة لـ ‪ 8791/07/81‬واّلتي تتمثّل في اتفاقية‬
‫غواداالخا ار لـ ‪ 8768/07/81‬المتعلقة بتوحيد بعض قواعد النقل الجوي يقوم به‬
‫شخص آخر غير الناقل المتعاقد‪.‬‬
‫‪ -‬فاروق ملش‪ ،‬النقل متعدد الوسائط‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.891‬‬
‫(‪ )38‬وجدي حاطوم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.838‬‬
‫(‪ )38‬كمال حمدي‪ ،‬اتفاقية األمم المتحدة للنقل البحري للبضائع ‪ ،8791‬منشأة‬
‫المعارف‪ ،‬مصر‪ ،8779 ،‬ص ‪98‬‬
‫(‪ )33‬عبد الفتاح محمد ترك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪)41( Pierre Bonassies/Christian scapel, op.cit, p 612.‬‬
‫تعدد المسؤولين عن الفعل الضار يؤدي إلى تضامنهم في المسؤولية‪ ،‬إالّ‬
‫إن ّ‬ ‫(‪ّ )31‬‬
‫مما ّأدى إلى استبعاد‬
‫تم األخذ بفكرة التّضامم "‪ّ "in solidum‬‬
‫ّأنه سرعان ما ّ‬
‫تطبيق التضامن‪ -.‬تامر محمد الطمياطي‪ ،‬التّضامن في المسؤولية القائمة على‬
‫الخطأ المفترض‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة عين الشمس‪ ،‬القاهرة‪ ،8088 ،‬ص‬
‫‪.03‬‬
‫(‪ )36‬فهر عبد العظيم صالح‪ ،‬مسؤولية الناقل البحري عن سالمة البضائع بين‬
‫أحكام اتفاقية هامبورغ والقانون المصري‪ ،‬مذكرة ماجستير في المعامالت الدولية‬
‫التجارية القانونية واللوجيستيات‪ ،‬ص ‪.83 ،06‬‬
‫‪)41( P. DELEBECQUE, droit maritime, op.cit, p 564.‬‬
‫‪)43( P.DELEBECQUE, "La Convention sur les contrats‬‬
‫‪internationaux de transport de marchandises effectué‬‬
‫‪200‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫‪entièrement ou partiellement par mer : a civil Law‬‬


‫‪perspective", DMF, 4-2009, n° 702-5, p 03.‬‬
‫(‪ )37‬لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي‪ ،‬فريق العمل الثالث‪ ،‬الدورة ‪،88‬‬
‫نيويورك‪ 03/84 ،‬إلى ‪ ،8003 04/04‬إلعداد مشروع صك لقانون نقل‬
‫البضائع بحرا‪ ،A/CN.9/WG.III/WP. 25 ،‬ص ‪.03‬‬
‫(‪ )40‬تقدر مسؤولية الناقل بمبلغ ‪ 191‬وحدة حسابية لكل رزمة أو وحدة شحن أو ‪3‬‬
‫وحدات حسابية عن كل كلغ من الوزن اإلجمالي للبضائع طبقا للمادة ‪ 17‬من‬
‫قدر بمبلغ يعادل ‪ 8.1‬أجرة النقل الواجب‬
‫أما المسؤولية عن للتأخير ت ّ‬
‫االتفاقية‪ّ ،‬‬
‫دفعها عن البضائع المتأخرة‪ - .‬وجدي حاطوم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 833‬من‬
‫إلى ‪.398‬‬
‫‪)14( Pierre Bonassies/ Christian Scapel, op.cit. p 609, 610.‬‬
‫(‪ )48‬علي جمال الدين عوض‪ ،‬النقل البحري للبضائع‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،8778‬ص من ‪ 413‬إلى ‪.111‬‬
‫(‪ )43‬محمد غريب عبد العزيز‪ ،‬النظام القانوني للنقل البحري والحاويات‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،8006 ،‬ص ‪.886‬‬
‫المتمم بالقانون رقم‬
‫المعدل و ّ‬
‫ّ‬ ‫(‪ )44‬األمر رقم ‪ 17-91‬المؤرخ في ‪8791/07/86‬‬
‫المؤرخ في ‪ 8001/06/80‬والقانون رقم ‪ 01-09‬المؤرخ في‬ ‫ّ‬ ‫‪80-01‬‬
‫لمتضمن القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫‪ 8009/01/83‬ا ّ‬
‫(‪ )41‬علي جمال الدين عوض‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111 ،119‬‬
‫(‪ )46‬فاطمة عباس حسوني‪" ،‬الرجوع بين الناقلين في النقل المتعاقب في ضوء‬
‫قانون النقل العراقي رقم ‪ 10‬لسنة ‪ 8713‬دراسة مقارنة"‪ ،‬مجلة رسالة الحقوق‪،‬‬
‫جامعة كربالء‪ ،‬العراق‪ ،‬العدد ‪ ،8‬السنة ‪ ،8088 ،4‬ص ‪.819‬‬
‫‪)11( P.DELEBECQUE, "Le transport multimodal", Revue‬‬
‫‪internationale de droit comparé, Vol 50 N°2, 4-6 1998, p‬‬
‫‪527‬‬
‫‪)13( René Rodiére, les transports, Dalloz, 1973, p 60.‬‬

‫‪201‬‬
‫‪ISSN: 2325-0798‬‬ ‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫المجلد‪ 70 :‬العدد‪ 70 :‬السنة ‪2018‬‬

‫(‪ )47‬سوزان حسن‪ ،‬التنظيم القانوني لمسؤولية متعهد النقل متعدد الوسائط‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة‪ 8007 ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪(05) Pierre Bonassies/Christian Scapel, op.cit, p 778.‬‬
‫(‪ )18‬سوزان علي حسن‪ ،‬اإلطار القانوني للوكالة بالعمولة للنقل‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪ ،8003 ،‬ص ‪.807 ،801‬‬
‫‪(04) René Rodiére/Emmanuel de Pontavice, op.cit, p 307.‬‬

‫‪202‬‬

You might also like