You are on page 1of 16

‫العدد الســابع‬ ‫املجلة الجزائرية للقانون البحري والنقل‬

‫العيب الذاتي للبضاعة و عجز الطريق‪ -‬سببين قانونيين إلعفاء الناقل البحري من‬
‫المسؤولية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫دالع سعيد‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫مما ال ش ن ن ن ننك فيه أن النقل البحري ينطوي على الكثير من المخاطر تمليها عدة عوامل كطول‬
‫الرحلننة البحريننة و العوامننل المننناخيننة المحيطننة بهننا من تفنناوت في درجننات الح اررة و الرطو ننة ‪ ،‬ممننا‬
‫يدفع بالناقل البحري و الشاحن إلى بدل الجهد للمحافظة على البضاعة انطالقا من عملية الشحن‬
‫مرو ار بفترة الرحلة البحرية وصوال إلى عملية التفريغ التي تتم قبل تسليم البضاعة للمرسل إليه‪ ،‬إال‬
‫أنه رغم المجهودات المبذولة من قبل طرفي عقد النقل البحري فقد تتعرض البضن ن ن نناعة للتلف س ن ن ن نواء‬
‫بس ننبب عيب خفي أو ذاتي فيها ‪ ،‬أو بس ننبب طبيعتها األص ننلية الميالة للتلف أو ما يعبر عنه بعجز‬
‫‪3‬‬
‫الطريق‪ .‬و لما كانت هذه األض نرار ال يد للناقل البحري فيها فإن اتفاقية بروكسننل‪ 2‬و قواعد روتردام‬

‫‪ _1‬طالب دكتوراه مخبر القانون البحري و النقل جامعة أبي بكر بلقايد ‪ -‬تلمسان ‪-‬‬
‫‪_2‬المادة ‪/2/4‬م من معاهدة بروكسن ننل الخاصن ننة بتوحيد بعض القواعد المتعلقة بسن ننندات الشن ننحن لسن نننة ‪ ، 1924‬و التي‬
‫تعرف باس ننم قواعد الهاي‪ ،‬دخلت حيز النفاذ دوليا عام ‪ 1931‬أي بعد ثمانية أعوام من التوقيع عليها وعدلت بموجب‬
‫بروتوكول فسبي سنة ‪ 1968‬ثم عدلت مرة أخرى سنة ‪ ،1979‬انضمت الجزائر إلى معاهدة بروكسل دون تعديالتها ‪،‬‬
‫بموجب المرسننوم رقم‪ 71 / 64‬المؤرخ في ‪ 2‬مارس ‪ 1964‬الجريدة الرسننمية رقم ‪، 28‬و يبلغ عدد الدول األعضنناء في‬
‫معاهدة ‪ 1924‬أي قواعد الهاي وتعديالتها في الوقت الحالي ‪ 48‬دولة ‪ ،‬و التي تنص على أنه‪ »:‬ال يس ن ننأل الناقل أو‬
‫السننفينة عن الهالك أو التلف الناتج أو الناشننئ عن ‪ :‬م‪ -‬العجز في الحجم أو الوزن أو أي هالك أو تلف آخر ناتج عن‬
‫عيب خفي أو من طبيعة البضاعة الخاصة أو عيب خاص بها «‪.‬‬
‫‪_3‬‬
‫المادة ‪/3/17‬ي من اتفاقية األمم المتحدة المتعلقة بعقود النقل الدولي للبضن ن ننائع عن طريق البحر كليا أو جزئيا و‬
‫التي تعرف بقواعد روتردام لعام ‪ ،2008‬لم تدخل حيز النفاذ لعدم اكتمال النص نناب القانوني و الذي يبلغ ‪ 20‬دولة على‬
‫األقل ‪ ،‬و التي تنص على أنه‪ »:‬يعفى الناقل أيضا من كامل مسؤوليته التي تقضي بها الفقرة ‪ 1‬من هذه المادة أو من‬
‫جزء منها‪ ،‬إذا أثبت‪ ،‬بدال من إثبات عدم ارتكاب خطأ حسن ننبما تنص عليه الفقرة ‪ 2‬من هذه المادة‪ ،‬أن واحدا أو أكثر‬
‫من األحداث أو الظروف التالية قد تس ن ننبب أو أس ن ننهم في الهالك أو التلف أو التأخر‪) :‬ي ( حدوث فقد في الحجم أو‬
‫الوزن أو أي شكل آخر من الهالك أو التلف من جراء خلل أو سمة أو عيب متأصل في البضائع؛« ‪.‬‬
‫‪220‬‬
‫العدد الســابع‬ ‫املجلة الجزائرية للقانون البحري والنقل‬

‫وفرت الحماية الالزمة للناقل من خالل جعل هاتان الحالتان سن ن ننببان‬ ‫‪1‬‬
‫و القانون البحري الجزائري‬
‫من أسباب اإلعفاء من المسؤولية‪.‬‬
‫ليثور التســــــــــاظل حول النظـام القـانوني الذي يحكم العيـب الذاتي للبضــــــــــاعة وعجز الطريق‬
‫باعتبارهما سببن قانونيين لإلعفاء؟‬
‫سن ن نننحاول اإلجابة على التسن ن نناؤل على أهم النقاط القانونية المكونة لهذا النظام‪ ،‬انطالقا من التعريف‬
‫مرو ار باإلثبات وصول إلى إشكالية تقاطع خطأ البحري مع العيب الذاتي للبضاعة و عجز الطريق‪.‬‬
‫أوال_العيب الذاتي للبضاعة )‪:(le vice propre de marchandise‬‬
‫سن ن نننتطرق في هذا العنصن ن ننر إلى العيب الذاتي للبضن ن نناعة ‪ ،‬من خالل إبراز أهم تعريفاته الفقهية و‬
‫القضن ن ننائية ‪ ،‬لنعرج بعد ذلك إلى وسن ن ننائل اإلثبات المسن ن ننتعملة س ن ن نواء من طرف الناقل البحري الذي‬
‫يرغب في االسن ن ن ننتفادة من اإلعفاء من المسن ن ن ننؤولية‪ ،‬لنسن ن ن ننلط الضن ن ن ننوء في األخير على أهم الحلول‬
‫القانونية التي جاء بها كل من الفقه و القضن نناء في مس ن ننألة اشن ننتراك العيب الذاتي للبضن نناعة مع خطأ‬
‫الناقل البحري‪.‬‬

‫‪ _1‬تعريف العيب الذاتي للبضاعة ‪:‬‬

‫تعرف القواعد العامة الالتينية و األنجلوسنناكسننونية العيب الذاتي للبضنناعة على أنه ليس فقط‬
‫ذلك التطور الطبيعي للضن ن ننرر الذي كان موجود في البضن ن نناعة أثناء شن ن ننحنها ‪ ،‬و إنما ذلك العامل‬
‫الغير ا لعادي و الغير الظاهر في البضن ن ن ن نناعة العادية و السن ن ن ن ننليمة أثناء عملية الشن ن ن ن ننحن مقارنة بنفس‬
‫البضاعة و نفس االستعمال التجاري الموجهة إليه‪.2‬‬

‫التعريفات الفقهية على ضن ننوء اتفاقية بروكسن ننل جاءت بدورها مطابقة تقريبا للتعريفات الواردة في‬
‫القواعد العامة‪ ،‬حيث يعرف الفقيه ‪ Philippe Delebecque‬العيب الذاتي للبضن ن ن نناعة على أنه‬
‫ذلك العيب الذي يتجسد في الميل الطبيعي للبضاعة إلى التلف‪.3‬‬

‫‪_ 1‬المادة ‪ 803‬من األمر رقم ‪ 80_76‬المؤرخ في ‪ 23‬أكتو ر ‪ 1976‬المتض ن ن ننمن القانون البحري ‪ ،‬و التي نص ن ن ننت على‬
‫أنه‪ »:‬يعفى الناقل من المسننؤولية المذكورة في المادة السننابقة إذا كانت الخسننائر أو األض نرار الالحقة بالبضننائع ناش ن ة أو‬
‫ناتجة مما يلي‪ :‬ز‪ -‬عيب خفي‪ ،‬أو طبيعة خاصة أو عيب ذاتي للبضائع أو نقص البضاعة أثناء السفر‪.« ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪_ Claude Chaiban, Clause légal d’exonération du transporteur maritime dans le transport‬‬
‫‪de marchandise, Tome XIII, librairie générale de droit et de jurisprudence, paris,1965, para‬‬
‫‪663,p80.‬‬
‫_‪3‬‬
‫‪Phillipe Delebecque, Droit maritime, 13 ème édition, DALLOZ, 2014, para751, p531.‬‬
‫‪221‬‬
‫العدد الســابع‬ ‫املجلة الجزائرية للقانون البحري والنقل‬

‫كما يعرفه الدكتور كمال حمدي على أنه ذلك العيب الذي يعتري البضن ن ن ن ن ن نناعة نتيجة طبيعتها‬
‫الداخلية مما يؤدي إلى هالكها أو تلفها دونما تدخل من المقاول‪ ،‬و مثال ذلك حص ن ن ن ن ن ننول اش ن ن ن ن ن ننتعال‬
‫تلقائي للبضاعة أو تخمرها‪.1‬‬

‫و العيب الذاتي في نظر القضنناء الفرنسنني هو ذلك الضننرر الذي يرجع إلى طبيعة البضنناعة ذاتها‬
‫أو حالتها قبل الش ن ن ن ننحن و الذي يجعلها غير قادرة على احتمال مجهود أو مخاطر الرحلة التي أعدت‬
‫لها دون أن يكون هناك أي تدخل من الناقل أو أي تأثير للرحلة البحرية أدى إلى هالك البضنناعة أو‬
‫تلفها‪.2‬‬

‫و من األمثلة عن العيب الذاتي‪ ،‬هو تعرض شن ننحنة من فاكهة الموز للتلف نتيجة لدرجة النضن ننوج‬
‫المتقدمة التي كانت تعرفها هذه البض ن نناعة‪ ،‬و كذا الض ن ننرر الذي تتعرض له الحبوب بس ن ننبب احتوائها‬
‫لدرجة رطو ة عالية‪.‬‬

‫و ال يعتبر مجرد نقل األش ننياء قابلة للكس ننر عيبا ذاتيا بالبض نناعة ‪ ،‬ذلك أن الس ننبب الحقيقي وراء‬
‫تكس ننر أو تهش ننم هذه البض نناعة قد يكون تداولها من طرف الناقل البحري بطريقة معيبة رغم س ننالمة‬
‫تغليفها‪ ،‬كما قد يكون نتيجة لغياب أو سنن ننوء في التغليف من طرف الشنن نناحن الذي يتحمل مس ن ننؤولية‬
‫الضرر الذي قد يحصل لبضاعته و بضاعة غيره‪ ،‬و في المقابل إعفاء الناقل البحري من المسؤولية‬
‫عن الضرر الحاصل للبضاعة في حال عدم علمه بالخلل في التغليف‪.3‬‬
‫و يرى الفقيه ‪ René Rodière‬أنه ال يوجد اختالف بين مصن ن ن ن ن ننطلح العيب الذاتي للبضن ن ن ن ن نناعة و‬
‫العيب الخفي الوارد في االتفاقية فكالهما يدالن على مفهوم واحد‪.4‬‬

‫‪ _1‬كمال حمدي‪ ،‬عقد الش ن ن ن ن ن ننحن و التفريغ في النقل البحري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬منش ن ن ن ن ن ننأة المعارف‪ ،‬اإلسن ن ن ن ن ن نكندرية‪،2002 ،‬‬
‫ص‪.193‬‬
‫‪ ،cour de cassation Rouen, DMF 1953-1966 _2‬حكم مشن ن ن ننار إليه في المرجع‪ :‬أحمد محمود حسن ن ن ننني‪،‬‬
‫التعليق على نص ننوص اتفاقية هامبورغ الخاص ننة بنقل البض ننائع بح ار لس نننة ‪ ،1978‬منش ننأة المعارف باإلس ننكندرية‪ ،‬بدون‬
‫سنة نشر‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ _3‬كمال حمدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 193‬و ‪.194‬‬
‫‪._ René Rodière, Droit maritime,7ème édition , Dalloz, 1977, para372, p321 4‬‬
‫‪222‬‬
‫العدد الســابع‬ ‫املجلة الجزائرية للقانون البحري والنقل‬

‫أما الطبيعة الخاصة للبضاعة فتتجسد في تلك الصفة المتأصلة في البضاعة بعيدا عن أي عيب‬
‫ذاتي أو خفي فيها‪ ،‬و إن المجال الخصب لتطبيق نظرية الطبيعة الخاصة للبضاعة هي حالة عجز‬
‫الطريق الذي سنتطرق لها بنوع من التفصيل في عنصر منفرد ‪.‬‬

‫‪ _2‬إثبات العيب الذاتي للبضاعة‪:‬‬


‫س ن ن ن ن نننتطرق في هذا العنص ن ن ن ن ننر إلى تأثير التحفظات )‪ (les réserves‬على نظام إثبات العيب‬
‫الذاتي للبضاعة من طرف الناقل البحري‪.‬‬
‫أ_ دور التحفظات في إثبات العيب الذاتي للبضاعة ‪:‬‬
‫التحفظات هي تلك المالحظات التي يدونها الناقل البحري في س ن ن ن ن ن ننند الش ن ن ن ن ن ننحن بعد التوفر لديه‬
‫األسباب الكافية و الجدية التي تدفعه للشك في عدم مطابقة البضائع المسلمة له مع تلك البيانات‬
‫المص ننرح بها من طرف الش نناحن‪ ،‬أو افتقاره للوس ننائل الكافية للتحقق من هذه البض نناعة ‪ ،‬سن نواء كانت‬
‫هذه المالحظات تتعلق بعالمات البض ن نناعة أو عددها أو وزنها‪ ،‬و هذا طبقا لنص المادة ‪ 3‬الفقرة‬
‫‪ 3‬من اتفاقية بروكسل ‪ ،‬و المادة ‪ 16‬الفقرة ‪ 1‬من اتفاقية هامبورغ ‪.‬‬

‫أما قواعد روتردام فقد أتاحت للناقل إبداء التحفظات‪ 1‬على البيانات الواردة في مسننتند النقل‪ ، 2‬و‬
‫إن كانت هذه القواعد جاءت أكثر شن ننموال مقارنة بسن ننابقتيها اتفاقية بروكسن ننل و اتفاقية هامبورغ‪،‬‬
‫و ذلك بعد تنظيمها لمسألة التحفظات في حال النقل بالحاويات‪.‬‬

‫بدوره القانون البحري الجزائري نص في المادة ‪ 755‬على إمكانية إدراج الناقل البحري التحفظات‬
‫الالزمة في حال وجود أس ن ن ننباب جدية للش ن ن ننك في ص ن ن ننحة المعلومات المتعلقة بالبض ن ن نناعة‪ ،‬أو افتقارها‬
‫للوس ننائل المناس ننبة للتحقق منها‪ ،‬أو المعلومات المتعلقة بتعريف البض نناعة عندما ال تكون مدموغة أو‬
‫مختومة بشكل تبقى فيه مقروءة بصفة عادية حتى نهاية الرحلة ‪.‬‬

‫و لما كان توفر شننرطي وجود األسننباب الجدية للشننك في صننحة المعلومات المتعلقة بالبضنناعة‪ ،‬و‬
‫عدم توفر الوسننائل المعقولة للتحقق من البضنناعة‪ ،‬مصننوغين للجوء الناقل البحري إلدراج التحفظات‬

‫‪ _1‬المادة ‪ 40‬من بقواعد روتردام لعام ‪.2008‬‬


‫‪_2‬المادة ‪ 36‬الفقرة ‪ 1‬من قواعد روتردام و التي تنص على‪ »:‬تدرج في تفاصننيل العقد الواردة في مسننتند النقل أو سننجل‬
‫النقل اإللكتروني المشننار إليه في المادة ‪ ٣‬المعلومات التالية‪ ،‬حسننبما يوفرها الشنناحن)‪:‬أ (وصننف للبضننائع يكون مناسننبا‬
‫للنقل؛ )ب (والعالمات الدالة الالزمة للتعرف على البض ننائع؛ )ج (وعدد الرزم أو القطع‪ ،‬أو كمية البض ننائع؛ )د (ووزن‬
‫البضائع‪ ،‬إذا ما أورده الشاحن « ‪.‬‬
‫‪223‬‬
‫العدد الســابع‬ ‫املجلة الجزائرية للقانون البحري والنقل‬

‫في السن ن ن ن ن ن ننند الشن ن ن ن ن ن ننحن‪ ،‬فإن هذه التحفظات في حد ذاتها يجب أن تكون فعالة و مؤثرة ‪ ،‬بعيدة عن‬
‫النموذجية و عدم الدقة ‪.‬‬

‫فالتحفظات المؤثرة أو الفعالة هي تلك التي تأخذ ش ن ن ننكال محددا بدقة و ليس ن ن ننت مجرد مالحظات‬
‫عامة تفتقر للدعامة‪ ،1‬دون إهدار لقيمة التسن ن ننبيب و التعليل الذي يجب أن يكون بدوره مناسن ن ننبا لهذه‬
‫التحفظات‪ ،‬و إن كانت اتفاقية بروكسل في المادة ‪ 4‬فقرة ‪ 3‬أغفلت مسألة التسبيب مقارنة باتفاقية‬
‫هامبورج التي نصت عليه صراحة في نص المادة ‪ 16‬الفقرة ‪.21‬‬

‫التحفظات الفعالة أو المؤثرة يترتب عنها أثر قانوني بالغ األهمية يكمن في قلب عبئ اإلثبات و‬
‫جعله على عاتق الشن ن ن نناحن‪ ،‬إذ بإمكان الناقل البحري بكل بسن ن ن نناطة إثبات العيب الذاتي للبضن ن ن نناعة‬
‫لالسننتفادة من اإلعفاء من المسننؤولية بعد تمسننكه بالتحفظ الوارد في شننأن الحالة المعيبة للبضنناعة‬
‫قبل القيام بعملية الش ننحن ‪ ،‬ليتحمل الش نناحن عبئ دحض هذا التحفظ بإثبات أن البض نناعة س ننلمت‬
‫للناقل البحري سننليمة و مطابقة لألوصنناف المبينة في سننند الشننحن ‪ ،‬و أن األض نرار التي حصننلت‬
‫للبضن ن ن ن ن ن نناعة ال تعود إلى الع يب ذاتي أو الخفي المتحفظ عليه و إنما إلخالل الناقل البحري بأحد‬
‫التزاماته المتعلقة بالمحافظة على هاته البضاعة‪.3‬‬

‫التحفظات النموذجية أو الغير الفعالة التي تظهر في‬ ‫أما النوع الثاني من التحفظات فهي تلك‬
‫شن ن ن ن ننكل مالحظات عامة تفتقر للدقة و التحديد و غالبا ما تكون مطبوعة أو في شن ن ن ن ننكل طابع‪ ،‬و من‬
‫األمثلننة البننارزة عن هننذه التحفظننات "عنندد من الحزمننات انفكننت" أو "جميع األكينناس مسن ن ن ن ن ن ننتعملننة"‪،‬‬
‫باإلض ننافة لبعض التحفظات على غرار تحفظ "الوزن مجهول" التي اس ننتعملت بكثرة في القرن التاس ننع‬
‫عشر و بداية القرن العشرين و التي كان الهدف منها إعفاء الناقل البحري من المسؤولية‪. 4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪_ Pascal Polère, précision sur les conséquences de l’absence de réserves en droit‬‬
‫‪maritime, ,p 3, site internet : www.fortune –de mer.com .‬‬
‫‪ _2‬المادة ‪ 16‬الفقرة ‪ 1‬من معاهدة األمم المتحدة لنقل البض ن ننائع بطريق البحر ‪ " 1978‬أو معاهدة هامبورغ‪ ،‬لم تص ن ننادق‬
‫عليها الجزائر‪ ،‬و التي تنص على أنه ‪ _1» :‬إذا تضن ن ننمن سن ن ننند الشن ن ننحن تفاصن ن ننيل تتعلق بالطبيعة العامة للبضن ن ننائع أو‬
‫عالماتها الرئيسية‪ ،‬أو عدد الطرود أو القطع أو وزنها أو كميتها‪ ،‬يعلم الناقل أو الشخص اآلخر الذي يصدر سند الشحن‬
‫مؤشر عليه بكلمة "مشحون" أو تتوفر لديه أسباب معقولة تحمله على االشتباه في ذلك‪« ..‬‬
‫‪ _3‬محمد نعيم علوه‪ ،‬موسن ن ن ن ن ننوعة القانون الدولي العام‪-‬القانون البحري‪ ،‬الجزء الخامس‪ ،‬الطبعة األولى‪ ، ،‬مركز الشن ن ن ن ن ننرق‬
‫األوسط الثقافي‪ ،‬بيروت‪ 2012،‬ص‪.256‬‬
‫‪4‬‬
‫‪_ Pierre Bonassies- Christian Scapel , droit maritime, LGDJ, 2006 , para974 ,p 623 .‬‬
‫‪224‬‬
‫العدد الســابع‬ ‫املجلة الجزائرية للقانون البحري والنقل‬

‫أما عن األثر القانوني لهذه التحفظات‪ ،‬فإنها ال تنفي قرينة اسننتالم الناقل البحري للبضنناعة سننليمة‬
‫و مطابقة لما جاء في وثيقة الشحن البحري‪. 1‬‬

‫و إن كان التساؤل الذي يثار حول التحفظات النموذجية‪ ،‬يكون في حال النقل بالحاويات‪ ،‬بمعنى هل‬
‫يجوز االعتداد بالتحفظ النموذجي في حال النقل بالحاويات على اعتبار أن الناقل البحري ألسن ن ن ن ن ن ننباب‬
‫عملية ال يمكنه التحقق من البضاعة المرصوصة داخل الحاوية ؟‪.‬‬

‫ال يثور مشن ن ن ننكل التحقق من البضن ن ن نناعة في النقل بالحاويات من نوع ‪ ،2LCL‬على اعتبار أن هذا‬
‫النوع يتم مأله من طرف الناقل البحري ببض ن ن ن نناعة أكثر من شنن ن ن نناحن‪ ،‬و بالتالي فإن كل تحفظ يتعلق‬
‫بجهل محتوى الحاوية " ‪ " said to contain‬غير منطقي ال يعتد به أمام القضن ن ن ن نناء ‪ ،‬على عكس‬
‫في النقل البحري التي تثير إشننكالية التحقق من محتواها ‪ ،‬على‬ ‫‪3‬‬
‫اسننتعمال الحاويات من نوع ‪FCL‬‬
‫اعتبار أن هذا النوع يتم تعب ته من طرف شن ن ن ن ن ن نناحن واحد في ظل غياب تام للناقل البحري ‪ ،‬هذا‬
‫األخير الذي يلجأ إلى إدراج تحفظات حول محتوى البض ن ن نناعة يحميه من الرجوع عليه بالمس ن ن ننؤولية‬
‫من طرف المرسل أو المرسل إليه‪ ،‬متذرعا باستحالة أو صعو ة مراقبته لمحتوى هذه الحاويات نظ ار‬
‫الفتقاره للوس ن ن ن ن ن ننائل المعقولة للتحقق من البض ن ن ن ن ن نناعة بداخلها تارة‪ ، 4‬و تارة أخرى بعامل الوقت الذي‬
‫تستغرقه العملية و الذي يؤثر على عملية النقل البحري ككل‪.‬‬

‫القض نناء الفرنس نني ال يرى في هذه المبررات س ننببا حقيقيا لألخذ بالتحفظات العامة و النموذجية ‪،‬‬
‫و يؤكد بأن الناقل البحري بإمكانه دوما التحقق من البضن ن نناعة حتى و لو كانت مرصن ن ننوصن ن ننة داخل‬
‫حاويات ‪ ،FCL‬و ذلك بعد فتحها و مراقبة محتواها‪ ،‬و يض ن ننيف أن عامل الوقت ال يش ن ننكل حاج از‬
‫بين الناقل و تحققه من البضن نناعة باعتبار أن الحاويات قبل شن ننحنها على السن ننفينة للشن ننروع في تنفيذ‬
‫عملية النقل تمكث في محطات تجميع الحاويات مدة كافية تمكن الناقل من التحقق من محتواها و‬
‫إبداء ما شاء من التحفظات الدقيقة و الجدية إن وجدت ‪ ،‬باإلضافة لبعض الحجج األخرى كالخسائر‬

‫‪ _1‬بس ن ن ن ننعيد مراد‪ ،‬عقد النقل البحري للبض ن ن ن ننائع وفقا للقانون البحري الجزائري و االتفاقيات الدولية‪ ،‬رس ن ن ن ننالة لنيل ش ن ن ن ننهادة‬
‫الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد ‪ ،‬تلمسان‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2013 -2012‬ص ‪.63‬‬

‫‪2‬‬
‫‪_LCL : Less Than a Container Load ou groupage dans un même conteneur.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪_ FCL: Full Container Load ou conteneur chargé au complet.‬‬
‫‪_4‬المادة ‪ 3‬الفقرة ‪ 3‬من اتفاقية بروكس ن ن ن ن ن ننل ‪ ،‬و المادة ‪ 16‬الفقرة ‪ 1‬من اتفاقية هامبورغ ‪ ،‬المادة ‪ 40‬من قواعد روتردام‪،‬‬
‫المادة ‪ 755‬من القانون البحري الجزائري‪.‬‬
‫‪225‬‬
‫العدد الســابع‬ ‫املجلة الجزائرية للقانون البحري والنقل‬

‫التي يمكن أن يتكبدها الناقل البحري جراء هذا التحقق خاصن ن ن ننة فيما تعلق بمخاطر أعمال المناولة‬
‫من شحن وتفريغ والتزام بالحراسة‪ ،‬التي رأى فيها االجتهاد القضائي الفرنسي أنها حجج اقتصادية ال‬
‫تلقى ما يبررها على الصعيد القانوني‪.1‬‬

‫ليبقى أمام الناقل البحري سوى الرجوع لنصوص االتفاقيات الدولية المنظمة لعقود النقل البحري و‬
‫رفض البيانات التي لم يتحقق منها والتي تتعلق بوصن ننف الطرود المشن ننحونة في الحاوية‪ ،‬و إن كان‬
‫هذا الحل هو حل قانوني غالبا ما يقابل بالرفض من طرف الشنناحنين ألسننباب تجارية تتعلق بتداول‬
‫سند الشحن‪.2‬‬

‫و في األخير فإن عدم دخول قواعد روتردام حيز النفاذ و اسنتمرار العمل بكل من اتفاقية بروكسنل‬
‫و اتفاقية هامبورج على المسننتوى الدولي و القانون البحري الجزائري على المسننتوى الداخلي و الذي‬
‫بدوره أخذ نصيبه من اتفاقية بروكسل ‪ ،‬يطرح إشكالية تكيف النظام القانوني الذي يحكم النقل البحري‬
‫مع مسننتجدات النقل بالحاويات في مختلف المسننائل بما فيها مسننألة التحفظات ‪ ،‬هذا اإلشننكال الذي‬
‫يجب أال يعالج بأي حال من األحوال بالرجوع إلى نظام الالمسؤولية المنظم للنقل البحري‪ ،‬لكون‬
‫هذا التقهقر يتعارض مباشرة مع التطور الحالي للقانون البحري‪.3‬‬

‫ب_ غياب التحفظات و أثرها على إثبات العيب الذاتي للبضاعة‪:‬‬


‫يرى الفقيه ‪ René Rodière‬أن إصدار الناقل البحري لسند شحن نظيف خال من أي تحفظات‬
‫يص ن ننعب المهمة على الناقل البحري في إثبات العيب الذاتي للبض ن نناعة‪ ،‬و لكن ال يجعلها مس ن ننتحيلة‬
‫لكون العيب الذاتي واقعة مادية يمكن إثباتها بكافة الوسائل‪.4‬‬
‫لم يختلف رأي القضن ن ن ن ن نناء الفرنسن ن ن ن ن نني عن رأي الفقه‪ ،‬ففي قضن ن ن ن ن ننية تعود وقائعها إلى قيام شن ن ن ن ن ننركة‬
‫‪ WEISROCK‬بالتعاقد مع متعهد النقل ش ن ن ن ن ننركة ‪ Comti‬للقيام بنقل عر تين نص ن ن ن ن ننف مقطورتين‬
‫محملتين بشن ن ن ننحنة من الخشن ن ن ننب من فرنسن ن ن ننا إلى المغرب ‪ ،‬حيث أثناء تنفيذ عملية النقل من طرف‬
‫شنركة ‪ IMTC‬لحسناب شنركة ‪ Comti‬تعرضنت بضناعة أحدى العر تين للتلف نتيجة تبعثرها ‪،‬‬
‫لتحرك شن ننركة ‪ WEISROCK‬باعتبارها صن نناحبة البضن نناعة دعوى قضن ننائية ضن نند كل من متعهد‬
‫النقل و الشركة الناقلة بالتضامن مطالبة إياهما بالتعويض عن الخسارة التي لحقت البضاعة‪ ،‬لتقر‬

‫‪_ Pierre Bonassies- Christian Scapel, op cite, para975, p 624 et 625 .1‬‬
‫‪2‬‬
‫_ بسعيد مراد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪3‬‬
‫‪_ Pierre Bonassies- Christian Scapel, op cite, para975, p 625‬‬
‫‪._ René Rodière, op cite, para373, p322 4‬‬
‫‪226‬‬
‫العدد الســابع‬ ‫املجلة الجزائرية للقانون البحري والنقل‬

‫‪ Marseille‬بتاري ‪ 03‬نوفمبر ‪ ،2000‬و من بعدها محكمة االست ناف بن ن ن ن ن ن ن ن ن‬ ‫المحكمة التجارية بـ‬
‫‪ Aix-en-Provence‬بتاري ‪ 23‬س ننبتمبر ‪ ،2004‬بتحميل متعهد النقل و الش ننركة الناقلة مس ننؤولية‬
‫هالك البض ن نناعة‪ ،‬متحججة بأن الناقل البحري أص ن نندر س ن ننند ش ن ننحن نظيف دون إبدائه ألي تحفظات‬
‫تخص حالة الرص المعيبة للبضن ن نناعة داخل المقطورة‪ ،‬و بالتالي ليس بإمكانه التمسن ن ننك بأي حالة من‬
‫حاالت اإلعفاء من المسؤولية ‪.‬‬
‫لتطعن محكمة النقض الفرنس ن ن ننية الغرفة التجارية في حكم لها بتاري ‪ 03‬ماي ‪ 2006‬في حكم‬
‫محكمة االسننت ناف لمخالفتها للمادة ‪/2/4‬ط من اتفاقية بروكسننل المعدلة ببروتوكول فيسننبي‪ ،‬المتعلقة‬
‫بإعفاء الناقل البحري من المس ن ن ن ننؤولية عن أخطاء الش ن ن ن نناحن‪ ،‬و تقر في نفس الوقت أنه ال يوجد في‬
‫اتفاقية بروكس ن ن ن ن ن ننل و تعديلها ما يمنع الناقل البحري من إثارة أي س ن ن ن ن ن ننبب من أس ن ن ن ن ن ننباب اإلعفاء من‬
‫المس ن ننؤولية (بما فيها العيب الذاتي للبض ن نناعة) حتى في حال غياب التحفظات في س ن ننند الش ن ننحن‬
‫حول حالة البضاعة‪.1‬‬
‫لقد جاء رأي القانون البحري الفرنسنني لسنننة ‪ 1966‬مخالفا لالتفاقيات الدولية و القانون البحري‬
‫الجزائري‪ ،‬حيث بدا متشن ننددا في مسن ننألة غياب التحفظات في سن ننند الشن ننحن‪ ،‬إذ نصن ننت المادة ‪20‬‬
‫الفقرة ‪ 2‬على أنه إذا ثبت أن الناقل البحري أهمل إدراج التحفظات أثناء توقيعه لسن ن ن ن ننند الشن ن ن ن ننحن عن‬
‫اختيار و علم مس ن ن ن ن ن ننبق بوجود عيب ذاتي في البض ن ن ن ن ن نناعة ‪ ،‬فإنه ال يس ن ن ن ن ن ننتفيد من اإلعفاء أو تحديد‬
‫المس ننؤولية‪ ،2‬و يرجع الفقهاء س ننبب هذا التش نندد إلى الرغبة في حماية مص ننلحة المرس ننل إليه حس ننن‬
‫النية الحامل لسن ننند الشن ننحن من أي تواطؤ حقيقي بين الشن نناحن و الناقل الهدف منه مغالطة المرسن ننل‬
‫إليه‪ ،‬مقابل تس ن ننليم الش ن نناحن خطاب ض ن ننمان للناقل البحري يض ن ننمن له فيه التعويض في حال رجوع‬
‫المرسل إليه عليه‪. 3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪_ Impact de l’abstention volontaire de réserves, soulevée par le chargeur, sur la possibilité‬‬
‫‪pour le transporteur de s’exonérer de sa responsabilité , cour de cassation (Ch. com.), 3‬‬
‫‪MAI 2006, Par Sandrine SANA-CHAILLE DE NÉRÉ, DMF 2006.677.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪_ Article 20 alinéa 2 de la loi n°66-420 du 18 juin 1966 sur les contrats d’affrètement et‬‬
‫‪de transport maritimes: « si la réserve volontairement omise concerne un défaut de la‬‬
‫‪marchandise dont le transporteur avait ou devait avoir connaissance, il ne pourra pas se‬‬
‫‪prévaloir de ce défaut pour éluder sa responsabilité et , ne bénéficiera pas de la limitation‬‬
‫‪de responsabilité prévue par l’article 28 ci-dessous » .‬‬
‫‪ _3‬مجدوب سالمة محمود‪ ،‬القانون التجاري البحري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار غيداء للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2017 ،‬ص‬
‫‪. 307‬‬
‫‪227‬‬
‫العدد الســابع‬ ‫املجلة الجزائرية للقانون البحري والنقل‬

‫‪_ 3‬العيب الذاتي للبضاعة و خطأ الناقل البحري ‪:‬‬


‫إن إثارة الناقل البحري للعيب الذاتي للبضاعة بهدف االستفادة من اإلعفاء من المسؤولية ‪ ،‬يقابله‬
‫كردة فعل قيام أصحاب الحق في البضاعة إثبات أن الضرر الحاصل للبضاعة ال يرجع لعيب ذاتي‬
‫فيها و إنما لخطأ الناقل البحري ‪.‬‬

‫و يتقاطع العيب الذاتي للبضن ن ن ن ن ن نناعة مع خطأ الناقل البحري في إخالل هذا األخير بالتزاماته المتعلقة‬
‫بالمحافظة على البضاعة خاصة إذا كانت هذه األخيرة تتطلب عناية خاصة لكونها سريعة التلف أو‬
‫قابلة للكسر بسهولة‪.‬‬

‫ففي قضية معروضة أمام غرفة التحكيم البحري بباريس‪ ،‬و التي تعود وقائعها إلى إقدام شركة‬
‫على نقل شننحنة من األرز من شننمال الصننين إلى مينائين في غرب أفريقيا‪ ،‬حيث و أثناء وصننول‬
‫الس ن ننفينة الناقلة إلى الميناء الثاني ‪ ،‬اكتش ن ننف تلف للبض ن نناعة أرجعه الخبراء إلى تكاثف الهواء داخل‬
‫عنبر الس ن ن ن ن ننفينة نتيجة لالختالف في درجة الح اررة بين ميناء الش ن ن ن ن ننحن و ميناء التفريغ ‪ ،‬و أمام هذا‬
‫الوضن ن ن ننع قامت شن ن ن ننركات التأمين مقام أصن ن ن ننحاب البضن ن ن نناعة بمطالبة الناقل البحري بالتعويض عن‬
‫األضرار الحاصلة ‪.‬‬
‫لترى المحكمة في األخير أن ر ان السننفينة لم يراع خص ننوصننية هذا النقل (شننحن البضنناعة في‬
‫موانئ باردة و التفريغ في موانئ اس ن ن ننتوائية)‪ ،‬و لم يبدل العناية الخاص ن ن ننة للحفاظ على هذا النوع من‬
‫البضنناعة‪ ،‬و لم يرجع لمجهز السننفينة لطلب النصننيحة فيما تعلق بهذا النوع من النقل ‪ ،‬مضننيفة في‬
‫األخير أن مجهز السن ننفينة و ر انها ارتكبوا خطأ جسن ننيما بعدم وضن ننعكم لخطة مسن ننبقة لنقل شن ننحنة‬
‫األرز مبنية على رأي الخبراء إلنجاح هذا النوع من الرحالت البحرية ‪ ،‬و بالتالي فإن الناقل البحري‬
‫ال يمكنه االستناد إلى العيب الذاتي للبضاعة لالستفادة من اإلعفاء من المسؤولية‪.1‬‬
‫إال أن الحالة األكثر ش ن ن ننيوعا و التي يمكن أن يلتقي فيها العيب الذاتي للبض ن ن نناعة بخطأ الناقل‬
‫البحري هي حالة تش ن ن ن ننكل قطرات الماء على جدران عنابر الس ن ن ن ننفينة أو ما يس ن ن ن ننمى بتعرق العنابر‬
‫(‪ ، )Buée de cale‬هذه الظاهرة الطبيعية التي يرجع الفقيه ‪ Fraikin‬أسن ن ن ن ننبابها إلى االختالف‬
‫بين درجات ح اررة عنابر السفينة و مياه البحر التي ترتطم بجدران هذه العنابر‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪_ Chambre arbitrale maritime de Paris, Sentence 1137 du 1er mars 2007, DMF 2008.693.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪_Guy FRAIKIN, cite par Guy Lefebvre, L’obligation de navigabilité et le transport maritime‬‬
‫‪sous connaissement ; Les Cahiers de droit, vol. 31, n° 1, 1990, p98. Site internet :‬‬
‫‪https://www.erudit.org/revue/cd/1990/v31/n1/043002ar.pdf‬‬
‫‪228‬‬
‫العدد الســابع‬ ‫املجلة الجزائرية للقانون البحري والنقل‬

‫ليثور التس ن ن ن ن ن نناؤل حول مدى اس ن ن ن ن ن ننتفادة الناقل البحري من اإلعفاء من المس ن ن ن ن ن ننؤولية عن العيب الذاتي‬
‫للبضاعة الناتج عن تعرق عنابر السفينة ؟ ‪.‬‬

‫‪ 23‬مارس ‪ ،1986‬في قضننية السننفينة‬ ‫في حكم لمحكمة االسننت ناف الفرنسننية ‪ Rennes‬بتاري‬
‫‪ Rixta Oldendorff‬و التي تعود وقائعها إلى قيام الناقل البحري بنقل شن ن ن ن ن ن ننحنة من بقايا منتوج‬
‫الصودا ‪ ،‬من ميناء ‪Buenos Aires‬ن ن ن األرجنتيني إلى ميناء ‪ Saint- Nazaire‬الفرنسي‪ ،‬حيث‬
‫بعد وص ننول الس ننفينة أكتش ننف تلف جزء من البض نناعة كانت مخزنة في ‪ 4‬عنابر من أص ننل ‪، 9‬‬
‫نتيجة للتعرق الطبيعي للعنابر بعد مرور السفينة بمناطق ساخنة و أخرى باردة ‪ ،‬باإلضافة للعوامل‬
‫الجوية و حالة الس ن ن ننفينة‪ ،‬لتقر المحكمة في األخير أن تعرق العنابر ال يعد س ن ن ننببا الس ن ن ننتفادة الناقل‬
‫البحري من اإلعفاء من المسننؤولية عن العيب الذاتي للبضنناعة‪ ،‬مبررة ذلك بإمكانية الناقل مكافحة‬
‫هذه الظاهرة و المحافظة على البضاعة بتوفيره نظام تهوية فعال و االعتماد على تقنية تبطين جدران‬
‫العنابر (‪ )vaigrage‬منعا لتشكل قطرات الماء على سطوحها‪.1‬‬

‫و في حكم آخر حكمت محكمة ‪ Aix‬بإعفاء الناقل البحري من المسن ن ن ن ن ن ننؤولية عن العيب الذاتي‬
‫للبضاعة الناتج عن تعرق العنابر الذي يرجع سببه الوحيد إلى الرطو ة العالية للبضاعة‪.2‬‬

‫‪ William Tetley‬بدوره على أن الناقل البحري ال يمكنه التمس ن ننك بالعيب الذاتي‬ ‫ليؤكد الفقيه‬
‫للبض ن ن ن ن ن نناعة الناتج عن تعرق العنابر الذي يمكن تجنبه بطرد الهواء الرطب منها باس ن ن ن ن ن ننتعمال نظام‬
‫تهوية فعال‪ . 3‬هذا باإلضافة الرتكاب الناقل البحري ألخطاء أثناء قيامه بعملية رص البضاعة و‬
‫تستيفها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪_Transport sous connaissement/ Transporteur / Responsabilité / Cas exonératoire / Buée‬‬
‫‪de cale / Vice propre de marchandise /Affrètement à temps / Armateur / Responsabilité /‬‬
‫‪Buée de cale /Vice apparent du navire,1986-3. pp. 337-345, site internet :‬‬
‫‪http://www.persee.fr/doc/juro_0243-069_1986_num_10_3_4314.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪_ Aix.1 mars 1974 DMF 1974.610 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪_ William tetley, buée de cale, DMF 1964.‬‬
‫‪229‬‬
‫العدد الســابع‬ ‫املجلة الجزائرية للقانون البحري والنقل‬

‫غير أننه‪ ،‬إذا اشن ن ن ن ن ن ننترك العينب النذاتي و خطنأ النناقنل البحري في إحنداث الضن ن ن ن ن ن ننرر النذي لحق‬
‫بالبضاعة ‪ ،‬فإن الناقل ال يعد مسؤوال إال بنسبة مساهمة خط ه في إحداث هذا الضرر‪.1‬‬

‫ثانيا_ عجز الطريق ) ‪: (Déchet ou freinte de la route‬‬


‫س نننتناول في هذا العنص ننر إلى أهم النقاط القانونية التي يثيرها عجز الطريق كس ننبب إعفاء مرتبط‬
‫بالبضاعة‪.‬‬
‫‪ _1‬تعريف عجز الطريق‪:‬‬
‫يعرف كل من الفقيه ‪ René Rodière‬و الفقيه ‪ Emmanuel du Pontavice‬عجز الطريق‬
‫على أنه ذلك النقص في وزن البضن ن ن نناعة أو حجمها‪ ،‬الناشن ن ن ننئ فقط عن الرحلة البحرية‪ ،2‬و يظهر‬
‫هذا العجز في جفاف بعض البضننائع كاللحوم و الحبوب‪ ،‬و تبخر بعض الس نوائل‪ ،‬و ال يسننتثنى من‬
‫هذه القاعدة إال تلك البضن ن ن ننائع ذات الطبيعة الصن ن ن ننلبة التي ال تتأثر بالعوامل الطبيعية و الخارجية‬
‫كالسننبائك و القضننبان المصنننوعة من الحديد و الصننلب‪ .3‬و إن كانت محكمة النقض الفرنسننية في‬
‫حكم ص ننادر لها س نننة ‪ 1937‬قد أخلطت بين طبيعة البض نناعة و عيبها الخاص أو الذاتي‪ ،‬و جعلت‬
‫كالهما سببا في عجز الطريق‪.4‬‬
‫و لما كان العجز مقتصن ن ن ن ار على الوزن و الحجم‪ ،‬فإنه ال يمكن اعتبار الكسنن ن ننر الذي يحدث‬
‫لبعض البضنائع الهشنة القابلة للكسنر من قبيل عجز الطريق‪ ،5‬إذ يمكن رد هذه األضنرار إلى إخالل‬
‫الناقل البحري بالتزاماته المتعلقة بالمحافظة على البضاعة ‪ ،‬أو خطأ الشاحن في التغليف ‪.‬‬

‫‪_1‬أحمد محمود حس ن ن ننني‪ ،‬القانون الدولي البحري للبض ن ن ننائع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬منش ن ن ننأة المعارف‪ ،‬اإلس ن ن ننكندرية‪ ،1989،‬ص‬
‫‪.243‬‬
‫‪_ René Rodière –Emmanuel du Pontavice, 12 édition, 1997, Dalloz Delta, para373, p352. 2‬‬
‫‪_3‬عبد الرحمن س ن ننليم‪ ،‬ش ن ننروط اإلعفاء من المس ن ننؤولية‪ ،‬جامعة اإلس ن ننكندرية‪ ، 1956 ،‬ص‪ -368‬نفس التعريف جاء به‬
‫ممثل الوفد البلجيكي و الفرنس نني في المؤتمر الدبلوماس نني المنعقد بتاري ‪ 19‬أكتو ر ‪ ،1923‬بمناس ننبة التحض ننير التفاقية‬
‫بروكس ننل لس نننة ‪ ،1924‬أنظر‪The travaux préparatoires of the Hague rules and of the Hague-‬‬
‫‪Visby rules, CMI‬‬
‫‪_4‬حكم مشار إليه في‪ :‬أحمد محمود حسني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.243‬‬
‫‪ _5‬كمال حمدي‪ ،‬مسن ن ن ننؤولية الناقل البحري للبضن ن ن ننائع في قانون التجارة البحرية رقم ‪ 8‬لسن ن ن نننة ‪ ،1990‬منشن ن ن ننأة المعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،1995 ،‬ص‪ 103‬وص ‪.104‬‬
‫‪230‬‬
‫العدد الســابع‬ ‫املجلة الجزائرية للقانون البحري والنقل‬

‫و ترجع الكلمة األخيرة في تحديد نسبة العجز المتسامح فيه ألعراف ميناء الوصول ‪ ،‬هذا األخير‬
‫الذي يعد المكان األنس ن ن ننب لقيام الخبراء باإلطالع على حجم العجز و ر طه بطبيعة البض ن ن نناعة و‬
‫الظروف الجوية التي واجهت الرحلة البحرية‪.1‬‬
‫‪ _2‬كيفية حساب عجز الطريق و التعويض عليه في حال تجاوزه الحد المسموح به‪:‬‬
‫سنننتطرق في هذا العنصننر إلى كيفية حسنناب عجز الطريق و التعويض عليه في حال تجاوزه الحد‬
‫المسموح به في ظل غياب أي تفسير من الناقل البحري‪.‬‬
‫أ_ كيفية حساب عجز الطريق‪:‬‬
‫بعد تحديد نس ن ننبة عجز الطريق في ميناء الوص ن ننول ‪ ،‬يقوم الناقل البحري بإثبات أن النقص في‬
‫البض ن نناعة أقل أو يس ن نناوي نس ن ننبة العجز المتس ن ننامح فيه‪ ،‬إال أن النقطة التي أثارت الكثير من النقاش‬
‫كانت حول كيفية تطبيق نسبة العجز على البضاعة باختالف طبيعتها ؟‪.‬‬
‫ال تثير بضاعة الصب (‪ )En vrac‬أي إشكال في كيفية حساب العجز‪ ،‬إذ تطبق النسبة مباشرة‬
‫على مجموع البضاعة المثبتة في سند الشحن‪.2‬‬
‫على خالف البضن ن نناعة المغلفة في شن ن ننكل طرود‪ ،‬التي تحيل إلى فرضن ن ننيتين ‪ ،‬الفرضن ن ننية األولى‬
‫يكون الحساب على أساس البضاعة جملة‪ ،‬أو الفرضية الثانية حساب العجز على أساس الطرد‪.‬‬
‫يرى الدكتور ‪ Claude Chaiban‬أن تطبيق نس ن ن ن ننبة العجز على البض ن ن ن نناعة المثبتة في س ن ن ن ننند‬
‫الش ن ننحن جملة س ن ننيفرغ عجز الطريق من مض ن ننمونه و يحوله إلى مفهوم آخر يتعلق بالتأمين المعبر‬
‫عنه بنسبة الضرر التي تعتري البضاعة و التي يمتنع المؤمن عن تغطيتها بعقد التأمين إال باتفاق‬
‫مسبق بينه و بين المؤمن له )‪ ، ( Franchise‬مضيفا في األخير أن حساب العجز ال يكون إال‬
‫بتطبيق النس ننبة الم وية على كل طرد على حدا‪ ،3‬و هذا ما أقرته محكمة االس ننت ناف الفرنس ننية ‪Aix‬‬
‫بقولها أن طموح الناقل البحري من وراء توزيع الهالك على البض ن ن ن ن ن نناعة جملة هو إثبات أن نس ن ن ن ن ن ننبة‬
‫النقص التي أص ننابت البض نناعة أقل أو أص ننغر من نس ننبة العجز المتس ننامح فيه‪ ،‬و بالتالي ال يمكن‬
‫تبرير هذا التصرف بحجة أن حساب العجز على أساس كامل البضاعة سيؤدي حتما إلى المفهوم‬
‫المتعلق بالتأمين ( ‪.4)Franchise‬‬

‫‪1‬‬
‫‪_ Pierre Bonassies- Christian Scapel, op cite, para1087, p 692 et p 693.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪_ Claude Chaiban, op cité, para 725, p299.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪_ Ibid, para 726, p300.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪_ Appel Aix, 13 octobre 1959, DMF 1960.‬‬
‫‪231‬‬
‫العدد الســابع‬ ‫املجلة الجزائرية للقانون البحري والنقل‬

‫تس ن ن ن ن نناؤل آخر على قدر كبير من األهمية يدور حول كيفية حس ن ن ن ن نناب عجز الطريق في حال‬
‫اجتماع بضاعة صب مع بضاعة معبأة في طرود في رحلة بحرية واحدة؟‪.‬‬

‫يجب التفريق بين حالتين‪ ،‬األولى تكون في حال إدراج ر ان السن ننفينة في سن ننند الشن ننحن الوزن‬
‫الكلي أو الحجم الكلي للبض نناعة دون تمييز بين ما هو ص ننب و ما هو طرد‪ ،‬هنا يتم تطبيق نس ننبة‬
‫العجز على كامل البضن ن ن نناعة دون تمييز بين طبيعتها‪ ،‬أما الحالة الثانية فتكون في حال تحديد ر ان‬
‫السفينة في سند الشحن حجم أو وزن البضاعة المغلفة في شكل طرود و في المقابل حجم أو وزن‬
‫البضن نناعة الصن ننب ‪ ،‬في هذه الحالة تطبق نسن ننبة العجز طردا بطرد على البضن نناعة المغلفة في شن ننكل‬
‫طرود ‪ ،‬و على كامل الوزن أو الحجم بالنس ن ن ن ن ن ننبة للبض ن ن ن ن ن نناعة الص ن ن ن ن ن ننب‪ ،‬كما ال يمكن للناقل البحري‬
‫التعويض بنسننبة عجز الطريق في البضنناعة الصننب النقص في الوزن الذي اعترى البضنناعة المغلفة‬
‫في شكل طرود‪.1‬‬
‫ب_ كيفية التعويض على عجز الطريق في حال تجاوزه الحد المسموح به‪:‬‬
‫انقسمت اآلراء إلى قسمين ‪ ،‬القسم األول هو رأي الفقه الذي يتزعمه الفقيه ‪René Rodière‬‬
‫‪ ،‬الذي يرى أن ارتفاع نسبة العجز تنفي عن الناقل البحري قرينة عدم ارتكابه ألي خطأ‪ ،‬و بالتالي‬
‫عدم إمكانيته االس ن ننتفادة من اإلعفاء من المس ن ننؤولية عن عجز الطريق و تعويض ن ننه الكامل للض ن ننرر‬
‫الحاصل للبضاعة‪ ،‬فمثال شحنة من الذرة تقدر ب ن ن ن‪ 100‬وحدة و نسبة عجز الطريق المتسامح فيها‬
‫تقدر ب ن ن ن ن ن ن ن ن ن‪ ، %1‬إذ من المفترض وصول ‪ 99‬وحدة إلى ميناء التفريغ بعد احتساب نسبة العجز ‪ ،‬و‬
‫لكن في حال وصول ‪ 95‬وحدة أي بعجز ‪ 5‬وحدات (‪ ،)%5‬فإن الناقل البحري وفقا لهذا الرأي يعد‬
‫مسؤوال عن كامل العجز المسجل أي ‪ 5‬وحدات و ليس ‪ 4‬وحدات فقط‪.2‬‬
‫أما القسن ن ن ن ن ن ننم الثاني فهو رأي القضن ن ن ن ن ن نناء ‪ ،‬الذي بدا مترددا في تحديد كيفية التعويض عن عجز‬
‫الطريق الذي تجاوز الحد المتسن ننامح فيه‪ ،‬فبعض األحكام رأت أن الناقل البحري ال يتحمل إال نسن ننبة‬
‫الهالك الناتج عن خط ه دون احتساب قيمة عجز الطريق (المثال السابق ال يتحمل إال ‪ 4‬وحدات )‪،‬‬
‫و هذا ما أيدته غرفة التحكيم البحرية بباريس بتاري ‪ 28‬سن ن ن ن ن ن ننبتمبر ‪ ،1981‬حيث رأت أن ظروف‬
‫الشن ن ننحن و التفريغ‪ ،‬خصن ن ننائص البضن ن نناعة ‪ ،‬مدة الرحلة البحرية‪ ،‬و الظروف المناخية ‪ ،‬كلها عوامل‬
‫تفسن ن ن ن ننر أنه لكل ميناء طريقة محددة في تقدير عجز الطريق‪ ،‬هذا العجز المعبر عنه بنسن ن ن ن ننبة هالك‬

‫‪1‬‬
‫‪_ Claude Chaiban, op cité, para 727, p301 et p302.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪_ René Rodière, op cite, para373, p322 et p323.‬‬
‫‪232‬‬
‫العدد الســابع‬ ‫املجلة الجزائرية للقانون البحري والنقل‬

‫محددة تجعله عاديا‪ ،‬و عليه إذا تجاوزت نسبة الهالك نسبة عجز الطريق‪ ،‬فإن الناقل البحري ملزم‬
‫فقط بجبر الضرر الناتج عن الفرق بين الهالك الكلي و عجز الطريق‪.1‬‬

‫في حين أقرت المحكمة التونسن ن ن ن ن ننية في حكم لها بتاري ‪ 27‬نوفمبر ‪ 1999‬أن الناقل البحري ال‬
‫يمكنه إثارة عجز الطريق كسبب من أسباب اإلعفاء من المسؤولية أمام جسامة الضياع الذي أصاب‬
‫البضاعة المنقولة‪.2‬‬
‫‪_3‬عجز الطريق و تحفظات الناقل البحري ‪:‬‬
‫ال تكتس ن ن ن نني التحفظات أهمية بالغة بالنس ن ن ن ننبة للطبيعة األص ن ن ن ننلية للبض ن ن ن نناعة التي ينتج عنها عجز‬
‫الطريق‪ ،‬لكون هذا العجز غالبا ما ترجع أس ن ننبابه للرحلة البحرية‪ ،3‬باإلض ن ننافة للعلم المس ن ننبق للش ن نناحن‬
‫بحسن ن نناسن ن ننية بضن ن نناعته لظروف النقل البحري‪ ،‬و كذا المرسن ن ننل إليه الذي يتنبأ بالعجز الذي قد يعتري‬
‫البضنن نناعة المس ن ننلمة إليه من طرف الناقل البحري ‪ ،‬و مع ذلك فإن الناقل ملزم حتى في حال غياب‬
‫التحفظات بإثبات أن العجز أو الضن ننرر الذي حصن ننل للبضن نناعة يعود لطبيعتها الخاصن ننة و ذلك في‬
‫مواجهة الش نناحن و المرس ننل إليه على حد سن نواء‪ ،‬و إن كانت النقطة األس نناس ننية التي تثار أكثر في‬
‫مسن ننألة اإلثبات ليسن ننت طبيعة البضن نناعة في حد ذاتها و إنما عدم تكيف هذه البضن نناعة مع ظروف‬
‫النقل البحري ‪ ،‬و إخالل الناقل البحري بالتزام تقديم النصن ننيحة للشن نناحن لتجنيبه األخطار الناتجة عن‬
‫عدم التكيف‪ ،‬بشرط عدم احترافية الشاحن و جهله بمقتضيات النقل البحري‪.4‬‬

‫الخاتمة ‪:‬‬
‫العيب الذاتي للبض ن ن نناعة و عجز الطريق س ن ن ننببين عامين إلعفاء الناقل البحري من المس ن ن ننؤولية‪،‬‬
‫يتقاسن ننمهما القانون البحري مع أنظمة قانونية تنظم أنواع نقل أخرى على غرار النقل البري و النقل‬
‫الجوي على الخصن ننوص و القواعد العامة على العموم‪ ،‬و كانت اتفاقية بروكسن ننل السن ننباقة في النص‬
‫على هاتان الحالتان من حاالت اإلعفاء من المسن ن ننؤولية تبعها في ذلك القانون البحري الجزائري و‬

‫‪1‬‬
‫‪_ Sentence CAMP n°421, 28 septembre 1981, DMF 1982.440, cité par Philippe‬‬
‫‪Delebecque, para752, p533.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪_ Abdelkrim KOUKA , le contrat de transport maritime de marchandises en France et en‬‬
‫‪Tunisie : Théories et Pratiques, 2011, Université Panthéon-Assas, p281.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪_ Claude Chaiban, op cité, para 728, p301 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪_ Pierre Bonassies- Christian Scapel, op cite, para 1088, p694 et p695.‬‬
‫‪233‬‬
‫العدد الســابع‬ ‫املجلة الجزائرية للقانون البحري والنقل‬

‫القانون البحري الفرنسن ن ن ن ن ن نني ‪ ،‬لتعاود الظهور في أحدث اتفاقية دولية للنقل البحري أال و هي قواعد‬
‫روتردام ‪ ،‬بعد إلغائها من طرف اتفاقية هامبورغ إلى جانب حاالت أخرى من اإلعفاء‪.‬‬
‫إال أن هذه التش ن ن نريعات البحرية س ن ن نواء الدولية أو الداخلية لم تتطرق إلى كل الجوانب القانونية للعيب‬
‫الذاتي للبض نناعة و عجز الطريق كس ننببين إلعفاء النقل البحري من المس ننؤولية ‪ ،‬فاس ننحة المجال أما‬
‫الفقه و القضن ن ن ن ن ن نناء المقارن للخوض في مختلف النقاط القانونية التي تثيرهما هاتين الحالتين‪ ،‬انطالقا‬
‫من التعريف مرو ار بنظام اإلثبات وصوال إلى الحلول المقترحة في حال اقتران هاتين الحالتين بخطأ‬
‫الناقل البحري‪.‬‬
‫لتظل هذه األس ننباب المتعلقة بالبض نناعة أحد أكثر الحاالت إثارة من طرف الناقل البحري في س ننبيل‬
‫استفادته من اإلعفاء من المسؤولية ‪.‬‬
‫قائــــمة المراجــــــع‬
‫‪-I‬المراجع باللغة العربية‬
‫أوال_المؤلفات‪:‬‬
‫‪ .1‬أحمد محمود حسني‪ ،‬التعليق على نصوص اتفاقية هامبورغ الخاصة بنقل البضائع بحرا لسنة ‪ ،1978‬منشأة‬
‫المعارف باإلسكندرية‪.1989 ،‬‬
‫‪ .2‬أحمد محمود حسني‪ ،‬القانون الدولي البحري للبضائع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪. 1989 ،‬‬
‫‪ .3‬بسعععععيد مراد‪ ،‬عقد النقل البحري للبضععععائع ونقا للقانون البحري ال اائري و ااتفاقيات الدولية‪ ،‬رسععععالة لنيل‬
‫شهادة الدكتوراه ني القانون الخاص‪ ،‬امعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬السنة ال امعية ‪.2013 -2012‬‬
‫‪ .4‬عبد الرحمن سليم‪ ،‬شروط اإلعفاء من المسؤولية‪ ،‬امعة اإلسكندرية‪. 1956 ،‬‬
‫‪ .5‬كمال حمدي‪ ،‬عقد الشحن و التفريغ ني النقل البحري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.2002 ،‬‬
‫‪ .6‬كمال حمدي‪ ،‬مسععععععؤولية الناقل البحري للبضععععععائع ني قانون الت ارة البحرية رقم ‪ 8‬لسععععععنة ‪ ،1990‬منشععععععأة‬
‫المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.1995 ،‬‬
‫‪ .7‬محمد نعيم علوه‪ ،‬موسعععععععوعة القانون الدولي العام‪-‬القانون البحري‪ ،‬ال اء الخامس‪ ،‬الطبعة األولى‪ ، ،‬مركا‬
‫الشرق األوسط الثقاني‪ ،‬بيروت‪.2012،‬‬
‫‪ .8‬م دوب سععععععممة محمود‪ ،‬القانون الت اري البحري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار ليداء للنشععععععر و التوايع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2017‬‬
‫ثانيا_االتفاقيات الدولية و القوانين‪:‬‬
‫‪ .1‬معاهدة بروكسععل الخاصععة بتوحيد بعض القواعد المتعلقة بسععندات الشععحن لسععنة ‪ ، 1924‬و التي تعرف باسععم‬
‫قواعد اهاي‪ ،‬دخلت حيا النفاذ دوليا عام ‪ ، 1931‬صادقت ال اائر على معاهدة بروكسل دون تعديمتها ‪،‬‬
‫بمو ب المرسوم رقم‪ 71 / 64‬المؤرخ ني ‪ 2‬مارس ‪ 1964‬ال ريدة الرسمية رقم ‪.28‬‬
‫‪ .2‬اتفاقية األمــــــم المتحدة لنقل البضائــع بطريـق البــحر لسنة ‪ " 1978‬أو معـاهدة هامبورج ‪ ،‬دخ ـلت حيا‬
‫النفاذ ني ‪ 1‬نونمبر ‪ ،1992‬لم تصادق عليها ال اائر ‪.‬‬
‫‪ .3‬اتفاقية األمم المتحدة المتعلقة بعقود النقل الدولي للبضعائع عن طريق البحر كليا أو ائيا و التي تعرف بقواعد‬
‫روتردام لسنة ‪ ،2008‬لم تدخل حيا النفاذ‪.‬‬
‫‪ .4‬األمر رقم ‪ 80_76‬المؤرخ ني ‪ 23‬أكتوبر ‪ 1976‬المتضمن القانون البحري ‪ ،‬ال ريدة الرسمية العدد ‪.29‬‬
‫‪ _II‬المراجع باللغة الفرنسية ‪:‬‬
‫‪A-Les Ouvrage :‬‬

‫‪234‬‬
‫العدد الســابع‬ ‫املجلة الجزائرية للقانون البحري والنقل‬
1. Abdelkrim KOUKA , le contrat de transport maritime de marchandises en France
et en Tunisie : Théories et Pratiques, , Université Panthéon-Assas, 2011.
2. Claude Chaiban, Clause légal d’exonération du transporteur maritime dans le
transport de marchandise, Tome XIII, librairie générale de droit et de
jurisprudence, paris,1965.
3. Phillipe Delebecque, Droit maritime, 13 ème édition, DALLOZ, 2014.
4. Pierre Bonassies- Christian Scapel , droit maritime, LGDJ, 2006.
5. René Rodière, Droit maritime,7ème édition , Dalloz, 1977.
6. René Rodière –Emmanuel du Pontavice, 12 édition, , Dalloz Delta, 1997.
7. The travaux préparatoires of the Hague rules and of the Hague-Visby rules,
CMI.
B-Les articles :
1. Guy Lefebvre, L’obligation de navigabilité et le transport maritime sous
connaissement ; Les Cahiers de droit, vol. 31, n° 1, 1990, p98. Site internet :
https://www.erudit.org/revue/cd/1990/v31/n1/043002ar.pdf
2. Pascal Polère, précision sur les conséquences de l’absence de réserves en droit
maritime, ,p 3, site internet : www.fortune –de mer.com .
3. Sandrine SANA-CHAILLE DE NÉRÉ, Impact de l’abstention volontaire de
réserves, soulevée par le chargeur, sur la possibilité pour le transporteur de
s’exonérer de sa responsabilité , cour de cassation (Ch. com.), 3 MAI 2006, DMF
2006.677.
4. William tetley, buée de cale, DMF 1964.
C-Législations et recueils de jurisprudences française :
1. la loi n°66-420 du 18 juin 1966 sur les contrats d’affrètement et de transport
maritimes.
2. Appel Aix, 13 octobre 1959, DMF 1960.
3. cour de cassation Rouen, DMF 1953-1966،
4. Aix.1 mars 1974 DMF 1974.610 .
5. Sentence CAMP n°421, 28 septembre 1981, DMF 1982.440.
6. Transport sous connaissement/ Transporteur / Responsabilité / Cas exonératoire
/ Buée de cale / Vice propre de marchandise /Affrètement à temps / Armateur /
Responsabilité / Buée de cale /Vice apparent du navire,1986-3. pp. 337-345, site
internet : http://www.persee.fr/doc/juro_0243-069_1986_num_10_3_4314
7. Chambre arbitrale maritime de Paris, Sentence 1137 du 1er mars 2007, DMF
2008.693.
.

235

You might also like