You are on page 1of 7

‫مقدمة‪:‬‬

‫يحكم سريان القاعدة القانونية الجنائية من حيث المكان ثالث مبادئ قانونية أسياسية يكمل كل واحد منها‬
‫األخر‪ ،‬و تتمثل هذه المبادئ في‪ :‬مبدأ اإلقليمية‪ ،‬مبدأ الشخصية‪ ،‬مبدأ العينية‪ ،‬اإلضافة الى مبدأ فيقهي أخر‬
‫احتياطي يعرف بمبدأ العالمية‪ ،‬و هذا ما سوف نتطرق له فيما يأتي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مبدأ إقليمية قانون العقوبات‪:‬‬
‫حيث نتطرق في المطلب األول‪ ،‬إلى مفهوم مبدأ إقليمية قانون العقوبات‪ ،‬أما المطلب الثاني فنخصصه‬
‫للجرائم التي ترتكب على ظهر السفن أو على متن الطائرات‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف مبدأ إقليمية قانون العقوبات‪:‬‬
‫يقصد به وجوب تطبيق قانون العقوبات على جميع الجرائم التي ترتكب في إقليم الدولة الجزائرية سواء تعلق‬
‫األمر باإلقليم األرضي أو الجوي أو البحري ‪ ،‬ذلك أيا كان مرتكبها وطنيا كان أو أجنبيا و نتيجة ذلك فإن قانون‬
‫العقوبات الجزائري ينطبق على كافة الجرائم التي ترتكب في إقليم الدولة دون أن ينازعه في ذلك قانون أي دولة‬
‫أجنبية‪ ،1‬و من ناحية أخرى فإن مقتضى هذا المبدأ أن القوانين بوجه عام تتعلق بسيادة الدولة و قانون العقوبات‬
‫بوجه خاص هو مظهر من مظاهر هذه السيادة ‪ ،‬و سيادة الدولة محصورة في إقليمها ‪ ،‬فسلطتها في التجريم و‬
‫العقاب و تحقيق أهدافها من وراء ذلك بصيانة األمن العام و النظام في مجتمعها السياسي ‪ ،‬و حماية المجتمع‬
‫و األفراد ‪ ،‬تنصب على ما يقع بداخل هذا اإلقليم من األفعال الضارة أو الخطرة ‪ ،‬بمعنى أن القانون يسري على‬
‫الجرائم التي تقع في اإلقليم السياسي‪. 2‬‬
‫الفرع األ ول‪ :‬تحديد إقليم الدولة‪:‬‬
‫إن إقليييم الدوليية وحييده ه تحييدده إه قليية ميين ق يوانين العقوبييات و إنمييا يكتفييي عييادة فييي تحديييده بأحكييام القييانون‬
‫الدولي العام التي تنص على أن إقليم الدولة يشمل ما يأتي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المجال البري‪:‬‬
‫أي المسيياحة األرضييية بحييدودها السياسييية و الج رافييية ‪ ،‬شيياملة فييوق األرا الترابييية و مييا تحتهييا ميين ثييروات‬
‫طبيعية أو صناعية ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المجال البحري‪:‬‬
‫أي المسييافة بييين ش يواطئها و البحيير العييام ‪ ،‬و تحييددها الق يوانين الوطنييية و اإلتفاقيييات الدولييية و فييي الج ازئيير‬
‫حددت المياه اإلقليمية بي‪ 12‬ميال بحريا أي ما يساوي ‪ 22‬كلم و ‪ 328‬متر ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المجال الجوي‪:‬‬
‫هو الفضاء الذي يعلو إقليم الدولة من أرا و مياه إقليمية ‪ ،‬و هو مجاه ه يتقيد بإرتفاع محدد ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬عادل قورة‪ :‬حماضرات يف قانون العقوبات ‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬اجلزائر ‪ ،‬ص ‪. 55‬‬
‫‪ - 2‬د ‪ .‬إسحاق إبراهيم منصور‪ :‬األصول العامة يف قانون العقوبات ‪ " ،‬اجلنائي العام " ‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬اجلزائر ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تحديد مكان إرتكاب الجريمة‪:‬‬
‫إن تحديد مكان إرتكاب الجريمة يكون بتحديد المكان الذي تحقق فيه ركنها المادي بكامله أو جزء منه فقط ‪،‬‬
‫فإذا تحقيق اليركن الميادي بأكمليه فيي إقلييم الدولية بيأن باشير الجياني نشياطه اإلج ارميي و تحققيت النتيجية فيي إقلييم‬
‫الدولة كيان لهيذه الدولية وهيية تطبييق قانونهيا لوقيوع الجريمية فيي إقليمهيا و مثاال ذليك أن يطليق الجياني الرصياص‬
‫عليه فيرده قتيال في ذات إقليم الدولة‪ ،1‬و لكن يكفي لتحدييد مكيان وقيوع الجريمية فيي إقلييم الدولية أن يتحقيق جيزء‬
‫فقييط ميين الييركن المييادي فييي إقليمهييا فيكفييي أن يقييع السييلوك اإلج ارمييي دون أن تتحقييق النتيجيية اإلجرامييية فييي إقليييم‬
‫الدولة أو أن تتحقق النتيجة اإلجرامية و لو إرتكب الفعل خارج اإلقليم فالجريمة تعد مرتكبة في إقليم الدولة التيي‬
‫تحقق فيها أي جزء من أجزاء الركن المادي كمن يعطي الجاني سم بطيء للمجني عليه في إقليم دولة ثيم تحيدث‬
‫الوفيياة فييي إقليييم دوليية أخييرى و تبرييير ذلييك أن إرتكيياب أي جييزء ميين الييركن المييادي للجريميية يحييدث خلييال بيياألمن و‬
‫النظييام فييي إقليييم كييل دوليية و قييد نصييت المييادة ‪ 586‬ميين قييانون اإلج يراءات الجزائييية‪ 2‬علييى ذلييك علييى إعتبييار أن‬
‫الجريمة وقعت في إقليم الجمهورية و لو وقع جزء فقط من أركيان الجريمية فيي الج ازئير ‪ ،‬و يليزم أن يقيع جيزء مين‬
‫الركن المادي في إقليم الدولة و ه يكفي أن يكون ما فعله الجاني هو مجرد أعمال تحضيرية لجريمية إرتكبهيا فيي‬
‫إقليم دولة أخرى‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الجرائم التي ترتكب على ظهر السفن أو على متن الطائرات‪:‬‬
‫إن المكانة التي تتميز بها السفينة و الطائرة خصص لها المشرع قوانين و أحكام تتعلق بالجرائم التي ترتكب‬
‫على متنها ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الجنايات و الجنح التي تركب على متن السفن‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 590‬من قانون اإلجراءات الجزائيية عليى إختصياص القضياء الج ازئيري بالفصيل فيي الجناييات و‬
‫الجنح التي ترتكب في أعالي البحار على ظهر السفن التي ترفع العلم الجزائري أيا كانت جنسية مرتكيب الجريمية‬
‫كما يختص القضاء أيضيا بالفصيل فيي الجناييات و الجينح التيي ترتكيب فيي الميوانل الجزائريية عليى ظهير السيفن‬
‫التجارية األجنبية و يتضح من نص المادة ما يلي ‪:‬‬
‫البحار ‪ ،‬يسيري بشيأنها قيانون العقوبيات‬ ‫أوال ‪ :‬الجنايات والجنح التي تقع على ظهر السفن الجزائرية في عار‬
‫الجزائري‬
‫ثانيا ‪ :‬الجنايات و اجنح التي تقع على ظهر السفن التجارية األجنبية الراسية في موانئ الجزائر يسيري بشيأنها‬
‫قانون العقوبات الجزائري ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬إسحاق إبراهيم منصور‪ :‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 22 -21‬‬


‫‪ - 2‬و نصت املادة ‪ 586‬من قانون اإلجراءات اجلزائية على أن ﴿تعد مرتكبة يف اإلقليم اجلزائري كل جرمية يكون عمل من األعمال املميزة ألحد أركاهنا املكونة هلا قد مت‬
‫يف اجلزائر﴾ ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الجنايات و الجنح التي ترتكب على متن الطائرات‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 591‬من قانون اإلجراءات الجزائية فقرة ‪ 1‬على ما يليي ﴿ تختص الجهات القضاائية الجزائرياة‬
‫بنظر الجنايات و الجنح التي ترتكب على متن طائرات جزائرية أيا كانت جنسية مرتكب الجريمة ﴾‬
‫كما أنها تختص بنظر الجنايات و الجينح التيي ترتكيب عليى ميتن طيائرات أجنبيية إذا كيان الجياني أو المجنيي‬
‫عليه جزائري الجنسية أو إذا هبطت الطائرة بالجزائر بعد وقوع الجناية أو الجنحة و يالحظ من خيالل هيذا الينص‬
‫أن الوهية للقضاء الجزائري فتختص محاكمنا الوطنية بالنظر في الجرائم التي تقع على المتن الطائرات بشرط ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تقع الجريمة جناية أو جنحية عليى ميتن طيائرة جزائريية ‪ ،‬سيواء كيان الجياني أو المجنيي علييه جزائرييا‬
‫أو أجنبيا ‪.‬‬
‫‪ -2‬إن الجريمة التي تقع عليى ميتن طيائرة أجنبيية ه يخيتص بنظرهيا القيانون الج ازئيري إه إذا تيوفر أحيد مين‬
‫الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان الجاني جزائري الجنسية ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان المجني عليه جزائري الجنسية ‪.‬‬
‫‪ -‬أو إذا هبطت الطائرة بإحدى مطارات الجزائر عقب إرتكاب الجريمة‪. 1‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اإلستثناءات الواردة على مبدأ اإلقليمية‪:‬‬
‫سبق القول بأن مبدأ اإلقليمية يقتضي تطبيق القانون الجزائري على كل الجرائم التي تقع داخل إقليم الدولة ه‬
‫فرق بين أجنبي و جزائري‪ ،‬و قلنا بأن مبدأ اإلقليمية يشكل مظه ار مين مظياهر سييادة الدولية عليى إقليمهيا‪ ،‬إه أن‬
‫العييرف الييدولي جييرى علييى إسييتثناء بعييا األشييخاص ‪ ،‬و تتمتييع بعييا األجانييب بإعفيياءات قضييائية‪ ،‬و ه ي هء‬
‫األشخاص هم‪:‬‬
‫‪-1‬رئيس الدولة‪ :‬الذي يمتيمع بحصانة مستمدة من طرف العرف الدستوري‪.‬‬
‫‪-2‬أعضاء المجلس الشاعبي الاوطني‪ :‬أو النيواب‪ ،‬يتمتعيون بالحصيانة البرلمانيية المنصيوص عليهيا فيي الدسيتور‬
‫و ذلك لتمكين النائب من إبداء رأيه بكل حرية و في حالة إرتكاب النائب لجريمة تكون متابعته بإجراءات خاصية‬
‫تبدأ بنزع الحصانة عنه‪.‬‬
‫‪-3‬رؤساء الدول األجنبية‪ :‬يتمتعون بالحصانة الدبلوماسية المستمدة من القانون الدولي حيال إرتكيابهم جيرائم فيي‬
‫البالد التي يزورنها‪ ،‬و قد حدث سنة ‪ 1997‬أن قرر القضياء األمريكيي منيع محاكمية عين سيلطان برونااي بتهمية‬
‫إقدامه على إحتجاز ملكة جمال أمريكا في قصره‪ ،‬و ذلك بسبب تمتعه بالحصانة السياسية‪.‬‬
‫‪-4‬رجال السلك الدبلوماسي‪ :‬مثل الوزراء و السفراء و المبعوثين إذا إرتكبوا جرائم أثناء قيامهم بمهيام خيارج إقلييم‬
‫دولهم‪.2‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬عادل قورة‪ :‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 57-56‬‬


‫‪ - 2‬د ‪ .‬إسحاق إبراهيم منصور‪ :‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-5‬رجال القوات األجنبية‪ :‬المرابطة في التراب الوطني بموجب معاهدة أو إتفاق مع الدولة‪ ،‬و حصانتهم تنحصر‬
‫في حدود اإلقليم الذي يقيمون فيه‪.‬‬
‫‪-6‬موظفوا المنظمات الدولية‪ :‬حيث تنص إتفاقية مزايا و حصانات العاملين في األمم المتحدة سنة ‪ 1976‬على‬
‫نوعين من المزايا و الحصانة‪ ،‬فأعضاء البعثة الممثلين ألي دولية أميام هيئية األميم المتحيدة و م تمراتهيا يتمتعيون‬
‫بكل مزايا وحصانات أعضاء السلك الدبلوماسي‪ ،‬و أما الموظفون في الهيئة فنوعان األول‪ :‬يشمل السكرتير العيام‬
‫و مس يياعديه و أعض يياء محكم يية الع ييدل الدولي يية‪ ،‬و لهي ي هء حص ييانة البعث ييات الدبلوماس ييية‪ ،‬و الث يياني يش ييمل ب يياقي‬
‫الموظفين و لهم حصانة وظيفية فقط‪ ،‬و قد أخذ هحقا بهذه القواعد بشأن المنظمات المتخصصية كمنظمية العميل‬
‫الدولية و اليونسكو و البنك الدولي للتعمير‪.‬‬
‫و قييد وضييعت جامعيية الييدول العربييية سيينة ‪ 1953‬إتفاقييا لحصييانات العيياملين فيهييا مقتبسييا ميين إتفاقييية األمييم‬
‫المتحدة و هي تقضي باإلعتراف بالحصانة الدبلوماسية كممثلي الدول األعضاء و األميين العيام و كبيار ميوظفي‬
‫الجامعة و عائالتهم و ل يرهم من الموظفين‪.1‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المبادئ اإلحتياطية لتطبيق قانون العقوبات‪:‬‬
‫بعد أن تطرقنا فيما سبق إلى مبدأ إقليمية النص الجنائي نتناول في هذا المبحث المبادئ اإلحتياطية التي‬
‫يستعين بها القاضي إلى جانب المبدأ األصلي﴿ مبدأ إقليمية النص الجنائي ﴾ إلحكام الطوق القانوني حول‬
‫الجريمة و هذه المبادئ مستقرة تأخذ بها التشريعات الوضعية و نتناول في ذلك ما يلي‪: 2‬‬
‫المطلب األول‪:‬مبدأ شخصية النص الجنائي‪:‬‬
‫و نتطرق فيه إلى مفهوم المبدأ في الفرع األول‪ ،‬أما بالنسبة للفرع الثاني فنخصصه لمبدأ تطبيق مبدأ‬
‫الشخصية في قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المقصود بهذا المبدأ‪:‬‬
‫يقصد بهذا المبدأ أن نصوص قانون العقوبات تطبق عليى كيل ميا يحميل جنسيية الدولية و ليو إرتكيب الجريمية‬
‫خارج إقليمها كما تطبق نصوصه على كل جريمة يكون المجني عليه فيها متمتعيا بجنسيية الدولية و كيان مرتكيب‬
‫الجريمة أجنبيا إرتكبها خارج إقلييم الدولية و تكمين أهميية هيذا المبيدأ فيي كونيه مكميل مبيدأ إقليميية قيانون العقوبيات‬
‫من حيث أنه ي دي إلى عدم فرار الجاني من العقاب إذا إرتكب جريمته خارج إقليم الدولة التي يحمل جنسيتها ثم‬
‫بعد ذلك إلى إقليمها ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تطبيق هذا المبدأ في قانون العقوبات الجزائري‪:‬‬
‫ميز قانون العقوبات الجزائري فيما إذا كانت الواقعة التي إرتكبها الجزائري في الخارج هي جناية أو جنحة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬إسحاق إبراهيم منصور‪ :‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.26‬‬


‫‪ - 2‬د ‪ .‬عبد هللا سليمان‪ :‬شرح قانون العقوبات اجلزائري ‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬اجلزائر ‪ ،‬ص ‪. 109‬‬
‫‪4‬‬
‫أوال‪ :‬الجناية‪:‬‬
‫نصييت المييادة ‪ 582‬ميين قييانون اإلجيراءات الجزائييية ﴿ كاال واقعااة موصااوفة بننهااا جنايااة معاقااب عليهااا ماان‬
‫القانون الجزائري إرتكبها جزائري في خارج إقليم الجمهورية يجوز أن تتابع و يحكم فيها في الجزائر‪.‬‬
‫غير أنه ال يجوز أن تجري المتابعة أو المحاكمة إال إذا عاد الجاني إلى الجزائر و لم يثبت أنه حكام علياه‬
‫نهائيا في الخارج و أن يثبت في حالة الحكم باإلدانة أنه قضى العقوبة أو سقطت عنه بالتقادم أو حصل على‬
‫العفو عنها ﴾‬
‫و تحكم هذه الواقعة بشروط هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون الواقعة مرتكبة جنائيا‬
‫‪ - 2‬أن يرتكبها جزائري ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أن ترتكب الجناية خارج اإلقليم الجزائري ‪.‬‬
‫‪ -4‬ه يجوز محاكمة المتهم بهذه الجناية إه إذا عاد إلى وطنه ‪.‬‬
‫‪ - 5‬يجب أن ه يكون المتهم قد حكم عليه نهائيا في الخارج إذ ه يجوز محاكمته على واقعة واحدة مرتين‬
‫ثانيا‪ :‬الجنحة‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 583‬من قانون اإلجراءات الجزائية ﴿ كل واقعة موصوفة بننها جنحة ساواء فاي نظار القاانون‬
‫الجزائري أم في نظر تشريع القطار الاذي إرتكبات فياه يجاوز المتابعاة مان أجلهاا و الحكام فيهاا فاي الجزائار إذا‬
‫كان مرتكبها جزائريا ‪.‬‬
‫و ال يجوز أن تجري المحاكمة أو يصدر الحكم إال بالشروط المنصوص عليها في الفقرة الثانية من المادة‬
‫‪.﴾ 582‬‬
‫و تحكم هذه الواقعة شروط هي‪: 1‬‬
‫‪ - 1‬يجب أن تكون الواقعة جنحة منصوص عليها في القانون الجزائري أو األجنبي ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ترتكب الواقعة في الخارج ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أن يكون مرتكب الجنحة جزائري سواء قبل إرتكاب الجريمة أو بعد إقتراف الجريمة‪.‬‬
‫‪ -4‬هيجييوز المتابعيية و المحاكميية إه بالشييروط المنصييوص عليهييا فييي الفق يرة ‪ 2‬ميين المييادة ‪ 582‬ميين قييانون‬
‫اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫هناك شرط خاص بالجنح إذا كانت الجنحة مرتكبية ضيد األفيراد فيال يجيوز المتابعية فيهيا إه بنياءا عليى طليب‬
‫النيابة العامة بعد إخطارها بشكوى من الشخص المضرور أو ببالغ من سلطات القطر الذي إرتكبت الجريمة فيه‬
‫المادة ‪. 2 3/583‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬عبد هللا سليمان‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 110‬‬


‫‪ - 2‬و نصت املادة ‪ 3/583‬ق‪.‬إ‪.‬ج على أنه ﴿ و عالوة على ذلك فال جيوز أن جتري املتابعة يف حالة ما إذا كانت اجلنحة مرتكبة ضد األفراد إال بناء على طلب النيابة‬
‫بعد إخطارها بشكوى من الشخص املضرور أو ببالغ من سلطات القطر الذي إرتكبت اجلرمية فيه ﴾ ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مبدأ عينية النص الجنائي‪:‬‬
‫و نتطرق فيه إلى مفهوم المبدأ في الفرع األول‪ ،‬أما بالنسبة للفرع الثاني فنخصصه لمبدأ تطبيق مبدأ العينية‬
‫في قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم مبدأ عينية النص الجنائي‪:‬‬
‫يقصد بهذا المبدأ أي مبدأ عينية النص الجنائي تطبيقه عليى جريمية تميم أمين الدولية و مصيالحها األساسيية‬
‫أينميا كيان إرتكابهيا أو جنسيية مين إرتكبهيا فمعييار تطبييق الينص الجنيائي هيو أهميية المصيلحة التيي يعتيدي عليهيا‬
‫الجياني و مساسيها بكييان المجتميع و أساسيه هيو حيرص كيل اليدول عليى اليدفاع عين مصيالحها األساسيية ميين أي‬
‫إعتداء أينما كان إرتكابه أو جنسيته مرتكبها ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تطبيق مبدأ العينية في قانون العقوبات الجزائري‪:‬‬
‫حييدد الش ييارع الج ازئييري ف ييي المييادة ‪ 588‬م يين قييانون اإلجي يراءات الجزائييية عل ييى الج يرائم الت ييي تخضييع للق ييانون‬
‫الجزائري أيا كان مكان إرتكابها أو جنسية مرتكبها لهذه الجرائم ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الجنايات و الجنح ضد أمن الدولة‪:‬‬
‫و هي منصوص عليها في الفصل األول من الباب األول من الجزء الثاني من قانون العقوبات و تشمل‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الخاص بجرائم الخيانة و التجسم من المادة ‪ 61‬إلى غاية المادة ‪ 64‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬يتضمن جرائم التعدي األخرى على الدفاع اليوطني أو اإلقتصياد اليوطني مين الميادة ‪ 65‬إليى غايية‬
‫المادة ‪ 76‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬الخاص باإلعتداءات و الم امرات و الجرائم األخرى ضد سلطة الدولة و سيالمة أرا اليوطن مين‬
‫المادة ‪ 77‬إلى غاية المادة ‪ 83‬من قانون العقوبات ‪.‬‬
‫القساام الرابااع‪ :‬الخيياص بجيرائم التقتيييل و التخرييب المخليية بالدوليية ميين المييادة ‪ 84‬إليى غاييية المييادة ‪ 87‬ميين قييانون‬
‫العقوبات‪.‬‬
‫القسم الخامس ‪ :‬الخاص بجناييات المسياهمة فيي حركيات التميرد مين الميادة ‪ 88‬إليى غايية الميادة ‪ 90‬مين قيانون‬
‫العقوبات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المادتين ‪ 198-197‬من قانون العقوبات‪:‬‬
‫الخاصييتين بتزوييير النقييود و ترويجهييا و يكفيي أن يييأتي الجيياني أحييد هييذه الج يرائم المشييار إليهييا سيواء بوصييف‬
‫الفاعل أو الشريك أو في أي إقليم كان سواء كان معاقبا عليها طبقا لقانون الدولة األجنبية أو غير معاقب عليه‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مبدأ عالمية النص الجنائي‪:‬‬
‫و فيه نتطرق إلى تعريف هذا المبدأ‪ ،‬ثم إلى موقف المشرع الجزائري منه‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف مبدأ العالمية‪:‬‬
‫يقصييد بهييذا المبييدأ وجييوب تطبيييق قييانون العقوبييات علييى مرتكبييي الج يرائم أينمييا حل يوا و أينمييا وجييدوا بمجييرد‬
‫القييبا عليييهم أينمييا ارتكبيوا الجريميية أي هييو محاوليية دولييية لمتابعيية كييل الجنيياة الييذين يرتكبييون الجيرائم و يضييرون‬

‫‪6‬‬
‫باليدول‪ ،‬بحيييث أن الييدول لييم تأخييذ علييى هييذا المبييدأ لكيين ه يمنييع أن تأخييذ باتفاقيييات دولييية و الدوليية الوحيييدة التييي‬
‫تأخذ أو تعمل بهذا المبدأ بلجيكا و كندا‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬موقف المشرع الجزائري من مبدأ العالمية‪:‬‬
‫لم يأخذ المشرع الجزائري بمبدأ عالمية النص الجنائي فيي قوانينيه الداخليية ‪ ،‬بحييث ليم يينص علييه فيي قيانون‬
‫العقوبات‪ ،‬و هذا المبدأ نادى به الفقهياء‪ ،‬و ييا حبيذا أن يأخيذ المشيرع الج ازئيري بمبيدأ عالميية الينص الجنيائي ألنيه‬
‫جدير باألخذ بهذا المبدأ‪.1‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬عادل قورة‪ :‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.64‬‬


‫‪7‬‬

You might also like